روايه عشق الهوي
يا استاذ خالد.
قالت ذلك ثم شردت قليلا واردفت بتساؤل الهام.. معقول لساها نايمة !
ثم التفتت بجسدها قليلا لتلقي نظرة على صديقتها وكان تخمينها صحيحا حيث كانت الهام ما تزال نائمة وكأنها چثة هامدة الامر الذي جعل مريم تشهق قائلة بدهشة معقول دي مصحيتش من ساعة ما الطيارة طارت !
فنظر خالد نحو الهام ايضا وسألها هي صاحبتك نومها تقيل ولا ايه حكايتها
خالد اه فهمت.
مريم هروح اصحيها علشان تربط الحزام.
خالد ماينفعش تقومي دلوقتي لاننا على وصول.. انا هقول لمضيفة الطيران انها تصحيها.
مريم تمام.
وبالفعل قام خالد بالتحدث مع مضيفة الطيران باللغة الإنجليزية وطلب منها ان تقوم بإيقاظ الهام فأومأت له برأسها وذهبت نحوها وعندما ايقظتها شعرت الهام بان جسدها متشنج للغاية لانها نامت لساعات طويلة دون ان تشعر باي شيء يجري من حولها... فنظرت إلى مقعد مريم ووجدتها تلوح لها بيدها فقامت بفرك عيناها ورفعت يدها لتلوح لها قائلة بداخلها ېخرب بيت ام النوم... اهو انا سبت مريم قاعدة لوحدها جنب الراجل الغريب دا ومعرفش لو كانت استريحت ولا لأ .
مريم ولا يهمك المهم اننا وصلنا بخير وسلامة .
الهام عندك حق .
ثم التفتت الى خالد وما ان رأته حتى سحرها بوسامته وجاذبيته وطوله وكل شيء فيه فابتسمت ببلاهة وكأنها نسيت العالم من حولها وسألت بصوت هائم مين المز دا يا ميمي هو القمر ساب
ابتسم خالد حتى ظهرت غمازته عندما سمع ذلك اما مريم فشعرت بالاحراج من تصرف صديقتها الطائشة لذا ركضت نحوها بسرعة واغلقت فمها بيدها وقالت بصوت خاڤت يا مچنونة انتي تهبلتي ولا ايه !
فعادت الهام الى طبيعتها واستيقظت من هيامها وادركت ما قالته فشعرت بالاحراج الشديد... اما خالد فمد يده ليصافحها قائلا ازيك يا انسه الهام
اجابتها مريم اعرفك...خالد نجم رجل اعمل وتجارة حره...ودي بقى صاحبتي الهام اللي حكيتلك عنها يا استاذ خالد.
فابتسم خالد وقال اتشرفت بمعرفتك يا انسه الهام.
الهام الشرف ليا يا استاذ .
قالت ذلك ثم اقتربت من مريم وهمست لها انتي يا بنت.. اتعرفتي على القمر دا فين
قالت ذلك ثم نظرت إلى خالد وابتسمت كما فعلت الهام المثل.. اما هو فاستطرد قائلا ا... بما اننا وصلنا تحبوا اوصلكوا بطريقي
مريم متشكرين جدا يا استاذ خالد بس مش عايزين نتعبك معانا .
خالد ولا تعب ولا حاجة...انا عايز اوصلكوا لان مينفعش اسيبكوا لوحدكوا في بلد اجنبية وانتوا متعرفوش حد فيها.
الهام لا انا عمي عايش هنا وهو قال انه هيبعت ابنه علشان ياخدنا من المطار .
مريم اه صحيح... سعيد قال انه هيجي ياخدنا من هنا بس الظاهر انه نسي .
الهام انا هتصل بيه
خالد ملوش لازمة...رجاء خلوني اوصلكوا بيت عمك يا انسه الهام... متقلوش انا مش هخطفكوا.
قال جملته الاخيرة ممازحا فابتسمت الهام وقالت لا العفو..مش دا قصدنا ابدا .
مريم مكنش القصد يا استاذ خالد بس بجد احنا مش عايزين نتعبك معانا.
خالد ولا تعب ولا حاجة... وبعدين مش انا اللي هسوق دا السكرتير بتاعي يعني مش هتعبوني ابدا.
فتنهدت مريم وقالت
دا هيبقى كرم منك يا خالد بيه.
ابتسم خالد قائلا يلا اتفضلوا.
