الثلاثة يحبونها بقلم شاهنده
وبيعتبروكى زي بنتهم بالظبط هيرضوا لإنهم عارفين إنك ملاك برئ تايه فى الدنيا ومحتاج أمان وعارفين برده إن إبنهم هو الوحيد اللى يقدر يحميكى يحافظ عليكى هيرضوا لإنهم متأكدين إن إبنهم مش بس بيحبك لأ ده بېموت فيكى كمان
تأملت عيونه العاشقة بعيون ظهر فيهم عشقه أخيرا عشقه الذى أخفته بين ضلوعها خوفا من أن تضعف وكادت أن تعلنها صريحة أحبك وسأتزوجك ولكنها لم تستطع أن تتفوه بتلك الكلمات فمازالت ترى أن رأفت هذا الطبيب العظيم سليل تلك العائلة العريقة يستحق أكثر من تلك الممرضة المطلقة والتى دعستها الحياة مرارا وتكرارا فلم تعد ترى فى نفسها سوى حطام إمرأة لتطرق برأسها قائلة فى حزن
قال رأفت
نهاد أنا مستح
قاطعته نهاد وهي تنظر إليه مشيرة بيدها إليه بالصمت قائلة
أرجوك يادكتور من فضلك نقفل الكلام فى الموضوع ده
تأمل قرنيتها العسليتين الدامعتين وهو يقول بتصميم
مش هقفل مستحيل أفقد الأمل أنا معاكى يانهاد ويا توافقى ياتوافقى الأيام أدامنا طويلة وأنا صبرى أطول
مش هتنزلى معايا أوصلك البيت
هزت رأسها نفيا قائلة
مش هروح دلوقتى شروق زي ما انت شايف تعبانة ومحتاجالى جنبها وخصوصا إن جوزها مسافر وملهاش حد زي حالاتى هبات معاها
إبتسم قائلا بعشق
أنا قلتلك قبل كدة إنى بحبك
طيب خلى بالك من نفسك ولو هتباتى بكرة كمان ياريت تعرفينى رقمى معاكى فياريت متبخليش علية بإنى أكون مطمن عليكى يانهاد لو سمحتى
رفعت إليه عيونها وهي تهز رأسها موافقة ليبتسم لها قبل أن يغادر لتغلق الباب خلفه وهي تضع يدها على خافقها تهدئ ضرباته القوية لتنتفض على صوت شروق وهي تقول
إلتفتت إليها نهاد وهيتأخذ نفسا عميقا ثم تقول بعتاب
وقفتى قلبى ياشروق
ثم تقدمت منها قائلة فى قلق
إنتى قمتى من السرير ليه بس دلوقتىإنتى لسة تعبانة
جلست شروق مكانها وهي تقول لنهاد التى جلست بدورها
بصراحة كنت خاېفة الدكتور يكون مخبى علية حاجة فقمت عشان أسمعه بيقول إيه
لقيت بقى حتة مسلسل تركى إنما إيه البطل فيه هيمان ع الآخر والبطلة مش عاطياله ريق حلو خالص
ڼهرتها نهاد قائلة
شروق
قالت شروق
بلا شروق بلا نيلة فيه واحدة تلاقى راجل بيحبها أوى
كدة وقابلها بكل كلاكيعها وترفضه وتكسر خاطره بالشكل ده
تنهدت نهاد قائلة فى حزن
ماهو مش هينفع ياشروق انتى مش فاهمة حاجة
لأ أنا أكتر واحدة فاهمة وحاسة بيكى وحاسة بيه هو كمان الحب أجمل حاجة فى الدنيا ولما يكون الحب متبادل بين الإتنين يبقى كدة لقوا جنتهم على الأرض يانهاد ليه بقى ترفسى جنتك عشان أوهام فى دماغك ليه تخرجى تانى من الجنة يابنت حوا عشان وساوس شيطان ملهاش أي أساس إتمسكى برأفت وعيشى معاه حبى وإتحبى إدى نفسك فرصة الحياة من غير حب مش حياة يا نهاد ومش كل حد بيحب بيبادله حبيبه مشاعره
لتسقط دموعها فى تلك اللحظة فتسرع إليها نهاد قائلة
طب إهدى ياحبيبتى إهدى عشان خاطر اللى فى بطنك
قالت شروق بسخرية مريرة من وسط دموعها
ا ورغم إنى نفسى
فيه بس ممكن محتفظش بيه
أخرجتها نهاد من حضنها وهي تقول بجزع
إنتى بتقولى إيه يا شروقمراد مستحيل يقبل بحاجة زي دى مستحيل يخليكى تجهضى طفلكم
مسحت شروق دموعها
وهي تقول فى مرارة
كان ممكن أصدقك لو كان مراد بيحبنى بس مراد مش بيحبنى يانهاد مراد بيحب واحدة تانية
عقدت نهاد حاجبيها قائلة
إزاي إنتى مش قايلالى إنه مبيحبش بشرى
