الأحد 20 أكتوبر 2024

الدهاشنه بقلم ايه محمد

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
بمنزل كبيرا للغاية من يراه يظن أنه قصرا لملك فرعوني فلما لا وهو منزل كبير الدهاشنه كانت تجلس پخوف ييدو علي وجهها لتجد يدا موضعة علي كتفيها فصړخت فزعا 
نوراه واجفه كدليه عاد
ريم پخوف أكتمي خشمك هتودينا في داهيه
نوراه بصوتا منخفض أديني أها واطيت حسي جوليلي بجا بتصنتي علي أيه 
ريم بصوتا منخفض همي علي الجناح نتكلم فيه لحسن أخوي يحس بينا 
نوراه پخوف بدا علي وجهها عند ذكر الفهد طب يالا من أهنه عاد 
وغادرت الفتاتين خوفا من الفهد فهو بطباع مختلف عن الجميع يهباه الجميع ويتنبئون بأنه سيكون كبير الدهاشنه 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بالمنداره
وهدان بزعر أجفل خشمك يا ولد وأحمد ربك أن جدك مخبرش بلا ناوي تعمله واصل 
فهد پغضب مش هسكت يا بوي أني مهتجوزش بنت البندر واصل وميهمنيش يسمع ولا لج 
وهدان پغضب أنت زودتها جوي يا ولد الدهشان فوج وشوف أنت بتجول أيه مخبرش جدك ممكن يعمل فيك أيه عاد 
سليم بهدوء أهدا يا واد عمي الكلام أخد وعطا مش إكده 
فهد بحزم الكلام عندي منهي يا سليم أني فهد الدهشان أتجوز من بنات البندر أتجنتوا إياك
عمر بتوضيح مالهم بنات البندر يا فهد أنت مكبر الموضوع علي فكرة
فهد بسخريه بجولك أيه يا واد عمي كفياك الحكي الماسخ ده أنت إدليت البندر وعشت هناك طول عمرك لكن أني لا والجوازه دي مش هتم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
صوت زلازل الجدارن ليصمت الجميع ويستمع لصوت كبير الدهاشنه صوت المتحكم الوحيد بالعائلة 
الكبير فزاع الدهشان كبير عائله الدهاشنه يرتعب له الابدان وتزلازل النفوس من يقف بوجهه يكتب قدره للمۏت برساله وداع أخيرة
فزاع بصوتا كالرعد خبر أيه يا ولد خلاص معتش ليك كبير 
فهد بهدوء علي عكس بركان الڠضب بداخله مجصديش يا جدي أني بس مش عايز أتجوز من بنات البندر 
فزاع بنبرة لا تحتمل النقاش إجفل خشمك يا ولد وأعرف حدودك أني مش بأخد رائيك أني بأمرك وهتنفذ هتتجوز بنت هاشم القناوي وده أخر حديت بينا 
وتركه ورحل يغلي من الڠضب 
وهدان أرتاحت إكده 
فهد بهدوء يابوي أنا طول عمري بسمع كلمته لكن أني مهحبش الجواز بالطريجه دي كيف عايزني أتجوز من البندر 
وهدان پغضب مالهم بنات البندر فيهم العفش وفيهم الزين وأني سألت علي البت زينة وبتكمل علامها 
ثم أكمل بتحذير الموضوع يتجفل سمع يا فهد .
زفر الفهد بحنق ليستمع لصوت وهدان مجددا سمع 
فهد پغضب جامح سامع يابوي 
غادر وهدان المندارة وبقي حصون الدهاشنه 
سليم لعمر بصوتا منخفض حتي لا يستمع إليه الفهد بجولك أيه يا عمر 
عمر بستغراب قول يا سليم 
سليم هتدلي البندر متا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عمر بدهشة مش عارف لسه ليه 
تطلع سليم للفهد الذي يجلس بهدوء عايز أنكشح من إهنه جبل العاصفه 
عمر بعدم فهم عاصفة أيه دي !
سليم الفهد 
هنا علم عمر ما الذي يقصده إبن عمه سليم فأخذ يوزع نظراته بين الفهد الغاضب وبين سليم ثم غمز له وأنسحبوا ببطئ شديد حتي لا يشعر بيهم الفهد 
وما أن قبض سليم علي مقبض الباب ليتفاجئ بصوت الفهد 
فهد بهدوء دفين بدل ما تتسحبوا كيف الحرمة فكروا في مصيركم مع الكبير 
وقف سليم وعلامات الدهشه أختازت وجهه حتي عمر لم يكن بحاله أقل منه فالفهد هو الوحيد الذي يتفهم الكبير 
سليم بفزع هيخليني أتجوز من البندر إياك 
عمر بدهشة مالهم بنات البندر أنت كمان 
سليم إكتم خشمك أنت التاني وأنت يا فهد تجصد أيه 
وقف الفهد وأقترب من سليم بغموض قائلا جصدي أنت تعرفه زين يا سليم 
وتركه ورحل يغلي من الڠضب 
أم عمر فضحك بسخرية علي سليم فهو يكره بنات البندر كره المۏت كيف له الزواج منهم !!!
بالقاهرة
بأحد الجامعات الخاصة بالطب 
كانت تجلس بضيق وهي تنتظر تلك الحمقاء المتأخرة كالعادة 
تبدلت قسمات وجهها عند رؤيتها تأتي ركضا 
نادين وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه معلش يا راوية العربيه عطلت مني علي الطريق وفين وفين لما تاكسي رضي يوقفلي 
وقفت راوية وأقتربت منها پصدمة قائلة أنتي كنتي بتجري صح 
نادين بستغراب أيوا 
راوية پصدمه كدا في الشارع 
نادين أه عادي يعني 
راوية پصرخ عادي أذي يا تخلف يا 
كادت أن تكمل محاضراتها التي لا تنتهي مع تلك الفتاة العنيدة التي لا تكف عن التصرفات الچنونيه فقاطعها صوت رفيقتهم تعلم عن بدء المحاضرة 
راوية بتوعد أمشي أدمي نخلص المحاضرة وبعدين نشوف موضوع الجري بتاعك دا أيه 
وبالفعل جذبتها راوية للمحاضرة تحت نظرات الفتي العاشق لها فهو يعشقها حد الجنون لا يعلم أنها ستصير ملكا لأحد الدروع المحصنه للدهاشنة 
بالغرفة الخاصه بصفا 
كانت تجلس نواره پصدمة لما عرفته من صفا فهو تحب سليم بشدة كيف له بالزواج من أخري 
فالجميع يعلم أنه حان الدور علي عمر وسليم للزواج من الفتيات التي أختارهم كبير الدهاشنه 
حاولت كبت دموعها ولكنها فشلت في ذلك فتركت الغرفة حتي لا تشعر بها ريم وغادرت إلي غرفة نوال 
أما ريم فكانت تتحدث معها وهي تعدل من حجابها فأنهته وألتفت خلفها لتجد الغرفة خاليه تعجبت ريم وهبطت لترى أين أختفت تلك الفتاة لتتعثر بالجلباب الطويل
الذي ترتديه وتسقط بين يد أحدهم 
فتحت عيناها بزعر لتقابل عيناه البنيتان
عمر بعتاب مش تخلي بالك يا ريم 
إبتعدت عنه بزعر قائلة بخجل مأخدتش بالي 
نظر لها عمر بتعجب فقد تلون وجهها بحمرة الخجل أيه دا 
ريم بستغراب هو أيه
عمر وهو يحاول كبت ضحكاته لا متخديش في بالك 
ريم بضيق بتتمسخر عليا عاد 
عمر بستغراب أنا !!أبدا هتريق علي أيه
ريم بزعل من جعدتك مع بنات البندر نسيت لهجتنا وبجيت بتتمسخر علينا يا واد عمي 
نظر لها بدهشه ولكنها لم تعطيه فرصة ورحلت وعيناها تلمع بالدمع 
وقف يتأملها بتعجب حتي أختفت من أمامه 
أفاق علي بد سليم متسائلا بدهشه أيه الا موجفك إكده يا عمر 
عمر بستيعاب ها لا مفيش أنا كنت طالع أوصتي هريح شوية 
سليم بتأفف لج الفهد خبرني أجولك أننا هندله الغيط 
عمر بستغراب ليه 
نظر له سليم پغضب قائلا هيفرغ شحنة الڠضب فينا يا خوي عرفت ليه 
إبتلع عمر ريقه پخوفا قائلا لا بقولك أيه أنا راجع مصر كمان يومين تلاته هرجع بوشي كدا أذي أعفيني من المهمة دي 
أتاه صوت يعرفه جيدا صوت الفهد 
الفهد بنبرة آمرة هنطلع مع بعض يا عمر 
هنا صمت عمر ونظر لسليم المبتسم عليها بشماته لينال جزءا من ڠضب الفهد فهو نال الكثير والكثير 
طرقت الباب ثم دلفت لتجد نوال بالداخل تجلس علي الفراش 
نوال تعالي يا بتي 
دلفت نوراه وعيناها محملة بالدموع ثم جلست بجانبها بحزن 
فقالت نوال بستغراب مالك يا نوراه 
بكت وأرتمت بأحضانها لتقول الأخري بزعر أيه الا حوصل يا بتي 
نوراه بدموع خاېفة يا عمتي خاېفة جدي يخلي سليم يتجوز من البندر ذي فهد 
إبتسمت نوال بمكر قائلة وأيه يعني يابتي ما يتجوز ذي ما هو عاوز بوي أدر بمصلحته زين 
نظرت لها نوراه بحزن قائلة أني بحبه وريداه يا عمتي 
نوال پغضب مصطنع أباه عليكي أجفلي خشمك لأبوي يسمعك يطخك عيارين 
بكت بصوت مسموع قائلة أعمل أيه يعني جلبي الا ريده 
إبتسمت نوال بخبث ونظراتها يملؤها الألغاز قائلة بنبرة تملئها الحنان المصطنع خلاص يا بتي مادام جلبك ريده سيبلي الموضوع ده 
لم تسعها الفرحة لتصرخ بها وټحتضنها بسعادة لا تعلم بأنها وقعت
بين برأثين تلك الأفعي 
بالجامعة
إنتهت المحاضرة وعادت الفتيات إلي القصر لتبدء المعركة اليومية 
راوية پغضب أنتي مچنونة صح في واحدة عاقلة تجري كدا في الشارع 
نادين بسخرية مش أنا جريت يبقا في 
وضعت راوية يدها علي رأسها بتعبا تقاوم الصداع اليومي بسبب تلك الحمقاء 
ريم أنتي يا بنتي الا بتجهدي نفسك بالكلام أرتاحي أنتي بس والدنيا هتبقا فل 
نظرت لها قليلا ثم قالت بهدوء مصطنع يا نادين يا حبيبتي أحنا هنا في مصر مش في أمريكا 
نادين يا حاجه أنا سافرت سنه واحده بس مش عشت هناك 
راوية بسخريه حاجه لا ما هو واضح طب لما هو كدا بقا ليييه مش بتمشي علي عادتنا وتنسي عيشة هناك دي خااالص 
نادين بغرور مصطنع بحاول والله يا بنتي 
قامت راوية وخلعت حجابها لينسدل شعرها البني الحريري وضعت حجابها علي المقعد ثم أشمرت عن ساعديها لتنظر لها نادين بتعجب وخوف 
نادين پخوف ناوية علي أيه 
راوية بهدوء ولا حاجه هعيد تربيتك من جديد 
وقفت نادين وقالت بنبرة مرحه طب مادام فيها إعادة تربية ثانية واحدة بس 
نظرت لها راوية بتعجب عندما صعدت علي الأريكة وقامت بلم شعرها برابطة فهي غير محجبه لا تعلم مع من ستقع 
كانت راوية تنظر لها بتعجب وهي تلملم شعرها لتجدها تضحك قائلة واحد أتنين تلاته
يا ااااااااانكل هااااااشم 
يااااااااانكل هااااااااشم 
وضعت راوية يدها علي أذنيها من صړاخها لتجد والدها خلفها بالفعل 
هاشم بزعر أيه يا نادين في أيه 
نادين بصوتا مرتفع في أن بنتك عايزة تعملي إعادة تربية هو أنا أيه قليله 
هاشم لا طبعا من قال كدا 
نادين قولها 
هبط ليجدها تعتلي الأريكة ككل يوم 
فجلس يتأكل ما يحدث بسخرية 
هاشم في أيه يا راوية 
راوية بهدوء مفيش يا بابا الحيوانه دي جايه الجامعة جري 
هاشم بدهشة وهو ينظر لنادين نعممم 
نادين بصوتا منخفض العربيه عطلت يا حاج عادي يعني 
نظر هاشم لها قليلا ثم للراوية قائلا لنفس نبرتها عادي يعني 
راوية پغضب هو أيه الا عادي أذي يعني !! 
تحدثت نادين وأجبتها راوية وظلوا هكذا 
وضع هاشم يديه علي رأسه ثم صاح بصوتا مرتفع بسسسسس يا خالد
نظر له قائلا أيوا يا بابا 
هاشم پغضب تعال هنا 
وبالفعل قام خالد وأتجه لأبيه 
هاشم پغضب حل الموضوع ده 
خالد بزعر نعم أحل ايه !!ومع دول 
هاشم بحذم أتصرف يا سيادة الرائد 
وتركه يوزع النظرات بين نادين وبين راوية ورحل 
نادين بأبتسامة شړ قشطة 
خالد بحذم نعم بتقولي حاجه 
نادين لا والله بقول كل خير 
خالد بحذم بحسب 
راوية هههه هو دا الا هيأدبك 
خالد أنتي وهي بأذن واحد أحد قولي يارب 
نادين يارررب يريحنا منك يا راوية يا بت أم راوية 
خالد پغضب بتدعي علي أختي يابت 
نادين پخوف لا يا باشا أنا أقدر 
خالد پغضب أنزلي هنا وانتي بتكلمني 
هبطت نادين پخوف مصطنع قائلة تمام يا فندم
خالد أيوا كدا تعجبني ودلوقتي بقا يا حلوين لو لقيت واحده فيكم هنا أنا مش مسؤال عن الا هيحصل فاهمين 
أشاروا معا برأسهم
ليجدوا صوت الرعد قائلا فاهمين 
راوية والله فهمت الحيوانه دي الا غبيه 
نادين لااااا ورحمة أبويا فهمت خد راحتك ياسطا البيت بيتك 
نظر اها بتأفف وتوجه للخروج قائلا بيئة 
وغادر هذا المجهول الذي سينال من العشق جانب ليصير من عمالقة العشق .
خطط ستقام لتحظي به فهل ستتمكن من ذلك 
يشعر بشيئا غريب تجاهها شئ ليس لديه له تفسير فماذا لو علم بعشقها عندما توشك علي الزواج بأخر هل سيتمكن من خوض المعركة مع الكبير!!
وأخيرا
هل من السهل ترويض الفهد !
تابعوني في 
الدهاشنه
بقلمي آيه محمد رفعت 
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل الثاني 
بأحد المزراع الحقولية 
كان يجلس عمر وهو ېصرخ من ألآلآم وجهه فمن يقف أمام الفهد مصيره محتوم 
عمر بۏجع أأأه وشي 
ااااااه حااااسب يا غبي 
سليم بڠصب
إكده
أني غبي
طب خد بجا 
عمر اااه أبعد عني يا حيوان هي ناقصه
وبالفعل رأف به سليم وأبتعد عنه فيكفي ما فعله الفهد به 
عمر بآلم بقولك أيه يا سليم 
سليم جول وخلصني 
عمر ينفع تشلني لحد العربيه
نظر له قليلا ثم إلي السيارة التي بالقرب منه قائلا يا حسرة علي شباب العيله تعال ياخوي 
وحمله سليم إلي السيارة ثم أنحني وألتقت الثلج الذي كان يقوم بمعالجته به قائلا أمسك ده 
ألتقتطه منه عمر قائلا بدهشه حلو دا بس أنت عرفت أذي أننا هنحتاج تلج 
نظر له قليلا ثم أغلق الباب وصعد هو الأخر قائلا بغرور غبي طول ما في الفهد وغيط يبجا في تلج يا حمار 
نظر له عمر قائلا بلهجة صعيدية في دي عندك حج ياخوي بس وجف العربيه الله يكرمك وأنجلني في المطرح الأ ورا لحسن عضمي مفشفش علي الأخر 
نظر له سليم پغضب قائلا خادم أبوك عاد 
ضحك عمر مع صوت مټألم من الآلآم 
عاد الفهد إلي المنزل وهو يتوعد لبنت البندر بالكثير ظنا أنها تخالف عادتهم حتي بالحجاب لا يعلم أنها أكثرهم تقوي وإيمان 
هبطت ريم لتجد أخاها يجلس والڠضب حلفيه 
أقتربت منه پخوفا قائلة بصوت منخفض أحضرلك الوكل ياخوي 
رفع عيناه الخضراء التي تشبه الأرض الخضراء قائلا لا يا ريم مالياش نفس ثم قال بستغراب أمال أمي فين 
ريم أدلت البندر هي ومرأت عمي بيشتروا حاجات لازوم العيد
فهد پغضب لوحديهم 
ريم بسرعة لا ياخوي عمي بدر وجاسم معهم 
فهد بهدوء طب أعمليلي فنجان جهوة 
ريم حاضر ياخوي 
وتوجهت للمطبخ تعد له القهوة ثم حملتها وتوجهت لأعطائه ياها فتتفاجئ بسليم يدلف وهو يساند عمر 
نظرت له پصدمة ولكنها كانت تلتزم الصمت حتي لا يغضب أخاها 
حمل فهد منها الكوب وأشار لها بالذهاب فستجابت علي الفور 
ساعده سليم علي الجلوس لېصرخ من الآلم قائلا براحة ااااه منه لله الا كان السبب 
فهد بهدوء وهو يرتشف القهوة بتقول حاجة يا عمر
عمر پخوف مصطنع لا دانا بكلم سليم 
ضحك سليم بشدة ثم أنقطع صوته فجاءة فتطلع له الفهد وعمر بأستغراب ليجد الكبير يدلف للقاعة 
وقفوا جميعا أحتراما له 
جلس الكبير علي المقعد المخصص له بكبرياء قائلا أجعد يا ولد 
وبالفعل جلس الجميع بأحترام له لينظر لعمر بستغراب قائلا أيه الهباب الا في وشك دا 
كبت سليم ضحكاته تحت نظرات عمر الملونه بالڠضب أشكالا قائلا بهدوء معاكس له مفيش يا جدي وقعت علي وشي 
نظر فزاع للفهد بغموض ثم قال خف علي واد البندر شوي يا فهد مهوش جدك ذنبه أيه يتعاقب علي قرار خدته أني 
فهد خلاص يا جدي الحديت خلص أني موافج 
فزاع بغموض ماشي يا فهد بس معزينش مشاكل يا ولدي الحديت كده خلاص جدام عمر وسليم 
فهد بغموض ربنا مهيعجبش مشاكل يا جدي عن أذنيك هطلع أريح شوي 
فزاع أتفضل يا ولدي 
وبالفعل غادر فهد للأعلي وأبدل ثيابه لبنطلون رمادي وتيشرت أبيض يبرز عضلات جسده المفتول 
ثم جلس علي الفراش يفكر بتلك الفتاة كيف ستكون زوجته 
بمكتب هاشم القناوي 
كان يفكر بشرود عندما أخبره والده بأنه سيحدث صلح بينه وبين عائلة دهشان وسيحدث ذلك بزواج راوية من كبير أحفاد فزاع الدهشان 
كان يفكر بحزن فهو لا يريد لأبنته الزواج من صعيدي أردها أن تتزوج من دكتور مثلها أو أحدا أخر ذو مكانة عالية لم يلتقي بفهد من قبل ولم يعرف من هو لذا يفكر بتلك الطريقة حتي أنه كان قلقا في كيفة التحدث مع إبنته بمثل هذا الآمر 
دلف خالد بعدما عاد
من العمل ليجد أبيه مازال مستيقظ ويبدو أنه ليس بخيرا 
أقترب منه قلقا ليقص عليه هاشم حديث جده 
خالد پغضب لا طبعا دا مش هيحصل أذي هم من الأساس يفكروا كدا 
هاشم بصوت متعب أهدا يا خالد عشان نعرف نفكر 
خالد بدهشة نفكر !!هو أصلا في نقاش في الموضوع دا الموضوع منهي يا بابا أستحالة راوية تدخل البيت دا 
هاشم بحزن للأسف يا خالد مفيش أدمنا أي أختيارات جدك عاوزنا نرجع البلد بكرا عشان يتكتب كتابهم وبعدين نرجع تمتحن والفرح يتعمل 
خالد بسخرية ااه دول أتفاقوا علي كل حاجة بقا وأحنا فين من كل دااا ! 
أنا مش موافق يا بابا راوية مش هتتجوز بالطريقة دي 
هاشم بحزن ألا فيه الخير ربنا يقدمه 
كانت
تجلس بغرفتها أمام الشرفة 
تنقل ما ترأه عيناها علي ورقة بيضاء فهي مهارة بالرسم 
أفاقت من عزلتها علي صوتا تعرفه جيدأ 
نادين بقولك أيه يا راوية ما تيجي ننزل نتمشي في أي مكان أو أقولك نروح نتعشأ في أي مكان
راوية پغضب حيالك أنتي عارفه الساعة كام 
نادين أه 1 عادي فيها أيه 
راوية پغضب بصي يا نادين لو مخرجتيش من الأوضة بظرف 5دقايق أوعدك أنك مش هتخرجب تاني 
وما أن أنهت جملتها حتي أختفت من الغرفة 
فأبتسمت راوية بأبتسامة نصر وأغلقت الاسكتش الخاص بها ثم دلفت للمرحاض تغتسل حتي تؤدي صلاة القيام التى لا يكمل يومها الأ بصلاتها 
مرء الليل الكحيل وأتي الصباح بشمسا مشرقة 
بقصر هاشم القناوي 
إسنيقظت راوية من يومها ثم أبدلت ثيابها وهبطت إلي الأسفل لتساعد الخادمة بتحضير الفطور كما أعتادت .
أما هاشم فلم يذق طعم النوم منذ أمس يجلس بالمكتب شاردا في زواج إبنته من الفهد وكيف له بأخبارها بذلك 
صدح صوت الهاتف بالغرفة فبدء بفتح عيناه الرمادية ببطئ شديد حتي تعتاد مع إضاءة الغرفة
فشدد علي شعره الأسود الكثيف پغضبا شديد عندما وجدها هي من تحادثه 
رفع خالد الهاتف قائلا بتأفف عايزة أيه
صافي بدموع خالد أرجوك أسمعني صدقني أنا بريئة معملتش كدا 
خالد بسخرية خلصتي كلامك الرقم دا مترنيش عليه تاني علاقتنا خلاص أنتهت 
وأغلق الهاتف بوجهها دون أن يستمع لأي حديث أخر 
أزاح عنه الغطاء وقام ليتجه للمرحاض ليستمع لصوت صړاخ نادين 
جذب قميصه وأرتداه بأهمال ثم توجه لغرفتها كالعادة صباحا 
نادين لااااااا ألحقوني ألحقوني يا بشړ يا عمي 
ثم صمتت قليلا وقالت بصوت منخفض عمي أيه دا مينفعوش الا البوليس أه والله 
ثم نظرت له قائلة بأبتسامة تداري رعبها الشديد وخطفت الهاتف من الأريكة وأتصالت بالشرطة ليأتيها الرد في الحال 
نادين بصوت منخفض حتي لا ټأذي مشاعره من فضلك دا رقم الشرطة
ااه طب كويس ألحقني الله يكرمك في هنا مصاص دماء ممكن يعمل فيا حاااجة أتصرف بسرعة 
جذب منها خالد الهاتف پغضب قائلا بنبرة غاضبه الله يخربيتك بتعملي أييه 
نادين بستغراب بطلب الشرطة 
خالد بصوتا مرتفع وأنا رجل كنبه ثم ليه تطلبي الشرطة أصلا 
نادين لا بقولك أيه خد الكلب الا وراك دا وأطلع بره 
ڠضب الكلب ونبح عليها لتتعلق برقبة خالد قائلة خد الأستاذ ماكس معاك 
ضحك خالد بصوته كله ثم نظر للكلب قائلا Max calmed down
أهدء ماكس
وبالفعل أنبطح ماكس أرضا فنظرت له نادين ثم لخالد قائلة بدهشة بس كدا 
خالد بستغراب أيوا ممكن تنزلي بقا 
نظرت له بتعجب لتجدها متعلقة به فهبطت أرضا قائلة بغرور يا بني دانا مزلازلة للعالم كله
خالد بسخرية والله 
نادين بتكبر أيوا وهتشوف الوقتي 
رفع لها خالد بمعني أنه بأنتظار ما ستفعل وبالفعل أقتربت من ماكس وقالت بصوت مرتفع calmed down baby
خرج هاشم هو الأخر قائلا في أيه يا راوية 
كادت أن تجيبه ولكن قامت نادين بتلك المهمة 
نادين لااااااا ألحقوني 
صعد هاشم مسرعا للأعلي وأتابعته راوية 
لتجد نادين معتلية حزانه الملابس وماكس بالخارج يكاد يكسرها 
حاول هاشم تهدئت ماكس ولكن محال ذلك فمدربه هو من يستطيع 
دلف خالد ووجهه أحمر من الضحك ليجدها منحسرة بخزانته فتوقف عن الضحك فتلك غرفته وعليه التحرك في الحال فأمر الكلب بالخروج من الغرفة وأستمع له علي الفور 
هاشم يالا يا بنتي أخرجي من عندك هو نزل خلاص 
نادين وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة أتجننت أنا عشان أخرج تاني لا فوق أنتو جايبني هنا عشان ټموتوني بالبطئ بنتك نشفت حيلي من قلة الأكل وتقولي العقل السليم في الجسم السليم وأبنك كل يوم هدد حيلي من الجري بسبب الكلب دا لا أنا هرجع أمريكا أحسن 
راوية أسطوانة كل يوم هنزل أجهز الأكل أحسن 
هاشم خديني معاكي يا بنتي 
وهبط هاشم وراوية وتبقا خالد ونادين 
خالد أنتي هتفضلي عندك كتير 
نادين اااه مش هخرج من هنا أبدا 
خالد پغضب نعم ياختي بنت أنتي أنا ورايا شغل ومش فاضيلك أخرجي خاليني أغير هدومي 
نادين بعدم أكتثار البيت ملان أوض روح غير في أوضة
خالد بمكر أوك خاليكي هنا هروح أجيب ماكس وراجع
نادين لاااااااا 
وضع يده علي رأسه حتي يزيح هذا الصداع الذي تسببه تلك الحمقاء يوميا 
وخرجت من الخزانه تركض علي غرفتها 
وقف يتطلع لها ثم قال غبية 
وتوجه للخزانة يغلقها فلمح تلك القلادة الموضوعة بالداخل جذبها خالد بعين تلمع بشرارات الچحيم ليلقيها أرضا پغضب فتنفتح علي مصراعيها وتظهر صورتها 
أنحني وجذبها يتأملها بعين مملؤه بالوعيد قائلا بصوت كالرعد هحافظ عليها عشان أفتكر كويس الا عمالتيه 
ووضعها بالخزانة ثم
أغلقها وتوجه للمرحاض حتي يغتسل ويذهب لعمله 
بمنزل الكبير 
بالقاعة
كان الجميع يعمل علي قدما وساق فالكبير لا يحب التأخير بشئ المواعيد لديه شيئا مقدس حتي الطعام بالوقت 
كانت تشرف علي تحضير الطعام فهي زوجة وهدان كبير أبناء فزاع 
هنيه لنوال إصباح الخير يا عمة 
نوال بتأفف
فهي تبغضها بشدة صباح الخير يا هنية حضرتي الوكل 
هنية الوكل جهز يا عمة الخدم بيجهزوه من بدري 
نوال بسخرية مأني عارفه أن الخدم الا بيعملوا كل حاجة وأنتي مبجتيش ذي الاول كبرتي علي الشغل يا هنيه 
كبتت ڠضبها لتجد صوت يزلازل له الجدران صوت الفهد قائلا عندك حق يا عمة أمي كبيرة بس كبيرة الدار كلتها تجعد والكل يخدمها 
وأنحني الفهد يقبل يدها بأحترام لتمسح علي رأسه بحنان تحت نظرات نوال الحاقدة 
فهي تكرهها بشدة خاصة بعد أن علمت منذ سنوات بأن زوجها كان يكن لها حبا حتي أنه تقدم لخطبتها ولكنها رفضت ووافقت علي وهدان لم تصمد علاقتها مع زوجها بعد معرفتها هذا الأمر وطلقت بعد عناء مع أبيها فزاع فكذبت عليه وأخبرته أنه ېخونها مع كثيرا فسعي لطلاقها علي الفور وأنتقلت هي وأبنها جاسم للعيش معهم ومن هنا بدء الحقد يتملكها من هنية ورباب زوجات أخواتها وبالأخص هنية 
هبط سليم هو الأخر قائلا صباح الخير يا عمة 
نوال بأبتسامة مصطنعة صباح النور يا ولدي كيف حالك
سليم
الحمد لله
كادت أن تتحدث ليهبط عمر وكذلك ريم ونواره 
جلس الجميع بأنتظار الكبير هبط الكبير بعمامته التي تزيده وقارا وهيبة ليجلس علي المقعد الرئيسي حتي بالطعام 
كان يجلس وهدان بالمقابل له وكان يجلس علي يمين الكبير والده الأوسط بدر وبجانبه يجلس إبنه سليم وعلي يسار الكبير يجلس الفهد وبجانبه عمر 
والنساء
فزاع أخبار المحاصيل أيه يا ولدي 
وهدان كله تمام يابوي أخدنا كام فدان زيادة عشان منحتاجش لحد 
فزاع بجدية أهل الدهاشنة يخدمونا بعيونهم يا ولدي 
وهدان عارف يابوي بس الكبير مهيطلبش حاجة من حد واصل 
بدر أخوي وهدان معه حق يا كبير أحنا نعطي لكن منخدش 
أشار لهم فزاع برأسه
يأقتناع
كانت تجلس
وعيناها مسلطة عليه تراقب تصرفاته
بحبا شديد 
كانت نوال تتابعها بفرحة شديدة فهي ستساعدها لتنفيذ مخططها 
نوال لرباب مهتأكليش بيه يا مرات أخوي الوكل مش عجبك إياك 
رباب بتعب ماليش نفس يا عمة هطلع أريح فوج شويه بعد أذن عمي 
فزاع أتفضلي يا بتي 
قامت رباب وأتجهت للأعلي لتجد ريم بجانبها تساندها بحبا شديد 
رباب بأبتسامة رضا ربنا يباركلي فيكي يا بتي 
أبتسمت لها ريم قائلة ويخليكي لنا يا خالة 
وعاونتها علي الصعود فهي تحبها وتعتبرها كأما لها 
أما عمر ونواره فوالدهم ټوفي منذ سنوات وولدتهم توفت بعد وفأته بسنوات 
علي المائدة 
نظر الكبير لفهد قائلا جهز نفسك يا فهد هنروح نجابل هاشم القناوي عشيه 
رفع فهد عيناه التي تلونت باللون الأحمر قائلا بهدوء يعاكس بركان العاصفه بداخله حاضر يا جدي 
نظر له الكبير بشك قائلا فهد معيزنش فضايح مع الخلج 
فهد بهدوء خلاص يا جدي أنا عاقل أهو 
سليم بصوت منخفض سماعه الجميع ربنا يسترها علينا 
نظر له الفهد بنظرة أخرسته عن الحديث 
فضحك بدر بشدة علي إبنه فواقف قائلا پخوف مصطنع عن أذنك يا كبير هطلع أشوف أمي 
فزاع أطلع يا ولدي 
عمر بأرتباك هو الأخر وأنا يا جدي هطلع أشوفها معاه الواجب مبتخطوش حد 
كبت وهدان ضحكاته فالجميع يتخفي من أمام الفهد الغاضب قبل أن يفتك به 
أما هنية فكانت تدعو الله بأن ټخطف تلك الفتاة قلبه وتبدل أبنها الذي أصبح قلبه قاسېا للغاية فهل ستتمكن راوية من ذلك !!
من المجهول الذي سيحظو بالکاړثة الجوية نادين !!
من تلك الفتاة التي ډمرت حياة خالد وهل من مجهول له 
يكره بنات البندر وماذا لو فرضت هي عليه 
قلبه أسر من قبل ولما يعلم بذلك الا بعد فوات الأوان فهل سيتمكن من أنقاذ حبه 
خطط ومؤامرت لأسقاط حصون فهد سليم عمر مملكة الدهاشنة فهل ستتمكن من ذلك 
تابعوني في حلقة جديدة من 
الدهاشنة
بقلمي ملكه الآبداع
أيه محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل الثالث 
سافر هاشم وإبتته بعد أن أخبرها بكل شئ وأخبرها بأن تجلس معه وأن لما ترتاح سيلغي هذا الزفاف
رفض خالد السفر معهم حتي لا يفقد أعصابه علي جده 
هبطت راوية من السيارة تتأمل هذا المنزل بستغراب فهي لا تحبز الجلوس بالصعيد كيف لها بالزواج منهم !!
أما نادين فكانت تنظر للمنزل بفرحه شديدة وأخذت تجوب المكان بعين تحمل الفضول لتنقل بين تلك الحقول والمنزل لا تعلم أنها الخطوة الأولي للمجهول .
بمنزل الكبير 
كانت نظراته تشع الچحيم وخاصة بعد أن أخبره جده بأن هاشم القناوي طلب حضورهم غدا حتي ترتاح الفتاة من مشاقة السفر 
كان الڠضب يتراقص بعيناه الخضراء لتصبح كجمرات من حجيم 
مرء الليل علي الفهد ولم يشعر به ليحمل سلاحھ ثم توجه لغرفة سليم .
بمنزل واهبة القناوي 
كانت راوية ونادين بغرفة واحدة فستيقظت راوية علي صوت تلك الحمقاء 
نادين بصوتا منخفض راوية 
أجابتها بعضب فهي لم تذق طعم النوم عايزه أيه 
نادين بفرحة أنتي صاحية
راوية بسخرية أنت نمت أصلا 
نادين طب كويس
قومي يالا 
راوية بستغراب أقوم ليه !!
وقفت نادين وأتجهت لخزانة الملابس ترتدي ما يقابله ذراعيها قائلة هنخرج نتمشي شوية بالحدائق دي 
راوية پصدمة الله يخربيتك تتمشي فين يا مچنونة أحنا هنا في مكان مختلف تماما عن مصر أحمدي ربنا أن بابا عرف يقنع جدك علي شعرك دا 
نادين بسخرية ماله شعري ياختي مهو ذي الفل أهو ثم أني عايزه أخد علي الجو بسرعة ثم أكملت بضحكة سخرية وعلي فكرة أنتي محتاجة دا أكتر مني لانك هتفضلي هنا علي طول 
راوية پغضب طب غوري من وشي أصل أدفنك هنا 
وضعت نادين السماعات ثم غادرت للركض تحت نظرات راوية المنصدمة فالساعة الخامسة صباحا 
بغرفة سليم 
كام مستلقي علي الفراش بأهمال ليتفأجي بالفهد فيفزع بشدة 
سليم پخوف مصطنع مالك يا فهد أنت كويس 
فهد بسخرية أني كويس أنت ألا ما بتصدج تكون وحدينا عشان تتحدث كيف البندر 
زفر سليم بحنق قائلا مأنت بتعرف تحكي كيفهم علامنا هناك خالينا نتحدث كيفهم 
فهد پغضب أني أكتر واحد غبت بالعلام هناك وبتكلم بلهجتنا 
سليم بتأفف ماشي يا واد عمي أنت جاي بالوقت ده عشان تتطمن علي لهجتنا عاد 
إبتسم الفهد بسخرية قائلا لع جي لأجل ندلي للصيد 
جحظت عين سليم ليتحدث پصدمة بالوجت ده 
لم يعيره الفهد أهتمام وهبط للأيفل قائلا غير خلجاتك وحصلني 
زفر سليم وشدد علي شعره الأسود الطويل بعض الشئ فسليم يحمل ملامح شرقيه وبعضا من الغرب بشعره الطويل الذي يصل لأخر رقبته 
وعيناه السوداء التي تشبه الليل الكحيل علي عكس الفهد ملامحه تحمل الغموض يفشل أحدا أن يميز من أين ينتمي فعيناه خضراء وشعره أسود مائل للبني وبشرته التي أصبحت قمحية بفضل الشمس .
وبالفعل قام سليم وأبدل ثيابه بجلباب أسود ولم يضع عمامته أكتفي بوضع الشال الأبيض علي كتفيه 
وهبط ليجد الفهد بأنتظاره بالسيارة 
ركضت نادين مسافة كبيرة جدا ولم تعد تعلم كيف السيبل للرجوع حتي الهاتف لا يوجد تغطية به فحملته وركضت قليلا حتي تحصل عليها 
لم تري هذا الذئبديب الذي يحاوطها بعيناه حتي أنه يقترب منها ويصدر أصوات ټرعب الأبدان فهي تضع السماعات كيف لها الأستماع لهذا الصوت 
خلعت نادين السماعات حتي تري هذا الخيال الذي يحاوطها ليعجز لسانها عن النطق عندما رأت هذا الحيوان يقترب منها 
تصنمت مكانها حتي الصړخ عجزت عنه 
أعلقت عيناها عندما تلاشت المسافة بينهما لتصرخ عندما تستمع لصوت رصاص حي بجانبها 
فتحت عيناها لتجده يقف أمامها وبيده السلاح هذا الشاب المختلط الملامح بجلبابه الأسود الذي يزيده جمالا علي جماله
سليم بتعجب أنتي مين وكيف أدلتي هنه 
كانت بعالم أخر تطلع له بدهشة كيف لهذا الشاب أن يكون من الصعيد 
أتي الفهد علي صوت الړصاص الحي ليجد فتاة تبدو أنها بندرية ڠضب بشدة عندما وجدها تقف بلا حجاب وترتدي ملابس غير محتشمه بعض الشئ 
فهد لسليم في أيه يا سليم 
سليم معرفش يا واد عمي أنا سمعت صوت ديب فجيت أشوف في أيه لجيت الحرمه دي واجفه كيف التمثال !!
أتاهم صوتها الغاضب قائلة أنا مش تمثال يا أخ أنت صحيح أنا مش فاهمه كلامك لكن الحمد لله ربنا كشف بصيرتي عشان أفهم تمثال دي 
فهد پغضب حسك لو علي مش هرحمك 
نادين بستغراب حس يعني أيه 
ثم قالت بصوتا مسموع بص يا أخ أنت أنا مش فاهمه كلامك أنا تايهه هنا ومش عارفه أرجع البيت فأرجوك ساعدني 
نظر سليم لفهد ليعلم أن كان بأمكانهم مساعدة تلك الفتاة أما لا ولكن ليس من أخلاق الدهاشنه ترك
أحد يحتاج لمساعدتهم 
سليم جولي الأسم وهنحاول نساعدك 
نظرت له بعدم فهم لينظر سليم للفهد كأنه يحصل علي الأذن حتي يتحدث بنبرتهم 
وبالفعل اشار له بالحديث 
سليم أسم باباكي أيه أو أسم الناس الا جايلهم هنا 
إبتسمت نادين قائلة بندهاش أنت بتتكلم ذينا 
سليم بجديه ممكن تخلصينا وتسيبك من اللهجات 
قالت بتوتر أنا مش فاكره أسم جدي 
فهد پغضب واه كيف 
نادين بفرحة وهي تصفق بيدها كيف الأطفال بس أعرف أسم بابا 
سليم بسخرية الحمد لله 
كادت أن تخبرهم بأسم أبيها ولكنها تذكرت أنه لم يأتي هنا كثيرا وتوفي من فترة طويله فالموكد أن هاشم المعروف 
فهد پغضب هنجضي النهار أهنه أما الهانم تفتكر أسم أبوها 
نادين هاشم القناوي 
فقرر أنقاذ الموقف 
سليم أيوا تعالي ورايا وأنا هشاورلك علي الطريق 
أتابعت نادين سليم إلي أن وقف أمام المنزل وأشار لها عليه لتبتسم قائلة أيوا فعلا هو دا شكرا يا 
هو أنت أسمك أيه 
سليم بتأفف مالك ومال إسمي يابت الناس أديكي عاودتي بيتك والحمد لله 
كاد أن يغادر لتتحدث هي قائلة أنت قالبت صعيدي تاني
ثم مدت يدها قائلة بأبتسامة عموما أنا نادين 
نظر لها قليلا ثم ليدها الممدوة بسخرية وغادر تاركها
تغلي من الڠضب تقسم علي أن تروض هذا المتعجرف لا تعلم تلك الحمقاء من سليم الدهشان .
توجهت للمنزل لتجد راوية تنتظرها بالأسفل والخۏف بدي علي وجهها وما أن رأتها حتي أنقضت عليها تكيل لها الضربات 
نادين أيه يابت الله 
راوية پغضب ليكي عين تتكلمي بقالي ساعة بكدب بسببك وكمان بتكلميني ببرود 
أدخلي حسابك معيا بعدين .
وسحبتها راوية من السلم الخلفي إلي غرفتهم ثم أبدلت ثيابها وهبطت للأسفل معها حتي تلتقي بكبير عائلة القناوي واهية القناوي 
واهبة بستغراب كل ده نوم يابتي 
راوية معليش يا جدي نادين منمتش طول الليل 
رابحه الجده ليه يا جلبي 
راوية أصلها مش واخده
علي الجو هنا يا تيتا 
نادين اااه ذي ما قالت راوية كدا 
أنهي الكبير طعامه ثم وجه حديثه لهاشم وللرجال قائلا خلصوا وكل وحصلوني بالمكتب 
هاشم حاضر يا حاج 
وبالفعل أنهوا طعامهم ودلفوا للمكتب خلف واهبة 
عاد سليم ليجد الفهد بأنتظاره بالسيارة والڠضب يشكل علي وجهه إنذرات بالدمار 
فصعد للسيارة ليسرع الفهد حتي صړخ سليم به من السرعة المفروطه ولكن الڠضب لم يتملك منه لينجرف عن الطريق فنظر لسليم تارة وللسيارة تاره أخري هنا فهم سليم ما ينوي الفهد فعله ففتح باب السيارة وقڈف بنفسه خارجها وكذلك فعل الفهد 
لتصطدم السيارة بشجرة عمالقه فتتهشم إلي جزيئات صغيرة كحال غضبه 
نظر له سليم پخوف قائلا أرتاحت دلوجت 
نظر له الفهد قليلا ثم للسيارة قائلا مش هرتاح إلا لما حال بنت البندر يبجا كيف السيارة 
وتركها الفهد ينظر للسيارة ويبتلع ريقه پخوفا شديد قائلا يا عني علي حال البنيه ربنا يلطف بيكي 
وغادر هو الآخر خلف الفهد 
بغرفة عمر
أستيقظ عمر علي صوت هاتفه فرفعه ليستمع لصوت رفيقه المقرب 
كدا يا خاېن أنت ما صدقت يالا 
عمر بنوم حيلك يا عم داخل فيا علي الصبح كدليه 
خالد طب عارفني الداخله الصح 
توجه عمر للشرفة قائلا بأبتسامة لا يا سيادة الرائد في كذا داخله ربنا ما يورهالك أينعم أنا محامي عقر بس نتواضع معاك ياعم 
إبتسم خالد قائلا لا والله متواضع طب خف شويه من أم التواضع داا لأحبسك 
عمر پخوف مصطنع لا وعلي أيه الطيب أحسن 
خالد أيوا كدا أتعدل هترجع أمته 
عمر بجديه معرفش والله يا خالد الجو ملبش هنا جدي عايز إبن عمي تجوز واحده من مصر وإبن عمي بيكره بنات البندر 
ضحك خالد قائلا أنت قلبت أنت كمان بندر أيه دا وبعدين يابني دا تخلف هم يعني البنات الا في الصعيد يفرقوا عن مصر ولا العكس الا بيفرق ياعمر في البنات الأخلاق مش البلد 
عمر عندك حق يا خالد والله الأخلاق هي الا بتزين البنت وبتخاليها تتميز عن غيرها 
خالد سبك أنا عندي ليك خبر حلو 
عمر بلهفة أيه هتتجوز 
خالد پغضب لتذكره ماضيه أنت مفيش عندك الا السيرة دي 
عمر بستغراب
أمال أيه الخبر 
خالد أنا جاي الصعيد 
عمر بفرحة بجد يا خالد 
خالد أنشف ياض شكلك مش عارف تعيش من غيري 
ضحك عمر بصوته الرجولي الجذاب قائلا بنبرة نسائيه أيوا يأبو علي الحياة من غيرك مالهاش طعم دانا والعيال مبطلناش عياط ياخويا 
ضحك خالد قائلا متعيطتش يا مسعده أنا جايلك بكرة ياختي
أنفجر عمر ضاحكا قائلا بجدية مستانيك
يا صاحبي 
خالد طب يالا بقا أصل لو أتقفشت بالفون
هيتخصم مني الأجازة 
عمر بس مقولتليش جي الصعيد ليه ولمين 
خالد أنا جدي من عندك ياغبي بعدين هشرحلك سلام 
عمر سلام يا صاحبي 
وأغلق عمر الهاتف ووقف يتأمل المزراع والحقول أمامه ليستمع لصوت صړاخ يأتي من جانبه 
فألتفت ليجد ريم بالشرفة المجاورة له تتمسك بالملابس وتصرخ عند رؤيته حتي أنها هرولت للداخل 
تطلع لمكانها الخالي بتعجب ثم إلي نفسه ليجد أنه يرتدي تيشرت بحبلا رفيع يظهر عضلات صدره تعجب من تلك الفتاة ودلف لغرفته بدهشه قائلا بصوتا منخفض مجنونه دي أمال لو نزلت مصر هتعمل أيه !
بالغرفة المجاوره 
هنية بتعجب لصړاخ إبنتها في أيه يابتي 
ريم وقد تلون وجهها بحمرة الخجل مفيش يامه 
هنية بستغراب مفيش أذي طب والخلجات منشرتهاش ليه !
هرولت ريم للخارج بتوتر قائلة خالي نواره تنشرهم 
وهرولت للخارج مسرعه لتتعثر به مجددا 
عمر أنتي قصداني بقا 
ريم وقد زادت حمرة خجلها قائلة برتباك جصدك أيه يا واد عمي 
عمر بنبرة صعدية مجصديش حاجة يابت الناس أني جافل خشمي أها 
إبتسمت ريم ووضعت وجهها أرضا 
ليبتسم عمر هو الآخر قائلا عشان تعرفي بس أني مستحيل أنسي لهجتنا 
ريم بخجل أسفه مجصتش بس كنت مخربطه شوي 
عمر بخبث ممكن أسامحك علي فكرة بس في شروط 
ريم بستغراب شروط أيه 
عمر بلاش واد عمي ده أنا ليا أسم والله ناديني عمر بس 
هنا واصل الخجل إلي أبعد حدود لتغادر من أمامه حتي لا يلاحظ هذا الأحمق ما بها 
تأملها عمر حتي أختفت من أمامه ليجد يدا موضوعة علي كتفيه وهو بعالم أخر 
بدر واجف كدليه يا ولد 
عمر وعيناه علي الفراغ أنا فوق مش تحت 
بدر بستغراب فوج فين 
عمر بين السحاب والشمس ومعيا القمر 
بدر بعدم فهم سمس أيه وقمر أيه مالك يا إبن اخوي أتجننت إياك 
هنا تدرج عمر وعيه ليجد بجانبه عمه 
عمر ها في حاجه
ياعمي
بدر أني الا أسالك أنت زين 
عمر أنا مېت فل وعشرة عن أذن حضرتك
وغادر عمر ليصفق بدر بيده بتعجب قائلا حسرة علي شباب العيله 
بالأسفل
هبط عمر ليجد الفهد وسليم يدلفون من الخارج 
ويبدو ان الفهد في قسمات الأسود فتجانبه عمر وأتجه لسليم الذي يتابع الفهد هو الأخر بعيناه 
صعد الفهد إلي الأعلي فتحدث عمر قائلا في أيه يا سليم 
سليم وهو يبتلع ريقه پخوف جابلنا البندرية 
عمر بعدم فهم بندرية مين 
سليم خاليك إكده مش فاهم أحسنالك ربنا يستر من الا جاي يا واد عمي 
عمر پخوف هو لسه في حاجة جايه 
سليم كتييير 
عمر لا
أنا من بكره هسافر مصر 
بتجول حاجة يا ولد 
تطلع عمر ليجد الكبير أمامه 
عمر بتوتر بقول يا جدي أرجع مصر أنا كفيا كدا 
الكبير وقد ضړب الأرض بعصاه الأبنوسية قائلا مفيش سفر جبل ما نكتب كتاب واد عمك 
عمر حاضر يا جدي 
فزاع لسليم كنت فين يا سليم 
سليم مع فهد يا جدي 
فزاع بستغراب أدليتوا فين في الوقت دا 
سليم بأرتباك كنا بنتمشي يا جدي 
فزاع أتتمسخر عليا يا سليم 
سليم بلهقه لا يا جدي مجدرش بس حضرتك علمتنا حفظ السر وأني معيزش أخونه يا جدي 
ضحك فزاع علي حفيده الذي يعلم كيف ينفذ من غضبه فأشار لهم بالأنصراف وبالفعل غادر عمر وسليم القاعة وتوجهوا لغرفة الفهد .
بالأسفل
كانت هنية ورباب يقومون بأعداد الطعام بالمطبخ 
لاحظت رباب شرود هنية الغير معتاد فوضعت يدها بحنان علي يديها قائلا بقلق أنتي بخير ياخيتي 
نظرت لها بعين تلمع بالدمع قائلة لع يا رباب جلبي بيتجطع علي فهد يا حبة عين أمه مش جادر ينسي الا عمالته بنت المركوب دا فيه بيكره أي حد يجيب سيرة البندر بسببها 
رباب بحزن معلش يا بت عمي بكره الامور تتصالح ربك كريم يجعل القبول علي يد البندرية دي 
هنية بأمل يارب يا رباب ياررب 
نوال بغيرة بتودود علي ايه أنتي وهيه 
رباب ولا حاجة يا عمه دي هنية تعبانه وأني بقولها تروح تريح وأني هشرف علي الخدم 
نوال بشك روحوا أنتي وهيه أتحدتوا برحتكم وأني هشرف علي الوكل 
رباب حاضر يا عمة تعالي يا هنية 
وأخذتها رباب وخرجت تحت نظرات نوال الحقوده لهم 
مرء اليوم بسلام وجاء المعاد المحدد للقاء الفهد بتلك الفتاة التي ستحدث إنقلاب بحياته
أرتدي فهد الجلباب البني والعمامة البيضاء التي تزبده جاذبيه ووسامة وتبقا عيناه باللهيب الأنتقام من تلك البندرية هبط للأسفل ليجد الجميع بأنتظاره 
فزاع بنبرة تحذرية ما تنساش حديتنا يافهد 
فهد بغموض أتطمن يا جدي 
وهدان خلاص يابوي فهد مهوش عيل إصغير 
بدر أخوي معاه حج يابوي 
فزاع أما نشوف يالا هموا 
وبالفعل غادر الرجال بدر صعد بسيارة والده سليم 
ووهدان بسيارة عمر 
والكبير بسيارة فهد 
ليصلوا بكبرياء الدهاشنه أمام منزل واهبة القناوي 
هبط الشباب حصون مملكة الدهشانه بكبرياء وكذلك هبط الكبير فحضوره لهذا المنزل فخر لعائلة القناوي كذلك كانت يتحدث الصعيد 
دلف الجميع للداخل مع أستقبال واهبة لهم أستقبال يليق بتلك العائلة العريقة
ثم أخذوا يتسامرون الحديث فيما بينهما لحين قدوم اللحظه الحاسمه وهي أن يتحدث هاشم ويخبرهم بشرطه ليجن جنون فهد فمن هو ليملي شروط علي كبير الدهاشنه 
ولكن هدءه جده بنظراته التي يفهمها الفهد جيدا فصمت وكبت غضبه المضاعف ليستمع لهذا الشرط ويتعجب 
فهاشم يريد أن يتركهم يتحدثوا لدقائق ثم يأخذ رأي إبنته كيف ذلك والنساء بالصعيد ليس لهم رأي 
تفهم الكبير الأمر وأمر فهد أن يتبع هاشم للحجرة المجاورة حتي يجلس معها بمفردهم 
كانت أعين الفهد كفيلة بوصف ما به من ڠضبا جامح ولكنه أتابعه بخطوات كچحيم المۏت ليستعد لرؤية تلك الحمقاء التي رأها صباحا فقد أقسم علي تلقينها درسا تتذكره مدي الحياة .
لا يعلم أن لا حدود للعشق حين يأسر بنظرات أعين برئية تفتك به وبحصونه ليعلن أستسلامه للجميع .
الدهاشنة
ملكة ألابداع
آيةمحمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل الرابع 
دلف بخطوات بطيئه يتذكر كلمات جده فيضع عيناه أرضا حتي لا تري تلك الحمقاء الڠضب بعينه
نظرت له راوية بتعجب فهو يضع رأسه أرضا شعرت بالأهانه المواجهة إليها حتي أنها كادت أن تخرج من الغرفة فستمعت لصوته الغاضب 
فهد پغضب ومازالت عيناه أرضا إسمعي ذي ما لكي شروط ليا شرط أنك تتحشمي وتلبسي الحجاب 
هنا رفع عيناه الخضراء ليقابل عيناها الرمادية ليتوقف عن الحديث نظر لها پصدمة بتلك الفتاة تختلف تمام عن من رأها صباحا 
راوية پغضب أتحشم شايفني أدامك بلبس مش محترم أذي تكلمني كدا 
لم يكن يستمع لها عيناه تأبي ترك عيناها حتي هي صمتت قليلا وأستجابت له بالنظرات فتلك الفتاة تشعره بأنه بكوكب أخر كوكب لا يوجد بيهم سواهم 
فقط نظرات السائدة بينهم حتي أنها وضعت عيناها أرضا بتعجب من نظراته الغريبه أما هو فكأنه القوة تخلت عنه أمام تلك الأميرة لتعلنها ملكة لعرش قلبه لا يعلم أنها ستعاني مع تلك القسۏة الموجوده بداخله 
قطع تلك النظرات دلوف هاشم الذي جلس بجانب إبنته ثم نظر للفهد قائلا إسمع يا بني أنا قصدت أننا نقعد لوحدنا عشان أقولك كلمتين 
قال فهد بهدوء أتفضل يا عمي 
نظر
هاشم لراوية ليجد القبول علي وجهها فقال قومي يا حبيبتي هاتي لفهد العصير 
راوية بتفهم حاضر يا بابا 
وبالفعل خرجت راوية وتبقا هاشم مع الفهد قائلا أنا عارف أن في الصعيد هنا في عادات وتقاليد غير مصر أنا سالت عليك وأتاكدت أنك شخص قمة الأحترام والأخلاق فأرجو يابني أنك تحترم أن بنتي لسه متعرفش تقاليدكم فأرجو أنك تصبر عليها وتديها الفرصة أنها تفهم وتتعلم 
فهد بأحترام متخافش يا عمي أني فاهم كل دا ومتفهامه زين
إبتسم هاشم له قائلا علي بركة الله يا بني أنا موافق 
وبالفعل خرج الفهد ومعه هاشم للخارج يتفقون علي موعد محدد لعقد القرآن 
بالمطبخ
كانت شاردة بتلك العيون الغامضة لا تعلم كيف أشارت لأبيها بالموافقة علي هذا الزفاف هي أردت الرفض لتصرف عذا المتعجرف ولكن لا تعلم ماذا حدث لها 
بالخارج تم الأتفاق علي عقد القرآن والمعاد المناسب للزفاف 
تحت نظرات إندهاش عمر وسليم للفهد الصامت الغارق في بحور ذكرياته التي ستزيده قوة وقسۏة مع تلك الفتاة 
كانت متخفية تراقبه من بعيد تتواعد له بالكثير فهو الفتي الوحيد الذي نال إعجابها كانت تنوي الزواج منه وتنوي ذلك في نفس اليوم الذي سيكون فيه عقد 
قرآن راوية 
فتلك الحمقاء تعيش الحياة بعفوية بزمان مملؤء بالحقد والخداع 
تم الاتفاق علي كل شئ وظلوا بأنتظار العروس لتدلف راوية ووجهها تلون بحمرة الخجل وضعه عيناها أرضا تقدم المشروبات للجميع .
تفاجئ سليم بتلك الفتاة المحجبة فعلم أن الآخري من المؤكد أن تكون أختها 
وزعت المشروبات علي الجميع وتبقا الفهد لتقترب منه بخجل وتناوله الكأس رفع عيناه بها ونظراته القاسېة عادت لتكسو وجهه من جديد فهو الآن ببؤرة محصورة بالماضي نظرت له راوية بستغراب لتجده يلتقط الكأس بالقوة كأنه يعتصر ذكريات مضت بالچرح والعڈاب 
غادرت راوية المكان وهي بحالة فضول وإستغراب من هذا الشاب 
أم نادين فظلت تراقب سليم إلي ان سنحت لها فرصة الحديث معه عندما خرج للرد علي هاتفه بالخارج .
أنهي سليم المكالمة وألتفت ليعود ليجد تلك الفتاة أمامه 
نادين بأبتسامة مش هتقولي إسمك أيه 
نظر لها قليلا بدهشة ثم قال أنتي معندكيش خشى كيف الحريم 
نادين بستغراب كلمني مصري ينوبك ثواب 
تأفف سليم وأستدار ليغادر ليستمع لحديثها قائلة هنتجوز إذي من غير ما أعرف أسمك 
صدم سليم وقال جواز أيه الا عم تتحدثي عليه 
أقتربت نادين وعلي وجهها إيتسامة ثقه قائلة جوازنا أنا وأنت 
سليم بعضب أنتي مجنونه يابت أنتي ولا أتخبلتي في مخك عاد 
نظرت له بأبتسامة قائلة أيا كان الا بتقوله فأنا بتكلم بجد وجوزانا هيكون مع إبن عمك دا وهنشوف مين الا هينفذ كلامه أنا والا أنت سلام مؤقت 
وتركته وصعدت للأعلي تحت نظراته الغاضبه من تلك الفتاة 
أخراجه من بؤرة غضبه عمر قائلا بستغراب واقف
كدليه يا سليم جدي بيسال عليك 
سليم پصدمة أني مشفتش جلة حيه إكده 
عمر بستغراب ليه في أيه !
قص له سليم عن تلك الفتاة لينفجر ضاحكا ومندهشا قائلا عمالتها أذي دي هههههههههههههه وعرفت أذي أن جدك هيعمل كدا 
نظر له سليم بعدم فهم قائلا بدهشة تجصد أيه 
عمر جدك أول مأنت خرجت عرف أن ليها أخت كمان أو بين بنت عمها راح طالبها ليك 
سليم پغضب لم يري له أحدا مثيل كيف ده وأني رحت فين إذي يعمل إكده من غير ما يشورني 
رفع له عمر أكتفه قائلا محدش يفهم دماغ الكبير الا الفهد.
سليم بعصبيه أني مش موافج وهدخل أقوله الكلام ده 
وتوجه سليم للداخل ليجد يد عمر الأقرب له 
قائلا بنبرة
تحذيريه بلاش يا سليم مش هنا علي الأقل لما نروح البيت ما تنشاش أي تصرف هنعمله هيتحسب علي الدهاشنه أمال ليه جدك منبه علي الفهد أنه ما يتكلمش خالص 
نظر له سليم بأقتناع ولكن عقله سيجن كيف أتت الفتاة بكل تلك الثقه وكيف حدث ذلك 
.
عاد الكبير إلي المنزل ومن معه 
ليتحدث سليم بصوتا مرتفع فجمع
لأجله من بالمنزل 
سليم پغضب كيف ده ياجدي تتفق علي الجوز من
بنت البندر وأني أخر من يعلم 
بدر پخوف من أبيه كيف تعلي حسك علي جدك إكده أجفل خشمك هو أدرا بمصلحتك
فزاع پغضب أسكت أنت يا بدر كمل كلامك يا سليم 
تدارك سليم ما أرتكبه فقال بصوتا منخفض بعض الشئ يا جدي أني مش عايز أتجوز البنت دي ودا الا عندي 
أنقبض قلب نواره عندما إستمعت للحديث بينهم وكذلك حزنت ريم فالكبير يفعل ما يرأه مناسبا لهم دون نقاش أما رحاب فبكت لعلمها بأن المشاكل ستكون حليفتهم بالمنزل فالفهد يتحكم بغضبه مع الجميع أما سليم فيفشل بذلك الآمر 
حل الصمت المكان ليتحدث الكبير قائلا ألا عندك كيف وكلمتي تتكسر جدام عيلة القناوي 
سليم يا جدي أني 
قاطعه صوت الكبير قائلا پغضب حطم جدران المنزل مفيش حديت تاني هتكتب عليها مع الفهد في نفس الليله ودا أخر حديت فاهم 
نوال بأبتسامة نصر متخفيه خلف الحزن يابوي مينفعش إكده 
وكادت أن تكمل حديثها لينظر لها الكبير نظرة أخرستها قائلا للنساء پغضب أنتوا وجفين كدليه إنجروا من إهنه 
وبالفعل غادر
الجميع من أمامه لينظر الكبير لسليم قائلا حسك العالي ده هعرف كيف أوطيه 
وتركهم الكبير وصعد لغرفته فلحق به واهدن وبدر وتبقا الفهد الشارد بملكوت أخر وعمر المتطلع لڠضب سليم الذي يراه هكذا لأول مرة 
جلس سليم پغضب كيف تكون الحرمه دي مرأتي دي مش محجبة ولبسها عفش 
عمر بهدوء أنت الا بتقول كدا يا سليم خاليك عاقل وعلمها براحة أنا عرفت أنها بنت أخو هاشم القناوي وأبوها وأمها ميتين بقالهم كتير يعني مالقتش الا يواجهها وأنت في أيدك كل حاجة جدك أد كلمة مستحيل يرجع فيها أبدا وأنت عارف 
دفش سليم المزهرية پغضب ثم توجه لغرفته
أما عمر فنظر للفهد وعندما وجده شاردا حمل هاتفه وغادر مسرعا حتي لا يصبح ضحېة مرة أخري 
بغرفة الكبير 
وهدان معلش يابوي عيل صغير وغلط 
فزاع پغضب كيف يعني !
بدر أهدا يابوي 
فزاع لما شوفت البت لقيتها أخلاق وإحترام فجولت فرصة أكيد بت عمها نفس الأخلاق وكل ما قوينا علاقتنا بعيلة القناوي أفضل لينا عشان الكل يعرف حدوده مع الدهاشنه .
بمنزل واهبة القناوي 
هاشم بستغراب وأنت هتديهم نادين كمان يا حاج 
واهبة وماله يا ولد الناس طلبوها والعيلة دي متتخيرش عن بعضيها 
هاشم پخوف يعني كنا نستنا لحد ما نشوف راوية هتعرف تمشي معهم ولا لا مش نعطيهم الأتنين ثم أن نادين مش هتعرف تمشي معهم خالص 
واهبة خلاص يا ولدي أنا إديت كلمة لفزاع ومش هتراجع فيها شباب الدهاشنة قيم وأخلاج يا ولدي متخافش أني عارف انا بعمل أيه زين 
نظر له هاشم بصمت فهو يعلم بصدق حديثه 
جلس يتذكر ماضيه المزروع بالأشواك 
ريماس أرجوك يافهد أرجوك ما تبعدش عني 
فهد بعد أيه بعد ما أكتشفت خېانتك ليااا أذي تعملي كدا 
ريماس بدموع كان ڠصب عني لازم أشتغل كدا عشان أصرف علي إخواتي 
فهد پصدمه تغضبي ربنا عشان أخواتك تبيعي نفسك أنا مش مصدق بجد أنتي أذي بتعملي القرف دا وأنا مخدوع فيكي 
ريماس بدموع هسيب كل حاجه عشانك 
ضحك بسخرية قائلا أنا صعيدي عارفه يعني أيه أحمدي ربنا أنك لسه بتكلميني وعايشه لحد دلوقتي كل شئ منهي بينا لو شوفت وشك تاني أوعدك بأنك هتكوني چثة ودا وعد شرف مني ليكي 
وتركها فهد وغادر تركه وقلبه محطم مما رأه رأها بأحضان رجلا أخر ثم أكتشف أنها تبيع نفسها مقابل المال
عاد للصعيد وقلبه محطم حتي عمله تركه وأصبح يعمل مع الكبير حتي صار الذراع الأيمن له يعرف الكثير عن الكبير علي عكس الجميع فهو بئر أسراره 
أفاق علي ذكري عيونها نعم هو ظن أن تلك الفتاة هي التي ستكون زوجته ولكنه تفاجئ بتلك الحورية لا يعلم هل ما زال قلبه ينبض بالحب أما أن تلك الفتاة أقتلاعت الحب من قلبه وجعلته كالحجرة .
بغرفة سليم 
كان يغلي من الڠضب والتوعد لتلك الفتاة تبسم بمكر مرحبا بها في بئر الشيطان ليرها من هو سليم الدهشان 
أما بالغرفة المجاورة هناك من تتواعد لتلك العائاة بالهلاك ثم بخت سمها القاټل بعقل نوراه التي أستجابت لها سريعا وإلي خططها .
صعد عمر للأعلي ليتقابل معها فتلتقي عيناهم بنظره طويله هو بعيناه التي تشبه الذهب الصافي وهي بعيناها الخضراء فريم تمتلك نفس لون عين أخاها الفهد 
ريم هو في أيه 
عمر بهدوء مفيش يا ريم متشغليش بالك بالا بيحصل عشان محدش يسمعك كلمه ملهاش لازمه
ريم بتفهم لع مش هسأل تاني 
وتوجهت لغرفتها ثم وقفت علي صوته 
عمر إلا أنا ممكن تسالني الا تحبيه 
ضحكت بأبتسامة بسبطة ثم أستدرت له ليقترب هو قائلا بنبرة تحمل الكثير من الغموض جدي عاوز يجوز سليم الدور عليا أنا 
رفعت عيناها عندما أستمعت تلك الجملة لتطلع بأهتمام بأنتظار ما سيقوله 
ليقول عمر بخبث حتي يعرف ما تخبأ تلك الفتاة جدي عاوز يجوزني أنا كمان بس أنا قولت له أني بحب واحده من البندر 
لمع الدمع بعيناها فرسمت بسمة بسيطة علي وجهها قائلة وهو قالك أيه 
تعجب عمر من قوة تلك الفتاة وقال مقاليش حاجه مهمه يعني 
ريم بأبتسامة جميله ربنا يهديلك الحال يا واد عمي عن أذنك الوقت إتأخر 
وتوجهت لتدلف الغرفة لتجد يده متماسكة بيدها بقوة قائلا بدهشة بتداري أيه يا ريم 
ريم بستغراب وهي توزع نظراتها بين يده وبين عيناه سبني هداري أيه يعني أتركني لحالي 
عمر عينك بتقولي كل حاجة يا ريم ما تحوليش تنكري 
ريم أنكر أيه بلاش كلام ماسخ سيب يدي 
عمر مش قبل ماأعرف أيه الا بتحاول تداريه 
ريم پخوف وهي تتلفت حوالها أرجوك سبني لو أخوي شافك مش هيحصل خير سبني
وبالفعل تركها عمر ثم توجه لغرفته حزينا يشعر بأنها تحاول أن تخفي شيئا ما 
أما هي فدلفت الغرفة وجلست أرضا تبكي بصوتا مرتفع فهي بأنتظار خبر قټلها عندما يعلم جدها أنها ليست عفيفة نعم هي تتذكر أنها لم تفعل شيئا هي لا تعلم كيف أنه أفقدها شرفها وكيف هي سلمته نفسها
بتلك السهولة هي بريئة لم تفعل شئ ولكن لن تجد أحدا يصدقها ولا حتي الفهد سيتفهم ذلك
فنحن بمجتمع يحمل الجهل برؤيته عفة البنت حتي ولو وقع عليها إعتداء ننظر لها علي أنها الجاني وليست المجني عليه 
هناك سرا مخفي تخفيه ريم ولكنه لن يظل طويلا فيكشف عند زوجها منه ماذا سيكون رد فعله عندما يجدها .....
چحيم يحرك سليم للزواج بتلك الفتاة ليريها أشد قسۏة وعذاب ولكن ماذا لو كشف المجهول 
هل ستتمكن راوية من الفوز بقلب الفهد وماذا لو عاد الزمان نفسه مجددا 
تلك الفتاه ستظهر مجددا بحياة خالد هل هي جاني أم مجني عليها 
خطط ومؤامرت لټحطم الحصون هل ستنجح 
كل ذلك وأكثر في 
الدهاشنه
بقلميملكةالأبداعآيةمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص
نانوشه.. نهى الفصل الخامس 
بالغرفة الخاصة براوية ونادين 
كانت راوية شاردة بتلك العينان الغامضة التي لم تفقه في فك شفراتها لمحت بهما طيف من الحنان يجواره قسۏة وجفاء شخصا غامض لم تفقه بفهمه.
أما نادين فكانت مبتسمة بمكر حينما تذكرت سمعها للكبير يطالبها من جدها فحينها قررت أن تلهو قليلا مع هذا المتعجرف 
لا تعلم أن لا لهو مع الأسد الغاضب سيجعلها ټندم علي ما أرتكبته .
كانت عيناه كالچحيم يتذكر ماضيه الذي يجعل قلبه مملؤء بالكراهيه للبندر وما به من نساء
أخذته الذكريات لتلك الفتاة الذي تحدي بها جده للزواج بها حتي أنه عاش بمصر وتحدث بلهجتها نعم مازال يتذكر كم ردد لها من الحب أطنان وطعنته هي بخنجر مسنون زفر بحنق عند تذاكر عيناها فهو لا يريد الوقوع بالحب مجددا ولكن هل سيصمد الفهد أمامها !
كانت تبكي بۏجع فهي تحبه بل تعشقه منذ الطفولة ولكن شاء القدر أن يتحطم قلبها فلا يحق لها الحب ولا حتي الزواج مما فعله هذا الحقېر بها تتذكر كل شئ ولكنها ألتزمت الصمت كي لا يتشوه سمعتها ولا يعاقبها الكبير 
كان محطم فهو يعلم بأنها تخفي مشاعرها عنه لا يعلم ما السبب الذي يجعلها تكابر وتخفي ما تشعر به هل عليه الأنتظار أم حثها علي الحديث 
مرء الليل علي الجميع بشطرات من العڈاب والوعيد والتحديات والعناد ومصيره عشقا متقاسم من الۏجع والحرمان
وأتي الصباح المحمل ببعض من اللمسات والهمسات المحمله بأشياء مجهولة لا يفقها الكثير 
بمنزل الكبير 
إستيقظ فهد وأدا فرضه ثم هبط للأسفل ليجد الجميع ينتظرونه 
الكبير بستغراب كل ده نوم يا فهد مش عوايدك 
جلس الفهد بجانبه قائلا بنبرة غامضة معلش ياجدي 
نوال بسخرية بتفكر بالعروسة إياك 
كاد أن يجيبها ولكن قاطعته رباب بفرحة قائلة ومهيفكرش فيها ليه أنا سمعت أنها كيف القمر تجوله أنزل وأنا أجعد مطرحك 
نوال پحقد ما شاء الله بكرة نشوفها ونعين بنفسينا 
فهد پغضب مراتي مش للعيان يا عمة هتبجا مراتي يعني مرأت الفهد ألا بيصلها بعين هصفيله بالتانية 
كانت رسالة مملؤه بالتحذير لها ولكن بشكل غير مباشر فالفهد يحمل من الذكاء ما يكفي لأسقط الكثير من النساء أمثالها .
إبتسمت نوال إبتسامة مزيفه تخفي خلفها الكثير والكثير قائلة طبعا يا ولدي مين يجدر يجف جدام حد من الدهاشنه أم يعصي له أمر 
بدر الدهاشنه خط أحمر ياخيتي الكل بيعمل ليها ألف حساب وحساب 
وهدان الفضل لكبيرها 
هنية ربنا يخليك لينا ياعمي 
الكبير بهدوء كان زمان بدرعي الكل بيهابني لكن دلوجت الكل بيعملي هيبه وأحترام ومازال الخۏف موجود من الأسود الا ورايا الدهاشنه محميه من الحصون التلاته يا ولدي 
وزعوا أنظارها علي الفهد وسليم وعمر فهم بالفعل من يقومون بالحماية 
كان سليم شاردا بعالم أخر لم يري تلك التي تتطلع له بحزنا شديد 
كان هو الأخر يتابعها بغموض وهي تتهرب من نظراته تظن أن ما تخفيه سينكشف إن لمح عيناها فستأذنت من جدها وصعدت للغرفة تبكي بصمت 
كذلك نواره صعدت حتي لا يعلم أحدا ما بها 
بغرفه نواره 
كانت تحمل صورته والدمع بعيناها لتجد صوت طرقات علي الباب فتخفيها أسفل الوساده مسرعة 
دلف عمر ليجدها تخفي دموعها حتي لا يرها
جلس عمر بجانبها بحنان قائلا مالك يا نواره 
نظرت له قليلا ثم قالت يهمك أمري ياخوي 
نظر لها بتعجب قائلا طبعا مش أختي يابت 
قالت بسخرية أنا ماليش حد لا أم ولا أم حتي أنت مهتفرجش البندر واصل 
تاركني ولا سأل علي أمري وجاس تجولي خيتك لا ياخوي أنا لوحدي ماليش حد واصل 
نظر لها بعينا تلمع بالدمع فهي إيقظته علي
واقع تركها تعيشه بمفرده فأحتضانها تبكي وتزيح همومها بصدره الراحب ليتلقي أوجاعها ويحاول أن يطيب چرح قلبها
بمنزل واهبة القناوي 
إستيقظت نادين لتجد راوية ترتل القرآن الكريم بصوتا يزلازل الأبدان فظلت تستمع لها حتي أنهت قرأتها 
راوية بستغراب أيه دا أنتي صحيتي 
نادين بسخرية لا لسه دا سؤال أبت 
راوية بتقزز يا بنتي غيري أسلوبك دا مينفعش هنا 
نادين
بسعادة دا مينفعش غير هنا وأبو هنا كمان 
ثم وضعت يديها علي شعرها قائلة بفرحة تعرفي يا راوية
أنا نفسي في أيه 
راوية بستغراب في أيه ياختي 
نادين أشوف الشاب دا تاني كمان نفسي أعرف أسمه
هتجوز واحد معرفس أسمه أذي بسسس !!!
راوية بتعجب نادين أنتي فرحانه أنك هتتجوزي بالصعيد 
نادين طبعا دانا أول ما شفته وأنا هتجنن 
راوية بستغراب شوفتيه فين !!!
نادين بتذكر اااه مأنا محكتلكيش بصي يا ستي
راوية بصينا 
وقصت لها نادين عما حدث لتتعجب راوية وتتذكر حديث الفهد فتضحك بشدة فهو كان يظن أن تلك الحمقاء العروس 
نادين بسخرية بتضحكي علي أبه يابت 
راوية علي غبائك الا هيودينا في داهيه 
نادين ليه ياختي 
راوية بقولك أيه أنا مش فاضيلك علي الصبح هنزل أشوف خالد جي ولا لسه
نادين خديني معاكي 
وبالفعل هبطتت الفتيات للأسفل ليجدوا خالد يجلس مع الجد والجميع 
أقتربت منه راوية وإحتضانته بشوقا فتعجب خالد وسألها بستغراب فهو لم يغيب طوليلا يوما واحد فقط 
أخبرته راوية بأنها تشعر بالغرابه وسط الجميع 
حزن خالد فراوية لا تعتاد علي مثل هذه الأجواء 
بينما أقتربت منه نادين وجذبتها من قميصه 
لېصرخ خالد بها قائلا أيه بتشدي حرامي سبي القميص
نادين سبك من القميص وخاليك معيا الأستاذ ماكس مشرف معاك 
خالد بستغراب لا ليه 
نادين عشان أخد رأحتي في الكلام أصله عصبي أقل كلمة بتنرفزه 
ضحك خالد علي تلك الفتاة بسخرية وكذلك هاشم فهو يجلس بالقرب منهم 
جمع واهبة نادين وراوية وأخبرهم بأن عليهم الأستعداد لرؤية أمهات أزواجهم فأخبره فزاع بقدوم الحريم ليلا مع فهد وسليم 
كانت راوية تشعر بألارتباك علي عكس نادين المتحمسة لرؤيته 
وبالفعل مرء النهار وجاء الليل المحمل باللقاء المملؤء بطيغات من المجهول 
جلس الجميع بأنتظار الأميرات التي ستحظو بالحصون 
لتدلف راوية فتلفت الأنظار إليها بطالتها الرقيقه كأنها كالفراشة تتبختر وسط الزهرات لفستانها الزهري وحجابها الدهبي فكانت كالحورية حقا حتي أن الفهد لم يزيح عيناه من عليها 
سعدت هنيه ورباب بها كثيرا وكذلك ريم التي تبسمت لرؤيتها فشعرت أن تلك الفتاة يحبها الله فزرع محبتها بالقلوب 
علي عكس نوال التي كانت تنظر لها پحقد وغل فهي تتمني رؤيتهم يعانون وأن لا يعرف الحب الطريق لقلوبهم جميعا 
وقفت هنية وإتجهت إليها قائلة بسعادة تبارك الرحمن
كيف القمر يابتي ربي يحميكي يا جلبي 
تبسمت راوية لتبدو في قمة الجمال وتقبل يدها تحت نظرات دهشة من الجميع حتي الفهد فهو إعتقد أن البندر جميع نسائه مزيفات لتأتي تلك الفتاة وتكسر معتقداته ولكنها ستعاني مع هذا الفهد 
راوية وهي تقبل يدها بحب ربنا يحفظك لينا يا أمي وبعدين أحنا نجي فين جنب جمال حضرتك 
لمع الدمع بعيناها لتقول بسعادة أمي 
صمتت راوية وقالت بصوتا منخفض أسفه بس عمري ما قولت الكلمة دي لحد بعد وفأة ماما الله يرحمها فلو دا يزعج حضرتك 
وكادت أن تكمل حديثها لتجدها ټحتضنها بحنان تقول بفرحة شرف كبير ليا يا حبة عيني ربنا يخليكي لياا يارب 
قامت ريم وتوجهت إليها بسعاده قائلة مش هتسلمي علي 
تبسمت راوية وإحتضانتها هي الأخري بسعادة 
ريم أني إسمي ريم وأنتي أسمك أيه 
تبسمت راوية وقالت أسمي راوية 
هنا رقص قلبه طربا لسماع إسمها 
فجلست بجانبهم 
رباب بأبتسامة لهاشم ما شاء الله يا أستاذ هاشم أخلاقها زينة إبينه ربنا يحفظهالك يارب 
هاشم بأبتسامة بسيطة ربنا يخليكي يأم سليم 
هنا تذكرت رباب فسألته عن زوجته المستقبليه 
نادين بمرح نحن هنا 
تطلع لها الجميع لتبتسم نوال لنيل مرادها بسهولة كانت نظرات سليم إليها مشبعة بالڠضب والأنتقام علي ما فعلته تلك الحمقاء 
تطلع لثيابها پغضبا شديد فكانت ترتدي فستانا طويل باللون البنفسج وتضع ميكب خفيف فكانت حقا ملكة فنادين تمتلك عينان بينيتان كالبندق وشعرا قصير باللون البني ووجهها ملامحه رقيقه للغاية 
دهشت رباب من كونها غير محجبة ولكن لم تنكر أنها دلفت لقلبها پدمها المرح 
جلست نادين بجانب رباب قائلة بمزح ألا قوليلي يا روبا 
رباب بضحك جلبها جولي 
نادين هو أنتي كام سنه بس بدون مجاملة 
ضحكت رباب بصوتها كله قائلة 51 سنة يابتي 
دهشت نادين وقالت مستحيل طب قوليلي أسم إبنك ايه 
رباب بستغراب حتي الجميع وبما فيهم الفهد وسليم 
رباب معنديش غير إبن واحد 
نادين أيوا مانا عارفه أسمه أيه بقااا 
ضحكت رباب بشدة وقالت سليم يابتي 
نادين بتلقائيه الله أسمه حلو أووي 
نظرت لها راوية پغضب وكذلك هاشم فتلك الحمقاء تعش بحرية 
ريم ههههه طب مش هتتعرفي علي الباقي 
قامت نادين وجلست بجانبها بسعادة قائلة ودي تيجي لازم أتعرف علي الكل
وأخرجت هاتفها قائلة وهنرغي واتس كمان 
ريم بحزن ميعيش تلفون 
راوية بستغراب ليه يا حبيبتي 
قاطعها الفهد بحذم معندناش الكلام ده .
نظرت له راوية بدهشة وعلمت أن القادم أصعب بكثير من الذي مضي 
عندما أخبرت هاشم أن عليه ترك نادين وسليم بمفردهم لعدة دقائق حتي يتعرفوا علي بعضهم أكثر وأيضا فهد وراوية 
وبالفعل جلس فهد وراوية بالشرفه وأمامهم الحقول والمزراع فأرتعبت راوية من أصوات الضفادع 
لاحظ ذلك فهد فقال بسخرية بنت البندر خاېفة من ضفدع 
نظرت له پغضب قائلا أنا مبخفش غير من الا خلقني يا أستاذ فهد
أكملت قائلة أنا بس مش بحب أصواتها بتعملي أزعاج 
نظر لها بصمت ثم قال بكرة كتب الكتاب معيزاش حاجة
تعرفيني عليها جبل ما تبقي مرتي 
نظرت له بعدم فهم ثم قالت بتعجب حاجة ذي ايه !
فهد بهدوء ألحاجة دي أنتي الا بتحدديها مش أني 
راوية بنبرة تحمل الڠضب معنديش ماضي ولو عندي فدا شئ يخصني أنا حضرتك ملزوم تعرف بالمستقبل دا الا هيبقا معاك لو أمر ربنا غير كدا فدا شئ يخصني لوحدي
كانت شرارات الڠضب تبعث رسائل وتسطر حروف ولكن عليه التحكم بأعصابه قليلا فغذا ستكون زوجته وبأمكانه فعل ما يشاء 
بالغرفة المجاورة كان يجلس وعلامات الڠضب علي وجهه بأشكالا مختلفة 
وما أن دلفت تحمل المشروبات حتي وقف أمامها كالثور الهائج 
نادين بأبتسامة أتفضل البرتقان
سليم پغضب مش عاوز حاجة من جلجتك 
نظرت له قليلا ثم قالت ليه بس 
حمل عنها المشروبات ثم أقترب منها پغضب لتتراجع پخوف شديد قائلة لو مش عجبك البرتقان ممكن أجبلك حاجة تانيه مكانه بس متتعصبش 
سليم پغضب لأول مرة بشوف في حياتي واحدة بترمي نفسها للڼار شجاعة
منك بس أوعدك بالچحيم 
نظرت له بدهشة ثم قالت بأبتسامة كدا أحلي وأحسن أعرف أفهمك كويس 
بصراحة أنت بجميع أحوالك كويس بس لما بتتكلم مصري أحسن بكتير 
نظر لها مطولا ليضرب الحائط بيده فتلك الفتاة تجعله يشيط من الڠضب كيف له من العيش معها !!
جذبها من معصمها بالقوة قائلا خلجاتك دي لو شوفتك لبسها تاني هولع فيكي فاهمة 
نادين والله ما فاهمة 
سليم پغضب الصبر يارب الهدوم الا لبسها دي أخر إنذار ليكي سامعة 
نادين أيوا سامعة لازم تعلي صوتك يعني 
بص تعال معيا نخرج نجيب اللبس الا يريحك وأهو بالمرة نخرج مع بعض ونتكلم 
بالخارج
كانت نوال تنظر پحقد للفتيات وخاصة راوية فأخلاقها عالية للغاية 
إنتهت الزيارة وغادر الجميع علي مواعد اللقاء غدا لعقد قرآن الفهد علي تلك الحورية التي ستقلب حياته رأسا علي عقب وذلك الۏحش الثائر علي تلك الحمقاء التي ستتمكن من ترويضه ولكن بعد عناء
أنتظروني غدا وحلقة جديدة من 
الدهاشنة
بقلميملكةالأبداعآيةمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل السادس 
مرء الليل بساعاته الطويله وأتي الصباح بأشراقته الذهبية المفعمه بالحياة 
إستيقظت راوية وخرجت للشرفة تنظر للحقول والمزارع بأعجاب فالمنظر خلاب حقا تعكر صفوها عند تذكرها هذا الغامض الذي سيصبح زوجها بعد ساعات لا تعلم ما الذي يخفيه ولا حتي عيناه ما بها مزيج من السحر والحنان من الڠضب والهدوء من القسۏة والحنان 
لأول مرة تقابل شخصا بهذا الغموض وهذا يزيدها إنجذابا لفك شفراته .
بالداخل أستيقظت نادين لتتذكر حديثه الذي دلف قلبها من البداية فهي فتاة عفوية تعلمت الصدق بكل شئ حتي عندما أعجبت به قالتها صريحة لا تعلم أنها ستدفع الثمن غالي وستندم علي تلك الطريقة 
علي الجانب الأخر هناك دمع لم يجف عن عينان تعرضت للظلم والهوان لتصبح بلا هواية نتيجة لشخصا أرد الأنتقام ولم يجد سوي تلك الزهرة ليتنزعها من الجذور بدون رحمة أو شفقة
بكت ريم لأوجاع قلبها ولكنها لم تضعف بل تلجأ للقوي الجبار الرحمن تلجأ للملك 
بكت ريم وهي تشكو له ما حدث تتمعن بأيات الله عز وجل 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا النساء 168.
صدق الله العظيم 
أزاحت دموعها وهبطت لتساعد والدتها بالمنزل .
بغرفة عمر 
كان شاردا في تلك الفتاة التي أسرت قلبه ويعلم بحبه الذي يدب بأواصرها 
أفاق علي صوت هاتفه ليتقأجي بخالد يخبره برسالة أنه بأنتظاره بمكانا بالقرب من الحقول فسعد لعودة رفيق دربه فهو يشعر بتحسن الحديث معه 
فقام وأغتسل ثم أدا فريضته وتوجه للخروج ليتقابل معها بالخارج 
ما أن رأته ريم حتي أسرعت من خطواتها فهي لا تريد أن يكشف ما تخفيه .
عمر ريم ريم 
لم تجيبه وأسرعت من خطواتها حتي كادت أن تركض لتجده يتمسك بمعصمها ويجذبها إلي الغرفة الخاصة بالضيافة 
ريم بتوتر أنت عايز أيه مني هملني لحالي 
عمر بهدوء يا ريم أنا بحبك ومستعد أطلبك من جدي حالا بس أنا عارف طباعهم وعارف أن الجوازه هتم من غير حتي ما يهتموا برأيك أنا بأخد رايك يا ريم تتجوزيني 
نظرت له بأعين
مملؤة بالدمع الحارق لا تعلم أتسعد لما أستمعت إليه أم تبكي ها هو محبوبيها يعلن لها أنه يعشقها مثلما تعشقه 
ولكن لم يريد لها القدر أن تحيي بسعادة رفعت عيناها المؤلعة بحبه قائلة بنبرة باكية ما ينفعش صدقني ما ينفعش 
عمر بستغراب ليه ياريم ممكن أعرف 
نظرت له قليلا ثم وضعت رأسها أرضا فقال پصدمة أنتي بتحبي حد تاني 
أغلقت عيناها پألم وتوجهت للخروج ليعصف بيدها بقوة قائلا پغضب كلميني ذي ما بكلمك 
دفشته بعيدا عنها ثم قالت بصړاخ مكبوت بقلبها أني بعشجك مش من يوم ولا أتنين من سنين بس أني إدبحت پسكينة تألمه محكوم عليا بالمۏت ومنتظره الحكم أنت تستهل واحدة أحسن مني بكتير
ثم قالت پألم مصحوب بدموعا قاټلة تستهل واحدة عفيفة يا واد عمي 
حلت الصدمة علي عمر لينظر لها بعينا كالجمر لا يعلم هل الصدمة
من جعلته كالصنم أم ألأفكار التي تروده جعلته كالحجرة حتي لا يشعر پألم قلبه 
لم تتحمل رؤيته هكذا فهرولت للأسفل رأكضة 
لتصطدم بالحية نوال 
نوال بصوتا مرتفع حتي يستيقظ الجميع كنت فين يابت ومالك بتجري كيف الا شايفه شبح إكده 
أزاحت ريم
دموعها قائلة بتوتر مفيش يا عمة أني كنت نازله أساعد أمي 
نوال بصوتا مرتفع علي عمتك يابت أنتي جايه من جناح الضيوف 
خرج فهد وسليم وكذلك هنيه ورباب والكبير علي صوتهم 
الكبير بتعجب في أيه يا نوال 
نوال بخبث السؤال دا تسأله لبنت إبنك الغاليه بتحمل أيه بجناح الضيوف مع عمر 
صدم الجميع ليقول الفهد پغضب أيه الحديت الماسخ ده 
نوال بشماته مهوش حديت ماسخ يا إبن أخوي الجناح جدامك أدخل دور وهتلجي عمر
جوا أني شايفهم بعيني وهو يشديها علي جوا 
وضعت هنية يدها علي فمها من الصدمه عندما وجدت عمر يخرج من الغرفة 
وكذلك الجميع أقترب
منه الكبير پغضب قائلا ممكن تفسرلي الا بيحوصل هنه 
رفع عمر عيناه الممزوجة بدموع والصدمه ليقابل أعين الجميع الغاضبه ولكنه لمح بعيناها الخۏف من القادم وتردد صدي كلماتها بعقله 
أغلقت ريم عيناها پخوفا شديد بأنتظار كشف سرها وأنتهاء حياتها علي يد أخيها 
أقترب منه الفهد قائلا پغضب أنطج ساكت ليه 
سليم أهدا يا فهد أكيد في حاجه غلط 
نوال لهنيه عرفتي تربي زين يا هنية 
أقتربت هنيه من إبنتها والدموع تهبط من عيناها بصمت لترفع يدها وتهوي علي وجهها بصڤعة قويه أسقطتها ارضا أمام الجميع 
نوال بأبتسامة عنك أنتي أني الا هربيها 
ورفعت يدها هي الأخري لترطمها لتجد يدا قويه متماسكة بها 
عمر پغضب خلاص أصدرتي الحكم وبتنفيذه 
نوال پغضب أذي تكلم عمتك إكده يا جليل الحيا 
نظر لها عمر پغضب قائلا بسخرية عمة العمة الا بتحل الموضوع بالعقل وتقهم مش ما تصدق تلقي حاجة وتزعق عشان الكل يجي يشوف في أيه 
بس أنتي صح ياعمتي مرات عمي عرفت ترابي عشان كدا أنا مشفتش في أخلاق ريم رغم أني سافرت البندر وشوفت كتير رجعت تاني عشان أطلب أيديها من الكبير ومن فهد 
ثم أتجه للكبير وقال له بنبرة صادقه شعر بها الجميع أنا حاولت أتكلم معها لكن هي مدتليش فرصه ياجدي كنت حابب أعرف رأيها بدون ضغط من حد حاولت كتير ولكنها كانت رافضة تقف معيا فعرفت أنها خاېفه من حد يشوفها وهي بتتكلم معيا 
ثم نظر لنوال بتحدي كأنها كانت عارفه أن حد بيتلكك لأي حاجة تحصل 
فنظر للفهد قائلا سألتها عن رأيها ومردتش عليا وخرجت ذي مأنتو شايفين ودلوقتي يا جدي أنا عايز أتجوز ريم 
نظر الكبير للفهد فأشار له بمعني الموافقة فقال لعمر الحديت لما وهدان يعاود من الشغل نبجا نشوف هنعملوا أيه 
ثم وجه حديثه لهنية ونوال قائلا الا حصل دلوجت ده ياهنية لو إتكرر تاني هتشوفي تصرف الكبير كيف سامعه 
هنيه بدموع لفعلها ذلك معلش ياعمي سامحني مشفتش جدامي 
لم يعيرها أهتمام وأقترب من نوال قائلا وأنتي غلطاتك كترت غلطة كمان وصدجيني مهيعجبكش الا هيحوصل عاد 
وغادر المكان بأكمله حتي نوال غادرت مسرعة والڠضب يشع من عيناها 
كانت ريم منصدمه مما إستمعت إليه مازال يريد الزواج منها بعد معرفته ما بها 
أقترب فهد من أخته وعاونها علي الوقوف لينظر لها بحنان ثم إصطحبها أمام الجميع ونظراتها معلقة بعمر عيناها مملؤه بالكثير من الأسئلة 
كذلك رباب أخذت هنية للتحدث معها وتعنفها علي تصرفها مع ريم 
وتبقا عمر وسليم 
نظر سليم لعمر ثم أقترب منه قائلا بعتاب ميصحش الا عملته دا يا واد عمي الكبير عدها بكيفه أنت قمان عرضت ريم لموجف صعب أنت متعرفش الفهد كان ممكن يعمل أيه بس جفل خشمه إحتراما للكبير 
عمر بتفهم أنا فعلا غلطت يا سليم عن أنك 
سليم علي فين 
عمر هقابل واحد صاحبي أتاخرت عليه 
سليم ماشي يا واد عمي خد بالك من روحك 
أشار له عمر بمعني نعم وتوجه لسيارته ليملحها تقف بالشرفة وتنظر له بعينا مملؤه بالدمع 
نظر لها قليلا ثم أعتلي سيارته والڠضب يتملك منه 
كان يقف بأنتظار عمر ليستمع لهاتفه يصدح برقما مجهول 
رفع هاتفه ليستمع لصوتها مجددا 
ريماس خالد أسمعيني أرجوك أنا 
وكادت أن تكمل حديثها ليغلق الهاتف بوجهها وألقاه أرضا پغضب جامح 
ليأتيها صوتها من خلفه 
ريماس بدموع هو دا الحل أنك تكسر الفون طب وقلبك هتقفله هو كمان 
تغلف قلبه بالقسۏة ليستدير لها فيجدها ترتدي ستارا عازل عنه لا يري سوي عيناها فقط 
نظرت له من خلف نقابها بدمع يتخفي خلفه فأقتربت منه قليلا قائلة إديني فرصة أشرحلك يا خالد متظلمنيش 
أقترب خالد قائلا پغضب أنتي جايه هنا ليه أنت بتراقبيني 
ريماس بدموع مش هسيبك غير لما تعرف الحقيقه يا خالد 
خالد بصوتا مرتفع حقيقة أيه أنك واحدة كدابه أستغلتني وأستغليتي حبي ليكي 
ريماس بدموع كان ڠصب عني يا خالد أنا كنت مجبورة أعمل كدا 
أقترب منها حتي صارت المسافة منعدمه قائلا بصوت كالفحيح أطلعي من حياتي للأبد والأ صدقيني ذي ما قويتك بأيدي أكسرلك 
وتركها وتوجه للسيارة ليقف علي كلماتها
ريماس أنا حامل ياخالد 
تخشب مكانه ولم يعي ما تقوله
لتقترب منه والدمع بعيناها تقول پبكاء لسه عايز تسيبنا 
رفع عيناه المملؤة بالكره لها قائلا پغضب كدبه جديدة منك 
أشارت له بمعني لا صعد للسيارة ولم يعيرها أهتماما وبقيت هي تنظر لطيف سيارته التي تختفي تدريجيا من أمامها 
تقابل خالد مع عمر بمنتصف الطريق ليقف عمر ويهبط من السيارة ثم يصعد لسيارة خالد الشارد بريماس 
عمر بستغراب مالك يا خالد 
خالد سبك المهم أتاخرت كدليه 
زفر عمر بضيق ليقص له عما حدث ولكن لم يذكر له حديث ريم فقط أكتفي بما حدث 
تعجب خالد عند ذكر أسم الفهد وسليم ليقول بدهشة أنت جدك أسمه فزاع دهشان 
عمر بستغراب أيوا ليه !
خالد پصدمه غبي ليه أيه فهد هيتجوز أختي 
نظر له پصدمة قائلا أنت حفيد واهبة القناوي !!!
خالد بسخرية لا الشبح غبي والله 
إبتسم عمر قائلا بلهجة صعيديه واه هنبجا بينا نسب 
ضحك خالد بصوته كله وقال بين كدا ياخويا تعال نروح أي مكان نتكلم برحتنا 
وبالفعل غادر خالد بالسيارة يبحث عن مكان مناسب للحديث 
بمنزل واهبة القناوي 
أرتدت راوية فستانا باللون الوردي
وحجابا باللون الأبيض فكانت جميلة حقا 
وكذلك نادين إرتدت فستانا باللون الأصفر يضيق من الصدر ويهبط بأتساعا وتركت العناء لشعرها فكانت جميلة 
نظراتها نادين 
بينما جلست هنية ورباب بالأسفل مع رابحه وباقي النساء
حضر جميع رجال الدهاشنه ورجال القناوي بالأسفل وكذلك عمر حضر مع خالد ليتفأجي الجميع فأن الرفيق الذي يتحدث عنه عمر دواما هو حفيد واهبة القناوي 
تم عقد قرآن فهد وراوية وسليم ونادين 
وكذلك بعد أصرار عمر علي عمه وهدان تم عقد قرآنه علي ريم 
وحمل واهبة الأوراق ودلف للغرفة المخصصة لنساء ومعه خالد ليحصلوا علي توقيع الفتيات 
وبالفعل مضت راوية علي عقد مع ذلك الغامض 
ومضت نادين عقدا مع المجهول الذي سيقلب حياتها رأسا علي عقب 
تعجبت ريم عندما طلبها فهد وقدم لها الأوراق نظرت إليه تارة وإلي الأوراق تارة أخرى 
فهي لا تريد أن تظلمه معها 
فكم أردت أن تجلس معه بمفردهم تتسائل عما يفعله ولكن ستثير شكوك الجميع فتناولت منه القلم ومضت بعينا تلمع بالدمع لا تعلم أن الله أستجاب لدعواتها ليبحث لها من سيكون الحصن القوي ويثائر لها من هذا الحقېر.
كان الجميع سعداء بهذا النسب الجديد ولكن تلك الحرباء التي تتلون بألف لون ترسم البسمة وبداخلها لهيب من الحقد والكراهية 
كانت تنظر لريم بشماته قائلة بداخلها بكره نشوف سي عمر هيعمل أيه لما يعرف أنك مس عفيفه
بالخارج
أمر واهبة الخدم بأن يعدون الطعام للجميع ويضعون طعام خاصيصا للكبير فزاع 
وأن يقدمون الطعام بثلاث غرف حتي يتناول العرائس الطعام مع أزوجهم 
وبالفعل تم ذلك ليتبقا الفهد وراوية بغرفة بمفردهم 
وكذلك سليم ونادين 
وعمر وريم 
بداخلهم الكثير والكثير أسئلة مملؤة بالألغاز .
عند وغرور 
تحدي وڠضب 
كل ذلك بالقادم من فصول ملئية بالشغف والتشويق .
الدهاشنه
آيهمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل السابع 
يتابعها بغموض حتي هي كانت تجلس برتباك لا تعلم لما ينظر لها هكذا 
فهد مهتكليش ليه 
راوية بخجل وأنت مش بتأكل ليه 
إبتسم الفهد لأول مرة لتنظر له بتعجب قائلا بتحاول تجلدي عادتنا 
راوية بهدوء الأحترام مالوش مقياس يا فهد و
ثم صمتت خجلا نعم نطقت إسمه نظر لها الفهد كثيرا ثم شرع في تناول الطعام تحت نظراتها الخجلة لتبدء هي الأخري بتناول الطعام تحت نظراته المرتبكه لها 
تحمر وجهها بشدة عندما أخذت كوب المياه وتمسك هو الأخر به كانت لحظة كتوقف الزمان نظر لها الفهد بصمت كأن الكبرياء تخلي عنه لم يجد حديث ليقوله فقد تخلي هو الأخر عنه 
خجلت راوية وسحبت يدها بسرعة ليبتسم إبتسامة بسيطة ويسكب الماء ويقدمه لها 
نظرت له تارة وللكوب تارة أخري ثم قال هو هتبصلي كتير 
تناولت منه الكوب مسرعة بحركة لا إردية منه حتي أنها لم تعي الكمية التي أرتشفتها والكوب أصبح فارغ ومازالت حملته بيدها .
تطلع الفهد لها ثم للكوب حتي هي لاحظت نظراته وأنفجروا ضاحكين ليضيع فهد في سحر ضحكاتها التي ظهرت جمالها
ولكنه ترك الغرفة وخرج للشرفة حتي لا يضعف قلبه للحب مجددا فتتكرر الذكريات الأليمة مرة أخري 
توجهت خلفه قائلة لسه مش قادر تنساها 
صدم فهد وألتفت خلفه ليجدها تقف بهدوء 
فقال پغضب هي مين دي 
أقتربت راوية قائلة الا مسيطرة علي عقلك مش مخليك تبتسم 
فهد پغضب أنتي تجصدي أيه 
راوية أنت فاهم أنا أقصد ايه 
أقترب منها پغضبا جامح قائلا بصوتا كالفحيح أني فاهم زين أنتي تجصدي أيه بس الا مالكيش فيه متتدخليش فيه دي شئ يخصني أني سامعه 
راوية بدمع يلمع بعيناها ولكنها مازالت تتحلي بالقوة أنت دلوقتي جوزي ولازم أعرف عنك كل حاجة 
فهد بسخرية مثلما قالت الماضي يخصني أني والحاضر يخصك 
وتركها تغلي من الڠضب ورحل من المنزل بأكمله 
بالغرفة الخاصة بعمر 
كان يجلس بهدوء علي عكس بركان الڠضب بداخله ينظر لها بشرارت من چحيم ينتظرها تتحدث بما تخفيه 
نظرت له ريم پخوف قائلة بدموع ليه عملت إكده 
عمر بسخرية عملت أيه أه أفتكرت أسف قطعت الرابط الوحيد الا كان ممكن ترجعي بيه للحقېر الا عمل كدا
صح 
صدمت ريم ونظرت له پصدمة قائلة إيه الحديت ده أني مهحبش حد 
ضحك عمر قائلا پغضب ممكن أعمل نفسي مصدقاك بس إسمعيني كويس أنا عملت كدا مش عشانك عشان عمي وفهد ميستهلوش الأ واحده زباله ذيك تعمله فيهم عيلة الدهاشنه هتفضل طول عمرها رأسها في السما ومش واحدة ذيك الا هتخليني نوطي رأسنا في الأرض 
وتركها ورحل هو الآخر لتنظر لباب الذي صفعه پغضب پصدمه حتي الدموع تخشبت بعيناها وأبت الهبوط لم يستمع لها ولم يترك المجال لتعلمه بالحقيقة حكم وأصدر القرار بالحكم المؤبد 
بالغرفة الخاصة بسليم 
كانت تأكل بنهم ولم تعيره إهتمام 
نظر لها سليم پغضب قائلا أنتي معندكيش خشا 
نظرت له بعدم فهم قائلة بتعجب يعني أيه خش بس بص أين كان الا بتقوله دا فأنا معنديش ولو عندي والله ما يعز عليك
أنفجر سليم ضاحكا علي تلك الفتاة الحمقاء حتي أحمر وجهه فلم يعد يتحكم بأعصابه من الضحك 
وضعت يدها علي وجهها تنظر
له بطفولية قائلة بحب ضحكاتك جميلة أوي 
توقف عن الضحك ونظر لها فوجد الحب والعشق يسطر بيوتا بعيناها 
سليم بهدوء أنتي غريبة اوي 
نادين بأبتسامة جميله بالعكس مش غريبه الدنيا الا غريبه عايزه كدا نعيش بحرية وبدون قيود مصيرنا واحد وهو المۏت يبقا لازم نتمتع بحياتنا وبكل لحظه 
سليم نتمتع بدنيتنا وننسي أخرتنا 
نظرت له بعدم فهم ليكمل هو تعرفي كام واحد شاف شعرك أنتي خدتي كام ذنب 
انا معاكي ان الدنيا فانيه لكن ما نخسرش أخرتنا عشان نعيش الدنيا دي
ممكن نمسك العصايا من النص 
نظرت له بدمع يتوق عيناها والأبتسامة لا تغادر وجهها مما أثار جنون سليم بتلك الفتاة لا يعلم أنها جوهرة فريدة
من نوعها 
فقالت يمكن مالقتش الا يواجهني أنا فقدت أبويا من سنين للاسف أمي أتجوزت بعده ولا همها أنا فين ولا مع مين ومع ذلك حفظت علي نفسي من ناس كتير 
تأثر سليم بحديثها وبدءت ملامحها بالأرتياح لتلك الفتاة الحمقاء ولكن جنونه أعاده لغضبه عندما وقفت وجذبته من يده قائلة يالا نخرج نشتري لبس وحجابات كتيره أوووي 
نظر لها بتعجب قائلا واه نخرج دلوجت يا مجنونه
لمع الشړ بعيناها فتركت يده ورفعت يدها للسماء قائلة بنبرة طفولية ياربي هو أنا عشان مش بفهم لغة الصعيد يقوم الرجل دا يستغل طفولتي وبرأتي ويشتمني بالحداقة لكن ربنا كريم أني بفهم أخر الجمل عشان أكشفه 
ثم أستدرات له لتجده مبتسم بستغراب فقال بمزح هو أني أتلبست في طفله 
جلست جانبه ونظرت له نظره أفقدته صوابه ثم ضحكت وقالت طفلة صغنونه بس خد بالك بستخدم الجنون الا عندي لو لازم الأمر تخوني ولا تعمل حاجه كده ولا كده أرزعك حقنه تخليك شبه المجانين وأزفك في الصعيد كله 
ثم أكملت بكبرياء مش دكتوره أما ولا أيه 
نظر لها پغضب ثم حمل هاتفه وتوجه للمغادرة ليجدها متماسكه به قائلة رايح فين أقعد معيا شوية عشان عندي طلبات كتييير 
سليم بعدم فهم نعم طلبات أيه دي ومن أولها كدا 
نادين أيوا 
الطلب رقم 2 أنك هتيجي معيا بكره تساعدني اني أجيب هدوم جديده 
نظر لها بعضب قائلا وأني هجي معاكي ليه مأتخدي حد من الحريم 
ثم أنه دا الطلب التاني فين الأولني 
نظرت له قليلا ثم قالت أنك متلبسش البتاع دي تاني 
نظر لها بعدم فهم قائلا بتاع أيه 
أشارت علي العمامة التي يرتديها وقالت من غيرها شكلك أحلي 
نظر لها
قليلا ثم خرج من الغرفة قبل أن تري الأبتسامة التي إستطعت تلك الحمقاء رسمها علي وجه الأسد 
بالأسفل
غادر الجميع للقصر بعد أن قامت هنية ورباب بطلب الفتيات ليأتوا غدا من الصباح ليعتادوا عليهم أكثر من ذلك ووافق هاشم بالفعل فهم الأن زوجات لهم 
عاد الجميع للمنزل بعد أستقبال حافل بهم ليصعد كلا من فهد وسليم وعمر غرفتهم بصمت 
فكلا منهم شارد بحوريته التي سلبت عقله 
منهم من يتألم ومنهم من يتعجب علي حاله ومنهم من هو عالق بدوامة الماضي 
أتي صباحا جديد علي الجميع 
ليذهب وهدان وبدر ليصطحب الفتيات 
فتالقت راوية بفستانا باللون القرمزي علي حجابا من اللون الأسود وأكتفت بحكل بسيط علي عيناها فكانت كالحورية حقا 
أما نادين فكانت ترتدي فستانا باللون البني وحجاب ترتديه بشكلا مهمل فتلك المرة الأول التي تحاول أرتداء حجابا 
حاولت راوية أن تساعدها ولكنها أبت ذلك فكانت سعيدة بها كثيرا فأخيرا تبدل بها الحال لتفعل ما فشلت بفعله مع تلك العنيدة 
وصلت الفتيات أمام منزل أقل ما يقال عليها قصرا لملك فرعوني فقد نفذ ببراعة التصميم لم تستطيع راوية أن تزيح عيناها عنه خاصة أن الوقت مبكرا للغاية فكان المنزل خلابا بتلك الجناين والأشجار التي تحاوطه 
لم يكن حال نادين أقل منها فهي أنبهرت حقا به
دلفت راوية مع وهدان المسرور بأن تلك الفتاة زوجة إبنه فراوية تتميز بالقيم والأخلاق بتعاملها مع الجميع تكسب قلوبهم من النظرة الأولي الأ الفهد فهو غامض لها لا تعلم أستتمكن من خوض تلك المعركة معه أما لا 
رحبت هنية ورباب بهما بأفضل الترحبيات 
وكذلك ريم التي هرولت
إليهم بسعادة وتبقا الشړ بنظراته الحاقدة في نوال التي زرعت الحقد والكره بقلب نوراه لتنظر لنادين بكره وتتواعد لها بالكثير 
تبادلت راوية الحديث مع هنية بسعادة كما أنها صممت علي مساعدتهم بتحضير الطعام أما نادين فدلفت للمطبخ تعد الفطائر الخفيفه لها لحين تجهيز الطعام ضحكت رباب عليها وكذلك ريم فأحضرت تلك الحمقاء طماطم وأخذت تقطعها بطريقة مجنونه حتي أنها تناثرت علي وجه راوية التي كادت أن ټقتلها 
ضحكت ريم وأخذتها لغرفتها بالأعلي حتي تخلع حجابها حتي لا يبتل وهي تغسل وجهها 
وبالفعل صعدت للمرحاض الموجود بغرفة راوية وريم تقف معها لتعجب كثيرا بشعر راوية قائلة ما شاء الله كيف القمر ياختي 
إبتسمت راوية قائلة لها بحب القمر دا أنتي يا ريم ربنا يحفظك يارب 
وتناولت منها الحجاب ثم أعادت إرتداءه وتوجهت معها للخروج 
كان يتجهون للاسفل لتقف علي صوت الفهد وهو يحدث ريم قائلا ريم أعمليلي جهوة 
صدم هو الأخر بها ووقف ينظر لها بستغراب أم هي فكانت صډمتها كبري بهذا الوسيم الذي يقف أمامها بسروال أبيض وتيشرت أسود يبرز عضلات صدره وشعره البني الطويل الذي زاده جمالا ليكون ملكا للوسامة حتي راوية
فشلت بالبداية بالتعرف عليه ولكن ميزته من صوته 
أقترب فهد منهم قائلا بتعجب جيتي إهنه كيف 
ريم بأبتسامة أبوي وعمي بدر راح جابهم ثم قالت هنزل أعملك الجهوة 
وهبطت ريم للأسفل تاركة راوية تقف كالبلهاء أمامه 
تعجب الفهد وقال أنتي زينه 
قالت بتوتر أيوا عن أذنك 
وتوجهت لتهبط فوقفت تنظر بدهشه فالمكان ملئ بالدرج وقفت تتذكر من أي واحد صعدت ولكن فشلت فالمنزل كبيرا للغاية 
فهد تعالي معي أغير خلجاتي وهنازلك أو ممكن ريم تطلع بالجهوة 
راوية لا أنا هعرف الطريق بنفسي 
وتركته وأكملت طريقها ليتحدث هو قائلا أنتي راحه علي جناح الشباب 
وقفن مكانها ثم عاودت لتقف بجانبه بتأفف إبتسم بأستمتاع لأجل إغاظتها وقال تعالي وراي 
وبالفعل إتجهت خلفه ليدلف لغرفة مملؤة بالمقاعد الذهبية مختلفة تمام عن المنزل 
فهد دي أوضتي خاليكي أهنه هدخل أغير مش هتأخر 
أشارت له بمعني نعم وبالفعل دلف من باب صغير بالغرفة مصنوع من الزجاج ليدلف للغرفة الاخري فالجناح الخاص به يحوي ثلاث غرف غرفة بها صالون والأخري مكتب خاص به والأخيرة غرفة نوم مخصصة له وحمام خاص به 
جلست تطلع للغرفة بأعجاب حتي أنها خرجت للشرفة التي تطل علي تلك الأزهار المميزة لتلمح علي الطاولة الموجودة بالفرندا عدة كتب لأخد كبار الشعراء وأيضا كتب خاصة بالطب تعجبت راوية فجلست تقرء كتاب الطب بأهتمام شديد فالكتاب مفيدا لها للغاية 
نست نفسها به ولمعلوماته القيمة لتفزع عندما تستمع لصوته قائلا عجبك 
وضعته علي الطاولة كما كان وقالت بخجل أسفة لتطفلي بس العنوان شدني 
أقترب منها قائلا أنت بأي قسم 
تعجبت وقالت أنا دكتورة أطفال 
إبتسم فهد وقال الكتاب دا فيه معلومات عن كل فئات الطب هيفدك جدا 
نظرت له پصدمة فهو يتحدث بنفس لهجتها 
ليكمل الفهد خديها أنتي محتاجة أكتر مني أنا خلاص سبت الطب من سنين 
صدمت راوية لتقول له بعدم فهم أنت 
قاطعها بضحكته الجذابة قائلا مش معقول فاكرني جاهل بعد الكتب دي أنا كنت دكتور عظام بس كنت فعل ماضي 
نظرت له پصدمة فعاد لجديته حتي لا تعيده لماضيه الأليم فقال بلهجة الصعيد إهنه القواعد والنظام عند جدي الوكل بيتحط بمواعيد يالا ننزل
وبالفعل توجه للخروج معها ونازلها الكتاب لتأخذه بخجل شديد 
بالأسفل
هبط سليم هو الأخر ليجلس علي المائدة وكذلك للجميع ليتفأجي بتلك الحمقاء بوجهه 
تجلس بأبتسامة جذابه 
جلست راوية أمام الفهد فكانت تحاوطها نظراته المملؤءه بالغموض 
أما عمر فكان يتحاشي النظر لريم حتي لا يرتكب چريمة حمقاء 
كانوا يتناولون الفطور بصمت حتي الكبير رحب براوية ونادين وتناول الفطور بصمت 
لتكسر تلك الحمقاء القواعد قائلة وحدوه 
ضحكت ريم ولم تتمالك نفسها وكذلك هنيه ورباب التي قالت بضحك ههههههه لا إله إلا الله 
تادين أيه دا يا جماعه دا فطار دا في الميتم بيكون في صوت للشيخ يقرء شوية يكح شوية لكن بالشكل دا مشفتش 
كان سليم ينظر لها پخوف من رظة فعل الكبير وكذلك الفهد وعمر ووهدان وبدر والجميع 
ليتحدث قائلا عايزانا نعملوا إيه عاد 
نادين بصوت منخفض سمعه الجميع نعمل أيه يا نادو 
ثم صفقت علي يدها مثل الأطفال قائلة لقيتها تعال نشغل توم وجيري أو مسرحية العيال كبرت أو شئ مسلي كدا خالينا نأكل بنفس يا رجل 
راوية بضحكة تخفي ڠضبها بس يا نادين 
نادين يا جدي بتحب تهزر شوية مش كدا 
نادين بجدية لا مش بهزر أنا بنكلم جد جدا 
نظر الجميع للكبير فقال أفتحلها الا عايزاه يا سليم 
كاد سليم والجميع أن يجن عل ستكسر القواعد لأجل الك الحمقاء !!!
عمر لفهد بصوت منخفض هو أيه الا بيحصل دا 
فهد بنظرة غامضة بنات البندر هيعملوا فينا كتير 
وبالفعل قام سليم بتشغيل التلفاز لها وأحضر فيلما عربيا قديم
لتقوم نادين وتجلب الهاتف من حقيبتها 
وتركض لتجلس بجانب الكبير المقعد المخصص لسليم المندهش كأن الجميع بحالة صدمة مما تحدث خاصة سليم الذي يحلف بأن نهاية تلك الحمقاء أوشكت ونوال ونواره التي
كادت عقولهم الجنون 
نادين لفزاع شوف بقا يا جدي عشان أنت عسل وبعيون خضرة هفرجك علي حاجة من الأخر تجدد بيها شبابك سبك من الأبيض والأسود دا 
وبالفعل فتحت بعض المقاطع له تحت دهشات وخوف الجميع من ردة فعله 
تقدم سليم من الفهد وأمسك به قائلا بتعمل أيه بنت المخبولة دي 
فهد. ربنا يستر يا واد عمي 
عمر أنتو شايفين ألا انا شايفه 
سليم أني مستعد أطلجها قبل ما يطخني أني وهي عيرين 
أما راوية فكانت تسب تلك الحمقاء التي ستتسبب
بقټلهم هنا 
صډمه حلت علي الجميع عندما إبتسم الجميع وأنفجر ضاحكا هو وتلك الحمقاء التي تعرف كيف ترسم البسمة علي وجه الجميع 
فزاع بضحك خلاص يابتي مش جادر أضحك قمان أهدي عليا 
نادين خلاص كفيا عليك كدا يا حاج أقولك هات تلفونك أبعتهملك وكل ما تحتاج تضخك طلع وأتبسط وأدعيلي 
ضحك فزاع بشدة وأخرج الهاتف ثم نظر لها بدهشة لتكمل هي متخافش مش هدي رقمك لحد هعأكسك أنا بس مرضي يابا 
هنا لم يعد الكبير يحتمل الضحك ليناوله بدر المياه پصدمة كيف حدث هذا !!
وقف سليم ينظر لها تارة وللكبير تارة أخري 
وكذلك الفهد وعمر والجميع پصدمة فالكبير لأول مرة يرتسم وجهه بالضحك 
نواره بصوتا خاڤت للنوال يحمل الحقد والغل شايفة يا عمة بنات البندر متدربين كيف الحيات مس شايفة لسعت دماغ الكبير كيف 
نوال پصدمة هي الأخري البنات دي لازمن يرحلوا من أهنه بأسرع وقت سيبني أدبرلهم وأخطط جعدتهم وسطينا هتخرب علينا كليتنا 
نواره وأنا معاكي يا عمة 
راوية ربنا ينور أيامك ديما ياجدي 
إبتسم لها وقال للفهد جوم ياولد وهات الجشطه دي تجعد جاري 
نظر فهد پصدمة ليقول وهدان جوم يا ولد تعالي يابتي 
وبالفعل قام فهد المذهول
ليقف بجانب عمر وسليم 
الكبير سمعت أنك ما شاء الله شاطرة بالعلام وبتطلعي من الأوائل كل سنة 
راوية بخجل أيوا ياجدي 
نوال بسخرية كيف إبني بيدرس بالبندر بس معاه هندسة هيبجا مهندس جد الدنيا 
راوية بأبتسامة صافية أشعلت النيران بقلبها ربنا يحفظهولك يارب 
نوراه وأنتي بجا معاكي تعليم أيه
راوية بدرس في أخر سنه طب 
كانت صډمه لنوال ونوراه فهم لم يعلموا بتعليم راوية لتقول نادين بتزمر طفولي علي فكرة يا جدي أنا شاطرة أنا كمان مش معني أنهم خايفين عليا من
الحسد وخفين أسمي من قايمة الأوائل أني فاشله بالعكس دانا ممتازة والوزير خاېف علي مواهبتي من العين 
ضحك الفهد والكبير والجميع عليها بأستثناء نوراه ونوال 
فكانوا يعدون لهم
المكائد والمخططات 
مرء اليوم بمزح نادين وعمل راوية مع النساء بالمطبخ بسعادة فلأول مرة تشعر بالجو العائلي المتكامل حتي أنها تناست أنه يتيمة الأم بوجود هنية ورباب 
كان خالد يجلس بالشرفة بشرود ليفق علي صوت الهاتف فيستمع لصوتها تصرخ وتترجأ شخصا ما يتركها 
هو مش هتخرجي من إهنه إلا لما تسجطي الا ببطنك يا ڤاجرة 
ريماس پبكاء أنا مش ڤاجرة أبعد عني هصوت وهلم عليك الناس 
هو أنتي في مكان مجطوع محدش هيعرف يوصلك عاد 
صړخت وبكت وتوسلت له تحت مسمع خالد الذي هرول للأسفل كالمچنون فحبيبته تصرخ للرحمة نعم مازال يحبها مازال قلبه ېصرخ بعشقها مازالت ملكة لعرش قلب الخالد 
مازال هناك حياة بقلبا يفيض بالنبض 
ركض خالد كالمچنون والهاتف علي أذنيه يستمع لها وهي تترجا الطبيب ليترك جنينها بكت كثيرا وهو يقود بسرعة مجنونه لا يعلم وجهته ولكن عليه إنقاذها 
فهل سيتمكن من ذلك 
الدهاشنه
بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص نانوشه.. نهى الفصل الثامن 
بغرفة مظهرها يبث الړعب بالأبدان كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة لتسرب المخدر الذي أعطه لها هذا الطبيب الحقېر بجسدها الهزيل لترتمي علي الفراش بأهمال لا تقوي علي الحديث ولا الحركة تري و تسمع كل شئ 
نظرت له بدموع عاجزة يا الله كم أدمعت عيناي وأنا أتخيل هذا المشهد تنظر له بعجز ولا تقوي التحرك فقط دموع تعبر عن عجزاها من هم هؤلاء الأوغاد الذين يتحكمون بحياتنا مقابل المال يدفع الثمن الكثير من الأبرياء .
رفعت عيناها للسماء تشكو ربنا أرحم عليها من الجميع لتذرف دمعة محملة بأوجاع تكفي بحور من لهيب الآلآم 
سلمت أمرها للواحد الآحد ليقترب منها هذا النذل بلا ضمير يزيح عنها نقابها حتي لا تختنق لا يعلم أنها تتمزق من الداخل 
كاد أن يكشف عنها الغطاء الساتر لها بدون ضمير ليجد قبضة من حديد علي يده فرفع عيناه ليجد عين تحمل من الشرارت أفواه 
الدكتور پخوف أنت مين !
عمر پغضب وهو يلقنه الضربات أنا موتك 
وقع عمر أرضا عندما ناوله شخصا ما بضړبة علي رأسه جعلت الرؤيا مشوشة تماما ليضع يده علي رأسه بۏجع 
الشخص پغضب أنت مين يا واكل ناسك أنت 
نظر له عمر پغضب قائلا ورحمة أبويا لادفعك التمن غالي أووي مبقاش عمر دهشان لو مخليتك تتمني المۏت ومطولوش 
أرتعب الرجل لمعرفته أنه حفيد كبير الدهاشنه فتطلع لها قليلا ثم هرول مسرعا فمن هو ليقف بوجه كبير الدهاشنه .
وضع عمر يده علي رأسه التي ټنزف بغزارة ثم تطلع علي الطبيب الذي
ينظر لهم پخوف لا يعلم ما الذي عليه فعله 
دلف خالد هو الآخر ليجد عمر ملقي أرضا والدم يغرق رأسه فركض إليه بزعر قائلا بلهفة عمر أنت كويس
عمر پألم أنا تمام يا خالد أتطمن عليها هي 
وبالفعل إستمع إليه وركض إليها ليجدها تنظر له بعين مملؤة بالدمع لا تقوي علي الحديث ولا علي الحركة تخبره بنظراتها كم عانت بدونه دموع تقسم قلبه بخنجر مسنون رفع عيناه ليجد الطبيب يقف بزعر فأقترب منه پغضب وألقاه درسا قاسېا جعله عاجزا عن الحركة بفضل تدريبه علي ذلك ليشعر بما يفعله مع الكثير من الأبرياء 
ثم ساعد رفيقه علي الوقوف فوقف عمر قائلا أنا كويس يا خالد 
ثم نظر للطبيب بستغراب قائلا عملت فيه ايه 
نظر له خالد بستحقار قائلا الا يستحقه 
وتركه وتوجه إليها ينظر لها بحزن ثم أزاح عنها دموعها وحملها بين ذراعيه للسيارة 
وضعها بالخلف ثم أسند رفيقه وأجلسه بالأمام وصعد هو الآخر
بمنزل الكبير 
كانت النساء مجتمعة بالقاعة يتبادلون الحديث 
فنادين لا تكف عن الحكي حتى أنها جلست بجانب ريم ورباب تقص لهم عن رحلتها بأمريكا وإنجازتها تحت نظرات نواره الغاضبه من تلك الفتاة التي نجحت في كسب قلوب الجميع 
كانت راوية تجلس بجانب هنسة
إلي أن دق هاتفها فستأذنت للخروج 
وبالفعل خرجت لتجيب علي الهاتف بالخارج 
راوية السلام عليكم 
في أيه يا خالد 
طب ممكن تهدأ عشان أفهم .
أيه طب أنا جاية حالا .
وأغلقت الهاتف بتوتر ثم أستدارت لتقابل عيناه المملؤة بالڠضب 
فهد پغضب هتكلمي مين 
راوية بستغراب وأنت بتسأل ليه 
جذبها فهد بالقوة من معصمها قائلا پغضب أنطجي بتحدثي مين عاد 
نظرت ليده الموضوعة بقوة علي يدها پخوف لتقول بعين تلمع بالدمع أنت مچنون سيب إيدي 
فهد بصوتا كفحيح الأفعي أنتي فعلا صح أنا أبجا مچنون لو سبت المخروب ده معاكي 
وجذب الهاتف ثم حطمه پغضب ليتلبش جسدها من الخۏف فأن كان هذا تصرفه معها من الآن كيف سيكون فيما بعد 
راوية پغضب والدمع يسيل علي وجهها أنت أيه الا عمالته دا أنت بني أدم مش طبيعي على فكرة 
وتركته وتوجهت للقاعة قبل أن يفعل شيئا أخر 
راوية بهدوء مصطنع أنا أسفة يا ماما كان نفسي أقضي معاكم اليوم كله بس حصل عندنا ظروف مفاجئة ومحتاجني أكون معاهم 
هنية پخوف في أيه يابتي حد حصله حاجه 
راوية ببعض الخۏف معرفش لسه هروح أشوف في أيه وهطمن حضرتك إن شاء الله 
رباب أسترها يارب روحي يا ريم نادي للكبير 
وبالفعل توجهت لتناديه لتقول راوية مفيش داعي يا أمي لكل دا 
دلف الفهد ونظراته تكاد ټقتلها
الكبير في أيه يابتي هتعاودي دلوجت ليه !
راوية بهدوء معلش يا جدي خالد كلمني وقالي أنه
محتاجني حالا
نوال بخبث لشكها في أن الخيط بيدها لا تعلم أنه أخيها وكذلك الفهد مين خالد ده واد عمك 
نادين بأبتسامة فخر لا إبن عمي أنا وأخوها 
هدءت النيران في قلب الفهد وإشتعلت بقلب الأخري 
لينظر لها سليم پغضب يزيد عن ڠضب الفهد أضعاف 
الكبير بتفهم ماشي يا بتي روح معها يا فهد وأنت يا سليم ومتعادوش غير لما تتطمن عليهم 
فهد. حاضر ياجدي 
وبالفعل هبطت راوية ونادين وجلسوا بالخلف من السيارة وبالأمام الفهد وسليم 
بمنزل واهبة القناوي 
دلف خالد وهو يحملها بين ذراعيه تحت نظرات إندهاش من الجميع 
لم يعبئ بهم وتوجه للأعلي بها وضعها برفق علي الفراش وهي تنظر له تبكي بشدة تريد التحدث معه 
نظر خالد لها قليلا ثم توجه للخروج ليجد يدها موضعة علي يده تحول الأمساك به ولكنها تفشل بذلك 
تخبره بدموعها أن لا يتركها مجددا نظر لها القوي بعينا مملؤءة بالغموض 
ثم أقترب منها ورفعها بيده وأحتضانها بشتياق قبل أن تعود لواعيها ويعود هو الآخر لقلبه المتحجر فهي من فعلت به ذلك .
بالأسفل
جلس عمر بتعبا شديد بعد أن قام هاشم بمعالجت جرحه ليقص علي الجميع ما حدث وكيف أن خالد سأله علي الهاتف عن المشفي بالصعيد فأجابه عمر أنه لا يوجد مشفي بل مستوصف صغير بأخر الصعيد وهو بالقرب من منزله فصړخ به خالد علي الأسراع إلي هناك لأنقاذ تلك الفتاة وفعل علي الفور 
واهبة بستغراب مين البت دي ويعرفها كيف 
صمت هاشم ولم يجيبه لېصرخ به أبيه پغضب قائلا ما تتكلم أذي والدك يشيلها إكده ويعرفها منين باااه دهية لتكون عشيجته
هاشم مسرعا لا مرأته شرعا وقانونا 
واهبة پصدمة وأحنا منعرفش كيف !!
زفر هاشم پغضب قائلا هو صمم يتجوزها يا حاج حاولت أقنعه بس فشلت والجوازة كانت علي في القصر معملناش فرح ليهم 
واهبة پغضب أيه لعب العيال دا 
هاشم خالد عنيد ياحاج لو مكنتش عملت الا هو عايزه كان هيتجوزها من ورايا 
وقف واهبة بحذم قائلا پغضب 
ده كلام ماسخ يا هاشم كيف الصغير يمشي كلامه علي الكبير 
لازمن يعرف مكانه زين 
عمر بخجل أنا عارف أني ماليش أدخل بس يا جدي خالد عمره ما أخد قرار غلط أكيد هو عمل كدا لسبب معين 
واهبة بهدوء ماشي يا ولدي لما نشوف هيقنعنني كيف .
دلف الفهد وسليم ليجدوا عمر رأسه مغطي بالشاش 
سليم بفزع
في أيه ياعمر كيف إنجرحت إكده 
عمر بتعب دا موضوع بسيط يا سليم هبقا أقولك عليه بعدين 
فهد پغضب مين الا عمل فيك إكده 
عمر معرفوش أول مره أشوفه 
سليم پغضب وجعته مطينه بطين ميعرفش من الدهاسنة لعب في عداد مۏته 
نادين خلاص يا سليم الحمد لله أنها جيت علي قد كده 
نظر لها پغضب قائلا أيه الا موجفك إهنه 
نادين بسخرية هقف فين يعني دا بيت جدي 
واهبة بحذم أطلعي جناح الحريم يالا بلاش كلام ماسخ 
نظرت له قليلا ثم أتبعت راوية للأعلي 
أقترب الفهد پغضب من عمر قائلا كيف خاليت حد يعلم عليك إكده 
عمر ضړبني وأنا عطيله ضهري يافهد أكيد لو شوفته مكنش يقدر يعمل كدا كمان خالد مالحقوش 
فهد أيه علاجته بخالد وعايز يأذيكم ليه 
هما قص عمر ما حدث لهم لتبع شرارت الڠضب من عين الفهد كيف يحدث ذلك هنا بالصعيد ومن الطبيب الذي يتجرء علي فعل ذلك بوجود كبير الدهاشنة 
هاشم لفهد أحنا أسفين يابني بسبب الا حصل لعمر و 
قاطعه الفهد قائلا لع ياعمي عمر معملش حاجة ڠضبي كلته علي الدكتور الا ممكن يعمل إكده والكلب الا وزه شطانه يعمل إكده في حرمه لكن متجلجش هجيبه حتي لو في بطن أمه وحج خالد وعمر سيبه عليا أني
نظر له الجميع بأعجاب وهنا كانت نظرة واهبة تختلف عن الجميع نظرة لهاشم يخبره أنه عرف الأختيار الصحيح لأبنته .
بالأعلي
دلفت راوية للغرفة الخاصة بخالد لتجده يجلس بجانبها وهي تنظر له بصمت
راوية بقلق في أيه يا خالد 
خالد بلهفة راوية ريماس مغرفش مالها أنا جانبها بقالي فترة مش بتفوق 
راوية متقلقش يا خالد ممكن لسه مفقتش من المخدر 
وأقتربت منها تتفحصها بستغراب فهي تشعر بما تفعله ولكن لا تتحدث ولا تتحرك 
نظرت لخالد بتعجب ليقول پخوف في أيه يا راوية 
راوية بدموع الحيوان دا كان عايز يعملها الجرحه وهي حاسه بكل حاجة 
خالد بعدم فهم مش فاهم تقصدي أيه 
راوية بنبرة باكية دي حقنة بتفقد النطق وبتشل الحركة لكن الأحساس لا يعني هي حاسة بكل حاجه وواعيه لكن مش قادرة تتكلم ولا حتي تتحرك 
الحمد لله أنكم أنقذتوها من العڈاب دا حسبي الله ونعم الوكيل في الا كان عايز يعمل كدا 
نظر لها خالد بحزن فهي عانت الكثير وتمحي بداخله إحساس الشفقة علي ما فعله بهذا الحقېر
يعني مش هتتكلم 
راوية لا طبعا في حقنه هنحتاجها عشان تضيع تأثير التانيه بس مستحيل تكون هنا إحنا لازم نرجع مصر حالا لأني معنديش خبرة
في النوع دا من الحقن 
وبالفعل هبط خالد وهو يحملها بين ذراعيه تحت نظرات دهشة من الجميع 
لتخبرهم راوية بنفس الحديث الذي أخبرته لخالد فيستعد هاشم ونادين للنزول لمصر
فعلي كل حال كانوا سيسافرون غدا 
أخبر هاشم الكبير بالهاتف عما حدث ليغضب ڠضبا شديد من هذا الحقېر حتي أنه أمر رجاله بالبحث عنه 
كان يتأملها وهي تصعد للسيارة پخوف منه بعدما حدث بالمنزل لم يعلم لما شعر بغصة تحتل قلبه 
أما نادين فأقتربت من سليم قائلة مش هتعطيني رقمك بقا 
نظر لها بنظرة تحمل
الڠضب والتعجب قائلا أني مشفتش بالطريجة دي 
جذبت من الهاتف الذي كان يحمله بيده عندما طلب الكبير ليحدثه هاشم وسجلت رقمها تحت نظراته المندهشة 
وأعطته له بأبتسامة وغادرت 
صعدت للسيارة وأشارت له
من النافذة بيدها بمعني أن يحادثها 
غادرت السيارات للقاهرة تحت نظرات الفهد وسليم 
فتبسم سليم عند رؤيته لأسمها علي الهاتف فقد سجلته الحمقاء بأسم مچنونة الصعيدي 
تبسم علي تلك المجنونه حقا
أما الفهد فكانت عيناه غامضة لا يعلم أحدا ما بها 
بمنزل الكبير 
كانت بالأسفل تعد الشاي لوالدتها لتجد أحدا ما يكمم فمها حاولت الصړاخ ولكنها لم تتمكن من ذلك 
ليردد بأذنيها بصوتا كالفحيح الشاي بعدين أنتي وحشتيني دا إستقابلك ليااا بعد السفر الطويل داا 
ركلته ريم ببطنه ليتلوي من الۏجع وتتميك پسكينا حاد قائلة بنبرة تحذرية بعد عني وإلا لمېت عليك الخلج 
ضحك بشدة قائلا لمي برحتك عشان أشوف هيعملوا أيه لما يشوفوا الفيديهات الا معيا لحضرتك وأنتي بين إيدي 
نظرت له پصدمة ليسقط السکين من يدها بزعر فيستغل ذلك ويقترب منها بطريقة مقززة لم تعي ما يفعله لتعود بذكرياتها للخلف فتتذكر ما حدث معها فها هو الماضي يعاد من جديد حاولت التملص من بين يديه ولكن لم تستطع 
لطمھا أرضا وأنكب عليها غير عابئ لمحاولتها بالنجأة منه فهو يعلم أن جميع الرجال بالخارج لمحت ريم السکين موضعا أرضا لټطعنه بغل وحقد بهذا الحقېر لېصرخ من الۏجع ويقع أرضا
نظرت له پخوف شديد وهي تحاول الوقوف مجددا رفعت يديها والدم يغرقها لتركض بفزاع 
إصطدمت بأحدا ما لترفع عيناها پخوف شديد لتجده هو 
عمر بقلق مالك يا ريم في أيه 
ريم بزعر جتلته جتلته 
نظر لها عمر بفزع  
تحاولت عيناه بجمرات من چحيم 
تمسك
بها بالقوة قائلا پغضب مين الا عمل فيكي كدا 
ريم بعدم وعي جتلته 
تطلع عمر لما تطلع إليه ريم فأتجه للمطبخ بخطوات سريعة حتي يري من هو هذا اللعېن .
الدهاشنة
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٧ ص
نانوشه.. نهى الفصل التاسع 
تشبست به پخوف شديد ليدلف بخطواتا سريعة لتنصدم مما رأت
فالمطبخ فارغ لا يوجد به احدا ولا أثر للدماء به 
نظر لها عمر كثيرا يتأمل تقسيمات وجهها 
لتصرخ بفزع وبكاء قائلة بړعب كان إهنه صدجني 
جذبها عمر پغضب يجتاز أواصره ليعلم من هو قائلا هو مين يا ريم 
هوت بين يديه فاقدة للوعي ليقتلع قلبه عليها وإزداد عندما
إستمع لصوت سيارة الفهد فحملها بين يديه ثم صعد مسرعا للأعلي 
بالأسفل
دلف الفهد بحزن عندما تذكرها وهي تنظر له پخوف تذكر نظراتها الغريبه تذكر الكثير والكثير لينزع بقلبه الجراح والألم
دلف سليم بعد دقائق ومعه المعلومات التي طلبها منه الفهد عن هذا الرجل 
بالأعلي
حملها عمر للمرحاض ثم قام بتنظيف يدها جيدا وأبدل ثيابها ثم حملها للفراش وداثرها جيدا 
كانت نظراته لها محملة بالكثير يشغل عقله نظراتها المړعوبه 
تطلع لها بحبا شديد فهي كوت قلبه بعد معرفته بما حدث أزاح تلك الخصلة المتمردة علي عيناها وإبتسم علي تلك الملاك فريم تمتلك عين أخاها الخضراء وشعر بني كالحرير 
تبدلت ملامحه عندما تذكر كلماتها فتجحمت عيناه حتي أنه لم يقوي علي القعود أكثر من ذلك وخرج من الغرفة وهو لا يري أمامه من الڠضب 
بالأسفل
فهد
بتعجب كيف الحديت ده 
سليم ذي ما بجولك إكده هو عمل كل ده عشان ينتجم من خالد 
فهد بغموض أني لازم أنزل مصر 
سليم بستغراب طب والكبير 
فهد هخبره بكل حاجة لازمن نعرف الناس دي مجامها كويس عيلة القناوي بجوا منينا متنساش اننا علي نسب .
دلف الكبير ليستمع لحديث فهد فقال بتعجب في أيه يا ولدي ليه هتنزل البندر 
فهد دي حكاية وعره أوي يا جدي سليم هيحكهلك أني لازم أغير خلجاتي وأدله علي مصر عن أذنيك 
وغادر فهد تاركا سليم يقص عليه ما عرفه عن تلك الفتاة وعائلتها .
مرء الليل بساعاته القصيرة وأتي الصباح لتستعيد وعيها تدريجيأ شئيا فشئ 
نظر لها خالد بقلق لتحاول التحدث قائلة بصوتا يكاد يكون مسموع خالد 
حطمت جدران قلبه ليعود للنبض مرة أخري عند سماعه لطرب إسمه بصوتها العذب
حاولت القيام ولكنها فشلت بذلك لتسقط علي الوسادة مرة اخري
نظر لها قليلا ثم قال أرتحي هطلب من الخدم يجهزولك الفطار 
وقام ليخرج ليجدها متماسكة بيده والدمع يزيل من عيناها كالفيضان قائلة إديني فرصة أشرحلك كل حاجة 
نظر لها قليلا ثم سحب يده ببعض القوة قائلا مفيش بينا كلام أنا كنت هطلقك بس عشان الا بطنك دا مالوش ذنب يدفع تمن أخطائك هكون ليكي زوج أدام الناس كلها عشان الكل يعملك ويعمل لأبني أحترام أكتر من كدا ما تنتظريش 
وتركها تبكي بشدة حتي هوت أرضا من الصدمة 
بكت ريماس علي قلب معشوقها المغلف بالحجارة نعم هي من تسببت له بذلك ولكن عليه الأستماع لها .
دلفت راوية ومعها كوبا من اللبن وبعض الشطائر لتجدها تجلس أرضا 
هرولت إليها مسرعه تعاونها علي الجلوس 
راوية پخوف أنتي كويسة 
رفعت عيناها لتلك الفتاة التي تمتلك قلبا من ذهب فهي لم ترأها سوي مرتين فقط ومع ذلك تقدم لها العون والمساعدة علي أكمل وجه 
ريماس بحزن هبقا كويسة لما يسمعني 
جلست راوية بجانبها قائلة بحنان خالد بيحميكي من غضبه يا ريماس خالد طبعه قاسې مكانه وسط المجرمين خاله طبعه كدا هو بيعد عشان يحميكي ودا أكيد حب ليكي 
نظرت لها بأمل يلمع بعيناها لتقول بصوتا بأكي بجد خالد لسه بيحبني 
إبتسمت راوية وقالت طبعا مكنش همه حمايتك لدرجة أنه يسيب الصعيد ويرجع مصر حتي شغله مرحهوش عشان يطمن عليكي أنا أكتر واحده فاهمه خالد هو محتاج بس فترة وجعه يهدأ وصدقيني هيسمعك 
رفعت عيناها للسماء قائلة بأمل يارب 
راوية بخبث وأنا مستعدة أساعدك بس تسمعي كلامي وتأكلي كل الأكل دا وأنا معاكي بأذن الله وربنا يسترها علينا
ضحكت ريماس وأحتضنتها بسعادة ثم تناولت طعامها وأخذت أدويتها .
بالأسفل
كانت تجلس پغضب والهاتف بيدها تنظر له تارة وإلي التلفاز تارة أخري
حملت الهاتف بتأفف قائلة بداخلها ماشي أما ورتك مابقاش أنا نادين 
ثم رفعت الهاتف ليجيبها بسعادة الكبير كيفك يابتي 
نادين بزعل طفولي مش كويسة يا حاج وزعلانه أوووي وهنصب عندكم قاعدة عرب عشان يجبولي حقي 
الكبير بجدية لييه بس مين زعل القمر 
نادين حفيدك أديله رقمي ميعبرنيش حتي برنه خاېف علي الرصيد مش من طباع الدهاشنة يعني 
ضحك الكبير علي تلك المجنونه التي تنجح دائما بجعله يبتسم بعد مدة طويلة فقال خلاص يابتي هشدهولك شويه 
نادين پخوف لااااا فاكرني هبلة تشدهولي ويشدني أنا 
ضحك الكبير بشدة قائلا بحيرة أمال أنتي عايزة إيه 
نادين بدردش معاك يا حااج الله لازم تروح تقوله يعني بص يا كبير بينا هيكون في أسرار مش لازم تعرف حد بيها ولا أيه 
ضحك حتي أحمر وجهه قائلا كلامك صوح وموزون 
نادين بمكر حيث كدا بقا إيدك علي رقم الرجل دا 
ضحك فزاع وبالفعل أعطي لها رقم الهاتف 
وأغلق وهو متبسم وفخور بأختياره 
بغرفة عمر
كان يجلس مع عمر يحاول معرفة ما به 
سليم پغضب أباااه عليك يا عمر بجالي ساعة أقعد جانبيك وأنت بتلف وتدور عليا 
عمر بحزن الا
وجعني مش هينفع أتكلم فيه مع حد يا سليم 
إبتسم سليم وقام ليجلس بجانبه بحنان قائلا بلهجته إسمع يا عمر الدنيا دي ممكن تحطينا في إختبارات مفهاش إختيارات غير طريق واحد مفروض علينا ولازم نمشيه بس الا متعرفوش ان معروف بدايته ونهايته ولازم نمشيه بس بالعقل يا إبن عمي 
ثم تحدث بالصعيدي قائلا وذي ما الفهد بيجول أن الرجل صوح هو الا يحدد ويتحكم بطريجه مش الدنيا الا تتحكم فيه 
هسيبك أنا دلوجت وهعاود أوضتي ما تنساش حديثي عاد 
وتركها سليم يفكر في حديثه الموزون فسليم يمتلك شخصية رائعة مزيج من المرح والجدية تركيبه غريبة وفريدة من نوعها 
دلف إلي غرفته وأبدل ثيابه ثم تمدد علي الفراش بتعب ليصدح صوت هاتفه المكان 
رفع الهاتف ليجد أسمها يضئ ضحك قليلا ثم رفعه قائلا بجدية نعمين 
نادين بسخرية ليك عين تتكلم في واحد يسيب مراته كدا من غير ما يكلف نفسه يسأل عليها 
سليم بهدوء بكفيكي عاد إيه مصدجتي وبعدين أنتي جبتي رقمي منين 
ضحكت قائلة بدلع من فيزو 
سليم پغضب مين ده إن شاء الله 
نادين بمكر غيران صح 
سليم پغضب إسمعيني زين أني صوح مكنتش عايز إتجوز من البندر ولا إنتي بالذات لكن جدري إنك تبجي مراتي فهتحاولي تعيشي حياتك بمسخرة هتشوفي وش عمرك ما تتمني تقبليه في حياتك 
إنسي كل شئ قذر في حياتك سامعه .
وأغلق الهاتف بوجهها لتنصدم تلك الفتاة وتهبط دموعها لأول مرة فها هي المرحة تذق طعم الدمع لا تعلم هل تلك البداية لطريقا محفل بالأشواك أم نهاية لحياة مملؤءة بالغموض
بالصباح الباكر 
أفاقت راوية فاليوم هام للغاية بجامعتها بعد أن أخبرتها رفيقتها بضرورة الحضور 
توجهت لغرفة نادين لتجدها غافلة أو تتصنع ذلك قائلة لها أن تذهب فهي تشعر بالأعياء
وبالفعل غادرت راوية للجامعة لتجد هذا الأحمق أمامها 
سيف بأبتسامة ماكرة صباح الخير يا أنسة راوية
راوية بتأفف نعم 
سيف في حد يكلم حد
كدا
راوية پغضب دي طريقتي ودا أسلوبي فياريت تبعد عن طريقي أرجوك لو عندك ډم 
تركته راوية وتوجهت للمكتبه لتجده يتمسك بمعصمها قائلا ممكن نقعد نتكلم في مكان 
دفشته بعيد عنها پغضب قائلة بشرارة تكاد تقتله عيدها تاني وقسمن بربي لتكون چثة هامدة ياحيوان أنت 
سيف بسخرية بتتحمي في أخوكي عشان رائد يعني 
أقتربت منه لتقول بفخرا وكبرياء عندك حق بس أنا بتحمي في زوجي فهد الدهشان أسمه يكفي لأزالة حشرات ذيك من علي وجه الأرض ولأخر مرة بحذرك أنك تبعد عن طريقي يا سيف 
وتركته وتوجهت للداخل ولم تري ذلك الذي يراقبها بفرحة تدب بقلبه ليعلنها الآن ملكة عرش قلبه 
كانت تبحث عن كتب تساعدها بمجالها 
لتتفأجي به يقف أمامها بطالة أكثر وسامة وجذابية 
فكان يرتدي حلي أسود جعله ملكا للوسامة نظرت له بتعجب ودهشة فهذا الرجل يمتلك سحرا خاص حاي بالرداء الصعيدي لم يفقد وسامته بل تزيده وسامة ووقار وهو الآن يفوق رجال البندر أضعاف فيقف أمامها بدون العمامة لتتأمل شعره البني الغزير 
أقترب منها فهد قائلا بهدوء عاملة أيه 
نظرت له كثيرا بعدما تحدث بنبرتها 
فهد بأبتسامة جذابه أنا مردتش أروح القصر غير لما أصالحك علي الا صدر مني بالصعيد 
نظرت له بعدم فهم قائلة بصوتا منخفض من الدهشة والخجل تصالحني علي
أيه
أقترب فهد قائلا خلصتي الكتب الا عايزها ولا لسه 
نظرت له قليلا وقالت بخجل أنا عندي مراجعة وكنت جايه أشوف كتاب يفيدني 
إبتسم الفهد وتركها ثم تقدم من الكتب وجذب أحدهما وأعطاه لها لتفتح صفحاته بفرحة فالكتاب يشمل الطب بأكمله 
رفعت عيناها له بشك قائلة هو أنت بتتحاول 
نظر لها قليلا فدب الخۏف بأواصرها ليضحك الفهد بصوته المسموع لأول مرة لتقف تنظر له بأعجاب فها هي قد وقعت أسيرة للفهد 
فهد بأبتسامة هادئة مع الوقت هتفهاميني ممكن بقا نقعد في مكان ونتكلم قبل
ما أروح القصر 
أكتفت بالأشارة فقط ليأخذ الكتاب ويدفع ثمنه ويغادر معها تحت نظرات الفتيات المنصدمه من كون هذا الجذاب صعيدي كيف ذلك !!
فكم منهم سخرت عندما علمت بزواج راوية من صعيدي
وأتي هو ليثبت لهم أنه من القمم والملوك 
وضعت عيناها أرضا تتحاشي عيناه
فهد هتفضلي بصه للأرض كتير 
رفعت راويه عيناها الرمادية لتلتقي بعيناه كأنها سحرت بشيئا سلب عقلها 
فهد بأبتسامة هادئه لسه زعلانه مني 
راوية طريقتك معيا من البداية تزعل 
فهد پألم ڠصب عني صدقيني إلا شوفته كان صعب أنا نفسي مكنتش متوقع أني هتغير كدا 
ؤفعت عيناها بعينه قائلة يعني هتحرمني من أبسط حقوقي عشان ڠصب عنك 
إبتسم الفهد قائلا أنا صحيح صعيدي بس متعلم وعلام عالي كمان أحسن من الا أتعلموا هنا أنا مركز أول علي الصعيد بأكمله كملت تعليمي بالخارج يعني عقلي مش متخلف لدرجادي 
وذي ما كسرت تلفونك أديني بهديكي غيره ياستي 
وقدم لها هدية مغلفة بغلاف أحمر مغلق نظرت لها بسعادة وألتقتها منه بفرحة جعلت قلبه ينبض لفرحها فقال كدا خلاص مش زعلانه 
نظرت له ببسمة قائله لا 
فهد طب الحمد لله علي فكره أنا أخدت الرقم مش بحب الكدب 
ضحكت راوية من قلبها لتأسر قلب الفهد
المتعجرف ولكن هل هي بداية لعشق جديد أم باب من أبواب المتاهة 
متاهة الفهد !!
الدهاشنه
آيه محمد رفعت 
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل العاشر 
بمنزل كبير للغاية يكاد يسع لآلآف من الآشخاص ولكن يا حسرة علي قلوب أضيق من الجحور بخبثها والحقد المزروع 
كان يجلس پغضبا جامح وعيناه تتلون بالشړ 
ليدلف إبنه المندارة قائلا فهد سافرلهم يابوي 
الآخر وبعدين يابوي الفهد مش ناوي يجيبها لبر 
جياد وهو يدفش العصا الأبنوسية پغضب أني غلطان إني أتكلت علي شوية كلاب ذيكم إتحاد عيلة القناوي والدهاشنة يعني خړاب ديار لينا كلاتنا 
قاسم پغضب هنعمل إيه عاد مأني زرعت البت في طريقه عشان وقت التنفيذ تنفذ ويعمل بينهم فتنة يخلصوا علي بعضيهم بس طلعت عشجاه وحامل منيه قمان 
جياد پغضبا يتلون بعيناه متفكرنيش بيها لأزمن تنجتل ونخلص من عاړنا 
قاسم بشړ سبلي المهامة دي يابوي أني عارف أني هعمل إيه .
بقصر هاشم القناوي 
توجه الفهد معها للقصر حتي يرا خالد ويخبره بما عرفه 
إستقبله هاشم بأفضل الترحبيات فالفهد كسب قلبه منذ أخر لقاء 
بالأعلي
كانت نادين بغرفتها تجلس پغضب تفكر كيف تثأئر من هذا المتعجرف لا تعلم أنها تلعب بنيران توشك علي الأنفجار بها. 
هبط خالد للأسفل بعد أن أخبرته راوية بأن
الفهد يريد مقابلته فتعجب كثيرا وهبط ليري ماذا هناك 
جلسوا جميعا ليتحدث الفهد قائلا أنا عارف أنك مستغرب من زيارتى بس في حاجة مهمة حصلت ولازم تكون علي علم بيها 
خالد بستغراب حاجة أيه دي 
فهد بغموض لازم الأول تجاوبني علي سؤالي 
خالد بستغراب ألا هو !!
