روايه المطارد
الاخر على صيحة الرجل بعد ان افاقه من شروده بمحبوبته وخجلها الذي يفعل بقلبه الافاعيل فردد له بتلعثم
مممليون جنيه ! ليه هو انت هاتقولي ايه بالظبط
توقفت يمنى وهي تشاهد ابيها وهو يقف امام صالح يشير له الهاتف قائلا
اتفضل واسمع بنفسك عشان تصدق
تناول صالح الهاتف يرد على المتصل بعدم فهم فوصله صوت الرجل العجوز
ردد قاطبا
اهلا ياعمي في ايه عندك
وصله صوت الرجل قائلا
في ان عرفت ميعاد خروج اختك من القصر بكرة وجيبت عنوان الدكتور اللي ريحاله يعني بإذن المولى تقدر تشوفها ياولدي
ارتجف قلبه بداخل صدره من مجرد الفكرة فردد بصوت مهزوز للرجل
بتتكلم جد ياعم فضل اوعي تكون بتكدب والنبي دا انا كنت اموت فيها لو طلع امل كداب
بعد الشړ عليك يا ولدي من المۏت هاتصدق بنفسك بكرة لما تشوفها بعينك
تأوه صالح بحړقة اشتياقا للقاء شقيقته فلم يستطع للمتابعة ونزل جالسا على الارض بعد ان خذلته اقدامه من الفرحة تناول عنه سالم الهاتف وفور أن انهى المكالمة مع العم فضل ربت بكفه على ظهر صالح قائلا بدعم
رفع انظاره الى سالم قائلا بانتباه بعد أن استفاق ذهنه
انا فرحت قوي ياعم سالم على اساس اني هاشوفها صح بس انا دلوك مش عارف دا هايبقى ازاي وهي منيهم دا غير انها ممكن ماتعرفنيش اساسا
جلس سالم بجواره على الارض يخاطبه قائلا
ماتشلش هم دلوك العبد في التفكير والرب قي التدبير
ونعم بالله ياعم سالم بس برضوا الموضوع دا كبير قوي اصل انا عارفهم الجماعة دول مابيمشوش غير برجالة الحراسة ودول الواحد فيهم قد الباب لوحده يبقى هانعدي منهم ازاي بس ونوصلها دا بينه حلم ومستحيل هو كمان
هدر عليه سالم
ولا مستحيل ولا حاجة ياراجل انا قولتلك ان ربنا هايدبرها ان شاء وهانشوفلك طريقة بس احنا عايزين حد شباب عشان يقدر يساعد معانا
مين الشباب ده اللي هايرضى يساعدنا ياعم سالم
بتقول مين
هتف بها صائحا يونس نحو شقيقه الجالس امامه فوق سطح المنزل بعيدا عن اعين الجميع وتابع يونس
مش واخد بالك يا سالم ان انت زودتها قوي مع الجدع ده طب علاج وقولنا نكسب فيه ثواب فتحلتوا بيتك وأمنته في وسطينا وقولنا زي بعضه مدام طلع مظلوم وحكايته عفشة زي ماحكالنا الراجل العجوز لكن بقى ندخل نفسينا في المواضيع التقيلة بتاعته دي اهو ده اللي لا يمكن يحصل عاد العمر مش بعزقة ياواد ابوي
هتف بها سالم على شقيقه بمحايلة فهتف الاخر متشدقا
امال ايه بس بلاش تلف وتدور عليا ياسالم في الكلام انت عارف ان الموضوع دا كبير دا المشي مع صالح نفسه تهمة
لوحديها ولا انت نسيت
رد سالم
لا مانستتش ياسيدي بس بالعقل يعني لو احنا عملنا حسابنا وخططنا كويس ايه اللي هايعرف الحكومة ولا ناسه
حرك راسه يونس بعدم فهم فهتف سائلا
تقصد ايه يعني هايلبس طقية الاخفا بقى ولا هايطير في الجو ومحدش يشوفه
تبسم سالم لأخيه قائلا
لا دي ولا دي الموضوع مش صعب قوي على فكرة زي ماانت فاهم انا قولتلك الموضوع محتاج بس تخطيط انت بس وافق واي مشكلة بعد كدة نشوف لها حل
ضغط يونس على شفتيه يشيح بوجهه ليبتعد عن انظار اخيه التي كشفته على الفور فهتف عليه
شكلك بيقول انك وافقت ولا لسة بتوزنها في مخك
لا لسة بوزنها في مخي ياسالم بلاش بقى تزن عليا عشان ماتعصبش عليك
رفع سالم كفيه في الهواء مستسلما بابتسامة مستترة يرد على اخيه
اها ياواد ابوي مش هازن ولا اللت فوق مخك وهاسيبك انت براحتك تقرر بس عشان تعرف انا عارف قرارك من دلوفتي