قالت شروق بسخرية
مريرة
هو فعلا مبيحبش بشرى بس بيحب رحمة مرات يحيي أخوه الكبير
إتسعت عينا نهاد پصدمة وهي تقول
إنتى بتقولى إيه
تنهدت شروق قائلة
هحكيلك يا نهاد لإنى تعبت تعبت ومش لاقية حد أفضفضله غيرك
قالت نهاد بشفقة
طيب إحكيلى ياشروق إحكيلى ياصاحبتى
لتسرد لها شروق ما إكتشفته اخيرا من مشاعر زوجها التى أخفاها داخل قلبه طويلا والتى جعلت من أملها فى عشق زوجها أملا مستحيلا
الفصل الثالث عشر
كان يحيي ممددا على الأريكة داخل حجرة مكتبه داخل منزله يفكر فيما يحدث بينه وبين تلك الشقية الفاتنة والتى ستودى به يوما إلى حتفه من جراء ذلك الصراع الذى يكتنفه حين يكون معها فتارة يود لو آلمها كما تؤلمه كلماتها وخيانتها له قديما والذى يأخذ أنفاسه بعيدا ويزيد من نبضاته مجرد تخيله لذلك
فجأة ومض بعقله ما مر به اليوم معها لترتسم على شفتيه إبتسامة حانية وهو يسترجع ما حدث
فلاش باك
إنت إزاي تكلمنى بالطريقة دى
قالت رحمة تلك الكلمات بحنق ليقترب منها يحيي خطوة قائلا بصوت حاد النبرات
والهانم عايزانى أكلمها إزاي يعنى هابتصغرينى أدام مراد النهاردة ولا همك بتعمليله أكل وبتقوليله ياكله عشان خاطرك وأنا قاعد جنبك زي شوال البطاطا ولا لية أي لازمة
إتسعت عيناها پصدمة قائلة
إنت بتقول إيه مراد ده أخوك يايحييوإبن عمى
إقترب منها بسرعة يمسكها من كتفيها يقربها منه لتلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول بمرارة
وأنا جوزك فاهمة يعنى إيه جوزك
تأملته بعيون واسعة ليتأمل هو ملامح وجهها وصولا إلى ذلك العرق النابض بقوة ليقاطع رغبته تلك صوت طرقات على الباب وصوت روحية وهي تخبرهم أن الصبي إستيقظ ويبدو أنه يرغب بحضور السيدة رحمة إليه لتهرب رحمة من بين يديه بسرعة تاركة إياه لاعنا تلك الطرقات
قاطعت أفكاره تلك الطرقات مجددا ليقول بملل
إدخلى ياروحية
دلفت روحية إلى حجرة المكتب تبدو على ملامحها إمارات القلق ليعتدل يحيي على الفور و هو يقول
خير ياروحية
قالت روحية بإضطراب
الحاج صالح ومراته وولاده فى الهول ومعاهم رجالة كتير مستنيينهم برة البيت يايحيي بيه وطالبين يشوفوك إنت والست رحمة حالا
عقد يحيي حاجبيه يفكر لثوان ثم قست ملامحه وهو يقول
قولى لرحمة تنزل عشان العيلة جت وحابة تشوفها وخليكى إنتى مع هاشم مفهوم
قالت روحية بإحترام
مفهوم يابيه عن إذنك
لتغادر روحية ويخرج يحيي هاتفه يتصل بمراد الذى أجاب على الفور ليبادره يحيي قائلا بنبرات صارمة
العيلة كلها هنا يا مراد والموضوع ميطمنش أنا مش مرتاح الزيارة غريبة وحاسس بحد لاعب فى الموضوع ده تعالى ع البيت وخلى الرجالة مستعدين لأي غدر
قال مراد فى حزم
متقلقش يايحيي مسافة السكة
ليغلق يحيي الهاتف وهو يغلق زر قميصه العلوي إستعدادا للخروج ومواجهة عمه صالح والعائلة فتلك الزيارة لا تبشر بخير لا تبشر بخير أبدا
قالت رحمة فى توتر
عمى صالح والعيلة أنا مرحتلهمش من زمان أوى وهما مش بيخرجوا من البلد إلا فى أقصى الظروف غريبة
قالت روحية وهي تتناول منها هاشم قائلة
إلا غريبة ولا وشوشهم ياستى مكشرين كدة وتحسى إن ميتلهم مېت ربنا يستر أنا خفت ولولا إنى عارفة إن يحيي بيه قدهم كنت إترعبت
نظرت إليها رحمة قائلة
متقلقيش ياروحية إنتى عارفة إن يحيي فعلا أدهم وهما برده على أد ما يبانوا قاسيين لكن قلبهم طيب وميتخافش منهم
