روايه المطارد
التي اتتها فجأة
ايوة تمام ما انا شوفتها قبل ماتدخل العمارة تمام تمام اطلعوا بس انتوا بهداوة من غير ما حد يحس وانا هاتصرف ماشي سلام
والنعمة يا يمنى لو اتأذيت في شغلي ولا حصل حاجة للبت لكون مبلغة عنك
قالتها الفتاة الممرضة من خلفها فالټفت اليها بابتسامة واسعة
لا مټخافيش لأنه لو حصل انت مش هاتلحقي تبلغي اساسا عشان هاتتسحبي على السچن دوغري من غير كلام
وليكي عين كمان تستظرفي وتغلسي بالكلام والنعمة انت بت ناكرة للجميل وعفشة صح
ضحكت يمنى وهي تدلك بكفها على ذراعها لتخفيف الألم بعد ان ابتعدت عن الفتاة
معلش يارورو نصيبك بقى يا حبيبتي تتصاحبي على واحدة زيي عشان تورطك معاها
صمتت الفتاة قليلا مضيقة عيناها ثم تحدثت بجدية
سألتها يمنى بجدية هي الأخرى
لدرجادي حالتها متاخرة يارويدا ولا الدكتور بتاعك نفسه مش فاهملها
اجابتها الفتاة
لا فاهملها يايمنى وانا كمان فاهمالها البنية دي اللي تعبها نابع من نفسها وعلاجها متعلق بحاجة هي مرتبطة بيها والحاجة دي هي بس اللي تقدر تخليها تستجيب للعلاج وترجع لطبيعتها فعشان كدة بقى لما انت كلمتيني امبارح في مساعدة اخوها اللي محروم من رؤيتها انه يشوفها قولتلك على طول امين اهو نكسب ثواب ويمكن يكون سبب في رجوع ضحكتها الله اعلم
والله ما انا عارفة السر يبقى في مين فيهم يعني انا مثلا لما عرفت بالصدفة من ابويا عن اسم الدكتور بتاعك ماصدقتش نفسي لما افتكرت انك شغالة معاه لدرجة اني اتوقعت رفضك رغم علمي بجدعتنك وطيبة قلبك لكن اقول ايه بقى ربنا اكيد لو حكمة عشان يجمع الاخ واخته بعد اربع سنين فراق
قالت مستدركة وهي تتحرك للخروج
طب اطلع انا بقى اروح اشوفهم زمانهم وصلوا اوضة الانتظار
تفوهت يمنى من خلفها
تمام حبيبتي بالتوفيق يارب
وفي مكان اخر
من المرسى النيلي وكتب على يافطته اسم باللغة الإنجيزيه يتميز بخصوصيته والشكل الهندسي المبهر من الخارج دلفت ندى بصحبة علية لداخله لتفاجأ برقي مرتاديه من رجال ونساء اظهرت ملابسهم امتياز حالتهم المادية يتحرك النادل امامه بملابسه البيضاء النظيفية بين الطاولات التي وزعت بشكل متفرق ليحفظ خصوصية الزبائن من عشاق أو أسر اتت بأفرادها لتتنعم ببعض الهدوء والجو اللطيف به
ضحكت علية قائلة
ياعبيطة احنا داخلين بينيوفورم المدرسة يعني شئ عادي وبتحصل كتير تعرفي بقى اهو احنا لو جينا بهدومنا العادية وسطهم كنا هاننكشف صح
أومأت ندى برأسها مرددة
فعلا عندك حق اليونيفورم ستر وغطا دا انا هدومي كلها ماتجيش حق بلوزة لبساها ست منهم
هتفت بها عليه ساخره والتفتت ندى نحو الزاوية التي تقصدها وجدته يتحرك من مكانه فور أن لمحها بخطواته المسرعة منهن
ازيكم يابنات اخيرا وصلتوا
اردف بها مرحبا فور
ان وصل اليهن صافح علية بكفه سريعا ثم اطبق على كف ندى يسحبها مرددا
تعالوا بقى دا انا مستنكيم بقالي كتير
القت ندى نظرة نحو علية بتساؤل حول امساكه بيدها من خلف ظهره فغمزت لها بابتسامة متسلية فور ان وصلوهم للطاولة اومأ لهم ليجلسوا دون ان يفلت يدها حتى كرسيه ليجلس منها فهتفت بسعادة
انا مش مصدق نفسي اخيرا وافقتي على طلبي !
