الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مظلومه

انت في الصفحة 49 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


بقوة
ثم نظر الى عطيات التى كانت طريحة على الارض وقال انتى عملتى فيها ايه
اقترب عمر  من عطيات وهو يهزها كى تفيق 
رفع راسه ونظر الى نيرمين  پغضب ثم هب واقفا واتجه اليها وقال بصوت عالى كنتى عايزة تموتيها علشان تهربى
للدرجة دى 
انتى ايه
نيرمين  بصوت باكى والله ما كنت عايزة اموتها
تركها عمر  وذهب لاحضار كوب ماء

نظرت نيرمين  الى عطيات وهى تبكى 
ثم رفعت بصرها الى الباب فوجدت عمر  قد ذهب الى المطبخ فكرت ان تفعل معه نفس الذى فعلته مع عطيات
امسكت بنفس القطعة الاثرية ويداها ترتعدان من الخۏف
واضطربت دقات قلبها ووقفت خلف الباب
كانت القطعة الاثرية التى بيدها تهتز من شدة خۏفها 
ظلت واقفة خلف الباب وهى مستعدة 
جاء عمر  ممسكا بكوب الماء لينثره على وجه عطيات وبمجرد دخوله الغرفة 
لاحظ عدم وجود نيرمين 
خرجت نيرمين  من وراء الباب لتضربه على رأسه
وانهالت عليه بيدها الخائفتين
ولكنه انتبه لقدومها من خلفه وقبل سقوط الضړبة على راسه امسك بيدها بقوة 
وهو ينظر فى عينها بشړ لا حدود له
اسقط من يدها تلك القطعة الاثرية الثقيلة
وظل ممسكا يديها بقوة وهو يقول عايزة تموتينى يا نيرمين 
عايزة تخلصى منى
بكت نيرمين  بشدة وهى متيقنة ان عمر  لن يتركها هذه المرة
فاقت عطيات وهى تمسك برأسها وهى تنظر الى عمر  وقالت عمر  بيه
انا حاولت انى مخلهاش تخرج لكن الست هانم ........
قاطعها عمر  قائلا انتى معونتيش تنفعى يا عطيات
هديكى حسابك وتمشى
قامت عطيات وهى تمسك برأسها وقالت الله يخليك يا عمر  بيه
انا عملت اللى انت قولتلى عليه
لكن هى سهتنى وخبطتنى على دماغى
عمر  ومين اللى جابلها الهدوم دى
عطيات هى طلبت منى ادورلها على هدومها 
ولقيتهالها فى المطبخ غسلتها وكويتها واديتهالها
عمر  وانتى استأذنتى منى علشان تعملى كده
عطيات ماهو.....
عمر  ماهو ايه
انا جايبك هنا علشان تنفذى اللى اقولك عليه وبس
مش تتصرفى من دماغك
عطيات ادينى فرصة تانية ياعمر  بيه انا ورايا كوم لحم بجرى عليهم
عمر  حطى صنية الاكل دى على جنب و روحى انتى دلوقت
ثم نظر الى نيرمين  وهو يقول علشان فى حساب لازم اصفيه بينى وبينها 
نظرت اليه نيرمين  بتوسل وقالت متخليهاش تمشى
استنى يا عطيات متمشيش
عمر  مش كفاية كنتى هتموتيها
عايزاها فى ايه بعد اللى انتى عملتيه
امشى يالا يا عطيات ومتجيش غير لما اتصل بيكى
عطيات حاضر يا عمر  بيه
خرجت عطيات من الغرفة ونيرمين  تنادى عليها بتوسل لا يا عطيات
خليكى علشان خاطرى
جذبها عمر  اليه ونظر اليها نظرات حادة وقال انتى بقى اللى جنيتى على نفسك
انا كنت لطيف معاكى لآخر لحظة 
بس الظاهر ان مينفعش معاكى غير الوش التانى
