لن استسلم الكاتبة سارة سعد
كلماته البسيطة بكل تواضع وصوت أجش خطېر...لتلتفت إليه أم سعيد ضاحكة بسعادة وكأنها رأت منقذها لتترك يد شجن وتذهب إليه بخطوات بطيئة ولكنه كان الأسرع وبخطوتين من ساقيه الطويلتين كان يقف أمامها و هو مازال منحني الرأس يرتدي نظارته الشمسية الأنيقة ولم يلمح تلك الواقفة من بعيد تتطلع إليه بانبهار وكأنها ترى نجما من نجوم السينما
قالت أم سعيد بلهفة
نضال بيه يا أهلا وسهلا انا كويسة الحمد لله يا بيه أنت عامل إيه والله بدعيلك دايما بالخير والصحة وطولة العمر ربنا يريح بالك يابني ويسعد قلبك
هكذا أمطرت أم سعيد نضال بالدعوات من قلبها النقي الذي يحبه ويحترمه كثيرا.....فربت نضال على كفيها المجعدين بهدوء وهو يبتسم من قلبه ابتسامة عفوية صادقة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انفرجت ام سعيد سرورا وفرحة لقد أتى السيد نضال في وقته المناسب لتهمس
ولا الحوجة لست كريمة سبحان العاطي الوهاب
تنحنت أم سعيد تبلع ريقها الجاف من الخجل
أنا ليا طلب عند حضرتك والنبي ما تكسفني زي الست كريمة ما كسفتني كده
تجعد وجه نضال بدهشه يسألها
طلب إيه اتفضلي خير
التفتت أم سعيد بفرحة تشير إلى شجن الواقفة بعيدا وهي تغمغم
البنت إلا واقفة هناك ديه يا نضال بيه غلبانة ومحتاجه شغل و......
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إس... إسرررراء
أجابت أم سعيد دون أن تعي شيئا
لا يا بيه اسمها شجن جارتي في الحتة وغلبانة أوي ومحتاجة شغل
لم يسمع أو يهتم بشيء إلا لاسمها شجن اسم ناعم لوجه بريء ولكنه خائڼ
الخاېنة بتطاردني حتى بعد مۏتها........هي وشها ملامحها...شعرها...كل حاجة هي إسراء الخاېنة إسراء!
ظل عقله يردد الاسم بقسۏة يقبض كفيه والألم يزداد بمقلتيه وهو يرمقها تقترب منه بخطوات متلعثمة بطيئة بعد أن نادتها أم سعيد وطلبت منها أن تقترب ظل يبحلق فيها باهتمام وغموض حتى اقتربت أكثر تتأمل نظراتها الجدار البشري الضخم العضلات ببطء شديد صعودا إلى اأكتافه ثم إلى وجهه
عيناها مختلفة عن عينين أخريتين قادرتان قويتان و مستحكمتان.....عيناها بريئة نقية بلون غيوم السحاب بفصل الشتاء البارد بلون الضباب حين يظلل السماء......واسعة كبركة مياه راكدة أهدابها طويلة ساحرة.......
شفتيها الكرزيه الصغيره.....حاجباها عريضان منسقان مع عينيها الواسعتين...هل البراءة تسكن عينيها وقلبها أم أن العيون دائما خادعة
شهقت كريمة تهرول من بوابة البيت الكبير وهي تدمدم پغضب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هتفت أم سعيد باستغراب إلى نضال المتجمد مكانه هو الآخر بحالة من الذهول
نضال بيه في حاجة معلش يابني سامحني لو كنت ضايقتك بكلامي الكتير....ست عجو بقا تقول إيه هي ديه شجن قربي يا شجن سلمي ع البيه مش قولتلك ربنا هيفرجها
أم سعيد....أنتي لسه هنا مش قولتلك خلاص مش عايزين حد متشغليش نضال بيه بكلامك الفارغ ده يلا!
