سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
تنهدت بهدوء تنظر إليهم بتردد..
ثم ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت بجدية
في
حاجه لازم تعرفوها
انتبهت إليها إسراء وأقتربت منها تجلس أمامها بهدوء
ايه يا زينة
تنفست الأخرى بعمق وأخرجت ما كان بصدرها ثم ألقت قنبلتها فجأة دون سابق إنذار
أنا هتجوز جبل
اخترقت الكلمات هذه أذن الطفلة الصغيرة فنظرت إلى والدتها بينما وقفت إسراء على قدميها مرة أخرى تنظر إليها باستغراب كلي ودهشة صاړخة
حركت كتفيها ونظرت بهدوء محاولة التماسك أمامهم
مافيش حل تاني غير ده
تابعت النظر إليها باستفهام وتسألت بحدة غير معتادة عليها
حل تاني لإيه أصلا أنا مبقتش فاهمه تصرفاتك أنتي حتى مقولتيش اخدك فين امبارح
بمنتهى البساطة أجابتها قائلة بهدوء وجدية
أشارت إليها بيدها إلى حوائط القصر وهي تتحرك أمامها بعنفوان لا تصدق أن شقيقتها ستفعل ذلك بنفسها
وافقتي إزاي.. أنتي مستعدة تقعدي هنا في المكان ده ده إحنا يعتبر محبوسين أصلا أخرنا سور القصر
تنهدت زينة بعمق وأكملت تهتف بحزن كي تجعل شقيقتها تصدق ما تقوله
ده الحل الوحيد علشان أخد حقي أنا ووعد.. بصراحة أنا فكرت في الموضوع هتصرف إزاي لو رجعت دبي من غير فلوس
نشحت أنا مستعدة نشحت ولا أننا نفضل هنا أنتي مش شايفة طريقتهم ولبسهم ولا شايفة أخته دي عامله إزاي ومامته بتبص لينا إزاي غير الطريقة المريبة اللي عايشين بيها والسلاح اللي في كل مكان
حاولت أن تستمر في الكذب الذي تقوله تقنعها بحديث هي من الأساس ليست مقتنعة به
وجدت الأخرى تنظر إليها لا تصدق ما تقوله عينيها الزرقاء تتسع عليها تتابع ملامحها وحركاتها العفوية فضبطت حركاتها وتابعت بهدوء
وبعدين أنا فكرت في الموضوع وعرفت احسبها خلاص أنا قررت
وقفت إسراء مستقيمة وسألتها تنظر إليها بتعمق
أومأت الأخرى إليها وأجابتها بثقة وتأكيد كاذب
آه طبعا متأكدة
أقتربت منها وجلست أمامها مرة أخرى تضع كف يدها على يد شقيقتها وتحدثت بلين وهدوء تحسها على أن قرارها خطأ
زينة أنا قلقانة وخاېفة.. أنتي مش شايفة حتى هو نفسه نظراته عامله إزاي
بدلت الأدوار ووضعت هي يدها عليها تربت بهدوء وحنو قائلة بصوت خاڤت خارت كل قواه
نظرت إلى ابنتها وعد التي لم تتحدث منذ أن تفوهت بذلك القرار الغبي الذي تود أن ټموت ولا تفعله فسألتها بهدوء مبتسمة
مالك يا وعد
نظرت إليها الطفلة ببراءة وقالت بصوتها الرقيق تتسائل
أنتي هتتجوزي عمو جبل بجد
أومأت إليها والدتها وهي تشعر بغصة داخل قلبها تتعمق أكثر كلما ذكرت أنها ستتزوج منه عنوة عنها فأكملت الصغيرة بحزن
طب وبابا
أقتربت منها والدتها أخذتها تضمها بضراوة تشعر أنها تود لو تجعلها تدلف إلى داخل قلبها كي ترحمها من بطش عمها الق اتل.. أجابته بهدوء وعقلانية
بابا الله يرحمه يا وعد واللي بيحصل ده يا حبيبتي مش حرام ولا عيب
وقفت
إسراء مرة أخرى تقول باعتراض
افتكري إني قولتلك لأ
ابتعدت زينة عن الطفلة وأجابت شقيقتها بحدة وعڼف فقد خارت قواها وذهبت كل تبريرات هذا القرار الفاشل
حتى لو.. فين جوازات السفر فين الفلوس ولا حتى موبايلتنا كل حاجه معاه لو خرجنا من هنا هنتشرد
أجابتها بقوة وثقة
أحسن من جوازك منه
نظرت إلى البعيد بعينيها وهي تعلم أن حديث شقيقتها صحيح مئة بالمئة.. شقيقتها تقول كل هذا دون أن تعلم أي شيء عنه ماذا أن علمت بما يفعله!..
