الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكايه مريم وادهم

انت في الصفحة 18 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


ونظر لهم نظره شريره وتحدث من اسفل اسنانه بمزاح
محمود هاااا اححححححححممسسسسسسساء الخيييييير يا عبدو انت وعيونكنظر لوالدته ورقص احدى حواجبه واكمل بستفزاز
نحن هنا
ضحكت جيهان بقوه على عبوس زوجها ونظره الأشمئزاز الذى ينظر بها لابنه وتحدثت من بين ضحكاتها
جيهان الواد قاعد حرس علينا يا عبدو ههههههههه
لکمته بكتفه برفق واكملت بغيظايه يا واد هتمسك لسانا ولا ايهقوم امشى انجر على اوضك

هب واقفا وجلس بينهم بالڠصب وتحدث ببرود
محمود انا مرتاح كدهانا مبسوط هناههههههههه هات بوسه يا عبدو وانت مش طيقنى كده
نهى حديثه وقبل والده بصوت مرتفع جعل عبد الخالق يضحك ايضا بقوه
ولكن من بين ضحكاتهم قلبا يتألم لألم وحيدتهم
هو
يضع ثيابه بحقيبه سفره
هى
تخرج كل ما يضعه بالحقيبه
وتعيد وضعه مره اخرى بالدولاب
دموعها تهبط بغزاره
وتتحدث بهستريه مقاربه للجنون
مريم لا مس هتسبنااحنا ملناش غيرك يا ادهممش هتسافر لا
وتخرج جميع ثيابه بسرعه مجنونه واغلقت الحقيبه وحملتها واسرعت بها
للخارج
وضعتها بغرفه اخرى واغلقت الباب بالمفتاح واضعه المفتاح بصدرها ووقفت امام الباب كالحارس حتى لا يعبر هو للداخل ويجلب الحقيبه مره اخرى
تظن انها هكذا ستمنعه
ولكن انتهى الامر وحسم قراره وسيرحل مهما حدث
اقترب منها بخطوات بطيئهعيناه تفيض بالدمع
ينظر لها بشتياق قد بدأ يزداد من الأن
تبادله هى النظره بأخرى تائهضائعهمزهوله
طالت نظرتهم كثيرا
كلا منهم يتشرب ويحفر ملامح الأخر عن ظهر قلب
تستنشق هى رائحته بعمق شديد وتهمس من بين شهقاتها
مريم متسبناشبحلفك بالله ما تسبناانا وابنك ملناش غيرك
ادهم بنحيبانا سيبك وسط اهلك يا مريم
مريم بنحيب اشدانت كل اهلىانت امانى وحمايتى
انت بلدى يا ادهم
لو سفرت انا اللى هتغرب والله مش انت
ادهم هرجعلك
مريم مش هتمشىمستحيل
ربط على ظهرها بحنان واكمل بتعقل
ادهم يا مريم انا بقالى اكتر من شهر وانا قايلك انى هسافر وانتى شيفانى وانا بجرى على الورق ومتابعه معايا خطوه بخطوهبتعترضى بعد ما استقالت من شغلى وطيارتى فاضل عليها كام ساعه
مريم كنت بحسب نفسى هقدركنت بحسب نفسى هستحمل بعدك
معرفش انى هندم اوى كده وان لحظه الفراق هتموتنى بالشكل دا
ادهم هبقى معاكى 
انا الاصيلهبنت الاصول
اتغرب رجلى وقالى رجعلك
انا لوحدى وانتى وسط اهلك
قلبى صړخ واڼفجرت دموعى
غربتى فى بعدك انت يا كل اهلى
الغربه
عمر بيجرى وبيتسرق منى
بعيد عن بلدى واهلى وبنتى
غريب فى بلد لوحدى
من غير ضهر ولا سند
قلبى پيصرخ وبيبكى
من شوقى وحنينى لابنى
فراقدموع
قهروجعجفاكسره
الغربه
مت بالبطئ
ضياع لشبابى وحلمى
وچرح فى قلب حبيبتى
واتقال لمراتى فى غابتى
بالعالم
يمر الوقت
لكن بعالمها هىفقد توقف الوقت منذ سفر زوجها
تغرب هو واخذ قلبها وانفاسها بل اخذ حياتها معه
تائههضائعه من دونهدوما عيونها باكيه
منعزله بشقتهالم تغادرها لها اكثر من شهر
لم تنجح جميع محاولات والديها واشقائها بأخراجها من تلك الحاله
توسلت لهم ان يتركوها قليلا
هى فقد تريد وقت حتى تستطيع تقبل غيابه عنها
بوهناعتدلت جالسه بعدما نامت اكثر من نصف اليوم
تهرب من واقعها بالنوم المستمر
نظرت للغرفه حولها پضياع
حتى قلبىمعرفش انى بحبك كدهمعرفش ان البعد ھيموتنى بالطريقه دى
تمسكت بالوساده اكثر وهمست برجاء شديد
ارجعلىبالله عليك ارجعلى
دفنت وجهها بالوساده وتعالت شهقاتها بصړاخ مكتوم
فقد تريده هو لا شئ اخر
سريعا
مربم لا استنى يا 
بس انا كنت قاصد يا مريمنظرت له بستفهام وعدم فهم فأكمل هو
كنت قاصد انسى ومفتكرش علشان كنت عارف ان هيجى علينا يوم ونفترق
هبطت دموعه بغزاره واكمل
واليوم اللى عامل حسابه جهوعلشان كده
عيزك لما تشتاقيلى اوى تفتكرى انى كنت بزعلك ومبفتكرش منسبتنا الحلوه وكمان كنت على طول ساكت وبعملك وحش وانك اخيرا ارتحتى منى ومن قرفى ومن وشى اللى يقطع الخميره من العيش
