رواية مكتمله بقلم هدير محمود
بعد ذلك هل ستسامحه على كل ما اقترفه وتكمل حياتها معه وتضحي بأمومتها من أجله هل أحبته كل هذا الحب لتضحي تلك الټضحية من أجل رجل اقترف تلك الآثام دخل هو الآخر غرفته ونام على فراشه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ....
أما عند سيف ودينا بينما كان هو نائما على فراشه وقد أولاها ظهره كانت هي بجواره تحاول أن تصالحه وهو صامتا لا يتجاوب معها فقالت بدلع
قاطعها سيف پغضب بعدما أدار وجهه ناحيتها المرة الجاية أيه يا أختي ولاهتسلمي ولا هتتنيلي تشوفيه تاني
سيف بنرفزة هتنرفزني تاني وتقولي ده أحمد بقولك ايه يا دينا عشان ليلتك ديه تعدي متقوليليش الجملة ديه تاني عشان بتخليني عايز اقوم أشيلك وأرميكي من البلكونة
دينا بدلع وقد اقتربت منه ه دندون حبيبتك مش هتهون عليك أنا عارفة
سيف وقد هدأ غضبه بعدما راقه دلالها عليه فابتسم وأدار لها وجهه وقد نظر داخل عينيها بحب قائلا للأسف مش هتهوني عليا أنا مكنتش متخيل إني بغير .....
صباح اليوم التااالي خرج أدهم من غرفته ليطمئن على مريم لكن كانت المفاجأة بانتظاره باب غرفتها مفتوح وهي غير موجوده بها بحث عنها في الشقة بأكملها لم
يجدها ولم يجد هاتفها أو شنطة يدها أتصل عليها هاتفها مغلق شعر بقبضة في قلبه أخذ يتسائل ترى أين ذهبت أجابه عقله على الفور ليس لها مكان تذهب إليه سوى شقة والدها ارتدي ملابسه في عجالة وذهب إلى هناك طرق الباب كثيرا لكن دون جدوى لا مجيب أرهف السمع فلم يسمع أي صوت من الداخل سأل جارتها عنها لكنها أخبرته أنها
أتصل ب سيف وحازم وطلب منهما أن يسألا دينا وليلة عنها لكن كان جوابهم جميعا أنهم لا يعلموا عنها شيئا منذ البارحة ....
نهش القلق قلوب الجميع عليها وسألوه لما تركت بيتها وكان جوابه أنه حدث بينهما مشكلة بسيطة ونام وحينما استيقظ في الصباح لم يجدها بالطبع لم يصدق حديثه أحد ف لايمكن أن تترك مريم بيتها دون أن تخبره وتغلق هاتفها فقط بسبب مشكله بسيطة كما يدعي هو!
أنا مش لاقي مريم دورت ف كل مكان محتمل ألاقيها فيه وسألت كل اللي تعرفهم ومحدش يعرف عنها حاجة أنا خااايف يكون الحيوان اللي أسمه جاسر خطڤها
أدهم بعصبية بعدت فين بس هتروح فين يا حازم الليل دخل وهي لسه مرجعتش أنا هتجنن خلاص دماغي تعبت من كتر التفكير وقلبي مقبوض أوي خاېف ليكون جرالها حاجه
حازم بعد الشړ يا عم متخافش إن شاء الله هتكون بخير صحيح أحنا منقدرش نعمل بلاغ أختفاء إلا بعد مرور 48 ساعة لكن أنا هسألك في كل الأقسام والمستشفيات اللي حواليكوا وربنا يستر وميكونش في أي حاجة وحشة عشان بس تبقا مطمن
أدهم بإمتنان تسلم يا صاحبي وآسف على أزعاجك
حازم أنتا عبيط يا أدهم بتعتذرلي على أيه! ده أنتا أخويا ومريم ف معزة أختي ربنا يعلم وإن شاء الله تلاقيها داخلة عليك دلوقتي وتبقى كويسة ومفيهاش أي حاجة
أدهم يااارب يا حااازم ماشي هسيبك أنا بقا سلام
حازم سلااام يا حبيبي
مرت الليلة دون أن تعود مريم لم يغمض لأدهم جفن ظل طيلة ليلته مستيقظ يصلي ويقرأ القرآن ويدعو الله أن يحفظ له زوجته من كل شړ وفي الصباح بدأ رحلة البحث من جديد عاد ل شقة والدها وسأل جارتها مرة آخرى عنها وكانت النتيجة مرة آخرى لا جديد اتصل بصديقه حازم والذي قام بدوره بالسؤال عنها في الأقسام والمستشفيات الموجودة بالمنطقة التي يقطن بها أدهم والمناطق المجاورة ولا جديد هو الآخر
كان الجميع يبحث عنها لكن دون جدوى والكل يحاول الاتصال بها لكن هاتفها دوما مغلق استبد الخۏف بقلوبهم جميعا وفي الليلة الثانية لاختفاءها جلس ج
منه مخبى مريم فين
حازم وقد وقف لمنع صديقه من التهور وأجلسه رغما عنه قائلا أدهم أهدى لو سمحت بلاش تهور
أدهم بعصبية تهور مراتي أتخطفت وأنتا بتقولي تهور يعني لو ليلة كانت مكانها كنت هتقول كده !
