الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 11 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

 


على بعد أمتار 
سماح وزميلها بالجريدة يتنقلون بين رواد الحفل يلتقطون الصور والأخبار
الحصريه
خطواتها تعثرت قليلا لتنحني نحو حذائها تحكم ربطه جيدا 
أنتي بتعملي ايه هنا 
صوته جعل ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه
حمزة بيه 
وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها 

انا اصلكنت 
متفحصا هيئتها المرتبكه 
أنتي ايه 
ثم اردف وهو يرمقها ساخرا 
حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض
تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت 
ساعات بحس انك خرسه 
فهتفت حانقه 
بس انا مش خارسه وبتكلم عادي 
فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه 
لا كده عرفنا ان ليكي صوت 
وتركها وانصرف دون كلمه أخرى لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها 
ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه ومين اللي كان واقف معاكي ده 
فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل 
أنتي مقولتيش ليه أن حمزة الزهدي من ضيوف الحفل 
فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه
ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه
واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها
يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابنتي بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا 
فرمقت سماح بأعين ضائقه
لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا
ولم تجادلها سماح بقرارها فأنصرفت نحو الطعام الشهي مشيرة لها 
استنيني هنا اوعي تتحركي 
تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها ارتسمت السخرية على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل
ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى
وبخطوات معدوده كان يقف بجانب مقعدها ثم جلس جانبها
انت مين
وكادت ان تنهض من جانبه
اقعدي يامها مټخافيش من
عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها
انت عايز مني ايه انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك
فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها
انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا
وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه
انا ملازم أول شريف نور الدين عرفتي اسمي وشغلي اه عشان مټخافيش مني 
فدارت بعيناها بعيدا عنه 
انا مش خاېفه منك ممكن تقوم بقى من جانبي 
فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه 
ولو مقومتش 
فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي 
هقوم انا 
فنهض شريف وهو يعتذر 
خلاص تعالي اقعدي مكانك انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك
لتقف في مكانها تمد يدها نحوه
انت لقيت الآله بتاعتي
رأي اللهفه في عينيهافأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه 
بتعرفي تعزفي عليها
فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا
وقفت خلفه ت مسائله
الوقت بدء يمضي مراد
كان يعرف مغزى
سؤالهافرفر أنفاسه بقوة من المواجهة الحقيقيه التي سيواجه بها والده فوالده طلب ابنه عمه إليه وأصبح امر الخطبه علانيا حتى حمزة لم يستطع مساعدته
بعد عرض فؤاد على شقيقه الوحيد امر خطبه ابنتها 
هناء اسمها بات في الأيام الاخيره يقتحم مخيلته ببغض ولا يعلم السبب يراها المذنبه فيما وصل اليه 
وعندما شعر بلامسات جاكي العابثه على صدره من فتحتي قميصه اغمض عيناه بقوه لعله يطرد أفكاره وألتف نحوه مبتسما 
جاكي انتي مراتي دلوقتي وجوازنا مش سر هخاف منه هننزل مصر سوا والكل هيعرف انك مراتي 
فأتسعت ابتسامتها سعادة وألقت نفسها بين ذراعيه تخبره بحقيقه مشاعرها نحوه 
انا احبك مراد ولم احب ان اكون مجرد رفيقه أردت أن أكون امرأتك انا في غاية السعاده الان حبيبي 
وابعتدت عنه قليلا 
اخفضت عيناها بحرج وهي تتناول من الطعام الشهي
العزيمه لم تأتي لها بالمقصد ولكن مهاتفه ناديه للسيده سميره وعزيمتها لها في وجودها جعل ناديه تخبر سميرة ان تجلبها معها
وانتهى العشاء الهادئ فأخذت ناديه سميره جانبا يحتسون القهوة معا ونظرت لياقوت التي جلست تضم يداها بحرج وتخفض عيناها
تقى حببتي سيبي التليفون شويه واتكلمي مع ياقوت انا وطنط سميره هنقعد مع بعض نتكلم شويه
من ابنتها بحب فأبتمست تقي برقه لوالدتها
حاضر ياماما
عين ياقوت إليهم ولمعت عيناها وهي تتخيل نفسها مع والدتها في مشهد هكذا
لتنتبه لصوت تقي بعدما انصرفت ناديه نحو سميره
احنا شوفنا بعض كتير بس متعرفناش ولا مره علي بعض
فأبتمست لها ياقوت وقد شعرت بلطافتها وقد ظنت انها لا تحب الحديث معها
انا عارفه عنك حاجات كتير من هناء
تقي بحماس 
هناء بقى حكتلك ايه عني قوليلي وانا هقولك هي حكتلي ايه كمان
ضحكت ياقوت على حديثها كما ضحكت تقي 
هتحسي اني طفوليه شويه بس انا مش كده إطلاقا 
وعادت ضحكتهم تتعالا ثانية وفي نفس اللحظه كان يدلف فؤاد المنزل وخلفه حمزه 
اختك النهارده مش هتصدق اني جبتك معايا 
