ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
وقال
بس مريم هتفهم الشغل بسرعة ومش هتضايقك. انا متأكد
كان يوسف يشعر بالحنق والڠضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من أبيه فقال زى ما تحب يا بابا.
ثم نظر لها وقال تحبى تبدأى شغلك أمتى
نهضت مريم في نشاط وانتصار وقالت دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
أومأ برأسه وأشار إليها أن تسبقه وذهب خلفها وهو يشير ل هند أن تتبعهما
بذلت مريم مجهودا شاقا من أول يوم عمل لها حتى تكون دقيقة وسريعة وحتى تستوعب كل شىء في أقل وقت ممكن جاء وقت الراحة في منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صړخة خفيفة.
على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجة ما حدث وجلست على مقعدها بوجه شاحب أقترب منها بضع خطوات وقال
أنت كويسة أجيبلك مية
قالت مريم بإعياء لالا شكرا أنا دلوقتى هبقى كويسة
طيب الحمد لله. أنا هروح أتغدى مش عاوزة حاجة.
دخل وليد مقاطعا وكأنه كان يستمع لهذا الحوار من بدايته وأحنا روحنا فين تعالى أتغدى معانا
قالت مريم بخجل لا شكرا أتفضلوا أنتوا
وليد بتصميم لا والله ما ينفع. تبقى بنت عمنا وتروحى تدورى على مطعم
تدخل يوسف موجها حديثه نحو وليد سيبها على راحتها يا وليد يمكن هتروح تتغدى مع هند
ثم تابع قائلا وعمى بيروح البيت يتغدى هناك
نظرت مريم إلى يوسف وكأنها تنتظر قراره فقال بضجر طيب أتفضلى معانا
قالت مريم بصوت خفيض طيب ثوانى أتصل بعمى أسأله
وأخرجت هاتفها وتحدثت إلى الحاج حسين تستأذنه بينما اقترب وليد من يوسف وغمز له هامسا
هتصل بعمى أستأذنه. يا سلام على الأفلام.
أيه مكلتيش ليه
لا كلت والله الحمد لله
أنت مكسوفة مننا ولا أيه. لالا بكرة هناخد على بعض. ده أحنا ولاد عم يا مريم.
قالت بخفوت لو ممكن يعنى قهوة مظبوط
قال وليد باندهاش وهو ينظر إلى يوسف نظرة خاصة أيه ده. بتشربى قهوة مظبوط بعد الأكل زى يوسف. يا محاسن الصدف
رفع النادل
الطعام وآتى بالمشروبات بينما نظر وليد إلى مريم قائلا مباشرة
هي صاحبتك اللى كانت معاكى في المركب اسمها أيه
شعرت مريم بالأرتباك من ذكر هذا الموقف في حين قال يوسف مالناش دعوة يا وليد متدخلش في خصوصياتها
وليد وفيها أيه يا يوسف متحبكهاش كده. دى بنت عمنا عادى يعنى
قالت مريم بارتباك هي مش صاحبتى أوى يعنى دى
زميلتى في الكلية
قال وليد وهو يتصنع الدهشة لا. بجد. أنا قلت كده برضة
نهض يوسف حانقا
وهو ينهى هذا الحوار العقيم قائلا أظن يالا بقى ساعة الراحة خلصت.
أنتهى اليوم وعادت مريم بصحبة عمها في سيارته ولم تستطع أن تتناول العشاء من شدة الأرهاق ودخلت لتنام على الفور.
فى صباح اليوم التالى أستيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره كان يخشى أن يطلب منه والده أن يأخذ مريم معه إلى العمل و ذهبت مريم في ميعاد عملها تماما وطرقت الباب ودخلت وهي مبتسمة قائلة
صباح الخير يا يوسف
يوسف باقتضاب ودون أن ينظر إليها صباح النور
كانت تحمل في يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
وضعتهم على المكتب وهي تقول أنت نزلت من غير ما تفطر.