قال ذلك ثم امسك بمقبض حقيبته وجرها متوجها خارج المطار فلحقت به كل من مريم والهام.. وما هي الا دقيقة حتى اتى شاب طويل القامة وعريض الكتفين وكان يبدو من هيئته وشعره الاشقر انه اجنبي فتوجه نحو خالد واخد الحقيبة من يده قائلا بالانجليزية اهلا بعودتك سيدي.
رد عليه خالد شكرا لك ديميتري.. هل السيارة جاهزة
ديميتري اجل سيدي.
خالد حسنا ساعد هاتان الانستين ايضا وافتح لهما باب السيارة.
ديميتري حاضر سيدي.
ثم اخذ حقائب مريم والهام ووضعهن في صندوق سيارة ال BMW الخاصة بخالد وبعدها فتح لهن الباب الخلفي فنظرت الهام الى مريم ووجدتها تتصرف على طبيعتها كما لو كانت تعرف خالد منذ زمن طويل فتنهدت وصعدت ايضا في السيارة وجلست بجانب صديقتها اما خالد فجلس في المقعد الأمامي بجانب سكرتيرة ديميتري وقال له lets go هيا انطلق.
اما في مصر.....
فكان الوقت يختلف عن الولايات المتحدة حيث كانت الشمس ما تزال ساطعة وفي كبد السماء ...وبالنسبة لادهم كان قد وصل إلى منزل عائلة الهام ليسألها عن مريم حيث انه لم يكن يعرف بأنها سافرت مع صديقتها ولكنه خرج من البناية بخيبة أمل كبيرة فهو لم يجد احدا في المنزل لان اهلها قد ذهبوا الى الإسكندرية لزيارة بيت اهل السيدة صفية ام الهام وقرروا المكوث هناك لمدة طويلة ومن سوء حظه انهم تركوا منزلهم دون ان يخبروا اي احد من جيرانهم اين ذهبوا فظن ان ابنتهم سافرت معهم لذا قال بتذمر وبعدين بقى ... انا لازم الاقي مريم بأسرع ما يمكن والا هتضيع مني يجد !
وبينما كان واقفا امام البناية ورده اتصال من شقيقته رغد فاجابها ايوا يا رغد..
فقالت له پبكاء الحق ماما يا ادهم.... دي تعبت اوي ونقلناها المستشفى !
في تلك اللحظة اتسعت عينا ادهم وقال بهلع بتقولي ايه تعبت... ازاي تعبت
رغد مش وقت الكلام دلوقتي....تعالى بسرعة !
فاغلق ادهم هاتفه وركض نحو سيارته ثم صعد بها وقادها بأقصى سرعة الى المستشفى الذي يعمل فيه شقيقه معاذ وزوجته سلوى... وعندما وصل نزل من سيارته دون ان يطفئ المحرك وركض بأسرع ما يمكنه الى داخل المبنى حيث كانت رغد واقفة بجانب غرفة العمليات برفقة العم محمود وزوجته امينه وابنيهما سمير ووفاء فتوجه نحوها وسألها بقلق ايه اللي حصل يا رغد وفين ماما
وما ان رأته رغد حتى عانقته بقوة واڼفجرت بالبكاء قائلة بصوت متقطع احنا كنا قاعدين في الجنينة... و.. وهي تعبت فجأة وفقدت وعيها ...ومعاذ قال انها اتعرضت لنوبة قلبية ولازم تعمل عمليه بسرعة.
ادهم
ايه !
فاقترب العم محمود منهما ووضع يده على كتف ادهم قائلا متقلقش يا ابني ... اخوك ومراتوا دخلوا اوضة العمليات وهما اللي هيعملوا العملية للست هانم وان شاء الله هتعدي على خير.
ادهم بقلق ازاي معاذ دخل العملية دا ممكن يغلط في حاجة لان اللي جوا تبقى ماما وهو اكيد خاېف عليها دلوقتي.
اجابته امينة زوجة العم محمود هو اصر انه يعمل لها العملية بنفسه وسلوى قالت انها هتساعده.
فاخذ ادهم يربت على ظهر شقيقته التي كانت تعانقه وهي تبكي وقال لها خلاص يا رغد...متعيطيش لان العايط مش هيجيب نتيجة دلوقتي.
ردت عليه رغد بنبرة باكية انا خاېفه يا ادهم... خاېفه على ماما اوي.
فمسح ادهم دموعها قائلا متخفيش يا حبيبتي...ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
في نيويورك........
