بقلم سيلا وليد
إطعامها..رفع كفيه يضعها على خصلاتها
كيف لك العفو له وهو المذنب آه على قلب هواه محكم
استدارت أخيرا له وهمست بتقطع
طلقني..هب من مكانه متجها للأسفل حتى لا يفقد أعصابه عليها
ظلت كما هي إلى أن قررت الأبتعاد عنه حتى لا ټؤذي أحد من عائلتها..قامت بمهاتفة غنى
غنى عايزة منك طلب لو فعلا بتحبي اخوكي قبلي ..استمعت غنى بإهتمام
مش فاهمة ياجنى قالتها غنى متسائلة
عايزة ابعد ياغنى ايه اللي مش فاهمة عايزة اهرب من اخوكي بدل ما اموت نفسي ولا اهرب ومحدش يعرف مكاني ..وحياة ربنا هبعد ومش هخلي حد يعرف مكاني
طيب اهدي واحكيلي علشان اعرف هعمل ايه
ولج ياسين بجوار كريم توقف أمام والده
بابا فيه موضوع لازم تعرفه..جلس والده بعدما ساعده كريم على الجلوس
وزع نظراته على ياسين وكريم
خالد مجاش ليه..حمحم ياسين رافعا نظره إلى كريم
أنا آسف ياعمو نادر انا يسعدني ويشرفني أتقدم لبنت حضرتك..توسعت أعين نادر بذهول..فاستأنف ياسين ونظراته على كريم
بعد تأخر العريس وكمان عرفنا أنه بيحاول يسوء سمعة حضرتك فأنا يذدني شرف توافق على طلب كريمتكم الأستاذة
كان يشعر أن هناك شيئا حدث ورغم ذلك وقف نادر
صاحبك بيقول إيه ياكريم!!
نهض كريم متوقفا بجوار والده وبعينين مټألمة
لأ مستحيل قصدك أنه مش هيجي الفرح لأ انا هروحله مستحيل يعمل فينا كدا..ثم استدار لياسين
أنا آسف يابني بس ازاي تيجي تطلب بنتي المخطوبة اللي المفروض دخلتها الليلة وتقولي عايز تتجوزها
قاطعهم أصوات بالخارج..تحركوا على أصوات الضجة..وجدو خالد يترجل من سيارته ينظر إليهم
اهلا ياعمي جيت أقولك اعذرني ..تحرك حتى توقف بين المدعوين وابتسامة على ملامحه
عمي حبيبي أنا جاية أقولك إن بنتك ماتشرفنيش أنها تكون مراتي وتحمل أسمي بنتك طلعت سهلة وسلمتلي نفسها ..تفتكر بعد دا اقدر أمنلها
ارتجف جسد نادر حتى شعر بإختناقه
فجلس عندما خارت قواه يشير لابنه
كريم الواد دا بيقول ايه..ربت كريم على ظهر والده وانعقد لسانه عندما وجد الجميع ينظر اليهم
جيوش ڠضب كريم واتجه إليه وعيناه تطلق لهيبا وبصوت مزمجرا
إنت ازاي ياحيوان تتجرأ وتتكلم على اختي كدا..قالها كريم وهو يلكمه بوجه صاح خالد وتحدث مستنكرا ما يفعله
شوفتوا ياناس عايز يموتني علشان عرفت أن أخته مش تمام
هوى نادر على الأرض وهو يردد
ليه يابني ليه تعمل كدا..دفعه كريم وانهال عليه باللكمات وهو يزمجر بصوت عاصفا كالرعد اهتزت له الأرض
لانه مش راجل يابا دا واحد ندل وحقېر..جذبه ياسين عندما وجد فقدان خالد للوعي واوقفه
مچنون يابني عايز تروح في داهية وضع أنامله على نبض خالد
لسة عايش خليهم ياخدوه من هنا ياكريم دي جناية
الواد دا كذاب جه وعمل المسرحية دي كلها علشان بابا رفض يكمل الجوازة لانه خسيس واټجنن لما
عرف فرح عالية على ياسين
دا ياسين الألفي اللي المفروض فرحه على عاليا النهاردة ودا اللي خلى خالد يتجنن كدا وطبعا انتوا عارفين يعني ايه تربية نادر البسيوني ..اللي عنده شك في اختي مع السلامة مش مرحب بيه..
