رواية مكتمله بقلم هدير محمود
وكلميني
حاضر ..سلام
سلام
أغلقت الخط وتنهدت پخوف قائلة
أنا أيه اللي هببته ده أيه اللي يخليني أكدب على جوزي ويخليني أصلا اسمع كلامك وأدخل معاك هنا أدهم لو عرف هيقلب الدنيا وهيبقا حقه
بتحبيه أوي كده ولا خاېفة منه
وأنتا مالك ..أنا قايمة ماشية
أنا آسف أستني بس أرجوكي
عايز أقولك أن أمي رجعت وطلبت مني إني أسامحها وأعيش معاها ومع أخويا وأنا وافقت أعيش معاهم أيامي الأخيرة أعيش ف اللي اتحرمت منه
طب كويس ربنا يهديلك الأحوال
مهو لما أمي رجعتلي وسامحتها حسيت قد أيه
أنا ظلمتك وۏجعتك وقولت لازم أشوفك وأعتذرلك وأترجاكي تسامحيني
قولتلك مسمحاك يلا بقا خليني أرجع شغلي
صمت للحظة وبدأ يتنفس بصعوبة بالغة وصدره بدأ يعلو ويهبط بسرعة وبالطبع كان هذا جزء من خطته وكان ممثلا بارعا وكانت هي بلهاء كعادتها فزعت مريم ل حالته تلك وسألته پخوف
مروان مالك في أيه
مفيش يا مريم بقا بيحصلي كده كتير شوية وهبقى كويس قالها بصوت متهدج وبأنفاس متقطعة
ثم خرج من الغرفة وأخذ هاتف مريم من شنطتها وأغلقه حتى لا يحاول أدهم الاتصال بها وأغلق هاتفه هو الآخر وأخذ أيضا مفتاح الشقة
حتى هب واقفا من مكانه وجرى مسرعا نحو شقة عمه وفي أثناء خروجه من المستشفى لمحه سيف ف سأله عما به ف طلب منه أن يأتي معه وسيشرح له كل شيء وهما في الطريق طلب سيف من أحد زملاءه الاستئذان له ثم أنصرف
أدهم بالراحة شوية كده هنعمل حاډثة ممكن تفهمني في أيه وأحنا رايحين فين
رايحين شقة عمي
ليه
عند مريم ومروان كانت قد خرجت من المطبخ وقد أعدت له كوب من اليانسون وحينما رآها قادمة نحوه تصنع أنه نائم ف نادت عليه
مروان مروان أنتا كويس
طب أتفضل أنا عملت ينسون ده اللي لقيته هنا والله
تمام شكرا أوي تعبتك معايا أخذه منها ووضعه على الكمود بجانبه ثم اعتدل في جلسته
معلش بقا يا مريومة سامحيني هتفضلي جوه شويه لحد ما حبيب القلب يجيي على العموم خلاص زمانه جاي كلها شوية صغيرين
مريم پصدمة أدهم
ششششش أسكتي بدل ما آجي أخرسك بطريقتي هاااا
صمتت مريم خوفا
أما مروان ف في تلك اللحظة وجد مكالمة هاتفية من هاتف آخر غير الهاتف الذي أرسل الرسائل منه لأدهم وكانت المكالمة من الحرس الذي أستاجره لهذا اليوم تخبره بأن الشخص المنتظر قد وصل وبرفقته رجل آخر كان ينتظر مكالمتهم ليعلم بوصوله ثم طرق باب غرفتها عدة طرقات أخافتها بشدة وقال
حبيب القلجديدة ديه هههههه
كان الڠضب قد وصل بأدهم لأقصى درجاته وهو يسمع هذا الكلام
مروان ببرود أمي هو أنتا تعرف أمي ثم لكمه في أنفه ثم اردف قائلا ديه عشان بس جيبت سيرة الست الوالدة على العموم وقت الحساب لسه مجاش ثم أكمل حديثه قائلا طب أيه مش عايز تدخل تطمن على المدام ههههه ثم نظر للحارسان اللذان يمسكا بأدهم وقال ودوه الأوضة اللي هناك وافتحوله الباب وما أن رأته حتى جرت عليه واستخبت بين قائلة
أدهم والله ما عملت حاجة صدقني ده كداب كانت تتحدث پبكاء مرير وجسدها يهتز بإرتجافة بين يديه
قد أفزعته هيأتها تلك ولم يقوى على التفوه بكلمة واحدة ثواني مرت أو دقائق لا يعلم لكنه أخيرا نطق وسألها قائلا بكل الخۏف الذي يعتمل في
رفع وجهها ونظر في عينيها ليتأكد من صدق كلماتها ثم سألها في لهفة مريم خۏفت خۏفت أوووي يا أدهم
كانت تتحدث وهي ما زالت ترتعش ف حاول طمأنتها بالرغم من النيران التي تشتعل في صدره قائلا
