الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الثلاثة يحبونها بقلم شاهنده

انت في الصفحة 14 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


كان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ورغم أنها غيرت لونه الآن للون الكستنائي إلا أنه مازال يليق بها ولا يقلل من جمالها ذرة بل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضى نفض أفكاره الخاطئة كلية إنها زوجة أخيه إمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدا بل يجب أن ينساها ولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقت ربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر 

تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبة إنتابته الحيرة فكليهما صامت يتناول طعامه بسكون تام وكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما 
مهلا 
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبدا إنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتها مشاعره ساذجة ودون تجارب تذكر فقط رحمة ولا أحد غيرها لذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة 
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويا فقط ينظران لبعضهما البعض يغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جلية أشعرته بالإختناق رغما عنه كاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاه ولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه تمسك بها فى اللحظة الأخيرة ليضعها مكانها وهو يزفر بقوة ليغمض عينيه بقوة حين إستمع لصوت أخيه وهو
يقول بهدوء
مراد 
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكامل قائلا
صباح الخير 
قالا سويا
صباح النور 
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسها بينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالا لينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج 
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا 
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى 
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد 
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور يشعر بالغيرة تحرقه أشعلته كلمات رحمة البسيطة وإدراكه أن مراد تأثر بها وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير فما بالك
بقلب يعشقها كقلب مراد وقلبه هو قبل الجميع 
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيون قبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادة لتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة 
لينهض وسط
دهشتها لت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقه فنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهة ليبتسم من طفوليتها رغما عنه 
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرين تدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلها صدمة أخرى ألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجها ورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماما قلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيه تشعر پألم قلبها بدقاته المتسارعة يمتزج به الألم بالخۏف فكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثه فقد قالها صريحا لا أطفااال 
ولكن ما ذنبها وقد أراد الله أن تحمل طفله ويعلم الله أنها ما حاولت أن تنجب منه عمدا بل اخذت جميع إحتياطاتها أحست بالإعياء بدوار يكتنفها مدت يدها لتسحب هاتفها وتتصل بمراد لينجدها ولكن كيف تتصل به وهي تخشى ردة فعله لتفتح قائمة الأسماء وتختار إسما تدرك أن صاحبته الوحيدة التى قد تستطيع مساعدتها الآن صديقتها نهاد لتضغط على زر الإتصال وعندما أجابتها نهاد قالت شروق بضعف
نهاد محتاجالك 
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام مستنياكى 
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا هو ورحمة لتبتسم رحمة بدورها و قائلة
ياجمال إبتسامتك بغمازاتك دى ياقمر إنت 
لتنظر إلى عسليتيه المبتسمتين بدورهما وتتنهد قائلة 
لأ وكمان عيون باباك هو أنا كنت قادرة على يحيي واحد بس عشان أقدر على إتنين ياهاشم 
تأوهت حين شد خصلات شعرها بين يديه لتقول پألم
سيب شعرى ياهاشم 
تعالت ضحكات الصغير لتقول رحمة متوسلة 
بتضحك طيب سيب شعرى وأنا هجيبلك شيكولاتة 
ترك الصغير شعرها على الفور وهو يقول بسعادة
طا طا طا طا 
إعتدلت رحمة على الفور وهي تنظر إلى ملامح الصبي المسرورة قائلة فى عتاب
بقى كدة
ياهاشم يعنى إنت قاصد بقى
لتبتسم رحمة رغما عنها وهي تراه يومئ برأسه مرددا
طا طا طا طا 
مدت يدها إلى جيب فستانها لتخرج لوح شيكولاتة صغير فتحته و منحته للصبي الذى أخذه مهللا لتتسع إبتسامتها قائلة