بتلك الكلمات الجافة صړخت كريمة وهي تقترب بعينين واسعتين غاضبة توجه كلماتها إلى أم سعيد...بينما يقف نضال شاردا بعالم آخر رمادي عميق....ارتجفت شجن بشدة من الخجل واحمرت وجنتاها وهي تقول بصوت باكي مسموع لأم سعيد التي شعرت بدلو من الماء المثلج يسكب فوق رأسها
كفاية إهانات لحد كده يلا بينا.... شكرا ياست كريمة كفاية أنا مش جاية أشحت ولا أتسول منكم عايزه تستني يا خالتي استني أنتي أنا هامشي
التفتت تمشي سريعا قبل أن تهدر كرامتها أكثر فيكفيها ما تتحمله...... ارتفعت زاويتي شفتيه المكتنزتين قليلا وقال بصوت عميق ناقوسي ذو نبرة قاسېة
استني عندك
تسمرت ساقاها في مكانهما وارتفعت دقات قلبها وهو يقف مكانه كالجبل الشامخ ويديه في جيبي بنطاله
فقالت كريمة مبررة
خلاص يا نضال أنت عايز منهم إيه يابني
لتهرول خلفها ام سعيد وهي تدمدم
خلاص يا بيه شكرا أنا ماشية
صاح نضال بصوته الصارم قوي
خليها تبدأ شغل معاكي يا داده أنتي مش كنتي محتاجة خادمة
امتقع وجهها وهي تنظر له بعينين دامعتين هل أخذتها الكرامة الآن ولهذا همست تهذي
اهدي شجن أنتي خادمة فعلا أنتي خادمة هو قال إيه غلط حتى ۏجع كرامتك أوي كده
مرت عيناه ببطء صعودا من ساقيها الناعمتين التي تظهران من تنورتها السوداء الواسعة التي تصل إلى منتصف ساقيها بعد الركبة حتة خصرها النحيف حتى كنزتها الصفراء الضيقة نوعا ما والتي تحتضن قوامها الرشيق ثم أكمل رحلته إلى شفتيها اللتان تأكلهما بأطراف أسنانها من الغيظ ثم إلى عينيها الرماديتين شديدتي الحزن ليأخذ نفسا عميقا متوهج يهمهم لنفسه بصوت شديد العمق
شجنننننن!
يتبع
لن_أستسلم
الفصل الخامس
جلس نضال بغرفة مكتبه فوق اريكته المستطيلة يفكر بعقل مشوش يسأل نفسه بحيرة على ما فعله ولماذا فعل هذا أهو اڼتقام من نفسه أم من الفتاة بعينها زفر أنفاسه الحانقة بشدة يردد
إيه إلا أنا عملته ده...وليه أنا بانتقم من مين من نفسي ولا منها والبنت ديه ليه ظهرت في الوقت دة مش عارف!
أفاق من دوامة تفكيره على صوت كريمة الغاضب وهي تقول
نضال يابني...أنت ليه وافقت أن البنت ديه تشتغل هنا أنا مش محتاجة حد معايا وأنت عارف كده وكمان تشتغل على طول!
جلست أمامه وهي تناظره بتساؤل والحيرة فوق ملامحها
اسمع يا حبيبي أنا عارفاك كويس وعارفة أن قلبك طيب وبتحب تساعد الناس كلها وتعطف عليهم بس... بس
صمتت كريمة لوهلة حتى رفع رأسه ينظر لها بعينين حزينتين يكمن بداخلهما ألم الماضي
كملي يا داده بس إيه
تجهم وجه كريمة بالإستياء تقل بخفوت
بس مينفعش تكون هنا يا نضال المتكلم مچنون والمستمع عاقل يابني...البنت تشبه الست إسراء الله يرحمها فوله لولا عيونها كنت قولت هي استغفر الله العظيم.... ووجودها وسطنا هيقلب عليك المواجع
اتسعت ابتسامته الحزين و 9قف أمام النافذة ليرمقها تقف بجوار السيدة العجوز جارتها تتحدث معها بانفعال واضح على تقسيمات وجهها....فهدر بملامح متقززة وهيو يضغط على فكه
إيه يا داده أنتي خاېفه لأحسن أحبها وافتكرها إسراء ولا إيه متقلقيش كده
همست كريمة بتردد ومنحته نظرة بائسة
أيوه خاېفه أنت عارف أنا بخاف عليك ازاي من يوم المرحومة أمك ماوصتني عليك وأنا باحسك ابني...أنت مشوفتش نظراتك ليها يا نضال كانت ازاي انت كنت هتاكلها بعينك ياحبيبي
كلمات كريمة المسمۏمة والتي رشقت قلبه كخناجر أصابته في مقټل و شلت تفكيره... يعلم أنها محقة بكل شيء ولكن تلك الرغبة بالاڼتقام في من لا ذنب لها امتلكت إحساسه و أرضت غروره لهث بأنفاس متقطعة وصوته الصارم يردد دون تفكير
أنا أخدت القرار خلاص وقولت هتشتغل هنا خادمة تساعدك في أمور البيت أنا عارف أنك بتتعبي كتير
دمدمت كريمة معترضة
بس أنا مش تعبانة وبخير وأقدر.....
صاح من بين أسنانه المطبقة وهو مازال متصلب بجوار الشرفه يرلقبها
خلاص يا داده وياريت تروحي تشغليها بدل ماهي واقفة تتكلم كده الضيوف على وصول
خرجت كريمة من مكتبه مخټنقة