رواية جوزي وشاهين بقلمي بسمله بدوي
على سلامتك يا حبيبتي
كاريمان الله يسلمك يا باسل و عقبال ما اطمن عليك
تغير وجه باسل و أكتست ملامحه بحزن عميق ان شاء الله
كاريمان ان شاء الله هتلاقيها
باسل امتى بس ده انا سألت عليها في كل مكان و مفيش أي نتيجة
كاريمان و على ثغرها ابتسامة تتسم بالثقة لو مكتوبالك هتلاقيها متقلقش
باسل بدأ يساعد والدته على النزول من الطائرة و فور خروجهما وجدا محمد وأشرقت في نتظارهما
باسل وحشتني خفة دمك
أشرقت تتساقط دموعها و هي تحتضن أختها الوحيدة بشوق و فرح شاركتها كاريمان البكاء دون ان يتكلما لكن السعادة كانت تحيط بالأختين
سمعت هاله طرقا على باب غرفتها في دار رعاية الأيتام الذي تعمل به منذ ما يقرب من عام فقامت لتفتح و وجدت أمامها السيدة غادة مديرة الدار
هاله الحمد لله
غادة جالك جواب
هاله جواب ليا انا
اعطتها غادة الخطاب و أنصرفت جلست هاله على فراشها البسيط و فتحت الخطاب لتجد انه اخطارا لتعيينها كمعيدة في كلية الآداب
يااااااااااااااااه أخيرا الحمد لله رب العالمين
مرت ذكريات هذا العام الذي كان أسوأ عام مر عليها في حياتها تذكرت هروبها راكضة من قصر أحلامها فهكذا تسميه عودتها الى بلدتها لتطمئن على والدتها و يستقبلها الطبيب بوجه حزين و يطلب منها الصبر على فقدان والدتها رحلت والدتها و أصبحت هاله يتيمة هل كنت راضية عني يا أمي لقد حاولت أن أسعدك بتفوقي و ألتحقت بعمل حتى أستطيع دفع ثمن علاجك تذكرت كيف تقبلت نبأ ۏفاة والدتها الحبيبة و حالة الحزن التي حلت بها و استسلامها بيأس فلم تعد ترغب في الحياة تذكرت عاليا صديقتها العزيزة و كيف دفعتها لأستكمال دراستها و كأنما استمر دعاء والدتها
و بالفعل وجدت وظيفة كمدرسة للأطفال اليتامى و أحست هاله بالهدوء و السکينة في هذا المكان المليء بالملائكة الصغار الذين لا يعرفون الغرور أو الكره و لا يحاسبون الناس على فقرهم و قد احبت الأطفال و أحبوها كثيرا و لحسن الحظ كان هناك مكانا لها لتقيم في الدار و لتهرب من ماضيها و لكن هل أستطاعت نسيان ذلك اليوم الذي أحست فيه بحبها لباسل اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة على يد خطيبتة لي لي هل تراها قد أصبحت زوجته هل أصبحت أما لأبنه أو بنته هل يتذكرها باسل و لو كذكرى عابرة هل لو لم تأتي لي لي يوم الحفل لټجرح كرامتها كان يمكن أن يحبها باسل
سعيدا و هو يتحدث اليها كانت تاسره برقتها و شخصيتها المميزة و عيناها السوداوتان كم كان يحب النظر اليهما ترى أين انت يا حبيبتي
باسل صارخا هاله استني
لي لي ايه صعبت عليك
أمسك باسل بذراعها بقوة آلمتها أنت أزاي تمدي أيدك عليها
لي لي كنت بعرفها مقامها أنت ازاي تقعد مع البنت ده لوحدكوا
لي لي طبعا ما هي أكيد باسطاك أوي
لم يشعر باسل إلا بيده تهوى پعنف على وجه لي لي الذي يراه قبيحا لغاية فقد رأى حقيقتها البشعة
لي لي وهي مذهولة أنت أكيد أتجننت
باسل وهو ينظر لها بإحتقار فعلا بس خلاص عقلت
و تركها و ركض ليلحق بهاله و يحاول الإعتذار منها و قابل والدته و محمد في طريقه
محمد مالك يا باسل بتجري كده ليه
