الخميس 05 ديسمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 6 من 185 صفحات

موقع أيام نيوز

تخدمي في بيت سليم بيه 
ودفعها عنه نافض اياها من بين ذراعيه 
ست لازم تتصبح وتتمسي بعلقة 
افترشت الأرض بجسدها تضم ركبتيها الي صدرها ترثي حالها 
اتسعت عيني زميلتها التي وقفت جوارها تنتظر سيارة أجره تقلهم الي منازلهم بعد يوم شاق 
مش معقول هو في رجاله كدهملك ده بيشاور لينا 
رفعت ملك رأسها عن حقيبتها بعدما كنت تبحث عن هاتفها تنظر نحو الذي تمتدح به زميلتها 
اتسعت حدقتيها وهي ترى رسلان يتقدم منهم وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه جعلت ماريا زميلتها تضع يدها فوق بطنها المنتفخه 
لاء انا محتاجه ابص في الأنواع ديه كتير 
همست ملك غير مصدقه وجوده 
رسلان 
رسلان مين ياملك 
التقط رسلان سماع اسمه فور ان اصبح أمامهم يمد يده نحو زميلتها 
دكتور رسلان ابن خاله ملك 
مازحته ماريا كعادتها الفكاهية 
وكمان دكتور لا انا كده ممكن احسدك
واردفت بجديه تعرفه على حالها 
انا ماريا مدرسة لغه انجليزيه وزميلة ملك 
ووضعت يدها فوق بطنها 
وأم لطفلين والتالت جاي في السكه ولو كنت ظهرت قبل عشر سنين كنت اتجوزتك 
ضحك رسلان رغما عنه يرمق ملك التي هربت من نظراته المسلطه عليها تخفي ابتسامتها 
ماريا ياحببتي انتي مش ملاحظه انه لا يجوز 
هتفت بها ملك فرفعت ماريا يدها فوق خصلات شعرها تمسدها 
تصدقي نسيت 
ضحك ثلاثتهم فأردف رسلان مبتسما
اتشرفت بمعرفتك يااستاذه ماريا 
انصرفت ماريا بعدما وقفت أمامها سيارة أجره ورغم اصرار رسلان بأن يصطحبها معهم إلا انها اعتذرت منهم
التقطت ملك غمزتها بعد ان لوحت لهم بيدها مودعة 
ډمها خفيف صاحبتك 
جدا هي اول زميله اعترفت عليها في المدرسه ويمكن أقرب واحده ليا هنا 
والټفت حولها لعلها تجد سيارة أخرى وتهرب منه كما اعتادت 
بتبصي حواليكي ليه 
ارتبكت تهرب من عينيه التي تتشرب أدق تفاصيلها 
مش هتهربي مني كعادتك ياملك ومافيش حجج واعداز انا كلمت عمي قولتله هاخدك من المدرسه نخرج نتغدا سوا 
بابا ازاي وماما 
ابتسم وهو يرى هيئتها المرتبكة فأشاحت عيناها بعيدا عنه تخفي كسرتها تتذكر حديث والدتها أمس تطلب منها ان تساعد شقيقتها بالأقتراب منه قبل أن تخطفه أخرى 
أبعاد وأبعاد كانت كل ليلة
توضع بينهم ولكن الغد كان يحمل لها أملا جديدا تخشاه وما المفر منه إلا الهرب 
مش هينفع لازم اروح 
هربت كعادتها ولكن يده كانت اسرع منها قبض فوق ذراعها يجذبها اليه ثم سرعان ما حررها عندما رأي نظرتها 
ملك كفايه هروب مني مش معقول ياملك بتهربي زي العيال 
انا مش عيله 
تلاشي حنقه سريعا وهو يرى استياءها من كلمته
لا عيله ياملك ويلا تعالي نركب العربيه المدرسه كلها بقت عنيهم علينا
شهقت مذعوره تلتف حولها لا تصدق انها ظلت واقفه معه كل هذا الوقت أمام مكان عملها 