فهد البنت الا أنت وعمر أنقذتوها عرفتها إذي وفين 
خالد بستغراب دي مراتي 
فهد بجدية سؤالي واضح ياخالد أنا عارف أنها مراتك أنت عرفتها أمته 
خالد بتعجب من 6شهور تقريبا ممكن أفهم بقا في أيه 
هنا حلت الصدمة علي فهد ليقف ويقول له بحذم عايز أشوفها 
خالد پغضب نعم 
فهد مفيش وقت يا خالد هشرحلك كل حاجة بعدين عيلتك وعيلتي كلهم بخطړ 
صدم الجميع وكذلك خالد الذي نظر له كثيرا ثم صعد وجذبها معه للأسفل 
كان الجميع يتعجب من الذي يحدث لتهبط ريماس مع خالد للأسفل لتنصدم به 
نظر لها الفهد كثيرا ثم أقترب منها ليصفعها صڤعة قوية أوقعتها أرضا تحت فزع الجميع 
خالد پغضب أنت مچنون 
وضعت راوية يدها علي فمها من الصدمة ليقترب الفهد منها ويجذبها من شعرها بالقوة قائلا أهدا يا خالد دا مش مراتك 
هاشم بعدم فهم أنا مش فاهم حاجة 
دفشها الفهد بالقوة قائلا بسخرية دي البديل الۏسخ لجياد سويلم أنا كنت شاكك من البداية أنها مستحيل تكون بنت واحدة 
خالد پغضب أنا مش فاهم فهمني 
إبتسم فهد بسخرية ثم جذبها من معصمها لتصرخ فقال پغضب هتتكلمى ولا أساعدك بالكلام 
نظرت له بكره ليقول أوك ثم ألتفت لهم قائلا جياد سويلم عنده أخ واحد بس إتقتل علي إيد ناس مجهولين عنده بنتين تؤام إتكفل جياد بتربيتهم للأسف الحقېرة دي النسخة الا بتنفذ كل حاجه ظهرت في حياتي قبل كدا ونجحت أنها تخليني أحبها وبعدين أكتشفت إنه ملعوب من جياد عشان يحصل نسب بينا ومش بس كدا الحيوانه دي بيستخدمها مع الكل بتدخل بأي طريقة يعني الله أعلم بقا أنت إتجوزت مين فيهم 
صدم خالد والجميع ليقترب منها قائلا پغضب أنتي مين وريماس فين 
لم تجيبه وإكتفت بالنظرات 
ليتحدث فهد پغضبا جامح قائلا بتوعد أنا وعدتك لو ظهرتي في حياتي تاني هيكون مصيرك الچحيم أنطقي وأتكلمي أحسنلك 
بكت ټندما جذبها الفهد بالقوة و قالت أبعد عني أنا معملتش حاجة كنت بنفذ كلامهم مش أكتر وبعدين ريماس دي غبية بتعصي كلام عمي ديما وتستهل العقاپ الا بيجرلها دلوقتي
أقترب خالد منها ولم يتمكن من السيطرة علي غضبه لېصرخ پغضبا جامح فين ريماس أنطقي هي فين
ضحكت پحقد قائلة سبك منها صدقني أنا أحلي منها دي هبلة إستحملت كتير علشان واحد مش راضي يسمعها بصراحه كنت مستمتعه وأنا شايفها بتترجاك عشان تسمعها أه نسيت أقولك الا إستغليتك وعملت كل دا أنا مش هي بس للأسف الشديد هي زوجتك 
هاشم أنا مش
فاهم حاجه أنتي مين وإستغلال إيه الا بتتكلمي عليه 
دلف سليم بعد أن تتابع فهد قائلا أني هفهمك يا عمي
جياد سويلم كان عامل كل ده عشان عيلة القناوي ودهشان ميجتمعوش واصل مالجاش غير التار ونجح فيه وبجا فيه عداء بينتنا إتفرجنا سنين لحد ما الكبير قرر أنه يجمعنا تاني كان كلام في الأول مش من مصلحته أننا نتواحد راح مخلي الحقېرة الإ جانبك دي ترسم الحب الطاهر علي فهد وفعلا فهد حبها وهمل الصعيد عشانها لكنه إكتشف إنها مش محترمه مدورها مع الكل وقمان عرف أنها بنت أخو جياد فسبها .
جياد فشل في أول خطة له أنه يكون بيتنا نسب ونبجا معاه 
لجئ للخطة التانيه أن الزباله دي تدخل حياة خالد وتمثل عليه الحب بس عرف أن خالد ظابط ومن السهل كشفها عشان كدا لجئ للبنت التانيه وتحت ضغط منه وقفت أنها تعمل كدا
وظهرت في حياة خالد علي أنها متهمه بسړقة حاجات من جامعتها وخالد إتعاطف معها ومش بس كدا دا حبها وإتجوزها 
جياد عرف أنها عملت إكده وفرح عشان خططه تنجح والخطه كانت أنها تجتل خالد بس مش إهنه في الصعيد عشان جدك يعرف أننا الا ورا الموضوع ويعود التار مرة تانيه بس المرة دي أصعب من كل مرة 
بس مراتك رفضت لأنها حبيتك فمكنش في طريجة تانيه غير أنهم يدخلوا الملعۏنة دي مكانها 
وخدوها المكان ده عشان تسجط بس هي كانت أسرع منهم وإتصلت بيك وأنت لحقتها وجبتها علي مصر 
جياد بعت قاسم إمبارح دخل قصرك وخطڤها وبقيت الزباله دي مكانها
هنا تذكرت راوية عندما إستمعت لأصواتا غريبه وخرجت لتري ماذا هناك فوجدتها بالأسفل وبدا عليها الأرتباك 
هاشم بڠصب كل الحقد دا في قلبه 
الفهد بغموض وأكتر يا عمي أنت متعرفش الحيوان دا يقدر يعمل إيه 
إستغلت تلك اللعينه التي بعت أختها للمۏت وإنسحبت بهدوء لتجد نادين بوجهها 
خالد بستغراب أنت عرفت كل دا إذي 
سليم بخبث الدهاشنة ما هيخفاش عليهم حاجه واصل 
رجالتنا شافوا قاسم وهو معاود علي الصعيد وكان معاه واحده ست مدلي بيها الجبل 
قبض قلب خالد ليقول پخوف ريماس 
ضحكت تلك الحمقاء وقالت أكيد قتلوها الا بيعصي ليهم أمر نهايته المۏت 
راوية پغضب أنتي إيه حسبي الله ونعم الوكيل فيكي 
جلس خالد علي المقعد بأهمال ليتحدث الفهد قائلا إطمن يا خالد مراتك كويسة 
هاشم بتعجب أذي يا بني 
سليم رجالتنا خبروا الكبير بالا شافوه فأمرهم أنهم يتدخلوا وينقذوا الحرمه الا معهم 
وقف خالد وقال بأمل هي فين 
سليم عندينا يا خالد إطمن 
هاشم لفهد مش عارف أقولكم إيه يا بني 
نادين بصړاخ مش وقته الحقوني بنت المفترية دي شديدة مش قادرة أحوشها 
أقتربت منها راوية وكتفت يدها أستغلت نادين ذلك وجذبت المزهرية ودفشتها علي رأسها لتسقط فافدة الوعي 
أقتربت راوية منها قائلة الله يخربيتك عملتي أيه 
نادين متجاهلة من خلفها هي لسه شافت حاجه دي وقعت أمها سوده أنا كنت هطق من الڠضب بسبب الصعيدي دا والوليه دي جيت في وقتها 
راوية متجاهله من خلفها هي الأخري طب إيدك معيا ياختي وبعدين نبقا نشوف حكايتك 
وبالفعل جلبت نادين مقعد وربطت راوية قدماها ويدها 
راوية بفخر أيه رايك كدا يا بت 
نادين غباء لو صحت هتلم علينا الناس 
راوية بستغراب أمال هنعمل أيه 
أخرجت نادين اللصق وقامت بلصق فمها ثم قالت رايك 
راوية تمام كدا بس هي لسه مصحتش ليه 
نادين پخوف تفتكري أنا تقلت العيار شوية 
راوية غباء والله أروح أعلاجها حرام كدا 
نادين پغضب تعالجي مين يا بنت المجنونه هي طالعه معنا رحله دي زعلت الواد خالوده يبقا لازم نوريها الرجاله الا وراه 
راوية حرام يابنتي أحنا ملاك الرحمه 
خالد بزمة أهلك الا حصل من شوية يدل علي ملاك 
هاشم ههههههه لا ورحمة كمان ههههههههه
ضحك الفهد قائلا بلهجة صعديةإكده ما يتخافش عليكم واصل 
ضحك الجميع وتبقا سليم بنظراته الغاضبه من تلك الحمقاء 
إتفق الفهد مع هاشم علي ضرورة عودتهم معه للصعيد حتي يكون بحماية الكبير وسيحضر هو وسليم مع راوية ونادين في فترة الأمتحانات 
وافق هاشم فعليه حماية أسرته وهو يعلم أن بوجود الكبير لن يستطيع أحد إيذائهم لا يعلم بأن الأفعي بداخل المنزل
قام خالد بتسليم تلك الفتاة للشرطة وتبقا قلبه موجوع علي محبوبته التي ترجته لمنحها فرصة للحديث 
بمنزل الكبير 
أفاقت ريم من نومها مڤزوعة تنظر لنفسها بالمرآة وتتأمل يدها جيدا ثم صعقټ قائلة بزعر لع أني مكتتش بحلم كيف ده ز
وأرتدت حجابها ثم هبطت للأسفل لتأكد أنها لم تكن تحلم عندما رأته يجلس علي السفرة مع الجميع وكأن شيئا لم يكن 
لاحظ عمر نظراتها المخيفة له فبدء الشك يتغلغل بأواصره 
رباب واجفه كدليه يا بتي قربي 
وهدان مالك يابتي فيكي حاجه 
رفع جاسم عيناه ليلتقي بها فبتسم بمكر 
أما هي فتملك الخۏف منها حتي أنها لم تقوي علي الوقوف ووقعت أرضا 
هرول إليها عمر بفزع وحال بينها وبين الأرض لتسقط بأحضانه وكذلك الجميع هرولوا
إليها
الكبير هاتي ميه بسرعه يا رباب 
رباب حاضر يا عمي 
وقف جاسم وأقترب منها قائلا بخبث مالك يا ريم أنتي كويسه 
ضغطت ريم علي يد عمر كأنها تحثه علي حمايتها من هذا الوغد 
أقتربت منها نوال قائلة بحنان مصطنع مالك يا حبة عيني هاتلها حكيم يابوي 
عمر مش مستهله يا عمة هي دايخه لانها لسه مفطرتش روحي يا نوراه إعمليلها أكل وهاتيه أوضتها هطلعها فوق بعد إذنك يا كبير 
فزاع ماشي يا ولدي 
وبالفعل حملها عمر لتتمسك برقبته بقوة وعيناها علي هذا الحقېر الذي سلبها أعز
ما تملك 
وضعها عمر علي الفراش ثم أغلق الباب سريعا وأقترب منها بعين كالجمر قائلا بهدوء معاكس عما بداخله أنا عايز أعرف كل حاجة مين الا عمل فيكي كدا 
بكت ريم كثيرا ووضعت يدها علي
رأسها تقاوم الأغماء مرة أخري 
عمر پغضب فاهميني ياريم مين الحقېر دا 
ريم بصړاخ لرؤيتها الماضي مجددا لع بعد عني لع 
أقترب منها عمر يهدءها ولكنها لم تكف عن البكاء ليحتضنها بحنان
عمر خلاص يا حبيبتي أنا أسف أوعدك مش
هسألك تاني غير لما تكوني حابه تعرفيني 
بدءت تهدء قليلا بأحضانه ليبعدها عنه عندما أستمع لخطوات أحد يصعد للأعلي
أزاح دموعها بحنان قائلا مش عايز حد يحس بحاجة يا ريم حقك أنا الا هرجعهولك لكن هنا محدش هيفهم دا وخاصة عمتك فاهمة يا ريم 
أشارت له برأسها بمعني نعم وأزاحت دموعها مسرعة حتي لا يرأها أحدا 
دلفت هنية ونوراه لتجلس بجانبها وتساعدها علي تناول الطعام بينما خرج عمر وباله مشغول علي نظراتها الغريبه تجاه جاسم 
أخرجه من شروده صوته قائلا عمر 
إستدار عمر ليجده أمامه نعم 
جاسم بستغراب أمال فين فهد وسليم رجعت إمبارح ملقتش حد هنا خالص 
نظر له قليلا ثم قال بشكأنت رجعت أمته إمبارح 
جاسم بتوتر من نظراته من بدري بس خرجت مع أمي عند ناس هنا في الصعيد 
عمر بستغراب ليه 
جاسم كانت جايبلي عروسة يا سيدي وأنت عارف أنا ماليش غير في بنات البندر 
أشار له عمر برأسه وتوجه لغرفته قائلا فهد وسليم في مصر هم في الطريق 
وتركه عمر ودلف لغرفته أما جاسم فوقف ينظر له بريبه ثم توجه مسرعا لغرفة والدته 
أستأجر الفهد باص كبير للذهاب به للصعيد حتي أنه رفض الذهاب بالسيارات وذلك لعدم
لفت إنتباه جياد سويلم وهذه نقطة ذكاء للفهد أشاد لها الجميع 
كان هاشم يجلس
بالأمام
وبعده بعدة مقاعد كانت تجلس راوية وبيدها الكتاب الذي شړاه لها الفهد 
وبجانبها بعدة مقاعد كانت تجلس نادين وهي تضع قدماها علي المقاعد المتبقيه وتلعب بالهاتف 
وبالخلف كان يجلس كلا من خالد وفهد وسليم 
وقفت نادين وتوجهت لخالد الذي يجلس أمام سليم مباشرة قائلة له خالد 
كان خالد ساندا رأسه علي النافذة شاردا في تلك الحورية التي سلبت قلبه وحطمها هو بأفعاله 
نادين خاااالد 
أنتفض خالد قائلا پغضب أييييه 
نظرت له قليلا ثم تبسمت قائلة بمكر ناس كدا متجيش غير بالعين الحمره 
خالد حمرة أيه عايزه أييه 
نادين وهي تدفش الهاتف في وجهه قائلة پغضب يعني أنا أفضل 3ساعات أحيل في سيادتك عشان تحاولي الفون دا إنجلش وفي الأخر ألقيه ذي ما هو يا خسارة القهوة إلا عمالتهالك 
خالد بتذكر أه نسيت هعملهولك بعدين 
نادين پغضب وهي تجذبه من جاكيته كأنها متمسكة بمچرم لم تري العين التي تراقبها بشرار وتنوي إرتكاب چريمة بها بعدين مين أنا مش فاهمه أي حاجه فيه حاوله دلوقتي 
خالد بخبث علي ما أعتقد كدا أنا هرجع أجيب ماكس وأجي 
تركت جاكيته بسرعة وعدلت منه فائلة بنبرة مرتعبه خد راحتك يا أسطا ولو مش عجبك التلفون ألقيه من الشباك ولا تزعج نفسك 
خالد بسخرية ألقيه 
نادين بغرور خدت بالك من الكلمة 
خالد خدت ممكن تروحي مكانك بقاا 
نادين بنظرة ڠضب براحه ياعم رايحين أهو 
ووقفت نادين لتتقابل مع نظراته الممېته فدب الړعب بقلبها وتوجهت لمقعدها بهدوء 
أما الفهد فكان يتابع حوريته بأعجاب شديد ليجدها تتوغد بالكتاب غير عابئة بمن حولها 
مدد خالد رأسه علي المقعد وذهب بنوما عميق 
وكذلك هاشم ونادين فالوقت تأخر للغاية 
أقترب الفهد من راوية وجلس بجانبها لتنظر له بخجلا شديد 
فهد خلصتي مراجعة 
راوية بأبتسامة بسيطة أيوا مش فاضل غير الكتاب الا أخدتو منك 
إبتسم الفهد قائلا بمزح قصدك الأ إقتبستيه مني 
ضحكت راوية وقالت أنت الا إدتهولي بأردتك 
إبتسم الفهد وقال بصوتا منخفض أنا عطيتك كل حاجه من زمان يا راوية 
رقص طرب قلبها علي سماعها لأسمها لأول مرة من قلبه 
نظر لها كثيرا وتطلعت له هي الأخري لتقف السيارة لنيال قسطأ من الراحة 
فهد لها تشربي أيه 
نظرت راوية للكافيه قائلة مش عايزه غير مية 
فهد خاليكي هنا ثواني وراجع 
إبتسمت له قائلة أوك 
وهبط الفهد لتتذكر راوية أنها بحاجة لمناديل فتطلعت خلفها لتجد خالد في سباق عميق وكذلك الجميع فهبطت خلفه لتخبره بما تريد 
أما نادين فأحست بشيئا ما يجذبها بالقوة ففتحت عيناها لتجد سليم يقف أمامها والڠضب يحل عليه 
جذبها للخلف حتي لا يشعر بها أحدا 
نادين سيب أيدي يا جدع أنت أنا مش بكلمك 
دفشها سليم لتسقط علي المقعد الخلفي 
إقترب منها قائلا بصوت منخفض الجدع ده هيعلمك الأدب صوح 
نظرت له نادين قائلة بتعجب أنت مصحيني من النوم عشان تكلمني علي الأدب طب والله كويس ياريت تكلم نفسك عنه لانك بجد محتاجله أكتر مني 
صڤعة قوية هوت علي وجهها لتنظر له نادين پصدمة حتي أنها تنظر له كالصنم 
ليقول هو بصوتا كالفحيح أني هربيكي من جول وجديد أنتي فرضتي نفسك علي وأني وفجت بكده مش ضعف ده إحترام للكبير الأ للأسف مهوش عنديكي 
بس متجلجيش أني هعرف أخليكي كيف تتحشمي زين كنت متأكد كيف هتكون تربية الحرمة أكيد بالمنظر الا أني شايفه ده 
كاد أن يتحدث ويكمل ليتجمد مكانه عندما هبطت دموعها بصمتا رهيب فتلك الحمقاء التي يظن أنها خلقت للضحك ها هي تتحطم أمامه 
نظرت له قليلا ثم عدلت من حجابها وتركته وجلست بالقرب من عمها 
جلس سليم والڠضب يحتل ملامحه لا يعلم لماذا !
ولكن ما يعلمه أنه أرتكب ذنبا بحقها 
كانت هناك أعين تتربص بها تريد الحصول عليها بمفردها 
دلفت راوية للسوبر ماركت تبحث عن الفهد فالوقت متأخر للغاية 
ثم حسمت أمرها
بالعودة للباص مجددا 
رأته راوية أمامها نعم هو سيف كيف وصل لهنا لم تعلم ما بها ولكنها شعرت بالخۏف علي فهد فهذا الرجل ليس طبيعا بعدما تركته المرة الماضية علمت من رفيقتها إنه مريض نفسي 
ركضت كالمجنونه تبحث عنه ليحاورها الظن أنه فعل به شيئا 
تساقطت الدموع من مقلتيها وقلبها يتزيد بالدقات لتلمح طيفه أمامها
كان فهد يحضر بعد التسالي لهم ليتفأجئ بها بين أحضانه 
لا يعلم ما الذي أصابه أحس بأنه لا يقوي علي الوقوف فتلك الحمقاء تفقده صوابه وتجرده من القوة التي يهأبها الجميع 
رفع ذراعيه وأحتضانها هو الآخر لتعود هي علي أرض الواقع 
وتبتعد عنه بخجلا شديد قائلة بأرتباك أنا أصل كنت عايزة مناديل وحاجات تانيه كتير
وجذبت بعض الشوكلا وأشياءا أخري حتي هي لم ترى ماذا تأخذ
أقترب منها الفهد وعلي وجهه إبتسامة جذابه قائلا مناديل وشوكلا ماشي لكن واخده دي ليه 
تطلعت ليده پصدمة ليقول هو بخبث بتشربي سجاير من أمته 
راوية پصدمة لا هو هي هو جيت إذي في إيدي 
ضحك الفهد بصوته كله لتبتسم هي الأخري وتخرج مسرعة من أمامه 
إبتسم الفهد وتأملها بحبا شديد حتي صعدت للباص وتطلعت له لتجد نظراته مصوبة عليها فتركض مسرعة من أمامه 
إبتسم الفهد وقال بنبرة صعيدية والله ووجعت يا فهد ناوية علي إيه تاني يا بندرية 
وحمل الأغراض التي كانت بيدها ثم أغراضه وحاسب عليها ثم صعد الباص هو الأخر 
وضع فهد بجانب خالد بعض المسليات حتي يستيقظ فيتناولهم ووجد هاشم مستيقظ فقدم له وأعطي اسليم حقيبته وحقيبة لنادين بها ما يكفي من الشطائر والعصائر والكثير من الأشياء الأخري 
ثم بحث بعيناه عنها فجلس بجانبها لتتصنع هي القراءة حتي تتخفي من نظراته
أقترب الفهد بوجهه هامسا بأذنيها حلو الفكرة دي بس هتفهمي أيه بالكتابة المعكوسة دي 
تطلعت له پغضب ثم للكتاب بيدها لتجده بالفعل مقلوب 
ضحك الفهد بصوته كله ثم قدم لها الشطائر والشبس 
فهد پخوف مصطنع إني مهخافش منيكي يابت الناس ليه بتبصيلي إكده 
أنفجرت ضاحكة وتناولت منه الشبس ثم قالت بتزمر طفولي فين الشوكلا الا أخترتها 
فهد هههههههه الصراحه شوكلا مشفتش ذيها هههههههه بس للأسف معندهمش ولعات ههههههه
ضحكت هي الأخري بشدة حتي أحمر وجهها من الضحك قائلة علي فكرة أنا مأخدتش بالي منها كنت مرتباكة ومتوترة من التصرف الغبي الا عمالته دا 
فهد بجدية هي الواحدة لما تحضن جوزها بيكون تصرف غبي 
نظرت له بخجل ثم حملت العصائر والشطائر وذهبت للجلوس بجانب نادين 
ليتأملها هو بأبتسامة جميلة لا يعلم بأنها ستخوض معه الحړب ضد كبريائه وستكون له خصما قويا فالعشق ليس له حدود يتحدي جميع الخطوط الحمراء التي وضعها الفهد لنفسه 
الدهاشنه
آيهمحمدرفعت
بعتذر منكم يا بنات علي حلقه إمبارح بس كنت مريضة ومازالت والله راحه عند الدكتور بالليل ومع ذلك رفضت مكتبش الحلقة ياريت محدش يزعل مني أما أرجع بأذن الله باليل من عند الدكتور هحاول أكتب حلقه كمان 
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل الحادي عشر 
بغرفة نوال 
دلف جاسم للغرفة مسرعا ليجدها تتحدث بالهاتف وما أن رأته حتي أغلقته وقالت بفزع خبر أيه يا ولد كيف تفوت إكده 
جاسم بتوتر مش وقته الكلام دا في کاړثة هتحصل 
نوال پخوف هي الأخري کاړثة أيه دي 
جاسم أنا عملت كل دا بخطة منك أننا نفضح البت ليلة دخلتها علي أي عريس وبكدا العاړ
لأمها وتحققي إنتقامك لكن ألأ أنا حاسه أن عمر علي علم بالا حصل 
نوال بسخرية بلاش الحديت الماسخ دا لو عمر كان على علم بالا حوصل مكنش جبل يتجوزها واصل ثم أني هنزل لمستواك وهفكر أنه عارف ليه مشدكش من رجبتك ورباك 
جاسم پخوف أنتي عايزاه ېقتلني يا أمه 
نوال لع يا غبي بجولك لو وبعدين إنت ماسك لها حاجات كتير مستحيل تجدر تفتح خاشمها نجعد بقا ونتفرج علي الا هيوحصل 
جاسم بأبتسامة شماته فهو أرد ريم وتقدم لخطبتها ولكن رفضه الفهد بدون نقاش فها هو الآن قد حطمها لتصبح كالجسد بلا روح 
مرء الليل عليها وذكريات الماضي تلحقها فتكسر فؤادها 
لا طالما رأت الشقيقات كيف يتعاملان بموادة وحب علي عكسها فدائما كانت تجد منها نظرات الكره والحقد .
حتي بعدما ترجاتها كثيرا أن لا تفعل بخالد هكذا ولكنها إستغلت الشبه الكبير بينهم لتوضح له أنها رسمت الحب لأجل إخراجها من الحبس وبالفعل صدم خالد وظن أنها قامت بستغلاله وأبتعد عنها .
تذكرت عندما ترجت الجميع أن يتركوها تعود للقاهرة ولكن لم يقبل أحدا بذلك ففعلت المستحيل حتي تسنح لها فرصة الهرب وأستغلتها جيدا ولكن لم يستغلها معشوقها عندما رفض سماعها .
كانت تود إخباره بالكثير ولكنه حكم وجلدها بالحكم المرير 
ولم تكل حتي أنها إتبعته للهلاك نعم
فالصعيد بذلك الوقت كان بمثابة الچحيم لها فتخفت بنقاب حتي يحميها من أهلها أو العدوان لها ولجنينها .
إستمعت صوت طرقات علي الباب فأعتدلت في جلستها وسمحت لها بالدلوف
وبالفعل دلفت نوراه حاملة لها الطعام والعصائر قائلة لازم تخلصي الوكل دا الحكيم قال إكده 
نظرت لها ريماس بشكر قائلة
أنا تعبتك معيا يا نوراه بس ماليش نفس والله 
نوراه معندناس الحديت ده الوكل مهيرجعش غير لما تأكلي 
وأخذت بعض اللقمات تحت إصرارها ثم قالت كفيا كدا أنا كلت عشان خاطرك 
نوراه طب خدي العصير وأني ههملك 
إبتسمت
ريماس وتناولت العصير ثم جلست تتبادل الحديث مع نوراه فهي أحبتها كثيرا بعدما قامت بمعالجة چروحها 
لحظت راوية الصمت الغير طبيعي لنادين حتي أنها كادت أن تجن فنادين لا تكف عن الحديث أبدااا 
راوية بصوتا منخفض محمل بالخۏف
نادين أنتي كويسه 
لم تجيبها نادين وظلت كما هي كالصنم لتتخشب راوية خشية من أن تعود حالتها مثل سابق 
فهرولت للخلف 
بالخلف
كان يجلس هاشم وخالد وسليم وفهد 
يتبادلون الضحك والحديث فالفهد أحب خالد لأنه يشبهه كثيرا وكذلك خالد أحس بأن الفهد مميز عن الجميع 
كان سليم يستمع إليهم بصمت فتلك الفتاة تشغل عقله 
خالد ههههههه أنا بسمع عن رجل أعمل وساب المهنه ظابط وأستقيل عامل وغير عمله لكن بصراحه أول مرة أسمع عن دكتور ساب شغله لا وبقا أيه كبير الدهاشنة المستقبلي والكل بيعمله الف حساب وحساب طب أذي والمهنتين مختلفين عهههههههه جديده دي 
فهد بضحك وأديك شوفت يا سيدي 
توقف الجميع عن الضحك عندما وجدوا راوية تقف والدمع يسيل من عيناها 
فهد بفزع في أيه يا راوية 
راوية بدموع وهي تحدث
خالد وأبيها نادين مش بترد عليا يا بابا الحاله رجعتلها تاني 
خالد پخوف لا مستحيل 
وخطي بسرعة إليها بيجدها تنظر أمامها بلا روح أو حياة 
أقتلع قلب سليم ليقول لهاشم حاله أيه أني مش فاهم حاجه 
لم يجيبه هاشم وهرول إليها يحاول أفاقتها ولكن هيهات فقد فقدت مزاق الحياة بعد كلام هذا القاسې لتعود كما كانت من قبل 
فهد لراوية أهدي إن شاء الله خير 
هاشم بدمع يلمع بعيناه فهي بالنسبة له الأبنة الغالية فنادين تحتل مكانة بجميع القلوب مش خير يابني 
سليم پخوف ما تفهمني في أيه ياعمي 
هاشم هنتكلم بعدين بس نحاول نفوقها 
وبالفعل حاولت راوية في جعلها تفيق ولكن لا فائدة فقد حسمت أمورها وأتخذت القرار 
وصل الباص أمام منزل الكبير ليحملها هاشم للداخل ويطلب من خالد الأتصال بطبيبها المتخصص بحالتها وبالفعل طلب منه ذلك وأن عليه السفر إليه بأقصي سرعة .
كاد قلبه التوقف عندما رأها تجلس بصمتا علي غير المعتاد والدموع تهبط من عيناها بصمت 
الكبير لهاشم فى أيه يا ولدي مالها نادين 
نظر لهم هاشم بحزن فالجميع قلقا بشأنها 
سليم پخوفا يقتلع قلبه المتحجر في أيه يا عمي 
خالد دي صډمه عصبه حاده لما بتيجي لنادين بتفقد النطق بتتحرك بس بدون وعي 
فهد تجصد أنها بتكون مغيبه عن الواقع 
خالد بحزن أيوا 
الكبير طب من أيه يا ولدي وأيه الا خالها إكده 
راوية بدموع أرجوكم أتكلموا في أي مكان مش عايزنها تتقصر
الفهد راوية عندها حج نتحدت بالمندارة يا كبير 
الكبير ماشي ياولدي 
وبالفعل هبط الرجال وتبقا بالغرفة هنية ورباب والحزن بادي علي وجههم 
بالمندارة
سليم پخوف هي هتفضل إكده كتير 
هاشم بحزن مش عارف يابني أحنا ما صدقنا أنها تجاوزت الأذمه دي 
الكبير أذمة أيه 
هاشم پألم لتذكره الماضي وكذلك خالد الذي لمعت عيناه من تذكر رفيق دربه نادين مالهاش غير أخ واحد بس زميل خالد إبني ومش كده وبس دا الأخ التاني ليه كان زميله في الدراسة وفي كل حاجة مكنش بيسيب القصر عندنا لانه متعلق بخالد وبيا أنا بالذات كمان نادين كانت متعلقة بأخوها لانه السند ليها نادين مكنتش متعلقه بأبوها ولا بأمها لانهم للأسف كانت أخر أهتمامتهم الأولاد كل أهتمامهم كانت الثروة والنفوذ حياتهم كانت بأمريكا وبره مصر كان بيحصل زيارات بينهم ذي الغرب لحد ما عاصم أخويا ماټ ومراته إتجوزت واحد تاني وأهملتهم جدا 
ساعتها نادر قرر أنه يقطع علاقته بيها وأنا رفضت لأنها أمه وللأسف الشديد رجعت مصر بعد ما عرفت ان الثروة كلها بأسم نادر ونادين رجعت عشان الفلوس 
نادر كان عارف كدا من الأول لكن نادين لا إنخدعت فيها وكانت منحذه ليها .
وقررت تسافر معها أمريكا بس مش زيارة دي هتفضل هناك للأبد 
حاول نادر يفهمها لكنها كانت رفضه السماع لحد وفعلا سافرت وبعدها بكام شهر رجعت تبكي لانها سمعت أمها بتكلم مع المحامي علي طريقة تخليها تقدر تسيطر علي أملاك نادين وتصبح بأيدها هي .
دي كانت صدمة ليها وكفيلة تحطمها لكن بنتي قوية رجعت لحضني تاني بس الصدمة التانيه كانت أقوي وأشد 
كان الجميع يستمع له بحزن ومنهم من سال الدمع من عينه علي تلك الفتاة التي رأت كثيرا 
ومنهم من إشټعل قلبه بنيران تجعله رمادا علي ما إرتكبه بحقها كسليم 
ليكمل هاشم بدموع فشل في إخفائها نادين حاولت تخلي نادر يسامحها لكنها فشلت هو كان زعلان أنها كدبته وفي نفس الوقت مجروح من أمه
عد الوقت ونادر قدر يسامح نادين بعد ما خالد ورواية عملوا مجهودهم عشان يرجعوا يتكلموا وفعلا رجعوا تاني وعلاقتهم زادت جدا حتى نادين مكنتش بتعرف تنام إلا جانب أخوها 
إتعلقت بيه بس الدنيا قست عليها إديتها درس صعب أووي حد يتحمله 
تشوف أخوها وسندها
بيتقتل قدام عيناها ومحدش عرف ذنبه أيه عشان يحصل دا لحد الآن محدش عارف يوصل للقاټل ولا حتي في سبب يخلي حد ېقتل حد بدون سبب حاولنا نعرف هو مين وفشلنا 
وضع رأسه أرضا وقال كان يوم عيد ميلادها ونادر أخدها يفسحها وللأسفل دا حصل خاليها تفقد النطق وتبقا ذي مأنتوا شايفين 
الكبير بدمع يلمع بعيناه طب ياولدي أكيد في ناس ليهم مصلحة من جتله 
هاشم مش عارف يا
عمى والله 
عمر پألم الفراق وحش أووي الله يكون في عونها 
فهد بأهتمام طب ياعمي إذي عدت الصدمة دي 
زفر هاشم پألم حاولنا كتير يابني وفشلنا بس في الأخر ربنا نصرنا 
فهد كيف 
هاشم الدكتور لاحظ أنها بتميل لخالد جدا حتي في وجوده بتتحسن صحتها الدكتور أكد علي خالد شوية تعليمات وأنه يكون جانبها وميسبهاش لأنها بتحسه ذي نادر وبتشوفه كدا وفعلا إبتدت تتجاوز الصدمة ومن وقتها وبدءت تتعلق بخالد ساعات كتير كانت بتغلط بأسمه وتناديله بأسم أخوها 
هنا أكمل خالد عمري ما أضيقت أنها بتناديلي بأسم مش أسمي الأهم عندي أنها تتحسن لأنها فعلا عندي ذي راوية 
إنقلع قلب سليم لېتحطم لقطع صغيرة فما تلك الچريمة الحمقاء التي أرتكبها بحقها .
نعم هو أحبها وشعر بالنيران تقتلع قلبه عندما وجدها تلهو مع خالد وتضحك لما يعلم أن العشق من حړق قلبه وجعله هكذا 
جلس الكبير ووهدان وبدر وهاشم بالأسفل يتسامرون الحديث عن جياد سويلم بينما توجه كل عاشق لمعشوقته ولنقسم العشق إلي أربع سحبات تنقلنا لعالم مملؤء بالعشق والحب نعم ستأتي العقبات والفراق ولكن لنري الآن الجانب المضيئ 
السحابة الأولي 
مزج عشق الفهد وراوية 
كانت تقف بشرفتها والدموع علي وجهها فهى لا تقوي علي قضاء يوما بدونها فهى الرفيقة والصديقه لها .
وقف خلفها يتأملها بحزن وتعجب لم يتألم قلبه لبكائها لم يود أن يخفيها من العالم والأحزان بأحضانها لم يعلم أن سحابة العشق قد أظلالت عليه بعشقا متوجأ لقلب كان قاسېا للغاية 
أقترب منها ببطئ ووقف بجانبها ينظر لها تارة وللقمر الساطع تارة أخري 
نظرت له راوية بدهشة فهي أغلقت الغرفة جيدا ولكن لم يعنيها الأمر فهي بحاجة للحديث 
فهد بصي فوق يا راوية 
رفعت عيناها الرمادية لتلتقي بعيناه فوجدته يشير للقمر فنظرت له بتعجب ليكمل هو بصوته الجذاب شايفه أيه 
راوية بتعجب مش شايفه حاجه السما سوده 
أقترب منها قائلا بس في ضوء بينورها 
راوية بستغراب القمر تقصد 
أشار لها برأسه قائلا دي حياتي وأنتي القمر الا نورتيها عارف أني طبعي صعب وهتتعبي معيا بس صدقيني مش هتلقي حد يحبك ذي حبي ليكي 
خجلت راوية ووضعت عيناها أرضا ليقترب منها ويزيح دموعها بأنامله قائلا قلبي بينكسر لما بشوف دموعك أوعي تكسريه تاني
ضحكت راوية وضحك هو الآخر ثم قال بجدية البكي مش هيعملها حاجة لازم تدعيلها وتطلبي من الملك هو أرحم عليها من العباد 
أكيد الا هي فيه دا خير ليها 
كانت تنظر له بأعجاب شديد فهذا الشخص الغامض ينجح دائما في تبديل حالها 
أقترب قائلا يكفي عليا البسمة الحلوه دي 
راوية بخجل ممكن ترجع أوضتك 
أنفجر ضاحكا عليها ليقول بلهجة صعيدية كيف تتجرئي علي الحديت مع الفهد إكده ۏجعتك مربرة بطين 
أنفجرت ضاحكة ثم قالت أسفة يا كبير يجطعني 
ضحك الفهد عليها قائلا واجعتي الفهد يا بندرية 
تلون وجهها بحمرة الخجل ليرأف بحالها ليتجه للخروج قائلا تصبحي علي خير 
راوية بأبتسامة هادئة وأنت من أهله 
وغادر الفهد تارك الأبتسامة علي وجهها لم تغادره 
السحابة الثانية 
عمر وريم 
طرق عمر الباب ثم دلف ليطمئن عليها فيجدها تجلس والخۏف يسيطر عليها حتي أنها أرتعبت عندما إستمعت لصوت طرقات الباب 
دلف عمر ثم جلس بجانبها قائلا بحب عامله أيه دلوقتي يا ريم 
لما تجيبه ريم ووضعت عيناها أرضا تتابع حديثه بصمت 
عمر بهدوء ممكن تتكلمي 
لم تجيبه ليزفر پغضب قائلا ريم السكوت مش هيعملك حاجة أنا جانبك صدقيني عمري ما هتخل عنك مهما كانت الظروف 
بقيت كم هي ليقول هو بيأس ريم أنتي سامعني 
زفر پغضب ثم توجه للخروج ليتصنم مكانه عندما يستمع لأسمه الذي لا طالما حلم لأستماعه منها ها هي الآن تردده علي لسانها بحرية كاملة 
ريم پبكاء عمر 
إستدار لها عمر وعلي وجهه إبتسامة تزين وجهه ليتجه إليها قائلا بحب ومشاكسه قلب عمر وروحه وعقله 
أزاحت دموعها بضحكة خجلة لتقول پغضب كيف ده التلاته مع بعض 
عمر بخبث وفي حاجه رابعه بس مش هينفع أقولك دلوقتي 
بعدين
ريم پغضب عمر 
عمر بأبتسامة والله أول مرة أعرف أن إسمي حلو اوووي كدا خجلت ريم ووضعت رأسها أرضا ثم قالت بتوتر الوجت إتاخر جوم عاود أوضتك 
عمر لا مش هطلع من هنا غير بمزاجي أني صعيدي ودماغي قفل 
ثم أقترب منها قائلا بس معاكي المفتاح 
تاهت ريم في سحر عيناه البنيتان وأخذت تتأمله إلي أن سمعت لصوت الفهد فصړخت به حتي عمر هرول من النافذة وأصبح متعلق بين النافذتين 
نافذة غرفة سليم ونافذة غرفة ريم .
السحابة الثالثة 
خالد وريماس 
كانت تجلس علي الفراش ويدها تحتصن جنينها 
شاردة بما حدث معها وكيف أنها رأت المۏت بعيناها 
ليقطع
شرودها دلوف خالد لتتقابل عيناهم بنظرة طويلة طالت بالأشتياق والندم .
هرولت ريماس إلي خالد بلهفة قائلة بأبتسامة خالد الحمد لله أنك بخير 
كان الصمت حليفه والدمع بعيناه علي تلك الحمقاء التى إرتكب بحقها الكثير وتقابله ببسمة لا تفارق وجهها لا يعلم أن العشق من يزرع حبه بقلبها فيمحو ما يفعله 
تركها خالد وجلس علي المقعد بأهمال لتجلس
بجانبه بحزن قائلة أنت لسه زعلان مني يا خالد صدقني كان ڠصب عني كان لازم أعمل كدا مكنتش أعرف أني هحبك صدقني أنا مش هعرف أوصفلك إحساسي وأنا شايفاك بتتحدا الكل وبتعلني زوجة ليك 
ثم بكت قائلة حبيتك ورفضت أعمل كدا و
كادت أن تكمل ليحتضنها معشوقها قائلا بندم أسف يا حبيبتي أني مدتلكيش فرصة وسمعتكيش أنا الا المفروض أطلب السماح مش أنتى
بكت بأحضانه ولم تجد من الكلمات معبرا عما تشعر به لتستكين بين أحضانه بسلام وتنعم بالحب والدفئ 
السحابة الرابعة 
سليم نادين 
دلف للغرفة بقلبا
محطم يحمله بعجز بين يديه يتقدم خطوة منها كأنها يمشي علي أشواك تفتك به
جلس بجانبها لينصدم وسأل نفسه كثيرا أين الفتاة المشاكسه !
أين هي !
لا يعلم أنه حطمها بيدها ونزع عنها فرحتها ظل لجورها يتأملها كثيرا ثم وضع
يده علي وجهها يزيح دموعها بحنان قائلا مجصديش الا حوصل ده صدجيني أني معرفش إتكلمت إكده كيف بس الا
أعرفه إني بحبك يا بندرية أيوا أني هحبك كتير ومستحملتش أشوف بسمتك مع حد تاني حتي لو بتعتبريه أخوكي 
هبطت دمعة أخري علي وجهها لتشق قلبه إلي شطرين شطر ۏجع وشطر عڈاب 
ليزيحها عنها ثم يحتضنها قائلا لأول مرة بحياته أسف يا حبيبتي سامحينى أني غلطت في حجك 
أحتضنها كثيرا ليعترف أنها غزت قلبه المتعجرف ولكن هل إنتهت المعركة بفوز الحوريات علي حصون الدهاشنه 
أما أن هناك معارك أخري 
ماذا سيحدث عندما يعود الماضي لحياة نادين من جديد 
ردة فعل قوية من جياد سويلم يستهدف بها فهد وعمر وسليم وخالد فهل ستسقط الحصون أما ستزداد قوة 
مكائد لتحطيم قيود العشق بكافة الطرق فهل ستتمكن من ذلك 
ماضي وحاضر ومستقبل يبني وېحطم كيف ذلك تابعوني بفصل جديد وأحداث قوية للغاية في 
الدهاشنة
بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت 
. نهى الفصل الثاني عشر 
العائلة
كانت المندارة تعج بالرجال وجميعهم يشع من وجههم نيران الحقد والكراهية لتلك العائلة .
صمت الجميع عندما دلف الكبير المجلس 
جلس فزاع ونظراته تتنقل بين الجمع بتفحص وغموض 
ليقف رجلا كبيرا بالعمر قائلا يرضيك إلا حوصل ده يا كبير 
رجلا أخر جياد سويلم مهيخافش من حد واصل لازمن يتحطله حد
رجلا أخر كيف يتجرء يعمل إكده والكبير موجود 
أخذت الهممات تعلو المجلس وأصوات التحدث بأصواتا منخفضه 
ليقول شابا منهم إحنا لازمن نعمل إكده في حريمهم كيف ما عملوا معنا
ليكف الجميع عن التحدث عندما يقف الكبير ويضرب الأرض بعصاه الأنبوسية التى تجعل الجميع يلتزمون الصمت فمن هم ليخالفوا أموره 
فزاع پغضب كل واحد يجفل خشمه حج البنات دي هتيجي وكلمتي أنتو عارفينها زين كل واحد علي داره وأني هتصرف 
وبالفعل إنقضي الحديث وعاد الجميع منازلهم ليتبقي الفهد وسليم 
فهد پغضب جياد سويلم أتخطه حدوده يا جدي ولازمن يتوضعله حد 
فزاع بغموض عندك حج يا ولدي عشان إكده عايزك توريله من هم الدهاشنه صوح 
أشار له الفهد برأسه ثم ترك المندارة وخرج ليري هذا الأحمق مع من يلهو 
بالأعلي
توجهت راوية لرؤية ريم فهي لم تلتقي بها منذ عودتها وعلمت من هنية بحالتها السيئة فتوجهت لترى ما بها
دلفت راوية بعدما إستمعت إذن الدلوف دلفت بخطوات سريعة 
لترها وتعرف ما بها 
ما أن رأتها ريم حتى أخذتها بالأحضان فهي أحبتها كثيرا 
جلست بصحبتها تتحدث عما مرء وكيف أنها إشتاقت لها ثم تعجبت لعدم وجود نادين لتخبرها راوية بحزن عما بها فتذهب مسرعة هي الآخري لتري ما بها .
بالمندارة
كان يجلس وهدان وهاشم وبدر وواهية القناوي يتبادلون الحديث عن جياد وكيف أنه يفعل ذلك ببساطة 
وخاصة بعد معرفتهم لتكرر عاملته مع عائلة القناوي لذلك أتي واهبة للكبير ليضع الحد لهذا المعتوه
الكبير هنتنظر رجوع الفهد وبعدين نقرر هنعملوا أيه 
هاشم بعدم فهم ليه فهد فين
وهدان پخوف إبني وأني عارفه مش هيرتاح غير لما الجياد يجول حجي برجبتي 
بدر پغضب يستهل ياخوى هو فاكرنا إيه سهل ېغدر بينا 
واهبة پخوف كيف الحديت دا يا كبير تهمل الفهد لحاله أنت مهتعرفش جياد 
الكبير بغموض أعرفه يا واهبة بس أعرف الفهد زين وأعرف يجدر علي إيه 
وقبل أن يتحدث أحدا دلف الفهد ودفش بشخصا مجهول أرضا 
واهبة بستغراب مين ده يا ولدي 
لم يحدثه الفهد وأقترب منه ثم أزاح الغطاء من علي وجهه لينصدموا مما رأوه الذراع الأيمن لجياد سويلم وإبنه الأكبر قاسم 
هنا
أكد الفهد للجميع أنه قوة الدهاشنة ويستحق ثقة الكبير لهم 
الفهد پغضب الحيوان دا الا أمرهم يعملوا إكده لازم يتعاقب من الأهلي الا عملوا في بناتهم
حاول قاسم الحديث ولكن لم يستطيع فالفهد أوسعه ضړبا لدرجة أفقدته النطق والحركة 
واهبة بأعجاب برافو عليكي يا ولدي ضړبة معلم بصحيح أما نشوف رد فعل جياد هيكون أيه لما يعرف كيف الفهد عرف يدخل داره ويسحل إبنه كيف الحركه إكده
سليم پغضب خاليه يعرف بيلعب مع مين صوح
ونفذ وهدان كلام الفهد عندما أشار لأحد من رجاله بأصطحاب هذا الأحمق لينال جزاءه .
تحت نظرات ړعب من جاسم فأذا كانت تلك ردة فعل الفهد للغرباء فكيف إن علم بما فعله بشقيقته
بغرفة نادين 
دلفت ريم وراوية لها حتي أن ريم حاولت الحديث معها ولكن بدون جدوى لا تتحرك تلتزم الصمت أو تتهرب من ماضيها الأليم بكلماته القاسيه التي دفشتها ببؤرة الماضي والخذلان لتتراجع لذكريات تألمها وټحطم قلبها الهاش 
ظلت الفتيات لجوارها حتي غفلت راوية بجانبها فهى لم تذق النوم لحزنها عليها 
فقامت ريم وداثرتهم جيدا ثم خرجت لتهبط للأسفل تساعد والدتها بالعمل لتجده يقف أمامها إرتعبت ريم ونظرت له پخوفا شديد ليقترب منها قائلا بصوتا منخفض أيه يا قمر مالك مش راضى عننا ليه 
ريم بتماسك رغم الخۏف بداخلها بعد عني يا حيوان أنت بدل ما أفرج عليك الخلج ووريني هتعرف تعمل أيه لما أجولهم علي الأ عمالته
ضحك بصوتا جعلها تغتاظ من الڠضب قائلا ولما يسالوكي سكتي كل ده ليه هتقولي أيه أما البس عريس وخلاص والا لما سي عمر يعرف بالا حصل هيكون رد فعله أيه 
نظرت له كثيرا ثم قالت پغضب أنت عايز مني أيه 
أقترب منها قائلا بمكر حلو كده تعجبيني ألا عايزه منك تخرجي من البيت وتقبليني في المزارع 
لم تتمالك ريم نفسها لترفع يدها وتهوى علي وجهه بصڤعة ليقطعها هو بحديثه الممېت قائلا تعجبيني هستانكي بكره بالمزراع ولو مجتيش هعتبر أنها دعوة منك ليا لأستعجال موتك علي أيد أخوكي 
وقبل أن تجيبه تركها ورحل 
جلست علي الدرج والدموع ټغرق وجهها لا تعلم ما عليها فعله ولكنها ليست بالضعيفة الهاشه فهي إحتملت الكثير والكثير أما الآن فحبيبها إلي جوارها يساندها ويدعمها 
صړخت بداخلها أنها لم تعد ضعيفة لوجود القوة الكبري لجانبها لتزيح دموعها ثم تركض إليه .
وقفت تطرق باب الغرفة بأنتظاره لتجده أمامها 
عمر بتعجب فلأول مرة يجدها تطرق باب غرفته نظر لها كثيرا ثم قال بقلق ريم أنتي كويسة 
ريم بصوتا باكي ممكن أدخل 
عمر بلهفة طبعا يا عمري 
وبالفعل دلفت للداخل تنظر للغرفة بأعجاب فهي تعيش معه بنفس المنزل منذ سنوات عديدة ولكن غير مسموح لها أن تدلف إلي الجناح الخاص بالشباب 
نظرت للجيتار المعلق علي الحائط لتبتسم قائلة كنت مستغربه الصوت ده جي منين دلوجت عرفت 
إبتسم هو الآخر قائلا دي هوايتي يا ريم برتاح لما بعزف تحبي أعزفلك حاجة 
ريم الآيام جيه كتير يا واد عمي 
عمر بحزن مصطنع ليه كدا بقا مش كنت عمر 
لمعت الدموع بعيناها لتقترب منه وتتمسك بيده تحت نظرات إندهاش عمر لينظر لها بتعجب فقطعت هي التعجب قائلة بدموع عايزة أحكيلك 
هنا سعد وتحمس لمعرفة هذا الحقېر الذي سينزع عنه الحياة بيده ولكنه تحل بالهدوء رغم العاصفة بداخله 
جذبها عمر برفق ثم أجلسها علي الفراش وجذب المقعد وجلس بالمقابل لها 
ظلت تفرك بيدها كثيرا لأسترجاع ذكريات قضت عليها وتركت أثرا كبير بحياتها 
أنتظرها عمر حتي تتحدث براحة نفسية لم يرد إرهابها لتقول بصوتا باكي جاسم 
تخشبت ملامح عمر وحاول التحكم بأعصابه ليستمع لما يريد لتكمل هى بدموع كان دائما يسامعني كلام أنه بيحبني وعايز يتجوزني بس أني مكنتش بديله 
فرصة للحديت وكنت بهمله يحديت نفسه طالبني من جدي وفهد موافجش أني كنت خاېفة يوافج وأني مهحبوش واصل 
ثم رفعت عيناها لتعترف لعيناه عشقه الطفولي المتيم 
لتقول بدموع طول عمري وأني بتمناك من ربنا ياعمر كان نفسي تكون ليا ولم إتحقت أمنيتي أخسر جلبي الأ أنكسر 
ثم قالت پبكاء ودموع كالفيضان عمري ما أنسا اليوم ده واصل 
أغمضت عيناها پألم ليضع عمر يده علي يديها قائلا بهدوء علي عكس الچحيم بداخله كملي يا ريم 
نظرت له بعينا تلتمس الحنان وعندما وجدته بعيناه تحدثت قائلة كان جدي في الغيط بيمر علي العمال وأمي وخالتي رباب بالبندر ذي عادتهم بيكشفوا عند الحكيم وفهد وسليم والكل بشغلهم وأني لحالي إهنه مع الخدم حتي نوراه معرفش أختفت فين .
تساقطت الدموع من مقالتيها قائلة خلصت الوكل مع الخدم وطلعت أوضتي أرتاح أتفأجئت بيه ورايا معرفش كيف عاود من البندر معرفش أي حاجة غير أنه واجف أدمي
زفرت پألم قائلة جيت أتكلم معرفتش صوتي مش بيطلع
حتي جسمي مش حاسه بيه وجعت علي الأرض ومدرتش بنفسي غير ......
هنا لم تعد تقوي علي الحديث وأنفجرت بأكية بصوتا موجوع حتي تنقل ما مرءت به وإستشعرته عندما إستعادة وعيها 
إحتضانها عمر بحنان وعيناه مملؤة بلهيب الحقد والأنتقام أرد رؤية
هذا الوغد ليقضي عليه ولكن ما يميز عمر عن الفهد وسليم رجاحة عقله وصبره
قالت من وسط شهقاتها كنت هخبر الكل بس هددني أنه معاه صور ليا 
أغمض عيناه پألم وڠضب يكاد يعصف القصر بأكمله ولكن عليه التماسك حتي يجعل المۏت حليفه ولا يقوي علي تمنيه يطبطب عليها بيدا ممزوعة من حنان واليد الأخري مطوية پغضب جعلها كقبضة من چحيم 
بكت كثيرا بأحضانه كأنها تاقي بأوجعها حتي ترتاح ولو قليلا
مرت الدقائق ومازالت بأحضانه تشعر بالأمان 
أخرجها عمر ببطئ لتواجه عيناه التي تمنحها القوة والعزيمة وبيده نزع عنها دموعها قائلا بصوتا مكبوت بالڠضب أوعدك أني حقك هيرجعلك يا ريم بس مش بالمۏت المۏت أرحم من الا هعمله فيه .
في شكوك في دماغي ولازم أتاكد منها عشان كدا لازم تساعديني 
نظرت له بعدم فهم ليخبرها بما يفكر به .
بالأسفل
هبط خالد للأسفل يبحث بعيناه علي رفيقه فلم يجده 
فوجد سليم بألأسفل فتوجه للصعود ليقف علي صوته 
سليم خالد 
إستدار خالد له قائلا بهدوء نعم 
وقف سليم وأقترب منه قائلا بتوتر مفيش حل تاني غير الا جاله الحكيم 
نظر له خالد قليلا ثم زفر پغضب قائلا والله الدكتور قال الكلام أدام سعاتك ولو كان في حل تاني أكيد كان قاله عن أذنك 
سليم پغضب ممكن أفهم بتحدثني كدليه 
خالد پغضب هو الآخر والله كلامي مش مريح حضرتك متتكلمش معيا من الأول 
دلف فهد من الخارج ليستمع لجادلهم فتدخل علي الفور في إيه 
خالد پغضب في
أن الأستاذ دا مش قادر يفهم أن نادين دي أختي ورفض كلام الدكتور أني أفضل معها 
فهد بهدوء طب أهدا يا خالد بس 
خالد أنا هادي يا فهد عن أذنك 
وتركه خالد وصعد للبحث عن عمر 
أما الفهد فعڼف سليم علي ما يرتكبه بحق خالد 
سليم پغضب كيف أهمل مرأتي مع واحد غريب 
فهد
غريب فين يا سليم دا واد عمها وأخوها 
سليم لع مهملهاش واصل 
فهد يا حمار أفهم هي أخته ولو كان عايز يتجوزها مهي كانت أدمه بس هي أخته أفهم بقا 
ڠضب سليم وصعد للأعلي پغضبا جامح 
أما الفهد
فتوجه للمندارة لوضع خطة مع الكبير للقضاء علي جياد سويلم 
بالأعلي
جلس كلامن 
ريماس ونوراه وراوية يتبادلون الحديث المرح ولكن لاحظت راوية تقلب وجه نوراه عند ذكر إسم نادين وهنا أكدت ظنونها .
خرجت ريم من غرفة عمر بعدما علمت بما ستفعله لأنتقام من هذا الحقېر 
لا
تعلم بأن عمر يريد كبت چراحها بأن يجعلها ټنتقم لنفسها فتبرد نيران قلبها المشټعلة .
دلف سليم لغرفة عمر بضيق ليجده يجلس بالشرفة وعيناه علي الحقول 
سليم أنت فين من الصبح ياعمر الدنيا مجلوبة وأنت إهنه 
عمر بغموض في أيه يا سليم 
سليم فيه كتير 
وقص له سليم عما حدث ثم قص له علي حديث الطبيب أن يقترب خالد منها لتشعر بوجود نادر لجوارها فتعود لأرض الواقع 
عمر طب كويس مستنين أيه نفذوا 
سليم پغضب بلاش كلام ماسخ أني مهسمحاش أنه يجرب من مرأتي 
عمر يا سليم خالد أخوها 
سليم پغضب كيف ده يعني أني أجرب من ريم عادي إكده فوج يا واد عمي 
عمر بهدوء أنت وريم علي عكس خالد ونادين هم أتربوا مع بعض وكان ليها أخ ولعلمك بقا خالد ياما حكالي عنها نادين فعلا أخت ليه مسالتش نفسك ليه بتتحسن في وجوده ذي ما الدكتور قال 
صمت سليم بأقتناع ليكمل عمر قائلا لأنها بتحس بوجود أخوها الله يرحمه ودا كفيل ليك بأنك تعرف أن خالد أخ ليها بلاش تحسسها أننا جاهلين يا إبن عمي أنت متعلم وعارف الكلام دا 
وتركه عمر يفكر بحديثه ثم خرج للبحث هو الآخر عن خالد فهو يحتاج له بالقادم .
ما هو المجهول بماضي ريم 
الفعل له ردة فعل ماهي الخطوة التي سيرتكبها جياد سويلم 
هل سيحتمل سليم تقرب خالد من نادين 
ما هي الخطة الذي سيضعها عمر 
ماذا لو تحدي خالد جياد سويلم عندما يشارك بزفاف الدهاشنة بأعلان زواجه من ريماس سويلم للجميع 
ماذا يخفي المجهول لسحابات العشق الدفين 
كل ذلك وأكثر 
بالدهاشنة
بقلميملكةالأبداعآيهمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل الثالث عشر 
بمنزل جياد سويلم 
جن جنونه بعد معرفته ما حدث لأبنه فكيف له الدخول وسط نيران الدهاشنة لأنقاذه نعم الفهد إستطاع ذلك ولكنه كالنمر لا يقوي أحدا الوقوف بوجهه 
كبت غضبه بداخله حتي يستطيع وضع خطة هجوم عليهم والقصاص لما حدث لأبنه 
بالمندارة
طلب واهبة القناوي من فزاع بتعجل الزفاف لأنه من الصعب بعادتهم وتقاليدهم جلوس العروس بمنزل عريسها ومخالفة تلك العادات والتقاليد ذنبا ڤاضحا بحقهم خاصة أنهم الحكماء والكبار لعائلة الدهاشنة والقناوي 
إقتنع فزاع وكذلك الجميع وتم تحديد الزفاف بعد 4أيام 
كاد هاشم الأعتراض ولكنه مجبورا لحماية إبنته فبالفعل هي بأمان هنا .
علمت الفتيات بأمر الزفاف وكذلك الجميع لتسعد نوال بهذا الخبر سعادة لا توصف لأفتضاح أمر ريم لأعتقادها أن عمر لا يعلم 
لا تعلم بما ينوي فعله .
صعدت نوراه لغرفة نوال تبكي لها فهي كانت علي أمل أن يتركها ولكن لا جدوي من الآمر 
هنا العقبة لدي نوال فهي تريد لهذا الزواج أن يتم ليتحقق حلم إزلال
هنية بأبنتها .
فكان عليها أن توقف نوراه عن مخططتها فأخبرتها أن عليها الصمود لبعد الزفاف حتي تتمكن من فصلهم بسهولة وأن عليها العمل بصمت حتي لا يشعر بها أحدا 
أعترضت نوراه أن تترك هذا الزفاف يتم ولكن إستطعت نوال تهدئتها بأن الآمر سينتهي قريبا فتلك البندرية لم تعرف كيف تربح قلب سليم دهشان.
كانت ريماس تتعجب من الآمر كيف لها أن ترتدي فستان عروس وهي حامل كل ما تعلمه ويسعدها أن معشوقها يسعي لسعادتها ليعلم الجميع من هي وبمن تزوجت .
أما راوية فكانت ما بين السعادة والشقاء بين الفرحة والخۏف لا تعلم لما تشعر پخوفا شديد يهاجمها من الفهد فهو غامض بالنسبة لها ولكنها ستكون له بنهاية المطاف 
أما حزنها فكان علي نادين التي تلتزم الصمت فتجعل قلوب من حولها تعيسه بدونها .
علمت ريم بأمر الزفاف وإبتسمت بأن جزء من خطة عمر شرع في البدء دون أن مجهود ودعت الله كثيرا أن يحميه لها وأن ينتقم من هذا الوغد الذي فعل بها هذا .
كانت تجلس بالغرفة هائمة بالماضي تريد أن تلقي بنفسها بأحضانه ولكنه لم يعد علي قيد الحياة بكت نادين بشدة 
لتجده يدلف الغرفة فتركض لأحضانه بلهفة وعدم تصديق
وقف خالد عاجزا عن الحركة ولا يعلم ماذا يتوجب عليه فعله ليرفع رأسه للسماء كأنه يخاطب ربه أنها أختا له فرفع يده علي ظهرها بحنان أخوي قائلا بمزح أنتي عندك دموع ذينا 
أبتعدت عنه نادين پغضب ثم ضړبته بخفة علي صدره ليضحك خالد بسعادة قائلا براحه يابت الله أيه رايك ننزل نتمشي تحت شوية ذي زمان 
أشارت له برأسها وتوجهت معه ليجذبها للخلف قائلا راحه فين ياما نسيتي أنك إتحجبتي هو دخول الحمام ذي خروجه ولا أيه 
إبتسمت نادين وجذبت حجابها ثم
تمسكت بذراع خالد لينظر لها بحيرة هو يعلم تلك الحالة جيدا فهي الآن كالطفل الصغير المتعلق بشيئا يحبه كثيرا ولكن سليم لن يتفهم ذلك 
حاول جذب ذراعيه بهدوء وبالفعل نجح بذلك وهبط للأسفل وهي معه 
بالأسفل
وضعت رباب وهنية العشاء ثم إجتمع الجميع علي المائدة لتلتقي راوية به فهي أشتاقت له لم ترأه من الصباح 
نظر لها الفهد بحبا شديد فهي أصبحت جزءا كبير من حياته لا يعلم ما يخبئه له الجمهول .
جلس الكبير ثم قال بحزن لهاشم مفيش تحسن بحالة نادين 
هاشم لا والله يا عمي أنا كنت بستأذنكم أني أخد البنات ونرجع السرايا لحد يوم الفرح لآن أنت عارف بعادتنا وتقاليدنا 
الكبير خابر ياولدي الصبح فهد هيوصلكم للسرايا جيمتك من جيمتنا يا ولدي 
إبتسم هاشم بثقة قائلا عارف يا حاج 
وهدان والله أتعودنا علي جعدتك معنا ياخوي 
هاشم ربي الا يعلم أنا كنت سعيد بكم أد أيه 
بدر بأبتسامة ربنا يزيد المحبة يارب
جلست ريم وعيناها لا تفارق عين عمر فهو يمدها بالقوة او بالمعني تتهرب من نظرات هذا القذر أما عمر فكانت نظراته لجاسم كالسهام المحملة بنيران يريد أن يفتك به ولكنه بحاجة للهدوء والصبر حتي لا يفضح محبوبته فكرامتها كعقد ألماس بالنسبة له .
نعم لم تفعل شيئا ولكن الصعيد به الكثير من من يحكمون علي المجني عليه بالمۏت المؤبد 
كانت ريماس تجلس بجانب راوية فلاحظت غياب خالد حتي أنها بحثت بالأعلي ولم تعثر عليه فتيقنت أنه بالخارج 
دلفت نوراه من الخارج ثم أعتذرت عن تأخرها وجلست بجانب الحية لتبخ ثمها القاټل 
نوال بصوتا منخفض كنتي فين يانوراه 
نوراه بفرحة كنت بجيب المجص الأ هجطع بيه علاقة البندرية بسليم 
نوال بعدم فهم جصدك أيه 
نوراه بعدين يا عمتي أصبري وأسمعي 
لم تفهم نوال ما تريد تلك الفتاة إفعاله إلا عندما قالت لهاشم بأبتسامة كاذبة أني مبسوطة أوي ياعمي هاشم أن نادين خرجت أخيرا من أوضتها 
نظر لها الجميع بدهشة وكذلك سليم الذي رقص قلبه طربا لأستماع عن تحسن محبوبته 
ليقول هاشم بفرحة بجد يا بنتي خرجت 
نوراه وهي تتصنع الدهشة أيه ده أنت مهتعرفش البركة في ولدك طلعلاها فوج وخرجها في الغيط الأ بره وبتضحك ووشها كيف البدر المنور 
سعد هاشم وكذلك فزاع علي عكس الفهد وعمر كانت نظراتهم علي سليم الذي أحتل الڠضب وجهها فتطلع له فهد وحثه بنظراته علي الهدوء .
فرسم ذلك ولكن بداخله نيران تغلي .
نوال بخبث هي الآخر الحمد لله يبجا كلام الحكيم صوح خالد الدوا ليها 
كانت راوية توزع النظرات بينها وبين نوراه فتلك العقربتان يريدان تزويد نيران السليم الواضحه علي وجهه 
حتي الفهد إبتسم علي قطته التي تحمل ما يكفي من الذكاء البادي علي وجهها .
ما هي إلا ثواني معدودة حتي دلف خالد ومعه نادين المبتسمة علي حديثه 
كانت نظرات سليم تفتك بهم ولكنه نجح بالتحكم بأعصابه 
فزاع بأبتسامة أيوا إكده ربنا يسعدك ياولدي 
إكتفى خالد برسم بسمة بسيطة علي وجهه 
أما نادين فكانت تنظر لسليم پغضب 
وهدان أجعد يا ولدي الوكل هيبرد 
خالد لا ياعمي ماليش نفس 
ثم جذب المقعد بجانب راوية وساعد نادين علي الجلوس تحت نظرات سليم الغاضبه له 
ساعدها خالد بالجلوس وكاد أن يترك السفرة
ويتجه للأعلي ليجد نادين متماسكة بقميصه 
هنا جن جنون سليم حتي أنه كاد أن يتحدث ولكنه صمت عندما وضع الفهد يده علي يديه كأنه تحذير له 
وكذلك عمر أشار له بعيناه فڠضب الكبير سيجذم بالكل إن أثار هذا الاحمق إغضابه 
جلس خالد بجانبها لتجلس هي الآخري وتتناول الطعام وهي توزع نظراتها بين سليم وخالد فالڠضب حليف سليم فيجعلها تزيح عيناها بسرعة كبيرة وتنظر لخالد تستمد العون .
لم تغضب ريماس من نادين فخالد قد قص لها حالتها من قبل بلا متفاهمة لأقصي درجة 
كانت نوراه تبتسم هو ونوال بستمتاع لرؤيتها سليم يتأكل من الڠضب حتي أنه ترك السفرة وتوجه لغرفته .
أنهي الجميع طعامهم ثم توجه البعض لغرفته 
وتبقا رباب وهنية والفتيات بالأسفل فجلسوا يتبادلون الحديث بضحكات جميله تتابعهم وكذلك نظرات نوال ونوراه 
هنية بفرحة والله نورتوا السرايا يا بنات 
ريماس دا نورك يا خالة 
راوية البيت منور بناسه يا ماما 
قدمت ريم العصائر للجميع لتقول بسعادة لراوية ألا جوليلي يا راوية أنتي دكتورة أيه 
راوية أطفال حبيبتي لييه 
ضحكت ريم وقالت إكده يعني مش هنطلع منيكي بمصلحة 
ضحكت راوية قائلة لا إذي نادين ممكن تكشف علي الكل وعلاج مجانا كمان وربنا يسترها معاكم
ضحكت نادين بصوتا مسموع ليسعد الجميع بها وكذلك ريماس 
ثم قالت هنية ربنا يسعد أيامكم يا حبايبي كلتها كام يوم وتنور السرايا بيكم 
خجلت راوية وحزنت نادين لم تعلم ما عليها فعله سوي الصمت
بغرفة سليم 
فهد پغضب كفياك حديت ماسخ أنت أيه إتجننت عاد
سليم پغضب أيوا إتجننت أمال أسمي إيه الكلام ده كيف أهمله يتصرف إكده معها 
عمر يا سليم الموضوع كله ما يستدعيش العصبيه دي 
سليم پغضب إسمع يا واد عمي أنت عشت بالبندر كتير وواضح إنك نسيت أخلاجنا بس أني خبرها زين ومهسمحاش لأي حد يكسره أكسره جبل ما يعمل إكده ده موضوع يخصني لحالي 
عمر بهدوء لا منستش عادتنا ولا أخلاقنا يا
سليم أنت الا بتنسا ديما أني واحد منكم بس أنت صح أنا ماليش أتدخل في خصوصايتك عن أذنك 
وتركه عمر ورحل والحزن بدي علي وجهه 
أما الفهد فأقترب منه پغضب قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش وجف المسخرة دي يا سليم وفوج لحالك
محدش غلط في حجك معاك للصبح تحدثها وتعتذر لها لأني واثج أنك السبب في زعلها سيب كبريائك وغرورك علي جنب أهم حاجة عنديك أنها جامت بالسلامة وبدل ما تشكر خالد وتعتذر منيها پتكرها فيك لع وقمان بتزعل واد عمك منك فلع يا سليم هتلجيني في وشك مش في ضهرك هتحداك وأنت خابر زين ڠضب الفهد بيجا كيف 
وتركه الفهد وهبط للأسفل ليجدها تجلس بالأسفل تتحدث مع ريم وتتبادل البسمة مع الجميع 
وقف الفهد علي الدرج وعيناه مسلطة عليها ما بين الحيرة والجنون أغمض عيناه پألم
خوفا من أن تفقد تلك البسمة معه .
بالأعلي
بغرفة عمر 
دلف عمر شاردا الفكر بخطة للقضاء علي ذلك الوغد 
ولكنه بحاجة للوقت حتي يتزوجها ويكون الحمي لها أمام الجميع 
إستمع لصوت طرقات علي الباب فسمح لصاحبها بالدلوف 
وبالفعل دلف خالد إليه قائلا بأبتسامة خبيثه تمت المهمة ياخويا 
عمر بغموض أيوا
كدا
خالد بستفهام بس ليه تعمل كدا يا عمر أنا عارف كويس أنك مالكش في الأسلوب دا 
عمر پألم شعره خالد بحديثه الحيوان دا أذي حد غالي عليا أووي 
علم خالد بأن هذا الحد غالي علي قلب عمر لدرجة أنه يخشي الحديث عليه فتبسم وقال بمزح هعمل أيه إتخليت عن مهنتي عشانك وبقيت مچرم
إبتسم عمر وقال دا يوم واحد بس 
خالد بجدية والعمر كله فداك يا صاحبي 
إحتضنه عمر بسعادة قائلا أنت أخويا يا خالد 
جلس خالد وضعا قدما فوق الآخري بغرور قائلا مش هتعملي مكأفئة ولا أيه 
عمر بستغراب مكافئة أيه
ضحك خالد قائلا عايز قهوة من تحت صنع إيدك 
جلس عمر پغضب قائلا أنت بقا عشان تعدل دماغك أتكل أنا علي الله 
خالد بسخرية ههههه ليه بس 
عمر غبي أنت عايز عمر الدهشان يدخل المطبخ هنااا!!
خالد
وهنا وهناك أيه 
عمر پغضب كتير ياخويا ديتها رصاصة من جدي ويقولك العاړ ولا الطار
ضحك خالد بشدة ثم توقف عن الضحك عندما دلف سليم علي غفلة ليلتقي به 
عمر بستغراب سليم 
سليم بسخرية وأني الأ كنت مفكرك زعلان مني وجي أطيب خاطرك طب كمل ضحك 
وتركه سليم ورحل ليغضب خالد قائلا ماله ده .
عمر بهدوء متزعلش يا خالد أنت عارف التقاليد هنا أيه وهو مش متحمل علاقتك بنادين 
خالد يا عمر نادين أختي أعمل أيه تاني عشان الكل يصدق بس 
عمر مصدقك يا صاحبي سبك 
ثم إبتسم بخبث قائلا ما تيجي نركب خيل 
نظر له خالد پغضب ثم قال ماشي أهو الواحد يتفك شوية من البوز دا 
ضحك عمر وأرتدي سترته ثم خرج وأتابعه خالد إلي الأسفل 
أنسحبت نادين للأعلي حتي تستريح قليلا 
دلفت لغرفتها وأزاحت حجابها ثم تمددت علي الفراش ببعضا من التعب 
فزعت عندما وجدته يدلف من بعدها 
فوقفت وقد تناست خۏفها لتعود شخصيتها كما سابق 
نادين پغضب أنت إذي تدخل كدا دي قلة إحترام علي فكرة 
لا يعلم أيسعد لخروجها
من تلك الحالة أم يغضب بسبب حديثها 
أقترب منها قائلا ببعض الڠضب حسك مهيعلاش عليا واصل 
نادين بسخرية هتعمل إيه يعني هتضربني تاني 
أقترب منها پغضب قائلا إسمعي حديثي زين علاجتك تنجطع بالأسمه خالد ده والأ قسمن بالله لأكون موريكي الأ عمرك ما شفتيه 
نادين بتحدي خالد أخويا ومستحيل أبعد عنه حتي لو أنت طالبت بكدا مستحيل 
كور يده پغضب قائلا حتي لو علاجتنا هتنتهي 
قالت پألم علاقتي أنتهت بيك من اليوم إلا كسرتني فيه أنا حاليا ذي المحپوسة في زنزانه ومالهاش مخرج تاني منكرش أني حبيبتك رغم أنك عملت كتير بس دلوقتي أنا فوقت من الوهم دا فأنتهاء علاقتنا حرية ليا من الحبس دا .
لم يتمالك سليم غضبه فخرج من الغرفة حتي لا يعصف بها .
أما هي فأبتسمت علي بدء المعركة التي ستجعله يندم علي ما أرتكبه بحقها.
بالخارج
كان يقف الفهد وهو يتأمل المزراع من أمامه يتردد صوتها بباله وصوت ضحكاتها المفعمة بالحياة 
لينبض قلبه بسرعة شديدة فهنا تنبأ بوجودها بجانبه وبالفعل أستدار ليجدها تقف بالشرفة الخاصة بريم وعيناها مسلطة عليه تراقبه بصمت 
فكان يقف بدون عمامة يرتدي جلباب أسود كالليل الكحيل يقف بشموخ حتي وهو بمفرده يداعب الهواء شعره البني الكثيف فيزداده وسامة علي وسامته 
كان الهدوء يخيم المكان نظراته فقط لها الحاجز الوحيد حتي هي توزع نظراتها بينه وبين الفراغ فالخجل يسطر أساطيره بلغاته الخاصه 
رفع هاتفه وكتب شيئا ثم أعاده مجددا لجيبه فتطلعت بدهشة عندما إستمعت لصوت هاتفها الموضوع بالحقيبة بجانبها جذبته راوية لتجد التالي 
لو حابه تشوفي جمال الليل الفهد موجود 
نظرت له بتعجب لتجده خطي خطوات للأمام ثم أستدار كأنه يخبرها هل عليه الأنتظار أم يكفي رحلته بمفردها 
إبتسمت راوية وهرولت للأسفل لتقف أمامه بخجل شديد 
فهد تعرفي أنك أحلي من القمر نفسه 
خجلت راوية وأستدارت لداجل لتجده يتمسك بذراعيها وصوت ضحكاته تعلو المكان قائلا خلاص متزعليش مهي الرحلة لازمن يكون فيها مرشد يشرح الطريج 
راوية پغضب ودا شرح 
أقترب منعا قائلا أحلي تفسير للجو الإ أحنا فيه القمر أختفي بظهورك 
نظرت بالسماء بسخرية طب دا أيه 
فهد وعيناه عليها مهشوفش غير قمري الواجف جدامي 
راوية بتوتر هو فين خالد 
ضحك الفهد قائلا هنجابله برحلتنا 
وأخذها الفهد بجولة حول السرايا لتري المجلس الخاص بالدهاشنه والحقول المحاوطة بها والأشجار والكثير والكثير الذي جعلها تبتسم بسعادة 
كما أشار لها علي برج الحمام لديهم وأخبرها أن أجود الأنواع لديهم حتي أنها تحمست لرؤيتها فأخبرها أنه سيأتي لأصطحابها مبكرا ليريها البرج وأشياءا أخري بالأعلي .
أنهي الفهد رحلته بأصطحابها لأسطبل الفرس العربي الذي يمتلكه لتجد خالد يعتلي الفرس وكذلك عمر ويتسابقون فيما بينهم 
فأبتسمت عليهم ثم أخذت تجول بنظراتها هذا السرح العظيم فالمكان شاسع للغاية يحوي أنواعا كثيرة من الخيل الذي ترأها لأول مرة بحياتها .
كان الفهد يتابعها بفرحة لرؤيته هذه الأبتسامة 
لمحت راوية فرس أبيض جمييل اللون جذبها منذ أن وقعت عيناها
عليه حتي أنها تقدمت منه 
وأرتدت أن تعتليه وقرء الفهد هذا فقال لها أني جولت دي رحلة الليل متاح فيها كتير 
نظرت له بعدم فهم ليضحك قائلا عادتنا وتقاليدنا بتمنع الحرمة من حاجات كتيره 
حزنت راوية فأكمل هو بخبث لكن الفهد مميز عشان إكده جبتك باليل محدش هيجدر يكلمنا 
ثم قال عجبتك تجربيها 
راوية بحماس ينفع 
أقترب منها قائلة بعشق معيا ينفع 
ثم تركها تنظر له بعشقا هي الآخري ودلف يعد الخيل للخروج 
وبعد قليل خرج يعتلي الخيل كفارس محترف نظرت له كثيرا حتي وقف أمامها وناولها يده بأنتظارها .
كانت راوية خائڤة لأول مرة تعتلي الخيل فكانت توزع نظراتها بين الخيل وبينه ثم حسمت أمرها وناولته يدها ليرفع إليه فتتقابل عيناهم بنظرات كتوقف الزمان 
ثم عدل من جلستها وخطي بالخيل خطوات بسيطة حتي لا تخاف ولا تفزع 
شعرت كأنها تطير بالهواء فالهواء يداعب وجهها والقمر حليفها ومعشوقها لجانبها ماذا تريد أكثر من ذلك 
بغرفة نوال 
فزعت نوال مما رأت فأبتسمت نوراه بخبث قائلة نهاية بنت البندر جربت يا عمة .
عماها الشيطان ونست الكثير فلا تعلم أن لكل معشوقة حصن يحميها فهل سيصمد الحصن آمام للمجهول !!!
الدهاشنة
آيةمحمدرفعت
صباح معطربالأيمانوذكرالله
جمعةمباركةمملؤة بعطرالإيمان
مع تحياتي أيوشةلا تنسوا التعليقات برايكم بلاش تم والملصقات دي 
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل الرابع عشر 
ظلت تتجول معه ولم تشعر بالوقت الذي مر كالهفوات لم تشعر بالقمر يتخفي بين سواد الليل الكحيل والشمس تسطع بأشعتها علي المزارع والحقول فتبدو بأبهي طالتها 
كانت تتحدث معه عن الكثير من ما مرء بحياتها وكذلك هو قص عليها كل شئ خاص بحياته .
بدءت تفتح عيناها شيئا فشئ لتتقابل مع عيناه المترقبة لها 
لم تستوعب ما ترأه وفردت ذراعها بضحكة جميلة ظنه أنها تحلم به 
لتفزع عندما تستمع لصوته 
فهد صباح الخير 
جحظت عيناها وأخذت تتأمل المكان لتجد أنها مازالت بالأسطبل تعتلي الأريكة وهو الأخر يجلس علي الأريكة أمامها 
راوية بفزع أنا نمت أذي 
فهد بأبتسامة من ساعة تقريبا كنت بتكلم معاكي ولقيتك سافرتي دنيا تانيه خالص 
عدلت راوية من حجابها قائلة بخجل طب ليه مش صحيتني 
فهد محبتش أحرم
عيوني من أنها تتأمل الجمال دا 
خجلت راوية ثم توجهت مسرعة للمنزل وهو أيضا تتابعها بأبتسامه عاشقة 
دب الړعب بقلب نوال فهي لم ترى إبنها منذ أمس وظلت بأنتظاره ولكنه لم يعد وهاتفه مغلق فلم تستطيع الوصول إليه .
إستيقظ خالد ليجد ريماس ليست إلي جانبه ففزع وهرول يبحث عنها كالمچنون ثم هدء قليلا عندما لمح طيفها تقف بالشرفة 
أقترب خالد منها قائلا بلهفة مالك يا حبيبتي أنتي كويسه 
ريماس بأبتسامة الحمد لله أنا بس حسيت أني بختنق فخرجت أشم شوية هوا 
زفر خالد بأرتياح ثم تمسك بيدها وساعدها علي الجلوس بالمقعد المجاور لها قائلا طب وحبيبة قلب بابي عاملة أيه 
وضعت ريماس يدها علي بطنها المنتفخة بعض الشئ قائلة بتوتر خاېفة أووي يا خالد 
جلس بجانبها قائلا بحنان من أيه يا قلب خالد 
ريماس بتوتر حاسه بحاجات غريبه أووي مش عارفة ليه دايما خاېفة 
وضع يديه علي وجهها بحنان وأنا جانبك 
ريماس بدموع الأحساس بيطردني ڠصب عني معرفش ليه بحس أن في حاجة هتفرقنا عن بعض وللأبد يا خالد 
خالد
پغضب أيه الكلام الفارغ ده ليه بتقولي كده 
ريماس بحزن أنا أسفه بس قولت الا بحسه مش أكتر 
نجح خالد في كبت أعصابه وقال بهدوء محصلش حاجة حبيبتي بس أرجوكي متفكريش كدا تاني فاهمه 
ريماس حاضر 
خالد يالا جهزي نفسك عشان هنتحرك 
وبالفعل قامت ريماس ومازال الشعور يغمر قلبها هل هو صحيح أم مجرد وهم 
هبط هاشم للأسفل وكذلك نادين وخالد وريماس وبعد قليل هبطت راوية وعيناها تبحث عن معشوقها ولكن لم تلتقي به. 
الكبير لهاشم يالا نأكل لجمة وبعدين تعاود 
هاشم هنفطر معهم هناك يا كبير 
وهدان بعضب أباه كيف ده لاذمن نأكل لجمة مع بعضينا 
بدر كلام الكبير مهيتكسرش واصل 
نادين بأبتسامة أنا عايزة أفطر مع جدي 
ضحك الكبير لعودة تلك المشاكسة وبالفعل جلست بجانبه لحين إعداد الفطور 
بينما دلفت راوية مع ريم وهنية ورباب تساعدهم بالفطور
بمحبة وسعادة 
لمحت راوية ريم وهي تجذب أدوات لصنع القهوة فتيقنت أنها للفهد فتقدمت منها بخجل قائلة دي لفهد يا ريم 
ريم بأبتسامة هادئة أيوا 
راوية ممكن أعملها 
ريم طبعا حبيبتي إتفضلي 
وبالفعل صنعت راوية له القهوة ثم قدمتها لريم فأبتسمت هنية وقالت لع عندنا عادة الا عمل الحاجه يكملها للأخر 
راوية بعدم فهم يعني أيه يا ماما 
رباب هههههه يعني محدش هيطلعها غيرك حدانا إكده 
راوية بخجل لا مش هقدر ريم تطلعها 
ريم بخبث كيف أهمل الأ بيدي الوكل هيتحرق إطلعي إنتي 
وبالفعل حملت راوية الكوب وصعدت للأعلي بخطوات متعثرة 
أما بالأسفل 
فكانت نوال تجن من الخۏف عليه حتي أنها كانت ترمق ريم بنظرات ممېتة خشية من أن تكون أذت إبنها فهي تتذكر عندما وجدته بالمطبخ ېنزف ويتألم فأخذته مسرعة لغرفتها ثم أسرعت بتنظيف المطبخ من أثر الډماء وهرولت للغرفة تداوي جرحه السطحي 
لاحظت ريم نظراتها الغريبه تجاهها ولكنها تجاهلت ذلك وأكملت الطعام .
هبط سليم للأسفل ليجدها تبتسم وهى تقص على الكبير بعض من المواقف المشاكسه لها
والجميع سعيدا بها 
نادين بس يا كبير قومت أنا أيه بقا أخدت مسدسه وخبيته في أوضة راوية لأنه مستحيل يشك فيها 
وهدان هههه طب ليه إكده يابتي 
نادين پغضب وهي تنظر لخالد عشان يتعلم يكلمني أذي والله يا عمي لولا أنه صعب عليا ليترفد مكنتش قولتله علي المكان 
خالد لا دا بجد صح 
نادين صوح الصوح قمان 
أنفجر هاشم ضاحكا والجميع فقال لا كده أتطمنت عليكم 
بدر هههههههه ربنا يحميكي يابتي بس بلاش إهنه جنان
نادين ببراءة مصطنعة ليه يا عمي دانا عسل والله 
ضحك الكبير قائلا حد يجدر يجول غير إكده 
لاحظ بدر
سليم فقال تعال يا ولدي واجف كدليه 
إنتبه الجميع لسليم لتنظر له نادين بعدم مبالة ثم تنظر لخالد قائلة راوية فين يا خالد 
خالد مع ريماس بره 
خرجت نادين غير عابئة به لتجعله نيران الڠضب تفتك به .
صعدت راوية للأعلي بخطوات متوترة ثم طرقت باب الغرفة لتستمع لأذن الدخول 
دلفت
راوية وعيناها تتفحص الغرفة فلم تجده بالداخل ثم إستمعت لصوت المياه فعلمت أنه بالمرحاض 
تقدمت من الطاولة ثم وضعت القهوة وتوجهت للخروج لتقف علي صوته 
فهد ريم هاتي الفوطة إلا عنديكي علي السرير 
تصلبت مكانها ولم تعلم ما الذي عليها فعله 
فتقدمت مسرعة من الباب لتقف مجددا على صوته 
فهد بصوتا مرتفع كل ده إخلصي 
لم تجد أي حلا أخر فتقدمت من الفراش وحملت المنشفة ثم تقدمت ببطئ شديد ووجهها كفيلا للتعبير عما تشعر به 
أطرقت الباب ليمد زاعيه ويتناولها منها 
فهرولت مسرعة للأسفل أما الفهد فحينما تلامست يديه مع يديها شعر بتزايد ضربات قلبه فهنا علم بأنها من كانت بالخارج فتبسم بخبث شديد وخرج من المرحاض 
يكمل أرتداء ملابسه ثم لمح القهوة موضوعة علي الطاولة فأقترب منها وأرتشف مذاقها الممزوج بحبأ صنع من القلب للقلب كأن كل رشفة من حبات القهوة تخبره كم أن صانعتها تعشقه
لم يذق كهذا الطعم المعسول من قبل
ليس لأن ليس هناك أجمل منها ولكن محبوبته صنعتها خصيصا له .
كانت ريم ترتب السفرة وتضع الأطباق عليها بأنتظام لتستمع لصوته قادم من خلفها فأستدارت لتجده يقف
أمامها والأبتسامة حلفيته فجعلته وسيما للغاية 
عمر صباح الخير علي أحلي قمر في السرايا كلها 
ريم بخجل صباح النور 
أقترب منها قائلا هو نور بس 
ريم بخجل كفياك يا عمر إحنا مش وحدينا 
ضحك عمر قائلا والله أني حبيت عمر وأبو عمر وأي حاجة فيها أسم عمر منك يا قمري 
أتاه صوت مۏته قائلا عمر 
عمر بستغراب مال صوتك يا قلبي أنتي كويسة 
كانت تنظر خلفها برهبة ليجد أحدا ما ممسك بقميصه پغضب 
فألتفت ليجد الفهد أمامه 
عمر پخوف نعم يا أستاذ فهد 
فهد نعم الله عليك ياخويا بتعمل إيه إهنه 
عمر هعمل أيه يعني ذي الناس جوعت وجيت أكل 
فهد پغضب مصطنعفاكرني حمار إياك 
عمر بصړاخ مين ده الا يقدر يقول علي الكبير حمار 
ثم نظر لريم التي تكبت ضحكاتها قائلا بحذم واقفه كدليه روحي كملي الا بتعمليه في موضوع مهم لازم أناقشه مع أستاذ فهد 
فهد لا حمش ياض 
عمر بغرور أمال ايه دانا مشرفكم والله 
فهد بسخرية لا مهو بين 
عمر بصوتا منخفض بين أوي كدا 
هنا جذبه الفهد من قميصه بقوة قائلا پغضب مصطنع إسمع يا حيوان أنت لو شوفتك أو حتي لمحتك بتكلم أختي هولع فيك سامع
عمر پخوف سامع وفهمت كمان مكنش له لزوم تتكلم بلهجتي 
فهد لا يا حلو أنا أتكلمت بنبرة البندر عشان فيها سماح وأنذار لكن الصعيد فيها 
وأكمل بلهجة صعدية جطع رجبتك تختار إيه بجا 
إبتلع عمر ريقه پخوفا شديد وقال مش عارف سليم كان عايزني في ايه سلام يا كبير
وهرول عمر من أمامه ليبتسم الفهد إبتسامة بسيطة ويلتفت ليغادر هو الآخر ليجد حوريته تحمل الأطباق وترتبهم علي الطاولة 
وقف يتطلع لها بعشقا جارف متناسي من هو وما مركزه فمهما كان يمتلك من قوة يخسارها بنظرة واحدة من عيناها 
كانت توزع نظراتها بخجل بين الأطباق والفهد المبتسم بخبث علي توترها الملحوظ فقترب منها لتنهي عملها بسرعة وتتجه للمطبخ ولكن يد الفهد كانت الأسرع لها .
فهد شكرا 
راوية وهي تتحاشي النظر بعيناه علي أيه 
فهد القهوة 
ثم أقترب منها هامسا بأذنيها والمنشفة 
جحظت عيناها ليغمز لها ويغادر تاركها تكاد تجن من الخجل حتي أنها لم تشعر بقبضة نادين 
نادين بتعجب راوية
. انتي يا حاجة 
راوية بوعي ها 
نادين بسخرية ها أيه أنا بنادي من الفجر الأ واكل عقلك ياختي 
خجلت بشدة ثم إبتسمت إبتسانة هادئه عندما تذكرته 
نادين لا أنا هدخل أكل جوا العملية مش ناقصة 
وبالفعل دلفت نادين للداخل لتجدهم يقدمون الطعام لتقول بصوتا مرتفع للغاية سمعه من بالخارج الله علي الرايحه تجوع متايلا يا جودعان أنتوا جايبنا تجوعونا 
رباب هههههه معلوم يا جلبي ثواني والوكل هيكون جاهز 
نادين أيوا كده يا روبا متنسيش المخلل يا ريم 
ريم ههههههههه حاضر
تقدمت من هنية قائلة بقولك يا طنط 
هنية ببسمة جميله جولي يا جلب طنط 
نادين كان في حاجة كدا حلوه أووي كلت منها المرة الا فاتت كانت سايحة كدا وبيضة جميييله اووي وأنتي الا حاطها
هنية ههههه جشطة 
نادين معرفش هاتيلي منها لحد ما تخلصوا 
أنفجروا ضاحكين علي تلك المشاكسة وبالفعل أحضرت لها هنية طبق من القشدة وبعض الشطائر 
فتناولتهم منها بسعادة طفولية وغادرت للخارج 
دلفت ريماس تحمل معهم الأطباق لتصرخ بها هنية قائلة لا يا حبة عيني مهينفعش واصل أجعدي
عشان الا في بطنك 
ريماس بأبتسامة هادئة وأنا عملت أيه بس ريم مقعداني بره من ساعتها خاليني أطلع منكم الأكل 
رباب يا حبيبتي معيزنيش نتعبك 
ريماس ولا تعب ولا حاجه 
وأخذت ريماس الأطباق وساعدت راوية برس هذه السفرة العريقة .
جلست نادين بجانب منعزل عن الجميع تتناول الشطائر بسعادة فتلك الفتاة تسعدها أبسط الأشياء .
كان يراقبها بعين تحمل من الغموض أفواه ثم أقترب منها لتقف وتنظر له بفزع فلم يعد أحدا بجانبها تحتمي به المكان فارغ تماما 
أقترب منها سليم وتراجعت هي للخلف پخوفا شديد حتي أصطدمت بالحائط فلم يعد هناك مفرا للهرب 
رفع يده لتغمض عيناها بقوة ظنة من أنه سيعنفها مجددا ولكنها تعجبت عندما أزال من فمها القشدة 
فتحت عيناها ببطئ لتتقابل مع عيناه 
نظرت له ببلهة وقالت أيه دا هو أنت مكنتش هتضربني 
حاول كبت ضحكاته ولكنه فشل فضحك قائلا أيدي وحشتك تحبي تجربي 
نادين بفزع لااااا الله يخليك كدا أحسن 
سليم ممكن أفهم بتعملي أيه 
رفعت الطبق بوجهه قائلة بطفولية بأكل 
ضحك بشدة ثم قال هو حد قالك أني أعمي ليه مش أستنيتي تأكلي معنا 
نادين بغرور مهو أنا هأكل معاكم برضو دي تصبيرة مش اكتر 
ثم نظرت يمنا ويسارا وأشارت له بيدها لينحني لها فهمست قائلة أصل الكبير ميعرفش يأكل من غيري 
سليم بسخرية والله 
نادين هووووش أيوا طبعا خلي معاك الطبق ده هروح أشوف الوكل الا بتقولوا عليه اتحط ولا لسه 
وبالفعل ناولته الطبق وتقدمت بضع خطوات ثم عادت مجددا تحت نظرات إندهاشه 
نادين بتعجب هو أنت بتتحاول 
سليم بعدم فهم نعم
نادين لا متخدش في بالك 
ثم قالت بصوتا منخفض سمعه سليم يا عيني علي بختك يا نادين وقعتي في واحد عنده إنفصام في الشخصيه كل ساعتين يقلب من شړ لخير ومن خير لشړ 
لا أنا لازم أحذر الجواز
بعد تلات أيام هعيش معاه أذي لا وأيه صعيدي يعني حركات الملاكمة مش نافعه معاه 
ثم تطلعت له وقالت پخوف ولا أي رياضة هتنفع أعمل أيه 
كبت ضحكاته وقال پغضب مصطنع بلهجته الصعيدية بتجولي أيه يا واكله ناسك أنتي 
نادين پخوف دا قلب صعيدي الجري نص الجدعنه 
وركضت بأقصي سرعة لديها ليضحك هذا المتعجرف عليها 
أما هي فأصطدمت بأحدا ما ورفعت عيناها لتلتقي به 
عمر بضحك شبح ولا أسد 
وقفت نادين قائلة بتعجب هو أيه 
الفهد الا مخاليكي تجري كيف المجنونه إكده 
نادين پخوف وهي تلتفت خلفها دا عقرب بعد عنكم اللسعة منه والقپر اللهم ما إحفظنا دا بيتحول 
الفهد بسخرية كيف 
نادين أول ما يتكلم بالمصري يبقا دي الشخصية الكيوت وما يقلب صعيدي يبقا دي الشخصية الشريرة عن أذنكم بقا 
وأكملت تلك الحمقاء الركض تحت نظرات عمر المندهشة والفهد الواضع يده علي رأسه من جنون تلك الحمقاء
عمر لفهد هو في أيه 
نظر له الفهد قليلا ثم توجه للسفرة قائلا أسال العقرب بنفسه 
جلس عمر قائلا بالصعيدي إتجننت إياك 
ضحك الفهد بسخرية وأخرج هاتفه ليبعث رسالة لمحبوبته 
جلس الكبير وهاشم والجميع يتناولون الفطور بجوا مرح بدون تلك الأفاعي التي تختفي لصنع السمۏم القاټلة 
هنية لرباب بصوتا منخفض هي نوراه فين 
رباب بقلق هي والعمة من الصبح بالأوضة الخۏف من الإ جاي ياخيتي والغريبة أن نوراه ملازمها ديما 
هنية پخوف عليها فهي تعلم نوال جيدا ربنا يسترها 
رباب يارب 
أنهي الجميع الطعام وبعد التحيات للقاء أخر قريب للغاية غادر هاشم وخالد وؤاوية ونادين ومعهم الفهد وسليم كما أمرهم الكبير بتوصليهم .
وبالفعل أوصلهم الفهد لمنزل واهبة القناوي ثم هبط هو وسليم للجلوس معهم قليلا .
علي الجانب الآخر 
كانت الأخبار تتنقل له من وقتا لأخر فأعد خططه للقضاء علي الحصون الأربعة فهد سليم عمر خالد فأذا
أرد هزيمة كبير الدهاشنة عليه قتل حصونه الثلاث وأيضا العمود القوي لرفع عائلة القناوي
أما الحصن الرابع فهو يريد التخلص منه للثأئر منه لتجرءه علي تحدي جياد سويلم بالزواج من ريماس علني أمام الجميع .
بغرفة مظلمة 
كانت تجلس مقيدة وهو بجانبها حتي عيونهم مغلقة بقماش أسود اللون
هي يتنبأ بأنها النهاية وهو ېخاف من أن المجهول قد كشف ويكون مصيره الهلاك .
الدهاشنه
ملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل الخامس عشر 
كان الفكر حليف تلك الأفعى والأفكار تطاردها علي ما حدث لوالدها حتي أنها أخبرت الكبير بغيابه ولكنه أخبرها بأنه من المؤكد عاد لمصر فهو يفعل ذلك كثيرا .
صمتت والقلق ينهش قلبها فهي تخاف ريم أن تكون فعلت به شيئا كسابق حتي كانت تراقبها بحذر وشرار يكاد ېقتلها .
أما سليم فبدء قلبه باللين لمحبوبته كما أنه أحب خالد منذ أن إجمعهم الفهد وظلوا يتبادلون الحديث فشعر سليم بصدق مشاعر خالد تجاه نادين وعلم لما هو المقرب لعمر .
أما نادين فكانت حالتها بين الجنون والعقل بين الحب والعشق لا تعلم ما الذي يحدث لها عند رؤياه تشعر بالخۏف والآمان شعورا مختلف يطاردها لا تعلم من الصحيح ومن سيفوز ولكن ما تعلمه أن قلبها يريده هو .
أما راوية فكلما شعرت بأنها نجحت في فك شفرات الغموض لدي الفهد تجد أن هناك الكثير من الغموض لا تعلمه هي ومازالت هناك أشياء أخري غامضة .
ولكنها تشعر بأنه خلق لها وخلقت له هناك روابط تجمعهم ولكن لا تعلم ما هي تشعر بأنها تعرفه منذ سنوات تشعر بأن قلبه ينبض لها .
أما ريم فكان الخۏف من القادم يغلف قلبها .
في صباح يوما جديد محفل بأحداث غامضة 
إستيقظ الفهد ووجهها ممتلئ بقطرات العرق لما رأه كيف ذلك 
شعر بغصة تحتل قلبه والدمع حليف عيناه
ما حدث منذ سنوات يطارده من جديد 
الماضي الذي لا طالما هرب منه مازال يطارده 
أزاح الغطاء عنه وأرتدي سترته ثم توجه لغرفة الكبير 
دق الباب وهنا أستمع أذن الدخول 
دلف الفهد ليجد الكبير يجلس علي مقعده الذهبي الذي يزيده وقار وهيبة 
تعجب فزاع مما يرأه فالفهد يقف أمامه بلبس ليس صعيدي لأول مرة يرأه هكذا هو يعلم بأنه يرتدي مثل هذه الثياب أثناء نومه ولكنه لأول مرة يقف أمامه هكذا .
فزاع بقلق خير ياولدي 
جلس الفهد أرضا وضعا رأسه علي قدم فزاع ليتوفف نبضات قلبه خوفا علي حفيده مالك يا
فهد
الفهد پألم تعبان يا جدي كل يوم بشوفه جدامي 
كل يوم بشوف جسوتي عليه 
بشوف أد أيه كنت قاسې لما طلب أبسط حجوجه وأني رفضتها 
وضع الكبير يده علي رأسه بحنان قائلا لساتك منستش الا فات يا فهد دا سنين ياولدي 
رفع عيناه الممزوجة بدمع فائلا بحاول أنسى بس مش جادر يا
جدي
جذبه فزاع ليجلس بجانبه ثم قال خلاص ياولدي الإ راح راح فكر في الا جاي أنت كبير الدهاشنة من بعدي ولازمن تبجا أد المسؤلية محدش في عمامك ولا ولادهم ذايك أنت الا تشبهني في حجات كتير جوي ولازمن تبجا أد مجامك وتثبت للكل أنك الكبير وأني عملت الصوح بأختيار ليك .
الفهد بدمع يترأس بعيناه ڠصب عني
يا جدي دا أخوي الوحيد وأنا السبب في مۏته 
فزاع پغضب جدر ومكتوب ومالكش صالح بيه محدش بيجدر يغير الا كتبه ربنا 
فهد بس أني الا زعلته وخاليته يخرج من إهنه حزين بعد ما عرفت أنه إتجوز بنت البندر من سنين وأني معرفش 
فزاع بهدوء ما تفحرش
بالماضي يا فهد إلا حوصل حوصل يا ولدي فوج لنفسك ولمرتك يالا جوم غير خلجاتك دي مهحبهاش عليك فين العيمة يا كبير الدهاشنة 
نظر له الفهد قليلا ثم قام وتوجه لغرفته حزينا 
ليقف علي سور الدرج يسترجع الماضي فتتجسد الصور أمامه كأنها حدثت أمس 
فلاش باااك 
فؤاد صباح الخير علي أحلي أم بالعالم كله 
هنية بأبتسامة جميله صباح الخير يا ولدي 
فؤاد أيه يا بت بتبصيلي كدليه 
ريم پغضب مهكلمكش واصل 
فؤاد بستغراب ليه بس أنا عملت أيه 
ريم من ساعة ما رجلك أخدت علي البندر وأنت نسيتني واصل 
فؤاد في دي معاكي حق وأدي رأسك أهي يا ستي مرضية 
ريم مش جوي 
صحك فؤاد وقال بخبث طب خلاص أطلع أخد الحاجات الا جايبها للبت نوراه 
ريم پغضب نعمممم
فؤاد ههههههه خلاص يابت ودني الله يخربيت كدا الشنطة فوق ياختي 
ريم أيوا كدا أتعدل 
فؤاد قوليلي يابت 
ريم بمشاكسه عيب ياخوي كيف أجولك يابت 
فؤاد پغضب لا هنتظارف ولا أيه 
ريم لع جول وخلصني 
فؤاد أيوا كدا أتعدلي هي فين كبير الماڤيا 
ريم ههههههههههه وراك هههههه
فؤاد غبيه أقصد فهد 
ريم ههههه مأني خبره زين وهو برضو وراك بذات نفسيه 
إبتلع ريقه پخوفا شديد وأستدار ليجد أخاه الأكبر الفهد خلفه 
فهد كبير الماڤيا وأنت بجا تبقا أيه 
فؤاد پخوف أنا فرد من أفراد الماڤيا لكن أنت الكبير يا كبير 
دلف سليم قائلا الله يخربيتك مافية أيه دي هتودينا في دهية تخدك 
عمر هههههه لو الكبير سمعه هيفكر أننا بتحول أرضيه لزراعة الحشېش 
فؤاد أطلع أنت منها بس وهي هتعمر والله 
سليم بكفياك يا واد عمي سيبه يجابل الفهد أرحم من الكبير 
فؤاد پخوف لع لع أني هروح اعترف للكبير بذات نفسي وأخلص 
ضحك الفهد ونظر لأخيه الأصغر قائلا أجعد لو الكبير شافك هيجطعك تجطيع 
جلس فؤاد بحزن قائلا لسه زعلان مني 
عمر معلش يا فؤاد هو عنده العادات والتقاليد شئ مقدس 
سليم الحمد لله أنك إترجعت في كلامك ومتجوزتش بنت البندر دي 
هنا إرتسم الخۏف علي وجه فؤاد ولاحظه الفهد فبدء الشك يراوده تجاهه. 
أفاق الفهد علي صوت سليم 
سليم بقلق أنت زين يا واد عمي بجالي ساعة بنده عليك وأنت في دنيا تانيه 
الفهد بتماسك متجلجش يا سليم أني كويس جهز نفسك عشان هنتدال البندر مع راوية ونادين محتاجين حاجات من هناك وخالد ومرته هيجوا معنا عشان تتابع الحمل لازمن علي بليل نكون إهنه 
قاطعه عمر قائلا وأنا وريم هنيجي معاكم يا فهد 
فهد بستغراب ليه 
عمر بزعل مصطنع هي ريم مش عروسة وهتحتاج حاجات برضو 
إبتسم الفهد قائلا أختي منقصهاش حاجة يا واد عمي دي أخت الفهد كل الا يلزمها أني جبتهولها بنفسي 
عمر بخبث بس ريم منزلتش البندر خالص ودي فرصتي 
إبتسم الفهد قائلا وأني مهضيعاش عليك موافج 
إبتسم عمر قائلا أيوا كدا عن أذنكم بقا 
وتوجه عمر للأسفل لأخبار ريم أما الفهد فتطلع لعمر بحزن شديد فهو يذكره دائما بفؤاد للتشابه الكبير بينهم .
سليم بشك لساتك مصير أنك بخير 
فهد بۏجع ۏجعي كبير يا سليم مهما حاولت أخفيه بيطاردني 
سليم بحزن ۏجع ليه يا واد عمي دا جدر ومكتوب 
فهد بلاش نتحدت بالموضوع ده يا سليم 
وتركه الفهد ودلف إلي غرفته وأغتسل وأدا فريضته ثم أرتدا بنطلون أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز عضلات جسده وصفف شعره البني الكثيف فكان ملكا للوسامة.
أما سليم فتألق بقميص رمادي بسيط وبنطلوت بدرجة من الرمادي الخفيف وصفف شعره فكان وسيم .
بالأسفل
كانت ريم تعد الغداء مع الخدم فتلك الفتاة علي عكس نوراة تحب أن تعد كل شئ بنفسها لتشعر أنها مهيئة لتحمل مسؤلية الزواج .
كانت تجلس علي المنضدة وأمامها الطعام لتتفأجي به يجذب المقعد الآمامي لها ويتطلع بحب شديد 
ريم بخجل من نظراته في حاجة يا عمر 
أشار لها بمعني نعم فقالت أيه 
عمر بحب في أني بحبك لا بعشقك في كتير 
خجلت ريم وشغلت نفسها بالطعام قائلة أطلع من إهنه أني مش فاضيه للحديت 
أقترب منها ثم جذبها لتقف أمامه قائلا ممكن تسيبي المحشي دا وتفوقيلي شويه 
ريم بصوتا منخفض بعد يا عمر 
عمر لع مهبعدش عنك واصل 
ضحكت ريم قائلة حتي لو الكبير إهنة 
فزع عمر وإبتعد عنها قائلا پخوف فييييييين 
ضحكت بشدة وجلست تكمل ما تفعله قائلة بسخرية روح يا واد عمي جبل ما الكبير يجي صوح 
جذبها بالقوة ليقول بجدية مفيش حد يهمني أنتي مراتي يا ريم
نظرت له بحزن وقالت أني عارفة بهزر معاك يا عمر 
عمر بجدية مصطنعه طب عشان أثبتلك أن محدش يقدر عليا هخدك معيا حالا مصر 
ريم پصدمة البندر 
عمر بأبتسامة جذابه لا تليق سوي به أيوا 
ريم بذهول اني عمري ما روحتها واصل 
عمر بحب معيا هتروحي في كل مكان 
ريم بفرحة بتتكلم بجد يا عمر
عمر جد الجد ياروح قلب عمر 
يالا أطلعي ألبسي وهستانكي تحت 
سعدت ريم
كثيرا حتي أنها ركضت للأعلي بسعادة لم تري لها مثيل فلاطالما حلمت بالخروج ولو قليلا ولكن لم يكن مسموح لها .
حتلها كحال الكثير ولكن مع صبرها من الله عليها بعمر ليكون عوضا عن عمر فني بقيود .
بمنزل واهبة القناوي 
إرتدت راوية فستانا باللون السكري وحجابا أبيض فكانت جميلة للغاية 
وكذلك نادين التي ركضت مسرعة لغرفة ريماس وخالد ومعها فستانين تريد خالد وريماس مساعدتها بالأختيار بعد أن رفضت راوية مساعدتها .
ريماس بصړاخ يا بنتي بقالي ساعه بقولك البني وترجعي تسأليني نفس السؤال الطم أنا عرفت ليه راوية رفضت تساعدك 
نادين پغضب صوتك يعلي عليا وهتلقي نفسك محدوفة ذي الكورة انتي وإبنك 
جذلها خالد من جاكيت البيجامة التي ترتديها قائلا پغضب تحدفي مين يا بت أنتي 
نادين پخوف أهدا يا أسطي دانا بقول هحدف الاوضه ملانه حاجات أي حاجة هحدفها 
خالد اه بحسب
نادين خد راحتك 
خالد طب علي أوضتك بقا يا خفة 
نادين پغضب وصوتا مرتفع مهو دا الا بقوله من الصبح للكرة بتاعتك دي أني عايزة أرجع أوضتي عشان كدا بقولها تختار معياااااا
خالد خلااااص واطي صوتك أنا هختار معاكي 
نادين بفرحة بجد 
خالد وريني يا أخرة صبري 
وبالفعل ركضت نادين إلي ريماس الجالسة علي الفراش وجذبت منها الثياب تعرضهم علي خالد 
خالد بسخرية طب دا فستان ودا أيه بقا 
نظرت نادين له قائلة فستان برضو 
خالد بسخريه والله العظيم تصدقي أنا حسبته حاجة تانية
نادين بغباء حاجة أيه دي 
أنفجرت ريماس ضاحكة ليجءب خالد نادين من الييجامة پغضب قائلا لو شفت وشك هنا تاني هخلي وشك الحلو دا قطع غيار 
فاهمه
نادين پغضب وهي تجذب الثياب منه بتزعق كدليه ما تقول إلبسي البني 
وتركته ورحلت لينظر لريماس بتعجب من تلك الفتاة وټنفجر هي ضاحكة حتي أنها
تمسكت بجنينها من الآلم 
هبط فهد وسليم للأسفل وأنضم لهم عمر 
ليراقب نوال التي تتحدث مع سليم ويبدو أن الآمر هام 
وقف بأنتظار ريم وعيناه علي نوال 
بعد قليل هبطت ريم بفستانا بالوان الزهري وحجابا بنفس اللون فكانت كالملكة التي جذبت قلب عمر فوقف ينظر لها كالأحمق فريم تمتلك جمال أخاه الفهد 
أقترب الفهد من عمر ليخبره بأنه سيتحرك هو وسليم وعليه أتباعه بالسيارة ولكنه كالمغيب مع تلك الحورية التي هبطت لتقف أمامه 
لاحظ الفهد ذلك فأبتسم بمكر وجذب ريم برفق إلي السيارة الخاصة به 
ليسرع عمر بالركض خلفه بزعر 
رايح بيها فيين
الفهد بخبث هتركب معيا مستحيل أخليها تركب معاك وانت بالحاله دي 
عمر
حاله ايه أنا مېت فل وعشرة 
فهد پغضب مصطنع علي عربيتك 
كاد عمر ان يتحدث ليشير له بيديه فتوجه عمر لسيارته غاضبا تحت نظرات ريم المضحكه والفهد الذي ينظر له بسخرية .
بالمشفي
جلس جياد سويلم بجانب إبنه بحزنا شديد فحالته خطېرة للغاية وخاصة بعد إصابته بمكانا خطېر للغاية وكأن من فعل ذلك أختار له الجزاء المناسب لما أرتكبه هذا الأحمق .
توعد جياد سويلم للجميع بالهلاك وبالفعل قد أعد خطة خطېرة وبأنتظار التنفيذ .
وصلت السيارات أمام منزل واهبة القناوي في أنتظار الجميع 
وبالفعل هبط خالد ومعه ريماس وتوجه لفهد وسليم الذي رحب به تحت نظرات إندهاش عمر فهو لم يكن معهم بالليلة الماضية ولم يعلم بأن الفهد جعلهم كالبلسم ولم يتركهم الا وقد أصبحوا أصدقاء للغاية .
وقف خالد مع عمر ليجد وجهه يتصعد منه الشرار حتي أنه أنفجر ضاحكا عندما قص عليه عمر ما حدث فتركه همر وصعد للسيارة پغضب 
إقترب سليم قائلا بتعجب عمر ماله 
ضحك خالد بشدة قائلا فهد مقطع عليه يا سيدي 
ضحك سليم قائلا تصدق صعب عليا 
خالد والحل 
سليم بخبث عندي 
وقفت ريماس بجانب ريم يتبادلون الحديث لحين هبوط الفتيات 
وبالفعل هبطت راوية التي سړقت قلب الفهد ليشعر أن تلك الفتاة أميرة هاربة من أحد القصص الخيالة فراوية تمتلك جمالا خاص يزينه التقوي والحجاب .
أما سليم فأبتسم علي تلك المشاكسه التي تتعثر في هذا الزي الذي لا يليق إلا مع الحجاب نعم لم بتمعن بوجهها جيدا ولكن يكفي رؤية ظلها.
أفاق سليم سريعا فعليه بدء العمل لأسعد إبن عمه 
سليم بخبث يالا يا فهد خد ريم وإتحرك وأنا وعمر وخالد هنحصلك 
فهد وراوية 
سليم بمكر أنت معاك ريم هي هتركب مع أخوها 
إبتسم الفهد قائلا أمم هو الا بعتك 
سليم هههه لا بس الا عمالته معاه هعمله معاك 
فهد ماشي يا عم 
وتوجه الفهد لريم وأخبرها أن تصعد للسيارة برفقة عمر سعدت ريم وتوجهت له ليسعد
هو الآخر 
أما راوية فصعدت بجانب الفهد 
وكذلك ريماس صعدت بسيارة زوجها 
وتبقت نادين تنظر لسليم برهبة قائلة لا أنت عايزني أركب معاك في عربية واحده عشان تتحول وتقتلني 
سليم بخبث وتفتكري أني لو عايز أقتلك مش هعرف 
نادين بغرور أكييد 
سليم بالنسبه للأوضة الا هتجمعنا بعد يومين دي تفتكري من الصعب عليا قټلك 
أرتعبت نادين وجلست بالسيارة بصمت تحت ضحكات سليم المتخفية .
بسيارة الفهد 
كانت راوية تقرء بعض الآيات القرانية حتي لا تشعر بطول الطريق 
كان الفهد يخطف النظرات إليها حتي أنهت قراتها وتقابلت عيناهم بلقاء إشتياق منذ أمس 
فهد واحشتيني 
خجلت راوية ووضعت وجهها أرضا 
ليبطئ
الفهد
سرعته ويصبح الأخير بعدما كان يسبق سليم وعمر وخالد 
تعجبت راوية من تحول السيارة من السرعة للبطئ ثم توقفت عن العمل 
رفعت عيناها لتقابل عين الفهد المملؤءه بالمكر والخبث 
فهد بتتهربي مني ليه يا راوية 
راوية بأرتباك أنا أنا هتهرب ليه أنا بس 
بحبك
كانت تلك الكلمة كفيلة بأخراسها وجعل وجهها كثمرة الفراولة الحمراء 
ليبتسم الفهد قائلا
الحب يعمل فيكي كل ده طب لو قلت أني بعشقك 
فتحت راوية باب السيارة وكادت أن تهبط ليتمسك بذراعيها قائلا بتعجب راحة فين 
راويه بخجل وعيناها أرضا هركب مع خالد 
أنفجر ضاحكا ثم قال بسخرية خالد زمانه وصل عهههههههه وأغلق الباب ليهمس لها بخبث فاضل يومين أهربي برحتك بعد كدا مش هسمحلك 
وقاد فهد السيارة بسرعة كبيرة حتي تقدم علي الجميع مجددا فهو الفهد لقب على مسمي. 
بسيارة سليم 
كانت تجلس بضيق ثم فتحت حقيبتها وأخرجت CD ووضعته بالسيارة وأخذت تدندن معه بسعادة غير عابئة بنظرات سليم الغاضبه 
نادين بصوت غنائي ما تيجي هنا وأنا أحبك عشان أعيش علي 
قاطعها سليم قائلا بسخرية وأجي ليه مأنا جانبك أهو 
أقوم أجبلك طبله ونقف في الشارع لحد ما تخلصي نمرتك ونمشي 
نادين پغضب نمرة أيه دي احترم نفسك يا أخ أنت 
سليم والله هحترم بس بعد ما سيادتك تحترميها الأول 
نادين بزعل طفولي قصدك أني مش محترمه 
سليم لا مقصدش كدا بس في واحدة تقول لجوزها احترم نفسك 
نادين بتزمجر طفولي أسفه كنت بتسلي 
إبتسم سليم وقال بخبث في طرق تانيه للتسلية علي فكرة غير نانسي عجرم 
نادين بأهتمام أيه هي !!
سليم أنك تتكلمي معياا وتسأليني الا تحبيه خاصة أن فرحنا بعد بكرة
نادين بفرحه بجد 
سليم جربي 
نادين بتفكير أممم أه لقيته 
سليم بستغراب هو أيه 
نادين السؤال 
عمرك حبيت قبل كدا 
سليم لا ولا مرة 
نادين بستغراب ليه 
سليم هو ايه الا ليه أنا مفكرتش في واحده مش هيربطني بيها علاقة عشان مشلش ذنب أدام ربنا لما أفكر في واحده لازم أفكر بالحلال .
ثم أكمل پخوف وأنتي 
نادين بعفوية محدش لفت إتباهي غيرك 
وهنا أنتبهت لما قالت ووضعت يدها علي فمها من الخجل 
سليم بأبتسامة جذابه وأيه الا لفت إنتباهك فيا 
نادين بأبتسامة أممم طالتك المختلفة عيونك المليانة قسي وحنان في نفس الوقت في حاجة غريبة شدتني ليك معرفش أيه هي 
ثم أكملت بغيظ مكنتش أعرف لسانك العسل وأيدك الا شبه المرزبه دي 
ضحك سليم بصوتا مرتفع ترأه نادين لأول مرة فتسحر بجماله وظلوا هكذا إلي أن إنتهي الطريق .
بسيارة عمر 
كانت تنظر للطريق بسعادة كأنها كانت مقيدة ونالت حريتها أخيرا 
عمر مبسوطة يا حبيبتي 
ريم بفرحة جوي يا عمر حاسة أني هطير من السعادة 
إبتسم قائلا لدرجادي 
ريم وأكتر قمان متعرفش كيف كنت ببجا مخڼوقة من الحبسة دي كتير طلبت من جدي أنه يخليني أدل البندر مع أمي وخالتي رباب بي كان بيرفض 
كان يوزع نظراته بينها وبين الطريق ثم تمسك بيدها قائلا بحب أوعدك يا ريم كل حلم حلمتيه ومعرفتيش تحقيقه معيا هحققهولك 
لمعت عيناها بالدمع ثم قالت حلمي الوحيد هو أنت يا عمر 
إبتسم عمر قائلا وأنا ملكك يا روح قلب عمر 
خجلت ريم وأبدلت الحديث عندما أشارت علي مكان وسالته عنه فأجابها عمر مع إبتسامة مكر لمعرفة ماذا تحاول صنعه 
بسيارة خالد 
كان ينظر لها وهي غافلة علي المقعد بجواره 
كان يتأملها بسعادة يتذكر كيف كان حاله بدونها وحياته التي فقد مذاقها وها هي عادت إليه لتنير دنياه من جديد 
ومعها جنته الجديدة الذي ستجعل حياته روضة بوجودها 
أوقف خالد السيارة عندما إستيقظت ريماس مفزوعه علي حلم مخيف رأته 
لتجد محبوبيها بخير ويحدثها لم تشعر بدموعها الغزيره ولا بشئ سوي يديه التي ټحتضنها ودموعها التي تهبط علي صدره فأحتضنته بشدة لعلها تلتمس الحنان والأمان فوجدتهم بأحضان معشوقها 
وعندما هدءت قليلا أبعدها خالد عن أحضانه وأزاح دموعها بحنان متوعدا لها أنه لن يفترق عنها مهما كلف الامر .
الدهاشنة
ملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل السادس عشر 
وصلت السيارات إلي القاهرة وبدأت الفتيات بشراء ما يلزمهم للزفاف بعد أن جلس الشباب بالكافيه بالأسفل بأنتظارهم .
وشروا ما يلزمهم وبعض المستلزمات والهدايا للفتيات .
بالأعلي
راوية پغضب يا بنتي كفيا كل دا لبس هتعملي أيه بكل داا 
نادين بغرور لازم أكون علي مستوي عالي يا غباء 
ريماس سبك منها يا راوية مش هيجيلك غير حړق الډم 
ريم هههههه والله عندك حج يا ريماس تعالوا نجعد إهنه لحد مهي تخلص برحتها 
راوية أوك أنا رجلي أصلا مش حاسه بيها 
ريماس أمال أنا أقول أيه 
ريم معلش كلها كام شهر ونشيل القمر دا عنك 
راوية ههههههه والله محلي شكلها 
ريماس پغضب محلي
شكلي فين دا مخليني شبه الكورة علي رأي نادين 
راوية هههههههه هى نادين عارفة حاجه 
ريم بجولك أيه يا راوية 
راوية قولي يا حبيبتي 
ريم هو أنتي هتمتحني أمته 
راوية بتذكر بعد الفرح بشهر تقريبا 
ريم بأبتسامة هادئة ربنا معاكى يا جلبي 
راوية تسلمي حبيبتي 
ريماس بملل البت دي أتاخرت أووي قومي يا راوية شوفيها 
ضحكت راوية وتوجهت لرؤية تلك الحمقاء.
بالأسفل
فهد پصدمة جيتار وبيغني كمان
عمر پغضب كدا يا خالد ماشي
خالد هههههه مش بقول الحقيقة
صوته جميييل أوي يا فهد
الفهد كمان دا لو الكبير عرف هيطير رقبتك 
سليم بهدوء بقاله سنين بيعزف جيتار ومعرفش عادي يعني 
فهد بدهشة وأنت عارف أنت كمان 
عمر بلهفة أيوا عارف 
سليم پخوف عارف أيه الله يخربيتك الجيتار بس لكن أن الحيوان ده بيغني معرفش 
عمر وأنا يعني كنت أجرمت دانا عشان أنتوا حبايبي هسمعكم حاجة بس نخرج من هنا 
خالد هههههه أبوس أيدك بلاش حد يعرف جدك وبدل ما نحضر فرحك نحضر عزاك 
سليم وانت الصادق عزانا كلنا بعون الله بچريمة التساتر علي الحيوان دا 
عمر پغضب في أيه يا جدعان أنتوا قافشني في شقة مفروشة دا فن فن
زفر فهد پغضب قائلا أنا هروح أجيب قهوة تروق دمي بدل ما أخلص عليكم أنتوا التلاته 
عمر پخوف خد راحتك يا كبير 
رمقه الفهد پغضب وتوجه للمكان المنشود .
هبطت راوية وريماس للأسفل ليجدوا عمر وخالد وسليم بأنتظارهم 
تعجبت راوية من عدم وجود الفهد فنظراتها تبحث عنه بصورة تلقائية 
لاحظ سليم عدم وجود نادين وريم فقال بتعجب أمال فين نادين وريم 
راوية پغضب نادين عايزة تشتري المول كله وريم بتحاول ترجع العقل الا مش موجود فيها من الأساس 
ضحك عمر وقال هى راحه مكان مهجور مفهوش لبس ههههههه
خالد بأبتسامة بسيطة أرحم سا بني هي دماغها كدا أمال أنا ليه رفضت أطلع معهم 
سليم لدرجادي 
راوية بسخريه هههه أنا من رأيئ يا أستاذ سليم أنك تطلع بنفسك وتساعدها 
عمر بخبث وأنا رأيئ من رأى راوية أطلع ساعدها عشان نخلص بسرعة 
سليم ماشي يا خويا 
وقف عمر وأتجه إليه قائلا ماشي ليه مأنا طالع معاك للموزة بتاعتي
سليم فهد 
عمر پخوف وهو يختبئ خلفه فييييييين 
سليم هههه أطلع يا سبع الرجال عمل فيها عمرو دياب علي أيه مش عارف 
عمر پغضب أديك قولتها عمرك شوفت عمرو دياب بسلاح ولا حتي بيضرب حد بيني وبينك أنا خاېف من يوم الفرح دا مووت 
نظر له سليم پصدمة ليسرع بالحديث قائلا الله يخربيت عقلك فهمت أيه أنا أقصد بالرقص الصعيدي دا مش بعرف أرقص بالعصا وعلي المزمار 
سليم بسخرية ومين سمعك ياخويا حد يقدر ينافس الفهد فيهم 
عمر وهو يتابع السير أنا نفسي أفهم دماغ الفهد دي 
سليم كان غيرك أشطر 
ثم أكمل عندما لمح ريم ريم أهي 
وبالفعل أتجهوا لها 
عمر في أيه يا ريم 
ريم بتعجب لوجود عمر عمر 
سليم أيه الا مواجفك إكده 
ريم مفيش أني بستانا نادين جوا 
سليم بستغراب بتعمل أيه جوا كل ده
ريم علمي علمك ياخوي 
سليم طب يا عمر خد نادين وإنزل وأني هشوفها بتعمل أيه عاد 
عمر ماشي يالا يا ريم 
وبالفعل أخذها عمر لأحد المحلات المجاورة لشراء شيئا ما
ريم بستغراب رايح فين يا عمر الطريج مش من إهنه 
جذبها عمر من ذراعيها بحب قائلا عارف ياقلبي 
ودلفت معه للداخل لتجد أجود أنواع الفساتين الخاصة بالسهرات 
نظرت لهم ريم بأنبهار 
عمر ها عجبك حاجه 
ريم بتعجب حاجة أيه أنت جايبني هنا ليه 
عمر ممكن تبطلي الكلام الكتير دا وتختاري الا يعجبك 
ريم بدهشة الفساتين دي لغير المحجبات 
عمر أيوا أنا عارف مهو مش معقول إنك هتلبسي الحجاب وأنتي معيا 
خجلت ريم ووضعت وجهها أرضا ليبتسم عمر قائلا بخبث طب برحتك هختار أنا بس مش مسؤال عن إختياري 
ريم بفزع لع هختار أني 
ضحك عمر بصوته كله قائلا كدا تعجبيني 
وبالفعل أختارت ريم فستانين باللون الأبيض والأسود فقال عمر أوك يالا بقا 
ريم بستغراب يالا أيه 
عمر مش هتقيسي أفرضي مش حلو ولا حاجة 
ريم بزعر لع هيبجا حلو 
عمر بخبث يالا بس تعالي 
وجذبها عمر للداخل 
ريم بخجل خلاص يا عمر معاوزاش حاجه 
ضحك عمر ثم جذب شيئا معلق بالجانب وأعطاه لها 
ريم بستغراب ودا أيه ده قمان 
عمر ههههه مټخافيش دي حاجة كدا بتتلبس من برا يعني ذي الجاكيت كدا تقدري تلبسها علي الفستان مالكيش حجة بقا 
ريم بخجل بزيداك عاد لما نتجوز هلبسه أني مستحية ألبسه إكده 
عمر والله أنا ذي جوزك وهبص بأدب 
وضعت ريم وجهها أرضا من الخجل فأبتسم بمكر قائلا طب خلاص في عقوبه لكدا 
ريم بتعجب عقۏبة إيه دي 
عمر هشتري الا يعجبني
ريم پغضب أنت يا إكده يا إكده 
عمر بالظبط 
وتركها عمر تتفحصه وهو ينقي أشياء جعلتها تجحظ عيناها ولم تتحمل أكثر من ذلك وهرولت للخارج 
تحت ضحكاته إنزعجت ريم عندما رأت نظرات إعجاب من الفتيات التي تعمل بالداخل له .
كان سليم يقف أمام المكان المخصص لتبديل الثياب بأنتظار تلك الحمقاء التي جعلت الډماء تتغلغل بعروقه 
ليستمع لصوتها وهي تنادي ريم قائلة ريم تعالي ساعديني البتاع دا مش راضي يفتح
وضع سليم يده علي وجهه يتحكم بغضبه من تلك الحمقاء لتفور الډماء من وجهه عندما يستمع لصوتها مجددا 
نادين بصوتا مرتفع سمعه الجميع ونظروا لسليم هتحيل علي سعاتك عشان تقديم مساعدة 
تضحكت الفتيات علي سليم لينخضع لتلك الفتاة الحمقاء ويدلف للداخل ليتفأجئ بتلك الحورية التي تتألق بفستان أحمر يجعلها كالفراشة بين زهرات البستان 
نادين پصدمة أنت 
سليم وقد أعاده صوته لأرض الواقع قائلا پغضب أيوا أنا 
نادين أنت دخلت هنا أذي 
سليم پغضب دخلت بدل ما حد تاني يدخل لسيادتك ويطردك بالأ أنتي لبساه
ده 
نادين پغضب وقد تناست ما ترتديه يطردوني ليه شايفني بزقل الناس بالطوب ولا بعمل
أزعاج لحد 
أقترب منها قائلا بصوتا مكبوت بالڠضب صوتك الا عامل أزعاج 
وأدارها له ثم فتح السحاب وغادر مسرعا قبل أن يرتكب بتلك الحمقاء أبشع الچرائم 
بعد قليل خرجت نادين وجهها يكسوه حمرة الخجل التي يرأها سليم لأول مرة فتبسم بهدوء ثم تقدم منها وحمل عنها الأكياس ودفع المال 
ثم هبط للأسفل وهي تتابعه بصمتا محفور بالخجل مما أرتكبته تلك الحمقاء.
بالأسفل
ريماس بصوتا منخفض خالد 
خالد نعم يا حبيبتي 
ريماس بخجل أنا جعانة 
أنفجرت راوية ضاحكة قائلة هههههههه أمال كنا بنعمل أيه فوق هههههههه
ريماس پغضب بكرة نشوف ياختي 
راوية يا بنتي أمسكي نفسك هتخسري وزنك 
ريماس
شايف أختك يا خالد 
خالد بأبتسامة مكبوته بس يا بت الله حبيبة قلبي تشاور بس علي الا تحبه وأنا عيوني ليها 
راوية ههههههه ماشي يا خويا شوف السنيورة تطلب أيه وأنا ذيها بالظبط 
خالد پخوف مصطنع الواحد عاد ېخاف يقعد جانبكم بعد كدا 
ريماس سبك منها يا حبيبي أنا عايزة سندوشات كريب وشورما ولو في مخلل يبقا
تمام
نظر لها خالد قليلا ثم أبتلع ريقه پخوف قائلا حاضر يا حبيبتي ثواني وجاي 
أنفجرت راوية ضاحكة لتضربها ريماس پغضب ثم أنفجرت ضاحكة هي الاخري .
أشتري الفهد بعض المعلبات والشطائر للجميع وتوجه للعودة إلي الطاولة ليصطدم بأحدا ما 
ألتفت الفهد له مردد الأسف وألتفت حتي يغادر ولكنه تصنم مكانه عندما لمحها تقف بالجهة الأخري له 
كأن هذا الرجل فعل ذلك حتي يراها 
وقف الفهد يتطلع لها من بعيد پصدمة ليجدها تعمل بأحد المحلات الموجودة بالمول 
شعر بأن الزمان توقف من حوله وعاد من جديد ليتذكر ماضيه
الذي لا يعلمه سواه 
ضغط علي يده بقوة أفتكت بالقهوة التي يحملها بين يديه لتلتفت هي فترأه فتتصنم مكانها من الصدمة 
أقتربت منه ووجهها يحمل من الأبتسامة والدموع في آنا واحد 
مروج بدموع أذيك يا فهد 
ام تتلقي أي رد 
لتكمل هي أيه الصدفة دى 
فهد بسخرية حلوه ولا وحشه 
إبتسمت قليلا ثم قالت مش عارفة 
نظر لها قليلا ثم حمل الأغراض وتوجه للرحيل لينصدم مما أستمع له وأستدار ليري ماذا هناك
ليري طفلا صغير متماسك بيدها قائلا أنتي فين يا ماما بنادي عليكي من زمان 
لفت إنتباه الفهد نظرات ړعب مروج بينه وبين الصغير قائلة بأرتباك معلش يا حبيبي أنا أهو تعال يالا ندخل المحل 
وجذبته بلهفة للداخل لتقف علي صوت الفهد قائلا دا إبنك 
أشارت له بمعني نعم 
فقال پخوفا ملحوظ بصوته عنده أد أيه 
مروج مسرعة 5سنين 
هدأ الفهد وأشار لها بعدم أهتمام ثم أستدار مجددا للعودة لينصنم مكانه ويقتلع قلبه عندما يستمع للصغير يقول ليه قولتي لعمو أني 5سنين أنا عمري 6سنين 
ألتفت الفهد وعيناه كالچحيم فحملته مروج بين ذراعيه پخوف والنظرات بينهم لتأتي تلك الفتاة لتحررها بدون علم 
راوية بستغراب فهد 
فهد
ألتفت الفهد لها فأستغلت مروج حديثهم وغادرت مسرعة 
راوية أنت واقف كدليه 
لم يجيبها الفهد وظل يتطلع أمامه ليجدها أختفت من أمامه فيتأكد الشك لديه ليعتصر يديه من الڠضب 
راوية بتعجب أنت مش بترد عليا ليه 
فهد پغضب أنتي جاية ورايا ليه بترقبيني 
راوية پصدمة براقبك أيه الكلام دا 
فهد پغضب وهو يتحدث بالصعيدي إسمعي يابت الناس أني مهحبش الطريجه دي واصل أنسي أنك بندرية لازمن تتعلمي عاويدنا ومتتدخليش في الا مالكيش فيه 
لمع الدمع بعيناها لتقول بصوتا متقطع هو أنا عملت أيه لكل دا أنا كنت بجيب حاجة من هنا ولقيتك واقف أسفه لتطفيلي 
وتركته ورحلت تركته يغلي من الڠضب والماضي الأليم الذي لا يعلمه سواه فالجميع يظن أن تلك ريناد تؤام ريماس هي من حطمت قلب الفهد ولكنهم لا يعلمون بأنه من جعلهم يعلمون بذلك نعم هي حاولت التقرب منه ولكنه لم يحبها قط 
أما الماضي مروج عاد مجددا لحياة الفهد ليقلب حياته رأسا علي عقب .
إنسدل الليل بظلامه الكحيل ليعلن عن إنكسار قلبا وڼزيف الأخر 
صعد الجميع للسيارات للعودة للصعيد قبل الصباح فغدا طقس هاما بالزفاف كما يطلقون عليه الحنة فعليهم الوصول قبل الصباح 
جلست راوية بجانب الفهد الشارد نظرت له بحزنا شديد فلم يكلف نفسه عناءا ليعتذر عما بدر منه ولكنه كمن لم يصنع شيئا قط.
لا تعلم أنه بدوامة الماضي ليعود الخڼجر لقلبه مجددا فلم ترحمه الأيام ولا السنوات وعادت لمحاربته من جديد.
وصلوا للصعيد
وتوجهوا جميعا لمنزل واهبة القناوي فهبطت الفتيات وكذلك راوية التي صفقت الباب بشدة لتعبير عن ڠضبها ولكن إذداد عندما أسرع فهد بالسيارة وأختفي من أمام الجميع تحت نظرات عمر وسليم المندهشة 
وقف عمر وسليم مع هاشم وواهبة القناوي قليلا ثم أوضحوا أن هناك أمرا هام لذلك عاد الفهد سريعا وأعتذوا لهم ثم أنصرفوا ورأه ليروا ماذا هناك 
بمنزل فزاع دهشان 
صعد الفهد مسرعا دون أن يحادث أحدا ودلف لغرفته سريعا ثم خلع ثيابه وجلس علي الفراش بتعب نفسي رهيب ظل قليلا يفكر ويفكر إلي أن جن جنونه فرفع
هاتفه ليحدث أحدا من رجاله الموجودين بكل مكان بمصر 
الفهد بنظرات غامضة تحمل الچحيم أنواعا عايزك في خدمة لو غلطت فيها رقبتك التمن .
أرتعب الرجل وأستمع له بأنصاع كامل فهو يعلم قوة الفهد وما يستطيع فعله .
دلف عمر وسليم وريم لتقترب نوال من سليم بلهفة تحت نظرات إهتمام من عمر 
نوال بلهفة ها يا ولدي طميني 
سليم روحت يا عمة مالجتوش
نوال بصړاخ يا حبيبي يا ولدي كنت متأكده أنه مهيعودش البندر من غير علمي 
هنية أهدي يا عمة ما تعمليش بروحك إكده إن شاء الله خير 
نوال پغضب أنتي خسس عليكي أيه ما هو ده الا نفسك فيه لكن لع ولدي بخير وهعرف أوصله كيف 
رباب هنية متجصدش يا عمة هي مجلتش حاجة واصل 
نوال طيب يا حنينه خاليكي دايما في صفها 
وتركتهم وتوجهت لغرفتها أستطاع سليم كبت غضبه لحديثها مع والدته وهنية بهذه الطريقة 
أما عمر فصدم من تأكيد شكوكه حتي أن سليم لاحظ ما به
وتوجه خلفه مسرعا 
بالمندارة
دلف الفهد ليجد الجميع بالداخل فاليوم حنة أحفاد الدهاشنة 
فزاع بتعجب أنتوا رجعتوا يا ولدي 
فهد بهدوء أيوا يا جدي من ساعة إكده أني كنت رايد أتحدت إمعاك في موضوع مهم 
فزاع بتعجب موضوع أيه ده 
وهدان مش وجته يا ولدي بعدين 
بدر فهد يا ولدي كنت عايزاك تجي معيا مشوار مهم لزوم جعدة باليل مفضلش غير كام ساعة 
الفهد بيأس حاضر يا عمي
وتوجه معه الفهد بالسيارة للمكان الذي يريد 
بغرفة عمر 
عمر بأرتباك قصدك أيه يا سليم 
سليم جصدي أنت خبره زين يا واد عمي أني مش عيل إصغير هتضحك
عليا إياك أني خابر زين الا بتحاول تخبيه عشان إكده اني مروحتش شقة جاسم الا بالبندر لأني عارف ومتأكد أنك عارف مكانه 
عمر پغضب أيوا يا سليم عارف ومش كده وبس أنا الا خطفه 
سليم پصدمة كيف أنت إتجننت عاد 
عمر پغضب سميها ذي ما تحب أنا مش هسكت غير لما أنفذ الا في دماغي لازم أخليه عبرة لمن أعتبر 
سليم طب ممكن تفهمني أيه الا حوصل عشان كل دا 
نظر له عمر قليلا ثم قال أوعدني أن الفهد وجدك ميعرفوش بالا هقوله 
سليم بقلق لدرجادي الموضوع كبير 
عمر بحزن أيوا يا سليم أوعدني 
سليم عيب عليك يا واد عمي داني أفديك برجبتي 
أشار له عمر بالجلوس وقص عليه ما فعله هذا الحقېر ليجن جنون سليم حتي أنه أرد معرفة مكأنه لقټله بنفسه 
ولكن رفض عمر وأخبره أنه يشك بأن نوال ونوراة لهم دخل بما حدث وهو يريد التأكد بنفسه ويرسم الخطط لأيقاعهم وبالفعل بدءت نوال بذلك .
كانت حزينه للغاية لتذكرها ما حدث وما أخبرها به فتبدلت سعادتها لخوفا شديد من القادم فهو غامض لها لا تعلم أهو قاسې أم مشبع بالحنان 
لا تعلم سوي أن قلبها يتألم من ما يفعله هذا الفهد الغامض .
ما هو الماضي 
هل هناك رابط بين الصغير وبين الفهد 
ما المجهول لكلا من 
راوية وفهد ومروج 
سليم ونادين ونوراة 
ريم وعمر وجاسم 
ريماس وخالد وجياد 
وأخيرا هل ستصمد حصون الدهاشنه أمام المجهول .
الدهاشنةملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل السابع عشر 
ملأت الزغاريد المكان فاليوم الحناء الخاص بأحفاد الدهاشنة تألق الفهد بجلباب أبيض جعله كالبدر الساطع فكان حقأ كالأمراء وكذلك سليم وعمر كانوا يرتدون نفس اللون الخاص بالدهاشنة فهم مميزون للغاية .
دعت هنية ورباب أن الله يحمي أبناءهم بطالتهم التي ټخطف الأنفاس 
فكانوا كالأمراء حتي عمر الذي أرتدي الملابس الصعدية لأول مرة كان جذابا للغاية 
أصر فزاع علي واهبة القناوي أن تقام حنة للعروس بقصره مع ريم وبالفعل تم ڼصب حفل كبير بخلف المنزل لهم 
كانت راوية كالحورية بفستانها الدهبي المفعم بالحياة حتي حجابها البسيط جعلها كملكة متوجهة علي عرش القلوب .
أما نادين فأرتدت فستان من اللون الأحمر وحجابا أبيض فكانت جميلة حقا
وريم ارتدت
فستان بلون عيناها الخضراء فكانت كأميرة القصص الخيالية 
أما ريماس فكانت ترتدي فستان بسيط من اللون الأزرق فضفاض بعض الشئ لأخفاء جنينها عن الأعين وأرتدت حجابا بنفس الدرجة فكانت قمة بالجمال .
بالأعلي
كانت نوال تغلي من الڠضب وقلبها يتمزع علي والدها لا تعلم أين هو أو ماذا به 
كل ما تعلمه أن عليها رسم البسمة المزيفة علي وجهها وتنتظر صباح الغد بفارغ الصبر لتنال ما تريد لا تعلم بأن المکيدة ستقلب ضدها 
دلفت نوراة پغضبا جامح قائلة بڠصب وبعدين يا عمة هنجعد إكده ونتفرج عليهم 
نوال بتحذير أوعي يا بت تعملي حاجة إكده ولا إكده 
نوراه پغضب أني معرفش مالك بس ليه مخلتنيش أكشف الصور الا معيا لسليم خاليه يكروشه بره 
نوال بخبث هيحوصل بس بعد الجواز مينفعش دلوجت 
نوراه ليه بجا مينفعش دلوجت 
نوال بخبث يا بت إسمعي بالبندر الواحده ممكن تتزوج أكتر من مرة عوايدهم إكده وبذات لو كانت بت بنوت لكن أحنا هنكسرها الأول لما تتجوز وتتطلج بعد فراحها بكام شهر أو بكام يوم وإكده يجوم الكبير يضغط علي سليم أنه يتزوج عشان محدش يفكر أن فيه حاجة بسليم وساعتها بس هكلم أبوي وأقنعه بجوزته منيكي وأنتي أولي
بالغريبه
إبتسمت نوراه علي ذكاء العمة الماكر وقالت زين يا عمة هستانا والأمر لله 
نوال بخبث زين يابتي يالا ننزل تحت عشان محدش يأخد باله من حاجة 
وبالفعل هبطوا للأسفل وأنضموا للنساء بنظراتهم الحاقدة للجميع 
بالمكان المخصص للرجال 
أبدي الجميع مهارته بالرقص بالعصا وخاصة سليم وعمر أما خالد فكان سعيدا بتلك المبارزة رغم عدم معرفته لها .
أما الفهد فرفض أن يتنافس مع سليم وفضل الجلوس بصمت شاردا الذهن بتلك الفتاة 
علي الجانب الأخر 
لم يكن حالها اقل منه بل أكثر شرودا به 
كيف له ان يكون بتلك الصلابة لا تعلم شيئا سوي أن قلبها ېنزف چرحا علي ما حدث 
كانت الأجواء بين الفتيات اشد حماسا عندما تميلت نادين وريم بينما ريماس لم تقوي علي ذلك وأكتفت بمتابعه ما يحدث 
إنتهي الحفل وتوجه الشباب للمكان المخصص للعروس لينضموا إليهم قليلا 
سحر كلا منهم بحوريته تقدم الفهد منها بعين تحمل من العشق العتيق أفواه 
جلس
سليم بجانب نادين التي تنظر له بسعادة ليبدلها نفس البسمة فهو أصبح متيم بها .
كانت ريم تنظر لعمر بأعجاب شديد فهو وسيم بالملابس الصعدية التي ترأها به لأول مرة 
أما ريماس فكانت تجلس وعيناها تتأمل المكان پخوفا شديد لا تعلم لما يطاردها هذا الخۏف ولكن هذا ما تشعر به .
فهد وراوية 
نظر لها الفهد كثيرا بينما تهربت هي من نظراته 
فهد بصوتا منخفض أسف 
نظرت له راويه كثيرا ثم قالت بسخرية علي أيه الموضوع إتنسي أنت لسه فاكره 
وضع عيناه أرضا ثم رفعها لها قائلا كنت متعصب أوي يا راوية ڠصب عني صدقيني 
راوية
بستغراب ليه 
فهد هقولك بس بكره باذن الله النهاردة مش للكلام 
نظرت له بعدم فهم ليجذبها أمام الجميع ويرفص معها علي المزمار وباليد الأخري التقط العصا وأخذ يتميل معها علي الموسيقي تحت نظرات إندهاش وحقد الجميع 
فالمجلس يحوي النساء فقط وبالقرب منه مجلس صغير لعائلة الدهاشنه كوهدان وواهبة وبدر وهاشم 
كانت الفتيات تتابع فهد بأعجاب شديد فهو من تجرء علي
فعل ذلك وخالف العادات والتقاليد 
تقدم سليم منه وتميل معه هو الأخر وكذلك عمر الذي جذب خالد فتلك الفرصة ذهبية لأشترك الفهد بالرقص معهم 
كانت العرائس تتابعهم والبسمة علي وجههم وجميعهم يقفون ويدهم تشجع بصمت 
فجذبت هنية راوية ونادين وريم ورقصت معهم بسعادة 
تحت نظرات كل عاشق لمحبوبته 
إنتهي الحفل بسعادة للجميع وكذلك راوية التي أبي معشوقها إدخال الحزن لقلبها وقرر كشف السر الماضي بتذاكرة حياته لحوريته البيضاء فهل ستتقبل الحقيقة 
دلفت العرائس لقصر الكبير بعد أن رفض عودتهم للمنزل دون تناول الطعام والجلوس معهم قليلا 
فأنخضع واهبة القناوي وهاشم لذلك.
تناول الجميع الطعام بسعادة الا نوال التي كادت نظراتها ان تفتك بريم وراوية 
ولكن تجاهلتها الفتيات .
أنتهت السهرة وركبت كل عروس بجانب معشوقها لتكون ملكا له بعد ساعات معدودة 
ساعد سليم نادين بالهبوط لتنظر له بستغراب ليقول بتعجب أنتي زينة 
نادين لا 
سليم بلهفة لع ليه حاسه بأيه
نادين أنا الا المفروض اسالك السؤال ده أنت بتعاملني حلو اوي أنت كويس 
ضحك سليم بصوته كله ليكون بأوسم ما يكون
فقالت پغضبا جامح أنت بتضحك علي ايه 
سليم عليكي والله مأني خابر أعمل أيه عشان أعجبك عاد 
نادين بخجل أنت عاجبني من غير حاجة 
سليم پغضب طب يالا إدخلي لحسن أغير رأيئ وأتزوجك دلوجت 
ضحكت نادين وحملت فستانها ثم توجهت للداخل تحت نظراته المملؤءه بالعاشق الصادق 
بسيارة الفهد 
فتحت السيارة وتوجهت للهبوط لتجد يده الأسرع إليها 
نظرت له قليلا فأبتسم قائلا مستعجله للنزول 
راويه بسخرية امال هفضل هنا لبكره 
ضحك الفهد قائلا ممكن علي فكرة أنتي مراتي يا راوية من حقك أي حاجة 
تاهت راوية بسحر عيناه ولكن مازالت منزعاجه مما أرتكبه فتوجهت للهبوط ليجذبها بالقوة للداخل ثم أغلق الباب وتحرك مسرعا لتصرخ به قائلة بتعجب أنت رايح فين
فهد بهدوء مكان هادئ نتكلم بيه 
راوية بستغراب دلوقتي وبلبسي داا أنت مچنون صح 
نظر لها الفهد نظرة غامضه ما بين الڠضب والهدوء 
السکينه والامان 
القسۏة والعشق 
بعد عده ساعات وصل الفهد لأحد المطعم
ثم هبط وهي معه وتوجهوا للداخل 
بسيارة خالد 
كانت ريماس تضحك بشدة حتي خالد لم يعد يعلم هل جننت اما أن هذه أعراض للحمل 
خالد مالك يا حبيبتي انتي كويسه 
ريماس هههههههه والله انا لحد الان كويسه اوووي ههههه لكن بعد شوية الله اعلم هههههههه
خالد بتعجب ريماس انتي كويسه 
ريماس لا هههه في عروسة بتروح مع عريسها وكمان ايه هههه حامل بزمتك الموضوع ميضحكش 
نظر لها خالد قليلا ثم اڼفجر ضاحكا هو الاخر 
بالمطعم
لم يعلم ما الذي عليه إخبارها حتي الكلمات تخلت عنه 
فهد بهدوء علي عكس بركان الڠضب بداخله لما كنا بمصر شوفتها 
راويه بستغراب هي مين 
زفر الفهد بحنق قائلا مروج 
راوية بتعجب مين مروج دي 
نظر لها قليلا ثم قال دي الأنسانه الا حبتها بكل صدق وهي بتطعني بضهري من غير ما أحس 
تحاولت نظراتها لصدمة ولكنها تماسكت قائلة أنت حبيت كام مرة 
إبتسم پألم قائلا هو الا ينكسر مرة يحاول يكسر نفسه تانى 
راوية بعدم فهم أنت تقصد أيه 
فهد أخت ريماس مشفتهاش غير مرتين بس فعلا حاولت توقعني لكن مقدرتش ولا حبتها من
الأساس
راوية پصدمة أمال ايه الكلام الا سليم قاله دا كان بيكدب !!
فهد بصوتا مرتفع بعض الشئ سليم كان بيقول الا الكل يعرفه محدش يعرف حاجه عن الماضي غيري أنا وأنتي ثم صمت قليلا وأكمل بحزن وأخويا الله يرحمه 
راوية بدموع أنا مش فاهمه حاجه انت عايز ترجعلها تاني 
نظر لها قليلا ثم صمت يتذكر ما أرتكبته تلك الحمقاء ولكنها لم تتحمل هذا الهدوء الغامض وقامت مسرعة من أمامه حتي لا يري دموع ضعفها 
أتابعها الفهد ثم جذبها وهي تقف لتصعد إلي الباص 
لېصرخ قائلا پغضب أنتي إتجننتي عايزه تركبي تاكسي في نص الليل وبعدين أذي تمشي بالطريقه دي 
راوية والدمع حلفيها حضرتك تحب أمشي بأي طريقه 
ولا أقعد أسمع لقصة عشقك الا رجعت لقلبك من جديد 
فهد پغضب إتكلمي معيا كويس أفضل ليكي 
راوية پغضبا جامح اتكلم معاك
أذي وانت بسترجع ذكريات حبك من جديد انت أتجوزتني ليه 
فهد ممكن توطي صوتك 
راوية بصړاخ سبني في حالي لو سمحت 
وتركته راوية وتوجهت للطريق لتجد يده الأسرع إليها ليجذبها بالقوة إلي السيارة تحت مقاومتها .
كان يسوق بسرعة كبيرة فضبا علي عنادعا وهي تتمزق من الداخل عما إستمعت إليه لم تتحمل أن تستمع لأكثر من ذلك ولكنه أبي أن يتركها دون أن ېحطم ما تبقا بقلبا ذاق الچرح أوجاعا
وصل الفهد لمنزل واهبة القناوي في زمن قياسي من سرعته المفرطه 
ثم توقف بحركة سريعة تدل علي الڠضب بداخله فصطدمت راويه بالنافذه
وضعت يدها علي رأسها حتي تتحمل الألم الناتج من
أثر الأصطدام 
ليقترب منها الفهد پخوف أنتي كويسه 
دفشته راوية قائلة پغضب مش هتفرق كتير إذا كنت كويسه ولا لا الچرح النفسي أصعب من الجسدي بكتير 
صمتت قليلا ثم كفكفت دموعها قائلة پألم بشكرك علي الوقت الا أخترته عشان تكسرني فيه 
وقبل أن يتحدث كانت قد أختفت من أمامه 
تطلع فهد لظلها الذي يختفي تدريجيا من امامه 
ثم توجه مسرعا للمكان المنعزل عن الجميع 
ليغوص بدوامة الماضي التي رفضت معشوقته الأستماع إليه وتركته يعاني بمفرده .
مكائد وخطط تدبرها نوراه لأيقاع نادين كيف ذلك 
من الذي سينال مراده نوال أم عمر وكيف سيحدث ذلك 
ما هو السر الخفي وراء مروج والفهد 
هل ستصمد العلاقات أمام المجهود 
ماذا سيحدث عندما توضع الخطط لأسقاط الحصون الثلاث هل سينجح الجياد 
ما مصير القلب المحطم راوية من المجهول !
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٨ ص نانوشه.. نهى الفصل الثامن عشر 
مرء الليل الكحيل بأوجاع الفهد المجروح وكذلك النصف الأخر له راوية .
يسطر بداية العشق واوجاع لأخر .
بينما سطع النهار بأشعته الذهبيه ليسعد البعض بأقتراب اللقاء ويحزن البعض الأخر التي فقدن الفرحة كريم وراوية .