باسل ما شوفتش هاله
محمد لا أنا سيبتكم بترقصوا سوا
كاريمان ايه اللي حصل يا باسل و فين هاله
باسل وهو يتألم لي لي مدت ايدها عليها و هاله جريت و معرفش راحت فين
كاريمان پغضب يعني ايه مدت ايدها عليها هي اټجننت ولا أيه
باسل أنا خلاص مش طايق أشوفها تاني
كاريمان طيب أطلع لهاله في أوضتها و خليها تيجي هنا عشان أردلها كرامتها قدامهم كلهم
باسل حاضر
صعد باسل السلم راكضا و وقف أمام غرفتها و طرق الباب لكنها لم تفتح له ظل يتحدث اليها من خلف الباب قائلا
باسل هاله ارجوكي أفتحي أنا آسف أرجوكي أديني فرصة أصلح اللي حصل هاله أنا أنا بحبك يا هاله بحبك من أول لحظة شوفتك فيها و صدقيني أنا هدفعلك لي لي التمن غالي أوي عاللي عملته معاكي أمسك باسل مقبض الباب و أداره لكنه وجد الغرفة خالية و الفستان على السرير و حتى هاتفها تركته وكأنها تريد نسيان كل ما حدث لها
دخلت هاله الى مبنى الكلية و هي تشعر بالسعادة التي فارقتها منذ ۏفاة والدتها و أتجهت الى مكتب العميد الذي رحب بها و تم توقيع أوراق إعتمادها كمعيدة شكرته هاله وتوجهت الى غرفة الأساتذة لتجد أستاذها الذي تكن له كل أحترام فحيته قائلة
هاله السلام عليكم يا دكتور بكر
الأستاذ سعيدا اهلا أهلا يا دكتور هاله
هاله يسعدني أكون معيدة مع حضرتك
الأستاذ شدي حيلك وكملي الماجستير بسرعة عشان تبتدي تدرسي معانا
هاله ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك
خرجت هاله و اتجهت إلى الباب الرئيسي لتغادر فقابلت شخصا لم تكن تتوقع لقاءه أبدا
بها قائلة
السكرتيرة اهلا بيكي يا هاله أنا سماح اتفضلي مستر صلاح مستنيكي
هاله اهلا يا سماح
دخلت هاله بصحبة سماح الى مكتب الاستاذ صلاح
السكرتيرة آنسة هاله يا مستر صلاح
هاله السلام عليكم
صلاح اهلا يا دكتور اتفضلي
هاله اهلا بحضرتك
جلست هاله بينما طلب صلاح لها عصيرا و جلس يتحدث اليها عن طبيعة العمل الذي ستقوم به وشعرت هاله بالسعاده فعملها سيكون في أعمال الترجمة و أيضا اصطحاب الأفواج السياحية في رحلاتهم داخل مصر كما فوجئت هاله بالراتب الذي كان مفاجأة و وقعت هاله العقد و هي تشعر بالسعادة
مضى شهران و هاله تعمل لدى الأستاذ صلاح و قد غادرت دار الرعاية و قامت بتأجير شقة صغيرة قريبة من المكتب و أشترت أثاثا بسيطا
لكنها كانت تشعر بالسعادة لأنها أخيرا أصبح لها بيتا خاصا و قد كانت تعمل طوال اليوم و تعود في المساء لتستذكر للدراسات العليا و تنام و هي متعبة للغاية و كان العمل ممتعا بالنسبة لها فقد اكتسبت خبرة جيدة و كان الجميع يعاملونها بلطف شديد و بالرغم من محاولات شريف المستمرة للتقرب منها إلا أنها كانت تصده بأسلوب مهذب فقد كان قلبها مشغولا بحبيبها الذي كانت تتمنى لقائه من جديد
دخل محمد مكتبه ليأخذ بعض الأوراق فلاحظ مي المحامية التي ألتحقت بالعمل معه مؤخرا تنظر اليه بإعجاب فبادلها النظرات و قال لها
محمد مي
مي نعم يا مستر محمد
محمد أنت مرتاحه في الشغل معانا
مي أوي أوي
محمد طيب خدي الاوراق ده أقريها واكتبيلي بيها تقرير
مي و وجهها مكسو بحمرة الخجل حاضر
محمد بصوت منخفض و هو يخرج من المكتب عسل و الله عسل