حازم بتنهيدة طويلة مريم متخطفتش أو على الأقل اللي أقدر أكدهولك أن جاسر مخطفهاش
أدهم وقد عقد بين حاجبيه في دهشة قائلا وأنتا عرفت منين وأيه اللي
مخليك متأكد كده
حازم بتردد عشان ..عشان جاسر مهربش أصلا من السچن
أدهم پصدمة نعم مهربش أزااي أمال أنتا ليه قولتلي كده أنتا بتهزر يا حازم عشان تطمني صح ولا عشان ليلة متقلقش
حازم لأ والله ديه الحقيقة أنا كدبت عليك وقولتلك كده لما عرفت من ليلة أنكوا هتطلقوا ف فكرت ف حاجة تمنعك من كده ف ملقتش حل غير أني أكدب عيك وألف حكاية أن جاسر هرب من السچن وهينتقم من البنات ومننا عشان متطلقش مراتك بس والله ده اللي حصل
أدهم يعني أيه يعني جاسر مخطفهاش
أمااال مريم راااحت فين بس
حازم أهدا يا صاحبي أنا هدور عليها وهلاقيها بإذن الله زي مقولتلك هي أكيد مش عايزاك تعرف مكانها بس ممكن تعرفنا أيه اللي حصل بينكوا خلاها تسيب البيت مهو مش معقولة مشكلة بسيطة تخليها تختفي كده
أدهم بحزن محصلش حاجة يا حازم ...
ليلة بتهور يعني أيه محصلش حاجة مهو مريم مش مچنونة عشان تختفي فجأة من غير سبب أكيد أنتا عملتلها حاجة ولا اتعصبت عليها زي عوايدك ولا تكون مديت أيدك عليها والله هي أصلا خسارة فيك ...
حازم بحدة ليلة ! أيه اللي بتقوليه ده كلنا عارفين أدهم بيحب مريم قد أيه ف ملوش لازمة الكلام ده أنا عارف أن عصبيتك ديه خوف عليها بس محدش هيخاف عليها زي أدهم
أدهم سيبها يا حازم هي عندها حق أنا فعلا مستاهلش مريم بس...