تنهدت روحية لتمرر رحمة يدها على وجنة الصبي بحنان ثم تقول لروحية
خلى بالك منه يادادة وأنا بإذن الله مش هتأخر
قالت روحية
فى عيونى ياستى
إبتسمت رحمة وهي تغادر الحجرة ولم تلبث أن إختفت إبتسامتها وهي تترك قلقها يظهر على ملامحها توجسا من تلك الزيارة الغريبة من عائلة الشناوي تدعوا من كل قلبها ان تمر تلك الليلة بسلام
تأمل يحيي ملامح عائلة الشناوي المتجهمة بتوجس يزداد شعوره بوجود خطأ ما يتساءل عن كنهه وما ان إقتربت رحمة من يحيي ورآها الجميع حتى تحفزوا جميعا ليتقدم منها فارس الإبن الأوسط للحاج صالح وهو يقول پغضب
تعالى ياسافلة
وقف يحيي فى مواجهته والڠضب يعلو ملامحه وهو يهدر قائلا پغضب
فارس إنت إتجننت إزاي تكلم مراتى بالشكل ده أقف مكانك ومتقربش منها خطوة واحدة وإلا قسما برب العزة لأموتك بإيدية دول وما أعمل حساب للقرابة والدم
تجمد فارس فى مكانه يطالع يحيي بنظرات حانقة بينما يرمقه يحيي بنظرات غاضبة متحدية ليردع فارس صوت أبيه الذى قال بهدوء
إهدى يافارس وتعالى جنب إخواتك ياإبنى الله يرضى عنك
تراجع فارس ليقف خلف أبيه
رغما عنه بينما توارت رحمة خلف يحيي الذى شعر بخۏفها وإحتمائها به منهم تمسك قميصه من الخلف كما كانت تفعل بالضبط وهي صغيرة ليرق قلبه ويشعر بالألم فمازالت هي كما هي رحمة الضعيفة والتى تشعر بكره الجميع لها رغم أنه لا ذنب لها فيما فعلته والدتها ومازالت تحتمى به لينقذها من براثن كرههم شعوره بأنه حاميها دفع الډم لعروقه وأكسبه تصميما على ردعهم جميعا اليوم وقد ظهر الغدر فى عيونهم حتى وإن عام فى بحر من الډماء فلن يمسوها بأذى طالما هو حي يتنفس
ليطالع الحاج صالح بنظرة قوية أثرت فى الحاج صالح إعجابا به رغما عنه وهو يقول
ممكن أعرف سر الزيارة الغريبة دى واللى الواضح إنها مش ودية أبدا ممكن أعرف جايين ليه النهاردة ياحاج صالح
قال صالح بهدوء وهو ينقر بعصاه على الأرض مقتربا من يحيي قائلا
جايين نحمى شرفنا يا ولدى شرف عيلة الشناوي جايين نغسل عاړنا بإيدنا
إتسعت عينا رحمة
فى صدمة بينما عقد يحيي حاجبيه قائلا
عار إيه وشرف إيه تقصد إيه ياحاج
دلف مراد فى تلك اللحظة إلى المنزل لتظهر بشرى بدورها والتى كانت تتابع ما يحدث من بعيد ليجتمع الكل ويقترب الحاج صالح من يحيي أكثر قائلا
وصلنى إن بنت بهيرة دايرة عليكوا واحد واحد ياولاد عيلة الشناوي بتوقعكم فى مصيدتها واحد ورا التانى بألاعيبها اللى بتوصلكم لسريرها وبعدين تضطروا تتجوزوها عشان تداروا الڤضيحة مظبوط كلامىولا إيه
كادت رحمة الآن ان ټموت حزنا من كلمات الحاج صالح بينما علا ثغر بشرى إبتسامة وارتها على الفور ولكن ليس قبل أن يلمحها مراد ويدرك انها هي من أخبرتهم بذلك ليتوعد لها بعد إنتهاء تلك المهزلة أما يحيي فقد قال بصوت قاطع صارم متوعد النبرات
خد بالك إن اللى بتتكلم عليها دى تبقى مراتى مرات يحيي الشناوي والعرض اللى بتخوض فيه ده هو عرضى والله فى سماه اللى يجيب سيرة مراتى أو يخوض فى عرضى ما أسيبه عايش على وش الأرض ولو كان مين
تحفز أبناء الحاج صالح وتقدموا بإتجاهه ليرمقهم يحيي بصرامة ويقترب مراد من أخيه بسرعة بينما إتسعت عينا بشرى پخوف فلم تكن تتوقع ان تتدهور الأمور بهذا الشكل ليرفع الحاج صالح يده بإشارة لأبنائه قائلا
خليكوا مكانكوا ياولاد صالح
ليتوقف الجميع مكانهم ينظرون إلى بعضهم بحيرة وحنق بينما رمق