يوووه
اردف بها يونس متأفافا في وجه سالم الذي اشار بغلق فمه ليجعله يفكر بروية صمت قليلا يونس ثم مالبث ان يلتف الى اخيه سائلا بتفكير
لكن قولي ياسالم انت برضك معرفتش ان كان شعبان ابو مندور ماټ عادي كدة ولا ماټ مقتول زي ما قال صالح
قطب سالم بحيرة قبل ان يجيب يونس قائلا
والله ما انا عارف فعلا والله حاجة تحير طب لو هو اټقتل صح زي مابيقول صالح الحكومة ازاي تخبي حاجة زي دي
يتبع
الفصل ٢١
دلفت علية لداخل فصل ندى تشير لها بكفها وتومئ برأسها بمغزة فهمته الأخرى فهزت رأسها بالإجابة قبل ان تخرج علية لتنتظرها في الخارج برواق المدرسة انتبهت رضوى الفتاة المجاورة لندى على التخت فلكزتها بمرفقها وهى تلملم بأشيائها الخاصة بعد انتهاء اليوم الدراسي لتضعها بحقيبة المدرسة
هي البت دي عايزة ايه منك وبتشاورلك ليه أساسا
هزت بأكتافها ندى تجيبها متصنعة عدم الفهم
عادي يعني يارضوى عايزاني اروح معاها نزور واحدة
صاحبتنا هنا في البلد عيانة
ضيقت عيناها رضوى بتفكير وقالت
وانت من امتى بتمشي معاها ولا بتجمعكم صدقات ولا مشاوير حتى عشان تلزقلك اليومين دول وتدخل في زواريقك كدة انت من امتى مصاحباها اساسا
ردت ندى بتوتر تجاهد لعدم اظهاره
هي صاحبتي من زمان على فكرة يارضوى بس كانت معرفة سطحية ودلوقت اتطورت شوية عشان صاحبتنا العيانة
اممم
صدرت من رضوى بتهكم قبل ان تردف وهي تضع حقيبتها المدرسية على ظهرها طب خلي بقى من نفسك ياحبيبتي وانت معاها بلاش تقليدها في كل حاجة
سألتها ندى بريبة
قصدك ايه يعني مش فاهمة
اومأت رضوى بعدم اكتراث
والله انت عارفة كويس وفاهمة على فكرة انا اقصد ايه وفنصيحة مني يعني بلاش تتأخري عند صاحبتك معاها لتفوتك مواصلات البلد وتبقى حوسة معاكي بعد كدة
بصقت كلماتها وذهبت تترك ندى بحيرتها وهي تعدل في ملابسها المدرسية وحجابها كالعادة على المراة الصغيرة فوق التخت فور انتهائها خرجت لصديقتها التي كانت مستندة بظهرها على احد الأعمدة الأسمنتية بوسط الرواق تلوك فمها بالعلكة اشارت لها بكفها لتستعجل بخطواتها اليها
حينما وصلت ندى قالت على الفور
على فكرة انا قلبي متوهوهش من المشوار ده وطالعة معايا نلغيه من أولها
اعتدلت علية قائلة بتفكه وهي تقبض على مرفقها
تلغي ايه يابت هو انت عبيطة تعالي تعالي بلاش خوف انا معاكي ومش هاسيبك
اذعنت ندى تستلسم لها وهي تسحبها من مرفقها ولكنها قالت بتردد
يا علية انا خاېفة حد من شباب البلد يشوفني ويوصل الكلام لابويا دا كان يقطع خبري لو عرف والنعمة
اصدرت عليه بفمها صوت استخفاف ترد عليها
يعني انت خاېفة لحد من بلدكم يشوفك معاه في الكافتيريا ومكنتيش پتخافي بقى لما تقابليه في الشارع زي الحرامية
الټفت اليها برأسها ترد پغضب
انا عمري ما عملت زي الحرامية ياعلية دا واحد طالبني في الحلال وانا برد على سؤاله
اجفلت عليه على وجه ندى المحتقن بالڠضب فقالت ببعض الطف لتخفف من حدتها
يابنتي انا مش عايزاكي تاخدي كل كلامي قفش كدة انا بس عايزاكي تفهمي ان الكافيه احسن مية مرة لمقابلاتكم مع بعض في الشارع واهو تعرفيه وتاخدوا على بعض لحد اما ربنا يفك كربكم ويوافق ابوكي على الجواز ثم ان بالعقل كدة مين في بلدكم كلها يعرف اماكن فخمة زي دي
صمتت ندى ومازال على وجهها يرتسم الخۏف والتردد ثم قالت اخيرا
