ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
إيهاب الذي كان ينظر إلى أخته بأعجاب لأنها أحسنت التصرف نظرت عفاف إلى إيمان بحب وقالت
والله يا إيمان لو البنات كلها زيك كان الشباب حالهم أتصلح
ألتقت الحاج حسين طرف الخيط من كلام زوجته ونظر إلى عبد الرحمن وقال صحيح يا عبده أخبار هند معاك ايه
أنتبه عبد الرحمن على سؤال والده وقال هند. اه الحمد لله كويسين.
كان عبد الرحمن
ولكن عزاؤه أنه يعلم أنها لا تفعل ذلك إلا معه لأنها تحبه وهو أيضا يحبها ولكنه بداخله صراع. وضع رأسه على الوسادة وقد اشټعل الصراع داخله طبيعته الشرقية وطبيعة تربيته تجعله يريد أن تكون خطيبته متحفظة معه أكثر من هذا فهذه ستكون أم أولاده ومن تحمل أسمه في المستقبل لقد لفتت إيمان انتباهه دون قصد منها أنه توجد حدود بين الخاطب والمخطوبة حتى أنها لا تحل له أن تركب معه سيارته وحدها لم يكن أمام عبد الرحمن بعد هذا الصراع إلا شىء واحد. هو أن يتكلم مع هند ويشرح لها طبيعة مشاعره ويضع
جاءت سلمى لزيارة مريم يوم الجمعة بحجة أن تعطيها تفريغ المحاضرات التي غابت عنها رحبت بها مريم وأجلستها في الحديقة تحت المظلة ظلت سلمى تجول بنظرها في أركان الحديقة وهي تقول لمريم
مريم أنت جاية تزورينى ولا جاية تقرى عليا أشربى العصير بتاعك
أخذت سلمى كأس العصير ورشفت منه وهي تقول قوليلى أخبار ولاد عمك أيه.
نظرت لها مريم باستفهام تقصدى مين فيهم
رفعت سلمى حاجبيها وهي تقول بمكر يعنى مش عارفة أقصد مين
رفعت مريم رأسها من أوراق المحاضرات تنظر إليها قائلة سلمى أبعدى عن وليد. ده مش سهل أبدا. مش بتاع خروجة وفسحة زى ما أنت فاكرة ده أنا بنت عمه وبخاف منه ومن نظراته
ثم وضعت كأس العصير من يدها وأكملت حديثها قائلة بقولك أيه مش هتفرجينى على بيتكوا من جوا ولا أيه
أخذتها مريم للداخل ولكن وهما في طريقهما استوقفتها سلمى وهي تشير إلى ركن ما في الحديقة وتسائلت قائلة
نظرت مريم إلى حيث أشارت سلمى فوجدت ما يشبه حلبة الملاكمة وقالت مش عارفة أول مرة أشوفها.
الفصل الثامن
مش عارفة. أول مره أشوفها
أستكملا طريقهما إلى البوابة الداخلية للمنزل ووقفت مريم تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف وهما يرتديان حلة رياضية في طريقهما للخارج وقف وليد بابتسامة كبيرة أمام باب المصعد وهو يرحب بسلمى صافحها وضغط على كفها وهو يقول
ضحكت سلمى بميوعة وقالت ميرسي أوى لذوقك.
تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده قائلا بضيق يالا يا وليد
أستوقفته سلمى قائلة أزيك يا أستاذ يوسف
أشاح بوجهه بعيدا وهو يجيبها قائلا كويس.
ثم خطى بعيدا عنهم وهو يقول لوليد أنا هسبقك يا وليد
تبعته مريم بعينيها بينما قالت سلمى لوليد أنتوا رايحين فين كده
نظر لها وليد بجرأة مكشوفة وهو يقول عندنا ماتش ملاكمة تيجى تتفرجى
قالت مريم بتعجب ملاكمة أنتوا بتلعبوا ملاكمة مع بعض.
ضحك
وقال يعنى حاجة كده خفيفة كل شهر مرة علشان مننساش
ثم أقترب من سلمى وقال بنظرات تفهمها جيدا لازم الواحد يحتفظ بلياقته دايما
أبتسمت سلمى وقد فهمت تلميحاته بينما قالت مريم طب يالا نطلع احنا يا سلمى
أقتربت سلمى خطوة أخرى من وليد وقالت لا أنا عايزة أتفرج
وهنا عاد يوسف مرة أخرى وصاح في تأفف موجها حديثة لوليد هتيجى ولا أيه يا وليد
ذهبت إليه مريم وقالت برجاء ممكن نتفرج يا يوسف
قال بنزق وهو يذهب ودون أن ينظر إليها تتفرجوا على أيه. هي سيما.
