الثلاثة يحبونها بقلم شاهنده
الحاج صالح يحيي بنظرة عميقة غير مفهومة وهو يقول
رد على سؤالى ياإبن صديق إتجوزتها بسرعة كدة ليه وإنت لسة ډافن مراتك يا إبن الأصول
نظر يحيي إلى عمق عيني الحاج صالح وهو يقول بحزم
رغم إن دى حياتى الشخصية وأنا حر فيها ومش مجبر إنى أبرر بس هقولك ياحاج جوازى من رحمة كان بوصية من أختها اللى شافت إنى عمرى ما هرضى أتجوز وأجيب لهاشم مرات أب وفى نفس الوقت خاڤت إن هاشم يتحرم من حنان الأم وملقتش أحن من أختها كأم بديلة ليه
الوصية أهي تقدر تقراها بنفسك
فتح الحاج صالح تلك الورقة وقرأها بهدوء ليهز رأسه قبل أن يمنحه إياها قائلا
مظبوط كلامك ياابنى طب ده بخصوص جوازك لكن جوازها الأول بأخوك وجدك هاشم اللى لقاها فى أوضته وهي
قاطعه يحيي وهو يهدر قائلا
عمى الكلام ده محصلش منه حاجة ومراد يشهد بكدة
فعلا محصلش ياحاج اللى قالك كدة كداب ويستاهل الحړق
قالها وهو ينظر إلى زوجته التى أشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما قال يحيي بصرامة
ياريت نقفل بقى ع الموضوع ده لإنى قلتلك ياحاج صالح اللى بتتكلم عنها دى مراتى ومش هسمح لأي حد مهما كان يجيب سيرتها
ليقول فارس بحدة
بس ده شرفنا كلنا شرف عيلة الشناوي
كفاية بقى كفاية
إلتفت إليها الجميع لتطالعهم جميعا بعيون غشيتها الدموع ولكنها قوية تحمل إصرارا وهي تقول
مش عشان أمى طلعت ست خاېنة ووحشة أبقى أنا كمان زيها وأفضل طول عمرى عايشة بوصمة عارها أنا إستحملت ظلمكم وقسوتكم علية كتير ومن قبلكم جدى الحاج هاشم بس خلاص مبقتش قادرة أستحمل ظلمكم أكتر من كدة
أنا معايا دليل برائتى ياحاج صالح
عقد صالح
حاجبيه بينما تبادل الجميع النظرات ليقول صالح بندوء
وإيه هو الدليل ده وريهولنا يابنت بهيرة
هدر يحيي بصرامة قائلا
لمست رحمة ذراع يحيي مهدئة إياه لينظر إليها فتومئ إليه بعينيها ان يترك لها هذا الأمر ليتركه لها بالفعل وسط حيرته إلتفتت هي إلى صالح قائلة بثبات
دليلى مش هقوله غير للحاجة آمال وده آخر ما عندى
نظر الجميع إلى آمال الواقفة بهدوء بينهم لتومئ برأسها لهم وهي تتجه إلى رحمة قائلة برصانتها المعهودة
يابنتى
أشارت لها رحمة أن تتقدمها لتخطو بالفعل معها ليقول حامد مناديا إياها
أمى
إلتفتت إليه قائلة بهدوء
متقلقش ياحامد دقايق وراجعالكم
ثم نظرت إلى صالح ليومئ لها الحاج صالح برأسه وتذهب آمال مع رحمة ليدلفوا إلى حجرة المكتب وسط توتر وحيرة وقلق من الجميع وخاصة ذلك الذى تعلقت عيناه بحبيبته التى نظرت إليه نظرة طويلة قبل ان تغلق الباب خلفها بهدوء
بعد مرور بعض الوقت
كان الجميع ينتظرون خروج رحمة و الحاجة آمال من الغرفة المغلقة لتتعلق العيون بالباب حين فتح وظهرت الحاجة آمال وهي تمسك بيد رحمة على عتبته يبدوان وكأنهما كانتا تبكيان من تلك العيون المتورمة والأهداب التى مازالت ندية ليقترب يحيي من رحمة على الفور وهو يقول بقلق
إنتى كويسة
أومأت برأسها بينما إبتسمت الحاجة آمال وهي تسلمه يدها
لتستقر فى يده وسط دهشة الجميع بينما إتجهت آمال إلى الحاج صالح ومالت على أذنه هامسة ببعض الكلمات لتتسع عينا الحاج صالح فى صدمة وهو ينظر على الفور إلى رحمة التى أطرقت برأسها على الفور بينما شعر الجميع بان هناك لغز ما يسيطر على الموقف وحل هذا اللغز عند اثنين فقط رحمة وآمال والآن أضيف لهم الحاج صالح ليقول صالح بثبات