خاېفة لكون غلطت لما تبعتك ووافقت على الخروج معاه لا وكمان خلتيني انا اللي احدد بنفسي اسم الكافيه وانا في حياتي ما شوفته اساسا ولا اعرف دا شكله ايه
اطلقت عليه ضحكة مدوية في الشارع لفتت لها انظار المارة حولها وهي تتمايل بمشيتها فقالت بمرح
دلوقتي ياحبيبتي تعرفي وتشوفي بنفسك الفخامة بتاعة المكان يابت دا انا هاخليه يطلبلك كمان حاجات حلوة من اللي بيعملها المحل هناك ايوة امال ايه مش هو واقع على بوزو يبقى يصرف ويكوع ډم قلبه
كمان
بداخل السيارة الأجرة التي كانت مصطفة مرابطة تحت المبني الشاهق الإرتفاع في المدينة والخاص بعيادات الأطباء ومكاتب المهندسين والشركات الصغيرة كانت يونس في الكرسي الأمامي بجوار السائق وفي الخلف كان سالم وبجواره صالح الذي كان متخفي بنقاب اسود غطى جميع جسده ولم يظهر من وجهه سوى عيناه
وبعدين ياجماعة احنا هانفضل مستنين كتير كدة
تفوه يونس بالسؤال رد سالم في الخلف
لسة الميعاد يا يونس على ملام غم فضل يبقى فاضل على كدة يجي نص ساعة
قال يونس بتأفف
ولما هو لسة الوقت جيبتونا ليه بدري نتلطع بالساعات
وه يا يونس عليك وعلى قلبك الحامي ما احنا ناخد حذرنا عشان نشوف الوضع ايه اهدى كدة وارسى ياواد ابوي لما انت بتقول كدة امال السواق اللي وقفنا حاله معانا يقول ايه بقى
جاء رد السائق في الأمام
ماتقولش حاجة ياعم الحج انا جاي بناءا على توصية جدي فضل بعد مأمني على السر معاكم والله دي قعدته في البيت على عينه بس هو مش عايز يلفت النظر لو حد عرفه منهم
ربت سالم على كتف الفتى مردد
بارك الله فيك وفي جدك ياوالدي دا راجل زين صح وربنا هايجازيه كل خير على فعله معاكم ساكت ليه ياوالدي مش تاخد وتدي معانا في الكلام
قال الاخيرة بإشارة نحو صالح الذي أخرج صوته بصعوبة من فرط ما يشعر به من قلق
معلش ياعم سالم مش قادر اتكلم خلي الكلام بعدين
اومأ له سالم متفهما قبل ان ترتفع راسه على صوت السائق وهو يهتف
وصلوا ياجماعة وصلوا
الټفت الرؤوس بحدة نحو الوجهة التي يقصدها الفتي فا اردف لهم محذرا
براخة ياجدعان اتقلوا شوية عشان ماحدش ياخد باله
اذعنوا للطلب الفتى مضطرين حتى اصبحوا يتابعون السيارة السوداء التي توقفت امام المبني وترجل منها الحراس ضخام الأجسام بملابسهم السوداء قبض صالح بكفه على رسخ سالم يردد بصوت مرتعش
وردة اهي اختى نازلة من العربية دلوقت ياعم سالم
فينها دي انا مش شايف حد
سأل سالم وهو يدقق النظر اجابه الفتى السائق
البنية الصغيرة اللي نازلة ورا الست الكبيرة ياعم سالم وراهم عمتي سيدة شايلة بتراعي الست وردة
ربت سالم بكفه على ذراع صالح بغرض تهدئته بعد أن وصل اليه ارتجافه وقال مداعبا
اعذرني ياولدي لو معرفتهاش من الاول دي بسم الله ماشاء الله عليها كيف الهوانم الصغيربن اللي في البندر
هوانم مين ياسالم دي تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك بقى البت اللي زي القشطة دي تبقى اختك ياصالح
اردف بها يونس بعفوية اجفلت الثلاثة نحوه تمتم سالم بخجل من تصرفه
الله ېخرب مطنك ياشيخ
استدرك يونس نفسه يتمتم معتذرا
لا مؤاخذة يعني ياصالح ياخوي دي طلعت كدة مني من غير قصد
التزم صالح الصمت ولم يرد تابع يونس مغيرا دفة الحديث وهو يبحث بجيب بنطاله
اا احنا يدوبك بقى نتصل !
وفي الأعلى كانت بداخل غرفة الاستراحة بعيادة الطبيب الشهير كانت واقف تنظر من النافذة نحو الشارع لترد على المكالمة