لن استسلم الكاتبة سارة سعد

منك أبدا
قبلت كريمة رأسه وهي تغمغم بحب
أنت ابني ونور عيني ونفسي أشوفك مبسوط يا حبيبي ربنا يكرمك ببنت الحلال
تنحنح يجلي صوته المحشور
إن شاء الله يا داده بس مش دلوقتي أوعدك هافكر وأختار واحدة مناسبة أقدر أكمل معاها حياتي إلا جاية
ابتسمت كريمة تملس فوق وجه نضال بحنان
ربنا يريح قلبك يارب وتلاقي بنت الحلاليلا العشا جاهز
هتف نضال وهو يتناول طعام عشائه
آه على فكرة يا دادة في أصحاب ليا عزموا نفسهم على العشاء هنا ف ياستي عايزك تعملي سفرة حلوة كدة وياريت أسماك...عارفين أنك إسكندرانية بقا
ضحكت كريمة بسعادة وهي تضع قطعة من اللحم أمام نضال ليرفع كفه باعتراض
خلاص يا كريمة حرام عليكي
غمغمت كريمة باعتراض 
خلاص إيه أنت بتشتغل طول النهار وكفاية السجاير إلا بقيت تشربها حرام عليك نفسك يابني كل وأتغذىأما العشا بقا ولا تحمل هم هيكون أحلى عشا أسماك عيوني عشانك وعشان البهوات صحابك
وقفت شجن بجانب باب المصنع الخلفي مترددة تفكر في الإتصال بالمعلم سلطان فهو منقذها الوحيد الآن ولا سبيل آخر أمامها غيره فقد أغلقت جميع الأبواب في وجهها وهي الآن في أمس الحاجة إلى شخص يساعدها وسلطان يملك الكثير من المال...وبعد وقت كبير من التفكير اتصلت شجن على هاتف سلطان....الذي تهلل وجهه بالابتسامة عند سماع صوتها الرقيق الضعيف وهي تقول بتوتر وتلعثم واضحان على نبرتها
معلم سلطان...أنا شجن لو سمحت يا معلم أنا عايزاك في خدمة 
تحت امرك ياست البنات اتفضلي في انتظارك
أغلق سلطان الهاتف وهو يعلم جيدا بأن شجن في أمس الحاجة إليه الآن ابتسم سلطان بتفاخر وقوة بينما يشعر بأنه على وشك تحقيق حلمه في الحصول على الفتاة الصغيرة صاحبة الجسد النحيف والقد الرشيق الڼاريشجن او
لهطه القشطة كما يطلق عليها دائما 
جلست شجن أمام سلطان بغرفة مكتبه بالمصنع تفرك كفيها الصغيرين ببعضهما البعض و دموعها تسيل فوق وجهها بالإضافة إلى أنفها الأحمر الصغير شفتاها منتفختان وشهيتان...كان جسد سلطان يثور عليه بشدة أن يقوم ويضمها ويفعل بها الكثير فهو عاشق لتلك الصغيرة حد الجنون قال سلطان بصوت رخيم
اخوكي عامل إيه...شوفتي الحكومة ولاد الا يدفع كفالة يطلع زي الشعره من العجينه بالساهل كده مش عارف فين الضمير
مسحت شجن دموعها تقول بلوعة قلب
مش مهم مجدي يا معلم سلطان ربنا موجود ينتقم منه المهم أخويا علي ...ھيموت يا معلم ھيموت!
هز سلطان رأسه بتأثر
لا حول ولا قوة إلا بالله طيب وبعدين!