إحنا لازم
نتأكد
إتسعت عينا آمال قائلة بدهشة
إنت بتقول إيه ياحاج
قال صالح بحزم
اللى سمعتيه ياحاجة
قالت آمال
بس
قاطعتها رحمة وهي تقول بثبات
وأنا مستعدة أروح معاكم بنفسى عشان تتأكدوا
قال يحيي بحدة
تروحى على فين إنتى إتجننتى
إلتفتت إليه قائلة بحزن
لأ تعبت تعبت ظلم ولازم أرتاح بقى وإنت مش هتمنعنى
كاد ان يتحدث لتقاطعه وهي تضع يدها على فمه قائلة
مش هقولك عشان خاطرى بس عشان خاطر راوية وهاشم سيبنى اروح معاهم وأوعدك إنى هرجع عشان
لتصمت لثانية وقد كانت أن تقول عشانكلتستطرد وهي تصححها قائلة
عشان هاشم
نظر إلى عينيها لثوان ثم لم يلبث أن أومأ برأسه فى هدوء لتنزل رحمة يدها وهي تتجه إلى الخارج مغادرة المنزل مع صالح وآمال بينما ظل الجميع بالمنزل ليقول يحيي هادرا
حاج صالح
إلتفت إليه صالح ليستطرد يحيي قائلا
مراتى ترجعلى زي ما خرجت من بيتى لو إتمس شعرة واحدة منها مش هيكفينى قصادها عيلة الشناوي كلهم مفهوم
أومأ صالح برأسه بهدوء وإلتفت مغادرا ترتسم على شفتيه إبتسامة إعجاب هادئة فهذا الشبل حقا من ذاك الأسد ويحيي إبن صديق يشبهه تماما
بعد وقت قليل
دلفت رحمة إلى السيارة بعد ان انهوا مهمتهم بنجاح وظهرت برائتها لتدحض كل شكوكهم تماما جلست إلى جوار الحاجة آمال التى رفعت يدها ووضعتها على كتف رحمة لتضمها إلى جانبها وتربت عليها بحنان شعرت رحمة بحنانها وتعاطفها معها لأول مرة منذ أن عرفتهم رحمة كأقارب لأبيها لتسقط دمعة من عيني رحمة أسرعت تمسحها وهي تتمنى من كل قلبها الآن أن تكون أمام يحيي ل وتبكى لتشعر بالراحة بعد طول عناء حانت من الحاج صالح الذى يجلس بجوار السائق إلتفاتة إلى رحمة القابعة فى حضڼ آمال بضعف ليلوم حاله على التشكيك بكلماتها وإخضاعها لتلك التجربة البغيضة ولكن ما باليد حيلة فمن بثت السمۏم فى عروقه هي بنت رباب من كان يعتقد أنها أكثر نساء عائلة الشناوي عقلا كأمها تماما و التى كان يستطيع الوثوق بها كلية ليتضح أنه على خطأ وأن كل ما فى الأمر هي غيرة غيرة نسائية بغيضة من جانبها ولكنها رغم قباحتها إلا أنها أرجعت إليه إبنة ناجح من جديد أرجعتها إلى عائلتها بعد وقت طويل قاست فيه ظلمهم وتجاهلهم ونكرانهم ولكن آن الأوان لكي تعود لأحضانهم من جديد وينقشع ضباب الظلم عن سماء المظلوم
تبادل كل من الحاج صالح وزوجته آمال النظرات لتومئ إليه برأسها وكأنها تقرأ افكاره وتوافق عليها كلية
نزلت رحمة من السيارة لتنزل خلفها آمال كاد الحاج صالح أن يسبقهما حين نادته رحمة بضعف قائلة
حاج صالح
توقف صالح وهو يلتفت إليها قائلا بحنو
نعم يابنتى
أطرقت برأسها فى خجل قائلة بهمس
ياريت يحيي ميعرفش باللى حصل إنت عارف يحيي وعصبيته وأكيد مش هيعدى حاجة زي دى بالساهل إنت فاهمنى طبعا
أومأ برأسه قائلا
فاهمك
يابنتى
ليستطرد قائلا بإعجاب
يحيي راجل من ضهر راجل ويستاهل واحدة زيك يارحمة يازينة بنات عيلة الشناوي كلها
رفعت رأسها إليه تغشى عيونها الدموع بسرعة فلقد قال الحاج صالح جملته الأخيرة بفخر جعل دقات قلبها تتقافز فرحا فأخيرا إعترفت بها العائلة كإبنة لها فقط تمنت لو جدها هاشم كان هنا الآن ليدرك بدوره كم ظلمها ويعترف بها أخيرا كحفيدته أفاقت على ربتة يد صالح على كتفها قائلا