عندما تأكد عمر  من خروج عطيات دفع نيرمين  على السرير بقوة
وقال انا بقى هخليكى تكرهى اليوم اللى شوفتينى فيه
خرج عمر  من الغرفة واغلق الباب بالمفتاح
نيرمين  بصوت متقطع يارب استر يارب
يارب استر 
بعد قليل فتح عمر  الباب وهو يمسك بحبل
نظرت نيرمين  الى الحبل الذى فى يده بړعب وارتعد جسدها واحست انها ستموت من الړعب 
قالت بصوت يرتعد وعيناها ټنزف خوفا انت جايب الحبل ده ليه
تقدم عمر  اليها دون ان يتكلم وامسك بيديها بقوة
نيرمين  الله يخليك يا عمر 
الله يخليك متكتفنيش
عمر  وهو يوثق يديها انتى تخرسى خالص
عايزة تموتينى 
عايزة تخلصى منى بعد كل اللى عملته علشان
نيرمين  وهى تبكى انا آسفة يا عمر  
انا اسفة مش هعمل كده تانى والله خلاص
خلاص يا عمر  
خلاص
اوثق عمر  يديها ورجليها وربط الحبل فى السرير
نيرمين  يا عمر  حرام عليك
انت ليه بتعمل فيا كده
والله العظيم انا تعبت
ماتموتنى بقى وتريحنى من اللى بيحصلى ده
عمر  فهمينى بقى
انت عايزة تعملى فيا ايه بالظبط
هاه
عايزة تموتينى
بقى انا انزل اشترى فستان الفرح واجيبلك الشبكة علشان اثبتلك انى شاريكى
وانى بحبك ومرضيتش اقربلك رغم ان مافيش حد هنا يقدر يمنعنى عنك ومع ذلك حافظت عليكى
جايا دلوقت عايزة تهربى منى 
ومش كده وبس
كمان عايزة تقتلينى
بكت نيرمين  بشدة وقالت مكونتش عايزة اقټلك يا عمر  انا بس عايزة اخرج من هنا
انا بجد تعبت من اللى انت بتعمله فيا
ومش قادرة استحمل
عمر  وانا كنت عملت فيكى ايه
ما انا سايبك من غير ما اقربلك ومرضيتش أأذيكى 
وعرضت عليكى الجواز وعلشان اثبتلك انى مبضحكش عليكى نزلت اشتريت لوازم الفرح وجهزت كل حاجة
فهمينى بقى ليه عايزة تهربى منى وانتى عارفة انى مش هقربلك الا لما اتجوزك
ايه
خاېفة تتجوزينى واكتشف انك....
نيرمين  انى ايه....
عمر  انك كدبتى عليا وانى مش اول واحد
نيرمين  كفاية بقى
انت ايه 
مبتزهقش من الاسطوانة دى
لما انت شاكك فيا ليه مصمم تتجوزنى ما تسيبنى وخلاص
عمر  اسيبك
تبقى مچنونة لو فكرتى انى ممكن اسيبك بعد اللى عرفته عنك
نيرمين  عرفت ايه
عمر  لو اتجوزتك وعرفت انك كنتى بتكدبى عليا
انتى متعرفيش انا هعمل معاكى ايه
فاعترفى من دلوقتى احسنلك
نيرمين  انت مش طبيعى
بجد انت مش طبيعى
عمر  انتى شايفانى مچنون قدامك
انتى دلوقت تحت ايدى واقدر اعمل اى حاجة ومحدش هيقدر يمنعنى
انطقى
سيف  لمسك ولا لأ
نيرمين  وايه الفايدة انى اتكلم وانت مبتصدقنيش
انا قولتلك مېت مرة قبل كده انى مخليتش حد يقربلى 
لا سيف  ولا غيره
حتى انت انا مش هخليك تعملها ولو ده حصل
انا ھموت نفسى
عمر بصوت هادئ ووجه متأثر وتموتى كافرة
بكت نيرمين  وهى تضع كفيها الموثوقين على وجهها باڼهيار وقالت استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
انت عايز تاوصلنى لايه بالظبط
تراجع عمر  ناحية الباب وجلس على الارض واسند ظهره عليه مطأطئا راسه لاسفل