أسرعت بخطواتها أمامه نحو سيارته فأتبعها يخفى ضحكته التي لو أطلقها لجمعت المارين حولهم 
تنهد بأرتياح بعدما تحرك بسيارته 
ملك هانم تحب اخطڤها على فين
علي البيت عندي كشاكيل عايزه اصححها 
والإجابة لم تكن تعجبه حرك رأسه بيأس يحدق بالطريق 
انا شايف ان الأفضل مخدش رأيك 
اتسعت عيناها ذهولا لا تصدق انه أخذها للمكان الذي أرادت الذهاب اليه ابتسم وهو يرى سعادتها التي انارت ملامحها المشرقة 
أشار إليها ان تتقدم منه صاعدين نحو الجزء الأعلى بالمكان 
جذب لها المقعد واقفا خلفها للحظات ورغما عنه كان يغرق في رائحتها الدافئة 
أدرك فعلته بعدما انكمشت تضم جسدها بالطاولة كانت لحظة خاطفة لم يشعر بها سوي القلب الذي اخذ يرفرف معلنا حاجته للمزيد 
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية قد فتنته 
المكان عجبك 
كان يعلم انه يعجبها ولكنه كان يريد ان يخلق اي حديث بينهم لا يريدها ان تصمت يريدها كحال باقي النساء امرأة ثرثارة لا تصمت ورغم انه رجلا لا يهوي الثرثرة ولكن معها كل شئ ينافي ما لا يهواه 
انا ومياده كنا مقررين نيجي نتغدا فيه بعد يومين 
اتسعت ابتسامته يشكر داخله شقيقته يخبر نفسه انها تستحق تلك السيارة مهما كان ثمنها 
اطلبلك اكل على مزاجي ولا تحبي تطلبي انتي لينا 
أعطته القرار وليتها لم تعطيهلقد أصاب اليوم هدفه ببراعه وهاهي تأكل الطعام الذي اختاره على ذوقه وماكان الا الطعام الذي تحبه بشده
غامت عيناه بها يتسأل داخله متى وكيف وجد نفسه غارق بحبها والحقيقه التي اعترف بها لنفسه انه كان يحبها منذ أن كان مراهقا ولكن هدفه ان يصبح طبيبا جعله يتناسي حبه ساعيا وراء
حلمه والده علمه ان الرجال لا يحبون الا عندما يكونوا رجالا بحق وهاهو طبيب ذو شأن في الثالثة والثلاثون من عمره
اشټعل وجهها توردا من نظراته التي لا تحيد عنها فتشيح وجهها بعيدا عنه 
بصيلي ياملك
بلاش يارسلان
ورغما عنها كانت تتعلق عيناها بهاطرقت عيناها نحو كفوفها المتشابكة وقد اخذت تفركهما بقوة تكرر لحالها بصوت مسموع
بلاش ياملك 
بلاش ليه ياملكملك انا بحبك 
انفرجت شفتيها رغما عنها وهي تتقدم بأدوات التنظيف نحو غرفته بعدما نبهتها السيدة ألفت لمرات عديدة ان تنتبه لكل شئ فالسيد سليم عاشق للنظام 
اقتربت من الفراش تتحسسه بأناملها صحيح ان باقية الشقة راقية ولكن تلك الغرفه بمساحتها جعلتها تقف مبهورة 
اغمضت عيناها وهي ټشتم رائحة عطره التي مازالت عالقة بأرجاء الغرفة ولا تعلم لما تلك الصوره لا تترك عقلها وهو يمد لها يده يساعدها علي النهوض معاتبا حسن علي فعلته 
سرحت بخيالها تتخيل لو كان حسن زوج حنون ولكنه بعيدا جدا عن ما تتمناه 
انتفضت مذعورة وصوت السيدة ألفت ينتشلها من شرودها 
فتون انتي لسا منضفتيش أوضة سليم بيه
الټفت نحو السيدة ألفت تخفض عيناها 
هخلصها اه يامدام ألفت 