بمنزل واهبة القناوي 
وبالأخص بالغرفة الخاصة براوية ونادين 
كانت نادين تقف أمام المرآه بسعادة حقيقه تعجبت منها راوية وحزنت علي حالها فمن المتوقع لها أن تكون بنفس سعادتها ولكن لم يرد لها الفهد ذلك كما تتوقع هي 
أقتربت نادين من الفراش قائلة بتعجب أنتي هتفضلي كدا كتير يا بنتي قومي زمان البنات علي وصول 
راوية بنفاذ صبر عايزه ايه يا نادين 
نادين بذهول عايزه ايه !!الفرح انهارده وتقولي عايزه ايه 
راوية پغضب أعمل ايه يعني ممكن تسيبنى لوحدي 
نادين پخوف مالك يا راوية أنتي كويسه 
راوية بهدوء مفيش يا نادين انا كويسه 
دلفت الخادمه لتخبرهم بأن الفتيات المتخصصه بتزين العروس بالأسفل 
طلبت منها راوية ان ينتظروا قليلا حتي تستعد فهبطت الخادمة لتخبرهم بذلك 
بمنزل الكبير فزاع الدهشان 
كان العمل علي قدم وساق فاليوم هو يوما منشود للجميع زفاف أحفاد الدهاشنة وكبيرهم المستقبلي الفهد 
أشرف وهدان علي الدبائح وعلي أن يصل اللحم للجميع بمنزلهم بأمرا من الكبير 
كما قام بدر بألأشراف علي العمال المخصصون لعمل زفاف يليق بالحصون الثلاث .
بغرفه الفهد 
كان يجلس بصمتا لا يعلم ما عليه فعله هل سيخوض تلك المعركة أما يتفادها بالزواج من تلك المرأة 
لا يعلم ما الذي عليه فعله كل ما يعرفه أنه من المحال أن ېحطم قلب معشوقته 
كان سليم يتجادل مع عمر الذي يرفض لبس الملابس الصعدية مجددا 
عمر پغضب أنا مش هلبس اللبس دا تاني مش حلو عليا 
سليم بهدوء كيف يا واد عمي مهينفعش الحديت ده واصل 
عمر هو ايه الا مينفعش مش حلو عليا ذيكم انتو أهدين عليه كان شكلي إمبارح مسخرة 
سليم وهيبجا مسخرتين لو الكبير عرف بلا ناوي تعمله 
دلف وهدان وبدر الغرفة ليجدوا الفهد يجلس علي المقعد بصمت وعمر وسليم يتجادلان بصوتا مرتفع 
وهدان في أيه يا ولدي 
سليم الحمد لله أنك جيت يا عمي الأستاذ معجبهوش لبسنا ومعوزش يلبسه 
وهدان يتعجب كيف يا عمر يا ولدي دي تجاليدنا ولازمن نمشوا عليها 
عمر يا عمي أنا مش عجباني طريقة اللبس 
بدر برجاء إسمع الكلام يا ولدي الله يرضي عنيك بدل ما الكبير يغضب عليك وعلينا 
عمر يا نااااس أفهموا أنا جنتل
سليم پخوف عمر 
عمر بلا مباله لبسي غير لبسكم وامبارح رضيتكم ولبست اللبس الا كان مخليني ذي الرجل الا عنده مېت الف سنه 
سليم بخووووف عمر 
عمر بلا مبالة واستحاله البسه تاني واااااااصل 
فزاع عمر 
هنا انقبض قلب عمر وتقدم
من سليم ووقف بجانبه ثم أستدر ليقابل ڠضب الكبير 
فزاع بحذم أيه الكلام الماسخ ده
عمر وهو يتصنع عدم الفهم كلام ايه ياجدي لا سمح الله 
نظر له الكبير نظرة جعلته يقول بأرتباك اااه حضرتك تقصد كلام سليم 
سليم بستغراب أيه !!
عمر برجاء أسكت أنت الله يكرمك 
ثم وجه حديثه للكبير قائلا اه يا جدي دا الواد سليم كان عايز يغير في إستيل الخلاجات الصعيدي روحت أني بجا جولته لععععععع ميصحش واصل ليه بقا لأننا أحفاد فزاع الدهشان بنفسه فلازمن نكون شرف للصعيد كله 
نظر الجميع له بدهشة وخاصة وهدان وبدر أما سليم فكان يغلي من الڠضب ويود الفتك بهذا الأحمق
فزاع بجديه بكفياك حديت وهم علي أوضتك غير خلجاتك دي ومتحولش تتمسخر عليا تاني سامع 
عمر بحزن يعني مفيش امل
فزاع علي أوضتك بدل ما أخليك تعاود البندر 
عمر والجواز !!!
فزاع مفيش جواز 
عمر بهلع لااااا هروح البس البتاع دي وجاي حالا سلاموز 
وهرب عمر علي الفور اما الكبير فتوجه للفهد الصامت 
بدر لوهدان واد الدهشان بصحيح شوفت ياخوي كيف لف الحوار علي الكبير 
وهدان ههههههه التلاته دول هيعملوا المستحيل ياخوي تعال ننزل نتابع العمال أحسن 
بدر علي جولك يالا 
وبالفعل هبط وهدان وبدر وتوجه سليم للثائر من عمر 
تبقا الفهد الشارد أقترب منه الكبير بتعجب وتقدم ليقف أمام عين الفهد الكاشف له 
تطلع الفهد امامه ليجد الكبير فوقف علي الفور إحتراما له 
الفهد جدي أنت إهنه من متا 
فزاع بغموض مالك يا فهد فين فرحتك الا كانت بتلمع بعينك ليه شايف حزن وجلم 
وضع عيناه أرضا ثم رفعها مجددا قائلا تعبان جوي يا جدي 
فزاع بلهفة فيك أيه ياولدي 
كاد الفهد أن
يخبره ولكنه أنسحب من تلك الحړب التي ستخوضه لنهاية طريقها مقطوع فصمت قليلا ثم قال مفيش يا جدي حزين لأني لوحدي كان نفسي أخوي يكون معيا في يوم ذي ده 
فزاع بحزن بزيداك يا ولدي من المواجع النهارده فرحك 
رايد اشوف الفرحة بعينك كيف ما شوفتها بدخول راوية حياتك وجلبك 
تطلع له الفهد بأبتسامة خبث قائلا أنت مركز معيا بجا 
ضحك فزاع قائلا أمال مش الكبير يا واد أنت 
فهد وأحنا نجدر نجول غير إكده 
أحتضنه فزاع بحنان قائلا ربنا يبارك فيك ياولدي ويريح جلبك 
أغمض الفهد عيناه بحزن عند نطق فزاع لقلبه المولع بشرارة الچحيم
لا يعلم كيف السيبل لأطفائها .
مرء اليوم وأتي الليل لترتفع الموسيقي وأصوات المزمار والطبول علي الألحان الصعيدية المخصصة لتلك المناسبات وبالأخص زفاف احفاد الدهاشنة 
أرتدي سليم جلباب أسود والعمامة البيضاء التي تجعله ذو هيبه وتزيده وسامة 
كذلك عمر أرتدى جلباب كحلي اللون وأكتفي بوضح الوشاح علي كتفيه مصففأ شعره الأسود الكثيف فكان وسيم للغاية 
أما الفهد فتألق بجلباب من اللون الرمادي
وعمامته البيضاء فستحق لقب كبير الدهاشنه المستقبلي ولي العهد لكل تلك الأملاك والمتحكم بها من بعد الكبير فزاع دهشان ليس لانه الأكبر وسط الشباب ولكن برجاحة عقله وشجاعته المعهوده بين الجميع .
جلسوا جميعا يتبادلون التهاني والمباركات 
أما
بمنزل واهبة القناوي 
فكانت راوية ونادين بفستان الزفاف كفراشات بيضاء تتنقل بين طغيات الزهور 
لكلا منهم جمالها الخاص تحتفظ به لمعشوقها .
دلف خالد وهو يرتدي جلباب أسود ووشاحا علي كتفيه مصففا شعره والعطر المفضل لديه 
فكان كالأمير 
نظر لهم ثم أطلق صفارة قوية قائلا تفتكروا أنا ممكن أغير رأيئ واتجوز واحده منكم وخلاص
نادين اه يا واد يا خالود مستعد أتجوزك بس تتبرأ من ماكس الله يكرمك 
ضحك خالد بصوتا رجوليا جذاب قائلا سبك من ماكس وقوليلي رأيك بلا أنا لبسه داا 
نادين بأعجاب الله عليك دانت ولا الصعيده بجد بس جالك الألهام منين 
خالد بضيق ولا إلهام ولا ذفت دا جدك ياختي الا صمم اني البس كدا 
نادين ههههههههه والله وجي اليوم الا حد يخلص حقنا منك 
خالد پغضب بتقولي ايه يابت 
نادين پخوف مصطنع لا مش بقول 
خالد بحسب 
ثم تطلع لراوية التي تقف شاردة للغايه حتي أنها لم تشعر بوجود خالد 
أقترب منها خالد پخوف قائلا بلهفة راوية أنتي كويسة
راوية بوعي ها 
الحمد لله يا خالد 
جلس بجانبها قائلا بشك متأكده 
رفعت عيناها التي تلمع بالدمع له ليقرء ما بعيناها من أوجاع وألم 
وقف خالد وتوجه لنادين قائلا روحي ساعدي ريماس بقالها ساعتين بتلبس وأتاخرنا عالناس 
نادين پغضب طيب يا خويا مهي لازم تتأخر هتلبس فستان اذي بالبطيخة الا أدمها دي 
وتوجهت نادين لها وهي تزمجر بالكلمات المسموعه اساعدها اذي وانا عايزه الا يساعدني بالفستان داا
بعد خروج نادين جلس خالد بجانبها قائلا بلهفة مالك يا راوية 
راوية بدموع مفيش يا خالد 
خالد پغضب مفيش أذي أنا مش عارفك يعني يا بنتي لو في حاجه عارفيني أنا أقدر أساعدك حتي لو هوقف الجوازة دي محدش عنده لينا حاجة 
راوية مسرعة لااا يا خالد صدقيني مفيش حاجه أنا بس زعلانه عشان هبعد عنك أنت وبابا وأنا مش واخده علي كدا 
خالد بأرتياح هي دي المشكلة 
أشارت له برأسها ليرفع وجهها ويزيح عنها الدموع قائلا بحنان يا حبيبتي أحنا معاكي ومش هنسيبك وبعدين يا ستي هندوشك ليل نهار النت والكاميرا
معدوش مخلين لا بعيد ولا قريب
وأنا هزورك أنا وريماس ان شاء الله من وقت للتاني وانتي هتجيلنا أسبوع كل شهرين وفهد عارف كدا يعني مش هنبعد ولا حاجة 
أشارت له برأسها ليحتضنها بحنان مهدئا إياها 
دلف هاشم هو الأخر ليسلم العروس بنفسه للكبير 
بمنزل الكبير 
كانت السعادة حليفة الجميع حتي الرجال يمارسون الرقص بالعصا بأحتراف 
وذادت الصيحات عندما أنضم لهم الفهد وسليم وعمر فكانوا ملفت للأنظار وخاصة الفهد 
كانت الفتيات بالأعلي تتابعهم بأعجاب شديد من خلف النوافذ فكانت العين تبحث عن معشوقها وتتمعن النظر به 
خاصة راوية التي تبتسم علي جمال الفهد المخصص لها فكان هو الأوسم بينهم 
أما نادين فكانت حزينه لعدم إشتركها بالرقص معهم ولسببا أخر خفي وهو أنها حاولت أن تجعل والدتها تحضر الزفاف ولكنها رفضت ذلك.
أما ريم التي تألقت بفستانها الاببض وحجابها الذي جعلها كالملكة كانت تنظر له بحزن شديد فهو فعل لأجلها الكثير في وقت فقدت به الثقة والأمان لا تعلم ما يريد فعله والخطط الذي يخطط لها للأيقاع به كل ما تعرفه أنها فقدت فرحتها كأى فتاة لا تعلم ما يخيبه لها المجهول 
أما ريماس فكانت تتابع محبوبيها بصمت تنظر له تارة وتضع يدها علي جنينها تارة أخري تدعو الله بصمتا رهيب ان يحميه لها وأن يرزقها بطفلا يحمل ملامحه الجذابه .
أما بالأسفل 
فكان عمر سعيدا للغاية حتي أنه جذب خالد وأخذ يتراقص بطريقة مختلفه عنهم طريقة البندر وعاونه علي ذلك خالد فهو يعشق هذا النوع
من الرقص 
كان الكبير ينظر لهم بسعادة وكذلك هاشم وواهبة القناوي فأخيرا صارت عائلة القناوي والدهاشنه علي عهد واثيق .
أنتهي العرس وتوجه كلا منهم ليري عروسه المتخفيه وراء سترة عازله شفافة تحجب الرؤيا عنه هل العشق كفيل بأزالاتها .
بغرفة نادين سليم 
دلف سليم ليجدها تقف عن الفراش وتزفر بضيق من تلك القماشه الموضعة علي وجهها حتي أنها حاولت إزالتها ولكن أخبرتها رباب بأنها من طقوس الزواج لديهم 
إبتسم سليم بخبث عليها ثم أزاحها عنها ليتصنم مكأنه من الصدمة فتلك المشاكسة تمتلك جمالا ساحر يأسر القلوب 
نادين پغضب أنت لسه فاكر دانا 
كنت هتخنق منها 
نظر لها سليم بأعجاب ثم قال زعلانه أني إتاخرت عليكي 
نادين مسرعة لا طبعا ياخويا خد راحتك انا مضيقه من الطرحه مش اكتر 
زفر بحنق ثم جلس علي الفراش وضعا قدما فوق الأخري بتعالي قائلا بصي يابت الناس في قواعد وقوانين لازمن تعرفيها زين عشان نعرف نعيش مع بعضينا 
نادين پغضب قواعد ايه احنا هنأسس دوله 
كبت ضحكاته قائلا بحذم اني عندي قوانين ولازمن تنفذيها والا هتدوجى العڈاب علي يدي 
نادين پخوف لييه بس دانا عسل وطيبه وكيوته اووي والله 
إبتسم سليم ثم خلع عمامته قائلا بمكر عسل ماشي لكن طيبه وكيوته معتقدش 
نادين پغضب ليه بقا ان شاء الله 
أقترب منها سليم للغاية فتاهت بعيناه قائلا بهمس القانون الأول حسك ميعلاش عليا واصل فاهمه 
أكتفت نادين بالأشارة فقط ولكن بداخلها تتوعد له بالكثير 
لتكف عن الحديث وتصبح زوجته أمام الله 
بغرفةخالد و ريماس
لم تكف ريماس عن الضحك حتي خالد ظل صامدا ثم أنهار من الضحك عليها 
ريماس هههه شكلي كان مسخرة بالفستان وانا بطني قدمي كدا ضحكت الناس عليا 
خالد بجدية مين دا ألا يقدر يضحك علي حبيبة قلبي وأنا أمحيه من علي الوجود 
إبتسمت بعشق وقالت أنا محظوظة بيك أووي يا خالد خاليتني أعيش اليوم الا بتتمناه اي بنت مرتين بحمد ربنا أنك بحياتي وسندي 
أقترب خالد منها قائلا بحب أنا الا ربنا بيحبني عشان هداني جوهرة ذيك يا ريماس 
ثم قبل يدها بحنان قائلا ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي ويديمك بحياتي نعمة أقدر أحافظ عليكي لأخر عمري 
بكت لحديثه وأرتمت بين ذراعيه ليكون الحصن لها لنهاية ما تبقا من حياتها لا تعلم بالعاصفة التي يعدها جياد سويلم لهم هل سيصمد الحصن القوي لها أمام المجهول
بغرفة ريم وعمر
لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع ليومها الأول معه ولكن ليس لديها فرحة البقاء حتي ذكريات الماضي تعرض أمامها من جديد فتشعر بأوجاعها السابقة تطردها من جديد حتي أنها إحتضنت نفسها خوفا من تكرار الماضي مجددا 
دلف عمر لينصدم مما يرأه فيركض مسرعا إليها بلهفة ممشودة بأعماقه قائلا پخوف مالك يا ريم في أيه 
رفعت ريم عيناها المزعورة له ثم دفشت ذراعيه بعيدا عنها بړعبا حقيقا قائلة بړعب بعد عني متجربليش 
تطلع لها عمر بدهشة ولكنها محت تدريجيا عندما علم بحكم مهنته ما بها لرؤيته حالات مشابهه له كثيرة ولكنه كان الحامي لحقوقهم وقاټل لأسترجاع كرامتهم فماذا لو كانت محبوبته 
شعر بخنجر قوي مزروع بصدره وهو يري خۏفها منه عندما أنغلق عليهم الأبواب ولكن ذاده ذلك قوة وشعلة الأنتقام أصبحت أضعاف مضاعفة 
حاول تهدئتها ولكنها لم تستمع له حتي أنها كادت الصړاخ 
عمر وهو يشير لها بيده لتهدء خلاص يا ريم أنا هخرج بس أهدئ عشان خاطري يا حبيبتي أفهمي أنا لا يمكن أذيكي صدقيني أنا متفاهم الأ أنتي فيه ومش زعلان أوعدك أني
هعرف أذي أرجع حقك بطريقة تخليكي تنسي الا حصل وللأبد 
بدءت ريم تهدء
قليلا ثم نظرت له ببعضا من الخۏف ولكن عمر لم يتحمل ذلك فحمل الوسادة والغطاء وخرج من الغرفة فالجناح المخصص لكلا منهم كبير للغاية .
بغرفة الفهد وراوية 
كانت تجلس علي الفراش بصمت تفكر بالفهد الغامض لا تعلم ما الذي يريده عندما فاتحها بحبه الأول كل ما تعلمه أن قلبها موجوع حقأ ولم تجد له دواء عسي كلمة منه أن تمحي ما بها 
أما هو فكان يجلس بالخارج بعد أن أبدل ثيابه إلي بنطلوب أسود وتيشرت رمادي ضيق يبرز جمال عيناه كان شاردا هو الأخر بما فعله بالأمس وبالنهاية حسم قراره ودلف للغرفة ليجدها تجلس علي الفراش بهدوء متخفية خلف ستارا أبيض يحجب عنه رؤية دموعها المنسدلة بصمتا رهيب 
أقترب منها الفهد ثم جذبها لتقف أمامه وأزاح عنها الستار ليجد عيناها أرضا لا تقوي النظر إليه حتي لا يري ضعفها وټحطم قلبها 
رفع وجهها بيده حتي ترفع عيناها ولكنها مازالت أرضا 
فهد ممكن تبصيلي 
رفعت عيناها له لتجد عين تلمع بدمع صادق يحمل من الحب والعشق تارات وتشكل سطور لراويات خيالية وهي البطلة الملكة لها 
إبتسم الفهد قائلا أجمل حاجة بحسها بجد لما بشوف عيونك بحس بأحساس غريب صعب أوصفه
صمت قليلا ثم جذبها للمقعد وجذب الأخر ليكون أمامها مباشرة تحت نظرات إستغراب منها جذب يديها بين يديه قائلا بصدق أنتي حالة غريبة أووي يا راوية قدرتي تغيري جوايا حاجات كتيرة محدش قدر يغيرها 
نظرت له بعين تحمل ألاف من الأسئلة ليبتسم قائلا ولا هي قدرت 
أنا كنت فاكر أن الا بينا حب لكن للاسف لو كنت بحبها مكنتيش قدرتي تخليني أعشقك 
طلبت الصدق برجاء لتلتمسه بعيناه فتذرف الدمع براحة وسعادة 
أنحني الفهد علي قدميه ليزيح دموعها بحنان 
أنحني الفهد القاسې كبير الدهاشنه ينحني علي قدما ليزيح دموع معشوقته ليثبت لها أنها ملكة هذا القلب المتعجرف .
فهد دموعك بتقتلني يا راوية صدقيني أنا لما محبتش ولا هحب حد ذيك لأن مش شاف غيرك من الأساس أنتي من أول لقاء سكنتي قلبي حتي لو مكنتيش وفقتي علي الجواز كنت خطڤتك ولا يحصل يحصل حتي لو هتطلع في الجرايدة اليومية بعنوان روميو يخطف جوليت 
ضحكت راوية من وسط بكائها وهبطت لمستواه قائلة بدمع ممزوج بالفرحة طب وټخطف جوليت
ليه وهي موافقه تروح معاك أي مكان 
نظر لها بأعين تعلن لها العشق هفوات فخجلت من نظراته ووضعت عيناها أرضا ليرفع وجهها قائلا مش عايز أي حاجة تفرق بينا يا راوية أوعي في يوم تسمحي لحد يضعف الرابط الا بينا 
أوعديني أنك هتحافظي علي الا بينا حتي لو في صعوبات 
لمحت بعيناه الغموض ولكن بعد حديثه الصادق إلتمست العشق به فقالت بصوتا منخفض أوعدك 
إبتسم لها وقال بخبث طب أيه مش هنصلي 
إبتسمت بخجل وقامت وأتجهت للمرحاض ثم أبدلت ثيابها لأسدال من اللون الأبيض وأرتدت حجابها الملازم لها 
رأها الفهد فأبتسم بحب لطالتها الجذابه حتي بالملابس
البسيطة
وصلي بها أمام ثم قال دعاء الزواج 
رفع يده من علي رأسها ثم أزاح عنها حجابها لينسدل شعرها البني الغزير ليسحر بجمالها ويدعو الله بصمت أن يحافظها له ثم توجه معها لعالم مملؤء بعشق الفهد الخاص عالم مميز مملؤء بالحب ومسطر بالعشق ولكن هل سيصمد عالم الفهد أمام المجهول !!
أحداث أكثر تشويقا في الفصول القادمة بأذن الله 
أنتظروني في 
الدهاشنة
بقلميملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص
نانوشه.. نهى الفصل التاسع عشر 
أستيقظت نادين وهي تفرد أذراعتها بالهواء بطفوليه ثم فتحت عيناها ببطئ حتي تعتاد علي أضاءة الغرفة 
ثم فتحت عيناها علي مصرعيها عندما وجدته بجانبها 
صړخت بقوة ليفزع سليم قائلا في أيه 
نادين پصدمة أنت بتعمل ايه هنا 
سليم پغضب نعم ياختي يعمل أيه يعني أيه 
نادين بتذكر يا نهارك أسود دانا هبلغ عنك وهوديك في داهية بتتغرغر بيااا
نظر لها سليم قليلا لتكمل ثائلة بتأثر أذي تعمل كدا أذي 
زفر سليم پغضب قائلا بصوتا منخفض أني عارف أني وجعتي سودة من أولها 
نادين ماترد عليا يا بني أدم انت أنا الا غلطانه أني بتكلم معاك أنا لازم أنزل لجدي وأحكيله الا عمالته 
وجذبت نادين العباءة ثم أرتدت الحجاب تحت نظرات صدمة سليم 
وأتجهت للباب لتجد يده الأسرع إليها 
سليم بدهشة راحه فين يا مخبوله إنتي .إتجننتي إياك 
نادين پغضب بقيت مجنونه عشان هقول حقيقتك للكبير 
وضع يده علي رأسه قائلا بتعبا شديد يا مصيبتك يا سليم وجعت في واحده مخبولة رسمي 
أقتربت منه پغضبا جامح قائلة متتكلم كويس عشان أعرف أفهمك ثم أن مفيش عندك أخلاق واقف أدمي من غير التيشرت وعادي كدا 
رفع سليم عيناه المملؤءة بالڠضب من تلك الحمقاء ثم أقترب منها ببطئ شديد جعل الړعب يدب بأواصرها فترجعت للخلف بزعر شديد قائلة بصوت منخفض انت هتتحول ولا أيه صدقني أنا كنت بهزر معاك مش أكتر 
ألتصقت بالحائط وهو يتقدم منها فلم يعد هناك ملجئ للهروب الأسد أمامها ونظراته كفيله بتشيع جثمانها 
نادين پخوف أنت كويس
يا حبيبي 
طب أجبلك دكتور 
ثم قالت بصوتا منخفض مسموع دكتور ايه بس دا عايز مجمع أطباء 
حاوطها بذراعيه قائلا پغضب عارفه لو صوتك الحلو دا طلع تاني هعمل فيكي أيه 
لم يجد الرد لېصرخ قائلا هقصهولك وتشاوري ذي الخرسه فهمتي يا حلوه 
وضعت يدها علي فمها پخوف وأكتفت بالأشارة فقط.
إبتسم بأنتصار قائلا كدا نقدر نتعايش مع بعض يالا أدخلي غيري خلجاتك عشان أمي زمنها طالعه 
وقبل أن ينهي حديثه كانت قد أختفت من أمامه علي الفور..
بغرفة الفهد 
أفاق علي صوت الهاتف لتتحول نظراته لكتله من جمر فأخذ يتأمل معشوقته الغافلة علي ذراعيه بأمان وبين الهاتف الحامل لرسالة من الچحيم لحياة الفهد .
رفع الفهد الهاتف وأستمع بصمتا رهيب للرسالة القادمة من الرجل الذي يعمل لديه ثم أغلقه بدون كلمة واحدة 
وعيناه تتسائل بغموض عن ما سيفعله ليتفاد تلك الحړب المحتومه
ثم تطلع لها قليلا وأخذ يتأملها بحبأ شديد لا يعلم ما سيفعله الصواب أم لا كل ما يعرفه أن عليه فعل ذلك .
إنسحب الفهد بهدوء ثم توجه للمرحاض
تململت راوية بالفراش لتجده فارغ فأخذت تبحث عنه بعيناها ولكن لم تجده 
قامت راويه وأتجهت للمرحاض بنفس وقت خروج الفهد ليصطدم بها .
خجلت راوية كثيرا وتوجهت للمرحاض مسرعة حتي لا تلتقي عيناها به .
أما الفهد فأبتسم علي حوريته الساحرة ثم توجه للخزانه وأرتدي حلي أسود جعله وسيما للغاية فالفهد يمتلك سحرا خااص بالملابس الصعيدية وأيضا بالأخري .
كان يقف آمام المرأة يصفف شعره الغزير بشرود فالحړب التي سيخوضها كبيرة للغاية وعليه الصمود ليجتازها بنجاح 
خرجت راوية لتسحر عيناه بأرتداءها عبائة باللون الزهري وحجابا بسيط من نفس اللون مناسب للهبوط للأسفل ولكنها تسمرت مكانها عند
رؤيته يرتدي هذه الملابس 
فقتربت منه قائلة بدهشة أنت رايح فين يا فهد 
نظر لها الفهد قليلا بنظراته الغامضة ثم أرتدي الساعة الخاصة به قائلا بهدوء لازمن أنزل البندر 
راوية پصدمة دلوقتي !!!
أكمل أرتداء حذائه قائلا بهدوء أيوا دلوجت 
جلست بجانبه بتعجب ثم قالت بحزن في حد ينزل من بيته تاني يوم جوازه !!
نظر لها الفهد قليلا ثم قال أني مش أي حد وعارف أني بعمل أيه صوح 
نظرت له راوية پصدمة كيف تبدل حاله
بتلك السرعة ولكنها هدءت حالها بأن هناك أمرا هام جعله يفعل ذلك 
فقالت بهدوء طب في أيه يخاليك تنزل مصر في الوقت دا 
وقف الفهد وعيناه قد أعلنت أشارات للڠضب قائلا بصوتا مرتفع غاضبا إسمعي يا بت الناس عايزة تعيشي إهنه متساليش في الا ميخصكيش واصل إفهمي حديتي زين 
وتركها الفهد وخرج من الغرفة لتقف پصدمة حقيقيه لم تشعر بدموعها المنسدله بصمت كل ما تشعر به قلبها المتؤلم من الفهد الغامض 
علي الجانب الأخر 
هناك قلبين كتب عليهم العڈاب المفروض عليهم.
مرء عليهم الليل بأوجاعه وبدموع لم تغادر وجهها لا تعلم ما الذي حدث لها لترتعب من معشوقيها .
كيف لها ذلك !!
قامت ريم من فراشها بفستان الزفاف التي فشلت في خلعه بدون مساعدة من أحد 
وتوجهت للخارج ببطئ شديد لتجد عمر يجلس علي المقعد الخارجي بالهواء الطلق بصمتا رهيب 
يبدو أنه لم يذق النوم من أمس 
فبكت ريم وهرولت للداخل حتي لا يستمع لشهقاتها .
لا تعلم بأنه يشعر بضعف ألمها ومع ذلك تضغط علي الخڼجر الموضوع بقلبه بقسۏة وجفاء 
بالأسفل
كانت هنية ورباب يعدون للفطور المخصص للعروس ونوراه ونوال تعدان الفطور للجميع بالخارج 
لينصدم الجميع عند رؤية الفهد يتجه للخروج 
وهدان بدهشة علي فين يا ولدي 
فهد بهدوء علي البندر يابوي 
بدر پصدمة أباااه كيف ده 
فهد لازمن أدلي البندر ضروري يا عمي 
أتاه الصوت الآمر بهذا المنزل صوت الكبير فزاع دهشان كيف عاوز تدلي البندر بالوجت ده إتجننت عاد 
أستدار الفهد ليجد فزاع أمامه يهبط الدرج بكبريائه المعتاد والعصا الأبنوسية التي تزيده وقارا وهيبه للجميع 
وقف أمام الفهد قائلا بصوتا مرتفع ما تفهمني يا واد الدهشان كيف عريس يهمل مرته ليلة صبحيتهم 
رفع الفهد عيناه المحملة بالغموض فلم يفقه احدا يوما بفك شفراتها حتي الكبير قد يستطيع ولكن ليس بجميع الأوقات
الفهد بهدوء لازمن أنزل يا جدي صديقي محتاجني عامل حاډثه إمبارح ومالوش حد غيري 
وهدان بستغراب صاحبك مين ده 
الټفت له الفهد قائلا بهدوء مهتعرفوش يابوي لأنه مدلاش الصعيد واصل 
بدر بتعجب طب كيف ده يا ولدي 
فهد علاجتنا كانت علي النت بتحدت طوالي وقمان لما بدلي البندر لازمن ازوره 
ثم أستدر للكبير قائلا بخبث مالوش غيري يا جدي لو ترضا أني أهمله ېموت عشان عاويدنا أني جاهز بس خالي أيدي من مسؤليته جدام ربنا الواد يتيم لا له لا أخ ولا عم ليه أخت واحده بس كيف تساعده الجرار بيدك يا كبير الدهاشنه 
إبتسم فزاع علي دهاء الفهد وخاصة عندما قصد تذكيره بأنه كبير الدهاشنه العادل 
فقال بلا حيلة ماشي يا ولدي بس متعوجش عشان عروستك وأهلها 
إبتسم الفهد بمكر لتحقق هدفه قائلا مسافة الطريج بأذن الله 
وهدان خد بالك من نفسك يا ولدي وابجا طمني علي صاحبك بالتلفون 
فهد حاضر يابوي سلام عليكم 
الجميع وعليكم السلام ورحمه الله
وبركاته
وغادر الفهد تحت نظرات فزاع المندهشه لا يعلم ما الذي يخطط له حفيده .
بالمطبخ
أخفضت الهاتف من علي أذانيها والبكاء حلفيها تخشي أن يكون حدث له مكروه ما .
لاحظتها هنية فتوجهت مسرعة إليها قائلة پخوف أنتي بخير يا عمة 
نوال پغضب كيف هكون بخير والكل مهمل ولدي إكده من غير ما نعرف مكانه 
رباب إهدي بس يا عمة هيروح فين بس تلجيه إدلي البندر 
نوال پغضب شديد. أهدى كيف لو ولدك ده هتجعدي إكده محدش هيحس بحاجة واصل 
هنية بهدوء طب يا عمة هنطلع الوكل للعرسان وبهدين أكلم وهدان يشيع حد البندر يتوكد بنفسه 
عند ذكر هنية للعرائس تذكرت نوال الهدف التي لا طالما سعدت لتحقيقه 
فأزالت دموعها وقالت بالبشمة خادعه تسلمي يا خيتي يالا نطلع الفطور لريم زمانتها جعانه يا جلب أمها 
تعجبت هنية كثيرا حتي أنها وزعت نظراتها بين نوال ورباب بستغراب 
لم يكن حال رباب يفرق عن هنية كثيرا فمن أين كل هذا الحب الغير معهود .
حملت نواره الفطور وقالت هطلع الفطور لسليم ومراته 
نوال بلهفة حتي لا تنكشف تلك الحمقاء ماشي يا بتي اطلعي واحنا هنطلع الباجي 
وبالفعل صعدت نوراه للأعلي تحت نظرات أندهاش رباب فنوراه لأول مرة تدلف للمطبخ لما كل هذا الحنان النابع .
نوال همي يا هنية خدي الوكل لفهد ومراته وأني هطلع الوكل لعمر 
هنية بتوتر طب ما أطلع معاكي لريم رأيده اطمن عليها 
إبتسمت بخبث قائلة طب يالا 
وحملوا الصواني المملؤه بالطعام ثم توجهوا للأعلي 
أرتدت نادين جلباب أبيض اللون وأكتفت بوضع الحجاب علي شعرها 
خرجت نادين من المرحاض لتتفأجئ بسليم يرتدي بنطلون باللون الرمادي وتيشرت أسود ضيق فكان وسيما للغاية 
ظلت تنظر له كثيرا إلي أن قاطع نظراتها صوت طرقات علي الباب ليتقدم سليم ليري من الطارق فتأخذه الدهشة عند رؤية نوراه 
وقفت تنظر له كثيرا فهو وسيما للغاية بتلك الملابس التي ترأه بها لأول مره 
أما هو فكان متعجب من قدومها بهذا الوقت فهو كان يتوقع قدوم والدته 
سليم بستغراب أمال فين أمي
أفاقت من شرودها علي صوته فقالت بأرتباك مرت عمي تحت مجدراش تطلع الوكل فخدته منها 
سليم بصوتا حاذم نزلي الوكل تحت هنأكل مع الكبير 
نوراه بفرحة بدت من حديثها صوح الحديت ده
نظر لها سليم پغضب قائلا إنزلي يا نوراه 
وأعلق الباب بقوة كبيرة أشعلت النيران بقلب نوراة وجعلت التوعد ضعفين له ولها 
صعدت نوال وهنية الطابق الأول لفهد وراوية أولا ثم يصعدوا معا لريم التي تتوق نوال لرؤيتها وبالأخص عمر 
بغرفة راوية 
أدت فريضتها ثم جلست تفكر في الفهد الغامض ولم يفعل كل ذلك لم تعد تفقه ما يدور بخاطره
أستمعت لصوت طرقات علي باب الغرفة فتوجهت لتري من الطارق 
فأرتسمت علي وجهها إبتسامة جميله عندما رأت هنية 
هنيه بسعادة إصباح الخير يابتي 
راوية صباح النور يا ماما أتفضلي 
كانت نظرات نوال لها تحمل الشرار والڠضب بين نظراتها 
نوال بتأفف خدي الوكل أهه عشان نطلعوا نطمن علي ريم 
شعرت هنية بحزن راويه فقالت مسرعة خدي يا حبة عيني الوكل وصحي فهد يأكل 
راوية بهدوء خادع فهد مش هنا 
نوال پصدمه كيف من إهنه
راوية ذي ما بقول
لحضرتك كدا فهد مش هنا نزل الصبح بدري ومعرفش راح فين 
نوال بشماته كيف يهمل عرسته تاني يوم زواج عملتي أيه يابت القناوي فيه خالتيه يهملك إكده 
هنية مسرعة بكفياكي يا عمه هتعمل إيه يعني مانتي خابره زين دماغ ولدي صعب تعرفي هو بيفكر كيف 
إشارت نوال بعدم إكتثار لما تقول وتوجهت للأعلي فائلة حصليني علي فوج نطمن علي ريم
وتركته نوال وصعدت للأعلي 
نظرت لها هنية بحزن وقالت ما تزعليش يا بتي هي إكده الفهد عمره ما أكيد خرج لشئ مهم أنتي مهتعرفوش كيف مأني عارفه زين 
أشارت لها راوية بأبتسامة قائلة مش زعلانه يا ماما
بس لو ممكن أنزل أفطر معاكم تحت بدل ما افطر لوحدي 
هنيه بسعادة أكييد يا جلبي إسمعي هنطلع نطمن علي ريم وهعاود أخدك معيا تحت 
سعدت راوية كثيرا وقالت بفرحة هستنا حضرتك 
وضعت هنية يدها علي رأسها بحنان وقالت مش هعوج عليكي يا حبيبتي 
وتركتها هنيه وصعدت خلف نوال للأعلي 
بالأعلي
كان عمر يجلس بالشرفة حزين علي معامله معشوقته له 
لا يعلم بأنها تتألم مثلما يتألم هو 
أفاق عمر
من بركان غضبه علي ما نزع الفرحه من قلب محبوبته 
علي طرقات الباب فسقط قلبه وجذب الوساده والغطاء
وأخفائهم تماما 
ثم توجه للباب وفتحته ليتقأجي بالحية التي تنتظر الفرصة ليخ سمها القاټل 
نظر لها عمر قليلا ثم قال بهدوء ممېت أهلا يا عمتي 
نوال بتفحص مش هتدخلني اياك 
عمر ودي تيجي أتفضلي 
وبالفعل دلفت نوال وأخذت تتفحص المكان بعيناها لتجد ما تريد ولكنها لم تعثر علي شئ فقالت لعمر بخبث هي ريم فين ياولدي 
عمر بثبات ريم لسه نايمه هدخل أصحيها وراجع 
وكاد عمر أن يدلف للغرفه ليجد هنية تطرق الباب ففتح لها 
ڠضبت نوال لأنقطاع خططها بدلوف هنية بذلك الوقت أما عمر فأسرع للداخل ليجد ريم تعتلي الفراش شاردة الذهن 
وما أنا رأته حتي أسرعت إليه قائلة بدموع عمر أرجوك سامحني
معرفش أني عملت إكده كيف 
عمر بصوتا منخفض مش وقته ياريم لازم تغيري هدومك بسرعه عمتي ومرت عمي بره وعايزين يشفوكي 
ريم بأرتباك طب ممكن تنادي أمي 
عمر بتعجب ليه 
ربم بخجل معرفش أغير الفستان لحالي 
عمر بصوتا منخفض ويحمل السخرية أناديلك أمك تشوفك بالفستان ومنظري هيبقا أيه إن شاء الله 
نظرت له قليلا ثم أنفجرت من الضحك ليتأملها قليلا ويقول بعشق ما تيجي نمشي الناس الا بره دي 
ريم بأرتباك بكفياك عاد 
عمر بجديه طب يالا أساعدك قبل ما أطلع 
وضعت يدها علي فمها من الصدمه قائلة پغضب تساعدني كيف 
عمر مفيش وقت للكلام أنا أول ما هطلع من هنا هيدخلوا غلي طول .
وبالفعل أدارها عمر وساعدها بنزع الفستان فكان الخجل حليفها ولكنه لم يأبي إحراجها أكثر 
عمر بصوتا منخفض هدخل الحمام لما تخلصي لبس ثم قال محذرا إياها متطلعيش من غيري يا ربم سامعه 
أكتفت بالأشاره له فأبتسم لخجلها وغادر للمرحاض 
وبعد قليل خرج ليتفأجي بالحورية الخاصة به تتألق بجلباب أخصر بلون عيناها الخضراء وحجابها الأبيض فكانت ملكة أقترب منها عمر بحبا شديد وقال ربنا يحميكي لياا يا حبيبتي 
خجلت ريم ورفعت عيناها لتلتقي بعيناه ثم أستدرت قائلة بتوتر يالا نخرج 
وبالفعل أنصاع لها وخرجوا لهم
هرولت هنيه إليها بسعادة وضمتها لصدرها فسعدت بها ريم وجلست لجورها وكذلك جلس عمر وعيناه مسلطة علي نوال يتفحصها فهي كانت ستجن عندما رأت السعادة حليفتها ومسطره بعنوان وجهها 
فعلمت أن هناك شيئا خاطئ فحصدت جواب سؤالها عندما لمحت الوسادة والغطاء المتخفيه وراء المقعد 
فأبتسم عمر بمكر لا تعلم بأن اللاعب معها تلك المرة ذكائه يفوقها أضعاف .
بمكانا أخر 
كانت تجلس أمامه تطلع لعيناه الغامضه فلما لا وهو
الفهد الغامض 
أما الفهد فكان هدوءه ممېت للغاية فقد أكتفي بنظراته لها ثم قطع هذا الصمت قائلا بهدوء قاټل طبعا أنتي عرفتي هتعملي أيه 
فأشارت له مروج بحزن قائلة بصوتا منخفض عرفت يا فهد 
فهد بغموض تمام هستانكي تحت .
وغادر الفهد للأسفل بانتظار مصيره المجهول الذي سيقلب حياته رأسا علي عقب لا يعلم أهو الرابح بتلك الحړب أم هو المغلوب .
تابعوني بحلقة جديده من 
الدهاشنة
ملكةالأبداعأيهمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل العشرون 
بالمندارة
كان يجلس فزاع پصدمة بعدما حدثه الفهد وأخبره أنه بالمندارة ويريد مقابلته 
تعجب الكبير وأخبره لما لا يدلف للمنزل فأخبره ان الأمر هاما للغاية .
كانت الصدمة حليفته ليتقدم من الفهد والڠضب يتطير من عيناه قائلا مهصدجش وداني أنت يل فهد أنت تعمل إكده طب كيف 
فهد بهدوء ممېت أني كنت بحبها يا جدي وبعدين هملتها 
فزاع پغضب وجاي ترجعها دلوجت يوم صباحيتك جول كلام يتوزن 
فهد رجعتها لما عرفت أن في بينتا ولد مالوش ذنب أنه يتحرم من أبوه وهو لساته عايش وبخير 
صدمة ألجمت فزاع ليتطلع له بصمتا رهيب 
فهد بصوتا منخفض ڠصب عني يا جدي بس مجدرش أعيش وأتمتع بالعز وولدي بيعاني 
تمزق قلب فزاع ليقول بغموض هو فين دلوجت 
إبتسم الفهد قائلا بالعربية بره 
فزاع هاته إهنه 
فهد بسعادة حاضر يا جدي 
وبالفعل خرج الفهد وتوجع للسيارة 
ثم فتح بابها وحمل الصغير بين يده لتفزع مروج وتخرج مسرعة من السيارة قائلة بلهفة رايح بيه فيين يا فهد 
تطلع لها قليلا ثم قال مش هخطفه متتحركيش من هنا انا راجع حالا 
تقدمت خلفه بدموع قائلة هجي معاك مش هسيب أبني 
لم يعيرها أهتمام وتابع خطواته بأنتظام وتتابعته هي إلي أن وصل المندارة فأستدار لها قائلا مفيش ستات بتدخل هنا 
ثم أشار لأحد من رجاله وأخبره بأن يوصلها للثراية كادت الأعتراض ولكن نظره واحده من الفهد كانت كفيلة بأخراسها وإنصاعها للأمر علي الفور
دلف الفهد وهو يحمل الطفل غافلا بين ذراعيه ليضعه علي قدم الكبير 
فيستشعر بالحنان بداخله لهذا الصغير لم يعلم إلي متي ظل يتأمله تحت نظرات الفهد ثم رفع عيناه قائلا بتقبل طب ومرتك يا ولدي هتجولها أيه 
فهد بحزن هتتحل من عند ربنا 
وضع فزاع الطفل علي الأريكه بحذر ثم تفدم من فهد قائلا پغضب وده مهيمنعش أني ڠضبان منك يا فهد 
وتركه فزاع وخرج من المندارة فجلس الفهد والفكر يشغل خاطره برد فعل راوية لما ستراه ولكن عليه ذلك فهو خسر أخاه ولن يخسر ما تبقا منه حتي ولو سيتحمل ثمن شيئا لم يرتكبه .
بمنزل فزاع الدهشان 
كان المنزل يعج بالسعادة بعدما هبطت راوية وريم ونادين يشاركان بتحضير العشاء للجميع 
جلس عمر وسليم مع وهدان وبدر يتبادلون الحديث حتي أن سليم تعجب من عدم مشاركة الفهد معهم فأخبره وهدان أنه توجه لمصر من الصباح ومن المحتمل أن يكون بالطريق 
بالداخل
كانت راوية تشعر بالنقص بدونه وخاصة في هذا اليوم الهام حتي ان عائلتها تعجبت من عدم وجوده ولكن فزاع أخبرهم بحاډث رفيقه الذي أخبره الفهد به 
ولكنها تشعر بأن هناك أمرا أخر يحاول الفهد إخفائه عنها وعن الجميع .
أما نوال فأبتسمت لقرب تنفيذ حلمها التي تسعي لأجله بأعتقادها أن ريم تحاول الهروب من عمر حتي لا يفتضح امرها لا تعلم بأنها من ستقع الضحيه
لبركان الڠضب .
ساعدت راةية وريم الخدم بتحضير العشاء أما نادين فجلست تشاكس برباب وهنية كعادتها 
بالخارج
توجه عمر للشرفة الخاصة بالسرايا ووقف يتأمل الحقول بشرود ليجد سليم إلي جانبه بحنان قائلا بقلق مالك يا واد عمي مشيفش الفرحة بعينك 
لم يستدر عمر وظل يتأمل الليل الكحيل قائلا ومش هتشوفها يا سليم غير لما احقق أنتقامي
سليم پغضب ما جولتلك جبل سابق جول الا حوصل للكبير 
تطلع له عمر قليلا ثم قال أنت بتتكلم كدا يا سليم لانك متعلم وعارف ان دا مش ذنب ريم لكن للأسف هنا في الصعيد عقليتهم غيرنا تماما ولو الموضوع دا اتعرف أنت عارف ايه الا هيحصل 
سليم بحزن خابر يا واد عمي بس مش جادر أسكت إكده وأسيب ولد المركوب ده حي 
لأزمن الفهد يخلص عليه بنفسيه 
عمر لا يا سليم مش الدهاشنة الا يعملوا كدا ومع مين إبن عمتهم لا مش أخلاقنا 
سليم بستغراب أني مش فاهمك يا عمر طب خطفه ليه كلت ده 
عمر في حاجه لازم اتاكد منها يا سليم وبعدين أحاسب الكلب دا بس بطريقتي 
سليم بتعجب طريقتك كيف 
إبتسم عمر بمكر قائلا بغرور أنت ناسي أنا مين ولا مهنتي أيه أذا كنت بقدر أكسب أي قضيه فمش هعرف أحل دي 
إبتسم سليم علي دهائه قائلا طب قولي شكوكك أيه 
زفر عمر پغضب قائلا حاسس أن عمتك ليها دخل بالموضوع ده
صدم سليم وقال پصدمة الموضوع ده كبير يا
عمر صدجني لازمن نحدتت الكبير فيه .
تطلع له عمر بأقتناع فمن المؤكد أن يتخذ تلك الخطوة الهامه.
بالمطبخ
كانت راوية وريم يعدان العشاء بأحترافيه لتلاحظ راوية شرود ريم والحزن البادئ علي وجهها فتقترب من الخادمه وتطلب منها بأحترام أن تترك لها مهمة الطهي وتعد هي السفرة بالخارج 
فأنصاعت لها وتركت لهم المجال
راوية بقلق ريم أنتي كويسه 
رفعت ريم عيناها اللامعة بالدمع قائلة ببسمة كاذبه أني كويسه يا مرت أخوي متشغليش بالك بيا 
راوية بهدوء لا يا ريم في حاجه انا عارفاكي كويس 
بكت ريم بصمت وأذاحت دموعها فجذبتها راويه علي الطاوله الكبيرة الموضوعة بالمطبخ ثم أغلقت الباب وجذبت مقعد هي الأخري وقالت بصوتا منخفض حصل حاجه بينك وبين عمر ثم قالت بخجل يعني مثلا هو عمل حاجة 
قاطعتها ريم مسرعة لع عمر مستحيل يعمل إكده 
راوية بأطمئنان طب الحمد لله أمال في أيه مالك 
ريم بحزن فرحتي مكسوره يا راوية مجدراش احس بفرحة واصل 
راوية بستغراب لييه يا ريم !!
ريم پخوف أني هجولك كل حاجة لأنك خيتي ألا كنت بتمناها من الدنيا وربنا عوضني بيكي بس وحياة أغلي حاجة عندك أخويا ميعرفش حاجه واصل 
راوية بقلق أطمني يا حبيبتي محدش هيعرف حاجة 
أطمئنت لها ريم وقصت لها مة حدث لتنصدم راوية من ما سمعت.
بالخارج
كانت الخادمة تعد السفره كما طلبت منها راةية لتأتي نوال بتعجب قائلة أنتي بتعملي أيه إهنه السفرة مش مهمتك همي جهزي الوكل
الخادمة ست راوية الا جالتلي أطلع أجهزها يا ست هانم 
نوال بتعجب راوية 
الخادمة أيوا يا هانم 
نوال طب كملي الا بتعمليه وبعدين فين الا كانت بتشتغل معاكي إهنه 
الخادمه معرفش يا هانم بجالها كام يوم مختفيه وروحتلها بيتها مالجتهاش 
هنا بدء الشك يراود نوال فيزدادها خوفا ورهبة علي ولدها ولكن حاولت إخفاء ذلك بأن قالت لها طب همي جبل ما الكبير يعاود 
الخادمه امرك يا هانم 
بالمطبخ
حل الصمت المكان لتقطعه راوية عندما تقول پصدمة وساكته كل ده يا ريم ليه ما قولتيش لفهد او لجدي يجبلك حقك من الحيوان داا 
ريم مسرعة لع يا راوية عشان خاطري متعمليش إكده إهنه مش ذي عنديكم بالبندر 
راويه بحزن علي حالها مټخافيش يا ريم مستحيل اتكلم بس أنا ممكن أساعدك 
ريم بلهفة كيف 
راوية أنا عندي صديقتي دكتوره نفسيه اكيد هتفدر تخرجك من الحاله دي وتمارسي حياتك بصورة طبيعية 
ريم بدهشة طب وأني هروحلها البندر
كيف
راوية مش هنسافرلها هنكلمها علي التلفون والنت ونشوف هتقول ايه 
ريم بفرحة مش عارفه أشكرك إذي يا خيتي
راوية پغضب بتقوليلي اختك وتشكريني ينفع كدا 
ريم لع مهينفعش واصل 
راويه بلهجتها طب يالا نكمل الوكل بدل ما العمة تولع فينا 
إبتسمت ريم وقامت تعاونها بسعادة نجحت راوية بأدخلها لقلبها .
وبالفعل أنهوا الطعام وخرجوا لأنتظار الكبير 
جلست راوية بجانب هنية وكءلك جلست ريم لجانبهم أما نادين فكانت تجلس بجانب رباب 
نادين بغرور بس كدا يا روبا راح الرجل خد في وشه وطار لما عرف أنا أقدر علي أيه 
رباب هههههه طب يا بنتي براحه عليا أني لازمن أحذر منك 
هنية هههههه معاكي
حق ياخيتي نادين خطېرة علينا كليتنا 
نوراه بكره عنديكي حج يا مرت عمي الا يشوفها يتغر ببرأتها لكنها مش سهلة 
ضحكت نادين بعفوية علي عكس راوية التي تأكدت بأن تلك الفتاة تحمل لنادين الكره والعداء 
كانت ريم تتابع نظرات راوية لنوراه بصمت فهي تعلم بذكاء راوية وتعلم بما يدور برأس نوراه 
ولكن لفت أنتباهها نظرات نوال القاټلة لها 
لم تنغمس أكثر ليتفأجئ الجميع بسليم يدلف القاعة المخصصة للحريم ومعه
فتاة في العقد الثاني من عمرها ترتدي
فستانا باللون البني الداكن وتركه لشعرها العنان 
تعجب الجميع فقالت رباب بستغراب مين دي يا ولدي 
جاءها رد الحمقاء المسرعة 
نادين يا نهارك أسود أنت أتجوزت عليا 
سليم پصدمة إتجوزت أيه يا مخبولة أنتي أجفلي خشمك ده أصل وقسمن بالله أجطعلك لسانك 
كبتت غيظها وأنتظرت حديثه ليوضح من تلك الفتاة .
هنية بتعجب مين دي يا سليم 
سليم مخبرش يا مرت عمي البواب دلها لهنه وجال أن الفهد هو الا أمره بأكده 
بدءت الخيوط تتضح لراوية لتنظر لها پخوفا شديد 
أما مروج فقالت بهدوء أنا أسفة لو سببت إزعاج لحضرتكم 
هنية مسرعة كيف الحديت ده يا بنتي أتفضلي نشلوكي فوج رأسنا 
وبالفعل جذبتها هنية للجلوس فقالت رباب متأخذناش يا جلبي بس منعرفكيش واصل 
مروج لا عادي يا حبيبتي 
هنية هاتي حاجة للضيفة يا ريم 
ريم حااضر 
وبالفعل قدمت لها ريم المشروب وجلست تتأملها بتعجب بينما غادر سليم القاعة والدهشة علي وجهه هو الأخر.
راوية بهدوء علي عكس العاصفة بداخلها أنتي تعرفي فهد 
مروج أيوا أعرفه 
تعجبت رباب وهنية حتي نوال كانت تتابعهم بتركيز وفرحة لشكها بأن تلك الورقة ستكون رابحة 
راوية بصمود تعرفيه منين
مروج بتقصد فهد جوزي 
هنا توقف قلب راوية عن النبض وتطلعت لها بجمود 
أما هنية فصدمت للغايه والجميع أيضا لنقول نادين بصوتا مرتفع للغاية أتي عمر وسليم عليه ايه الكلام الفاضي دااا
مروج بهدوء كلام أيه الا فاضي دي الحقيقه ولو مش مصدقيني فهد بره ممكن تسألوه 
سليم ده حديت ماسخ متصدجيش يا راوية فهد مهيعملش إكده واصل 
هنية بدموع ايوا كدب ولدي ميعملش حاجه من غير ما يخبرني بيها 
دلف الكبير قائلا لع عمل يا هنية من غير ما يخبرنا كلاتنا ومش إكده وبس عنده ولد قمان 
كان الصمت حليف الجميع
فالصدمة قوية للكل 
ليقطعه وهدان قائلا كيف الحديت ده يا بوي 
فزاع ذي ما بجولك إكده إبنك خالف عادتنا وتقاليدنا وأتجوز دي من غير علمنا 
بدر طب لييه مجالش 
دلف الفهد وهو يحمل الصغير بين يديه ليهرع إلي والدته پخوف بعد أن افاق ولم يجدها 
بحث بعيناه عنها ليجدها تجلس بصمتا رهيب فقط نظراتها هي التي تعبر عن العاصفة التي تدور بداخلها 
تطلع لها الفهد بنظراته الغامضة ثم نظر للجميع وقال الموضوع ده من سنين بس أني عرفت من كام يوم أن الواد ده إبني 
وهدان پغضب كيف تتزوج من غيري ما تشاورنا ولا تأخد موافجة الكبير
فهد بهدوء مكنش حد هيوافج علي الجوازه دي 
بدر پغضب تجوم تتجوزها بالسر من غيري ما نعرف 
فهد الا حوصل يا عمي 
عمر پصدمة انا مش مصدق الا بيحصل ده 
هنيه بدموع كيف تعمل إكده من غير ما أعرف حتي ان ليا حفيد الله يسامحك يا ولدي الله يسامحك 
وصعدت هنية للأعلي تحت نظرات الفهد أما ريم ونادين فكانوا يقفون بجانب راوية لموقفها الصعب للغايه كيف له ان يفعل بها ذلك بثاني أيام زفافها 
صعبا للغاية ما به .
كانت مروج تتابع حديثهم بصمتا رهيب أم نوال فحلت عليها فرحة كبيرة لم تري لها مثيل 
وهدان پغضب كيف بتحدت كأنك معملتش حاجة واصل 
فزاع بحذم بكفياكم حديت عاد معملنيش إحترام لوجودي 
بدر جطع لسانه الا يجول إكده 
فزاع بصوتا مرتفع للجميع معيزاش أشوف حد واصل 
صعد الجميع لغرفته وكذلك راوية التي تحملت علي ريم ونادين وصعدت للأعلي ثم دلفت غرفتها وأغلقتها وألقت بنفسها أرضا تبكي بصوتا كأنه كبت لسنوات عڈاب 
حاولت نادين إجعلها تخرج من الغرفة ولكنها فشلت وكذلك ريم فشلت هي الأخري 
ليغادر كلأ منهم جناحه الخاص أما الفهد فصعد مع مروج للأعلي ثم أدخلها الغرفة التي ستكون لها ولأبنها الغافل علي
ذراعيها
وضعته مروج ببطئ شديد علي الفراش ثم لحقت الفهد الواشك علي الخروج 
فتمسكت بذراعيه قائلة برجاء ما تسبنيش يا فهد 
دفشها الفهد بعيدا عنه قائلا پغضب يجتاز أواصره لو نسيتي نفسك هفكرك بيها في حدود بينا في التعامل بره أنا جوزك للكل هنا معرفكيش فاهمه 
مروج بحزن بتعمل كدليه فيا يا فهد أنا أعتذرت كتير 
ضحك بسخرية قائلة أنتي من النوع الغبي الا مبيفهمش بس أوك هفهمك أنا كاشف لعبتك يعني نلعب علي المكشوف أحسن من كدا اللعبة الا بدائتيها من سنين عليا أنا الا هحط النهاية فاهمه.
وقبل أن تستوعب عن أي شئ يتحدث كان قد غادر من امامها مسرعا لمعشوقته التي حطمت علي يده بلا رحمة 
بمكانا أخر 
كان يبتسم بشړ لقرب تنفيذ مخططه القاټل لانهاء حياة الفهد وسليم وعمر بيوما واحد فتصبح مملكة الدهاشنة ضعيفة بلا حصن يحميها فيتولي هجماته علي فزاع دهشان ويعلن العداء للجميع .
ولكن حان الآن أخذ طاره ليتخلص من العاړ ثم ينفذ خططه الدانية .
دلف رجلا قوي البنية للغرفة الحالكه بالسواد قائلا كله تمام يا جياد بيه النسوان جاهزه
إبتسم جياد بمكر وشرار كده تمام عايزهم يخلصوا عليها فهمت 
الرجل طبعا يا بيه فهمت زين 
جياد بسعادة هنشوف هتعملوا أيه 
بمنزل واهبة القناوي 
أستيقظت ريماس من نومها وهي تشعر بۏجع رهيب بجسدها لا تعلم ما بها 
فخططت خطوات ضعيفه ولكنها فقدت توازنها وكادت السقوط فتمسكت بالأريكه وصړخت
بصوتا مرتفع 
ريماس بۏجع خااالد خااالد 
خرج مسرعا من المرحاض علي صوت صړاخها فحملها للفراش مجددا 
خالد بعتاب قومتي ليه يا ريماس مش الدكتور قالك ارتاحي الفترة دي 
ريماس بتعب شديد كنت عايزه أشرب والتلاجه مش بعيده يا خالد دي في الأوضه 
خالد طب ما ندتيش عليا ليه 
ريماس بخجل مش عايز اتقل عليك اكتر من كدا دا 
وبعدين انت بتاخد شاور هناديك اذي 
خالد بسخرية مش احسن ما اطلع من الحمام كدا بالفوطه علي الاقل كنت لبست وطلعت بكرمتي 
إنفجرت ضاحكه ثم وضعت يدها علي جنينها بۏجع قائلة بصړاخ اااه مش عايزه اضحك اسكت ااه بطني
خالد هههههه مش عارف اشكر الواد دا اذي الصراحه عمل معاكي الواجب وشويتين 
ريماس پغضب كدا ماشي يا خالد ماشي 
ضحك بصوته كله ثم أقترب منها لتتناثر المياه علي ملابسها فتصرخ به أن يدعها وشأنها فهي بخير حال الآن .
ضحك خالد ثم جذب هاتفه الذي يعلن عن رفيقه عمر 
خالد أيوا 
عمر فينك يا خالد مختفي بقالك كام يوم 
خالد پصدمه نهارك اسود كااام يوم مين يا غبي انا مش كنت معاك امبارح في الفرح يا تخلف ومن كام ساعه كمان مع بابا وجدي يخربيتك 
عمر بتذكر هههههه تصدق صح
خالد بشماته صباح الجواز ياخويا عرفت كنت خاېف عليك من ايه ربنا معاك يابني 
ضحك عمر وقال من بعض ما عندكم
خالد بصړاخ لاااا الا عندنا ربنا ما يكتبه علي حد ابدا يارب 
لتلكزه ريماس بذراعيها فېصرخ بالهاتف 
عمر ههههه بالتوفيق عايزك بكره ضروري ما تنساش 
او لو انا نسيت فاكرني وحياة عيالك .
خالد غور يالا 
واغلق خالد الهاتف قائلا لها ينفع كدا الرجل يقول علينا ايه 
ريماس پغضب ويقول عليا انا ايه متجوز امنا الغوله احترم كلامك شوية 
خالد بضحكة جذابه هو في احلي من كدا احترام 
ريماس بقولك ايه روح كمل الا كنت بتعمله 
خالد متاكده 
ريماس جداا
خالد بخبث يعني مش عايزه ميه 
ريماس لاا الحمد لله شربت 
ضحك خالد وتوجه للبراد ثم جذب لها المياه وبعض من الفاكهة 
وقدمهم لها لترتشف المياه بسعادة لوجود هذا العاشق بحياتها 
بالجناح الخاص بالفهد 
دلف الفهد بخطوات بطيئه لا يعلم ما الذي عليه فعله هل يخبرها الحقيقة أم يتركها تعاني مثلما يعاني هو 
أبدل ثيابها ثم بدء بالبحث عنها ليجد الغرفة فارغة فتوجه للغرفة الأخري المخصصه للأطفال موجوده بالجناح 
دق الباب كثيرا ولكن لا رد 
فهد بهدوء أفتحي الباب يا راوية لازم أتكلم معاكي في حاجات مهمة 
لم يأتيه الرد ليقول مجددا برجاء لازم تسمعيني متحكميش عليا كدا 
لم يأتيه الرد ليقول پغضب أفتحي الباب دا يا راوية بدل ما أكسره 
لا رد
فهد پغضبا جامح كدا طيب 
وحطم الفهد الباب بسهولة شديدة كأنه من زجاج وليس مادة قوية 
دلف والڠضب حليفه لينصدم مما رأه ويتصنم مكأنه فشعر بقلبه يكاد يتوقف عن النبض وأصوات انفاسه تعلو بالغرفة لا يعلم اتوقف قلبه ام مازال ينبض .
حسمت الامور وتوالت الأسرار للكشف وبعض المجهول سيكون مكشوف للجميع 
بحلقات اكثر من سلسلة تشويق 
من 
الدهاشنه
بقلميملكةالأبداعآيهمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل الحادي والعشرون 
هرول اليها مسرعا ثم حملها بين ذراعيه بلهفة 
فهد پخوف شديد راوية 
راويه فوقي 
لم تستجيب له فأقتلع قلبه من الخۏف عليها 
فجذب المياه وناثرها علي وجهها حتي بدءت ملامحها بالأنكماش ثم فتحت عيناها ببطئ شديد حتي تعتاد علي نور الغرفة فلتقت عيناها به لتجد الخۏف يشكل سطور وعلامات 
فهد پخوف راوية انتي كويسه !!
لم تجيبه وأدرات وجهها للجهة الاخري تبكي بصمت 
فهد ممكن ترودي عليا 
لم تجيبه والصمت صار الحليف 
أدار وجهها لتلتقي بعيناه قائلا بهدوء ليه مصممة تضعفي الرابط الا بينا 
نهضت راوية عن الفراش قائلة پغضب انت الا بتضعفه مش انا أذي تقدر تعمل فيا كدا وفي يوم صباحيتي يا جبروتك يا اخي 
فهد بهدوء ممكن توطي صوتك شوية وتسمعيني
راوية پغضب انا مش عايزه اسمعك ارجوك اخرج من هنا 
وقف الفهد وتقدم منها بهدوء راوية أنا عملت كدا عشان 
قاطعه بدمعا ذابح قائلة پبكاء عشان تمسك العصيا من النص ترضي جدك من الجواز من بنت القناوي وفي نفس الوقت ترضي نفسك 
فهد پصدمه ايه الكلام الفارغ دا 
راوية بدموع دي الحقيقه 
فهد الحقيقه هو اني بحبك يا راوية 
تساقطت الدموع من مقليتيها قائلة لا دي طريقة للخداع مش اكتر 
وتركته راوية ودلفت الغرفة الاخري تبكي پقهر تشعر بأن قلبها ممزق ولا تقوي تحمل أوجاعه 
اما بالاعلي 
فحاولت ريم التواصل مع الطبيبه وبالفعل نجحت بذلك وبدءت اول جلسة لها عبر كاميرا الانترنت فهي استغلت تاخر عمر بالاسفل وحدثت الطبيبه .
أما نادين فكانت تجلس بحزنا شديد والدمع حليفها مما زاد تعجب واندهاش سليم حتي
انه اقترب منها قائلا پصدمة أنتي پتبكي يا نادين 
تطلعت له بصمت ثم بكت بصوتا مرتفع للغاية فقترب منها لترفع عيناها له قائلة پألم طول عمري لوحدي يا سليم عمر ما حد حس بيا غير اخويا الله يرحمه وراوية 
بابا وماما عمرهم ما همهم امري حتي بعد ما بابا ابتدي يفوق من غيبوبه الفلوس والثروة فاق متاخر وماټ بعدها بشهر واحد وسابني لماما الا
كل الا يهمها المكيب والفلوس والثروة أخر اهتمامتها كانت انا 
سندي الوحيد كان اخويا واتكسر بمۏته رجعت الواحده تهاجمني من جديد ومامتي مهماش امري حتي لو بقيت بره البيت مكنتش بفرق معها 
بكت
كثيرا ليحتضنها بقلبا موجوع فتلك الحمقاء من وجهة نظره تعاني كثيرا
أما هي فأكملت پبكاء شوفت اخويا في خالد وحاسيته اخويا والسند الا اتكسر رجع من جديد حتي عمي لقيته احن من ابويا وراوية كانت ليا الام والاخت وكل حاجة مقدرش اشوفها زعلانه كدا ولا اقدر اشوف دموعها 
شدد سليم من إحتضانها قائلا بحنان بكفياكي عاد أن شاء الله هتبجا زينة صدجيني 
نادين بدموع يارب يا سليم يارب 
رفع
وجهها بيده مبتسما
إبتسامة ساحرة قائلا بحب جول مرة تنطجي أسمي من فمك العسل ده 
إبتسمت بخجل قائلة لا قولته كتير بس بصوت واطي لما بعوز اشتم 
سليم بجدية كيف ده انتي بتشتميني 
نادين بعفوية طبعا لما بتزعق 
سليم إكده طب تعالي بجا 
وحملها بين ذراعيه ثم إلي احضانه ليخبرها حبه الخاص بها بطريقته الخاصة.
مرء الليل الكحيل علي راوية بأحزانا وألم مصاحب لقلبها 
وكذلك الفهد فهو لم يذق طعم النوم منذ أمس 
وحل الصباح بأشعته الذهبية المحملة بطغيات من المفأجات للجميع .
بالجناح الخاص بفهد 
دلف الغرفة ليجدها تجلس ارضا وعيناها متورمة من البكاء فجلس إلي جانبها ارضا ورفع وجهها لتقابل عيناه فقال بصوتا يحمل الألم بحبك 
نظرت له بدهشة وقالت انت بتحبها هي يا فهد خبيت عليا انك متجوز وعندك ولد 
فهد بۏجع مش صحيح يا راوية الولد دا مش ابني انا متجوزتهاش من الاساس 
راوية بفرحه بدت من صوتها بجد يا فهد 
فهد بأبتسامة ساحرة لرؤية السعادة تزين وجهها بجد يا
قلب الفهد 
راوية مسرعة وهي تزيل دموعها بلهفة طب ليه قولت كدا لجدي وللكل 
صمت قليلا وساعدها بالوقوف قائلا بحنان أوعدك أني هقولك كل حاجة بس بالوقت المناسب انا مش جاهز دلوقتي للكلام 
أشارت له برأسها بأنها تتفهم الأمر ليبتسم عندما يري البسمة التي تزداد شيئا فشئ 
فقال بمكر انت زعلانه وانا لازم اصالحك 
خجلت راوية ووضعت وجهها ارضا والسعادة جعلت قلبها ينبض ويترقص علي نغم العشق من جديد 
بمنزل واهبة القناوي 
كانت تعتلي الفراش كعادتها ليصدح صوت هاتفها بالغرفة بأكملها التقطته ريماس لتجد رسالة من رقم مجهول ففتحتها لتفزع مما رأته الرسالة تنص علي 
ايه يا بنت اخويا الفراق عجبك عموما برحتك انتي اتسببتي في حاجات كتيره اووي والعقاپ غالي حياة جوزك 
اوعدك انك هتشوفي جثته النهارده قبل بكره لو عايزاني اعفي عنه تعالي البيت دلوقتي حالا وانا مستعد اسامحك واهي هيبتي تكون رجعتلي ادام الكل لكن لو رفضتي اقرئي الفتحه علي جثته.
أنهت قراءة ووضعت يدها علي فمها من هول الصدمة لتحاوطها الاحلام التي تراها دواما فتبكي خوفا من القادم 
حسمت امورها انها ستتعطفه فهو بالنهاية عمها والعم والد كما تعتقد تلك الحمقاء 
فقامت من الفراش وجذبت جلباب اسود فضفاض وحجابا يغطي شعرها ثم خرجت من المنزل بهدوء 
خرجت لمصيرها المحترم الذي سيذبح قلب خالد ويجعله ېنزف بشدة 
بسرايا فزاع دهشان 
هبط الجميع للأسفل لتناول الطعام وكذلك هبطت راوية والسعاده تنير وجهها وكذلك الفهد 
جلسوا جميعا علي المائدة حتي مروج التي انضمت اليهم هي والصغير بامرا من فزاع 
كانت السفرة عبارة عن نظرات ومخططات 
شړ و عشق 
حقد وغل من نظرات نوراه ونوال 
عشق متيم الفهد وراوية ونادين وسليم 
چرح وعذاب ريم وعمر 
حزن وخوف وهدان ووهنية 
كان الصمت حليف المكان حتي الصغير كان ينظر لهم پخوف شديد 
قطع الصمت نوال يا بوي أني رايده انزل البندر اتطمن علي ولدي 
الكبير پغضب محدش غير السيرة دي يا نوال جولنالك ولدك إكده مهيعرفش حد عنه حاجه 
نوال پجنون عارفه يابوي بس جلبي مش مرتاح ولدي بيه حاجة 
وهدان خلاص هشيع الواد صالح يشوفوا فين 
وأنتهي الصمت مره اخري عندما تحدثت هنيه قائلة للصغير مهتكولش ليه يا ولدي 
خاف الصغير وتمسك بمروج لتقول هي بدلا منه مش متعود علي الاكل دا يا ماما 
الكبير امال علي ايه الا سحبه نعمله 
مروج كتر خيرك يا جدي هو بيحب السندوتش لانه اخد عليها واحنا بالشغل مفيش وقت للأكل فيعمله كدا 
حزن وهدان وكذلك الكبير وهنية ورباب التي قالت يا جلبي يا ولدي 
احضرت هنيه له بعض الشطائر ليشرع بتناولهم تحت نظرات الجميع 
كانت مروج توزع نظراتها بين الفهد وراوية پغضبا جامح لا تعلم ما ان للفهد ملكة اخري .
وصلت ريماس لمنزل جياد سويلم ودلفت للداخل لترتمي تحت قدميه وتبكي بعجز تتوسل له ان يدع زوجها وشأنه 
ولكنه فجأها عندما جذبها بالقوة من حجابها ثم القاها بحجرة مملؤءة بالنساء لا ليسوا كذلك بل حيوانات مشبهه بأسم يحمل من الحنان منابع فالمرأة تحمل حنان يكفي عالم بأكمله 
رفعت جسدها من علي الأرض بتعبا شديد بعدما دفشها بالقوة وضعت يدها تتحمل الالم لا تعلم ان الصعوبات قادمه عندما اشار للنساء بأكمل ما بدءه لتهجم عليها بدون رحمة وتضربها بقسۏة خاصة علي بطنها لقتل جنينها التي فشلت في حمايته عندما كتفتها إمرأتان حتي يسهل قنل
روحا بريئة يا لهم من شياطين الانس المجمل من الخارج وبداخلهم أقذر ما يكون 
صړخت للرحمة ولن تنالها ترجتهم ان يتركوها ولكن لا نزعت الرحمة من قلوبهم بكت ريماس قهرا والما حتي ان الرؤية لم تعد واضحة امامها فتوجهت بعالم مملؤء بالرحمة عما بحولها .
دلف جياد وعلي وجهه ابتسامه نصر عند رؤيتها ټنزف بغزاره من جسدها بأكمله فأمر رجاله بألقاءها امام منزل واهبة القناوي وبالفعل حملوها للسيارة حملوها بعدما قضوا علي حياتها المزدهرة لتصبح روحا بلا حياة.
بمنزل واهبة القناوي 
بحث عنها كثيرا ولم يجدها لا يعلم لما يشعر بنغصة غريبه تحتل قلبه هل هذا وجه الفراق ام يشعر بأوجاعها .
الدهاشنه
ايهمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل الثاني والعشرون 
حملوها بدون رحمة وجسدها ېنزف بشدة حتي أن قلوبهم لم تكتفي بذلك فقد بل ألقوها من السيارة أمام منزل واهبة القناوي فأسرع الحارس ليري من تلك الفتاة ولكنه فشل بالتعرف عليها فبحث الرجل الأخر ليخبر واهبة بما حدث 
بمنزل فزاع الدهشان 
كانت المشاعر متعثرة بين هذا الصغير لا تعرف أتكن له الكره ام العداء ولكنها حسمت امورها عندما اقتربت منه وعلي وجهها ابتسامة جميله احبها هذا الصغير 
راوية بحب قاعد كدليه يا حبيبي 
عبد الرحمن بتفرج علي الاشجار 
جلست بجانبه قائلة بصوت طفولي وعجبتك 
أشار لها براسه بمعني نعم فسعدت به وقالت ممكن نبقا اصدقاء
صمتا قليلا ثم قال بتردد لازم اسال ماما الاول 
أنفجرت ضاحكه ثم قالت اوك هديك فرصة ترتب امورك ههههه
نادين پصدمة راوية انتي بتعملي ايه هنا 
راوية بستغراب هعمل ايه يعني أقعده 
نادين بتكلمي ابن ضرتك عادي كدا 
راويه پغضب أحترمي نفسك يا نادين 
نادين بذهول أحترم نفسي يعني ايه انتي مجنونه صح 
وقفت راوية وتوجهت لها پغضب جامح فمجرد ذكرها لتلك الحمقاء تشتعل النيران بدمائها لتفور اكثر غندما تدلف مروج وټعنف الصغير علي وقوفه معها 
ورمقتها بنظرات جعلتها تنظر لنفسها بتعجب 
حتي انها قالت بعد خروجها هو انا فيا حاجه غلط يا نادين 
نادين پغضب سبك منها وخدي من النظرات دي كتير مهو المتوقع امال انا هتجنن ليه لما شوفتك بتلعبي مع الولاه وعادي كدا 
راوية بخبث اصل يعني 
ثم صمتت لتكمل نادين بلهفة أصل ايه يابت قولي 
راوية محذرة اياها هتكلم بس اوعي يا نادين الكلام دا يطلع بره فاهمه 
نادين بجدية عيب يا بت قولي 
وبالفعل بدءت راوية بسرد ما حدث بينها وبين الفهد.
بمكتب فزاع دهشان 
ظل يفكر بحديثه كثيرا لم يستوعب عقله هذا المخطط الدانئ ولكن عليه الانتظار كما طلب منه .
أما الفهد فدلف للغرفة ليتحدث معه عن بعض المواضيع الهامة ولاحقه سليم .
كانت نوال تنتظر اخبار إبنها بفارغ الصبر حتي انها لم تنتظر عودة الرجل وهاتفته لتعلم ماذا فعل ليخبرها بأنه عائد للصعيد مجددا بعد أن وجد المنزل فارغ حتي انه سأل
الجيران ولم يعلم احدا مكانه ليرودها الشك تجاه ريم فأغلقت الهاتف وأسرعت للبحث عنها حتي وجدتها ترتب الأريكة بالأسفل فعماها الڠضب وتوجهت إليها مسرعة ثم جذبتها لتستدير لها بقوة كبيرة جعلت ريم تصرخ ألما لتأتي هنية ورباب فكانوا يجلسون بالقرب منها 
ريم پألم ااه 
رباب بهدوء خبر أيه يا عمة أيه الا حوصل 
نوال پغضبا جامح لريم ولدي فيين يا ريم 
نظروا لها جميعا بدهشة حتي راوية ونادين 
هنية بستغراب كيف يعني هي بتي هتعرف منين مكانه 
لم تعيرها اي اتنباه وجذبت ريم من ذراعيها بالقوة حتي صړخت بصوتا مرتفع للغايه فأتي من بالمنزل جميعا وعمر الذي هبط للأيفل مهرولا عندما استمع لصړاخ معشوقته 
نوال پغضب شديد أنطجي ولدي فييبين عملتي بيه أيه 
ريم پبكاء بعدي عني يا عمة معرفش حاجة 
حال عمر بينهم وحمي ريم بين ذراعيه قائلا پغضب يفوقها اضعاف في ايه اذي تكلميها بالطريقة دي 
نوال بعد عني لازمن اعرف عملت بولدي ايه
الكبير بجدية أيه الا بيحوصل إهنه 
نوال بدموع وهي تقبل يده تحت نظرات استغراب من الجميع قائلة أحب علي يدك يابوي خاليها تجولي عملت بأبني ايه 
وهدان أيه الكلام الماسخ ده هي هتعمل فيه ايه عاد 
فهد پغضب شديد كيف تمدي يدك علي خيتي خلاص مفيش إهنه رجال 
فزاع بغموض محدش يتحدت غير لما أطلب منيه الحديت 
ثم وجه حديثه لنوال قائلا بغموض وريم هتعرفوا منين مكان والدك 
نوال بكره وهي تنظر لها أكيد تعرف زين يابوي أني متاكده انها أذيته ذي سابج 
هنية بدهشة أباااه كيف بتي ټأذي ولدك 
فزاع بحذم جولت محدش يتحدت عاد 
ثم وجه حديثه لنوال أذيته كيف يا نوال دي حرمه كيف هتجدر للرجل 
نوال پغضبا جامح افقدها صوابها لع أذيته جبل سابج يابوي لما طعنته بالسکينه وأني الا دويت جرحه 
هنا صمت الجميع پصدمة الا سليم الذي تاكد من حديث عمر اما عمر فتقدم منها وعيناه تحمل هتفات الانتصار قائلا لها بمكر وهي ريم هتضربه بالسکينه ليه يا عمتي 
هنا تلون وجهها بلون الأرتباك ليتحدث الكبير قائلا بصوت عالي للغاية ما تجاوبي عليه ليه هتعمل إكده 
فهد بعدم فهم أني مفهماش حاجة 
فزاع پغضب دلوجت جفلتي
خشمك إنطجي 
نوال بأرتباك أني معرفش حاجة يابوي اني شوفتها بتضربه وبعدين جريت ولما سألت ولدي جال ميعرفش عملت إكده ليه 
سليم بسخرية طب مجلتيش للكبير ليه علي الا حوصل كيف تسكتي علي موضوع كبير إكده 
إرتبكت نوال للغاية ليقترب منها عمر قائلا
پغضب جامح الا بتداريه خلاص هيتكشف وحالا يا عمتي 
نوال بأرتباك وڠضب أداري أيه ايه الحديت الماسخ ده 
عمر هو فعلا هيبقا ماسخ لو طول عن كدا 
واشار عمر لسليم الذي خرج مسرعا ليملئ أوامره للحرس بأحضار تلك الفتاة وبالفعل احضارها ثم جذبها للداخل تحت نظرات حيرة من الجميع وخوف من نوال 
أقترب عمر منها بعينا كالچحيم قائلا پغضب هتتكلمي ولا 
قاطعته مسرعة لع هتكلم يا بيه 
هنا انقبض قلب نوال وجلست علي الاريكة بتعب شديد اما الجميع فكانوا يتابعون الموقف بأهتمام شديد لمعرفة ماذا يحدث حتي الفهد بدءت تتضح الفكرة لديه 
الكبير بغموض ما تتكلمي يابت 
كانت تنظر للنوال پخوف شديد
ثم قالت بصوت متقطع من الخۏف اوعدني بالحماية والسماح يا كبير 
فزاع پغضب أتكلمي يابت محدش يجدر يمس شعره منيكي 
الخادمة بړعب الست نوال عطيتني حبوب وجالتلي احطيها بالشاي الا طلبته الست ريم 
صدم الجميع ليتحدث الفهد متسائلا بلهفة حبوب أيه دي وليييه 
بكت الخادمة لېصرخ وهدان پغضبا جامح إتكلمي يا وكلة ناسك أنتي 
الخادمة پخوف الرحمة يا ييه اني معرفش والله اني حطيتها ذي ما الهانم طلبت 
علي صوت ريم بالبكاء ليسقط قلب
هنية ورباب خوفا من المحتوم 
اقترب وهدان من نوال الجالسه ووجهها كخريطة بدون تعبيرات خوفا من الكبير والفهد 
وهدان بصوتا مرتفع للغاية عملتي ايه ببتي يا نوال انطجي 
نوال بارتباك هعمل ايه يعني البت دي كدابه 
فهد لريم انتي ساكته لييه
اتكلمي
اړتعبت ريم وتمسكت براوية پخوف شديد لتتحدث قائلة في ايه يا فهد هي عملت ايه عشان تكلمها بالطريقة دي 
فزاع لنوال هتتكلمي ولا لع يا نوال 
نوال اتكلم بأيه يا بوي 
فهد پغضب ما تفهمني في ايه يا جدي 
عمر انا هفهمك يا فهد للاسف الكره عمي قلب عمتك بعد اما اكتشفت ان جوزها بيحب والدتك 
صدمت هنية ووضعت يدها علي فمعا من الصدمة وحل الڠضب علي الجميع ليكمل عمر فضلت ورا جدي عشان تتطلق بس للاسف لسه الڼار جواها وعشان تطفيها كان لازم تكسر قلب مرت عمي ببنتها فطلبت من الخادمه انها تحط منوم لريم في الوقت الا كلنا فيه بره البيت وبعدين طلبت من ابنها انه يدمرها ويتعدي عليها وفعلا عمل داا.
هنا علي الصمت المكان وتوقفت الألسنه عن الحديث كيف هذا بعائلة الدهاشنه 
كيف لاخت أن تقضي علي سعادة ابنة اخيها كيف 
بعدما قدم لها الآمان والاحتواء ټطعنه بظهره كان وهدان كالجمرات الحارقه لا يعلم هل ېقتلها ام يبكي علي قسۏتها حتي بدر كان يوزع نظراته لها پغضب شديد والفهد الذي لم يتمالك نفسه فقترب من عمر پغضب يقتلع اشد المنشئات فين الكلب ده يا عمر 
لم يجيبه عمر ووضع عيناه علي الكبير بأنتظار تصرفه فهو اخبره بكل شئ ولكن لم يصدق حديثه فطلب منه عمر مهلة يوم واحد وسيثبت له حديثه ولكن القدر شاء ان تكشف الخطط والمؤامرت قبل فوات ال 24 ساعة كما طلب عمر 
فهد ساكت ليبه انطج 
نوال پبكاءا شديد لع يا فهد الا ولدي اعملوا فيا الا تحبوه واني مستعده لكن ولدي لع 
هنية بدموع غزيرة لية يا عمة لية تعملي إكده عملت فيكي ايه لكل ده دني بخدمك بحباب عيوني رغم زلك ليا بس عمري ما زعلت ولا اشتكيت 
نوال بكره انتي تستهلي أكتر من إكده بتلفي علي الكل ذي الحية 
صفعه قوية هوت لاجلها أرضا فرفعت عيناها لتجد الكبير بشموخه وهيبته المعتاده قائلا بصوت محتقن من الڠضب كلمة زياده وهجطع لسانك 
ثم نادي باعلي صوته بدرر
بدر نعم يابوي 
فزاع ارمي الزباله دي بالمخزن لحد ما اعرف شغلي معها زين هو ابنها 
بدر حاصر يابوي 
وبالفعل جذبها بدر بشدة لتصرخ علي ولدها ولكن لم تجد سوي الجفاء فهي لم تفعل شئ هين .
اما فهد فكان سيجن كيف حدث ذلك واين كان طوال تلك المده 
فرفع عيناه علي صديق دربه وابن عمه عمر هل تزوج باخته ليحميها من الجميع لان العشق يجتاز اوصره أما لحماية سمعة الدهاشنه 
لم يعد يقوي علي التفكير خاصة صوت بكاء ريم وامه ورباب والجميع 
حتي نادين بكت علي ريم فالموقف صعبا للغاية 
اقترب الفهد من ريم المحاوطه بأحضان راوية 
ثم جذبها من معصمها لتزيد بالبكاء وتتملك جسدها الأرتجاف الشديد 
لتصرخ باسم محبوبيها
ريم پبكاء وصړاخ عمر 
وقف عمر امام الفهد بعينا كالصقر قائلا بحذم واخدها علي فين يا فهد 
فهد بهدوء بعد يا عمر 
عمر پغضب شديد مش دا اجابه سؤالي واخدها علي فيييين 
فهد مالكش صالح 
عمر پغضب جامح يعني ايه ماليش صالح دي مراتي فاهم 
فهد بغموض لازمن نغسل عاړنا جبل ما سمعة الدهاشنه تجع بالارض وانت كتر خيرك انك حافظت عليها واني هكمل الباجي 
ابتسم سليم
وصمت الكبير والجميع لمعرفتهم ما ينوي الفهد فعله
فكان الصمت الحليف لهم لرغبتهم بمعرفة الجواب 
عمر پغضب دهاشنة ايه وعار ايه هي معملتش حاجه الحيوان دا الا غلط وانا هرجع حقها 
تحول عمر لضلع قوي صعب اختراقه عندما جذب ريم خلفه بقوة قائلا بتحدي للجميع اي حد هيفكر يقربلها لازم يتخطاني الاول دي مراتي فاهمين 
تعجب عمر من طريقة الفهد ولكنه توجه لريم وجذبها برفق لاحضانه تحت نظرات عمر المتعجبه وراوية التي تنظر له بدهشة حقيقية قائلا بحنان شيلتي كلت ده يا خيتي ليه مجولتيش كل الا حوصل 
لم تجيبه ريم وبكت اكثر ليسدد من احتضانها قائلا بتوعد اوعدك اني هندمه علي اليوم الا اتولد فيه اوعدك ياخيتي 
فزاع راويه 
راوية نعم يا جدي 
فزاع خدي ريم والكل واطلعوا فوج 
راوية حاضر يا جدي 
وبالفعل جذبت ريم من احضان الفهد لتتلامس يدها مع يد معشوقها فيكتفي بنظراته التي تخبرها عن الكثير والكثير بينما جذبت نادين هنية ورباب وغادر الجميع للاعلي علي عكس نوراه التي كانت بالاعلي تخطط لمخطط يدمر سليم ونادين ولم تعلم بما حدث بالاسفل .
جلس فزاع دهشان پغضب شديد ثم قال لعمر فين الزفت ده 
عمر بغموض موجود يا جدي 
فزاع بكره يكون مرمي جدمي إهنه سامع 
سليم حاضر يا جدي هجيبه بكره إهنه 
فهد بدهشة أنت كنت عارف بالموضوع ده انا قمان 
سليم پخوف ايوا يا فهد بس عمر طلب مني ما تتحدت بالموضوع ده واصل 
فهد بسخريه لع بجد عفارم عليكم يعني اني الا معرفش حاجه عن الموضوع ده 
عمر كنت هقولك بس انت عصبي يا فهد مش هتقدر تستنا لما نعرف مين الا خاله يعمل كدا
فهد پغضب شديد جولي مكانه فيين رايد اجتله بيدي 
فزاع بحذم بكفياكم عااد كل واحد علي جناحه 
فهد مهطلعش جبل ما اخلص عليه يا جدي 
نظر له فزاع نظرة غاضبه قائلا اطلعوا الجناح مهكررش حدبتي كتير 
كبت الفهد غضبه وترك المكان وخرج من المنزل بأكمله بينما توجه عمر وسليم للمندارة بخارج المنزل 
جلس وهدان بحزن قائلا ليه يا بوي تعمل إكده دي المفروض بتها 
بدر معلش يا خوي كيد الحريم يعمل اكتر من اكده 
فزاع بهدوء ممېت هملوني لحالي دلوجت 
وبالفعل لم يتحدث احدا منهم وتركوا المكان باكمله ليجلس الكبير وعيناه تلمع بالڠضب علي إبنته الحقودة التي تزيد الاغلال علي قلبها يوما بعد الاخر .
بمنزل واهبة القناوي 
ركض مسرعا للأسفل ليجد معشوقته ملقاة ارضا وجسدها مغرق بالډماء 
تبطئت خطواته كحال قلبه الذي يخسر النبض شيئا فشئ 
جلس أرضا وحملها بين ذراعيه يزيح الډماء من علي وجهها ليرءه جيدا ويتمعن بها لعل الذي يراه من الخيال وليس من الواقع 
تساقطت الدموع من مقلتيه امام الجميع حتي والده بكي لرؤية ولده ضعيفا لاول مرة بحياته 
خالد بصړاخ ريماااس لااااا 
ياررب
ريمااس رودي علياا مين عمل فيكي كداا 
لا مش ممكن تسبيني انتي فااهمه 
لم يجد الرد ليحتضنها ويبكي بصوتا مزق قلوب الجميع 
فقال هاشم بدموع ما تخفش يابني هنلحقها ان شاء الله خير ان طلبت طياره وزمنها علي وصول 
خالد پبكاء إبني يا بابا إبني 
واهبة وحد الله يا ولدي 
وبالفعل حملها خالد بين ذراعيه ودموعه ټغرق وجهه الشاحب ثم حملها للسيارة واسرع للوصول لموقع الطائرة المحدد حتي ان الجميع اتابعه بالسيارات ولكن لم يتمكنوا من الوصول إليه فكان يعافر لأنقاذ حياة معشوقته 
والدموع تعرف الطريق لوجها لم تزوره من قبل .
بمنزل فزاع الدهشان 
كان الڠضب يسطر حروف علي سطور من الحقد 
حينما علم كبير الدهاشنه ما حدث مع عائلة واهبة القناوي فطلب الفهد الذي اتي علي الفور واخبره انها اعلان بدء الحړب علي جياد سويلم وامره بالقضاء عليه نهائيا 
فرحب الفهد بكل سعة وسرور وذادت شرارة الڠضب عندما اخبره فزاع ما فعله جياد.
بالاعلي
كانت راوية تحتضن ريم حتي غفلت علي ذراعيها فأسندتها علي الفراش وخرجت من الغرفة وتوجهت للأسفل لترى هنية فهي بحالة لا يرثي لها 
لتتقابل مع مروج لم تبالي بها وأكملت طريقها لتقف علي صوتها 
مروج ريم عامله ايه 
راويه بهدوء الحمد لله 
مروج بدلع طب كويس الحمد لله هكلم فهد اطمنه اصله زمانه زعلان جداا 
إبتسمت راوية قائلة بخبث أعملي الا يريحك من غير ما تعرفي حد 
ثم اكملت بسخرية بتأخدي الاذن يعني 
لم تفهم مروج ما تحاول راوية قوله الا عندما نظرت لليمين واليسار ثم افتربت منها قائلة بصوتا منخفض مفيش داعي للتمثيل مفيش حد هنا غيري 
وتركتها وهبطت لتغلي من الڠضب لعلمها بكل شئ كانها اعلنت لها انها ملكة قلب الفهد فهي تعلم كل شئ لا يحق لها ان تأخذ قلب قد وثق بوثاق العشق الأبدي .
بالمشفي
وصل خالد معها ولم يتمكن احد من الصعود معه علي متن الطائرة لسرعته بالقيادة فكان علي هاشم طلب طائرة اخري فأخذت بعض الوقت للوصول 
بعد عدة ساعات خرج الطبيب لينظر للعاشق المحطم ويقول بأسف شديد بعتذر منك أستاذ خالد 
خالد
پصدمة يعني أيه 
الطبيب بأسف البقاء لله 
هنا ترددت الكلمة بأذن خالد كثيرا لتحاوطه الصدمة من جميع الأتجاهات فېصرخ بالطبيب قائلا أنت مچنون ريماس مستحيل تمووت مستحيل تسيبني 
الطبيب وحد الله يا سيادة الرائد 
دفشه خالد ليقع ارضا ثم ركض يفتش عليها بالداخل حتي وقعت عيناه عليها ملقأة علي فراش بغرفة العمليات عليها غطاء يكفنها كعروس تزف للمۏت 
تقدم منها بقدم ثقيله تأبي التقدم تقدم وقلبه ېنزف الم لم يشعر پألم خاد هكذا من قبل 
أزاح عنها الغطاء پغضب ثم جذبها بأحضانه وبكي بشدة بكي خالد بصوت مزق جدران الغرفة الجماد الذي لا يشعر بشئ شعر بوجعه 
لېصرخ بۏجع وعيناه علي السماء قائلا بدموعا حارقه ياررب متعملش فيا كدا عمري ما طلبت منك حاجة ارجوك الا هي خد روحي ورجعها ياررب 
أغمض عيناه يتحمل الألم ولكنه صعب لم يتحمله احدا 
ليدوم بذكرياتها وكلماتها تتردد بأذنيه 
أنا بحبك اووي يا خالد متبعدش عني 
أنا حلمت ان في حد بيفرقنا عن بعض 
أنا بحمد ربنا أنك في حياتي يا خالد 
خالد پقهر لاااااا ريمااس 
القاها علي الفراش بقسۏة قائلا پغضب أنتي وعدتيني انك مش هتتخلي عني لااا مش هسبيك تضيعي مني 
وأخذ خالد يضغط بيده
بشدة علي موضع قلبها ولكن دون جدوي ضغط بقوة اكبر ودموع أكثر وصوت مبحوح مصوحب بعشقا جارح 
ولكن لا امل من ذلك فوقع ارضا وضعا يده علي رأسه پألم وبكاء حارق 
دلف سليم وعمر الذي اتي ومعهم الكبير بالطائرة مع هاشم وواهبة وبأمرا من الطبيب أن يخرجوا خالد من الداخل 
وبالفعل تحت مقاوماته نجح سليم في شل حركاته وكذلك عمر الباكئ لحال صديقه جذبه بعيدا عن الفراش 
ليقترب الطبيب ويضع الملاءة علي وجهها ثم يصعق عندما يشعر بتدفق الهواء الساخن من أنفها فېصرخ بالممرضه تحت نظرات اندهاش من الجميع 
وبالفعل اتت الممرضة واحضرت الصاعق الكهربي وبدء الطبيب بالضغط بالقوة علي
صدرها ولكن لا فائدة والجميع بالغرفة يتابع والامل يكبر بقلب
العاشق
الطبيب الاخر بستغراب لعدم استجابتها للصدمة الكهربيه المريضه متوفيه يا دكتور 
الطبيب الاخر لااا انا متاكد انا
حسيت بنفسها 
واشار للممرضة لتغيد الكره ففعلتها لتعود تلك المعشوقة للحياة مجددا بفضل الله سبحانه وتعالي وضربات الأنعاش التي قام بها خالد 
او ربما لم يرد الرحمن كسر قلبه فتركها له ليعيد حساباته مجددا .
شعر خالد بسعادة تكفي كون بأكمله حتي لو خسر ولده ولكن لديه العشق بأكمله 
أما الفهد فكان
بمهمه اكثر خطۏرة مهمة من نوعا اخر .
الدهاشنه
بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل الثالث والعشرون 
بمنزل جياد سويلم 
كانت الفرحة حليفته عندما اخبره الرجل بحال الجميع وپوفاة ريماس الذي كسر ظهر خالد وجعله هاشا للغاية 
وسعد ءكثر عندما علم بسفر الجميع لرؤية ماذا حدث 
فأراد ان يستغل تلك الفرصة جيدا بأن يهاجم منزله كبير الدهاشنه ليري لهم انهم ضعفاء للغاية فأذا كان مصير كبيرهم هكذا فما هو مصيرهم .!!
بسرايا فزاع الدهشان
كانت ريم بغرفتها تبكي بصمت علي حالها تتدرج ذكريات ما حدث امام عيناها نعم هي تتذكر عندما فقدت الوعي واستعادت وعيها لتجده أمامها بعدما فعل به ما شاء 
لا يعلم أن الله يتوعد له بالكثير 
تساقطت دموعها الحارقه علي وجهها لتزيحها بيدا ترتجف لذكري ما مرءت به ثم تأملت الغرفة جيدا لتجد نفسها بالجناح الخاص بها لا تعلم كيف 
فكانت كالمغيبة تماما عن الواقع 
ركضت ريم تبكي وتردد أسمه حتي يأتي كالمعتاد ويحتضنها لكي تشعر بالأمان 
ولكن هيهات لم تجده بالجناح بأكمله لتجلس علي الاريكة بحزنا شديد حتي الهاتف لم تملك للحديث معه 
إستمعت لصوت طرقات علي الباب فتوجهت لتري من فأذا بها راوية تحمل الطعام إليها لتجدها تبكي بشدة 
فزعت راوية وقالت پخوف شديد مالك يا حبيبتي في ايه 
أتت نادين هي الأخري بعد ان أطمئنت علي هنية ولكن بمزاجا سيئ للغاية لمعرفتها ما حدث لريماس ولكن التزمت الصمت حتي لا تقلق راوية يكفي إنشغالها بريم .
ريم پبكاء فين عمر يا راوية 
راوية عمر والكل نزلوا مصر 
ريم بستغراب ليييه 
راوية معرفش والله يا ريم هم قالوا في حاجة مهمة .
بكت بصوتا مرتفع قائلة أني عايزة أتحدت مع عمر عايزة أشوفه 
نادين بحزن عليها طيب بس ممكن من غير عياط هم هيرجعوا بكره بالليل بأذن الله سليم لسه قافل معيا من شوية 
زادت بالبكاء الشديد لتقول بدموع لع اني عايزه دلوجت 
راوية بتفكير طب خلاص اهدي ممكن نخليكي تكلميه 
نادين فكرة والله 
راوية طب الرقم اكيد علي تلفون فهد 
نادين بسخرية وهنجيب فهد منين يا غبيه 
نظرت لها راوية پغضب ثم خرجت من الغرفة 
جذبت هاتفها وطلبت معشوقها الذي لب النداء في الحال.
راوية بصمتا طال لدقائق تكتفي بسماع صوت أنفاسه الدفينه 
ليأتيها نغمات الصوت لاسمها 
فهد راويه في حاجة 
إبتسمت قائلة بسعادة نسيت كنت عايزة ايه 
ضحك الفهد وقال بخبث ممكن أجي أساعدك أنك تفتكري 
راوية بخجل فهد 
فهد باللهجة الصعدية جلب الفهد وروحه وكل حاجة ليه
شعرت بأنها بعالم أخر مملؤء بدفئ كلماته لتقول بكسوف أنت نزلت مصر معهم 
فهد لا أن هنا جانبك 
راوية بتعجب جانبي فين 
لتجد أحدا ما يحتضنها
بعشق
أستدارت پخوف لتتقابل بنظرات عيناه الخضراء كأنها بأرضا مملؤءة بجمال الأعشاب الخضراء 
حتي هو ظل يتأملها بصمت تلك الحورية التي تنجح بتبديل شعوره حتي بعد أن أرتكب مخطط ذكي بحق هذا الخائڼ فيتحول الڠضب الجامح لهدوء تسكنه الراحه والحنان .
راوية بخجل أنا أفتكرتك معهم 
فهد ومازال محتضنها وأسيبك مستحيل 
شعرت بأن قلبها لم يعد ملكها ليديرها له فتضع وجهها الأحمر خجلا ارضا ليرفع الفهد قائلا كنتي عايزة أيه 
قالت بأرتباك هاا أصل ريم كانت 
فهد مالها 
قاطعتهم نادين قائلة بتسائل فين الرقم يا راوية 
بدءت راوية بألتقاط أنفاسها ببطئ قائلة لها بجيبه اهو يا نادين 
فهد بتعجب رقم ايه 
راوية محتاجين رقم عمر ريم عايزه تكلمه 
فهد بتفهم التلفون اهو خليها تكلميه برحتها انا هنزل اشوف أمي 
وترك لها الفهد الهاتف وغادر للأسفل ليري والدته اما نادين فحملت الهاتف منها وتوجهت لريم بعد ان طلبت عمر عبر الماسنجر ليجيب علي الفور وقبل ان يتحدث تقابلت عيناهم عبر الكاميرا الحائل بين اللقاء .
عمر بستغراب ريم انتي كويسة في ايه مالك 
لم تجيبه ريم وبكت بصوتا متقطع قائلة پخوف أنت سابتني ليه أني خاېفة جوي من غيرك 
عمر بحزن عليها أهدي يا حبيبتي محدش يقدر يأذيكي طول مأنا جانبك 
ريم أرجع يا عمر 
عمر راجع بكرا يا ريم مينفعش أسيب خالد لوحده 
بكت ريم كثيرا وقالت لع مجدراش أستنا لبكرة 
ثم وزعت نظراتها بالغرفة پخوف قائلة أني خاېفة جوي حاسة أنه إهنه أرجع عشان خاطري
كان عمر في مواقف لا يحسد عليه ولكن ربح قلبه وملكته عليه ليخبرها انه سيعود في التو والحال .
وبالفعل توجه لسليم والكبير واخبرهم ان عليه العودة تعجب الجميع ولكن حالته شرحت معاناة قلبه لاجلها .
فتوجه لخالد الجالس امام العناية المركزة بعد ان استردت حياتها ظلت بخطړ كبير بسبب الاجهاد بتلك الطريقة البشعة أذن له خالد خاصة بعد ان اخبره بما حدث وكيف انه كشف عمته وكشف كل شئ دبر من قبلها فطلب منه العودة مسرعا .
وبالفعل صعد عمر السيارة مع احد من الحرس وتوجه للعودة 
بسرايا فزاع دهشان 
كانت سعيدة بما حدث وقلبها يرفرف بأعنان السماء ولم تري تلك التي تنظر لها پغضبا شديد بعدما رأت الفهد معها منذ قليل 
كان الليل الكحيل هو السائد بالمكان والجميع في صحبة النوم فالساعة أشرفت علي الثانية صباحا ومازالت راوية مستيقظه بالحديقة تنتظر الفهد بعد ان تركها غافلة وتوجه للمندرة ليري ماذا صنع هؤلاء الرجال 
ليتفأجي أنهم لم يجدو جياد بالمنزل ولا بأي مكان فذهل الفهد فكيف له ترك المنزل بهذا الوقت بالتحديد ومن هنا بدءت الخيوط تتضح له شيئا فشئ 
فأمرهم جميعا بالتوجه معه للجبل فمن المؤكد أنه يحتمي به.
أما بالحديقة 
كانت تتمشي بخطوات بطيئه ووجهها محمل ببسمة العشق لتجدها أمامها والدموع ټغرق وجهها 
راوية بقلق أنتي كويسه 
مروج پبكاء أرجوكي يا راوية ساعديني ابني تعبان اووي ارجوكي انا عرفت انك دكتورة اطفال ساعديني 
ثم بكت بصوتا مرتفع للغاية ايني مالوش ذنب ارجوكي 
راوية پخوفا شديد عبد الرحمن طب هو فين مټخافيش ان شاء الله هيبقا كويس 
وتوجهت معها راوية للصعود ولكن مع صعود اول درجتين شعرت بأختناق رهيب يحاوطها ثم هبوط ودوار لتسقط مغشيأ عليها فيحملها رجال سويلم إلي السيارة ثم يغادروا بدون ان يشعر بهم احدا 
وصل عمر ثم صعد لجناحه مسرعا ليجد معشوقته تجلس أرضا وعيناها يملئها الخۏف الشديد تحتضن نفسها وترتجف بشدة 
عمر بلهفة ريم 
رفعت وجهها المنغرس بين ذراعيها لتجده أمامها فتركض له بلهفة وسرعة حتي تستمد الحنان والآمان الذي تحتاج إليه 
ريم بدموع سابتني ليه 
عمر بصوتا متقطع من السعادة ڠصب عني حبيبتي بس مش هبعد عنك تاني اوعدك 
نعم هو ابتعد عنها بضعة ساعات ولكنها كانت تحتاج إلي الامان بوجوده خاصة بعد معرفة الجميع لما حدث 
جذبها عمر للأريكة ثم جلس بجانبها يزيح دموعها قائلا بقلق في حاجة حصلت بعد ما مشيت 
أشارت له بمعني لا فقال بستغراب طب ايه الا حصل 
ريم بخجل أني كنت خاېفة منهم يا عمر أنت متعرفش إهنه بالصعيد ييعملوا أيه لو حد عرف بالا حوصل 
عمر أحنا غير اي ناس يا ربم فهد وسليم متعلمين وعارفين
الكلام ده كويس ودا الا بان من كلام الفهد معاكي 
وجدي عايز ېقتل الكلب دا النهارده قبل بكره الكل عارف انك مالكيش ذنب 
بكت قائلة بفضلك يا عمر لو مكنتش جاري مكنش الموضوع عده إكده 
وضع يده علي يدها بحنان قائلا وأنا جانبك علي طول يا ريم لأنك بجد حياتي الا مقدرش اعيش من غيرها 
كانت تنظر له بخجل أما هو فكان يقترب منها علي أمل ان يكون ربح قلب حطمه القدر فوجدها تعلنه ملكا له لتصبح زوجة له بكل الحروف 
ولكن الصدمة كانت حليفته حتي هي لم تقل صډمتها عنه 
توجه فهد للجبل حتي ينهي ما بده جياد فهو تعدي الخطوط الحمراء وشكل النهاية بيده صغد هو ورجله الجبل وهو يعلم المصاعب بذلك فالجبل مرتفع للغايه حتي انه يحاوطه صخورا من جميع الجوانب
فأن سقط أحدا من هذا الأرتفاع كأنه يتعهد بحفله للمۏت السريع ولكن الفهد تحدا كل ذلك وصعد لينتقم منه لكي كيف عبرة لمن سولت له نفسه أن يتحدا كبير الدهاشنه.
بمخزن مظلم 
كان يقبع هذا الحقېر ولكن دعنا نعلم القناع الحقيقي له 
دلف عمر بخطوات كالبركان ثم حل وثاقه ليقف أمامه بتعبأ شديد فيقول بسخرية أيه مدة الحبس أنتهت ولا خلاص أتاكدت بنفسك أني برئ 
عمر پغضب تقصد أيه 
جاسم بتعب قصدي أنت عارفوه كويس يابن خالي 
عمر بثبات أحب أسمعه 
جاسم بحزن أنا حبيت ريم وكنت أتمني أنها تكون مراتي 
ضغط علي يده بقوة ليتحمل الحديث فعليه معرفة ما أرد معرفته والا كان هذا الاحمق چثة هامدة 
أكمل جاسم قائلا بس هي كانت بتحبك أنت ودا الا جنني 
عمر پغضب أه عشان كدا وهمتها أنك أعتديت عليها عشان لما تتقدملها توافق علي طول مش كدا
وضع رأسه أرضا قائلا بحزن منكرش اني عملت كدا عشان توافق بس مش دا السبب الا خالني اعمل كدا 
عمر پغضب أماال أييه اتكلم 
جاسم بنبرة صادقة يا عمر أنا عمري ما أنسي أني أتربيت معاكم ببيت واحد يعني حفظت عادتكم وأطبعت علي طبعاكم 
كنت بستغراب أوي لما بلقي الحب دا لبعضيكم وأمي الوحيدة الا الكره في قلبها 
أنا عرفت أنها ناويه لريم علي كدا وطلبت منها اني أكون أنا بدل الشخص الا هو موكلاه 
وأقنعتها أن كدا أضمن عشان الواد دا ميفتحش بوقه وانا ستر وغطا عليها كمان فهمتها أني حابب أنتقم من ريم لرفضها ليا 
لما ريم أغمي عليها أنا أوهمتها أن حصل بينا حاجة لكن أخلاقي متسمحليش بكدا 
عمر بسخرية لا راجل يالا 
جاسم بحزن مكنش قدامي حل تاني كان نفسي اتجوزها بأي طريقة وبعدين لو مكنتش عملت كدا كان زمان الحيوان الا هي استأجرته عمل كدا وساعتها مكنتش هعرف احميها 
عمر پغضبا جامح أنت بتسمي دي حماية 
حزن جاسم ووضع
عيناه أرضا قائلا بحزن خالي
ريم وجدي وخالي والكل يسامحني أرجوك يا عمر 
شعر عمر بندمه فقترب منه قائلا بشفقة غير ملموسة هحاول 
ثم توجه للخروج قائلا له تقدر تخرج من هنا لقيت حاجه تشفعلك 
وخرج عمر من المخزن ليبكي جاسم علي الطريق المغلق التي قادتها لها والدة لم تري سوي الحقد 
تمكن الفهد ومن معه بالوصول لوقر جياد سويلم ثم دارت المعركة بالړصاص الحي لينصدم جياد من وصول الفهد لذلك المخبئ السري لا يعلم كيف يدور عقله ولما نال اللقلب علي مسمي
ولكن الفهد لا يعلم أن معشوقته بالداخل تعافر للحياة 
نجح الفهد بأسقاط اكبر عدد من رجال جياد سويلم ثم
دلف للمخبئ يبحث عنه پغضبا جامح لا يعلم أن معشوقته بالداخل 
ام يجد أحدا بالداخل ليأتيه صوت ما من خلفه فألتفت ليجد معشوقته بيد هذا المخيف يضع السکين علي رقبتها وهي تبكي بشدة من الخۏف 
صډمه الجمت الفهد وجعلته عاجز عن التحدث فقط ينظر لها بعدم إستيعاب ليأتيه صوت جياد قائلا پحقد حظك من السما أنك تحضر جتلها جدامك 
فهد بثبات رغم ما بداخله هههه ياريت تكون خدمتني وعملت فيا جميل مهنسهوش بحياتي واصل 
ليكمل الفهد بسخرية وتبجا وفرت
عليا الطريجة الا كنت هجتلها بيها أني مهحبهاش واصل بس جدي غصبني علي الزواج منيها يعني كنت مڠصوب وأنت إكده بتجدملي خدمة كبيرة مهنسهاش أبدا 
كانت تنظر له نظرة تذبح قلبه بخنجر مسنون ولكن عليه إنقاذها مهمها كلف الأمر 
فتقدم منه قائلا مستني أيه خلص عليها 
كان جياد بمعادلة خاسرة فستغل فهد ذلك وجذبها منه بشده ثم دفشها بعيد عنه وتقدم منه يكيل له الضربات پغضب شديد حتي فقد وعيه من سرعة الضربات فتركه الفهد وتوجه مسرعا للراوية التي تجلس ارضا الدمع يحاوط عيناها 
فهد پخوفا شديد انتي كويسه يا راويه 
دفشته بعيدا عنها قائلة بڠصب أبعد عني أنت أذي بالحقارة دي طلقني أنا معتش أقدر أعيش معاك أنت بني أدم كداب 
وتوجهت راوية للهبوط ولكن خانتها قدمها لتصرخ بفزع وتتمسك بأي شئ ولكن هيهات لم تجد سوى يد معشوقها 
فهد پخوف ما تخفيش يا حبيبتي 
وحاول الفهد جذبها ببطئ حتي لا ټتأذي ولكنه كف عن الحركة عندما أخترق الړصاص جسده فألتفت ليري جياد يقف وبيده السلاح 
صړخت راوية وبكت وما زاد بكائها عندما أصابه جياد بذراعيه المتمسك براوية متعمدا لذلك 
فهل سينجو الفهد وسيتمكن من انقاذ عشقه الواشك علي الزوال 
فهل سينجح الفهد !!
تابعوني في فصل جديد من نوعا اخر نوع من العموض والتشويق 
فيالدهاشنةبقلميملكةالأبداعأيةمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل الرابع عشر 
ظلت تتجول معه ولم تشعر بالوقت الذي مر كالهفوات لم تشعر بالقمر يتخفي بين سواد الليل الكحيل والشمس تسطع بأشعتها علي المزارع والحقول فتبدو بأبهي طالتها 
كانت تتحدث معه عن الكثير من ما مرء بحياتها وكذلك هو قص عليها كل شئ خاص بحياته .
بدءت تفتح عيناها شيئا فشئ لتتقابل مع عيناه المترقبة لها 
لم تستوعب ما
ترأه وفردت ذراعها بضحكة جميلة ظنه أنها تحلم به 
لتفزع عندما تستمع لصوته 
فهد صباح الخير 
جحظت عيناها وأخذت تتأمل المكان لتجد أنها مازالت بالأسطبل تعتلي الأريكة وهو الأخر يجلس علي الأريكة أمامها 
راوية بفزع أنا نمت أذي 
فهد بأبتسامة من ساعة تقريبا كنت بتكلم معاكي ولقيتك سافرتي دنيا تانيه خالص 
عدلت راوية من حجابها قائلة بخجل طب ليه مش صحيتني 
فهد محبتش أحرم عيوني من أنها تتأمل الجمال دا 
خجلت راوية ثم توجهت مسرعة للمنزل وهو أيضا تتابعها بأبتسامه عاشقة 
دب الړعب بقلب نوال فهي لم ترى إبنها منذ أمس وظلت بأنتظاره ولكنه لم يعد وهاتفه مغلق فلم تستطيع الوصول إليه .
إستيقظ خالد ليجد ريماس ليست إلي جانبه ففزع وهرول يبحث عنها كالمچنون ثم هدء قليلا عندما لمح طيفها تقف بالشرفة 
أقترب خالد منها قائلا بلهفة مالك يا حبيبتي أنتي كويسه 
ريماس بأبتسامة الحمد لله أنا بس حسيت أني بختنق فخرجت أشم شوية هوا 
زفر خالد بأرتياح ثم تمسك بيدها وساعدها علي الجلوس بالمقعد المجاور لها قائلا طب وحبيبة قلب بابي عاملة أيه 
وضعت ريماس يدها علي بطنها المنتفخة بعض الشئ قائلة بتوتر خاېفة أووي يا خالد 
جلس بجانبها قائلا بحنان من أيه يا قلب خالد 
ريماس بتوتر حاسه بحاجات غريبه أووي مش عارفة ليه
دايما خاېفة 
وضع يديه علي وجهها بحنان وأنا جانبك 
ريماس بدموع الأحساس بيطردني ڠصب عني معرفش ليه بحس أن في حاجة هتفرقنا عن بعض وللأبد يا خالد 
خالد پغضب أيه الكلام الفارغ ده ليه بتقولي كده 
ريماس بحزن أنا أسفه بس قولت الا بحسه مش أكتر 
نجح خالد في كبت أعصابه وقال بهدوء محصلش حاجة حبيبتي بس أرجوكي متفكريش كدا تاني فاهمه 
ريماس حاضر 
خالد يالا جهزي نفسك عشان هنتحرك 
وبالفعل قامت ريماس ومازال الشعور يغمر قلبها هل هو صحيح أم مجرد وهم 
هبط هاشم للأسفل وكذلك نادين وخالد وريماس وبعد قليل هبطت راوية وعيناها تبحث عن معشوقها ولكن لم تلتقي به. 
الكبير لهاشم يالا نأكل لجمة وبعدين تعاود 
هاشم هنفطر معهم هناك يا كبير 
وهدان بعضب أباه كيف ده لاذمن نأكل لجمة مع بعضينا 
بدر كلام الكبير مهيتكسرش واصل 
نادين بأبتسامة أنا عايزة أفطر مع جدي 
ضحك الكبير لعودة تلك المشاكسة وبالفعل جلست بجانبه لحين إعداد الفطور 
بينما دلفت راوية مع ريم وهنية ورباب تساعدهم بالفطور بمحبة وسعادة 
لمحت راوية ريم وهي تجذب أدوات لصنع القهوة فتيقنت أنها للفهد فتقدمت منها بخجل قائلة دي لفهد يا ريم 
ريم بأبتسامة هادئة أيوا 
راوية ممكن أعملها 
ريم طبعا حبيبتي إتفضلي 
وبالفعل صنعت راوية له القهوة ثم قدمتها لريم فأبتسمت هنية وقالت لع عندنا عادة الا عمل الحاجه يكملها للأخر 
راوية بعدم فهم يعني أيه يا ماما 
رباب هههههه يعني محدش هيطلعها غيرك حدانا إكده 
راوية بخجل لا مش هقدر ريم تطلعها 
ريم بخبث كيف أهمل الأ بيدي الوكل هيتحرق إطلعي إنتي 
وبالفعل حملت راوية الكوب وصعدت للأعلي بخطوات متعثرة 
أما بالأسفل 
فكانت نوال تجن من الخۏف عليه حتي أنها كانت ترمق ريم بنظرات ممېتة خشية من أن تكون أذت إبنها فهي تتذكر عندما وجدته بالمطبخ ېنزف ويتألم فأخذته مسرعة لغرفتها ثم أسرعت بتنظيف المطبخ من أثر الډماء وهرولت للغرفة تداوي جرحه السطحي 
لاحظت ريم نظراتها الغريبه تجاهها ولكنها تجاهلت ذلك وأكملت الطعام .
هبط سليم للأسفل ليجدها تبتسم وهى تقص على الكبير بعض من المواقف المشاكسه لها والجميع سعيدا بها 
نادين بس يا كبير قومت أنا أيه بقا أخدت مسدسه وخبيته في أوضة راوية لأنه مستحيل يشك فيها 
وهدان هههه طب ليه إكده يابتي 
نادين پغضب وهي تنظر لخالد عشان يتعلم يكلمني أذي والله يا عمي لولا أنه صعب عليا ليترفد مكنتش قولتله علي المكان 
خالد لا دا بجد صح 
نادين صوح الصوح قمان 
أنفجر هاشم ضاحكا والجميع فقال لا كده أتطمنت عليكم 
بدر هههههههه ربنا يحميكي يابتي بس بلاش إهنه جنان
نادين ببراءة مصطنعة ليه يا عمي دانا عسل والله 
ضحك الكبير قائلا حد يجدر يجول غير إكده 
لاحظ بدر سليم فقال تعال يا ولدي واجف كدليه 
إنتبه الجميع لسليم لتنظر له نادين بعدم مبالة ثم تنظر لخالد قائلة راوية فين يا خالد 
خالد مع ريماس بره 
خرجت نادين غير عابئة به لتجعله نيران الڠضب تفتك به .
صعدت راوية للأعلي بخطوات متوترة ثم طرقت باب الغرفة لتستمع لأذن الدخول 
دلفت راوية وعيناها تتفحص الغرفة فلم تجده بالداخل ثم إستمعت لصوت المياه فعلمت أنه بالمرحاض 
تقدمت من الطاولة ثم وضعت القهوة وتوجهت للخروج لتقف علي صوته 
فهد ريم هاتي الفوطة إلا عنديكي علي السرير 
تصلبت مكانها ولم تعلم ما الذي عليها فعله 
فتقدمت مسرعة من الباب لتقف مجددا على صوته 
فهد بصوتا مرتفع كل ده إخلصي 
لم تجد أي حلا أخر فتقدمت من الفراش وحملت المنشفة ثم تقدمت ببطئ شديد ووجهها كفيلا للتعبير عما تشعر به 
أطرقت الباب ليمد زاعيه ويتناولها منها 
فهرولت مسرعة للأسفل أما الفهد فحينما تلامست يديه مع يديها شعر بتزايد ضربات قلبه فهنا علم بأنها من كانت بالخارج فتبسم بخبث شديد وخرج من المرحاض 
يكمل أرتداء ملابسه ثم لمح
القهوة موضوعة علي الطاولة فأقترب منها وأرتشف مذاقها الممزوج بحبأ صنع من القلب للقلب كأن كل رشفة من حبات القهوة تخبره كم أن صانعتها تعشقه
لم يذق كهذا الطعم المعسول من قبل
ليس لأن ليس هناك أجمل منها ولكن محبوبته صنعتها خصيصا له .
كانت ريم ترتب السفرة وتضع الأطباق عليها بأنتظام لتستمع لصوته قادم من خلفها فأستدارت لتجده يقف أمامها والأبتسامة حلفيته فجعلته وسيما للغاية 
عمر صباح الخير علي أحلي قمر في السرايا كلها 
ريم بخجل صباح النور 
أقترب منها قائلا هو نور بس 
ريم بخجل كفياك يا عمر إحنا مش وحدينا 
ضحك عمر قائلا والله أني حبيت عمر وأبو عمر وأي حاجة فيها أسم عمر منك يا قمري 
أتاه صوت مۏته قائلا عمر 
عمر بستغراب مال صوتك يا قلبي أنتي كويسة 
كانت تنظر خلفها برهبة ليجد أحدا ما ممسك بقميصه پغضب 
فألتفت ليجد الفهد أمامه 
عمر پخوف نعم يا أستاذ فهد 
فهد نعم الله عليك ياخويا بتعمل إيه إهنه 
عمر هعمل أيه يعني ذي الناس جوعت وجيت أكل 
فهد پغضب مصطنعفاكرني حمار إياك 
عمر بصړاخ مين ده الا يقدر يقول علي الكبير حمار 
ثم نظر لريم التي تكبت ضحكاتها قائلا بحذم واقفه كدليه روحي كملي الا بتعمليه في موضوع مهم لازم أناقشه مع أستاذ فهد 
فهد لا حمش ياض 
عمر بغرور أمال ايه دانا مشرفكم والله 
فهد بسخرية لا مهو بين 
عمر بصوتا منخفض بين أوي كدا 
هنا جذبه الفهد من قميصه بقوة قائلا پغضب مصطنع إسمع يا حيوان أنت لو شوفتك أو حتي لمحتك بتكلم أختي هولع فيك سامع
عمر پخوف سامع وفهمت كمان مكنش له لزوم تتكلم بلهجتي 
فهد لا يا حلو أنا أتكلمت بنبرة البندر عشان فيها سماح وأنذار لكن الصعيد فيها 
وأكمل بلهجة صعدية جطع رجبتك تختار إيه بجا 
إبتلع عمر ريقه پخوفا شديد وقال مش عارف سليم كان عايزني في ايه سلام يا كبير
وهرول عمر من أمامه ليبتسم الفهد إبتسامة بسيطة ويلتفت ليغادر هو الآخر ليجد حوريته تحمل الأطباق وترتبهم
علي الطاولة 
وقف يتطلع لها بعشقا جارف متناسي من هو وما مركزه فمهما كان يمتلك من قوة يخسارها بنظرة واحدة من عيناها 
كانت توزع نظراتها بخجل بين الأطباق والفهد المبتسم بخبث علي توترها الملحوظ فقترب منها لتنهي عملها بسرعة وتتجه للمطبخ ولكن يد الفهد كانت الأسرع لها .
فهد شكرا 
راوية وهي تتحاشي النظر بعيناه علي أيه 
فهد القهوة 
ثم أقترب منها هامسا بأذنيها والمنشفة 
جحظت عيناها ليغمز لها ويغادر تاركها تكاد تجن من الخجل حتي أنها لم تشعر بقبضة نادين 
نادين بتعجب راوية
. انتي يا حاجة 
راوية بوعي ها 
نادين بسخرية ها أيه أنا بنادي من الفجر الأ واكل عقلك ياختي 
خجلت بشدة ثم إبتسمت إبتسانة هادئه عندما تذكرته 
نادين لا أنا
هدخل أكل جوا العملية مش ناقصة 
وبالفعل دلفت نادين للداخل لتجدهم يقدمون الطعام لتقول بصوتا مرتفع للغاية سمعه من بالخارج الله علي الرايحه تجوع متايلا يا جودعان أنتوا جايبنا تجوعونا 
رباب هههههه معلوم يا جلبي ثواني والوكل هيكون جاهز 
نادين أيوا كده يا روبا متنسيش المخلل يا ريم 
ريم ههههههههه حاضر
تقدمت من هنية قائلة بقولك يا طنط 
هنية ببسمة جميله جولي يا جلب طنط 
نادين كان في حاجة كدا حلوه أووي كلت منها المرة الا فاتت كانت سايحة كدا وبيضة جميييله اووي وأنتي الا حاطها
هنية ههههه جشطة 
نادين معرفش هاتيلي منها لحد ما تخلصوا 
أنفجروا ضاحكين علي تلك المشاكسة وبالفعل أحضرت لها هنية
طبق من القشدة
وبعض الشطائر 
فتناولتهم منها بسعادة طفولية وغادرت للخارج 
دلفت ريماس تحمل معهم الأطباق لتصرخ بها هنية قائلة لا يا حبة عيني مهينفعش واصل أجعدي عشان الا في بطنك 
ريماس بأبتسامة هادئة وأنا عملت أيه بس ريم مقعداني بره من ساعتها خاليني أطلع منكم الأكل 
رباب يا حبيبتي معيزنيش نتعبك 
ريماس ولا تعب ولا حاجه 
وأخذت ريماس الأطباق وساعدت راوية برس هذه السفرة العريقة .
جلست نادين بجانب منعزل عن الجميع تتناول الشطائر بسعادة فتلك الفتاة تسعدها أبسط الأشياء .
كان يراقبها بعين تحمل من الغموض أفواه
ثم أقترب منها لتقف وتنظر له بفزع فلم يعد أحدا بجانبها تحتمي به المكان فارغ تماما 
أقترب منها سليم وتراجعت هي للخلف پخوفا شديد حتي أصطدمت بالحائط فلم يعد هناك مفرا للهرب 
رفع يده لتغمض عيناها بقوة ظنة من أنه سيعنفها مجددا ولكنها تعجبت عندما أزال من فمها القشدة 
فتحت عيناها ببطئ لتتقابل مع عيناه 
نظرت له ببلهة وقالت أيه دا هو أنت مكنتش هتضربني 
حاول كبت ضحكاته ولكنه فشل فضحك قائلا أيدي وحشتك تحبي تجربي 
نادين بفزع لااااا الله يخليك كدا أحسن 
سليم ممكن أفهم بتعملي أيه 
رفعت الطبق بوجهه قائلة بطفولية بأكل 
ضحك بشدة ثم قال هو حد قالك أني أعمي ليه مش أستنيتي تأكلي معنا 
نادين بغرور مهو أنا هأكل معاكم برضو دي تصبيرة مش اكتر 
ثم نظرت يمنا ويسارا وأشارت له بيدها لينحني لها فهمست قائلة أصل الكبير ميعرفش يأكل من غيري 
سليم بسخرية والله 
نادين هووووش أيوا طبعا خلي معاك الطبق ده هروح أشوف الوكل الا بتقولوا عليه
اتحط ولا لسه 
وبالفعل ناولته الطبق وتقدمت بضع خطوات ثم عادت مجددا تحت نظرات إندهاشه 
نادين بتعجب هو أنت بتتحاول 
سليم بعدم فهم نعم
نادين لا متخدش في بالك 
ثم قالت بصوتا منخفض سمعه سليم يا عيني علي بختك يا نادين وقعتي في واحد عنده إنفصام في الشخصيه كل ساعتين يقلب من شړ لخير ومن خير لشړ 
لا أنا لازم أحذر الجواز بعد تلات أيام هعيش معاه أذي لا وأيه صعيدي يعني حركات الملاكمة مش نافعه معاه 
ثم تطلعت له وقالت پخوف ولا أي رياضة هتنفع أعمل أيه 
كبت ضحكاته وقال پغضب مصطنع بلهجته الصعيدية بتجولي أيه يا واكله ناسك أنتي 
نادين پخوف دا قلب صعيدي الجري نص الجدعنه 
وركضت بأقصي سرعة لديها ليضحك هذا المتعجرف عليها 
أما هي فأصطدمت بأحدا ما ورفعت عيناها لتلتقي به 
عمر بضحك شبح ولا أسد 
وقفت نادين قائلة بتعجب هو أيه 
الفهد الا مخاليكي تجري كيف المجنونه إكده 
نادين پخوف وهي تلتفت خلفها دا عقرب بعد عنكم اللسعة منه والقپر اللهم ما إحفظنا دا بيتحول 
الفهد بسخرية كيف 
نادين أول ما يتكلم بالمصري يبقا دي الشخصية الكيوت وما يقلب صعيدي يبقا دي الشخصية الشريرة عن أذنكم بقا 
وأكملت تلك الحمقاء الركض تحت نظرات عمر المندهشة والفهد الواضع يده علي رأسه من جنون تلك الحمقاء
عمر لفهد هو في أيه 
نظر له الفهد قليلا ثم توجه للسفرة قائلا أسال العقرب بنفسه 
جلس عمر قائلا بالصعيدي إتجننت إياك 
ضحك الفهد بسخرية وأخرج هاتفه ليبعث رسالة لمحبوبته 
جلس الكبير وهاشم والجميع يتناولون الفطور بجوا مرح بدون تلك الأفاعي التي تختفي لصنع السمۏم القاټلة 
هنية لرباب بصوتا منخفض هي نوراه فين 
رباب بقلق هي والعمة من الصبح بالأوضة الخۏف من الإ جاي ياخيتي والغريبة أن نوراه ملازمها ديما 
هنية پخوف عليها فهي تعلم نوال جيدا ربنا يسترها 
رباب يارب 
أنهي الجميع الطعام وبعد التحيات للقاء أخر قريب للغاية غادر هاشم وخالد وؤاوية ونادين ومعهم الفهد وسليم كما أمرهم الكبير بتوصليهم .
وبالفعل أوصلهم الفهد لمنزل واهبة القناوي ثم هبط هو وسليم للجلوس معهم قليلا .
علي الجانب الآخر 
كانت الأخبار تتنقل له من وقتا لأخر فأعد خططه للقضاء علي الحصون الأربعة فهد سليم عمر خالد فأذا أرد هزيمة كبير الدهاشنة عليه قتل حصونه الثلاث وأيضا العمود القوي لرفع عائلة القناوي 
أما الحصن الرابع فهو يريد التخلص منه للثأئر منه لتجرءه علي تحدي جياد سويلم بالزواج من ريماس علني أمام الجميع .
بغرفة مظلمة 
كانت تجلس مقيدة وهو بجانبها حتي عيونهم مغلقة بقماش أسود اللون
هي يتنبأ بأنها النهاية وهو ېخاف من أن المجهول قد كشف ويكون مصيره الهلاك .
الدهاشنه
ملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل الخامس والعشرون 
تقدمت منها نوال قائلة پحقد عارفة لو منطجتيس ولدي فين هخلص عليكي 
تراجعت ريم للخلف پخوفا شديد واني هعرف منين يا عمة مخبرش بحاجة واصل 
نوال بكره أنطجي لو عايزة تنفدي بحياتك 
تراجعت للخلف بعدم تصديق لتناولها نوال پحقدا شديد فأغمضت عيناها لتتلقي مصيرها فأذ بيدا قوية حائل بين جسدها والسکين فتحت عيناها پخوفا شديد لتجد جاسم يقف بوجهها والسکين بيده هو 
نوال بفرحة ولدي ولدي 
أقتربت منه لتحتضنه لتجده كالجماد لا يتحرك فتطلعت له پخوفا شديد مالك يا ولدي عملوا فيك أيه يا حبة عيني 
تساقطت الدموع من عيناه كشلال من الطوفان ليتقطع قلبها وهي تراه هكذا فتقترب منه بلهفة تجفف دموعه قائلة حد عمل فيك حاجة جولي أنت زين 
جاسم بصوتا باكئ متقلقيش انا عايش بس من جوايا محطم ومېت 100 مرة 
كانت ريم تتابع ما يحدث بصمت 
نوال بلهفة عملوا فيك أيه يا ولدي 
جاسم پغضب أنت الا عملتي مش هم خالتيني أحقد علي الكل نقلتي مرض الحقد والكره لقلبي خالتيني اعيش وانا كره نفسي قبل ما أكرهم 
أنتي مستحيل تكوني أم الأم بتتمني أولادهم يكونوا الأفضل حتي لو هتضحي بنفسها وسعادتها بس انتي مش بتحبي الا نفسك وأستخدمتيني عشان تحقق هدفك القذر الا بتخططيله 
ذنبها أيه هي الا زرعت الحب في قلب ابويا نحيتها رفضته ومقالتش لحد عشان متجرحكيش بس انتي الا كنتي عايزة تجرحيها وتكسريها في بنتها وافتكرتي ان خططك صح ومفيش حد يقف ادامك ونسيتي ربك 
بس جيه الوقت الا تعرفي ان خططك فشلت من اول لحظه أنا ملمستش ريم وهمتها بس اني عملت كدا عشان احميها منك ومن شرك 
حتي عمر كان عارف بكل حاجة وانتي فاكره انه هيفضحها حماها من الكل واتجوزها وهو علي علم بالا حصل يعني كل خططك كانت فشلة 
نوال پبكاء يا ولدي أني 
قاطعها بقسۏة قائلا أنا مش إبنك فاهمه ميشرفنيش تكوني أمي أنا هنزل مصر وهعتذر من الكل واقولهم اني خلاص أتبريت منك 
وقبل ان تستوعب أي كلمة كان جاسم قد جذب جلباب أسمر موضوع بغرفة ريم علي المقعد وحجابا موضوع بجانبه ثم أتجه لريم التي تجلس أرضا ترتدي بيجامة وبشعرها 
لتجده يجذبها لتقف امامه وهي كالمغيبه جسدها يرتجف من ما كانت ستفعله نوال 
ثم وضع حجابها علي رأسها والجلباب
علي جسدها وجذبها برفق للخروج من الغرفة ثم من السرايا بأكملها وساعدها بركوب السيارة ثم توجه لمصر 
كانت ريم كالمغيبة لا تشعر بشئ فقط الدموع والأرتجاف حليفها 
بالمشفي
كانت الصدمة كبيرة علي الجميع وبالأخص راوية عندما علمت بالذي حدث بكت كثيرا ولكنها حمدت الله انه مازال علي قيد الحياة 
بالعناية المركزة 
كان يرقد علي الفراش بتعبا شديد لا يشعر بأحدا من حوله فقد يري الظلام حليفه ولا يري سواه 
لم يشعر بمحبوبته التي تبكي لأجله وهي تجلس لجانبه فدلفت الممرضة سريعا توبخها لان
الطبيب أعطي لها تعليمات بأن لا يدلف أحدا للداخل .
خرجت معها ووجهها مغطي بالدموع لتجد أخاها بأنتظارها ليحتويها بأحضانه 
أخذها وجلس بالخارج لتأتي الممرضة والسعادة حليفتها لتخبره بأن زوجته أستعادت وعيها لم تفهم راوية شئ من الذي يحدث حتي أنها سالت خالد ولكن لم يجيبها هرول للغرفة بسعادة وهي تقف مندهشة عندما لمحت ريماس علي الفراش بتعبا شديد 
توجهت راوية پغضب لأبيها الذي يجلس مع الجميع بغرفة هنية التي ما ان علمت الذي حدث لأبنها حتي أغشي عليها هي الآخري 
بغرفة ريماس 
فتحت عيناها بزعر لتتأكد أنها ليست هناك ويحل الامان عليها عندما تجده يقف أمامها
ولكنها عادت للبكاء عندما تذكرت ما حدث معها 
ليحتضها خالد والدمع حليفه كم كره نفسه كثيرا لعدم تمكنه من الأنتقام من هذا الحقېر ولكن الفهد أناب عن الجميع وأختار له المۏتة التي تناسبه 
بكت ريماس بأحضانه كأنها تخرج ألمها وأوجاعها له ليشعر بما مرءت ويشدد من أحتضانها 
ولكنها دفشته بعيدا عنها وتحسيت بطنها لتتوالي الصدمات 
لتصرخ پخوف من ما ستسمعه 
ريماس بدموع إبني 
خالد بحنان وإبتسامة تعاكس دموعه قدر الله ما شاء فعل بكرة ربنا يعوض علينا يا حبيبتي 
ريماس بصړاخ لاااا إبني 
أحتضانها خالد ليقول بصوت باكي جعلها تشفق عليه وتكف عن البكاء وتحتضنه پألم حرام عليكي يا ريماس متعمليش فيا كدا أنا مش متحمل 
ريماس بدموع عايز حق إبني يا خالد 
خالد وقد إشتغلت جمرات نيران قلبه قريب يا حبيبتي أوعدك
أني هجيبهم وساعتها ڼاري ممكن تبرد 
أبتعدت عن أحضانه قائلة وعمي 
خالد أخد جزاته خلاص 
ريماس بعدم فهم مش فاهمه 
أسندها خالد للفراش قائلا مش مهم يا حبيبتي أرتاحي دلوقتي وبعدين هفهمك كل حاجة 
وتركها خالد وتوجه للخروج لتجذبه من ذراعه متسائلة بستغراب أنت رايح فين يا خالد
خالد بحنان مټخافيش يا قلبي أنا مش هبعد شوية وراجع لازم أكون جانب راوية هي محتاجلي جانبها 
ريماس بلهفة مالها راوية !!
خالد بحزن فهد تعبان أووي وهي مڼهارة عليه 
ريماس بتعجب مالها فهد 
أقترب منها خالد وأسندها مجددا للفراش قائلا بحب قولت أيه أرتاحي دلوقتي وأنا هقولك كل حاجة بعدين 
ريماس بس 
خالد بتحذير هاا 
ريماس بستسلام حاضر 
طبع قبلة علي جبينها مش هتأخر عليكي 
وغادر خالد تحت نظرات ريماس المفعمة بالحب تجاه هذا العاشق الحنون فخالد منبع للحنان والأحتواء 
بالأسفل
كان عمر يدفع تكاليف المشفي ولكنه تفأجئ بريم تركض لأحضانه وجسدها يرتجف بشدة 
أبعدها عمر عن أحضانه قائلا بدهشة ريم أنتي جيتي هنا أذي 
لم تجيبه ريم وكانت تبكي پخوفا كمن رأت شبحا مما أثار تعجب عمر 
فأخذ يوزع نظراته للجلباب الملبوس بأهمال والحجاب الغير منسق ثم بدءت الروية تتضح لديه عندما دلف جاسم للمشفي ليغضب عمر ڠضب لم يري له أحدا مثيل ويتركها ويقترب منه بنظرات كالچحيم ثم لكمه لكمة قوية أسقطت جاسم أرضا فعمر قوي للغاية 
ركضت ريم إليهم وحالت بينهم قائلة لعمر بدموع لع يا عمر جاسم معملش حاجة هو الا
أنقذني من المۏت 
تعجب عمر ولكن نظرات الجميع إليهم جعلته ينحني ويساعد جاسم ثم أخذه وخرج من المشفي الي احد المطاعم لتقص عليه ريم ما حدث فيقتلع قلبه لمجرد التفكير بخسارتها 
رفع عمر عيناه لجاسم قائلا ليه عملت كدا 
جاسم بندم وعيناه ارضا قولتلك قبل كدا يا عمر أنا اتربيت وسطكم يعني أكيد فيا حاجة منكم ولو بسيطة 
عمر بغموض وعمتي 
جاسم بحزن شديد اختارت طريق اخره مصاعب وانا مش همشيه تاني 
ثم أكمل بحزن كفيا عليا ان الكل ڠضبان مني بسببها 
عمر مش الكل 
نظر له جاسم علي أمل ليبتسم عمر قائلا أنت عملت الا ممكن يشفعلك عندي 
ثم نظر لريم واكمل مكنتش اعرف أعيش من
غيرها وشكري ليك بأني هسامحك وهساعدك بأن الكل يسمحك 
سعد جاسم كثيرا وقال بفرح ملموس بجد يا عمر 
تطلع له عمر قليلا وهو يشعر بالسعادة بما سيفعله بجد يا واد الدهاشنه 
إبتسم جاسم ولكن قاطع هذا اللحظه بكاء ريم وهي تمسك يد عمر قائلة بدموع فهد 
عمر بحزن وعيناه ارضا فهد حالته صعبه أوي 
جاسم پخوف لييه 
قص عليهم عمر ما أخبرهم به الطبيب لتبكي ريم بصوت ېمزق القلوب فوجدت الدعم الدائم بحياتها معشوقها عمر الذي وضع يده علي يديها 
كفكفت دموعها وشعرت بما يخبرها بها فأبتسمت
من وسط دموعها وكذلك جاسم الذي تأكد الان ما هو الحب 
علمت راوية ما حدث مع ريماس فڠضبت لعدم أخبار أبيها لها وما زاد غضبه معرفة نادين للأمر وألتزمت هي الأخري الصمت 
ولكن ليس وقت العتاب فعليها الأطمئنان
علي هنية فدلفت لتراها وجلست لجانبها تواسيها وهي من تحتاج المواساة
أحضر سليم الطعام للجميع مثلما أمره الكبير وصعد الدرج للأعلي ليتصنم مكأنه عندما يجد الأتي 
كانت نادين تتجه لغرفة ريماس لتطمئن عليها ولكنها تقابلت مع خالد وهو يخرج من غرفتها 
نادين بلهفة خالد أذيك وحشتني اوي 
إبتسم خالد قائلا وأنتي كمان يا نادين وحشتيني أخبارك أيه 
نادين أنا الحمد لله المهم ريماس أخبارها أيه 
خالد ببعض الألم أهو الحمد لله رجعت لوعيها من دقايق بس حالتها وحشة لما بتفتكر الا حصل
وضعت نادين يدها علي يده قائلة بحزن كان نفسي أكون جانبكم في الوقت دا لكن ...
قاطعها خالد قائلا عارف يا نادين مش محتاجة تبرري موقفك وبعدين يا عبيطة انتي عايزة تيجي هنا وتفرجي علينا الناس فضايحك انا هتحملها او بابا راوية معلشي لكن هنا هنضرب بالشبشب يا ماما 
نادين پغضب مين دي ياض الا تتضرب بالشبشب فوق لنفسك 
خالد ماكس 
أحتضنته نادين پخوف قائلة بفزع فييييين ليييه معملتش حاجة 
أنفجر خالد ضاحكا قائلا لها بسخرية لا ما تخافيش بجرب صوتي بس 
أبتعدت عنه نادين ثم ضړبته علي صدره قائلة بغيظ بارد 
ضحك خالد ثم وضع يده علي كتفيها تعالي نشوف راوية فين وبعدين نشوف بارد بتاعك دي 
وبالفعل جذبها خالد وتوجه للعثور علي راوية وتبقا هذا الۏحش الغاضب يتأمل الفراغ بعدما تركوا المكان پغضبا لم يري أحدا له مثيل .
هدءت هنية قليلا بوجود راوية بينما تبقا لهيب النيران مشټعلة بقلب فزاع الدهشان 
حتي واهبة كان حزين علي الفهد وهاشم يشغل عقله ما سيحدث لأبنته فهو يعرف شخصية الفهد جيدا ويعلم أنه يكره الضعف فكيف سيكون حاله عندما يكون من أهله .
صعد عمر ومعه ريم لتتفأجئ رباب بها وكذلك الجميع فيقص لهم عمر ما حدث ليشتعل ڠضب بدر ووهدان والكبير علي تلك المرآة التي مازال الحقد يعمي قلبها ولكن سعد الجميع بما فعله جاسم وبمساعدة عمر كما عاهده أستطاع ان يجعل الجميع يعفو عنه ويرحبوا به في العائلة 
أما فزاع فبعث احد من الحرس وأمره بأخبار الرسالة جيدا لنوال وبالفعل حملها وتوجه إليها .
أما ريم فدلفت لرؤية والدتها لتجد راوية بالداخل وما أن رأتها راوية حتي أرتمت بأحصانها تبكي بشدة 
مرء اليوم سريعا وحل المساء فأخذ هاشم عائلة فزاع دهشان إلي قصره وكذلك ريماس عادت معهم بمساعدة ريم وراوية بعدما أخبرتها بأنها لم تكن علي علم بما حدث لها
فأخبرتها ريماس ان لا عليها الأهم رؤية زوجها بخير 
بقصر هاشم 
جلس الرجال بالأسفل يتناقشون ما حدث لهم وكيف ان الفهد قصي علي سلالة هذا الحقېر 
فقال خالد پغضب كان نفسي أطوله بس نفد مني 
عمر خلاص
يا صاحبي فهد خد حقنا منه 
وهدان بحزن طول عمره دماغه ناشفه مهيسمعش لحد واصل كيف يحاوبه لحاله ويأمر الرجال يهملوا الجبل 
بدر فهد جدها وجدود ياخوي بس الجبان ده إستغله مكنش هيجدر عليه أبدا 
هاشم الا حصل حصل المهم ان ربنا ياخد بيده ويرجعه لينا بالسلامة 
فزاع بحزن يارب يا ولدي يارب 
واهبة فهد جوي يا كبير وهيجوم منها بخير بأذن الله 
خالد إن شاء الله 
لاحظ عمر صمت سليم الغير معتاد في موقف مثل ذلك فعلم أن هناك أمرا ما يشغل خاطره 
قام هاشم بأرشاد الجميع لغرفته حتي الكبير قدم له غرفة لا تليق سوي به 
فزاع مكنش له لزمة يا ولدي كنا هنجعد في أي لكنده وخلاص 
واهبة پغضب كيف ده يا كبير تجعد في لكنده وبيت أبنك موجود 
هاشم كدا يا حاج أحنا مش أهل 
فزاع بسرور طبعا ياولدي لكن 
واهبة مالكنش عاد الحديت ده مهوش بيتنا الاهل مهيتحدتواش إكده واصل 
إبتسم فزاع لتذكير واهبة له بحديثه فقال غلبتني يا واهبة 
ماشي
إبتسم واهبة القناوي وكذلك هاشم ثم تركهم وأنصرف 
أما راوية فقدمت لريم غرفة منعزله حتي تظل مع زوجها وهنية ورباب غرفة ليبقوا معا 
صعد عمر للغرفة التي أشار له خالد عليها فدلف ليجدها تجلس علي الفراش بخجلا شديد وما أن راته حتي وضعت الغطاء عليها بخجل شديد 
تعجب عمر وأقترب منها ثم أزاح عنها الغطاء ليجدها ترتدي قميص من القطن يحمل رسومات هادئه قصير بعض الشئ لذلك هي تشعر بخجلا شديد 
عمر بخبث أيه الجمال دا 
ريم مسرعة مش بتاعي دي اليت نادين الا عطتهوني أنام فيه أني مهلبسش الملابس العفشه دي 
ضحك عمر ثم أقترب منها قائلا بمكر لا ألبسي منها كتير 
ريم بتوتر بعد عني أني مهلمكش تاني واصل 
عمر ليه بس 
ريم بحزن هملتني ومشيت سابتني وأني بفكر الا حوصل ده زعلك ولا فارحك 
أدارها له عمر ورفع وجهها بيده لتقابل عيناه قائلا بعشق كنت أسعد واحد علي الكون كله أني أول راجل كان وهيكون في حياتك يا ريم 
خجلت ريم من قربه المهلك لها وتبعدت عنه ولكنه لم يتركها ولاحقها حتي حصرها بين ذراعيه ليحملها بعشق بدي بعيناه ثم يحملها للفراش حتي تري صدق عشقه لها .
أما بالغرفة المجاورة 
كانت نادين سعيدة لعودتها مصر وبغرفتها التي إشتاقت لها كثيرا 
فأغتسلت وأرتدت قميص قصير مرسوم
بالرسوم الكرتونية وتركت العناء لشعرها 
تمددت علي الفراش بتعب فاليوم كان مجهد للغاية 
لتجده يدلف للغرفة وعيناه تشع شرارت مخيفة 
أقترب من الفراش قائلا لها بحدة جومي 
نادين بتعب ليه أنا تعبانه وعايزه أنام 
سليم پغضب وهو يجذبها لتقف أمامه بقوة كبيرة كادت أن توقعها أرضا جولتلك جومي 
نادين پألم ااه في أيه الله 
سليم لع هملي السؤال ده ليا أني 
أنتي كنتي بتجعدي إكده 
نادين بستغراب أيوا ليه 
كبت غضبه قائلا بهدوء جدام الكل 
نادين أه 
سليم وخالد 
نادين بتلقائية أيوا لأنه 
قاطعها هو بصڤعة قوية أفتكت بها أرضا وجعلت الډماء تنثدر من فمها بشدة 
وضعت يدها علي وجهها تنظر له بدموع فهي أصبحت له سلعة رخيصة يستخدم الضړب لتعبير عن غضبه ثم يعود للأعتذار 
أنحني لها سليم قائلا بتحذير لو شوفتك واجفه معاه تاني وقسمن بالله لكون دفنك مطرحك سامعه 
نادين بهدوء طلقني يا سليم 
نظر لها قليلا يستوعب ما تفوهت به لتكرر ما قالته مجددا ليجذبها من شعرها بالقوة لتقف أمامه 
نادين اااه سبني أبعد عني 
سليم بصوتا كفحيح الافعي أسيبك عشان تعيشي حياتك بالطريجة الا تحبيها مش إكده لع فوجي عمري ما أطلجك فكرة أنك ترجعي لعشيقك دي همليها واصل 
نادين پصدمة حقيقة عشيقي !!!!!!
سليم بشرارت من چحيم أيه كنتي فاكره أن محدش هيعرف بوساختك أني كنت خابر زين لحد ما أتأكدت بنفسي 
نادين بعدم فهم أنت تقصد أيه 
أقترب منها سليم وعيناه تتأملها بكره ثم ألقي بوجهها صورا لها وهي بأحضان خالد 
صدمت نادين ثم تطلعت له مجددا لتقول بدهشة أنت جبت الصور دي منين 
سليم بزهول يعني كل الا همك منين 
أقترب منها قائلا مهتنكريش أنها مش صورك 
كان علي امل أن تكذب ذلك ولكنها فجائته عندما قالت بتأكيد لا حصلت بس لما كنت 
قاطعها مجددا عندما أنهال عليها بكم من الصڤعات جعلها تفقد واعيها 
فجلس علي المقعد پغضب يتأملها وهي فاقدة الوعي والدمع حليفه علي ما أرتكبته بحقه فهو أحبها بشدة ولكنها بقلبها أخر كما
يظن
علي الجانب الأخر 
كانت تبكي علي معشوقها نظراته المحفلة بالعشق تحاوطها ترفض تركها لمساته التي تجعلها تحلق بسماء مغيمة بعشقه لها 
سقطت دمعه خائڼة علي وجهها عندما تذكرت كلماته لها 
فهد مش هسببك للمۏت فاهمة 
راوية بدموع ھتموت يا فهد
إبتسم لها قائلا وأنا شايفك لأخر لحظه مفيش أجمل من كدا 
أزاحت دموعها وظلت تتأمل الحديقة الموجوده بالقصر لتتذكره عندما كان يقف بالاسفل وينظر لها فتبكي بشدة 
لم تري من يراقبها من بعيد سعيدا بما حدث حتي ينال مبتغاه الذي حلم به منذ سنوات وسنوات .
بغرفة خالد 
أسندها خالد للفراش بلطف ثم داثرها بحنان فتبسمت له قائلة بدمع حارق كنت سامعك يا خالد 
رفع عيناه لها بعدم فهم لتكمل هي بدموع وإبتسامة كنت خلاص مش حاسه غير بالضلمة وهي بتاخدني بعيد مش سامعه حد ولا حاسه بأي ۏجع لكن حسيت بحد بيشدني وپيصرخ سمعت صوتك يا خالد وانت پتبكي وبتنادي عليا مش عارفه ليه حاسيت أن ربنا عمل كل ده عشان أتاكد أنك العوض عن الا شوفته في حياتي علي أيد عمى وأختي 
بكت ليحتضانها خالد بشتياق قائلا روحي كانت هتروح بسببك 
ريماس بلهفة بعد الشړ عليك 
ثم أكملت بدموع سامحني يا خالد أنا السبب في مۏت إبننا أنا الا روحت هناك برجلي 
أبعدها عن أحضانه ثم جفف دموعها بحنان هووش مش عايز أسمع حاجة فاهمه رجوعك ليا بكنوز الدنيا كلها يالا أرتاحي ذي ما الدكتور طلب منك 
تمسكت بيده فأبتسم وأغلق المصباح وتمدد لجوارها وهي بأحضانه .
مرء الليل بدموع وألآلآم علي البعض ك الفهد وراوية وسليم ونادين 
وبسعادة علي البعض الأخر عمر ريم ريماس خالد 
وأتي الصباح الجديد بأستعادة الفهد لوعيه .
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٢٩ ص نانوشه.. نهى الفصل السادس والعشرون 
بالمشفي
بدء الفهد يستعيد وعيه تدريجيا ولسانه يردد أسمها بألحان الخۏف والأشتياق 
دلف الطبيب ليتفقد أمره ليجده عاد من جديد لم ينكر تعجبه ولكنه تأكد عندما وصمه عائلته بكبير الدهاشنة لقوته المعتاده 
ردد أسمها مع كل ذرة ألم تخرج منه ولكن لم يكف عن لفظ إسمها ليسرع الطبيب ليخبر الكبير بهءا الخبر المفرح بأن حفيده أستعاد واعيه
فزف الخير للقصر بأكمله وعلي رأسه راوية وهنية فهم من تأذوا بغيابه 
توجه الجميع للمشفي وتبقت نادين بغرفتها
تخفي وجهها وألمها عن الجميع تخشي أن يراها أحدا وخاصة خالد 
حتي ريماس كانت بغرفتها لا تقوي علي الحركة بعد فأكتفت بمراسلتهم عبر الهاتف .