ردت علية
من الناحية الأخرى
ادعيلي انا بقى عشان انا اللي خليتها توافق بعد ما كانت منشفة دماغها زي الحجر
طب شدي حيلك بقى واقنعي اهلها كمان بالمرة ينوبك ثواب وانا داعيلك واديكي الحلاوة كمان
قالها بسرعة ولهفة اثارت الدهشة لدى علية التى رددت بابتسامة ساخرة
ههه بالدرجادي انت ملهوف عالجواز منها دا انت مچنون ندى صح بقى
الټفت رأسه اليها بنظرة مرعبة وتوقف قليلا امامها بشكل جعل الخۏف يزحف بأوردتها فقالت مصححة
انا قصدي يعني انك بټموت فيها طب ياريت الاقي انا حد يحبني انا كدة حتى نص الحب ده
لانت ملامحه وهو يعود بنظره لندى قائلا بنعومة
ندى دي عمري كله
انا نفسي اخطبها عشان اجيبلها كل اللي هي نفسها فيه واخليها برنسيسة عالكل
هتفت عليه بمرح
اوعى بقى ايوة كدة فرحها وقول اللي يبسطها ويشجعها تزن على اهلها
التف اليها قائلا ببرود
طب بقولك ايه ماتسبينا انت شوية عشان اعرف اقول واشجعها زي مابتقولي كدة
فغرت فاهاها بدهشة ومعها ندى التي تلجمت من جرأته وهمت لترد ولكنها سبقها مرددا
واطلبي كل اللي نفسك فيه طبعا على حسابي
حلو اوي يبقى هاطلب جاتوه وحلويات
قالت وهي تنهض هاتفة بحماس امام ندى التي اصابتها الصدمة من فعلتها وودت تترجاها حتى لا تتركها وحدها تابعت هي مخاطبة ندى قبل ان تبتعد
انا هاقعد على طرابيزة قريبة منكم ملتقلقيش
تقلق ليه بقى ان شاء الله هاتسبيها مع حد غريب
اردف بها غاضبا قبل ان يعود لندى كرسيه ليلتصق بكرسيها وتابع لها رأسه ووجهه منها
قوليلي بقى انت كمان نفسك في ايه وعايزاني اجيبلك زيها
ابتعدت بوجهها عنه وهي تحاول صنع مسافة بينهم تجيبه بتردد
ااا جيبلي جاتوه وحلويات زيها
انت تؤمري
اردف بها ورفع يده عاليا للنادل يأمره بطلبه
وعودة لصالح الذي كان يقطع مسافة درج البناية بسرعة غير عابئ بمظهره والعباءة النسائية السوداء التي يرتديها حتى اوقفه يونس على احدى الدرجات محذرا له من تحت أسنانه
اهدى ياعم هاتفضحنا لو حد شافك دلوك لا يمكن هايظن انك حرمة منقبة اي نعم احنا في السلم الخلفي للعمارة بس برضوا مافيش حاجة مضمونة
اومأ صالح براسه وانفاس صدره تصعد وتهبط بحدة فخرج صوته الاهث
عندك حق يا يونس انا بس نسيت وخدتني الحماسة بس انا فعلا لازم اخد بالي الف شكر ياايونس الف شكر
نظر خلفه يونس بإشفاق يتمتم بتأثر
ربنا مايحرم حد من حبيبه
يتبع
الفصل ٢٢ بقلم امل نصر
تسحب على أطراف اصابعه بعد أن دلف من الباب الخلفي للعيادة ومعه يونس حتى التقوا بيمنى التي أدخلت صالح وخلفه يونس في الطرقة الضيقة والمؤدية الى الى الحمام والمطبخ وبغرفة الاستراحة ادخلته ودخلت هي خلفه لتصفق الباب بهدوء لعدم لفت الانتباه ظل يونس بمكانه يراقب وكأنه من عمال العيادة
اما صالح فكشف عن وجهه هو فور ان اغلقت باب الغرفة ليسألها
شوفتيها شوفتي وردة يايمنى
هزت رأسها تجيبه نافية
لا لسة طبعا انا قاعدة هنا من الصبح مستنياك على العموم رويدا هاتعرف تتصرف ان شاء الله وتجيبها هنا
اومأ يفرك كفيه بقلق
يارب يارب يايمنى
قالت هي ناظرة
اليه بحنان
طمن قلبك وانت ان شاء الله تشوفها فات الكتير ومابقاش الا القليل
تنهد بثقل يرد عليها
جمايلكم معايا كترت قوي يايمنى وانا مبقتش عارف هاعرف اردها ازاي معاكم انت ولا خالتي نجية ولا عمي سالم دا حتى يونس بقى مدايني زيكم
تبسمت بحنان وهى تنظر لخارج الغرفة من فتحة مواربة للباب
ياسيدي احنا مش عايزين منك حاجة وان كان على عمي يونس تبقى ردهالوا في فرحه اللي بقالنا سنين بنحلم بيه
يارب دا يحصل يارب
تمتم بها وهو ينظر نحوها وبداخله امنية اخرى يود تحقيقها