أجابها مروان ههههه مش من قلبك سلاموز أه صحيح موبايلك أهوه ملوش لازمة خلاص ثم تركها وأغلق الباب خلفه ف جرت هي مسرعة نحوالغرفة الموجود بها أدهم وسيف هتفت بأسمهم
أدهم ..سيف
أه أنا كويسة هما مشيوا هيبعتولي المفتاح دلوقتي
وهطلعكوا سيف شوف چرح أدهم
مټخافيش يا مريم
في تلك اللحظة وجدت مريم الباب يفتح وكان من فتحه طفل في الثامنة من عمره نظر لها قائلا
عمو قالي أفتحلك الباب وأديكي المفتاحين دول أتفضلي
شكرا يا حبيبي
جرت مريم مسرعة إلى الغرفة لتفتحها وتخرجهما نظرت لأدهم وحينما رأت منظره بكت كثيرا وأختبأت داخل ظل يهدهدها ويطمئنها أنه بخير كانت مريم مازلت دون حجابها وقد نسيته ف نظر أدهم ل سيف الجالس بجواره وقال له
سيف لو سمحت هات حجاب مريم من بره وخليك في الصالة لحد ما تلبسه
حاضر ثواني
خرج سيف مسرعا وأحضر لها حجابها وانتظر في الخارج ..أما مريم ف ربطت شعرها مرة آخرى وارتدت الحجاب بسرعه ثم نادت سيف
سيف تعالى بسرعة
أجابها سيف في أيه يا مريم
يلا ساعدني خلينا نودي أدهم المستشفى
فأجابها أدهم لأ مش هروح مستشفى أنا هروح على البيت ساعدني يا سيف أنزل وسوق أنتا العربية
اعترضت مريم قائلة بس يا أدهم أنتا لازم ...
قاطعها أدهم بحزم أنا اللي أقول أيه اللي لازم وأيه اللي لأ وأنا قولت مش هروح مستشفى وهروح شقتي
قال سيف محاولا أن يثني أدهم عن قراره بس يا أدهم أنتا حالتك كده صعبة ولا...
قاطعه أدهم مرة أخرى كفاية رغي بقا ويلا نمشي من هنا الموضوع مش مستاهل شوية كدمات هتاخد وقتها وتروح هعمل أيه في المستشفى يلا خلينا نغور من هنا
علما كلا من مريم وسيف أنهما لن يستطيعا تغيير رأيه ف ساعده صديقه على النهوض وترك هذا المكان وكانت هي خلفهما ركب ثلاثتهم السيارة وانطلق بهم سيف متجها إلى بيت أدهم جلسا مريم وأدهم في
الكرسي الخلفي وقد حاولت الاقتراب منه لكنه ابتعد عنها ف علمت أن الأمر لم ينتهي بعد وأنها على وشك خوض حرب آخرى حين عودتها ...
بالراحة عليها والنبي يا أدهم كفاية اللي شافته بلاش حتى تتكلموا النهارده اتكلموا الصبح تكونوا أهدى
ربنا يسهل يا سيف سلملي على دينا
الله يسلمك سلام
سلام
وما أن انصرف سيف حتى نظر أدهم ل مريم وتلاقت أعينهما للحظات كان يود أن يتحدث إليها لكن نظرة الخۏف والقلق التي في عينيها دفعته لأن يؤجل الحوار للغد فقال لها
أدخلي نامي أنتي تعبتي النهارده
وأسيبك كده
وأنا مالي عادي شوية كدمات بسيطة وهحطلها أي كريم وهتهدا لوحدها ياريت كانوا دول كل الحكاية كان يبقا أهون
والكلام اللي عايز تقوله مش هتقوله
هقوله بكره عشان لو قولته النهارده يمكن متستحمليهوش
البارت 17
وأنا مش هقدر أنام إلا لما أتكلم معاك وأفهمك اللي حصل
ماشي براحتك نتكلم ها تحبي أسألك ولا تحكي أنتي
لأ أسأل
ممكن تفهميني ليه كدبتي عليا وليه أصلا روحتي الشقة هناك من غير ما تقوليلي لأ وكمان دخلتيه الشقة وأنتي لوحدك
أنا عارفة إني غلطت من أول ما صدقته ولما كدبت عليك بس صدقني ديه الغلطة اللي كرت وراها غلطات كتيرة وروحت الشقة هناك عشان حد اتصل بيا وقالي الكلام اللي قولتهولك فعلا
تاني هتكدبي تاني يا مريم
والله أبدا مش بكدب عليك ده اللي حصل ولما روحت هناك لقيته واقفلي على الباب وطلع هو اللي خلى حد من طرفه يكلمني ويقولي كده عشان أروح ويقابلني ولما شوفته كنت ماشية لكن ضحك عليا وقالي أنه عيان وعنده سړطان وف مرحلة متأخرة وھيموت و....