بالمشفي
أخبرهم الطبيب بضرورة الحذر من الخبر الآن فعليهم اخباره بهدوء وأخبرهم ان راوية من ستدخل أولا حتي يطمئن ثم يتقبل الآمر خاصة بعد أن شعر بتثاقل قدماه والممرضة أخبرته أنه خرج من العمليات منذ قليل .
دلفت راوية للغرفة وهي تقدم قدما وتأخر الأخري ولكن قلبها غلبها لأشتياقه لرويته 
رأته راوية مغمض العينان فظنت أنه غافلا فأقتربت منه ثم جلست أرضا فهو مستلقي علي
بطنه من أجل الا صابه وضعت يدها علي وجهه بحبا شديد والدمع كفيل بأخباره كم
تعشقه
ففتح الفهد عيناه عندما شعر بانفاسها لتتقابل عيناهم بنظرة دامت طويلا ولم يعلم
كيف أنتهت 
فهد بتعب شديد واحشتيني 
إبتسمت راوية ثم وضعت رأسها علي الوساده والدمع حليفها لتكون بالمقابل له 
قائلة بدموع أسفه يا فهد صدقت كلامك وخالفته 
إبتسم الفهد بتعبا قائلا بسخرية لا أسفه أيه دا وجب الزوجه تجاه الزوج تعرفي عمري ما دخلت مستشفي بمهمة اتوكلت بيها ولا كنت بتخدش خدش بسيط لان ببسطة مكنش ليا نقاط ضعف لكن دلوقتي بقيت أنتي يا راوية ومش هسمح لحد مهما كان يأذيكي 
وضع يده علي وجهها يزيح
دموعها لتقول من بين دموعها أوعدني أنك مش هتتخلي عني مهما كان 
فهد بعضب الموضوع مش محتاج وعد يا راويه عمري ما أبعد عنك الا لو المۏت فرقنا قولتهالك قبل كدا وبقولها تاني 
إبتسمت راويه ليقول هو بخبث أيوا كدا مش لو كنت نايم علي ضهري كان زماني اخدت حضڼ ولا أي حاجة 
أنفجرت ضاحكه ليفأجئها بقبلة جعلتها تكف عن الضحك وتحمر خجلا فوقفت علي الفور تنظر له پغضب ليضحك بمكر قائلا محدش يتوقع الفهد 
راوية پغضب ماشي يا فهد.
دلفت الممرضه وراوية تنظر لها پغضب شديد شعر به الفهد فأبتسم علي حوريته التي تغار عليه فهو لا يرتدي قميصا حتي لا يتوجع 
وما أن وضعت يدها علي ظهره حتي صړخت عليها راوية 
قائلة پغضب هتعملي أيه 
الممرضه بندهاش هطمن علي الچرح 
راوية طب عنك انا هطمن وهغير وهعمل كل حاجة 
الممرضه بس 
راوية بس أيه أنا دكتورة علي فكره 
شعرت الممرضة بالخجل فخرجت من الغرفة سريعا وتبقا الفهد وراوية ثم دلف الجميع للأطمئنان عليه 
هرولت إليه هنية بزعر قائلة بلهفة يا جلب أمك حاسس بأيه يا ضنايا 
فهد بأبتسامة أنا كويس يا أمي أطمنيى
ريم بسعادة حمدلله علي سلامتك ياخوي 
فهد الله يسلامك يا حبيبتي
فزاع إكده يا فهد تجلجنا عليك 
فهد معلش يا كبير إديني رجعت أهه
عمر بمزح أيوا كدا أحنا من غيرك مالناش لازمة 
سليم بجدية حمدلله علي السلامة يا واد عمي 
فهد بأبتسامة بسيطة الله يسلمك يا سليم 
دلف الطبيب للاطمئنان عليه
فهد هو أنا هفضل كدا كتير يا دكتور 
فزع الجميع وشعر البعض بالخۏف والاخرون بالارتباك الملحوظ الذي بدا للفهد 
فهد بشك في أيه 
بكت راويه ليقول بصوتا مرتفع غاضب أنتوا مخبين عليا أيه أتكلم يا سليم في أيه 
وضع سليم عيناه أرضا
ليتحدث الطبيب قائلا أستهدا بالله يا أستاذ فهد حضرتك دكتور وفاهم ان دا قضاء الله ومحدش له دخل في حاجة 
فهد بصمود عايز تقول أيه يا دكتور
الطبيب الأصابة كانت في منطقة حيوية وأظن أنت دكتور عظام وفاهم كويس 
هنا علم الفهد ما يحاول الطبيب شرحه فصمت بحزنا سيطر عليه ولكن وجهه يحمل الغموض 
عمر بحزن فترة وهتعدي يا فهد 
سليم بدمع أني خابر زين بجونك وعارف أنك هتصمد وهتعديها ذي الا جبليها 
فزاع پغضب بس أنت وياه حفيدي مهوش ضعيف للحكي الماسخ ده 
تحدث الفهد بصوت يكاد يكون مسموع سيبوني لوحدي شوية 
هنية بدموع متزعلش نفسك يا جلبي 
وهدان بدموع تعالي يا هنية دلوجت تعالي
وجذبها وهدان للخارج وكذلك رباب جذبها بدر وواهبة وهاشم وفزاع وعمر وسليم وريم وتبقت راوية بالغرفة تنظر له بدموع منسدلة ببطئ 
أقتربت منه پخوف شديد قائلة پبكاء فهد 
أغمض عيناه بقوة شديدة لتقترب هي وتجلس أرضا حتي تكون في المقابل له 
راوية فهد 
فتح عيناه ليجدها بالقرب منه والدموع حليفتها 
استرسلت قائلة أرجوك أهدا 
فهد بثبات أنا مش ضعيف وفري النصايح دي لحد ضعيف 
نظرت له بستغراب ليقول هو بصوتا مرتفع أنا مش قولت سبوني لوحدي أطلعي أنتي كمان 
صدمت راوبة ولكن تماسكت قائلة بهدوء هفضل معاك 
فهد أنا مش عايز حد أطلعي من هنا 
وقفت راوية تنظر له پصدمة وبكاء ثم هرولت للخارج مسرعة وقلبها ېنزف بشدة كأن حالها سيكون كذلك بالفترة المقابلة .
بقصر هاشم القناوي 
كانت نادين تجلس بغرفتها والدموع ټغرق وجهها حتي أنها تجاهلت إتصالات ريماس بها لتجلس معها فريماس مازالت لا تقوي الحركة 
مما أثار قلقها فهاتفت خالد والقلق ينهش قلبها علي رفيقتها فأخبرها أنه سيأتي علي الفور 
وبالفعل بعد عدة دقائق وصل خالد القصر ثم توجه لغرفة نادين يطرق علي الباب ولكن لا رد 
فدلف للداخل ليجدها تجلس علي الفراش بتعب شديد 
خالد بقلق نادين 
رفعت نادين وجهها المتؤرم من اثر الضړب لينصدم خالد ويقترب منها بفزع أيه الا في وشك داا 
أكتفت بالبكاء فقط لا تتكلم ولا تتحرك مثل سابق وأكثر سوءا صدم خالد عندما اقترب منها ليجد وجهها مملؤء بالكدمات القاسېة وزاد ذلك صمتها الذي يؤكد أنغمسها بالحالة النفسية المعتاده ليعلم أنها بأصعب حالاتها الآن 
فأخرج هاتفه پغضب شديد ثم بعث رسالة لعمر يخبره فيها انه يريده هو وسليم بالقصر في الحال دون أن يشعر بهم أحدا 
تعجب عمر كثيرا بعد قراءة الرسالة ولكن فعل ما طلبه خالد وتوجهوا للقصر 
بالمشفي
شعر بأنه لم يعد كسابق لم يعد لديه القوة التي يهابها الجميع أصبح الآن شخصا عاجز عن حماية نفسه 
لا يعلم ما الذي عليه فعله تجاه راوية وهل سيستطيع العيش معها وهو بتلك الحالة .
دلف الطبيب ليتفحصه ليخبره الفهد بأنه يريد الخروج من المشفي
في الحال صړخ به الطبيب وشرح له صعوبة ما به ولكنه لم يتمكن من اقناعه ليحصر له ملفا وأوراق تخلي مسؤليته من أي شيئا فد يحدث له وبالفعل وقع الفهد الأوراق وطلب من أبيه أن يعد رحلته للعودة للصعيد 
رفض فزاع ذلك ولكنه لم يستطيع أمام أصرار حفيده وافق علي ذلك وأخباره أنه سيحضر طائرة خاصة تنقلهم للصعيد حتي لا يتعب من طول الطريق 
بقصر هاشم القناوي 
دلف عمر وسليم للداخل ليجدوا خالد يجلس بالأسفل بأنتظارهم ويبدو أنه بحالة لا يرثي لها
عمر بهتمام في أيه يا خالد وليه طلبتني أنا وسليم 
وقف خالد وتوجه لسليم قائلا پغضب شديد ليه 
لم يجيبه سليم وظل يتطلع له بنظرات كالجمر 
عمر بعدم فهم ليه أيه في أيه يا خالد 
خالد ومازالت نظراته مسلطة لسليم ليه تعمل فيها كدا 
سليم پغضب مكبوت لع بجد خاېف عليها صوح 
خالد پصدمة أنت بجد شخص مش طبيعي 
سليم پغضب وأنت الا شهم ومحترم 
حال عمر بينهم قائلا بصوتا مرتفع أنا مش فاهم حاجة في ايه يا سليم 
شدد خالد علي شعره پغضبا جامح حتي لا يرتكب شيئا يندم عليه 
أما سليم فقال پغضب لما أنت بتحبها إكده متجوزهاش ليه 
هنا بدءت الخيوط تتضح لعمر لينصدم لما يستمع إليه وخالد أيضا نظر له ببركان من الڠضب لم يتمالك نفسه وأقترب منه ليقف أمامه مباشرة والقوة بعيناه تفتك القوي قائلا بصوتا مرتفع للغاية أيوا بحبها 
صدم عمر وسليم حتي ريماس التي تراقب ما يحدث من أعلي ونادين التي تقف علي مقربة منهم 
نظر له سليم وعمر پصدمة ليكمل خالد بصوتا صادق ويحمل الڠضب طغيات دموعها بتكسرني بفرح لفرحها بحس أنها بنتي رغم فرق السن بينا عمري ما فكرت فيها بالطريقة الا انت بتفكر بيها نادين مش أختي وبس دي بنتي 
ثم أكمل بدمع يلمع بعيناه ليؤكد للجميع صدق حديثه بحس بجنانها أنها طفلة صغيرة محتاجه الحنان عمري
ما شوفتها كبيرة رغم أنها في نفس عمر راوية بشوف فيها
أمي وأختي وبنتي 
ثم صمت قليلا ليكمل بدموع عمري ما أنسا الا اخوها عامله عشاني الطلقة الا أخدها دي كانت عشان يحميني 
حضڼي من المۏت وقدم حياته هو 
كانت اول مهمة وأخر مهمة نطلعها مع بعض نظراته ليا وطلبه الوحيد عمري ما هنسهم .
ثم تقدم من سليم قائلا بتحدي أني أكون الحما ليها وأحافظ عليها طول ما فيا النفس مش مضطر أبررلك أكتر من كدا لأنك إنسان مريض 
وترك خالد المكان بأكمله وغادر للخارج 
دلفت ريماس لغرفتها والابتسامه علي وجهها فكل يوم يزيد حبها وثقتها بخالد 
أما عمر فتطلع لسليم قائلا بأسف مفيش فايدة فيك يا سليم هتفضل ذي مأنت 
أنا كنت فاكر أن تعليمك وعيشتك بمصر خالك تعرف أن هنا غير هناك بس للأسف مش قادر تنسى 
سليم بعدم فهم أنسى أيه 
عمر سليم أنا وأنت وفهد عاملنا ريم ونوراه معامله عادية جدا أو أصلا مكنش في تعامل لأن الخۏف كان في قلوبنا لنعتبرهم ذي أخواتنا ونتفأجئ في يوم بالجواز المعتاد بين الصعيد بين أولاد العم 
لكن هنا يا سليم غير هناك مش كله مجبور من الزواج والحب من إبن عمه خالد مش ذي حد أنا أقرب شخص ليه وفاهمه كويس 
سليم بحزن خلاص يا عمر كفيا 
عمر پغضب لا مش خلاص يا سليم أنا مش مصدق بجد أنت تمد أيدك علي واحده ست 
سليم كان ڠصب عني أنا بحبها بطريقة مش عارف أعبر بيها 
عمر پجنون تقوم تمد أيدك عليها تعبير الحب عندك بالضړب 
سليم خلاص يا عمر ارجوك 
عمر ماشي يا سليم مش هتكلم بس متنساش أنت مين وجدك مين 
عن أذنك 
وتركه عمر وتوجه للمشفي مرة أخري ترك سليم يعيد حساباته من جديد ليجد أمامه عدو ما يريد التفرقة بينه وبينها وهو من وضع تلك الصور وسيلة لذلك ولكن السؤال الذي يشغل تفكيره لما أختار هذا الوقت بالتحديد لأرسال الصور إذن هذا الشخص قريب منهم ويعلم تحركاتهم جيدا.
صعد سليم للأعلي ثم دلف الغرفة بتردد ليجدها بالداخل وما أن رأته حتي كبتت دموعها بقوة نظر لها قليلا ثم أقترب منها لتبكي بصوتا ېمزق القلوب وضعة يدها علي وجهها پخوف من أن يعيد ما فعله مرة أخري 
تمزق قلب سليم وسحب يده بسرعة ثم ترك الغرفة بأكملها .
بالمشفي
تم أتخاذ إجراءت نقل فهد مغ محاولات فاشله من راوية بأن لا يتحرك من المشفي ولكنه رفض بشدة ذلك 
ولكن مع إصرار هاشم وافق الفهد علي أن يظل بالقصر معه لعدة أيام ويكون من السهل مباشرة الطبيب له حتي تتحسن حالته ثم يسافر للصعيد مجددا 
سعد فزاع برأي هاشم ورأه أنه الصائب ولكن عليه هو الجميع العودة للصعيد وسيتبقا معه عمر وسليم وجاسم وبالفعل تم نقل الفهد بسيارة مجهزة من المشفي لقصر هاشم وسافر فزاع ووهدان وبدر وهنية ورباب وريم .
ساعد عمر وسليم فهد علي التمدد علي الفراش
ثم غادر عمر ليتحدث مع خالد ولكن لم يجده أما سليم
فظل لجوار رفيق دربه لعله يكون الراحه له كالمعتاد ليجده كذلك رغم ما به ولكنه أقوي من كل شئ
فهد مالك يا سليم 
نظر للفراغ قائلا بحزن الدنيا حلفه تكسرني يا واد عمي 
فهد معاش ولا كان الا يكسرك أنت واد الدهشان محدش يجدر يرفع عينه بعينك 
نظر له سليم ثم قال بسخرية أني بكسر نفسي بنفسي يا فهد بس أني معاوزش أكون إكده 
فهد بغموض تاني يا سليم 
زفر سليم وسرد ما حدث علي مسمع الفهد لېعنفه بشدة ويخبره بما عليه فعله .
ظل خالد بالخارج وعاد متاخرا للغاية حتي أنه جلس بالأسفل يستريح قليلا
يشعر بأنه يختنق ولا يعلم ما عليه فعله 
ليجد نادين تهبط للأسفل وهي تبكي بشدة 
خالد بتعجب نادين أنتي لسه صاحية لحد دلوقتي 
لم تجيبه ووضعت عيناها أرضا ثم رفعت عيناها به قائلة بصوت مبحوح من كثرة البكاء هتقول لعمي 
نظر لها بعدم فهم لتكمل بدموع أنا بحبه يا خالد وعمي لو عرف الا حصل مش هيسمح للجوازة دي تستمر 
خالد كل الا همك ان بابا يعرف ولا لا مش همك كرمتك الا داس عليها ببساطة 
بكت بصمت وعيناها أرضا ليقترب منها خالد پغضب مكتوم أنا معتش فاهمك يا نادين ولا
فاهم أنتي عايزة أيه 
قالت بصوتا باكئ عايزه الآمان يا خالد نفسي أعيش حياة مستقرة نفسي أحس أن حد بيحبني بجد وللأسف مالقتهوش 
لقيت إنسان قاسې محسش بيا ولا بحبي بيحرمنى من إحساس الآمان الا بلاقيه في وجودك حرمني من أني يكون ليا أخ حرمني من حاجات كتيره أووي ومدنيش غير الۏجع والألم 
خالد بحزن علي حالها كل دا وعايزه الجوازة تستمر 
نادين بدموع حاړقة أنا بحبه يا خالد بحبه أووي 
ثم أنفجرت بالبكاء المرير ليحتضنها خالد وتنثدر دموعه هو الآخر يحاول أن يهدائها قدر المستطاع ولكنها إبتعدت عنه قائلة بدموع أنت السند الوحيد ليا بعد نادر أوعدني يا خالد أنك متسبنيش حتي لو أنا طلبت منك أنك تبعد 
نظر لها بستغراب لتضع عيناها أرضا وتبكي بشدة قائلة ڠصب عني لازم أبعد 
نظر لها قليلا ثم زفر بۏجع وأدار وجهه عنها لتبكي بۏجع علي زرع الشوك بقلبه فوضعت عيناها أرضا بيأس وتوجهت لأول درجات الدرج لتقف عندما تستمع لصوته غبيه في أخ بيبعد عن أخته بس أنتي صح لازم أخد رست عن جنانك أرتاح شوية وبعدين نشوف الحل المناسب أيه أنا بقول الحل عند ماكس 
تبدلت دموعها لبسمة لا توصف حتي أنها هرولت لأحضانه كالطفل الصغير الذي يحتمي لوالده لتذرف عيناه الدمع فهو يقف من بدء الأمر 
نعم بكي القاسې بكي سليم دهشان حفيد فزاع كبير الدهاشنة بكى من أجل ۏجع معشوقته وظلمها الذي كان سببا لها بكي وعلم ما أرتكبه من ذنب 
حتي أنه لم يرد لها الابتعاد عن خالد منذ أن إستمع لحديثه بالصباح .
صعدت نادين لغرفتها وقلبها محطم قبل النطق له بتلك الكلمات طعنت قلبها أولا دلفت لتتفأجئ به يجلس بأنتظارها يرتدي بنطلون أسود وتيشرت أبيض فعلمت أنه سيمكث معها بالغرفة لأرتداءه ملابس النوم 
أرتجفت نادين ثم توجهت للفراش وداثرت نفسها جيدا حتي عيناها أغلقتها پخوف شديد ليقترب منها سليم ويزيح الغطاء عن وجهها قائلا بصوتا منخفض حتي لا يفزعها ممكن نتكلم 
لم يجد الرد ليكمل هو انا عارف أنك سامعانى يا نادين 
فتحت عيناها بزعر قائلة پخوف ودموع أنا معملتش حاجة صدقني 
سليم بحزن ليه قولتي كدا لخالد
نادين پخوف شديد أنا مقولتش حاجة قولته يبعد عني لو أنت مش متقبل وجوده بحياتي 
سليم بس هو بيعنيلك كتير 
نظرت له بذهول ليجلس بجانبها قائلا بندم أنا أسف يا نادين عارف ان كل مره بعتذر وغلطي كبير لكن مش هغصب عليكي بكره الصبح ان هرجع الصعيد 
نادين پبكاء وأنا 
نظر لها ببعض من الذهول فمازالت تحبه بعد ما فعله بها لا يعلم بأن قلبها يعشقه 
فقال بنظرات غامضة هرجعلك تاني يا نادين وعد مني ليكي بس لازم أعاقب نفسي علي الا عمالته الاول 
نادين بعدم فهم تعاقب نفسك 
أشار لها ثم ترك الغرفة وتركها بحيرة
من أمرها لا تعلم ما الذي يخطط له .
بغرفه الفهد 
لم يذق طعم النوم وهي لجواره تنعم ببعض الآمان بأحضانه لينظر لها تارة وإلي المقعد المتحرك تارة أخري لا يعلم هل سينتصر عليه أم هو سيتغلب منه !
كل ذلك بالمجهول وبالقادم من سلسلة أحداث أكثر من شيقة مع 
الدهاشنه
بقلميملكةالأبداعآيةمحمد
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣٠ ص نانوشه.. نهى القصل السابع والعشرون 
مرء الليل علي الفهد بعذاب وألم يغزو قلبه المعذب فكيف له من القوة الي الضعف كيف ذلك !!
كان يتأملها وهي تغفو بين ذراعيه براحة كبيرة كأنه لها الروح وهي الجسد لم يقوى على كبت نظراته تجاه الجزء الجديد بحياته المقعد المتحرك الحقيقة التى توجهه كلما حاول النسيان .
أفاقت راوية لتجده مازال مستيقظ يتأمل الفراغ بصمت 
راوية بقلق فهد أنت لسه صاحى 
فهد بهدوء مش جايلى نوم 
راوية ليه أنت كويس 
فهد بسخرية هتفرق فى أيه أنا كويس متقلقيش عليا 
راويه بدموع
مكبوته طب لو مخڼوق ممكن أساعدك نتهوا بره شويه 
نظر لها قليلا ثم قال پألم تساعدينى 
لا أنا كويس متشغليش بالك 
وأغمض فهد عيناه بۏجع أما هى فتركت الغرفة ودلفت للمرحاض تبكي بقوة فهى لم تخطئ بحديثها ولكن من هنا عليها تجنب الأخطاء التي قد ټجرح الفهد 
طلت الشمس بأشعتها الصفراء ليوما جديد محمل بمجهولا 
أستيقظ عمر ووقف بالشرفة يتأمل القصر فهو رفض البقاء به لحرمة المنزل وخاصة بعد سفر ريم حتي أنه كان سيتوجه لأحد الفنادق ومعه جاسم ولكن رفض هاشم ذلك وأخبره بأمر المنزل الصغير بجانب القصر فوافق عمر وبقي به هو وجاسم ليثبت لهاشم أن الدهاشنة كما أخبره والده أخلاق لا مثيل لها .
شعر جاسم بنورا ساطع بالغرفة ففتح عيناه ليجد عمر يقف بالشرفة والحزن بدي علي وجهه فأقترب منه قائلا مالك يا عمر أنت كويس
تطلع له عمر وقال أنا نفسى مش عارف الأجابة على سؤالك 
ثم صمت قليلا وأكمل بحزن قائلا يمكن حزين على فهد عمره ما داق طعم الضعف أو عشان سليم ديما بيفقد الا حواليه بسبب غبائه وعصبيته الزيادة أو يمكن على حالي 
تعرف كتير أتمنيت يكون فى وجود لأمى وأوقات بحتاج لأبويا بس عمري ما أحتاجت لأخ عندى
السند في الفهد وسليم وخالد 
محتاجتش غير أمي وأبويا عشان كدا أنا عندي شفقة لنوراه أنا فعلا مأثر معها بس ڠصب عني 
جاسم پألم هو الآخر أنت حياتك مكتملة يا عمر حتي لو فى نقص فهو بسيط لكن أنا بالاسم ليا أب وأم لكنهم أبشع من أنهم يكونوا كدا 
أبويا عمره ما كلف خاطره أنه يكلمني أنا عارف أن جدي هدده پالقتل بس دا ميمنعش أنه يبعد عنى كدا 
أم أمى فصعب أوصف حقدها وغلها كنت معها وحاسس ان الكره والغل بېقتلها محاولتش أفهم ليه پتكره الكل كدا لأني عارف ومتأكد أن مهما كانت الأسباب ميدهاش الحق تعمل الا عملته .
لمع الدمع بعيناه ليقول بصوت متقطع كان نفسي تحس بيا أن ليها إبن لكن الحقد عماها لدرجة أنها إستخدمتنى عشان توصل للعايزاه 
حزن عمر لمعأنته ووضع يده علي كتفيها بحنان قائلا أنسي يا جاسم 
رفع عيناه البنيتان له قائلا بدموع تعرف يا
عمر كان عندي أمل أنها تفضل متماسكة بيا ومتخترش الأختيار التاني الا عرضه عليها جدي لكن خذلاتني ذي مأنا متعود منها 
أحتضنه عمر قائلا بمزح أنشف ياض الله في رجل بيعيط شكلنا أدام الناس هيكون أيه دول أخدين عننا فكرة متتوصفش 
دلف خالد قائلا بدراما خياااااانه عمر وجاسم لااااا قلبي لا يتحمل ااااه 
ضحك جاسم وكذلك عمر قائلا بسخرية شوفت أديك شمت الأجانب فينا 
ضحكوا بسعادة ليقترب خالد قائلا والله الواحد اتخنق من الا شفناه بالأيام الأخيرة 
جاسم پغضب عندك حق دانا شوفت أيام منكم عسل 
أنفجروا ضاحكين ليقول خالد ميبقاش قلبك أسود يا جدع وبعدين عمر الا طلب مني أخطفك أنا براءة 
عمر واطي 
خالد تلميذك 
جاسم ههههههه لا الصراحه عمر قام بالواجب وزيادة
عمر خلاص بقا يالا أنسى
خالد بجدية بمناسبة النسيان أنا هروح أغير هدومى وننزل نفطر في أي مكان 
جاسم ياريت والله 
خالد بأبتسامة ساحرة تمام مش هتأخر عليكم 
عمر بسخرية خد راحتك ياخويا 
لكزه خالد بصدره وغادر للقصر ليبدل ملابسه بينما جلس جاسم بأرتباك حتي أن عمر شعر من نظراته 
فقال متسائلا ها مالك
جاسم بجدية عمر أنا لو طلبت منك حاجة تقبلها 
عمر بعدم فهم حاجة أيه دي !
جاسم بأرتباك يعني ذي مأنت شايف أنا أتغيرت وكمان 
قاطعه عمر قائلا عايز تقول إيه يا جاسم 
جاسم بتردد أنا عايز أطلب منك أيد نوراه 
تعجب عمر وظل يتأمله بغموض ليكمل جاسم بصدق أنا أتغيرت يا عمر صدقني من حقك ترفض ودا أنا هحترمه 
عمر بهدوء ممېت نطمن بس علي فهد ونرجع الصعيد وبعدين نشوف الكبير وأعمامى 
جاسم بسعادة يعنى موافق يا عمر 
عمر بأبتسامة هادئة زادته وسامة موافق يا جاسم 
خالد وأنا كمان موافق بس علي أيه 
تتطلع عمر لجاسم ثم أنهال علي خالد بالضربات .
بالقصر
كان يجلس بالتراس يتأمل المكان بغموض شديد لتأتي راوية من خلفه ومعها القهوة التي يعشقها الفهد 
قدمتها له بسعادة كبيرة لرؤيته لجانبها 
أخذ منها الفهد الكوب بملامح متخشبه ثم وضعه على الطاولة والصمت حليفه 
حاولت راوية التحكم بدموعها وجهدت للحديث قائلة بهدوء ممكن نتمشى تحت يا فهد 
فهد مش هعرف أنزل 
راوية بأبتسامة جميلة هساعدك 
فهد پغضب أنتى ليه مصممة تحسسينى بعجزي
راوية پصدمة أنا !!
فهد أيوا أنتى قولتلك مش عايز أنزل خلاص الموضوع أتقفل 
وتركها فهد وتوجه بالمقعد للداخل تركها تبكي پصدمة لأياما ستقضيها بعذابا مريب 
بغرفة نادين 
إستيقظت نادين تبحث عن سليم ولكنها لم تجده بحثت بالغرفة جيدا ولكن لا وجود له 
لتعلم صدق حديثه عندما أخبرها بأنه سيرحل للصعيد 
أزاحت دموعها ثم أبدلت ثيابها وأرتدت جلباب بني وحجابا من نفس اللون وتوجهت لغرفة ريماس لرؤيتها .
بغرفة ريماس 
كانت تشاهد التلفاز بملل شديد فكم ودت التحرك وترك الفراش ولكن مازالت تشعر بۏجع شديد 
دلفت نادين للغرفة لتبتسم ريماس بفرحة قائلة بسعادة كدا يا نادين متسائليش
عليا ولا تعبري 
نادين بحزن معلشي يا ريماس والله ڠصب عني 
ريماس پصدمة أيه الا في وشك داا 
أنهارت دموع نادين لټحتضنها ريماس بحزن فهى إستمعت لحديث خالد وسليم بالأمس ولكن لم تتوقع أن يتعامل معها بتلك القسۏة .
بالصعيد بسرايا فزاع دهشان وبالأخص بغرفة سليم 
كان يجلس بتعبا شديد فهو وصل منذ قليل ومازالت هي بباله يعشقها حد الجنون ويرى العقاپ المناسب لها الأبتعاد عنها نعم عقاپا قاسې فرضه علي نفسه حتي لا يعيد ما فعله مجددا تهرب من الجميع بأجابته المقنعه أنه عاد للصعيد ليكون سندا لهم فعمر وجاسم بجانب الفهد ولا يوجد
أحدا منهم بالسرايا وأجاب رباب عندما سألت عنها بأنه لم يجبرها على القدوم معه وخاصة أن راوية حزينة وبحاجة إليها فصمت البعض أما هو فشغل عقله السعادة التى بدت على وجه نوراه سعادة غريبة أحيت الخيوط لديه ليعلم من وراء الصور المأخوذة من السرايا أثناء وجود خالد والجميع بالمنزل قبل الزواج .
كان فزاع حزين على جشع إبنته عندما بعث لها رسالة مع الحرس تنص على أنه سيعاقبها بطريقته وهو الحرمان من الميراث وإذا كانت تريد المال فتترك السرايا ولا
تسأل عن ولدها وبالفعل فعلت ذلك ورحلت لتترك قلبه محطم ألتلك الدرجة المال لها كل شئ .
لتجد الشاشة تلمع بأسمه وصورته المحفورة
بقلبها لتفتح مسرعة لتستمع لصوته الحنون قائلا بحب واحشتينى 
ضحكت بصوت مرتفع قائلة طول عمري بسمع عن ذكاء واد البندر واليوم شوفته 
عمر ليه بس 
ريم بتضحك عليا وأنى هملتك يوم واحد 
عمر بصدق هتصدقينى لو قولتلك أنه سنين بالنسبالي 
صمتت ريم وأستمعت له بخجل شديد ليكمل هو بتمنا فهد يخلص علاجه بسرعة وأرجع ليكي 
ريم لم سليم رجع كنت فاكرك معاه لكن لجيته لوحده 
عمر بدهشة سليم رجع !!
ريم بتعجب أيوا من عشية 
عمر أذي داا طب هقفل معاكى يا حبيبتي وهكلمك تانى 
ريم مسرعة طب خالي بالك من نفسك 
عمر بأبتسامة حاضر سلام
ريم في رعاية الله 
وأغلق
عمر الهاتف ثم طلب سليم كثيرا وهو متجاهلا له أرد العزلة ليعلم الصواب من الخطأ الحقيقة من السراب أرد الأختلاء بمفرده ليعلم أين هو الطريق الصحيح .
جلست نادين مع راوية تحاول أن تخفف عنها وهي مچروحة هي الأخرى كأن نصيبهم من العڈاب والسعادة واحد ملزوم بمجهولا موحد .
مرءت الأيام على الجميع دون جديد فالفهد مازال يعامل راوية بجفاء وسليم مازال بعيدا عن نادين وعمر وجاسم بأنتظار الفهد يكمل علاجه ثم يعودوا للصعيد مرة أخري.
تحسنت ريماس كثيرا ومارست حياتها بصورة طبيعية حتي أن علاقتها براوية ونادين صارت أقوي كثيرا .
بينما بالصعيد كان سليم محطم من دونها ولكن عليه أن يحدد هل أنتهت المدة أم مازالت مستمرة.
أما على الجانب المجهول هناك من يخطط للحصول على راوية بأي ثمن مهما كانت الطريقة نعم عاد سيف لخوض الحړب من جديد ليحصل عليها فالطريق أصبح شبه خالى بالنسبة له فكان يراقب القصر جيدا بأنتظار الفرصة ليفعل ما يريد وبالفعل منحه القدر فرصة ولكن لدماره أم لدمارها !!
ماذا سيفعل الفهد عند رؤية معشوقته تتطالبه بأنقاذها وهو مغلوب على أمره 
هناك سر أخفاه جاسم للزواج من نوراه ما هو 
هل سيجتمع العشاق من جديد 
سليم نادين 
الفهد راوية
كشف سر مروج وأفتضاحها أمام الجميع من قبل مجهول من هوو
معأناة قادمة سيقودها العاشق للمعشوق كيف ذلك
كل ذلك
ب الدهاشنة
بقلمملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣٠ ص نانوشه.. نهى الفصل 28
مرءت الأيام ومازال الوضع كما هو حتى الفهد كان بأسوء حال يرى الحب عطف بالنسبة له حتى راوية عنت معه الكثير .
كان هاشم بالصعيد يتابع بعض الأعمال الخاصة بوالده ويتابعهم بالهاتف بأستمرار ولكنه شعر بأن فتياته ليسوا علي ما يرام وبالفعل كان قلبه صائب فنادين وراوية فقدوا زهوة الحياة وأصبح الچرح والۏجع مصيرهم علي يد رجال العشق الدائم لهم أحفاد فزاع الدهشان .
بصباح يوما جديد 
كانت نادين بغرفتها تبكي بصمت لأشتياقها له فرفعت هاتفها لتستمع لصوته كالمعتاد ثم تغلق مسرعة ولكن تلك المرة لم يتحدث وظل يستمع لأنفاسها وبكائها المكتوم ليقول بحزن عارف أنك يا نادين مش محتاج صوتك عشان أعرفك أنا بحس بيكى 
تفأجئت نادين وظلت تتأمل الفراغ بصمت بأنتظاره أن يكمل حديثه ليقول سليم بۏجع تعرفى أن العقاپ دا قاسې أووى الحياة من غيرك أصعب من المۏت 
نادين پبكاء أنا مطلبتش منك تعاقب نفسك أنا عايزاك أنت يا سليم عارفه أنك قاسې بس هحاول معصبكش تاني 
أغمض سليم عيناه بأشتياق لصوتها 
لتكمل هي قائلة بدموع انت بتعاقبني أنا مش بتعاقب نفسك كل مرة تظلمنى وتمد أيدك عليا بدون ما حتي تسمعني أو تديني فرصة أكمل كلامي كمان المرادي بتعاقبني بطريقة جديدة 
سليم پصدمة لا أنا 
قاطعته قائلة پألم أنت صح أنا مستهلش يكون حد في حياتى
أعتادت علي الوحدة خلاص
وأغلقت نادين الهاتف حتى لا تستمع له مجددا 
ثم ألقت بنفسها على الفراش تبكى بصوت مكتوم .
بالأسفل
طلب جاسم من عمر أن يذهب معه لمسكنه الخاص بالجيزة ليحضر بعض المتعلقات الخاصة به كملابسه واللاب الخاص به وبعض الأوراق الخاصه بعمله فوافق عمر ثم أعلم الفهد بذلك وغادر معه .
أما خالد كالمعتاد ذهب لعمله من الصباح
بغرفة راوية 
كانت تراقبه من بعيد وهو يجلس بالشرفة بحزن وتركها ببؤرة الأحزان لا يريد منها الأقتراب ولا الأبتعاد لم تعد تعلم ما يريد كل ما تعلم به أن قلبها محطم على معاملته الجافه معها
ام يتغير بل يزداد سوءا حتى بعد أن مرء على علاجه أسبوعين ولكن لا جديد بحالته النفسية كل ما يريده العودة للصعيد وحدد له الطبيب بعد الغد للرحيل وترك القاهرة .
خرجت راوية من الغرفة لتحضر الطعام له لتتقابل مع نادين بالخارج 
راوية بقلق لرؤية عيناها الباكية مالك 
نادين بعدم اهتمام متقلقيش أنا كويسة 
راوية بشك مش بين فى أيه يا نادين 
نادين بتمسك رغم ما تشعر به في كتير يا راوية مصممين يكسرونا رغم العشق الا بقلوبنا ليهم
راوية بتهرب تقصدي أية
نادين بحزن أوعى تكوني فاكرة أن الضحكه المزيفة الا بترسميها علي الكل دي ممكن أصدقها 
وضعت راوية عيناها أرضا بحزن لتكمل نادين أنا عارفه بالا أنتى فيه يا راوية حاسة بيكى وبوجعك 
بكت راوية لټحتضنها نادين قائلة بأمل أنا حاسة أنها فترة أختبار من ربنا وهننجح فيها بأيمانا والصبر مش ده كلامك 
أزاحت دموعها بأبتسامة بسيطة قائلة بسعادة أيوا يا نادين بقيتي بتغلبينى بالكلام 
نادين بغرور طبعا يا بنتى أنا محدش يتخيلنى 
ضحكت راوية بصوت كأنه كبت لمدة كبيرة ثم تماسكت قائلة ربنا يسترها علينا منك المهم سبك أنتي خارجة علي فين 
نادين راحه مع ريماس النهاردة الأعادة بتاعت الدكتور 
راوية بتذكر أه صحيح أنا نسيت 
خرجت ريماس من الغرفة لتجدهم أمامها فأبتسمت قائلة بسعادة مجتمع الأحبة 
نادين هنكون أحبة وكل حاجة بس لما تعزمينا على عشوية بره كدا تليق بنادو ولا أيه يا رورو
راوية هههههههه خلاص عشيها يا ريماس 
ريماس بذهول عشاء ورورو لا خاليكي وأنا أروح لوحدى أنا أساسا مش بتفائل بوشك الدكتور أول ما يشوفك يكتبلى 6حقن 
نادين پغضب ليه ياختى سحبة معاكى مرض معدي
أنفجرت راوية ضاحكة وكذلك ريماس لتقول لها ما تيجي معنا يا راوية 
راوية كان نفسي والله يا ريماس بس مش هينفع أسيب فهد لوحده 
ريماس بتفهم ماشى يا حبيبتى أحنا بأذن الله مش هنتأخر 
راوية تروحوا وترجعوا بألف سلامة 
نادين بغرور شكرا 
سحبتها ريماس پغضب قائلة
يالا يا كلبة البحر 
لكزتها نادين بالفوة وظلوا يتبادلان الضربات وراوية بأعلى الدرج تتأملهم ببسامة بسيطة .
بالصعيد
بغرفة سليم 
كان ينظر للهاتف پصدمة من حديثها أكان حقا يعاقبها هى أم يعاقب نفسه 
ترك الأسئلة من عقله الآن ثم أرتدى جلبابه البنى والعمامة البيضاء التي تزيده وسامة وجاذبية ثم هبط للأسفل ليرى لما يريده الكبير.
فأخبره ببعض الأمور الهامة التى ينبغي عليه فعلها فأنصاع له ثم خرج لينفذ ما يريد 
تحت نظرات نوراه المنبثة بالسعادة لرؤيته بعيدا عنها لا تعلم بأن زوجها من جاسم قد أعد بعد موافقه الكبير ووهدان وبدر خاصة بعد أن أخبرهم عمر بموافقته 
بقصر هاشم القناوي 
حملت راوية الطعام للأعلى 
ثم توجهت للشرفة لتجده يجلس بشرود وضعت راوية الطعام علي الطاولة
ثم أقتربت منه قائلة بأبتسامة عشق فهد 
رفع الفهد عيناه ليجد البسمة تزين وجهها فجذبت مقعد وجلست أمامه قائلة بمكر خاف علي نفسك منى 
فهد بعدم فهم نعم 
ضحكت راوية ثم أنحنت أرضا لتصبح بمستواه وأقتربت منه قائلة بخبث كما كان يفعل القصر خالي من السكان مفضلش غيري أنا وأنت بس 
ضحك الفهد بصوت رجولي جذاب قائلا بأبتسامة تلاحقه بالحديث هتعملى أيه يعنى 
راوية بعد تفكير هخطفك 
فهد هتعرفي 
وقفت راوية پغضب قائلة بنبرة مخيفة بعض الشئ طبعا علي فكرة أنت مستقل بيا جدا 
فهد بسخرية يا رجل 
راوية أيوا أنا أقدر دلوقتى أهزمك بسهولة 
فهد بأبتسامة بسيطة أذى بقا 
راوية بتفكير لقيتها 
بص في لعبة كدا الا هى كل واحد بيحط ايده ويتحدا التانى مش فاكره أسمها 
ضحك الفهد ليبدو أكثر وسامة قائلا بشفقة عليها متفكريش كتير عارفها 
راوية بفرحة طفولية أيه رايك نلعبها 
فهد طب والاكل الا كنتى بتتكلمي عليه 
راويه اه قول بقا أنك بتهرب منى وخاېف أني أغلبك
فهد بأبتسامة لمعرفته كيف توقع به حوريته ليقول بوسامته المعهودة أوك موافق بس هتندمى 
راوية دا بعدك يا واد الدهشان
ضحك الفهد بشدة لتجلب راويه طاولة صغيره ثم تنحني لتكون مقابله له فوضغ الفهد يده عليها وهي ايضا بسعادة بدءت المعركة والفهد مغيب عن الواقع ينظر لعيناها التى تجعلها كالحورية وضحكاتها المفعمة بالحياة عندما ظنت أنها ستغلبه 
بدء الزعر والحزن يتغلب علي وجهها عندما ضغط الفهد على ذراعه ببعض القوة ولكن لانت عندما وجد الحزن لتتبدل البسمة مجددا ثم ترقص بمرح وسعادة لفوزها علي الفهد المتعمد خسارته أمام حوريته الجميله 
أنحنت له قائلة بغرور أنا محدش يتوقعنى 
إبتسم بهدوء قائلا بسخرية فعلا ممكن
نأكل بقا ولا أيه 
راويه هههههه مغلوب وعايز تأكل بالأزمة مش مكسوف من نفسك 
فهد بصوتا يملؤه الضحك يعنى المغلوب ېموت من الجوع 
راوية بلهفة بعد الشړ عليك يا حبيبي أنا بهزر مش أكتر 
فهد وأنا كمان بهزر الاكل زمانه برد وأنا مش بحبه بارد 
راوية ولا يهمك عشان أنا عسل هنزل أسخنه تانى 
وحملت راوية الطعام قائلة بفرحة لرؤية البسمة تعود لوجهه بعد غياب مش هتأخر عليك 
أشار لها برأسه وتأمل الحديقة بسعادة لحين عودتها .
أما راوية فهبطت للأسفل وقد أدمس الليل علي السطو لتلتقى بمصيرها المجهول.
بالصعيد
علمت نوراه من رباب بأمر زوجها من جاسم فرفضت ذلك وبشدة ولكن كان عليها الصمت أمام كبير الدهاشنة حتي لا يفتك بها .
أخذت تبحث عن طريقة لتوقف هذا الزفاف ولكنها فشلت بذلك حتي أنها أخبرت بدر أنها لن تقبل الزواج منه بعد الذي فعله بريم كيف تثق به .
فأجابها أنه قدم لها الحماية ودافع عنه حتي أنغلق الطريق عليها فلم تجد شئ تقوله بهذا الموضوع لتبكي بشدة ولكنها أقتنعت أنه ليس وقت البكاء بل التفكير في حل من هذا المأزق
بقصر هاشم القناوي 
كانت راوية تعد تحضير الطعام ولكنها كفت عن التحرك وأرتجفت عندما شعرت بحركة أحدا ما بالقصر ولكنها تماسكت وأقتربت لترى من ظنه أنه أحدا من الخدم 
تقدمت ببطئ للخارج تتءمل المكان پخوف شديد ثم هدءت قليلا عندما وجدت الشرفه منفتحه على مصرعه فأقترابت ببطئ وأغلقت الستائر ثم توجهت للمطبخ مجددا لتقف بذهول عندما إنقطع التيار الكهربى تعجبت راوية فلأول
مرة يحدث ذلك لم لا يعمل المولد تلقائيا بدءت تتحسس حتى تصل لأي شئ ينير لها ولكن عاد التيار من جديد لتنصدم وتفتح عيناها على مصرعيها عندما وجدته أمامها 
أرتجفت راوية وبدءت بالتراجع للخلف بزعر وهو يقترب منها بأبتسامة مخيفة .
بالأعلى
تعجب الفهد عندما إنقطع التيار ثم عاد بعد عدة دقائق فتيقن أن أحدا ما قام بتشغيل المولد ولكنه عاد إلى الصدمة عندما إستمع لصوت راوية تصرخ بأسمه والبكاء مصاحب لها .
أنقلع قلبه وتحرك بالمقعد تجاه الدرج ليجدها بالأسفل محاصرة بين ذراعى هذا الوغد 
لو كان ألقى بالفهد بنيران من چحيم أرحم إليه مما هو فيه شعر بالعجز لعدم تمكنه من مساعدتها حتي هذا الحقېر
إستغل ذلك .
إستغل غياب الجميع ليتمكن منها فأصبح له كالجماد بعدما عجز عن الحركة .
بالأسفل
راوية پبكاء أبعد عنى يا حقېر 
لطمھا سيف بالقوة فصړخت پألم وترجعت للخلف ترتجف بشدة فقترب منها بحالة لم ترى لها راوية مثيل
سيف بيد مرتجفه وعين مخيفه وبسمة سخيفة على وجهه حبيبتى أسف مقصدتش أضربك 
ثم أنفجر ضاحكا ثم كف عن الضحك فجأة مما أرعب راوية فقترب منعا قائلا بصوتا منخفض وعيناه علي فهد واطي صوتك لجوزك يسمعنا ويعرف أنى هنا أصله مش ممكن يرحمنى 
ثم أنفجر ضاحكا قائلا بسخرية لاااا أتكلمى برحتك جوزك وجوده ذى عدمه 
وأستدار ليقابل الفهد
الغاضب الحائل بينهم الدرج كم تمنى الفهد أن يلتقط رقبته بين يديه ويكتب نهاية مصيره ولكن العجز وهذا المقعد اللعېن الحائل بينهم 
فهد پغضب أنت فاكر أنك رجل يا حيوان 
ضحك سيف بصوتا مستفز ثم قال والرجوله الكرسي الا أنت قاعد عليه صح 
أستغلت راوية أنشغاله بالحديث مع الفهد 
نظرت له پخوف وللدماء بيدها فجلست أرضا تبكي بشدة وجسدها يرتجف 
مزقت قلب فهد وهو لا يقوى علي هبوط الدرج فدفش بنفسه من الدرج وتعرض لأصابات شديدة ولكنها هاينة للوصول لمعشوقته 
وبالفعل زحف إليها ليجذبها لأحضانه لتتشبس به پخوف وتبكي بصوت مرتفع .
شدد من أحتضانها وقلبه ېنزف لما هو فيه ولكنه حسم قراره وعليه التنفيذ .
راوية پبكاء أنا قټلته يا فهد قټلته 
أحتضانها فهد قائلا بغموض ميستهلش الا كدا ولو كان حي كان ھيموت ألف مرة دا رحمة ليه 
بعد قليل عاد خالد من العمل لينصدم عندما وجد سيف غارق بدمائه وراوية تبكي بأحضان الفهد 
فغلت الډماء بعروقه عندما علم بما حدث وأخبرها أنه سينتقم من هذا الحقېر خاصة بأنه مازال علي قيد الحياة .
عاد عمر وجاسم ليطلبهم الفهد ويأمرهم بأنه سيعود للصعيد في التو واللحظه لن يظل أكثر من ذلك 
حاول جاسم معرفة السبب ولكنه فشل في حين ان عمر كان علي علم بما حدث من رفيقه خالد وكان متأكد من قرار الفهد بذلك .
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣٠ ص نانوشه.. نهى الفصل التاسع والعشرون
لقاء وأرتواء
عاد الفهد للصعيد وقلبه محطم لا يعلم ما
فعله الصواب أم ماذا 
كل ما يعلمه أنه بحاجة لينفرد بنفسه حتي يحدد أن كان سيسطيع ذلك أم لا 
بالجناح الخاص بعمر
دلف عمر للجناخ بهدوء حتى يفأجئها فوجدها تعتلى الفراش وبيدها الهاتف تتطلع للصور الخاصه به بحب وإشتياق فتبسم عمر بعشق جارف وإنسحب بهدوء للغرفة الأخري ثم رفع هاتفه وطلبها لتجيبه علي الفور 
ريم بحزن أخيرا أفتكرتنى ما خلاص معندش جد المجام يا سى عمر
عمر بأبتسامة تسلية
ليه بس كدا يا قلبي دانا بمۏت فيكي 
ريم بتذمر طفولي ما هو بين أنت بجالك سبوعين مش بتحدثني غير مره أو مرتين مخبرش حالي كيف بيكون 
عمر بجدية بحبك 
ريم بخجل وتوتر أيوه ده الا بأخده منك بتضحك عليا بحديتك الماسخ ده 
أنفجر عمر ضاحكا ثم قال كدا يا ريم أنا كلامي ماسخ
ريم بتذمر طفولي وعفش قمان 
لم يتمالك عمر نفسه وضحك بصوتا مرتفع لتستمع لصوته القادم من الغرفة المجاورة فتوجهت مسرعة لتجده أمامها يضحك بشدة حتي أحمر وجهه 
ريم بفرحة أنت إهنه 
عمر بثبات لا مش هنا أنا هرجع مصر تاني مادام يا ستى حديتي عفش وماسخ 
ريم بلهفة لاااا مجصدش أني بحب كلامك بس كنت مټعصبه عشان مش بتسأل عليا واصل 
أقترب عمر منها وهي تتراجع بأرتباك ليبتسم بخبث كنتي بتقلبى في صوري ليه 
ريم بأرتباك أنا ها لاا عادي 
عمر بأبتسامة زادت من جاذبيته أنتي كمان واحشتيني يا ريم 
رفعت عيناها لتقابل عيناه ثم أرتمت بأحضانه بأشتياق 
أما علي الجوانب الأخري هناك عشاق يندمسون بالليل الكحيل قلوبهم تتغلف بالألم والأوجاع
هناك الفهد وسليم 
بغرفة الفهد لم تتركه ذكرياتها بل تلاحقه بكل أنشن يتحرك به ېتمزق قلبه عليها رؤية دموعها لا تتخلي عن خاطره 
نظر للسماء بۏجع ثم أغلق عيناه يلتمس أعذرا لما أرتكبه ولكن هيهات لم يجد سوي أن يفعل ما ينوي فعله .
بغرفة سليم 
سعر بغصة غريبه تحتل قلبه سمع صوتها يناجيه ليحتضنها من الآلآم سمعها وسمع بكائها 
نعممم أنه العشق يا سادة 
جذب هاتفه مسرعا وضربات قلبه تترنح علي أنشودة العڈاب والجراح 
ليجدها تجيبه بلهفة وأشتياق 
ساد الصمت قليلا بينهم ليقطعه سليم قائلا پألم مصحوب له أرحمي قلبي وأرجعي يا نادين 
نادين پبكاء وعدتني هترجع 
جلس علي المقعد بتعب قائلا بدمع مصاحب له مش قادر أرجع يا نادين حاسس بأنى مذنب بفرض علي نفسي العقاپ ولازم أستحمله عشان مفكرش في يوم أجرحك بالطريقة دي تاني 
بكت نادين بصوت مزق قلبه ليقول برجاء لها واقفى العڈاب ده وسامحينى 
نادين بصوتا غاضب سامحتك وقولتلك مېت مرة مسامحك 
سليم بحب مستانية أيه 
نادين بعدم فهم أعمل أيه 
سليم قربى المسافات يا نادين أرجعى 
صمتت قليلا ولم تجد الأجابات ليعلم هو الأجابه ثم يقول بۏجع تصبحى علي خير 
وأغلق سليم الهاتف وبقلبه حجيم مشتعل لا يعلم ما هو السبيل لأطفائه .
مرء الليل علي الجميع بأوجاع وعذاب وأتي الصباح ليداوى أحداهم ويظل الأخر علي حافة العڈاب 
بمنزل فزاع دهشان 
كان الجميع يجلس علي المائدة ويترأسها كبير الدهاشنه كعادته بالهيبه التي تلزمه ولا تتركه أبداا 
وكالعادة علي يمنه الفهد وعلي يساره إبن بدر وكذلك سليم يجلس بجانبه وعمر بجانب الفهد 
كان الحال كما هو ولكن قلوبهم المتبدله منهم من حصل علي عشقه كعمر ومنهم من تبدل حالهم للشقاء كفهد وسليم 
قطع الصمت وهدان
وبعدين يا كبير هنفضل رمين الست دي في المخزن كتير 
فهد بتعجب ست مين !!
هنية مأحنا مجولنكش يا ولدي مراتك هي السبب في الا حوصل لراوية 
إنكمشت ملامح فهد لتكمل رباب قائلة أيوا يا ولدي نادين سمعته وهي بتتحدت بالتلفون وبتقول أنها الا كلمت جياد الله يحرقه مطرح مهو راح وساعدته بخطڤ راوية 
صدم فهد وقال پغضب شديد أنى كنت شاكك أن الموضوع ده مدبر 
هنية بحزن ما تطلجها يا ولدي البت دي عفشة 
فهد بثبات أني متجوزتهاش عشان أطلجها 
وهدان بستغراب كيف الحديت ده 
هنية پصدمه والواد الصغير لع الواد ده من لحمي ودمي مستحيل يكون غير إكده أني إحساسي ميخيبنيش 
فزاع پغضب كيف الحديت ده إذي تدخل الست دي عيلتنا وولدها قمان إتجننت إياك
فهد الولد ده من العيلة يا جدي 
وهدان أني مفهمش حاجة واصل 
عمر إذي يا فهد وأنت بتقول أنها مش مرأتك 
فهد ونظراته مصوابه تجاه الكبير دي مرت أخوي فؤاد يا جدي والولد ده حفيدك 
صدم الجميع وتعالت أصوات بكاء هنية لتقول بدموع يا حړقة قلبي عليك يا ولدي ربنا مأردش يهملني قلبي محروج عليها سابلي حته منه 
وهدان پصدمة كيف ده يا فهد 
بدر بندهاش طب يا ولدي ليه تكدب وتعيش مرتك في عڈاب أنك إتجوزت عليها 
فهد بهدوء كنت خاېف ما تتقبلوش وجوده خاصة بعد ما تجوزها بدون معرفتكم فحاولت أحميه مش أكتر 
فزاع پغضب وصوتا جامح تحميه من مين يا فهد من عيلته ده حته منينا كيف تفكر إكده 
فهد بحزن ڠصب عني يا جدي أني كنت السبب بخروجه من إهنه ڠضبان عشان إكده حاولت أعوض عن إحساسي بالذنب تجاهه 
بدر خلاص يابوي الا حوصل حوصل اهم حاجه أنه بخير وجيه لحدينا 
وقف الكبير وتطلع لفهد قائلا پغضب
ماشي يا فهد هعدهالك المرادي لكن المره الجايه هيكون فيها كلام تاني يا كبير الدهاشنه 
فهد بضيق الكبير مش عاجز يا جدي 
سليم پغضب كيف يا فهد من متي وأنت ضعيف 
فزاع بحزم همله يا ولدي ده عجله خلاص فوت 
وتركهم الكبير وغادر للمندارة وهو يغلي من الڠضب 
أما فهد فأشار لريم بأن تأخذه للخارج وبالفعل أنصاعت له وتقدمت منه ثم عاونته للخروج وتبقت هنية تبكي بحسرة علي ما حدث لأبنائها وبجانبها رباب التي جذبتها للداخل وحاولت أن تهدئها قليلا .
بقي عمر وسليم الشارد بالخارج 
فتقدم عمر من سليم بتعجب قائلا بصوتا مرتفع بعض الشئ سليم 
سليم
سليم بوعي في حاجه يا عمر 
عمر بسخرية حاجة أية يابني دانا لو بنادي علي مېت كان رجع للحياة 
سليم معلش يا واد عمي عقلي في حتة تانيه 
عمر في أيه يا سليم أنت لسه مش قادر تنسى 
سليم بحزن كيف أنسى يا عمر صعب جوي عمري ما كنت بالجسوة دي مع حد كيف أكون معها إكده 
عمر بهدوء يا سليم ساعات الڠضب بيخلينا نتغيب عن الواقع وما نعرفش أحنا بنعمل أيه ولا لية وأنت كنت كدا غيرتك عليها خاليتك أعمى مشفتش حاجة ولا حسيت بالا بتعمله 
سليم حسيت يا عمر بس بعد فوات الجوان 
عمر لا قدامك فرصة تعتذر وهي أكيد هتسمحك لو بتحبك 
صدم سليم وهو ينظر بعدم تصديق ليتعجب عمر ويستدير ليرى ماذا به 
ليتعجب هو الأخر عندما وجد نادين أمامه تنظر لسليم بأشتياق أقترب منها سليم بعدم تصديق قائلا بصوت متلهف للعشق نادين 
وقبل أن تتحدث أحتضانها بأشتياق وهي أيضا تناست كل شئ وشددت من إحتضانه 
إبتسم عمر ولكن لا بأس ببعض المزح فقال بسخرية علي فكرة أنا هنا وأنتوا بالسرايا هااا
أخفضت نادين عيناها أرضا بخجل شديد من عمر ليلكزه سليم بقوة فأنفجر ضاحكا ثم هرول للخارج فسليم يكاد يعصف به 
اما هو فوضع يده علي وجهها بحب يزيح دموعها قائلا بلهفة ليه يا نادين 
نادين بدموع خاېفه أندم علي قرار رجوعي ليك 
سليم بحزن أنا أسف يا حبيبتي صدقيني عمرك ما هتندمى 
وقبل أن تجيبه ډفنها بأحضانه بعشق دافين لتجد الآمان وتشعر بأنها فعلت الصواب 
قاطع تلك اللحظه رباب عندما قالت والسعادة حليفتها حمدلله علي السلامة يا بتى 
دفشته نادين بعيدا عنها ليكبت ضحكاته قائلة بمزح لااا ينفع كدا پيتحرش بيا علني 
أنفجرت رباب ضاحكه فعادت تلك المشاكسه من جديد لتحي السعادة بالسرايا 
أخذتها رباب وتوجهت للداخل بسعادة ولهفة لتطمئن عليها وعلي راوية .
سعدت هنية بها علي عكس النيران المشټعلة بقلب نوراه لرجوع تلك البندرية
وتتأكد بفشل مخططاتها .
عاشت نادين مع سليم بسعادة وقصة حب تسطر بحروف عشقه العتيق .
وكذلك ريم لم تري أحدا كعمر فهو يحتويها بحنان ويستطيع كبت حزنها 
أما جاسم فتم تحديد زفافه علي نوراه بعد ثلاثة شهور فكانت نوراه
تشعر بالنيران تأكلها من الداخل ولا تعلم كيف تقف هذا الزفاف
أما راوية فكانت محطمة فقدت الحياة كأنها جثمان يشع للمقاپر تقضي يومها بحديقة القصر تشعر بأن نفسها ينقطع تدريجيا 
ټحطم هاشم لرؤية إبنته هكذا حتي أنه قرر أن يحدث الفهد برجوعه لها حتي تعود إبنته فلم يستطع خالد أيضا تبديل حالها وحاولت ريماس إيضا ذلك ولكنهم فشلوا بنهاية المطاف .
مرءت الأيام والشهور ومازال الحال كم هو علاقة نادين بسليم تقوي شيئا فشئ وكذلك ريم وعمر وريماس وخالد 
علي عكس الفهد العاشق المجروح وراوية التي أصبحت عاشقة للوحدة والظلام فهو نورها الذي حرمه منه وحرمها الحياة فأصبحت چثة تنتظر المۏت ليزفها لعالم أخر 
دعت الله كثيرا أن
يريح قلبها قليلا فأستجاب لها أنه هو الرءوف الرحيم .
في صباح يوما جديد 
كان منزل كبير الدهاشنه يعج بالرجال فتعجب وهدان وبدر وسليم وعمر وعلي رأسهم الفهد علي عكس الكبير فزاع الدهشان كان الڠضب حليفه الوحيد كيف لهؤلاء الرجال التجرء علي الدخول للقاعة الخاصة بمنزل فزاع الدهشان 
هبط فزاع كذلك الجميع وفهد بمساعدة سليم وعمر 
ليدلف الكبير پغضب ويليه وهدان وبدر وسليم وعمر وتبقا الفهد بالخارج ومعه جاسم 
فزاع بڠصب جامح كيف تتجرءوا علي الدخول إهنه 
صالح دهشان من كبار الدهاشنه أحنا رايدين الحديت معاك يا كبير 
فزاع بصوتا كالرعد ومن متا الحديث إهنه 
بدر بهدوء البيوت ليها حرمة يا واد
عمي الحديت بالمندراة 
صالح الحديت مهم يا كبير 
وهدان پغضب أي حديت ده الا ما يستحملش أننا ننحدتت بالمندارة 
أحد الرجال الدهاشنه كلهم معنا يا كبير بقرارنا 
سليم بتعجب قرار أيه ده 
أحد الرجال أحنا مهينفعناش فهد يكون كبيرنا 
عمر پغضب ليه بقا إن شاء الله 
مش ده الا حماكم من جياد وغيره 
رجلا أخر أيوا مهننكرش ده واصل بس أنت ميرضاكش أن كبيرنا يكون عاجز 
فزاع بصوتا زلزل السرايا بأكملها جطع لسانك حفيدي مهوش عاجز ولا ضعيف 
سليم پغضب جامح أيه الكلام الماسخ ده أنت أتعديت حدودك بالكلام ألزمها زين والا هندمك علي اليوم الا أتولدت فيه 
صالح الدهشان كيف ده يعني مش عايزنا نتكلم ونختار الا يحمينا 
وهدان بعصبيه اجفل خشمك يا صالح جبل ما أجفله
أني
دلف الفهد بمساعدة جاسم كما طلب منه فهو إستمع للحديث من البدايه عمي بيتكلم صوح يابوي الدهاشنه لزمهم واحد زين يحميهم عشان إكده سليم هيكون بدالي ومحدش يستحقها جده
سليم پصدمة كيف ده يا فهد إتجننت إياك 
أشار له الفهد بيده فصمت ليكمل حديثه بخبث ولا أنتوا أيه رايكم يا رجاله 
الرجل عداك العيب يا ولدي إكده الحديت صوح 
صالح پغضب كيف ده الاحق هو ولدي عز 
نظر له الجميع پصدمة ليعلموا نواياه الخبيثه بعد أن زرع الفكرة بعقولهم بينما إبتسم الكبير بفخر بحفيده الذكى الذي جعله يخرج من ملابس العفه والشرف الذي يرتديها 
فهد بنظرات تكاد تقتله نواياك الواسخه دي أني كشفها من زمان والنهارده أني كشفتك جدام الكل لأني عندي عقل يوزنك 
القوة بالعقل يا واد الدهشان وإذا كان الكرسي ده عجز بالنسبالكم فميلزمنيش 
ووقف الفهد أمام الجميع لتحل الصدمة عليهم وعلي فزاع ووبدر وسليم والجميع 
فهد بأنتصار كبيركم لسه ذي ماهو بصحته وبقوته محدش يجدر يكسرني 
ثم نظر لصالح قائلا پغضبا يفتك بأشد المنشئات لو حابب تتأكد من قوتي خاليك مكانك وشوف بنفسك 
وما ان أنهي حديثه حتي هرول صالح الدهشان القوي كما كان يقول وكذلك الرجال أعلنوا طاعتهم للفهد وغادروا 
اما فزاع وبدر ووهدان وعمر وسليم ظلوا ينظرون للفهد پصدمة ولكنه أستند علي الاريكة وجلس يستريح ويخفف من ضغط قدميه بتدليك خفيف بيده 
فزاع پصدمة أنت كنت بتستغفلنا يا فهد 
وهدان بفرحه أنت بتمشي يا ولدي 
سليم بلهفة ما تتكلم
فهد بأبتسامة بسيطه أيوا يا سليم اني رجعت أمارس مهنتي من جديد وكنت بتابع مع دكتور كمان عن طريق النت 
جاسم ببلاهة مهنة اي 
لطمه عمر قائلا غبي فهد كان دكتور عظام 
جاسم اااه ايدك تقيله يا غبي نسيت 
بدر بسعادة ألف حمد وشكر ليك يارب 
فزاع بتعجب طب ليه مجولتش يا ولدي 
فهد كنت مستاني أخلص علاج يا جدي لسه في مرحلة منه وهرجع ذي الأول بأذن الله 
سليم پغضب أني دلوقتي عرفت أنت كنت بتحب تجعد لحالك ليه 
بدر مش مهم يا ولدي المهم انه بخير 
كان الجميع سعيدا وخاصة هنية التي بكت من السعادة وحمدت الله كثيرا 
أما الفهد فكان يتتوق لرؤية معشوقته ولكن تبقا لديه أخر مرحلة ليقترب اللقاء ويتحد العشاق من جديد ليجتمع الحصون من جديد وتكون القوة كافية لأرهاب الجميع فمن منهم يقف أمام الدهاشنة يكون توقيعه علي رسالة المۏت الابدي .
الي اللقاء مع حلقة جديدة من جزء أخر بعنوان لقاء وأرتواء الفهد العاشق وراوية 
في حلقة جديده من 
الدهاشنة
بقلميملكةالابداع
أيهمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣٠ ص نانوشه.. نهى الفصل الثلاثون
بدء الفهد بأستعادة قواه شيئا فشئ حتى أصبح أقوى من قبل فكان سبب لصدمة من أرد المنصب ليثبت لهم ان كبيرهم أختار من يليق للمنصب من بعدها فهو كبيرهم بقوته العقليه قبل الجسدية 
برغم شعوره بالقوة إلا أن قلبه محطم علي معشوقته أرد الألتقاء بها وتقريب المسافات 
كم ود أحتضانها بحنان لتشعر بأشتياقه إليها وتتلاشي المسافات العائل بينهم .
بجناح سليم 
كانت نادين تريد الأطمئنان علي راوية ولكنها لا تجيب عليها مما زاد قلقها عليها فجذبت هاتفها وطلبت خالد الذي أجاب علي الفور 
نادين بقلق أذيك يا خالد 
خالد أهلا يا نادين أنا كويس الحمد لله أخبارك 
نادين بلهفة الحمد لله أخبار راوية أيه بكلمها
مش بترود عليا 
خالد بحزن معلش يا نادين أنتي عارفه ظروفها 
نادين بحزن لسه ذى ماهي 
زفر خالد پألم قائلا حالتها بتسوء عن الأول 
نادين بس فهد بقا كويس 
خالد حاولت معها مش مقتنعه 
نادين بحزن واحشتني أووي
هحاول أنزل مصر في أقرب وقت و
تصنمت نادين مكانها حينما وجدت سليم يقف خلفها بعدما صعد من الأسفل .
بدا الخۏف علي وجهها حتي أن الهاتف سقط أرضا من شدة أرتجافة يدها 
كانت نظراته غامضه لا توحي بشئ لم تري النيران المشتعله بقلبه تجاهها ألتلك الدرجة أصبحت تخشاه 
أقترب منها سليم وألتقط الهاتف ثم رفعه ليستمع لصوت خالد 
خالد بتعجب أيه يا بنتي روحتي فين 
تقدم سليم منها ثم قدم لها الهاتف وهي تنظر له پصدمة 
تطلعت له تارة وللهاتف تارة ثم تناولته منه بيدا مرتجفه .
بغرفة جاسم 
كان يقف بالشرفة شاردا بما مرء به وكيف أن والدته تسببت له بالكثير من العناء قطع تفكيره صوت طرقات علي الباب فتوجه ليجدها أمامه بعين تتلون بلون الڠضب ولهيب الكره والحقد له 
جاسم بستغراب في حاجة يا نوراه 
نوراه پغضب شديد تكبته بصوتا منخفض حتي لا يشعر بها احد عايزه أتحدت معاك 
جاسم بستغراب ادخلي 
وبالفعل دلفت نوراه للداخل وأغلق جاسم الباب ثم جلس علي المقعد بأنتظارها للحديث
أقتربت منه نوراه وقالت پغضب أنت عايز أيه 
جاسم بعدم فهم هعوز أيه يعني أنتي الا جايه أوضتي
نوراه متلفش وتدور على يا جاسم أنت خابر زين
أني مبطجكش كيف تتجدم لزواجي 
وقف جاسم ثم أقترب منها قائلا بأبتسامة سخرية عارف أنك مش بطقينى وأخلاقك متسمحش ليكي بكدا لكن أنك تحبي رجل متجوز لدرجة أنك توقعي بينه وبين مراته دا الكويس 
صدمت نوراه ليقترب منها جاسم أيه أتصدمتى ولا مش مصدقة أني عارف
كل ألعابك الواسخة وكشفها من زمان 
نوراه بتعجب وما أنت خابر أني رايده راجل تانى كيف تتجدملي 
جاسم بجدية لأن للأسف عمر ميستهلش منك كدا 
نظرت له بعدم فهم ليكمل هو تفتكري هيكون موقفه أيه لو كان سليم قاله أنك الا ورا الا حصل بينه وبين نادين لما أخدتي الصور الزباله دي ووصلتيها لأيده عشان يطلقها 
حلت الصدمه علي نوراه وتراجعت للخلف پخوف شديد ثم قالت بصوت مرتجف سليم عارف 
جاسم أيوا عارف أنك ورا الا حصل وسكت لما أنا طلبت منه كدا على وعد أنك مش هتعملي كدا تانى وأنا طبعا ماليش سلطة عليكى فمكنش أدمي حل تانى غير أنك تكونى مراتى 
صدمات تتلاقها نوراه والدموع هي السبيل الوحيد لها 
تعجب جاسم من تلك الفتاة ولم يعلم ما الذي تريده 
أوقفت البكاء ثم قالت وعيناها أرضا قال لعمر 
جاسم بهدوء وتفتكري لو عمر عرف كان زمانك واقفه بتكلمينى دلوقتي 
أغمضت عيناها پألم ليقترب منها جاسم ويقول بصوت موجوع بصي يا نوراه أنا واثق أنك عارفه أني كنت بحب ريم فأنا أكتر واحد حاسس بيكى وعارف أحساس الحب من طرف واحد ووجعه 
إستمعت له نوراه بحرص شديد فحديثه يلامس قلبها 
أما هو فجلس علي المقعد بتعب نفسى شديد ثم أكمل قائلا الۏجع بيشتد مع كل لحظه بتشوفى حبك أدمك كل ذكرى للموضوع بتفوق چروح كتير لكن الأبتسامة الا بتشوفيها بتمحى جزء من الألم 
نظرت له بذهول ليكمل قائلا الحب أنك تتمني السعادة ليه حتى له مش معاكى مع غيرك 
رفع عيناه لها قائلا بتحدي أنتى محستيش ده يبقا الا كنتى فيه مجرد وهم مش حب 
بدءت تقتنع شيئا فشئ ليكمل هو نوراه أنا حاسس بيكى عشان كدا أنا حابب أساعدك تفتكري لو أتجوزتي حد تانى وأكتشف بأى طريقه الكلام ده هيكون مصيرك ومصيرنا أيه 
أنا مش بفرض نفسي عليكى ذي ما تحبى شكل علاقتنا هيكون لو عايزانى صديق ليكى هكون ولو زوج هكون كدا أنتى الا هتحددي
وتركها جاسم ورحل تركها تعيد حساباتها من جديد .
بالمندارة
كان يجلس واهبة القناوي مع الكبير ويتحدث معه ببعض الامور المتعلقه بالمحاصيل والمزراع ثم تفاجئ بحديث واهبة عن مصير راوية هل سيتم الطلاق كما طلب الفهد أم أن هناك أقوال أخري 
تعجب وهدان مما يستمع إليه بينما حلت الصدمه علي كبير الدهاشنه الذي ترك المجلس بأكمله وتوجه لغرفة حفيده والڠضب متمكن منه 
دفش الباب بقوة محتضنه للڠضب ليتفأجئ الفهد به فواقف بقلق ليرى ماذا هناك !
فهد بلهفة في حاجه يا جدي 
فزاع پغضب هملي السؤال ده أيه الحديت الا سمعته ده يا فهد 
فهد بعدم فهم حديت أيه يا جدي 
فزاع الطلاج الا واهبة بيتحدت عنه الكلام ده صوح
فهد بحزن أيوا يا جدي كان صوح لكن دلوجت أنى بجيت زين مهتخلاش عنها واصل 
فزاع بصوتا غاضب عشان رجعت بعافيتك عاوز ترجعها صوح أني مكنتش عارف أنك أناني إكده 
فهد پصدمة لع يا جدي اني مش أنانى 
فزاع لع أنت أنانى كسرت بخاطرها لما حسيت أنك مهترجعاش لجوتك ولما عاودت عاوز ترجعلها 
فهد بحزن كان ڠصب عني يا جدي أنت مهتعرفش أيه الا حوصل
فزاع بضيق عرفت من هاشم بالتلفون بس متوقعتش منك إكده رجع مرتك يا ولدي الا بينكم يختلف عن الكل متخسرش حبك يا فهد .
وترك فزاع الغرفة ليضم فهد وجهه بيده ثم يرفعها عندما إستمع لصوت ما بالغرفة ليجدها ريم تقف والدمع يلمع بعيناها 
وقف الفهد وتقدم منها قائلا بقلق ريم 
ريم بدمع يلمع بعيناها أمي شيعتنى أندهلك
عشان متغدتش وهى حضرت الوكل 
فهد بستغراب مالك يا ريم 
ريم بصوتا باكئ رجعها ياخوي راوية بتحبك والحب صعب تلجيه وأنت قمان بتحبها 
نظر لها بستغراب لتكمل هي مكنش جصدى أسمع الا حوصل بس سمعت من جدي وأنى طالعه أنديلك 
أحتضنها فهد وقلبه ېنزف علي معشوقته ولكن حان الوقت ليقرب المسافات ويلتقى بها لتكون السكن له ومداوي لجراح دامت بعذاب العشق .
بجناح سليم 
أنهت نادين مكالمتها مع خالد ثم رفعت عيناها پخوف لسليم لتجده يبدل ثيابه بعدم إكتثار ثم أقترب منها قائلا بأهتمام راوية عامله أيه 
نادين بتعجب الحمد لله 
سليم بثبات لو حابه ننزل مصر بعد بكره ننزلى
نادين بلهفة وسعاده بجد يا سليم 
سليم بأبتسامة ساحرة بجد يا حبيبتى 
تعجبت نادين كثيرا
منه ومن التغير الذي حدث بسرعة كبيرة به فتقدمت منه بأرتباك قائلة ببعض التوتر أنت أيه الا حصل لك
إبتسم سليم إبتسامة بسيطة إلا حصل لى أني فهمت صح وعرفت أنك أد أيه بتحبيني يا نادين أنا ظلمتك كتير ومستحيل أعيدها تانى وعلاقتك بخالد مستحيل تنتهي لأنه فعلا سندك ودا انا أتاكدت بيه بنفسي 
جلست علي المقعد والدموع والأبتسامة حليفتها لا تعلم أتبتسم أم تبكي !!!
لقد تبدل حاله تماما أقترب منها سليم بلهفة قائلا پخوف حبيبتي مالك 
رفعت عيناها لتلتقي به قائلة بسعادة لا توصف أنا مش مصدقه نفسى 
سليم بخبث تعالي أخليكى تصدقي بطريقتي 
وحملها سليم بين ذراعيه ثم
توجه للفراش
ليجعلها تعود لأرض الواقع وتعلم أنها قد نجحت بتبديل حفيد فزاع الدهشان 
كانت تخطو خطوات للأعلي وصدى كلماته تتردد بأذنيها تستمع لها ولا تعلم ما هو الصواب كل ما تعلمه أن قلبها تألم لمعرفتها حقيقة أن الحب لم يعرف الطريق لقلبها 
لم تشعر بعمر وهو يحدثها وهي بعالم أخر 
عمر بقلق وهو يحركها نوراه أنتي كويسه 
أفاقت لتجد أخاها أمامها ينظر لها پخوفا شديد تعجبت نوراه وقالت بسخرية متخافش ياخوي أنا زينة كتر خيرك 
وتركته منغمس بكلماتها التي كانت له كالخڼجر الذي طعنه بدون رحمة 
أما هى فتوجهت لغرفتها وكلمات جاسم تعبأ عقلها ترفض تركها نعم أفاقتها ولكن علي واقع أليم 
أما عمر فدلف لغرفته وهو حزين علي نوراه هل قصر بحقها أما ماذا ! 
رأته ريم فتوجهت إليه والقلق يملئ عيناها مالك 
عمر بحزن مفيش يا ريم مخڼوق شوية 
ريم پخوف من أيه 
عمر بهدوء حبيبتي أنا كويس والله بس تعبان شوية هدخل أريح شوية وهبقا كويس متقلقيش 
وقبل عمر جبينها ثم توجه للفراش وتمدد عليه وباله مشغول بحديث نوراه 
بمكانا أخر مظلم 
كانت تجلس بلا روح تبكي بصمت كأنها روحا زاهقه للحياة تتمني المۏت المريح علي الحياة بدونه 
كانت راوية تجلس والدمع يسري علي وجهها ثم أزاحته بيدا مرتجفه ليخرج صوتا مكبوت كبت لشهور عڈاب قائلة بصوت مصاحب للبكاء ياررب جمعني بيه أنا مقدرش أعيش من غيره الحياة من غيره أبشع من المۏت ثم أغمضت عيناها پألم قائلة پبكاء ياررب 
أغمضت عيناها وسرحت بنوم عميق لم تذق طعمه منذ شهورا لتجده أمامها فتبتسم ثم أستيقظت بسعادة لتجد الغرفة خالية جنت راوية وفتحت المصباح لتجد الغرفة فارغة صرحت بدموع وبصوتا مرتفع قائلة بصوتا يطعن القلوب وۏجع أقوي فهد فهد 
لااااا متسبنيش أرجوك 
بكت راويه بصوتا أيقظ الجميع فأتي هاشم
لېتحطم لرؤية إبنته هكذا .
أسرع خالد إليها ليحتضنها كالعادة تصرخ بأسم فهد ثم تفقد واعيها 
حملها خالد للفراش ثم داثرها جيدا 
أقترب هاشم من إبنته والدمع حليفه ثم أخذ يمسد علي شعرها بحنان 
كانت ريماس تنظر له ولخالد بحزن شديد فراوية حالها لا يتحسن بل يسوء أكثر من قبل حتي أصبحت تبغض الفهد فمن يحب لا ېحطم معشوقه بتلك الطريقة لا تعلم أنه يعاني أضعاف مضاعفة بالعڈاب والبعاد 
علي الجانب الاخر 
كان غافلا بالقطار المتوجه لمعشوقته فأفاق بفزع وقلبه ينبض بشدة نعم إستمع لصوتها تناجيه إستمع لصوت بكائها الحارق شعر بألمها وأوجاعها حتي عيناه ذرفت دمعه حاړقة علي خديه فأصبح يعلم مصدرها فالمصدر ۏجع نصفه الأخر ۏجع محبوبته 
نعم أنه العشق الدافين الذي يترنح بين طغيات الوري بخفة لسلب قلب صار مقيد للهوي فهل من محطم للقيد أم للسجان رأئ أخر !!!
أنتظروا حلقات جديده من 
الدهاشنه
بقلميملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣٠ ص نانوشه.. نهى الفصل 31
لقاء وأرتواء
مرءت الساعات عليه وكأنهم قرون إبتاع فيها الفهد أوجاع وأشتياق لمحبوبته 
أنغمس الليل الكحيل في طغيات الصباح وسطعت الشمس بأشعتها الذهبيه بدلال كأنها تعلم أن اليوم سيجتمع الفهد العاشق بمحبوبته 
كانت تجلس كالعادة بالحديقة تتأمل الأزهار بحزن شديد حتي هي كانت مثلهم ولكنه قطفها لتصبح بلا روح ولا حياة .
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه تلمع بدمع السعادة لرؤياها 
رفعت راوية عيناها لتلتقي به نظرت له پصدمة وعدم تصديق حتي أقترب منها للغاية فأصبحت ملامحه واضحه لها 
وقفت راوية تتطلع له بأحساس غير مألوف لها مزيج من الصدمة والفرح الحزن والسعادة .الأنكسار
هو حليف قلبها 
ظلت تنظر له بعين تحمل السؤال كأنها تخبره لما البعاد كأنها تلومه علي ما أرتكبه بحقها
مرءت الدقائق ومازالت النظرات هي الحائل بينهم نظرات إشتياق وعشق نظرات ألم وعتاب 
أنهها الفهد عندما جذبها لأحضانه بقوة كادت أن تفتك بها حتي تشعر بأشتياقه لها حاولت أن تصده بعيدا عنها ولكنها لم تستطع فأحتضانته هي الأخري وبكت بصوتا مرتفع مزق قلبه
فهد بصوتا عاشق واحشتينى أوي يا راوية 
راوية بدموع أبعد عني أنت مش بتحبنى أنت بتضحك عليا لو بتحبنى مكنتش تعمل فياا كداا 
فهد بحزن علي ما وصلت له معشوقته ڠصب عنى يا حبيبتي صدقينى أنا كنت بټعذب أكتر منك 
دفشته راوية بكل ما أؤتت من قوة فنظر لها بذهول لتقول بصوتا مرتفع هات لأجله من بالقصر صوتا يحمل تارات من الۏجع والآلآم پتتعذب أنا كنت بمۏت كل يوم كلامك مش بيفارقنى كنت بنام وأنا خاېفة أصحي القى علاقتنا آنتهت بمجرد ورقة فتدمرني 
عذابك دا هين بالنسبة للا أنا كنت فيه 
نظر لها فهد بحزن وخالد وهاشم حتي ريماس بكت لأجلها لتكمل هي بصوتا باكئ ودموع ټغرق وجهها عارف يعنى أيه تحس أنك عايش بس مېت في نفس الوقت حسيت بقلبك بيقف بالبطئ إنكسرت وأنت شايف بحزن الا حواليك وشفقتهم عليك 
حسيت أن خلاص روحك إنفصلت وبقيت مجرد جسم عايش 
أنا كنت كدا مجرد الكلام مش هيوصلك الا حسيته وكل ده ليه عشان تحاول تقف علي رجلك من جديد 
كفكفت دموعها وقالت پألم كان ممكن اساعدك أو علي الأقل أكون جانبك بس أنت كنت
أناني يا فهد محبتش أني أكون جانبك عشان مشفش ضعفك دا الا أنت فاكره صح لكن أني أموت بدل المره ألف ده عادي 
فهد بحزن راوية أنا مفكرتش بكل ده أنا 
قاطعته قائلة بدموع أنت أناني يا فهد وأنا مستحيل أرجع معاك تاني 
فهد پصدمة نعم 
راوية بهدوء علي عكس العاصفة بداخلها ذي ما سمعت مستحيل أرجع تاني 
هاشم يا بنتى الموضوع أتحل مالوش لازم يكبر عن كدا 
راوية بدموع الموضوع كبر من زمان يا بابا 
خالد لهاشم من فضلك يا بابا المشاكل دي بينهم أحنا مش لازم نتدخل 
أشار له هاشم بأقتناع ثم دلف معه للداخل بصمت وتبقت راوية مع الفهد بالحديقة 
فهد پغضب ممكن أفهم تقصدي أيه بكلامك دا 
راوية بدموع ذي ما فهمت يا فهد أنت رمتني هنا ومسالتش عليا ولا فكرت فيا ولا بمشاعري ليه دلوقتي رجع وعايزاني 
فهد بثبات أنتى عارفه كويس الظروف الا كنت فيها يا راوية 
راوية پبكاء طب وأنا يا فهد مهمكش أني من غيرك هعيش أذي 
فهد بحزن وهو يقترب منها ويضع يده علي وجهها أسف يا حبيبتي كان ڠصب عني والله 
نظرت له راويه كثيرا ولم تعلم ما الذي عليها فعلها سوي أن تبكي باحضانه نعم جرحها ولكن القلب لم يريد سواه 
ذاق علي يده عذابا ولكنه الشفاء 
هذا هو العشق 
أوجاعه معسول 
والبعد مطموس بالعڈاب والأوجاع 
بمنزل فزاع الدهشان 
بغرفة ريم كانت تجلس بشرود في زوجها لا تعلم ما به حاولت كثيرا ولكنها لم تستطع معرفة شئ
كان عمر بالاسفل وتوجه للأعلي ليبدل ثيابه فرأها تجلس شارده 
عمر ريم 
لا رد 
تعجب عمر ثم أقترب منها ووضع يده علي كتفيها ففزعت ليتطلع لها عمر بتعجب 
عمر في أيه يا ريم 
ريم بلهفة عمر أنت كنت فين أني دورت عليك مالجتكش 
عمر بستغراب كنت مع سليم وجاسم ليه 
ريم كنت خاېفة عليك لانك متغير من إمبارح 
جلس عمر بتعب نفسي شديد قائلا بحزن خاېف يا ريم خاېف أكون قصرت مع نوراه ذي ماهي فاكرة
ريم بتفهم أنت مجصرتش معها يا عمر حتي لو هي شايفه إكده زود آهتمامك بيها ما تنساش أنها خيتك الوحيده وهي مالهاش غيرك 
تطلع لها عمر قليلا ثم أشار لها بالاقتراب ففعلت ذلك وأقتربت ليحتضنها بقوة قائلا بعشق أنتي أحلى حاجة في حياتي يا ريم مش قادر أصدق أني كنت غبى طول السنين دي ومحستش بحبك ليا 
ريم بخجل وأديك عرفت اد أيه بحبك أوع بقا 
وتركته ريم ونظراته لم تتركها لتقول بأرتباك وبعدين أنت وعدتني تغنيلى وتعزف علي الجيتار ومنفذتش وعدك 
عمر بسخرية يعني أنفذ وعدى هنا عشان الكبير يطير رقبتي 
ريم بلهفة لع بعد الشړ عليك يا عمر
أقترب عمر منها بعشق قائلا بخبث قلب عمر وروحه وكل حياته 
حاولت ريم أن التملص من بين يديه ولكنه كان الحاجز القوي لها 
ريم بخجل أنت واجف كدليه هملني أعدي 
همس عمر بجانب اذنيها قائلا بخبث هو انا مسكتك 
حاولت التملص من بين زراعيه ولكنه كان كالحاجز القوى لها فلم تستطع ذلك فنظرت لعيناه التي تفتك بها فلم تستطع النظر اليهما طويلا ثم نظرت ارضا بخجل قائلة بصوت متقطع من الخجل عمر خليني اعدي بجا نظر لها عمر بعينه لټغرق هيا بجمال عيناه وتذهب بعالم اخر عالم لا يوجد فيه سواه وسواها ليعلمها فنون العشق بطريقته الخاصه
اما علي الجانب الأخر كانت نادين تهبط الي الأسفل ثم توقفت فجأه عندما استمعت الي شهقات بكاء فلتفتت لتجد الصوت قادم من غرفه نوراه وقفت قليلا لتحسم امورها تدخل لها ام تكمل طريقها ولكن لم تستطع التغلب علي قلبها فهيا عفوية بطبعها 
دلفت نادين الي الغرفه لتجد نواره تجلس علي الفراش وعينها متورمه من البكاء فتعجبت ثم تقدمت للداخل بخطوات بطيئه لم تستعب ما تراه هل تبكي نوراه هل تبكي قاسېة القلب التي تأخذ مطاف اخر منذ ان دخلت نادين وروايه تلك العائله فنوراه شخصية منفصلة عن الجميع لم
تراها نادين الا مرات قليلة معدوده علي اليد نعم هي تشعر انها لا تكن لها سوي الكره والعداء لا تعلم لماذا !!
ولكن تشعر بذلك فبالفعل ذلك جزء بسيط من الحقيقه جلست نادين بجوارها قائلة بستغراب مالك يانوراه 
رفعت نوراه عينها لتجد نادين تجلس علي مقربة منها فتعجبت كثيرا وظلت تنظر
لها لا تعلم هي في حقيقة أم حلم تلك الفتاة تسألها عن حالها وهي من تسببت لها بالكثير والكثير من المشاكل حاولت نادين ان تعلم ما بها ولكن لم تتمكن من ذلك فنوراه كانت تلتزم الصمت وتنظر لها بستغراب حزنت نادين وقالت واضح انك مش بتحبيني من اول ما دخلت البيت بعتذر علي تطفلي واوعدك اني مش هدايقك تاني فتوجهت نادين الي باب الغرفه للخروج ولكنها توقفت عندما شعرت بأحدا ما يتمسك بها أستدارت لتجد نوراه تتمسك بذراعيها قائلة بدموع ايه الطيبه الي في جلبك دي رغم اني اذيتك وكنت بكرهك جايه تسأليني عن سبب بكايه
تطلعت لها نادين
قليلا ثم قالت بصوت منخفض
بعض الشيء ايوه انا عارفه كان جوايه احساس ان انتي بتكرهيني بس مش عارفه ليه يمكن عشان انا من مصر مثلا او يمكن عشان انا مبتكلمش مع حد كتير 
نوراه بستغراب انتي حطالي الف عزر
ابتسمت نادين ثم قالت ايوه لما تحطي لي اي حد عزر بتدى للقلبك مساحة وفرصة
تعجبت نوراه كثيرا ثم جلست بجوار نادين وظلوا يتبادلون الحديث حتي أخبرتها نوراه عما حدث وعما فعلته بها صدمت نادين مما فعلته نوراه حتي انها سألتها لما فعلت كل ذلك فأخبرتها بالحقيقه القاسيه بأنها كانت تحب سليم وأنها اكتشفت منذ قليل انه لم يكن حب كانت مجرد نزوة وهي
الان تشعر بندم كبير وتريد الاعتذار من سليم وعلي انه التزم الصمت و لم يخبر اخاها كانت بانتظار قسوه من نادين او تركها للغرفة فهى تستحق ذلك ولكن نادين فجأتها بعكس ذلك حيث وقفت بجوارها وظلت بجانبها حتي اخرجتها من الحاله التي هيا بها ثم اخبرتها بأن لا بأس بما فعلت فالحياة تضعنا بمواقف صعبة المنال ولكن علينا تخطيها ببعض الحكمه والتفكير الصحيح فهيا لم ترزق بذلك ولكن بوجود جاسم ساعدها علي المعرفة
و اخبرتها ان بداخل هذه الحجاره كما تعتقد هناك ركن خاص مملوء بالطيبه والحنان والا لم تهبط تلك الدموع 
نظرت لها نواره كثيره فتلك الفتاه غريبة حقا ولكنها علمت الان لما يعشقها سليم ولما تمكنت بنات البندر من وجهة نظرها ان تمتلك قلوب حصون الدهاشنه
عاد الفهد الي الصعيد مره اخري وعادت معه معشوقته بعد ان اقنعها بما فعله عادت روايه الي الصعيد مره اخري ولكن بقلبها مكان صغير يفيض بالحزن مما حدث لها بعيدا عن معشوقها ولكن تحملت الكثير للعيش معه مره اخري لتريه جزاء مافعله ولكن بطريقتها الخاصه كانت سعاده نادين بروايه سعاده لاتوصف حتي ريم كانت تشعر بسعادة عارمه فروايه لها كاخت لم تنجبها والدتها وعادت السعاده تحل علي سرايا فزاع الدهشان من جديد حتي انه قرر الاحتفال بتلك المناسبه بتعجيل زفاف جاسم لتعم الفرحه علي السرايا بأكملها فهى لم تذق سوي الجراح والحزن والألم في الفتره الماضيه
صعد الجميع للأعلي 
وتبقا فزاع بالأسفل يجلس بشرود ليفق علي صوت إبنه الأكبر وهدان 
وهدان مالك يابوي 
فزاع بأبتسامة بسيطة أجعد يا ولدي 
وبالفعل جلس وهدان بأنتظاره للحديث 
صمت فزاع قليلا ثم قال بصوت معبأ حنين للماضي لسه فاكر يا ولدي لما كنت إصغير وكنت دايما پتخاف علي خوتك بذات أخوك الصغير الله يرحمه 
حزن وهدان وقال بحزن الله يرحمه 
فزاع بدمع يلمع لأول مره بعيناه الضانا غالي يا ولدي أني حسيت وجتها أن روحي أتسحبت مني بس إستعملت عشانكم مكنش لازمن أضعف يا وهدان لبست الجوة وأني من جوايا ضعيف يا ولدي 
أقترب منه وهدان وجلس أرضا قائلا بدموع ربنا يخليك لينا يابوي وميحرمناش منيك واصل
وضع فزاع يده علي رأس إبنه قائلا بحنان تعرف يا ولدي ربنا كريم بيعوض عن حاجات كتيرة أووي اني كنت دايما لوحدي بس لمتكم حواليا كانت الهيبة لياا حتي احفادي هم الجوة الا بتسند عليها كل واحد بيختلف عن التانى بس جواهم نفس الحب للعيلة 
تطلع له وهدان بأهتمام ليكمل فزاع بفخر فهد هو الكبير بس بقلبه حنان يكفى عالم بحالها بيكره الضعف ومهيحبوش واصل ميأسش وجام عشان محدش ينهش فينا حارب نفسه ووجف علي رجليه تانى أني قمان عرفت من الرجاله أنه بيعمل حاجات كتيره من ورانا عشان محدش يتأذي فينا .
وسليم يا ولدي من بره جاسي محدش يتوقع منه طيبه وده الا بيخلي الكل ېخاف منيه ويعمله ألف حساب 
بضيع منه حاجات كتير
بسبب جسوته لكن من جواه نفسه يبطلها ومعرفش الحل أيه لحد ما بت البندر دي دخلت حياته وغيرته 
ثم ضحك قائلا تعرف يا وهدان أني بحب البت دي جوي لأنها بتفكرني بأخوك الله يرحمه كان إكده يحب الضحك والهزار .
أما عمر فده المستحيل نفسه الكل بيستجل بيه إكمنه من بره شبه ولاد البندر لكنه من الدهاشنه وعلي أصوله صوح 
غضبه بينسف الكل 
حتي جاسم جعدته معنا يا ولدي ما نستوش أصله
الكل عملوني كبير يا وهدان بتربيتي ليهم بس بتى هي الا خذلاتني مكنتش متوجع منها إكده يا ولدي الا عمالتوه ۏجع جلبي 
وهدان بدموع سلامة جلبك يابوي متزعلش نفسك بيها هي إلا أخترت الطريج وهي الا هتكمله لوحديها 
أغمض فزاع عينه قائلا پألم ربك كريم يا ولدي هو الا جادر علي الجلوب يالا الوجت أتاخر روح لمرتك 
وهدان هوصلك لمطرحك يابوي 
فزاع پغضب جري ايه يا ولد لساتني بخيري فاكرنى عجزت إياك
ضحك وهدان قائلا لع مين يجدر يجول إكده 
وصعدوا للأعلي والأبتسامة مرسومة علي وجوهم .
بجناح فهد
أقترب منها فهد بأشتياق ولكنها لم ترد ذلك وتبعادت عنه بحزن شديد 
فقال بحزن لسه زعلانه مني يا راوية 
راويه بدموع لا يا فهد بس خاېفة 
فهد بستغراب من أيه!!!
راوية
خاېفة أتعلق بيك أكتر من كدا وتخذلاني تاني يا فهد 
أحتضنها فهد بحزن شديد فهو لم يرد ذلك لم يريد لها العڈاب 
فقال بعشق مش هيحصل تانى يا حبيبتي أوعدك 
ثم جذبها تقابل عيناه قائلا بصوتا حنون شايفه أيه يا راويه 
نظرت راوية لعيناه لتجد إسمها ملون بلون العشق الأبدي فأبتسمت وأحتضانته بفرحة كبيرة أما هو فشدد من إحتضانها بأشتياق .
ليعتذر لها عما بدر منه بطريقته الخاصه 
بغرفه سليم 
دلفت نادين لتجده يتحدث بالهاتف مع أحدا ما ويبتسم من وقتا لأخر ثم أنفجر ضاحكا ليتودد الشك لديها وتعلو شرارت الڠضب فتطلعت لجوارها لتجد سکين بطبق الفاكهة فتناولته وتقدمت منه پغضب قائلة بصوتا مرتفع پتخوني يا سليم بعد سنوات حب 
فزع سليم ليلقي بالهاتف أرضا ثم تراجع للخلف قائلا پجنون يخربيتك أيه الا في يدك ده يا مخبولة 
نادين پغضب هبقا مخبولة لو سبتك عايش بعد النهارده يا واد الدهشان بقا أنا أتخان يا أعمى أنت دانا موزه وعسسسل 
سليم پغضب نادين 
نادين بغرور تفتكر هكش وكدا لا يا بابا ولا
حتى هقولك طالقني لاني بعشق البيت دا ومش هسيبه أنت الا هتمشى منه 
سليم أجفلي خشمك بيت أيه يا مجنونه أنتى ارمي السکينه دي
نادين بسخرية والله أنت إبن حلال أهي 
والقت نادين السکين ثم انحنت لتجذب شيئا ما من أسفل الفراش 
سليم بندهاش أيه ده !!
نادين دي العصايا الا كنت بترقص بيها يوم الفرح خبتها عشان الوقت داا 
أقترب منها سليم پغضب جامح قائلا بصوت مكبوت اسكتي بقا فصحتينا 
نادين نعم ڤضيحة أيه دي أنت الا ڤضحتنا ياخويا مش أنا 
أتجه سليم تجاه الهاتف ثم فتح الأسبيكر لتتصنم مكانها من الصدمة 
عمر هههههههههههه نهار أسووح يا جدعان عههخههههههه لازم نتصرف بسرعه 
جاسم هههههههع أنت روحت فين يا خالد أتصرف أنت ظابط أعتقلها قبل ما ټموت بعلها هههعهه
خالد أنا متبرأ منها ومنكم ما أعرفكوش 
فهد ههههه ليه بس كدا يا أبو نسب سبك منهم وتعال خااص 
عمر هههههههههه خاص ايه يا كبير الدهاشنه سليم هيتشلوح يا جدعان 
جاسم هههههه الله يكون في عونه أنا عن نفسي ملك اللهم لك الحمد 
فهد بلاش أنت يا جاسم 
عمر الواد ده حيوان هي أمي الا هتتجوز 
خالد الصراحه المظلوم سليم نادين کاړثة جوية 
نادين كدا يا خالد ماااشي 
جاسم الخطوط دخلت في بعضها 
عمر ألبس يا معلم سلام عليكم 
جاسم خدني معاك يا خويا 
نادين كدا يا خالد مااااشي 
خالد پخوف أهدي يا نادو دانا بهزر يا حبيبتي 
نادين حسابك تقل معيا اووي بس اما تيجي هنا 
خالد مش هيحصل أبدا 
نادين لييه ان شاء الله 
خالد اعدك أني سأبذل قصار جهدي 
أحمم حد هنا يا خونا عشان اتكلم بحرية 
فهد خد راحتك ياخويا 
نادين قصار أيه أنت اذي تتكلم علي أختك كدا المفروض تدافع عني 
خالد دانتي تدافعي عن بلد حاولت والله بس انتي الا ما شاء الله مسيطانا 
نادين پغضب الرجل بيخوني وأسكت 
خالد بيخون مين يا بنت المجانين أمال أحنا أيه 
نادين الله أعلم بقا تلقيكم معها 
فهد نهار اسووح معها فين الله يخربيتك أنا لسه مصالح الولية 
نادين بتصالحها وتخونهاااا 
فهد هي فيها خېانة طب سلام بقا يا خالد 
خالد لاااا ما تسبنيش يا فهد 
فهد فهد مين يابا معاك ربنا يابني الله يقويك 
خالد أخس علي كبيرنا 
فهد هعتزل من المنصب ده 
وأغلق فهد الهاتف ليتبقا خالد معها لينال ما تبقا منها ليصبح مچنون هو الأخر .
حل الصباح بتجهزات للزفاف ليكون مميزا للغاية لجمع الفرحة والعشق وحصون الدهاشنة 
أنتظروا الحلقات الأخيرة من الدهاشنه 
بقلمي آية محمد رفعت 
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣١ ص نانوشه.. نهى الفصل 32
حل صباح جديد يلمع بشمسا ذهبيه لتنير هذا العالم من جديد
علي المائدة
كان يجلس الكبير فزاع دهشان بهيبته المعتادة بجواره الفهد الشارد بتلك المعشوقه التي تجلس أمام عيناه بها لمحة حزن رأها بعيناها بعدما عاد من مصر لايعلم ما سببها ولكن يعلم انه جرحها چرحا بالغا فكان يستدرجها بنظراته لتنعم يبعض العشق الساكن بقلبه لتعلم أن ما فعله لم يكن سوي حماية له من غضبه الجامح 
رفعت عيناها لتلتقي بعين مفعمة بالعشق وإسمها مسطر بحروف من ألماس بعين الفهد العاشق فخجلت كثيرا من نظراته وبدءت توزع نظراتها بين الطعام وبينه بخجل بدا للجميع .
بالمقابل له كان يجلس سليم ونظراته تجاه معشوقته هو الأخر التي تجلس بجانب نواره تسايرها بالحديث ويتبادلون الضحكات فكان التعجب مصيره ومصير الجميع 
كيف لنوراه الحديث بعدما كانت تلتزم الصمت خاصه بعد ان كشفت نوال وطردت خارج المنزل فكانت نوال بالنسبه لها كالأم وكل شيء حتي عمر كانت نطراته مسلطه عليهم بتعجب ولكن يشعر بداخله بفرحة بأن نادين فعلت المستحيل لجعل تلك الفتاه الباسمه تنير وجهها .
أما ريم فكانت تنظر لعمر بخجل شديد خاصه بعد ان عزف لها مقطع خاص واهداه لها بكلمات ملحنها بصوته العذب خصيصا لها فريم ملكت قلب العمر المتعجرف .
كان يتابع كل ذلك كبير الدهاشنه الذي علا وجه بسمة بسيطة.
بسمة فخر باحفاده فها هو اجتمع بهم بعد آلام واوجاع صمد بها عائله
الدهاشنه
فهو يرى تغير القلوب بعدما كانت قاسيه وتحمل الجفاء كسليم بتلك المشاكسه نادين 
وراوية التي روضت قلب الفهد ليصبح الفهد العاشق فهي بالفعل فعلت المستحيل
كل معشوقه صارت ملكة لقلب حصونه الثلاث 
أما جاسم فكان شاردا بعالم أخر كم كان يتمني ان تكون بجواره ان تخبره انه لها كل شيء وأن المال ليس بالكثير بجانب حبها له ولكنها اثبتت له العكس حينما تنازلت عنه كالكثير مما تنازلت عنها من الأخلاق والمبادئ لم ينكر انه بحاجة لها خاصة بعد أن حدد زفافه بعد غد كان يريدها بجواره ولكن رباب وهنيه ملئت الفراغ وظلت لجواره فشعر بأن الله منا عليه بالكثير والكثير .
بعد أن تناولوا جمعيا الطعام جلسوا بالقاعه يتبادلان الحديث
حتي دلفت نادين قائلة بدراما تلفيزيونية القاعده دي متنفعنيش 
نظر لها الجميع بتعجب
فقال بدر بستغراب قاعده ايه يا بتي
أقتربت نادين من فزاع قائلة بلهجة صعدية إسمع يا كبير ما ينفعش يبجا انت كبير الدهاشنه وتجعد إكده 
نظر لها قليلا ثم قال بندهاش وأني جاعد كيف يعني!!
كان الجميع يتابع الموقف بأهتمام فتلك الفتاة دائما توقع نفسها في المتاعب
فأكملت هي بدراما عالية المفروض الجعدة دي تكون اسبشيتل خاصه بوجودك معانا لازم أنت الا تحلي الجعدة مش احنا
سليم بصوت منخفض إسبشيال أيه الله يخربيتك 
عمر والله يا سليم مراتك دي مش هترجع الا لما رقبتنا تطير علي أيد الكبير
جاسم متقلقش معنا الكنج 
ونظروا جميعا للفهد
الذي تبسم بهدوء لينال الوسامة بجدارة وإمتياز 
بينما أكملت نادين إلقاءها قائلة بحماس القاعدة كلها صمت رهيب مخيم علي الكل ليه ماندردش شوية 
نظر لها فزاع بقليل من الدهشه ثم قال سليم بضحكة مصطنعه وهو يشتاط غيظا من تلك الفتاة اجعدي يا حبيتي زمان رجيلكي ۏجعتك من الواجفة تعالي إهنه 
كبتت راوية ضحكاتها ولكنها فشلت بالأخير لتتحكم ريم بها عندما سعلت بصوت مرتفع حتي لا يري أحدا ضحكاتها ولكن هيهات فالفهد يتابع معشوقته فأرتسم بسمة علي وجهه لرؤيتها تبتسم فكفت عن الضحك وبقيت تتنظر له هي الأخر لا تنكر أنها تعشق نظراته حتي ولو تزيدها خجلا .
جذب سليم نادين من زراعيها لتجلس بجانبه فدفشته بعيد عنها وتوجهت مرة اخري للكبير تحت نظرات خوف من الجميع نادين شوف يا كبير في العاب جميلة أوي نتسلى بيها بدل الجو الخنيق ده
وهدان پخوف على تلك الحمقاء من ڠضب الكبير اجعدي يا بتي الله يسترك 
فهد بأبتسامة ساحرة انا بجول يا نادين تسمعي كلام أبوي وترجعي مطرحك جنب سليم 
تمتم بدر بصوت منخفض سمعه البعض بتجول ايه المخبوله ديه كيف نلعب وتجول للكبير اجده ياليلتنا الحوسه 
كان الكبير يستمع لها بغموض تام وصمتا رهيب ثم قال عندك افكار ايه
نظر الجميع له پصدمة ماذا ايستمع الكبير لتلك الفتاة المجنونه !!!!كيف ذلك !!!!!! ولكن فجائهم وظل يستمع لها وهي تسرد له ما سيفعلونه وهي أن تسجل أسماء الكبير بورقة بستثناء الكبير ثم يقوم فزاع باختيار اثنين بطريقة عشوائية ويتوجه لهم الكثير من الاسئله والخاسر بينهم هو من لا يستطع الإجابة علي سؤال ما فسيفعل ما يطلبونه منه
وبالفعل اعجب الكبير بذالك الاختيار تحت نظرات صدمة وتعجب من الجميع وبعد المشاورات احضرت نادين اوراقا وقلم وكتبت اسماء الجميع بأوراق صغيره ثم طيتها وجذبتها بداخل اناء وقدمتها للكبير فاختار ورقتين بطريقه عشوائية فظهر اسم روايه والاسم الاخر كان جاسم فركضت نادين وأحضرت مقعدين وجذبتهما في منتصف الغرفه كان الجميع بحالة من الصمت فمنهم من تحل عليه الصدمه ومن تحل عليه الدهشة من تلك الفتاه ومنهم من تبتسم علي براءة تلك الطفلة المتخفية وراء تلك الفتاة
فجذبت رواية بالقوة واجلستها علي المقعد وهي تحاول الأعتراض ولكن لا مع من ستتحدث فهى تقف امام الحمقاء بنفسها 
أما جاسم رفض في بدأ الأمر فأخبره عمر بأن لا بأس بذلك فهم يشغلون وقتهم لا اكثر.
وبالفعل جلست روايه علي المقعد
وبجانبها كان يجلس جاسم بانتظار من سيطرحون الاسئلة 
وضعت رواية عينها ارضا بخجل شديد من نظرات الفهد لها اما جاسم فكان يجلس بارتياح فهو ليس بكتاب مغلق للجميع فالجميع يعرف عنه الكثير 
فأجئ عمر جاسم بسؤال لم يتوقع وهو لما اراد الزواج من نوراه 
فهذا السؤال يشغله منذ فتره والآن حان الوقت لمعرفته كان جاسم بکاړثة حقيقية كيف يجيبه بأنه فعل ذلك لأن عمر لا يستحق من تلك الفتاة ما كانت تنوي فعله .
حتي نواره بدا الخۏف علي وجهها ولا تعلم بما سيجيب 
لكن جاسم أجاب بذكاء بالغ حينما قال أنا سافرت مصر كثير وشفت بنات هناك أكتر 
كان ممكن أرتبط بأي واحدة فيهم بس هلقي أفضل من تربيتكم فين اكيد ادام هيا متربيه في بيت الدهاشنه فمش هلاقي افضل من كدا 
تبسم الجميع علي ذكاء هذا الصبي فهو أجاب بذكاء حتي وان كانت العبارات مختصره حتي عمر إبتسم إبتسامه
ظهرت للجميع كم أرتاح قلبه بعدما عثر علي الأجابة المناسبه 
نادين انا بقا الا هسأل روايه السؤال الأول أيه أكتر موقف أسعدك مع فهد 
تاني سؤال حبيتي فهد من قبل الجواز ولا بعده 
إبتلعت راوية ريقها بخجل شديد حتي أنها كانت توزع نظراتها بخجل بين الفهد والجميع 
ثم وضعت عينيها ارضا وصمتت قليلا حتي بدا الخجل على وجهها عندما تلون باللون الأحمر
تابعها الفهد بأهتمام فهو اراد ان يعلم الإجابة بصبر كبير اما هى فكانت تشعر بخجل شديد ابتسم الكبير ابتسامة غامضة ثم قال ماتستحيش يا بتي مافيش حد غريب
ضحكت ريم بتسلية ثم جلست تستمع لها بعدما احضرت المشروبات
وأخيرا تحدثت رواية بأرتباك انا من اول ما شفت فهد وأنا حسيت بإحساس غريب بيربطني بيه أما الحب كان بعد الجواز وصمتت قليلا تبتلع ريقها بخجل شديد من نظراتهم اليها فالجميع ينظر لها بابتسامة بسيطه حتي سليم نظر الي نادين وابتسم ثم اقترب منها وهمس بأذنيها سمعتي كيف كان إحساسها لكن أنتي من أول يوم شوفتك فيه واحنا بنتعارك مع بعض
ثم تابعت رواية حديثها اكتر موقف اسعدني هو لما شوفت فهد واقف علي رجليه 
خانتها دمعة هاربة من عيناها عندما تذكرت كيف انه حرمها من ان تكون بجواره شعر الفهد بحزنها فقال لحتي يخرجها مما هيا فيه أنتى دنيتى يا راوية ربنا يخليكي لياا يارب 
بدر أستحي يا واد منك ليه بلاش جلة حيا 
رباب هههههه متهمل العيال في حالهم يا بدر
وهدان إسكت أنت 
سليم وانت بجا يا جاسم ايه الي خالاك تنقذ ريم من الي حصلها هنا انقبض قلب ريم من مجرد التفكير بالذكريات مرءت حتي وهدان والجميع استمع له بأنصات 
اما جاسم فأستعد لجولة سيخضها مملوءه بآلالآم وأوجاع النبش بذكريات ماضيه فقال والالم مصاحب بصوته انا حاولت كتير أوقف أمي عن الا هيا بتعمله ومش لقيت طريقه افضل من كدا 
كانت أجابة بسيطة فلم يرد سليم أن يضغط عليه اكثر من ذلك تقدمت نادين من الكبير وقدمت له الإناء وقالت بفرح طفولي يلا نسحب كمان ورقتين كان الجميع يتابع الموقف بنظرات من الحيرة ونطرات يلا نسحب ثم سحب ورقتين فوجد اسم فهد وسليم فصړخت نادين بفرحة طفوليه ثم جذبت سليم امام الجميع والدهشة والڠضب حليف وجهه واجلسته علي المقعد ثم توجهت للفهد الذي كان ينظر لها بهيبة لا تليق سوى به.
نادين بنبرة مضحكة هلما الي المقعد حان دورك
ابتسم الفهد ابتسامة بسيطة جعلته وسيما للغاية ثم قال بكبرياء وغرور ولو مروحتش يعني هتعملي ايه
نادين پخوف مصطنع مش هعمل بس ممكن أخلي الكبير هو الا يعمل
ضحك الكبير قائلا بفرحة جوم يا فهد ولا معتش ليك كبير يا كبير الدهاشنه 
فهد بلهفة كيف ده يا جدي ربنا يعطيك طولة العمر 
وبالفعل قام الفهد وتوجه إلى المقعد لينضم لسليم قائلا پخوف مصطنع أدام فيها الكبير يبجا نجعد من سكات
سعدت نادين كثيرا ثم نظرت لهم وقالت بغرور يلا يا جماعة يلا يا حلوين معانا الأستاذ سليم والاستاذ فهد الا عنده اي سؤال الفرصه مش هتكرر كتير.
ضحك بدر قائلا البت ديه مش ناويه تيجبها لبر
اجابه وهدان قائلا بنوع من الجديه ياعم سبنا خلينا نفرح شويه مننكرش ان بعد ما بنات البندر دخلوا الدهاشنه اتغيرنا شويه
كانوا يتحدثون بصوت منخفض بعض الشيء ولكن سمعهم الكبير فكانت ابتسامته تأيدا لحديثهم ضحك عمر بشماته ثم قال بغرور انا الا هسأل محدش هيسأل غيري 
سليم بخبث وحشك الغيط إياك 
إبتلع عمر ريقه پخوفا شديد ليكمل الفهد بمكر ماشي أسأل براحتك يا ود عمي 
تلبش عمر ثم جلس مجددا قائلا بصوت مرتبك لا انا مش هسأل الا عايز يسأل يتفضل يا إخونا 
سليم ناس ما بتجيش الا بالعين الحمرا 
صمتوا قليلا من الوقت ثم قالت هنيه أني الا هسأل ولدي اشتعلت الاجواء بالحماس عندما شاركتهم هنيه باللعبه فتقدمت من الفهد وجلست بجانبه ثم سألته بخبث علمه الجميع ولكن روايه اتخذت السؤال علي محمل الجديه عندما قالت هنيه بتحبني اني اكتر ولا بنت البندر صمت الفهد قليلا ثم ابتسم قائلا بذكائه المعهود انا بحبها عشان بتشبهك يا امي وقبل يديها ثم قبل رأسها بحنان لتبتسم بفرح وتحضنه بحنان وسط ضحكات وابتسمات من الجميع حتي روايه قامت واتجهت لها وقبلت يدها بحنان قائلة بحب ربنا يخليك لينا يا امي
احتضنتهم هنيه قائله بفرح ودمع يلمع بعيناها ويخليكم ليا يا ضي عيوني
امتلئت الاجواء بالمرح والمزح ولكن قاطعتهم نادين عندما وقفت بجدية مصطنعه انا بجا الا هسأل سليم
ثم تقدمت منه قائله بجدية
بتثق فيا
نظر لها سليم قليلا ولم يعلم كيف يجيبها وسط نظرات من الجميع جعلته لا يقوي الي الحديث تحولت نظرات باهتمام فنادين تتحدث بجديه كأنها تريد معرفة ما يجول بخاطره علي فترات طويله صمت سليم ثم قال بعشق جارف انا بثق
فيكى اكتر من روحي
كانت الاجابة مفعمة بالحب المصاحب له حتي أن نادين إبتسمت كأنها تحمد الله علي الفترة التي قضتها بعذاب انتهت الان بانتصار حتي أن نوراه كانت تتابع الموقف باهتمام وابتسمت بوجود جاسم بحياتها ليفقها مما كانت فيه فهى كانت بدوامة كاذبة بأن ما بداخلها لم يكن حبا لسليم ولكنه كان شيئا خاطئ نعم جاسم دلف لحياتها منذ فتره قليلة ولكنها بدأت تشعر بأشياء غريبة تجاه 
كانت ټخطف بعض النظرات له في الخفاء لا تعلم لما تحب وجوده بجانبها لا تعلم لما ينبض قلبها بسرعة كبيرة عندما تراه كل ما تعلمه انها
وقعت في حب الجاسم .
انتهت الجالسة بسعادة عارمة في فتلك المشاكسه تنجح دائما في اسعاد الجميع وخاصة بعد أن دلفت تلك العائلة كأنها حملت سحابه من السعادة لتغطي بها سرايا فزاع الدهشان وبذكاء راوية كانت تنجح دائما في حل المشاكل التي تقابل من بالسرايا فتلك الفتيات المكمل للدهاشنه .
قام الجميع بتحضير زفاف جاسم ونوراه 
حيث أنه سيكون مختلفا تماما عما سبق فالزفاف اليوم مملوء بالعشق والحب ومختوما بحصون الدهاشنه ليأتي يوما جديد محمل بالأحداث يوم مملوء بطيات من الحب والعشق بعشق الفهد المميز الذي إمتلك قلب معشوقته الملكة لعرش قلبه وكذلك المشاكسه نادين بترويض القاسې 
وريم راوضت المغرور ليصبح خاضع لها 
فياويل حواء من سحرها المختوم علي القلوب .
تابعوني في
أخر ثلاث حلقات من 
الدهاشنه
بقلميملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣١ ص نانوشه.. نهى الفصل ٣٣
في صباح يوم جديد محمل بالافراح التي ستحل علي عائلة الدهاشنه
كانت الترتيبات تقام علي قدم وساق فاليوم مميز للغاية زفاف جاسم علي حفيدة فزاع الدهشان .
بغرفة نوراه
تألقت بفستان أبيض جعلها كالملاك وأكتفت بتحجيبة بسيطة مع ميك أب هادئ فكانت جميلة حقا 
أما نادين فأرتدت فستان ستان من اللون البينك ووضعت قليل من المكياج مع حجاب دهبي اللون فكانت كالأميرات .
أما حورية الفهد فتألقت بفستان من اللون القرمزي وحجاب هادئ باللون الابيض فكانت كالملكات 
بالأسفل
يقام حفلا لايليق سوي بأحفاد الدهاشنه 
حيث كان يجلس رجالا من كبار عائلات دهشان ومن العائلات الأخري فاليوم هو اللقاء للفزاع الدهشان كبيرهم
المعزز بوجود أحصانه الثلاث لحمايته فهم فوة يتفاخر بها.
كان الزفاف علي أعلي مستوى فمن يرأه يعلم أن أصحابه من أثرياء الصعيد 
حيث أقمت خيمة كبيره للغاية أعدها سليم والفهد لتليق بزفاف هكذا 
كان وهدان وبدر يجلسون وسط حشود من الرجال بفخر وكبرياء وكبيرهم فزاع الدهشان يجلس بوقاره المعتاد يستند علي عصاه الابنوسيه الذي تزيده وقار واحترام .
بالأعلي
كانت الفتيات تستمع ألحان الأغاني الأسلامية بمساعدة راوية تم ذلك فراوية تخشي الله كثيرا 
فتميلت نادين معهن بسعادة وسرور ثم جذبت ريم وهنية ورباب ليتضموا إليهم مع رفض راوية لذلك وبشدة وأكتفت بالتصفيق ولكن لمحت شئ منير بالهاتف لتجده معشوقها يتغزل بها بعشق جارف 
تعجبت راوية من معرفته بألوان فستانها فهي أبدلت ملابسها وهو بالأسفل فلم يتمكن من رؤيتها 
كانت مضمون الرسالة كالاتي 
فهد
اللون دا يجنن عليكي
راوية
أنت شايفه فين 
فهد
بقلبي يا ملكته 
أخرجى من عندك
راوية
ليه
فهد
أخاف عليكى من العين يحسدوا جوهرتي الغاليه 
تلون وجهها بحمرة الخجل ليبعث رسالة أخري 
فهد
لا لازم تطلعي فورا بمۏت في اللون الأحمر دا مش عايز حد يشوفه غيري 
راوية
أنت فين يا فهد 
فهد
ليه وحشتك 
رفعت راويه عيناها لتجده متخفي بالاعلي فصعدت له مسرعة والڠضب حليفها 
دلفت راوية للغرفة لتجده يتقف بكبرياء قائلا بأبتسامة نصر كنت عارف أنك هتطلعي 
راوية پغضب أنت اذي تقف كدا مش عارف أن القاعة فيها ستات 
أقترب الفهد العاشق منها قائلا عارف 
راوية پصدمه وبتبص كدا عادي ربنا أمرنا بغض البصر 
فهد لأني مش شايف غيرك 
صمتت راوية وتاهت بسحر عيناه الخضراء 
بدأ المزمار بالعزف علي الالحان المخصصة بالصعيد 
فقام عمر للرقص ثم جذب جاسم وتراقص معه علي انغام الموسيقي برشاقه وكذلك انضم لهم خالد ثم انضم لهم أخيرا سليم لتكون الحفله علي صړاخ قوي بأنضمام الفهد لهم لم يروا تلك الحوريات التي تراقبهم بالاعلي .
منهم من مأسورة بطلة معشوقها ريماس
ومنهم من تنظر له پخوف شديد لا تعلم أسينبض قلبها له ام ستقاسي بالأيام القادمة نوراه
ومنهم من تنظر لحبيبها بعشق جارف فهو لها الامان والحمي ريم
ومنهم من تنظر إلي معشوقها بحزن علي ما ارتكبه بحقها فكم كانت تود ان تكون بجواره في وقت السراء والضراء ولكن هو حرمها بذلك وعاد ليحيى قلبها بالنبض مرة أخري وعشقه لها راوية 
ومنهم من كانت تنظر له پجنون وڠضب
طفولي كم كانت تود ان ترقص معه بتلك العصا الذي يزيده هيبة وجاذبيه نادين 
بدأ الفهد وسليم المبارزة بالعصا وكذلك عمر وخالد أما جاسم فأكتفى بتشجيعهم فهو لا يعلم الكثير عن عادات الصعيد لعيشه فترة كبيرة بالخارج 
كانت الفتيات معجبة
كثيرا بهم حتي بالرقص يمتلكون كارزما خاصة بهم 
مرء الزفاف ودلف الجميع الي القاعة فجلسوا بتعب وانهاك حيث استنذفت طاقتهم بالرقص والغناء والتمايل علي انغام الموسيقى الشعبيه حيث ان الفتيات انضموا اليهم لأول مره فذلك بعد ان شجعتهم نادين علي ذلك ليتفاجئ جاسم بحوريته التي جذبت قلبه منذ ان وقع نظره عليها وكذلك الفهد فكان يخطف النظرات سرا لتلك الحورية التي تقف امامه
اما عمر فكان يراقب ريم منذ فترة كبيرة ويعلم جيدا انها خجله بشده منه ومع ذلك يستمتع بخجلها
اما نادين فكانت تنظر لسليم بغيظ كبير لم يعلم ماسببه ولكنه يعلم انها حمقاء وان تلك المشاكسة ورائها کاړثة بالمعني الأصح 
كان كل منهم ينظر إلى حوريته بإعجاب شديد فبالفعل استطاعت كل منهم ان تغير هذا الحصن وتلين قلبه بطريقتها الغامضة 
صعد جاسم ونوراه الجناح الخاص بهما فدلفت بخجل شديد ثم توجهت الي المرحاض وأبدلت ثيابها الي اسدال باللون الابيض وحجاب من نفس اللون ثم خرجت من المرحاض لتجده يجلس بالخارج وما ان رائها حتي نظر لها بأعجاب شديد
فقام هو الاخر واخذ ثيابه ثم توضئ وخرج لها ليصلي بها امام ثم وضع يده على رأسها ليقرا 
دعاء الزواج فابتسمت له ثم أخفضت عيناه أرضا 
أما بالجناح الخاص بسليم دلف ليجد نادين تجلس علي الفراش پغضب شديد فاقترب منها وعلي وجهه إبتسامة خبث مالك 
نادين پغضب مفيش 
سليم ببرود ماشي 
تطلعت له نادين پغضب ثم قالت يعني انت في الجواز حرمتني منها ودلوقتي كمان نظر لها بعدم استيعاب ثم قال پصدمة هو ايه الا اني حرمتك منه 
نظرت له والشرار يتطاير من عيناها
ثم قالت پغضب طفولي انا عاوزه ارقص بالعصايه زي مانت كنت بترقص 
نظر لها قليلا ثم اڼفجر في الضحك حتي أنه لم بتمالك نفسه فتلك الحمقاء تقوده إلى الجنون نظرت له پغضب شديد ثم قالت انت بتتريق عليا 
حاول ان يتماسك نفسه فالنهايه نجح بذلك قائلا بصوت مصاحب لضحك مكتوم لع أبدا بس أني ممكن اراضيكى
نظرت له بعدم فهم فوجدته ينحني للفراش ثم يجذب تلك العصا الذي كانت تخفيها منذ فترة ثم فتح الخزانه واخرج واحدة أخري له قائلا بعشق مقدرش حبيبة قلبي تزعل مني وبالفعل فتح موسيقى هادئه ثم بدأوا الرقص بالعصا تحت
ضحكتها التي سلبت قلبه .
بغرفة رواية وفهد
ما أن دلف فهد حتي تقدم من روايه بعشق جارف قائلا بصوت معبئ هفوات من الحب تارا ايه الجمال ده مش مصدق نفسي ان الجمال ده ليا لوحدي 
خجلت رواية ثم وضعت عينيها أرضا فحاوطها بذراعيه تقدم منها الفهد بابتسامه خبيثه ثم خلع عنها حجابها لينسدل شعرها البني الطويل الذي يأسر قلبه فروايه تمتلك مظهر جذاب تحافظ عليه بحجابها الأنيق
خجلت راوية ثم خرجت الي الشرفه وجهها قد تلون بحمره الخجل كانت بينهما بضع مسافات مسافات قليله تنقطع بنظرات طويلة تحضنها بحنان فكأن المسافة بينهم منعدمة بنظراتهم التي تحتضن الأخري قطعها الفهد عندما اقترب منها بنظرات تحمل لها من الحب رسائل ثم تمسك بيديها قائلا پخوف لسه زعلانه منى يا راوية 
أشارت له بمعني لا فقال هو بأرتياح طب ليه بتتهربى منى 
راوية بحزن لانك دايما بتحط حدود بينا مش عارفه ليه 
فهد بستغراب أنا طب حطيت أيه بس فاهمينى 
راوية پغضب هو أنت فاكر أن موضوع مروج ده دخل دماغي ممكن يكون الا هنا صدقوا لكن أنا لا يا فهد البنت دي حكايتها غريبة وتصممها أنها تأذيني بيأكد كدا 
بدءت ملامح فهد بالأنكماش كأنها قذفته ببؤرة من چحيم مملؤءة بنيران الماضي 
راوية بدموع هى دي ردك علي سؤالى 
رفع فهد عيناه ثم أقترب منها وجذبها للداخل وتوجه للخزانه وأخرج مجموعة من الصور والقاها علي الفراش ثم جلس وضع يده أمام عيناه اللامعة بشرارت الڠضب لتذكره الماضي
أقتربت راوية من الفراش ودموعها ټغرق وجهها لا تعى ما ترأه 
جلست علي الفراش بتعبا شديد تتناول الصور بيد مرتعشة 
ليبدأ هو بالحديث ولكن بلهجته نعم هو يتحدث معها بنفس لهجتها ولكن مازال محتفظ لهجته الاصليه كنت بدرس بالبندر الطب كان حلمي أبجا دكتور عشان أعالج أمي سافرت وأتعلمت ووصلت للأني عايزه لحد ما هي ظهرت فى حياتى 
صمت قليلا لتكمل هي والخۏف مرصع بقلبها وبعدين 
فهد ظهرت جدامى بالخداع والكدب الا بتستعمله عشان توجع الضحايا ذي ما بيقولوا حتي أنى وجعت إذي معرفش لحد دلوجت إنجدعت في حجابها الا لبساه والعزالة الا هي دايما فيها 
أقنعتني أنها مالهاش مثيل 
حتي الكلام مكنش بينا كنت بحاول أغض بصرى عنيها علي جد ما أجدر لكنى خۏفت من ربنا وخبرت الكل إهنه أنى رايد أتجوز من البندر 
راوية وبعدين أيه حصل 
فهد پألم جدي رفض وجوم الدنيا 
راوية بدموع لأنها من مصر 
فهد لع لأني كنت بدرس وصغير من وجهة نظره وهو عايزنى أكمل علامى وأرجع الصعيد أجف جاره وأرمى شهادتي بعد كل التعب ده 
راوية كمل 
فهد بتذكار عاودت البندر
وأني جوايا ۏجع مالوش دوا وجولت أني هنسها لان أصلا مفيش حاجة كانت إبتدت عشان تنتهى 
لحد ما في يوم كنت بشجتى الا بالبندر 
صحيت في نص الليل علي صوت خبط جامد علي الباب فتحت لجتها جدامي وهدومها مجطعه ومن غير حجاب وبتبكى 
راوية بأهتمام اذي ومين عمل كدا 
راوية بحزن عشان كدا إتجوزتها 
ضغط فهد علي المقعد پغضبا لحظته راويه وأنتظرت أن يكمل بفارغ الصبر ليفأجئها الفهد بقوته وصلابته فهو الكبير كيف له الضعف!!!! 
فهد فكرت كتير جبل ما أخد الخطوه دي زواجي منها يبجا تحدي للكبير نفسه 
مكنتش جادر أفكر وصلت لحل مؤقت أنى أستر عليها وأتجوزها وجوازنا يكون بالسر لحد ما أخلص علام وهى وفجت عشان عيلتها ممكن يخلصوا عليها لو عرفوا حاجه أو تجدري تجولى ذى ما فهمتني إكده 
ؤاوية بدموع مكبوته ونيران تشتعل بقلبها وبعدين 
فهد فاتت السنين وأحنا كاتبين الكتاب راسمي وهى كانت بتستاننى لما أخلص علام ونعلن زوجنا للكل 
راوية بندهاش كنت هتواجه الكبير !!!
فهد بسخرية وجتها كنت هواجه الكون كله
راوية بأنكسار لدرجادي 
فهد إتخدعت يا راوية 
راوية بتمسك وبعدين 
فهد جالي إتصال من الصعيد من عمر جالي أن فؤاد ۏجع ورجله إتكسرت 
راويه أخوك 
أغمض عيناه بالم كانه يتذكر أخيه الأصغر النسخة المصغرة عنه بنفس ملامحه 
فهد أيوا الله يرحمه 
راوية يارب 
فهد سافرت الصعيد وسابتها كالعادة لما بعاود بسبها في شجتي بس المرادى الحظ غالبها أو ربنا كان رايد ېفضحها بعد سنين خداع 
راوية بلهفة أذي 
فهد لما وصلت الصعيد لجيته مقلب من عمر وسليم عشان إعاود الصعيد وأجعد معهم أتعاركت معهم وعاودت في الفجر وصلت للجدر 
انتظرته راوية ليكمل فصمت قليلا ثم أكمل لجيتها في
سريري مع ......
لم يقوي علي إكمل تلك النيران التي ستحرقه 
أما راوية فوضعت يدها علي وجهها من الصدمة كيف ذلك 
فهد پغضبا لم ترى له راوية مثيل كان نفسى أجتلها بس لع مجبلتش أوسخ أيدى بواحدة ذيها عرفت أنها مدورها ذي ما بيجولوا ومتخفية ورا قناع الشرف والعفاف ورسمتها صوح واد الدهشان قوة وجاه وقمان هيستر عليها طلجتها وعاودت الصعيد بس المرادى بلا عودة سبت تعليمى وسبت كل حاجة وبجيت ذي مأنتي شايفة بكره البندر 
صمت قليلا ثم قال تعرفى يا راوية أني كنت متأكد أن التجربة بتعيد نفسها خصوصا لما شوفت نادين بالغيط وفكرتها إنتى 
نظرت له بستغراب ليكمل هو اليوم الا كنت جايلك فيه أخدت جرعة من الجسوة كنت حاسس
أنى راجعلها هى والاڼتقام بيجري بعروقي 
راوية وانتقمت 
إبتسم فهد إبتسامة بسيطة ثم قال كل ده أختفى أول ما رفعت عيني وشوفتك معرفش إيه الا جرالى كيف وجعت إكده من أول نظرة ساعاتها أتوكدت أنى محبتش كنت بكدب على نفسى أنتى حبي وكل دنيتى يا راوية 
راويه بدموع وإنكسار يعني الولد ده إبنك 
إبتسم الفهد بخبث أفترضي 
نظرت له پصدمة والدمع يسيل كالشلال ليهرع إليها ويضمها لصدره بحنان ثم يخرجها قائلا بلهجتها غبية بقولك محصلش بينا حاجة هيكون إبنى إذى !
نظرت له برجاء ليطمنها بحديثه قائلا دا بقا السر الخفي يا ستي أنها لفت علي أخويا كانت عايزه تدخل عيلتنا بأي طريقة فأستغفلته 
فؤاد لما سافر يكمل تعليمه هي كانت عارفاه من
الصور الموجوده في شقتي فوقعته في شباكها 
صدمت راوية طب وأنت عرفت 
وقف فهد ثم أستند علي الشرفة قائلا پألم يارتني كنت عرفت وقتها كنت حمايته منها لكن عرفت متأخر أووي 
أنا كنت عارف ان في حاجة غريبه بتحصل معاه كلامه وتوتره غريب فكلفت واحد من رجالتي أنه يراقبه وفعلا جابلي تقرير بكل حركة بيعملها وصور ليه مع الهانم 
راوية بلهفة عملت أيه 
فهد پألم مصاحب لصوته وجهته يا راوية بس مكشفتش السر ده ليه ڠضبت عليه بس رافض انه يطلقها او يبعد عنها وأتطول عليا بالكلام عشانها !
أغمض عيناه پألم قائلا رفعت إيدي عليه لأول مرة عشان أرجع له عقله بس للأسف هي كانت متمكنه منه بطيبته ووشها الخادع للكل 
راوية پبكاء وبعدين 
فهد سافر مصر ورجع
بس في صندوق چثة هامدة بعد ما عمل حاډثة وهو جااي الصعيد أنا كنت السبب يا راوية أنا خاليت الحقيقه تتكشفله وهو بمصر بعت كل الأدله عشان يفوق قبل فوات الأوان 
معرفش أيه الا حصل غير الحاډثة الا فرقت بينا بسبب الزباله دي 
بعد مۏته بشهرين رجعت مصر عشأن أنتقم
منها واوريها من هو فهد الدهشان سكاتي مكنش ضعف مني بالعكس كان حكمة وأخلاق مني 
لقيتها وبدم بارد بتبكى وبتقولي انها عملت كل دا عشان تدخل البيت بأي طريقة وتكون جانبي بتحاول تخدعني تاني لكن الا انخدع مرة صعب يتخدع مرتين أنا كنت هخلص عليها بس الا وقفني ساعتها أتي إتخيلت ريم أدمي ومبادئ وأخلاق الدهاشنه مستحيل تضيع بسبب واحده زباله ذيها .
وذي مأنتي شوفتي لقيتها بعد سنين والولد ده معها 
راوية الولد ده فعلا ابن أخوك 
فهد بحزن أول
خطوة عملتها قبل ما أرجع الصعيد وأتاكدت بنفسي 
راوية طب ليه سبتوها تأخده وتمشى 
فهد بأبتسامة
بسيطة جدي حاكم عادل يا راوية ممكن يعمل أيه حاجه غير الظلم 
هي غلطتت من وجهة نظره لكن انك تحرمي أبن من أمه دا المۏت بعينه الكل عملوه كبيرهم عشان حكمته ما يرضاش بالظلم لو مهما كان 
سافرها مصر في بيت من بتوعنا ومعها حرس عشان لو فكرت تغدر الولد هيجي هنا كل شهرين هيفضل أسبوع من غيرها أحسن ما تتحرم منه 
راوية بفخر أنا فخورة بجدي وبيك أووي يا فهد 
إبتسم الفهد إبتسامته الجذابه قائلا بسخرية مكنش ده رأيك من شوية 
كان ممكن أكون مع أخويا الوقتي 
أنفجرت راوية ضاحكة ثم قالت لا أنا أقدر علي الكبير 
أقترب منها قائلا بجدية قدرتي يا راوية 
توقفت عن الحديث وتطلعت لعيناه العاشقة 
حيث كان الحائل بينهما القمر والعشق والجنون 
أما بغرفه ريم
دلفت ريم الي الغرفة لتجد عمر يقف بالشرفة ويحمل الجيتار الخاص به 
ينظر لها بخبث فابتسمت ريم لعلمها مايريد فعله ثم اقتربت منه وجذبت مقعد وجلست
قائلة بفرحة أنا عايزه اسمع نفس الا سمعته المره الا فاتت ضحك عمر ضحكة جعلته اكثر وسامة قائلا بمكر مش خاېفه جدك يسمعنا 
ريم معاك ماببجاش خاېفة من حد واصل يا عمر 
إبتسم عمر وبدأ بالعزف علي الجيتار باحتراف وعيناه كانت هى التي تذف الكلمات لها نعم هى عشقه الوحيد العشق الذي يجعله ملكا لعالم بأكمله وهى ملكته 
عزف عمر علي الجيتار وعيناه مسلطة عليها حتى تلاشت بينهما المسافه لتكون هيا انشودته وهو عازفها. 
اما بجناح جاسم 
جلس جاسم بعدما ادا صلاتهم امام التلفاز يراقب نوراه بالخفاء لا يعلم ما عليه فعله لا يعلم لما قلبه ينبض پجنون ولما يشعر بأن تلك الفتاة استحوذت عليه اقتربت نوراه ثم جلست بجانبه واخذت تشاهد معه التلفاز بعين تحمل له الكثير من الاسئلة أرادت أن تطرحه عليه لكنها خجلة للغايه ليقرأ هو ما تريده فأطفئ التلفاز واستدار لها قائلا قولي الا أنت عايزاه 
وبالفعل وضعت عينيها أرضا ثم قالت بخجل أني معرفش أنت أخد عني فكرة أيه بس عايزاك تعرف أني فوقت الا كنت بحس بيه تجاه سليم ده مكنش حب ممكن يكون اعجاب بس الا أعرفه انى غلطت غلطة كبيرة خاليتك تفكر عني فكرة عفشة
قاطعها جاسم أيه الا خلاكي تقولى كدا 
نوراه لان اي حد في موجفك اكيد هياخد عني فكره إكده بس اني مكنتش بحسبها إكده واصل انا واعيت لاجيت نفسي من غير اب ولا ام عمتي هى الا كانت جاري 
كنت لما بيحصلي موقف مبلاقيش الا يسمعني غيرها وهى للأسف الأ زرعت في جلبي الكره والحقد للكل
بكت نوراه وهيا تقص عليه ما يؤلمها بعدما توفت والدتها لم تجد احد يقف بجوارها سوى نوال التي احتوتها ولكن اخذتها لطريقا مملوء بالأشواك طريقا دفعت بسببه الكثير والكثير حزن جاسم علي ما استمع اليه فتلك الفتاة هي ضحيه لأفعال امه وعليه ان يتحمل ما فعلته حتي لو قليل فهو ايضا كان ضحېة لها وان كان استمع لها لكان الان يدفع تذكرة محملة بالندم مثلما تفعل نوراه الآن 
ضمھا جاسم بحنان وهى لم تمانع فكانت بحاجة لذلك لأحد ما يشعرها بحنانه ويخبرها انه بجوارها ولأول مرة تشعر فيها بالحنان والحب المسلوب منها لتنام بعمق شديد كأنها لم تذق النوم لسنوات وسنوات تبسم جاسم عليها ليعلم ان تلك الفتاة القويه خلفها طفلة بريئة
فحملها بحنان الي الفراش ثم دثرها جيدا وتمدد بجوارها يتأملها بحب نعم فقد نبض قلبه بالحب مرة اخري 
وبمنزل واهبة القناوي
بغرفة خالد 
كانت ريماس تجلس علي الفراش بعدم تصديق كيف ذلك حتي أنها لم تشعر بدموعها المنسدله علي وجهها كالامطار ممزوجه بين البروده والحرارة لم تصدق ما رأته للتو امنا الله عليها وعوض لها ما سلب منها اسيمنحها فرحة جديده تنير حياتها لا تعلم هل عليها البكاء أم الفرح كل ما تعلمه أنها بحاجه الى الصړاخ لتخبر الجميع بأن قلبها سيعود للنبض مرة أخرى .
دلف خالد من الخارج وهو يحمل العشاء بعدما أخبرته جدته بأن زوجته لم تتناول شيئا
فحمله لها پغضب لاهمال طعامها بالفترة الأخيرة .
جلس خالد بجوارها يحدثها ولكنها لم تستمع له فكانت شاردة بعالم اخر حتي انه وضع يده على كتفيها يحركها بلين وهدوء خالد ريماس 
ريماس
ريماس
ولكنه لم يسمع رد منها فزع خالد عندما رأي دموعها فسألها پخوف شديد انتي كويسه 
لم تجيبه ريماس فقد تنظر له بصمت ثم قالت بصوت محمل بالصدمه والفرح انا حامل 
لم يستعب خالد ماذا قالت حتي كررت الكلمة بصوتا مرتفع ليسمعه جيدا ويشعر بسعادة لا توصف حتي انه لم يقوي على الحديث
احتضنها بفرحة شديدة حتى اختلطت سعادته بدموع الفرح قائلا بفرحة مبروك يا حبيبتي
ربنا عوض علينا مش قولتلك انه كريم 
ريماس الحمد لله 
مرآ اليوم علي الجميع بسحابة من الفرح والسعادة غيمت علي بيوتهم لينالوا الراحة بعد شقاء
وحل الصباح بأشعة الشمس الذهبية لتنير العالم بأكمله حتي عالهم الصغير المبني بعشق وحب جارف انار بنورها .
فرححبعشقسعادةشقاءالحياة مملؤءة بالتساوي ليس الفرح دائم ولا الحزن دائم هناك وقتا فاصل
تابعوني في أخر حلقتين من الدهاشنة 
بعنوانللعشقحصون
الدهاشنةبقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت
٢٧٨٢٠٢١ ٨ ٣١ ص نانوشه.. نهى الفصل 34 و 
والأخييير
عايزة من كل بنت بتنقل القصة منشن ليا لو سمحتو ارد علي التعليقات 
الدهاشنه
للعشقحصون
سطعت شمسا جديدة بقصر فزاع الدهشان بخبر ينير السرايا بأكملها 
عندما علموا بحمل راوية بعد أن أغشي عليها وحملها الفهد بزعر للأعلي فأتت الحكيمة وأكدت لهم ذلك 
شعر الفهد بأنه يحلق بالسماء أسيحن الموعد ليحمل قطعة صغيرة من معشوقته .
حتي فزاع كانت فراحته تكفي لعالم بأكمله فأخيرا سيرى لأحفاده أولاد وخاصة الفهد فهو يحمل مكانة خاصة بقلبه .
مرءت الأيام لتغضب نادين هي الأخر فدلف سليم ليجدها تجلس پغضب وتحدث نفسها 
سليم وهو يخلع ملابسه أتخبلتى إياك !!
نادين بغيظ أنا مش عايزه أكلمك لو سمحت سبني بالا أنا فيه 
ضحك سليم وأقترب منها قائلا بستغراب أيه الا أنتى فيه ما أنتى زينة أهه 
نادين يغضب دا الوقتي بس ياخويا بعد كدا هكون عفشة وتخينه مووت وحضرتك هتبص بره وهيبقا معاك حجة 
سليم بعدم فهم حجة أيه وأبص أيه هي الحالة جتلك النهاردة قمان 
نادين أيوا ياخويا جت وهتقعد 8شهور 
سليم پصدمة نعممم 8 أيه ياختي لع أني هختصر الطريج وأطلجك وأخلص 
وقفت نادين وضعة يدها علي خصرها قائلة بڠصب نعم عايز ترميني أنا وإبنك وتتجوز من أولها 
سليم بعدم فهم إبني مين يا مخبولة أنتى 
وكاد
أن يكمل حديثه ولكنه توقف ليقول بفرحة هو أنتي حبله 
نادين بتعجب أنا حامل مش رابطة حبل والله دا مرض جديد دا ولا أيه !!
ضحك سليم بصوته كله ثم حملها بسعادة لا توصف 
كانت راوية تلتزم الفراش فالحمل جعلها ضعيفة للغاية لا تقوي علي التحرك تحضر لها ريم الطعام بفراشها وتساعدها نادين علي تبديل ملابسها 
علي الرغم من حمل نادين الا ان راوية كان التعب الشاق مصيرها وذلك لحملها بصبي قوي للغاية وسيكون بنفس قوه الفهد 
مرت الايام وبدأت العلاقه بين جاسم ونوارة تتحسن شيئا فشئ حتي أنها وصلت لجسور من العشق بناها جاسم بعشق جارف تجاه نوراة حتي أن نوراة أصبحت تحبه شئ فشي وكذلك حال الجميع بسرايا فزاع الدهشان لحمل نادين وروايه.
في الصباح
كان الجميع يجلسون علي المائدة الأ رواية بغرفتها كالعادة فلاحظت هنيه ورباب أن ريم تنظر إلي الطعام بإستقزاز وتضع يدها علي فمها تحارب شعورها بالاغماء حتي
أنها دلفت للمرحاض بسرعة كبيرة وهي تشعر أن العالم يدور من حولها ركض عمر إليها بزعر وفهد وكذلك الجميع
لتسقط أرضا فحملها عمر إلي الاعلي بلهفة ثم طلب فهد الحكيمة التي أتت علي الفور وأخبرتهم
بأن ريم تحمل جنين عمره شهرين
كانت الأيام محملة بالسعادة خاصة بعد فرحة ريم بعد ان تأخرت قليلا بتلك الفرحة فأصبحت الأن الفرحة مكتمله 
أما فهد وسليم وعمر كانت قلوبهم مشتاقة ليروا فلاذات أكبدهم .
أصبحت علاقة نوراه بجاسم أمتن من الحب بكثير فصارت تتمهد بالعشق لايستطيع العيش
بدونها
فحصل علي نصيبه من العشق المتوج .
وفي صباح يوما جديد 
كان الجميع يجلسون بالأسفل فهد وسليم وعمر وجاسم ووهدان وبدر والكبير فزاع
يتحدثون بشأن أمورا هامة وبالأخص فزاع كان يستشير أحصانه الثلاث في قرارت
يريد أن يتخذها ليجد الحكمة عند الفهد والقوة برأي سليم والأختلاف بعمر فتزيد ثقته بيهم والفخر بعيناه لهم 
في المطبخ
كانت هنية ورباب يعدان الطعام وتعاونهم ريم ونوراة التي سطع وجهها بعشق الجاسم 
أما نادين كالعادة كانت تشاكس هنية ورباب وتساعد ريم ونوراة أحيانا 
دلف سليم للداخل ويردد أسم رباب لتأتي نادين علي الفور فأبتسم لها ثم أخبره بأعداد الطعام لرواية كماطلب منه الفهد
نظرت له نادين پغضب شديد لينظر لها بمكر 
فحملت الطغام وتوجهت للأعلي بوجه غاضب فابتسم قائلا 
براحة وأنتي طالعة نسيتي بدر 
نادين بغيظ أنت مالك أنا حرة أطلع براحتي ثم أنه إشتكالك 
ثم أكملت طريقها للأعلي ليرتسم علي وجهه إبتسمت عشق قائلا بصوت منخفض مجنونه بس بمۏت فيكى 
وأستدار سليم ليجد نوراة تقف
أمامه وجهها أرضا عيناها تمتلئ بالدموع 
فهد بستغراب فى حاجة يا نوراة 
نوراة بصوت منخفض مملؤء بالندم أنى كنت عايزة أجولك أنى غلطانه بحجك مكنتش عارفة أخرت الا بعمله أيه سامحني يا سليم مش جادرة أنسى الا حوصل أنى إتغيرت وربي الا يشهد 
إبتسم سليم ثم قال وأنى عارف يا نوراة التغير واضح للكل ومتجلجيش أنى سامحتك من زمان جوي
نوراة بفرحة بجد يا واد عمي 
سليم بجد ياخيتى المهم تعيشى حياتك مع جاسم هو بيحبك ورايد ليك الخير والسعادة متضيعهوش منيكى عاد 
نوراة بفزع لع مجدرش 
ثم صمتت بخجل مما تفوهت به ليبتسم سليم قائلا ربنا ينور أيامك يارب 
وتركها سليم وهبط لجاسم وعمر أما نادين فتابعت السير للأعلي ثم طرقت الباب ليفتح الفهد قائلا بدهشة وهو يتناول منها الطعام ما شيعتيش حد من الخدم ليه 
دلفت نادين قائلة بعدم مبالة وأيه يعني أما أجيبه أنا مش
أختي دي والا أيه 
أحتضنتها راوية قائلة بفرحة طبعا يا قلبي بس فهد خاېف عليكى لانك حامل 
ضحكت نادين ثم وضعت يدها علي بطنها المنتفخة بعض الشئ قائلة بسخرية متقلقش إبني حديد عمره ما يتعب أمه والا العقاپ محفوظ 
راوية بستغراب عقاپ ايه 
نادين أفضل أكل طول الليل ليمون فيجيله حموضه وبالتالي معتش
يعيدها تاني 
فهد پصدمة الله يكون في عونك يا سليم 
نادين پغضب بتقول أيييه 
فهد لا مش بقول انا نازل 
سلام
نادين پغضب مع السلامة يا خويا 
راوية هههههه الله يخربيتك انتي أيه يابت 
نادين سبك دا رجالة خنيقة والله 
دلفت ريم قائلة ااااه والله عندك حق مش مستحملين الواحده في حملها 
دلفت نوراة خلفها وهي تحمل مشروبات للجميع وطعام براحة ياخيتي لاود يجع ولا حاجة
راوية ههههههههه 
نادين بغيظ البت دي باردة بتتمرع علينا عشان مش شايلة بطيخ ذينا 
ريم بۏجع اااه بطني والله عندك حق يا نادين لازمن تدوج 
نوراة بغرور أنى الا عود فرنساوي وسطيكم 
نادين طب تعالي بقااا 
نوراة اااه خلاص بضحك معاكي ما صدجتي 
راوية بسسس ممكن أفهم انتوا بتعملوا أيه هنا وأيه كل الأكل ده 
جلست ريم علي الاريكة قائلة هفطر معاكي 
نوراه وأني قمان 
نادين وبالطبع العبد لله ومعيا إبني بدورة 
راوية لا بقولكوا ايه كل واحده تلم عيالها وعلي جناحها أه انا دماغي مصدعة 
نادين بت يا ريم 
ربم نعمين 
نادين انا بقول نسيبنا من نوراة ونأدب مرأت أخوكي 
ريم لع أنتى عايزة فهد يجطع رجبتي 
نوراة أنى معاكي 
نادين قشطاات وقشطة 
هجووووم
بالأسفل
هبط الفهد ليجد عمر وسليم يتحدثان عبر الهاتف وكلا منه يزين وجهه إبتسامة سخيفة حتي جاسم ما أن رأه حتي أغلق الهاتف سريعا وجلس بكل وقار وإحتراما له 
فهنا تيقن أن هناك امرا ما 
أقترب منه وجذب الهاتف ليجد 
هؤلاء الأوغاد بشات منعزل بدونه 
عمر هههههه قشطة عليك يا خالود 
خالد امال ايه يابني لازم ناخد خطوات لوحدنا من غير الكبير .
سليم اه لو فهد عرف هيطير رقبتكم 
عمر لا انا عايز اتهنا بأبني 
خالد يا شيخ اتلهي لسه شهور عڈاب وموال كبير
سليم انا بقيت ذي المجانين والله 
عمر هو الواد جاسم بيتابع بصمت ليه 
عمر معرفش 
خالد طب رنوا كدا 
وبالفعل رن عمر ليفتح الجميع وتحل الصدمة عندما يجدوا الفهد أمامهم 
رفع عمر الهاتف ليجده يقف امامه وبيده هاتف جاسم ركض عمر للأعلي وكذلك سليم واتابعهم جاسم 
دلف وهدان وبدر والكبير ليتوقف لسانهم عن الحديث لرؤية ما يحدث ابنائهم يركضون للأعلي كالمجانين وفهد ينظر لهم بسخط 
فزاع پصدمة هم دول رجالة العيلة 
بدر اه هما 
وهدان پصدمة دول هيبجوا أبهات بعد كام شهر 
بدر پصدمة اه عارف 
نظر فزاع ووهدان لبدر ثم دلفوا لفض الڼزاع 
بجناح سليم 
دلف سليم للداخل وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة ليتفأجئ بنادين تصرخ قائلة أنت سارق حاجة 
سليم پصدمة أيه 
نادين طب قټلت حد 
فتح سليم الباب وتوجه للفهد قائلا أجتلني يا عم أرحم من المخبولة دي 
أنفجر الفهد ضاحكا وقال كان الله في عونك يا بني أنا عفيت عنيك 
نظر له قليلا ثم دلف وصفق الباب پغضب 
علي الجانب الاخر 
لقد تمكن العشق منها وأصبحت تهواه فهو اصبح لها كل شئ 
دلف جاسم ليجدها تحتضن قميصه وتحدثه بصوتا منخفض فشل في الأستماع إليه 
فصړخت فزعا عندما وجدته يطوقها بأحضانه
جاسم بتعملي أيه 
نوراة بفزع مهعملش كنت بلم الهدوم عشان أغسلها
ضحك قائلا هحاول أصدق 
نوراه پغضب مصطنع أيه 
جاسم بحبك
تلون وجهها بحمرة الخجل ولم تقوي علي الحديث ليرفع وجهها حتي تقابل عين إمتلأت لها بالعشق الجارف وشكلت بحصون من الحب والجوارح 
علي الجانب الاخر
أنهى خالد مكالمته والضحك متمكن منه علي ما سيحدث لعمر وسليم ليكف عن الضحك عندما يجد ريماس وجهها يتعسر من الالم 
خالد بلهفة مالك يا حبيبتي أنتي كويسة
ريماس بتعب مفيش يا خالد 
خالد مفيش اذي مالك
يا ريماس 
ريماس تعبانه شويه بس يا حبيبي وسقطت فاقدة الوعى 
ليفزع خالد ويتوقف نبض قلبه أسرع بحملها الي المشفي 
بعد قليل خرج الطبيب بعد أن أتم الكشف عليها 
هاشم پخوف في أيه يا دكتور طمنا 
الطبيب والله يا أستاذ هاشم مخبيش عليك حالتها صعبه اووي ولازم تخضع لجراحة فورا 
خالد پصدمة ايه الكلام دا يا دكتور 
الطبيب بعتذر يا استاذ خالد بس دي الحقيقة الاجهاض الا حصلها قبل كدا سببلها مشاكل وخاصة انه كان بطريقة صعبة اووي 
هاشم طب والحل 
الطبيب بأسف هنعملها جراحه حالا 
خالد پصدمة دي في اول التاسع لسه !!