نظر إلى الكيك وأبتسم قائلا متشكر أوى يا مريم
أبتسمت وهي تغادر الحجرة ولكنها أصطدمت ب وليد الذي قال مبتسما وأنا ماليش فطار أنا كمان ولا أيه
أبتسمت أبتسامة خفيفة وخرجت دون أن تجبه جلس وليد أمام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك
ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
يوسف عاوز أيه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
وليد اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤية.
ثم غمز ليوسف وقال بس حلو الجو ده. قهوة مظبوط وفطار وحركات
زفر يوسف وقال بضيق أنا مش فاضى للكلام ده يا وليد.
وانت عارف أنى مش بتاع الحاجات دى
قال وليد بمكر أنت مش بتاع الحاجات دى. لكن هي بتاعتها. وحطاك في دماغها ولا أنت دخلت عليك الافلام دى
وضع يوسف الأوراق التي كانت بيده على المكتب بانفعال وقال عيب كده يا وليد. دى برضة بنت عمنا.
قال وليد ساخرا ونسيت صاحبتها. ونسيت الفيلم اللى اتعمل في المركب. ونسيت رأيك فيهم
هتف يوسف بعصبية لا منستش ومش هنسى. بس انت كمان متنساش أنها بنت عمنا يعنى سمعتها من سمعتنا وقفل بقى على السيرة دى فورت دمى يا أخى.
فوجىء حسين باتصال إيمان به وصوتها كأنها تبكى وهي تقول معلش يا عمى لو ممكن تبعتلى حد ياخدنى أصل. أصل شنطتى أتسرقت مني في المواصلات
أعتدل حسين في جلسته بانفعال قائلا أوصفيلى أنت فين بالظبط وخاليكى عندك
أنتظرت إيمان ما يقرب عن النصف ساعة حتى وجدت سيارة تقف أمامها ويخرج منها عبد الرحمن ويدور حولها بسرعة ليقف أمامها متسائلا بقلق
إيمان أنت بخير
أومأت برأسها بحرج شديد وهي تقول الحمد لله.
أشار لها أن تركب السيارة ولكنها تسمرت مكانها فأعاد كلماته مرة أخرى أركبى يالا
صمتت مرة أخرى وبعد لحظات قالت مش هينفع أركب معاك لوحدى
مينفعش أركب معاك لوحدى
أبتسم وقال بتفحص هو أنت لما بتركبى تاكسى مش بتبقى أنت والسواق
لوحدكم خلاص يا ستى أعتبرينى السواق
هزت رأسها نفيا وهي تقول أنا مش بركب تاكسى علشان كده. أنا بركب مواصلات عادية.
ثم تابعت بأحراج لو سمحت ممكن تدفع لصاحب الكشك ده تمن المكالمة.
أعطاها عبد الرحمن هاتفه لتتصل بأخيها وذهب ليدفع ثمن المكالمة وعاد سريعا فوجدها واضعة الهاتف على أذنها وتنقر على السيارة بتوتر بالغ وبعد لحظات قالت
شوية يدى مشغول وشوية يقول خارج الخدمة
قال وهو مازال محتفظا بابتسامته المتعجبة والعمل.
أشارت إلى المقعد الخلفى قائلا بخجل من موقفها طب ممكن أركب هنا
أبتسم وفتح لها الباب الخلفى وفي الطريق نظر لها في المرآة قائلا أنا مكنتش أعرف أنك بتتكسفى أوى كده. لو كنت أعرف كنت جبت هند معايا
قالت إيمان بصوت يشبه الهمس من شدة خجلها مش موضوع بتكسف. بس مينفعش أركب عربية مع راجل مش محرم ليا
ثم أكملت و
حتى خطيبتك مينفعش تركب معاك لوحدها
أومأ برأسه وهو يقول في نفسه مينفعش تركب معايا لوحدها! دى بتقولى كلام بيخلى وشى يحمر.
وفى المساء جلس عبد الرحمن يقص على الجميع ما حدث وهم يضحكون ماعدا