قاطعها مرة أخرى ف صعب عليكي وحنيتي وډخلتي
أدهم لو سمحت متقاطعنيش هو فعلا صعب عليا بس مش عشان حنيت عشان فضل يترجاني كتير وأنا انسانة بردو ضعفت قدام سيرة المۏت وأن ديه آخر حاجة هو بيتمناها قبل ما ېموت متخيلتش أنه ممكن يخطط كل التخطيط ده كل اللي طلبه أنه يتكلم معايا 10 دقايق وإني عشان اطمن أسيب الباب مفتوح وبعد توسلات كتيير منه وافقت أدخل وأسمعه بس مش عشان توسلاته بس لأ دخلت لأني خفت لو رفضت يدخلني بالعافية وأنا كنت لوحدي أنتا متعرفهوش ده مچنون هو لو عايز حاجة تحصل هتحصل بمزاجي
أو ڠصب عني وعشان كده كمان دخلت ولما أنتا اتصلت اتوترت ومعرفتش أقولك أيه أكيد مش هتفهم ف هو قالي أقولك اللي قولتهولك ده واللي فعلا حصل من غير بس الحتة بتاعت بنت الجيران اللي جت تساعدني وبعدها لقيته مش قادر يتنفس ف طلب مني أعمله تدليك ل قلبه وضهره وأنا عارفة أن مريض سړطان الغشاء البلوري بيحصله ضيق في التنفس وممكن يحصله أختناق ف اي وقت عشان كده اتصرفت ك طبيبة وعملتله تدليك وبعدين طلب أنه يرتاح ف الأوضة شوية وافقت ولما جه يدخل كان هيقع ف سندته طلب مني أعمله أي حاجة سخنه يشربها دخلت المطبخ
وأنا مش هقدر أسامحك المرادي أنتي مش متخيلة أحساسي كان أيه أنا حذرتك و قولتلك قبل كده كله إلا الكدب يا مريم من النهاردة مفيش بينا كلام خالص ومتحاوليش تكلميني لأني مش هرد عليكي لحد ما أجهز كل حاجة ونسافر امريكا وهناك هطلقك بس بردو هتكوني مسئولة مني وعلى فكرة أنا مش بخيرك أنا ببلغك قراري وهنروح الشغل بعربيتي مش هينفع تروحي في أي مكان لوحدك
أنهى حديثه ودخل غرفته دون أن ينتظر أن ترد على كلماته تلك أما مريم ف توجهت ناحية الحمام لتأخذ حماما دافئا وتمحي أي أثر ل مروان و لعل الماء تطفيء نيران قلبها التي أشعلها أدهم هو محق فيما قاله هي المخطئة لو لم تكذب لما حدث كل هذا لوفكرت للحظة ولم تترك مشاعرها الساذجة تحركها ما كانت صيدا سهلا لهذا الحقېر ....
أنهت حمامها ودخلت غرفتها لتنام ومن كثرة التفكير نامت دون أن تشعر ....
كان يشعر كأنه ينام على فراش مصنوع من الابر ك فراش الحاوي كلما تقلب رأي صورة مروان كانت النيران تتأجج في صدره والنوم قد
جافى مقلتيه اليوم وبعدما حدث يستحيل أن تكن مريم زوجة له يعلم أنه قد قسى عليها لكن الموقف لم يكن هين أبدااا وأيضا وجدها فرصة ليبتعد عنها وتكن هي المخطئة ف تستسلم ل قراره بالابتعاد
....
استيقظت مريم ف وجدت نفسها بين انتباتها قشعريرة في سائر جسدها تذكرت ذاك الکابوس المفزع وتذكرت صوته وهو يحاول تهدئتها وصوته وهو يقرأ لها القرآن حتى تنام وتهدأ لذا أبت أن تفارق لعلها المرة الأولى والأخيرة التي تنام فيها بين ذراعيه أغمضت عيناها مرة آخرى ل حديثه ل نظراته لكنه كان صارما صامتا ...