تعالى نرجعك لجوزك
يابنتى ربنا يوفق بين قلوبكم ويسعدكم
قالت الحاجة آمال
آمين ياحاج
بينما أومأت رحمة برأسها وقلبها يؤمن على دعوته ليمشوا سويا متجهين إلى منزل عائلة الشناوي ويدلفوه سويا
قال يحيي بحنق غاضب
يعنى إيه عربيتهم إختفت فهمنىإحنا مشغلين معانا حمير
ليرفع عيونه إلى السماء قائلا فى مرارة
إرحمنى يارب رحمة لوحدها مع الحاج صالح والحاجة آمال والله أعلم ودوها فين ولا عملوا فيها إيه وانا واقف هنا متكتف مش عارف مراتى فينوجرالها إيه
جلس مطرقا برأسه وهو يضعها بين يديه يتهدل كتفاه فى صورة واضحة عن ضعفه وقلة حيلته يراه مراد لأول مرة بتلك الحالة ليدرك عمق مشاعره تجاه رحمة ويقرر نهائيا نسيان ذلك العشق ووأده فى قلبه حتى إن كان الثمن إبتعاده عن أخيه تماما
فى تلك اللحظة دلف الحاج صالح وإلى جواره الحاجة آمال ورحمة ليقف يحيي على الفور يتفحصها بعينيه إبتداءا من ضعفها الواضح و شحوب وجهها إلى رعشة جسدها الواضحة ليسرع إليها بينما كانت تبحث عنه بعينيها حتى وجدته متجها إليهاا تركت نفسها ټغرق فى ذلك الظلام الذى أحاطها والذى قاومته كثيرا حتى وجدت نفسها فى أمان يديه ليلقفها يحيي قبل ان تقع أرضا ويكون آخر ما تسمعه هو صراخه بإسمها فى لوعة
الفصل الرابع عشر
تأمل يحيي ملامح رحمة الشاحبة بقلق ورغم أن الطبيب طمأنه عليها إلا أن إرتعاشة جسدها وشحوب وجهها غمروا قلبه بالخۏف عليها يتساءل ماذا حل بهاوماالذى أوصلها لتلك الحالة فعندما سأل الحاج صالح عن المكان الذى ذهبوا إليه وجعلها بتلك الحالة أطرق الحاج صالح رأسه بحزن قائلا له أنه سر بينه وبين رحمة والحاجة
آمال وأنه وعدها بعدم البوح بسرهم
أي هراء هذاهو من بين الناس جميعا من يحق له معرفة كل الخبايا بحياة رحمة فمن حقه أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عنها فهو زوجها بل حبيبها نعم حبيبها لقد أيقن منذ اليوم الأول والذى رآها فيه من جديد أن الحب هو ما فى قلبه لها الحب فقط ولا شئ غيره خاصة فى تلك اللحظة التى شعر فيها
بأنه من الممكن أن يفقدها إحساسه وقتها بالروح تسحب منه كلية وبأنه لن يستطيع الحياة إن هي تركته كل هذا جعله يدرك أنها هي حياته أنفاسه التى يعيش بها إلى جانب أنه أصبح يشك كثيرا بماضيها مع أخيه يعلم بوجود خطأ ما وسيعمل على كشفه وتصحيحه نعم سيفعل
أفاق من أفكاره على صوتها الضعيف ينادى بإسمه وجدها تنظر إليه بضعفها فقال بهمس
عيون يحيي
همست بدورها برجاء
أنا خاېفة خاېفة أوى
إليه بقوة يغلف قوته شوقا وحنانا لتستمع رحمة إلى دقات قلبه وتهدئ إرتعاشاتها تدريجيا حتى سكنت تماما وإنتظمت أنفاسها ليدرك يحيي أنها إستسلمت لنوم عميق رق قلبه عشقا ليشرد فى حياتهما مجددا وفيما حدث مؤخرا يدرك أن هناك أحد يريد بحبيبته السوء لتقسو عينيه وهو يشك بإحداهن فقلبها الأسود هو فقط من يستطيع ان يفعل شئ مشين كهذا وإن تأكدت ظنونه فلن يرحمها حتى وإن كانت إبنة عمته لحمه ودمه وزوجة أخيه
قال مراد فى ڠضب
إنتى السبب فى كل اللى حصل النهاردة انتى اللى بلغتى الحاج صالح بالكلام الفارغ ده
قالت