قام خالد بتوصيل مريم والهام الى عنوان منزل عمها السيد عمر حيث كان المنزل بسيطا وجميلا مكون من طابقين وحديقة صغيرة فنزلن من السيارة كما فعل هو المثل وقالت مريم متشكرين جدا يا استاذ خالد...تعبناك معانا.
خالد ولا تعب ولا حاجة... هو دا البيت
فالتفتت الهام واجابته ايوا... هو دا العنوان اللي بعته عمي.
خالد يبقى انا همشي دلوقتي... اتشرفت بمعرفتكوا.
مريم واحنا اكتر... ومتشكره مرة تانية .
خالد العفو...ومتنسيش تفكري في الموضوع اللي تكلمنا عنه .
مريم ولا يهمك.
خالد يلا سلام.
ثم غادر وهو يرسم على محياه ابتسامة مشرقة اما الهام فقالت يا لهوي على الجمال مش بس جمال دا طلع اخلاق برضو وباين عليه شخص طيب اوي.
فنظرت مريم اليها وضړبتها على جبينها بخفة واردفت يا مجنونه... ازاي قدرتي تعاكسي الراجل كدا عيني عينك لما كنا في المطار
فابتسمت الهام وردت بعفوية يمكن لو قلتلك مش هتصدقيني يا ميمي بس والله العظيم دا دخل على قلبي زي العسل اول ما قبلته ...تقولي هو دا الشخص اللي كنت بدور عليه طول عمري وفجأه ظهر قدامي .
فتنهدت مريم واردفت لا انتي باين عليكي اټجننتي على الاخر... يلا خلينا ندق باب بيت عمك احسن ما نفضل برا طول الليل .
الهام اه صحيح...يلا بينا.
قالت ذلك ثم حملت حقيبتها وسارت برفقة صديقتها مريم حتى دخلن الى فناء المنزل حيث كان المكان هادئ بأستثناء صوت التلفاز الذي كان صادرا من الداخل...فقامت
بقرع جرس الباب ونظرت إلى مريم وما هي الا دقيقة حتى فتحت لهن فتاة جميلة ابتسمت وقالت بلكنة مصرية مكسرة اكيد انتوا الهام ومريم مش كدا
استغربت الهام من امر هذه الفتاة الاجنبية لانها كانت تعلم ان لديها ابن عم واحد وهو سعيد فقالت وانتي تبقي....
الفتاة جين ... انا جين مرات سعيد ابن عمك .
في تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الهام وهتفت بنبرة حماس هو سعيد اتجوز !
ردت عليها جين مريم من ذراعها وعاتبتها قائلة مالك يا الهام ما تهدي شوية.. الله !
اما جين فابتسمت وقالت اتفضلوا.
فدخلت الهام واردفت بسعادة غامرة يا حبيبتي يا جين اسمك جين برضو مش كدا
أومأت جين برأسها دليلا على نعم واجابت ايوا.
الهام انتي متتخيليش انا فرحتلكوا قد ايه.
جين متشكره.
في تلك اللحظة سمعن صوت سيدة كانت تنادي قائلة جين.. انتي فين يا بنتي
فقالت جين بلكنتها المكسرة انا.. هنا يا ماما.
وعندما ظهرت السيدة واذ بالهام تصرخ قائلة طنت سهيله... وحشتيني..
قالت ذلك وركضت نحو المرأة المدعوة سهيلة والتي تكون زوجة عمها ثم عانقتها باندفاع اما هذه الاخيرة فابتسمت وسالتها انتوا جيتوا امتى يا بنتي
ابتعدت الهام عنها واجابت من شوية.
فابتسمت سهيله وسألتها ازيك يا روحي
الهام الحمد لله بس انا زعلانه منك.
سهيلة ليه بقى
الهام كدا برضو يا سوسو متسأليش عني طول السنتين اللي فاتوا هو انا مش بنتك كمان ولا ايه
فابتسمت سهيلة وقالت ومين قلك اني مكنتش اسأل عنك انا كنت بكلم مامتك كل اسبوع تقريبا علشان اطمن عليكوا بس انتي كنتي بتتأخري في الشغل ومكنتش عارفه اوصلك ابدا .
الهام مادام كدا يبقى هعديها لك المره دي... ودلوقتي بصي انتي فاكرة مريم يا طنت مش كدا
فنظرت سهيلة إلى مريم وابتسمت قائلة هو حد