لن استسلم الكاتبة سارة سعد
الذي لا يعرف غير القسۏة والعڼف في مشاعره الحميمية والعادية إلى جسد بارد شاحب
لا يشعر ولا يتألم وكأنها روح بجسد مېت....قتل فرحتها واستنزف قوتها ورحيقها حتى أصبحت تكره تلك العلاقة التي شرعها الله عز وجل وتتمنى محوها من الوجود....جففت دموعها بقسۏة وفتور وبصوت ضعيف همست
أنا هاروح ه معاكي يا خالتي لبيت الست كريمة إلا محتاجة شغالة
قالتها وهي تبتسم من سخرية قدرها... غمغمت أم سعيد بصوت باكي قهرا على شجن الشابة الناعمة وهي تجفف دموعها بطرف طرحتها السوداء
معلش ياحبيبتي نصيبك وقسمتك...ربنا يكتبلك الخير والسعادة ويجعل وش البيت دة عليكي خير يارب
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اسقي الورد كويس يا عم داود أنت عارف نضال بيه من ضمن كل الجنينة الكبيرة ديه بيحب الحوض دة قد إيه
أومأ العم داود الجنايني العجوز رأسه وهو يضع طرف جلبابه البلدي بفمه ويبتسم بحبور
أنتي هتوصيني ياست كريمة على ورد الغالي.... دة كله إلا نضال بيه ابن قلبي
ابتسمت كريمة وهي تضع فوق الطاولة المستديرة بمنتصف الحديقة طبق فطائر ساخنة مع كوبين من الشاي بالحليب ثم نادت بحنو
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ضحك داود بسعادة ليظهر على وجهه العجوز الشيبب وكبر السن
طبعا لازم يوصيكي عليا مش أنا اللي مربيه وكان بيلعب قدامي طول النهار والليل وعارف هو عايز إيه وبيحب إيه
هتفت كريمة معترضة
إيه... إيه مربيه أومال أنا إيه يا خويا ! أنت ناسي أني اشتغلت هنا وهو عمره عشر سنين وكنت أنا إلا باخد بالي منه في كل حاجة والنبي دة كان متعلق بيا أكتر من الست هانم الله يرحمها....لحد ما بقا متجوز الست إسراء هو صحيح انشغل بيها شويه بس كان لما يعوز أي حاجه يطلبها مني أنا
آآآآه الله يرحمها بقا كان متعلق بيها أوي ومن ساعتها وهو حزين ووحيد....ما تكلميه يتجوز ياست كريمة بدل ما هوا وحيد كدة
أشارت كريمة بيدها بحركة يائسة وقلة حيلة
يووووه غلبت معاه بس كل شوية يقولي حاضر حاضر ويريحني وخلاص ربنا يهديه يارب
وفجأة توقف داود عن الكلام وهو يحدق بالقادمتين من بعيد بعينين ضيقتين يبدو عليهما الضعف ثم فركهما بشدة وهو يهز رأسه بحالة من الذعر يهمهم
باسم الله!
رمقته كريمة باستغراب تحدق فيه ثم قالت بسخرية وهي تضحك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ثم التفتت فجأة لتشهق منتفضة تتراجع للخلف وقد تجمدت ساقيها من هول المفاجأة وما تتطلع عليه عينيها جعل شفتيها ترتجفان لتردد بهلع
أنت شايف إلا أنا شايفاه ده يا داود ولا أنا باحلم
لمس حذائها القديم المهترئ أرضية الحديقة العشبية وهي تمشي خلف أم سعيد الجارة مذهولة وكأنها أصبحت طفلة صغيرة تريد الركض واللعب بين تلك الأزهار الجميلة....أنعشت رائحة الزهور الزكية روحها ودغدغت مشاعرها بألوانها الزاهية البديعة فشعرت بشيء غريب يخترق أوصالها وراحة لم تعرف سببها مشاعر غريبة انتابتها من وقت دخولها من بوابة البيت الكبير ذو المبنى الأبيض والنوافذ الزجاجية بلون السماء
شعرت بالخجل الشديد وهي تخطو داخل هذا القصر بملابسها البسيطة المستهلكة و التي لا تتلائم أبدا مع فخامة هذا المكان الرائع الذي يشبه قصور أحلامها الوردية
تنهدت أم سعيد بتوتر وهي تلح على كريمة تسألها