اليوم التالي مساء
تم عقد القرآن وهي مغيبة عن الواقع تماما كانت في ذلك الوقت تجلس تنظر في الفراغ تفكر في حياتها القادمة معه وما ستواجهه وكيف ستكمل في هذا المكان ومع هؤلاء البشر...
أجابت على المأذون بعد أن ربتت والدته على قدميها وهي مغيبة تماما عن جلستهما قالت موافقة فقط بعد أن نظرت إلى شقيقتها وابنتها حيث أنها كانت تود التراجع في آخر لحظة فحثها على النظر إليهم وقد وقعت أسفله..
تنهدت وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.. سخرت من حديثه قائلة أي خير هنا ومع ق اتل
بينما هو ذلك الرزين العاقل كان
يشعر بالسعادة لأنه جعلها تأتي أسفل يده وترضخ لما أراد رغما عن أنفها..
أظهر إليها قوته وجبروته فعادت إلى الخلف تتقهقر مطالبة بالرحمة والغفران وهو لا يعرف طريق للرحمة..
يتشوق لجعلها ترى تلك القذارة تخرج منه على حقها فهي عندما نعتته بذلك الاسم لم يكن قد فعل به شيء ولكنه الآن سيكون على حق..
ينظر إليها وإلى انكسارها بتشفي وسعادة والإبتسامة ترتسم على زاوية شفتيه وهي تبتعد بعينيها عنه..
شقيقتها تنظر إليها وترى الخۏف والكسرة بعينيها لا تفهم لما فعلت بنفسها ذلك فقط حتى تأخذ مالها منه أو لأنه من الأساس حكم بالسجن المؤبد عليهم داخل الجزيرة لذلك حاولة الهرب
ابتعدت بطرف عينيها إلى عاصم
بينما الخدم والحرس وكثير من الفضوليين لم يعلموا ما السر وراء هذه الزيجة وكيف تمت بهذه السرعة...
وقف خلفها حيث أنها كانت تقف أمام فراشه بعد أن صعدت معه إلى الغرفة وضع يده على كتفها من الخلف يحركها ببطء وتروي على طول كتفها..
ثم تحدث قائلا بقوة وعڼف يخرجان من بين كلماته
أهلا بيكي في سجن جبل العامري
جعلها تستدير وتنظر إليه وضع عيناه الخضراء أمام عينيها السوداء مباشرة ثم تسائل بقسۏة ساخرة
فاكرة لما قولتي إني أقذر واحد شوفتيه في حياتك.. وقتها قولتلك إنك لسه مشوفتيش قذارتي بس في أقرب فرصة هخليكي تشوفيها
نظرت إليه باستفاهم وتابعت حديثه غير قادرة على استيعابه أو فهم مقصده..
فلم يعطي إليها الفرصة حيث دفعها على الفراش في الخلف على ظهرها وتقدم منها قائلا پعنف وشراسة
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالثامن
نداحسن
آن القلب پألم وكسرة بعد أن أرغم على الموافقة بالزواج من ذئب صړخ بعنفوان وشراسة مكبوتة يحاول الرفض..
سماء الليل السوداء ونسمات الهواء الباردة شهدت على كل دمعة خرجت قهرا من عينيها السوداء بعد أن استجمعت شتات نفسها..
شعور بالكراهية والغل يملأ قلبها النقي تجاهه فما فعله بها لم تتعرض له طوال حياتها
كان زوجها الراحل رجل حنون قادر على اسعادها ولم يقم بفعل شيء كهذا من قبل.. كانت الرقة والهدوء عنوان لكل لسماته..
فتات حزين يبكي داخلها على ما مرت به يتلألأ الأسى داخل أضلعها مما رأته معه تفكر بلوعة في القادم على حياتها معه..
لقد فعل أبشع شيء بها على الإطلاق في أولى لحظاتهم سويا فقط ليثبت لها أنه يستطيع فعل كل شيء وأي شيء وقد نمى الحقد والغل داخلها أكثر وأكثر واشتدت ضراوة مقتها له وبقي عقلها الخائڼ الذي تخلى عنها سابقا يأتي إليها بوفرة من الأفكار للتخلص منه..
انسابت دمعاتها على وجنتيها بغزارة دون صوت وبصمت تام وهي تنظر أمامها ترى خارج أسوار القصر من شرفة غرفته وكم بدا المظهر مغري لهربها منه حتى وهي زوجته ولكن كيف السبيل
دلفت إلى الغرفة وأغلقت الشرفة خلفها انقضت معظم ساعات