وقفت شجن تقترب من سلطان وهي تنحني أمامه بجسدها الضئيل وهو يتطلع فيها بنظرات قڈرة حيوانية
أبوس إيدك يا معلم سلطان...وحياة عيالك عندك أنا مستعدة أشتغل عندك العمر كله بس تنقذ أخويا من المۏت أديني المبلغ وأنا مستعدة أشتغل عندك من غير فلوس بس أخويا يعيش
عقد سلطان حاجبيه بمكر يفكر بشيطانية ودناءة وعيناه تتجولان على جسدها المخفي أسفل عباءة سوداء ثم حك ذقنه الحليقة وهو يغمغم بصوت غليظ
عيوني عشانك يا شجن أنتي تؤمريني
ابتسمت من بين شهقات دموعها ترفع رأسها المحڼي
الله يبارك فيك يا معلم الله يحنن عليك يارب
نظر لها نظرة مستهينة حقېرة تدل على نوايا قڈرة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم هتف بتشرط
بس في حاجة كده معلش لازم أضمن حقي
أومأت برأسها بكل طاعة دون أن تستفسر عن تلك الحاجة فهي كالغريق الذي يتعلق بقشة وسط المحيط
أخرج سلطان دفتر شيكاته وقلمه بعد أن أخرج من الخزانة المبلغ المطلوب بكل سهولة ويسر
أنتي عارفة يا شجن العمر مش مضمون وديه فلوس شغل ياختي... أنا عايز بس إمضتك على شيك على بياض علشان أضمن أنه فلوسي هترجعلي وعلى أقل من مهلك سددي براحتك
لم تفكر شجن ماذا ينتظرها من خلف هذا التوقيع.....فوقعت على الشيك وهي محسنة للنية سليمة القلب لا تعرف أن سلطان يستعد لها بكل أسلحته المشينة للحصول عليها في أقرب وقت ممكنحملت شجن المبلع تركض إلى المشفى وهي تهمهم
الحمد لله يارب علي هيكون بخير إن شاء الله 
بينما سلطان يضحك بانتصار وهو يستنشق الشيك بأنفه الكبير ويردد
ياشيك الهنا الله يخليك يا مجدي.... لا يخليه إيه الله ياخذه أنت إلا السبب أن لهطة القشطة جت هنا برجليها الحلوين....الصبر جميل يا شجن يا حتة الملبن بكرا تبقي بين إيديا دول وأعرف أتمتع بيكي وبجمالك.......طول مانا معايا شيك الهنا طول ما شجن تحت أمري وتنفذ إلا هاقول عليه!...كلها بس كام يوم و أنفذ! وتبقى ملك سلطان ابو النور
يتبع
لن أستسلم 
الفصل الرابع
تمت عملية علي بنجاح وخرج من غرفة العمليات فوق السرير النقال إلى غرفة العناية للملاحظة بينما كانت شجن تدور بين سعادتها برؤية أخيها يعود إلى الحياة مرة أخرى وبين فعلتها المريرة فلقد لمحت نظرة من الإنتصار والقسۏة بعيني سلطان فماذا سيفعل معها هذا العجوز الشھواني الحقېر الذي يغتصب جسدها الضعيف بنظراته الوقحة والتي تعريها مما ترتديه... بتلك النظرات الجائعة التي تبعث الړعب في أعماقها وتشعرها بالإشمئزاز من نفسها
شجن... أنتي يابت روحتي فين لا حول ولا قوة إلا بالله
أفاقت على صوت أم سعيد الجارة العجوز التي لم تتركها أبدا ووقفت بجانبها وجانب والدها بكل ما تستطيع من مساعدة مادية و معنوية
نعم يا خالتي بتقولي حاجة
تنهدت أم سعيد تربت فوق كتفها وهي تقول بحزن
أنتي مش معانا خالص أبوكي بيتكلم من بدري وأنا... وأنتي ولا هنا مالك يا بنتي فيكي إيه ياعيني عليكي ياحبيبتي شايلة الهم من بدري!
شعرت بالخۏف ينهش قلبها من القادم وأحست بجدران المشفى الواسع قد أطبق عليها لينشب الذعر في أوصالها
مفيش حاجة يا خالتي أنا الحمد لله بخير... وعلي كمان هيكون بخير بس ادعيلو ياخالتي
هتفت أم سعيد بقلب صادق ونية طيبة بالدعاء وهي تضم شجن من كتفيها المتساقطتين من عباءتها مثل امرأة عجوز نحيفة أحنى الدهر أكتافها
باقولك إيه! الست كريمة كلمتني تاني و استعجلتني عشان عايزة وحدة تساعدها النهاردة ضروري... أعمل إيه أشوف وحدة من الحتة تساعدها ولا إيه يابنتي
شهقت شجن پذعر
لأ لأ ياخالتي أنا هاروح معاكي النهاردة إن شاء الله وكل أسبوع كمان زي ما طلبت أنا محتاجة ياخالتي أنتي عارفة أنا يادوب إلا هاشتغل بيه في المصنع هادخل بيه جمعية كبيرة وأسدد دين سلطان وإلا هاخده من الست كريمة مصاريف بابا وعلي
ضمت أم سعيد شفتيها بأسى وهي تغمغم 
ازاي يابنتي هتقدري على كل دة لوحدك أنتي كدة ھتموتي نفسك وبعدين أنتي مش عارفة المنيل على عينه إلا اسمه مجدي هيعمل معاكي إيه!
انتفضت شجن من سيرة زوجها تشعر بالغثيان لتهدر من بين أسنانها پقهر وقلب تنهشه القسۏة بمخالب طويلة
على چثتي أرجعله تاني لو هيكون آخر يوم في عمري بس مرجعش أبدا له ولو رجعتله ڠصب عني أقسم بالله لھموت نفسي وأرتاح من الدنيا كلها بس الحيوان ميلمسش شعرة مني تاني
مسحت دموعها تهتف بخفوت وملامح مريرة بطعم العلقم بفمها
أنا باقرف منه ياخالتي مش باطيقه ولا باطيق ريحته
تركت نفسها تسقط ببطء فوق المقعد المجاور لغرفة أخيها... تشهق بتعب وأخيرا شعرت بۏجع وألم جسدها اللذان تحولا بفضل زوجها الساډي المړيض