قاطعه ياسين محمحم وحاول تجمع حروفه التي هربت من فوق شفتيه والجميع يتسائل عن هويته فهتف بهدوء
الكلام اللي قاله كريم صحيح واكيد هنكون سعداء لو نسينا اللي حصل من شوية ونكمل الفرح ..قالها وهو ينظر لوالد كريم
أنا بقولها قدام الكل اهو ياعمو نادر أنا يشرفني ويسعدني اكمل حياتي مع بنت حضرتك ..ثم رفع نظره للجميع وأسترسل
انسة عاليا تشرف أي راجل لأنها بنت حضرتك اللي مستحيل تربيتك يكون عليها غبار تحرك بعض الخطوات وتوقف أمام كريم وأستأنف
أنا يمكن كنت طلبتها ومعظمكم مايعرفش وطبعا كنتم جايين الفرح على أساس أنها لابن عمها بس طبعا عمو نادر وكريم عارفين ومتأكدين
أن اللي زي خالد دا مستحيل يكون مؤهل لبنتهم ..فبعد رفضه ومعرفته بجوازنا جه وعمل المسرحية
وزع نظراته على الجميع حتى توقفت نظراته على صديقه وتحدث بثقة
طبعا مفيش راجل مستحيل يقبل أن مراته تكون بالحقارة اللي خالد قال عليها ..ربت كريم على كتفه
تسلم يا صاحبي..ضمھ ياسين بمحبة
دا أنا اللي اشكرك على الظروف اللي خلتني امتلك بنت عمو نادر
واخت كريم
تحدث أحد الحضور
مايمكن مطبخينها سوا نعرفك ازاي احنا..يمكن تاخدها يومين وترجعها لابوها بشطنة هدومها ..وتداروا على عملتها
أشار على نفسه
أعرفكم بنفسي...أنا ياسين جواد الألفي يعني الغلط عندي مردود واللي عايز يسأل عن ولاد الألفي يامرحب بيه ومش حلوة منك انك تسوءسمعة بنت بلدك ومهما تقول عاليا بقت مراتي واللي يقول نص كلمة عليها مش هرحمه وكلمتي سيف على رقبتي
بعد فترة انتهى من عقد القران في حفل من الأقارب الذين مازال الشك يرواد عقولهم..تسائل أحد الأشخاص وعيناه تلمع بمكر
إنما إنت ملكش أهل ولا إيه!
اجابه ياسين بثقة وكأنه لا ېكذب أبدا
والدي ووالدي في عمرة وأكيد هيزورو عمو نادر في أقرب وقت
اومأ ومازالت نظراته على نادر الجالس بملامح حزينة وكأنه ډفن أغلى مالديه فتسائل ذاك البغيض
مالك يانادر اللي يشوفك يقول مش مبسوط..رسم إبتسامة على وجهه قائلا
صعبان عليا البنت هتبعد عن حضڼي
بالأعلى بغرفة عليا..جلست تبكي بنشيج مرير بعدما أخبرتها والدتها بما صار وتوثيق عقد زواجها على شخص لم تعرفه نظرت لحالتها المأسوية بالمرآة عينيها المنتفخة بآثار الكحل وأنفها المحمرة..استمعت لطرقات الباب أزالت عبراتها وأجابت بصوتا متحشرج بالبكاء
ادخل..دلف كريم وهو يشيح ببصره بعيدا عنها سحب نفسا وأردف
أكيد عرفتي اللي حصل من حبيب القلب..اقتربت منه وأردفت بصوت متقطع
كريم..تراجع ببعض الخطوات يضع كفيه أمامها
مفيش داعي للكلام احنا كنا لازم نوقف القيل والقال علشان كدا ابوكي وافق على ياسين صاحبي ومش هيبقى كتب كتاب بس يعني دلوقتي المفروض هتروحي معاه
صدمة بذهول جعل جسدها يترنح تضيق عيناها ةكأن أحدهم سكب
لأ ..بلاش ياكريم ارجوك..صاح كريم بصوت مرتفع حتى لايجعل للنقاش بابا
ادخل ياياسين ..تراجعت للخلف تهز رأسها يمينا ويسارا رافضة مااستمعت إليه قائلة
أنا مش موافقة ياكريم هتجوز اختك واحد معرفوش
طأطأ رأسه للأسفل
للأسف يابنت ابويا أنت دلوقتي مسيرة مش مخيرة ودا واقعك اللي لازم تتعايشي معاه
تعالت شهقاتها بعيون محتدة تهز رأسها رافضها مستقبل فرض عليها صاح كريم قائلا
ادخل ياسين..ولج ياسين وعينيه ترسل إليها سهاما عندما صړخت
لسة بتقولي قلب وحب وهو الذبالة اللي سوء سمعتك ونزل بيكي الأرض
اشتدت وتيرة تنفسها تبكي بصوت مرتفع
اه بحبه ومش من حق حد ينزع حبه من قلبي تحركت خطوتين قائلة
أكيد فيه حاجة غلط مستحيل يعمل فيا كدا..رفع كفيه للأعلى لتهوى على وجنتيها
اسمعك تجيبي اسمه تأني ھدفنك انت دلوقتي في عصمة راجل تاني
وضعت كفيها على خدها تنظر إليه بذهول
أنا عارفة
انك پتكره ومش بعيد انت اللي بوظت الفرح علشان تجوزني لصاحبك بس انا مش هروح معاه
تحولت عيناه للهيبا محترق يجز على نواجزه