الطبيب من حظك الكويس يا استاذ خالد عن اذن سيادتك 
وخرج الطبيب ليجلس خالد پصدمة حقيقة مجرد التفكير بتجربة الفراق مرة ثانية صعبةللغاية لن يقوي علي عيشها مرة أخري 
بجناح الفهد
قلقت من نومها ولم تجد المياه لجوارها حتي البراد فارغة فعزمت أمورها علي الهبوط للاسفل رغم تحذير الطبيب لها ولكنها لم ترد اقلقهم معها 
توجهت راوية للاسفل ثم تناولت زجاجة المياه وتوجهت للاعلي 
بصعوبه كبيرة وفي أثناء صعودها احست بدوار يحاربها لم تسلم منه فأستسلمت للسقوط ولكن يدا قوية كانت الحائل بينها وبين الارض رفعت عيناها لتجد سليم يساندها بقوة حتي لا تفقد جنينها 
حملها سليم ثم وضعها علي المقعد 
في لحظة دلوف الفهد ليركض لمعشوقته پخوفا شديد 
فهد پخوف
فى أيه يا سليم 
سليم مخبرش يا واد عمي أني كنت برة ولجيتها بيغمي عليها فلحجتها 
هبط الجميع علي اصواتهم المرتفعه لتقترب منها هنية ورباب پخوف شديد 
فطلب الفهد من سليم تحضير السيارة لانه سيهبط مصر ليراها الطبيب بعد ان استرادت وعيها 
هبط عمر مسرعا ليخبرهم بما حدث لريماس لتصمم نادين علي ملحقتهم وكذلك هنية ورباب وريم 
وصل الجميع للمشفي 
ليجدوا خالد يحمل طفل صغير يشبهه تمام 
حملته راوية بسعادة ونادين التي جذبته بلهفة وحبا جارف 
قاطعتها هنية بأن جذبت راوية للطبيب اولا لتنصدم حينما يخبرها انها ضعيفه للغاية وتواجهها بعض المشاكل وعليها ان تخضع للولاده في الحال 
فزع الجميع وخاصة انها بالشهر السابع من حملها ولكن ارد الله انقاذها لمجيئها للمشفي بذاك الوقت .
ليفرح الفهد العاشق بطفله الاول الذي يشبه معشوقته كثيرا اتي بعد عناء قضتها راوية بالفراش لاجل هذا الصغير.
بعد مرور عدة سنوات 
بمنزل فزاع الدهشان 
نادين تعااال هنااااا يا حيوان والله لأربيك 
اااه بطني مش قادره اجري 
بدر هههه عشان انتى تخينه هههههه
نادين پغضب مين دي الا تخينه يالا منه لله ابوك قولت بلاش اخلف تانى يقولي الواد يكون وحيد وحيد مين امال العفاريت الا هنا ايه 
أحمد براحه يا مرات عمي هيجرالك حاجة 
نادين بصوتا غاضب متقولش مرات عمك انا نادو فاااهم 
أحمد بصوت منخفض لبدر هي امك جننت
بدر بين إكده أبوي دايما بيجولها مخبولة 
أحمد يبجا مينفعش تعيش إهنه يا واد عمي 
نادين مخبولة نهاركم اسووح تعال هنا انت وهو 
وركض الصغيران للاسفل وتلك الحمقاء خلفهم 
بالمندارة
كان يجلس الكبير بهيبته ووقاره وأمامه عدد مهول من الرجال يستمعون الي كبيرهم في حل مشكلة كالعادة فيحكم كبيرهم بالعدل 
ويتكلم فهد بحكمته المعتادة
ويتدخل سليم بقوة المعهودة 
وعمر بطريقته المختلفة التي تعرف الطريق للقلوب 
انتهت الجلسة وخرج المظلوم من بيت الكبير منصورا بالحق والعدل فهو قدوة للجميع 
دلف عمر وسليم وفهد ليجدوا الأتي 
نادين تهرول خلف أحمد إبن عمر وبدر إبن سليم 
فزع سليم لرؤيتها تركض هكذا أنسيت أنها تحمل ببنته تلك الحمقاء جن جنونه منها لسنوات مضت ومازال يعاني 
عمر هو في أيه 
أحمد الحجني يابوي 
عمر پغضب قولتلك بابا الله بلاش بوك دا
سليم دا وقته يا حيوان مش نشوف في ايه الاول 
احمد پغضب والله عم سليم ديما علي حج 
عمر بغيظ كدا ماشي يا أحمد 
بدر حد يلحجني يا نااس بطلوا حديت والحجونى 
عمر خلاص يا نادين هما عاملوا ايه بس 
نادين پغضب الحيوان ده بيقول للحيوان ده اني مخبولة
احمد مش أني ده إبنك 
فهد لع عيب إكده يا ولدي ما يصحش إكده 
بدر مش أني يا عمى دا أبوي الا بيجول 
أنفجر عمر ضاحكا ثم توقف عن وكبته عندما نظر له الفهد نظرات من ڼار 
ثم تطلع لنادين جوزك الا غلطان مش الواد 
نادين بدموع انا غلطانه اصلا ان حملت عشانه 
سليم يا ليليتك المربرة بطين يا سليم نفس موال كل يوم 
عمر تعال يا احمد نشوف ماسة 
وهرب عمر من امامها 
أما فهد فخلع هو الاخر بحجة البحث عن صغيرته 
بالخارج
كان يجلس بنظراته الغريبه من يراه يظن أنه شابا يافع رغم صغر سنه 
نعم أنه إبنا للفهد وخليفه بكل شئ 
أقترب فهد منه قائلا والبسمة تزين وجهه جاعد كدليه يا أسر 
أسر أبوي 
جاعد بعيد عن الدوشة الا جوا دي أني بحب الهدوء 
تبسم الفهد ثم جذب
المقعد وجلس لجواره قائلا بتفكرني بنفسي 
إبتسم الصغير قائلا بسعادة بجد يابوي 
أشار برأسه بسعادة قائلا ربي يسعدك يا ولدي 
بعد عدة ساعات من المناورة والمصالحة استطاع سليم أن يكسب زوجته مرة أخري وبقي عمر مع زوجته ريم بسعادة وهي يحمل إبنته الصغيرة التي تشبهه كثيرا فأنقي الاسم لها بعناية ماسة نعم فهي الماسة التي ستأسر قلب كبير الدهاشنة المستقبلي وستكون مقيدة علي اسمه بخيط من دماء حمراء 
بجناح فهد 
كانت راوية تبدل لصغيرتها ملابسها بسعادة بتلك الحورية الصغيرة أبدلت حياتها للسعادة والمرح منء قدومها لتتفاجئ به يحاوطها بعشق 
فهد بتعملي أيه 
راوية بأبتسامة بسيطة مش بعمل كنت بغير لروجينا هدومها 
ضحك الفهد قائلا بلاش الاسم دا ادام الكبير مش بيعرف ينطقه 
راوية هههه هيتعود متقلقش الاسم ده مميز
ذي بنوتي المميزه 
فهد بعشق اكيد مميزة عشان أنتي أمها 
التفتت لها وانغمست بأحضانه قائلا بحب بالعكس مميزة عشان أخده كل حاجة فيك عيونك وشعرك كل حاجة 
احتضانها الفهد العاشق بحضن ممزوج بالحنان لتدفشه هي بخجل عند دلوف ولدها أسر 
أسر بجدية ولا مبالة كملوا أني نازل 
وتركهم وهبط لتنظر راوية پصدمة لفهد وهو ينظر لها پصدمة أخري 
راوية الواد ده عنده كام سنه 
فهد مش عارف 
بالأسفل
دلف فزاع ليتفأجئ بما يراه حتي الجميع كذلك 
أسر يجلس علي مقعد الكبير فزاع المخصص له!!!
لم يتجراء احد من قبل علي ذلك ولا حتي الفهد نفسه !!!! 
دلف فزاع ليقف امامه فوقف وعيناه أرضا بخجلا منه 
وهدان پغضب كيف تجعد إهنه 
أسر بهدوء فين يا جدي أني جاعد علي الكرسي مش الارض
بدر بهدوء بس
دا مكان الكبير ياولدي 
نظر الصغير لفزاع الذي يبتسم بغموض ليكمل قائلا بس يا جدي الكبير بهيبته مش بالمطرح 
صمت الجميع لذكاء هذا الصبي ليقترب منه الكبير قائلا
بفرحة عفارم عليك
يا جلب جدك 
غادر الصغير وبسمة صغيرة تزين وجهه لينظر فزاع لوهدان وبدر قائلا بغموض ده مدد الدهاشنه لأبعد حدود 
لم يفهم وهدان وبدر ما قاله فزاع وتركهم بيفكروا ليتوصلوا لما قاله وصعد للأعلي 
في صباح الغظ 
هبطت راوية وهي تحمل طفلتها الجميلة ثم وضعتها علي قدم الكبير فهو يميل لتلك الفتاة لا يعلم لماذا !
حتي ريم حملت ماسة وهبطت للأسفل ثم وضعتها علي المقعد ودلفت لتحصر لها الطعام 
تحركت الصغيرة والبسمة علي وجهها حتي وصلت لأخر المقعد وانغلبت قدماها للسقوط ليلتقطها أسر ويحملها بحبا شديد وتبتسم تلك الصغيرة بخبث له كأنها تعلمه انها ماسته الغالية
أتت ريم لتجده يحملها بسعادة فأبتسمت وأقتربت منه لتحملها حتي تطعمها ولكنه رفض ذلك
وتناول منها الطعام وأطعمها بنفسه .
بغرفة نوراه 
كانت ترقد علي الفراش بتعبا شديد ليقترب منها جاسم قائلا بحب ها يا قلبي اخبارك 
نوراه الحمد لله بخير 
جاسم طب هتفضلي كدا كتير تعالي ننزل نقعد تحت معهم 
نوراه نفسي والله يا جاسم بس الحمل تعبني جوي
جاسم ولا يهمك يا روح قلب جاسم 
وحملها جاسم تحت صړاخها ولكنه لم يبالي ثم هبط للاسفل وانزلها امام القاعة 
بالقاعة
جلس الجميع يتابعون التلفاز بجوا مرح 
ولا يخلو من مغازلات عمر لريم والفهد لراوية 
نادين بغيظ سليم انت قاعد تأكل وسايبني
اڼفجر الجميع ضاحكا ليقول الفهد اخس عليك 
عمر ههههه قوم يا عم اعطيها اللب دا الوليه ممكن تخلص علينا 
جاسم لااااا تخلص ايه قوم يا زفت 
قام سليم وهو يشعر بالډماء تتغلغل بعروقه فتلك الحمقاء تستغل صبره لحملها 
نادين پخوف انت هتدهوني من غير نفس بنتي يجرالها حاجة يرضيك يا كبير
ضحك الكبير قائلا لع يا بتي الا انتي عايزاه يجيلك لحدك 
نادين بغرور الله يخليك طب هات يا فهد الطبق الا ادمك ده 
سليم جوم ادلها الطبج ياخوي 
راوية هههههههه 
ربم ههههه انا معيا فشار تاخدي يا نادين 
نادين قومي هاتيه ياختي مش قادره اتحرك 
عمر وانتي يا نوراه مش عايزه حاجه 
نوراه ههههه هو لسه في حاجه عشان أخدها 
رباب اطلبي الا تحبيه يا جلبي واني اعملهولك 
نوراه ربنا يخليك يا خالة وميحركنيش منيكم يارب
عمر ونظراته لريم ويخليكي لياااا يارب يا قلبي 
وهدان بتجول ايه يا واكل ناسك 
عمر احمم بقول لاختي يا عمى 
بدر هههههه هما العيال فين 
راوية بره يا عمي 
نادين اااااااه 
سليم عرفنا خلاص 
نادين بصړاخ ااااه بطني انا بولد اااااااااااه
سليم بزعر لعععع لااااا نوووو لاااا ولادة تاني لاااا كفيا الا حصالي اول مرة 
نظرت نوراة لنادين ثم صړخت هي الاخري 
فهرب سليم وجاسم ولم يتبقي سوى الفهد وعمر 
ينظرون الي بعضهم البعض صړخت رواية بفهد ليحمل نادين وصړخت ريم بعمر فحمل نوراة 
انجبت نادين بنت واسمتها حور وانجبت نوراة ولد واسمته يحيي
تجمعت العائلة بجناح نادين في التي تجمع العائلة معا علي الدوام بصړاخها المعتاد 
فأتوا لفض الڼزاع بينها وبين سليم
نادين معدتش هتحصل تانى فااهم 
سليم هو انا كنت اجبرتك مش كفيا الفضايح الا عمالتيها هناك
نادين فضايح ايه الا بتتكلم عنها هو انت كنت حاسس بحاجة
وهدان خلاص يابتي الحمد لله جومتي بالسلامة مالوش لازم الحديت عاد 
نوراة والله يا عمي الولادة دي صعبة اوي 
راوية حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي وعقبال المرة الجاية ان شاء الله 
ريم هههههه ونادين ياررب 
نادين پغضبا جامح البت دي تطلع بررره 
ضحك الجميع بشدة
لييقول الفهد خلاص انا هاخد
الامورة دي وأجوزها إبني 
أسر لع أني هتجوز ماسة 
فزاع واه من دلوجت 
أسر أيوا بحجزها عشان الكل يكون عارف والا هخلي الدنيا كلتها سواد علي الكل 
لم يتمالك احدا نفسه من الضحك ولكنهم تواقفوا عندما دلفت رباب الغرفة ووجهها يحمل الجدية فزاع مالك يابتي 
لم تجيب أحدا ودلفت اجابتها علي السؤال 
دلفت نوال بجسدها الهزيل وملابسها المتسخة 
صدم الجميع 
أقترب منها جاسم ليقول بسخط جاية تاني ليه مش كان همك الفلوس واخذتيها عايزة فلوس صح أكيد خلصت بكت نوال وقالت يارتها كانت السند لازماتي يا ولدي ربنا عاقبني بالعقاپ الا استحقه عشان الطمع ملئ قلبي الحقد عماني عن الكل 
سامحني يا ولدي سامحني الله يرضا عنيك
بكت بصوتا مرتفع لتمزق جميع القلوب وأولهم قلب فزاع الدهشان فهو بالنهاية أبيها فأقترب منها لتقبل يده بدموع قائلة بندم سامحني يايوي سامحيني يا هنية 
سامحها فزاع فمهما كانت فهي ابنته فلذة كبده
نعم اعماها الطمع و افاقها علي ندم وبعاد 
أقترب وهدان وكفكف دموعها بحنان لتقول هي اني ندمانه علي كل الا عمالته كان عندي عيلة معرفتش جيمتها غير لما خسرتها
حزن الجميع لاجلها بعدما استمعوا لمعانتها عندما مرضت ولم تجد لجوارها من يداويها 
سامحها الجميع 
وأخيرا جاسم بعد ان أيقظه الفهد وحثه علي سماحها 
تقدمت منها هنيه تحت نظرات فخر وهدان وتعجب الجميع قائلة تعالي ياعمة غيري خلجاتك دي 
ذهبت معها وقلبها محطم فمن زرعت لها الاشواك تزرع لها الورد 
مرت السنوات
و كبر الاولاد وكبر الحب الذي زرعه الفهد وسليم وخالد وعمر وجاسم بقلوبهم فأصبحوا ېخافون علي بعضهم البعض 
كان احمد يغار علي روجينا كثيرا خاصة عندما تلهو مع بدر 
دائما يوبخها علي لعبها معه فكانت
تحزن كثيرا منه لا تعلم انه بداية لعشقا قادم 
أما بدر يتغزل بأبنة خالد تالين فهو البندرية التي ستحطم اسوار قلبه وتوقف كبريائه وغروره 
أما أسر عمود الدهاشنة فعلاقته مميزة بماسته كان لها الدعم والسند بكل شئ المذاكرة والأخلاق والمبادئ يعلم صغيرته ويزرع بها اخلاقه ومبادئه لتكون ماسته الغالية 
في مساء ليلة مميزة بوجود القمر 
كان الشباب يتجمع بحديقة فزاع الدهشان 
يمزحون وتتملى الضحكات بعشقهم سطروا حروف من ألماس وشجاعتهم مضت بالفرسان فهم عصبة قوية صنعت اسم الدهاشنة عن جدارة 
جاسم اااه دماغي محدش يزعق الله يكرمكم مش ناقص
عمر ههه فعلا الاولاد متعبين خالد پغضب متعبين بسسسس دول شياطين 
فهد طب بسس البنات داخله وهيعملوا مظاهرات 
سليم اه ياخويا عيالهم واحنا ولاد الجيران 
جاسم حد ياخد إبني ويعطيني تكيف 
سليم طب خد عيالي وعفش البيت كله 
نادين سليممم
فهد هههه البس 
سليم مقولتش حاجه يا حبيبتي دانا بشكر فيكي 
ريم ههههه ظلمتي الرجل 
راوية خلاص يا بنتي انتي عامله شبه العسكري كدا 
سليم هههههه والله يا راوية معاكي حق 
نادين پغضب سليمم 
عم الصمت المكان وتطلعوا لتوم وجيري المشاكسان التي لا ينقصي اليوم بدون فك الڼزاع بينهم 
كانت رباب وهنية بالمطبخ يعدان العشاء للجميع ونوال كانت تساعدهم فقد تبدل حالها للصلاح
اما الاولاد فكان يجلس احمد بجوار روجينا
وبدر بجوار تالين 
وماسة تتشبس بأسر 
بالاعلي
كان يقف الكبير فزاع الدهشان ومعه وهدان وبدر 
نظراته تتنقل بفخر علي عائلته التي كبرت وأصبحت تسعي الكثير بحبهم الكبير 
حتي حياتهم تبدلت بعدما دخلت روايه ونادين لحياة حصونه كيف ان الحب يغير الحياة ويجعل الحياة ممزوجة بأنواع مختلفة تفشل في فك ألوانها
نعم عندما تشعر بأوجاع الأخر فأنت عاشق 
عندما تجرحك دموع تمسحها بيدك وتطعن قلبك فأنت العاشق 
العشق حصون حطمته الحوريات الثلاث بعدما دخلوا لحياتهم 
منهم القاسې 
ومنهم المتعجرف 
ومنهم من يرفض ملكات لعرش قلبه 
أخضعهونا بالعشق .
الدهاشنة
بقلميملكةالأبداع
آيةمحمدرفعت
الفصل الاول..... 
كسر ضوء الشمس النافذ عتمة الليل وسكونه المخيف فتسللت أشعتها بخفة لتداعب أوراق الأشجار الكثيفة التي تطوف بالاراضي الزراعية وكأنها بانتظار ذاك الإشراق الذي يحتضنها كل صباح ازدحام تلك الاماكن معتاد فالاستيقاظ باكرا من أسمى صفات أهالي الصعيد الأغلب يتجول بائعا والبعض يذهب لعمله ومن بين المارة تجد مجموعة من الأشخاص مجتمعون على صينية دائرية الشكل يتوسطها الفطير الشهي والعسل الصافي وقطع الجبن القريش يجلس عليها أهل هذا المنزل البعيد عن تلك الارض التي يجتمع بها رجال البيت والاصدقاء الطعام بين أهل الصعيد قلة ما يتناوله أهله بمفردهما فالجود والكرم مدفون بالعروق ومن بين كل تلك المنازل منزل كبير الدهاشنة وبالاخص بحديقة منزله الشاسعة يجتمع المزارعون حول عدد من الطاولات لتناول الفطور الشهي وبالقرب منهما وبالاخص على تلك الاريكة الخشبية كان يجلس كبيرهما بوقار العصا التي يحملها بين يديه تمنحه عظمة تليق بجلبابه الاسود يجلس بسكون وعينيه تراقب الجميع باهتمام ليشير بعينيه لخادمه للطاولة التي قل الطعام منها ليزيده بالخير انتهى الجميع من تناول الطعام فنهضوا تباعا ليردد احداهم 
دايما سباق بالخير يا كبيرنا..
وأضاف الأخر بامتنان 
ربنا يزيدك من وسع.. 
ابتسامة صغيرة تشكلت على طرفي شفتي فهد فنهض عن الأريكة وهو يردد باستحسان 
الف هنا وشفا يا رجالة تقدروا ترجعوا لشغلكم.. 
أشاروا بايديهم بطاعة ومن ثم انصرفوا لاعمالهم بالحقول التابعة لعائلة فزاع دهشان أسرع إليه الخادم ليخبره على عجلة من أمره 
الست راوية عايزة جنابك جوه.. 
صعد الدرج القصير حتى أصبح بداخل المنزل يبحث عنها بعينيه المتلهفة لرؤياها فرغم تقدمهم بالعمر سويا الا انه مازال يشعر برؤياها وكأنه لقائهما لاول! نفس ذاك الشعور الذي يسيطر على قلبه المرهف مازال يتلبسه وكأنه ذاك الصبي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما بل تمكن العشق منه ليجعله يلتاع ليفتك بهيبته التي يخشاها الجميع طلت من أمامه بردائها الابيض الفضفاض وحجابها الذي يتدلى من خلفها فأقترب لتقف هي مقابله ببسمتها المشرقة 
كده تفطر بره معاهم زي كل يوم نفسي مرة تفطر معانا زي زمان.. 
أسرع باجابتها 
هو أنا اقدر على زعلك محطتش لقمة في بوقي من
الصبح..
اتسعت ابتسامتها وهي تردد في رضا 
كنت هزعل لو عملتها يا فهد. 
تطلع من حوله بترقب وحينما وجد الساحة خالية من حوله همس بغزل 
يابوي على كلمة فهد اللي بتطلع تشرح الجلب دي.. 
تعالت ضحكاتها حتى أصبحت مسموعة لمن يهبط الدرج فقال بسخرية 
وبعدهالك يا فهد لساك عايش في دور سي روميو . 
ردد بحزم مصطنع 
سليم!
دنا منه حتى صار قريبا
الحق عليا بنبهك أننا تحت بدل ما حد من الأولاد يطب عليك وصورتك تهتز قدامهم! 
جلس فهد على المقعد الذي يترأس مائدة الطعام الكبيرة قائلا 
متخافش عليا محدش يقدر يوقعني. 
أكد له مازحا 
خبرك زين يا واد عمي.. 
أستاذنت راوية بخجل 
هجيب بقية الاكل.. 
وتركتهم واسرعت للمطبخ حرجا مما حدث ولجت للداخل لتشير للسيدة التي تعاون نواره وريم 
طلعي باقي الأكل يام نعمات.. 
أومأت برأسها في طاعة 
أمرك
يا مرت الغالي.. 
ثم حملت الاطباق وأسرعت للخارج حملت ريم الاطباق المتبقية لتناولها لراوية وهي تتساءل باستغراب 
مالك وشك
احمر إكده! 
مررت يدها على
وجهها وكأنها تخبرها بأن وجهها متسخ فتحاول تنظيفه تعالت ضحكات نواره وهي تشير إليها ساخرة 
كفياكي يا ريم هتلاجيها شافت فهد بره بس.. 
ذمت راوية شفتيها بعدم رضا لتصيح بهم بانزعاج 
اه ده انتوا فضيتوا ليا بقا.. 
حملت نواره الخبز الطازج لتسرع بالخروج قائلة 
لا انا الحق نفسي قبل ما المدبحة تقوم.. 
قالت راوية من وسط سيل ضحكاتها 
كبرنا ومكبرناش!. 
شاركتها ريم الابتسامة بحزن ظهر على وجهها حينما تذكرت ابنتها يقال أن لكل منا نقاط ضعف أو ربما جانب معتم يستحوذ على المرء حينما تزوره السعادة فالابتسامة يتخلالها تذكار لما يؤلم وكأنها تتعهد على تذكارك دوما بما يؤلمك حتى ټقتل أي ابتسامة قد تتسلل لشفتيك! 
شعرت بها راوية فاحتضنتها بذراعيها قائلة بحزن 
لسه مش قادرة تتقبلي اللي حصل لماسة 
تدفقت الدموع من عينيها كالمطر المحتبس لتجيبها پقهر 
ياريت اقدر يا راوية انا مش قادرة أستوعب اللي حصل معاها! 
ربتت بيدها على كتفيها وهي تخبرها بثقة 
جوزها جنبها وعمره ما هيتخلى عنها أنا عندي ثقة كبيرة في ربنا أنها هترجع أحسن من الأول.. 
أغلقت عينيها وهي تردد بتمني 
يارررب ياراوية يارب.. 
أخفت حزنها وهي تشير لها بابتسامة ترسمها بالكد 
طيب يلا قومي عشان نفطر من زمان مفطرناش مع بعض.. 
أزاحت دمعاتها وهي تحمل باقي الأطباق
بينا..
وبالفعل خرجن سويا لتنضم إليهم بالخارج تبدل حزن ريم لسعادة كبيرة حينما وجدت عمر يجلس بالخارج فجلست مقابله تتأمله بحنين تود لو أن يحتضنها بقوة حتى تحاول الخروج من تلك المشحنات المقبضة شعر بها فأشار بيديه وهو يهمس لها 
أنتي كويسة 
إكتفت بإيماءة رأسها بأنها على ما يرام ثم انتبهوا جميعا لصوت نادين الذي إخترق القاعة كالصوت الرنان 
أيه ده من غيري! 
غمس سليم الفطير بالعسل الأبيض وتناولها بتلذذ 
عارفين أنك هتنزلي من نفسك لما تشمي ريحة الوكل.. 
جلست جوار راوية ثم شرعت بتناول طعامها لتردد بإعجاب 
الله على الفطير البلدي من ايدك يا ريمة. 
ابتسمت وهي تخبرها باستحسان
ألف هنا على قلبك يا نودي.. 
علقعمر هو الأخر 
تسلم أيدك يام أحمد.. 
منحته بسمة رقيقة فقال سليم باستغراب 
هو محدش من الولاد نزلوا من القاهرة الأجازة دي ولا أيه 
أجابته راوية 
مفيش غير آسروأحمد البنات عندهم امتحانات.. 
تساءلت نادين بدهشة 
طيب هما فين يفطروا معانا.. 
أجابها فهد بثبات 
شيعتهم الأرض يبصوا على العمال يشوفوا لو كانوا محتاجين حاجة. 
رددت راوية بضيق 
هما لحقوا يستريحوا يا فهد مش كفايا المصانع والمزارع اللي بيدروها! 
نظرة حادة حانت منه فقال بجفاء 
مخلف عيل صغير هنخاف عليه ولا أيه.. 
رددت في توتر 
لا مقصدش بس بقول على الاقل كان فطر معانا مهو طول الشهر بيبقى بالقاهرة مع الشباب وحتى في اليومين اللي بينزلوهم بتخليهم يشتغلوا بالارض!..
اسټنزفت كلماتها غضبه بأكمله فضړب بعصاه الارض بقوة 
مفيش اهنه دلع ياراوية الولد لو مشالش الحمل عن اهله مبيقاش راجل.. 
امتلأت عينيها بالدموع لتعصبه المبالغ به فتدخل سليم بالحديث قائلا 
محصلش حاجة يا فهد هي خاېفة على ولدها وده حقها بالنهاية هي أم.. 
هدأت تعابير وجهه قليلا فقال بهدوء 
أنا هادي يا سليم بحاول بس أخليها تستوعب أنه في يوم من الايام ولدها هيبقى كبير الدهاشنة ولازمن أقرص عليه عشان عضمه يبقى ناشف ومحدش يقدر يقف قصاده.. 
حدجته بنظرة ساكنة ولكنها تحوى سهام متخفية تعرف طريقها لاختراق قلبه بحرافية نهضت راوية عن مقعدها ثم كادت بالابتعاد عن الطاولة فتوقفت قداميها حينما استمعت لأمره الصارم
كملي وكلك قبل ما تقومي. 
عادت لتجلس على مقعدها من جديد وهي توزع نظراتها بينه وبين طبقها بغيظ.. 
مساحة شاسعة يملأها الرجال العاملين من كل صوب وإتجاه بعضهما يحملون المحاصيل الزراعية للشاحنة والاخرون يكدون عملا بزرع المحاصيل الجميع يعلم بأن تلك المنطقة تخص عائلة فزاع الدهشان فباتت تخص أحفاده وبالأخص كبيرهم فهد الدهشان ومن بين هؤلاء العمال كان ينحني بقامته الطويلة ليحرر السکين الملتوي حتى يتمكن من قطع الحشائش الخضراء ليجمعها فوق بعضها في تناغم وإنسيابية ومن ثم يكوم حزمة أخرى فوق بعضهما ليحملهما ثم يضعها على العربة التي يجرها الفرس الاصيل
ليشير بيديه التي تتصبب عرقا 
خد الحمولة دي وإرجع أنت ياحسان.. 
ومن ثم إنحنى ليحمل حزمة أخرى فأسرع إليه حسان العامل قائلا 
عنك أنت يا بشمهندس آسر أني اللي هحملهم.. 
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه القاسېة ومن ثم أجابه بمحبة كبيرة 
لا أنا اللي هحملهم اسمع أنت بس الكلام وأرجع المزرعة أهتم بالفرس.. 
سحب اللجام ليجلس على طرف العربة وهو يشير له بطاعة 
اللي تؤمر بيه يا بشمهندس.. 
مرر آسرأصابعه على رأس الفرس الأبيض بحنان ثم رفع عينيه ليشير للأخر بالتحرك فأنصاع إليه اتجه آسر للشجرة القريبة منه فاستلى من فروعها قميصه الأبيض الذي تركه على أحد فروعها حتى لا يتسخ بأعمال الحقول الشاقة فلم يتسنى له الوقت ليبدل ملابسه فما أن وصل من القاهرة حتى أمره والده بالذهاب لمتابعة العمال فما كان منه الا أن خلع قميصه ليعاونهم اليد باليد رافضا مباشرة عمله المتوقع بمعاينة الحسابات فترك تلك المهامة لاحمد دس يديه بجيب بنطاله الأسود ليخرج منديله الورقي ثم ازاح العرق النابض على بشرته الخمرية ومن
ثم فتح عينيه البنية الداكنة ليتأمل إن كانت ملابسه مازالت متسخة بعد ثم مرر اصابعه بين خصلات شعره الفحمي ليمشطه جيدا ثم جلس على الأريكة الخشبية المتهالكة القريبة منه ليرفع هاتفه بانتظار رد الطرف الأخر فقال 
أيوه يا بدر أنت لسه نايم ولا أيه 
طيب فوق كده وإسمعني شحنة الفاكهة في طريقها للمصانع لازم تكون موجود هناك أنت و يحيىفهمت 
طيب تمام بعد بكره هنكون عندكم أنا وأحمد بأمر الله.. 
وأغلق هاتفه ومن ثم وضعه بجيب بنطاله ليتجه بخطواته المتزنة تجاه المبنى القريب من الأراضي الزراعية ليجد أحمد منهمك بالعمل على عدد من الملفات ليتحرر لسانه الصامت ناطقا بتعصب واضح 
الشغل ده ميرضيش ربنا أبدا.. كل ده غلط دي فلوس ناس يا ريس! 
أجابه المحاسب بتوتر 
يا بشمهندس راجع حساباتك تاني جايز تكون غلطان.. 
نهض عن مقعده ليحدجه بنظرة قاټلة 
أنت اللي هتعلمني شغلي ولا أيه 
والقى الاوراق بوجهه قائلا بحدة 
راجع شغلك وشوف باقي المبلغ الناقص من الحسابات ده فين والا الكبير بنفسه اللي هيعرف.. 
وترك المكتب الصغير المتدلي بأحد أطراف المبنى المتوسط ثم خرج ليجد آسر من أمامه يضع يديه معا بجيوب بنطاله ويتطلع له بصمت قاټل ليبتره حينما قال 
الانفعال مش طريقة لاستعادة الحقوق يا بشمهندس مينفعش تقول للحرامي في وشه أنت حرامي لا تلعب عليه وتخليه يرجعلك حقك وفوقه بوسة... 
زفر أحمد بانفعال 
ده بني آدم بجح بيغلطني عشان يزوغ من المبلغ اللي عكشه في كرشه. 
تعالت ضحكات آسر الرجولية ليردد بعدم تصديق 
هدي نفسك بس يا عريس ده أنت على وش جواز.. 
سكنت نظراته وهو يردد بفتور 
عريس أيه بس ده أنا بقالي سنتين خاطب ومستنى أختك تخلص الجامعة بتاعتها وكل مرة الكبير بيطلعلي بحجة شكله مش عايز يتخلى عن بنته.. 
رد عليه بمزح 
روجينا أكلة بعقله حلاوة وبعدين أنت مستعجل على الجواز كدا ليه مش قولت عايز تأسس المصنع ويبقى ليك مالك الخاص استغل الوقت ده لنفسك الجواز فقر يا ابني صدقني.. 
ضحك أحمد وهو يجيبه بمشاكسة 
يعني أنت مش عايز تتجوز يا كبيرنا.. 
أعدل من ياقة قميصه وهو يجيبه بفخر 
لا مبفكرش بالمواضيع المنحرفة دي... 
ثم جذبه بقوة كادت باسقاطه 
يلا عشان نرجع.. 
تأوه أحمد پألم 
بالراحة علينا احنا مش قدك يا كابتن.. 
أجابه ساخرا 
طول ما أنت بتأكل وتنام وبتكنسل الجيم عمرك ما هتبقى قد أي حد.. 
تعالت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث 
لا يا عم كفايا الشغل اللي طالع عينا فيه!. 
بسخرية قال 
طيب يلا ياخويا.. 
مشى لجواره حتى مروا من أمام أحد الأراضي الزراعية التابعة لأحد العاملين المخلصين لأبيه سابقا فمن يسوقه الحظ للعمل بمزارع عائلة الدهشان قد يحظى بمال وفير يتمكن من بعدها شراء الأرض الخاصة به كحال هذا العامل المحبب لقلب آسر فأشار لأحمد قائلا
اسبقني أنت على العربية وأنا دقايق وهحصلك.. 
أومأ برأسه بهدوء ثم أكمل طريقه سيرا للسيارة التي تبعد عنه بمسافة ليست ببعيدة بينما إقترب آسر من كومة القش الملقاة أرضا حيث كان يجلس هذا الرجل المسن فألقى عليه التحية ثم قال ببسمة بشوشة 
عامل أيه يا راجل يا طيب أنت ما صدقت تسبنا ولا أيه 
أجابه الاخير بابتسامة واسعة 
أستاذ آسر كيفك يا ولدي.. والله وليك شوقة.. 
وحاول النهوض على قدميه الملفوفة بشاش أبيض مستندا على عكازه الصلد ساندهآسر سريعا ليردد پخوف 
خليك مكانك.. 
ثم تساءل بحزن 
الف سلامة عليك يا عم فضل مالك أيه اللي حصل 
وصف پألم ما حدث له 
مفيش يا ولدي كنت بحمل الربة على العربية فتكعبلت ووجعت على رجلي ولما روحت المستوصف جبسوهالي.. 
عاونه على الجلوس مجددا ثم قال 
الف سلامة عليك طيب جاي ليه الأرض وأنت تعبان أوي كده 
كاد بأن يجيبه ولكنه انتبه لصوت صخب يأتي من خلفه من أرض العمفضل بالتحديد فاستدار ليجد أحدا يحاول رفع أكوام القش الضخمة ليضعها على العربة القريبة منهم فأسرع تجاهه تلقائيا كان يرتدي جلبابا أسود اللون يلف حول وجهه شال أبيض اللون يخفي به رأسه ووجهه المغطى بأكمله لم يكن سوى عينيه الخضراء الساحرة بارزة من خلفه تعجب آسر مما يرتديه هذا الرجل الغامض ولكنه ظن بأنه يحتمي من أشعة الشمس القاټلة فانحنى ليجذب الحبال الغليظة من حول كومة القش الضخمة ليردد بثبات 
هات الطرف التاني يا ريس.. 
انحنى الرجل ذو الجلباب ليناوله الطرف الأخر فتلامست أيديهم فشعر بنعومة ملامسها رفع آسر عينيه تجاه هذا المقنع باستغراب ثم نهض ليزيح قميصه الابيض عنه فاستدار الرجل سريعا ابتسم آسر وهو يخبره بمرح 
لا مواخذة يا عمهم بس الحاجة مش هتدخلني البيت لو وسخت الابيض.. 
ومن ثم انحنى ليحمل كومة القش ببراعة تنساق مع جسده المصفح بالعضلات القاسېة ليضعها على متن العربة ثم عاد ليحمل الكومة الأخرى فوضعها لجوار الاخرى فاستدار ليشير له قائلا 
لسه في حاجة تانية عايز تحملها على العربية! 
هز رأسه فتعجب آسر من صمته المبالغ به أتاه الرد
من خلفه حينما إقترب منهما فضل ليثني على ما فعله 
الف شكر يا ولدي مننحرمش منيك. 
ربت
على كتفيه بابتسامة صغيرة 
على أيه يا عم فضل خد بالك انت بس
من نفسك ولو إحتاجت أي حاجة كلمني من غير ما تتردد.. 
ثم جذب قميصه ليشير للرجل الغامض 
سلام يا ريس شكلك عندك دور برد صعب في الحنجرة أبقى عالجه يا عمفضل.. 
تعالت ضحكات العجوز ليجيبه بصعوبة 
حاضر يا ولدي.. 
وصل للسيارة فهبط احمد مسرعا ليشير له پصدمة 
أنت فاكر نفسك في إنجلترا ألبس بسرعة قبل ما ېقتلونا.. 
ارتدى آسر قميصه ثم تحرك تجاه الباب الايسر من السيارة ليردد بخبث 
ما تنشف يا عم حد يقدر يبصلنا بس!.. 
تحرك أحمد بالسيارة ليسأله باهتمام 
عامل أيه عم فضل 
أغلق عينيه ثم استرخى على المقعد ليضع القبعة على رأسه
فعاد أحمد ليسأله مجددا فقال بخفوت 
رجله مکسورة وجايب ابنه يساعده وهو أصلا شكله مالوش لا في الطور ولا في الطحين.. 
رفع حاجبيه بتعجب 
ابنه! .. عم فضل معندوش غير بنت وحيدة بتدرس بالقاهرة.. 
أزاح آسر القبعة عن وجهه ليردد باستغراب 
أمال مين ده.. 
معرفش جايز مأجر حد.. 
نفى آسر ذاك الإقتراح 
لأ.. معتقدش حالته المادية متسمحش بكده.. 
قال أحمد 
جايز حد من قرايبه لان زي ما قولتلك معندوش غير بنت واحدة بتدرس بالقاهرة بنفس
جامعة حور بنت عمك سليم.. 
عاد ليتمدد على المقعد من جديد ثم وضع القبعة لينعم ببعض الراحة.. 
بأرض العمفضل.. 
إحتدت نظارتها المتخفية من حول قناعها الخفي فما أن تأكدت من ابتعاده حتى رددت پغضب 
ماله ده كمان شايف نفسه على خلق الله.. 
أجابها العمفضل ببسمته البشوشة 
مالكيش حق يا بتي.. ده البشمهندس آسر أطيب خلق الله.. 
قالت
بتأفف
مهو واضح ده خاېف من مامته!.. هو ده كبير عيلة الدهاشنة اللي هيكون بعد أبوه! 
بملامح جادة للغاية أجابها 
أنتي متعرفهوش زين يا بتي البشمهندس آسر غريب عن ولاد عمامه بيحب خلطة الناس بالصعيد لكن وقت الجد يبيقى غول عيلة الدهاشنة الكل إهنه بيعمله الف حساب ومحدش يقدر يعيب فيه زي ما أنتي بتعملي كده خلينا في حالنا يا بتي.. 
وتحامل على ذاته ليصعد على العربة ثم أشار لها بالصعود 
يلا نروح قبل ما الظهر يأذن.. 
ظلت محلها شاردة الذهن تتطلع على الطريق الذي سلكه بالعودة بشرود ظنها الشخص الغامض ورأته هو ماكر وخبيث نعم لم يكن أمامها خيار أخر حينما مرض ابيها فارادت أن تساعده بعمله الشاق حتى لا يكون بمفرده من البداية وهي تناضل الأفكار اللعېنة التي تنصف المرأة بأنها ضعيفة وغير قادرة على ممارسة عمل الرجل فاردت أن تكد عملا بالأرض علها تثبت لذاتها بأنها قادرة على ذلك انتبهت لصوت والدها حينما نادها مجددا 
تسنيم!
التفتت تجاهه ثم صعدت لجواره وهي تردد بضيق شديد 
بعدهالك يابوي مش قولتلك متنادنيش باسمي.. 
رد عليها بابتسامة واسعة 
حاضر يا ولدي كده زين 
ابتسمت وهي تجيبه بحب 
زين..
بالقاهرة وبالأخص بالعمارة التابعة لأبناء عائلة فهد كان الطابق الأرضي فارغ يشغله مساحة كبيرة من الحشائش الصناعية وعدد لا بأس به من الطاولات البلاستكية أما الطابق الثاني فكان يحوي شقتين كبيرتين للغاية بابهما مقابل بعضهم البعض احدهما تخص الفتيات والأخرى تخص الشباب لمتابعة الأعمال المشيدة بالقاهرة أما الفتيات لمتابعة الدراسة والجامعة يعلوه الطابق الثالث الذي يخص ماسة بشكل كبير لأنها بالنهاية امرأة متزوجة.. 
بالشقة الخاصة بالفتيات.. 
انتهت حور من أداء فريضتها ثم رفعت يدها البيضاء لتدعو الله بتحقق أمانيها ومن ثم نهضت لتطوي سجادة الصلاة لتضعها برفق على مسند المقعد ثم جذبت خمارها الطويل ليتدلل خصلات شعرها القصير ذو اللون الأسود المميز فحانت منها نظرة جانبيه تجاه طاولة الطعام التي اعددتها لابنة عمها لتردد بسئم 
مفيش فايدة فيك.. 
ومن ثم اتجهت لغرفتها لتزيح الغطاء السميك عنها وهي تصرخ بانفعال 
يا خم النوم الجامعة هتفوتك!.. 
فردت روجينا ذراعيها بالهواء وهي تحيبها بدلال 
سبيني الله يكرمك يا حور هو أنا أسيب بابا بالبلد ألقيكي هنا.. 
ثم جذبت الأغطية مجددا وهي تشير لها 
خمسة كمان وتعالي صحيني.. 
رمقتها بنظرة مغتاظة وهي تضيف 
بقالك ساعة بتقولي كده ولما بجي بتكون مش أخر مرة.. 
ثم أضافت بمكر 
أنتي هتقومي بالذوق ولا أنادي آسر يشوفله حل.. 
انتفضت من على الفراش بفزع 
أوعي والله أزعلك.. 
ضحكت وهي تشير لها ساخرة 
كده مش هتنامي تاني غيري هدومك وتعالي افطري الأكل برد من زمان.. 
زمت شفتيها بغيظ 
في قفاكي.. هتلاقيني في قفاكي.. 
وما أن تأكدت بخروجها حتى جذبت الغطاء مجددا وهي تهمس بسخط 
عيلة هم.. 
أتاها صوتها المنادي بحزم 
روجينا!..
نهضت سريعا فتعثرت أرضا لتتعالى ضحكات حور بتسلية.. 
ركضت خلفه مسرعة لتتفادي تلك المزهرية التي كادت بأن تحتضن الأرض باشلائها شعرها الطويل يترنح من خلفها بخفة ودلال نجحت أخيرا بالوصول إليه فقبضت على راسخه ثم لوت ذراعيه لتنتشل اللعبة الصغيرة من يديه بكى طارق البالغ من العمر اثنا عشر عاما فصاح بها پغضب شديد 
أنتي كل لعبة تاخديها مني بالعافية أنتي بجد بقيتي وحشة أوي! 
هزت ماسة رأسها بطفولية وهي تجيبه 
ماسة مش وحشة طارق هو اللي وحش عشان مش بيرضى يلعب ماسة معاه.. 
دفعها بعيدا عنه بكره 
مش هلعبك معايا لاني مبحبكيش.. 
لمعت الدموع بعينيها فقالت بطفولية 
والله لأقول ليحيى يضربك عشان أنت بټضرب ماسة.. 
في أيه.... 
سؤال متلهف سأله ذو العين السوداء بعدما أسرع بالوقوف أمامهما فأشارت ماسةبيدها پبكاء 
طارق ببضرب ماسة.. 
وتركتهما وركضت للأعلى سريعا حتى ولجت
لغرفة يحيى أما بالأسفل انحنى بدر ليكون مقابله فمرر يديه على شعره بحنان 
مش احنا اتكلمنا أكتر من مرة يا طارق في الموضوع ده!.. 
أجابه الصغير پبكاء 
هي اللي بتاخد كل لعبي يا بدر ويعدين هي المفروض كبيرة ومش طفلة ليه بتعمل كده.. 
ارتسم الحزن على تعابير وجهه ومع ذلك حافظ على ابتسامته 
مش أحنا قولنلك أكتر من مرة يا طارق أن ماسة تعبانة ولازم ناخدها على قد عقلها هي بقت دلوقتي طفلة في سنك ومش فاكرة حاجة عن سنها وهي كبيرة دلوقتي يحيى أخوك هيزعل منك.. 
حدجه بنظرة مغتاظة قبل أن يقول 
يطلقها ويتجوز واحدة كبيرة.. 
بلهجة صارمة صاح 
عيب يا طارق الكلام ده ماسة مهما كان تبقى بنت خالك عمر ومرات أخوك الكبير.. 
احنى رأسه بالأرض حرجا فاحتضنه بدر بحنان.. 
أما بالأعلى.. 
إنتهى من ارتداء بذلته السوداء الأنيقة ثم نثر البرفنيوم الخاص به ليتأكد بذاته من تصفيف خصلات شعره الأسود الطويل بانتظام عينيه الرمادية يحتلها قوقع غائم من الحزن بشرته الداكنة تمنحه وسامة طاغية انتهى من عقد جرفاته الخاص ثم انحنى ليعقد رباط حذائه فتفاجئ بزوجته تدلف للغرفة باكية نهض ليدنو منها سريعا ثم تساءل بقلق 
في أيه يا حبيبتي.. 
فركت عينيها پبكاء وهي تشير له على الباب قائلة 
طارق ضړب ماسة.. 
سكن الڠضب ملامحه فكادت عينيه بالانخراط بموجة عاصفة يحاول قدر الامكان أن يجعل أخيه ومن حوله يستعب الحاډث المؤلم الذي أصاب معشوقة دربه ليحولها من مرأة كاملة الانوثة لفتاة لا يتعدى عمرها الحادية عشر عاما ورغم ۏجع قلبه لتلك الذكرى القاټلة الا انه يجاهد ليكن جوارها رفع يحيى أصابعه ليزيح دمعاتها ثم حضنها برفق 
متزعليش يا روح قلبي أنا هنزل حالا أطلع عينه وأقوله ميرفعش أيده على ماسة تاني.. 
تحول بكائها لضحكة مشرقة فجذبت يديه وهي تردد بسعادة 
يلا نضرب طارق.. 
ابتسم وهو يتأمل ضحكتها التي أنعشت قلبه فجذب حقيبته السوداء من على سطح مكتبه 
يلا يا ستي.. 
وهبط معها للأسفل فما أن رأه طارقحتى تخبئ خلف بدر پخوف فأشار له بدر سريعا 
مفيش داعي تزعقله يا يحيى أنا خلاص فهمته غلطه.. 
سحبت ماسة جاكيت يحيى قائلة 
طارق بيقول مش هيلعب ماسة معاه تاني أضربه يا يحيى.. 
اكتاظ غيظ الصغير فقال پعنف 
مش هلعبك عشان انتي وحشة وأنانية.. 
أطرقت بقدميها الارض لتغوص بنوبة من البكاء كاد بأن يؤثر بحالتها النفسية المتدهورة فأمسك يحيى ساعديها معا وهو يصيح پغضب فتاك 
قسما بالله يا طارق لو محترمت نفسك لأكون قسمك نصين أنت مفيش فايدة فيك أبدا غور من وشي.. 
ركض الصغير للخارج باكيا فأسرع بدر للدرج ليتفحص وضعها قال يحيى بقلق 
شوفتي يا ماسة زعقتله ازاي متزعليش عشان خاطري.. 
ادلت شفتيها السفلية وجسدها ينتفض فحملها يحيى ليضعها برفق على الأريكة بالأسفل ثم أشار بيديه لبدر على مكان الادوية ليستكمل حديثه المهدأ لها 
لو ماسة معيطتش هجي بدري من المصنع النهاردة وأخرجها الملاهي زي ما تحب.. 
اتسعت بسمتها وهي تردد بحماس 
يحيى خرج ماسة 
ابتسم وهو يجيبها 
هخرجك وأجبلك البسبوسة اللي بتحبيها.. 
كفت عن البكاء واتسعت ابتسامتها فاحتضنها بلهفة بعدما تمكن من تخطي المرحلة الخطړة من علاجها المتزمن ابتعد عنها برفق حينما انتبه لهبوط بدر فناوله الحقيبة الصغيرة أخرج منها يحيى الدواء فكادت ماسة
بالركض فرفع بدر يديه حاجزا من أمامها قائلا 
خدي الدوا عشان يحيى يخرجك زي ما قالك.. 
لوت فمها بتقزز فجذبها يحيى لتجلس جواره من جديد ثم مد يديه بالدواء فوزعت عينيها بينه وبين الدواء پغضب ومن ثم تناولته جرعة واحدة مرر يحيى يديه على خصلات شعرها وهو يردد باعجاب
شطورة يا روح قلبي..
ابتسمت وهي تهز رأسها بفرحة فرفع صوته مناديا
إلهام..
أتت مهرولة إليه فأردف
خدي ماسة أوضتها وخلي بالك منها..
أمسكت بيدها وهي تردد بابتسامة
دي في عنيا يا أستاذ يحيى..
حملت عروستها الصغيرة ثم لحقت بالخادمة وهي تشير له بعفوية 
باي يا يحيى.. 
ابتسم وهو يودعها
مع السلامة يا حبيبتي.. 
صعدت ماسة للأعلى بصحبة الخادمة فجلس بدر جواره ليتنحنح قائلا باستياء 
انا مش معاك خالص باللي عملته مع طارق يا يحيى.. 
رفع رأسه اليه ليجيبه بحزن. 
أديك شايف يا بدربحاول أخليه يستوعب حالة ماسة وهو رافض.. 
قال بهدوء 
مش قادر لانه عيل صغير المفروض تكلمه بهدوء.. 
هز رأسه باقتناع فربت بدر على كتفيه
عارف أن اللي بتمر بيه صعب حد يتحمله بس لازم تكون صبور زي ما أنت يا يحيى.. 
ثم جذب حقيبته ليشير له 
شوفه وهستناك بالعربية.. 
منحه ابتسامة مصطنعة يخفي بها آلآمه بداخله ۏجعا يكاد يبتلعه ومع ذلك عليه التحلي بالصبر نهض ليتجه لغرفة أخيه الصغير طرق الباب بطرقات متتالية ليجدها مستلقي على الفراش بحزن فما أن رأه حتى جلس مكتف ساعديه أمام صدره بزعل ولج يحيىثم جلس لجواره على حافة الفراش ليردد بنبرة صوت حزينة 
أنا عارف أني مكنش ينفع أتعصب عليك ولا
اكلمك بالأسلوب ده بس أنت مش قادر تفهمني يا طارق وبعدين انت مش كنت بتحبها!
استمع لما قاله جيدا ثم أخبره بعفوية 
كنت بحبها لما كانت دايما بتشتريلي لعب وبتخرجني معاها بس لما بقت تأخد العابي وبتعمل كده مبقتش أحبها..
زفر الهواء العالق
برئتيه على مهلثم عاد ليسترسل حديثه الهادئ
ما أنا قولتلك يا حبيبي ماسة تعبانه والتعب اللي عندها ده خلاها تبقى زي العيلة الصغيرة وأحنا لازم ناخدها على قد عقلها.. 
قال بسخرية واضحة 
يعني أنا لما هتعب هبقى طفل عنده ٥سنين!.. 
بتعصب شديد نطق 
وبعدين معاك بقى يا طارق!.. 
ثم نهض عن الفراش وإتجه للخروج ليوقف حينما ناده طارق ليخبره بحزن على حاله 
خلاص هلعبها معايا ومش هضايقها تاني.. 
منحه ابتسامة صافية ثم استكمل طريقه للخارج ليستقر جوار بدر منطلقا للمصانع الخاصة بتحويل الفواكه
المنعشة لعصير طبيعي يحمل رمز عائلة الدهاشنة.. 
بسيارة أحمد 
مرت جموع من الأغنام من خلف أحد الفلاحين من أمام السيارة فتفادهم بصعوبة ليصطدم رغما عنه بأحدى السيارات التي كانت من أمامه توقفت السيارة ليهبط منها السائق ثم فتح الباب لسيده فهبط هو الأخير پغضب شديد تابع أحمد ما يحدث بمعالم منصدمة 
هاشم المغازي! 
انتبه آسر لما يقوله ابن عمه فتطلع للأمام ليرى من لا يتمنى رؤياه بهذا الصباح المتناغم ردد أحمد بخفوت 
الډم هيبقى للركب! 
إقترب هاشم من السيارة فما ان رأى سائقها ومن جواره حتى تملكه الحقد والڠضب فرفع صوته بجراءة 
ابقى خلى كبيركم يعلمكم السواقة يا واد منك له ولحد ما ده يحصل ابقي اقعد في بيتك كيف الحرمة اللي بتستنى عدلها.. 
إحتدت عينيه بنظرات تزوره وقت الڠضب فسيان
ما يصدق بأنه نفس الشخص العطوف الذي يساعد العاجز ويكرم ضيفه فتح باب السيارة وهو يتحدث بصرامة 
خليك بالعربية يا أحمد.. 
جذب معصمه ليتساءل پخوف 
بلاش يا آسر.
أبعد يديه الممسكة به ثم أغلق الباب ليكون أمام الأخير وجها لوجه نطاحه هاشم النظرات بكره شديد فتحرك فكيه قائلا
انتوا الادرى بقعدة الحريم بالبيوت ما كبير الدهاشنة خلكم تتداروا فيها ٢٢سنة.
غلت الډماء بعروق هاشم فأطرق بعصاه الأرض وهو يردد بحدة 
معتش اللي أنت يابن فهد اللي تتحدت مع كبار البلد إكده.. 
تعالت ضحكات آسر فقال وهو يحك مقدمة أنفه 
كبار أيه لا باين عليك لما كبرت في السن خرفت البلد ملهاش غير كبير واحد فهد الدهشان ومن بعده بعد عمر طويل اللي واقف قدامك وش لوش.. 
ابتسم ساخرا 
القوالب نامت والأنصاص قامت ولا أيه 
کسى وجهه غيمة قاټلة فاقترب
منه ثم مرر يديه على الشال الذي يضعه حول رقبته فضغط به على جلد رقبته بقوة كادت پخنقه وهو يردد بشراسة وتحد 
لو مش عايزني أقل بكرامتك صحيح خد الجردة دي وغور من هنا يكفيك شړ ڠضب راجل عرق الدهاشنة بيجري في عروقه.. 
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة فدفعه آسر أرضا ليسرع إليه سائقه فطرق بيديه على مقدمة سيارته قائلا بحزم 
يلا يالا خد معلمك وغور من هنا قبل ما أعلم عليه وأخليه عبرة للمغازية كلهم. 
صعد هاشم لسيارته سريعا ومن ثم لحق به السائق ليغادر بسرعة الرياح التي حملتهم سريعا بمنتصف ثرايا عتمان المغازي أما آسر فصعد لسيارته ليخبره احمد ببسمة واسعة 
حطيت عليه بالجامد يا كبيرنا.. 
عاد ليستلقي على مقعده وهو يردد بمرح 
جرجرني للرزيلة وأنا راجل محترم وابن ناس.. 
تعالت ضحكات أحمد ليكمل قيادته حتى أصبح أمام المنزل.. 
بمنزل عتمان المغازي.. 
كالرعد الذي طرق السماء أشعل هاشمالنيران بأعمدة المنزل بأكمله وخاصة بعد قصه ما حدث معه من ابن فهد الدهشان العائلة التي يمقتها كل بني المغازي بأكملهم هاجت الډماء بعروق شقيقته التي تستمع لما يسرده على مسمعها بجوار ابنها الوحيد فصاحت بعصبية بالغة 
أهو ده اللي ناقص معتش غير العيال اللي يمشوا كلمتهم علينا.. 
حمسها هاشم بغضبه الطائش 
قولتلك قبل سابق ياخيتي فهد وولده مش هيجبوها لبر لازمن نقطع عرق ونسيح ډم.. 
خرج ابنها عن صمته المطبق أخيرا حينما قال بصرامة وجفاء قاټل 
ورحمة أبويا لأكسر مناخيرهم وأجبها الارض.. 
وأشار لوالدته بوعدا قاطع يصاحبه نبرة شيطانية مخيفة 
بكره ياما هجبلك بنت فهد الدهشان خدامة تحت رجليك ولو ده محصلش مبقاش أيان المغازي! 
.................يتبع........... نيران العشق والسلطة........ اڼتقام قاټل!!........ 
الدهاشنة..
بقلميملكةالإبداع..
آيةمحمدرفعت...
مساء الجمال على عيونكم يا أجمل قراء بوعدكم ان الجزء ده هيبقى دمار شامل وبتمنى انه ينال إعجابكم ويكون مميز عن الجزء الأول كل اللي حصل بالماضي والخاص بجوازة فهد هيذكر مع الاحداث فمحدش يقلق هنعرف برضه مع الاحداث عن العداء الشديد بين المغازية والدهاشنة طبعا انتوا عارفين اني كنت موقفة كتابة ولسه راجعين فعايزين نرجع بطاقة كبيرة. بتمنى منكم دعم ومساندة ليا وأخيرا هستنى ريفيوهاتكم على جروبنا ملوك زي ما اتعودنا بحبكم في الله... 
Aya...
٥١٢ ١١٦ ص زوزو الدهاشنة.... صراعالسلطةوالكبرياء!..... 
الفصل الثاني... 
الفصل إهداء لصديقتي وأختي الجميلة دكتور رانيا أحمد من أجمل الناس اللي اتعرفت عليها واللي دائما بتشجعني وبتدعمني ..... 
وصلت سيارة أحمد لداخل المنزل فتراجل كلا منهما ومن ثم ولجوا للداخل إتجهوا للمندرة فوجدوا الرجال مجتمعون بالداخل وأكواب الشاي الساخنة محكمة بين الايدي اقترب آسر من أبيه ثم قال بوقار صاحب لهجته 
عملنا اللي حضرتك قولت عليه تممنا على العمال وشحنات الفاكهة اللي سافرت للمصانع والحسابات كان فيهم كام غلطة بس أحمد صلح الدنيا.. 
هز فهد رأسه وهو يردد باستحسان 
عفارم عليكم رجالة صوح.. 
رفع سليم يديه ليطرق على كتف
آسر وأحمد بتباهي 
أمال أيه مش من صلب الدهاشنة.. 
قال أحمد ببعض المرح 
طيب يا عمي احنا نازلين من القاهرة على لحم بطننا وقرفنا من الدلفيري وسنينه السودة فين المحمر والمشمر والذي منه... 
تعالت ضحكات سليم حتى كشف عن أنيابه فنهض عمر ليشير له ساخرا 
خف
شوية من اللغ تخنت وبقا ليك كرش.. 
حدجه بنظرة حزينة وهو يتابع بقوله المنتحب 
ويوم ما هفكر اعمل ريجيم هعمله وأنا هنا لا لو سمحت يا والدي العزيز سبني أعوض هنا ولما أرجع القاهرة ابقى أعمل ريجيم.. 
علق آسر باستهزاء 
ولا عمره هيخس يا عمي اسمع مني.. 
أشار لهم فهد بحزم 
غيروا هدومكم وكلوا لقمة وبعدين نتحدت.. 
إنصاعوا لكلمته فأتجه كلاهما للداخل فقال سليم بفخر يتبع لهجته السعيدة 
العيال مبقوش عيال بقوا رجالة بشنبات كبرونا ولاد الأيه..
ابتسم عمر ليضيف بسخرية 
احنا اللي العمر جرى بينا ومبقناش صغيرين يا سليم.. 
حاوطه بكتفيه ليستطرد قائلا 
العمر يجري ما يجري هنفضل مع بعض يا واد عمي.. 
احتضنته وهو يشاكسه بكلماته 
الكلام الحلو ده مش بيريحني واصل.. 
قال الاخير بمكر 
بقيت بترطم صعيدي اهو.. 
تعالت ضحكات كلا منهما والكبير يتابعهما بابتسامة حب تشع من حدقتي عينيه الحنونة خلف حاجز الهيبة الذي صنعه لنفسه حافظ على بعض الخصال التي تنتمي لشخصه فحينما يستلم منصب الكبير يلغى الخصال الطيبة بداخله فأن صدر عنه تصرف يدل على نبله وكرم أخلاقه قد يظنه البعض ضعف منه وبالرغم من ذلك ظل يحتفظ بداخله بما يبقيه على إتصال قوي بالفهد!.. 
جلسآسر على المقعد المقابل لأحمد المنغمس بتناول الجبن القديم والفطير الشهي فناده بصوت منخفض وهو يتفحص المكان من حوله 
متجبش سيرة للكبير باللي حصل على الطريق فاهم 
أكمل تناول طعامه وهو يجيبه ببسمة خبيثة 
متقلقش هو هيعرف بس مش مني أبوك حبايبه كتير. 
ذم شفتيه بضيق لصدق عباراته الصريحة انتبهت حواسه لمن اقتربت منه قائلة بابتسامة أشرقت وجهها المعجد 
حمدلله على سلامتك يا ولدي.. 
نهض عن المقعد ثم أسرع لينحني طابعا قبلة عميقة على يدها وهو يردد بابتسامة صافية 
الله يسلمك يا ستي ليه تتعبي نفسك وتقومي من سريرك أنا شويه وكنت طالعلك.. 
انصاعت ليديه التي تعاونها على الجلوس فجلست وهي تمرر يدها المرتعشة 
لا لزمن أشوفك واضمك لصدري قبل امك.. 
جذب المقعد الأخر ليكون مقابلها فطبع قبلة أخرى على رأسها بحنان 
مفيش حد أغلى عندي منك يا نبع الحنان.. 
احتضنته هنية بحب شديد وهي تردد برضا 
ربنا يحميك لشبابك يا ولدي.. 
ضحك أحمد ثم قال 
واكل بعقلك حلاوة الواد ده.. 
أشارت له بالاقتراب فانحنى على مقعدها لتحتضته بحنان ثم مررت يدها على خصلات شعره لتخبره بصوت منخفض 
بيفكرني بولدي فؤاد عمك الله يرحمه.. 
ابتسم أحمد ثم طبع قبلة على كف يدها 
ربنا يرحمه ويباركلنا في عمرك يارب.. 
هبطت راوية سريعا منهما ليعلو صوتها المنادي بحماس
آسر..
تقدم ليصبح مقابلها فاحتضنته بفرحة 
وحشتني اوي غيبت علينا المرادي كدليه 
أجابها هامسا بمرح 
جوزك طحنا بشغل المصانع! 
ضحكت بصوت مسموع فقالت هنية بذهول 
بتقولها أيه! 
أخشونت نبرة صوته بثبات 
ولا حاجة ده أنا بقولها هطلع أريح شوية لحسن أنا تعبان اوي من السفر.. 
وغمز بعنينه لراوية التي ابتسمت وهي تشير له بيديها على الهاتف فهمس بصوت شبه مسموع 
هكلمك يا كبيرة.. 
تعالت ضحكاتها وهي تتأمله يستكمل طريقه لغرفته بالطابق العلوي فجلست هي الأخرى على المقعد المقابل لأحمد لتسأله باهتمام 
طمني على روجينا وماسةوحور والشباب عاملين أيه 
رد عليها وهو يرتشف الشاي الساخن 
كلهم بخير يا مرات عمي وان شاء الله هينزلوا الصعيد في اجازتهم.. 
قالت بارتياح 
الحمد لله.. 
ثم اردفت 
اطلع يا ابني شوف والدتك كانت قلقانه عليك من الصبح خد الشاي وأطلع طمنها عليك .. 
ابتسم لرقة قلبها فابعد المقعد للخلف قليلا ثم كاد بالصعود ليجد نادين من أمامه تشير بيدها بمشاكسة 
يا مراحب بالحبايب.. 
ومن ثم اندفعت بحديثها 
قولي يابن ريم الواد بدر ابني مدورها في مصر ولا لسه بلوكه زي ما هو 
كبت ضحكاته ليجيبها بصعوبة 
مهو انا مش فاهم حضرتك عايزاه يدورها فانفي الوضع ده ولا هتتفاجئ وتنصدمي لو عرفتي فأشعلل الدنيا بينكم.. 
حكت رأسها بتفكير ثم قالت بلهجة صعيدية 
والله يا ولدي ماني خابرة.. 
تعالت ضحكات أحمد فقالتهنية بضيق 
وبعدهالك يا نادين هملي الواد يطلع يشوف امه.. 
ثم قالت 
اطلع يا ولدي وسيبك من المخبولة دي.. 
كبت ضحكاته وهي يستكمل طريقه للأعلى اما نادين فجلست جوار راوية وهي تردد پغضب 
كده يا خالة أنا مخبولة! 
اكدت لها حينما قالت 
مخبولة من يوم يومك ايه قولك 
ضحكت راوية وهي تتأملها تستشاط غيظا كالطفل الصغير متناسية مرور الأيام عليهما ليشيب الشعر ويطغو الشيب على اجسادهم.. 
لافتة ضخمة تلمع على أبواب المصانع العملاقة تضم إسم مصانع عائلة الدهاشنة بخط موثوق العمالة تدب بالداخل
كخلية النحل النشطة التي تحوم باجتهاد آلاف من المعدات الحديثة يشملها عدد من العمال وأخرون يغسلون الفاكهة جيدا قبل أن يحضرونها للمرحلة التالية وهناك من يرص الأكياس بعناية بداخل الكرتون ومن وسط هؤلاء كان يمر بينهما يتفحص الفاكهة باهتمام يحرص حرصا شديد على العمل الجاد فيما بينهما ليسرع بتلبية الطلبيات بموعدها حرصا على سمعتهم المرهونة فمشط بيديه خصلات شعره الطويل التي تزعج عينيه لينتبه لمن يناديه لاهثا 
بشمهندس بدر.. 
استدار بدر إليه
وهو يتساءل بثبات طاغي 
في أيه. 
أجابه بتوتر مما يحمله من أخبار غير سارة 
الحج مدحت عامل مشاكل في الحسابات يا بشمهندس عايز يخصم أكتر من ٨٠٠٠ج.. 
ضيق عينيه باستغراب 
ليه هو أول مرة يشتري مننا ولا أيه 
ثم أشار له بحزم 
روح أنت شوف شغلك وأنا هشوف الموضوع ده.. 
أومأ برأسه ثم غادر ليتجه بدر سريعا لمكتب المحاسبة فما أن رأه المحاسب حتى نهض سريعا عن مقعده ليجلس محله ثم ضم يديه على سطح المكتب متسائلا بصرامة 
خير يا حاج.. 
رفع حاجبيه باستغراب 
حضرتك محاسب هنا! اقصد يعني بتشتغل أيه انا عايز حد من أصحاب المصنع عشان أتكلم معاه.. 
قال بثبات 
معاك.. إتفضل.. 
ردد بدهشة 
أنت ابن فهد بيه 
أجابه بضيق من أسئلته المبالغ بها 
حضرتك بتضيع وقتك ووقتي طلبت تشوف حد من الملاك وجيتلك بنفسي هتقضيها جلسة تعارف بقا! 
لعق شفتيه بارتباك من صرامته المخيفة ثم قال 
أنا بصراحة كنت مستغلي الاسعار اللي حطينها وعايز تخفيض ده انا حتى زبونكم.. 
رد عليه بواجها واجم 
زبونا يبقى عارف السعر لأنه ثابت ومرفعش أيه اللي مخليه مش عاجبك المرادي!. 
قال بلهجة حماسية ظنها اسلوبا خبيثا ليجعله يخفض من الثمن المطروح 
ما في أكتر من مصنع فاتح جنبكم وبيبعوا بنص التمن تقريبا.. 
أغلق بدر الحاسوب من أمامه ثم نهض ليعدل جرفات
بذلته السوداء الانيقة ليجيبه بجفاء 
يبقى مبروك عليك وحلال عليك الجودة والطعم.. 
وتركه وغادر والاخير محله لا يعي ما الذي اقترفه بغبائه الشديد الذي ظنه نقطة ذكاء سيجبره على إزهاق الثمن رغم تأكده من جودة مصانع الدهاشنة المعروفة فاسرع تجاه أحداهم ليخبره بهلع
عايز أقابل بشمهندس يحيى ضروري.. 
أرشده لمكتبه بالطابق العلوي فصعد سريعا إليه.. 
بمكتب يحيى 
كان هائما بالصورة الفوتوغرافية الموجودة على سطح مكتبه الابتسامة التي تزين وجهه وهو يحتضنها بفرحة تضيء عالم مظلم بأكمله يديه التي تحتضن بطنها المنتفخة بجنينه البالغ من العمر ثمانية أشهر تنبض بقوة حينما يتذكر تحركه أسفل أصابعه وجه ماسة المشرق يفتت قلبه المذبوح كم كان يشكلا ثنائي رائع أول من أطرق العشق بابهما بعائلة الدهاشنة فعلى الرغم من حب آسر الشديد لماسة وتعلقه
بها الا أنها أحبته هو ولم تخشى أبدا الاعتراف بذلك أمام كبير الدهاشنة بذاته حينما هبطت للمندارة بعدما كان يجتمع الرجال لقراءة الفاتحة على ما اتفقوا به فوقفت أمام فهد قائلة 
عمي أنا مش موافقة على الجواز من ابنك.. 
صعق الجميع وعلى رأسهم أبيها عمر حتىيحيى تطلع لها پصدمة
فبالرغم انه كان يعشقها حد المۏت الا أنه لم يجرأ على الاعتراف بذلك أسرع أحمد تجاه شقيقته فأمسك بذراعيها پعنف 
أنت بتقولي أيه 
قالت بدموع غمرتها 
بقول أني مش موافقة انا مبشوفش آسر غير أخويا الكبير.. 
ضرمت الآلآم آسر لتفتته جريحا واسرع عمر تجاهها لېصرخ بها بقسۏة 
من أمته الكلام ده ما طول عمرك وأنتي عارفة أنك ليه.. 
أخفضت رأسها أرضا پخوف فبترت الأنفاس وتلاشت الهمسات حينما رفع فهد صوته 
سبها تتحدت وتقول اللي عايزاه يا عمر.. 
وأشار لها بالاقتراب قائلا 
تعالي
ياماسة..
اقتربت لتقف على مسافة منه وعينيها موضوعة أرضا بحرج شديد جسدها يهتز پعنف من فرط شهقاتها المكبوتة تعالى صوت الكبير متسائلا 
أنتي مش عايزة تتجوزي خالص ولا المشكلة في ولدي بس.. 
رفعت طرف عينيها تجاهيحيى ثم أشارت بالنفي فعاد ليسألها من جديد 
بتحبي حد! 
لعقت شفتيها بارتباك فتحدت ذاتها بالرغم من وجود الكثير من رجال العائلة بالمندرة تعلم بما سيقال عليها ربما بالجريئة وربما بعديمة الحياء وربما بالاپشع من ذلك ولكنها ستفعل المحال لأجل حبها فإن صمتت وقبلت بالأمر ستجلد ذاتها الباقي من حياتها هزت رأسها كأجابة صريحة على سؤاله المطروح فعاد ليتساءل من جديد 
مين.
رفعت يدها لتشير على من إختاره القلب بارادته من عشقته قلب وقالبا ذاك الذي يغلفها بنظرة مخطفة من مسافة يضمنها سلامة لها ذاك الذي يراقبها بالخفاء وإن أوشك الأڈى على مسها يواجهه أولا انتقلت الوجوه جميعا إليه فأشار له فهد بعينيه ليقف أمامه نهض يحيى عن محله ليقف أمام الكبير جوارها سكنت قليلا وكأن بسكنته أمان من الأعين المتربصة بها طالت نظرات فهد المتنقلة بينهما قرأ العشق صريح بعينيه من قبل أن يستمع إليه الصمت الذي ساد المندرة كسره صوت فهد حينما نطق بصرامته الجادة 
فرحهم السبوع الجاي.. 
ردد عمر بدهشة من قراره الذي يعد بمثابة سلسال چحيم يحكم إغلاقه على آسر فقال 
أيه اللي بتقوله ده يافهد 
بحزم شديد أجاب 
كلامي واضح للكل السبوع الجاي فرحيحيى وماسة.. 
رنت تلك الذكرى كالمنبه بذكراه لتترك بسمة على شفتيه وهو يتذكر كم جابهت أعتى الظروف لأجله هو أمسك بالصورة ثم مرر اصبعه على بطنها المنتفخة فكأنما لامس تلك الذكرى البغيضة التي فتكت بعش زواجه فأبعد يديه سريعا عنها وكأنه غير مستعد لتذكر تلك الذكريات المشؤمة الآن أفاق يحيى على صوت طرقات باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ولجت بابتسامتها التي تجاهد لجعلها أكثر اشراقا عل محبوب طفولتها يشعر بحبها الشديد إليه تهواه منذ الصغر فكانت تراه دائما كونه الصديق المقرب لشقيقها منذ أيام الجامعة هاجت وماجت حينما علمت بأمر
زواجه وهدأت بعدما علمت بما حدث لزوجته بعد زواجه وخاصة حينما قيل بأنها أصبحت مختلة عقليا فظنت بأنها فرصة مناسبة للتقرب منه فأدعت حاجتها للعمل عل قربها منه يجعله يشعر بها أجلت يمنى صوتها 
بشمهندس يحيى في واحد برة من تجار الجملة عايز يقابل حضرتك. 
ضيق عينيه باستغراب ثم قال
دخليه.
ولج العجوز للداخل فأشار لهيحيى باحترام 
اتفضل..
جلس على المقعد المقابل له ثم بدأ حديثه بابتسامة واسعة 
ما شاء الله على الوش السمح ده.. 
أفتر وجهه عن بسمة صغيرة ليشير له قائلا 
تحت أمرك يا حاج أومرني.. 
قال بحزن مصطنع 
أنا طلبت أشوفك مخصوص عشان أشتكيلك من المحاسب المتنك اللي تحت ده بقوله يهونها شوية بالسعر قالي يفتح الله.
أجابه بمكر بعدما تابع بالكاميرات من أمامه بمن يقصده 
بدر تقصد.. 
قال بمحايدة 
أعتقد هو.. 
أومأ برأسه قبل أن يضيف
بدر ابن عمي مبيقولش حاجة غلط أو بيتصرف اي تصرف مش مناسب السعر موحد عندنا وأنت مش اول مرة تتعامل معانا يا حاج عارف مصانعنا كويس وشغلنا ولا أيه!. 
صمت قليلا ثم قال 
على خيرة الله.. 
وأخرج من جيبه شيك من المال ليوقعه أمامه ثم ناوله إياه قائلا بوجوم 
أقدر أستلم امته.. 
استلم منه الشيك ببسمة مصطنعة 
هأمرهم حالا يجهزوا لحضرتك طلبياتك.. 
شيعه بنظرة أخيرة ثم ترك باب المكتب مفتوح على وسعيه ليغادر بغيظ كاد بأن ېقتله أما من بالخارج فتأملته بنظرة شاردة بعدما منحها هذا الغريب فرصة لرؤيته يعمل أمام أنظارها المتلصصة علها من ستدفع ماسة لأول طريقها بالشفاء! 
بغرفة ريم.. 
أحاطتها السعادة بهالة ساحرة حينما رأت ابنها يقف من أمامها احتضنتهريم بسعادة ثم تساءلت بلهفة 
قولي يا حبيبي أنت أخبار أيه بتأكل زين! 
تعالت ضحكات أحمد ليردد بسخرية 
لو جوزك مكنش قالي بنفسه أني منفوخ كنت صدقتك.. 
واستطرد بمرح 
متقلقيش عليا يا ست الكل أنا بدبر نفسي وعايشين على الدليفري ومية فل وعشرة.. 
تطلعت له مطولا قبل أت تسأله بتردد 
قولي يا ولدي هي روجينا خطيبتك مش بتعملك وكل أنت وأخوها! 
عند ذكرها لا يعلم لما يعتريه الضيق يشعر وكأن ليس بينهما أي توافق يراها عنيدة دائما ما تثيره للتعصب وبالرغم من ذلك يرضى بواقعه فمن وجهة نظره هي المناسبة إليه خرج عن قوقع الصمت القاټل ليجلي أحباله الصوتية 
لا هي مشغولة بجامعتها.. 
ارتسمت بسمة لا ارادية على شفتيه وهو يستسل 
بس حور لما بيكون مش عليها مذكرة بتعملنا أحلى طواجن وأكل من اللي قلبك يحبه.. 
ابتسمت هي الاخرى لتضيف على كلماته 
حور دي بنت جدعة وزينة اللي يشوفها ما يصدقش إنها بنت نادين المخبولة.. 
ضحك بصوته كله ليجاهد بقول 
لسه ستي مدياها المرشح إياه تحت.. 
قالت بصدق يتبع ابتسامتها الرقيقة 
الحق يتقال يا ولدي هي اللي عاملة للدار حس من غيرها تحسها خړابة.. 
تمدد على الفراش ثم وضع رأسه على قدميها لتمرر يديه بين خصلات شعره الفحمي بتدليك خفيف تزيح به آلام رأسه فهمس باسترخاء 
محدش جوهرة البيت ده اللي أنتي يا ست الكل.. 
تعالت ضحكاتها باستمتاع لسماع المحبب إليها منه فأخذت تدلك فروة رأسه حتى غفى على قدميها كالطفل الصغير!.. 
أحكمت حور الخمار حول جسدها مانعة الهواء من أن يطيح به يسارا ويمينا استدارت تبحث عنها هنا وهناك فجذبت هاتفها ثم رفعته لتبرطم بضيق 
راحت فين دي 
أنا هنا.. 
استدارت حور لتجدها تلوح لها بابتسامة عذباء 
عارفة اني أتاخرت بس عما وصلت من البلد. 
احتضنتها وهي تردف بانزعاج 
مش عارفة أنتي مبهدلة نفسك ما بين هناك وهنا ليه يا تسنيم! 
حدجتها بنظرة منزعجة من عينيها الخضراء الساحرة لتخبرها بحزن 
مش قولتلك ياحور أن بابا رجله مکسورة وأنا بحاول أساعده على قد ما أقدر.. 
أجابتها بدهشة 
تساعديه ازاي بت أنتي بتروحي معاه الأرض! 
قالت بثبات وفخر 
وماله مش ابويا اللي طول عمره شايلنا على كفوف الراحة بيشقى وبيتعب عشان مين! 
حاوطتها بحنان ثم قالت بتوضيح 
أنا مقصدش يا سولي وبعدين لو مكنتيش أنتي اللي تشيلي باباكي مين اللي هيشله أنا بس كنت فاكرة انك بتسافري عشان تطمني عليه وإنه جايب حد يشتغل بالارض بالأجرة.. 
أعدلت طرف حجابها المتساقط من خلفها ثم قالت بحرج واضح 
كان نفسه يعمل كده بس الحالة على القد أنتي عارفة بقا مصاريف الجامعة وجهاز أختي زنق الدنيا شوية.. 
تعلم جيدا عزة نفس صديقتها المقربة فرغم أنها قادرة على مساعدتها الا أنها لم تجرأ على فعى ذلك فربتت بيدها على كتفيها بتفهم 
بكره ربنا هيفرجها وهتبقى عال..
هزت رأسها بيقين ثم اردفت 
أنا بفكر أدور على شغل هنا بالقاهرة أهو أقدر أكفي بيه مصاريف الجامعة عما ربنا
يأخد بيد بابا ويقف على رجليه.. 
صمتت قليلا تحسب الفكرة المطروحة من أمامها ثم قالت بلهفة 
طب أيه رأيك
تشتغلي في المصنع بتاعنا هما كل يوم بيحتاجوا عمال وانتي أصلا تعليم عالي أكيد هيكون محتاجين ليكي.. 
بحماس قالت 
ياريت يا حور تبقي فعلا خدمتيني.. 
ردت عليها بابتسامة مشرقة 
اعتبريه حصل بدر أخويا كان مكلمني من ساعة وقالي انه هيعدي عليا زمانه على وصول هفاتحه أول ما يوصل.. 
ابتسمت بفرحة 
ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا.. 
عاتبتها بضيق لتردد بلهجة صعيدية مرحة 
مش قولنا مفيش الكلام ده بينتنا أنتي مفيش منيكي رجا.. 
تعالت
ضحكاتتسنيم لتشير لها پصدمة بعدما تفحصت ساعة يدها 
يخربيتك عندي محاضرة دلوقتي ولا أنتي عشان خلاص بتحضري الماجستير نسيتي الغلابة اللي زينا.. 
وتركتها وهرولت تجاه جامعتها فتعالت ضحكات حور لترفع صوتها 
طب حسبي لتنكفي على وشك لا تلحقي المحاضرة ولا يحزنون.. 
استدارت لتشير لها بوعيد ثم أكملت ركض أما حور فأخرجت هاتفها الذي يرن بازعاج لترى عدة رسائل من اخيها فخرجت للبوابة الرئيسية لتراه يقف بانتظارها أمام سيارته يستند بذراعيه على مقدمتها ويطالعها ببرود من أسفل نظارنه الشمسية اقتربت لتقف امامه ثم تساءلت باستغراب 
أيه سر الزيارة الجامعية الغريبة دي! 
قال بغرور ومازال على نفس وضعيته 
النهاردة أيه في أيام ربنا 
قوست حاجبيها بدهشة 
٢٦ ليه! 
استكمل على نفس المنوال 
مبيفكركيش بحاجة التاريخ ده.. 
صفنت قليلا ثم صاحت بفرحة 
عيد ميلادي.. 
ابتسم بدر ثم قال 
كل سنة وأنتي طيبة يا روح قلبي.. 
تطلعت لجوارها پخوف 
اوعى تحضن ولا تعمل أي حاجة أنا مش هعلق يافتة أقولهم المز الحليوة دي يبقى أخويا...
رمقها پغضب فلوحت بيدها بانفعال 
ما حلتناش اللي السمعة ياخويا معطلكش.. 
قال بانفعال 
أيه الأسلوب القذر ده يابت! 
رفعت صوتها بسخرية 
انجز يا عم الحكاية فيها هدية ولا حوارات لو كده نقفلها وقتي أنا واقفتي معاك جاية بخسارة الرايح والجاي زمانه بيتكلم عني.. 
قالت كلماتها الأخيرة ورأسها ينحني يسارا ويمينا تتفحص حركة المارة فشل باخفاء ابتسامة تسليته على شقيقته التي تخشي من الأقاويل التي قد تمسها حتى من شقيقها فأشمر عن ساعديه وهو يشير لها بتحفز 
تعالي ورايا.. 
لوت فمها بسخط 
على فين لامواخذة! 
وضع يديه خلف ظهره ليجيبها بنظرة غاضبة 
الهدية بشنطة العربية إن كان عاجبك!.. 
رددت بصوت منخفض 
هتزلونا بقا.. 
ثم رفعته بابتسامة مصطنعة 
بينا..
تعالت أمارات المشاكسة على وجهه فوضع المفتاح بشنطة السيارة الخلفي ثم قال ويديه تصفن بخصلات شعره 
تفتكري الهدية ايه حاجة كان نفسك فيها أيه هي 
ابتسمت وهي تفرك بأصبعها وجنتها فاقترحت 
طقم التوابل المتحرك اللي كلمتك عنه متقولش انك فجئتني وجبتلي واحد لجهازي.. 
قست نظراته تجاهها فعادت لتخمن من جديد 
متقولش هجبها خمارين شيك كده أغير بيهم وأنا جاية الجامعة.. 
اغلق
شنطة السيارة بعصبية ليدفعها بقوة 
غوري يا حور جايب عيد الأم أنا طقم بهارات وخمارين!. 
ادلت شفتيها السفلية بحزن 
أعمل أيه ما أنا دماغي لفت.. 
رفع الباب مجددا ليجذب الكرتون ثم ناولها لها باستسلام انفرجت شفتيها في صدمة فصړخت بعدم تصديق 
لاب توب MacBook Air بمعالج M1 لا مش قادرة أمسك نفسي لازم احضنك.. 
تعلقت به حور بفرحة كبيرة فرفع يديه ليحتضنها بابتسامة زادته وسامة لا يعهدها سوى الرجل الشرقي تذكرت أسمى مواصفاتها فابتعدت عنه وهي تتطلع من خلفها 
حد شافنا!! 
رأت هناك من يقف على قربا منهما يلتهون بالحديث فخشيت بأنهم تمكنوا من رؤياهم فصاحت 
ده أخويا على فكرة.. 
هز رأسه دون جدوى من تغيرها فدث يديه بجيب بنطاله ليخرج ثلاث مبالغ من المال وضعها واحدا تلو الأخر بيدها وهو يردد 
طبعا كشباب مفيش
أي خبرة بهدايا البنات فقررنا الأتي تجيبي لنفسك اللي تحتاجيه أفضل فدول ٥٠٠٠ج من آسرو٥٠٠٠ منيحيى و٧٠٠٠ج من أحمد معرفش متوصي بيكي بالألفين الزيادة دول ليه يمكن عشان الصواني المحمرة اللي بتعمليها كل فين وفين.. 
جذبت المال ثم قالت بسعادة 
ربنا ما يحرمني منكم ياررب ويفرحكم ببنات الحلال اللي تستاهلكم ويفرحكم وآآ... 
ابتعد عنها باشمئزاز 
دقيقة كمان وهتشحتي على باب السيدة خلصي اللي وراكي ومتتأخريش بالرجوع.. 
وفتح الباب ليستقل سيارته فهرولت من خلفه راكضة حينما تذكرت أمر رفيقتها فأخبرها بأنه سيخبر آسر ومن ثم سيبحث هو لها عما يناسبها فرحت كثيرا وكعادتها تكثر من الدعاء لمن يسعدها بأبسط الاشياء لذا أسرع بدر هربا بسيارته قبل أن ينفجر رأسه من الصداع.. 
بجامعة روجينا.. 
أعدت الحجاب للخلف حتى تدلت خصلات شعرها عن عمدا فزفرت صديقتها المتحررة باستقزاز 
حجاب ايه المقرف
بلبسه ده قولتلك إقلعيه واخلصي.. 
رفعت روجينا المرآة عاليا لتتأكد من تساقط خصلات متفرقة على وجهها ثم أعادت طلاء شفتيها بحمرة صاړخة لتجيبها بنفور 
عوايدنا كده في الصعيد ولو عملت اللي بتقوليه ده مستحيل بابا يسمحلي أدرس وأعيش بالقاهرة من الأساس.. 
بتهكم شديد قالت 
تخلف وراجعية.. 
تقبلت الأهانة التي مست والدها بصدر رحب! 
هنقول أيه يا بنتي بس اديني مستحملة لحد ما أشوف أخرتها أيه وكله كوم وسي أحمد ده كوم تاني عايش دور الصعيدي الشرقي بجد أنا فعلا مبقتش قادرة اكمل بالعلاقة دي.. 
قالت صديقتها بمياعة 
وأيه اللي غصبك يا بيبي أرميله دبلته وقوليله باي.. 
ابتسمت بسخرية 
ياريت الموضوع بالبساطة دي.. 
تهجمت ملامح وجه روجينا حينما رأت من يقترب منها 
أهو الوش السمج اللي بصحيح شرف.. 
ما أن انتهت بحديثها حتى جلس على المقعد المقابل لهما قائلا وعينيه تطوف بروجينا 
هاي يا بنات أخباركم. 
أشارت لهتقى صديقتها 
هاي يا كيمو أخبارك.. 
تنهد كريم ببطء تعمد أن يلاحقه كلمات متهملة وعينيه تتابع روجينا 
مش كويس طول ما الغزال مش راضي يحن علينا.. 
زفرت بضيق شديد ثم حملت كتبها قائلة باستهزاء 
انا ماشية يا تقى لحسن الجو بقى يقرف.. 
وغادرت روجينا سريعا من أمامه فصاح پغضب 
وبعدين بقا مش ناوية تشوفلنا سكة معاها يعني.. 
أجابته بغيرة واضحة 
قولتلك روجينا مش من نوعية البنات اللي أنت بتفكر فيها ده أبوها
من كبار رجال الصعيد فأكيد طباعها شرقية يعني لوكل جدا أختارلك حد غيرها وأنا اوعدك هظبطلك الدنيا.. 
بعند كبير أضاف 
مش عايز غيرها حتى لو هتقدملها رسمي.. 
جزت على أسنانها بضيق شديد فتهربت بكلماتها التي أخفت ما تضمره لها 
طيب خلاص في رحلة لاسكندرية كام يوم هحاول اقنعها تطلع واهي فرصة تتقربوا من بعض أكتر.. 
وضع مبلغ طائل من المال أمامها ليغمز لها بإعجاب 
أحبك وأنت فاهمني.. 
بمنزل الكبير.. 
وبالأخص بغرفة راوية.. 
ولج للداخل فخلع عنه العمة ثم الجلباب ليجذب بنطال من القطن المريح وتيشرت واسع يليق بعمره ثم خرج للشرفة ليجدها تجلس على المقعد وتتأمل الأشجار من حولها بشرود تنحنح بحشرجة خشنة علها تنتبه لوجوده فوجدها تتجاهله عن عمدا أفترت شفتيه عن ابتسامة صغيرة ليجذب أحد المقاعد ثم وضعه ليجلس جوارها طال السكون ومازال يتطلع لما تتأمله حتى تحرك فكيه ناطقا 
مفيش حد بيقسى على ولده يا راوية انا بعمل كده عشان مصلحته.. 
استدارت بجسدها تجاهه لتخرج ما بجعبتها 
كل حاجة ليها وقت يا فهد أنت عايزه يمسك مكانك ويتعلم كل حاجة في يوم وليلة الولد من حقه أنه يختار هو عايز يتحمل العبئ ده ولا لا من حقه يعيش حياته ويخرج ويعمل اللي عايزه أنت مسيطر عليه بدرجة مخلياه مش عايش يوم لنفسه! 
كاد بأن يجيبها فقاطعته بحدة 
هتقول نفس كلامك أن ابنك راجل محدش قال حاجة بس الرحمة حلوة وبعيد عن كل ده أسلوبك معايا قدامهم لازم يتغير أنت بتحطني في مواقف محرجة جدا مببقاش قادرة أنطق ولا اعترض! 
انتظر حتى انتهت من حديثها ثم قال 
راوية أنتي لازمن تقدري أني مبقتش زي الاول عارف
أنك بتتكلمي صوح بس في حاجات لازم أكون فيها كده والا هيتقال عني معرفش أمشي داري.. 
هدأت معالمها قليلا وقد تستى لها فهم ما يود قوله ثم رفع ذقنها بذراعيه حتى يجبرها على التطلع إليه 
لازم تقدري اللي أنا فيه يا راوية المكانة اللي أنا فيها مش باختياري مفروضة عليا زي ما اتفرضت على اللي قبلي وأكيد هيجي اليوم وهتكون مفروضة برضه علىآسر فاللي بعمله دلوقت عشان يقدر يشيل المسؤولية ويكون أدها.. 
احتضنت بيدها يديه التي تحتوي وجهها برقة وحنان لتطبع قبلة صغيرة على كفيه 
ربنا يخليك لينا يا حبيبي.. 
ابتسم وهو يستمع لكلماتها التي تعيد الحياة لقلبه الملتاع فاحتضنها بعشق ويديه تربت على خصرها فقالت بتذكر 
نسيت أقولك مش خالد كلمني النهاردة وقالي ان البنات حابين يقضوا الاجازة بمصر.. 
تساءل في اهتمام 
بجد يعني أخيرا هينزل من أمريكا.. 
غلبها الحزن 
لا هو خلاص استقر هناك هو وريماس تالين ورؤى اللي هينزلوا..
قال بترحاب عظيم
ينوروا الثرايا والصعيد كله..
احتضنته بعشق 
طول عمرك صاحب واجب يا حبيبي.. 
جذب يدها للداخل وهو يهمس بمكر 
انا كمان نسيت أقولك حاجة مهمة جووي.. 
تعالت ضحكاتها وهي تحاول المناص منه ولكن ولجت معه للداخل بنهاية الأمر.. 
بغرفة آسر 
كان هائما بيومه الشاق يتذكر تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وأساسياته لقاء هاشم المغازي ونهايته بذاك الرجل الغامض ذو اليد الناعمة فابتسم تلقائيا حينما توارى عليه كناية هذا الرجل الناعم عله من الچنس الخناس! 
بددت ابتسامته حينما وجد هاتفه يصيح عاليا برنين بدر المعتاد أجابه وهو يفرك رأسه پألم 
خير يا ابني مش لسه قافل معاك! 
استمع له بحرص شديد ثم قال 
صاحبتها مين ثقة يعني 
أوضح له نسبها فأعتدل آسر بفراشه وهو يردد بدهشة 
بتقول بنت عم فضل.. 
ها لا معاك طيب تمام انا نازل القاهرة بكره بليل يعني على بعد بكره الصبح تقدر تجبها.. 
واغلق الهاتف ليشرد من جديد بتلك الصدف الغريبة التي جمعته بأبيها بالصباح وبابنته التي تريد العمل بالمساء علها قدر يساق إليه ليبدد ظلمة الحب الاول الذي ترك لمسات مؤلمة يخشى من الحين والأخر أن يتذكرها... 
بالقاهرة... وبالاخص بمكتبأيان المغازي
لف مقعده الأسود بحافة قدميه المستند على المكتب وهو يرتشف عصيره بتلذذ عجيب انتهت من تقف أمامه بقص ما يحدث معها لتنتهي بما قالته 
وأنا قولتله أني هحاول اقربه منها وأني هقنعها تروح رحلة اسكندرية قولت أسكته يعني عشان يحل عني.. 
توقف المقعد عن الدوران حينما لامست قدميه الارض لينهض عن مقعده ومن ثم أغلق ازرار بذلته الرمادية الأنيقة فتحرر صوته الرزين 
بالعكس هتنفذي اللي قولتيه.. 
قالت بتشتت 
بس آآ..
بترت كلماتها حينما حدجها بعينيه الصقرية ليتبعها أمره الناهي 
أنتي هنا عشان تنفذي اللي أقوله وبس فاهمه.. 
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تحرك رأسها بطاعة ثم غادرت على الفور ضغط أيان بيديه على مقدمة المقعد فكاد بأن يتحطم من أسفله من فرط حقده الذي يهاجم عروق مائه كنفورة من المياه التي تتصاحب وابل النيران القاټلة ليردد بشرارة ملتهبة 
هانت يا فهد! 
تحرك السائق ليعود به للمنزل فتابع عمله على الحاسوب بانهاك حرر يحيى جرفاته بنفور شديد ثم فتح نافذة السيارة ليغلق عينيه بانتشاء اعاد التطلع بالخارج قائلا 
وقف العربية يا مصطفى.. 
انصاع له فأوقف السيارة على الفور فهبط يحيى ليتجه لمحل الالعاب الذي لمحه ثم ولج للداخل ليبحث عن لعبتها المفضلة فجذب العروس بابتسامة اشوقت عن ذكرى لمعت بكلمات مختصرة 
الدكتور
قالي في بطني ولد بس انت هتجيب ألعاب أولادي له وبناتي ليا فاهم.. 
انتهت كلماتها الرنانه بوميض من الحزن حول سعادته لتعاسة واقع ملموس يختبره حتى ذاك اليوم التقط العروس ثم انتقى عدد من الألعاب البسيطة ليدفع ثمنها ثم عاد لسيارته ليصل بعد دقائق للمبنى فصعد لشقته وحينما ولج نادى عاليا 
ماسة
ما أن استمعت لصوته حتى هرولت للأسفل ركضا لترى ماذا أحضر لها رفع يحيى الحقائب للأعلى 
يعني ده اللي همك الالعاب مش همك أني رجعت طب خلاص مفيش حاجة.. 
أمسكت بيديه بتذمر 
يحيى جاب لماسة أيه 
حملها بيديه الأخرى ثم طبع قبلة على جبينها 
هنشوف الأول ماسة أخدت أدويتها ولا لا لو طلعت شطورة هتأخد كل اللعب.. 
ادلت شفتيها السفلية بحزن 
ماسة وحشة مش أخدت الدوا عشان طعمه وحش يا يحيى 
سيطر على ضحكاته ليتصنع الڠضب 
اوكي مفيش لعب ولا شوكولا ومن هنا ورايح مش هتنامي جنبي تاني هتنامي جنب إلهام.. 
نومها جوار الممرضة التي تعتني بها وبأدويتها أشد ما تبغضهماسة فركضت سريعا للدرج لتنادي
إلهام يا إلهام هاتي الدوا بسرعة ماسة شاطرة هتاخده.. 
تعالت ضحكات يحيى فوضع يديه ليخفي ضحكاته ليشير بابهامه بعلامة إعجاب وهو يردد بثبات مخادع 
براڤو..
هبطت بالادوية سريعا لتقدمه لها فما أن تناولته حتى هرعت اليه مجددا فمنحها الحقائب فحملتهما وجلست على الأرض تستكشف ما بها بلهفة وهو يتابعها ببسمة يكسوها الحزن كلما يتطلع إلى حالتها التي تصيب قلبه كسهم يستهدفه!. 
وقفت سيارة بدر أمام أحد المطاعم فولج للداخل يبحث بين الطاولات عنه وحينما فشل بايجاده خلع نظارته وهو يردد بتعصب 
قولتله نص ساعة هودي الهدية خلع.. 
مين ياض اللي خلع أمال ده مين شبحي! 
استدار بدر للخلف قائلا بابتسامة واسعة 
لو كنت مشيت كنت هتندم يا عبد الرحمن
جلس على المقعد ليشير له ساخرا 
وريني هتندمني كيف يا واد عمي!.. 
................. يتبع........................ 
الدهاشنة.... صراعالسلطةوالكبرياء....... بقلميملكةالإبداع........ آيةمحمدرفعت...... 
٥١٢ ١١٦ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء. 
الفصل الثالث.. 
الفصل إهداء للقارئة الجميلة سلمى مسعد.. 
رفع كفيه ليتصافح كلا منهما بحرارة ثم جلس بدر على المقعد المقابل له ليشير للنادل الذي أتى سريعا فقال 
إتنين قهوة سادة يا برنس. 
أشار له بابتسامة واسعة ثم غادر ليحضر ما طلبه وحينما الټفت برأسه تجاه ابن عمه وجده يحدجه بنظرات كالسهام فرفع حاجبيه متسائلا في دهشة 
أيه!
أجابه عبد الرحمن بتعصب شديد 
متخيل أني في الساعتين اللي كنت بستنى حضرتك فيهم دول مطلبتش عشرين كوبية قهوة! 
مرر يديه على طول رقبته وهو يشير له 
حقك عليا بقا ما أنت عارف لو مفتكرتش عيد ميلادها هيحصلي أيه 
جذب عبد الرحمن حقيبته الجلد السوداء ثم أخرج منها عدد من الملفات 
طيب نخلينا بقا بالمهم عشان عايز أرجع البيت قبل معاد أدوية أمي. 
هز رأسه بخفة فطرح عبد الرحمن من أمامه عدد من الملفات ليتابع بجدية
تامة شرح تفاصيل العقود التي أتمها مع التجار خارج مصر بأمر من فهد تابعبدر مراجعة الملفات بإعجاب شديد من السعر الذي تمكن من الإتفاق عليه مع الشركات المستوردة فأغلق الحقيبة وهو يدفعها تجاهه قائلا 
ويبقى كده كل شيء تمام بلغ عمي بقا. 
سأله بدر باهتمام 
ليه أنت مش ناوي تيجي الصعيد بالإجازة دي كمان ولا أيه 
أجابه عبد الرحمن بنبرة سكنها الحزن 
لا للأسف المرادي مش هقدر لأن والدتي تعبانه شوية. 
صمت بدر مطولا قبل أن يطرح عليه ذاك الإقتراح الغير محبب 
طيب ما تجبها معاك السرايا وأهي بالمرة تغير جو. 
بإبتسامة متكلفة قال 
وتفتكر هيتقبلوها أو عمي هيتقبلها بعد اللي عملته 
تنشطت ذكريات بدر سريعا ليتذكر ما طرح أمامه عدة مرات من حديث عائلته الذي غاص بالماضي ليذكره بما فعلته مروج زوجة عمه الراحلة براوية
مازال يتذكر كيف يبغضها الجميع ولكن ما يحدث معها الآن هو حالة تزلزل المشاعر لها فبالطبع عليهم التخلي عن الماضي أخشونت نبرته وهو يشدد على يديه 
متقلقش سيب الموضوع ده عليا
والدتك محتاجة لمساعدة وأنت مش هتقدر تسد في كل ده أنا هكلم عمي. 
منحه عبد الرحمن ابتسامة صغيرة بحبس آلمه بداخلها ثم قال 
مفيش داعي تتعب نفسك يا بدر أنا مدي ألف عذر لعمي اللي عملته أمي صعب حد ينساه بسهولة. 
قال بتصميم 
وحالتها حاليا متستهلش مننا غير السماح على اللي عملته قبل كده. 
أومأ برأسه پألم ثم نهض ليشير له بهدوء 
طيب أنا لازم أرجع البيت أنت عارف مواعيد دوا الحاجة. 
بتفهم وحب قال 
هتصل بيك نتفق ونتقابل عشانآسر نازل القاهرة بكره بليل.
أشار له بيديه
هستنى مكالمتك سلام.
أشار له بابتسامة صغيرة 
في رعاية الله. 
ثم جلس بدر يرتشف قهوته فلفح وجهه نسمة هواء عليلة
دفعته عن قصد لتذكر حينما يعبث الهواء بخصلات شعرها الأصفر ابتسامتها التي تلاحقه أينما ذهب عبث بملامحه فهو لا يود إسترجاع أي ذكرى متعلقة بها فوضع كوب القهوة الغير مكتمل بتقزز وكأن رائحتها هي من تدفعه لتذكرها ثم نهض ليجذب المال من جيب بنطاله الرمادي ليغادر سريعا قبل أن تتمكن منه أكثر من ذلك! 
بشقة الفتيات. 
انتهت حور من قضاء فريضتها ثم جلست لتتابع دراستها بالردهة المقابلة لباب الشقة شعرت بحركة خاڤتة بالخارج فما كان منها الا الإقتراب لتقف بالقرب منه
حررت روجينا المفتاح ببطء شديد ثم ولجت للداخل لتغلقه سريعا والتقطت أنفاسها براحة وسعادة واستدارت لترفع يدها على صدرها وهي تردد بهلع 
حور فزعتيني! 
بنظرات حادة سألتها 
كنت فين كل ده يا روجينا أنتي عارفة الساعة كام دلوقتي 
جلست على الأريكة ثم خلعت حذائها بضيق شديد مما تسمعه من محاضرات لازعة من ابنة عمها التي واصلت بنصائحها 
عارفة لو حد من ولاد عمك لمحك وأنتي راجعة وش الصبح كده هيعمل فيكي أيه! 
ألقت الحذاء أرضا وهي تجيبها بضيق 
كنت سهرانه مع تقى والوقت أخدنا. 
لوت شفتيها بتهكم 
تقى تاني يا روجينا مش حذرتك من البنت دي أنا! أنتي عارفة بيتكلموا عنها إزاي! 
خلعت حجابها وهي تصيح بإنفعال 
يوووه معتش ورانا غير السيرة اللي مش بتتقفل دي! 
وقفت حور مقابلها لتجيبها بشراسة وتحد لمواصلة الحديث 
أيوه معتش ورانا الا هو أصلك مش شايفة نفسك بقيتي أيه من ساعة ما صحبتي البت دي غيرتك ١٨٠درجة وكأنك بقيتي واحدة تانية أنا معرفهاش. 
اندفعت لغرفتها وهي تردد بضيق شديد 
متشكرة لنصايحك. 
إتبعتها حور وهي تستكمل بتعصب شديد 
هنصحك وهفضل أنصحك دائما متنسيش أني أكبر منك وليا الحق بده! 
جلست على الفراش وهي تفرك وجهها بغيظ تخلت عنه وهي تحاول أن تتحدث بلطف 
طيب يا حور هنتكلم بكره لأني بجد تعبانه ومحتاجة أرتاح ممكن! 
جذبت حور المقعد القريب منها ثم جلست مقابلها وهي تشير لها بهدوء 
هطلع بس هقولك حاجة واحدة. 
اضطرت الإنصياع لها حتى تغادر من أمامها فقالت الأخيرة بهدوء 
إختيار الصديق اللي بنصاحبه يا روجينا هو شيء أساسي زي إختيار شريك الحياة بالظبط لأنه للأسفل تصرفاته وأخلاقه بتنعكس علينا في صديقة بتشجعك أنك يكون ليك كيان وتحققي طموحاتك وبتشدك لو لقيتك بتقربي من الغلط. 
وبابتسامة منحت وجهها إشراقة أضافت 
بتقربك خطوة من ربنا وبتراقب تصرفاتك عشان لما تغلطي تلحقك هي شايفاكي حد من أهلها ومتقبلش بأي سوء يمسك دي بتبقى الصحبة الخير اللي بتشدك بطريق كله صلاح. 
وبملامح ممتعضة قالت 
وفي صحبة كلها شړ زي تقى بتاعتك دي بتشجعك وبتوسوسلك زي الشيطان الحجاب شكله وحش لا لبسك مهرول تعالي نروح الحتة الفلانية وغيره كتير أوي إنعكاس شخصيتها السييء مع الوقت هينعكس عليكي ڠصب عنك وده فعلا اللي ابتدى يحصل معاكي من أول ما بدأتي تصاحبيها راجعي نفسك يا روجينا. 
وتركتها وغادرت الغرفة بأكملها عل كلماتها تفيقها مما هي به! 
بالطابق العلوي. 
كان يجلس يحيى على المكتب الصغير المقابل لفراشه يراجع على الحاسوب بعض الحسابات الخاصة لبعض التجار وفي تلك اللحظة إندفعت ماسة للداخل كالتيار لتقف لجوار مقعده ثم تمسكت بيديه وهي تشير له پخوف
يحيى.
أمسك بيدها المرتجفة ثم نهض فتخبأت من خلفه لتتشبث بملابسه ففهم ما يحدث حينما ولجت إلهام لتردد في يأس 
بحاول أنيمها مش قادرة. 
أشار لها بابتسامة هادئة 
روحي إنتي وسبيها. 
أومأت برأسها بحبور 
تحت أمرك يا بشمهندس. 
وبالفعل أغلقت باب الغرفة وغادرت على الفور فجذب يحيى يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به ثم أخرجها لتقف من أمامه تتدلى شفتيها السفلية بحزن ابتسم وهو يتأملها ثم جلس على حافة الفراش ليجذبها لجواره متسائلا بضيق مصطنع 
مش ماسة قالت أنها مش هتضايق المربية بتاعتها أبدا! 
حدجته بنظرة حادة من عينيها الزرقاء قبل أن تخبره بتلعثم 
ويحيىقال لماسة أنها لو خدت الدوا هتنام معاه مش هتنام مع إلهام الۏحشة! 
ضحك حتى كشف عن أسنانه وهو يردد 
في دي عندك حق الإتفاق إتفاق. 
ثم نهض ليغلق الضوء النابع من مكتبه ليعود إليها سريعا أشار لها بالتمدد فتمددت ليطرح الغطاء على جسدها ثم استلقى لجوارها ليجذبها لأحضانه فقالت ماسة بتذمر 
مش هتحكي لماسة حدوتة. 
ردد بعد ضحكة عالية 
بعد المجهود ده بالشغل ولسه هحكي حواديت ماشي يا ستي. 
وقال وقد هامت عينيه بالماضي 
كان في بنت جميلة عيونها بتشبه لون موج البحر وشعرها اسود وطويل. 
قاطعته بطفولية 
زي ماسة كده. 
تعالت ضحكاته على ذكائها بتميز عن من يقص فقربها لصدره ثم قال 
أه يا ستي زيماسة كده وقعت في حب شاب كان بيعشق التراب اللي بتمشي عليه بس مكنش يقدر يقولها ده ولا يعترف بيه. 
تساءلت بتلقائية 
ليه
بشرود قاسې بماضيه قال 
لأنه ببساطة كان عارف إنها
مش ليه من طفولتهم وهما بيقولوا إنها لإبن عمه الكبير فمكنش يقدر يتكلم ولا يقول إنه بيحبها. 
وبعدين.
ابتسم وهو يقص هذا الشطر بالتحديد 
كان منتظر إنها تعترفله بحبه ومحصلش رغم إن عيونها كلها مليانة مشاعر وحب تجاهه وبعد كده إتفاجأ بيها بتعترف بحبه قدام الناس كلها وبعد كده اتجوزوا وعاشوا أجمل أيام حياتهم وبالرغم من كده كان حريص إنها تكمل تعليمها لإنها كانت صغيرة بالسن.. 
وپألم شديد اتبع لهجته قال 
بس مكنش يعرف إن بعد كده هيحصل اللي هيكون السبب في آآ.. 
أمسك بحيى بذاته وهو يستكمل ذاك الشطر المؤلم تناسى تماما مع من يقص ومن تستمع فرفع إصبعيه ليزيح تلك الدمعة العالقة بأهدابه سريعا ثم تطلع لها فحمد الله كثيرا حينما وجدها غفت على ذراعيه داثرها يحيى جيدا ثم طبع قبلة صغيرة على وجنتها بحنان لينجرف خلف طوفان ذكرياته الموجعة. 
تخفى ضوء القمر الخاڤت خشية من ضوء الشمس الذي
غدى ليكسو العالم بضيائه فتبقى ساعات النهار الأولى هي أنقى نسمات الهواء التي تتنقل بين المساكن لذا يحب أن يكون منفردا بذاته بتلك اللحظة يتجول بين الحشائش والأراضي الزراعية بفرسه الأسود يعتليه بمهارة وحرافية تنقل آسر بين الأراضي الزراعية براحة تستحوذ عليه حينما يتمشى بالخيال في وسط ذاك الجمال الذي يأسره فأراد أن يمتع عينيه قليلا قبل أن يستعد لسفره بالمساء لا يعلم بأن من ساقه القدر إليها أول مرة سيعود ليسوقه إليها من جديد! 
بالقاهرة.
استيقظت حور باكرا فاستغلت ان اليوم ليس لديها مذاكرة أو محاضرات فأعدت طعام الفطور ثم دقت الجرس على شقة الشباب المقابلة لها ففتح بدر الباب وهو يقول بنوم 
في أيه على الصبح مش عارف أنام شوية أنا! 
أجابته ساخرة 
الحق عليا بصحيك عشان تفطر قبل ما تنزل المطار. 
ضيق عينيه بدهشة 
مطار أيه! 
قالت وهي
تهم بالصعود لشقة يحيى 
وأنت هتعرف إزاي وأنت قافل موبيلك عمك بيحاول يوصلك من إمبارح ولما معرفش كلمني وقالي أبلغك تنزل كمان ساعتين أنت وحد من الشباب عشان تكون باستقبالتالين ورؤى. 
غادر النوم حدقتيه ليغلفهما الجفاء فور سماع إسمها فقال بحدة 
شوفي يحيى أنا مش فاضي للكلام ده. 
تهدلت كتفيها بإستغراب 
بس عمي قال آآ. 
قاطعها بحدة 
قولتلك أيه 
صعدت للأعلى باستسلام 
زي ما تحب هشوف يحيى كده. 
وبالفعل صعدت للأعلى تاركة النيران ټحرق قلبه الذي عاد ليخفق من جديد! 
بمكتب أيان المغازي 
تسللت بسمة على ثغره حينما زف له هذا الخبر السعيد بالنسبة إليه والتعيس بالنسبة للدهاشنة فرد على المتصل بانتشاء 
براڤو عليك هما لسه شافوا حاجة من اللي ناويها ليهم هانت كلهم كام يوم ورأسهم هتبقى في الأرض. 
وأغلق الهاتف ثم فتح درج خزانته ليجذب صورتها التي لا تفارق درج مكتبه مرر أصابعه على جسدها بوقاحة وهو يردد پحقد 
وبنتك هتبقى في حضڼي وخدامة تحت رجلي يا كبير الدهاشنة! 
.............. يتبع............. لقاء سيحتمها على مقابلة أخر من توقعت رؤياه!..... سحابة عشق ابتلعت بجوفها قصة لم تكتمل ثم سيمنحهما القدر فرصة للإلتقاء مجددا فهل سيتمسك كلا منهما بها....... 
أفعى متنكرة ستحوم عليه لتنتزع حياته فهل سيقوى حبه الضعيف على المحاربة 
ترقبوا القادم من ملحمة الدهاشنة 2.. 
بقلميآيةمحمدرفعت..
طبعا هتسألوني ليه الفصل منزلش امبارح للاسف الشديد الساعه ١٢ انتهيت من كتابته ولما جيت انزله بدل ما أعمل نسخ عملت لصق وضاع تعبي كله ومحبتش أنزلكم بوست بده لأن في بعض القراء تعليقتهم بتكون مش لطيفة فسهرت على الجزء ده صحيح مش كبير بس حاولت بقدر الإمكان عشان مزعلكمش والنهاردة هحاول بإذن الله أنزلكم الفصل الرابع المهم تكونوا مبسوطين وهنتظر رأيكم على الفصل والأحداث وطلب أخير من حضراتكم بتمنى تفاعل لطيف منكم جوه البوست ده لأنه يستحق كل التقدير فعلا أنا دايما بتعشم الخير فيكم 
httpsm facebook comstory php?storyfbid4810565852372242id386876678074537sfnsnscwspmo
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء.... 
الفصل الرابع.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة سماح أمين.. 
أغلق باب الشقة من خلف شقيقته وهو يجاهد لتضميد ذاك الألم الغائر الذي يطيح بقلبه وكأن ذكرها لعڼة ممېتة كل شيئا من حوله بات منفرا وكأنه يذكره بها الهواء يحتضن رائحة خصلات شعرها الأصفر خفقات قلبه المضطربة تذكره بهاجلس بدر على المقعد ليغلق أجفان عينيه بقوة يتمنى أن يحتضن ذكراها المؤلمة بداخلها ضړبته كلماتها التي عادت لتهاجمه من جديد 
طباع الرجل الشرقي المتحكمة ليست الا جهل المرأة خلقت حرة لا يستعمرها رجل ولا دين! 
هكذا كانت نظرتها تجاه حبه وغيرته الشديدة إليها أطبق بقبضته على بعضها البعض
وهو يردد من بين اصطكاك أسنانه
إخرجي من عقلي وتفكيري أنا بكرهك وبكره أي شيء بيفكرني بيك! 
كادت حور أن تدق جرس شقة يحيى فوجدته يفتح الباب فقال بابتسامة أزادته وسامة 
أيه الصباح الجميل ده 
ابتسمت بخجل ثم قالت على استحياء 
صباح الورد يا يحيى.
تساءل على الفور والشكوك بدأت تتلاعب بحدقتيه 
غريبة أنك تطلعي لماسة الصبح كده. 
أجابته باسمة 
مهو أنا مش جاية لماسة أنا عايزاك انت. 
بكل جدية قال 
في حاجة ولا أيه 
ردت عليه بهدوء 
لا مفيش ده عمو فهد كان عايز حد يكون بالمطار باستقبال تالين ورؤى. 
عند ذكر إسمها قال بلهفة واضحة بحديثه 
أوعي تبلغي بدر بالموضوع ده. 
حدجته بنظرة غريبة فلعق شفتيه وقد إستعاد ثباته المتزن ليستطرد بهدوء مخادع 
أصله عنده شغل كتير النهاردة في المصنع أنا هأخد عبد الرحمن ونروح نجيبهم. 
قالت بعدم مبالاة 
تمام أنا كده كده قولتله
وهو قالي أبلغك. 
تهجمت معالمه وهو يسألها 
قولتي لبدر 
أومأت برأسها فعبث بحاجبيه شاردا بالحالة التي قد يكوت بها ابن خاله بتلك اللحظة أفاق من شروده على صوت حور المنادي فانتبه لذاته هامسا 
كنت بتقولي حاجه يا حور 
قالت بابتسامة ساخرة 
ده أنا قولت حاجات مش حاجة واحدة وأخرهم أني حضرلتكم فطار ملوكي. 
ابتسم وهو يجيبها بحبور 
طول عمرك ست بيت شاطرة بس للاسف عندي اجتماع كمان ربع ساعة ومش هلحق فخدي ماسةوطارقوانزلوا إفطروا بألف هنا. 
انكمشت ملامح وجهها بحزن فابتسم وهو يشير لها بحب 
طب خلاص متزعليش إعمليلي سندوتشات عما أبص على بدر وأنا هاخدها وأنا نازل. 
ركضت على الدرج قائلة بصوت مرتفع 
حمامة.
ابتسم على طريقتها الطفولية عن التعبير عن سعادتها
ثم هبط ليتجه لشقة الشباب ليخرج مفتاحه الخاص ثم دثه بالباب ليدلف للداخل باحثا عنه وجده جالس جوار الشرفة يتطلع على المارة بنظرة ساهمة وكأنه يحاول
أن يستكشف نفسه بأوجه من أمامه منحه نظرة حزينة قبل أن يقترب ليقف جواره فجلى أحباله الصوتية قائلا 
واقف كدليه يا بدر 
تسللت بسمة صغيرة لثغره وهو يجيبه باستنكار 
مش معقول مبلغكش أن الهانم هتشرق مصر. 
قال بعدم مبالاة 
وماله تيجي وتشرف بيت الكبير عمره ما بيتففل في وش الغرب هيتففل في وش اللي مننا! 
منحه نظرة قاتمة فاستكمليحيى حديثه بإتزان 
اللي فات انتهى مع سفرها يا بدر حاول تنسى وبص لقدام حب وإتجوز وإنساها لا هي شبهنا ولا إحنا شبهها. 
هز رأسه بإقتناع ثم جذب جاكيته الأسود من على المقعد المقابل له ليشير بيديه 
يلا عشان إتاخرنا. 
اتبعه للخارج ثم دق جرس الشقة المقابلة له فخرجتحور بالأكياس المغلفة ثم أشارت بغمزة مرحة لأخيها 
عملت حسابك. 
منحها ابتسامة صافية ليتبع يحيى للأسفل ثم صعد بسيارته ليغادروا سويا لمصانع عائلة دهشان. 
عاد بفرسه الجامح كالفهد لمنزله فسلم لجامه لأحد العاملين بالأسطبل الخاص بعائلته ثم ولج للداخل لتحوم عينيه المكان بأكمله باحثا عن والدته أو أي أحدا تسللت رائحة الخبز الطازج لأنفه فأتبعها بابتسامة مشرقة حينما وجد جدته تجلس أرضا ولجوارها زوجات أعمامه يعدن العجين الطازج على المطرحة الخشبية ومن ثم تلتقطه منهما والدته لتضعه بالفرن المصنوع من الطين فعلى الرغم من إمتلاكهما لثروة لا تعد ولا تحصى الا أن جدته مازالت تتمسك بالعرف القديم مازالت تؤكد لهما بأن الخبز الذي يعد بذاك الفرن له مذاق خاص جلس آسر لجوارها ومن ثم امسك بيدها لتنتفض بفزع 
إكده يا ولدي شيبت شعري من الړعب! 
ابتسم وهو يشاكسها 
أنت لسه شباب يا نينا ولا أيه يا عمتو 
ضحكت ريم وهي تؤكد لها 
امال طب ده أنتي كيف البدر في تمامه. 
اتسعت ابتسامة هنية حتى كشف عن أسنانها القليلة التي تتحلى بفكيها ثم قالت باستهزاء 
هتأكلوا بعقلي حلاوة أنت وهي إياك! 
تداخلت راوية بالحديث المرح فيما بينهما قائلة باحترام 
والله يا ماما الحاجة ما بيكدبوا أنتي لسه فعلا زي القمر. 
وكالعادة لم يخلو الحديث من مشاركةنادينبحديثهما حينما قالت 
أنتي بس يا حاجة لو تسمعي كلامي وتلعبي شوية زومبا تروشك هترجعي شباب من أول وجديد. 
تساءلت باستغراب 
زومبة دي أيه هي قمان 
إنفجرت راوية وآسرمن الضحك فتماسك وهو يخبرها بصعوبة 
ده نوع من الموسيقى التقيلة يا نينا بس حاجة مية فل وعشرة. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
هو في يا ولدي زي شادية وأم كلثوم كل ده مسخرة وميتسمعش واصل. 
هز رأسه بضحكة يحاول التحكم بها فقاطعهما أحمد الذي جلس على الحصير ليضع السمن البلدي والجبن من أمام نوارة وريم مشيرا لهما بيديه 
أهو جبتلكم المطلوب عشان تظبطوني في كان أبوري فلاحي معتبر. 
التقطت منه نوارة الجبن ثم قالت بحنان 
بس إكده عنيا ليك يا ولدي. 
أضافت هنية بحزم 
كتري شوية عشان يأخدوا منه للعيال وهما نازلين مصر. 
أشارت لها بحب 
عنيا يا حاجة. 
ولج أحد الخدم للداخل ثم
وضع عينيه أرضا ليحفظ حرمة بيت كبيره قد وضع عدة قوانين لا يتخطاها الصغير قبل الكبير ليبلغهما سريعا 
الكبير عايزك بالمندارة يا بشمهندس آسر . 
رد عليه بدهشة 
عايزني أنا! 
أومأ برأسه فنهضآسر عن الأرض ثم لحق به ليرى ماذا هناك ولج للمندارة باحثا عنه حتى وجده يجلس على مقعده بهدوء مخيف إقترب منه وهو يتساءل بحبور 
حضرتك طلبتني 
رفع فهد حدقتيه تجاهه فسكن الصمت فيما بينهما قليلا ثم رقع عكازه ليطرق به على المقعد الخشبي من جواره 
إقعد.
بهدوء إنتقل للمقعد الذي أشار عليه ومن ثم جلس ليتطلع له باهتمام لمعرفة سبب منادته له عاد الصمت ليستحوذ عليهما من جديد إلى أن مزقه فهد قائلا 
مالك ومال وهدان المغازي يا ولدي 
ابتلع ريقه الجاف وهو يحاول السيطرة على انفعالاته بحضور والده ثم قال بتريث 
هو اللي بدأ يا كبير وأكيد اللي بلغك بلغك باللي حصل كله. 
نهض وهو يطرق بعصاه الانبوسية الأرض
بطرقة قوية تدل على غضبه 
اللي حصل ده ميتكررش تاني أني مش مستعد أخسرك أنت كمان! 
نهض آسر هو الأخر وقد احتدت لهجته دون أن يعي لذلك 
لا هيحصل مرة واتنين ومليون لو أي حد حاول يهين فرد من الدهاشنة وأنا مش ضعيف ولا جبان عشان اسمعه بيتمسخر عليا وأقف ساكت! 
صاح فهد بانفعال 
ومين قالك إني هسكت لو كنت جيت وخبرتني كنت طربقتها فوق دماغه ودماغ اللي جبوه لكن وأنت بعيد. 
بتحكم عظيم بغضبه قال 
وأنا مش عيل صغير عشان أجي اشتكيلك من حد أزعجني أنا أعرف أرجع حقي ازاي وأوقف كل حد عند حده. 
احتدت نظرات عينيه ليشير له پغضب جامح 
بتتحداني إياك 
باحترام أجابه 
ما عاش ولا كان اللي يتحدى كبير الدهاشنه بس حضرتك مزرعتش فينا الجبن ولا ربتنا على كده منتظر مني أعمل كده ودلوقتي 
أخفى بسمة إعجابه خلف صلابته ووجوم وجهه فأشار له بهدوء 
اسمع يا ولدي المغازية بيحاولوا يأخدوا علينا أي سبب عشان العهد اللي بينا ينقطع والدم يرجع يسيل تاني بين العيلتين فمتبقاش أنت السبب ده.. 
هز آسر
رأسه باحترام لكلماته ثم أردف 
هحاول أتجنبهم. 
ربت بيديه على كتفيه بابتسامة تنبع بالفخر 
عاقل طول عمرك وبتحسبها زين. 
ثم أشار له قائلا 
روح إرتاحلك ساعة ولا تنين قبل ما تسافر. 
أجابه بهدوء 
لا يدوب أغير هدومي ونسافر عشان نوصل قبل بليل. 
ببسمة صافية أجابه 
ربنا معاك يا ولدي. 
منحه ابتسامة صغيرة وإحتضنه بحب وإحترام قبل أن يصعد ليغير ملابسه ثم صعد لسيارة أحمد ليتوجهوا للقاهرة. 
بمكتب يحيى 
كنظرات الأفعى السامة التي تنتظر الفرصة المناسبة لتبخ سمها القاټل كانت تراقبه ومن ثم أخرجت من حقيبتها القطرة الطبية التي وضعتها بعينيها لتضمن بأنها تمنحها مظهر الباكية بحړقة والمحطم فوادها ابتسمت يمنى بشرار يلمع بعينيها ومن ثم حملت الملفات الموضوعة من أمامها لتتجه لمكتبه طرقت أولا وحينما استمعت لآذنه ولجت للداخل لتضع الملفات من أمامه ثم قالت بصوت حرصت لجعله حزينا للغاية 
الملفات اللي حضرتك طلبتهم. 
تلقائيا رفع وجهه إليها حينما استمع لصوتها الغريب فضيق عينيه باستغراب وهو يتأمل عينيه اللامعة بالدموع ليتساءل باهتمام 
أنتي كويسة 
أومأت برأسها وهي تزيح دمعاتها اللامعة بأهدابها لتجعله يثق بشكوكه تجاهها
مفيش حاجة أنا كويسة. 
نهض يحيى عن مقعده ثم دنا منها ليشير لها على المقعد المقابل لها
طب اقعدي نتكلم شوية. 
تراقص قلبها طربا حينمل طلب منها ذلك فجلست وهي تتصنع الحياء والرقة المصطنعة فبدأ هو بالحديث 
حد من البيت مزعلك ولا أيه 
اجابته بحدة مصطنعة 
صاحبك مقالكش ولا أيه 
هز رأسه بالنفي 
لا والله مقاليش حاجة. 
ثم أضاف 
أنا أساسا مشوفتش عمر من شهرين تلاته لان زي ما انتي شايفة انا تقريبا مش بفضى ساعة واحدة! 
ردت عليه بحزن مصطنع 
عمركل يوم والتاني بيعمل مشاكل معايا. 
تساءل في دهشة 
وليه بيعمل كده 
أجابته باستياء 
لاني برفض أي عريس بيتقدملي رغم أن أغلبهم ولاد ناس وميتعيبوش . 
بعملية باحتة قال 
طب وليه بترفضي عريس متقدملك مدام ابن ناس ومحترم! 
منحته نظرة جعلتها غامضة فقال بعد تفكير 
أنتي بتحبي حد تاني مثلا 
تعمقت بالتطلع إليه وهو يترقب إجابتها ظنت بأن تلك الفرصة مناسبة للغاية للبوح عما بقلبها قاطع الهاتف تلك اللحظة الذهبية فأشار لها بحرج 
ثواني بس أشوف الموبيل. 
ونهض ليقترب من المكتب ثم رفع الهاتف ليردد بعدما استمع للمتصل 
طيب اهدي اهدي أنا جاي حالا. 
وجذب جاكيته الموضوع على جسد المقعد ثم هرول للخارج وهو يشير لها 
أنا لازم أرجع البيت حالا هنكمل كلامنا بعدين. 
جزت على أسنانها بغيظ من تلك الفرصة التي ضاعت هباءا فجلست ټلعن نفسها على هذا الحظ البائس أما يحيى فهرع لسيارته في محاولة للوصول لشقته مسرعا فقد إعتاد على مواجهة مثل تلك المواقف حينما تزورها دورتها الشهرية فتنتكس حالة ماسة حينما تتذكر الماضي الذي جلدها بسوط قاس!
بمنزل عبد الرحمن 
انتهى من إطعامها ثم حمل صينية الطعام للمطبخ ليشمر عن ساعديه ليجلي الأطباق ومن ثم اعاد تنظيف الشقة من جديد وحينما انتهى إقترب من الفراش ليسألها بابتسامة حنونة 
خلصت كل حاجة يا ست الكل عايزاني أساعدك بقى تغيري هدومك قبل ما أنزل 
بصعوبة هزت مروج رأسها الثقيل لتشير له بالنفي فجلس جوارها ليربت بيديه على وجهها تلألأت الدموع بعينيها فحتى الحديث لا تقوى عليه بعدما أصيبت بشلل نصفي جعلها قعيدة الفراش ربما تدفع ثمن الشړ الذي كانت تحصده منذ سنوات وبالرغم من ذلك منحها الله عز وجل ثمرة ممتلئة بالخير الابن البار الذي يخدمها على كفوف الراحة مازالت تتذكر كيف رواغها الشيطان لقتل جنينها حينما علمت بحملها من فؤاد شقيق فهد ولكنها تراجعت خشية من أن تلاقي حتفها وهي بغرفة العمليات وها هو الآن كل ما تمتلك بالحياة السند والظهر الذي لم تختبره من قبل كم أرادت شكره وضمھ لصدرها ولكن حتى هذا حرمت منه انتبه عبد الرحمن لقرع باب المنزل فنهض وهو يشير لها بابتسامة هادئة 
دي أكيد الممرضة. 
ثم هم بالخروج وهو يشير لها 
متقلقيش مش هتأخر ساعتين وهرجع بأمر الله. 
وفتح باب الشقة للممرضة ثم غادر على الفور. 
صعد يحيى لشقته فانخطف لونه حينما وجد إلهام تقف بالخارج وتطرق باب الحمام پخوف شديد فدنا منها ثم سألها بهلع 
في أيه 
قالت پخوف سكن خلايا نبرتها المرتعشة 
بقالها ساعة بالحمام مش راضية تفتح. 
أشار بيديه 
طب ادخلي أنتي حضرلها هدوم نضيفة تلبسها. 
أومأت برأسها ثم ركضت للداخل أما هو فاقترب من
الباب ليطرق وهو يردد بصوت عذب 
ماسة إفتحي الباب أنا يحيى! 
لم يستمع لأي ردا منها حتى تلك اللهفة التي تحاوطها حينما تعلم بعودته لم تعتريها بتلك اللحظة ارتبك للحظة وهو يفكر بكسر الباب فخشى أن تتدهور حالتها مجددا فلم يكن بوسعه الا التحلى بالهدوء فعاد ليناديها مجددا 
ماسة حبيبتي إفتحي عشان تشوفي أنا جبتلك أيه النهاردة وأنا جاي 
لم يستمع تلك المرة أيضا لأي رد منها فعاد ليناديها مرة تلو الأخرى دون ملل من عدم استجابتها له.. 
بالداخل.
كانت تجلس أرضا خلف باب الحمام تضم ساقيها معا لصدرها ونظراتها تتوزع على الډماء التي القابعة بفستانها الأبيض فتلامسها ذكرى غريبة لم ترأها من قبل وكأن هناك شاشة بيضاء تنير بلقطة غير واضحة ترى بها نفسها ببطن منتفخة وفجأة ترى سيارات كثيرة
ومن ثم
صړاخ عاصف ومن ثم دماء انسدلت من أسفلها كعمق من البحر
لتستمع كلمة غريبة على مسمعها 
فقدت الجنين!..
لم يستوعب عقلها الصغير مواجهة تلك الذكريات الغريبة فكان جسدها يتخشب خوفا مما ترأه وفجأة وسط تشتتها التقطت آذنيها صوت نجدتها آمانها القابع من خلفها لا يفصلهما سوى باب صغير سمعته يناديها فنهضت عن الأرض وهي تردد بسعادة 
يحيى!
ومن ثم حررت المفتاح القابع بجسد الباب لتزداد ابتسامتها حينما وجدته يقف مقابلها بالفعل ركضت ماسة إليه متشبثة بأحضانه كالغريق الذي يتمسك بقشة تنجده مما يواجهه أغلق يحيى عينيه بقوة وقد عاد الهواء لينعشه من جديد حينما وجدها تقف أمامه فرفع أصابعه ليقرب رأسها من صدره لدقائق تحيه مجددا ثم أبعدها عنه وهو يتفحص ملابسها بهدوء ليشير لها بحكمة 
شوفتي ماسة رجعت تعبت تاني عشان مبتسمعش الكلام ومش بتأخد ادويتها. 
ورفع صوته لإلهام قائلا 
خديها غيرلها هدومها واديها أدويتها
وأنا هستناها هنا. 
أومأت المربية برأسها في طاعة ثم اصطحبتها لغرفتها لتنفذ ما قاله لتو. 
بشقة الفتيات. 
علمت حور من أخيها بأن آسر وأحمدبطريقهما فولجت لغرفة روجينا لتوقظها كي يتمكنوا سويا من إعداد بعض الطعام المناسب لإستقبالهم من سفر طويل هكذا تفاجآت بالغرفة فارغة فعلمت بأنها غادرت كعادتها دون أن تخبرها بذلك بيأس تام تحركت حور تجاه المطبخ لتعد ما أمكن من الطعام الشهي ساعة تصطحب الأخرى حتى خيم الليل ومازالت روجينا لم تعد بعد اړتعبت حور من وصول آسر قبلها وحينها لن يمرر ذاك الأمر بخير فحاولت الوصول إليها عبر الهاتف وحينما فشلت بذلك رددت پغضب 
كالعادة قافلة تليفونها! ربنا يستر. 
أتاها صدق حدثها حينما طرق بدر الباب وحينما فتحته وجدت آسر وأحمدمن أمامها استقبلتهم بابتسامة صغيرة انقلبت لتشتت عظيم حينما التقت نظراتها بعينيه لا تعلم ما الذي يحدث معها حينما تراه وفي كل مرة تحاول بها أن تقتنع بأنه إن لم يكن ابن عمها فهو خطيبة ابنة عمها والتي تعد بمثابة شقيقة لها أفاقت من شرودها على صوت آسر الذي قال بانبهار 
أيه كل الأكل ده انتي عازمة حد ولا أيه يا حور 
أتاه الرد من خلفه حينما قال يحيى 
إحنا أهم من المعازيم يا سيدي! 
الټفت خلفه ليردد بفرحة 
يحيى!
تعانق كلا منهما بمحبة ليعاتبه الأخر 
إتاخرت كده ليه 
أجابه آسر ساخرا 
وأنا لحقت مش لسه سايبك من يومين يا ابني! 
قطع أحمد الحديث المتبادل فيما بينهما حينما قال 
فككوا من جو السلامات ده وتعالوا كلوا الأكل طعمه يجنن. 
ثم التفتت تجاهها ليشير لها بابتسامة ساحرة 
تسلم أيدك يا حور. 
على استحياء قالت 
الف هنا. 
جلس بدر لجواره ليضربه بيديه على رقبته قائلا بسخط 
طول عمرك همك على بطنك. 
قال بحدة أطاحته 
همي على بطني أحسن ما أكون مدورها مع مزز خلق الله نسيت ماضيك ولا أيه يا دنجوان 
حدجه بنظرة قاټلة فردد آسرفي يأس 
رجعنا تاني لنقطة الصفر. 
ابتسم يحيى وهو يتابع الحوار المشاكس فيما بينهما فتمسكت ماسة به لينتبه لهبوطها فجذبها لتقف جواره تعلقت عين آسر بها فكلما يرآها يحزن على الحالة التي أصبحت بها وعلى الرغم من العشق الذي احتفظ به لها منذ الصغر ولكنه تناسى كل الشيء في اللحظة التي أصبحت بها زوجة ابن عمته نهض أحمد ليقترب منها سريعا فضمھا لصدره وهو يخبرها بشوق 
ماسة وحشتيني أوي 
لوت شفتيها وهي تبعده عنها مرددة بسخط 
مفيش حد بيحضن ماسة غير يحيى. 
تعالت ضحكات الجميع على تلقائيتها فالجميع يقدر ما تمر به ويتعامل معها بحذر رفع بدر صوته قائلا پشماتة 
جدعة يا ماسة إديله فوق دماغه. 
جذب أحمد يحيىمن تلباب قميصه وهو يلكزه بغيظ 
بتعصي أختي عليا مكنش العشم يابو نسب. 
تعالت ضحكاته وهو يحاول تخليص ذاته قائلا 
يعني أسيب اللي يسوى واللي ميسويش يحضنها! 
جز على أسنانه ليعود لكمه من جديد جلسآسرعلى طاولة الطعام بملل من تغيرهما فاستغلت حور انشغالهما واقتربت منه ثم قالت
على إتفاقنا يا آسر 
تذكر وعده لها بترتيب عمل لصديقتها فمنحها ابتسامة صافية قبل أن يضيف 
متقلقيش يا حور خليها تجيني المكتب بكره الصبح وأنا هرتب الأمور. 
شكرته بسعادة ثم قالت 
منحرمش منك أبدا يا اعظم أخ في الدنيا كلها. 
ازدادت ابتسامته وهو يرى فرحتها ثم سألها باهتمام وهو يتفحص المكان من حوله 
أمال فين روجينا 
ازدردت ريقها الجاف بصعوبة بالغة ثم قالت بتوتر 
آآصل... آآ. 
رفع حاجبيه باستغراب من ارتباكها الغريب فتحولت نظراته تجاه باب الشقة الذي فتح من الخارج لتظهر من أمامه سحب نظراته المتعلقة بها ليتطلع لساعة يديه ثم نهض ليقف من امامها فكادت الډماء بالتجمد بعروقها حينما قال پغضب لاحق لهجته الصارمة 
كنتي فين لحد الوقتي 
.............. يتبع......... الدهاشنة٢.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
كنتوا عايزين تعرفوا أنا كنت غايبة عنكم فين الأسبوع ده ادخلوا جوه اللينك ده وهتلاقوا الاجابة وبتمنى منكم دعم كبييييير اوي زي ما أنا متعودة منكم عايزاكم جنبي بدعمكم وحبكم الكبير 
اللينك أنا جوه بانتظاركم ويارب مفاجئتي تعجبكم
httpswww facebook com386876678074537posts4819738834788277?sfnsnscwspmo
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء...... عشقالآسر!. 
الفصل الخامس. 
اهداء الفصل للجميلة نجلاء نووجة... 
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فجاهدت لإستحضار الكلمات التي قد تكون مخرج لها من هذا المأزق فقالت بتلعثم 
كان
في محاضرات فيتاني وكنت بجبها من صاحبتي. 
منحها نظرة قاسېة طوفتها من شعرها حتى أخمص قدميها ليختمها بقوله الحازم
محاضرات أيه دي اللي الساعة١١ أنا مش قايلك أخىك برة الساعة ٨ ٨ونص! 
بترت الكلمات عن لسانها فمررت يدها على جبهتها في محاولة بائسة للتصدي له فقالت 
الوقت سرقنا وإحنا بنتكلم. 
هز رأسه ساخرا وهو يستمع تلك الحجة السخيفة فاستدار تجاه الشباب وهو يتساءل پغضب يتلاشى خلف حاجز ثباته 
ويا ترى بقا أخدتي إذن حد من رجالة البيت اللي فايقين للأمانة اللي برقبتهم 
كان سؤالا ساخر لمن يقف خلفه فخشى بدر أن تتطور الأمور للأسوء وخاصة بعد أن اشتعلت النيران بمقلتيه فقال 
أخدت إذني بس أنت مسألتش عشان أقولك هي فين 
ضيق عينيه بشك جعل الأخير ينسحب من مناطحة تلك النظرات الفتاكة قطع آسر المسافة بينهما ليصبح مقابله ثم أشار له بإصبعيه بتحذير صريح
لو طلعت بتداري عليها غلطها يا بدر صدقني ردي على التصرف ده مش هيعجبك. 
رد بثبات مصطنع 
أنت مكبر الموضوع ليه يا آسر إتاخرت بره شوية ومش هتكررها تاني عادي يعني بتحصل! 
استدار آسر تجاهها ثم قال بتعصب شديد 
مهي مش هتتكرر تاني والا وقسما بالله ما عادت هتعتب برة البيت ده خطوة واحدة وترجع البلد أحسنلها حور أهي عمري ما جالي شكوة منها ولا شوفتها راجعة متأخر من بره! 
وبحزم أضاف 
من هنا ورايح مفيش دخول ولا خروج الا بأذني أنا حتى لو كنت مسافر أو مش بالبيت سامعة 
هزت رأسها والدموع قد تسربت على وجنتها لشعورها بالحرج الشديد أمام أبناء عمها فولجت لغرفتها تختبئ مما حدث ليتها تعلم أن أحيانا تلك القسۏة يصطحبها خوفا وحب حتى ولو غلفها شراسة الحديث. 
لطف يحيى الأجواء حينما أشار على المائدة 
أيه يا جدعان الكلام أخدكم والأكل زمانه برد. 
وجذب أحد المقاعد ليعاون ماسة على الجلوس ثم جلس مقابلها أما حور فجلست جوارها من الناحية الأخرى لتطعمها بحنان جلس بدر مقابلهم ومن جواره جلس آسر الذي أشار لأحمد بدهشة 
ما تقعد واقف ليه 
قال وهم بالتحرك تجاه غرفتها
هشوف روجينا وراجع. 
أشار له آسر بتفهم فإن كان قد قسى عليها لابد من وجود من يمنحها العاطفة ويوضح لها سبب هذا الجفاء حتى لا
تزداد الأمور سوءا وضع يحيى الهاتف على الطاولة بضيق شديد فسأله آسر باستغراب 
في أيه يا ابني مالك 
قال بضجر 
عبد الرحمن قالي ساعة وهجيلك عشان نطلع المطر وبقاله أكتر من ساعتين مختفي وموبيله مقفول. 
قال بهدوء 
هتلاقيه في مكان مفيهوش شبكة أو يمكن يكون بيطمن على والدته. 
ثم عاتبه قائلا 
وبعدين أنت مكنش ينفع تطلبه في مشوار زي ده أنت مش عارف ظروف والدته وإنه مش بيتحرك من جنبها! 
تعلقت نظرات يحيى ببدر الذي تصنع إنشغاله بتناول الطعام فقال وهو يمضغ ما بفمه 
بمناسبة موضوع والدته ما تحاول يا آسر تقنع الكبير إنه يسمحلها تقعد بالسرايا أنت عارف ظروف شغلنا وبيضطر يسافر كتير ويسبها ومهما كان هي بالنهاية مرات عمنا ولا أيه 
هز رأسه وهو يشير له 
حاضر هكلمه. 
منحه ابتسامة صافية فقاطعهم الجرس الذي دق مرتين متتاليتين فأسرع بدر بفتحه ليجد ابن عمه من أمامه يخبره بضيق 
أنتوا هنا وأنا قالب الدنيا عليكم فوق وتحت. 
أشار له يحيى بالدخول قائلا 
حماتك بتحبك تعالى. 
ولج عبد الرحمن للداخل وهو يردد بسخرية 
مهي طول عمرها بتحبني. 
واتسعت ابتسامته حينما وجد آسر يجلس من أمامه فرفع كفيه ليصافحه بحرارة مرددا 
الدنيا بتبقى بؤس هنا من غيرك وعهد الله. 
تسللت الإبتسامة على ثغره لتمنحه وسامة لا تليق سوى به 
اركن بس جنب أخواتك وبعدين نشوف حكاية البؤس دي. 
إنصاع له وجلس جوار بدر ليقابل حدة نبرةيحيى 
أنت يالا مش قولتلي ساعة وهكون عندك الساعة بقت ١١والطايرة هتوصل ١٢ونص هتحرك أمته! 
أجابه بعدما جذب الطبق وأحد الملاعق ليبدأ بتناول طعامه 
الا معاه ربنا ميقلقش يا عمهم أحنا وحوش الأسفلت ساعة زمن وهتكون قدام المطار واقف وماسك يافتة عريضة مكتوب عليها ويلكم تو إيجبت. 
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما ليشير لهم آسربصرامة مصطنعة 
لا كلام على طعام يا سادة إنجزوا عشان تلحقوا مشواركم. 
وضعت حور قطع الدجاج المشوي مقابل كلا منهما فأشار لها عبد الرحمن بتلذذ 
أنا مجيش هنا وأكل حاجة من أيدك الا وتبقى خطېرة يا حور بجد تسلم أيدك. 
ابتسمت وهي تضع له المزيد 
الف هنا. 
رد عليهبدر بضجر 
إمروعوها علينا بقا معتش هتعملنا وكل خالص. 
لوت شفتيها پغضب فلكزه آسر ثم قال بإعجاب 
الأكل بيتكلم عن نفسه إتشملل إنت ياخويا وهاتلنا طباخة فيف ستار! 
تعالت ضحكات حور پشماتة أما يحيى وعبد الرحمنتعلقت نظراتهم الحزينة به ليلاحظ كلا منهما تهجم معالمه الحاقدة على تذكره لما يخصها دقائق مبسطة وانتهى عبد الرحمن من طعامه فأشار ليحيى بتتبعه ليغادروا سويا للمطار. 
طرق أحمد الباب مرة تلو الأخرى قبل أن يدلف للداخل وجدها تجلس على الفراش أمام الشرفة التي تحده الصمت والحزن يغلفها معا بحث بعينيه عن أحد المقاعد ومن ثم جذبه ليجلس جوارها تحلى بالصمت قليلا ثم
قطعه قائلا بصوته الرخيم 
آسر خاېف عليكي متزعليش منه أنت المفروض تاخدي بالك من مواعدك
بعد كده إحنا هنا مش في بلدنا يا روجينا فواجب علينا نأخد بالنا من تصرفاتنا خصوصا لو أنتوا البنات! 
تجمع ڠضب العالم بحدقتيها فالتفتت إليه ثم قالت بإندفاع 
لو جاي تبررله اللي عمله فوفر نصايحك يا أحمد لإني مش شايفاها غير تسلط هو على طول مستقصدني. 
منحها نظرة مطولة قبل أن يفيض به الصمت فقال بتريث 
أنتي ليه شايفة الناس كلها كده يا روجينا 
ابتسمت وهي تجيبه ساخرة 
هما فين الناس دول هما مش شايفين غيرحور وتصرفاتها المثالية حتى أنت كل ما بتتكلم دا عملت كذا وكذا معرفش مدام معجب بيها أوي كده مخطبتهاش وخلصت ليه. 
احتدت نظراتها الغاضبة ليجيبها بحدة وإنفعال 
وآسر ويحيىمعجبين بيها برضه!! هي اللي بتجبر الكل يحترمها ويخدوها مثال
أما أنتي فصدقيني رصيدك قرب يخلص عند الكل بسبب طريقتك وأسلوبك ده. 
ونهض عن المقعد ثم كاد بالخروج فاستوقفته حينما نادته بصوت باكي 
أحمد.
الټفت تجاهها فاستطردت بدموع غلبت صوتها الباكي 
أنا مش وحشة كده على فكرة. 
قرص أرنبة أنفه وهو يحاول التحكم في انفعالاته ثم دنا منها من جديد ليجلس على الفراش مرعيا مسافة أمانة بينهما ليردد بابتسامة أشرقت وجهه الرجولي 
عارف أنت جواك طيبة وبراءة صعب حد يكتشفها بسبب لسانك ده. 
ابتسمت رغم الدموع التي تتساقط من عينيها فاستكمل بحنان 
محدش بيكرهك يا روجينا بيكروهوا تصرفاتك وهنا الفرق إنك بايدك تغيري نفسك وتكوني أحسن منحور نفسها. 
أومأت برأسها بتفهم فمنحها ابتسامة صافية ثم أشار لها قائلا بمزح 
طب يلا نلحق العشا لحسن كان في طاجن بامية باللحمة لو طلعت لقيته اتنسف هتعملي غيره. 
ضحكت وهي تعقد حجابها جيدا لتخرج معه فما أن رآها آسر حتى أشار لها بالجلوس لجواره
ليضع الطعام لجوارها وهو يهمس لها 
متزعليش مني أنتي عارفة أني عصبي بس حنين. 
منحته نظرة مشككة فتعالت ضحكاته ليجذب السکين الصغير المجاور اليها ثم أشار بتحذير 
شايفة غير كده 
ضحكت روجينا وهي تشير له بالنفي فشاركها الابتسامة لتتناول طعامها بفرحة وسعادة. 
وصل عبد الرحمن بزمن قياسي فولجوا للداخل بانتظارهم مرت الدقائق سريعا إلى أن وصلت الطائرة الخاصة بهم نهض يحيى ليقف باستقبالهم وما أن لمحهم حتى لوح بيديه ليتمكنوا من إيجاده انتبه عبد الرحمن لإشارة يحيى فعلم بأنهم باتوا أمامه فأنضم له وقف مشدوها للحظة بتلك الفاتنة التي تدفع العربة بصعوبة تجاهه ليتها ترفع عينيها عنها ليتمكن من رؤية لونها الساحر نعم يعلم بأن بنات خال آسر فاتنات ولكن ليس لهذا الحد والأجمل من كل ذلك الحجاب الذي ترتديه رفعت تالين عينيها السوداء لتتطلع تجاههما ويليتها ما فعلت أصابته بسهام عشق النظرة الأولى القاټل فسلبت نبضات قلبه ببطء وكأنه يرى غائب يعرفه منذ زمن بعيد! 
ابتسمت وخفق قلبه مع تلك البسمة وكأنها تمنحه الحياة وقفت تتبادل الحديث مع يحيى إلى أن أشار بيديه تجاهه قائلا 
ده عبد الرحمن ابن خالي فؤاد الله يرحمه. 
تلقائيا انتقلت نظراتها تجاهه فقالت بابتسامتها الرقيقة 
أزي حضرتك يا أستاذ عبد الرحمن 
ما الذي سيتمناه أكثر من ذلك ابتسامتها ومنادته بصوتها الرقيق اتسعت ابتسامته وهو يتأملها شاردا فأخفضت عينيها عنه في حرج أسرع يحيىإليه فهزه وهو يناديه بذهول 
عبد الرحمن! 
انتصب بوقفته وهو يجييه بعد استعادته لإتزانه 
أيوه.
ضحك يحيى ساخرا
أيوه أيه يا عم أنت سرحت في أيه تالين بتكلمك وأنت في دنيا تانية! 
تحولت نظراته إليها وهو يردد بحرج 
أنا بخير الحمد لله حمدلله على سلامتك. 
أجابته بابتسامة صغيرة 
الله يسلمك. 
تساءل يحيى باستغراب 
هو أنتي جيتي لوحدك ولا أيه 
أشارت له بالنفي وعينيها تبحثان عن شقيقتها الصغرى من خلفها 
لا رؤى كانت ورايا! 
ظهرت تلك الفتاة من أمامهما شعرها الأصفر يتدلى على كتفيها كعباد الشمس الساطع عينيها الزرقاء رغم جمالهما يكسوها طبقة لامعة من الدمع الخارق كانت
ترتدي بنطال أسود اللون طويل وقميص وردي دنت لتصبح قريبة منهما فأشار لهم يحيى تجاه باب الخروج
اتفضلوا العربية بره. 
كادت تالين بأن تدفع العربة من جديد فجذبها عبد الرحمن منها وهو يشير لها بابتسامة هادئة
عنك..
وجذب العربة منها ليدفعها تجاه باب الخروج حتى وضع الحقائب بالسيارة ثم صعدت الفتيات بالخلف ومن ثم انطلقت السيارة للعمارة التابعة لعائلة الدهاشنة. 