بعد عدة لحظات رفع رأسه ونظر اليها وعينيه تلمع من الدموع المحپوسة فيهاوقال بصوت حزين 
انتى ليه بتكرهينى يا نيرمين 
انتى الانسانة الوحيدة اللى قدرت تدخل قلبى
ومن بين كل البنات اللى عرفتهم اختارتك انتى علشان تبقى مراتى
انا مكونتش مفكر ان فى واحدة فى الدنيا دى هتقدر تخلينى احبها واتجوزها غيرك انتى
انتى متعرفيش انا عملت ايه علشان اوصلك
انا خسړت اقرب الناس ليا
انتى متعرفيش سيف  ده بالنسبة لى كان ايه
خسرته
وخسړت شغلى
خسړت كل حاجة علشانك انتى
بس يا خسارة
كل اللى انا عملته ده مغيرش فيكى حاجة
لسة برده بتحبيه ومش عايزانى
كانت نيرمين  تستمع لكلماته وهى تبكى 
ولم ترد عليه
ظل ينظر اليها والدموع فى عينيه ثم قال انا بحبك يا نيرمين 
ومش هقدر اعيش من غيرك
نيرمين  انت ليه بتعمل فى نفسك كده
ليه تدمر حياتك بايدك
انت فى ايدك تسعد نفسك وتخرج من اللى انت فيه ده
ادى لنفسك فرصة تحب واحدة تانية غيرى
اختار صح ولو مرة واحدة فى حياتك
تغير وجهه بعد ما سمعه منها وتبدلت تعابير وجهه الحزينة الى نظرات قاسېة يخرج منها الشړ وقال 
مش هسيبك يا نيرمين 
لو فاكرة انك تقدرى تضحكى على عقلى وتخلينى اسيبك تبقى غلطانة
انتى ليا انا
ليا انا لوحدى وبس
ومحدش هيقدر ياخدك منى
قام من مكانه واقترب منها 
رفعت نيرمين  يدها الموثوقتين 
كفاية بقى
القاه بعيدا 
قرب وجهه من وجهها ونظر اليها وهو يدقق فى عينيها
حاولت ان تبعد وجهها عنه وهى تقول ابعد عنى 
متقربليش
حركت يديها الموثوقتين لتدفعه بها وابعدت وجهها عنه وهى تقول 
هى دى الرجولة 
توقف عمر عما عزم على فعله وهو يتنفس بسرعة ونظر الى جسدها الذى يرتعش وزم شفتيه نادما عما فعله ثم تركها وغادر الغرفة
اڼهارت نيرمين  واخذت تبكى بشدة وهى تقول يارب ريحنى من اللى انا فيه بقى
يارب اموت وارتاح
يارب اموت
انا تعبت
تعبت اوى
اما عمر  فركب سيارته وانطلق بها وهو لا يدرى الى اين يذهب
ضړب على مقود السيارة بغيظ 
وهو ينظر امامه فى حزن والم
دخل سيف  غرفة المكتب بوجه مكتئب 
جلس على الكرسى ساندا رأسه على كفه فى صمت
ظل على حالته تلك لفترة دون ان يفعل اى شئ
بعدها امسك بملف مركون جانبا وفتحه ليخرج منه صورة نيرمين  المرسومة عندما وقعت عيناه عليها تألم كثيرا
ظل ېلمس الصورة بأصابعه وهو ينظر اليها بتأثر
انتبه سيف  الى ما يفعله
كيف يحتفظ بصورتها الى الان بالرغم من خيانتها له
ابتلع ريقه بمرارة ونظر اليها وعينيه تلمعان
وعزم على تقطيعها
ولكنه لم يستطع ان يفعل ذلك
اخفى الصورة بين الملفات ليهرب مما تحدثه به نفسه
انه مازال يحبها ولا يستطيع ان ينساها
كان يلوم نفسه على هذا الاحساس الذى يكنه بداخله تجاهها
ولكنه مهما هرب من الاعتراف بحبه لها فهو يعلم ان قلبه مازال متعلقا بها
قام من مكانه واتجه الى السيارة 
وانطلق بها الى الشقة 