حتى فى دى طلعت شبه باباك كان يعوز منى حاجة وأعاند معاه يقوم يلف خصلتين من شعرى على إيده وأول ما أقوله خلاص حرمت كان يسيبنى ورغم إنى كنت ببقى متغاظة منه أوى بس اول ما أبص لإبتسامته أم غمازات دى وأبص لضحكة عينيه كنت أنسى كل غيظى منه ولتشرد بعيدا تتذكر هذا الإحساس الذى أضناها إشتياقها إليه وهي تقول
ه كنت بحس فيه بإنى لقيت مكانى وطنى أهلى اللى إتحرمت منهم كنت بلاقى فيه نفسى صدق كل اللى إتقال علية وحرمنى من حبه وحنانه حتى لو كان اللى شافه يظهر خيانتى كان لازم ساعتها قلبه ينكر اللى شافته عينيه كان لازم يقول فيه حاجة غلط رحمة مش ممكن تخونى كان لازم يفضل سندى لكنه وقف معاهم ضدى مش قادرة أسامحه رغم إنى سامحت جدى على قسوته علية زمان وإديتله أعذار لكن هو مش قادرة أسامحه أو أديله عذر يمكن فى يوم قلبى يسامح لكن دلوقت ورغم إنى عارفة إنى لسة بحبه بس قلبى مش قادر ينسى او يسامح فاهمنى
إبتسمت رغما عنها وهي ترى الصبي قد لوث شفتيه وجانب وجهه ومقدمة ملابسه بالشيكولاتة لتقول بمرح
هو أنا إيه اللى بقوله ده وإنت أصلا فى دنيا تانية ياهاشم الظاهر إنى لازم أسمع الكلام وألم شعرى وانا معاك ياحبيبى بس تعالى كدة يابطل لما نغسل وشك و نغير هدومك قبل ما حد يشوفك وإنت كدة مع إنك برده سكر وأحلى من السكر كمان 
تعالت ضحكات هاشم لتحمله رحمة وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة بينما كانت هناك عينان بخارج الغرفة ظهر بهما حقد شديد وقلب يغلى من الڠضب قد إستمعت صاحبته إلى حديث رحمة و الذى يدور عن يحيي وذكرياتها معه لتقول بغل
عشتى مع يحيي اللى حلمت أعيشه معاه يارحمة أنا اللى مطمنى إنك لسة مسامحتيهوش وده معناه إنه لسة مقربلكيش 
لتبتسم بسخرية قائلة
ومعتقدش هتعيشى لغاية ما تشوفى اليوم اللى هتسامحيه فيه ويقربلك يابنت بهيرة 
لتبتعد عائدة إلى حجرتها تعلو شفتيها إبتسامة شيطانية وهي تنتظر وصول الحاج صالح ورجال عائلة الشناوي جميعا 
خرج الطبيب من حجرة شروق تصاحبه نهاد التى أغلقت الحجرة خلفها ثم إلتفتت إليه قائلة
طمنى يادكتور رأفت شروق أخبارها إيه
تأمل رأفت عسليتيها القلقتين يود لو قال صديقتك بخير أما أنا فلست بخير إطلاقا طالما لم تمنحينى ردا على طلبى الذى أنتظر إجابتك عليه منذ زمن طويل ولن أيأس ولن أتراجع حتى أحصل على ردك بالإيجاب يافاتنتى شعرت نهاد بالخجل وهي تلاحظ تأمله لملامحها لتقول بإرتباك
دكتور رأفت
تنهد رأفت وقلبه يقول
عمر رأفت ونبضه 
ولكن لسانه قال
مدام شروق بخير يا نهاد الإغماءة اللى حصلتلها دى طبيعية نتيجة للحمل هي بس ضعيفة حبتين ومحتاجة فيتامينات وتاخد بالها من صحتها
شوية أنا كتبتلها على الفيتامينات اللى هتحتاجلها وبإذن الله مع المتابعة هتكون كويسة وزي الفل كمان 
ظهرت إبتسامة على شفتيها خلبت لبه وهي تقول
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يادكتور وأنا آسفة يعنى لو تعبتك وخرجتك من عيادتك وانا عارفة أد إيه إنت مشغول 
قال فى حنان
تعبك راحة 
ثم مال قليلا ينظر إلى عمق عينيها قائلا
بس مش
ناوية توافقى على طلبى وتريحى قلبى بقى يانهاد 
تراجعت نهاد خطوة للخلف وهي تطرق برأسها أرضا تقول بصوت خجول تشوبه بعض المرارة
أنا قلتلك رأيي قبل كدة يادكتور ياريت تنسى الموضوع ده خالص وتشوف واحدة تليق بحضرتك وبعيلتك 
لترفع رأسها تواجه عيناه وهي تستطرد قائلة
واحدة تشرفك
يارأفت 
رقص قلبه طربا رغم مرارة كلماتها فلأول مرة تنطق بإسمه دون ألقاب إلى جانب دموع عيونها الحبيسة داخل مقلتيها واللتان أشعرتاه بأنها تكن له بعض المشاعر مما زاد الأمل فى قلبه بأنها ستوافق إن أشعرها بأنه حقا
يعشقها ولا يهمه كل تلك الأسباب البالية والتى تسيطر على عقلها وتمنعها من أن تحظى بفرصة أخرى فى الحياة فرصة للسعادة لذا نظر إلى عينيها الجميلتين وهو يقول بحنان
إرتباطك بية شرف لية يانهاد إنتى مكسب لأي عيلة بأدبك وأخلاقك وذوقك وعطفك إنتى نسيتى ماما كان جرالها إيه بعد ۏفاة اختى ناهد الله يرحمها وإزاي رجعتيها لنفسها ولحياتها ولينا من تانى نسيتى بتحبك أد إيه دى بقت بتعتبرك زي بنتها بالظبط انتى مش بس أخدتى ملامح من ناهد إنتى خدتى روحها وأد ما أهلى كانوا بيحبوا أختى حبوكى انتى كمان يعنى مستحيل هيعارضوا جوازنا 
سقطت دموعها وهي تقول
وأنا كمان بحبهم زي أهلى اللى ماتوا وسابونى لوحدى بحب حنيتهم وروحهم الطيبة المتواضعة بس رغم تواضعهم يوم ما هتقولهم إنك عايز تتجوزنى مش هيرضوا إزاي بس يرضوا لإبنهم الوحيد إنه يتجوز من واحدة زيي بسيطة وعلى أد حالها وكمان مطلقة
ويعلم علم اليقين أنها سترفض أن يلمسها ليقول بحنان
هيرضوا لإنهم عارفين إن الفقر مش عيب هيرضوا لإنهم عارفين إن الجواز قسمة ونصيب وكل واحد بياخد نصيبه هيرضوا لإنهم بيحبوكى
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 36 صفحات