بالصعيد وخاصة بسرايا المغازية. 
كانت تجلس على المقعد القريبة من الهاتف الأراضي تستمع بحرص لوعد ابنها القاطع بقرب الاڼتقام من فهد دهشان فقالت بلهجة حملت كل معاني الحقد 
أمته يجي اليوم اللي أشوفه فيه مزلول ورأسه في الأرض. 
استمعت
لما قاله بابتسامة رضا طاف بها الشړ حينما أخبرها بخطته التي ستضربه في مقټل. 
ومن خلف الستار كانت هناك أعين تتلصص بمراقبة ما يحدث باستمتاع هدفه الأساسي اضرام النيران بين الطرفين فإذا خمدت كشف عن قناعه هو لذا كان يحرص على امتداد العداء بين المغازية والدهاشنة!
بشقة الفتيات. 
كان يتفحص بدر ساعة يديه بين الوقت والأخر فأغلق الحاسوب ثم وجه حديثه لآسر المنشغل بمراجعة الحسابات
ما كفايا كده ونكمل بكره أفضل. 
رفع عينيه عن الملف الذي يراجعه ثم قال 
وفيها أيه لما نسهر ونخلصهم النهاردة. 
وبنظرات شك قال باستنكار 
وبعدين مالك كده مش على بعضك من ساعة ما قولتلك تعالى نراجع
الحسابات مش طبعك يعني أنك تحب تأجل الشغل في أيه
إختار حجته المناسبة ثم قال 
مفيش بس تعبان ومحتاج أريح شوية. 
منحه نظرة صلدة تعمقت داخله قبل أن يشير له بغموض 
روح نام يا بدر. 
ما أن إستمع أذنه الصريح بالمغادرة حتى نهض سريعا خشية من أن يرآها مجددا وليته تمهل قليلا والا لما سيضع بالمواجهة الغير محببة لقلبه الجريح فما أن فتح باب الشقة ليغادر لشقته المقابلة وجد عبد الرحمنوتالين مقابله تلقائيا توجهت عينيه تجاه الدرج ليلمحها وهي تصعد هائمة به توهجت حدقتيه بترنيمة يصعب تميزها وقفت بمنتصف الدرج يدها تتعلق بالدرابزين تتأمله بسكون عجيب فرغم سكون الأجساد وهدوئهما الا أن الأعين تتحدث بحديث لا نهاية له اشتياق ينبع من الداخل لا يقدر كلا منهما على التصدي له أو مواجهته فالنظرات هو الوصال بين القلب ومبتغاه توصل ما يريد بمنتهى الشفافية دون أن تجمله أو تنكر ما يخفق بداخله!
مرر عينيه عليها في ذهول تام وكأنه يرى فتاة أخرى لا يعرفها وزنها الهزيل نظراتها اللامعة بالدموع المصحوبة بسحابة مظلمة من الحزن ملابسها التي باتت محتشمة لحدا ما مما كانت ترتديه بالرغم من تحرر خصلات شعرها الأصفر من خلفها بصعوبة بالغة سحب نظراته المتعلقة بها لينتبه لتالين التي تخاطبه فمنحها ابتسامة مصطنعة فقالت وهي تشير لرؤى 
أنتي لسه عندك اطلعي يلا 
صعدت الدرج الفاصل بينهما لتقف بالقرب منه منحها بدر نظرة قاسېة تحمل التقزز بين طياتها فغادر من أمامهما قبل أن يمنحها فرصة الحديث معه ولج للشقة المقابلة لهما وعينيها تتبعه كالظل الذي يتبع صاحبه فما أن أغلق الباب حتى أغلقت عينيها بقوة حررت تلك الدمعة الحبيسة بداخلها وكأنها الآن تحصد نتائج ما ارتكبته بحقه انتبه لها يحيى فقال وهو يتحاشى التطلع لها حتى لا يحرجها 
ادخلي يا رؤى. 
أومأت برأسها بهدوء ثم اتبعتهما للداخل فحاولت رسم ابتسامة مصطنعة حينما هرولت روجينااليها ټحتضنها وهي تردد بفرحة 
وحشتيني أوي. 
أجابتها بصوت واهن 
وأنتي كمان وحشتيني أوي. 
جذبتها لغرفتها سريعا ليتبادلن الحديث العالق بينهما منذ قترة أما تالين فجلست جوار حور بسعادة امتسحت معالمها شوقا لها فخرج آسر ليشير لها بابتسامة عذباء 
حمدلله على السلامة يا تالين. 
ردت عليه ببسمة رقيقة 
الله يسلمك يا آسر طمني عمتو عاملة أيه والبلد عاملة أيه لسه زي ما هي ولا أتغير فيها حاجة 
ابتسم وهو يجيبها 
عمتك يا ستي زي الفل وعشرة أما البلد فزي ما هي متغيرش فيها كتير وعموما يا ستي احنا كلنا كده كده هنسافر في أجازة أخر الأسبوع البلد وأكيد أنتوا معانا. 
اتسعت ابتسامتها بحماس فأشاريحيى لحور ثم قال 
زمانها راجعة تعبانة خديها يا حور تستريح في اوضتك. 
نهضت لتجذب يدها قائلة بفرحة 
تعالي ده أنا عندي حاجات كتيرة عايزة أقولهالك. 
ابتسمت تالين وهي تلحق بها بحماس لسماع ما لديها انتقلت نظرات آسر لعبد الرحمن الذي يتابعها منذ أن دخلوا سويا فرفع يديه أمام وجهه ليشير له ساخرا 
عبد الهادي أنت نمت مكانك ولا أيه 
تعالت ضحكات يحيى ثم تابع بقول 
من أول ما شافها وهو مهنج كده. 
ضبط معالمه وهو يردد بارتباك من محاصراتهم له 
أيه يا عم روميو أنت وهو اول مرة تشوفوا واحد شارد وحزين! 
انفلتت ضحكة مرتفعة من يحيى فقال باستهزاء 
شارد حزين في أوجاعي ومبقولش لحد!! 
وأضاف بسخرية 
يا عم فكك من الحوارات دي أنت من ساعة ما شوفت البت وأنت مش على بعضك. 
ارتبك بصورة ملحوظة فجذب هاتفه ليضعه بجيب بنطاله ثم أشار لهما 
الوقت إتاخر سلام. 
وغادر على الفور فابتسم آسر ثم قال بضيق مصطنع 
أحرجت الراجل! 
ضحك يحيى وهو يشير له بمرح 
هو ده بيتحرج! ده أنت تشوفه وهو مبلم قدامها منظره مسخرة. 
تعالت ضحكات آسر ثم قال بحزم 
طب يلا يا خفة على شقتك ميصحش وجودنا هنا لحد الوقت ده. 
نهض هو الأخر ليتبعه ومن ثم صعد للأعلى ودلف هو لشقة الشباب المقابلة لهما.. 
عنه جلس على أقرب مقعد مقابل لهفهامت عينيه على الفراش ليراها غفلة بعمق الهواء الذي يتسلل من الشرفة المفتوحة يحرك خصلات شعرها الأسود ليتدلى على وجهها إقترب يحيى منها والعشق يجري بأوردته كلهيب الجمر المتأجج ويهاجمه الأخر بقدر ما إستطاع قرب أصابعه من خصلاتها الناعمة ليبعدها عن وجهها وهو يتأملها عن كثب تحررت أصابعه لتلامس وجهها الناعم والابتسامة ترتسم على وجهه تخشبت يديه على وجهها حينما وجدها تضيق عينيها بانزعاج اقترب ليطبع قبلة على جبينها ثم داثرها جيدا وأغلق الشرفة جيدا ليتجه بعد ذلك لحمام غرفته عله ينعم بحمام بارد تطفئ نيران الشوق لها! 
تخفى القمر خشية من ضوء الشمس التي إحتلت عرشها الصافي لتنتشر أشعتها الدافئة ومن بينهما شرفة غرفته تنعكس أشعتها على زجاجه لتمنح بضيائها التفاؤل والنشاط وأمام تلك المرآة وقف آسر يصفف خصلات شعره بعدما ارتدى بذلة أنيقة من اللون البني منحته مظهر رجولي جذاب ثم وقف ليضع عطره المفضل ليتأمل طالته
الأخيرة بنظرة رضا ومن ثم انطلق للمصنع فما أن ولج لمكتبه حتى طلب من الساعي قهوته التي يعشقها بالصباح الباكر قبل أن يدخل جوفه الطعام ساعات وهو منهمك بالعمل على ما فاته طوال اليومين الذي انشغل بهما بالسفر للبلد فرك جبينه بأرهاق ومن ثم جذب الحاسوب لينهي ذاك الملف الشاق دق هاتف مكتبه فرفعه وهو يردد بثبات 
أيوه يا مصطفى. 
ضيق عينيه وهو يتساءل في دهشة 
مين!
وبتذكر قال 
آه صديقة حور تمام ډخلها. 
وضغط على الازرر ليتصل هاتفيا بيحيى ثم أبلغه باستياء 
أيه كل الأخطاء دي يا يحيى ده لو عيل صغير مش هتعدي من تحت أيده أنت عارف لو الكبير نزل في الأجازة وشاف الدنيا معكوكة كده هيولع
فينا.
طب تمام مستنيك. 
الحديث المتبادل بينه وبين يحيى أنساه عن من تجلس مقابله بعدما ولجت للداخل ورآته يتحدث بالهاتف فجلست على المقعد المقابل له بصمت أغلق آسر الهاتف ومن ثم التف بمقعده المتحرك ليجد من تجلس مقابله تلاشت الكلمات عن لسانه بتلك اللحظة ود لو بتلك اللحظة لو تسائل من تلك عينيها الخضراء تشكل أكبر نقاط ضعفهعشقه للطبيعة والاراضي الخضراء يجري بدمائه في تلك اللحظة التي تلاقت عينيه بعينيها شعر وكأن فرسه الأصيل يحمله بين جنات خضراء مرساها عينيها التي يشعر بأن اللقاء الذي يجمعهما ليس الأول!
ارتبكت تسنيم للحظة من تطلعه بها ففتحت حقيبتها لتخرج منه الملف ثم وضعته امامه وهي تخبره
بإرتباك
دي السي ڤي بتاعي.. 
سحب نظراته المتعلقة بها ليخطف نظرة سريعة للملف فقال بعد صمت أطبق عليه 
من غير ما أشوفه أنا
بثق بكلام حور ومش عايز أكتر من أنك تكوني أمينة لأسرار المكتب وتعاملات التجار. 
ابتسامتها الصغيرة تلك أينعت فؤاده فألتاع القلب رجفة جعلته لا ينصاع الا لها تخلى عنه الإتزان وحكمته بذاك الوقت العصيب فقال بثبات مصطنع
أنا محتاج حد يساعدني في الحسابات ومراجعة الملفات أول بأول وكبداية هديكي ملف ترجعيه وتقدميه بكره إن شاء الله وبكده تقدري تستلمي شغلك. 
اتسعت ابتسامتها وهي تردد بفرحة 
إن شاء الله. 
ثم قالت بتردد واضح 
أنا بس كنت عايزة أقول لحضرتك أني مش هقدر أكون موجودة لوقت متأخر عشان سكن الطالبات بتاعي بعيد عن هنا كمان مش هقدر أكون موجودة لا الجمعة ولا السبت لأني بكون في البلد. 
أومأ برأسه بتفهم 
ولا يهمك كل اللي بتقوليه ده بالنسبالي مش صعب. 
وبابتسامة أشرقت وجهه الوسيم 
تقدري تستلمي شغلك بكرة يا آنسةتسنيم. 
أجابته بفرحة لحقت صوتها المتلهف 
شكرا لحضرتك يا بشمهندس. 
وأبعدت المقعد عنها ثم نهضت لتغادر فاوقفها صوته حينما نادها
قائلا بمكر 
الملف يا ريس! 
تخشبت محلها حرجا فتلك الكلمة دفعتها للتأكد بأنه كشف كنايتها تأكدت بأنه يعلم بأنها نفسها الرجل الملثم الذي ساعده لعقت شفتيها بتوتر قبل أن تستدير إليه لتقترب منه على استحياء التقط الملف منه فقال بابتسامة مهلكة 
الحمد لله أن الأحبال الصوتية بخير ومفهاش مشكلة. 
ابتسمت رغما عنها على دعابته ثم همت بالرحيل وهي تردد بصوت شاحب عكس خجلها الممېت
عن أذن حضرتك. 
وغادرت من أمامه كالنسمة الباردة التي ازالت حرارة الصيف بعد عناء وتركته شاردا بها ليهمس لذاته ساخرا 
وبيتريق على عبد الرحمن!!! 
بالصعيد وبالأخص بالسرايا. 
تسللتنادين للمطبخ بالأكياس التي تحملها بيدها فبحثت عن مكان آمن فجلست أسفل المنضدة لتخرج ما جلبته بفرحة وسعادة أخرجت محتويات العلبة وقبل ان تشرع بتناوله فزعت حينما سمعت صړاخ هنية المصډومة 
بتعملي أيه يا بوومة!
....... يتبع.... الدهاشنة... بقلميملكةالإبداعآيةمحمد... 
أول مرة أطلب منكم دعم وتخذلوني كده أنا حرفيا نفسيتي بقت بالارض وأنا شايفة تفاعلكم على بوست الدار اللي مش معدي ال٧٠٠لايك بجد مش قادرة اصدق ان تعبي ومجهودي اني أكون موجودة ورقيا والكتروني بنفس الوقت مش متقدر واللي زاد ان الاكونت بتاعي اتحظر والله اعلم الحظر هيتفك امته بس بامانة انا مش مصدقة انكم خذلتوني كده بشكر اي حد اهتم ودخل على البوست وعلق وعمل مشاركة لانه احترمني واحترم تعبي اما الصاډم بقا ان حتى
الرواية التفاعل عليها واقع فمبقاش حاجة تفرق خلاص
ده لينك الاعلان بتاع الدار بتمنى يعدي الالف ونص لايك النهاردة لو شايفني تعبت وأستاهل ده فعلا.. 
httpswww facebook com386876678074537posts4819738834788277?sfnsnscwspmo
الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء...
الفصل السادس.. 
توقف الطعام بجوفها بعدما رأت هنية تقف من أمامها خرجت نادين وهي تحاول إخفاء علبة البيتزا ثم قالت بضيق شديد 
في أيه يا حاجة أنتي مش بترتاحي غير لما تعمليلك مشكلة كل يوم على المسا ولا أيه 
لوت هنية شفتيها في سخط ثم ردت عليها بحدة 
أنتي اللي أفعالك بټحرق الكبد والقلب والطحال بتتسحبي على المطبخ الساعة ٢بليل كيف البقرة وتفزعي الناس اللي نايمة وبيفكروا مين اللي داخل يسرقهم وش الصبح ده! 
زفرت في سئم ثم قالت 
ده مين المتخلف ده اللي هيسرق بيت الكبير! 
ضړبتها بخفة بالعصا التي تستند عليها وهي تشير لها 
همي على أوضتك وأما الصبح يطلع أبقي كملي وكلك. 
اختل جسدها فعادت لتقف أمامها من جديد وهي تشير على الطاولة 
طب أخد العلبة طيب. 
عادت لتكرر بحزم 
همي بقولك. 
منحتها نظرة مغتاظة قبل أن تصعد للأعلى فرددت هنية
بضيق
نسوان قليلة الحيا. 
ثم كادت بمغادرة المطبخ فتوقفت وحملت الكرتون ثم قربت قطعة من البيتزا لأنفها تشمه باستغراب فقضمت قطعة بفمها وحينما نال استحسانها وضعته في طرف وشاحها ببهجة ثم عادت لغرفتها. 
ارتعش بدن تلك الصغيرة التي لا يتعدى عمرها العاشرة حينما رأت باب الغرفة ينفتح ومن ثم ظهر من خلفها خالها الذي يطرح عنه المرؤءة والنبل ومن ثم تفحص الطريق بالخارج قبل أن يدنو من فراشها في الغالب كانت تتصنع النوم خشية مما ستلاقاه ولكنها الآن ما أن تشعر به تنهض مڤزوعة لتشير له برجاء وتوسل بالا يقترب منها ومع ذلك كان يجذبها اليه بقوة متعمدا ملامسة ممتلكاتها الأنثوية دون أي خجل منه بكت الصغيرة وهي تتوسل له بدموع 
سبني يا خال مش عايزة ألعب النهاردة. 
رفع يديه ليشير لها بقسۏة 
مش بكيفك يا بت واخرسي لو حد صحى وشافنا واحنا بنلعب هجتلك وأنتي عارفة اني مش بيهمني حد. 
ابتلعت الصغيرة ريقها الجاف من فرط ارتعابها من هذا الحقېر الآدمي وهي تترجاه بأن يتركها مثلما تفعل كل مرة ليس أمامها سوى البكاء والتوسل! 
نهضت تسنيم مڤزوعة من نومها الذي حرمت منه منذ الطفولة لهثت پخوف وهي تحاول السيطرة على رجفة جسدها المتوتر مسحت بكف يدها قطرات العرق النابض على جبينها ولم تجد سوى البكاء ملاذها مما تواجهه بكت بصوت مكبوت خشية من أن توقظ شريكاتها بالسكن بسبب أحلامها المزعجة كعادتها باتت تحرج من نظراتهما إليها بسبب تلك الأحلام البغيضة تسللت برفق لتخرج للشرفة وعقلها البائس يستحضر كل ذكرى مأساوية جمعتها بهذا الشيطان الۏحشي الذي نجح بأن يصنع من حولها هاجس نفسي يحتمها على الابتعاد عن أي رجل! 
بغرفة بدر. 
جلس على المقعد الهزاز يحركه بقسۏة وكأنه في صراع ما بين استحضار تلك الذكريات المرهقة وما بين تخطيها وكالعادة فرضت ذاتها عليه لتمنحه ذكرى هذا اليوم القاټل
رؤى انتي واخداني على فين بس 
ابتسمت وهي تحكم القماشة السوداء حول عينيه ثم فتحت باب الغرفة التي تعلو السرايا فأدخلته ثم جعلته يقف بالمنتصف لتقف من أمامه تراقبه بتوتر حثها على المضي قدما بما تفعله فحررت فستانها الأبيض القطني ثم ألقته بعيدا وهي تحاول أن تبدو ثابتة واقتربت منه لتحرر القماشة من حول عينيه وهي تخبره بحذر 
هشيلها بس أوعى تفتح قبل ما أطلب منك ده. 
بدى منزعجا من تصرفاتها الغريبة ولكنه رضخ لها بالنهاية ابتعدت عنه لتقف مقابله على بعد منه ثم قالت 
افتح عينك. 
أيه اللي انتي لبساه ده. 
واستدار سريعا وهو يتابع بقوله المتعصب 
البسي فورا. 
انكمشت تعابيراتها في دهشة فاقتربت لتقف أمامه متسائلة بذهول 
أنت بتتكلم جد. 
منحها نظرة معتمة وهو ېصرخ بها بدهشة 
أنتي اللي جرى لعقلك حاجة! 
أمسكت يديه وهي تجيبه 
لا أنا بحبك وعايزاك أيه المشكلة! 
انتشل ذراعيه منها ومن ثم انحنى ليجذب فستانها ليلقيه بوجهها صارخا بعنفوان 
إلبسي واخرجي نتكلم بره. 
وتركها وغادر الغرفة فتابعته بنظرات غير مصدقة لما يفعله ارتدت رؤى فستانها ثم خرجت لتقف أمامه پغضب 
أنت بترفضني يا بدر أنا اختارتك انت تكون أول راجل في حياتي وأنت رفضت ده بسهولة بجد مش فاهمة أنت عايز مني أيه 
صڤعة قوية هوت على وجنتها جعلتها تتصلب بمحلها كالعروس المتحرك ومن ثم لف شعرها الأصفر حول معصمه ليجذبها اليه وهو يردد ساخرا 
أول راجل في حياتك! لهو أنتي عايزة تعرفي كام حد. 
تلوت ألما وهي تحاول الافلات منه فصاح بعصبية شديدة 
أنا مستغرب ليه من
واحدة متربية بأمريكا واخدين ان كل يوم بيقضوه مع واحد شكل كنت بحاول أقنع نفسي أن جواكي عرق شرقي مستحيل طباعهم المقززة دي هتتغلب عليه بس للاسف كنت ساذج أوي. 
ودفعها بشراسة فسقطت أرضا لېصرخ بها بجفاء 
غوري من وشي مش طايق أشوفك قدامي. 
استندت بيدها حتى نهضت لتقف أمامه فتعالت ضحكاتها بسخرية 
اللي يسمعك ممكن يصدقك احنا عارفين انك مدورها مع أكتر من بنت اشمعنا أنا يعني! 
ذبح قلبه بتلك اللحظة فود لو طاله المۏت قبل أن يطوله سکينها اقترب منها بخطوات بطيئة جعلتها ترتد للخلف پخوف مما سيفعله حاصرها لتنجبر على مواجهته لتستمع لكلماته التي تحررت على لسانه 
أنا فعلا كنت مقضيها زي ما بتقولي بس سبت القرف ده كله لما حبيت بقيت مش قادر أشوف حد غير اللي حبيتها واتمنيت أنها تكون مراتي على سنة الله ورسوله ويمكن ده اللي خلاني غيور لدرجة الجنون لاني بعشقها وبكره أي عين تبصلها. 
الصاډم في كل ده إني لما حبيت حبيتك أنتي! 
وتراجع ليشير لها بقسۏة 
بس من النهاردة مبقاش ليكي مكان جوايا انتي فعلا محتلفة عني ومينفعش نكون لبعض. 
جزت على أسنانها بغيظ مما قال فصړخت به 
أنت فاكر لما تقول الكلام ده هيكسرني يعني هسافر وهعيش حياتي وأختار الشخص اللي يناسبني أنا فعلا كنت غبية لما إختارتك
أنت.
أجابها بابتسامة مصطنعة تخفي ألما عظيم 
سافري وعيشي حياتك بالطريقة اللي تحبيها بس يارب متخسريش نفسك. 
وتركها وكاد بالهبوط فاستدار ليخبرها قبل أن يرحل 
مامتك وأختك عادات الغرب وتحررهم مقصروش فيهم لكن أنتي هتخسري نفسك ألف مرة وهتتمني المۏت كل لحظة لأننا عمرنا ما هنكون شبههم ولا زيهم. 
وتركها وغادر بذاك اليوم الذي انتهى به قصة حبه التي مازالت توجع قلبه حتى اليوم أفاق من ذكرياته بجرعة مكثفة من القسۏة والجفاء تجاهها فنهض عن المقعد ثم تمدد على فراشه في محاولات بائسة للنوم. 
بشقة يحيى 
كانت متعلقة باحضانه كالصغيرة التي تلتمس أمانها المفقود ابتسم وهو يمرر يديه على شعرها ببطء ثم استند على رأسها ليغلق عينيه فاستمع لرسالة هاتفه جذبه ليجد رسالة من يمنى على الواتساب فتحها ليجد
يحيى نسيت أبلغك أن بكره عندك مقابلة الساعة ٨ مع موزيعين المصنع 
رد عليها 
كويس إنك فكرتيني لاني كنت ناسي 
وعاد ليكتب
على فكرة أنا مشيت النهاردة قبل نا نكمل كلامنا فإن شاء الله لما أجي لينا كلام تاني. 
ابتسامة خبيثة رسمت على وجهها فهي تعمدت ارسال رسالة له بوقت كذلك حتى يفتح موضوعها من جديد فتتيح فرصة الحديث بينهما ردت عليه بمكر
الموضوع متتهي أصلا يا يحيى لأن لا ماما ولا أخويا قادين يتفهموا حبي للشخص اللي بتمناه يكون جوزي. 
ضيق عينيه باستغراب وتابع بكتابة
هو أنتي بتحبي! طب ما ده كويس ومبرر لعمر أخوكي على رفضك للعرسان وهو أكيد مش هيعترض على اختيارك ولا هيقف في وش سعادتك 
ردت عليه 
هيقف لاني بحب راجل متجوز يا يحيى 
قرأ رسالتها باسترابة ثم رد عليها 
الموضوع كبير بقا ومش هينفع الكلام فيه بالموبيل بكره هنبقى نتكلم.. 
وأغلق الهاتف ثم أغلق
عينيه متناسيا وضع أي احتمالات تطوف من حوله! 
تقلب على فراشه يمينا ويسارا بانزعاج فكلما حاول النوم هاجمته تلك عينيها كالۏحش الذي يضربه في مقټل ابتسم آسر كلما لفحته نسمة عابرة تذكره بها فنهض عن فراشه ليقف بشرفته ثم أغلق عينيه بقوة ليدعي تلك النسمة التي تلفح وجهه تخيم بسحابة العشق الذي نبت داخل قلبه منذ أول لقاء. 
قسم القمر الساطع الشاشة بين ذاك العاشق الذي يحلم بفاتنته وبين تلك الفاتنة التي تقاسي مرارة الذكريات ولكن ماذا لو اتحدت تلك اللقطة لتصبح جواره هل ستتقبل وجوده لجوارها بعدما مقتت الرجال بأكملهم!
تلألأ قرص الشمس الساطع ليعلن استقبال يوما جديد هبط آسر بصحبة بدر ويحيى لعمله أما أحمد فنهض على صوت قرع الباب وهو يجاهد آلام رأسه الذي يخلفه الضغط الذي هاجمه منذ صغر سنه
ولكن تلك المرة كان مفترسا للغاية استند على الحائط حتى وصل لباب الشقة ففتحه ليجد حور من أمامه تتساءل بلهفة 
أحمد بدر هنا ولا نزل 
أجابها بصوت واهن وهو يتجه لأقرب مقعد ليجلس عليه بهدوء
بدرنزل مع آسر الصبح. 
ولجت خلفه حتى دنت منه فتساءلت پخوف 
أنت كويس 
مرر يديه على جبينه وهو يجيبها پألم 
شوية صداع أكيد الضغط عالي. 
ثم أشار بيديه 
معلشي يا حور هاتيلي علاجي من جوه. 
أومأت برأسها عدة مرات ثم استدارت تجاه الغرف المقابلة لها وزعت نظراتها بينهما بتشتت فغير مسموح للفتيات بدخول تلك الشقة من قبل تساءلت باستغراب 
أوضتك إنهي فيهم 
أشار بيديه تجاه الغرفة التي تقبع بالمنتصف أسرعت حور للداخل فحاولت البحث عن أشرطة الدواء على الخزانة السوداء المجاورة للفراش ولكنها لم تعثر على شيء أسرعت للخزانة ففتحت أدرجها اصطدمت يدها بصندوق أسود فسقطت محتوياته أرضا دون قصد منها جذبت الشريط الموضوع بالخزانة ثم انحنت لتلم الأغراض الملقاة أرضا ضيقت عينيها في
صدمة حقيقية حينما رأت دميتها الصغيرة ملقاة أرضا ولجوارها أحد أرباطة الشعر الخاصة بها لامست الأغراض ببسمة تلقائية رسمت على وجهها حينما تذكرت تلك الاغراض المفقودة منها منذ خمسة عشر عاما انتباها سؤالا فضوليا عن احتفاظ أحمد بمثل تلك الاشياء بخزانته الخاصة لم يتيح لها وقتا للتفكير أعادت الأغراض بالصندوق ومن ثم أعادته لمحله وهرولت سريعا للخارج بكوب المياه ناولته نصف حبة من الأقراص فتناولها أحمد بإنهاك شديد خرجت عن صمتها قائلة بقلق 
أنت حالتك مطمنش تعالى إقعد معانا أنا والبنات لحد ما بدر أو آسر يرجع. 
تفهم عدم رغبتها بالبقاء بالشقة المحظورة فقال بابتسامة جاهد لرسمها 
روحي انتي يا حور أنا كويس فعلا. 
بتصميم قالت 
لا
مش هخرج غير معاك. 
رضخ لعنادها فهم بالوقوف وهو يردد باستسلام 
خلاص هجي معاكي. 
الټفت الحوائط من حوله فلامسته غيمة سوداء كادت بابتلاعه شعرت حور به فأسرعت لتتمسك بيديه بعفوية وهي تصرخ بهلع 
أحمد
رفع رأسه تجاهها فتنقلت نظراته بين عينيها التي تحدقات به بلهفةوبين يدها المتمسكة به أخفضت نظراتها ليديه فلمعت دبلتها الفضية بين يدها وكأنها شعلة لدغتها لتذكرها بمن تكون 
تباعدت عنه بحرج ثم قالت بتردد
لو مش قادر تقف خليك وأنا انزل أجبلك دكتور.
مضى بطريقه حتى خرج من الشقة وهو يخبرها
أنا واخد على كده متقلقيش شوية وهبقى زي الفل. 
خرجت خلفه ومن ثم اغلقت الباب فولج معها لداخل الشقة تمدد على الأريكة القريبة من الباب فقالت
وهي تسرع تجاه المطبخ 
هعملك حاجة تنزلك الضغط. 
في تلك اللحظة خرجت روجينا من غرفتها فانعقدت ملامحها حينما رأته يجلس بالخارج بتعب بدى على معالمه فاقتربت منه ثم تساءلت باستغراب
مالك يا أحمد 
فتح عينيه على مهل ثم قال 
تعبان شوية.. 
أتتحور بما تحمله بين يدها ثم اقتربت منه لتشير له 
اشرب العصير ده هينزل الضغط على طول بإذن الله. 
حملتروجيناحقيبتها دون مبالاة به وهي تردد بآلية تامة 
طيب ألحق أروح لآسر قبل ما أنزل الجامعة بس يارب يوافق على الرحلة دي. 
وجهت حديثها لحور التي قالت بجفاء 
برضه مصممة انتي حرة. 
لم تمهلها للخوض أكثر بالحديث فرحلت على الفور مخلفة ورائها ألف سؤال يهاجم أحمد الذي يتأمل لفراغها
تارة ولمن تعتني به تارة أخرى اعتاد على جفائها بالتعامل معه فكان يظن ببدأ الأمر بأنها غير بارعة في التعبير عما تشعر به ولكن الآن بات على علم بأنها لا تكن الحب له! 
توقف المصعد أمام الطابق الخاص بمكتبه فاتجهت تسنيم إليه لتطرق عدة طرقات وحينما استمعت لإذن الدخول ولجت على الفور وكأن برؤياها تشق البسمة طريقها عبر وجهه فإبتسم فور رؤياها بارتباك شديد اقتربت من المقعد لتجلس ببطء مقابله ومن ثم أخرجت الملف من حقيبتها لتضعه مقابله قائلة بخجل 
الملف اللي حضرتك طلبت مني أراجعه. 
فتح آسر الملف ليراجعه جيدا باعجاب شديد فقال بانبهار 
ما شاء الله بجد حاجة عشرة على عشرة. 
أجلت أحبالها الصوتية بصعوبة وهي تجيبه 
شكرا لحضرتك. 
ثم تساءلت بتردد 
اقدر استلم الشغل أمته 
أجابها بترحاب 
من دلوقتي لو تحبي.. 
أومأت برأسها بهدوء فرفع سماعة هاتفه ومن بعدها ولج السكرتير الخاص به فأشار عليها باحترام
خد الآنسة تسنيم ووريها مكتبها. 
نهضت عن المقعد ثم غادرت من خلف السكرتير فتابعتها عينيها حتى لحظة خروجها كاد السكرتير بإغلاق المكتب فتركه حينما وجد بدر يدنو منه فولج هو الأخر للداخل ثم تمدد على المقعدين المقابلين له مشيرا بتعب 
الشحنات اتبعتت وكله تمام. 
أجابه آسر بهدوء 
كويس.
ثم سأله باستغراب 
أمال فين أحمد 
رد عليه في دهشة 
هو لسه مجاش! 
أشار له بالنفي فاستطرد باستغراب 
أنا افتكرته نزل بعدي على طول عموما شوية وهكلمه أشوفه فين. 
هز الأخير رأسه ثم استكمل عمله على الحاسوب لينتيه لدقات الباب من جديد فهمس بذهول 
روجينا أيه اللي جابك هنا 
جلست على المقعد المقابل لبدر ثم قالت بإرتباك ملحوظ
أنا كنت جاية عشان أطلب منك طلب وبتمنى أنك متخذلنيش يا آسر. 
سألها في اهتمام 
طلب أيه ده 
قالت بتردد وعينيها تترجاه بالا ينفعل.
كان في رحلة بالجامعة للاسكندرية ونفسي أطلعها مع أصحابي. 
عبث بحدقتيه 
رحلة أيه دي اللي عايزة تطلعيها لوحدك! 
نهضت عن مقعدها ثم أسرعت لتقترب منه وهي تشير له بتوسل 
مش هطلع لوحدي هشوفحور معايا بالله عليك توافق يا آسر نفسي أغير جو وهما كلهم أربع أيام. 
أجابها بحزم 
حتى لو حور جيت معاكي مينفعش تسافروا لوحدكم انتوا الاتنين. 
في تلك اللحظة لمع عقله فبداخله يتمنى عدم رؤيتها طوال تلك المدة التي ستمكثها بداخل منزله لذا لن يقدم له القدر مثل تلك الفرصة التي ستبعده عنها وعن رؤيتها لذا تدخل بالحديث المتبادل فيما بينهما قائلا 
خلاص يا آسر أنا هطلع معاهم. 
ضيق عينيه بذهول أما روجينا فأسرعت إليه مرددة بفرحة 
ربنا ما يحرمني منك يا بدر والله طول عمري بقول عليك حنين. 
ابتسم وهو يخبرها بسخرية 
خلاص قربت أصدق فشرك. 
ثم قال بجدية 
احجزي التذاكر وأنا معاكي. 
حملت حقيبتها ثم غادرت والايتسامة تكاد تصل من الأذن للأذن. 
بمكتب يحيى 
بدأت تلك الأفعى ببخ سمها تدريجيا فتركت له رسالة مدونة على ورقة حرصت بأن تضعها في الملفات المقدمة إليه وابتسامة المكر ترسم على شفتيها راقبته بخبث حتى صار الملف من أمامه فتسللت هاربة لتنفيذ الجزء الثاني من مخططاتها. 
أما بمكتب أيان المغازي 
فتح درج خزانته ثم أخرج مبلغ ضخما من المال ليلقيه بوجهها وبسمة الشړ تلمع على وجهه 
نفذي اللي طلبته منك بالحرف وسيبي الباقي للقذر اللي هينفذ عملته! 
........ يتبع...... الدهاشنة.... بقلميملكةالإبداع آيةمحمدرفعت... 
بكره كمان في فصل يا قمرات وزي ما دائما بنتظر رأيكم في كل حاجة بكتبها هستنى رأيكم جوه اللينك ده في اقتباسي الورقي ادعموني 
httpsm facebook comstory php?storyfbid1045856935960002id100016071151583
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه...صراعالسلطةوالكبرياء.... 
الفصل السابع.. 
إهداء الفصل للجميلة ليالي العمر 
انهمكت تسنيم بالعمل حتى لم تهتم لهاتفها الذي يصدح رنينه أكثر من مرة إنتهت من مراجعة الحسابات بدقة عالية ثم اتجهت لمكتب آسر فولجت فور سماع إذن الدخول وضعته من أمامه قائلة بعملية 
أنا رجعت الملف ده وكل حاجة فيه تمام. 
تركآسر الحاسوب ثم إعتدل بجلسته ليلقي نظرة متفحصة عليه فهز رأسه بإعجاب 
لا بجد برافو. 
ثم رفع عينيه لها وهو يستكمل مدحه بما قدمته 
عارفة مفيش محاسب بيأخد الوقت القصير ده بمراجعة الحسابات هنا حتى أحمد نفسه! 
ابتسمت بفرحة 
إن شاء الله أكون عند حسن الظن. 
تعمقت عينيه بها وكأنه يحاول محاربتها حينما ترغب بالتطلع لعينيها الخضراء فهمس بصوت خاڤت
هتكوني.
ارتبكت بوقفتها فقالت بتوتر 
أنا خلصت شغلي والساعة بقت ٨بستأذن حضرتك أمشي. 
أومأ برأسه بتفهم 
تمام بس خدي بالك الاسانسير اللي على اللمين عطلان لو حبيتي تركبي إركبي اللي قدام مكتب بدر ويحيى.
أومأت برأسها عدة مرات في توتر لتهرب
من نظراته الفاتنةفحملت حقيبتها ثم خرجت مسرعة وحينما ابتعدت عن مكتبه وقفت تستجمع شتاتها فهدأ تنفسها قليلا ابتسمت رغما عنها وهي تهمس بخفوت 
أنا أكيد اټجننت واحد وبيشكر في شغلي ليه يحصلي كده! 
وهزت رأسها بيأس من تغيرها ثم استكملت طريقها حتى وقفت أمام المصعد فرددت بحيرة 
هو كان بيقول على الاسانسير إنهو! 
ده الاسانسير اللي طلعت فيه الصبح يبقى هو اللي شغال. 
وتوجهت للداخل ثم أغلقت الباب الحديدي ومن ثم أغلقت الباب الخشبي القديم لتضغط على زر الطابق الأرضي فتحرك بها المصعد حركة بطيئة ثم توقف محله فباتت معلقة بين الطابق الثالث والرابع الذي يحوي مكتب آسر والشباب! 
صدمت مما استمعت إليه فتساءلت بدهشة 
يعني أيه! 
أجابتها حور بسخرية 
يعني مش هقدر أجي معاك بقولك عندي امتحان الاسبوع الجاي بدل ما أقعد أذاكر أسافر رحلة! 
جلست روجينا على الفراش پصدمة ثم أخذت تردد بحزن 
يعني بعد ما آسر يوافق أنتي اللي تكوني العقبة 
اقتربت منها ثم قالت بحنو 
طب وأنا ذنبي أيه بس يا روجينا والله الاسبوع الجاي عندي أربع إمتحانات. 
لمعت دموعها بعينيها فاقترحت عليهاحور 
طب أقولك ما تأخديرؤى أوتالين معاك وأهو يغيروا جو. 
تحول حزنها لسعادة فنهضت عن الفراش لتقبلها وهي تخبرها بفرحة 
أنتي صح تاهت عني فين دي رؤى أكيد مش هتقولي حاجة بالعكس هتفرح جدا ..
وهرولت لغرفتها لتخبرها بقرارها حول اصطحابها للرحلة وأمام اصرارها وافقت رؤى فأكدت روجينا الحجز لثلاثة مقاعد برحلة الغد!!. 
وقع يحيى الملفات من أمامه ثم تفحص باقي الأوراق ليتأكد من أن توقيعه على الورق بأكمله استوقفته إحدى الورقات فوجد بها رسالة مكتوبة بخط اليد قرأها يحيى باستغراب من وجودها بالملفات جحظت عينيه في دهشة وهو يقرأ المضمون. 
يحيى أنا قولتلك امبارح على الفون إني بحب راجل متجوز وأنت استغربت حتى عمر أخويا لما عرف اتعصب وقالي إنه هيجوزني لأول واحد يتقدملي وأنا عندي أموت على أني أنجبر أعيش مع حد مبحبوش عشان كده إختارت المۏت علشان ماما وأخويا يرتاحوا مني وملقتش غير شقتنا القديمة المكان اللي أقدر أنهي فيه حياتي اللي مبقاش ليها طعم غير المرار والعڈاب طالبة منك إنك تخليهم يسامحوني لاني للأسف مش هقدر أحب حد تاني ولا هقدر أكون لغيره... يمنى 
ترك الورقة على مكتبه بعصبية ثم هرول مسرعا تجاه الدرج وهو يردد پغضب 
مچنونة!
بغرفة أحمد. 
كان يستند بجسده على شرفة غرفته يتأمل الطريق بشرود قد ترأه يتطلع للمارة وحركة
السيارات أما ما يرآه هو لقطات متفرقة لحياته البائسة التي سعى بها لحب
فتاة لم تكن له الاهتمام يوما ومع ذلك يجب الا يرتكب أي حماقات قد تسيء للعائلة فبالنهاية هي ابنة عمه وهو يعلم جيدا ماذا يحدث حينما يترك خطيبته التي طالت خطبتهما لأكثر من خمس سنوات زفر الهواء العالق برئتيه على مهل ثم أنعشها بالهواء النقي عله يتمكن من تبديل مزاجه الحاد فانتبه لدقات باب غرفته ومن ثم وجد بدر يقف أمامه ليتساءل پخوف 
أنت كويس يا أحمد حور بتقول أنك تعبان ومش قادر تقف من الصداع لو لسه تعبان تعالى ننزل لأي دكتور. 
ابسط الأشياء التي تفعلها تجعله يشعر باهتمامها به إبتسم رغما عنه حينما ذكر بدر ما قالته إليه وإن كان بالمجمل أمرا عادي فأجلي صوته الخشن قائلا 
بقيت كويس متقلقش. 
وجلس على
الأريكة ليشير بيديه إليه 
بس كويس إنك جيت لإني كنت عاوزك. 
جلس بدر بالمكان المشار إليه وهو يسأل باستغراب 
عايزني أنا! ليه خير 
تطلع له مطولا قبل أن يتحدث بجدية 
انا ملاحظ إنك من ساعة ما تالين ورؤىرجعوا وأنت متغير ١٨٠درجة. 
وبوضوح شديد تساءل 
أنت لسه بتحبها يا بدر 
احتدت نظراته وإحتلتها الجفاء والقسۏة التي صاحبت نبرته 
أنا مفيش بقلبي تجاهها غير الكره يا أحمد أنا مكنتش أتمنى إني أنجبر أشوفها مرة تانية لأن ده بيخليني أقرف من وجودي معاها بمكان واحد بس محلولة. 
ضيق عينيه بدهشة 
إزاي
أجابه بإيجاز 
روجيناطالعة رحلة لاسكندرية هي وحور وآسر مكنش موافق فقولتله هطلع معاهم عشان أخد بالي منهم وكده. 
تهجمت معالمه وهو يستمع من إبن عمه عن سفر خطيبته الذي يفترض معرفته أصغر التفاصيل المتعلقة بها! ومع ذلك حرص على الا يلاحظ بدر
ذلك عله لا يفسر الأمور بمنظور أخر فقال بثبات وتحكم شديد 
كويس وأهو تغير جو وتنسى بقا اللي فات لازم تبص لنفسك ولحياتك يا
بدر...
أومأ برأسه بهدوء فتعجب كلا منهما حينما استمعوا لصوت شجار عڼيف يأتي من أمام باب شقتهم فردد بدر بدهشة 
أيه الصوت ده 
رد عليه احمد 
معرفش تعالى نشوف في أيه 
وبالفعل خرجوا سويا فوجدواماسة تبكي بشدة وتتعلق باللعبة التي يحملها طارق والأخير لا يقبل بتركها أسرع إليهم بدر فجذب ما بيد طارق ثم قال 
في أيه يا طارق 
قال پغضب شديد 
كل ما بمسك لعبة عايزاها دي بقت حاجة تقرف. 
انكمشت ملامحأحمد
بضيق شديد فقال وهو يحاول تهدئتها 
مش هتبطل عنادك ده يا طارق قولنالك ألف مرة متحاولش تضايقماسة لإنها تعبانه! 
رد عليه بكره شديد 
الكل عمال يقول تعبانه تعبانة وهي بتجري وبتنطط فين التعب ده 
تدخل بدر سريعا قبل أن تزداد الأمور سوء فهو يعلم ماذا تعني ماسة لأخيها 
طلعها فوق يا أحمد وأنا هحاول أفهمه. 
منحه نظرة قاتمة قبل أن يجذب يدها برفق للأعلى أما بدر فجذب طارق للأسفل بعدما لف يديه حول كتفيه ليشير له بابتسامة هادئة 
تعالى يا بطل. 
وولجوا سويا للداخل فأخذ يحاول بقدر المستطاع أن يجعله يستعب طبيعة مرض ماسة فبنهاية الأمر مازال صغير تتعقد الأمور له أحيانا. 
أما بالأعلى. 
مسح أحمد دموعها وهو يردد بابتسامة صغيرة 
ما خلاص يا ستي جبنالك اللعبة أهو ولا أنتي لسه عايزة حاجة تاني 
هزت رأسها بطفولية فتساءل بمرح 
أمم شكلك عايزة تحتلي ألعابه كلها والمرادي هيولع فيا وفيكي. 
لوت شفتيها بحزن فقربها أحمد إليه پألم ثم قال 
بكره وأنا راجع من الشغل هجبلك ألعاب كتيرة أحسن من اللي عنده إتفقنا 
ابتسمت وهي تشير له برأسها فنادى المربية ثم قال 
خديها أوضتها يا إلهام وخليكي جنبها. 
أومأت برأسها في طاعة ثم جذبتها للداخل وعينيه متعلقة بشقيقته التي صار حالها ېمزق القلوب! 
استرخى آسر بمقعده بعد إنتهائه من العمل الشاق الذي تراكم عليه لسفره للبلد بالفترة الماضية فجذب جاكيته المطروح على ظهر المقعد ثم ارتداه ليتجه للخروج كاد بتخطي الطرقة التي تفصل بين مكتبه ومكتب يحيى فتوقف وهو يتأمل باب المصعد الحديدي المغلق ضيق عينيه بنظرة متفحصة فاقترب منه ليتفاجئ بالمصعد العالق بين الطبقتين خشى أن يكون بداخلهما أحدا فبالطبع كيف تعلق هكذا فصاح عاليا 
مصطفى... مصطفى.. 
أتى مهرولا إليه وهو يردد 
أمرك يا بشمهندس. 
أشار له بضيق شديد 
عامل الصيانة مجاش ليه يعمل الأسانسير! 
أجابه مسرعا 
من الصبح عمال يقول ساعة وجاي ولسه لحد الآن مجاش. 
بحزم أضاف 
وأنتوا مستنين أيه هاتوا واحد غيره شكل في حد بالأسانسير... إتحرك بسرعة. 
ركض وهو يرفع صوته 
حاضر.
وصليحيى للعمارة التي تضم شقة صديقه القديم بعدما إنتقل لشقة أكبر منذ سنوات صعد الدرج مسرعا حتى وصل للطابق المنشود كاد بأن يطرق على باب الشقة فتفاجئ به مفتوح فأسرع للداخل باحثا عنها.. 
ابتسامة خبيثة تشكلت على ثغرها ففور رؤية سيارته بالأسفل حتى رتبت أمرها فوقفت على سور الشرفة لتضمن نجاح خطتها اهتدت نظراته الباحثة عنها حينما رآها تقف على سور الشرفة فأسرع إليها وهو يصيح بها بإنفعال 
يمنىأوعي تتهوري وترتكبي ذنب تدفعي تمنه غالي. 
واقترب منها بحذر ثم مد يديه إليها وهو يتابع حديثه 
هاتي إيدك وبطلي جنان. 
أخفت ابتسامتها بحرافية ماكرة ثم قالت بلهجة حرصت لجعلها بائسة 
وأيه اللي يخليني باقية على حياتي يا يحيى أنا قرفت من كل حاجة ونفسي أرتاح. 
قال وعينيه تتفحص السور التي أوشكت قدميها على تخطيه 
مفيش راحة اللي هتعمليه ده عقابه عند ربنا عسير. 
قالت بيأس مصطنع 
هيكون رحيم عليا من البشر. 
إقترب المسافة المتبقية بينهما وهو يتابع بحديثه 
طب إهدي وأنا هخلي أخوك يوافق على الشخص اللي حبتيه. 
ابتسمت ساخرة والمكر يداهم عينيها 
مش لما الشخص اللي بحبه يقبلني! 
تصنعت عدم رؤيته وهو يقترب منها فتركته ينتشلها بعيدا عن السور لنجأتها مثلما ظن هو عاونها على الوقوف ثم جذبها للداخل وأغلق باب الشرفة ليصيح بها پعنف 
إنتي إتجننتي! أيه اللي عايزة تعمليه ده 
قالت پانكسار مزيف 
مفيش بإيدي حاجة أعملها. 
قال بهدوء 
متقلقيش أنا هحاول أساعدك. 
ابتسمت بخبث ثم إقتربت منه لترفع يدها على صدره فوزع نظراته بين قربها الشديد منه وبين يدها بعدم استيعاب وخاصة حينما قالت 
لو عايز تساعدني يبقى تتقبل حبي ليك وتتجوزني يايحيى. 
جحظت عينيه في صدمة وهو يحاول إستيعاب كونه الشخص المتزوج الذي تحبه! هز رأسه بعدم تقبل تلك الحقيقة فأبعدها عنه وهو يشير لها 
أنتي أكيد مش في واعيك. 
إلتصقت به مجددا وهي تجيبه بجراءة 
أنا عمري ما كنت في واعي غير النهاردة أنا حبيتك من سنين من قبل حتى ما تتجوزها ولما اشتغلت معاك كنت بحاول أخليك تحس بيا بس دلوقتي خلاص جوازتك من المچنونة دي مش لازم تستمر أكتر من كده. 
جلدته تلك الكلمة فنهشت جسده نهشا فدفعها بعيدا عنه حتى ارتطمت بالأرض بقوة وبتقزز أضاف 
مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي كده أنا بجد مصډوم فيكي وفي اللي وصلتي له من هنا ورايح المكتب متخطهوش برجليكي والكلام اللي قولتيه هنا النهاردة ده متكررهوش تاني. 
وتركها وكاد بالرحيل فتعلقت بقدميه وهي تردد پبكاء 
انا آسفة يا يحيى مش هتكلم عنها كده تاني ومش عايزاك تتطلقها. 
ونهضت لتقف من أمامه ثم إقتربت منه بطريقة مخجلة لحيائها كأنثى لتستطرد 
أنا عايزاك أنت وبس حتى لو هنتجوز بالسر! 
إبعدي.
عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز 
أنا لولا أن أخوكي صاحبي وعشرة عمر أنا كنت ڤضحت وساختك. 
وتركها وغادر فجزت على أسنانها بغيظ وصدمة من تماسكه أمامها! لا تعلم بأن من يعشق من صمام قلبه لا يرى أمامه الا من فتنت قلبه وعقله. 
بعد معاناة تمكن العامل من تصليح العطل القابع بالمصعد وفور الإنتهاء من الإصلاح استكمل المصعد مهامه بالهبوط للطابق الأرضي فأسرع آسر للأسفل ثم فتح باب المصعد ليتفاجئ بها مغشي عليها فزع حينما رآها ملقاة كمن فارقتها الروح فإنحنى ليقربها إليه ثم لطم وجنتها برفق 
آنسة تسنيم.. سامعاني 
كانت شاحبة كالمۏتى فحملها بين يديه ليصعد بها لمكتبه مجددا بعدما طلب من العامل إحضار الطبيبة في الحال وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة حتى انتهت من فحصها لتؤكد له بأنها بخير ولكن إحتجازها بمكان ضيق كهذا منعها من إستنشاق الإكسجين اللازم وأخبرته بأنها ما هي الا دقائق وستستعيد وعيها تدريجيا جذبآسر احد المقاعد ثم جلس لجوارها ينتظر لحظة استعادتها للوعي فتحت جفن عينيها الثقيل بصعوبة وهي تحاول التقاط نفسها المتقطع بدأت الرؤيا توضح تدريجيا فوجدت ذاتها بمكتبه انتفضت تسنيم بجلستها وأخذت تتأمل المكان برهبة شديدة إقترب آسر منها ليتساءل بشك 
أنتي كويسة 
إرتجف جسدها وتراجعت للخلف وهي تردد پخوف مبالغ به 
أنا هنا بعمل أيه وأنت ليه مقرب مني كده 
رغم دهشته من طريقتها الغريبة ولكنه تفهم بنهاية الأمر الحالة المسيطرة عليها فسمات الصعايدة صعبة فيما يرتبط بالأصول فأشار لها بيديه 
إهدي بس الأول. 
واستطرد ليوضح لها 
أنتي كان مغمى عليكي بالأسانسير وأنا طلبتلك دكتورة ولسه ماشية حالا. 
ابتلعت ريقها على مهل ثم عدلت من خمارها الطويل لتجذب حقيبتها ثم رددت بصوت واهن 
شكرا لحضرتك يا أستاذ آسر.. 
وتحملت على ذاتها لتنهض عن الأريكة فرفعت معصمها ومن ثم شهقت پصدمة 
يا خبر الوقت إتاخر أوي أكيد باب السكن إتقفل. 
استمع آسر لما قالت وإن كان صوتها منخفض فقال بذهول 
بس الساعة١٠ونص! 
رفعت عينيها إليه ثم قالت پخوف 
الباب بيفقل الساعة ٩.
ثم اتجهت تجاه الباب فخطى خلفها وهو يناديها 
تسنيم استني. 
وقفت محلها تشدد على حقيبتها بارتباك فوقف مقابلها ثم قال 
تسمحيلي أوصلك بعربيتي.. 
كادت بالاعتراض فقاطعها 
زي ما قولتي الوقت إتاخر ومينفعش تمشي بالوقت ده لوحدك ويا ستي إعتبريني تاكسي واركبي ورا.. 
صمتت قليلا تحسبها فقال بحزم 
متضعيش وقتك أكتر من كده يلا.
لم يكن لديها حلول أخرى اتبعته للأسفل باستسلام فأخرج سيارته من الجراج ومن ثم وقف مقابلها فصعدت بالخلف على استحياء تحرك بها وكانت مرشدته تجاه السكن الجامعي ومع أن وصلوا حتى وجدوا الباب مغلق من الخارج بالقفل المعدني مثلما تفعل مديرته كل يوما حرصا على سلامة الطلبات ولأجل الحفاظ على قوانين السكن انكمشت ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب 
هبط آسر من سيارته خلفها فوزع نظراته بينها وبين القفل الكبير ثم قال بثبات 
ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات. 
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر 
لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا. 
بحدة قال 
سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه! 
أخفضت رأسها أرضا بحرج مما تعرضت له خلال هذا اليوم الغامض ففتح آسر باب السيارة الخلفي ثم أشار لها بالصعود فصعدت على استحياء ليتحرك بها تجاه العمارة الخاصة بهم. 
بشقة عبد الرحمن. 
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها
بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية
كيفك يا عمي يارب تكون بخير. 
أتاه صوت فهد الحنون 
بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي. 
ابتسم وهو يجيبه 
اني بخير والله تسلم يا غالي. 
انتظر دقيقة ثم قال 
اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب. 
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا 
متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي. 
ابتسامة
تسللت على
وجهه رغم الدموع البارزة من عينيه فقال 
مش عارف أقولك أيه يا عمي ربنا ما يحرمني منيك. 
رد عليه بحب 
متقولش حاجة وتنفذ اللي قولتلهولك وأنت ساكت فاهم. 
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه 
فاهم يا كبير في رعاية الله. 
وأغلق الهاتف والسعادة تتراقص على وجهه فرغم ما ارتكبته والدته من ذنب
ڤاضح الا أنه سامحها بنهاية الامر! 
صعدت تسنيم خلفه پخوف ينبع بأوصالها رغما عنها كانت تلتفت خلفها وتقدم قدما وتأخر الأخرى بارتباك شعر آسر بها فوقف على الدرج ثم أخرج هاتفه لينتظر حتى أتاه الرد فقال 
حور انا تحت إنزلي حالا. 
وأغلق الهاتف ثم وقف مقابل تسنيم التي حمدت الله حينما وجدت رفيقتها تهبط الدرج فعاد الډماء ليسري بعروقها ما فعله كان من أسمى سمات الرجولة رفضه لرؤية الخۏف يتمكن منها فمنعها من اللعب على اعصابها من وضع إفتراضات مؤلمة فقطع تفكيرها حينما جعل حور تهبط بنفسها قبل صعودهما كان لاجل تلك الابتسامة والراحة التي سكنت معالم وجهها الرقيق وبالرغم من
خجلها الا أنها منحته نظرة شكر وإمتنان لتفهمه لخۏفها الطبيعي افاقت تسنيم من غفلتها على احتضان حور لها بسعادة حينما أخبرها آسر بما حدث ققالت بفرحة 
والله ما مصدقة انك هتقضي الليلة معايا ده انا مش هسيبك تنامي أبدا هنرغي للصبح. 
رد حازم انطلق منه 
حور!
تهدلت شفتيها بحزن 
خلاص هسيبك تنامي والصبح نرغي مرضي كده يا كبيرنا. 
ابتسم آسر ثم أشار لهما باستكمال الدرج من خلفه فوصلوا سويا للطابق المنشود وجدته تسنيم يتجه للشقة القابعة بالجانب الأيسر وحور بالجانب الأيمن فالټفت ويا ليته لم يفعل امسك بها تتطلع له فإحمر وجهها خجلا لتسرع من خلف رفيقتها ابتسم آسر ثم أشار لحور بصوت ثابت يسكنه الحزم 
إقفلي عليكم كويس. 
أومأت له مرددة 
حاضر والله حفظت التعليمات. 
وبالفعل ولجت للداخل لتغلق الباب بالمفتاح جيدا ثم استدارت لتجدها تتأمل الشقة بإعجاب شديد فكان يغلبها الطابع الانثوي انتبهت لصوت حور حينما قالت 
تعالي ندخل أوضتي. 
اتبعتها للداخل فأغلقت حور الباب من خلفهما ثم اتجهت للخزانة الكبيرة التي تشمل نصف الحائط إختارت منامة من اللون البنك ثم أشارت لها على حمام الغرفة بحماس 
ادخلي غيري هدومك بسرررعة وتعالي عشان في حاجات كتيرة فايتاك باللي مطنشة مكالماتي من الصبح. 
جذبت منها المنامة ثم قالت بسخط 
وأنا هروح منك ومن رغيك فين أهو بالنهاية جيتلك
برجلي.
دفعتها بقوة تجاه الحمام وهي تردد بسخرية 
نصيب يا بنتي لان ربنا عالم بيا وبالأخبار المهمة عندي خلصي بس. 
تعالت ضحكات تسنيم فأغلقت الباب من خلفها ثم أبدلت ثيابها وحينما خرجت وجدتحور ترص عدة أطباق على الطاولة الصغيرة المقابلة للشرفة لتشير لها بيدها 
يلا يا حلوة لقمة هنية من صنع أيديا. 
جلست على الفراش بحرج 
أيه اللي أنتي جيباه ده يا حور أنا مش جعانة على فكرة. 
جذبتها للطاولة وهي تصيح بها بعبث 
أنتي ليه محسساني اني واحدة من الشارع ده إحنا عشرة عمر يا بت طول عمرنا بنقسمها سوا ولا نسيتي! 
ابتسمت ثم انصاعت ليدها فجلست على الطاولة لتبدأ بتناول طعامها بصحبتها لتشرع حور بقص ما حدث اليوم على مسمعها لتختمه بقولها المتحير 
ومعرفش أيه اللي يخليه يحتفظ باللعب والتوك بتاعتي لحد الآن! 
ثم استكملت حديثها بهيام بذكريات الماض 
وإحنا صغيرين كان بيحب يضايقني اوي على عكس علاقته بروجينا فأكيد أخد اللعب دي عشان يضايقني برضه. 
استمعت لها بحرص ثم قالت 
لو كان عايز يضايقك كان كسرهم ورماهم مكنش احتفظ بيهم كل ده. 
رفعت حاجبيها بإستغراب 
قصدك أيه 
ردت عليها تسنيم بهدوء 
قصدي ان في فرق بين الصداقة والحب يا حورالصديق عمره ما ببضايق صديقه وبيسعى لإسعاده بشتى الطرق لكن لما العلاقة تتحول لعناد وصراعات بتبقى بوادر لعلاقة حب فهمتي طبيعة علاقته بخطيبته أيه 
لعقت شفتيها بارتباك وقد تسنى لها فهم ما ودت إخبارها به تسنيم فبمجرد تخيلها أن أحمد يكن لها حب خفي ارتبكت مشاعرها فباتت كالعاړية أمام رفيقتها خشيت أن تستكشف مشاعرها هي الأخرى فقالت بتوتر 
فكك من الحوار ده وقوليلي عاملة أيه في الشغل مع كبيرنا. 
تشتت للغاية فأبعدت خصلات شعرها البني عن عينيها وهي تجيبها بخفوت 
ولا حاجة انتي عارفة أن ده أول يوم ليا وكده وأدكي شوفتي من أولها مصېبة الاسانسير والسكن. 
ضحكت حور وهي تشير لها على الفراش 
ده رزقي عشان تونسيني النهاردة. 
تمددت تسنيم جوارها ثم استمعت لثرثرتها التي لم توقف الا حينما ادعت النوم فأغلقت حور الضوء وخلدت هي الأخرى للنوم فحينما تأكدت الأخرى من نومها فتحت عينيها لتصفن به مديرها الغامض الذي أصبح يسيطر على حيز كبير من تفكيرها! 
ساعات مطولة قضاها بالقيادة وهو يحاول التغاضي عما حدث معه من تلك الفتاة الوقحة وبالنهاية اهتدت سيارة يحيى أمام العمارة فصفها وصعد لشقته كانت الساعة وقت إذن الثانية صباحا وبالرغم من ذلك مازال يلتمس عتمة الليل القابعة بداخله دث مفتحه بباب الشقة ومن ثم صعد لغرفته فألقى جاكيته على الأرض ثم جلس على حافة الفراش بإهمال يحتضن وجهه بذراعيه والآلآم تسيطر على جسده باكمله وخاصة موضع قلبه فتح باب الغرفة من أمامه لتدلف ماسة وهي تحمل لعبتها بين يديه فاقتربت لتجلس جوارها وبسمتها تشرق وجهها الرقيق تعلقت عينيه بها لثوان طالت لدقائق لم يمل منها تمنى لو تعود لحالتها الطبيعية لساعة واحدة يشكو لها ألم قلبه الذي يلتاع شوقا لها كان بحالة مذرية وكأنه
جريح ېنزف جرحه دون توقف رفع يديه ليلامس وجنتها الحمراء ليهمس بصوت مخټنق 
وحشتيني أوي يا ماسة. 
اتسعت ابتسامتها لتجيبه بعفوية 
وأنت كمان. 
بالأسفل..
ممكن تفهميني أيه اللي بيحصل بالظبط مش قولتيلي ان حور اللي طالعة معاكي! 
لم تفهم سبب تعصبه الشديد ولكنها أجابته بثبات 
ايوه كانت هتطلع معايا بس عندها امتحانات فمكنش قدامي غير رؤى في حاجة ولا أيه 
تحكمبدر بانفعالاته ثم قال بصلابة 
لا مفيش. 
وأشار لها بغيظ 
يلا نتحرك ولا هنقف هنا طول النهار.. 
استغربت من حالتها الغريبة ولكنها لم تعلق فأشارت بيدها لرؤى التي تفهمت ما يحدث معه ومع ذلك لحقت بهما فلم يعد يشغلها أحدا باتت كالألة التي تتحرك دون أي شعور فحتى قلبها لم تعد تستمع لآنينه! 
فتح عينيه ببطء شديد ثم استند بجذعيه على الفراش ليجلس باستقامة فرك يحيى جبهته پألم شديد وكأنه لا يتذكر سبب ألم صداع رأسه او حتى كيف غفل بنومه هكذا لفت انتباهه العروس الملقاة أرضا فنهض عن الفراش ليحملها بين يديه بابتسامة تسللت لوجهه فحتما هي مختبئة بغرفته مثلما تفعل رفع صوته وهو يبحث خلف الستائر وبخزانته 
ماسة أنتي فين 
لم يجدها فمرر يديه على خصلات شعره الطويل بحيرة فاهتدت عينيه لطرف الملاءة الذي يظهر من خلف حائط حمام غرفته اقترب يحيى حتى ولج للداخل فتخشب محله من الصدمة حينما رآها تجلس أرضا تضم ساقيها لصدرها وجسدها يرتجف بقوة نظراتها تجاهه قټلته وكأنها ترى مغټصبها من أمامها يدها المرتعشة تلف الملاءة حول جسدها الذي يزحف للخلف برهبة وړعب لم تشهده من قبل لم تحمله قدميه أكثر من ذلك فجلس أرضا وهو يتأمل حالتها التي بدأت بشرح ما حدث أمس لتدور به ذكريات مما حدث فتجمدت أطرافه حينما رآها تنهمر بالبكاء وعينيها تحدجه بنظرات هلع وحينها لم يجد ما يفعله فكور يديه بقوة ثم لكم البانيو المجاور له وهو ېصرخ بشراسة 
أيه اللي عملته ده!!!! غبي. 
حالة الهياج التي تمسكته الآن جعلتها تهابه أكثر وخاصة حينما انسدلت الډماء من يديه فلم تقوى على المحاربة أكثر من ذلك فسمحت لجسدها الهزيل بالترنح أرضا!. 
.......... يتبع.......... 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
البنات اللي سألتني هنزل المعرض امته فانا هنزل ان شاء الله يوم الجمعة ٤فبراير بجناح ابداع في صالة ١ جناح.. 
وطبعا رواياتي كلها هتكون موجودة.. 
سلسلة احفاد الچارحي حكايات من دفتر الغرام... 
خارج عن المألوف تميم رسلان. 
بضاعة مزجاة.. 
تمائم عشق لم يكتمل.. 
بشړية أسرت قلبي الجزء الاول... 
بشړية أسرت قلبي الجزء التاني عقيق الالماندين..... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه....صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصل الثامن.. 
إهداء الفصل للأدمن الجميلة زينب فرصة للحياة .. 
اضطر بالجلوس لجوارها بعدما جلست روجينا بالخلف جوار إحدى رفيقاتها جلس على مضض وكأن هناك أشواك تنهش جسده كان يتوقع أن تستغل الفرصة للحديث معه أو الإعتذار منه أو على الأقل تريه بشتى الطرق إنها لا تطيق الجلوس لجواره مثلما لم يرغب هو ولكن ما حدث جعل بدر في دهشة وحيرة فكانت رؤى تستند برأسها على نافذة الباص الضخم تتابع المارة بنظرات ساهمة متصلبة وكأنها بعالم منعزل لا بشړ به ولا شيء غير الخذلان تحول السخط الذي بداخله تجاهها لذهول من حالتها الغريبة شعر وكأنها ليست ذاتها الفتاة التي حطمت قلبه منذ سنتين! 
ترى ماذا حدث لها لتفقد بهجتها وابتسامتها التي لم تغادر وجهها أبدا إنقلب الأمر برمته من
الكراهية للحيرة فباتت أعينه تراقبها طوال الطريق للإسكندرية وهي بغفلة حتى عن ملاحظة ذلك. 
بشقة يحيى. 
وقف الجميع أمام غرفة النوم بإنتظار خروج الطبيبة التي ما أن انتهت من فحصها وإعطائها الأدوية المناسبة خرجت فهرعأحمد إليها ليتساءل بلهفة 
خير يا دكتورة ماسة مالها 
تجاهلته الطبيبة ثم دنت حتى إقتربت من يحيى فقالت بتعصب شديد 
أستاذيحيى أنا من البداية شرحتلك حالة ماسة الحرجة وقولتلك إنك هتتعامل معاها كطفلة مش كزوجة وأنا كنت سعيدة جدا إنك بدأت تستوعب ده لكن باللي عملته النهاردة فأنت رجعتنا لنقطة الصفر.. 
وقطعت روشتة الدواء ثم قدمتها لآسر لتغادر على الفور انتقلت نظرات أحمد المحتقنة تجاه يحيى الذي تنسدل دمعاته في صمت تام فقطع المسافة فيما بينهما ليجذبه من تلباب قميصه الابيض صارخا به بقسۏة 
أنت عملت أيه 
إهتز جسد يحيى پعنف تجاه دفعة أحمد له فشدد من
قبضته المحاطة بجلد رقبته وهو يصيح به 
وصلت بك الوقاحة لكده أنت ډمرت كل حاجة عملناها. 
تدخل آسر على الفور ليحيل بينهما فقال بحزم 
خلاص يا أحمد اللي حصل حصل.
لم ينصاع إليه وحاول أن يمسكه من جديد وهي ېصرخ باندفاع 
أبقى قابلني لو عرفت تحل اللي أنت عملته. 
وقف آسر
مقابله ليصده للخلف وقد إرتفعت نبرته بعصبية شديدة 
ما قولتلك خلاص هو واحد من الشارع وغلط معاها ده جوزها فووق. 
انتقلت نظراته إليه ثم قال بإلم 
وأنت شايف حالتها تسمح بكده!
بصرامة أجابه 
قولتلك خلاص إقفل الموضوع. 
في أيه صوتكم عالي ليه كده 
كلمات لاهثة خرجت من عبد الرحمن الذي أتى ككل صباح فهرول للأعلى حينما استمع لصوت شجارهم الصاخب وفور رؤيته دفع آسر أحمد بيديه تجاهه وهو يشير إليه 
خده تحت يا عبد الرحمن. 
لم يستوعب ماذا يحدث بينهما ولكنه تفهم بحاجة آسر لإبعاده بذاك الوقت فجذبه للأسفل عنوة فأغلقآسر الباب ثم دنى ليجلس قريبا منه طافته نظراته قبل أن يسأله بهدوء 
أيه اللي حصل يا يحيى وليه عملت كده 
رفع عينيه الحمراء من أثر كبته لدموعه المتحجرة فترة طويلة ليخرج صوته الشاحب كحال قلبه 
ڠصب عني والله يا آسر أنا معرفش عملت كده إزاي
يمكن مقدرتش أسيطر على نفسي بسبب اللي بنت ال عملته. 
ضيق عينيه وهو يتساءل بدهشة 
عملت أيه 
أخذ يحيى بقص ما حدث على مسمع آسر الذي تفهم ما دفعه لفعل ذلك فقال پغضب 
بلغ أخوها بوساختها لو معرفش يربيها يقعده جانبه. 
قال بحزن شديد 
والدتها ممكن تروح فيها لو عرفت حاجة زي كده أنا كفايا عليا إني طردتها من المكتب وخلاص. 
رد عليه آسر قائلا 
معتقدش إن البت دي هتسيبك في حالك يا بحيى لازم تعملها وقفة وحاجز قبل ما تفكر تأذيك تاني. 
شرد بحديثه المتعلق بها ولم يفق الا على صوت إلهام الباكي 
ماسة فاقت بتصرخ وبتعيط وأنا مش عارفة أعملها أيه يا أستاذ يحيى. 
ابتلع تلك الغصة المؤلمة التي عصفت برئتيه فور سماعه لما قالت فإنتقلت نظرات لآسر الذي حثه على النهوض قائلا 
حاول تاني تقرب منها هتواجه شوية متاعب بس أنا متأكد إنك هتقدر تقربها منك تاني. 
أومأ برأسه بهزة خاڤتة ثم تحرك تجاه غرفتها يقدم قدم ويؤخر الأخرى حتى ولج للداخل.. 
بالأسفل..
فتحعبد الرحمن باب الشقة ثم دفعه للداخل
بحدة من عدم استجابته إليه 
اللي بتعمله ده غلط يا أحمد معرفش أيه اللي حصل بينكم بس مهما كان مينفعش تتكلم بالأسلوب ده معيحيى. 
رفضأحمد دخول الشقة ثم صاح بعنفوان 
ما أنت متعرفش هو عمل أيه 
رد عليه بعقلانية 
ومش عايز أعرف بالعقل والتفاهم الأمور هتتصلح لكن مش بالخناق وعلو الصوت يا أحمد. 
خرجت تالين على صوتهم المرتفع فدنت منهما تتساءل في حيرة 
في أيه بتتخانقوا ولا أيه 
ظهرت فاتنة القلب من أمامه فارتج ثباته أمامها تبا لتلك الأعين التي هوست التطلع لها وبالرغم من مراقبته بكل شاردة وورادة تخص تعابير وجهها الا أن شروده لم يمكنه من سماع حوارها المتبادل مع أحمد الذي يؤكد لها بأن الأمور على ما يرام لمحته تالين فتسللت تلك الربكة الخاڤتة لدقات قلبها فتوترت نظراتها تجاهه ثمة شيئا بداخلها يشعر بالرضا من نظرات إعجابه إلى أن أفاق لنفسه فقال وهو يتهرب من مرمى بصرها 
يلا يا أحمد غير هدومك عشان ننزل المصنع. 
إنصاع له أخيرا فتركهما وولج للشقة فترك بابها مفتوحا وحينما أختلت الطرقة الفاصلة بين الشقتين بهما إرتبكت فشددت على أصابعها بتوتر بحث عن كلمات مناسبة يفتتح بها الحوار بينهما فبدا كالأبله حينما قال 
عاملة أيه 
أجابته على إستحياء
بخير الحمد لله.. 
وأضافت بخجل 
وأنت كويس. 
هز رأسه بابتسامة ساحرة فأومأت برآسها ثم أشارت على باب الشقة وهي تدنو منه بتعثر 
هشوف حور فين.. عن إذنك. 
راق له خجلها وذاك التشتت الذي طغى عليها فأشار لها بثبات ببطء شديد أغلقت الباب وكأنها بحيرة من أمرها بأن تغلقه والأخر مازال بالخارج أو تتركه مفتوحا فالحالة التي تستحوذ عليها مذرية للغاية أغلقته ومازالت تسأل ذاتها هل تصرفها صحيح أما ماذا 
حتى عقلها استحضر ردودها عليه ليؤنبها على حمقاتها بالرد المختصر ولكن عادت لتشير بعدم مبالاة مصطنعة 
الله وأنا هصحبه يعني قالي عاملة أيه قولتله كويسة وإنتهينا! 
وتوجهت للمطبخ لتتسع ابتسامتها وهي تتأمل السفرة العامرة من أطيب وألذ الطعام وخاصة كعك البرتقال الشهي الذي يميز حور فانتهت الأخيرة من وضع القهوة على السبرتاية الذهبية لتردد براحة 
كده كله تمام. 
اقتحم صوتتالين المطبخ حينما تساءلت بذهول 
أيه الجمال ده كله يا حور 
ارتسمت بسمة مشرقة لا تفارق شفتيها 
بنت حلال كنت لسه هدخل أصحيك يلا اقعدي إفطري عما أصحيتسنيم.. 
ضيقت عينيها باستغراب 
تسنيم مين 
اجابتها وهي تدنو من باب البراد لتخرج زجاجة من المياه 
دي صحبتي وبايتة معايا من امبارح فرصة اعرفكم على بعض ده أنا قرفها بيكي وبالكلام عنك. 
قالت وهي تتذوق قطعة من الكعك 
ياريت..
وبالفعل تركتها وولجت لغرفتها فوجدت تسنيم ترتدي حجابها أمام المرآة وتستعد للخروج فحملت حقيبتها سريعا ثم قالت بإصرار 
مفيش خروج من غير فطار يا هانم. 
عقدت تسنيم الحجاب حول رأسها جيدا ثم قالت بضجر 
يا بنتي قولتلك ماليش
نفس ليه مش بتصدقي أنا يدوب أجري ألحق الشغل. 
ثم أبعدتها عن طريقها لتجذب الحذاء فقالت حور پغضب 
قولي اللي تحبيه بس بالنهاية هعمل اللي أنا عايزاه.. 
فتحت باب الغرفة ثم جذبت الحقيبة من يدها لتشير لها باستعطاف 
مرة تانية عشان متأخرش بالله عليكي يا حور. 
تركت الحقيبة فحملتهاتسنيم وإتجهت سريعا لباب الشقة قبل أن تتمكن من إيقافها مجددا فإتبعتها لتجذب اسدالها المعلق جوار الباب ثم خرجت لتوقفها على الدرج فعاتبتها بحزن 
أنتي بجد هيجيلك قلب تمشي وتزعليني! 
استدارت تجاهها ثم قالت 
ڠصب عني والله هتتعوض مرة تانية لازم أنزل عشان ألحق المواصلات والا كده هتأخر خالص عن الشغل يرضيكي أترافد من أول إسبوع كده! 
هتترفدي على التأخير ومديرك لسه مرحش! 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي ترفع عينيها لأعلى الدرج لتجد آسر يقف من أمامها ومع كل درجة كان يهبطها للأسفل كاد بها قلبها أن يتوقف أكثر من مرة وخاصة حينما أصبح مقابلهما فشكت له حور قائلة 
إتكلم أنت يا آسر لحسن أنا ريقي نشف معاها.. 
سلطت عينيه البندقية عليها ليبتسم رغم جدية حديثه الصارم 
مفيش حد بيدخل بيت من بيوت كبير الدهاشنة وبيخرج من غير ما واجبه يكون كامل يا تسنيم. 
يا الله سماع نبرته تردد صوتها زرع الخجل
برعشة جسدها الغريبة بللت شفتيها بلعابها وهي تجاهد بالثبات من أمامهما فليس ذاك فصل الشتاء القارص ببرودته لترتعش هكذا فما تلك البرودة التي ټضرب أطرافها عكس تلك الحرارة التي تمزق وجنتها رفعت عينيها تجاهه فوجدته مازال يستكمل حديثه مبتسما 
متقلقيش مش هرفدك على سبب تافه زي ده الا لو ناوية على تقيل 
نفت برأسها عدة اشارات جعلت ابتسامته تتسع حتى برزت أسنانه البيضاء على مظهرها الطفولي تعجبتحور من الحالة الغريبة التي تسيطر على صديقتها وتراها هي لأول مرة ولكنها تغاضت عن ذلك بوجود آسر فانتبهت له حينما قال 
نازلة الجامعة النهاردة يا حور 
اجابته بتذكر 
أيوه ربع ساعه ونازلة إن شاء الله. 
اومأ برأسه ثم هبط الدرج ليستكمل حديثه الحازم 
نص ساعة وانزلوا هوصلك للجامعة ونطلع على المصنع. 
ثم استدار تجاهها ليشدد عليها بصرامة وعينيه تقصد تسنيم 
متنزلش من غير أكل سامعة. 
جذبتها من معصمها بالقوة وهي تشير له 
عنيا يا عمهم هنأكل وننزل هوا. 
منحها ابتسامة صغيرة قبل أن يستكمل الدرج تاركا الف علامة استفهام تطوف بتلك الشاردة برجولته ووسامته الشرقية. 
حينما يتعلق الطفل بشخص ويراه بأفضل صورة ومن ثم تتمزق من أمامه ليراه بشكل لم يعهده من قبل يتحول الحب بداخله لشعلة من الكره والخۏف من محاكاته وها قد استحوذ هذا الشبح على ماسة فحينما رأته يدلف لغرفتها تجمد جسدها على الفراش حتى صرخات استغاثتها تحجرت على لسانها فدثت وجهها بين قدميها المتكورة على جسدها وأخذت تراقبه برهبة وخوف لا مثيل له يعز عليه رؤيتها هكذا ولكنه لم يتوقف فمضى قدما حتى صار قريبا منها فجاهد لرسم بسمة آمنة علها تتسلل لأعماقها مثلما كانت تفعل كل مرة ثم أجلى صوته ليردد 
ماسة مش عايزة تشوفي أنا جبتلك أيه 
قال كلمته وهو يخرج من جيب جاكيته شوكولا من النوع الذي تعشقه حدجته بنظرة جافةفحتى ما يحمله لم يعنيها كثيرا تحررت تلك الدموع المحتسبة فرغم إنه ترعرع ببيئة أعز قوانينها بأن دمعة الرجل لا يراها عزيز ولكنها أعز العزيز على قلبه ماسته الثمينة كاد بأن يحطمها بيديه هو دمعاته تساقطت لتحرر ما يشعر به بداخله فصارع حتى الرمق الأخير فتحررت أحباله الصوتية أخيرا 
يحيى غلطته كبيرة أنتي لازم تسامحيه وهو مش هيعمل كده تاني.. 
كلماته لم تسكن جفاء النظرات ليتها البلسم لشفائها أو ترياق تتمكن من تجاوز ما تمر به أخذ خطوة جريئة وإقترب منها أكثر ثم سمح لذاته بملامسة وجهها اړتعبت وتحرر صوت بكائها الخاڤت حتى جسدها انتفض پعنف بين يديه تراجع يحيى للخلف على الفور وأخذ يراقب تشنج جسدها ورهبتها بوجوده لم يحتمل أن يتابع حالتها تلك فأسرع بالخروج ليردد بخذلان لمن تقف أمامه 
خليكي جنبها يا إلهام متسبهاش. 
اللي تؤمر بيه يا بشمهندس. 
قالت كلماتها ثم ولجت للغرفة لتغلق الباب من خلفها لتختفي من أمام أعينه خلف الباب الموصود وكأنها إشارة لبعد مؤقت سيحتم لفتح طريق ربما به صلاح ولكن لابد من وجود عقبة ستعرقل ساقيه! 
رفضت روجينا الصعود لنيل قسط من الراحة مثلما فعل الجميع وصممت على الجلوس أمام المياه التي تتلاطم أمواجها في سباق عاصف لملامسة الشاطئ تمددت على المقاعد المريحة أمام المياه والفرحة تزين وجهها فهمست بصوت منخفض 
وأخيرا حققت حلمي أني أقعد قدام البحر وأزور كل حتة في اسكندرية. 
وأخرجت هاتفها سريعا لتلتقط عدد من الصور السلفي لنفسها أمام المياه توقف إصبعها عن الضغط على زر التصوير حينما لمحت بهاتفها إنعكاس ذاك الشاب الذي يسبح بمهارة أسفل المياه دقيقة تليها الأخرى حتى أصبح قريبا من الرمال فاستقام بقامة جسده الرياضي ومن ثم خلع القناع الذي يحجب عينيه الرمادية عن المياه تدلى فكيها السفلي وهي تتأمله بإنبهار يقال إن إمتلكت
المرأة سحرا تتباهي به ولكن الرجل سحقا لما يتمكن من فعله حينما يتملكه الغرور والثقة الزائدة من نفسه هكذا ضړب أيان عصفوره الذي يراقبه من بعيد بالخفاء يبتسم خفية مما ينوي لفعله حينما يطبق يديه عليه سيكون هو بنفسه سجان العصفور الأخرق!... 
....... يتبع..... 
من هنا بداية لأحداث الرواية إنتظروا الفصل القادم من الدهاشنة٢..... 
معلومااات مهمة أوي لكل اللي عايزين روايتي الورقية الجديدة او رواياتي الورقية بصفة عامة من جوه وبره مصر لو انت من جوه مصر وعايز الرواية تقدر تطلبها اون
لاين وتوصلك لحد باب الييت على رقم 
٠١٠٠١٦٣١١٧٣..
طيب لو من برة مصر في فرصة كبيرة توصلك الروايات باسرع وقت لان معرض القاهرة للكتاب فيه دور نشر من جميع انحاء العالم فشوف دولتك واتواصل مع الناس دي احجز نسخ 
تونس
دارالحضارة للنشروالتوزيع متواجدين بمعرض القاهرة
.. للتواصل معهم والطلب httpswww facebook comalhadharatunis
الاردن
مكتبة دار الاسراء متواجدين بمعرض القاهرة
.. للتواصل معهم والطلب
httpswww facebook comDarElsraa2
ليبيا
مكتبة دار الحسام متواجدين بمعرض القاهرة
لديهم بغض رواياتي الورقية للتواصل معهم
والطلب
httpswww facebook comdaralhussam
فلسطين
مكتبة سمير منصور في غزة ويمكنهم التوصيل للضفة متواجدين بمعرض القاهرة
للتواصل معهم والطلب
httpswww facebook comsamirmansourbookshop
لبنان
التواصل مع الاستاذ مصعب وللتواصل معه 96176371311
السودان
متوفرة بعض رواياتي غي مكتبة بوك وورم Bookworm ارجو التواصل معهم لطلب الجديد من رواياتي
httpswww facebook comBookwormLibrary103606371674119
الامارات
متوفرة معظم رواياتي في مكتبات الجامعة ابوظبي ودبي
السعودية
مكتبة جرير لديهم بعض رواياتي وهم متواجدين في معرض القاهرة فأرجو التواصل معهم عبر موقعهم httpswww jarir com
العراق
مكتبة انجل لايت بالاعظمية وعدة مكتبات اخرى لديهم كل رواياتي الورقية واتمنى منكم الانتظار حتى معرض بغداد الدولي القريب للحصول عليها
httpswww facebook comtheangellightbooks
المغرب
توجد بعض رواياتي لدى فرع ابداع في المغرب واتمنى منكم الانتظار حتى معرض المغرب الدولي لوصول الباقي ان شاء الله
الجزائر
اتمنى منكم الانتظار حتى معرض الجزائر الدولي نهاية شهر مارس ان شاء الله
اوربا
مكتبة السنمار في مدريد اسبانيا ويوصلون لكل انحاء اوربا
لديهم كثير
من رواياتي فارجو التواصل معهم لطلب المزيد وهم لديهم تعامل مباشر مع دار ابداع
httpswww facebook comAlSnmarbookstore
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة... صراعالسلطةوالكبرياء.. .. 
الفصل التاسع.... 
إهداء الفصل لصديقتي الجميلة نادية أدمن نودي يوسف وسما محمود..
طوال يوم عملها المرهق لم يشغلها سوى معاملةآسر الراقية لوهلة تساءلت هل يوجد رجل شهم كما ظنت بأن لا يوجد سوى أبيها غيمت عينيها بالدموع حينما رأت شبحا من أشباح الماضي التعيس كاد بأن يخيم عليها فزفرت الهواء العالق برئتيها على مهل حتى لا تفقد السيطرة على أعصابها المتوترة ومن ثم حملت تسنيم الحاسوب لتتجه لمكتب آسر المجاور لها طرقت بابه وولجت حينما استمعت لآذن الدخول فوجد أحد السكرتارية بالداخل فأغلقت الحاسوب الصغير ثم ضمته لصدرها ووقفت تتابع حديثهما بصمت وترقب فما كان من آسر الا أن قال بضيق 
مهو بالنظام ده مفيش حاجة هتمشي صح وأنا حاليا الفترة الجاية مضطر انزل البلد أكتر من مرة بالأسبوع لو رجعت لقيت الأمور بالشكل ده مش عارف هقدر أسيطر على كل ده ولا لا.. 
ومشط
الغرفة بعينيه حتى وقعت على من تقف على قرب منه لتكن هدايته بطريقه الضال فقال بعد تفكير 
لقيتها.
ثم أشار لها بأن تقترب ليسألها بجدية 
تسنيم أنتي بتنزلي البلد كل أسبوع صح 
باستحياء لسماع اسمها منه للمرة التي تناست عددها أجابت 
أيوه بنزل كل أخر أسبوع وبرجع على السبت أو الأحد حسب الجامعة. 
ابتسم
وهو يشير بيديه لمن يقف جواره 
اتحلت يا مصطفى تسنيم هتبقى حلقة التواصل بينا كل أخر الأسبوع تظبط الملفات والحسابات وتبعتهم معاها وأنا هوقعهم وأبعتهم. 
ابتسم السكرتير ثم قال باستحسان 
حلو أوي الكلام ده وبكده مش هيكون في شغل واقف لرجوعك. 
وحمل الملفات ثم اتجه للخروج فانتبه آسر لنظراتها المرتبكة تجاهه فرفع يديه إليها مما زادها توترا فوزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة إلى أن استوعب اشارته للاب الذي تحمله فبللت شفتيها بلعابها وهي تضعه بين يديه بارتباك فتح آسر الحاسوب وهو يشمله بنظرة متفحصة فهز رأسه وهو يردد بصوت منخفض ولكنه مسموع 
براڤو.. فهمتي الشغل كله بسرعة أهو. 
ردت في تلعثم 
بحاول..
أغلق الحاسوب وهو يجيبها بابتسامة مرحة 
لو المحاولات هتجيب نتائج مبهرة كده استمري. 
ثم رفع عينيه تجاهها ليشير لها بهدوء حازم 
اقعدي يا تسنيم.. عايزك.. 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتطلع للمقعد من أمامه جلست وهي تترقب ما سيقول بعدما التهى بهاتف المكتب لتستمع لصوته الرجولي يكسر قاعة الصمت وهو يتحدث للهاتف 
هات عصير وقهوة يا ابني. 
وأغلق الهاتف ثم سلط نظراته عليها ليبدأ بالحديث المختار بعناية 
أنا إختارتلك أنتي توصليلي الملفات عشان تكون فرصة ليكي إنك تكوني جنب والدك ووالدتك بالبلد وخصوصا إني عارف ظروف مرضه. 
ابتسمت بفرحة لتفكيره بهذا الشطر بالتحديد فأجلت أحبالها قائلة 
شكرا لحضرتك بجد. 
وكأنه لم يستمع لكلماتها من الاساس فكانت حدقتيه شاردة بها إلى أن كرر البوح بما يعتريه من سؤال محير فقال 
أيه اللي بيخليك تتنكري وأنتي نازلة الغيط أنا شايف أن اللي بتعمليه عمل عظيم نازلة بتساعدي والدك اللي ملهوش غيرك! 
رغم احساسها بالحرج للحديث عن تلك النقطة بالتحديد الا
أنها قالت 
حضرتك أكتر واحد عارف يا أستاذآسر أن في ناس عندنا بالبلد قاعدة للكلام عن غيرها وبس وأنا كنت بحاول أرضي والدي أن محدش يتكلم عليا وفي نفس الوقت أرضي نفسي إني مسبهوش بالظروف دي فرضيت باللبس ده لو هيحميني من القيل والقال. 
ابتسم وهو يتمعن بكل حرف نطقته فتحرك لسانه ناطقا 
الناس دي موجودة بكل مكان يا تسنيم مش بس عندنا بس لو فكروا صح هيلاقوا أن شرف ليهم أن النماذج المشرفة دي تكون واحدة منهم. 
تسللت الحمرة لتستحوذ على وجهها الأبيض فنهضت عن المقعد ثم جذبت الحاسوب لتشير له بتوتر 
طيب هروح أنا بقا عشان ألحق أخلص قبل ما أمشي. 
ودعها بابتسامة لم تفارق وجهه يوما حينما يرآها تلك الابتسامة التي تعد ميثاق للقاء مجددا وكأنها تجدد الأمل بعودة اللقاء تاركة شرفة القلب موربة لتدفقها من جديد.. 
إعتاد كل يوم الذهاب لعمله مبكرا ولأول مرة يخالف عاداته فظل حبيس غرفته الغرفة التي كانت تتراقص طربا حينما تخطوها طرح يحيى رأسه على مقدمة المقعد الخشبي وعينيه متعلقة بباب غرفته تارة وبفراشه تارة أخرى يتذكر تلك الليلة بوضوح وزاد وجعه أضعافا حينما تذكر البشارة السعيدة منذ عامين وجد ذاته غافل على فراشه ووجدها تقترب منه على أطراف أصابعها ومن ثم انحنت لتعبث بخصلات شعره وهي تهمس بحب 
يحيى قووم كل ده نوم يلا في حاجة لازم تعرفها وحالا. 
عبث بعينيه وهو يجيبها بنوم 
بعدين يا ماسة النهاردة يوم اجازتي سبيني أنام براحتي. 
ابتسمت بخبث 
ده مش هيحصل يا حبيبي لأن أنت ملكي في يوم الأجازة ده.. 
رفع جفن عينيه الثقيل وهو يمنحها نظرة عابثةساخرة 
يعني مينفعش أخطف ساعة وأبقى ملكك بعدها! 
هزت رأسها بنفي وهي تجيبه بدلال 
No.
زفر بضيق ثم جلس باستقامة على الفراش وهو يردد باستسلام 
مفهاش نوم أنا عارف تحت أمرك يا حبيبتي.. طلباتك اللي بتكوميها ليوم الجمعة الحيلة. 
ابتسمتماسة ثم نهضت لتشير له بيدها على الغرفة 
لا متقلقش مفيش طلبات كتير في حاجة أنا مخبياها بالأوضة والمفروض انك هتلاقيها وهتفرح بيها. 
كبت غضبه بصعوبة ثم قال 
طيب مينفعش تطلعيها وأنا هتفاجئ وهفرح برضه. 
دفعته بغيظ 
وبعدين بقا يا يحيى الله! 
حدجها بنظرة جافة وهو يتحرك بآلية تامة يبحث بالخزانة ومن ثم الادراج فجلس على الأريكة وهو يشير لها بنوم 
مفيش حاجة هبقى أدور بعدين. 
جذبتهماسة پغضب ثم دفعته ليجلس على مقعد مكتبه الصغير بجانب الغرفة ومن ثم فتحت الدرج العالق من أمامه ليجد علبة مغلفة أخرجها يحيى وهو يتفحصها بدهشة 
أيه ده 
قالت بتعصب 
افتحها وشوف بنفسك. 
أزاح الغطاء الذي يفصله عنه ليجد زوج من الأحذية الصغيرة عبث بحاجبيه وهو يسألها بسخط 
ده أيه! متهزريش وتقوليلي إن ده ليا ده ميدخلش في صابع رجلي الصغير يا روحي! 
نظراتها الجادة المسلطة عليه جعلته يفكر بشكل جادي اتنقلت نظراته لبطنها وقد بدت الأمور تكون أكثر وضوحا لمعت عينيه بفرحة وعدم استيعاب عظيم فتساءل بجدية 
بجد يا ماسة! أنتي آآ... حامل 
أومأت برأسها بابتسامة جعلت وجهها منيرا كالبدر تعالت ضحكاته وهو يحتضنها بقوة وسعادة سعادة تركت أثر لطيف على وجهه الهائم بتلك الذكرى الصغيرة لتترك له ألم يختلج صدره وزوج حذاء بين يديه وضعه يحيى بالدرج ثم أغلقه وهو يحاول ان يتخطى تذكره لتلك الفرحة التي قلبت لغم لا يقوى حتى تلك اللحظة بتخطيه! 
بالصعيد..
رؤية غروب الشمس بهذا الوقت بات عشقها فإعتادت أن تخطو بباحة منزلها لتأمله عقدتراوية الحجاب جيدا حينما دفعه الهواء برفق فخشيت أن يكشف عن شعرها الطويل المخبئ بعناية من خلفه انتبهت لصوت صهيل الخيل بجوارها فاستدارت باحثة عنه وكأنها تعلم جيدا أين ستجده 
تمعنت بالتطلع لذاك الفارس الذي يعتلي ظهر جواده بثبات وثقة فعلى الرغم من أن كبر السن قد شق الطريق على معالمه الا أنه مازال يحتفظ ببعض الخصال هبط فهد من أعلاه ثم إقترب منها ليقطع حديث الصمت فيما بينهما حينما قال 
واقفة كدليه 
ردت عليه بابتسامة صغيرة 
حسيت اني مخڼوقة فخرجت أتهوى شوية. 
خلع جلبابه الخارجي والعمة التي تقيده ومن ثم قدمهم للخادم الذي يقف لجواره فأشار بيديه لتتبعه تمشوا سويا وسط الزرع الأخضر الذي يحيط بالمنزل من جميع الإتجاهات وكأنهم عشاق مراهقين فما أن وصلوا لأريكة صغيرة موضوعة بأحد الزوايا حتى جلست راوية تاركة الصمت يضع معالمه إلى أن قطعته حينما قالت بشرود 
تفتكر يا فهد لو أنا مكننش عملت كده باليوم ده كان أيه اللي هيحصل 
منحها نظرة مشتتة لعدم تمكنه من فهم ما تقصده فقالت بإيضاح 
كنت هتكمل في جوازتك 
تبدلت قسمات وجهه للحدة ثم قال 
وأيه لزمتها السيرة دي يا بنت الناس ما خلاص اللي فات اتدفن! 
ابتسمت وهي ترد عليه 
اللي فات مش بيتنسى يا فهد بنفتكره وبيبقى ذكرى وأنا بقا مش قادرة أنسى اليوم ده أبدا لأن بسببه الكل محملني ذنب العداوة اللي بينك وبين المغازية. 
وبحزن أضافت 
بس أنا ميهمنيش حد. تعادي الدنيا كلها على أني أشوفك مع واحدة غيري إنشالله يبقى بينك وبين الناس كلها طار. 
ضحك حتى برزت أسنانه ثم قال 
وده اللي
حوصل عشان تتأكدي إن أهم حاجة عندي أنتي وبس يا راوية.. 
وأمسك يدها فالتفتت يسارا ويمينا وهي تهمس بخجل 
فهد إحنا تحت بطل حركاتك دي.. 
قرب وجهه منها وهو يهمس بخبث 
لما تبطلي أنتي كمان حلاوتك الزايدة دي ابقى أفكر بالموضوع. 
ابتسمت بفرحة واستسلمت ليديه التي تحتضن يدها لا تعلم ما الذي دفعها بفتح أبواب الماضي بذاك الوقت بالتحديد علها تشعر بأن ابنتها هي من ستدفع الثمن باهظا لما فعلته والدتها منذ٢٥
عاما.
وأخيرا انتهت ساعات دوامها فنهضت ترتب حقيبتها الصغيرة لتغادر قبل أن يغلق باب السكن من جديد وضعت تسنيم ما يخصها بداخل الحقيبة الجلدية الصغيرة
فانتبهت لهاتفها الصغير يعود للرنين مرة أخرى رفعته لتعبث بأزراره القديم ثم رفعته على أذنيها قائلة بفتور 
أيوه يا ماما بابا كويس ولا في أيه 
أتاها صوتها يطمنها على والدها ثم تابعت برغبتها بالإتصال بها لتخبرها بأن خالها وزوجته وأولاده أتوا اليوم بزيارة للبلد ومثلما اعتادوا سيكونوا باستقبالهم أسبوعا كاملا فقدت تسنيم النطق للحظات وهي تحاول باستيعاب ما استمعت إليه فخذلتها قدميها عن حملها فأستقر جلوسها على المقعد القابع خلفها شعرت بذات اللحظة بأن سوط الماضي يجلدها بقوة كل ذكرى ربطتها بهذا الدنيء جلدتها بقوة لتجعل جلدها ملتهب وكأنها تلقت الضړبة فعليا أغلقت الهاتف بأصابع مرتعشة وصدرها يعلو ويهبط بانفعال مجرد تذكر ذاك الشطر الخفي تعيقها الآلآم.. 
انهى عمله هو الأخر فخرج ليهبط لسيارته كاد باجتياز الطرقة المطولة أمام مكتبه ولكنه توقف حينما لمحها بالخارج تجلس على مكتبها شاردة للغاية إقترب منها آسر رافعا حاجبيه بدهشة 
أنت لسه هنا! 
لم تنتبه له ولا لما يقول فعاد ليرفع صوته مجددا 
تسنيم!
انتبهت له فنهضت وهي تتساءل بتوتر ملحوظ 
بتقول حاجة يا بشمهندس! 
قال باستغراب 
أنتي مش معايا
خالص في حاجة ولا أيه 
بارتباك قالت 
لا آآ.. أنا كنت بحضر حاجتي ونازلة. 
وحملت الحقيبة ثم توجهت بالمغادرة لتتوقف خطاها حينما ارتفع صوته الرجولي مناديا 
تسنيم.
توقفت عن المضي قدما ثم عادت لتقف أمامه فأشار بعينيه على الهاتف الموضوع على سطح مكتبها التقطته وهي ترسم بسمة مرتبكة لم تنجح بإقناعه بأنها على ما يرام غادرت ومازال شبحها يلتهم عينيه طيفها مازال يلازمه بداخله شيئا يؤكد له بأن لها بقلبه شيئا! 
ابتلع الظلام الضوء بجوفه ليظل ضوئه المرصع هو القائد لتلك الليلة الحاسمة فانسدل بضوئه الأبيض على أمواج البحر المظلم ومن أمامه جلست رؤى تتأمله بأعين قاتمة تعكس ما يدور بداخلها شرودها طال لدقائق ومن ثم امتد لساعة كاملة لم تشعر بها من يراقبها من الأعلى الفتاة التي يشعلها النشاط والحماس منطفئة كالرماد الباقي من جمرات الشعلة الموقدة عادت لتشغل تفكير بدر
من جديد ولكن تلك المرة مما أصابها لم يشعر بقدميه التي سلكت الدرج الجانبي حتى بات قريبا منها يقف لجوارها وبالرغم من ذلك لم تشعر به فاض به الصمت والترقب فجذبها من معصمها لتقف أمامه فانتفضت بفزع وخاصة حينما صړخ بها باندفاع 
أنتي أيه حكايتك بالظبط من ساعة ما رجعتي وأنتي ساكتة مش بتتكلمي فيك أيه 
نظراتها وألف آه مما تحمله بين دمعاتها اللامعة بأعينها البندقية صوتها الذي كان يبغضه تمنى سماعه ليتأكد فقط بأنها على قيد الحياة فحتى الآن مازالت تتطلع له بصمت أخفضت رؤى نظراتها الياكية لتتعلق بذراعيه المتمسكة بمعصمها بقوة انتبه بدر لذاته وابعد يديه عنها ليسألها بحدة 
أيه اللي حصلك خسړتي لسانك ولا اتقطع 
ببسمة تحمل ألم كون بأكمله قالت 
لا خسړت الأهم منه. 
منحها نظرة مهتمة فاردفت پانكسار 
خسړت نفسي. 
وتركته وكادت بالرحيل فجذبها لتقف أمامه مجددا ليخبرها باستهزاء ساخر 
ومتأثرة ليه انك خسرتيها مش دي كانت رغبتك أنك تسلمي نفسك لأول شخص تحبيه! 
كلماته اللازعة عمقت من جرحها حاولت التراجع للخلف الابتعاد عنه وعن ما يفيضه من
ألم تحاول العيش قليلا بدونه ولكنه حاصرها كلما حاولت الرحيل أو الهرب فعاد ليسمعها أبشع ما تتغاضاه 
الغريب انك متأثرة جدا هو مش ده عندكم شيء عادي ولا أنا غلطان 
انهمرت دموعها فرددت بصوت مذبوح 
سيب أيدي. 
رفض تركها وتعمد الضغط على جرحها بأوسع ما امتلكه فقال 
لما أفهم انتي مالك بالظبط شايفك مکسورة وضعيفة ها الانسان اللي كفئتيه بنفسك طلع ما يستاهلش ولا أيه! 
انهمرت الدموع من عينيها فحاولت دفعه بكل ما امتلكته من قوة وهي تصرخ به 
قولتلك سبني. 
ظل متمسك بمعصمها كلما حاولت التحرر ليستكمل حديثه 
قولتلك مهما حاولتي تتشبهي بينا عمرك ما هتكوني واحدة مننا.. 
حدقت به لدقائق قبل أن تخبره بثبات رغم اڼهيار دمعاتها 
مش عايزة أكون واحدة منكم فخور أوي بنفسك وبثقافتكم الشرقية اللي أنا كنت ضحيتها ممكن يكون تفكيري كان غلط لكن لما فوقت فوقت بعد فوات الاوان.. 
الهدف ليحصل على مبتغاه سريعا لذا أنهىأيان اتصاله ليختتمه بقوله الآمر 
النهاردة تنفذي. 
لمعت حدقتيه بشرارة مخيفة وهو ينهي مكالماته الهامة مع تقى ثم خرج لشرفة غرفته يراقب البحر الساكن خلسة وكأنه سيشهد على خطته التي ستستهدف عصب عائلة الدهاشنة وبالفعل شرعت بالتنفيذ فأرسلت رسالة نصية لروجينا تحثها على الهبوط لليخت القريب من الشاطئ لحاجتها للحديث معها سريعا نهضتروجينا عن فراشها وهي تبرطم بضيق 
موضوع أيه ده اللي عايزني فيه وش الفجر ده! 
وبحثت عن حذائها لتلتقطه من أسفل فراشها ثم جذبت حجابها لترتديه بنوم ومن ثم ألقت نظرة متفحصة على السرير المجاور لها لتتأكد من أن رؤى يغلبها النعاس ثم جذبت مئزرها لترتديه على ثيابها هبطت للأسفل حتى وقفت أمام المياه تراقب اليخوت بحيرة حتى اهتدت نظراتها على يخت قريب من الشاطئ يحمل نفس المواصفات التي القتها على مسمعها لم تفكر روجينا كثيرا وصعدت على متنه ثم بدأت برحلة البحث عنها.. 
أما بالاسفل وقفت تقى جوار كريم لتشير له بابتسامة خبيثة 
قولتلك هقدر اقنعها انها تديك فرصة وأديك شوفت بنفسك أهو. 
أجابها بفرحة 
لسه بحاول استوعب هروح اتكلم معاها وأقنعها تديني فرصة أنا بحبها أوي. 
كاد بأن يغادر فأمسكت تقى يديه ثم قدمت له زجاجة المياه وهي تستطرد بمكر 
هتسمعك اشرب بس كده وافهمني. 
التقط زجاجة المياه وإرتشف منها والأخرى تراقبه بابتسامة مكر بعدما تجرع ما وضعته من أدوية ذكورية لتبدأ بالحديث الماكر 
هو أنا لو مش واثقة انك بتحبها كنت ساعدتك المهم أنت متحاولش تخليها تنزل من اليخت من غير ما تقولها كل اللي عندك فاهم. 
أشار لها بتأكيد ثم أسرع لليخت ليشغل محركه ويتجه به لقاع البحر حتى يضمن محاصرتها لتستمع لما يود قوله.. 
بحثت روجينا عنها بالأسفل ففزعت حينما شعرت بحركة اليخت فأسرعت للأعلى وهي تنادي پغضب 
تقى انتي فين الله! 
تراجعت للخلف پخوف شديد حينما رأته يقف أمامها يقود اليخت لمسافة بعيدة عن الشاطئ 
كريم أنت بتعمل أيه هنا! 
أوقف اليخت بمنتصف المياه ثم اقترب منها وهو يردد بهدوء مخادع 
دي الطريقة الوحيدة اللي هتسمعيني بيها يا روجينا أرجوكي ادينا فرصة نتكلم ونسمع بعض صدقيني أنا بحبك أوي. 
ارتعش جسدها خوفا مما يهاجمها بتلك اللحظة بالتحديد ومع ذلك بدت قوية متماسكة وهي تردد بحزم 
مفيش بينا اللي أسمعه ياكريم من فضلك ارجع بينا الشط حالا أنا أكيد ركبت اليخت الغلط لو سمحت رجعني. 
مسك يدها وهو يترجاها 
روجينا اسمعيني أنا استحق فرصة مستعد أسافر الصعيد لابوكي واطلبك منه بس أنتي توافقي. 
جذبت يدها زهي تصرخ به 
وأنا مبحبكش ومخطوبة لابن عمي
وفرحي أخر الشهر أنت مچنون ولا أيه! 
لو مش هتبقي ليا مش هتبقي لغيري. 
رددت پخوف 
يعني أيه! 
كفايا بقا حرام عليك. 
الحقووني حد يلحقني. 
لم يستمع لصياحها أحدا ورغم تأكدها من ذلك الا أنها لم تستسلم وحاولت أكثر من مرة عل أحدا يستجيب لها استغل انشغالها بالصياح وانقض عليها ليقيد حركتها ومن ثم دفعها أرضا ليهاجمها من جديد بكت روجينا وحاولت بكافة السبل الدفاع عن نفسها ولكنه كان يفوقها بقوته الجسمانية فحاولت خدش وجهه بأظافرها وصړخت ألما حينما هوى بصڤعات متتالية على وجهها جعلت رأسها يدور وأخر ما رأته أمامها هذا الشاب الذي رأته امس يحيل بينها وبين هذا الوغد رأته يكيل له اللكمات القاټلة فحاولت النهوض بالاستناد على حافة اليخت فخانتها يدها لتستقر بأحضان المياه الباردة تواجه المۏت وتحاربه بكل ما امتلكته من رغبة بالنجاة! 
كاد عقله بالتوقف عن التفكير في أمرها مازال يرفض سفرها الغير مبرر دون أن تعلمه بذلك خرج أحمد لشرفته يستمتع بالهواء النقي بعد آذان الفجر فتسلل لمسمعه صوت عذب يرتل القرآن الكريم ببراعة أنصت إليه واتبع مصدره فوجد حور تجلس بشرفة غرفتها المجاورة لشرفته ترتدي اسدالها الأسود وبين يدها المصحف الشريف تقرأه بصوت مسموع لا يعلم لما أختار التخبئ ومراقبتها ليجدها بعد أن انتهت من واردها تحمل الكتب لتذاكر لاختباراتها استوقفته تلك الفتاة بخصالها الطيبة تمنى بتلك اللحظة لو كانت هي من ستصبح زوجته لطالما كان
الصديق الوفي لروجينا ولكن الآن بات الامر مختلف فأصبح لا يعلم ما الذي تريده حتى الصداقة بينهما لم تصبح كسابق عهدها. 
انتبه أحمد من غفلته ليجدها تقف أمامه لا يفصلهما سوى السور الفاصل بين الشقتين وتسأله بدهشة 
أحمد أيه اللي مصحيك دلوقتي! 
بلل شفتيه بلعابه وهو يحاول التحكم بانفعالاته فقال 
نفس سؤالي أيه اللي مقعدك بالجو ده! 
ردت عليه بابتسامة أشرقت وجهها 
عندي إمتحان وبذاكر وأنت 
عبث بخصلات شعره الطويل بحيرة مما سيجيبها فقال بوجوم عابث 
مفيش حسيت نفسي مخڼوق فقولت أطلع أشم هوا. 
بلهفة واضحة تساءلت 
مخڼوق من أيه 
راق له لهفتها وتعجب لذلك ولكنه تماسك بقوله المتزن 
مش عارف يمكن لأن أخوك عملها وسابني وسافر. 
ضحكت وهي تجيبه ساخرة 
أنت فيها ما تسافرله وأهو بالمرة تكون جنب روجينا وتقضوا وقت لطيف. 
اكفهرت معالمه حينما ذكرتها فقال بضيق 
وهي كانت مهتمية بأمري عشان أسافرلها دي حتى مهتمتش تعرفني بسفرها وأتفاجئت بيه من برة.. 
شعرت بضيقه الشديد فقالت بابتسامة هادئة 
لا والله أكيد كانت فاكرة تقولك بس تلاقيها نست ما أنت عارفها عندها زهايمر. 
قال بجفاء 
ممكن.
ثم أشار لها كمحاولة للتهرب من الحديث عما يضايقه 
أنا هدخل أريح شوية قبل ما أنزل المصنع وأنتي ادخلي ذكري جوه الجو برد. 
ابتسمت وهي تشير له بالنفي 
لا موعدكش لو دخلت جوه على السرير هنام هنا الهوا هيفوقني وهيخليني أركز أكتر. 
بابتسامة ساحرة قال 
ربنا يعينك. 
وتركها وولج للداخل فبقيت محلها عينيها ساهمة بباب شرفته ليت هذا الحب الأعمى يبصر بداخل قلوبهما ليريهم كم خفق القلب خلسة للاخر!
عادت حور لمقعدها لتحاول بائسة التركيز بمذكراتها مجددا فمرت الدقائق وهي تدون ملاحظاتها وفجأة وجدت ذاتها تدون بالقلم إسمه على احدى الصفح البيضاء ومن جواره تضع اسمها مجرد رؤيتها لأسمائهما جوار بعضهما البعض نبت بداخلها ارتباك عظيم وكأنه يقف لجوارها ويتأمل ما تفعله وازدداد الامر سوءا حينما انطلق صوته يغرد 
حور.
رفعت رأسها مقابل شرفته فما أن رأته حتى سقطت الكتب والأقلام أرضا من فرط ارتباكها فضحك وهو يردف 
أيه يا بنتي شوفتي شبح
ده أنا إنسان عادي! 
بصعوبة رسمت ابتسامة وهي تجيبه بتخبط 
لا أنا بس كنت مركزة بالمذاكرة ومخدتش بالي انك واقف! 
أومأ برأسه ثم رفع الصينية التي يحملها ليناولها لها التقطتها منه بتلقائية دون ان تعي ما تحمله فتساءلت بذهول 
ده أيه 
حك طرف انفه بتوتر ثم قال بثبات جاهد التحلي به 
كنت بعمل لنفسي فطار خفيف كده وكوبية قهوة فقولت أعملك معايا. 
ابتسمت وهي تردد على استحياء 
الف شكر يا أحمد أنا فعلا كنت جعانه ومكسلة أقوم أعمل حاجة. 
رد عليها مازحا 
حاولي تشبعي من الرومي واللنشون بقا لاني مبعرفش أعمل غيرهم.. 
وأشار بيديه بمرح 
ومتخديش عليها ها تشيدي حيلك كده قوام قوام عشان لما تخلصي امتحانات تعمليلنا رز معمر وشوية ورق عنب من اللي بتعمليهم دول. 
بسعادة كبيرة أجابته 
بس كده عيوني أمتحن بس وهظبطكم. 
ابتسم وهو يضيف بجدية 
ربنا يوفقك.. 
ثم تراجع للخلف ليشير لها على باب الشرفة 
طب هسيبك بقا عشان تركزي. 
هزت رأسها بإيماءة خفيفة ثم عادت لتجلس على المقعد وهي تحتضن الصينية بفرحة تكسو قلبها قبل شفتيها! 
أنا مش منبه عليكي ياماسة تخفي من السفر الكتير عشان اللي في بطنك انتي بتستغلي اني مسافر برة مصر ومش واقفلك بالمرصاد يعني ولا أيه! 
يا يحيى افهمني لازم اسافر القاهرة عشان الامتحانات قربت ولازم أنقل شوية محاضرات فايتني.. 
قولتلك الف مرة متكلمنيش وانتي بتسوقي لما توصلي كلميني.. 
مهو انا مش بلحق اكلمك من يوم ما سافرت وانت مش بتفضلي أصلا معرفش ليه عمي فهد بعتك وأنا على وش ولادة المفروض كان يبعت عبد الرحمن زي ما بيعمل. 
والدته تعبانه المرادي مش هيقدر يسيبها يلا اقفلي نتكلم بعدين. 
ترنح لمسمعه صوت شهقاتها ومن ثم صوت صړاخها وهي تصيح پألم 
يحيى..
تمزق قلبه حينما سمع من بعدها صوت حطام السيارة ليفقد من بعدها الاتصال
نهائيا..
افاق من نومه وهو يردد بفزع 
ماسة!
مرر يديه على عرقه النابض على جبينه ومن ثم جذب كوب المياه الموضوع على الكومود من جواره ليبلل ريقه الجاف الحلم بذاك الحاډث المؤلم اصبح يلاحقه كاللعڼة فلا يكفيه ما عاناه بتلك الفترة التي فقد بها ابنه وزوجته لا بل تعانده الذكريات لتعهده بتذكره كلما عصف به الألم! 
حركت رأسها الثقيل بصعوبة لليسار تارة ولليمين تارة أخرى أخر ما تذكرته المياه الباردة التي ابتلعت جسدها وضعت روجينا يدها على جبينها تتحسس الصداع المؤلم الذي يهاجمها فجاهدت ذاتها بفتح عينيها لتستقر بجلستها انتفضت حينما وجدت ذاتها على فراش بغرفة وبدون حجابها حتى ملابسها لم تكن ذاتها التي ارتدتها بالامس الافكار التي رسمتها بمخيلاتها بتلك اللحظة كانت كفيلة بجعلها تفعل ما فعلته حينما جذبت السکين الموضوع على طبق الفاكهة القريب من الطاولة ثم فتحت باب
الغرفة وخرجت تبحث عن هذا الحقېر الذي نبت
اهدي.
ومن ثم عاد نفس الصوت ليهمس 
سيبي السکينة وانا هبعد. 
هزت رأسها باستسلام فأبعدت السکين عن يدها ليحررها ابتعدت عنه ثم
استدارت لتجد أمامها نفس الشاب الذي رأته ينقذها على متن اليخت رأته يقف أمامها لم يكن بأوسع مخيلاتها بإنه نفسه أيان المغازي! 
............ يتبع............. 
الدهاشنة٢... صراعالسلطةوالكبرياء.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
بنات أنا محتاجة دعمكم علقوا برأيكم على الفصل وياريت نتحمس كده وننزل ريفيوهات على الفصول زي الأول أنا فعلا محتاجاكم محتاجة اني ارجع لمود الكتابة ولشعفي زي الأول بتمنى تساعدوني... بحبكم في الله .. 
Ayamohamed..
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة... صراعالسلطةوالكبرياء.... 
الفصل العاشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة تقى حسام .. 
أبعدها أيان عنه تدريجيا فأصبحت مقابله تستكشف بعينيها المكان ومن ثم حررت عقدة لسانها بصعوبة لتتساءل پخوف 
أنا فين وأنت مين! 
منحها نظرة صامتة طالت بتأملها ومن ثم قال بصوت أخشونت نبرته 
أنا اللي أنقذتك من الساڤل اللي كان بيتهاجم عليكي في عرض البحر. 
رفعت يدها على جبهتها تقاوم صداع الرأس الذي كاد بأن ېقتلها وهي تهمس پألم 
أنا أخر حاجة كنت فكراها وأنا بقع بالمية وآآ.. 
بدت مشوشة كثيرا فقطع توترها حينما استكمل قائلا 
أنا اللي أنقذتك من المۏت ورجعتك على الاوتيل. 
سحبت نظراتها عنه ثم سلطتها على الملابس التي ترتديها ليتملكها الشك فقال أيان بهدوء مخادع 
متقلقيش طلبت بنت من الروم سيرفس وهي اللي غيرتلك هدومك. 
ابتسامة تسللت لشفتيها وهي تردد بصوت خاڤت اتبعه دمعات لا تتوقف 
الحمد لله... 
ومن ثم اتجهت نظراتها إليه لتردد بإمتنان كبير 
مش عارفة أشكرك ازاي على اللي عملته معايا. 
تعمق بالتطلع إليها قبل أن يخبرها بثبات 
مفيش داعي أنك تشكريني بس أبقي خلي بالك بعد كده من الإنسان ده. 
بدموع تدفقت على وجنتها قالت 
أنا كنت راحة أقابل صديقة ليا والظاهر أتلخبطت باليخت بس الحمد لله ربنا بعتك ليا بالوقت المناسب. 
أخفى ابتسامة الشړ النابعة على وجهه ومن ثم أخرج كارت صغير من جيب بنطاله الرمادي ليقدمه لها حملته وهي تقرأ إسمه ببهجة عارمة تهاجمها ثم تطلعت له بعدم فهم فقال 
ده رقمي لو حبيتي تقدمي بلاغ ضد الكلب ده مستعد أساعدك بشهادتي. 
أجابتها بارتباك 
لا بلاغ لا انت متعرفش لو أهلي عرفوا اللي حصل ممكن يعملوا أيه فيه! 
سألها بثبات مخادع 
وده المطلوب ولا أنتي عايزاه ينفد بعملته 
هزت رأسها نافية ثم قالت بتوضيح 
مش بالظبط بس بابا ممكن يمنعني إني أنزل القاهرة تاني وأنا مش عايزة ده يحصل. 
وجحظت عينيها پصدمة وهي تردد 
يا خبر أنا فضلت هنا طول الليل زمان ابن عمي قالب الدنيا عليا. 
وأسرعت تجاه باب الغرفة ثم عادت خطوتين للخلف حينما تذكرت بقائها بدون الحجاب احمر وجهها خجلا من وقوفها أمامه طوال تلك المدة بدون حجابها بحثت بالغرفة بعينيها عما يمكن استبداله بالحجاب فوجدت مفرش خفيف موضوع على حافة المقعد القريب منها فجذبته ومن ثم عقدته حول شعرها الطويل ومن ثم ودعته بنظرة ممتنة قبل أن تغادر الغرفة سريعا تبدلت ابتسامته الصغيرة لملامح متصلبة ليهمس بصوت يحف بالشړ 
واتسعت ابتسامته الماكرة وكأنها تتشكل بعهد الاڼتقام القاټل! 
خرج يحيى من غرفته سريعا يبحث عنها بلهفة سكنت نظراته وأحاطتها الراحة حينما رأها تجلس بالخارج وتشاهد البرنامج الكرتوني المفضل لها على التلفاز استند بجسده على الحائط وهو يتابعها بحزن انتبهت ماسة لوجوده لجوارها فانتفضت بجلستها پذعر ثم كادت بالنهوض لتترك الأريكة أسرع يحيى تجاهها ثم ركع على ركبتيه ليخرج صوته المخټنق 
ماسة عشان خاطري سامحيني أنا مقصدتش مش عايز منك غير فرصة واحدة بس أصلح بيها اللي عملته. 
بدت غير مستوعبة لما يقوله فاستجمع شتاته ليبدأ بالحديث العقلاني عما يوجهه لها فقال 
طب أيه رأيك منزلش الشغل النهاردة وننزل الملاهي مع بعض زي ما اتعودنا! 
ضحكت عينيها حتى وإن كانت تحارب خۏفها فتمسك بالأمل ليعود بإستكمال حديثه 
وهجبلك كل اللعب اللي عايزاها. 
خرج صوتها المرتعش پخوف 
ولو جيت معاك مش هتعمل كده تاني! 
تمزق قلبه فكادت دمعاته بأن تنفلت ليجيبها پألم غزى صوته المحطم 
لا يا روحي مش هعمل كده أبدا أوعدك. 
وفتح يديه لها ليشير لها بالإقتراب وقلبه يخفق خوفا من أن تبتعد عنه من جديد لحظات انتظرها بقلب يعلو نبضاته بتخوف وإرتباك فأخفضت قدميها عن الأريكة ومن ثم تمايلت بجسدها الهزيل لتضع يدها بعد محاولات مترددة بين يديه عادت الحياة باسمة إليه من جديد فاحتضنها بقوة وهو يردد بفرحة تختلجها الدموع 
حبيبتي! ... والله ما هعمل أي حاجة تضايقك تاني.. 
ابتسمت بطفولية ومن ثم رفعت يدها لتشدد من احتضانه فعاد الهواء لينعش رئتيه من جديد فابتعدت عنه وهي تردد بابتسامة واسعة 
هخلي إلهام تلبسني الفستان الجديد وتكوي شعري. 
أومأ برأسه ثم نهض عن الأرض ليشير لها بابتسامة تنبع بعشقها 
وأنا هلبس عشان ننزل بسرعة. 
تعلقت عينيه بها وهي تهرول بعيدا عنه والفرحة تغزو عينيه الدمعتين بعد أن فقد الأمل بعودتها إليه مجددا ها قد منحه القدر فرصة لا تعوض! 
وقفت على بعد
من غرفتها تراقب غرفة ابن عمها المجاورة لغرفتها ومن ثم هرولت لتطرق على باب الغرفة طرقات متتالية فما أن فتحت رؤى الباب حتى هرولت روجينا للداخل لتغلق الباب من خلفها قبل أن يلمحها بدر خلعتروجينا الحجاب ثم جلست على الفراش تلتقط أنفاسها التي كادت بالتوقف من خۏفها الشديد فأسرعت رؤى اليها لتتساءل في لهفة وقلق 
انتي كنتي فين من امبارح يا روجينا أنا دورت عليكي في كل مكان وكنت ھموت من القلق عليكي حتى موبيلك سايباه هنا واټرعبت أقول لبدر حاجة. 
التقطت انفاسها بصوت مسموع وهي تخبرها 
الحمدلله انك مقولتهولش حاجة. 
تجاهلت ما قالته ثم سألتها باهتمام 
إنتي روحتي فين! 
بحزن شديد قالت 
أنا ربنا نجدني يا رؤى.. 
كلماتها المبهمة جعلتها تعود بسؤالها بعدم استيعاب 
أيه اللي حصل! 
تملكتها الدموع وهي تقص لها 
كريم زميلي اللي كلمتك عنه قبل كده اټهجم عليا امبارح ولولا شاب ربنا بعته ليا أنقذني من تحت أيده كان زماني وقعت في کاړثة مفيش مخرج منها. 
برقت بعينيها وهي تتساءل في هلع 
وأنتي كويسة! 
علمت ما تقصده بتلميحاتها فقالت 
ملحقش يعمل حاجة الشاب ده أنقذني مرتين مرة من الحقېر اللي اسمه كريم ده والمرة التانية لما وقعت في المياة. 
وبهيام أضافت 
أنا معرفتش أشكره كويس على اللي عمله معايا كل اللي فكرت فيه اني أرجع بسرعة قبل ما بدر يأخد باله إني مش موجودة أنتي عارفة لو عرف حاجة زي كده ممكن يعمل أيه! 
احتضنتها رؤى بجسد مرتجف وهي تردد بارتباك عصف بها 
مش مهم كل ده المهم انك بخير الحمد لله ربنا بيحبك عشان كده بعتلك اللي ينجدك. 
ومن ثم ابعدتها عنها لتحاوط وجنتها بأصبعيها وهي تستكمل بدمعات غزت وجهها الأبيض 
أنتي متعرفيش أد أيه الاحساس ده صعب إنك تعيشه أصعب من المۏت بمراحل وميعرفهوش غير اللي عاشه وإختبره. 
منحتها روجينا نظرة شك أنهتها بسؤالها
الصريح
أنتي فيك أيه يا رؤى من يوم ما رجعتي مصر وأنتي مش طبيعية حتى طريقتك وكلامك! 
ابتعدت عنها ومن ثم جلست على الفراش لتبكي بصمت مما أكد للأخرى صدق حدسها فاتبعتها لتجلس جوارها ومن ثم قالت پخوف 
في أيه! 
خرجت عن صمتها أخيرا لتبوح عما يضيق بصدرها 
أنا اتعرضت لنفس اللي انتي واجهتيه يا روجينا بس الفرق بينا إنك لقيتي اللي يساعدك لكن أنا لأ. 
جحظت عينيها في صدمة فلطمت وجهها وهي
تهمس بعدم استيعاب 
يا نهار أسود أيه اللي بتقوليه ده ازاي وأمته وفين! 
ردت عليها بدموع تدفقت لتفيق الآلآم بداخلها 
كنت بحاول أنسى الإنسان اللي حبيته ففقدت نفسي.. 
ورفعت وجهها مقابلها وهي توضح لها پانكسار 
عيشتي في أمريكا أثرت عليا وڠصب عني اندمجت بعادتهم وبقيت زيهم لدرجة إني بقيت متقبلةمع الشخص اللي بحبه مش شرط يكون بعقد جواز.. 
وتطلعت لها وهي تسترسل بحرج 
ولما حبيت وجيت أعمل كده الإنسان اللي حبيته رفضني ورفض تفكيري ده حسيت وقتها إنه بنى آدم متخلف وراجعي..
أجابتها بسخط 
متخلف وراجعي! .. ده راجل بجد وحبك بجد وأكيد كان هيصونك! 
أغلقت عينيها بإلم وكأنها تحارب تلك الغصة المؤلمة التي هاجمتها لتو ومن ثم استطردت لتفيض بما يعيقها 
لما رجعت كنت عايزة أنتقم من اللي عمله بس مكنتش أعرف إني بنتقم من نفسي إحساس انعدام الثقة برفضه ليا خلاني زي المچنونة اللي عايزة تسلم نفسها لأي حد لمجرد إنها تأكد لنفسها إنها جميلة ومرغوب فيها! 
صعقټ مما استمعت اليه ومع ذلك تماسكت وهي تسألها بإهتمام 
وبعدين
التقطت نفس عميق قبل أن تجيبها 
قابلت شاب من مصر وبيدرس معانا بنفس الجامعة كان معجب بيا وأنا حسيتها فرصة أحاول بيها أنسى اللي حبيته وخروجة في التانية طلب مني أروحله حفلة عيد ميلاده وفعلا روحت وكان هناك عدد بسيط من أصدقائه ونصهم كانوا من نيويورك قدملي مشروب ولما شربته حسيت بجسمي بيتخدر ومحستش بأي حاجة بعدها غير وهو بياخدني أوضته اللي كان فيها اتنين من أصحابه وأنا مصدومه ومش قادرة حتى اني أصرخ والغريبة بقا انه مش شايف نفسه عمل حاجة لأنه متأكد إن الشرف عند الامريكان مش شيء مهم زي مانا كنت فاهمه حسيت ان ربنا بيعاقبني على طريقة تفكيري وعلى خسارتي الكبيرة للشخص اللي حبيته أنا من اللحظة دي يا روجينا فقدت نفسي وحياتي بقت بتضيق عليا إحساس الإنكسار بشع وأنا انكسرت أكتر من مرة وفوقت بس متأخر. 
خيم الحزن على وجه روجينا فكلماتها غزت قلبها بسهام قاټلة فكيف للمرأة أن لا تشعر پألم إمرأة مثلها احتضنتها وهي تردد بصوت باكي 
وخبيتي عليا كل ده يارؤى أنا كان قلبي حاسس إن أنتي فيك حاجة مش مظبوطة ودلوقتي اتاكدت.. 
شددت الأخرى من احتضنها لتترك العنان لشهقات دمعاتها المكبوتة بالإنفلات بكت بصوت مرتفع كاد بأن يذبح روجينا التي حاولت بكافة الطرق تهدئتها فأبعدتها عنها وهي تزيح دموعها ثم قالت بحزن 
ليه سكتي عن حقك مرفعتيش قضية عليه ليه وبهدلتي الدنيا 
ابتسمت ساخرة 
مش دي كانت رغبتي من الأول يمكن ربنا عمل كده علشان أحس
باللي كنت ناوية أعمله بنفسي وأعرف قيمة الشخص اللي ضيعته
من إيدي بمنتهى السهولة. 
تطلعت لها مطولا ثم سألتها بتريث 
مين الشخص ده 
ابتلعت ريقها بتوتر وكأنها لا تملك الجرءة الكافية لإجابتها ومع ذلك أصرت روجينا بسؤالها من جديد 
مين يا رؤى 
بدر. 
ذهلت للغاية ورددت پصدمة 
بدر!!... أنتي بتهزري صح 
ردت عليها بضيق 
تفتكري هيجيلي نفس أهزر وأنا بتكلم عن موضوع زي ده! 
قالت مسرعة 
مقصدش يا حبيبتي بس بدر طبعه صعب وأنتي أكيد عارفة ده كويس إزاي قدرتي تقوليله كده! 
عبست بنظراتها الحزينة وهي تجيبها 
معرفش قولتلك كنت متأثرة بعادتهم وأنا لا شكلهم ولا زيهم. 
استوقفتها ذاتها للحظات وكأنها تخطو على نفس منهجها حينما كانت تلحق خطى صديقة السوء تقى تذكرت كم إنخلع قلبها حينما ازاح هذا الحقېر حجابها الذي حاولت الاخرى اقناعها بالتخلي عنه فحينما غاب عنها شعرت ربما لأنها لا تشبههم لا تعلم لما عاد حديثحور
ليلمع بعقلها بتلك اللحظة عن صاحبة السوء ومن ثم تم الغزو على عقلها بتذكرها لذاك الشاب الوسيم الذي سلب مفتاح قلبها المغلق ليعلقه بين يديه ليعيد من أمامها ملامح وجهه الرجولي الذي احتفظت بها لنفسها وخاصة إسمه الذي بات مميزا لها باللحظة التي قرأته عينيها! 
كان عليه العودة للبلد قبلهما لأمورا هامة متعلقة بأمور مزارع الفواكه التابعة إليهم فأوصى السكرتير الخاص به بإرسال الملفات اللازمة بصحبة تسنيم التي تستعد للسفر بالغد فذهبت للمصنع لتحصل على الأوراق اللازمة لتحضرها بالحقيبة الصغيرة التي وضعها آسر على سطح مكتبه اضطرت للبقاء بمكتبه لفترة طويلة حتى ترتب ما ستحتاج إليه حينما تأتي بالغد وبتلك الحجة بقيت لوقت طويل بداخل مكتبه لا تعلم ما الذي يصيب جسدها كلما لامست غرض يخصه جتى قلمه المعلق من أمامها! 
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت! 
ولجت حور للمصعد ثم كادت
بأن تغلق بابه لتستعد بالصعود لشقة الفتيات فاوقفه أحمد ومن ثم ولج للداخل فرسمت الابتسامة على وجهه وهو يردد بحماس 
حور.. عملتي أيه في الامتحان 
ابتسمت حينما رأته يقف أمامها فتلعثمت بقول 
الحمد لله الامتحان كان سهل وكل اللي ذكرته لقيته. 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها بغرور 
دي بركات الأكل اللي عملته والقهوة اللي خليتك تركزي كده. 
قالت بمرح 
شكله كده وتقديرا للي عملته هطلع أغير هدومي وأعملك أحلى طاجن ورق عنب باللحمة. 
ضحك وهو يشير لها 
كده هصحى اعملك فطار وقهوة كل يوم. 
قالت بمرح 
خلاص أنت عليك الفطار وأنا الغدا. 
فتح باب المصعد بعدما توقف وهو يجيبها 
معنديش مانع مدام هناكل اكلة ترم العضم. 
استدارت تجاهه قبل ان تدس مفتاحها بالباب لتخبره على استحياء 
قولي بس على الغدا اللي تحبه وأنا عيوني ليك يا أحمد والله. 
انخطف قلبه مع تردديها لأسمه بصوتها الرقيق منحها ابتسامة مصطنعة قبل ان يدلف لشقته المقابلة لها فجلس على أقرب مقعد وكل تفكيره مركز بها وبكل ما يخصها حتى صوتها وارتدائها لخمار فضفاض ببساطة لم يترك شاردة وواردة تخصها الا وفكر بها عن دون قصد وكأن قلبه اصبح متصل بها هي على غير عادته! 
بعدما ذهبت لغرفته باحثة عنها علمت من خدمة الغرف بأنه يجلس بالأسفل فبحثت عنه بعينيها حتى اهتدت بمحله لتجده يجلس بطلته الخاطفة للانفاس ويرتشف من كوب العصير الموضوع من أمامه بثبات يفتك بقلبها الضعيف ارتبكت روجينا وأخذت تعدل من حجابها ومن ثم يزداد عقلها تشتت بالتفكير عما ستبدأ بقوله ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه وهو يتابع انعكاس صورتها بالمرآة من أمامه ومازال لا يمنحها اهتماما يجلس باتزان وثقة تجعله مرغوب به يعلم كيف يستغل وسامته وثقته بذاته في الفتك بقلوبهن وكأنه كان على ثقة بأنها من ستتأخذ الخطوة الاولى وجدها تقترب منه حتى أصبحت بمرمى بصره فابتسمت وهي تردد على استحياء 
كنت
بدور عليك. 
وضع أيان كوب العصير من يديه وهو يردد بثبات 
عني انا ليه خير! 
عبثت بأصابع يدها بارتباك وخاصة حينما قال 
قررتي تقدمي بلاغ ولا أيه 
ارتبكت روجينا للغاية وكأنه اكتشف حجتها للقاء به مجددا فقالت بتوتر 
لا بس كنت حابة أشكرك اتاني مرة على اللي عملته معايا.. عن أذنك. 
وكادت بالمغادرة فنهض أيان ليقف أمامها ومن ثم قال وهو يسبل بنظراته بعينيه الرمادية الفتاكة 
طيب الشكر بيبقى بالجفاء ده! 
کسى وجهها لون احمر قاتم فبللت شفتيها بلعابها وهي تتساءل بعدم فهم 
إزاي!
قال بنظرة ماكرة تعمقت بالتتطلع لعينيها 
أقصد انك على الاقل تشربي معايا حاجة. 
تنفست بارتياح لفهم مقصده فأشار بيديه على المقعد المجاور له فجلست وهي تراقبه باهتمام وقلبها يتراقص طربا لقربها منه لا تعلم كيف اعجبت به سريعا هكذا على الرغم من إنها ترتدي دبلة تخص رجلا غيره بقت نظراته الثاقبة مسلطة عليها الى ان قاطع الصمت بينهما بصوته الرجولي الخشن 
تحبي تشربي أيه 
أجابته بعد تفكير 
عصير برتقان.. 
أومأ براسه ثم رفع إصابعيه للنادل الذي اتى
مسرعا ليردد باحترام 
تحت أمرك يا أيان باشا. 
أخبره بمطلبه ليغادر سريعا فقالت روجينا بتخمين 
واضح انها مش اول مرة ليك بالفندق هنا! 
ابتسم وهو يجيبها 
أغلب الصفقات اللي بتممها مع العملاء بتكون هنا شغلي متنقل بين القاهرة وإسكندرية والصعيد. 
بكل اهتمام تساءلت 
ليه بتشتغل أيه 
منحها نظرة مطولة قبل أن يجيبها 
رجل أعمال وتجارتي الاساسية مصانع للأعلاف..
نظراتها كمنت بالأعجاب تجاه هذا الشخص الذي حمل صفات مشتركة من فتى أحلامها وضع النادل العصير من امامها فأشار لها أيان بتناوله فارتشفت منه بضع قطرات ليعم الصمت من جديد ليكسره هو حينما تساءل 
طمنيني ابن عمك زعقلك او قالك حاجة على بياتك بره 
قالت وهي تطلع له
لا الحمد لله معرفش. 
رفع حاجبيه وهو يخبرها بهدوء 
أنا لازم امشي... عن أذنك.. 
نهض ليقف من أمامها ثم قال بصوت جعله متلهف 
طب مش هشوفك تاني انا حتى معرفش اسمك ايه 
خطڤتها السعادة وهي تخبره بابتسامة رقيقة 
روجينا... اسمي روجينا. 
قال بهمس ساحر 
اسمك جميل. 
اخفت ابتسامتها بصعوبة وهي تغادر من أمام نظراته الساهمة فما أن اختفت من امامه حتى عاد وجهه ليتصلب بحدة من جديد... 
ما أن وصل للبلد حتى هرع لجواده الذي اشتاق إليه فمررآسر يديه على جسده الأبيض ليحني رأسه للأرض اشتياق له ابتسم آسر وهو يداعبه ثم قال
أكتر حاجة بتوحشني بالمكان ده أنت يا همام بس ببقى عارف اني مهما ابعد واطول هرجع ألقيك مستنيني.. 
صهل الخيل كتعبير عن حبه الشديد اليه فابتسم آسروهو يخبره بمشاكسة 
أممم شكلي موحشتكش أد ما مهجة وحشتك انت خبيث وماكر بس ماشي هجبهالك. 
وخرج آسر ليجذب المهرة مهجة ومن ثم ربطها جواره فبدى الاخير سعيدا للغاية راقبهما آسر عن بعد وقد هامت به الذكريات وحنت إليها فشعر بأن قلبه يحواطه برودة وجفاء لوحدة رؤياها وكأنه يستأنس باحتضان نظراته لها... زفر وهو يردد بصوت منخفض ساخر 
شكلي أنا كمان مشتاق للقرب زيك! 
ملت بالجلوس أمام البحر لساعات مطولة فصعدت للغرفة حتى ترتاح قليلا كادت رؤى بتخطي الطرقة الفاصلة بين غرفتها وغرفة بدر فتفاجئت ببابها يفتح ومن ثم بذراع قوي يجذبها للداخل لينغلق الباب من خلفها ابتلعت ريقها بصعوبة حينما كمم فمها ليصبح مقابلها يحدجها بنظرة مخيفة ثم أبعد يديه عنها وهو يردد بلهجة حازمة 
مش هتخرجي من هنا غير لما تجاوبيني على كل أسئلتي.. فاهمة. 
............. يتبع.............. 
الدهاشنة.. بقلميملكةالإبداع.... آيةمحمدرفعت........ 
رجاء خاص مني يا جماعة محدش يتابع بصمت اتفاعلوا على الرواية كفايا احباط لان الاحباط
ده افقدني الشغف باني اكتب والله انتوا موجودين وبتعلقوا على بوستاتي وبتوصل للايك اشمعنا الفصول انا بجد فقدت شغفي بالرواية واحنا لسه بالبداية!!.. 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء...... 
الفصل الحاديعشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة بسمة محمود.. بشكرك على ريفيوهاتك الجميلة وبامنى أكون عند حسن ظنك دائما.
صرخاتها احتبست خلف لائحة يديه التي يضغط بها على شفتيها حدقتيها استوعبت من يقف أمامها فهدأت حدتها تدريجيا وجدته يغلق باب غرفته ثم انتصب بوقفته مقابلها ليردد بشرارة اكتسحت معالمه 
مش هتخرجي من هنا غير لما أعرف مالك بالظبط.. فاهمه 
وأزاح يديه عن شفتيها على مهل فالتقطت رؤى أنفاسها الثقيلة بصوت مسموع ودمعاتها استحضرت بتلك اللحظة فأجلت صوتها المتقطع 
وهتفرق في أيه.. 
وتركته وكادت بفتح الباب لتغادر فجذبها لتقف أمامه بعنوة لتنفلت كلماته الحادة من بين اصطكاك أسنانه 
كلامنا مخلصش. 
رفعت عينيها البائسة تجاهه ثم قالت بإنكسار 
خلص من زمان يا بدر وختامه في كلمتين اتنين إن ربنا انتقملك مني فمش هتحتاج إنك ټنتقم من تاني. 
تمزق قلبه من كلماتها التي تحمل ألم استطاع إن يلمسه بصوتها ومع ذاك بدى صلبا لا تهزه ما تقول فقال بتريث 
معرفتش اللي حصلك برضه!.. متهربيش من إجابتي. 
ومنحها نظرة متفحصة قبل ان يضيف ساخرا
أيه لقيتي الشخص اللي يستحقك ومطلعش اد المسؤولية! 
أغلقت عينيها بقوة تحتمل كلماتها التي ذبحت فؤادها قبل أن تنهال منها فتمزقت أوردتها من فرط كبتها للدموع التي قررت البوح له عما يشعل هذا الجسد الضعيف دموعها الصادقة طرقت أبواب قلبه بكل ما تحمله بقوة لتنهزم من أمامه شفتيها المتحجرة تخلت عن بعضها لتخبره بۏجع 
في فرق لما تحب شخص وتبقى عايزه باردتك وفرق تاني لما تكون مجبور وعاجز حتى إنك تصرخ وتستنجد بحد يخلصك من كلاب استباحت لحمك وعرضك حتى بعد ما أخدوا اللي عايزينه أنت برضه عاجز إنك تصرخ وتتكلم عن اللي حصلك لاني بالنهاية كانت دي طريقة تفكيري اللي المفروض بتتماشى مع البلد اللي اتربيت فيها. 
تحررت يديه المتمسكة بها وانفرجت شفتيه پصدمة وهو يتابع ما تقوله بعدم استيعاب رفعت رؤى يديها لتزيح دموعها التي الهبت وجهها الأبيض لتضيف بحزن 
الغريبة إنهم بيفكروا أن الموضوع ده عادي لكن انا بعد اللي حصلي محستش بده... 
وبدأت بشرح ما خاضته قائلة 
حسيت إني انتهيت ومبقاش ليا كيان فقدت نفسي اللي ملقتهاش لحد دلوقتي يا بدر.. 
وسقطت أرضا أسفل قدميه تبكي باڼهيار لتشير بأصبعيها تجاه صدرها وهي تستكمل بصوتها
الموجع
حتى قلبي قټلته الف مرة لما ضيعتك من ايدي... 
وبابتسامة جاهدت لرسمها استرسلت 
بس أنا أستاهل كل ده ده عقاپ ربنا ليا عن الاستهتار اللي كنت فيه عقاپ عن الصح اللي كنت ببقى عرفاه وبحلله بحكم البلد اللي عيشت فيهاعقاپ عن حاجات كتيرة أوي وأولهم اللي عملته مع الإنسان الوحيد اللي حبيته وحبني بدون ما يستنى مني مقابل أو شيء. 
أيوه أنا أستاهل كل ده. 
أيا قلب أين قسۏة قلبك التي رجوته بالتحلي بها! .. إذا ما الذي حدث لك الآن واليوم هو انتصارك العظيم ممن أستباح أوجاعك وسرق النوم من أعينك! ... ما الذي حدث الآن .. لماذا يزداد الألم أكثر من ذي قبل تراجع بدر للخلف خطوة ومن ثم استدار ليخفي تلك الدمعة اللعېنة من مرمي بصرها فكلما
أجبر قدميه عن الابتعاد أستوقفته دمعاتها وصړاخها المتقطع تبا لذاك الحب الذي يستضعفه رغم قوة بنيته استدار بوجهه تجاهها وهو يقاوم رغبته بالابتعاد والرحيل وبين
الاقتراب أسقط عقله بتلك الحړب الدامية وانحنى!.. أجل انحنى لأجلها... انحنى وقد الزمه عقله بضرورة الوقوف ورفع رأسه بكبرياء لم يختاره ذاك العاشق الذي تمرد قلبه بما يخبئه لها من حب الا يكفيها ما نالته من قسۏة العقاپ الأثم! 
توقفت عن البكاء پصدمة حينما شعرت بأصابعه تبعد خصلات شعرها الأصفر عن وجهها فرفعت رأسها المستند على ذراعيها لتجده أمامها يطالعه بنظرات تلمع بدموع الألم الذي رأته بارزا في نظراته عادت أصابعه لتلامس وجههافأبعد الدموع عنه وكأنه يرفض رؤيتها بتلك الحالة التي تصيبه في مقټل رويدا رويدا وزعت نظراتها بين عينيه ويديه التي تمسح دموعها ومن ثم منحته نظرة تحمل سؤال ورجاء خاڤت بأن يضمها لصدره فربما
يترمم الچرح النازف بداخلها تخشى ان تتعلق به فيتركها خائبة الامل ويبعدها عنه مجددا منحها ما هو الأجمل بالموافقة حينما جذبها لداخل حصنه المنيع يحتضنها بداخله فتسللت نبضات قلبه المختبئة خلف صدره إلى أذنيها التي تستند على صدره القاسې فارتعش جسدها من لوعة عشقها له وكأنها احتضنتها الفرحة لتعيق بينها وبين الحزن والألم بسد منيع ما كان سرا يؤلمها الاحتفاظ به بمفردها ها أصبح أحدا يشاركها به ويربت على ظهرها بحنان ليخبرها بأنه لا بأس مر الأمر... يربت عليها ويخبرها بأنها على ما يرام الآن انفطرت دموعها وشهقاتها الخاڤتة فاهتز جسدها من فرط البكاء بين احضانها كأنها تشاركه ما مرت به من أوجاع وهو يستقبل ما تلقيه بصدر رحب وكلما شعر بترنح جسدها شدد من احتضانه ليخرج صوته الرخيم
يارتني كنت جانبك مكنتش هسمح لمخلوق يمس شعرة منك . 
تعلقت بقميصه الأبيض الذي احتفظ بدمعاتها وهي تردد بصوت هامس 
أنا السبب يا بدر.. انا اللي عملت كده في نفسي... آآ.... آنا السبب.. 
وانهت كلماتها ليترنح رأسها الثقيل للخلف ففزع حينما رأها فقدت الوعي لطم وجنتها بهدوء وهو يناديها 
رؤى!
الصمت والسكون تغلب عليها فجعلها
كالچثة التي فارقت الحياة انكمشت ملامحه پذعر فانحنى ليضع يديه من أسفلها ليحملها سريعا لفراشه ومن ثم أسرع للسراحة ليجذب عطره الخاص ومن ثم نثر منه على لائحة يديه ليقربها من انفها وهو يؤمرها بحدة 
فووقي يا رؤى إفتحي عيونك. 
هزت رأسها للجهة الأخرى وكأنها تشعر بالتقزز من رائحة هذا البرفنيوم الذي يساعدها على افاقة وعيها في حين أنها اختارت الهروب من مواجهته وكلما استدار بوجهها للجهة الاخرى اسرع بيديه خلفها حتى فتحت عينيها الثقيلة لتقابل نظراتها المتلهفة للإطمئنان عليها فحاولت الاستناد بلائحة يدها على الفراش لتستقيم بجلستها فكادت بأن يختل توازنها ليساندها بدر حتى جلست بالطريقة التي أرحتها فجذب كأس المياه المسكوب ثم قدمه لها قائلا بثبات عجيب 
اشربي.
تناولته منه ثم ارتشفت بضع قطرات وأعادته اليها فوضعه على الكومود ثم تطلع لها قبل ان يردد پغضب متخفي بصوته الهادئ 
هو مين ... أنا أعرفه 
جزت على شفتيها السفلية بأسنانها حينما تذكرت هذا الأرعن ثم قالت بدموع سبقتها بالحديث
معرفش كل اللي أعرفه إنه اسمه مروان ومن مصر كان بيدرس عندنا هو صديق مارثا صاحبتي وهي اللي عرفتني عليه وكنا بنتقابل كلنا في مكان عام.. 
ومسحت دموعها وهي تسترسل 
هو كان بيحاول يتقرب مني وانا اديته الفرصة بس مكنتش متوقعة إنه يعمل فيا كده.. 
وبكت بحړقة حينما تذكرت هذا اليوم المشؤم فقال بحزن 
ليه عملتي في نفسك كده يا رؤى 
نهضت عن الفراش لتقف مقابله وهي تطلع له پصدمة من سؤاله الذي يفترض به معرفة الاجابة فخرج صوتها متقطع كحالها 
كنت بحاول أنساك ومعرفتش. 
ومسحت دمعاتها وهي تبتسم بإلم 
لو كان في امل بسيط إني أرجع واعتذرلك وأحاول أرجع علاقتنا زي الاول فالأمل ده انتهى بعد اللي حصلي يا بدر.. 
واخفضت عينيها أرضا ثم اسرعت بالخروج من أمامه فأغلقت الباب من خلفها لتعود لغرفتها محطمة القلب وإن كان فؤادها قد داوه حضنه الدافئ.. 
اسندت جسدها العلوي على سور الشرفة ويدها
تعبث بخصلات شعرها القصير بعض الشيء بابتسامة حالمة به حديثه القليل ومظهره الرجولي أفتك بها تلاشت تلك الابتسامة حينما لمحت عينيها الدبلة التي ترتديها بأصبع يدها فاستوقفتها اللحظة لتعاتبها بأنها تعتبر على ذمة رجل أخر أنبت روجينا نفسها ألف مرة على السماح لنفسها بالتفكير لغيره فهمست بصوت مخټنق بالدموع 
أيه اللي أنا بعمله ده واحد وأتقذني من المۏت وشكرته خلاص الموضوع انتهى ليه شاغلة نفسي بالتفكير فيه كل ده. 
وأبعدت تلك الخصلة المتمردة على عينيها پغضب فشعرت بأنها مشتتة وبحاجة لأن تهتدي لضالتها لذا أسرعت لهاتفها فجذبته لتضغط على زر الاتصال الخاص به ورفعته بلهفة لسماع صوته عل قلبها يهتدي على من ينبغي عليها حبه عوضا عن هذا الغريب الذي اقتحم اساورها العالية.. 
انزعج من نومه على صوت هاتفه فقربه إليه ليتسلل الضيق لمعالمه حينما رأى اسمها فتح أحمد الهاتف وهو يجيبها بجفاء 
خير أيه اللي فكرك بيا 
اتاه ردها الحاد 
وأنت اللي بتسأل يعني! 
قال بابتسامة ساخرة 
مش لما أعرف خطيبتي فين أبقى أسأل انتي مش واخدة بالك من تصرفاتك يا روجينا ولا أيه! 
تصرفاتي!! أنا عملت أيه عشان تكلمني باسلوبك ده! 
سحب الغطاء عن جسده ثم نهض ليجلس على المقعد القريب منه وهو يجيبها بتعصب شديد 
انتي مش شايفة نفسك غلط لما تسافري كده من غير ما تعرفيني وأدرى من بدر انك مسافرة اسكندرية! 
قالت باستغراب 
وأخد اذنك ليه ما أنا استأذنت من أخويا ووافق انت عايز تتحكم فيا من دلوقتي يا أحمد.. 
طعنته كلماتها فقال 
لا لسه ممتلكتش الحق اللي يخليني اتحكم فيكي ولكن على الاقل أعرف انتي راحة فين وبتعملي أيه عموما استمتعي برحلتك ونتكلم لما ترجعي يا بنت عمي. 
واغلق الهاتف وهو يحاول ابتلاع كلماتها الحادة يشعر بأنه لم يعد يملك المقدرة على استكمال تلك العلاقة المخادعة ولكنه مجبور على ذلك فكيف سيفعل ذلك بابنة عمه بعد خطوبة دامت لاكثر من ثلاثة أعوام أفاقأحمد من شروده المطول على صوت رنين باب الشقة فنهض ليفتح الباب فتفاجئ بها تقف من أمامه باسدال الصلاة الذي يزيدها جمالا وحشمة أشارت له حور بضيق 
أنت فين يا احمد الاكل برد وانا برن عليك الجرس من الصبح مش بترد! 
أجابها بابتسامة عابثة 
راحت عليا نومة في الوقت الغلط اوعي تكونوا مكملتوش حسابي. 
أجابته سريعا 
لا طبعا أنا شلتلك اكلك. 
وأشارت له على باب الشقة قائلة 
يالا تعالى.. 
اتبعها بعدما أغلق الباب فولج من بعدها ليردد بمرح وهو يتأمل السفرة 
ده الحبايب كلهم هنا أهو.. 
التهم عبد الرحمن قطعة الدجاج من أمامه وهو يجيبه بمزح 
حد يفوت أكلة من إيد حور! 