عندما وصل اليها وقف امامها من الخارج وهو يتذكر وقوفه معها امام باب الشقة ليودعها يوم خطوبتهما
تذكر نظراتها البريئة
لقد كانت فى غاية الجمال والرقة والنعومة
فتح باب الشقة وهو يشعر بالكآبة لانها ليست بداخلها
لقد اشتاق كثيرا الى رائحتها
اخذ يشم هواء الشقة وهو يغمض عينيه بهدوء 
تقدم بخطوات بطيئة وهو ينظر فى ارجائها
كم كانت تملأها بهجة وفرح بجمال طلعتها 
وقعت عيناه على الطاولة التى امامه ليرى علبة ملفوفة بشريط احمر جلس على الركنة التى امام الطاولة ومد يده ليأخذ العلبة
فلمح هاتف نيرمين  الذى قالت عليه انه سرق منها
اخذ الهاتف وعينيه لا تصدق ما تراه
تفقد الميدالية التى كانت معلقة بالهاتف بعينين حزينتين وفتح الهاتف
عندما تفقده احس بعدة طعنات فى قلبه مما رآه من مكالمات صادرة لرقم عمر  وعدة مكالمات مستلمة منه
بجانب الرسائل العاطفية المتبادلة بينهما
امسك الهاتف بقوة وهو يضغط على اسنانه 
ثم امسك بالعلبة وفتحها 
فوجد بها الهدية التى ارسلها عمر  
قلب الاسورة بين اصابعه وهو يتأملها بغيظ
ثم قرأ الجواب الذى كان داخل العلبة
تيقن سيف  ساعتها انه لم يظلمها
وانها خانته بالفعل
وتبخر ما تبقى لديه من اشفاق عليها
وظهرت القسۏة فى عينيه
وتمنى ان تعود اليه وهى تجر اذيال الخيبة بعد ان يتخلى عنها عمر 
لينتقم منها
جاءه اتصال من سلمى  فى تلك اللحظة فاخرج هاتفه ورد عليها
فقالت انت فين يا سيف  انا جيتلك البيت قالولى خرج
سيف  معلش يا سلمى  اصلى خرجت بالعربية اشم هوا
سلمى  طب انت هتيجى امتى عشان انا عايزة اشوفك
سيف  انا جاى دلوقت
بس انتى كنتى عايزة حاجة ولا ايه
سلمى  هو انا لازم اكون عايزة حاجة علشان اجيلك
انت بس وحشتنى
وبعدين انا لحد دلوقت معرفتش اقعد معاك 
سيف  طب انتى مشيتى ولا لسة عندك
سلمى  لا لسة موجودة
بصراحة انا قلقت عليك ومقدرتش امشى الا لما اتصل بيك واعرف انت فين
سكت سيف  قليلا وهو يفكر ثم قال طب خليكى عندك يا سلمى 
انا جايلك دلوقت حالا
عايزك فى موضوع مهم
سلمى  بسعادة اوك يا سيف  هستناك
غادر سيف  الشقة ومعه الطرد والموبايل
القاهما فى السيارة وانطلق بها الى القصر
عندما دخل سيف  الى القصر كانت سلمى  بانتظاره لما راته قامت من مكانها وهى تبتسم وقالت حمدالله على السلامة يا سيف 
سيف  الله يسلمك
نظرت الى الطرد الذى يحمله فارتبكت بعض الشئ 
وتظاهرت انها لا تعلم ما بداخله
فقالت ايه اللى فى ايدك ده يا سيف 
سيف  هاه
دى حاجة كده
بصى استنينى هنا على ما ادخل العلبة دى المكتب واجيلك
انتظرت سلمى  حتى دخل سيف  المكتب وبعد لحظات عاد اليها
سلمى  وهى تبتسم اخيرا عرفت اتلم عليك
سيف  بصوت هادئ يحمل حزنا معلش

يا سلمى 
الشغل بقى اعمل ايه
سلمى  بس انت مبتسألش خالص
هو انا
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 118 صفحات