قاطعته ليلة باعتذار أدهم أنا آسفة بجد مقصدتش أنا عارفة انتا بتحبها قد أيه ولا يمكن تأذيها بس اعذرني أنا متوترة جدااا من اللي بيحصل ده وأحنا مش فاهمين حاجة وأنتا مبتتكلمش
أدهم كلامي مش هيفرق ف حاجة يا ليلة مش المهم السبب المهم دلوقتي أننا نلاقيها وأي حاجة تانية تيجي بعدين
سيف مؤكدا على كلام صديقه أدهم عنده حق أهم حاجة نطمن على مريم خلينا نفكر بهدووء كده ممكن تكون راحت فين مفيش حد من قرايبكوا هنا تكون راحتله مثلا خالة أو عمة أو أي حد
تذكر أدهم عمر ابن خالتها ترى هل لجأت إليه هل تركته وذهبت إلى عنده تستنجد به كما احتمت به قبل ذلك في حفل زفاف ابنه أخيه فقال بصوت منخفض وكأنه يسأل نفسه
ممكن تكون راحتله
حازم راحت لمين تقصد مين يا أدهم
أدهم عمر شريف
سيف عمر الشريف مين
أدهم موضحا عمر شريف ابن خالتها
حازم وده موجود فين
أدهم معرفش حاليا هو موجود فين
حازم طب معاك رقم تليفونه
أدهم وقد أماء رأسه بالرفض لأ بس ممكن أكلم أمي وأخليها تتصرف وتجبلي الرقم
قام من مكانه وأتصل بأمه وطلب منها احضار رقم عمر ابن خالة مريم وحينما سألته عن السبب أخبرها أن يريد أن يتحدث معه ليستشيره ف موضوع هندسي ل صديقه الذي يود بناء عمارة ويحتاج مهندس ومقاول بناء لم تصدق حديثه لكنها أخبرته أنها سترسل أخاه ياسين ليحضر رقم هاتفه إليه وبالفعل أغلقت معه الخط وبعد اقل من ساعة أحضرت له الرقم أتصل أدهم عليه فورا لحظات وأتاه صوت عمر قائلا
سلام عليكم مين
أدهم بهدوء أنا دكتور أدهم جوز مريم بنت خالتك
عمر بحفاوة أزيك يا أدهم عامل أيه وأخبار مريم أيه
أدهم أحنا الحمد لله بخير كنت عايز أسألك سؤال كده
عمر أتفضل خير
أدهم بتردد متعرفش حاجة عن مريم قصدي يعني مكلمتكش أو جتلك
عمر بدهشة يعني أيه معرفش عنها حاجة ! لأ مكلمتنيش وهتجيلي ليه في أيه يا دكتور مريم فين ومالها
أدهم بشك أنتا متأكد يا بشمهندس
عمر والله ما أعرف عنها حاجة من يوم فرح بنت أخوك طمني مريم فين أيه اللي حصلها
أدهم وقد راوده القلق من جديد على زوجته مفيش.. مفيش يا بشمهندس مشكلة بسيطة كده ونزلت ولسه مرجعتش ف كنت بسألك عليها
يمكن تكون كلمتك
عمر بدهشة مشكلة بسيطة ! مشكلة أيه ديه اللي تخليها تطفش من البيت مريم فين يا دكتور
أدهم بحدة معرفش هو أنا لو أعرف كنت أتهببت وكلمتك
عمربغضب خوفا على مريم مريم سابتلك البيت ليه ومش عارف هي فين كمان عملت فيها أيه ولا زعلتها أزاي والله العظيم لو كنت عملتلها أي
حاجة أنا مش هسيبك اوعى تكون فاكر أن عشان أبوها وأمها ماتوا يبقا ملهاش ضهر والله لو عرفت أنك أذتها بأي شكل ل هيكون حسابك معايا أنا المرة اللي فاتت أنا سكت وقولت جايز مكنش يقصد يشدها پعنف كده لكن توصل أنها تسيبلك البيت وتختفي عنك يبقا أكيد أنتا عملتلها حاجة كبيرة وصلتها ل كده
أدهم پغضب بقولك أيه أنتا هتهددني! ولا يفرق معايا أصلا كلامك كله أنا كل المهم بالنسبالي ألاقيها وتكون كويسة مش عشان خاېف منك يا سي عمر أنتا لأ عشان مريم مراتي اللي بحبها ومحدش هيخاف عليها قدي ولا حد هيكون ضهرها غيري ثم أغلق الخط في وجهه
رن عمر مرة آخرى ف أعطى أدهم هاتفه ل حازم ليرد عليه بدلا منه
ألو أيوه يا بشمهندس عمر أنا الرائد حازم المصري صاحب أدهم أنا آسف على انفعاله عليك هو مكنش قصده بس اعذره قلقان على مراته
عمر وقد هدأ صوته لو سمحت يا سيادت الرائد لو في أي أخبار عنها طمني عليها هي زي أختي ولو في عندي أي جديد هبلغكوا
حازم تمام مااشي بس ياريت محدش يعرف موضوع أنها مختفيه يعني عشان والد أدهم ووالدته ميتخضوش عليها وعلى العموم متقلقش هي تلاقيها بس بتريح أعصابها في أي مكان وهترجع بكره ولا حاجه
عمر حاضر متقلقش حضرتك طمنه مش هقول لحد أي حاجة بس لو سمحت متنساش تطمني لما ترجع
حازم أكيد حضرتك وآسفين على الازعاج سلام
عمر سلاام
أدهم وقد جلس على الكرسي وأمسك رأسه بكلتا يديه أمااال رااحت فين بس يااارب
..........