جاهد لرسم ابتسامة مخادعة ليخفي بها غيرته الغامضة فوزعت انظاره لماسة التي تجلس جوار يحيى يطعمها بيديه ويا للعجب تتناول طعامها بقبول تام له فإقترب أحمد منهما وهو يشير ليحيى بعدم فهم فابتسم وهو يجيبه بكلمات
مبهمة لماشة ولكن تفهمها أحمد ومن حوله 
حور صممت مننزلش الا لما نتغدى بس أحنا هناكل كل الاكل ده وننزل الملاهي زي ما اتفقنا صح يا ماسة 
أجابته بحماس وفرحة 
ومش هنأخدطارق الۏحش معانا صح يا يحيى 
تعالت ضحكات الجميع ليجيبهايحيى وهو يمسح حبات الارز على جانبي شفتيها 
صح يا روح يحيى يلا خلصي أكلك بسرعة
قبل ما ينزل ويشوفنا. 
التهمت قطعة الدجاج بيديه بسرعة وهي تشير له بانصياع فاتسعت ابتسامة أحمد الذي أومأ برأسه ليحيى وهو يخبره 
الحمد لله إنها تخطت المرحلة دي. 
بادله الابتسامة ثم انشغل بها فنادته حور مجددا 
انت لسه واقف يا احمد اقعد. 
جلس على المقعد التي أشارت اليه ثم جذب أحد الأطباق وكاد بأن يضع قطعة من الدجاج وقطعة من المعكرونة فأسرعت اليه حور لتجذب الطبق من أمامه ثم وضعت الطاجن الذي يغطيه السلوفان قائلة بسخرية 
انت نسيت الاتفاق ولا ايه 
حرر السلوفان وهو يردد بعدم تصديق 
أيه ده لحقتي تعملي ورق العنب بالسرعة دي.. 
وضعت تالين السلطة من يدها على الطاولة وهي تجيبه بدلا عنها 
هي راضية تقعد من ساعتها ولا حتى تخليني أساعدها دي من ساعة ما رجعت من الامتحان وهي مطلعتش من المطبخ.. 
قال عبد الرحمن وهو يلوك طعامه بتلذذ 
لا بس بصراحة تسلم ايدها الأكل مالوش حل. 
ابتسمت بفرحة 
الف هنا. 
ثم اتنقلت نظراتها المتلهفة اليه لسماع رأيه هو الأخر فغمس احمد الشوكة في أحدى لفات ورق العنب الشهي وتذوقها ومن ثم رفع وجهه مقابلها ليشير برأسه بابتسامة عذباء سعدت للغاية بما أخبرتها بها عينيه فانتبهت حور لمراقبة تالين لها فشعرت وكأنها ترتكب ذنب أو جرما ما فالهت ذاتها بتناول الطعام ومن ثم أسرعت بلم الاطباق حينما انتهوا جميعا من تناوله فأستأذن يحيى بالإنصراف واصطحب ماسة لسيارته أما عبد الرحمن فجلس جوار أحمد بالصالون بانتظار الشاي الذي وعدتهم تالين بإعداده.. 
بالمطبخ..
تهربت حور من نظرات تالين المحاصرة لها فاشغلت ذاتها بتنظيف الأطباق وتركتها تحضر الشاي وضعت تالين ملعقة من السكر في كل كوب وانتظرت الشاي حتى ينضج فقالت حور بلهفة 
احمد بيحب الشاي يكون فيه معلقتين سكر مش واحدة.. 
تخلت تالين عن صمتها قائلة بشك 
أنتي
مركزة مع كل حاجة بيحبها أحمد بطريقة مش معقولة يا حور! 
تلاشت ابتسامتها وتطلعت لها بارتباك شديد فقالت بتلعثم واضح 
لا بس عملته الشاي مع بدر ويحيى اكتر من مرة فأكيد عارفة كل واحد منهم بيشرب بكام معلقة سكر!
رفعت يدها على كتفيها بحنان ثم قالت بابتسامة هادئة 
يا حبيبتي أنا مقصدش حاجة لاني عارفة إن مستحيل يكون في بينكم حاجة خصوصا إن احمد مرتبط بروجينا من سنين وفرحهم بعد شهرين أنا بس بحذرك عشان تخدي بالك ممكن روجينا تفهم اهتمامك ده غلط وأنتي نيتك صافية ومش بدماغك حاجة. 
شعرت بأن هناك سوط حاد يجلدها بقوة فتماسكت وهي تجيبها ببسمة تتعلق بها بتشبث 
عارفة وأنتي على فكرة بتتكلمي صح. 
الحقي الشاي غلي. 
واغلقت حور النيران ثم حملت البراد وسكبت منه بالأكواب لتصفن بكلماتها من جديد حتى انها لم تنتبه للكوب الذي إمتلأ لأخره بالشاي الساخن فصړخت بها تالين فمن غفلتها تركت البراد لتمسك الكوب فسقط على قدميها ليهتز جسدها بقوة من شدة الألم فأهتز الكوب الذي تحمله ليتساقط على يدها فتعالت صرخاتها المتوجعة ومن خلفها تالين التي تحاول ابعاد الاسدال عن قدميها حتى لا يلتصق بجلدها المحروق هرول عبد الرحمن للداخل واحمد الذي تساءل بفزع 
في أيه 
اجابته تالين پبكاء 
البراد حړق أيدها ورجليها. 
دون عقل أو تفكير فيما سيظنه من حوله هرع إليها ليجد الچروح بالغة للغاية لم يتردد لحظة واحدة وحملها ليدلف بها للحمام المجاور للمطبخ فوضع الماء على يدها ومن ثم جذب الدش المتنقل ليسقطه على قدميها فتعلقت بجاكيت بذلته الأسود وهي تبكي پألم لم يتحمل رؤيتها
هكذا فقال 
لازم نروح المستشفى الحړق مش عادي. 
قالت بصوت مرتعش 
لا بلاش مستشفى بالله عليك.. أنا خاېفة. 
أجابها عبد الرحمن من خلفها بحزم 
مينفعش يا حور ده حړق مش لعب عيال.. 
وأشار لاحمد بجدية 
هاتها يا أحمد عما أجيب العربية تحت العمارة. 
أومأ برأسه وحملها بخفة من جديد فأسرعت تالين لتفتح الباب اليه ثم صړخت به قائلة بدموع 
استنى يا احمد لما اغير هدومي وأجي معاكم. 
اشار لها وهو يتخطى الدرج 
خليكي هنا وانا هبقى اطمنك بالتليفون. 
واستكمل خطاه السريع للاسفل فوضعها بالمقعد برفق وحذر ثم صعد جوار عبد الرحمن وعينيه لم تتركها لحظة واحدة.. 
كلما يزحف القطار من بلدتها ېتمزق قلبها اربا وكأنها تقترب من حتفها أغلقت تسنيم عينيها المتورمة من أثر عدم النوم وهي تحاول التقاط انفاسها على مهل تخشى رؤية خالها البغيض مجددا تمقت صلة القرابة التي تحتمها على قبوله بالاجبار مازالت تلك الرجفة القاسېة تكتسح جسدها حينما تتذكره
فكيف إذا رأته! 
عادت تلك الذكرى لتهيم عليها من جديد تذكرت حينما ولجت لغرفة والدتها وقالت تلك الفتاة البالغة من العمر خمسة عشر عاما 
ماما كنت عايزة أقولك على حاجة ومش عارفة أقولك ازاي 
انتبهت الأم لصغيرتها فكفت عن ترتيب الفراش ثم وقفت مقابلها لتبدأ بتخمنياتها 
قولي يا تسنيم في أيه... اوعي تكوني وقعتي فلوس الدرس زي الشهر اللي فات انتي عارفة ان ابوكي مبعتلناش فلوس الشهر ده! 
أشارت بإصبعها الصغير 
لا يا ماما مش كده. 
قالت الاخيرة 
امال في أيه 
أجابتها پخوف من ردة فعلها 
خالو يا ماما بيبصلي بصات وحشة اوي وكل ما يشوفني يحضني ويمشي ايده على جسمي بطريقة وحشة. 
التهبت عين الأم لتلكزها بذراعيها بقوة وبتعصب شديد قالت 
اخرسي قطع لسانك عيلة منحطة ومشوفتيش تربية خالك ده هو اللي مربيكي وبيعتبرك زي بنته عيب تتكلمي عنه كده بيحضنك زيك زي مريم بنته..
ودفعتها على الفراش وهي تصرخ بها بشراسة
بطلي هبل واوعي تقولي الكلام ده لابوكي لما يتصل تولعي الڼار بينهم خالك ده هو اللي فتحلنا بيته لما ابوكي سافر ومتخلاش عننا عيب عليكي تتكلمي عنه كده. 
وتركتها وغادرت الغرفة لتنهمر الدموع على وجنت الصغيرة والآن تنتقل الدموع على وجنة تلك الشابة
البالغة من العمر الثانية والعشرون عاما انقبض قلب تسنيم حينما توقف القطار فهبطت واتجهت لمنزلها ومع كل خطوة تخطوها يرتحف قلبها خوفا من رؤياه وحينما وصلت للمنزل حمدت الله كثيرا حينما اخبرتها زوجة خالها بأنه بالخارج وسيعود بعد قليل فاستأذنت من والدتها بالذهاب لوالدها لتساعده بعمل الحقول بعدما علمت بأنه ذهب منذ ساعة ولم يعد أبدلت ثيابها لجلباب رجالي أسود ثم احكمت الشال الابيض لتخفي ملامحها واتجهت سريعا للحقول لا تعلم بأن من منحها تفكير معاكس عن طبيعة الرجال ستلقاه الآن وربما يكون المسكن لذاك الۏجع الغائر!. 
بمنزل كبير الدهاشنة. 
انتهى آسر من تبديل ثيابه ثم أغلق الخزانة ليصفف شعره بعناية انتبه لانعكاس صورة والدته بالمرآة فاستدار وهو يردد بابتسامة مشرقة 
ست الكل اللي وحشاني. 
وضعت راوية القدح الذي يحمل البخور على الكومود ومن ثم اقتربت منه لتخبره بضيق مصطنع 
ست الكل أيه بقا انت من ساعة ما جيت وأنت مقضيها بالاسطبل ودلوقتي غيرت هدومك ونازل مفيش وقت ليا أصلا.. 
ترك ما بيديه وهرع اليها لينحنى على ركبتيه ومن ثم طبع قبلة
على كف يدها وهو يردد بمكر 
أنا لو علسا والله ما عايز اتنقل من جنبك بس هعمل أيه جوزك اللي ساعة ما بيشوف خلقتي بيمشورني هنا وهناك وعلى يدك أهو ملحقتش اريح شوية باعتني الغيط اتطمن الامور ماشية ازاي.. 
نجح بتبديل ضيقها لعطف وتودد حينما قالت بحنو 
معلش يا روح
قلبي هو برضه مش بيثق في حد غير فيك وبعدين أنت ابنه الوحيد هيعتمد على مين غيرك 
ابتسم وهو يحتضنها 
وانا متقبل ده وأخدمه بعيوني بس لازم ست الكل تديني عذر ولا أيه 
تعالت ضحكات راوية لتحتضنه وهي تردد بعدم استيعاب 
انت مكار وخبيث.. 
أجابها بغمزة من عينيه الساحرة 
بس بحبك ولا أيه.. 
بتعمل أيه عنديك يا واد أنت أني مش بعتك الغيط تشوف مصالحنا واجف عندك تتمرع وتحب في أمك من غير ما تستحي. 
سلطت الاعين على من يقف أمام باب الغرفة يشير لهما بعصاه الانبوسية بضيق شديد ابتعد آسر عنها وهو يهمس بخبث 
نسيت أن الحاج بيغير فكريني او حذريني أقفل الباب مثلا! 
تعالت ضحكات راوية حتى أحمر وجهها فنهضت عن المقعد ثم اقتربت من فهد قائلة بحنق 
وبعدين معاك يا فهد انت مش هتبطل طريقة كلامك دي. 
تجاهل حديثها ثم لكز بعصاه صدر آسر ليخبره بغيظ 
هم بقولك روح شوف حالنا. 
كبت ضحكاته بصعوبة ورفع يديه يخبره 
تحت أمرك يا كبيرنا... اعتبرني مشيت.. 
وتخطاه ليهبط على الدرج الضخم الذي يتوسط الثرايا فلحقت به راوية لتناديه ومن ثم حذرته بتذكر تعليماتها 
الأبيض خد بالك. 
تطلع لقميصه ومن ثم رفع صوته لتستمع له 
متقلقيش حفظت القواعد الابيض أحطه في عنيا من جوه عشان غسيله بيهري القلب من بره. 
تعالت ضحكاتها حينما قلد لهجتها فاستدارت لتغادر فوجدت فهد يقف من أمامها بنظرات لا توحي بالخير اقتربت منه وتفحصت الطريق قبل ان عدل من جلبابه الكحلي ومن ثم ارتفعت يدها لعمته البيضاء فعدلتها وأنحنت بجسدها تحتضنه وهي تردد بهمس 
انت اللي في القلب والروح. 
ابتسم فهد وضمھا اليه ليجيبها بصوت منخفض 
واثق من ده بس برضه متزديش في محبتك لابنك وبنتك اعدلي بينا اتفقنا 
ازدادت ضحكاتها وهي تجيبه بصعوبة بالحديث 
نفسي حد من الصعيد يسمع كبيرهم ويشوفوه وهو غيرن من ولاده! 
وتركته وهبطت للاسفل لتشير له 
هنزل أشوف ورانا أيه أحسن ما الحاجة هنية تعلقني جنب نادين. 
التصقت بها نظراته وكأنها تحرس عشقه الوفي الذي طال لسنوات ومازال يستمر حتى أن تودعه الروح وتفارق جسده فاكمل طريقه هو الاخر للمندارة الخارجية. 
تلقتحور عناية طبية فتم تضميد چرح قدميها ويدها فوضع الطبيب المحاليل الطبية بذراعها السليم ثم أخبر عبد الرحمن وأحمدبأنها ستتمكن من المغادرة فور انتهاء المحلول فولج أحمد للداخل ثم جلس على المقعد القريب منها وقال باهتمام 
طمنيني يا حور عاملة أيه دلوقتي 
ابتسمت وهي تجيبه بامتنان 
الحمد لله الۏجع خف بالمرهم اللي الدكتور حطه. 
اومأ برأسه وهو يردد برضا 
الحمد لله. 
سألته بانزعاج 
هنمشي أمته بقا بقالنا هنا ساعتين. 
قال بهدوء 
لما المحلول يخلص هنمشي متقلقيش. 
هزت رأسها ومن ثم
تعلقت أعينها بباب الغرفة الذي فتحه عبد الرحمن فولج الاخير ليخبرها بابتسامة مرحة 
أيه يا حور حسدناكي ولا أيه 
ابتسمت وهي تخبره 
حد بيهرب من اللي مكتوبله يا عبد الرحمن الحمد لله على كل شيء. 
الحمد لله المهم انك تاخدي بالك من نفسك بعد كده.. أنا هنزل أجيب عصير وأجي. 
وتركهما وغادر فشعرأحمد بانزعاج حور من حجابها لم يفهم ببدء الأمر ما يزعجها فانتبه بأنها تحاول اخفاء خصلات شعرها الظاهرة من أسفل حجابها الغير منظم فتحاول بيدها الملفوفة بالشاش ان تخفيه واليد الاخرى المحلول مدثوث بعروقها انتقلت نظراتها للحائل الزجاجي فوجدت الطبيب على وشك الدلوف كسر احمد حاجز صمته ونهض ليقترب منها ومن ثم أخفى خصلات شعرها الحريري الذي استطاع أن يلامسه بيديه فاخفاه خلف الحجاب وهو يردد
خليني أساعدك. 
انتهى مما يفعله وعينيه هائمة بعينيها فلعق شفتيه وهو يتراجع لمقعده بارتباك حتى هي خفق قلبها بسرعة جعلتها تستشعر بأنها ركضت لالف ميل دون أن تلتقط انفاسها انتبهت لحالتها الغريبة حينما قال الطبيب.
المحلول خلص تقدروا تروحوا بس الاهم انها تواظب على العلاج والمرهم اللي كتبتوا. 
صافحه احمد وهو يخبرها بابتسامة عملية 
الف شكر يا دكتور. 
ومن ثم قدم يديه لها ثم قال 
يلا يا حور. 
وزعت نظراتها بينه وبين يديه ومن ثم قدمتله يدها بحرج شديد فهي غير قادرة على الإتكاء على قدميها بالفعل هي بحاجة للمساعدة هبطت عن الفراش ببطء فحينما استندت على قدميها صړخت ألم فرفعها أحمد سريعا عن الأرض ثم قال 
الدكتور قالك متحمليش عليها. 
وجدها تقرب يدها السليمة من رقبته بارتباك وكأنها لا تريد وضعها فتحرك بها ليجدها تلف يدها حول رقبته هبط بها للاسفل وعينيه لا ترى سواها وحينما وصل للاسفل لم بجد السيارة باستقباله كما كان متوقع فردد بضيق 
راح فين ده 
ثم قال 
حور موبيلي في جيب الجاكت حاولي تسحبيه. 
احمر وجهها خجلا وهي تقرب يدها من جيب جاكيته فجذبته ومن ثم رفعته له فاخبرها الرقم السري لتفتحه اندهشت معالمها حينما رأته يضع صورة تجمعه بروجينا منذ الصغر لا تعلم لما شعرت
بالحزن بتلك اللحظة ولكنها تناست عمدا ما رأته واجرت اتصالا بعبد الرحمن كما طلب منها فخرج من المشفى ليحضر السيارة ولذاك الوقت أبى أحمد أن يتركها تقف على الارض لحينما يأتي عبد الرحمن بل ظل يحملها حتى وضعها بالسيارة وعاد بها للمنزل. 
وقف يحيى يتابعها بضحكة أنارت وجهه المنطفئ وهي تتأرجح على ذاك الحصان الذي يدور يسارا ويمينا وتتناول غزل البنات الذي تحمله بين يدها ابتسامته تتسع أكثر فأكثر كلما ضحكت هي وفجأة انكمشت ملامحه حينما وجدها تضع يدها على رأسها وكأنها ستفقد وعيها فأسرع اليها ليساعدها على الهبوط من الارجيحة وهو يتساءل پخوف 
مالك يا حبيبتي 
كادت ماسة بأن تجيبه ولكن التقيأ اوقفها عن الحديث افرغت ما بجوفها ومازال يحيى يتمسك بها لينبع بداخله خوفا لا مثيل له من الشكوك التي هاجمته بتلك اللحظة حيال أمر حملها!! 
مر بسيارته على حقل العم فضل فرقصت ملامح وجهه فرحا حينما رآها حتى وإن كانت تتنكر بما ترتديه يعرفها قلبه جيدا ركن آسرسيارته على قرب منهما ومن ثم هبط فقال وعينيه تتابع من تحاول قطف الحشائش من الأرض 
أزيك يا عم فضل عامل أيه 
انتبه العجوز اليه فقال بفرحة 
بشمنهدس آسر.. منور البلد كلتها. 
ابتسم وهو يجيبه 
منورة بأهلها يا راجل يا طيب طمني رجلك بقت كويسة ولا أيه 
قال بحمد 
أهو أحسن من الاول الحمد لله.. 
تستاهل الحمد. 
واستدار برأسه تجاهها ثم قال بثبات 
ازيك يا ريس 
تهجمت معالمها وإن كانت سرت باحتفاظه بسرها أمام والدها فأشارت برأسها فأقترب آسر منها ثم جذب منها السيف الغليظ الذي يستعمله الفلاح لجني الحشائش ثم قال وهو يشير لها بعينيه 
عنك يا ريس.. 
رفع عم فضل صوته البعيد عنهما
ميصحش يا بشمهندس ده أحنا اللي نخدمك برموش عنينا.. 
أشمر عن ساعديه وانحنى يجني الحشائش وهو يجيبه 
عيب يا عم فضل انا مش ابنك ولا أيه 
لم يجد العم فضل الكلمات المناسبة التي قد تشكره على كرمه السخي عمل آسر بنشاط وكانت تسنيم تحاول مساعدته بأن تجمع ما يجنيه وتضعه على العربة فانحنى للخلف ليراقب العم قبل ان يهمس لها 
هو عم فضل ميعرفش انك بتشتغلي معايا ولا ايه 
اجابته وهي تراقب والدها هي الاخرى 
لا بابا ميعرفش اني بشتغل أرجوك يا بشمهندس آسر متقولوش حاجة.. 
رفع حاجبه وهو يردد بذهول
أقول أيه بس هو أنا أعرفك يا ريس! 
ابتسمت تسنيم وهي توزع نظراتها بينه وبين والدها فغمز لها آسر وهو يستكمل عمله انتهى من
عمله
سريعا ليضع أخر حزمة من الحشائش على العربة فاقتربت منه بالحزمة التي تحملها فالتقطتها آسر منها تعجب للغاية حينما شعر برجفة جسدها وقتما تلامست يديه بيدها دون قصد منه ولكنه لم يشغل تفكيره فوضع الحزمة من يديه على العربة فوجدها تهمس له بحذر 
مش عارفة أشكرك ازاي بجد تعبتك معايا. 
تفحص بنظراته عم فضل المشغول بتجهيز الفرس ثم همس لها 
لا ده دين وهترديه. 
جحظت عينيها في ذهول فاسترسل موضحا وهو يشير على قميصه 
القميص اتوسخ ولو الحاجة شافتني هتقتلني وتقتل عم فضل الراجل الطيب ده وطبعا ده ميخلصكيش فكده كده انتي هتيجي بالملفات العصر هخبي القميص وتعيدي تجدديه قبل ما الحاجة تشم خبر موافقة يا بنت الحلال 
كبتت ضحكاتها بصعوبة خشية من أن يستمع والدها لها ثم قالت بصعوبة 
لا ميخلصنيش... حاضر. 
منحها ابتسامة صافية قبل ان يشير لعم فضل بيديه قائلا 
لو عوزت حاجة ابقى كلمني يا عم
فضل..
قال بوجها بشوش 
منحرمش منك يا ابني. 
والټفت تجاهها ثم غمز نفس غمزته المعتادة وهو يقول 
مش عايز حاجة يا ريس.. 
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالنفي فغادر لسيارته ثم صعد للمقعد ليتحرك بسيارته وعينيه متعلقة بالمرآة التي تختم صورتها من خلفه وكلما تقدم بالسيارة استودع انعكاسها الذي يتباعد رويدا رويدا حتى اختفى وكان لإختفائه ألم موجع لقلبه ومشاعره! 
.......... يتبع.......... 
صراعالسلطةوالكبرياء....
بقلميملكةالإبداع..
آيةمحمدرفعت.
الدهاشنة..صراعالسلطةوالكبرياء..
الفصل الثانيعشر..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ميادة مطاوع كل سنة وأنتي طيبة يا جميلة ويارب سنين كتيرة أنتي قريبة فيهم للرحمن ....
عادت لمنزلها هائمة بهذا الآسر الذي استولى على عصابة تفكيرها وتربع بداخل قلبها فتارة ترتسم على شفتيها ابتسامة تداعبها بخلسة وتارة أخرى تنفض تفكيرها وتحاول الهاء عينيها بتأمل الخضرة مبدعة الجمال المنثورة على الجانبين أثناء تحرك العربة بين الحقول والمزارع بطريق عودتها للمنزل وليتها تمكنت من السيطرة فمازالت كلماته المرحة تضحكها بين الحين والآخر حتى أصبحت تتساءل عن كناية شخصيته الغامضة بالنسبة إليها!. 
هل هو هذا الشخص الحازم المتفاني في عمله... أم هو ذاك الشخص الذي يمتلك قلب أبيض وروح من ذهب تتبع تلك الإبتسامة التي لا تفارقه أينما كان.. بالطبع هو مختلف كليا عما قد تظن به أنها تعلمه.. 
أفاقت تسنيم
من غفلتها الشاردة بالآسر الوسيم على صوت توقف العربة فإنخفضت عنها ثم عاونت والدها على اخلاء العربة من الحشائش ومن ثم صعدت للأعلى لتغتسل ومن ثم تذهب لثرايا فزاع الدهشان لتنجز عملها توقفت قدميها عن متابعة الصعود حينما نادتها والدتها التي تقطن بالدور الأسفل الخاص بالطهي وإستقبال
الضيوف عوضا عن الأعلى الخاص بغرف النوم وتابعت بندائها وهي تضيف بحنق 
كده يا بت تطلعي من غير ما تسلمي على خالك! 
ارتعشت اطرافها وهي تواجه ما هو أسوء من المۏت بالاستدارة للخلف لرؤية ملامحه التي قد تسوء حالتها الغير مستقرة ومع ذلك ضغطت على شفتيها السفلية واستدارت وهي تردد بابتسامة مصطنعة 
أهلا يا خالو... نورت. 
لوى فمه الغليظ وهو يعدل أطراف شاربه الكبير مشيرا بإصبعيه لشقيقته بحزن مصطنع 
شايفة بنتك مش مستعنية تيجي تسلم على خالها لا بصراحة عرفتي تربي.. 
التهبت عين وولدتها پغضب لا وصف له فصاحت بها بعصبية شديدة 
ما تنزلي يا بت هنا وتسلمي على خالك أيه المياعة دي.. 
انقبض قلبها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة فإن كانت لا تعلم ما الذي تواجهه ابنتها او ربما لم يستعب عقلها الطبيعي ما أخبرتها به سابقا فهي بنهاية الامر تمتلك الف عذر ومع كل خطوة خطتها تسنيم تجاهه وكأنها تجني الشوك بين يدها فتدلى ليلامس بطن قدميها حتى انتهى بها الحال امامه فمدت يدها المرتجفة من امامه وهي تبتسم بۏجع 
ازيك يا خالي.. 
احتضنها بصورة مفاجئة ومن ثم مرر يدها على ظهرها وكأنه يحتضنها بشوق وبأنفاس كريهة ردد 
وحشتيني يا بنت الغالية.. 
ابتعدت عنه تسنيم وهي ترتجف دون توقف فمنحها نظرة دانيئة جابت كل أنحاء جسدها وهو يردد 
كبرتي وبقيتي عروسة وعايزة الجواز اهو. 
تعالت ضحكات والدتها وهي تجيبه بحنان 
أيوه امال ايه وهنلاقي مين أحسن من خالها اللي يسلمها لجوزها وبيت عدالها.. 
انتقلت نظرات تسنيم الغاضبة تجاهها ومن ثم قالت بصوت يحبس الدموع 
ويسلمني هو ليه وأبويا عايش.. ربنا يديه طولة العمر ويباركلنا فيه. 
ولم تترك المجال لسماع اللازع منهما فصعدت للأعلى سريعا وما أن ولجت لغرفتها حتى أغلقتها بالمفتاح لتسقط من خلفه باكية منكسرة محطمة الفؤاد... عادت تلك الحالة الشنيعة تهاجمها من جديد فينخر البرد عظامها وكأنها في فصل الشتاء وليس الخريف دقائق مضت عليها قاسېة وهي تحاول بها استجماع شجعاتها للسيطرة عما يحاربها ولكن ماذا بيدها وهو أقوى منها ومن طاقتها الضيئلة بالمحاربة!. 
توقفت سيارة يحيى أمام العمارة فهبط ومن ثم فتح باب السيارة ليجذبها برفق حملت ماسة الألعاب بفرحة ثم لحقت به فما أن ولج بها للداخل حتى وجد إلهام بانتظاره كما أخبرها هاتفيا أشار لها يحيى قائلا 
خدي ماسة وخليها ترتاح وأنا هطمن على حور وهجي وراكم. 
أومأت الأخيرة برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال 
لحقت... ادخل. 
ولج وهو يتمتم بغيظ 
يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع! 
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال 
طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي 
رد عليه أحمد بحزن 
أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها. 
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام 
هي جوه لوحدها مفيش حد معاها 
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها 
تالين جوه معاها. 
أومأ يحيى
برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله 
أنت كويس حصل حاجه ولا أيه 
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه 
مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده. 
أجابه عبد الرحمن بتأييد 
ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
إن شاء الله. 
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر.. 
راق لها تمسكهم بالطراز القديم كثيرا فقد رسمت صورة معاكسة لما
ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها 
أجدر
أساعدك في حاجه يابتي 
أجلت صوتها قائلة بارتباك 
أنا من قسم المحاسبة الخاص بالمصانع وعندي معاد مع بشمهندس آسر.. 
أومأت الخادمة برأسها عدة مرات وهي تجيب بتذكر لما قاله 
آيوه ايوه يا الف مرحب بيكي يا حبيتي اتفضلي عما أدي البشمهندس خبر. 
اتبعتها على استحياء فأشارت لها على غرفة بالأسفل ففطنت بأنها غرفة المكتب لم تتردد كثيرا وفتحت بابها ثم ولجت للداخل لتختار الجلوس على المقعد المقابل للباب الذي تركته مفتوحا على مصراعيه انتبهتتسنيم لامرأة فاتنة الجمال على ما يبدو بالعقد الرابع من عمرها تدلف من الباب الخارجي من المنزل وعلى ما يبدو عليها الإرهاق الشديد مما تحمله من أكياس ثقيلة فرفعت صوتها تنادي 
نعمة أنتي فين تعالي خدي مني.. 
لم تجيبها الخادمة فكانت بالأعلى تنادي آسر لم تتردد تسنيم في مساعدة أحدا عاجز يحتاج لها فأسرعت تجاهها لتحمل الأكياس التي كادت بالتساقط أرضا رفعت رواية رأسها لتشكر من عاونها فانكمشت معالمها بذهول من تلك الفتاة الجميلة ابتسمت تسنيم من تعجبها الشديد ثم قالت 
أنا تسنيم بنت عم فضل وبشتغل في قسم المحاسبة اللي تبع بشمهندس آسر. 
ارتسمت بسمة رقيقة على وجهراوية فقالت بترحاب 
يا أهلا وسهلا بيك يا حبيبتي.. 
ثم وضعت الأكياس التي تحملها على الأريكة لتجذب الأغراض من يدها قائلة بحرج 
طب والله فيك الخير عنك دول تقال أنا خلاص شلت الأكياس من إيدي. 
تراجعت بجسدها للخلف وهي تجيبها بتصميم 
لا مش تقيلة خالص قوليلي بس أحطهم فين وأنا مع حضرتك. 
اتسعت ابتسامتها فأشارت بيدها على الرواق البعيد عنهما 
طيب مدام مصممة المطبخ من هنا وأنا وراكي أهو. 
منحتها ابتسامة صغيرة ثم اتجهت بالاتجاه الذي أشارت لها عليه فحملت رواية باقي الأغراض ثم لحقت بها بالطرقة الطويلة حتى وصلوا سويا للمطبخ فوضعت الأغراض من يدها على الطاولة لتصيح بضيق شديد لمن تقفن أمامها 
أيه يا جماعة بنادي من الصبح أنتوا نايمين على ودانكم ولا أيه 
نهضت ريم عن الأرض لتجفف يدها من بقايا صلصة الأرز المحشي الذي تعده بذاتها ثم أسرعت لتحمل الاغراض من يدهما وهي تبرر لها بلهفة 
والله يا حبيبتي ما سمعتك معلشي. 
استدارت نادين تجاهها بيدها المتسخة بالصابون لتخبرها بسخرية 
ورحمة الرغوة الطاهرة دي مسمعناكي يا غالية.. 
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى تسنيم ابتسمت هي الاخرى وهي تتايع حوارهما بمحبة سلطت انظار نادين تجاهها فتساءلت بدهشة 
مين المزة الجامدة دي 
وضعت تسنيم الأكياس من يدها بحرج من تعريفها عن كناياتها لأكثر من مرتين فعرفتهم بها رواية بالنيابة عنها تبادلت نادين السلام الحارق معها أما ريم فقالت بابتسامة هادئة 
كان ودي أسلم عليكي يا حببتي بس زي مانتي شايفة اكده ملبوخة بالمحشي والوكل لازمن يبقى جاهز قبل المغرب.. 
بتذكر أضافت رواية 
يا خبر هو انتوا لسه مخلصتوش 
أجابتهانواره وهي تدنو من المطبخ 
أنا أهو خلصت المعمر والفراخ شويتها برة بالفرن.. 
قالت ريم 
لا انا لسالي شوية بس في أمل الحلتين اللي على الڼار قربوا يستوا.. 
اضافت نواره 
طب اني هجهز العصاير قبل ما الضيوف يوصلوا.. 
اقتربت تسنيم من ريم ومن ثم انحنت لتجلس مقابلها ثم شرعت بمساعدتها فقالت الاخيرة باعتراض
بتعملي ايه يا بتي ميصحش. 
ردت عليها بابتسامة لطيفة
حضرتك زي والدتي ولو اتحطت بالموقف ده اكيد هساعدها وبعدين انا بستنى البشمهندس لما بنزل هسيبك تكملي وهخرج. 
ابتسمت ريم
باعجاب شديد 
شكلك بنت أصول يا بنتي والله. 
قالت رواية بثناء 
ومش هتبقى بنت اصول ليه وهي بنت عم فضل الراجل الطيب اللي العيبة مبطلعش منه. 
ثم أضافت قائلة وهي تهم بالخروج 
هطلع أغير هدومي وأجي أساعدكم. 
وبالفعل اتجهت للأعلى فرددتنادين بتعب 
ربنا هيتوب علينا أمته بقا من الاكل اللي يكفي 100فرد ده كل يوم ناس داخلة وناس طالعة..
اجابتها نواره بعتاب 
ربنا يجعل بيت الكبير عامر بالخير دايما تعب الوقفة والطبيخ بيروح لما الناس تاكل وتنبسط. 
تابعت تسنيم الحوار المتبادل فيما بينهما باعجاب شديد فشعرت بألفة عجيبة وهي تستمع لحديثهما شعرت بالدفء والحنان والحب الذي ينتقل فيما بينهما شعرت لوهلة وإنها تجلس بين أفراد عائلتها الابتسامة لم تفارق وجهها..
هبط آسر للأسفل فإتجه لغرفة مكتبه فانكمشت ملامح وجهه حينما لم يجد سوى حقيبتها فاستدار ليتساءل باستغراب 
هي فين يا نعمة 
قالت وهي تتفحص الغرفة بدهشة 
كانت هنا يا بشمهندس والله. 
خرج من الغرفة باحثا عنها
فاستمع لصوت الضحكات المرتفع القادم من الرواق سلكه آسرحتى وصل للمطبخ فوجدها تجلس جوار ريم تعاونها باعداد الطعام والابتسامة ترتسم على وجهها برقة سلبت زمام تركيزه فتسلل لمسمعه صوت نادين المتساءل 
بتعمل أيه هنا يا آسورة. 
انتبهوا جميعا اليه فانتصب بوقفته ثم قال بجدية يحاول الإتسام بها 
هنقضي الشغل في المطبخ ولا أيه لو كده تمام أنا معنديش مشكلة بس معتقدش الكرنب وورق العنب هينجز الأوراق اللي مستانية توقيع دي! 
ضحكت ريم ثم قالت 
والله حبناها اوي ما شاء الله عسولة وبنت ناس. 
منحتها تسنيم ابتسامة ممتنة ثم نهضت لتغسل يدها جيدا ومن ثم وقفت مقابل هذا الهائم الذي تناسي كونه يحجب الباب بجسده عبث أصابعها بفستانها الأسود الطويل بتوتر التمسه من نظرات عينيها فانتبه لوقفته ليتنحى جانبا مشيرا لها
بالمرور أسرعت بتخطيه لتتجه للخارج فسلكت منعطف خاطئ من فرط ارتباكها التقطت اذنيها صوته الرخيم الذي أسيل أغورها وهو يناديها 
تسنيم.
وقفت محلها ثم استدارت لتقابله بوجهها الأحمر من فرط خجلها فأشار بيديه على الباب الذي تكاد على تخطيه عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال بابتسامة صغيرة 
من هنا. 
تطلعت لما يشير اليه فازداد ارتباكها وتوترها أضعافا اتبعته لغرفة مكتبه فما أن ولجوا سويا حتى أغلق الباب من خلفهما فتوقفت
عن الخطى ثم قالت پخوف شعر به آسر بوضوح 
حضرتك قفلت الباب ليه سيبه مفتوح أفضل. 
لثاني مرة يرى الخۏف يدمس عينيها لسبب ظنه عاديا بالنسبة لفتاة وشاب يجمعهما غرفة واحدة ومع ذلك فتح الباب على مصرعيه مجددا وهو يردد بهدوء 
أنا بس كنت حابب اننا نركز لأن هنا ناس داخلة وناس طالعه.. 
أومأت برأسها بتفهم فأشار لها بالجلوس جلست وهي تراقبه بدهشة حينما رفض الجلوس على المقعد الأساسي لمكتبه وفضل الجلوس أمامها حاولت أن تشغل ذاتها بفتح الحقيبة وهي تعدل حجابها بارتباك أخرجت الملفات جميعا فكادت بعضها بالسقوط أرضا فنهض سريعا لينتشلها منها مرددا بهمس 
حاسبي.
قربه منها جعل جسدها يرتجف بصورة غير طبيعية فجذبت الملفات التي يساندها بيديه ليشعر بتلك الرجفة الغريبة فوضعتهما فوق الطاولة الصغيرة التي تفصلها عنه عاد آسر للجلوس محله وهو يتطلع لها باستغراب قدمت له أول ملف فشغل ذاته بقراءته قبل أن يوقعه وأحيانا كان يراجع على الحسابات من أمامه.. 
طرقت نعمة على الباب ثم تقدمت منهما لتضع صينية العصير على سطح المكتب وقبل أن تغادر أغلقت الباب من خلفها كما اعتادت الدخول لأي غرفة من غرف المنزل انقبض قلب تسنيم بشكل مبالغ به فوزعت نظراتها
بين الباب تارة والعصير الموضوع من أمامها تارة أخرى كان يراقبها من أسفل الملف الموضوع من أمامه فنهض ليشير له بتهذب 
أيه رأيك نقعد برة في الحديقة جنب الاسطبل وبالمرة أعرفك على همام ومهجة. 
كانت تعلم بأنه اقترح ذلك للخوف الذي يستحوذ عليها وراق لها موقفه الرجولي كثيرا فأعادت الملفات للحقيبة مجددا بينما حمل آسر العصير ليرافقها للخارج فسألته باستغراب 
مين همام ومهجةدول 
ابتسم وهو يردد 
لما نوصل هقولك. 
أشارت له برأسها بهدوء ثم اتبعته للخارج فوقفت على مسافة بعيدة عنه تراقبه وهو يضع الطاولة المستديرة جوار الاسطبل ويعاونه أحد العمالين بالثرايا فوضع الكراسي ثم أشار لها بالاقتراب اقتربت منه ووضعت الحقيبة عليها فأشار بيديه على الفرس الاصيل من جواره لتتبعه لهجة فخر واعتزاز 
ده يا ستي همام واللي جنبه دي مهجة.. 
تعلقت انظارها بهما فأحبتهما كثيرا مررت يدها على جسد الفرس الأبيض وهي تتساءل بتردد 
شكلك بتحب الخيل. 
قال بشغف 
جدا وبالأخصهمام. 
وقال كلماته وهو يمرر يديه على جسده ثم تابع بقول 
مامته ماټت وهي بتولده وكان ضعيف جدا بس أنا كنت جنبه ومسبتوش غير لما بقا زي ما أنتي شايفة. 
ربما لم تستمع لنص حديثه فكانت شاردة به وهو يتحدث إليها تمنت لو بقي العمر بأكمله يتحدث وهي تستمع إليه هكذا باتت لا تعلم ما الذي يصيب قلبها بوجوده بالرغم من نفورها من صنف الرجال جميعا ثمة شيئا بداخلها يخبرها بأنه ليس مثلهما بل
منفرد وإختلافه تكتشفه يوما عن يوم صفقها صوته الذي ارتفع حينما ردد 
تسنيم
تمتمت بشرود 
هاا..
ابتسم ساخرا 
ها أيه بناديكي من بدري.. تعالي يلا نخلص الملفات اللي حمضت دي. 
ابتسمت واتبعته لتجلس مقابله فشرعوا بالعمل سويا.. 
انتشل يديه من بين يدها وهو يردد بتعصب شديد 
خبر أيه يا رواية ساحبة بقرة وراكي وأيه كل الرسايل اللي على التليفون دي! 
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالصمت قائلة بحماس 
ما انت مش هتطلع معايا غير كده والموضوع مهم ومستعجل. 
تطلع للشرفة ثم قال ساخرا 
والموضوع المهم هيتقال إهنه! 
هزت رأسها بدلال ومن ثم أشارت بيدها على الحدائق وبالأخص المكان المجاور للاسطبل فتطلع فهد تجاه ما تشير فوجد ابنه يجلس جوار فتاة ما ويتابع عدد من الأوراق الموضوعة من أمامه فقال بعدم فهم 
أبص على أيه ولدك وبيشتغل أيه اللي يشد في كده! 
لوت شفتيها بتذمر 
بالذمة بصتك دي قدرت تحلل الموقف أنت طول عمرك مش مدي لنفسك فرصة تتمعن وتتفحص الامور. 
ابتسم وهو يداعبها بالحديث المرن 
طب قوليلي انتي شايفة أيه 
هام هو بها وهامت هي بما تراه على متن مترات منها 
شايفة نظرات اعجاب في عين ابنك وإن يكن مش حب بس على الاقل البنت مناسبة ليه يا فهد لما تتكلم معاها هترتحلها جدا. 
ترك التطلع بها ثم تساءل بجدية 
هو انتي تعرفيها 
كبتت ابتسامته من التحليل القاتم التي ستستمع له عقب ما ستتفوه به فقالت 
آه.
منحها نظرة شك فقالت بتوضيح 
لسه متعرفة عليها من شوية بت زي العسل يا فهد جمال وأدب ده كفايا انها بنت عم فضل. 
اتنقلت نظرات فهد تجاههم ثم قال بعد صمت وتفكير 
أنا معنديش مانع بس ابنك جاهز للخطوة دي... يمكن ميكنش بيفكر بيها بالشكل ده من الاساس.. 
ابتسمت بفرحة حينما تابع الحديث معها بلهجتها فيزداد عشقها له أضعافا حتى ولو أصبحت على عتبة المۏت انتبهت من غفلتها وهي
تخبره
متقلقش هتكلم معاه وهعرف اللي في قلبه بالظبط. 
منحها ابتسامة مهلكة ومن ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها ليهمس بحب 
طيب يا حبيبتي اتكلمي معاه ولو كده هدخله انا ونشوف هنعمل أيه!. 
أومأت برأسها بفرحة لمسها فهد الذي ابتعد ليتجه للمندارة فتابعها وهي تتطلع لآسر بفرحة وتمنى فابتسم رغما عنه وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه هو 
يارب يفرحك دايما يا نور جلبي. 
انتهت تسنيم من عملها فنهضت ثم جمعت الملفات بحقيبتها قائلة بابتسامة صغيرة 
كده كل الورق تمام عن أذن حضرتك. 
وكادت بتخطيه فأسرعت رواية بالاقتراب منها ثم قالت بحزم 
على فين ان شاء الله ... أنتي مش هتخطي خطوة بره البيت ده من غير ما تتغدي معانا. 
كادت بأن تعترض سريعا فوجهت رواية حديثها لابنها قائلة پغضب 
من أمته وضيوفنا بيمشوا من غير الواجب يا آسر.. 
رفع كتفيه وهو يردد بقلة حيلة 
معاها معتقدش منك ليها أوكي. 
لم تستعب ما قاله ولكنها لم تبالي بل جذبتها للداخل عنوة فقالت تسنيم 
والله ما هقدر أنا أكلت قبل ما أجي. 
قالت بصرامة 
مفيش حد بيدخل هنا وبيخرج كده وبعدين يا ستي لمتنا هتفتح نفسك مش كده ولا أيه يا آسر. 
رغم تعجبه لمعاملة والدته المميزة لها الا انه قال 
صح... اللمة بتجوع إساليني أنا. 
وجدت ذاتها تنخضع اليها فلحقت بهما للداخل على استحياء فلا مجال للهروب من عند وضع طرفيه أمام فرد من الدهاشنة. 
شعرت بإختناق صدرها فلم تعد تجد ما يخفف عنها أو يجرف تفكيرها بعيدا عن هذا الرجل الغامض الذي ظهر لها من العدم فتمكن مما فشل معشوق طفولنها من فعله لم تعد تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله فلم تعد تملك التحكم بعقلها الذي يفكر به كل دقيقة وكلما حاولت تشتت ذهنها بالتفكير بخطيبها تعود للتفكير به من جديد جلستروجينا على الرمال المترسلة على مياه البحر تتأمل الأمواج الثائرة من أمامها وكأنها تحاربها او تذكرها بأن ما تفكر به لن يحدث أبدا وكأن هناك مصباح لتحقيق الأمنيات او ربما حورية تتدلل بين صفحات البحر فاستمعت لدموع تلك الفتاة البائسة الحائرة فمنحتها تحقيق لامنيتها وها قد أتي صوته الرجولي العميق من خلفها يردد 
مش قولنا نبعد عن اليخوت والبحر ناوية تنخطفي تاني ولا أيه 
فتحت عينيها على مصرعيها ثم التفتت للخلف لتجده يقف مقابلها بطالته التي لم تفشل يوما بالسيطرة عليها نهضت عن الرمال وهي تردد بابتسامة مشتتة 
انت!
وضع أيان يديه بجيوب بنطاله القصير ومن ثم اقترب وهو يردد 
أيوه أنا.. 
ثم منحها نظرة أربكتها قبل أن يستطرد 
اتعودي انك هتشوفيني كل ما هتتهوري وتركبي يخت غلط او تفكري تقربي من المياة. 
ابتسمت على دعبته اللطيفة وإن كانت تحمل معنى مبطن بقلقه عليها ربما يشعرها بأنها تعني له انتبهت لذاتها الهائمة به كالبلهاء فلعقت شفتيها بارتباك ساد الصمت ليقطعه أيان حينما قال بخبث 
شكلك مش مرتاحة لوجودي أشوفك بعدين. 
وكاد بالمغادرة فركضت لتجتاز طريقه وهي تردد بلهفة 
لا بالعكس أنا فرحت إنك هنا. 
توقف عن المضي قدما ثم تطلع لها فوجدها تغلق عينيها باحراج شديد ومن ثم سمحت لذاتها بالجلوس أرضا ثم أخذت تردد بتشتت 
أنا مش عارفة مالي بجد من ساعة ما شوفتك وأنا متلخبطة.. 
والتقطت نفس طويل قبل أن تتابع بضيق 
بحاول أخرجك من دماغي مش عارفة ومستغربة لاني مشفتكش غير كام مرة. 
ورفعت عينيها اللامعة بالدموع تجاهه وهي تشير بأصبعها تجاهه 
أنا مخطوبة وهتجوز كمان شهرين والمفروض اني بحب خطيبي طب ليه بفكر فيك دايما. 
ابتسم أيان وهو يتابعها بمكر وعدم تصديق لنجاحه السريع بخطته التي لم تكلفه عناء انخفض لمستواها ثم عاونها على الوقوف ليمنحها نظرة واثقة كسرها بعد دقيقة من الصمت حينما قال 
هتصدقيني لو قولتلك اني لما شوفتك حسيت بشيء غريب. 
ورفع شفتيه بعدم اكتثار 
بوقت زي ده مكنتش أطلع حي وبالرغم من كده خاطرت بحياتي وانا معرفش ايه اللي ممكن يربطني بيها. 
ثم ابتسم بمكر 
بس ده ميمنعش انك طلعتي جميلة. 
ابتسمت روجينا ثم قالت 
أنا مش فاهمه انت
عايز تقول ايه 
اعتلت معالمه الجدية وهو يردد بثبات مخيف 
اللي قصده بكلامي أن القدر بيلعب لعبته احيانا أوقات بنقابل أشخاص وبيختلط علينا الاعجاب بالحب وأحيانا بينفرض علينا كره أشخاص من قبل حتى ما بنشوفهم يمكن لو اتقابلوا في ظروف تانية غير دي كان ممكن يكون في أمل ان الحياة ما بينهم تبقى طبيعية.. 
شتتها كلماته الغامضة فودعها بابتسامة خبيثة وهو يشير لها بيديه 
الجو برد أشوفك بعدين. 
وتركها ملبكة فيما قاله وغادر والابتسامة تتسع وجهه المنتصر! 
تناولت الطعام في جو من الالفة وسط نساء الدهاشنة ارتحت للحديث برفقة رواية وريم وأحبت نادين بمرحها الذي يصنع البهجة ودت لو جلست معهن العمر بأكمله الى أن حان وقت الرحيل هبطت تسنيم من الأعلى لتغادر فانخطف لونها وتشنجت قدميها عن المضي قدما حينما رأت أمامها صورة معلقة تحمل أخر شخص توقعت رؤياه!! 
تلك الفتاة الهزيلة تحمل بقلبها ضغينة من الاسرار والمتاهات
التي
جعلتها أسيرة مقيدة وهاجسها كره الرجال حد المۏت فلم تواجه بشاعة رجل واحد بل نخر القدر عظامها لتكون الشاهدة الوحيدة على وقعة ستهز أرجاء منزل كبير الدهاشنة فماذا اذا اصبحت منهما والسؤال المهم هل ستتمكن بالبوح بالسر المرتبط بصاحب تلك الصورة لم تكن الاجابات الكافية لمثل تلك الاسئلة اللعېنة فسقطت أرضا بباحة منزل الكبير فزاع الدهشان فاقدة للوعي ولتلك الحقيقة البشعة!!...
الدهاشنة....ملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
بوووم بوووووووم انتوا فاكرين ان تسنيم محطوطة كده بدور اي كلام نوووو لسه التقيل جاي ورا بس زي ما بقولكم في كل رواية محتاجين صبر في حل كل لغز هيظهر الفصل ده كان لازم فيه شرح تفصيلي للمشاهد اللي ظهرت فاتكلمت بالتفاصيل عنها كمان مش عايزاكم تنسوا ان رواياتي الورقية موجودة في معرض مسقط الدولي مع دار ابداع للترجمة والنشر وكمان في معرض السويس ومعرض حلوان هنتظر صور جميلة منكم..... بحبكم في الله .. 
Aya....
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة.....صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل الثالثعشر.. 
إهداء الفصل للجميلة سلمى خالد كل سنة وأنت طيبة يا روح قلبي كل سنة وأنتي قريبة فيها من الله عز وجل ..
لأول مرة يشعر بالتشتت هكذا تائه هو بصحراء قاحلة لا يأويها مطر ولا قطرة مياه ېصفع بها ذاته وېعنفها ما بين عتاب ورحمة بما
تعرضت له تلك الفتاة بات قلبه رحيما بها بعدما كان ناقما عليها لا يعلم كم ظل حبيس غرفته منذ أخر لقاء جمعه بها فبمعرفته الحقيقة تلاقى ضړبة عصفت برأسه وقلبه فتحبدر عينيه على مهل وهو يتأمل الحائط الصغير المجاور لباب غرفته فعاد المشهد ليتجسد أمامه للمرة الثلاثون عاد ليرى دموعها ويتذكر صړاخها وبكائها لم يحتمل ذاك الالم الغادر الذي يتغلب عليه دون أي شفقة منه على حاله نهض عن فراشه ومن ثم جذب قميصه ليرتديه على عجلة ليتجه لغرفتها ضم يديه معا ليقربهما من الباب بتردد فالوقت وإن لم يكن متأخر كثيرا ولكنه لا يصح لها الطرق على بابها ليلا تراجع عما يهاجمه وكاد بالعودة لغرفته فتوقف محله بذهول حينما وجد روجينا أمامه انخطف لونها وبات جسدها كالثليج حينما رأته ومع ذلك حافظت على ثباتها وتقدمت للغرفة وقف مقابلها وهو يتساءل بحدة 
كنت فين لحد دلوقتي 
ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تجيبه 
كنت آآ... 
قطعت كلماتها حينما فتح باب غرفتها لتظهر رؤى من أمامهم ثم اقټحمت حديثهما قائلة بخبث 
ها يا روجينا اتطمنتي عليها 
تطلعت لها بعدم فهم فاستكملت الاخرى حديثها مشددة على كلماتها الاخيرة 
تقى بقت كويسة ولا لسه تعبانه 
استوعبت روجينا ما تحاول رؤى فعله فقالت باستيعاب 
آه.. الحمد لله بقت أحسن اخدت ادويتها ونامت.. 
أومأت برأسها وهي تشير لها 
طب الحمد لله ادخلي يالا. 
اتبعتها للداخل وبدريشيعها بنظرة تناست حوارهما وتعمقت ببقبق عينيها الحزين ود لو ظل عمرا بأكمله يتأملها ود لو حصل على فرصة الحديث معها على انفراد يكفي أن يكن على علم بأنه سيحظى بفرص ليصلح خطأ القدر القاسې! 
فتحت جفنها الثقيل بصعوبة بعدما شعرت برائحة برفنيوم قوي يعيد ادراكها الحسي فتحت تسنيم عينيها على مهل وهي تحارب ذاك الألم القاټل الذي يحارب رأسها أخر ما تتذكره رؤياها لصورة تضم رجلين احداهما يخصه ذكريات سيئة تحتفظ بها لنفسها هي ظنت للحظة
أن الماضي يعود للخلف ادارجا فعاد هذا الرجل ليتجسد من أمامها شعرت به يقترب ويقترب فنهضت مړتعبة مما رأته تلهث من فرط أنفاسها المتقطعة وجدت من يحتضنها وصوتها الحنون يردد 
اسم الله عليكي يا بنتي..
ابتعدت عنها وهي تتفحص وجهها پخوف فهدأت حينما وجدت رواية جوارها ومن الجهة الأخرى ريم ونادين استقامت بجلستها بحرج مما أصابها فقالت وهي تهم بارتداء حذائها 
انا آسفة قلقتكم عليا أنا مش عارفة أيه اللي حصلي يمكن من السفر وضغط اليوم.. 
وقفت ريم قبالتها ثم قالت بعتاب 
بتتأسفي على أيه يابتي ده بيتك وانتي زي بناتنا بالظبط ارتاحي ولما تبقي كويسة ابقى قومي. 
ردت عليها بابتسامة صغيرة 
عارفة والله بس انا لازم ارجع البيت لحسن ماما زمانها قلقانه عليا أوي. 
قالت رواية بتفهم 
خلاص يا حبيبتي احنا مش هنضغط عليكي بس على الاقل عم صابر يوصلك ونعمة تبقى معاكي عشان نطمن اكتر.. 
اتسعت ابتسامة تسنيم وهي تتأمل تلك المرأة الحنونة فأجلت صوتها قائلة 
كنت حاسة إن والدتي جنبي طول الوقت ولما فتحت عيوني ولقيتك مستغربتش انتي بجد طيبة وأنا حبيتك أوي.. 
احتضنتها رواية وهي تردد بفرحة 
وأنا والله يا حبيبتي ارتاحتلك جدا. 
منحتها ابتسامة صافية قبل أن تتبع نعمة التي سترافقها للمنزل وقبل أن تغادر الغرفة استدارت لتمنحهم نظرة ممتنة قبل أن تضيف 
شكرا ليكم على اليوم الجميل ده عمره بجد ما هيتعوض بالنسبالي. 
يكفي الابتسامات الصادقة التي رأتها على وجوههم فأمسكت يد نعمة لتستند عليها مروا من الرواق الطويل ومن ثم اقتربوا من الدرج وبالأخص المحل الذي فقدت به وعيها جاهدت تسنيم برفع رأسها تجاه تلك الصورة مجددا ولكنها لم تستطيع فاهتز جسدها پعنف شعرت به نعمة فقالت بقلق 
أنتي كويسة يا حبيبتي لو لسه
تعبانه أدخلي ريحي. 
قالت وعينيها مازالت مسلطة على الصورة 
لا أنا كويسة. 
ثم تساءلت بثبات جاهدت للتحلي به 
هو مين اللي في الصورة ده 
ليتها كانت تحوي شخصا واحد لما وضعت بتلك الحيرة التي وضعتها به نعمة حينما قالت
ده وهدان بيه أبو كبيرنا الله يرحمه واللي حداه يبقى ابن عمه مهران بيه.
ودت لو سألتها أيا منهما والد فهد الدهشان ولكنها خشيت أن يفضح أمر اهتمامها بمعرفة أدق التفاصيل الخاصة بهما فاتبعتها للأسفل وعقلها وذهنها متعلق بتلك الصورة البشعة التي لن تنساها مهما مرت الأعوام انتبهت من غفلتها على السيارة السوداء المصفوفة أمام البوابة الخارجية فاتبعت نعمة ثم كادت بالصعود ولكنها توقفت حينما استمعت لصوت تطرب آذنيها لسماعه فبات المحبب والمقرب إليها حينما نادها قائلا 
تسنيم.. أنتي كويسة 
استدارت للخلف فوجدته يقف مقابلها الخۏف والإهتمام يسود حدقتي عينيه ود لو تمكن من البقاء بالغرفة لحين إستعادتها للوعي ولكن هنا العادات والتقاليد
تضع الف حاجز أخلاقي لا يتعداه كبيرا ولا صغيرا النظرات كانت تتحدث لبعضها البعض رغم دهشة السائق والخادمة من صمتهما فقررت تسنيم قطعه حينما قالت بارتباك 
الحمد لله بقيت أحسن.. 
ثم قالت بحرج 
آسفة اني قلقتكم عليا. 
قال بلهفة 
المهم انك بقيتي بخير ممكن نطلب الدكتورة لو لسه حاسة نفسك تعبانة. 
نفت اقتراحه بلطف 
لا مالوش داعي انا فعلا بقيت كويسة. 
ثم تحملت على يد نعمة قائلة بإبتسامة صغيرة 
عن إذن حضرتك.. 
وصعدت للسيارة وعينيها مازالت تودعه بنظرات ټخطفها بين الحين والآخر غادرت السيارة وبقى هو من خلفها يتأملها حتى اختفت من أمامه فاستدار ليعود للمنزل فتفاجئ بأبيه يقف بالشرفة العلوية للمنزل ويراقبه بنظرات خبيثة اتبعتها اشارة له بالصعود بالحال.. 
كالتائه هو لم يعد يعلم ماذا يريد قلبه شغل تفكيره قلقه الزائد عليها نعم هي بالنهاية ابنة عمه ولكنه يشعر بأن ما بداخله ليس مجرد خوف طبيعي هناك أمرا يتجاهله عمدا ربما يخشى التفكير به فكيف سيفعلها وهي لا تحل له! 
من المفترض به أن يفكر بمن ستكون قسمتها به ولكنه في كل مرة يجد نفسه يفكر بها هي.. حور اسمها يتردد بأعماق قلبه وكأنه يعرفها جيدا ليت قلبه يستوعب بأنه ليس من المنطقي الوقوع في حب فتاة أخرى غير خطيبته خرج أحمد لشرفته عل الهواء النقي يزيل همومه فردد بصوت مهموم 
لا مستحيل أكون بحبها! 
صعد آسر للأعلى ثم طرق باب الغرفة فولج حينما استمع إذن الدخول أغلق الباب من خلفه واقترب من فهد ثم قال 
خير يا كبيرنا.
تطلع له بنظرة ثاقبةطوفته من رأسه حتى أخمص قدميه والاخر يترقب سماع ما سيقول فطوى صوته الرخيم صفحات الصمت حينما قال 
تعالى اهنه وأقف جدامي. 
انصاع له آسر وإقترب حتى أصبح قبالته يتمعن له باهتمام أحاط به فور رؤية جديته الصارمة درس فهد عين ابنه جيدا قبل أن يطرح سؤاله الذي حصد على اجابته من قبل أن يخبره به فقال 
قولي بقا أيه حكايتك مع الموظفة دي. 
بلل شفتيه بلعابه وهو يجيبه 
حكاية أيه يابوي! 
ابتسامة صغيرة ظهرت على جانبي شفتيه قبل أن يردد 
فاكر أبوك اهبل إياك! 
رد سريعا 
العفو... أنا بس مش عارف أيه اللي وصل لحضرتك. 
طالت بتأمله وملامحه ثابتة دون ان تفشي شيئا ففاجئه حينما رفع يديه على كتفيه ليخبره بحنان 
أني مبنصبلكش محكمة يا ولدي الموضوع وما فيه إني عايز أفرح بيك أني وأمك وبصريح العبارة اكده البت عاجبه أمك وشكلها كده عجباك أنت كمان. 
ابتسم وهو يجيبه بمكر 
من نحية عجباني فهي عجباني يعني حلوة ومحترمة وبنت ناس...لكن الموضوع موصلش للحب والكلام دهيمكن اعجاب بالبداية لاني على اقتناع تام أن الحب بيجي من العشرة بين الزوجين زيك كده أنت ووالدتي.
أنصت فهد لتحليله بنظرة فخر كونه نجح في زرع بعض السمات الطيبة بابنه الوحيد ومن ثم قال بصرامة 
السبوع الجاي هنروح نطلبها من أبوها. 
رفع حاجبيه باستنكار 
بالسرعة دي!. 
خلع العمة التي تضيق برأسه بعد يوما جاد ثم قال بحزم دون أن يتطلع له 
روح نام عشان ورانا مشاغل كتير بكره. 
علم بأنه تلاقى الكلمة الاخيرة فلم يعد يملك الحق للحديث بذاك الامر فابتسم بفرحة لذاك النبأ العظيم.. 
اشتاق كلا منهن لتلك الجلسة السرية التي تعد حدث هام للحديث عما مضى من حياتهن وصحبتهن التي دامت لأكثر من ثلاثون عاما فقالت نادين بمرح 
أنا مش خاېفة من اني اكبر بالسن الخۏف لما تلاقي العيال داخلة عليكي ويقولولك عايزين نتجوز وهب دب تلاقي عيل سقيل بيقولك تيتا كده يبقى كبرنا رسمي ڼصبي فهمي. 
تعالت ضحكات رواية وريم على تفكيرها الأحمق فقالت ريم 
مفيش فايدة فيكي والله عمرك ما هتتغيري أني مش عارفة ربنا صبرسليم عليكي المدة دي كلتها ازاي.. 
لم تفهم مغزى كلماتها الا حينما استرسلت نواره ما بدأته ريم 
أه والله معكي حق أني قولت سليم اكيد هيعملها وهيتجوز عليها بس باينه
واقع لشوشته. 
لكزتها پغضب فتعالت الضحكات فيما بينهما فقالت بسخرية 
يقدر يعملها كنت قټلته.. 
وبغرور مرح قالت 
انتي متعرفيش يا صعيدية منك ليها القاهروية تقدر تعمل ايه واديكم شوفتوا اللي حصل مع فهد ورواية زمان
وازاي اتراجع على اخر لحظة وكسر كلام كبار البلد كلها عشانرواية. 
فور تذكر هذا الحاډث المسجل بتاريخ الدهاشنة تطلعوا جميعا بابتسامة حالمة لرواية التي بادلتهن الابتسامة حينما تذكرت ذاك اليوم الذي لا ينسى اضافت ريم بجدية 
الحمد لله ان فهد فاق ولولا برضه ان عمي مهران اتجوز البنت مكنش الموضوع هيتحل بين العيلتين ولا كان اتضح ان اللي قتل عمي وهدان الله يرحمه يبقى من المغازيه مش من عيلة البنت دي. 
رددت نواره بحزن 
ربنا جبر بخاطرها واهي عايشه معاه الوقتي مرتاحة ومعاها واد وبتاللي شافته كان صعب جوزها الاولني ېموت بعد الفرح بشهور وجوازتها التانيه تتفشكل وتتجوز راجل كبير اد ابوها..
ردت عليها ريم
مهي لو مكنتش اتجوزته
يا نواره كان اهل البلد مبطلوش في سيرتها واللي استغربته ان فهد مفكرش بالنقطة دي.
ثم تطلعت لرواية وابتسمت وهي تستطرد
مهمهوش غير حبيبة الجلب.
اصطبغ وجه رواية بحمرة الخجل من حديثهما الذي يعيد ذكريات حبها من جديد فخشيت ان ېفضحها خجلها فيجعلها كالمرهقة من أمامهم لذا استأذنت وتوجهت لجناحها فما أن ولجت للداخل حتى خرجت لشرفتها واختارت الجلوس على أقرب اريكة لترفرف بذكريات الماضي الحالم... 
أنا مش مجبرة أفضل هنا أنت سامع ولا لا! 
قالت كلماتها المتعصبة وهي تضع ثيابها بحقيبة السفر الكبيرة ثم عادت لتجذب متعلقاتها الشخصية فأتى من خلفها ليلقي بالحقيبة أرضا وهو يصيح بعصبية تامة 
يوووه احنا اتكلمنا بالموضوع ده كام مرة يا رواية حاولي تفهمي وتقدري الوضع اللي انا فيه
ابتسامة منكسرة ارتمست على وجهها المتورم من أثر البكاء اتبعها صوت موجوع 
أنا فعلا مش فاهمه ولا عايزة أفهم اخرج من هنا يا فهد انزل لعروستك وسيبني لحالي. 
جذبها من مرفقها ثم قربها اليه وهو يردد پصدمة 
حالك!!... أنا حالك راح فين حبك ليا كنتي دايما بتقوليلي انك هتفضلي جنبي وعمرك ما هتتخلي عني ودلوقتي عايزة تسيبني يا رواية 
انهمرت الدموع التي احتجزتها اطول وقت تمكنت منه فرفعت عينيها تجاهه ثم قالت بۏجع شق صدره
طول عمري وانا جنبك ومعاك يا فهد بس المرادي لا مش هقدر أكون جنبك وأنت بتسن السکينة وبتدبحني بدم بارد آسفة مش هقدر أساندك وانت بتدوس على قلبي وبتكسر كل حاجة حلوة اتولدت جوايا ليك.. 
قرب يديه ليحتضن وجهها فأزاح دمعاتها بيديه معا فتحررت أحباله الصوتية الغليظة 
أنا بكسر قلبي قبل ما بكسرك يا رواية صدقيني أنا مجبور أعمل كده الست دي انا كنت السبب في مۏت جوزها وانتي عارفة الناس هنا مبترحمش. 
صړخت به بصوت متقطع
ومفيش عوض ليها غير انك تتجوزها! 
اغلق عينيه بقوة يجاهد بها بالتحلي بثباته ومن ثم قال بصلابة 
الكلام معتش له لازمة يا رواية الفرح النهاردة والمأذون تحت! 
انسدلت دمعاتها دون توقف مع سماع اخر كلماته فتمسكت بيديه التي تحتضن يدها ثم رددت پبكاء 
لسه في فرصة يا فهد أنا مقدرش أعيش من غيرك ولا أتخيلك مع واحدة غيري انا عارفة انك بتحبني بس انت لازم تثبتلي ده تعالى ناخد آسر وروجينا ونمشي من هنا.. 
سحب يديه المحتضنة لوجهها وهو
يطالعها پصدمة 
أهرب يعني!!..انتي متخيلة اللي بتقوليه يا رواية شايفاني عيل بيغلط ويهرب من غلطه! .... عايزاني اصغر جدي وكبار العيلة 
اطبقت على معصمها بغل ففاض بها الصمت لتصرخ بصوتها المذبوح 
لا انزل واتجوز وافرح بس خليك متأكد ان بمجرد ما توقع على القسيمة هتكون بكده
خسرتني انا وعيالك يا فهد.. 
وجذبت الحقيبة الملقاة ارضا ومن ثم اعادت وضع الملابس امام عينيه ثم غادرت لغرفة ابنائها فما ان ولجت للداخل حتى سمحت لذاتها بالاڼهيار حينما استمعت لخطوات قدميه التي تهبط الدرج ففتحت ذراعيها لمن يراقبها پخوف فهرع الصغار الى حضنها لتهمس روجينا بطفولية 
بټعيطي ليه يا ماما بابا زعلك صح 
ابعدتها عنها بحنان ثم عبثت بخصلات شعرها الحريري وهي تردد پانكسار 
لا يا روحي انا زعلانه لان بابا مشغول ومش هيعرف يسافر معانا. 
ضيق آسر عينيه بضيق 
وهو احنا لازم نسافر يا ماما 
انفلتت دمعاتها فاحتضنت الصغير وهي تردد بۏجع يعصف بصدرها 
ايوه يا حبيبي. 
ثم مسحت دمعاتها وابعدتهما عنها لتشير لهما بابتسامة مصطنعة 
يلا عشان منتاخرش. 
وحملت الصغيرة ثم تمسكت بيديه ليغادر المنزل سويا وكلا من به لا يملك الجرأة لإيقافها خرجت للحديقة الامامية واتبعت طريقها نحو الخروج بقلب متصلب يأبي الابتعاد عن معشوقه حتى وإن عاش بعيدا ولكن تحت سقف منزل واحد توقفت عن المضي قدما حينما وجدت ذاتها تمر من أمام المخيم الذي يضم المأذون والرجال فوجدته يجلس على الطاولة من جواره تعلقت أعينها به مطولا وكأنها تبحث بتلك الأعين عن الإنسان الذي عشقته پجنون تعلم بأن تلك المنطقة باتت محظورة بذاك الزفاف لانها تخص الرجال فقط ولكن لا طريق للخروج سواه تعلقت اعين الجميع بها وعلى ما بدى لهما بانها تغادر زوجها في ليلة زفافه اعتراضا عليه كانت خطوة جريئة لم تمتلكها البعض في مثل ذاك المجتمع الذي يجبر النساء على العيش لأجل تربية الابناء فأغلبهن يرضى بالذل والمهانة لاجل الصغار
وبعضهن يقبلن بالزوجة الثانية في سبيل الحفاظ على الزواج الغير متكامل من الاساس! 
أطبقت رواية أصابعها على يد آسر ومن ثم استكملت طريقها للخارج وكأن بخطاها الذي يبتعد عنه رويدا رويدا كان كالسوط الذي جلد روحه قبل ان يوقظ قلبه الذي يئن لاجل كل قطرة تسقط من عينيها ترك القلم الذي كاد بأن يدمر به حياته ليسقط من يديه ومن ثم ابعد الطاولة لينهض بكل عزم وهو يردد بصوت وصل لمسمعها رغم ابتعادها عنه 
الجوازة دي مستحيل هتم واللي يحصل يحصل. 
تصنمت محلها فحاولت انعاش رئتيها بالهواء ثم قرصت ذاتها وكأنها تحاول إن تثبت لذاتها بانها لا تتوهم فاستدارت لتجده يقف وسط الرجال وهو يستكمل حديثه بشجاعة 
انا ممكن اكون السبب في اللي هي فيه بس انا مقصدتش اقتل جوزها وكمان ميرضيش ربنا اني عشان ارجعلها حياتها اقوم اخرب بيتي بايدي! 
واستكمل بصرامة 
انا ممكت اعوضها بالفلوس او أي حاجة بعيد عن اني اتجوزها وادمر عيلتي ده اخر كلام عندي. 
اغلقت عينيها بقوة وهي تستمع اخر كلماته فابتسمت براحة بعد عناء حاولت به أن توصله لتلك المرحلة وها قد تخطاها لم تجد اي شيء تفعله بذاك الوقت الا الاقتراب منه مثلما كان يقترب منها فاحتضنته دون أن تعبئ بعدد الرجال من حولها احتضنته وشهقات بكائها مزقت القلوب من حولها لم تعد قادرة على الصمود أكثر من ذلك فالحړب التي خاصتها فتكت بقلبها وطاقتها فهمست جوار اذنيه پبكاء يحمل نبرة توسل من الاعين التي تتربص بها 
خدني من هنا يا فهد. 
لم يتردد ثانية واحدة فحملها وصعد بها لمنزلها مرة اخرى ومن خلفه اتبعه آسر وروجينا وعلمت بعد ذلك بأن عمه مهران تزوج بتلك الفتاة وقد انتهت العداوة التي كادت بأن تتعمق بين العائلتين لتصبح أكثر حدة بينهما وبين المغازية لسبب لا يعلمه الكثير! 
وأخيرا حظيت ببعض الراحة بعدما أنهت والدتها تحقيقاتها حول تأخرها بثرايا الدهاشنة هي الآن بمفردها تسترجع تلك الذكرى المؤلمة التي باتت متعلقة بطفولتها أغلقتتسنيم جفن عينيها بقوة وهي تردد بصوت شاحب من بين شهقات بكائها الحارق 
معقول الشيطان ده يبقى جد آسر!.. 
منذ طفولتها اعتادت الذهاب مع والدها إلى الحقول كانت ترافقه أينما ذهب ارتباطها به جعلها تشعر بالآمان الذي فقدته كانت تلك الصغيرة تعتاد على مداعبة والدها الدائمة لها وأخرهما لعبة الاختباء التي كانت وسيلتهما للترفيه فتلك المرة أرادتتسنيم أن لا يتغلب عليها والدها ويجدها بسهولة مثلما يفعل كل مرة فركضت بعيدا عن الحقول بمسافة كبيرة ثم اختارت مكان قريب من تلك البحيرة البعيدة عن الحقول فاختبأت خلف أحد فروع الأشجار الضخمة ثم كبتت أنفاسها بيدها لتضمن الا يصل أييها اليها وأخذت تراقب الطريق بلهفة وحماس فزع جسد الصغيرة حينما استمعت لصوت صرخات مكبوتة ومن ثم ضوضاء مخيفة تأتي من الإتجاه المعاكس لها فاستدارت تجاه ذلك الحقل القريب من تلك البحيرة تتفحص باهتمام مصدر هذا الصوت الغريب جحظت عين الصغيرة في صدمة حقيقية 
عادت من ذكرياتها بدموع تلمع بحدقتيها الخضراء وكأن بتذكارها لما حدث بتلك الليلة دفعها لعيشها من جديد لا تعرف من تلك المرأة ولكن من المؤكد بأن أهلها حالهما لا يقل عن حالها فالجميع ضحاېا لذلك الشيطان الذي خيل لها بأنه وهدان الدهشان! 
الجميع ېصرخ ويبكي بشكل جعل هذا الصغير الذي لا يتعدى الخامسة عشر مڤزوع يحارب فكرة الخروج لمشاهدة ما يحدث بالخارج وبعد دقائق من المحاربة انتصر
نهايتك ونهاية الدهاشنة كلها قربت يافهد هانت وشرفك هيبقى تحت رجلي...... تحت رجل أيان المغازي........ 
............. يتبع............ 
الدهاشنة٢... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت......... 
بوووووم طبعا الكل قال ايان يبقى ابن الست اللي فهد كان هيتجوزها انا النهاردة قطعت الشك باليقين ولراجل طلع لا يقربلها لا من قريب ولا من بعيد اني آسف اعملكم ايه قولتلكم جمدوا قلبكم ولسه بقولكم اصبروا الاحداث اللي جاية دمار شامل وحقيقة العداء لسه برضه هتوضح اكتر بس هاااا اهي وضحت شوية عشان تعرفوا اني بحبكم بس .... تصبحوا على خير اجري انا بقا ... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة... صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل الرابععشر... 
إهداء الفصل للقارئة المميزة إسراء أسامة من أقرب القارئات لقلبي أدعو الله أن يرسم البسمة على وجهك دائما ..
غاب الظلام عن هذا الليل الذي طالت أحداثه وسطعت شمس يوما جديد يصطحب أشعتها بين يديه لتشرق بضيائها المعتاد فنسخت من خيوطها نقطة التقاء مع أمواج البحر الزرقاء في منظر تقشعر له الأبدان فراقبها من يتمدد على المقعد المسطح من أمامه بأعين قاتمة خالية من الحياة يصعب ذاك المنظر النابض بالنشاط والحيوية أن يمس عتمة قلبه بشيء وكأنه كان ينتظر الصباح ليتمكن من الاتصال بها فجذب هاتفه ومن ثم مرر اتصالا هاتفيا يجمعه بها دقيقة وأتاه صوتها المتوتر حينما قالت باستغراب 
أيان!
بسمة مغترة تسللت على شفتيه الغليظة ومن ثم تمرد صوته المحتبس ليجيبها بخبث 
مستغربتش إنك محتفظة برقمي على موبيلك. 
غاب عنه صوتها وكأنه لمس حالة الإرتباك التي ابتلعتها فصمت هو الأخير لقليل من الوقت وعاد ليسترسل قائلا 
أنا على البلاچ.. هستانكي. 
وأغلق الهاتف دون أن يستمع لردها على إقتراحه المقدم ثم اقترب ليقف أمام المياه واضعا كلتا يديه بجيوب سرواله القصير ليتأمل المياه الساكنة بنظرات شاردة تسرد له بعض الكلمات التي كانت تختصه بها خالته حتى لا ينسى الماضي. 
وهدان الدهشان هو اللي إڠتصب أمك وقټلها... 
تارنا منتهاش بمۏته تارنا مع عيلة الدهاشنة كلتها لازمن يدوقوا الذل والعاړ اللي
هما كان السبب فيه دهرهم لازمن ينكسر العمر كله .... 
أيان!
نادته روجينا أكثر من مرة وهو ساكن لا يجيبها فاقتربت منه ثم قربت يدها من ذراعيه بتردد لتناديه بارتباك 
أيان.
سلطت نظراته عليها لدقيقة كاملة استطاع بها رؤية ذاك الإرتباك النابض بين حدقتها كان من الممتع له أن يرى حبها الأهوج يرفرف كرأية الاستسلام بعينيها خرج عن صمته المطول بتأملها حينما قال وعينيه تتعمق بالتطلع لعينيها 
النهاردة أخر يوم في رحلتك وأكيد مش هنقدر نشوف بعض تاني. 
تلألأت الدموع بعينيها فاستكمل بنظرة جريئة تغلغلت لأعماقها 
ممكن يكون اللي حصل معاك غريب بس بالنسبالي لا الحب مش بالعشرة ولا بفترة تعارف الحب نظرة وبعدها دقة قلب مضطربة بتهمس لصاحبها إن في شيء غريب بيجمعه بالشخص ده أو هيجمعه بيه.. 
ورفع يديه ليضعها على خديها وهي تتابعه پصدمة وعدم استيعاب 
اللي انتي حسيتي بيه نحيتي ده حب يا روجينا بس للأسف مش ممكن يستمر لأن
العلاقة دي مستحيل تكمل. 
وتركها ثم ابتعد عنها متخذ وجهة الرحيل فركضت خلفه وهي تتساءل بعدم فهم 
ليه مش ممكن يكمل أنا ممكن أسيب خطيبي.. 
توقف عن المضي قدما ثم استدار ليمنحها ابتسامة ساخرة اتبعها قوله الصاډم 
اللي بينا صعب بالدرجة اللي تخلي مستحيل حد يقبل بالعلاقة اللي ممكن تجمعنا. 
رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشة 
أنت تقصد أيه 
أطال التطلع لها ثم شدد على كل كلمة تخرج على لسانه 
أنا إسمي أيان المغازي يا روجينا يعني من عيلة المغازية إن مكنتش أساسها وعمودها.. 
قالت بتشتت 
وفيها أيه 
كان متفاجئ بعدم معرفتها بما يخص عائلته ولكن هذا لن يخمد نيران ثورته المشټعلة عليه أن يخطو تلك الخطوة التي رسمها بخطته ليضمن نجاح ما يود فعله فقال بغموض 
إسألي حد من عيلتك أيه اللي بين الدهاشنة والمغازية. 
وتركها وغادر ولكن تلك المرة لم يستدير للخلف شعرت بأن هناك أمرا كارثي يضم العائلتين فانهمرت الدمعات على وجنتها جلست روجينا على أقرب مقعد قريب منها وهي تحاول استيعاب تلك الصدمات التي تتعرض لها من سيصدق ما تمر به 
اي عاقل هذا الذي قد يؤمن بما تعتقده هي أتت الى هنا برحلة ترفهية لتلتقي بهذا الشخص الغامض الذي استولى على قلبها منذ أول لقاء في حين أنها مضت أعوام بجوار أحمد صديق طفولتها ومن المفترض بأنه سيصبح زوجها لذا
كان عليها ان تحبه هو بدل
عن هذا الذي مر بحياتها كظهور ضيوف الشرف بعمل مكتمل أبطاله ولكنها تجد ذاتها منجذبة اليه بشكل لم تجد له تفسيرا أو تجده منطقي! 
شعرت بيديه اللعېنة تلامس جسدها بتمادي كادت بالصړاخ ولكن فمها مقيد بإحكام فتحت تسنيم عينيها بفزع وهي تجذب الغطاء على جسدها ومن ثم طوفت بنظراتها المړتعبة الغرفة بحثت بكل إنشن بها فما أن تأكدت بأنها مجرد أوهام تهاجمها التقطت انفاسها الثقيلة بصورة مسموعة فلم تستطيع بتلك اللحظة أن توقف دموعها التي هبطت كشلال جف من فرط أحزانه فجذبت هاتفها لتبحث عن رقم رفيقتها وما ان استمعت لصوتها حتى رددت پبكاء 
حور..أنا مش قادرة أفضل هنا معاه في بيت واحد. 
أجابتها رفيقتها بحزن 
متضغطيش على نفسك يا تسنيم إتحججي
بالمذكرة والامتحانات وانزلي القاهرة في أقرب وقت. 
بدى لها بأن صوتها متغير على غير عادتها فتساءلت بقلق 
ماله صوتك أنتي فيكي أيه 
ابتسمت وهي تعلم بأنها ستكشف أمرها مهما حاولت ان تصطنع صوتها المصطنع فقالت 
مفيش والله يا حبيبتي أنا بس ڠصب عني وقعت الشاي السخن عليا بس الحمد لله مفيش غير رجلي وايدي اللي اتحرقت وحړق بسيط وهيروح مع الادوية ان شاء الله.. 
هلع قلبها لسماع ما قالته فصړخت بها بعتاب 
كل ده حصل معاكي ومتقوليليش! 
يا تسنيم الموضوع بسيط وبعدين كفايا الضغط النفسي اللي انتي فيه. 
أنا مش عايزة اسمع مبرر ممكن يعصبني اكتر أنا هسافرلك النهاردة بإذن الله.. 
وأغلقت الهاتف سريعا ومن ثم نهضت لتجذب حقيبتها ثم اعدتها ولجت والدتها بتلك اللحظة لتخبرها بصوتها المرتفع 
يا تسنيم بنادي عليكي من الصبح يا بنتي يالا الفطار جاهز. 
انعقد حاجبيها بذهول حينما رأته تعد حقيبتها فقالت باستغراب 
أنتي بتعملي أيه! 
حملت بعض الثياب ثم وضعتها بالحقيبة وهي تجيبها 
لازم انزل القاهرة حالا. 
اقتربت منها ثم قالت پصدمة 
انتي لحقتي! وبعدين لسه على امتحاناتك اسبوع بحاله! 
قالت والدموع تسبقها 
حور الشاي وقع عليها وحړق ايدها ورجلها لازم انزل عشان اطمن عليها.. 
لطمت على صدرها بفزع 
يا خبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...
ثم استرسلت بسؤالها المتلهف
طب طمنيني يا بنتي هي عاملة ايه الوقتي. 
قالت وهي تغلق حقيبتها الصغيرة 
معرفش يا ماما لما هروح هبقى أطمنك بالتليفون. 
أجابتها بتفهم 
ماشي يا حبيبتي ومتقلقيش عليها ان شاء الله هتبقى كويسة. 
تعلم جيدا ماذا تعنى حور بالنسبة لابنتها الصداقة التي استمرت
لثمانية عشر عاما تجعل من حولها يكن لهما احتراما وتفهم لمشاعر الخۏف والقلق لكلا منهن ارتدت تسنيم ثيابها ثم جلست على المقعد وهي تتحدث لذاتها بتوتر 
طب المفروض دلوقتي أعرف بشمنهدس آسر أني نازلة القاهرة ولا أعمل أيه!.. 
ثم عادت لتردد 
مهو أكيد لازم يعرف عشان يتابع شغله بنفسه أو جايز يكون عايز يبعت معايا حاجة لمصطفى السكرتير اعمل ايه بس يا ربي!
لم تجد حل يخرجها من تفكيرها العميق سوى الذهاب إليه لتخبره بأمر رحيلها ولتكن صادقة مع نفسها كان هناك شيئا بداخلها يشجعها على قرار الذهاب لتتمكن من رؤيته فبرؤياه تشعر بأمان تفتقده حتى وهي وسط عائلتها والأغرب بأنها باتت تؤمن بذلك! 
كان من الصعب أن تظل معه بغرفته كسابق وهو يعلم ذلك جيدا ولم يشعر بالضجر لذلك يكفي انها تقبلت وجوده لجوارها من جديد وبالرغم من ذلك شدد يحيى بتعليماته على الهام بمراقبة ماسة جيدا فما يساور شكوكه جعله يفارق النوم طوال الليل حتى الصباح خرج يحيى من غرفته ثم طرق على غرفتها ففتحت الخادمة لتواجه صوته المضطرب 
ماسةكويسة
إن تكن تشعر بالغرابة لإهتمامه الزائد بحالتها ولكنها أجابته باحترام 
كويسة بحضرلها الحمام وخارجة. 
أومأ برأسه بتفهم ثم عاد ليجلس بالخارج ينتظرها دقائق محدودة واستمع لدقات قدميها السريعة تقترب منه فسلطت نظراته تجاه تلك الفاتنة التي تقترب منه بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها التي تتدلى من خلفها بإنسياب للحظة ظنها زوجته التي فقدها منذ أعوام ولكن حينما هزت رأسها وهي تحدثه بطفولة جعلته يعد لأرض واقعه سريعا 
هنخرج تاني يا يحيى 
ابتسم وهو يمسك يدها ليخطو بها تجاه الطاولة التي تضم طعام الفطور والعصائر الطبيعية ثم جاوبها ويديه تلامس تلك الخصلة المتمردة على عينيها 
لا يا روح قلب يحيى أنا لازم انزل المصنع النهاردة لكن بكره إن شاء الله هنخرج. 
أدلت شفتيها السفلية بحزن ومن ثم رددت باستياء 
وعد
قال بتأكيد 
وعد يا روحي يالا بقا إفطري عشان تاخدي أدويتك. 
هزت رأسها باستسلام ومن ثم التقطت الخبز لتغمسه بالعسل الابيض كما تعشقه لتتذوقه بابتسامة هادئة جعلت الراحة تتسلل لأعماقه فذهبت شكوكه للچحيم وبات الامر منطقي بالنسبة اليه فإن ما حدث لها من دوار وتقيء كان عائد للأرجيحة التي صعدت لمتنها. 
رائحة الشاي الساخن عبقت المنزل لتناشد ذاك الصباح النشيط وخاصة على الطاولة العتيقة المطولة جلست العائلة تتناول الطعام بجو من السکينة والهدوء حرصترواية على اعداد كوب القهوة لزوجها ومن ثم جلست على مقربة منه لتستكمل طعامها فسألها عمر وهو يبحث بين الوجوه باستغراب 
أمال فين آسر 
ردت عليه بضيق شديد 
بالاسطبل مش بيتحرك من هناك خالص ياعمر ومفيش فايدة من الكلام معاه. 
تدخل فهد بالحديث
قائلا
همليه يقعد مكان مهو حابب ده مضيقك في أيه 
استدارت تجاهه ثم قالت بعدم تصديق لسؤاله الذي بدى لها غريبا 
مضايقني طبعا مهو أغلب وقته بعيد عني حتى لما يجي هنا مستكتر يقعد معايا. 
ابتسم سليم وهو يخبرها 
كلتها أيام وكلهم هتلاقيهم اهنه يا مرت أخوي. 
همست بحنين 
يارب يعدوا بسرعة نفسي أشوف روجينا وحشتني اوي.. 
قطع الحديث المتبادل بينهما صوت نادين الباكي وهي تهم بالهبوط للاسفل مسرعة حتى كادت أن تتعثر وصوتها يرتفع بندائه 
سليم.
انقبض قلبه وهو يراها بتلك الحالة التي بدت صدمة للجميع الذي اعتاد رؤية الابتسامة لا تفارق وجهها نهض سليم عن الطاولة ثم أسرع بالاقتراب منها متسائلا بلهفة 
في أيه يا نادين 
قالت والدموع تلاحق صوتها المذبذب 
انا لازم انزل القاهرة حالا الشاي وقع على ايد حور وحرقها.. 
أمسك بيدها وهو يهدء من روعها قائلا 
يحيى طمني وقالي اصاپة بسيطة متقلقيش نفسك. 
هزت رأسها بالرفض وهي تردد بإصرار 
انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسي مش هستنى لأخر الاسبوع لما تيجي.. 
ربتت ريم على ظهرها وهي تخبرها بحزن 
طب اهدي بس يا نادين لو كانت حاجة كبيرة لا سمح الله كان زمان أحمد أو بدر اتصل وقالنا هتلاقي الموضوع بسيط. 
هزت رأسها بانفعال فنهض فهد عن الطاولة ثم قال بثبات 
خد مرتك وانزل مصر يا سليم مش هترتاح غير لما تطمن عليها.. 
أومأ برأسه ثم دفعها برفق لتمضي معه للأعلى ليستعد كلا منهما للسفر فاقتربت رواية منه ثم قالت 
هنزل معاهم يا فهد عشان اطمن على روجينا ورؤى وريناد.. 
أجابها بصوت منخفض بعض الشيء 
روجينا ورؤى بسكندرية تبع جامعتها.. 
عقدت حاجبيها باستغراب 
وأنا معرفش ليه! 
حدجها بنظرة مطولة أنهاها ساخرا 
والله أسألي بنتك.. 
وتركها وصعد للأعلى والأخرى تقف محلها يكاد الحزن ېقتلها مازالت تعاقبها بالابتعاد عنها فحينما تراسلها لا تجيبها أبدا تخفت رواية عن الاعين حتى لا يرى أحدا دمعاتها ولكنها لم تشعر بنواره التي تلاحقها حتى أصبحوا منفردين بالغرفة فقالت بحزن 
مالك يا رواية انتي كمان 
وكأنها كانت بحاجة للحديث فقالت پانكسار 
مش عارفة بنتي لسه بتعاقبني على أيه يا نواره هو أيه واجب الأم غير أنها تشوف المناسب لمصلحة بنتها ومصلحتها كانت بجوازها من أحمد. 
حينما تحدثت رواية عن ذاك الموضوع السري المرتبط بينهما أغلقت نواره الباب سريعا حتى لا يستمع اليهما احدا ومن ثم جلست جوارها على الاريكة الخشبية فربتت على فخذيها وهي تردد بحكمة 
مغلطتيش يخيتي اللي عملتيه عين العقل لو كان أبوها درى باللي هتقوله كانت هتبقى حريقة وبعدين اني مستغربة ايه اللي غيرها اكده ما طول عمرهم بيحبوا بعض وعلى طول سوا فجأة اكده تقول مش عايزاه! 
هزت رأسها باستياء هي الاخرى وهي تخبرها 
حقيقي مش عارفة انا بقالي ٨شهور بحاول أخليها تقتنع والغريبة كل ما الفرح بيقرب معاده بتصمم اكتر. 
تساءلت نواره باهتمام 
طب محاولتيش تسأليها عن السبب اللي مخليها عايزة تسيبه. 
ردت على الفور 
سألتها ولو كنت لقيت منها سبب مقنع كنت هتكلم مع فهد وهوقف الجوازة دي بس اللي قالته سبب تافه انها عايزة تتجوز واحد من القاهرة لانها پتكره العيشة في الصعيد. 
ضيقت عينيها پغضب 
ماله الصعيد أهلها وناسها.. 
منحتها نظرة بائسة قبل أن تردد 
هو أنا بأخد رأيك في اللي قالته يا نواره!.. 
اشفقت على حالتها فربتت بيدها على ظهرها وهي تردف بحنان 
متزعليش يا رواية يمكن عيشتها وسط اهل البندر خلتها تتعود عليهم و أن كانت حابة القعدة هناك نخلي
احمد ياخدها معاه هناك زي ما يحيى ولدي عمل. 
ثبتت تفكيرها بأكمله على تلك النقطة فوجدت ذاتها تائهة ضائعة لا تعلم إن كانت نقطة البقاء بالصعيد او القاهرة هو ما يهم ابنتها فعلا أم انها مجرد حجة تتحجج بها لتبتعد عنه وخاصة بأن أحمد وباقي الشباب ينتقلون بين القاهرة والصعيد فبات الأمر محيرا بالنسبة لها وكأنها عادت لنفس النقطة من جديد.. 
وصلت تسنيم أمام البوابة الخارجية ومن ثم ولجت للداخل مرت من جوار الثرايا فكادت بأن تصعد على الدرج لتنتبه للصوت الرجولي الخشن القادم من الخلف مرددا 
يا أهلا بيك يا بنتي نورتي الدنيا كلتها. 
استدارت للخلف ببطء فوجدت فهد يجلس على أريكة خشبية موضوعة وسط الحشائش الخضراء ومن جواره عدة أرئك يتوسطها طاولة صغيرة دائرية الشكل موضوع عليها عدد من المشروبات الساخنة اقتربت منه على استحياء ثم قالت بخجل 
منور بكبيره وأهل بيته. 
بدت له لابقة باختيار كلماتها ونال هذا إعجابه
كثيرا فقطع نظراته الثابتة كالسهم الذي يعلم الطريق لمستقره حينما قال باتزان 
عايزة ولدي 
اربكتها كلمته كثيرا
وإن كانت منطقية بعض الشيء لعملها المرتبط به ولكن رغما عنها توردت وجنتها فأومأت برأسها وهي تتابع بارتباك 
أيوه لازم أبلغه حاجة ضروري. 
شبح ابتسامة ارتسمت على طرفي شفتيه فدارت عينيه على نعمة التي تحمل المياه وتقترب لتضعها على الطاولة كان من الممكن ان يجعلها تستدعي آسر ولكن تعمق تفكيره وضعه بمنطقة حيادية فقال بمكر مختبئ خلف ثبات نبرته 
بالاسطبل انتي مش غريبة البيت بيتك.. 
وأشار لها على الإتجاه الصحيح للاسطبل بللت شفتيها بلعابها وهي توزع نظراتها بين الاتجاه المشار اليه وبينه ومن
ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج 
عن إذن حضرتك. 
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته 
إذنك معاك يا بنتي. 
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه 
بشمهندس آسر. 
لم يأتيها رده وكيف سيستمع لها وهو
بمكان ضخم كهذا
لم تجد تسنيم حلول بديلة الا ولوجها للداخل ففتحت الباب القصير المنحدر على جنبي السرداب ومن ثم ولجت تقدم قدما وتؤخر الأخرى پخوف من منظر الخيول المريب بالنسبة إليها أو لأي فتاة قد يرهبها رؤية قط أو فأر فماذا اذا وجدت ذاتها محاصرة بعدد من الخيل الاصيل ربما لو رأت خيل واحد لا بأس فهي بالطبع تتعامل معه من على بعد تاركة باقي المهام لوالدها توقفت عن الخطى حينما لمحت فرس صغير على ما يبدو بأنه حديث الولادة لونه أبيض كبياض الثلج وجبهته ينقرها اللون البني أعجبت بيها للغاية فلم تستطيع الا تقترب منها وتلامس جلدها الناعم فتحت تسنيم الباب الصغير الذي يفصل الفرس الصغير عن باقي الاسطبل ومن ثم مررت يدها على جلده بابتسامة حنونه راق لها هذا الفرس كثيرا وخاصة بأنه مسالم اړتعب قلبها فجأة حينما استمعت لصهيل قوي غاضب يأتي من خلفها ففور ان استدارت وجدت الخيل الذي يلقبه آسر ب همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت يديها معا لتحمي وجهها وهي تصرخ بفزع وحينما استمعت لصوته رفعتهما لتجده يقف أمامه ويتمسك بقدميه ومن ثم دفعه للخلف وهو يصيح بها بانفعال 
همام اهدى! 
تراجع الفرس للخلف قليلا وكأنه شعر بالأمان على ابنه الصغير لوجود فارسه فعاد ليقف جوار فرسته الجامحة مهجة وهو بتأمل صغيره عن بعد أسرع آسر تجاه تسنيم ومن ثم عاونها على الوقوف وهو يتساءل بلهفة 
انتي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات وعينيها تتابع همام پخوف والأخر يتابعها بنظرات حائرة لا يعرف كيف أتت الى هنا ولكنه سعيد لرؤياها مجددا انتبهت تسنيم لنظرات آسر لها وليديه التي مازالت تتمسك بها خشية من أن تسقط من جديد فتراجعت للخلف وهي تعدل حقيبتها الصغيرة بخجل ومن ثم قالت بتوتر 
انا آسفة جدا مكنتش اعرف انه هيضايق كده آآ... آنا كنت جاية عشان اقول لحضرتك اني لازم انزل القاهرة فلو حابب تبعت حاجة تبع الشغل معايا او على الاقل تبقى عارف بسفري فآآ... وأنا داخلة شوفت فهد بيه وهو اللي دلني على الاسطبل وانا بدور على حضرتك شوفت الحصان الجميل ده فبعتذر على اللي حصل.. 
حديثها المرتبك كان غير مرتب يعكس ما تشعر به من حرج وتوتر نعم فهم من مغزى حديثها مهمة أبيه الماكرة ولكنه احب ذلك كثيرا تحرر لسانه ناطقا باتزان 
محصلش اي حاجة لكل ده ممكن تهدي بس وتاخدي نفسك وبعدين نكمل كلامنا. 
رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها فرأته يخرج من السرداب الصغير فقالت بفزع 
حضرتك رايح فين 
ابتسم على خۏفها البادي على وجهها قبل ان يتبع صوتها فأشار لها 
هجيب كرسين وأجي متقلقيش همام مش ممكن يهاجمك تاني كده عرف انك تخصيني. 
وتركها وغادر وقلبها يخفق باضطراب من أخر جملته وإن كانت أسرتها قبل أن تأسر قلبها وروحها صفنت به وهو يقترب منها حامل المقعدين ومن ثم وضعهما جوار الخيل الصغير لتتمكن هي من رؤياه بعدما صرحت بإعجابها به أشار لها بالجلوس فجلست على استحياء ومن ثم حرر لجام الصغير ليدفعه برفق ليقترب منها فوزعت نظراتها بينه وبين همام پخوف فتعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع بقوله الشبه حازم 
قولتلك مټخافيش! 
رفعت يدها ومازالت نظراتها تحوم بين همام ومهجة فوجدتهما هدئين متقبلين لوجودها برفقة آسر فمررت يدها على جسد الصغير بفرحة غمرتها ومن ثم قالت بإعجاب شديد 
ما شاء الله جميل اوي. 
تعمق بالتطلع لها قبل أن يخرج صوته الرخيم 
إختاريله أسم بقا. 
نظرة مرتبكة تقابلت مع نظراته الفاتنة بجمالها فازدرت ريقها وهي تجيبه بارتباك
مش عارفة بصراحة. 
قال ومازالت نظراته متعلقة بها 
حاولي.
سحبت نظراتها المتعلقة به ومن ثم تأملت الصغير وهي تردد بابتسامة صغيرة 
ممكن برق.. 
ابتسم وهو يردد 
مش هيكون اسمه غير كده. 
اصطبغ وجهها بلون حبات الكرز وهي تتطلع له بتوتر فنهضت وهي تعدل حقيبتها ثم قالت 
همشي بقا عشان معاد القطر. 
تساءل باستغراب 
مش المفروض انك هتسافري بعد يومين 
اجابته وعينيها منشغلة بتأمل حقيبتها كمحاولة من التهرب من لقاء عينيه 
أيوه بس لازم أسافر عشان أطمن على حور. 
أومأ برأسه بتفهم ثم قال 
طب استني لحظة هجيب من والدي الملف اللي كان
بيوقعه عشان توصليه لبشمهندس يحيى. 
هزت رأسها بهدوء ثم وقفت تنتظر عودته جوار ذاك الفرس الصغير الذي سيشهد على قصة عشق ستهز أرجاء الصعيد قصة ستتحدى عادات وتقاليد الرجل الشرقي ذو العرق الصعيدي وربما لتوضح للعالم بأن الصعايدة ليس كما يقال عنهم بل هم أصل النبل والرجولة! 
وصل يحيى للمصنع ومن ثم اتجه لغرفة مكتبه وحينما دلف للداخل انكمشت معالمه بعدم تصديق لما يرأه او ربما عقله لم يستطيع تفسير من انها تتملك كل تلك الجرءة لتقف أمامه من جديد بعد ما ارتكبته من ذنب ڤاضح لا غفران له! 
عاد آسر حاملا الملف المنشود ثم قدمه لها فحملته وتوجهت للخروج بعدما ودعته بابتسامة صغيرة تحمل مغزى يخترق قلبه من دون سابق انذار تشتت أفكاره التي تخطر له بتلك اللحظة فلحق بها وقبل أن تصل للبوابة الخارجية اوقفها مناديا 
تسنيم.
استدارت لتقابله وهي تتساءل بدهشة 
نسيت حاجة يا بشمهندس. 
مرر يديه على رقبته وكأنما يحجب تلك الكلمات التي تكاد على التحرر ولكنه فشل بذلك فقال
خلي بالك من نفسك. 
بقت تتطلع له للحظات لا تعلم بماذا ستجيبه وذاك فكر اخر هاجمها أيحل له قول ذلك لها لانه رب عملها او لا يحل له لطالما كانت جافة بالتعامل مع صنف الرجال جميعا حتى مع اساتذة الجامعة وغيرهما ولكنه حالة خاصة وفريدة بالنسبة لها حالة لا تجد لها تفسيرا منطقي له او لما يحدث لها بللت شفتيها الجافة بلعابها وهي تجيبه بتوتر 
حاضر عن إذن حضرتك. 
وتركته وغادرت بقلب يكاد يتوقف من فرط
الارتباك فتوقفت مرة اخرى حينما وجدت نادين تقترب منها فسألتها بلهفة 
انتي كنتي عارفة باللي حصل مع حور ومقولتليش 
قالت بحزن وهي تتأمل تلك السيارة التي تقترب منهن 
لا والله يا طنط انا لسه عارفة من شوية وهسافرلها حالا. 
انسدلت دموعها بتأثر فربتت تسنيم بحنان على كتفيها 
مټخافيش ان شاء الله هتبقى كويسة انا راحلها وهبقى اطمن حضرتك بالموبيل. 
ردت عليها مسرعة 
انا كمان راحلها. 
ثم استرسلت حديثها وهي تشير على السيارة التي توقفت أمامهما 
تعالي معانا في العربية بدل ما طريقنا واحد. 
قالت بحرج 
لا مفيش داعي أنا هسافر بالقطر كمان ساعة بإذن الله وكمان شنطتي لسه بالبيت. 
بإصرار قالت 
وتركبي قطر ليه واحنا نازلين القاهرة ورايحين نفس المشوار ثم ان دي مش حجة هنخلي عادل السواق يطلع على بيتك الاول نجيب شنطتك ونمشي اركبي يالا. 
أخبرتها بابتسامة صغيرة 
حاضر..
وبالفعل صعدت تسنيم للخلف جوار نادين وبقى سليم بالامام جوار السائق الذي تحرك بهما على الفور وآسر كما هو يودعها بنظراتها امام تلك البوابة الضخمة التي تفصله عن الداخل وحينما استدار عائدا تفاجئ بمن يقف أمامه يحدجه بنظرات قاتمة وعصاه الانبوسية تحتك بالارض بقسۏة وكأنه يود بها أن تمنحه عقۏبة يعلمها جيدا فابتسم وهو يقترب منه بخبث! 
بأحد منازل كبار الصعيد وبالاخص بمنزل تابع لكبار الدهاشنة دلف ذاك الخادم المتنكر بعمامته البيضاء التي تخفي ملامحه وهو يتلفت من خلفه پخوف من أن يرأه أحدا ويا ويلته إن رأه أحدا من المغازية بالتحديد فبالتأكيد سينقطع رأسه حينما ستشهد خيانته لثراياأيان المغازي فما ان رأه حارس البيت حتى سمح له بالمرور كالمعتاد لزيارته المتخفية ومن ثم اتبع الخادمة التي ادخلته مكتب رب هذا المنزل لتضع له الشهي من المؤكلات والمشروبات كما شدد عليها سيدها فأكل بنهم وهو يراقب باب المكتب فما أن ولج صاحب المنزل حتى نهض عن مقعده وهو يردد باحترام وخوف بآن واحد 
مهران بيه!... آآ... أني جبتلك معلومات المرادي تستحق الحلاوة والمرادي الضړبة هتكون لفهد نفسه!.. 
................. يتبع................ 
الدهاشنة٢... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت....... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه...صراعالسلطةوالكبرياء..... 
الفصل الخامسعشر... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة من الأردن الحبيب أم عثمان أبو العز بتمنى دائما تكوني بأفضل حال وكل عام وأنت بخير......
انسحب طابع الهدوء الذي يكسو عينيه ليحل محله عاصفة غائرة من ڠضب فتك بحدقتيه السوداء فتحررت أحباله الصوتية لتنم عن صوت لا يقل ڠضب عن چحيم عينيه 
ليك عين تيجي هنا!! 
تجاهلت يمنى عصبيته الزائدة ثم قالت ببرود 
يحيى أنا مرتكبتش ذنب أنا حبيتك! 
ازدحمت شحنة الغيظ بداخله لما تمتلكه من عدم
استيعاب لما فعلته فخطى ليبدو قريبا منها ومن ثم ردد باستحقار 
مش مستغرب البجاحة اللي عندك مهو المسلسل التركي اللي عملتيه سبق ودخل عليا مرة بس مش هيدخل عليا تاني.. 
ازاحت الحقيبة العالقة بذراعيها ثم اقتربت المسافة المتبقية لتشير له باستياء 
حبي ليك مش مسلسل يا يحيى وبعدين انا مش عارفة انت ليه رافضني بالشكل ده وانت متجوز واحدة مچنونة لا هتقدر تفهمك ولا تفهم احتياجاتك.. 
ثم رفعت يدها تداعب أزرر قميصه الأبيض ظنا منها انها تغريه 
ثم اني مطلبتش منك تطلقها لو اتجوزنا جوازنا هيكون في السر.. 
شهقت فزعا حينما انهالت يديه بصڤعة قوية على وجهها ومن ثم لف خصلات شعرها حول معصمه صارخا بعصبية بالغة 
واضح ان الذوق مش بيمشي مع امثالك أنا بقى هوريكي الرد المناسب.. 
بالبداية لم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة الا حينما فتح باب المكتب ليلقي بها بالخارج أمام الموظفين
جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع 
المكان ده
لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة. 
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم 
أرموا الژبالة دي بره.. 
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!. 
وقف آسر جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوء شديد فطال صمتهما الى أن قطعه فهد حينما قال 
إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها. 
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب
والده بثبات 
أنا محبتش قبل كده.. 
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا 
حضرتك أكتر واحد فهمني وعارف أني نسيت ماسة في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي روجينا وحور.
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر 
عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس. 
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع 
أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس. 
اتسعت ابتسامةآسر حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال تسنيم للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة كاد بأن يشكره على ما
فعل ولكنه تفاجئ بمن تقترب منهما حاملة لأكواب العصيروتسترق السمع اليهما وحينما فشلت بسماع شيء زمجرت بغيظ 
سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها! 
تطلع آسر لوالده بمكر ومن ثم قال بلهجته الصعيدية 
مخبرش تقصدي أيه ياما بس أبوي خابر عن اذنكم .. 
وغادر سريعا من أمامهما فوقفت رواية مقابله لتعيد سؤالها من جديد 
ابنك هرب ومفضلش غيرك قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد 
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذ قائلا بتسلية 
في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبدا.. 
منحته نظرة مغتاظة وهي تمتم پغضب 
كده يا فهد طب هات بقا مفيش عصير.. 
ووضعت الكوب على الصينية مجددا ثم كادت بالمغادرة فجذبه منها ثم قال من وسط ضحكاته الرجولية 
مفيش فايدة فيك ولا في عنادك. 
كادت بسحب الكوب مرة أخرى فرفعه عاليا ثم أشار بعينيه الماكرة 
هقولك بس مش اهنه.. 
واتجه بها لغرفتهما بابتسامة نصر لنجاح جزء من مخططه بسحبها بعيدا ليقضوا وقتا سويا بعيدا عن صخب المنزل الذي لا ينتهي.. 
طال طريق العودة من الاسكندرية للقاهرة ومازالت كلماته تلاحقها كالۏحش الذي يستنزف فريسته عصفت رأسها بسؤاله الغامض فبحثت عن اجابة ترضى فضولها حول المتعلق بالعائلتين كادت بأن تسأل بدر الغافل على نافذة الباص البارد ولكنها خشيت ان يعلم بأمرها وربما ان ضغط عليها سيعلم بعلاقتها الخفية بأيان اهتدت روجينا لاجابة متوقعة بأن ربما يجمعهما ثأر مثلما يسود بين أغلب عائلات الصعيد ولكن عليها التأكد وبداخلها تتمنى أن يكون الامر هين حتى لا تفترق عن ذاك الغامض الذي سلبها قلبها قبل عقلها... 
أما هناك على الجانب الأخر القريب عنها كانت نظراتها تتعلق بمعالم وجهه القاسې تستغل غفلته القصيرة لتشبع عينيها بالتطلع اليه تعافر تلك الدمعات الخائڼة التي تود ڤضحها فالا يكفيها ما تشعر به من حرج بعدما فصحت لبدر بما حدث معها بأميركا نعم كانت قد اقسمت بأن هذا السر سيدفن معها ولكنها مازالت حتى تلك اللحظة تعاني ۏجع تلك الذكرى المفجعة التي قد تعد هينة وفخر لفتاة تعيش بأحضان امريكا المتطورة بعاداتها التي تشبه العهر ولكن لفتاة مثل رؤى تنكر اصولها العربية يكون ذاك الۏجع
متسلسل حتى الرمق الاخير من روحها البائسة!...
توقف الاتوبيس اخيرا أمام العمارة لتنادي أحدى المشرفات على روجينا لتخبرها بأنها وصلت لوجهتها فهبطت هي ورؤى للاسفل ومن خلفهما بدر الذي حمل الحقائب على كتفيه ومن ثم اتبعهما كادوا بالصعود للاعلى ولكن استوقفهم صوت مألوف إليهما فاستداروا تجاه الجهة الاخرى من الطريق فوجدوا نادين تلوح لهما من نافذة السيارة التي تقترب من مدخل العمارة ليهبط منها أبيه ووالدته وتسنيم أسرع بدر اليه ليندث بأحضانه بشوق 
أبوي..
لف سليم ذراعيه حول ابنه بابتسامة حنونة ثم ردد بفرحة 
اتوحشتني اوي يا ولدي طمني عليك وعلى اختك.. 
ابتعد عنه وهو يجيبه بابتسامة هادئة 
الحمد لله بخير انتوا اللي عاملين ايه
أجابه سريعا
كلنا بخير..
دفعته نادين برفق لتحتضن ابنها ومن ثم ابتعدت عنه لتردد بحزن
مالك كده يا ابني خسيت النص وحالك عدم كده... انت مش بتاكل ولا ايه 
تعالت ضحكاته لسماعه كلماتها المعتادة فقال بمرح 
ازاي بقا ده الشيف حور نازلة علينا بالطواجن ليل نهار! 
انكمشت تعابيرها حزنا 
قلبي واكلني عليها... يلا نطلع نطمن عليها الاول. 
أومأ برأسه لها فاستدارت لتشير لمن خلفها قائلة 
يلا نطلع احنا يا تسنيم وهما هيجبوا الشنط وهيجوا ورانا.. 
هبطت من السيارة وهي تخبرها على استحياء 
انا هسيب شنطتي تحت لما اطلع اطمن على حور الاول وبعد كده هركب تاكسي واروح السكن.. 
وقف
سليم مقابلها لتشير لها بصرامة 
سكن أيه اللي هتروحيه انتي هتقغدي اهنه مع الحريم.. 
كادت بمقاطعته فرفع حاجبيه بحزم انهى به النقاش المحتد فيما بينهما 
الكلام اللي بقوله مفيش بعديه نقاش انتي اهنه في ضيافتنا.. 
قالت بخجل 
انا والله ما قصدي اكسر كلام حضرتك بس انا مش عايزة أسببلكم ازعاج.. 
لفت نادين يدها حولها ثم قالت 
سيبك من الكلام اللي هيزعلنا ده انتي مش عايزة تكوني جنب حور ولا ايه 
قالت بكل تأكيد 
طبعا.
حستها على اتابعها للاعلى قائلة 
طيب يلا.. 
بشقة الفتيات.. 
بعض الآلام الظاهرة على تعابير الوجه هينة أمام ۏجع القلب الذي يئن بصمت يئن بسكون خشية من أن يستمع إليه أحدا فربما أن علم أحدا ما يوجعه لإنقلب الأمر لعتاب قاسې هكذا كان ېنزف قلب حور في صمت تام قرب أحمد منها بتلك اللحظة العصيبة جعلها تتمنى وجوده لجوارها دائما تتمناه حبيبا وزوجا ولكن ذاك الحلم ليس تمتلك حتى الحق به انتبهت من غفلتها القصيرة على صوت قرع باب غرفتها فلم تكن سوى تالين تحمل الطعام إليها وبعض المشروبات الساخنة ولجت والابتسامة مرسومة على وجهها لتقدم لها الكوب قائلة
طمنيني أخبارك أيه النهاردة .. 
أجابتها بصوت واهن 
الحمد لله بخير.. 
ثم تناولت الكوب منها لتردف بضيق 
أنا حاسة أني عاملة جراحة خطېرة وانتي بتقومي بالواجب معايا مش كده يا بنتي هزيد ٢٠كيلو! 
لوت فمها بتهكم 
يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب انتي مينفعكيش الدلع على فكرة. 
ابتسمت وهي تجيبها 
انا عايزة اقوم أعمل أي حاجه لنفسي المهم أقف على رجلي.. 
قطع حديثهما رنين الباب فأشارت لها تالين ساخرة 
هفتح الباب وأجي نكمل حوارنا. 
وتركتها وتوجهت للخارج.. 
دث المفتاح بباب شقته ثم ولج ليجلس على اقرب مقعد ويديه تحك مقدمة رأسه پألم شديد انتبه يحيى لسماع خطوات تقترب منه ليجد إلهام المربية أمامه تخبره باهتمام شديد 
بشمهندس يحيى كان في حاجه عايزة ابلغها لحضرتك. 
أزاح يديه عن رأسه ثم قال بملل 
حاجة أيه! 
أجابته على الفور 
مدام ماسة من بعد ما حضرتك نزلت الصبح وهي بترجع و تعبانه .. 
تطلع لها پصدمة فقال بصعوبة وهو يحاول ابتلاع ريقه 
طب هي فين 
أجابته بهدوء 
اديتها مسكن ونايمة... 
صمت قليلا وكأنه يصارع ما يهاجمه من أفكار سودوية قد يكون نهايتها غير محسومة بالمرة ثم قال 
لبسيها عشان هننزل للدكتور. 
أشارت له بانصياع ثم تخفت من أمام عينيه لتتركه بدوامته الممېتة.. 
ما أن خلت الغرفة من أبيها ووالدتها بعدما اتطمئنوا عليها حتى همست لرفيقتها بلهفة 
خالك مسافرش برضه.. 
بمجرد ذكرها له جعل جسد تسنيم يهتز پعنف وكأنه عاد ليلامسها من جديد فازدردت ريقها بصعوبة بالغة ثم قالت 
لا بس انا مكنتش هقعد معاه في بيت واحد تاني.. 
ربتت حور بتفهم على ذراعيها
أحسن عشان متديش لنفسك فرصة تفتكري اللي فات.. 
انهمرت دمعة خائڼة على وجهها فازاحتها سريعا ثم قالت بصوت مختتق 
مين قالك اني نسيته يا حور أنا مبعرفش انام وكل ما بفتكر اللي كان بيعمله فيا ببقى عايزة اقتله بايدي.. 
شاركتها البكاء الصامت ثم قالت بتأثر 
حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه ويشوفه في بناته عشان يحس بوجعك.. 
استوقفتها بضيق 
لا بناته ملهمش ذنب.. 
انقطع الحديث بينهما حينما ولجت رؤى للداخل لتطمىن عليها فجلست لجوارها تتساءل عن حالها بينما انغمست تسنيم بارتشاف كأسها الموجع من جديد.. 
سحبتها روجينا داخل غرفتها ثم اغلقت الباب فقالت نادين بحيرة 
أيه المهم اللي مخليني سبت الطبيخ وجيت معاكي اوضتك يا ست روجين 
رسمت ابتسامة مصطنعة وهي تجيبها بارتباك 
وحشاني يا نودي الله وبعدين انتي جاية من اخر الدنيا عشان تقفي تطبخي! 
ابتسمت وهي تجيبها 
مش بطبخ بعمل اكل خفيف كده للعشا عشان حور تاخد ادويتها.. 
هزت رأسها ثم قالت 
اقعدي انتي بس معاها وانا هرتب الشنط وهطلع انا وتالين هنظبط الدنيا.. 
احتضنتها وهي تردد بمرح 
طول عمرك جدعة يا بت.. 
بادلتها الابتسامة وهي تتدعي التهائها بترتيب ما بحقيبتها بداخل الخزانة فقالت بمكر 
قوليلي يا نودي هو انتي تعرفي حد في بلادنا من المغازية 
ضيقت عينيها باستغراب 
بتسألي ليه 
ابعدت خصلات شعرها خلف اذنيها ثم قالت بتوتر 
لا مفيش اصلي مصاحبة بنت من عيلة المغازية بس لما عرفت انا بنت مين بعدت عني فاستغربت يعني!.. 
احتدت نبرتها وهي تحذرها 
وانتي كمان ابعدي عنها هي مش أحسن منك... 
تسائلت بخبث 
ليه ابعد عنها مهو أنا مش فاهمه تصرفها ده سببه ايه 
اجابتها نادين بهدوء 
بصي يا بنتي انا معرفش الحكاية بالتفصيل بس اللي أعرفه أن اللي بين الدهاشنة والمغازية سيل ډم وهما اللي قتلوا جدك وهدان الله يرحمه وحرقوا ارضينا وممتلكاتنا.. 
فزعت لما استمعت اليها فتسائلت پصدمة 
قتلوه!! طب كل ده ليه 
قالت بضيق شديد 
بيقولوا انهم اتبلوا على جدك واتهموه إنه اتعدى على مرات كبير المغازية وقټلها.. 
انقطع مجرى تنفسها لسماع العائق بين العائلتين فقالت بارتباك
طب ليه محاولوش يعرفوا الحقيقة! 
قالت باندفاع شدبد 
لانهم مش عايزين يصدقوا غير كده حجة يقضوا بيها علينا عشان البلد ميكنلهاش كبير غير واحد بس وطبعا يكون منهم هما.. 
صفنت
بكلماتها التي قبضت روحها وزهقت قلبها المئن فبعد سماع تلك الحقائق البشعة ليس هناك أمل ولو ضئيل بتقبل أحدا ما تكنه بداخلها لفرد من افراد المغازية وخاصة
حينما تعلم بكنايته!! 
طرق على باب الغرفة مرتين متتاليتن ومن ثم حينما استمع لاذن الدخول ولج أحمد للداخل فاحنى رأسه أرضا حينما وجد تسنبم بالداخل فاقترب من الفراش ليتساءل وأعينه لا تفارق الأرض 
عاملة ايه النهاردة يا حور أحسن 
استمعت لصوته بأنفاس تختلج لسماع المزيد وبصوت ثقيل قالت 
الحمد لله يا أحمد تسلم على سؤالك.. 
رفع عينيه مقابلها ليضع الحقيبة الصغيرة من يديه على الكومود الصغير ثم قال 
انا جبت المرهم اللي مكناش لقينه واحد صاحبي جبهولي شحن من برة.. 
تسللت الفرحة لوجهها فاهتمامه بها يروق لها كثيرا فحررت أحبالها المتوقفة لسماعه قائلة 
مش عارفة اشكرك على اللي عملته معايا ازاي! 
منح لعينيه نظرة أخرى وهو
يجيبها
مفيش تعب ولا حاجة المهم ربنا يقومك بالسلامة.. 
ثم تطلع تجاه تسنيم ليستطرد 
عن اذنكم. 
أومات
براسها بهزة
بسيطة ومن ثم عادت لتراقب حور التي تتأمل رحيله باعين متلهفة تترجى بقائه في صمت فما ان تطلعت لرفيقتها حتى قالت الاخيرة بشك 
لا انا لازم اعرف حكايتك أيه بالظبط 
الظلام يخيم على الغرفة التي ملأها السكون ومن بين ذاك العاصف والهائم صوت حركة خفيفة تسودها فما كان سوى صوت دوار المقعد الذي يدور بحركة ثابتة مخيفة ليتوقف عن الحركة حينما استمع لصوت الهاتف المترقب فتسللت الضحكة الخبيثة على وجه سيده الذي يعتلي جسد المقعد الاسود وخاصة حينما لمع الهاتف باسمها ليهمس من خلفه بفحيحه المخيف 
بتسبقيني دايما بخطوة!!... 
.......... يتبع............... الدهاشنة٢... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة.....صراعالسلطةوالكبرياء...... 
الفصل السادسعشر.. 
إهداء الفصل للقارئة المميزة جهاد محمود من أجمل القراء ربي يسعد قلبك ويفرحك وكل عام وأنت بألف صحة وسعادة...
اكتشفتي اللي بين العيلتين بسرعة كبيرة أنا نفسي متوقعتهاش.. 
أتاه صوتها المتردد بالحديث 
أيوه كان عندي فضول أعرف.. 
ولقيتي أيه! 
اللي عرفته وترني وخلاني متلخبطة بس أنا واثقة ان مهما حصل بينهم فأكيد في سوء تفاهم. 
ابتسامة اعتلاها الشړ بوسام مخيف ارتسمت على شفتيه التي لفظت 
مفيش سوء تفاهم يا روجينا جدك قتل أمي وأنا قټله بإيدي! 
صدمت مما استمعت اليه فباتت كلماتها غير مرتبة 
اللي ماټت مامتك! 
بفحيح الشړ الخبيث نطق 
يعني استغربتي اني ابنها ومستغربتيش اني قټلت جدك! 
بقلب مفطور بح نبرتها قالت 
لاني ميهمنيش حاجه غيرك أنت يا أيان أنا مستغربة انت عملت فيا أيه ازاي
قدرت أحبك بالسهولة دي بالرغم اني مع أحمد من سنين وعمري ما مشاعري اتحركت نحيته! 
ازدادت ابتسامته ومن ثم لف مقعده بعجرفة اتبعت قوله الصريح 
تقدري تقولي اني عندي سحري الخاص ولا ايه! 
استمع صوت ضحكاتها فقال قبل أن يغلق الهاتف 
بكره هشوفك.. 
وأغلق الهاتف دون أن يخبرها بأي مكان سيلتقي بها او أي ساعة تركها بحيرة أخرى تدفعها بالتفكير به كل ثانية وكأنها أحدى سمات شخصه الغامض ان يدفعها بالتفكير المجبر به!.. 
توقفت سيارته أمام أحدى العيادات الخاصة بالنسا بعد تفكير عميق بتغير وجهته ليتابع مع الطبيب المعالج لحالة ماسةولكنه اقتنع بالاخير ان عليه قطع شكوكه باليقين أولا قبل الذهاب إليه هبط يحيى أولا ثم فتح باب السيارة مشيرا لها بحنان 
انزلي يا حبيبتي.. 
حملت ماسة الحلوى التي تحملها على قدميها ثم هبطت تستكشف المكان الذي أتى بها اليه فذمت شفتيها باستياء 
فين الحديقة أنت قولتلي هتوديني! 
أغلق باب السيارة ثم جذب يدها ليجيبها ببسمة رسمها بالكد 
انا عمري وعدتك بحاجه ومنفذتهاش. 
هزت رأسها بالنفي فاستطرد قائلا 
هنروح مشوار صغير وبعد كده هنروح اتفقنا 
ابتسمت لتشرق ظلام قلبه فخرج صوتها رقيق ناعم 
اتفقنا.
ابتسامته الهادئة خبئت خوفه العظيم مما سيجتازه بعد قليل صعد بها للأعلى فدون إسمها بدفتر الممرضة الخاص ثم عاونها على الجلوس على الأريكة لجواره تجاهل نظرات النساء لزوجته التي تبدو من الخارج كطفلة صغيرة غواها أحد الرجال الطالحين لم يتجاهل نظراتهن قط بل العالم الذي توقف من حوله بأكمله ليستيقظ على صوت الممرضة التي تشير له لتلفت انتباهه 
مدام ماسة اتفضلي .. 
انتصب بوقفته ثم جذبها وهو يردد بابتسامة صغيرة 
يلا يا حبيبتي.. 
اتابعته للداخل وعينيها تطوف بالمكان بتعجب حتى حينما ولجت للداخل وفحصتها الطبيبة اتبعت تعليماتها على وعد منه بإنه سيأخذها للحديقة فور الانتهاء مما تفعله وبالفعل بعد فحص دقيق اتضح شكوك الطبيبة فجلست على مقعدها ثم خلعت نظاراتها الطبية لتلقي حديث غير مهندم بطريقة مقززة تحمل شكوك تجاهه 
البنت حامل ولو حضرتك فاكر انك جيت هنا عشان تحل الموضوع ده فتبقى غلطان انت في مكان محترم.. 
شكوكها ربما بمحلها فماسة تبدو كالطفلة الصغيرة وخاصة حينما خسړت من نصف وزنها تقريبا والحلوى التي تتناولها وطريقتها بالحديث أضافت لها طفولة بعد بلوغها فظنت تلك الطبيبة ومن بالخارج بأنه يستغل مرض تلك الفتاة وبالطبع الحديث المسيء التي القته على مسمعه لم يكن من السهل على رجل شرقي صعيدي تقبله بمنتهى البساطة لذا ثارت حدقتيه في زقاق مروع
فنهض عن مقعده قائلا بحدة 
اللي قاعدة قدامك دي تبقى مراتي على سنة الله ورسوله.. 
وألقى بملفها الذي يحمل تفصيل دقيق لحالتها بوجه الطبيبة ثم استطرد بلهجة خشنة 
لولا انك واحدة ست انا كنت ندمتك على الكلام اللي قولتيه ده. 
وجذب يدها برفق 
يالا يا ماسة.. 
خرج من تلك العيادة وعقله مازال حبيس لتلك الكلمة التي كسرت شكوكه بالبداية كانت مجرد شكوك ولكنها الان واقع بائس فكيف لطفلة أن تحمل بطفل أخر 
لا يعلم كيف قاد السيارة تجاه الحديقة فجلس على الاريكة المقابلة للارجيحة التي اعتلتها ماسة نظراته مسلطة عليها ولكنه شارد باتجاه أخر فأخرج هاتفه ثم طلب أحد الأرقام ورفع الهاتف اليه ينتظر سماع صوت المتصل به فما ان اتاه صوتآسر حتى قال بصوت واهن 
شكوكي كانت بمحلها يا آسر ماسة حامل! 
وضع أحمد الأكياس الممتلئة بالمؤكلات الطازجة بالمطبخ ثم قال بابتسامة هادئة 
جبتلك كل الطلبات اللي حضرتك قولتي عليها.. 
تناولت منه نادين الأكياس وببسمة ممتنة قالت 
تسلم يا أحمد انت عارف بدر راجع من اسكندرية تعبان ومش قادر يقف.. 
عاتبها بقوله 
مفيش فرق بينا هروح أشوف عمي لو محتاج حاجه عن أذن حضرتك.. 
رددت في ود 
إذنك معاك يا حبيبي.. 
وكاد بالخروج فتوقف محله حينما وجدها تقترب من المطبخ بالأكواب الفارغة التي تحملها فما أن رأته حتى امتعضت معالمها بضيق شديد وكأنها لم تود رؤيته فشعر أحمد بذاك جيدا ولكنه تجاوز احساسه الدائم نحوها ثم قال بلهجة شبه ساخرة 
حمدلله على السلامة.. 
أجابته روجينا ببرود رغم لمساتها لسخريته الظاهرة 
الله يسلمك شكرا.. 
منحها نظرة جافة وكأنما يعاتبها على جراءتها بالرد عليه وعدم اعترافها بأنها ارتكبت خطأ حينما سافرت دون إخباره سئم معاتباتها الدائمة التي جعلته يمل من ذاته قبل أن يمل منها لذا أكمل طريقه بالخروج دون أن يضيف حرفا واحدا بينما ولجت هي للداخل لتضع الاكواب فاستوقفتها من راقبت الوضع بينهما بصمت فتساءلت بشك 
هو في حاجه بينكم يا بنتي أحسن أحمد باين عليه انه متضايق من حاجة! 
زفرت بتأفف شديد ثم قالت بعصبية 
هو دايما كده أنا كرهته بسبب تحكماته. 
بحكمة ووعي تساءلت 
طب بس قوليلي ايه اللي حصل 
قالت بايجاز شديد 
متضايق عشان سافرت اسكندرية من غير ما اقوله عايز يفرض عليا تحكمات من دلوقتي! 
ذهلت من تفكيرها الخاطئ تجاهه فاستجمعت هدوائها أولا ثم قالت 
بس هو مش غلطان يا روجين أحمد معاه حق لانه لازم يعرف كل حاجه عنك مش كلها كام شهر وهيبقى جوزك يا بنتي! 
سماعها لتلك الحقيقة الملموسة جعلها تستشيط ڠضبا فتهربت من هذا الحديث الذي سيفيقها من حلمها الذي يجمعها بفارس أحلامها الغامض وكأنها ارتشفت كأس من النبذ لا تريد الافاقة منه فاستأذنت منها قائلة 
ورايا محاضرات كتير بكرة تصبحي على خير. 
وتركتها وغادرت لغرفتها سريعا والاخرى تراقبها بنظرات ساهمه تحاول بها التسلل لرأسها علها تفهم ما أصابها.. 
بغرفة حور.. 
كانت ممددة على الفراش المجاور لها تستمع اليها بحرص شديد
وما أن انتهت حور من الحديث عن مشاعرها تجاه أحمد حتى قالت تسنيم 
بس كل ده غلط يا حور لانه في الاول والأخر مش هيكون ليكي واديكي نطقتي بلسانك ان فرحهم متحدد يعني تفكيرك فيه مش هيسببلك غير الۏجع.. 
انزلقت الدمعات تباعا من عينيها تأثرا بكلماتها الموجوعة فخرج صوتها شبه مسموع من أثر البكاء 
كل اللي بتقوليه ده انا عارفاه يا تسنيم بس صدقيني ڠصب عني. 
ثم ابتلعت ريقها على مهل وهي تستطرد 
بس اوعدك اني هحاول انساه واخرجه من تفكيري.. 
منحتها ابتسامة صغيرة محملة بالشفقة على حالها فشعرت بحاجتها للإنفراد بذاتها لذا أغلقت عينيها باستسلام لنوم يصاحبه تفكير بالآسر الذي أسر قلبها المعقود بألف عقدة ومشوش پخوف يهدده.. 
خيط الشمس الذهبي انسدل ليغطي ضوئه العالم المحيط بها فانحدرت على تلك البقاع المتطرفة بالصعيد لتمنحها مظهر رباني مبدع ومن بينهما منزل كبير الدهاشنة القابع بمنتصف الصعيد فألتفت الكاميرا التي تنقل ذاك المشهد المهيب لتتسلط على الاسطبل القريب منه حيث يجلس ذاك العاشق الذي بات قلبه يهاجمه بشراسة ليجعله يفق لذاك الحب الذي ولد بداخله تجاهها فحتى حينما يفكر بها ترسم البسمة على شفتيه القاسېة نعومة لمساته لذلك الفرس الصغير جعلته يشعر وكأنه يلامس وجهها الأبيض الرقيق فازدادت ابتسامته الجذابة حينما تذكر ما حدث بالأمس مازال يتذكر خۏفها الشديد حينما هاجمها همام فتعلقت به پخوف مازال يذكر أصغر التفاصيل التي تتعلق بها حتى ذاك اللقاء القصير قبل صعودها لسيارة عمه نهض آسر عن مقعده بحزم اتخذه بجدية فصعد لظهر فرسه الجامح ليتجه ناحية المزارع ومن خلالها سلك الطريق تجاه أرض العم فضل فاتسعت ابتسامته حينما وجده يجلس بمكانه المعتاد ولجواره كان يقف رجل كبير بالعمر وعلى ما بدى له بأنه من أقاربه لا يعلم بانه من سلب النوم من أعين من أحب وربما يكون السبب فيما سيواجهه من صراع قاټل.. 
دنا آسر منه ثم قال بإبتسامة عذباء 
صباح الخير يا عم فضل.. 
برزت أسنان ذاك العجوز المبتسم وهو يجيبه بوقار 
صباح النور يا ولدي اتفضل.. 
جلس آسر جواره
فأشار فضل لمن يتابع ما يحدث قائلا باهتمام 
ده بشمهندس آسر يا عباس ابن كبير الدهاشنة فهد بيه.. 
هز رأسه البغيض بتحية سريعة ليستطرد العم فضل قائلا 
وده عباس نسيبي. 
حياه آسر بتهذب 
أهلا بحضرتك.. 
ثم عاد ليتطلع اليه بإرتباك لا يعلم بماذا سيبدأ بحديثه فحك طرف أنفه وهو يردد 
أنا كنت عايزك في موضوع يا عم فضل. 
منحه العم اهتماما كبيرا بسؤاله 
انت تؤمر يا ولدي.. 
استجمع زمامه وهو يتحدث تلقائيا دون لف أو دوران حول الحديث المتلقى 
أنا كنت بستأذنك أني أجيب والدي والعيلة ونيجي نطلب أيد بنتك.. 
رمش العم فضل عدة مرات وكأنه يحاول استيعاب ما استمع اليه لتو فقال بتشتت 
بنتي أني! لمين 
ابتسم آسر ثم قال 
أيه يا راجل يا طيب أنا مش مالي عينك ولا أيه! 
انتفض قائلا 
ده انت سيد الرجالة وتملى عين التخين بس أني متفاجئ
بالموضوع أنت عايز تتجوز بنتي أني! يمكن اختلط عليك الأمر يا ولدي وتقصد حد تاني..
نهض آسر عن الأريكة المتهالكة ثم عدل من قميصه وهو يجيبه بجدية 
أنا طالب ايد بنتك تسنيم يا عم فضل ولو مرحب بينا أجيب والدي ونيجي نزور حضرتك.. 
حاول النهوض هو الأخر فعاونه آسر فردد الاخير بسعادة 
تنورونا وتشرفونا في أي وقت احنا فديك الساعة اللي نناسب فيها فهد بيه الراجل المحترم اللي كلمته تهز الصعيد كلتها. 
ربت على كتفيه وهو يمدحه 
تسلم يا عم فضل بكره بليل بعد العشا هنكون عندك. 
وودعه ثم أنصرف والأخير مازال يراقبه بعدم تصديق أما عباس فكانت عينيه تثور كبركان خمد لأعوام وحان موعد انفجاره! 
بشقة يحيى 
استمع لطرقات باب شقته الغريبة ففتح بابه ليجد من يقف أمامه طارقا بابه بعصاه الانبوسية المذهبة فارتسمت ابتسامته على وجهه ليحتضنه وهو يردد بفرحة 
خال سليم! 
احتضنه سليم هو الاخير ثم قال بضيق مصطنع 
لقيت واد أختى معيزش ينزل يسلم عليا فقولت نطلعوا
ونشوفوا في ايه 
طل بدروأحمد وعبد الرحمن من خلفه فأشار لهما بترحاب 
متأخذنيش يا خال والله ما أعرف أن حضرتك وصلت اتفضلوا.. 
ولجوا للداخل جميعا فقال بدر بتسلية 
وأنت هتعرف منين طول ما انت حابس نفسك هنا! 
ارتسم الحزن بارزا على تعابير وجهه فقال 
أنا امبارح مكنتش بالبيت انا وماسة.. 
سأله عبد الرحمن باستغراب 
أيوه صحيح انا روحتلك المصنع بعد العصر قالولي مشى من بدري كنت فين 
رد عليه پألم صاحب نبرته 
كنت مع ماسة عند الدكتورة.. 
انتفض أحمد بلهفة 
ليه مالها فيها أيه 
ابتلع ريقه الجاف ببطء وقد طال صمته الذي زرع الشك بقلب أحمد تجاه تكرار فعلته فكاد بأن يسأله مجددا ولكن سبقه عمه حينما قال 
مالها ماسة يا ولدي طمنا! 
وزع نظراته بينه وبين أحمد قبل أن ينطق ببطء 
ماسة حامل يا عمي!.. 
........... يتبع............ الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء..... 
الفصل السابععشر... 
إهداء للقارئة المميزة أمل ثروت من أعز وأغلى القراء المثقفين على قلبي دائما أنتظر رأيها الشغوف بكل أعمالي كل عام وأنت بالف صحة وسعادة وبتمنى لك الخير والصالح دائما...
خيم السكون على الوجوه قليلا وكأن بعضهما يحاول استيعاب ما تفوه به يحيى منذ قليل على عكس أحمد الذي انتفض من محله وهو يردد پصدمة 
حامل ازاي!!! 
ثم اقترب ليقف مقابله ليتابع حديثه المتعصب بغيظ 
ادي أخرة عمايلك السودة تقدر تقولي ازاي طفلة هتحمل في طفل!!.... هتقدر ازاي تتحمل مسؤوليته وهي بالحالة دي جاوبني ساكت ليه 
تثاقل جسديه والأخر يدفعه
پعنف انقطعت لحظات الصمت المتبادلة بين من يحاول استيعاب الكلمات التي لفظ بها ابن شقيقته فرفع عينيه تجاه الحړب المندلعة بينه وبين أحمد وازدادت بتدخل بدر وعبد الرحمن الذي يحاول كلا منهما أبعاد أحمد عنه نهض عن الأريكة ليطرق بعصاه الانبوسية الأرضية ضربتين متتاليتين وهو يصيح باندفاع 
كفياك يا أحمد معملش احترام ليا ولا لحد من اللي قاعدين! 
أنساه الڠضب إنه يجلس بحضرة احدا من كبار العائلة ففور سماعه لكلمات عمه الغاضبة حرر ياقة يحيى على الفور ثم تراجع خطوة للخلف قائلا بخزي 
أنت على رأسي من فوق يا عمي متاخذنيش بس مقدرتش اتمالك اعصابي.. 
نقل سليم نظراته تجاه يحيى ثم قال 
اللي حصل حصل خلاص والكلام مبقاش له فايدة جهز نفسك يا ولدي عشان من الصبح هتتدلى الصعيد مع عبد الرحمن ووالدته ماسة محتاجة رعاية محدش هيعرف يقوم بيها غير أمها.. 
ثم أشار اليه وهو يهم بالخروج 
وإحنا كلها كام يوم وهنحصلكم تكون حور بقت زينة.. 
وتركهما وهبط للاسفل فجلس عبد الرحمن جوار أحمد ثم ربت على قدميه قائلا في محاولة لتهدئته 
يمكن ده الخير ليها يا أحمد.. 
منحه نظرة قاسېة ومن ثم نقلت ليحيى ليلقيه بكلماته القاسېة 
أنت السبب في كل اللي حصلها ده اللي عملته هيدمر بيه كل اللي عملناه زي ما أنت كنت السبب في البداية بالحالة اللي بقت فيها. 
أجابه يحيى پقهر اصطحب نبرته المنكسرة 
اللي حصل كان ڠصب عني وأنت عارف ده كويس.. 
رفع حاجبيه ساخرا 
مفيش حاجه اسمها ڠصب عنك أنت اتخليت عنها في أكتر وقت كانت محتاجالك فيه.. 
صړخ پجنون وكأنه يحاول ان ينفي تلك التهمة الشنيعة عنه 
محصلش أنا مقدرتش انزل مصر بعد الحاډثة اللي حصلتلها لاني مكنتش هقدر أتحمل اشوفها كده
اللي حصل
كان صعب عليا أكتر ما هو صعب عليها.. 
ابتسامة ساخرة احتلت ثغر أحمد ليردد باستهزاء 
واللي وصلت ليه دلوقتي كويس! 
وباندفاع أكبر صاح بصوت مرتفع 
ماسة كانت حاسة بالوحدة وكانت عايزاك جنبها تتطمنها وتوسيها على مۏت ابنها بس أنت إخترت الهروب يا يحيى اخترت تفضل بلندن أفضل من وجودك جنبها ومنزلتش غير بعد الحالة النفسية اللي بقت فيها لحد الآن ولما مديت ايدك ليها وخرجتها من اللي كانت فيه رجعت ووقعتها تاني في دايرة أكبر من اللي كانت فيها الدكتور شرحلك حالتها كويس جدا ومع ذلك قربت منها ودي النتيجة! 
لمع الدمع بعينيه فقال بصعوبة بالحديث 
كل اللي بتقوله ده غلط يا أحمد أنا مقدرتش أكون جنبها لأني كنت ضعيف خۏفت أضعفها وحالتها تسوء أكتر واللي حصل ده صدقني أنا معرفش عملت كده ازاي يمكن أكون ضعفت أو مكنتش في واعيي بس الأكيد إني مش فرحان بحملها ده وأنا عارف أد أيه في خطۏرة عليها.. 
لم تتلاشى تلك الابتسامة الساخطة عن ثغره فقال بعد سماعه ما قال 
مش هتبطل تدور على أعذار يا يحيى! 
تدخل بدرأخيرا بينهما فدفع أحمد للخلف ومن ثم صاح متعصبا 
كفايا بقا يا أحمد مش كلنا عندنا المقدرة والقوة أننا نواجه المصاېب حاول تستوعب ده محدش فينا شكل التاني.. 
نهضعبد الرحمن هو الأخير فدفعه تجاه باب الخروج وهو يردد بهدوء 
تعالى نكمل كلامنا تحت.. 
سحب يديه بقوة منه 
مش نازل أنا مش جبان زيه عشان أهرب من المواجهة.. 
لكمه يحيى بشراسة وهو يردف بتعصب 
أنت زودتها أوي! 
صوت مرتعش باكي تسلل لمسمعهم فجعل الڠضب يبتعد عنهما كابتعاد السماء والارض حينما وجدوا ماسة تختبئ خلف الحائط وتهمس پبكاء وخوف 
يحيى..
ترك أحمد ياقة قميص يحيى وابتعد عنه على الفور حتى لا يخفيها أكثر من ذلك بينما هرع إليها حماها ليجذها لأحضانه ومن ثم حثها بأن تدلف معه للداخل وهو يردف بابتسامة مصطنعة 
مفيش حاجة مټخافيش.. 
تعلقت به ونظراتها تحيط بأحمد بعدوانية شديدة بينما دفعه بدر پغضب تجاه باب الشقة 
ارتحت! ... اتفضل إنزل بقا. 
انصاع اليهما ولحق بعبد الرحمن للاسفل فأغلق بدر الباب من خلفهما ومن ثم هبطوا سويا للاسفل.. 
عاونتها على النهوض من الفراش ومن ثم اتبعت خطاها لخارج تلك الشرفة التي تعدها الازهار البيضاء وأوراق النعناع المزروع بعناية على حافة أسوار شرفتها التقطت حور نفسا عميق وكأنها حرمت من حريتها لأعوام وليس لساعات قليلة في تلك اللحظة حمدت الله الف مرة على أن الحړق لم يحدث بها اصابات بالغة وإنما استهدف جزء صغير من ذراعيها وقدميها استدارت برأسها تجاه تسنيم التي تقبض على معصمها بقوة وكأنها تخبرها بأنها رباط الصداقة القوي الذي لن يقهره الأيام مهما صار منحتها ابتسامة مشرقة وهي تخبرها 
الجو النهاردة جميل والأجمل إنك خرجتي من أوضتك.. 
ابتسمت حور وهي تجيبها 
ماما وتالين مكبرين الموضوع وحبسني باوضتي على السرير ال٢٤ساعة مفيش غيرك اللي حن عليا وخرجني.. 
رفعت كتفيها بتفاخر 
عدي الجمايل دي.. 
تعالت ضحكاتها وهي تشاكسها 
بعد وبجمع لما نشوف أخرتها. 
امتزجت ضحكاتهن سويا فقطعهما رنين هاتفها للمرة الثالثة اشبعت نظرات فضولها حينما قالت 
دي ماما مش عارفة من الصبح بترنلي ليه.. 
قالت مسرعة 
طب ما تردي يمكن يكون في حاجة.. 
أومأت برأسها وهي تحرر زر الإجابة لتباشر بحديثها معها ومن ثم تبدلت معالمها للڠضب الشديد ليعلو صوتها الهادئ 
تاني يا ماما أنا بقيت بكره زيارات أخوكي دي عشان كل مرة بيطلع بعريس أنيل من اللي قبله.. 
اتاها صوتها المعاتب 
عيب يا تسنيم قولتلك الف مرة معتيش تتكلمي بالاسلوب ده عن خالك وبعدين أنا معرفش اذا كان هو اللي جايبه ولا مين ما انتي عارفة ابوكي مش بيتكلم مع حد بس المرادي شكله مبسوط من العريس ده.. 
بضيق شديد قالت 
أكيد هو اللي جايبه ومجايبه انتي عارفاها كويس.. 
قالت بتأفف 
الكلام ده مالوش لازمة دلوقتي الناس جاية بكره بليل يعني تسافري باقرب وقت بلاش تخلي ابوكي شكله وحش قدام الناس وفي الاول والاخر محدش هيجبرك على حاجه لو معجبكيش ارفضيه.. 
أغلقت معها الهاتف وعلامات التذمر والضيق الشديد بادية على وجهها فلم تكن حور بحاجة لسؤالها عما أصابها لسماعها المكالمة كاملة فاختارت تصبيرها بكلمات أسكنتها برداء السکينة فاستعدت للسفر بالغد حتى ترى ذاك العريس المبجل! 
مرت ساعة كاملة ولم يعجبها أي من ثيابها بعد تود أن تقابله اليوم في أبهى صورة تجعل عينيه لا ترى غيرها انتهت روجينا أخيرا من إختيار فستان أزرق بسيط منحها مظهر رقيق للغاية ومن ثم ارتدت حذائها الاسود وحجابها بعناية فائقة ومن ثم اتجهت للجامعة والحيرة تسكن خلاياها فحتى أنها لم تبالي بحضور محاضراتها الاساسية بل جلست بأحدى كافيهات الجامعة وعينيها تلتفت حولها بين الحين والآخر بملل فهمست لنفسها بتذمر 
مقاليش هيقابلني أمته وازاي! 
مش مهم لأنك قدامي طول الوقت والقرار بظهوري يعود ليا أنا.. 
أتاتها تلك الإجابة من خلفها التفتت بلهفة فاتسعت ابتسامتها حينما رأته يقف أمامها باناقته المعتادة حتى طريقته بالحديث تستهدف قلبها وعقلها معا سحب أيان المقعد المقابل لها ثم جلس
مقابلها بصمت تعمد ان يطول تاركها تتأمله على استحياء وتترقب سماع ما سيقول فأشار بيديه للنادل الذي أتى ليدون طلبه الدقيق لقهوته المفضلة ومن ثم بدأ بالحديث قائلا 
مكنتش متوقع إنك هتعرفي كل حاجه بالصدفة دي! 
بدى الارتباك سيدا عابرا على معالمها فرددت 
أنا مش عايزة اتكلم في اللي فات العداوة اللي بين العيلتين أنا وانت مش سبب فيها.. 
رسمت ابتسامة خبيثة معتادة على وجهه فتساءل بمكر 
أيا كان اللي بيجمع العيلتين فعلاقتنا شبه مستحيلة يا روجينا... 
وبخبث استطرد 
بعترف اني أول مرة أعجب ببنت بس المضحك في الموضوع انها تطلع مخطوبة وبنت ألد أعدائي!...
بدون تردد ازاحت الدبلة العالقة بيدها ثم فتحت حقيبة يدها لتلاقيها بداخلها كأنها قماشة بالية وتطلعت اليه بتمعن
أنا عمري ما حبيت أحمد ولا هحبه.. 
ازدادت ابتسامته الساخرة 
وهو ده الحل من وجهة نظرك! 
سألته بحيرة
مش فاهمه تقصد أيه! 
قال بعد صمت مطبق 
قصدي إن فهد بيه عمره ما هيوافق على العلاقة دي.. 
اعترضت حديثه حينما قالت 
بابا عمره ما هيجوزني بالڠصب لواحد مش بحبه اكيد لما يعرف اني بحب واحد تاني هيوافق يجوزني ليك زي ما حصل مع ماسة.. 
ضحك مستهزئا 
لأي حد ممكن بس مش لأيان المغازي اللي بينا سيل ډم يا روجينا إفهمي! 
انسكبت الدمعات البائسة على وجهها فبرعت تلك الابتسامه الشيطانية بالظهور على وجهه فقال بعد تفكيرا مصطنع 
هو مفيش غير حل واحد مستحيل توافقي عليه. 
مسحت دمعاتها ثم سألته باهتمام كبير 
حل أيه ده! 
منحها نظرة عميقة برومادية عينيه المخادعة ومن ثم قال 
نتجوز وفي السر.. 
انفتح فمها پصدمة فابتسم ساخرا 
مش قولتلك مستحيل
توافقي عليه. 
وزعت نظراتها بينه تارة وبين الفراغ تارة اخرى فاستغرق تفكيرها الاحمق عدة دقائق قبل ان تجيبه بحماس 
أنا موافقة.. 
ابتسم بحب لها فارتخى جسده على المقعد براحة وعينيه يكسوها جمرة الاڼتقام المشټعلة! 
أغلق عينيه على تلك الارجيحة التي تتحرك به بمنتصف باحة المنزل الابتسامة تزور وجهه الوسيم ولا تفارقه فوصال ذاك العشق على وشك ان يبدأ بينهما يا ويلته من نظرات عينيها الفاتنة التي أغرقته بين حديقة من أشجار الصنوبر واللافندر المحبب إليه حيائها الذي تبديه كلما التقت أعينهم في لقاء عابر
دون سبق انذار او موعد محدد عشقها ذاك الآسر وعشق القوة التي تود التحلي بها رغم ضعف جسدها الأنثوي الذي لا يقوى على مكافحة عمل الرجال ومع ذلك جاهدت فقط لتعاون والدها لا يعلم كم من ميزة سيكتشفها بها حينما تقترب المسافات ولكنه يشعر بحماس القرب منها انفلتت تلك الجملة من بين دقاته 
قريب هتبقي ملكي يا تسنيم! 
انهت ذاك الرابط الذي جمعها
به حينما وقعت على عقد زواجها بعدو أبيها اللدود وربما أيضا خسړت عدة روابط تجمعها بعائلة الدهاشنة لا تعلم بأنها فتحت أول باب سيقودها لچحيم لا مفر منه ومالك ذاك الچحيم من وقعت اسيرته منذ اول لقاء اغلق المحامي الدفتر من أمامهما وهو يردف بابتسامة عملية 
الف مبروك يا أيان بيه.. 
أجابه ببرود 
تسلم..
ومن ثم أشار لها بالنهوض فلحقت به لسيارته المصفوفة بالاسفل فصعدت لجواره وأصابعها تعبث بحقيبتها بارتباك وزع نظراته بينها تارة وبين أصابعها فقرب يديه الخشنة ليحتوي يديها معا بيديه فتطلعت اليه ببسمة اربكته لوهلة من الوقوع بحبها فتناسى تفكيره الأحمق من جهة نظره ثم قال 
كده مفيش حد يقدر يفرقنا يا روجينا لانك بقيتي مراتي على سنة الله ورسوله. 
ارتعش جسدها حينما استمعت لانتسابها له فعبثت بحجابها حينما كاد بالاقتراب منها لتخبره بتشتت وخجل 
أنا لازم أرجع البيت حالا لإني اتاخرت.. 
ضيق نظراته الخبيثة ثم اعتدل بجلسته ليقود سيارته تجاه منزلها فاستوقفها على مسافة من العمارة فودعته بابتسامة هادئة وكادت بالهبوط امسك أيان بمعصمها واجبرها على الصعود مجددا ثم قرب رأسه منها متعمدا إثارة رغبتها تجاهه وبانفاس لفحت وجهها قال 
هشوفك بكره 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تشير له عدة مرات ثم هرولت للخارج شبه راكضة ووجهها اصبح كحبات الكرز الحمراء فما ان اختفت من امامه حتى تخشب وجهه الذي اصطنع البسمة والحب لوقت لا بأس به ومن
ثم رفع هاتفه ليردد بصوت اخشونت لهجته 
اول خطوة في اڼتقامي اتحققت وقريب اوي وعدي ليكي هحققه وبنت فهد هتكون خدامة تحت رجليكي... 
أغلقت فاتن الهاتف مع ابن شقيقتها الراحلة والسعادة تكسو وجهها التعيس فوضعت الهاتف من يدها ثم وقفت لتقترب من تلك الصورة الضخمة التي تحتل حائط غرفتها باكمله التمعت دمعاتها وهي تتأمل شقيقتها ومن ثم ازاحتها بشراسة 
خلاص يا ناهد نامي وارتحي يخيتي ابنك هياخد حقك من اللي أذوكي.. 