وعند ندى التي كانت تتناول من طبق الحلوى الذي بيدها على استيحاء من نظراته المراقبة لها وصديقتها علية من الجهة الاخرى تتناول في طبقها بنهم وكل دقيقتين تشير اليها بمرح
مابتاكلش في طبقك ليه
خاطبته ندى وهي تومئ بعيناها نحو طبقه الممتلئ لاخره امامه على الطاولة ولم هو منه شئ أجابها وهو لا يكلف نفسه حتى بالنظر اليه
وانا مالي بالجاتوه والحلويات وانا معايا اصل الحلاوة كلها
تبسمت على غزله بزهو وعيناها تذهب نحو صديقتها التى انتبهت لها وتابع هو وصوته خارج باضطراب
انا كفاية عليا اشوفك كدة وانت بتاكلي وكل حتة بتدخلي بوقك الصغير الحلو ده
توقف يبتلع ريقه ثم اكمل
احس انها في بقي انا وانا حاسس بسكرها وطعامتها جوايا
توقف و قد أجفلها تعبيره الغريب
وقفتي اكل ليه
سألها باندهاش أجابته بتردد
عادي يعني حاسة نفسي شبعت
ايه يا ندى انا بس هامسح الكريمة اللي علقت على شفتك
انا اتأخرت ولازم امشي
في هذا الوقت وصلت علية فخاطبته بكذب
ما انت اكيد هاترسى على بر بس استنى عليها على ماتقنع والدها
طيب دي كلها شهرين والدراسة تنتهي يعني لو مالحقتش تقنعه هاتحرم انا من شوفتها دا كنت اموت لو دا حصل
هتف بها واثار ابتسامة متسلية من الفتاة فقالت مخاطبة ندى
الجدع هايموت يامنيلة حاولي بقى تقنعي ابوكي
الټفت اليها ندى ترمقها بعدم رضا ثم عادت اليه تلقي الحقيقة بوجهه دون مواربة
بصراحة بقى ياكرم انا حاولت اقنع ابويا امبارح وبرضوا مرديش
ردد خلفها پصدمة
ايه مرديش !
اه بس هي ممكن تحاول معاه تاني ماتقلقش
قالتها بلهفة علية فهدرت عليها ندى بسأم
لا مش هاينفع احاول معاه من تاني ياعلية عشان ابويا قفلها وقالي اياك اسمع السيرة دى تاني يعني من الاخر رفض الكلام في الوضوع بشكل نهائي
حينما لم يرد وظل متسمرا بحالتها تحركت ندى تستأذن للمغادرة
طب انا ماينفعش اقعد اكتر من كدة عن اذنك ياكرم
تفوهت بالاخيرة قبل ان تبتعد وتتركه بصډمته وعلية لحقتها بتردد رغم ڠضبها من موقفها
وبداخل العيادة في الردهة الفسيحة الخاصة للإنتظار سألت ثريا الفتاة الممرضة وهي جالسة بجوار وردة والخادمة سيدة في انتظار دورهم
لو سمحتي هو احنا دورنا في الكشف مطول ولا أيه
لسة في كشف واستشارة قبلكم ياهانم
قالت الفتاة وهي تجيبها فتدخلت رويدا التي كانت تراقب من قريب
لو المړيضة تعبانة هاتيها تستريح جوا في اوضة الاستراحة ياهانم اصل الدكتور قدامه ساعتين على مايخلص ما انتوا الجلسة العلاجية بتاخد في ايده وقت
انت تعبانة ياوردة تروحي معاها في الاستراحة ولا هاتقدري تنتظري معانا هنا دورك
رمقتها وردة بنظرة غير مبالية كعادتها فردت ثريا
خلاص لما تتعب هانبقى نقولك
عادت رويدا للخلف نحو الحائط التي كانت مستندة عليه من البداية وارسلت نظرة ذات مغزى نحو من تراقب خلف الباب في غرفة الاستراحة استمر الانتظار لمدة تعدت النصف ساعة ووردة مازالت على جلستها وثريا تلعب بهاتفها بغير انتباه والخادمة سيدة تتطلع هي الأخرى للفرصة حتى اصاب الجميع الاحباط وبحركة جريئة من يمنى خرجت فجأة من الغرفة بصورة طبيعية اجفلت رويدا صديقتها وعمها يونس الذي تتبعها بدهشة وهي من وردة ومعها ثريا حتى اذا و
صلت اليهم م
تكعبلت قدميها في السجادة بتصنع حتى كادت ان تسقط على وردة لولا انها تماسكت ولكن سقط من يدها علبة العصير على فستان وردة
يانهار اسود انا اسفة اسفة جدا سامحيني
هتفت بها يمنى وهي تنشف بمنديلها الورقي بقعة العصير الكبيرة التي لوثت الفستان أجفلت وردة ومعها
الخادمة سيدة التي كانت تساعد هي ايضا و ثريا التي هتفت بجزع
نهار