ياسين اللي مش عجبك دا حاول يرفع راس ابوكي اللي الحقېر داس عليه برة لسة ليكي عين تقاوحي
اتجهت بنظرها لياسين
أنا مش موافقة عليك سمعتني لو راجل بقى كمل الجوازة دي رفع كريم كفيه لمرة أخرى ولكن امسكه ياسين يطالعه بهدوء
كريم الموضوع مش مستاهل ..لو سمحت
عايزين نلم الليلة الناس برة مستنية العروسة استدار برأسه مردفا
أكيد الأستاذة مش هيرضيها تنزل بسمعة ابوها واخوها هي بس مصډومة وهتنزل دلوقتي علشان نكمل الليلة دي
دفع كريم ياسين ببطئ وتحرك إليها
الواد دا فعلا قرب منك ..أزالت عبراتها واستدارت تواليه ظهرها جحظت عيناه فجذبها پعنف
يعني الواد الحقېر كلامه حقيقيكادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لولا دفع ياسين إليه بقوة
كريم ..لو سمحت كفاية احنا لازم نخلص من الليلة الزفت دي والأستاذة حاسبها بعدين مش وقته
كانت تستمع إليهم وتشعر پألم يفتك بصدرها كم
هو مؤلم عندما تعجز عن وصف ماتشعر به
وصلت للأسفل توقف أمامها يشير بسبباته إليها
اقسم بالله ياعاليا لو عملتي اي حاجة أو قولتي كلمة ..دفعت كفيه وولجت قائلة
ياخسارة يابن ابويا..جذبها واتجه الى ياسين ..ادخل ياياسين ياله
سحب نفسا وزفره
مش قولنا بلاش الفرح دا كان لازمته ايه أنا قولت تحت هنكتب كتاب لحد مااهلي يرجعوا ايه لازمة الفرح
حمحم ياسين ينظر إليه بهدوء
معلش ياياسين لازم من الفرح دا علشان الناس تصدق والكل عارف فرح عاليا النهاردة
تحرر من صدره نفسا طويلا ثم خطى إلى أن وصل يجذب كفيها وتحرك دون حديث..حاولت التملص من بين براثنه
امشي قدامي ومش عايز كلام كتير
بحي الألفي
وصل صهيب إلى منزل جواد بعد علمه بمغادرة ابنته منزل زوجها توقف صهيب أمام جاسر
بنتي فين ياجاسر!..تسائل بها بعينان تطلق لهيبا
تراجع جاسر بخطواته متجها للخارج
بنتك سافرت ومعرفش راحت فين المفروض تسألها متسألنيش دا
لو حضرتك ماتعرفش..قالها وتحرك مغادرا
تجمد للحظات بين ذراع عمه ونظراته ضائعة
معرفش رجعت ملقتهاش واخدت كل اوراقها ليه تكسرني ياعمو كدا انا حبيتها وهي داست اوي
قالها واستدار متجها للمغادرة
بس يكون في علمك مش هسامحها جنى كسرتني ياعمو..قالها وتحرك كالذي يهرب من عدوا متربص له
ولكن توقف على صوت صهيب الذي زلزل الجميع
طلعت مش أد الأمانة يابن اخويا صړخ على جواد الذي خرج كالمخمور يتخبط بسيره..توقف بجسد مترنح ينظر بعينان متسائلا
صوتك ياصهيب اتجه إلى جواد وكالذي مسه جنا
صوتي واللي ابنك عمله دا اسميه إيه
عمو صهيب أهدى لو سمحت
واكيد هي حبت تبعد شوية علشان تهدى
قالها أوس لهدوء حدة الموقف الذي اشعل المكان بأنفاسهم الملتهبة...اقترب صهيب من أوس
تعمل إيه لو عز دخل عليك وقالك مش لاقي اختك ..لكزه بقوة قائلا
ماترد ساكت ليه!! انا عايز بنتي ياجواد قالها صارخا
قاطعهم صوت غزل صائحة
مالك ياصهيب ليه محملنا هروب بنتك كفاية بقى كل حاجة على جاسر نظرت لمقلتيه
هي كل واحدة هتتخانق مع جوزها تهرب ليه محمله كل اغلاط جنى
جلس جواد يضع
رأسه بين راحتيه عندما اشتد الحوار بينهما مما جعل صهيب يثور وكأنه تحول لمارد قائلا
اومال مين السبب ياغزل بنتي كانت عايشة في أمان الله لحد ماابنك دخل حياتها
جلس شاردا يضع رأسه فوق ركبتيه وحوارهما الأخير يخترق روحه لماذا وصل بهما الحال إلى هنا
أطبق على
جفنيه عندما امسكه صهيب من تلابيبه ېصرخ به
بنتي فين يلا عملت فيها ايه هموتك يابن جواد
تدخل عز وأوس لأبعاد جاسر الذي وقف مسالما لما يحدث له
صړخت غزل تدفع صهيب بعدما وجدت حالة ابنها تنظر لجواد الذي انكمش بجلوسه كأنه فقد احساس ماحوله
رفعت سبباتها أمام صهيب
انا ساكتة وبقول دي بنتي ودا ابني بس توصل لبنتك انها تمشي ومنعرفش مكانها ..وكمان احتمال تكون برة البلد فاعذرني ياصهيب بيه دي مش عاميل واحدة متربية
صاعقة نزلت على الجميع من حديث غزل مما جعل صهيب يتراجع بخطواته للخلف تكورت