رمقتها السيدة ألفت بنظرات فاحصة متمتمه قبل أن تعود بأدراجها الي مطبخ 
نص ساعه والاقيكي في المطبخ مفهوم 
اماءت برأسها تزفر أنفاسها تنظر حولها لتعرف من اين تبدء مهمتها 
خلعت السيدة ألفت عويناتها بعدما انتهت من تدوين بعض الأغراض التي يحتاجها المطبخ حدقت بفتون الواقفه أمام غسالة الأطباق تنظر إلى نظام تشغيلها
نهضت مقتربه منها تشرح لها كيفية استخدامها 
فأنتبهت لتلك الكدمه فوق حاجبها الأيسر فعقدت حاجبيها متسائله 
هو حسن متعود يضربك يافتون 
باغتتها السيدة ألفت بسؤالها ترمقها بترقب تنتظر جوابهارمشت بعينيها هاربة بنظراتها بعيدا عنها تداري كدمتها بكفها 
لا انا اتخبط في الباب 
ورغم يقين السيدة ألفت بكذبتها إلا انها أكتفت بإماءة بسيطة 
وعادت تنشغل بمهامها 
دقت الساعة السادسه مساء تعلن عن موعد وصوله من عمله 
استقبلته السيدة ألفت بأبتسامتها الهادئه تخبره ان بعد نصف ساعه سيكون الطعام جاهز 
غرفت معها الأطباق التي تحتوي جميعها على أطعمة صحية 
الفتره ديه انتي بتتعلمي مني كل حاجه خاصه ب البيه ايه اللي بيحبه وايه اللي بيكره 
وماكان عليها إلا أن تومئ برأسها وتحفظ كل ما تخبرها به
أشارت لها السيدة ألفت أن تسرع بجلب طبق الفاكهة 
ولحظها العثر تعرقلت ليسقط منها طبق الفاكهة بكل ما عليه متناثرا زجاجه حولها كحال الفاكهة
اتسعت حدقتيها وعيناها ترصد نظرات السيدة ألفت 
ڠصب عني ڠصب عني 
رددت عبارتها تخشي ڠضبها والتقطت حبات الفاكهة من فوق الأرضية تمسحها في ثوبها مما جعل حنق السيدة ألفت يزداد منها ولكنها صمتت وهي ترى اشاره رب عملها 
خلاص قومي من مكانك لأحسن تتعوري
تجمدت أطرافها ترفع عيناها نحو صاحب الصوت وقد جف حلقها من نظراته
فتون قومي روحي المطبخ خلاص 
هتفت بها السيدة ألفت فلم تسعفها قدميها على الحركة لتظل جاثية على ركبتيها 
مدام ألفت روحي هاتلها كوباية ميه 
تحركت السيدة ألفت نحو المطبخ تجلب لها كأس الماء ممتعضة من سخافة الموقف 
اقتربت منها تعطيها كأس الماء ولكن خۏفها جمد حركتها 
التقط سليم كأس الماء منها بعدما شعر بخۏفها من نظرات السيدة ألفت 
تراجعت السيدة ألفت بضعة خطوات فأنحني نحوها يضع كأس الماء امام شفتيها المرتجفتين 
حاولي تشربي شويه ميه 
ارتشفت بضعة قطرات تطالعه بعينيها الواسعتين وقد علقت الدموع بهما 
ابتسم لها ابتسامة مطمئنه يهمس لها 
بقيتي احسن 
ونحو قلبها الصغير كانت تسير همساته فتخترقه
الفصل السادس
بقلم سهام صادق
سلطت السيدة ألفت عيناها نحوها تراقب تعثراتها وسط أغراض المطبخ حدقت بملامحها المتوتره وكيف بدت بعدما أنتهت لحظات لطف رب عملها
تدرك تماما ان مافعله رب عملها ليس إلا شفقة عليها خاصة مع صغر سنوات عمرها ولكن تخشي ما لا يحمد عقباه فماذا لو احبته واستنتجت من لطفه انه يبادلها مشاعر خاصة
سيناريوهات عديدة ارتسمت في خيالها فالواقع ملئ بمثل تلك الحكايات وقصص الأفلام كثيرا ماجسدت عن تلك الأمور السيد والخادمة