خالو وحشتني
حمزة اليه ثم انتبه لياقوت التي فؤاد مرحبا بها فهو يعلم بهويتها وصداقتها من ابنه شقيقه 
اهلا يابنتي 
ونظر فؤاد نحو حمزة 
اكيد عارف ياقوت ياحمزة موظفه عندك 
واردف مبتسما 
موصكاش عليها بقى
فضاقت عين حمزة ورمقها ببطئ فأشاحت عيناها عنه 
لتأتي ناديه بلهفة نحو شقيقها 
حبيبي وحشتني عاش من شافك 
ف شقيقته وهمس بأذنها وقد ضغط علي شفتيه حانقا
ليلتك سوده ياناديه
فأبتعدت عنه ناديه بأرتباك وادركت انه عرف مخططها مع سيلين 
تعالا اعرفك على سميره صديقتي 
فرحب حمزة ب سميره متجاوزا شقيقته تلك اللحظه ثم أشارت ناديه نحو ياقوت التي وقف فؤاد يحادثها قليلا 
تعالي يا ياقوت اوصي اعرفك على حمزة اخويا صاحب الشركه اللي انتي شغاله فيها 
أرادت ناديه ان تلطف الجو بأي شكل وانصرف فؤاد مستأذنا منهم كي يبدل ملابسه واتبعت تقي والدها كي تخبره برحلتها الجامعيه مع زملائها 
فتقدمت ياقوت منهم بأرتباك من نظرات حمزة فأماء برأسه قائلا بلامبالاه
مش ديه سكرتيرة شهاب
شعرت انها يقصد تقليلها ناديه ياقوت إليها 
مردتش اطلب منك انت تعينها اصل عارفاك 
فحدق بها حمزة وقد وقفت تتلاعب بيداها 
كويس انك عارفاني اني مبوظفش اي حد عندي غير مؤهل 
شحب وجهها من عبارته العدوانيه ورفعت عيناها نحوه فوجدته يطالعها بنظرات غامضه مستمتعه
الفصل العاشر
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جرحت البنت كده ياحمزة مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضړب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بنت مين
ديه انا بتكلم في ايه دلوقتي موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا 
وأبتمست وكأنها تلاعبه 
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها 
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها 
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي 
وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها 
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه 
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما 
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري 
وانتهت عبارته و يطبع
فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
بكاء متواصل بكته مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته 
ولكنها ضعيفه هشهدوما حياتها كانت قائمه على افعلي اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي 
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه نعم هي كلمتها الوحيده 
وشعرت بقدوم سماح غرفتها منها سماح ثم چثت على ركبتيها أمامها تمسح دموعها 
ابويا كان تاجر مواشي كبير كنت عايشه ولا البرنسيسات مخلوفيش غيري حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما تضربني صح هتكسر علطول ماټ الحاج حسين 
وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها 
يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهرالامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتيرماټت وسبتني ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا علبه دوا يا ياقوت 
مقدرتش اجبها لأمي 
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس 
مأخدتش حاجه من الضعف والسكوتمحستش بنفسي غير وانا پخنقه بأيدي 
وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره 
مټخافيش ما ممتش مقدرتش اعملها 
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها 
لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه الحياه مليانه حكايات ومعاركابكي بين ايدينا ربنا وبس اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوما
أنتي طيبه اوي ياسماح
جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه 
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن 
وحشتيني اوي يا سوسن وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه 
لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه 
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده 
ببطئ يشعر بالقلق 
مالك ياندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم 
مالي يا شهاب لا انا مافيش حاجه 
شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان
ندي فيكي ايه 
دموعها عادت تتساقط وهي
تطالع ملامحه 
شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه شعوره بعدم قيمتها يجعله لا
يراها أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ 
ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي الجو برد عليكي 
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طلاقها وعدم اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها 
لتجول عيناه على ملامحها 
هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من باريس 
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها تعلم برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها 
والفكره الأصعب ان يرغمه على
 

 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 43 صفحات