ليه بس يا ست كريمة ديه شجن هتعجبك أوي والله ديه خفيفة ولهلوبة وزي الفل وغير كدة محتاجة الله اعلم بحالها
رمقت كريمة شجن پخوف ورعشة بينما هي واقفة في مكانها بجانب الباب الخلفي للمطبخ الكبير مذهولة تتطلع فيه بانبهار شديد و لأدواته الحديثة التي تراها فقط في مقدمات المحلات الكبرى.....صمتت كريمة قليلا ثم قالت بصوت غاضب قلق
لا يا أم سعيد قولتلك خلاص اتصرفت وبعدين أنا مش مرتاحالها من ساعة ما دخلت هنا يلا خديها وامشي من هنا وابقي تعالي أول الشهر في معادك يلا يا ولية قبل ما يجي نضال بيه هو مش بيحب حد غريب هنا
تنهدت شجن بتوتر تحاول أن تسترق السمع إلى همسات أم سعيد مع السيدة الأنيقة الغاضبة التي ترمقها بنظرات غير مفهومة إذا كانت نظرات خوف أو قلق أو حتى شك سألت نفسها وهي تحرك بتوتر سحاب حافظة نقودها القديمة والتي تحتوي على بعض الجنيهات والعملات المعدنية
هي مالها قرفانة مني كده وبتبصلي من تحت لتحت...لازم عشان هدومي قديمة ولا حاجةيلا بقا يا خالتي رجلي وجعتني
همست شجن....بينما عكفت أم سعيد فمها بشبه ابتسامة خالية من الروح
ماشي ياست كريمة شكرا ياختي الأرزاق على الله ربنا إن شاء الله يكرمها في حتة تانية
هزت كريمة رأسها بحيرة تفكر في قرار نفسها
البت شكلها غلبان أوي ياكريمة وبعدين فرق السماء من العمى هي فين وال.......ايه ده لا لا يا كريمة نصيبها كده هتعملي إيه مينفعش أبدا
طبطت كريمة فوق رأس أم سعيد تسترضيها ببعض الكلمات
معلش يامو سعيد إن شاء الله تلاقي رزقها في مكان أحسن من هنا بس خلاص أنا لاقيت واحدة تانية يلا روحي أنتي قبل نضال بيه ما يجي
لاحت علامات الإندهاش فوق وجه أم سعيد تسأل نفسها أين هي السيدة كريمة الكريمة صاحبة الذوق والأسلوب الراقي....السيدة تطردها بنوع من الأدب ولكنه طرد فما بها اليوم
ماشي ياست كريمة يلا عن إذنك
اقتربت أم سعيد من شجن بوجه متجهم حزين تقول
يلا بينا يا بنتي معلش شكلنا تأخرنا يلا ربنا يفكها عليكي
هزت كتفيها باستسلام واضح فهي تعلم من البداية بأنها صاحبة حظ سيء ولكن يكفيها شرف أنها دخلت هذا المكان الذي لن تجرؤ أن تدخله حتى بأحلامها
فتح حارس الأمن بوابة الفيلا الكبيرة وهو يستقبل نضال العائد إلى المنزل في غير موعده حتى تشاء الأقدار أن تجمع بين قطبين لن يجتمعا إلا في الأحلام أو القصص الرومانسية القديمة
وبلمحة خاطفة من خلف زجاج سيارته الكبيرة ذات النوافذ الغامقة لمح نضال السيدة العجوز التي يحبها كثيرا ويقدرها فهي سيدة كبيرة ذات وجه بشوش تمطره دائما بالأدعية والتحصين وهو الآن يحتاج إلى دعاء طيب يريح باله وقلبه العليل ولكن ما لفت انتباهه أكثر هو الفتاة النحيفة صغيرة الحجم والجسد والتي تسير بجوار أم سعيد محڼية الظهر مکسورة النفس فسأل نفسه باستغراب
مين ديه إلا مع الحاجة أم سعيد مش عندها ابن ومتجوز بعيد زي ما قالتلي
فقال بصوته الرخيم
أقف هنا يا حسن
ثم خرج من سيارته الفاخرة ذات الموديل الحديث ورائحة عطره النفاذة تسبقه إليها وقبل أن يصل كانت ترفع عينيها الرماديتين الواسعتين ترفرف بأهدابها الطويلة ليتقدم نحوها يحني رأسه بكل تواضع...تمنت أن تحني رأسها هي الأخرى ولا تطيل النظر إليه بتلك الطريقة ولكنها ظلت تحدق أمامها بصمت هائج ولكن عندما أوشك على الاقتراب لفحتها رائحة عطره القوية فأطاحت برأسها الصغير
حاجه أم سعيد أخبارك إيه
هكذا كل