في أحدى المستشفيات وعلى احدى الأسرة كانت مريم نائمة لا تعي شيء حولها كان أحد الأطباء يجلس بجوارها وهويتحدث إليها وفجأة دخل الطبيب الاستشاري الذي يتابع حالتها وسأل الطبيب الشاب
لسه بردو مفاقتش
الطبيب الشاب لسه حضرتك تفتكر أيه سبب الغيبوبة ديه
الطبيب الاستشاري هي معندهاش حاجة عضوية غير كسر ف ايديها وكسر في ضلعها ودول ميعملوش غيبوبه الواضح أن الموضوع نفسي المشكلة أن لما جت مكنش معاها ولا شنطة ولا بطاقة ولا أي حاجة والناس اللي جابوها مكنوش يعرفوها قالوا أن عربية خبطتها وتقريبا شنطتها اتسرقت بكل اللي فيها واللي يثبت شخصيتها يمكن لو وصلنا لحد من أهلها نعرف منهم سبب الغيبوبة ديه
الطبيب الشاب مهو لو دوروا عليها كويس هيلاقوها بس الواضح أنها مش مهمة كفايه بالنسبالهم
الطبيب الاستشاري متحكمش بالمظاهر يا دكتور ممكن يكونوا بيدوروا عليها ومش عارفين يلاقوها خصوصا أنها هنا من غير أسم الله أعلم على العموم خليك جنبها وأفضل اتكلم معاها يمكن تحس بكلامك ده
وحاول يكون كلامك دعم ليها متقولش أي كلام سلبي خاالص فااهم
الطبيب الشاب حاضر حضرتك
انصرف الاستشاري وظل الطبيب الشاب بجوارها كان ينظر إليها وعلى ملامح الحزن التي ارتسمت على وجهها منذ أن رآها وأخذ يحدثها وكأنها تسمعه قائلا
يا ترى أيه اللي حصلك وخلاكي حزينه كده يا ترى مين وجعك كده وحفر الحزن والألم على ملامحك بالشكل ده تعرفي أنك جمييله أوي شبهها ملامحك هاديه جدا زي الأطفال وهما نايمين فوقي بقا وأيا كان السبب اللي خلاكي تهربي من الدنيا عشانه ف مفيش حاجة تخليكي تغمضي عنيكي
وټحبسي روحك جواكي واجهي أي حد وأي حاجة أحسن من هروبك ده أمممم لابسة ف ايدك دبلة يا ترى جوزك هو السبب ف الحالة اللي أنتي فيها ديه صدقيني ميستاهلش واحدة زيك الدنيا مش عايزة الناس الرقيقة اللي زيك كده خدي حقك من أي حد زعلك ومتهربيش أصحي بقا يا ترى أسمك أيه اكيد أسمك حلو زيك كده بصي هما بيندهوا عليا هروح أشوف الحالة وأرجعلك ونتكلم سوا ياريت لما أرجع تكوني فتحتي عيونك ....
خرج من غرفتها وتركها وحيدة حبيسة أحزانها وۏجعها كأنها أرادت بنومها العميق الهروب من كل شيء حولها من الحقيقة المرة التي علمتها عن زوجها وحبيبها الحقيقة التي لم يتقبلها عقلها لذا لا يستطيع أن يعود لوعيه .....
أما أدهم كانت الأيام تمر عليه طوييلة قاسېة قد جافى عيناه النوم إلا لدقائق كنت عيناه ترغمه على ذلك حتى يقوى ويستطيع البحث مرة آخرى في اليوم
التالي أصبح يتحرك بآلية شديدة لا يشعر بشيء سوى الألم لا يأكل سوى بضع لقيمات ...
مر أسبوع على اختفاءها والكل يبحث عنها دون جدوى
معقووول دكتورة مريم هي مالها يا دكتور أيه اللي حصلها
الطبيب بلهفة أنتي تعرفيها
الممرضة أيوه يا دكتور اعرفها ديه دكتورة مريم شغالة معايا ف المستشفى اللي كنت فيها هي مالها
الطبيب هي ف غيبوبة وجاتلنا ف حاډثة عربية خبطتها ومنعرفش عنها أي حاجة طب تعرفي أي حد من أهلها
الممرضة أه دكتور أدهم جوزها دكتور معانا في المستشفى
الطبيب