شعرت مريم بأحراج شديد أحمر له وجهها وعادت للداخل ولم تنتظر المصعد بل توجهت للدرج مسرعة وهي تقول بعصبية
حصلينى يا سلمى
وقفت أمام باب شقتها وهي تكاد تبكى مما فعل بها في الأسفل كانت تشعر بالحنق الشديد حتى أنها
لم تسمع فرحة وهي تلقى عليها السلام أثناء صعودها صعدت خلفها فرحة ووجدتها على حالتها تلك فقالت وهي تربت على كتفها.
مالك يا مريم عنيكى مالها. كنت بتعيطى ولا ايه
أجابتها مريم حانقة مفيش حاجة يا فرحة
أزاى أنا شفتك وأنت طالعة واخده في وشك. سلمت عليكى مردتيش عليا. قوليلى مين زعلك وانا أخلى بابا ياخدلك حقك منه
ثم قالت بتردد أخوكى بس أحرجنى شوية
أرتفع حاجبي فرحة وتسائلة مين فيهم
مريم يوسف قلتله ممكن آجى أتفرج على الماتش بتاعهم كلمنى بطريقة وحشه أوى
هتفت فرحة بسعادة أيه ده. هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
خرجت سلمى من المصعد وأتجهت إلى مريم وقالت كده برضه تسيبينى وتمشى. مالك في أيه
نظرت لها مريم بضيق لسه فاكرة تيجى تشوفينى مالى
أقبلت فرحة على سلمى وصافحتها ورحبت بها ثم أستدارت إلى مريم وقالت ولا يهمك تعالوا نتفرج.
بترت عبارتها لأصطدامها بإيهاب على باب الشقة شعرت بالخجل الشديد واحمرت وجنتاها بينما قال بابتسامة خفيفة
أنا آسف يا فرحة
مكنتش عارف أنك داخله
قاطعتهما سلمى مرحبة به فقال إيهاب باقتضاب كويس الحمد
لله. عن أذنكم
تركهم ونزل إلى الأسفل بينما تابعت فرحة عبارتها التي كانت قد بترتها وقالت تعالوا نتفرج من البلكونة.
أستقبلتهم إيمان بالداخل وصافحت سلمى التي انبهرت بالشقة الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الأربعة إلى الشرفة ليشاهدا هذه المباراة الصاخبة بين وليد ويوسف وتشجيع إيهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الألفة بين إيهاب وأولاد أعمامه.
أستأذنت إيمان وتوجهت إلى عفاف زوجة عمها لتساعدها في تحضير طعام الغذاء فاليوم هو الجمعة والحاج حسين لا يرضى بديلا إلا أن تجتمع الأسرة كلها على مائدة واحدة طرقت إيمان باب شقة عمها ففتحت لها فاطمة زوجة عمها أبراهيم وعندما رأتها قالت ببرود
اهلا
يا إيمان في حاجة
قالت إيمان ببشاشة أزيك يا طنط أخبارك ايه. ممكن لو سمحتى أدخل لطنط عفاف.
أشارت لها فاطمة بالدخول دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التي تعرفت عليها ببساطة و ساد جو من البهجة في المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء وأصبحت تتجاذب المداعبات مع إيمان التي تتمتع بشخصية مرحة عكس ماكان يوقع الجميع بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التي أوصلتها إلى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهي تستقل سيارتها الصغيرة وتنطلق بها ثم عادت مريم وقطعت الحديقة وهي تشاهدهم وهم يجمعون أحبال حلبة الملاكمة نظرت إلى يوسف وهو يجمع الأحبال بصحبة إيهاب ويتمازحان وكأنهم أصدقاء منذ زمن ظلت واقفة لبرهة تنظر إليهم في حيرة وضيق لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا إذا كان غير مرحب
بوجودهم فلماذا إذن يحب إيهاب ويصادقه ويتعامل مع إيمان باحترام أما هي فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر إليها وهي تحدثه نفضت أفكارها جانبا وأكملت طريقها