باسل يغلق هاتفه بعد أن أنهى مكالمة هامة ليجد محمد يقف أمامه و هو يبتسم بشكل غريب
باسل اللي واخد عقلك
محمد هه
باسل لاااااااااااااا ده الموضوع كبير أوي أحكيلي بسرعة
محمد شكلي بحب يا باسل
باسل وهو يضحك لا مش ممكن انت
محمد ليه يعني
باسل لا أبدا بس أنت بتحب كل يومين واحده
محمد لا المره ده غير كل مره
باسل باهتمام بجد
محمد أيوة
باسل و مين سعيدة الحظ ده
محمد مي
باسل مي مين
محمد المحامية الجديدة
باسل بنت الأستاذ ابراهيم مدير الحسابات
محمد ايوة
باسل ده صغنونة اوي
محمد ما برائتها ده اللي شدتني ليها
باسل طيب ربنا يوفقك فاتحت مامتك
محمد لسه تفتكر هتوافق
باسل أيه يا ابني !! البنت كويسه جدا
محمد ما أنا عارف
باسل أنت قول لطنط أشرقت و سيب الباقي عليا
محمد أدعيلي يا باسل
باسل يا رب أدخلك قفص الزوجية بأيدي
محمد وهو يضحك ياااااااااا رب
كاريمان و هي تجلس مع أشرقت في حديقة النادي
كاريمان بتفكر في ايه
أشرقت لا أبدا بس محمد مش عاجبني اليومين دول
كاريمان خير ماله
أشرقت سرحان كده و مش معايا
كاريمان يمكن تعبان و لا حاجه
أشرقت لا ده شكله بيحب
كاريمان طيب و فيها ايه
أشرقت خاېفة تكون واحده من اللي بيعرفهم و يتعلق بيهم
كاريمان لا مټخافيش محمد عاقل
أشرقت ربنا يستر
كان باسل يقود سيارته متجها الى منزله و كان يستمع الى موسيقى هادئة و عندما توقف في شارع مزدحم لاحظ سيارة أجرة بجواره تجلس بداخلها شابة تتحدث في الهاتف و تضع نظارة شمسية فشعر باسل بالارتباك الشديد هل يحلم أم أنه يراها أمامه
حارس العقار أيوة يا بيه ساكنه هنا من يجي شهرين كده
باسل هي ساكنة مع والدتها
حارس العقار لا ده وحدانية مفيش حد بيزورها كانها مقطوعه من شجرة
باسل و هو يضع مبلغا من المال في يد الرجل طيب متشكر أوي يا حج
حارس العقار هو فيه حاجه يا بيه
باسل كل خير ان شاء الله
أوت كاريمان الى فراشها مبكرا كعادتها و لكنه أستيقظت على صوت باسل يوقظها قائلا
باسل ماما ماما أصحي
كاريمان خير يا باسل بتصحيني ليه
باسل مش هتصدقي لقيت مين
كاريمان و قد أحس قلبها هاله !!!!!!!!!!!!!!
باسل أيوة يا ماما لقيتها أخيرا
كاريمان ها و قالتلك ايه
باسل بصراحة أنا مكلمتهاش
كاريمان ليه بس كده
باسل متقلقيش أنا عرفت هي ساكن فين
كاريمان طيب كويس و هتعمل ايه
باسل مش أنا اللي هعمل
كاريمان أمال مين
نظر لها باسل و هو يبتسم
أستيقظت هاله من نومها و
أرتدت بنطالا لونه أسود و قميصا
أزرق و تركت شعرها الأسود منسدلا على ظهرها و وضعت قليلا من أحمر الشفاه الفاتح اللون ثم تناولت كوبا من الشاي وغادرت لتلحق بعملها وصلت هاله الى مقر عملها و دخلت الى مكتبها الصغير و بدأت تترجم أحدى القصص التي كانت تدور حول قصة رومانسية حزينة تأثرت بها هاله للغاية و شعرت بالحزن من أجل البطلة
وصلت أشرقت في موعدها الذي حددته كاريمان للقائهما في النادي و فور أن تقابلا بادرتها كاريمان قائلة
كاريمان عايزاكي في مشوار مهم
أشرقت صباح الخير أولا فهميني بأه ايه اللي حصل بالضبط
كاريمان باسل عرف طريق هاله و عايزني أروح أقابلها و انا بصراحة محرجة أروح