مد اصابعه يمسح دموعها التى اغرقت وجهها واكمل بتأكيد
لما تفتكرى قسوتى عليكى هتقوى شويه وتستحملى البعد
حركت رأسها بالنفى وهمست من بين شهقاتها
مريم وانت هتستحمل ازاى
ولا هترتاح انت كمان من ژنى على دماغك
بكى بنحيب بصوتا مسموع وهمس من بين شهقاته بصعوبه
ادهم اقسم بالله يا مريم انى كنت بقسى عليكى من شده حبى ليكىانتى غاليه اوى اوى واصيله بنت اصول ونعمه الزوجه يا حبيبتى
وكل اللى 
على صدره ويده 
مريم قلقتك ليه يا ماما
جيهان يابنتى بخبط بقالى ساعه على الباب وفتحت ودخلت وعماله انادى عليكى مبترديش عليا
مريم حقك عليا يا ماما مسمعتكيش
جلست جيهان جوارها على الارض تنظر لها بغصه والم شديد على حالها وتحدثت بتعقل
جيهان عيطىنظرت لها مريم بجمود وتماسك فاكملت جيهان بأمرعيطى يا مريمعيطى واصرخى كمان جوه 
لكن متعمليش فيها البت القويه قدامى وقال ايه علشان انا مزعلش واتعبوتفضلى انتى كاتمه فى قلبك كده لحد ما يجرالك حاجه
حقك تصرخى وتقولى انا عايزه جوزىحقك تقولى انك تعبانه فى بعدهقبلت شعرها واكملتانا حاسه بيكى يا ضنايا
مريم بهدوء ما قبل العاصفهتيام فين يا ماما
جيهان تحت مع ابوكى
لحظهوكانت مريم تمسكت بوالدتها تبكى كطفله صغيره
تبكى بكل ما تحمل من الموتصرخ بصوت مسموع من بين شهقاتها
مريم يا ماااااما ااااااه يا ماما مش قادرهبمت فى بعده يا ماما
ابتعدت عنها فجأه وهبت واقفه ودارت حول نفسها واكملت پجنون
معرفتش قمته غير لما بعد عنى
حاسه بوحده ممېته وانا فى وسطكم يا ماما
مش قادره اصدق انه سبنى انا وابنه وسافر
صمتت قليلا واكملت بزهولانا مش عارفه الوحده اللى بتقول نفسى جوزى يسافر دى جنسها ايه
صړخت بجنوناللى بتحسب ان اللى جوزها بيسافر بتعيش احلى عيشه تيجى تشوف عيشتى
جلست على ركبتيها واكملت بضعف
وحيده وانا فى وسط اهلى وناسىاغمضت عيونها پعنف واكملت بغصه شديدهلانه هو كل ناسى
حاسه پخوف فظيعخبطت بيدها واكملتخبطته على باب الشقه وتاكه مفتاحه هى الامان بالنسبالى
وضعت يدها على قلبها واكملت پبكاء حاد
فلوس ايه اللى تعوض ڼار وحرقه قلبى فى بعده
فلوس ايه اللى تعوضنى عن حضنه يا ماما
نظرت لوالدتها واكملت بتأكيد
مش عايزه فلوسوالله العظيم مش عايزه فلوس يا ماما
انا عايزه جوزى يرجعلى وياخدنى انا وابنه فى حضنه دى بالدنيا وما فيها والله
تستمع والدتها لها بقلبها ودموعها ټغرق وجهها
جلست مريم بتعب ضمھ قدمها لصدرها واضعه ذقنها على ركبتها واكملت بغصه مريره
هو اللى سافر وانا اللى اتغربت يا ماما
ظلت فتره مستكينه بحضن والدتها
طال صمتهم قليلا فقطعت جيهان الصمت وتحدثت بتسائل
جيهان بت يا مريم هى جتلك بعد ما جوزك سافر يا بت
اتسعت عين مريم وابتعد سريعا عن والدتها تنظر لها بزهول وتحدثت بلهفه
وهى تزيل دموعها سريعا
مريم لا مجتش يا ماما
ضحكت بفرحه عارمه واكملتومتأخره كمان يجى اسبوع عن معادها
جيهان بفرحهيمكن حاملنكدك وعياطك زياده عن اللزوم شكلك حامل يابت
صړخت مريم بفرحه واحتضنت والدتها مره اخرى وتحدثت بستعجال
مريم يارب يسمع منك يا ياربهتبقى فرحه نابعه من وجعى والمى وتصبرنى شويه على البعد
انا هروح اجيب اختبار من الصيدليه واجى بسرعه
قبلت وجناتيها واكملتادعيلى يا ماما
نهت حديثها وهبت واقفه وركضت
تجاه الحمام تغسل وجهها الذى ظهر عليه بريق امل وفرحه منتظره
واخيرا ستخرج من شقتها لمرتها الاولى منذ سفر زوجها
تاركه والدتها تدعو لها من صميم قلبها
وحيده
والوحده مت بالبطئ
امامها الطعام ولكنها لا تاكل
شارده بحزن رغم جمود ملامح وجهها
فقد ايقنت الأن انها خسړت ابنائها
للابد
فلم يهاتفها احدا منهم منذ سفارهم حتى الان
تجلس بمفردها طيله الوقت
لا احد يسأل عنها مطلقا
تنظر لغرفه ابنتهاوغرفه ابنائها بحسره شديده
ادركت غلاوتهم بعد خسارتهم
ولكن صلابه قلبها دوما تنتصر
وخطرت على بالها فكره ستخبر بها ابنائها وهى على علم انها ستكون كارثه بالنسبه لهم
امسكت هاتفها وضغطت احدى الارقام وانتظرت قليلا حتى اتاها
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 27 صفحات