سقط الوعاء من يدها فأنتفضت السيدة ألفت من خيالاتها وعيناها كانت مازالت مسلطة عليها
تعلقت عين فتون بها تخشي نطق المزيد من الاعتذارات فنطرات السيدة ألفت لا توحي لها إلا انها تريد الفتك بها هكذا كان ينبئها حسها وكيف لا ينبئها والسيدة ألفت لا تحيد نظراتها الجامده عنها
غلطاتك في أول يوم ليكي هنا كتير يافتون وده ميبشرش بحاجه كويسهانا عديت اللي حصل قدام سليم بيه لكن لو
واردفت بباقية عبارتها ترفع سبابتها محذره
لو اي غلطه تانيه اظن ان سهل اجيب غيرك وسليم بيه سايبلي القرار ده
انا انا
حجج كتير مبحبش اسمعها في الشغلانتي هنا بتشتغلي كأنك مش مرئية انتي او غيرك مهمتنا بنقضيها في
سكون مفهوم
أماءت برأسها تطرق عيناها أرضا تستمع لتوبيخ السيدة ألفت في صمت
انا هنبه على حسن يفهمك ايه اللي ينفع أو مينفعش في شغلنا 
أصابها الذعر فور ان نطقت السيدة ألفت بأسم حسن فرفعت عيناها نحوها تستجدي عطفها 
بلاش حسن يامدام ألفتبلاش حسن ابوس ايدك 
اشاحت السيدة ألفت عيناها بعيدا عنها حتى
لا يرق قلبها 
خلاص يافتون انا هنسي اي غلط حصل النهارده واتمنى اختياري ليكي يكون صح 
وعادت تطالعها بنظرة خالية من العطف 
لان البيه مكنش عايز وجودك هنا 
وضعت طبق البيض أمامه والنعاس يغشي عيناها طالع ما وضعته أمامه مستنكرا ينظر إليها 
ايه ده 
العشا ياحسن 
انتفضت فزعة تتراجع للخلف بعدما ضړب الطاوله بكفه ېصرخ بها 
جيبالي طبق بيض وتقوليلي اكلفين الاكل يا سنيوره 
هعمل اكل امتى وانا لسا راجعه من الشغل ياحسن
وتذكرت قول السيدة إحسان لها عندما فطنتها بما سيحدث 
ما انا كنت قاعده بعملك الأكل وبستناك زي اي زوجه لكن انت اللي خلتني اشتغل
ارتفع حاجبه الايمن يستمع لحديثها الذي يدرك تماما انها حفظته ومن غيرها ستكون الملقن لها 
أنتي بقيتي ترمي ودنك للست الخرفانه إحسان وبتعاقبيني يعنيماشي يافتون 
اغمضت عيناها قهرا تكتم صوت صړاخهاتجذب خصلات شعرها من قبضته متوسله 
مش هعمل كده تاني ياحسن 
وانا هستني تعملي ده تاني
دفعها عنه يلقي طبق البيض بوجهها 
النهارده مش هتنامي يافتونالبيت يتنفض ويتلمع وابقي اسمعي كلام الست الخرفانه تاني 
عاقبها بأكثر شئ كانت تستجديه تلك الليلهوهاهو الصباح يشرق بدفئ شمسه وهي تقف بالمطبخ مغمضة العينين تصنع له فطوره 
طالعها وهي تضع طبقي الفول والبيض وشرائح الطماطم ازحت مقعدها كي تجلس جواره تتناول فطورها ولكن يده كانت الأسبق منها وهو يسحب الطبق من أمامها هاتفا بغلاظه 
وتاني عقاپ
ليكي على ليله امبارح مافيش اكل قومي روحي شغلك من غير لكاعه 
حدقت به غير مصدقة انه سيحرمها من الطعام 
بس انا جعانه ياحسن 
اشاح

عيناه عنها يلتقط رغيفه ويقطع لقمه يغمسها بطبق الفول 
عشان تحاولي تتمردي عليا تاني يافتونويلا على شغلك انا مش

انت في الصفحة 6 من 185 صفحات