مرت أيام لم يعلما عددها كانت أيام صعبة للغاية كان الصمت فيها هو سيد الموقف إلا من كلمات
مقتضبة سريعة الشيء الوحيد الذي كان فيه العزاء لهما هو الوقت الذي يقرأ فيه أدهم القرآن ل مريم قبل أن تنام وهو جالس على الفوتيه بجوار سريرها ولم يغير تلك العادة خاصة بعد الكوابيس التي كانت تطاردها منذ ذاك اليوم ....وكان سيف ودينا يحاولان معهما حتى تعود علاقتهم أكثر ود كما كانت قبل هذا اليوم ولكن دون جدوى ف أدهم منشف دماغه على حد تعبير سيف .....
أما في المستشفى كانت هناك قصة حب جديدة بدأت تنبض في تلك الليلة ....
في أيه يا نور مين ده
رد هذا الرجل پعنف قائلا وأنتا مال أهلك
مال أهلي !أنتا فاكر
نفسك فين أنتا ف مستشفى محترمة وديه دكتورة زميلتي يعني أيه مالي أنا هطلبلك الأمن
أنتا تطلبلي الأمن !وهتقولهم أيه واحد بيتكلم مع مراته وأنا روحت حشرت نفسي بينهم
رد خالد متعجبا مراته
فأجابت نوربحدة أسمها طليقته مش مراته أنا مش مراتك يا أستاذ محمد أنا مصدقت خلصت منك ومن قرفك
رفع محمد يده ليصفعها على وجهها لكنه وجد يد خالد تقف له لتمنعه قائلا متهيألي أن الراجل اللي يمد أيده على واحدة ست خسارة يتقال عليه راجل ولا أيه
طليقها بعصبية أنتا مالك أنتا ! طلعتلي من أنهي داهية مسائل عائلية بتدخل فيها ليه
قالت نور مدافعة لأ مفيش مسائل عائلية بيني وبينك وأي قرار يخصني أو يخص شغلي ملكش دعوة بيه وأبني مش هيخرج من المدرسة بتاعته وأنتا ملزم تصرف عليه ولما نشوف بقا كبار عيلتك هيقولوا أيه وياريت مشوفش وشك تاني
ماشي يا نور والله وقلبك جمد وبقيتي بتعرفي تردي وتبجحي أنا هوريكي
قال طليقها جملته الأخيرة وخرج غاضبا من مكتبها والشرر يتطاير من عينيه أما هي ف بمجرد أن خرج من الغرفة حتى تنفست الصعداء وجلست على الكرسي تبكي بحړقة قائلة عايز مني أيه تاني أنا اتنازلتله عن حقي عن المؤخروالعفش والشقة وكل حاجة وروحت عشت مع بابا وماما عشان مش عايزة أي حاجة تفكرني بيه لكن مقدرش أتنازل عن حق أبني أنا تعبت تعبت والله أمتا بقا هرتاح وأخلص من البني أدم ده حتى ابنه مستخسر يصرف عليه ويدفعله مصاريف المدرسة ولما رفضت أنه ينقله لمدرسة تانية أقل من اللي فيها جاي يتنطط عليا ويقولي سايبة ابنك كل ده لوحده ومعرفش أيه وسيبي شغلك عايز يحطمني طول الوقت ومش مكفيه أنا لأ كمان ابنه أنا مش عارفة لولا وجودك يا خالد كان عمل أيه شكرا بجد على وقوفك معايا
متقوليش كده يا نور احنا عشرة عمر بس لازم تاخدي واقفة مع طليقك ده
وتكلمي الرجالة الموجودة ف عيلته عشان ميتعرضلكيش تاني ..اهدي بقا خلاص كفاية عياط هروح أجبلك عصير لمون وآجي عشان تهدي
خرج خالد من الغرفة ولا يعلم لما آلمه قلبه من بكاؤها لا يعلم سر غيظه من هذا الزوج الحقېر الذي تمنى لو لكمه في وجهه شيء جديد بدأ ينبت في قلبه احساس لم يشعر به من قبل تجاه نور ..احساس ولد في تلك اللحظة التي رأي فيها هذا الرجل وهو يحاول أن يصفعها شعر وقتها كأن نور تخصه ولا يمكن لأي شخص أن يتعرض لها بأذى أو يضايقها كانت علاقته بها دائما علاقة زمالة فقط قد يكن السبب أنه وقت تعرف عليها كان هو مرتبط مع زميلة له كان يظن أنه يحبها ولما تركها كانت نور قد ارتبطت بهذا الحيوان الذي رآه اليوم كان دوما القدر يجمعه بها حتى حينما