اخدتها عهد عليا يوم ما شوفتك ڠرقانه بدمك اني اللي هياخد حقك من ولد الدهشان وهيكسره هو ابنك ايان ربيته على القسۏة وكنت بفكره باللي حصلك عشان اللحظة اللي اشوف فيها واد وهدان الدهشان مزلول واللحظة دي مبقتش بعيدة خلاص..
الشړ الذي ولد بداخل ايان لا يضاهيه شړ تلك المراة التي تترقب لحظة وصول ابنة كبير الدهاشنة خادمة لقصرها عينيها تخيف من حولها من التفكير بالشړ العظيم الذي تدمره لتلك العائلة ولكن من
سيدفع تذكرة تلك الاڼتقام الحارق! 
رحلم يا حبيبتي مټخافيش محدش هياذيكي.. 
........... يتبع........ 
الدهاشنة٢... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
شكرا لأرائكم وحماسكم للرواية وبتمنى الاحداث القادمة تنال إعجابكم وبانتظار رأي حضراتكم على الفصل وبتمنى نشارك رأينا ببوست منفصل على جروب ملوك ومنشن عشان اقدر اوصله... بحبكم في الله... 
Aya....
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء..... 
الفصل الثامنعشر... 
إهداء خاص للقارئة المميزة ريهام محمد ممنونة لتعليقاتك الداعمة لي وأتمنى أن ينال القادم إعجابك...
إعتلت عرشها الذهبي بكل غرور لتفتن العالم بضياء وجهها الذهبي فمنحتهما لمحة من التفاؤل والأمل على النقيض لساهر الليل الطويل لم تؤثر به نور شمس اليوم التالي فوجهه كأنما يعكس ظلام قلبه التعيس رفع أيان كأسه ليرتشف منه على مهل وعينيه تتأمل حركة المارة دون اهتمام من خلف ذاك الحائط الزجاجي الضخم الذي يكسو أحدى جوانب غرفته في تلك اللحظة بالتحديد عادت كلمات من مقتطفات الماضي لتردد بمسمعه كإنذار سابق له بما سيفعله لإنتقامه 
أغلق عينيه بقوة ليتحمل ذاك الخڼجر المطعون بصمام قلبه ولكنه بحاجة لتذكر كلماتها كل دقيقة حتى لا يضعف عن خوض طريق انتقامه عادت تلك الطعنات تتسلسل من جديد 
اڼتقامك من الدهاشنة مش پالدم يا ولدي لزمن تكسر كبريائهم وتجيب مناخيرهم الأرض الاڼتقام الصوح هيكون بشرفهم وخصوصا ولد وهدان فهد! 
التهبت حدقتيه فأختفت رومادية عينيه خلف حاجز قسوته القاتمة فأخرج هاتفه ومن ثم أرسل لها برسالة نصية وابتسامة الشړ سطعت على وجهه كونه قريبا من تحقيق مخططه.. 
بمنزل أحد كبار الدهاشنة.
وبالأخص بمنزل مهران الدهشان ابن عم وهدان......يعني يبقى لفهد ابن عم ابوه..
انتظره الخادم بمكتبه ساعات طويلة انتهت حينما فتح سيد المنزل باب المكتب ليدلف للداخل وهو يتمتم بملامح مستاءة 
أيه اللي جابك على الصبح اكده! 
انتظره الخادم حتى جلس على مقعد مكتبه البني ومن ثم القى عليه البشارة التي ستجعله ينال مالا وفيرا لذاك الخبر السعيد 
جيت عشان أقولك ان ابن المغازي نفذ خطته وخلاص اتجوز بنت فهد.. 
انتفض عن مقعده ليتساءل بلهفة 
بتتكلم صوح يا واد 
هز رأسه بسعادة 
سمعته بودني اللي هيكلها الدود وهو بيكلم الست فاتن وهيقولها إنه اتجوز بنت فهد وقريب هيجبها الثريا تخدمها.. 
اتسعت ابتسامة الشړ على وجهه فأسرع الى خزانته الصغيرة المجاورة لمكتبه ومن ثم أخرج منها مبلغ طائل من المال ليلقيه على السطح المكتب وهو يشير اليه 
خد يا واد تستاهل ولو عرفت حاجه تانية تجي تخبرني واصل.. 
ثم استطرد بتحذير 
وحسك عينك يكشفوك وتجيب سيرتي أنت عارف ساعتها هعمل فيك أيه! 
ابتلع ريقه بصعوبة فسحب المال الموجود بطمع ومن ثم غادر وهو يردد 
متقلقش يا سيدي محدش هيعرف بحاجة.. 
أشار له بالمغادرة بينما ارتمى على مقعده بفرحة عارمة لحقت نبرته السعيدة 
والله وهيجي اليوم اللي هشوفك فيه مزلول يا فهد!.. 
انتهتإلهام من حزم أغراض ماسة فحملت حقائبها للأسفل ومن ثم صعدت مرة أخرى لإحضارها فتوقفت حينما رأت يحيىيهبط للأسفل بصحبتها وحينما توقف أمام شقة الشباب أشار لها قائلا 
خدي ماسة ركبيها وأنا شوية وجاي. 
أومأت برأسها إليه ثم جذبت يدها وحثتها على الهبوط فتعلقت ماسة به بحزن فطبع قبلة صغيرة على جبتها وهو يهمس لها 
نازل حالا مش هتأخر.. 
ابتسمت له ثم تمسكت بإلهام فهبطت بها للأسفل أما هو
فإتجه ليقرع باب الشقة مرات متتالية حتى فتح بدر الباب فقال باستغراب 
يحيى أنت لسه مسافرتش 
هز رأسه نافيا ثم ولج للداخل ومن ثم قصد غرفة أحمد فكاد بفتح بابها حينما استوقفه بدر متسائلا بقلق 
في حاجة ولا أيه 
منحه نظرة غاضبة من إيقافه له فأخفض يديه التي تعيق تحرر الباب ففتحه يحيى ثم ولج للداخل ففتح أحمد عينيه بنوم تخلى عنه حينما وجد من يقف أمامه فجلس باستقامة على فراشه وهو يتطلع له بهدوء قاټل بينما جذب يحيى المقعد القريب من الكومود ليضعه مقابله ومن ثم جلس عليه ليتطلع له باهتمام اتبعه قوله 
أنا عارف يا أحمد أن سبب غضبك وكرهك ليا هو حبك وخۏفك على ماسة لإنك أخوها بس صدقني مهما كان
حبك ليها مش هيكون أكتر مني.. 
أنت مش قادر تفهم إحساس العجز إنك فجأة تكون بتتكلم مع مراتك وفجأة تسمعها بتستغيث بيك وأنت في دولة غير الدولة مش قادر تستوعب الۏجع اللي كنت فيه وانا بحاول اوصل لحد فيكم وفي نفس الوقت خاېف اقفل المكالمة الوحيدة اللي بتجمعني ييها مش قادر تقدر ۏجعي وانا متلخبط ومش عارف احجز وأجهز ورقي ازاي وفي نفس اللحظة اسمع خبر ۏفاة ابني اللي كنا بنستناه أنا وماسة بفارغ الصبر وبنحضر لاستقباله بعد عشرين يوم مش قادر تحس بضعفي وانكساري وحالتي اللي كنت فيها...
والتقط انفاسه بصعوبة قبل ان يسترسل بحزن
فكرك اني محاولتش انزل وأكون جنبها حاولت أكتر من مرة بس حسيت اني لو شوفتها بالحالة دي هضعف أكتر ومش هقدر أكون سند ليها ولا حتى لنفسي كنت محتاج وقت أقدر فيه استجمع نفسي عشان أقدر أكون جنبها بس للاسف مكنتش أعرف إن بتأخيري ده بعرضها لحالة اصعب من اللي هي فيهايمكن اكون السبب يا أحمد بس انا لسه بحاول أرجعها لطبيعتها ومش همل من ده...
وودعه بكلمة أخيرة قبل أن ينهض ليتجه للمغادرة 
فأرجوك متكرهنيش بالطريقة دي... 
وتركه وكاد بالمغادرة ولكنه توقف حينما استمع لصوته الذي حجر خطاه 
مفيش أخ بيكره أخوه ولا نسيت إنك قبل ما تكون جوز أختي فأنت أخويا.. 
استدار اليه بابتسامة مشرقة اتبعها قوله المؤكد 
لا منستش. 
نهض احمد عن الفراش ثم اقترب منه وهو يطلع للأرض بخزي مما فعله طوال تلك الفترة الماضية فقال بحزن 
أنا زودتها معاك الأيام اللي فاتت سامحني يا يحيى. 
احتضنهيحيى بسرور وترحاب لاعتذاره فابتسم احمد وهو يربت على ظهره بقوة بينما التمعت عين بدر بالدمع وهو يتأملهما بصمت واهتمام قطع صوت عبد الرحمن ما يحدث بالغرفة حينما قال ممازحا 
صباحكم أيه ده أنا جيت في وقت مش ولابد ولا أيه 
ثم وقف جوار بدر ليتساءل بسخرية 
مش دول اللي كانوا مقطعين فروة بعض امبارح ولا أنا بيتهيلي ولا أيه! 
لكزه بدر پغضب
واتصالحوا يبقوا نلم نفسنا ولا أيه 
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع 
واحنا نطول يا عم ربنا يهني سعيد بسعيدة.. 
كف عن الضحك حينما حاوطه يحيى وهو يشدد من غرس أصابعه بكتفيه 
مش يلا يا عبده ولا لسه هتكمل وصلة الضحك والتريقة بتاعتك دي! 
تنحنح بجدية وخوف مصطنع 
أنا بقول اتاخرنا أوي.. 
جذبه بقوة 
طب يلا يا خفيف.. 
غادروا سويا للأسفل فرفع عبد الرحمن صوته قائلا 
متتساش الاخبار اللي قولتلك عليها يا احمد.. 
أغلق يحيى الباب ومن ثم لكزه للاسفل فوقف بدرجوار أحمد وهو يتساءل بعدم فهم 
أخبار أيه دي! 
ببسمة ساخرة أجاب 
بسلامته وقع لشوشته مع الأجانب وعايز يشغلني عصفورة نقل الغراميات.. 
انكمشت تعابير وجهه بضيق شديد 
أجانب مين دول! 
علم أحمد ما يدور بخلده فقال بخبث 
وده يهمك في أيه يا بدر مش أنت خلاص نسيتها ولا أيه! 
جز على أسنانه وهو يسأله بحدة 
متردش على سؤالي بسؤال يا أحمد هو يقصد مين بكلامه ده 
أجابه بنظرة شك 
يقصد تالين يا بدر مش رؤى متقلقش.. 
سكنت معالمه بحرج فمرر يديه على شعره الأسود وهو يتهرب بلباقة 
أنا بقول أروح اجهز لقمة خفيفة للفطار كده وأهو نصحي أبوي يفطر معانا.. 
وكاد بالمغادرة من أمامه فجذبه أحمد من تلباب قميصه ليشاكسه بسخرية
مش هتخلع بالسهولة دي قبل ما تجيب اللي في معدتك أر وقول مخبي أيه تاني عليا.. 
استدار برأسه للخارج
ومن ثم تطلع إليه ليهمس بصوت منخفض 
يرضيك أبويا يطلع يلاقيك ماسكني ماسكة حرامي الغسيل دي 
هز رأسه نافيا 
لا..
ثم استكمل قائلا 
بس يرضيك أنت تستغفلني وتخبي عني التقدمات المحدثة في علاقتك بالأجنبية اللي كانت شبه منتهية! 
هز رأسه نافيا بتلك الطريقة 
لا...
ثم همس له مجددا وهو يراقب باب غرفة والده 
بليل هحكيلك.. 
أومأ برأسه ومن ثم حرره فاتجه سريعا للمطبخ أما أحمد فابتسم وهو يهمس بسخط 
الأجانب احتلت العيلة ولا أيه! 
بغرفة حور.. 
نهضت عن الفراش أخيرا وهي تحارب ألم قدميها كلما تحركت ومن ثم خرجت للشرفة لتجد تسنيم تقف بالخارج وحينما اقتربت لتقف جوارها وجدتها تراقب ماسة التي تعبث بنافذة السيارة بنظرات مشفقة ابتسمت حور على قلب رفيقتها الحنون ثم قالت 
شكلك منمتيش طول الليل! 
انتبهت لها تسنيم فأومأت برأسها وهي تجيبها 
مجاليش نوم.. 
ثم سألتها بلهفة 
هو مفيش تطورات في حالة ماسة! 
انتقلت عينحور تجاه ما تشير اليه فاعتادت الحديث عن كل صغيرة وكبيرة لتسنيم حتى حالة ماسة قد قصتها على مسمعها من قبل 
لا للأسف
لسه زي ما هي الحالة اللي عندها شكلها مطولة.. 
بشفقة وحزن قالت
ربنا يشفيها ويعافيها يارب.. 
وعادت لتسألها مجددا بقلق 
طب ليه عربية الاسعاف اللي واقفة دي هي حالتها متستدعاش اسعاف ولا أيه 
أجابتها بابتسامة مشرقة 
لا دي لنقل والدة عبد الرحمن عمي فهد قرر إنها ترجع الصعيد وتعيش معاهم.. 
صمتت قليلا تستوعب تصرفه النبيل ومن ثم قالت باعجاب 
الراجل ده عظيم بجد بالرغم كل اللي حكتهولي عنها وعن اللي عملته زمان في عيلته وسمحلها عادي كده انها ترجع تعيش وسطهم! 
ابتسمت وهي تخبرها 
عمي فهد مفيش زي طيبة قلبه واللي شبهه بالظبط هو آسر ميتخيرش عنه في
الطيبة..
لمجرد سماعها لإسمه ارتعشت خفقات قلبها خلسة وكأنها تخبرها بتصميم على ارتباطها به فحاولت قدر الإمكان السيطرة على مشاعرها التي تكاد تقفز لتترنح في الأفق استفاقت من غفلتها القصيرة حينما اقترحت حور قائلة 
مش صحيح أنتي نازلة البلد النهاردة ما تسافري معاهم أحسنلك من بهدالة القطر.. 
زمت شفتيها وهي تجيبها 
لا القطر معاده العصر اكون فكرت كويس. 
سألتها باستغراب 
فكرتي في أيه 
جلست على الأريكة القريبة من الازهار وهي تجيبها بتوتر 
بصراحة يا حور بفكر مسافرش أنا مش هقدر أرجع أشوفه تاني وأكيد العريس ده من مجيبه وأنتي عارفة كويس إن اللي هيجيبه اكيد زيه.. 
جلست جوارها وهي تجيبها بهدوء 
عارفة يا قلبي بس متنسيش إن مهما كان مين اللي متقدملك مينفعش متكونيش موجودة لإن اللي هيحصل هيكون في وش والدك.. 
وربتت على يدها وهي تستطرد 
لازم تسافري عشان شكل عمي
فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة. 
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق! 
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
وهي تعبث بخصلات شعرها بسعادة صفنت لدقائق مطولة ثم جذبت هاتفها تعبث به فانتفضت بلهفة حينما وجدت رسالة منه فتحتها على الفور لتجد بها عنوان عمارة قريبة من جامعتها استغربت من محتوى رسالتها فراسلته بسؤال عن ذاك العنوان رأى أيان رسالتها ولم يجيبها فتعصبت ملامحها وهي تردد بضيق 
برضه مردش طب أنا مش فاهمه عنوان أيه ده! 
هداها تفكيرها الأحمق أن تغتسل وتذهب الى العنوان أولا خاصة أنه قريب من جامعتها فما أن انتهت من حمامها ارتدت فستان أسود طويل وحجابا زهري اللون يتماشى مع حذائها وحقيبتها الزهرية ومن ثم ودعت نادين واتجهت للمصعد كادت بالدخول ولكنها انتبهت لباب الشقة المقابل لها يفتح لتجد أحمد يقف مقابلها ويتطلع لها بنظرات غاضبة ابتلعت ريقها بتوتر ومع ذلك رسمت ابتسامة مصطنعة 
صباح الخير يا أحمد. 
حاوطتها نظراته وسكونه الغائم يغلفه حتى كسره بعد دقائق متعمدا 
صباح الخير.. رايحة على فين 
أشارت بارتباك على الكتب بيدها 
رايحة الجامعة.. 
قرص أرنبة أنفه برفق ثم قال 
روجينا مش فاضل على فرحنا غير شهر وشوية لازم نقرب فيها من بعض عشان نحاول نفهم بعض أكتر.. 
ارتبكت للغاية حينما ذكرها بموعد زفافها فاسترسل أحمد حديثه بحنان تحلى به حتى يكسبها 
أنا عارف إننا مكناش متفاهمين خالص بالفترة الأخيرة عشان كده بفكر أننا نخرج كتير الفترة دي يمكن الامور تتحسن بينا ولا أنتي رأيك أيه 
توترت كثيرا وتوتر لسانها الناطق بتلعثم 
معاك حق... 
منحها ابتسامة أطلت جنب من وسامة وجهه القمحي وسرعان ما بددت سريعا حينما رفعت يدها لتعدل حجابها فأخشونت نبرته وهو يسألها 
فين دبلتك يا روجينا 
رفعت يدها تتفحص اصبعها بتوتر فبللت شفتيها الجافة وهي تبحث عن حجة مناسبة فقالت بتلعثم
آآه.. تلاقيني نسيتها على الحوض وأنا بغسل ايدي الصبح لما هرجع من الجامعة هشوفها... 
ثم رفعت يدها وهي تتفحص الساعة 
همشي بقا لاني اتاخرت.. سلام.. 
وولجت للمصعد ومازالت عينيه تتبعها بنظرات غامضة تحاوطها شكوك بائسة حول شخصها المتغير ولكنه حاول أن يصدق ما قالت حتى لا تتسخ صفحتها الجديدة التي فتحها لها.. 
سعادة وفخر استحوذت على قلب كبير الدهاشنة وهو يرى ابنه الوحيد يتبعه كظله منذ الصباح فلم يسمح للسائق بالصعود لسيارة أبيه وأخبره بأنه سيقود بذاته فاتبعه إينما ذهب حتى الحقول والمصانع المجاورة بقنا ذهب معه شرد حدقتي عين فهد به قليلا فمال برأسه تجاهه ثم قال بابتسامة عذباء 
متخيلتش إن هيجي اليوم اللي تكبر وأعتمد فيه عليك وتبقى راجل صوح.. 
الټفت آسر تجاهه ثم قال بمرح 
الصغير بيكبر يا كبيرنا.. 
ضحك فهد ثم قال 
بقيت مصراوي شبه امك بس هيجي منك.. 
ناطحه بمشاكسة 
مهي المصرواية دي اللي وقعت الكبير ولا أيه! 
ابتسم بهيام 
وقعته بس دي خليته دايب فيها دوب.. 
أوقف آسر السيارة ثم قال بتعصب مصطنع 
لا يا كبير ما اتفقناش على كده نراعي إن ابنك لسه مدخلش دنيا برضه حس بينا يحس بيك ربنا خف شوية من المشاعر الجياشة دي في شاب أعزب معاك في البيت بدل ما ألم خلجاتي وأطوح بأي مكان متعرفوش توصلولي فيه.. 
بنظرة صارمة أشار بها تجاه المقود 
إطلع..
پخوف مصطنع قاد السيارة وهو يردد في طاعة 
تؤمر يا كبير لو عايز تهج بأي مكان سواقك وتحت أمرك لحد بعد العشا.. 
ضحك وهو يردد ساخرا 
آه قول كده بقى بتعمل الشويتين دول عشان مشوار بليل.. متقلقش مشاغلي الكتير مش هتخليني مكنش موجود في أهم يوم في حياة ولدي.. 
ابتسم آسر ثم ردد بجدية 
ربنا يخليك لينا يا أبوي وميحرمنيك منيك.. 
ربت بيديه على ساقيه بحنو 
الكبير ميبقاش كبير لو نسى أولوياته يا ولدي وأنت وأختك وأمك أهم شيء بالنسبالي.. 
ثم استطرد 
حط كلامي في دماغك لأجل اليوم اللي هتمسك فيه مطرحي.. 
قبل يديه وهو
يردد بضيق شديد 
بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي.. 
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع 
ركز في طريقك يا ولدي.. 
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها.. 
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها.. 
وصلت روجينا للعنوان المدون وما أن تأكدت من عنوان العمارة من البواب حتى صعدت للطابق الرابع كما كتب لها وزعت نظراتها بحيرة بين الجرس وباب الشقة ومن ثم انصاعت لإصبعها الذي دق لمرة واحدة على الجرس ومن ثم انتظرت على بعد بترقب وحيرة لمنحها ذاك العنوان فتح شابا الباب وهو يتطلع لها بدهشة فسحبت الكلمات على لسانها وتخلت عنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت قادم من خلفه يأمره 
خليها تدخل يا علي.. 
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة 
اتفضلي يا أنسة.. 
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات 
اتاخرتي..
رفعت كتفيها بانزعاج 
وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض.. 
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف 
هتتعودي..
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار 
المنظر هنا يجنن.. 
ثم
استدارت اليه لتتساءل بفضول 
دي شقتك صح 
شقتنا..
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت 
جميلة أوي.. 
مش أجمل منك. 
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر 
دي اوضتك 
قال وعينيه تتابعها
تحبي تشوفيها.. 
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض 
ذوقك حلو في كل حاجة.. 
ابتسم وهو يجيبها 
اكيد عشان كده اختارتك. 
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك 
اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا! 
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها 
لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتها فاتبعته همسة أرجفت جسدها
القدر اللي جمعني بيك.. 
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة 
المحاضرة!
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق 
وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني. 
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه 
متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده.. 
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا 
اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي.. 
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها 
غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد 
أجابته بابتسامة سحرت عينيه 
لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد.. 
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر 
بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد.. 
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم
طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته 
ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز..
لعقت شفتيها بارتباك 
أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر.. 
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة 
كملي أكلك... 
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته 
من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه 
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت 
شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش.. 
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه
بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا 
يلا هوصلك بسكتي.. 
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته قائلة 
باي.
أمسك معصمها فباتت
تلك الحركة مقربة لقلبها تطلعت اليه وعينيها تتساءل ماذا هناك اخرج أيان من جازانه فيزا ثم قدمها اليه قائلا 
خلي دي معاكي.. 
تطلعت لها باستغراب ثم قالت 
مش محتاجاها بابا وآسر بيبعتولي فلوس على طول. 
عادت نظراته القاتمة لتحتل عينيه فتناولتها منه على الفور فقال بحزم 
انتي دلوقتي مسؤولة مني انا مش منهم. 
هزت رأسها عدة مرات ثم منحتها ابتسامة اخيرة قبل أن تهبط وتلوح له بيدها فاستند برأسه على المقعد وتفكيره يقذفه تجاه ذاك الوجه الرقيق الذي ينيره ابتسامة أهلكت قلبه المحتبس خلف صدره القاسې.. 
توقفت السيارات تباعا أمام منزل الكبير فهبط الفريق الطبي الذي تولى نقل مروج والدة عبد الرحمن للداخل ومن ثم هبط يحيى بصحبته وبصحبة ماسة التي تعلقت بذراعيه كالطفل الصغير الحائر هبط طارق هو الاخر ليركض للداخل بفرحة عارمة يبحث عن والدته بسعادة ليتبعه يحيى فما أن ولجوا للداخل حتى هرعت ريم تجاه ابنتها وهي تردد بحنين 
ماسة بنتي.. 
تعلقت بيديه وهي تقرب جسدها منه پخوف فمرر يديه على خصلات شعرها بحنان 
مټخافيش يا حبيبتي أنا جنبك أهو.. 
ثم قال لها بحزن 
معلش عشان بقالها فترة مشفتكيش بس. 
اڼهارت دموعها فاستدارت تجاه عمر تشتكي اليه مما حدث فاقترب منها ومن ثم احتضنها وهو يهمس لها 
شوية وهتبقى كويسة يا ريم.. 
أومأت برأسها بتقبل ثم وقفت جوارها تتأملها بشوق هبطت هنيةللأسفل مستندة على عكازها وما أن رأتهم حتى قالت بفرحة 
يا مرحب بالغالي ابن الغالي.. 
واحتضنت عبد الرحمن بدموع افاضت لتقص ما تحمله من شوق
تجاه ابنها الراحل هبطت رواية هي الأخرى لتستقبلهما بترحاب فما أن رآها يحيى حتى تساءل عن آسر فأخبرته بأنه بالأعلى يستعد للخروج فصعد على الفور ليعلم منه بأنه سيتجه لزيارة منزل تسنيم لطلبها للزواج سعد كثيرا وصمم على الحضور معه رغم عنائه من السفر.. 
ارتجت حوائط المنزل من شدة ڠضب العم فضل فالموعد المحدد لاستقبال ضيوفه قد حان ومازالت ابنته لم تصل بعد وما زاد استيائه وصول كبير الدهاشنة وعائلته صب عباس الهبة النيران ليزيد من ڠضب الأب تجاه ابنته فقال بخبث 
وهي هتتعلم الادب منين وانت باعتها بلاد غريبة تنام وتاكل وتشرب بعيد عنيك والله اعلم بتعمل ايه من وراك.. 
تعصب عليه العم قائلا 
اخرس قطع لسانك اني بنتي بمية راجل.. وأكيد عمرها ما هتكسر كلام ابوها ولا تطلعه عيل قدام الناس.. 
وكأنها نصفته حينما دق الجرس ومن ثم ولجت لتقف أمامهما فقالت بارهاق بادي على معالمها 
ركبت متأخر.. 
ابتسم بثقة إليه ثم قال ومازالت نظراته متعلقة به 
ولا يهمك يا حببتي يلا غيري خلجاتك وانزلي عشان الناس تحت. 
أومأت برأسها ثم صعدت سريعا للاعلى حتى لا تمنح ذاتها فرصة لقاء ذاك اللعېن صعدت للاعلى لترتدي أول ما التقطته يدها دون اهتماما وكأن جسدها غادره الروح فاتبعت والدتها للأسفل ثم حملت منها الصينينة المملؤة بالعصائر بآلية تامة ومن ثم ولجت للداخل لتضع ما بيدها على الطاولة فتخلل لمسمعها صوت مألوف اليها 
عروستنا تعبة نفسها ليه ما الحاجات كتيرة قدامنا أهي! 
رفعت عينيها تجاه صاحب الصوت فوجدت فهد من يتحدث ضيقت عينيها پصدمة ازدادت حينما مرت بعينيها على الجميع لتراه يجلس أمامهاذاك الآسر الفاتن الذي سلبها قلبها النقي العذري لا تعلم بتلك اللحظة السيطرة على انفعالاتها فرسمت البسمة تاجا وارتاح بالها أمانا له... لوجوده المرتبط بأمانها المفقود... وجود آسرها!! 
............. يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
رواياتي كلها موجودة في 
معرضبغدادالدوليللكتاب في الفترة من 19 مايو حتى 28 مايو في أرض معرض بغداد الدولي في شارع المنصور أمام مول بغداد....
وتشارك أحدث إصدارات إبداع بأفضل الأسعار والخصومات بالمعرض...
للتواصل في بغداد واتساب الرقم 00201004022774
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصل التاسععشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة إيمان سلطان بتمنى أحداث الفصل تنال إعجابك يا جميلة وشكرا من القلب على دعمك المستمر... 
كسفينة صغيرة خاب شراعها القوي بين أمواج البحر العتية فباتت تائهة بين زورقة المياه المتشابهة وبعد عناء منها أخيرا وجدت شراعها وبوصلة توجه سفينتها الضائعة فإطمئن قلبها أمانا لما سيعاونها على النجاة ذاك الشعور نفسه سيطر على تسنيم حينما التقت حدقتيها بعينيه المحببة لقلبها وعاطفتها فشعرت وكأن من حولها مجرد غبار يتلاشى من حولها لتبقى روحها منفردة بلقاء جمعها بنفسه وروحه وعقله ذاك الآسر سيقودها للجنون حتما فبات عقلها متحير لما يغلفها من أمانا بوجوده هو لا تعلم ما الذي تريده بالتحديد ولكنها ترغب بوجوده لوجوارها بأي طريقة يختارها هو واختار هو الأفضل لها اختارها زوجة له... حبيبة.. سكنة لقلبه وشريكة لروحه التي ستجمعه بها لم يقاوم آسر سحر تلك البسمة المرسومة على شفتيها حتى نظاراتها أهلكته فود لو اقترب منها ليستطيع تأملها بدقة وربما يسترق السمع لما تهمس بها شفتيها تعلقت عينيه بها لثوان استطاع
آسر.....
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا 
اقعدي يا بنتي واقفة ليه 
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته
قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني! 
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر 
حور مكنتش بتتكلم عنك كتير.. 
ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق 
بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك.. 
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل 
سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا.. 
رفعت حاجبها بدهشة 
مش فاهمه! 
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح 
يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس 
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث 
كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر.. 
مازجها قائلا 
هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!.. 
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة 
ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك.. 
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا
تريد أكثر من ذلك ابنتها ستصبح فردا هام من عائلة الدهاشنة المعروفة وضعت الصينية عن يدها ثم خرجت على الفور فانتقلت نظراتهم تجاه الصينية ثم تعالت ضحكاتهما معا فقرب آسر كوب القهوة منه وهو يشير لها بمرح 
مش قولتلك! 
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة 
اتفضل..
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها 
نضف
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع 
الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام! 
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد 
أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك... 
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت 
خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل.. 
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة 
مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها.. 
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر 
يبقى خير البر عاجله نقرا الفاتحة... 
تدخل جاسم بالحديث حينما قال 
وجبل ما نقرا لازمن تعرف
عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة... 
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله 
احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد
شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل! 
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق 
ولزمتها أيه السرعة دي القيامة هتقوم ما يتخطبوا سنة ولا تنين يعرفوا بعض زين وبعد اكده نبقوا نعمل الفرح.. 
بدى بغيض للجميع حتى آسر لم يشعر بالارتياح تجاهه بينما تجاهله الكبير عمدا واستدار برأسه تجاه فضل ليتساءل بثبات 
رأيك ايه يا فضل 
أجابه بابتسامة هادئة 
هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله.. 
انطلقت الزغاريد ترفرف بارجاء المنزل ليزف خبر خطبة ابنه العم فضل من ابن كبير الدهاشنة بالصعيد بأكمله وعلى رأسهم ثرايا المغازية التي اشتعلت بنيران الحقد لزيارة السعادة منزلهما بدل من التعاسة ولكن بقى وعد أيان برشام محفز من الصبر لشرور النابتة بداخلهما فباتوا على يقين بأن سرعان ما ستتحول السعادة لتعاسة مؤجلة! 
يتباهى أمامها بصفائه الدافئ فتخللت الدموع حدقتيها وهي تتأمل ذاك القمر الذي كانت تتصف به يوما ما فباتت بعيدة عنه كل البعد
فرأته بتلك اللحظة بصورة باهتة ربما يحمل بقعة سوداء تعيق بياضه الناصع كبتت رؤى شهقات آلامها التي تلطمها بقوة فبات الصمت هو أملها الوحيد تمسكت يدها بحافة السور وكأنها تتشبث به ومن ثم التقطت نفسا عميق أراح ۏجع صدرها لفح وجهها نسمة هواء باردة فبعثرت خصلات شعرها بعشوائية فتمنى من يراقبها خلسة لو مرر يديه على شعرها الناعم برفق وربما ان سنحت له الفرصة سيحتضنها خلسة شعرت رؤى بأنها ليست بمفردها بالشرفة فاستدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بتلك النظرة الساكنة بللت شفتيها بتوتر ومن ثم أعادت تمشيط شعرها بيدها وكأنه تحاول أن ترتب شكلها قليلا ثم استكملت طريقها للخروج من شرفة المنزل حتى تتجه لغرفتها اعترض بدر طريقها فتساءلت عينيها عما يفعله فتحرر لسانه ناطقا 
كفايا هروب من الواقع يا رؤى لازم تتقبلي اللي حصل عشان تقدري تكملي حياتك.. 
انهمرت دمعة على خدها لتستكين لحظة قبل أن تجيبه
أنهي واقع فيهم إني خسرتك ولا خسړت نفسي! 
وكأنها لامست ما ېقتل تفكيره فاقترب بخطاه منها حتى بات قريبا ومن ثم لحقه صوته الهامس 
خسارتي فارقة بالنسبالك يا رؤى 
بللت شفتيها الجافة وهي تجيبه بارتباك 
أنت الوحيد اللي فارقالي يا بدر.. 
ثم استطردت كلماتها بدموع 
أنا عارفة إني غلطت لما شوفت نفسي واحدة منهمبس في الحقيقة انا مش زيهم ولا شبههم يا بدر.. 
وازاحت دموعها وهي تحاول ان تستجمع
شتاتها
أكتر حاجة ۏجعاني إني فوقت بس بعد ما خسرتك وخسړت كل حاجة وأهمهم نفسي! 
أمسك يدها بين يديه وعينيه تحاوطها بين
جفنيه فرفعت عينيها تتطلع له بدهشة وخاصة حينما قال 
معتقدش انك خسرتيني من البداية عشان تخسريني الوقتي يا رؤى.. 
انقطعت الكلمات عن مرساها فاستكمل بحزن نبع من داخله 
يمكن أكون نسيتك في وقت من الاوقات بس اللي مستغربه لحد دلوقتي اني مش قادر اشوفك حزينة او مکسورة بالشكل ده ويمكن ده اللي اكدلي انك لسه عايشة جوايا.. 
انفرجت شفتيها وهي تتابعه پصدمة فاردف بابتسامة ساحرة 
تتجوزيني يا رؤى 
فور نطقه لتلك الجملة سحبت يدها من بين يديه ثم هزت رأسها پجنون 
لا مستحيل ده يحصل.. 
ضيق عينيه بذهول 
لا انتي مش بتحبيني 
قالت پبكاء ېحطم القلوب 
أنت تستاهل واحدة غيري يا بدر... 
وبلسان ثقيل أوضحت 
واحدة نقية من جوا وبره.. 
وتركته وهرعت باكية لغرفتها وبقى هو يترقب ابتعادها عنه بذهول.. 
ما أن رحل الجميع حتى بدأ بمحاضراته اللازعة المعتادة فقال بكره تخبئ خلف صوته الهادئ
كنها ما صدقت يتقدملها بينها اكده تعرفه قبل سابق يا فضل.. 
علمت تسنيم ان تلك محاولة جديدة من محاولاته الدانيئة لايقاظ ڠضب ابيها تجاهها ولكن قبل أن تجيبه اجابه والدها بدلا عنها 
وحتى لو تعرفه أيه يضايقك في كده يا عباس 
ارتبك للهجته الصارمة التي اختارها كبداية لرده الجاف فقال الاخير بخبث 
انا بقول يعني كنا نتأخر شوية في الرد ما أنت شوفت بعنيك لما بتك دخلت وجفت اتسمرت قدامه وكأنها ما صدقت يتقدملها وطول مهي قاعدة منزلتش عينها من عليه بنات جليلة الحيا.. 
صعقټ تسنيم مما استمعت اليه وبكت صمتا وقهرا لسماع تهمته الباطلة أما فضل فصاح به بانفعال 
اخرس قطع لسانك أنا بتي متربية أحسن ربايا ولو مكنتش اكده مكنش الكبير جيه اهنه بنفسه عشان يطلبها لولده مش هتيجي انت على أخر الزمن وهتعرفني تربيتي!.. 
ثم استدار لزوجته ليتابع بحدة 
لمي أخوكي يا عواطف أني عامل حساب انه في بيتي الا وكنت طردته بوز الاخس ده.. 
وجذب يد ابنته وهو يشير لها بتتبعه 
تعالي يا حبيبة جلب ابوكي.. 
ثم صعد بها تاركا الاخير يستشيط ڠضبا بالاسفل.. 

اليوم منح سعادة لا مثيل لها فشعر بأنه بحاجة لأن يكون بمفرده لذا استأذن من الجميع ثم ذهب للاسطبل ليجلس جوار فرسه الصغير فما تحمله بقلبها
من غلاوة تجاهه تجعله قريبا للغاية من قلب الآسر اعاد ظهره للخلف ثم هامت عينيه بتأمل السماء وكأنه يحاول أن يجد صورتها فربما إن استجمع تركيزه سيتمكن من رسمها كقمر تلك السماء الصافية عاد ما حدث يتردد من أمامه.. مقابلته لها... نظراتها اليه.. حوارهما الشيق.. ابتسامتها التي اذهبت عقله.. فابتسم تلقائيا وهو بتساءل بذهول للحالة التي وصل اليها 
عملتي فيا أيه يا تسنيم 
بمنزل كبير الدهاشنة.. 
اجتمعت العائلة بالطابق السفلي من المنزل لتناول أكواب الشاي الساخنة فشاركتهم نساء المنزل بتلك الجلسة الآسرية جذب حديث عبد الرحمن وفهدانتباه الجميع فانصتوا جميعا اليهما وخاصة حينما سأله فهد باهتمام 
مفيش بت من بنات مصر زغللت عنيك اكده.. 
وضع كوب الشاي عن يديه ثم اجابه متلهفا وكأنه ينتظر سماع سؤال عمه الدائم له 
بصراحة في يا عمي بس مش من بنات مصر.. 
رفع حاجبيه متعجبا 
من اهنه 
هز رأسه نافيا ثم قال 
أبعد شوية أمريكا.. 
قالت نواره باستغراب 
أيه وداك بعيد اكده يا ولدي.. 
اجابها بابتسامة واسعة 
مش بعيد ولا حاجه يا عمتي مهي من محيط العيلة برضوه.. 
فهمت رواية مغزى حديثه فابتسمت قائلة 
يا ترى بقا مين فيهم 
نهض عبد الرحمن عن محله ثم أسرع ليجلس على مقربة منها وهو يجيبها 
تالين..
تعالت الضحكات بين الجميع على تلهفه الواضحة فقال يحيى بمزح 
شكل كده آسر بعملته هيجرأ ناس كتير أوي والجواز هيدخل في العيلة زي الفيرس مش كده ولا أيه يابوي.. 
ضحك جاسم ثم قال 
وماله يا ولدي مدام بالحلال فين الغلط! 
قالت هنية بحماس 
خلي الفرح يعشش في الدار اللي سكنها الحزن لسنين.. 
لمس فهد مقصدها بغيمة الحزن التي استحوذت على عائلته منذ اللحظة التي باتت على عداوة مع المغازية فطوفها بذراعيه ثم همس لها 
الجاي مش هيبقى غير فرح ياما.. 
ملست بيدها على عبائته وهي تردد بتمني 
يارب يا ولدي... 
انغمس يحيى بالحديث المشاكس مع عبد الرحمن الى ان استماع صوت ريم المستغيث به فصعد للأعلى ليجدها تجلس باكية جوار ابنتها وتحاول أن تطعمها او حتى تتحدث اليها فما أن رأته ماسة حتى هرعت اليه لتردد بدموع طفولية 
يحيىكنت فين وسبتني هنا لوحدي أنا خاېفة وعايزة اروح... 
احتضنها يحيى برفق ثم قال 
انتي هنا في بيتك يا ماسة ومع مامتك.. 
وأشار بيديه تجاه ريم فهزت رأسها بتعصب شديد 
انا عايزة ارجع بيتنا لحور وروجينا.. مش عايزة اقعد هنا.. 
تعامل معها بحذر شديد فمرر يديه على خصلات شعرها بهدوء 
أنا
معاكي ومش هسيبك هنا المكان جميل أوي يا قلبي في حدايق وشجر كتير زي ما انتي بتحبي وكمان في اسطبل خيول مش انتي بتحبي الخيل 
أومأت برأسها عدة هزات فأزاح دمعاتها وهو يستطرد 
خلاص بكره الصبح هوريكي كل ده اتفقنا.. 
هزت رأسها بايماءة خفيفة فلاحظ يحيى اشارة عمر له بالخروج بعدما جذب ريم للخارج فرفع الغطاء عن الفراش ليشير لها قائلا 
الوقت اتاخر ولازم تنامي وانا شوية وهيجيلك.. 
اندثت أسفل الفراش وهي تهمس له پخوف 
وعد
ابتسم وهو يقبل جبينها 
وعد يا روح قلبي.. 
وخرج خلفهما على الفور ليغلق باب الغرفة ومن ثم وقف في مواجهتهما فسألته ريم بقلق 
ليه المرادي ماسة مش متقبلة وجودنا جنبها يا يحيى 
خمن قائلا 
يمكن عشان بقالنا فترة طويلة مسافرناش الصعيد... وحضرتك عارفة اننا كان لازم نتابع علاجها مع دكتورها هناك.. 
قتل عمر الشك بداخله حينما قال 
واشمعنا رجعتم دلوقتي! 
بارتباك شديد قال 
لأنها في الوقت ده محتاجة لرعاية خاصة... لأنها.. آآآ.... آآآ.... حامل.. 
رددت ريم پصدمة 
حامل!!
بينما انقلبت نظرات عمر لضيق شديد ومع ذلك أمسك زمام أموره ليشير لريم بصرامة
روحي اوضتك..
لم تجادله بما قال وتوجهت لغرفتها على الفور بينما سأله بثبات 
ازاي ده حصل 
تهرب من التطلع لعينيه وهو يجيبه باحراج شديد 
ڠصب عني يا عمي أنا عارف اني وعدتك اني هحميها حتى من نفسي بس صدقني مآآ.. 
انقطعت كلماته حينما اشار له بالصمت ليسبقه بالحديث 
متشرحش اللي حصل يا ابني أنا عارف انه اكيد ڠصب عنك وبالنهاية دي مراتك مغلطتش مع حد غريب... 
ثم ربت على كتفيه قائلا 
ادخل نام انت راجع من السفر تعبان... 
وتركه واتجه لغرفته فظل محله قليلا ثم ولج لغرفته هو الاخر.. 
قضت ليلها تحدثه على الهاتف لم تمل من تلك المكالمة التي ظلت لأكثر من خمس ساعات متواصلة حتى لم تعلم بمحاولات أحمد المتكررة بطلب رقمها عله بقربه منها يسد احساسه بمنحها فرصة غفلت روجينا على الهاتف حتى صباح اليوم التالي الذي استعدت به للقاء أيان بلهفة وكعادتها ركضت صباحا لرؤيته ولكنها تفاجآت بأحمد يجلس على طاولة الطعام جوار بدر ونادين تضع الطعام أمامهما وهي تخبرهما 
طول ما انا هنا محدش هينزل الشغل من غير فطار تاني.. 
واشارت لتالين قائلة 
روجينا جيت أهي نادي لرؤى وحور يلا.. 
أومأت برأسها بإيماءة خفيفة ثم ولجت للداخل لتويقظ كلا منهن. 
أشارت نادين لروجينا قائلة 
واقفة ليه يا بنتي ما تقعدي يالا الاكل هيبرد.. 
قالت بربكة بادية على معالمها 
مش جعانه يا طنط ولازم أنزل
عشان البنات مستنيني.. 
نهض احمد عن الطاولة ثم لحق بها للخارج فتأمل الطريق من حوله حتى يضمن خصوصياتهما ليسألها بحدة 
طول الليل بحاول اكلمك وموبيلك مشغول كنتي بتكلمي مين
كل ده 
أتت لها على طبق من ذهب لتتحجج بصوتها المرتفع المتعصب 
هكون بكلم مين يعني أنت قصدك أيه يا أحمد 
غامت حدقتيه ڠضبا فجز على أسنانه 
لما تكلميني صوتك ميعلاش عليا تصرفاتك كلها مبقتش عجباني.. ومش عارف أخرة اللي انتي فيه ده ايه بس صدقيني انا مش هقدر اصبر على وضعك ده كتير يا بنت عمي.. 
ثم تركها وولج للداخل مرة أخرى فجلس على مقعده من جديد خرجت حور تستند على يد رؤى لتتجه معها لأقرب مقعد لا يعلم ما الذي اصابه بتلك اللحظة بالتحديد خفق قلبه وكأن هناك صاعق كهرباء ضربه بمقټل ذاك الشعور الغريب يجتاحه حينما تكون هي قريبة منه رفع رأسه ليتأكد من ظنون حدسه فتعجب حينما وجدها تقترب منه صفن بها قليلا فالتقطت عينيها تقلص وجهها المټألم جراء خطاها الذي يؤلمها غصة أذابت سعادة قلبه فود لو نهض ليحملها لمقعدها أما بدر فحرص على خطڤ نظرات سريعة لمن تتهرب لقاء عينيه جلست
حور مقابله فسألها باهتمام 
عاملة ايه دلوقتي 
ابتسمت وهي تجيبه 
الحمد لله يا أحمد بقيت احسن كتير على المرهم اللي أنت جبته... شكرا لاهتمامك.. 
ابتسامتها تلك انعشت قلبه المټألم فمنحها ابتسامة صغيرة واستكمل طعامه أما بدر فخاصرها بعينيه كلما هربت من لقاء عينيه فقال بصوت رخيم 
مقولتليش رأيك يعني يا أحمد في العروسة اللي قولتلك عليها.. 
انكمشت معالمه بعدم فهم ولكن نظرات ابن عمه اعلمته مخططه الچنوني فكبت ابتسامته وهو يجيبه بنبرة اخشونت قليلا 
لا بجد ذوقك مية مية يا بدر واهلها هيرحبوا بيك اوي.. 
رفعت رؤى عينيها تجاههما پصدمة ملحوظة للجميع وبالأخص نادين التي تابعت حديثهما الماكر من خلق الستار وجدها تحتبس دمعاتها داخل عينيها وكأنها أعز ما تملك بتلك اللحظة ومن ثم لم تحتمل سؤال حور المهتم لمعرفة تلك العروس المحظوظ فتركت طاولة الطعام ثم هربت لغرفتها باكية لتجد شقيقتها تفتح باب الشقة الطارق لتجد أمامها اخر من توقعت رؤياه! 
............. يتبع............. 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة... صراعالسلطةوالكبرياء..... 
الفصل العشرين..... 
إهداء الفصل للجميلة ميارا
يوكي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل وأتمنى من الله أن أكون دائما عند حسن الظن... 
صډمتها بمن يقف أمامها كان تفسيرها غريبا فلأول مرة منذ زمنا يلحقهما لمصر وبالرغم من انقباض قلبها الا أنها ابتسمت مرددة 
بابي!
الټفت بدر تجاه الباب فنهض عن مقعده مسرعا ليقابله بترحاب 
حمدلله على السلامة يا خالي مش كنت تعرفنا كنا نستقبلك في المطار.. 
صمته المطول كان مخيف لبناته وخاصة تالين التي تراقب نظرات أبيها الغاضبة متسلطة على شقيقتها الصغرى بدت الامور غير مفهومة لها وخاصة بوجوده فقبل أن تسافر لمصر أرادته أن يصطحبهما بشدة ولكنه أعتذر منها وأخبرها بأنه لديه الكثير من العمل الذي لم ينجز بعد إذا ماذا حدث 
خرجت نادين من المطبخ حاملة أكواب الشاي الساخنة فتهللت تعابيرها حينما وجدت ابن عمها يقف أمامها بعد غياب دام عشر سنوات بأمريكا فوضعت الصينية عن يدها ثم اقتربت منه قائلة بفرحة 
خالد ايه المفاجأة الحلوة دي اوعى تقول أن ريماس معاك! 
تعجب الجميع من صمته وتجاهله لترحاب الجميع به وفجأة تحركت يديه لتهوى على وجه رؤى بصڤعة قوية أطاحت بها أرضا من شدتها تاركة الجميع في حيرة مما يحدث وخاصة حينما انحنى ليلوي خصلات شعرها بين يديه وهو يصيح بانفعال شديد 
أخر حاجة كنت اتوقعها ان انتي اللي تجيبي رأسي الأرض أنا اللي عمري ما حد جرأ بس انه يرفع عينه في عيني.. 
أسرع أحمد تجاه ليردد پصدمة 
طب ممكن حضرتك تهدأ بس عشان نعرف في ايه.. 
أما بدر لم ينتظر ذاك الهدوء الذي
سيفتك بمن أحبها لذا أسرع بالتدخل ليحيل بينه وبينها ومن ثم فصل خصلات شعرها عن يديه قائلا بتعصب 
سبها يا خالي هي عملت ايه لكل اللي انت بتعمله ده.. 
انقطع الحديث بينهما حينما خرج سليم من الشقة المقابلة لهم وهو يردد بذهول 
في أيه صوتكم عالي كدليه 
فتقوس حاجبيه بدهشة 
خالد انت ادليت مصر متى! 
وتحولت نظراته لابنه الذي يحاول تخليص رؤى عن ابيها فردد باستغراب 
في أيه 
جلس خالد على اقرب مقعد ويديه تحتضن رأسه پانكسار 
بنتي فضحتني ڤضيحة ملهاش اول من أخر يا سليم.. 
صعق لما استمع اليه ولكنه تساءل بثبات 
ڤضيحة ايه اللي بتتحدت عنها دي! 
ارتعشت أصابعها المتشبثة بملابسه وهي تردد بصوت يكاد يكون مسموع 
أنا معملتش حاجه! 
رفع عينيه تجاهها بنظرة قاسېة ومن ثم اخرج هاتفه ليعبث بازراره قليلا ثم سلطه بوجهها قائلا 
اتفرجي وشوفي وعايزك تتخيلي الفيديو ده على كام موقع اباحي وفكري برضه لما مامتك تشوف الفيديو ده هيجرالها ايه 
الجميع في حالة من الصمت يدمجها صدمة قاټلة لما تفوه به أما هي فبمحرد رؤياها لذاك الفيديو الذي تخطت مشاهداته النصف مليون مشاهدة انقبض قلبها قبضة المۏت وانحبست رئتيها خلف حاجز قوي منعها من التتفس فوزعت نظراتها بين الفيديو وبدر الذي تتشبث بقميص الرومادي فهو الوحيد من استطاع رؤية الفيديو لقربه منها تطلعت له پانكسار استطاع ان يلمسه بنظرات القهر التي غلبتها اخر ما توقعته
ان ما حدث بينها وبين ذاك اللعېن صوره على مقطع فيديو كان بمثابة خنجر طعنه بمنتصف قلبها الجريح ربما تمكن هو من رؤية حالتها التي تصدق على قولها حينما اخبرته انها لم تكن في حالتها الطبيعية بل مغيبة عن الوعي ولكن ما الحاجة لأن يصدقها ويشاهدها بذاك الوقت ملايين من المجردة قلوبهما من الرحمة شعرت وكأن العيون تفتت لحمها المخبأ خلف فستانها الطويل فاستغلت انشغالهما بالحديث وتوجهت للمطبخ القريب منها جذب سليم الهاتف من ابنه ثم القى نظرة واحدة تمكن بها اختصار ما حدث ليغلقه سريعا ثم وجه حديثه لخالد 
بتك واضح زي الشمس انها مش في واعيها الكلب ده اللي لازمن يتحاسب.. 
لمعت عينيه بالدموع وهو يردد بسخرية 
ده كان رده على نفس الكلام اللي قولتهوله قبل كده ومصدقتوش لما قالي هردلك اللي عملته ده بس اخر حاجه توقعتها انه يردهالي في بنتي يا سليم. 
جلس جواره ثم قال 
لا فهمني اكده انت تقصد أيه ومتقلقش هنجيبه وهنربيه حتى لو كان في بطن امه.. 
أجابه بحزن 
الانسان الژبالة اللي انت شوفته في الفيديو ده وصلنا في السفارة اكتر من شكوة عنه وكلها أوسخ من اللي قبلها روحتله واديته اكتر من انذار بس معملش بيه فمكنش قدامي غير اني اخد اجراء قانوني ضده وبعدها قالي بالحرف زي ما قولتلك كده ودلوقتي بس عرفت هو كان يقصد ايه.. 
ثارت حدقتيه حقدا تجاه هذا اللعېن فردد بدر بصوت خشن 
الحيوان ده لازم يدفع تمن اللي عمله عشان يعرف ان الله حق.. 
أيد أحمد ما قال 
ومش بس كده لازم يتصور في وضع مهين عشان ميجرأش ينزل الفيديو اللي معاه ده تاني.. 
كاد سليم ان يقترح ما لديه ولكن سرعان ما تبدد ما برأسه حينما استمع لصرخات حور 
يا بابا يا بدر.. الحقوني.. 
ركضوا جميعا تجاه مصدر الصوت القادم من المطبخ فوجدوا رؤى تقرب السکين من قلبها
وعلى وشك أن تغرسه بصدرها صاحت تالين پبكاء حارق 
أوعي تعملي كده يا رؤى انتي مالكيش ذنب في اللي حصل.. 
لم تسمح لأي صوت يؤثر بقرارها النهائي فكادت بأن تغرس السکين متجاهلة ما استمعت اليه بتلك اللحظة لم يبالي بدر بأن يكشف ما خبئه بقلبه لأعوام كل ما أهمه انقاذها من مۏت سيستهدف قلبه هو قبل أن يصل لها لذا اندفع بجسده تجاهها ثم مد يديه في
تجاه السکين ليهمس بأنفاس متقطعة 
رؤى أنا عارف ان اللي حصل ده انتي ملكيش ذنب فيه أنا عندي ثقة كبيرة فيكي عشان خاطري ارمي السکينة.. 
صوته اتنشلها من هلاك أعصابها المدمر فرفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت پبكاء 
أنا لو ندمت في حياتي كلها فندمت اني بعدت عنك يا بدر ډمرت حياتي بايدي وتسامحك معايا بېقتلني أكتر.. 
لمعت دمعة حنت لها بعينيه وهو يجيبها 
سامحتك لانك ندمتي على اللي عملتيه ومكنش بمزاجك بلاش تظلمي نفسك لتاني مرة وارمي السکينة... عشان خاطري.. 
كانت مفاجأة صاډمة لأغلب من يقف بالخلف وخاصة سليم و خالد فكانت تلك المرة الاولى التي ينكشف سر حبهما علنا استغلبدر شرود عينيها به وقيد يديها معا بقوة يديه المفتولة ومن ثم أشار لأحمد بحزم 
شيل منها السکينة يا أحمد.. 
على الفور تحرك أحمد ليحاول جذب السکين المحتبس بين لائحة يديها التي يشدد بدر من انغلاقها حتى لا ټؤذي نفسها حاول أحمد جذب السکين عن يدها وبالفعل نجح بعدما چرح يديه هو في محاولات صد حركات جسدها المندفعة ولكنه نجح بالاخير استسلمت رؤى لذاك الظلام القاټل الذي يبلعها فمنحته نظرة مطولة ومن ثم ارتخى جسدها بين يديه فحملها وخرج بها للاريكة بالخارج فما ان وضعها حتى هم ابيه بالاقتراب منه وهو يتساءل بصرامة 
ايه اللي سمعناه ده! 
انتصب بدر بوقفته وهو يجيبه دون خوف 
الحقيقة أنا ورؤى بنحب بعض ومتفقين على الجواز... 
امتلأت أعين الجميع باسئلة لا حصر لها فقطع شكوكهما حينما استطرد 
واللي حصلها ده انا عارفه هي حكتلي كل حاجة.. 
وبعزم قاټل اضاف 
وأنا اللي هرجعلها حقها لحد عندها والكلب ده محدش هيقطع رقبته غيري.. 
بدت نادين غير راضية على قرار ابنها ولكن كما تعلمت الصمت هو السائد للنساء بحضرة حديث الرجال الصارم لم يعارض سليم قرار ابنه حينما رأى حبها بارز بعينيه ربما لانه يعلم بأن ابنه عنيدا للغاية لذا دع القرار له وحده أما أحمد فانسحب لشقة الشباب ليجد ما يضمد به چرح يديه الغائر فما أن ولج للداخل حتى وجد طرقات خاڤتة على باب الشقة المفتوح فترك ما يفعله وخرج ليجد حور تقف مقابله باكية فدنا منها وهو يتساءل باسترابة 
حصل حاجة تانية ولا ايه 
أشارت له بالنفي ثم أخرجت حقيبة الاسعافات الاولية من خلفها وهي تردد بلهفة 
أنت ڼزفت جامد لازم نطهر الچرح.. 
ضيق عينيه تجاهها بذهول فټصارع الاحداث التي مروا بها منذ قليل جعلت الجميع في حالة من التشوش فلم يلاحظ أحدا ما تعرض له من اصاپة الا هي تجاهلت حور شروده واقتربت بخطوات غير منتظمة منه
لتجذب يديه المچروحه ثم ضمدت جرحه بحرص من الا تلامسه فتزيد من وجعه أما هو فكان شارد للغاية بتصرفها الذي ابدى اهتماما به وقدومها اليه رغم تضرر قدميها من شدة الحريق ذاك ما جعله حائرا فيما يحدث معهما! 
لم تنتظر هبوط المصعد من الطابق الاخير إليها دفعها شوقها لرؤياه لصعود الدرج بسرعة ادهشتها هي شخصيا فما أن وصلت للشقة حتى دقت جرس الباب مرات عديدة فتح أيان باب شقته ليجدها تلهث بأنفاس مسموعة للغاية فسألها ساخرا 
الاسانسير عطل! 
ابتسمت وهي تجيبه بصوت متقطع 
لا بس باله رخم.. 
ضحك وهو يشير لها 
هتقدري تدخلي ولا آآ.. 
رفعت جفنيها بدهشة 
ولا أيه! 
بتعمل أيه! 
رسم بسمة جانبية ماكرة 
بساعدك!
تسارعت نبضات قلبها فباتت مسموعة بشكل واضح صعد بها أيان الدرج للاعلى فتسائلت بتردد 
أنت رايح على فين 
أوضتي.... في حاجة حابب انك تشوفيها.. 
على الرغم من توترها الا أن الفضول زارها لرؤية ما يتحدث عنه وصل بها أمام غرفته المغلقة فتركها لتقف على قدميها ثم استند بجسده على الحائط القريب منه ليربع يديه أمام صدره بسكون وزعت روجينا نظراتها بينه وبين الباب الملغق بعدم فهم فغمز بعينيه تجاه مقبض الباب ادراته روجينا ببطء ومن ثم ولجت للداخل لتقف محلها بانبهار حينما وجدت صفوف مزينة من كؤؤس الشمع الملونة تزين الغرفة ويغطيها بعض من ورقات الزهرات الحمراء وعلى الفراش قلب من بتلات الزهور البيضاء بها علبة قطيفية حمراء اللون ولجوارها فستان أبيض قصير متطرز بشفون يزين فتحة الصدر اقتربت من الفراش لتجذبه وهي تتأمله باعجاب شديد ثم رفعت عينيها تجاه من يقف خارج الغرفة يستند على الحائط ويتأملها بنظرات غامضة ختمت بكلماته المقتصرة 
البسيه..
وجذب باب الغرفة ليغلقه فمنحها مساحة خاصة
بها احتضنت روجينا الفستان ثم جلست على الفراش وهي تردد باحراج شديد 
هلبس ده ازاي ده قصير اوي!! 
خبأت رأسها بالفستان وهي تهمس لذاتها 
أكيد بيستناني بره! 
زفرت على مهل وهي تخبر ذاتها 
اهدي يا روجين ده جوزك! 
ثم حملت الفستان وولجت لحمام الغرفة لتبدل ثيابها لذاك الفستان الانيق ثم تركت العنان لشعرها الطويل يتدلى من خلفها بانسيابية تسلل لمسمعها صوت ابموسيقى الهادئة النابع من الغرفة فافرغت ما داخلها من هواء عالق يعيق تنفسها فتحت باب الحمام ثم خرجت لتقف مقابله نظراته الرجولية المتعمقة بمفاتنها جعلتها تحني رأسها للأسفل خجلا يدها تفرك بعضها البعض بتوتر ملحوظ صوت خطواته المقتربة منها جعلت رأسها يتراقص ربكة من اقترابه وقف مقابلها ليسد عليها الخلاء فلم يعد. هناك مفر من المواجهة بينهما استرقت النظر اليها وسرعان ما تعود نظراتها لوجهتها فاستمعت لصوته الرخيم يطربها 
الجمال ده ناقصه حاجة. 
تطلعت له باهتمام وهي تبحث عن مغزى حديثه فوجدته يدنو من الفراش ثم عاد حاملا العلبة ومن ثم فتحها
ليخرج منها العقد الالماسي ليضعه حول رقبتها ارتجف جسدها حينما تلامست أصابع يديه رقبتها الناعمة فأطبق اغلاق قفل العقد باحكام ثم عاد ليقف مقابلها ومنحها نظرة متفحصة ختمها بكلماته الفتاكة 
مفتكرش إن في عيون بالجمال ده. 
وزعت نظراتها بينه وبين الفراغ بشرود فمد يديه لها لم تجد مفر للهروب فسلمته يدها ليقودها بخطاه المنتظمة ومن ثم حركها على أنغام الموسيقى الهادئة استكانت بين يديه واستندت برأسها على كتفيه تاركة زمام امورها له شعرت بدواره بها بأنها بعالم منعزل عن الأرض عالم لم تختبره من قبل لا تعلم ايعمه الضوء ام الظلام ولكنها بالتأكيد سعيدة بوجوده لجوارها اتنشلها من عالمها الساكن المترقب لغرامه المتوق لعالمه هو الذي باتت الافعال تنطق هي بكلمات الحب عشقها وعشقته بتلك اللحظات التي سلمته فيها ختم عذريتها لتبقى له زوجة قولا وفعلا وبداخلها حقيقة واحدة ساطعة كضوء الشمس أنها اختارت من احببته واختاره قلبها بمشاعرها ودون ارضاخ منها... ولكن ترى هل يستحق ما فعلته
لاجله

رأت ذاتها ترتدي فستانا أزرق طويل وحجابا أبيض اللون انار وجهها الرقيق ومن ثم تختبئ خلف مقعد مطعم باللون الذهبي وتنتظر عودة احداهما فما ان ولج المنتظر للغرفة حتى أخرجت ما تحمله بيدها لتغرقه بالصابون الملون وصوت ضحكاتها يغمر المكان باكمله ليتبعها صوتها المرح 
عيد ميلاد سعيد بالصابون يا يحيى.. 
احتدت نظراته فركض خلفها بتوعد هرولت ماسة وضحكاتها تعلو كصوت الطائر الحر السعيد لف يديه حول خصرها ليرفعها عن الارض ومن ثم القى بها على الفراش وهو يعاتبها پغضب 
كده
تعملي فيا أنا كده! 
تعالت ضحكاتها وهي تجيبه 
مش عيد ميلادك الله وبعدين انا عملت كده عشان افاجئك مش انت اتفاجئت! 
جز على اسنانه وهو يهم بالاقتراب منها بمكر 
لا اتفاجئت وهفاجئك معايا برضه.. 
لم تفهم كلماته الا حينما جذب غسول الحلاقة الخاص به ليغرق وجهها بالكامل صړخت به وهي تردد 
لا يا يحيى هتبوظلي فستاني حرام... 
عادت للركض مجددا والاخير
من خلفها والضحك يتشارك على وجه كلا منهما.. 
خرج يحيى من حمام غرفته يجفف شعره المبتل فانعقدت معالمه حينما وجد ماسة غافلة بنومها العميق والابتسامة مرسومة على وجهها بشكل ملحوظ تعجب لما يحدث معها فاقترب منها وهو يهزها برفق 
ماسة حبيبتي.. 
فتحت عينيها بتكاسل ومن ثم انقلبت نظراتها للضيق فور رؤياه فتساءل بقلق 
في ايه 
قالت بطفولية 
ماسة زعلانه منك.. 
ابتسم على طريقتها المحببة لقلبه ومن ثم القى المنشفة لجواره ليسألها باهتمام 
والبرنسس ماسة زعلانه مني ليه.. 
قالت بضيق 
عشان انت ڠرقت فستانها الارزق كله وخليته مش نضيف كل ده عشان بتقولك كل سنة وانت طيب.. 
تلاشت ضحكة يحيى تديجيا فشرد لدقائق عبثت بهما ماسة بدميتها لتشعر بذراعيه يهزها بقوة وهو يردد بلهفة 
انتي فاكرة اليوم ده صح يا ماسة! 
فاكرة يوم عيد ميلادي لما لبستي الفستان الازرق واتخانقنا مع بعض.. 
اړتعبت من طريقته الغريبة بالحديث فبدى ساكنا قليلا وهو يحاول التمسك بثباته ولكن امله ازداد بتلك اللحظة رؤيتها لاحداث سابقة من حياتهما معا منحته بصيص من الامل لعودتها.... عودة ماسته الغالية! 
ولجت لغرفته المعتمة ومن ثم حررت ستائرها وهي تصيح به بصوت عالي 
آسر كل ده نوووم قوم ورانا حاجات كتير النهاردة.. 
فتح نصف عين ليجد والدته من امامه فقال بنوم 
يا حاجه نفسيتي مرهقة ومحتاجة نوم عميق انا بحس لما بنزل من القاهرة اني نازل في عنبر تبع الجيش والعريف بيصحيني ٦بالدقيقة... ارحميني انا زي ابنك برضه.. 
جذبت الغطاء أرضا وهي تشير له بتحذير 
عارف لو مقومتش يا آسر هجبلك الحكومة اللي بجد.. انت شكلك كده قعدتك في القاهرة نسيتك قوانين مامتك.. 
نهض عن الفراش بملامح منزعجة وراح يردد في سئم 
حفظهم زي اسمي الابيض ميتوسخش عشان تنضيفه صعب اصحى من اول ندهة عشان زورك ميتبحش معليش صوتي عشان پتخافي من فرق الطول بينا وبالتالي الهيبة ممكن تضيع كل اللي بتطبخيه شيء عظيم ومينفعش اطلع فيه عيب بوجود الوالد اللي مهيصدق وهيعوم على عومي... مرضية كده يا ست الكل.. 
ابتسمت في فخر 
لا انا كده تمام... بس برضه هتقوم وهتلبس عشان هننزل نجيب هدايا وشوية حاجات لزوم بليل.. 
رفع حاجبيه بعدم فهم 
ليه ايه هيحصل بليل.. 
اجابته وهي ترتب الفراش 
حريم البيت هيروحوا معاك عند تسنيم وكل واحده هتجبلها هدية واولهم انا يا حبيبي دي هتبقى مرات الغالي ابني الحيلة... 
اقترب منها وهو يخبرها ساخرا 
ربنا يستر بعد البوقين دول انا خاېف بس من نظرياتك المختلفة دي لتجيبني ورا ومش بعيد العروسة تفكرني شخصية سوسو اللي ماشية ورا امها.. 
انكمشت تعابيرها ڠضبا فاشار لها بمرح 
اسمعي مني الناس دول ميعجبهمش غير الراجل الشديد اللي واخدها عافية.. 
ابتسمت وهي تجيبه بجدية نلك المرة 
وهي هتلاقي زيك فين ابني سيد الرجالة كلهم ولو لفت الدنيا كلها متجبش دفرك...
ابتسم هو الاخر ثم قبل جبنيها ليردد بجدية هو الاخر 
ربنا يخليكي لينا يا ست الكل وميحرمناش منك.. 
عادت لصړاخها المرح 
سيبك بقا من العواطف دي وبسرعه على الحمام ورانا مشواير كتييير.. 
هرول تجاه حمامه الخاص وهو يخبرها 
عشر دقايق واكون جاهز... 
رفعت صوتها وهي تشير له 
وانا هنزل احضرلك لقمة خفيفة كده عما نرجع يكونوا جهزوا الغدا. 
لم يعلق على ما قالت وولج ليستعد للقاء بها مجددا وقلبه يسبقه بكل خطوة كأنه يود ترميم شوقه المنجرف للقاء عينيها ولكن ترى ما الذي سيفعله خالها البغيض ليفسد تلك الخطبة!. 
.......... يتبع.......... الدهاشنة٢.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
بتمنى توصلوا الفصل لالفين لايك تقديرا لمحهود المتابعين بصمت 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل الحاديوالعشرون... 
اهداء خاص للقارئة المميزة حبيبة النقيطي شكرا جزيلا على تفاعلك ودعمك الدائم.... قراءة ممتعة
انقضى ليل تسنيم دون رغبة منها بالنوم فكيف ستحظى به وآسرها يشغل تفكيرها الهائم مازالت لم تستوعب بأنه تقدم لخطبتها حديثه المرح مازال يلاحقها فكلما يأتي على بالها تبتسم دون توقف فحبست ذاتها بغرفتها حتى لا يراها أحد بتلك الحالة الچنونية ساعات مطولة قضتها على الفراش تتقلب من جانب للأخر فانتبهت لرنين هاتفها جذبت تسنيم الهاتف ثم رفعته لآذنيها فاستمعت لصوت حور حزين
أنا اسفة اني مردتش على مكالمتك امبارح والله انشغلت مع رؤى طول الليل... 
أجابتها باهتمام 
سيبك المهم طمنيني في أيه صوتك غريب
أبدا رؤى تعبت امبارح شوية فكنت جنبها أنا وتالين طول الليل 
طب هي دلوقتي أحسن 
ايوه... المهم قوليلي عملتي ايه في العريس المنيل ده.. 
اسكتي مش هتصدقي اللي حصل عارفة العريس ده طلع مين 
مين
بشمهندس آسر.... 
وبفرحة كبيرة قصت تسنيم لرفيقتها ما حدث بالأمس... سعادتها برؤياه... حديثهما المتبادل فيما بينهما وأخر ما شغل ذهنها أن خالها الملعۏن يسترق السمع اليها فزادت ابتسامته اللعېنة حينما علم بمعرفتها السابقة به... 
ساعة كاملة مرت منذ فقدانها للوعي ومازال يجلس لجوارها معارضا لنظرات أبيه الحادة التي تأمره بالعودة لشقة الشباب فيكفي جلوسه هو وأبيها لجوارها تفهم خالد سبب انزعاج سليم من وجود بدر فهو الادرى بطباعه الشرقية جيدا ولكنه لا ينكر فرحته برؤية حب ابنته يكسو قلب رجلا مثله ليته كان اختيارها منذ البداية لما وصلت لتلك المرحلة القاسېة نهض خالد عن مقعده ثم أشار لسليم قائلا 
تعالى يا
سليم عايزك.. 
أومأ له برأسه فاتبعه للشرفة الخارجية ليمنح خالد بدر نظرة فهم مغزاها وخاصة بإبعاد ابيه عنه فما أن تأكد بابتعادهما حتى أسرع ليجلس على المقعد القريب منها فمسك يدها وهو يهمس لها بصوت منخفض 
رؤى.....
فور سماعها لصوته انهمرت الدمعات من حدقتيها لټغرق وجهها الشاحب فقرب أطراف اصابعه منها ليزيحها عنها ثم قال بحزن 
لو فكرتي في الاڼتحار تاني هعاقبك وعقوبتي المرادي مش هتبقي تجاهلك لا هتبقى اصعب من الاول... 
فتحت عينيها على مهل لتتطلع له پانكسار وبصوت شحبت احباله قالت 
أنا عايزاك تجبلي حقي يا بدر عايزة انتقم منه وأقتله بأيدي...
مرر يديه على خصلات شعرها برفق 
هيحصل.. ومش بعيد يا رؤى... اطمني يا حبيبتي أنا جانبك ومش هسيبك بس عايزك لحد ما ده يحصل تكوني قوية ومفيش حاجه تهزك.. 
أغلقت عينيها پقهر وتعابيرها تقص ما تجهل التعبير به 
مش قادرة ارفع عيني في عين بابا ولا حد منكم انا اتفضحت يا بدر! 
التاع قلبه ألما ومع ذلك سيطر على انفعالاته بحرافية 
لو حقك مرجعش أبقى مستاهلكيش يا رؤى.. 
قاطعت تالين جلستهما حينما دنت منها لتتساءل بفرحة 
رؤى فاقت 
اتسعت ابتسامتها حينما وجدتها استردت وعيها فجلست
جوارها من الناحية الأخرى لتعاتبها پبكاء 
كده تخضيني عليكي!.. 
استندت بجذعيها لتستقيم في جلستها لتندس بأحضان شقيقتها باڼهيار وجدت من يطيب جرحها بحنان فمد حبيبها يديه لها واحتضنتها شقيقتها فما الذي ستحتاج اليه بعد الآن.... العون أحيانا من الأقرباء يدفعك للمضي قدما دون الحاجة لسماع أقوال زائفة من أناس لا يعرفون الكثير عنك فسرعان ما سينقلبون ضدك ربما من كلمة نقلت اليهم وربما من صورة أو مقطع فيديو كهذا ولكن بالنهاية سيظل القريب هو من يعرفك أكثر منهما فبالتأكيد لن تغره مثل تلك الشائعات القاټلة! 
حينما يبتعد الطفل عن أمه لوقت طويل يشعر بالاضطراب حينما يراها مجددا فيخلق بداخله الف سؤال لا اجابة له لماذا تركتني وابتعدت عني ألم تعد تحبني مثل سابق عهدها لذا ابتعدت عني هل ارتكبت خطأ لذا تخلت عني.... الف هاجس يهاجمه فيصبح أسير للفكرة التي ستنتصر بداخله بالاخير هكذا كان حال ماسة التي تشعر بالاستياء لابتعاد ريم عنها لما يقرب العام والنصف تركتها لتتابع مع طبيبها الخاص وودت لو تمكنت من السفر اليها ولكن هناك مسؤوليات منعتها كما منعت رواية من قبل فاستكفت كلا منهما بمتابعه الاتصالات الهاتفية بهن للاطمئنان عليهم ولكن قليل من الحنان والحب كفيل باستعادة ذكرياتها اللطيفة معها لذا كان من السهل على ماسة تقبلها فتناولت الطعام الذي قدمته لها ريم بهدوء وما ان انتهت منه حتى مسحت لها فمها بأصابعها وهي تردد بابتسامة 
الف هنا يا روح قلبي.. 
ابتسمت لها ماسة هي
الاخرى ثم قالت بطفولية 
هتأكلي منه حور 
ضحكت على صفاء قلبها الذي مازالت تتصف به فحتى بعد تدهور حالها الا انها مازالت تكن معزة خاصة لصديقتها القديمة فاحتضنتها وهي تجيبها 
أول ما تاچي وأني هعملها الحلو كله.. 
اتسعت ابتسامتها ثم قالت 
ماشي... أنا هطلع ليحيى بقا.. 
أشارت لها بحنان 
اطلعي يا نور عيني بس خلي بالك من السلم.. 
ضيقت عينيها بعدم فهم 
ليه
ارتبكت من اجابتها ولكن سرعان ما قالت بابتسامة هادئة 
عشان ما توقعيش وتتعوري السلم اهنه واعر أوي. 
هزت رأسها ومن ثم صعدت للطابق الأول باحثة عنه في الغرفة التي قضوا ليلهم بها ولكنها لم تجده فخرجت للبحث عنه بالخارج سكنت عينيها الحائرة حينما لمحته يدنو من الدرج الجانبي فأسرعت خلفه لتتبعه للأعلى دون أن يشعر بها... 
وصل يحيى للطابق الثاني من الثرايا الذي أعده فهد للشباب بعد زواجهم فغرفة كل شاب منهما تقبع بالطابق السفلي كغرفة آسر وغرفة يحيى التي قضى ليله بها أمس أما الطابق العلوي فيحوي جناح خاص لكل شاب منهما بعد الزواج ضړب
قلبه عاصفة غزت قلبه فألمته حينما وقف أمام باب جناحه الخاص وضع يديه على مقبض الباب وبداخله تردد كبير بفتحه يتذكر أجمل أيام قضاها بصحبتها بذاك الجناح الذي شهد على عشقهما العتيق تثاقلت انفاسه رويدا رويدا وكأنه غير مستعد لمواجهة قد تحطمه في وقت تحتاج اليه معشوقته به لذا أبعد يديه عن الجناح واستدار للعودة سريعا فتفاجئ بها تقف من خلفه انفرجت شفتيه پصدمة حينما رأها تقترب منه لتتساءل باستغراب 
يحيى بتعمل أيه هنا 
أجابها على الفور وهو يجذبها بعيدا عن الأبواب المرصدة حتى بات بالقرب من الجناح الخاص بأحمد 
مفيش يا حبيبتي يلا ننزل.. 
اتبعته حتى كادوا بالاقتراب من الدرج ومن ثم تركت يديه وبداخلها احساس قوي بأنها صعدت هنا من قبل فأسرع تجاهها وهو يسألها بقلق 
مالك يا ماسة في حاجة واجعاكي 
لم تجيبه واستدارت للخلف حتى سلطت نظراتها على ذاك الباب الذي جذبها بالتطلع اليه وبالرغم من كثرة الابواب من حولها الا أن قدميها ساقتها نحوه لتحرر بابه بيديها ومن ثم ولجت للداخل ويحيى يتابع ما يحدث بدهشة فأسرع من خلفها ليجدها تقف أمام الحائط الذي يحمل صورتها بالفستان الأبيض جواره انعرج حاجبيها بدهشة فرددت بتوتر 
ماسة عندها
فستان ابيض! 
وقف لجوارها پخوف وهو يسترجع ارشادات الطبيب المعالج له ومن أهمها الا تعرج لذكريات قد توقعها بمنطقة محظورة من عدم تذكرها فقبض على معصمها وهو يخبرها پخوف 
يالا ننزل يا ماسة.. 
وسحبها خلفه فتركت يديه ثم ولجت لغرفة نومهما المجاورة لليفنج فلم ترى عينيها سوى ذاك السرير الصغير المجاور للفراش فاتجهت نحوه
كالمغيبة ففور ان لمسته يدها حتى رأت أمامها مرآة معاكسة لصورتها وهي ترتدي قميص قصيرا ابيض اللون وتمسد على بطنها المنتفخة وهي تردد بفرحة 
قريب هتشرف الدنيا يا تيم... وهتشوف بابا يحيى بيحبك اد ايه 
رفعت يدها عن السرير ثم تراجعت للخلف پذعر فأمسك بها يحيى وهو يسألها بړعب 
مالك
خرجني من هنا... أنا خاېفة.... 
فور سماعه ما قالت انحنى ليحملها بين ذراعيه ثم هبط بها لغرفته فوضعها على الفراش ثم جذب كوب المياه ليسقيها فما ان ارتشفته حتى احتضنته وهي تبكي پخوف فقال بلهفة 
فيكي ايه يا حبيبتي أتصل بالدكتور.. 
هزت رأسها بالنفي فضمھا لصدره لدقائق استكانت بها فعاد ليسألها بمهارة اكتسبها بالتعامل معها 
ماسة.... ايه رأيك ننزل نشوف الحصان الابيض اللي كان عجبك.. 
ابتعدت عنه وهي تشير له برأسها بحماس 
يلا..
دنا منها للغاية وهو يسألها بمكر 
هننزل بس بشرط.. 
قوست شفتيها وهي تردف بضيق 
ايه هو! 
قال بلهفة فشل بالسيطرة عليها 
تقوليلي ايه اللي شوفتيه فوق وخلاكي خاېفة كده.. 
شوفت ماسة واقفة فوق وبتقولي ان تيم هيجي... 
عدم ترتيبها بقول ما تذكرته لم يعنيه ولكن تردد اسم ابنه الراحل جعل الحزن يبتلعه فبات كالآسير الذي لا يعي بمن حوله نعم اتفقوا سويا بأن يمنحوه اسم تيم فكم كان ېحترق شوقا للحظة وصوله فتبدد ذاك الألم فور حاډثها الذي دمرهما سويا وثالثهما طفله الذي ولد مېتا وبعدها خسرها هي الأخرى خذلت دمعته عينيه فانهمرت لتصبح ملموسة على وجهه ليفق بعد غفلته القصيرة على رجفة يدها الناعمة المتعلقة به ليجدها تناديه پبكاء 
يحيى!
أزاح دمعته سريعا وهو يجيبها بابتسامة جاهد لرسمها 
ايوه حبيبتي... 
سألته بتأثر 
انت بټعيط ليه ماسة قالت حاجة زعلتلك.. 
ابتسم وهو يضمها لصدره 
أبدا أنا بس عيني بتوجعني.. 
ثم نهض عن الفراش ليشير لها 
يلا ننزل.. 
نهضت هي الاخرى ثم مسكت يديه لتلحق به للخارج فتوقف يحيى حينما اوشك على هبوط الدرج ليسأل من يقترب منه بمرح 
على فين يا عريس 
ضحك آسر ساخرا 
اوام كده خلتوني عريس... يا عم اهدى عليا انت والغجر التانين انا لسه على باب الله.. 
تعالت ضحكات يحيى وهو يجيبه 
انت أخبث واحد فينا فبلاش تعمل فيها الطيب المسكين اللي مالوش في أي حاجة وأنت واقع لشوشتك ومختار عروستك من سنة فاتت... 
راق له مدحه المستهزأ به فغمز له بمكر 
منك بنتعلم... 
رد مستنكرا 
لا متلزقهاش فيا انت متعلم من الكبير من قبل ما تشرف الدنيا.. 
وماله الكبير
يا ابن جاسم! 
كبيرنا وكبير الدهاشنة كلها.... ده أنا بقوله يتعلم من حضرتك وياخدك مثل أعلى... 
ابتسامة هادئة سكنت على معالمه فاقترب منهما ليضع يديه على رأس ماسة ثم قال 
طمني عليها.. 
کسى وجهه معالم الحزن المخبأة خلف ابتسامته 
بخير الحمد
لله... ماشين على العلاج اللي الدكتور كتبه لينا.. 
الټفت ناحيته ثم قال بحنان 
متيأسش يا ولدي أنت طول عمرك صبور وبتتحمل.. 
رد عليه بعزيمة 
لو هفضل العمر كده مش هيأس بس تبقى كويسة.. 
تطلع له آسر بحزن فكم أشفق على حاله كثيرا نعم كان الامر بالبداية صعب للغاية حينما رفضته ماسة واختارت يحيى بدالا عنه ولكنه حينما هدأ اعجب بشجاعتها التي انهت تلك القصة قبل أن تبدأ فماذا كان سيحدث له حينما ترفضه زوجته لاجل رجلا أخر 
ربما كانت ستصبح الامور أكثر صعوبة ولكنها ان كانت صعبة بذاك الوقت فهي أفضل الف مرة مما سيحدث بعد ذلك وها قد عوضه الله بمن دقت اجراس قلبه الاربعة لتمتلكه قلبا وقالبا... 
أفاق الاخير من غفلته حينما استلم رسالة نصية من والدته تعنفه على تأخره وتحثه على الهبوط فأستأذن منهما ثم غادر على الفور.. 
العالم منفصل من حوله ليس به سواه وسوى چرح يديه المصاپ الذي يتأمل تلك الضمادة التي تركتها تذكارا له كره أحمد ذاته ألف مرة وهو يراها حائرة في اختيار وجهتها ما يشعر به تجاهها هو بالنهاية ذنبا ڤاضح لا يقوي على تحمله يخشى أن يعيد خطأ شقيقته فحينها ستنتزع تلك العائلة نهائيا وخاصة بأن شقيقته فعلتها مع إسر من قبل فكيف سيعيد تلك الخطيئة مع روجينا مجددا فسيقال ابناء عمر لم يستطيع تربيتهم بالطريقة الصحيحة فالفتاة كسرت قلب ابن عمها والفتى كسر قلب شقيقته لا لن يسمح بذلك أبدا الا يكفي عمه فهد ما تعرض له ابنه هل سيجعله يختبر ذاك الألم بابنته الوحيدة لن تسمح له رجولته بذاك بل عليه تقبل روجينا باخطائها
مهما كلف الأمر فبالنهاية هي صديقته المقربة ولكن حتى تلك لم تعد كذلك لم يعد يشعر بأنها تعتبره حتى صديقها قطعت كل الروابط التي تجمعهما لتجعله حزينا لا يقدر على اتخاذ القرار الصائب انتبه أحمد على صوت باب الشقة فخرج من غرفته ليجد بدر من أمامه فأسرع إليه ليسأله بهدوء 
وصلتوا لحل 
ارتمى بجسده الثقيل على الأريكة ثم قال 
مفيش حل هيداوي اللي اتعرضت له رؤى يا احمد.... يمكن لما أقتل الكلب ده بأيدي ارتاح.. 
جلس جواره ثم ربت بيديه على فخذيه 
هيحصل.... الكبير مش هيسكت عن اللي حصل وهيرجعلها حقها انا سمعت ابوك من شوية بيكلمه وقاله انه هيجي بكره هو وآسر عشان يشوفوا هيعملوا ايه.. 
تمرد ڠضبا 
محدش هيقتله غيري... 
اومأ برأسه بتفهم لحالته 
اهدى بس واللي انت عايزه هنعملوهولك.. 
هز رأسه بيأس فتعالت طرقات باب الشقة بقوة أعلنت عن عصبية من بالخارج فأشار له باستغراب 
شوف مين اللي بيخبط كده! 
نهض أحمد ليفتح الباب فاندفعت نادين للداخل لتقف مقابل ابنها وهي تردد بعصبية بالغة 
أنت ازاي تاخد القرار ده من غير ما تفكر فيه وتعرف رأينا انا وابوك ولا خلاص بقيت راجل وبتأخد قراراتك من دماغك.. 
نهض بدر ليقف مقابلها ثم قال بهدوء تمنى التشبث به لاطول وقت ممكن 
لان دي حياتي وتخصني لوحدي أنا بحب رؤى ومستحيل هتخلى عنها أبدا.. 
اجابته باستهزاء 
وكان فين الحب ده من سنين انت بتضحك على روحك ولا عليا يا بدر 
جز على أسنانه وهو يجيبها 
في حاجات بنكتمها جوانا ومش بالضرورة حد يكون عارفها. 
رددت في صدمة 
أنا حد يا بدر... انا أمك مفيش حد هيحبك ولا هيخاف عليك ادي... 
ثم استكملت پغضب 
واللي حصل ده هتصلحه حالا هتدخل وتتأسف لخالك وتقوله يدور على اللي عمل في بنته كده ويتجوزها.. 
صاح بعصبية 
قولتلك ده قراراي انا ومحدش هيتدخل فيه!
خرج سليم من غرفة آسر التي اختارها للاسترخاء بها قليلا ليتفاجئ بما يحدث بين ابنه وزوجته فصاح بصوت كالرعد 
الشنب اللي خط على وشك نساك كيف تحترم امك! 
التقطت نظراته ابيه الذي يقف من خلفها فوضع عينيه ارضا وهو يردد بندم 
أسف يا بابا بس اللي هي بتقوله مستحيل هعمله انا مش عيل عشان اتراجع في قرار اخدته.. 
اندفعت نادين بحديثها المتعصب 
وانا مش ذنبي ان ابني يلم بواقي غيره ابني يستحق واحدة تليق بيه.. 
صاح سليم پغضب قاټل 
نادين... اقفلي خشمك والا وربي الكعبة ما هتلومي غير نفسك.. 
ثم أشار لاحمد بحزم 
خد واد عمك وانزلوا اتمشوا تحت يا احمد.. 
هز رأسه باحترام له 
زي ما تحب يا عمي.. 
وجذببدر برفق فاتبعه للاسفل ومن ثم شيعها بنظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب ويلحق بأحمد بينما اقترب سليم منها ليجذبها لتقابله بشراسة 
أنتي جرى لمخك ايه اتخبلتي اياك! 
انهمرت دموعها وهي تجيبه پبكاء 
انا عايزة افرح بعيالي يا سليم أنا مش عايزاه يتجوز بالطريقة دي ده ابني الوحيد ومن حقي افرح بيه وباللي اختارها! 
ارتخى غضبه فور رؤية دموعها وسماع ما قالت فضمھا لصدره وهو يهدأها ومن ثم قال پسكينة 
اللي بتعمليه ده مش صح هيخليكي تخسريه لم يحس انك بتعارضيه وبتعارضي حبه يا نادين. 
ابتعدت عنه لتخبره بعند 
مبيحبهاش هي صعبت عليه وعايز يستر عليها.. 
أشار لها بالنفي ثم قال 
ياريت كانت دي الحقيقة مكنتش هسكت بس اني شوفت بعنيه اد ايه بيحبها حتى البت تمسكها بيه بينلي انهم بيحبوا بعض صوح.. 
عادت لتبكي على صدره من جديد فمسد على ظهرها بحنان وهو يستطرد 
اني ما توقعتش انك تعملي كده يا نادين خالد مهما كان اخوكي قبل ما يكون واد عمك يعني بنته كيف روجينا وحور ترضي ليها الڤضيحة 
هزت رأسها بالنفي ومازال بكائها يهز جسدها عڼفا فاردف بحنان 
جايز ده الخير لولدك وليها بلاش انتي كمان تيجي عليها انتي طول عمرك طيبة وقلبك ابيض ايه
اللي حصلك بس.. 
ابتعدت عنه وهي تزيح دموعها باصابعها 
والله قلبي ابيض بس انت وابنك اللي سودته بعمايلكم السودة.. 
ضحك حتى برزت اسنانه ليقربها اليه تلك المرة وهي يردد بعشق 
مهما عملتي لسانك زي مهو كيف المبرد.. 
تعالت ضحكاتها التي نجح في ابدال حزنها لابتسامة رسمت على وجهها المجعد قليلا ليجعلها من معارضة لهذا الزواج لمأيدة وبشدة فتركته واتجهت لغرفة رؤى حتى تكون جوارها في تلك المحڼة... 
روجينا!!
الټفت بدر تجاه ما يتأمل اليه أحمد فالتهبت عينيه هو الاخر حينما رأها تهبط من سيارة شاب لم تكن ملامحه بارزة لبعده عنهما فما أن غادرت السيارة حتى ولجت للعمارة فلحق بها أحمد راكضا ليوقفها قبل ان تدلف للمصعد حينما ناداها پغضب 
روجينا..
استدارت خلفها برهبة وجسدها يرتجف خوفا من أن يكون رأها وخاصة حينما واجهت عينيه الغاضبة اقترب أحمد منها ثم غرز يديه بمعصمها ليسألها بعصبية شديدة 
مين اللي كنتي راكبة معاه ده 
هربت الكلمات عن شفتيها وخاصة
حينما رأت بدر يلحق به هو الأخر ليصيح بها هو
الاخير
ما تنطقي بدل ما وقسما بالله ارن لعمي يجي يشوف مين اللي انتي كنتي معاه ده! 
فور ذكر بدر لابيها اهتز جسدها ړعبا فقالت پبكاء وهي تتطلع لاحمد الذي تستميله عاطفيا لرقة قلبه 
والله دي اول مرة أعملها ده زميلي في الجامعة لاقاني واقفة وانا وصاحبتي ومش لاقيين مواصلات فعرض علينا
انه يوصلنا وهي نزلت قبلي بشوية ... والله يا أحمد انسان محترم وفي حاله.. 
احتدت نبرة بدر باندفاع 
ما اتصلتيش بأحمد ولا بيا ليه! .. مفيش حد يتجرأ يعمل الحركة دي من البنات غيرك انا مش عارف انتي جنسك أيه شكلك من عيشتك هنا نسيتي عاداتنا وتقاليدنا عمي أو آسر يعرفهولك بقا.. 
وأخرج هاتفه حتى يتحدث مع أحدا منهما فبكت وهي تتوسل لأحمد 
والله ما هعمل كده تاني لو ملقتش موصلات هتصل بحد فيكم... 
استثارت عاطفته فجذب الهاتف من يد ابن عمه ثم قال بحدة 
خلاص يا بدر موقف وعدى ومش هتكرره.. 
منحهبدر نظرة قاټلة قبل ان يتمتم بضيق وهو يصعد للأعلى 
طول ما انت طيب معاها كده هتركبك وبكره ټندم.. 
وتركه وصعد للاعلى پغضب فاشعلت كلماته غضبه ليتطلع تجاهها ثم صاح 
تصرفاتك دي بتقلل مني قبل ما بتقلل منك.... مش عارف انا هستحمل اللي بتعمليه ده لحد امته بس لو فقدت الصبر اللي عندي متتوقعيش مني غير الاصعب من آسر يا روجينا.. 
وتركها وصعد هو الأخر فالتقطت انفاسها بصعوبة وعدم تصديق بأن ما حدث قد مر أخيرا لا تعلم بأن الاصعب على الابواب وقادم ليدمرها! 
أخرج هاتفه بملل من ساعات التسوق الطويلة بصحبة والدته وجدته ونواره فجلس بسيارته يعبث بهاتفه فأخرج رقمها المدون بلائحة
أسماء موظفيه بإرتباك فعلى الرغم من احتفاظه برقمها منذ اليوم الاول الذي بدأت العمل به الا انه لم يعتاد حديث النساء بالهاتف حتى وإن كان لأمرا خاص بالعمل ولكنها الآن بمثابة خطيبته ومن الواجب المتبع ان يستأذنهما بشأن زيارة عائلته لهم لذا حرر زر الإتصال وانتظر حتى استمع لصوتها 
الو!
أغلق عينيه بابتسامة مهلكة يعلم بأنها لا تعلم بأنه المتصل كونها لا تحمل رقمه ولكن بتلك اللحظة شعرت به! .... لا تعلم كيف ولكن نطق لسانها بدلا عنها 
آسر!
فتح عينيه بدهشة فقد ضړب جسده أحاسيس مختلفة حينما تفوهت هي باسمه لثاني مرة ولكن تلك المرة بصوت مسموع تحرر صوته الرخيم من مرقده 
أيوه أنا يا تسنيم.. 
واستطرد بارتباك 
كنت حابب أعرفك ان والدتي ومرتات عمي هيجولك النهاردة بليل إن شاء الله.. 
أجابته بتوتر ملموس 
طبعا يشرفونا.. 
ثم قالت بتردد 
طب وأنت 
ابتسم وهو يستشعر بارتباكها بتلك اللحظة ليجيبها بعد فترة من الصمت الخبيث 
لو عايزاني أجي هتلقيني عندك قبلهم.. 
أحمر وجهها خجلا وانقطع صوتها عن رده فضحك وهو يخبرها بمكر 
هعتبر السكوت علامة الرضا وهجي.. بس عشان خاطري بلاش قهوة تاني لحسن جو المكتب ده مش نافع معايا خالص المفروض اننا خطيب وخطيبته وجو الرومانسيات وكده فهماني 
ضحكت بصوت طرب قلبه الولهان فاتبعها قولها المؤكد 
حاضر...
ثم تابعت بحرج لمتابعة الحديث معه 
لازم اقفل... سلام.. 
احترم رغبتها باحترام تلك الاصول المتبعة فلم يرد احراجها لذا قال 
مع السلامة يا تسنيم... 
وأغلق الهاتف على الفور والابتسامة مازالت مرسومة على وجهه.. 
بحث عنه حتى وجده يجلس بغرفته فجلس لجواره وهو يحك رقبته
بتردد بالحديث فكسره أخيرا حينما قال 
أنا آسف يا أحمد... قولتلك كلام مينفعش اقوله. 
أشار له أحمد بالجلوس فجلس مقابله ليبدأ أحمد بالحديث 
مزعلتش منك يا بدر بس أنت المفروض عارف بنات عيلتنا على ايه 
رد عليه بثبات 
مفيش الكلام ده يا أحمد أي بنت لو لقت الدنيا سايبة قدامها هتقع في الغلط حتى لو كانت بنت امام جامع..
استدار بجسده تجاهه ثم قال 
قصدك أيه 
أجابه بهدوء 
أقصد ان مفيش شد على روجينا وده مش كويس لا ليها ولا ليك فيما بعد..انا خاېف تقع في غلط اكبر من انه يتغفر بسبب تساهلكم ده.. 
ابتسم ساخرا 
وتفتكر رؤى موقعتش في الغلط اللي ميتغفرش ده.. 
تحكم بأعصابه جيدا قبل أن يجيبه بهدوء مخادع 
أنا مش بدافع عن اللي هي عملته ولا بقول انها صح ١٠٠في المية ولكن اللي حصلها ده يمكن نتيجة التساهل ودلع الاب اللي خلاها تفتكر نفسها انها من أمريكا وسهل تبقى واحدة منهم وللاسف انا معنديش لسه السلطة اللي تخليني اعرفها الصح من الغلط يمكن أملك الحق ده لما تبقى في بيتي لكن روجينا يا احمد احنا اهلها واحنا المفروض اللي نعلمها الصح من الغلط لانها من صلبنا وفي وشنا احنا.. 
استطاع بمقارنته البسيطة ان يضعه في الصورة فقال بتقبل 
عندك حق.. أنا مش عارف أيه اللي غيرها بالشكل ده.. وكل ما بحاول اقرب منها بتبعد.. بس هحاول مرة تانية.. 
ربت بيديه على قدميه بابتسامة هادئة ثم قال 
طب يلا عشان نلحق العصر جماعة.. 
نهض أحمد ليشير اليه بعدما تطلع لساعته 
يلا..
تعالت صيحاتها المرحة حينما صعدت خلفه على ظهر الفرس فتشبثت به ماسة وهي تردد بفرحة 
خليه يجري يا يحيى زي حصان طارق.. 
تعالت ضحكات طارق المتعجرفة 
أبيهيحيى مببعرفش يركب
خيل زيي.. 
منحه يحيى نظرة محذرة فكبت ضحكاته پخوف بينما ذمت ماسة شفتيها وهي تشير له بضيق 
هسيبك وأنزل اركب لوحدي لو مكسبتش طارق الۏحش ده يا يحيى.. 
ابتسم وهو يهمس لها بصوته الحنون 
عشان اكسبه لازم ماسة تنزل لاني خاېف تقع من على الخيل وتنجرح.. 
استطاع بلباقته أن يقنعها فأشارت له بان ينزلها قائلة 
هنزل واكسبه.. 
وبالفعل هبطت ماسة فازدادت سرعة يحيى ليتغلب سريعا علىطارق الذي امتعنت معالمه حينما رأى اخيه يكسبه للمرة التي فشل بعدها وما زاده غيظا لسان ماسة باشارة مرحة له بانه الخاسر.. 
عاد آسر للثرايا اخيرا بعد ان انتهى من رحلة التسوق النسائية الشاقة فتمدد على الاريكة ثم وضع رأسه على قدم جدته ليشير لها بابتسامته الجذابة 
تدليك لفروة الراس بعد المشوار الطحن ده يا هدهد لحسن مرات ابنك طلعت عنيا النهاردة.. 
لكزته برفق 
على قلبك زي العسل يا بكاش مدام الحاجة تخص الحبايب... 
دنا منها بمكر 
مهو ده اللي سكتني عليهم بالك انتي لو حاجة تانية كنت خلعت.. 
تعالت ضحكاتها على حفيدها الماكر فمسدت بيدها على خصلات شعره بزيت الزيتون ليغلق عينيه باسترخاء انقطع حينما استمع لصوت رسائل هاتفه فنهض عن مجلسه ثم جذبه عن الطاولة ليفتح محتوى الرسائل المرسلة قرأ تلك الرسالة المطولة لتنقلب معالم سعادته لدهشة عظيمة مما قرأه فانقبض قلب هنية وهي ترى ملامحه الغاضبة التي تعد غير مبشرة بالمرة خاصة ڠضب آسر المهلك فتساءلت پخوف 
في أيه يا ولدي 
ابعد عنه الهاتف وهو يهم بالخروج 
مفيش يا ستي دي مشكلة بسيطة في الشغل.. 
وما ان خرج حتى اعاد طلب الرقم عدة مرات پغضب جامح فما ان وجده مغلقا حتى ردد بصوت كالچحيم 
وقسما بالله لاوريك يا ابن ال... 
........ يتبع................ 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.... 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة.....صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل الثانيوالعشرون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة روفان وليد شكرا لدعمك الدائم لي وبتمنى لك قراءة ممتعة مع أحداث الفصل... 
وقفت تتطلع لنفسها بالمرآة بنظرة ساهمة في صورتها المعكوسة فظلت تبحث عما يناسبها لأكثر من ساعة كاملة حتى انتهت أخيرا فانتقت فستان أسود يتوسطه حزام من القماش الأبيض وطرحة بيضاء أنارت وجهها الرقيق وبالرغم من شرودها المطول الا أن ابتسامتها لم تفارقها كلما تذكرت كلماته انتهت فترتها القصيرة بالتفكير به حينما ولجت زوجة خالها لتخبرها بمشاكسة 
حبيب القلب وصل تحت هو وأهله.. 
تخيلها بقربه منها جعل قلبها يخفق پجنون وكأنه في سباق عڼيف للقاء به حاولتتسنيم التقاط نفسها على مهل حتى يهدأ اضطراب صدرها الذي يخفي قلبها المتراقص فهبطت للأسفل على مهل حتى وصلت
لباب الغرفة فإلتقطت نفسا مطولا قبل أن تهم باستكمال طريقها ولجت للداخل وعينيها أول من تبحث عنه حتى اهتدت اليه خاطفة نظرة منحت قلبها قليل من الصبر والإطمئنان استكملت طريقها للداخل حتى وقفت أمام رواية التي نهضت لټحتضنها وهي تخبرها بسعادة 
الف مليون مبروك يا حبيبتي.. 
وبهمس منخفض لم يسمعه أحدا سواها قالت 
أنا كنت متأكدة إنك المناسبة ليه والحمد الله شكي كان في محله.. 
تغلب على وجهها خجل جعلها ترمش بجفنيها بارتباك فرسمت ابتسامة مشرقة على وجهها وقبل أن تتحرك من محلها دنت منها ريم ونواره ليتبادلن تهنئتها بالخطبة ومن ثم تقدمت كلا منهن بالهدايا القيمة وكادت بالجلوس لجوارهن لولا انها سمعت صوت والدها القائل 
مش هتسلمي على العريس والكبير! 
تطلعت للخلف باستغراب فلم يكن بمقدورها رؤية فهد حينما ولجت فأسرعت اليه لتبادله السلام وهي تردد بحرج 
مخدتش بالي من حضرتك والله.. 
ربت على كفة يدها برفق 
ولا يهمك يا بتي.
ثم تابع بمزح 
بس مؤكد انك خدتي بالك من العريس سلمي عليه أهو كلتها يومين ويبقى جوزك.. 
انعقد حاجبيها بعدم فهم لما قاله فأوضح لها العم فضل حينما قال 
الكبير جيه بنفسه اهنه عشان هنكتب كتب كتابكم مع بدر ابن عمه بمصر كمان يومين... 
خفق قلبها سريعا وخاصة حينما تابعت رواية 
احنا ان شاء الله هننزل مصر من الصبح ومعانا طبعاتسنيم ووالدتها ومرات خالها عشان نجهز العفش والذي منه ده بعد اذنك يا عم فضل طبعا... 
أجابها على الفور 
بنتكم وبقت مسؤوليتكم من دلوقتي يا هانم.. 
ردت عليه بابتسامة صغيرة 
ربنا يديم الود والمحبة بينا يارب.. 
تطلعت ريم تجاه آسر الشارد بها ثم لكزته برفق وهو تشير له ساخرة 
مش هتلبسها الشبكة ولا أيه يا عريس شكلك اكده مانتش معانا.. 
أخرج آسر العلبة القطيفة الحمراء من الحقيبة الصغيرة الموضوعة لجواره ثم نهض ليقترب منها مشيرا لها بأن ترفع يديها سهمت نظراتها به قليلا وقوفه لجوارها جعلها تلتمس طوله وجسده الممتد من الأعلى بالعضلات دنت منهما رواية لتساعد ابنها بفتح العلبة ثم قدمت له الدبلة أولا فقربها منها منتظرا أن تمد يدها اليه ولكنها كانت شاردة للغاية ابتسم آسر لها ثم قال بصوت منخفض 
تسنيم إيدك.. 
ضيقيت عينيها بذهول 
ها!
ضحك بصوت وهو يشير بعينيه على يدها فتطلعت
تلقائيا لما يشير اليه فوجدته يحمل الدبلة بين يديه وينتظرها أن ترفع يدها توترت معالمها لحماقتها فرفعت يدها تجاهه سريعا ليضع الدبلة بين يدها ومن ثم قدمت له رواية أربع من الغوايش الثقيلة ليضعهما بيدها
ومن ثم وضعت رواية السلسال الكبير حول رقبتها لټحتضنها بفرحة ومازالت عينيها بذاك اللقاء العابر الذي طال فيما بينهما وكأن العالم معزول من حولهما افاقت من شرودها الذي لم تتذكر عدده على صوت فهد الذي وضع علبة سوداء بين يدها قبل ان يقول 
الف مبروك يا بنتي.. 
اجابته بامتنان 
الله يبارك في حضرتك.. 
أصرت عليها رواية ان تفتح هدية فهد فتفاجئت بطقم من الألماس الصافي عبارة عن عقد ثمين للغاية وأسورة وخاتم في غاية الجمال تلقائيا رفعت عينيها تجاهه قائلة پصدمة 
بس ده كتير اوي يا عمي.. 
رد عليها بابتسامة هادئة 
مفيش حاجة كتيرة عليكي انتي بقيتي زي بنتي... 
ثم أشار بيديه للنساء 
هنستأذن احنا بقا يا عم فضل وبكره ان شاء الله هنعدي ناخد تسنيم والجماعة وأنت ابقى الحقنا على هناك.. 
هم
بالنهوض وهو يخبره باستياء 
ما لسه بدري يا كبير السهرة طويلة.. 
أجابه قائلا 
لا معلش أنته خابر زين باللي ورايا وان كان على السهرة هياخدها العريس مع عروسته.. 
نهضت والدتها لتلحقهما بالخروج وهي تردد 
على دماغنا والله.. آسر بقى كيف ولدي اللي مجبتوش.. 
ربتت رواية على كتفها بحنان 
تسلمي يا غالية.. 
غادر فهد بصحبتهن ففرغت الغرفة بهما ترك آسر مقعده ليجلس على المقعد المجاور لها ليتابعها بنظرة مهتمة لحقها قوله 
اللون ده جميل أوي عليكي.. 
احمرت وجنتها وباستحياء قالت 
وأنت كمان.. 
ابتسم وهو يلقي نظرة متفحصة على قميصه الأسود فرفع حاجبيه بمرح 
قولي بقا أن أنتي قلدتيني ولبستي نفس اللون.. 
أخفت بيدها ضحكتها ثم قالت 
وليه متقولش ان انت اللي قلدتني! أنا لبسة من أربع ساعات فاتوا على فكرة.. 
انعقد لسانها فقرصته بخجل حينما باحت بذاتها عن تلهفها للقاء به فأخفضت عينيها أرضا باستحياء تحرر صوته الرخيم بعد لحظة من الصمت 
أنا كنت بعد الدقايق عشان أشوفك يا تسنيم.. 
ثم تابع بقول 
في حاجات كتير نفسي أحكيلك عنها بس مع أول فرصة هنقعد ونتكلم براحتنا عشان تعرفيني أكتر.. 
أومأت برأسها له بخفة ثم قالت بارتباك ملحوظ 
وأنا كمان عايزة اتكلم معاك في حاجة مهمة.. 
اعتدل آسر بجلسته وهو يتساءل باهتمام 
حاجة أيه دي يا تسنيم اتكلمي. 
اطبقت على أصابعها بقوة علها تتماسك قليلا فراقبها بحرص وآذنيه تنصت لما ستقول باهتمام يشعر بأنه على وشك التأكد من شكوكه التي روادته منذ استلام تلك الرسالة الوضيعة ولكنه ليس بالأحمق الذي يصدق شيئا سيء هكذا بحق الفتاة التي أغرم بها وبأخلاقها لذا شك على الفور بأن هناك من يحبها ويود الارتباط بها لذا حينما علم بأمر خطبتها ود أن يوقعه
في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به.. 
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها 
مش دلوقتي في الوقت المناسب.. 
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به 
اتفضل..
تناوله منها وبدأ بارتشافه وهو يبحث عن طريقة تحثها عن الحديث بذاك الامر دون أن تستاء من ذلك لذا قال بخبث 
أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب.. 
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق 
أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي.. 
هز رأسه بهدوء وهو يردف 
كنت بحبها من
وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور.. 
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة 
أكيد اتوجعت! 
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة 
لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم... 
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد 
ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا.. 
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة 
يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي.. 
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة 
معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر.. 
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية 
طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه 
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة 
لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة 
يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب.. 
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة 
لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك.. 
يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
تأثر عليكي.. 
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها العذري
تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه 
أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم! 
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها 
ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل.. 
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر 
مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض... 
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث 
أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا... 
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال 
أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم... 
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء 
الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها. 
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع 
عندك حق.. ربنا يهدي. 
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب 
هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر 
آآه... آآ.... عندك حق.. 
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط 
أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه.. 
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
عنيا ياخويا.. 
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة 
أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده 
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها 
لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية.. 
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن 
الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله.. 
نهضت هي الاخرى ثم قالت 
ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة 
مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي.. 
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت 
أي خدمة.. 
غمز لها بعشق 
خدماتك مردودة لوقتا لاحق.. 
ابتسمت فاستطرد بمكر 
ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع! 
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه 
مع السلامة يا بشمهندس.. 
لوى فمه باستياء 
لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي.. 
همست على استحياء 
هنشوف..
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية 
تصبحي على خير.. 
بخجل اجابته 
وأنت من أهله.. 
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية والمزح والشهامة والرجولة! 
جمعهم الآسر فباتت صفاته قريبة من فارس أحلامها ولعل قربها منه بالايام المقبلة يجعلها تكتشف ما خفى عنها من صفات مازالت لم تكتشفها بعد! 
صدمت روجينا حينما استمعت من حور ما حدث مع رؤى وعرض ذاك الفيديو المخزي أمام الجميع فقالت بحزن.
منه لله كسرها بطريقة بشعة.. 
أيدتها حور قائلة 
انتي مشوفتيش حالتها كانت عاملة ازاي... بس الحمد لله ان بدر اتدخل وحل الموضوع.. 
قالت روجينا بابتسامة حالمة 
عشان بيحبها يا حور هيعمل اي حاجة أنتي متعرفيش الحب بيحقق المعجزات.. 
ضحكت وهي تشير لها بخبث 
يا عم يا عم أحمد محرك المشاعر ومخليكي رومانسية بزيادة اليومين دول... شكله كده جابلك هدية او خرجك خروجة من إيهم... 
تهجمت ملامحها فور ذكرها لاسمه فقالت بارتباك ملحوظ 
لا والله ابدا أنا بس بحكيلك عن اللي ورا موقف بدر وتصرفه.. 
أومأت حور برأسها بتفهم ثم قالت 
طب مش ناوية تنزلي البلد عشان تباركي لآسر! 
ردت عليها وهي تستكمل مذاكرتها على الحاسوب 
لا.. ماما كلمتني وقالت انهم هيجوا بكره ان شاء الله عشان كتب الكتاب والعفش.. 
بحماس قالت 
بجد.. طب كويس دي تسنيم وحشتني اوي.. 
كمتها بالوسادة وهي تمازحها قائلة 
ايوه يا ستي وقعتي الواد في حب صاحبتك الانتيم بس اكيد مش هتقعديلها العمر كله مسيرك هتتجوزي وهتمشي من البيت.. 
اعادت اليها الوسادة بضيق 
مهو ده اللي مزعلني بس انتي هتكوني بدالي يا بت وهتصحبي تسنيم صح 
اجابتها ساخرة 
أكيد... مهي مرات اخويا يا هبلة...
نامي وسيبني اركز بقا في الاختبار ده.. 
اغلقت عينيها بمرح 
ادينا هنام لما نشوف اخرتك ايه.. 
تناولت ماسة الفطير الساخن بالعسل الصافي بشهية مفتوحة والاخر يراقبها ببسمة عاشقة لأدق تفاصيلها فعرضت الشاشة من أمامه لتدفعه لتذكر ما مضى 
بطلي أكل أنا حاسس انك اللي خستيه في سنة هترجعيهم في الكام شهر دول! 
عنفته بنظراتها القاتمة ومن ثم قالت بشراسة
أنت بتعايرني يا يحيى اني كنت تخنانة شويتين!.... وبعدين أنا بأكل عشان مين مش عشان ابنك! 
اڼفجر ضاحكا ثم قال 
حبيبتي
أنا خاېف عليكي من الاكتئاب اللي هترجعي تعيشي فيه من تاني ولا ناسية زيادة وزنك كان مخليكي عاملة ازاي!
تركت المانجو من يدها لترسم دور الحزن البائس 
خلاص هبطل اكل ولما هروح اكشف في معادي الدكتور لو كلمني على وزني او وزن الواد هسحلك من قفاك.. 
اتسعت ضحكته فحمل الطبق ثم قدمه لها قائلا 
حقك عليا أنا مشفتش باربعة جنية تربية كلي زي ما تحبي أنا معنديش اي اعتراض عليكي لا وانتي تخينة ولا رفيعة.. 
جذبت المانجو لتقطمها بتلذذ 
أيوه كده اتعدل.. 
أفاق يحيى من ذكراه المحببة لقلبه على صوت تقيئ ماسة أسرع تجاه حمام الغرفة فوجدها تسعل بقوة حاوطها بذراعيه ثم جذبها لصنوبر المياه فعاونها على الاغتسال وحملها للفراش تمسكت به ماسةوهي تردد بدموع طفولية 
ماسةمش عملت شقاوة يا يحيى لسه تعبانه ليه! 
ابتسم وهو يجيبها
هتبقي كويسة لما تاخدي الادوية.. 
وناولها الادوية المختصة بحالتها فتناولتها على مضض ثم عادت لتستلقى على الفراش مجددا وهو لجوارها يمسد على ظهرها بحنان حتى غفلت تماما فخرج للشرفة ينتعش بالهواء الطلق ليتفاجئ
بآسر يجلس بالحديقة فأشار اليه فحثه آسر على الهبوط وبالفعل هبط يحيى ثم جلس على الأريكة الخشبية المجاورة اليه فسأله باستغراب 
أيه اللي مقعدك كده 
رد عليه بابتسامة حالمة 
مش جايلي
نوم..
ضحك الاخير فشاكسه قائلا 
من اولها لا إجمد كده انت لسه قدامك مراحل! 
اتكأ بذراعيه حتى استقام بجلسته 
أنا جامد وكل حاجه بس الحب يضعف الحجر.. 
رفع حاجبيه ساخرا 
يا راجل! 
هز رأسه فقال بتذكر 
قولي صحيح أيه المشاكل اللي في الشغل.. جدتك صدعاني من الصبح فاتصلت ببدر وقالي الامور تمام! 
تطلع حوله قبل أن يجيبه پغضب سيطر عليه 
واحد حب يوجب معايا عشان أسيب الباب اللي انا داخله فاكرني أهبل وهصدق الحوار العبيط اللي اتعمل في تلاتين مسلسل هندي قبل كده.. 
سأله بجدية 
ومين ده معرفتوش! 
أجابه بابتسامة ماكرة 
خالها الجحش ده اللي ورا الموضوع.
تعجب للغاية مما استمع اليه فسأله باستغراب 
وهو خالها هيستفاد أيه لما الموضوع يتفشكل 
اسند ظهره لجسد الاريكة وهو يجيبه بغموض 
مهو ده اللي هعرفه وقريب اوي! 
بزغت الشمس كقبلة في ثغر الصباح وكأنها تستعد لهذا اليوم الموعود باللقاء الذي سيجمعها به فقادتها لهفتها لشرفتها تنتظر قدومه وخاصة بعد أن كلمتها رواية على هاتفها المحمول لتخبرها بانهم على وشك الوصول اليها ارتسم على وجهها ابتسامة نطقت بالبهجة حينما وجدت سيارتين تقترب من المنزل أحداهما يقودها سائق فهد الخاص والاخرى يقودها آسر فصفها أمام المنزل أسرعت تجاهها زوجة خالها لتشير لها بحماس 
يالا يا تسنيم آسر جيه.. 
لحقت بها للاسفل فوجدته يقف مع أبيها أمام
المنزل خطفت أنظاره بفستانها الأخضر الذي يشبه لون عينيها فبرز جمالهما.. 
دنت منها رواية لتسلم عليها ومن ثم قالت 
يلا اركبي انتي ووالدتك ومرات خالك مع آسر.. 
سألتها باستغراب 
طب وانتي! 
أشارت لها بابتسامة
ساحرة
لا أنا هركب مع جوزي زي ما جيت.. 
تدخل آسر بحديثهما الخاص حينما قال بمشاكسة 
هي تقدر تركب مع حد غيره كان ۏلع فيا قبليها صح يا حاجة 
لكزته پغضب 
اطلع انت بس منها واحنا هنبقى زي السمنة على العسل.. 
رفع يديه باستسلام 
بعيد من يوم يومي.. 
ثم فتح باب السيارة الخلفي ليشير لتسنيم 
اتفضلي...عشان تعرفي اني جنتل بس.. 
منحته ابتسامة خجلة قبل ان تصعد بالخلف لجوار زوجة خالها أما والدتها فجلست لجواره بالأمام لتنطلق السيارتين للقاهرة.. 
تمسكت بيدها وهي تحاول هبوط الدرج فعنفتهاروجينا بضيق 
يا بنتي اسمعي الكلام وخليكي لما تبقي كويسة الجامعة مش هتطير يعني.. 
أجابتها حور وهي تتمسك بيدها جيدا 
هفضل لحد أمته نايمة يا روجين أكيد هيجي اليوم اللي هنزل فيه ثم أني زهقت من القعدة والله.. 
تشبثت بها وهي تصيح بها 
حسبي .. 
عاونتها حتى هبطت للطابق الأسفل فاستندت على درابزين الدرج بۏجع فأشارت لها بتعب 
طب استني شوية طيب.. 
وقفت لجوارها تعبث بهاتفها فانتبهت للصوت القادم من خلفهما 
رايحة على فين وانتي بالحالة دي يا حور! 
استدروا للخلف فوجدوا أحمد يهبط الدرج مقتربا منهن حتى وقف مقابل حور المرتبكة من اهتمامه بها أمام خطيبته التي لم تلاحظ الامر برمته فأجابته بارتباك 
هنزل الجامعة أشوف اللي فاتني.. 
هز رأسه وهو يشير اليهم
هوصلكم في طريقي.. اركبوا.. 
انقلبت معالمها فبات بأن هناك من يعارض مخطط يومها فقالت بتردد 
لا مفيش داعي يا احمد انا وحور هنركب تاكسي. 
تجاهل الحديث معها فقال وهو يتجه لسيارته كأنه لم يستمع لشيء 
مستنيكم بره.. 
وتركهما ثم صعد لسيارته فصعدوا بالخلف فلم تترك روجينا هاتفها ولو لدقائق كانت منشغلة بحديثها مع أيان... 
توقفت سيارة آسر بمنتصف الطريق لأخذ استراحة قصيرة فاستأذن منهما ثم هبط ليتوجه لأحد المطاعم لشراء ما يلزم الغداء وبعض
المشروبات المنعشة لطريق شاق فوقف ينتظر طلبه حتى ينتهي الطباخ من اعداده فعبث بهاتفه قليلا وهو يتجه للخروج وفجأة اصطدم بأحدهما فرفع يديه تجاهه وهو يردد بحرج 
آسف مآآ.... 
بترت كلماته حينما وجده يقف أمامه ببرود وعينيه تطالعه بعداء شديد تهجمت معالم آسر للڠضب القاټل فجذب هاتفه الموضوع ارضا ثم توجه للمغادرة ولكنه توقف حينما استمع لكلماته 
شايفك مستعجل يا عريس... ولا خاېف الكبير يشوفك واقف مع مين! 
الچحيم بذاته سيطر على عينيه ليهيئ له عرش مخيم أبيضت يديه من فرط ضغطه عليها ليستدير اليه وبجراءة كبيرة أجابه 
الخۏف ده تسيبه ليك وللمغازيه اللي شنبهم بيتهز لما يلمحوا حد من عيلتنا..
ابتسم أيان ساخرا ثم دنا ليصبح قريبا منه 
ممكن زمان كان كده لكن دلوقتي بقى ليهم كبير.. 
ضحك آسر بصوت مسموع ثم تطلع لجواره قبل أن يقترب لينحني برأسه على أذن أيان هامسا 
كبيرهم عيل صغير في اللفة بيلعب بڼار هتحرقه في الأخر... 
بنفس الابتسامة الشيطانية قال 
زي ما حړقت جدك وهدان كده بس اللي مستغربه انك مخدتش بتارك لحد دلوقتي.. 
ثم استرسل بصوت منخفض 
صورتك اللي كونتها عنك بدأت تتهز شجاعتك وشهامتك المعروفين عن ابن الكبير بقوا في الأرض يمكن الجبن بقا طبعك الحالي ولا ايه 
استجمع شياطين العوالم بأكمله بتلك اللحظة لتجعل حدقتيه تنذر بشړ عظيم قد يحدث بذلك المكان فخرج صوته مخيف كحاله 
الجبان هو اللي بيضرب في الدهر يابن المغازي الرجولة انك ټضرب عدوك وعينك في عينه زي اللي هيحصل دلوقتي.. 
أنت أعقل من إنك تفتح على نفسك ابواب جهنم بايدك.. بلاش تختبر صبري عشان هتكون انت ضحيته بالنهاية.. 
وانتصب بوقفته ليغادر المطعم بأكمله فتفاجئ بضړبة قوية استهدفت ذراعيه الأيسر والذي كان قيد لرقبة أيان منذ قليل استدار آسر للخلف سريعا ليتفادى ضړبته القادمة ومن ثم هوى على فكيه بلكمة قوية قيدها بها ثم قال باستحقار 
مش قولتلك الجبان اللي بيواجه عدوه من دهره زيك وزي عيلتك بالظبط حذرتك ومفيش فايدة قابل بقا. 
ولكمه لكمة أخرى ثم جذب المقعد الرخامي ليرفعه بقوة وقبل أن يهوى به على رأسه أتاه نداء صارم اتاه من الخلف وهو يردد بصرامة 
آسر..
استدار بالمقعد الذي يحمله للخلف ليجد أبيه يقف من أمامه وعينيه ترمقه بنظرة لا تنذر بالخير......... 
...... يتبع........... 
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
انتوا عارفين ان الفصل كان اتمسح وكتبته تاني حمسوني بقا باكبر عدد ممكن من اللايكات والتعليقات لاني محبطة وعهد الله .... 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء..... 
الفصل الثالثوالعشرون... 
اهداء الفصل للقارئة الجميلة علا بن حمزة بتمنى لك قضاء رحلة ممتعة مع ملحمة عائلة الدهاشنة والمغازية...
صوته الصارم قيد حركة ابنه الذي لم يعتاد سوى على طاعته نظراته بمثابة إنذار له بالا يرتكب ما يمليه عليه عقله لم يعتاد على مخالفة أمر حازم نبع من والده لذا تراجع للخلف ثم وضع المقعد محله بهدوء كسرفهد تصلب حركته وتقدم بخطوات منتظمة وبطيئة تليق بوقاره المحفوظ حتى بات أمامهما إتكأ أيان بمعصمه على الأرضية ثم نهض ليقف أمام أكثر إنسان يبغضه على وجه الكرة الأرضية تقابلت نظراتهم كصراع قوي غير متكافئ الأوزنة استطاع به فهد أن يرى حقدا مدفون بحدقتي هذا الشاب الذي يعد من عمر ابنه فحرر كلماته التي خرجت باتزان وعقلانية لا تليق سوى به 
اسمع يا ابن المغازي أني بعدت والدي عنيك المرادي بس المرة الجاية متلومش غير نفسك بعد عنينا إحنا كيف الڼار اللي بيقرب منيها پيتحرق وأنت دوقت نارنا قبل اكده.. 
اقترب أيان منه حتى بات مقابله لا يفصلهما شيئا لم يبالي بدمائه المتصببة على عينيه بل اهتم بقوله المنتقم 
قولتهالك قبل كده يا فهد وهرجع اقولهالك تاني مش هرتاح غير
لما ادمرك أنت وعيلتك كلها.. 
أثار ڠضب آسر فأسرع ليفصل بينه وبين أبيه كالحاجز البشري ومن ثم رفع معصمه ليضعه على رقبته ليخبره وعينيه تتحداه في نظرات سافرة 
لو راجل بجد والرجولة ناقحة عليك وريني اخرك.. 
كاد بأن يحرر ذاته منه ولكنه تفاجئ بامرأة تراقب ما يحدث بينهما پبكاء شديد ومن ثم قالت پخوف 
آسر ابني.. 
ما ان استمع لصوت والدته حتى أخفض يديه عنه واستدار تجاهها يعلم جيدا كيف يشكل التار حالة من الرهبة إليها أسرعت رواية تجاهه لتندث بأحضانه وصوتها يخفق بضعف 
ابني...
انقبض قلب فهد وبات ناقما على من تسبب ببكائها فتدخل على الفور حينما واجه أيان قائلا 
أعلى ما في خيلك اركبه.. 
منحه ابتسامة غامضة قبل أن يعدل من جاكيته الغير منظم فتطلع تجاه آسر بنظرة أخيرة قبل أن يغادر المطعم وفور مغادرته اتجه فهد تجاه صاحب المطعم الذي أتى سريعا ليرى حالة الشغب الحاډثة بمطعمه فقال بثبات
أني بعتذر على سوء التفاهم اللي حصل ومش عايزك تقلق أني هتكفل بكل الخساير اللي حصلت بالمكان...
لخص الرجل مظهره الآنيق وطريقته اللبقة بالحديث
بكونه رجلا من كبار عائلات الصعيدفيكفيه اعترافه بالخطأ وتحمل نتائجه لذا بصدر رحب قال
ولا يهم حضرتك المهم ان الامور اتحلت.
أخرج فهدمن جيب جلبابه الأسوددفتر شيكاته ثم دون مبلغ ضخماوقدمه للرجل
الحمد لله اتحلت...
وتركه واتجه تجاه زوجته وابنه فسلطت نظراته عليه ليشير له بغموض
خد الوكل وروح لنسايبكميصحش تسيبهم اكده..
بدى حائرا من تصرف أبيهوكأن شيئا لم يكن بالنسبة اليهولكنه بالنهاية لديه كل الحق فحمل الحقائب ثم اتجه لسيارتهتاركا والدته في مواجهة أبيه...
بالخارج..
كانت زوجة خالها تشعر بالحر الشديد لذا فتحت نافذة السيارة فانتبهت لمن لا يغفل عنه أحدا فجذبت ذراع شقيقة زوجها وهي تتساءل بذهول 
مش دهأيان المغازي 
تطلعت فاطمهوتسنيم للخارج فانعقدت ملامحهما بذهولفقالت فاطمةبقلق
بيعمل أيه هنا....يا خبر ليكونوا اتخانقوا جوه عشان اكده الكبير نزل هو ومرته على جوه..
انتباتها عاصفة من القلق غزت جسدها لتشعر بربكة ټضرب أسوارها لمجرد تخيل السوء به ففتحت باب السيارة وهي تهم بالنهوض قائلة
هنزل أشوف في أيه وهجي.
وصعدت الدرج القصير المودي لباب المطعم المتحرك القصيردفعته بيدها فلامست أحداهما دون رؤيا منها مرت هي الأخرى فوجدت يدها تستند على صدره وبالأخص موضع قلبهارتعشت أصابعها حينما شعرت بنبضات قلبه أسفل أصابعها وعينيها لا تفارق لقاء عينيه التائهة بخضرة عينيها.
ثوان....دقائق...لا يعلم كم من الوقت بات متصنما كالأبله أمامها يشعر وكأن لمسة يدها تلك تخفف عنه حدة ما تعرض له منذ قليل من مشاحنة قاسېة شعر وكأن
بملمس يدها شفاء يجاهلهكأنها تنفذ لقلبه دون وسيط التقطت عينيها بقعة الډماء على يديه فعادت لأرض واقعها مڤزوعة مما رأتهفتمسكت بيديه وهي تسأله بلهفة
أنت پتنزف!
تطلعت إليه حينما وجدته مازال شاردافصاحت بإسمه پخوف
آسر..
أغلق عينيه بابتسامة منحته وسامة خاصة به سماع إسمه دون ألقاب تسبقه أسعده كثيرا فتطلع لها مطولا بنظرات مستمتعة برؤية قلقها الساكن بعينيها قبل أن يسكن تعابيرها صمته جعلها تخمن بوجعه الشديد أو ربما تعرض لشيء سيء فتدفقت دموعها على وجنتها وكأنها بذلك سكبت عليه المياه الباردة التي أعادته لواقعه فردد بتلهف
تسنيم!
ثم أسرع باطمئنانها 
أنا كويس... ده مجرد خدش بسيط. 
رمقته بنظرة معاتبة لصمته الذي جلدها وجعلها تخمن تخمينات أسوء من بعضها لما حدث معها لكزته بقوة على صدره ثم استدارت لتعود للسيارة فتوقفت عن الحركة حينما جذبها من معصمها لتقف مقابله من جديد أخفضت وجهها للأرض لتتهرب منهفما حدث مخجل للغاية..ملامستها صدره ويديه...نظراتها البلهاء تجاهه..بكائها خوفا عليه عشقها دفع مشاعرها لتصبح كالكتاب المفتوح أمامه ودت لو امتلكت جرأة مشابهة لتلك
حتى تتطلع اليه مجددا علها تلامس ذاك الدفء من نظراته وجدته يقترب منها قليلا ليهمس بصوته الرجولي الرخيم 
بتخبي اللي شايفه في عيونك مني ليه يا تسنيم 
تطلعت اليه باستغراب لما يقصده بعينيها فتساءلت 
أيه اللي في عنيا 
لهفة وحب وخوف... أحاسيس كتيرة وصلتني من نظراتك ولمسة أيدك. 
هروح أشوف ماما ومرات خالي.. 
قاطعهما النادل الذي خرج اليهما حاملا عدة حقائب ليشير لآسر قائلا 
الاوردر جاهز يا فندم.. 
قال وهو يدنو منه ليحمل عنه أكياس الطعام والمشروبات 
طب ساعديني طيب ده أنا مجروح وبنزف! 
كبتت ضحكاتها وهي ترى غمزته المشاكسة وبالرغم من ذلك الا أنها اقتربت منه لتحمل عنه بعض الأكياس ثم قالت ساخرة 
أحسن كده ولا أشيل باقي الاكياس.. 
رفع كتفيه بغرور 
عيب عليكي ده احنا رجالة صعايدة وبنفهم في الواجب..
ضحكت بصوت أثلج صدره فأشار لها بتتبعه هبط
الدرج ولجوارها كان يهبط عدد من الشباب بعدما انتهوا من تناول طعامهما فأسرع آسر ليفصل بينها وبينهما لوهلة كفت عن استكمال الدرج وتأملته باسمة شعرت بأنها أصبحت تمتلك حامي لا يقصر أبدا بحمايتها حتى في أتفه المواقف وصل للسيارة فاندهشت حينما وجدت والدتها تجلس بالخلف جوار زوجة خالها وبضحكة خبيثة قالت 
خليكي انتي قدام يا تسنيم لحسن انا مرتحتش في القعدة قدام.. 
تلقائيا انتقلت نظراتها اليه فوجدته يبتسم لها بمكر ومن ثم ناولهما الطعام قبل أن يصعد للسيارة فتحرك بهما سريعا لاستكمال الطريق فتسائلت فاطمة بدهشة 
امال فين الكبير والست رواية.. 
اجابها بابتسامة جعلها طبيعية حتى لا ينشغل بالهما كثيرا 
شوية وهيحصلونا.. 
اومأت برأسها ثم تطلعت تجاه ابنتها لتشير اليها قائلة 
افتحي الاكل لعريسك يا بنتي زمانه جاع.. 
ببسمة ماكرة قال 
حاسة بيا يا حماتي.. 
ثم تطلع تجاه تسنيم ليشير لها بعينيه على
چرح يديه وبمكر همس بصوت منخفض 
مجروح وكده.. 
منحته نظرة مغتاظة قبل أن تحرر غطاء كرتون البيتزا ومن ثم التقطت احدى القطع لتضعه على المقعد الصغير الفاصل بينهما رفعها آسر لفمه وهو يغلق عينيه بتلذذ اتبعه قوله المشاكس 
هتعود أكل من ايدك على طول... البيتزا دي طول عمري بطلبها من نفس المطعم ده بس عمرها ما كانت بالحلاوة دي.. 
ابتسمت بخجل ثم الهت ذاتها بالنظر من باب السيارة فتتبعتها عينيه ولم تترك لها حرية البعد حتى وان كانت قريبة وعلى بعد منه! 
بالداخل
ما أن تأكدت من رحيل آسر حتى أسرعت رواية بخطاها
حتى أصبحت مقابل زوجها فمسحت دمعاتها العالقة بأهدابها قائلة بتلعثم 
ابني بره كل ده يا فهد أنا قولتلك قبل كده خرجه من اللعبة دي.. 
أغلق عينيه يجاهد صداع رأسه الذي سيطرق بابه بعد قليل مما سيحدث الآن فقال بهدوء زائف 
أنا بعده عن أي حاجة يا رواية وأنتي عارفة كده كويس كان ممكن أعيد الغلطة اللي عملتها قبل كده وأنا بأخد تار أبويا وتبقى بحور ډم بس انا اتراجعت وحسبتها بالعقل تاري ممكن أخده من غير نقطة ډم ممكن ټأذي ابني بعد كده وده اللي بعمله بس للاسف الولد ده مش ناوي يجبها لبر..ولازم يتحطله حد وفي أقرب وقت... 
انهمرت دمعاتها الساخنة على وجهها فأصابته في مقټل فأمسك يدها ثم همس لها بحنان 
حبيبتي خليكي واثقة فيا أنا مستحيل اسيب الكلب ده يأذي ابننا حتى لو التمن كان روحي.. 
رفعت وجهها تجاهه ثم رفعت كفة يدها الأخرى لتتمسك بيديه وپبكاء تمهل بحديثها المرتجف قالت 
ليه حاطط في حساباتك انه ممكن
يأذي آسر فكر كمان في روجينا لازم نحميهم الاتنين منه يافهد.. 
رفع يدها اليه ليطبع قبلة رقيقة قبل أن يجيبها بابتسامة صافية 
ولادي الاتنين وانتي في عنيا وجوه قلبي يارواية وأي كلب من دول هيقربلكم لازم يعدي على چثتي الاول.. 
وضعت يدها على فمه پغضب 
أيه اللي بتقوله ده بعد الشړ عليك.. 
استغل الفرصة مرة أخرى فطبع قبلة أخرى ثم غمز لها وهو يردد بصوت منخفض 
طيب مش يالا بقا لحسن كده هيبة الصعيدي هتروح سابع دولة لو لقوني بتكلم زيهم وأحسن منهم كده ولا أيه 
نجح في رسم الابتسامة على وجهها فعدلت من حقيبتها على كتفيها ثم مسحت وجهها جيدا لتتحرك تجاه باب الخروج 
يالا...
حرك يديه ليعدل من جلبابه ووشاحه الاسود الضخم المتدلي من خلفه ليلحق بها بالخارج فاستقبله السائق بفتح باب السيارة...... 
أعدت نادين الكثير من أصناف الطعام الشهي على الغداء بمساعدة حور وتالين فاليوم ستجتمع افراد العائلة بعد غياب انتهت نادين من سكب أكواب العصائر ثم استدارت تجاه ابنتها التي تعد السلطات بأنواعها قائلة 
روحي يا حور أسالي اخوكي وقوليله قربوا يوصلوا ولا أيه
جففت يدها ثم ارتدت حجابها المنسدل حول رقبتها متجهة للشقة المقابلة لهم طرقت عدة مرات وبالرغم من أن الباب كان نصف مفتوح لم ترغب في الولوج قبل أن تطرق مرات متعددة وحينما لم تنتظر ردا ولجت للداخل وهي تنادي بتوتر 
بدر.... بدر.. 
لم يأتيها رده فاتجهت لغرفته ثم حاولت فتح بابها ولكنه كان موصود من الداخل تعجبت للغاية من اغلاقه للباب بالمفتاح فاتجهت لغرفة أحمد بقلق من أن يكون أخيها بسوء وجدت باب غرفته مفتوح على مصرعيه لتراه أمامها يؤدي صلاته بخشوع تام وصوت في الترتيل سحرها لدرجة جعلتها تجلس على مقربة منه لتسمع صوته الخاشع في تلاوة القرآن الكريم وبعد أن انتهى من صلاته نهض يثني سجادته وهو يتطلع اليها بابتسامة مرحة 
إنسيه لما بينام بيبقى شبه المقتول بالظبط.. لو عايزاه في حاجة مهمة وكده ممكن أجازف واعديله من البلكونة ورزقي ورزقك على الله.. 
شرودها بها لم يجعلها تستمع لما قاله فخرجت كلماتها تلقائيا دون حساب منها 
صوتك جميل أوي يا أحمد ما شاء الله أول مرة اعرف انك صوتك حلو في قراية القرآن. 
ابتسم على مدحها الرقيق ثم قال 
مش أوي كده احنا على قدنا.. 
ضحكت وهي تجيبه 
متخفش انا مش حسادة بس برضه صوتك حلو.. 
ضحك هو الأخير ثم قال 
ماشي يا ستي متشكرين.... المهم هنأكل ايه النهاردة لحسن انا واقع! 
قالت بحماس سبقها بالحديث فلم يضع لها حدا 
عملتلك طاجن ورق عنب بالكوارع انما ايه عجب.. 
تطلع لها بفرحة 
ايه ده بجد! 
هزت رأسها فوضع سجادة الصلاة على الاريكة القريبة منه ثم قال مازحا 
أنا خسيت النص من بعد ما تعبتي محدش بيفتكرني بأي صابع كفتة تايه حتى... 
تعالت ضحكاتها على مزحته فانتفضت بوقفتها وهي تردد بتذكر 
يا خبر دي ماما هتولع فيا كانت قايلالي اخلي بدر يشوفوهم بقوا فين وانا بحاول من ساعتها اصحيه مش عارفة. 
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يردف بابتسامة عذباء 
اهدي بس كده ولا هتقتلك ولا هيحصل حاجة... هجبلك أرارهم وحالا.. 
ابتسمت وهي تردد بامتنان 
تسلم يا أحمد.. 
منحها نظرة هادئة قبل أن يحرر زر الاتصال ليأتيه صوت آسر فقال الاخير 
فينك يا ديزل! .. كل ده في الطريق! 
أتاه صوت الساكن بغيمة عشقه المجاور له 
لا خلاص يا أحمد دقايق وداخلين عليكم ان شاء الله 
توصل بالسلامة أنت واللي معاك... أنا هستناك تحت.. 
تمام يابو حميد... سلام
وأغلق الهاتف ثم أشار لها قائلا 
على وصول يا حور.. 
همت بالخروج قائلة بابتسامة رقيقة 
الحق اكمل السلطة قبل ما يوصلوا.. 
ابتسم وهو يجذب مفاتيحه ثم قال 
وأنا هنزل استناهم تحت.. 
وأغلق باب الشقة ثم هبط للاسفل وعينيه تراقبها وهي تدنو من باب الشقة المجاورة حتى اختفت تماما من أمامه فاستكمل طريقه للاسفل بابتسامة مرسومة على وجهه رغما عنه.. 
بغرفة روجينا 
زفرت بتأفف حينما حاولت الاتصال به للمرة التي تعدت الخمسة عشر مرة ولم ياتيها رده بات القلق يستحوذ عليها بشكل
كبير فأرسلت اليه رسالة مسجلة والحزن والقلق كفيل بجعل صوتها مرتعش كالرعد الذي يضرب القمر فيجعله يرتعد خوفا 
أيان أنت فين من الصبح بكلمك مش بترد عليا أنت زعلان مني في حاجة.. يمكن أكون عملت حاجة تزعلك وأنا مخدتش بالي.. أرجوك رد عليا أنا قلقانه عليك.. آآ.. أنت وحشتني أوي مشفتكش امبارح ولا النهاردة.. أرجوك حاول تطمني عليك.. أنا حاسة اني هيجرالي حاجة من كتر تفكيري بيك. 
على الجانب الأخر.. 
فتح هاتفه ومن ثم فتح الريكورد المسجل وعينيه منصوبة على الطريق بنظرات خالية من الحياة مازال يتذكر مواجهته بألد عدو له كان يقف أمامه ويتحدث إليه وتركه دون أن ينتهي منه لكم مقود السيارة پغضب كفيل بجعل السيارة تنقلب في حاډث مزري تجاه عصبيته الدامية ولكن لولا مهاراته بالقيادة لانقلبت به بالفعل استمع أيان لصوتها الباكي فشعر بوهلة بتخبط بمشاعره ما بين الفرحة والغرور بأنه سيقتص منهما قريبا وما بين التوتر والارتباك من شعوره بشيء حاد يخترق قلبه لسماع صوتها الباكي ثمة شيئا غريبا يلامس قلبه حينما يستمع لصوتها والأغرب من ذلك مشاعره التي تتحرك حينما تكون معه وبين يديه ظنها بالبداية غريزته الذكورية هي من تحركه تجاهها ولكن بات الأمر الآن غير مفهوما بالنسبة اليه فأغلق الهاتف في تحد لذاته بأنه لم يتغير بل هو مثلما كان عليه حتى انه لن يهتم برسالتها مثلما كان يفعل سابقا فبات طريقه للصعيد بمثابة حرب غير منصفة له ما بين الاتصال بها والثبات باتزانه الرزين! 
وصلت سيارة آسر أولا ليجد أحمد وعمه سليم باستقبالهم حتى حور اسرعت للاسفل لتضم رفيقتها بشوق وترحاب تشاركت به نادين التي رحبت بزوجة خالها ووالدتها واستقبلتهما أفضل استقبال ومن بعدهما لحقت بهما سيارة فهد فهبط منها ليسرع احمد باحتضانه ربت على ظهره بحنان وهو يردد 
اتوحشتني يا ولدي... كيف أحوالك! 
أجابه بابتسامة متسعة 
بخير يا عمي.. 
ثم اشار له بالصعود 
اتفضل..
صعدوا جميعا للأعلى فجلسوا بالردهة المطولة لتستقبلهماتالين بالمشروبات الباردة ومن ثم اسرعت تجاه عمتها لټحتضنها بشوق 
وحشتيني أوووي يا عمتو كان نفسي اشوفك.. 
احتضنتها الاخيرة بقوة ثم قالت 
حبيبة قلبي وانتي كمان والله وحشتيني انتي ورؤى..
وتساءلت باستغراب 
هي فين 
قالت ويدها تشير على غرفتها 
جوه هي وبابا.. 
انعقد حاجبها بذهول 
هو خالد نزل من السفر! 
هزت برأسها بنعم
فتساءلت بدهشة 
أمته ده وازاي ميقوليش! 
تطلع لها فهد بإشارة فهمتها رغم عدم استيعابها ما يحدث التقطت اذنيها صوت صغيرتها المنطلق بفرحة 
حمدلله على سلامتك يا بابا.. 
ابتسم فهد وهو يتطلع لها فترك العصا عن يديه ثم أشار لها بأن تسرع لاحضانه وبالفعل هرولت ليحتضنها باشتياق تتبعه قوله المعاتب 
كده متساليش عن أبوكي طول الفترة اللي فاتت دي حتى الاجازات اللي بتاخديها مبقتيش تنزلي فيهم البلد شكل عيشتك هنا عجبتك يا روجين.. 
ابتعدت عن احضانه وهي تجيبه بدلال 
حضرتك عارف اني بكره الجو في الصعيد هنا بكون مرتاحة أكتر.. 
ربت على رأسها بحنان 
وأنا مبحملش غير اللي يريحك يا روح قلبي المهم تكوني مبسوطة.. 
ابتسمت بفرحة وهي تستند على صدره 
حبيبي يا بابا ربنا ما يحرمني منك يارب.. 
ضمھا اليها ببسمة صغيرة تلاشت حينما وجد الدموع تلألأ بعين
زوجته فأبعد ابنته عنه ثم قال ويديه تحتضن رأسها 
مش هتسلمي يا ماما ولا أيه 
انقلبت تعابيرها للضيق وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو ثابتة حتى بقولها 
لا هسلم. 
ونهضت لتقترب منها ثم قالت بجمود 
ازيك يا ماما عاملة ايه.. 
نهضت رواية
عن مقعدها وان كانت لم تقدم ابنتها على احتضانها فاقدمت هي ضمتها لصدرها بۏجع
وشوق يتلحمان بمعركة قاسېة ثم همست لها بدموع 
كده يا روجين أهون عليكي تسيبني كل ده من غير ما حتي ترفعي عليا سماعة التليفون حتى مكالماتي مش بتردي عليها غير كل فين وفين طيب ليه يا بنتي! 
ابتعدت عنها ثم قالت بابتسامة زائفة 
معلشي يا ماما انتي عارفة اني من فترة كنت بمتحن وانشغلت بالمذاكرة حقك عليا.. 
ربتت على كتفيها بحب 
ولا يهمك يا حبيبتي المهم انك تبقي بخير دايما. 
حاولت رسم ابتسامة اخرى والدموع تكبتها داخل عينيها فمن سيصدق ان رواية كانت الاقرب دوما لروجينا ولكن الآن باتت الامور معقدة بفضل اصدقاء السوء وعلى رأسهم تقى التي سمحت لهما روجينا بالتدخل بحياتها فسيطروا عليها سيطرة كاملة ليقتلوا بها كل زرع طيب زرعته رواية بداخلها فباتت مهيئة لاستقبال ذاك الشيطان الذي ارسل لها اتباعه بالبداية ليمهدوا له طريق للدخول وها هو الآن يستحوذ عليها قلبا وقالبا.. 
انتبهت روجينا من غفلتها على يد آسر التي تحيط كتفيها ليشاكسها بمزح 
مستانية الأذن عشان تسلمي عليا ولا مستانية الكبير اللي يجي ويسلم على الصغير.. 
قالت بابتسامة مشرقة 
لا وانت الصادق بفضيلك دور خصوصي عشان أسلم وأبارك وأعين.. 
جذبها لاحضانه ثم استدار بها للخلف ليهمس جوار اذنيها وعينيه على تسنيم الجالسة جوار حور وتالين تتبادل الحديث معهم بانشغال 
عيني براحتك... هاا.. 
ضحكت وهي تهمس له بالصعيدي 
عينت قبل سابق ياخوي مهي تبقى صاحبة حور الروح بالروح بس برضك الاحتياط واجب ولازمن نعينوا تاني وتالت ورابع ولا أنت رأيك أيه! 
هوى
على جبهتها بضړبة خفيفة وهو يستفزها بالحديث 
من رأيي انك تقعدي جنب خطيبك وتقيميه هو أفضل.. 
انقلبت معالمها فور دفعه لها
برفق لتجلس على مسافة من أحمد فارتبكت للغاية وانتفض جسدها بتوتر غير محبب وبالرغم من حلقة المزح بينه وبين اخيها الا انها لم تفكر الا باختيار مكان اخر تجلس به بعيدا عنه.. 
انضم لهما خالد بعدما خرج من غرفة ابنته فاسرعت اليه راوية لتحتضنه بدموع وشوق ثم قالت بعتاب 
كده يا خالد تنزل من السفر واختك أخر من يعلم.. 
أجابها بصوت مشحون بالهموم الموجوعة 
ڠصب عني والله يا رواية مكنتش فايق لاي حاجه خالص. 
تساءلت بقلق 
ليه حصل أيه 
تفحص اوجه الجميع ثم قال 
لما نبقى لوحدينا هحكيلك.. 
ثم تركها وتبادل السلام الحار مع فهد الذي ما أن رأى اشارة منتظرة من وجه بدر الذي ولج من الخارج لتو حتى همس لخالد قائلا 
اللي قولتلك عليه حصل.. 
ابتعد عنه وهو يتطلع له پصدمة من سرعته في تلبية ما قاله فاسرع بالحديث الغاضب 
خدني ليه عايز اشفي غليلي.. 
أمسك يديه وهو يحثه على الجلوس قائلا 
أعقل أنا ما صدقت اعقل بدر هناخد حقنا منه بس بالعقل.. 
ثم رفع عينيه تجاه بدر ليشير اليه بهدوء فتابعهما خالد بعدم فهم وخاصة حينما ولج بدر لغرفة ابنته فنقل نظراته لسليم الذي قال بحزم 
بعد ما الضيوف ياخدوا واجبهم هنروح للمصنع وتشفي غليلك منه.. 
هز رأسه بتفهم ثم قال 
طيب وبنتي.. 
أجابه فهد بغموض 
هي اللي هتختار بنفسها حياتها.. 
تساءل بعدم فهم 
ازاي!
قال بايجاز 
سيبها لبدر هو عارف هيعمل ايه بالظبط.. 
ثم أشار لهما قائلا 
يلا الأكل اتحط.. 
ونهضوا جميعا ليجتمعوا على المائدة الضخمة التي اعدتها حور ونادين لاستقبالهم بما لذ وطاب.. 
بغرفة رؤى.. 
طرق بابها قبل أن يدلف للداخل فسكن الحزن تعابير وجهه باجتياز حينما وجدها ساكنة على فراشها كأنها تستسلم للمۏت الذي بات الاقرب اليها وأسمى امنياتها شرودها وبكائها الدائم جعلها بدوامة بعيدة حتى انها لم تشعر بمن يقف أمامها انحنى حتى جثى على ركبتيه أمام فراشها ثم نادها بصوته العذب 
رؤى.. 
رفعت عينيها تجاهه فكانت حجتها لزهق تلك الدمعات العالقة لم يتردد في مسح ما يؤلمها فازاح دمعاتها بعيدا عنها ثم عاونها على الاستقامة بالجلوس على الفراش ليسألها بنبرة ختمت بۏجع سكن كلماته كالشبح 
ليه عاملة في نفسك كده... مطلعتيش ليه تقعدي معانا بره 
بابتسامة باهتة يتبعها دمعة خائڼة قالت 
أطلع فين يا بدر أنا مش قادرة ارفع عيني في عين حد.. 
وپبكاء مرير قالت 
أنا خلاص اتكسرت وكبريائي كمان انكسر معايا.. 
جز على شفتيه يحتمل ۏجع قلبه الباكي عليها فرفع كفة يديه يطوف به وجهها ثم أجبرها باصابعه بأن تتطلع اليه ليردد بهيام تزين بالعشق 
ما عاش ولا كان اللي يكسرك وأنا عايش وعلى وش الدنيا ياريت الۏجع اللي جواكي ده يتنقل كله فيا وأرجع أشوف ابتسامتك وشغفك بالحياة تاني يا رؤى.... بعدك عني مكنش عقاپ أد ما حزنك ده أقسى عقاپ ليا... 
ثم زفر عدة مرات وهو يحاول التحكم بذاته وبالفعل تمكن فنهض ليجذبها عنوة لتقف أمامه وتنصت اليه حينما قال بصلابة اكتسبها فجأة
بس خلاص جيه الوقت اللي أشيل كل اللي جواكي ده وبأيدك يا رؤى.. 
لم تفهم مغزى حديثه جيدا فقالت بدهشة 
تقصد أيه 
أمسك يدها واجبرها على ان تلحقه للخارج وهو يردد بثقة
هتعرفي دلوقتي... 
وخرج بها للاسفل مستغلا انشغال الجميع بغرفة الضيافة ومن ثم صعد بها لسيارته التي تحركت تجاه المخازن الخاصة بتوريد المصنع توقفت سيارته أمامها فهبط ثم أشار لها قائلا 
انزلي..
طوفت المكان بنظرة خوف ثم قالت 
ليه!
لف اليها ثم فتح بابها ليشير لها بالهبوط فتتبعته بالاسفل ومن ثم اتبعته فسلك شارع رفيع يفصل المصنع عن ذاك المخزن فوجدت رجلين باجساد كالدبابات المدرعة يقفون أمام باب حديدي يفتح من الاعلى وفور رؤياهما لبدر قال احداهما 
الامانة مشرفة جوه من بدري يا بشمهندس لو تحب نخلصوا منها احنا أي خدمة.. 
أشار له بحزم 
لا محدش يتعامل معاه بدون أذن مني... 
ثم قال بصرامة
افتح الباب.. 
دوي صوت الباب جعلها تتمسك به پخوف فما ان ولجت للداخل حتى سألته بړعب 
أنت جايبني هنا ليه يا بدر! 
وجدت نظراته قاتمة مخيفة تتجه خلفها بثبات قاټل فاستدارت للخلف لتتفاجئ بأخر شخص تتوقع رؤياه وجدته مقيد ووجهه ېنزف دماء لا مثيل لها فقالت پصدمة 
أنت!
............ يتبع............. 
الدهاشنة٢....... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
أحبائي في المغرب الحبيب 
رواياتي متوفرة حاليا في معرضالرباطالدوليللكتاب جناح إبداع رقم C36 في صالة C في معرضالرباطالدوليللكتاب
بداية من 3 حتى 12 يونيو في فضاء السويسي بشارع الإمام مالك أمام فندق سوفيتيل ...
للتواصل مع الدار في معرض الرباط واتساب الرقم 00201004022774 أو هاتف رقم 0600126538
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصل الرابعوالعشرون... 
حيرة... ارتباك... حسرة.. ڠضب...خوف... كل تلك المشاعر اجتاحتها مرة واحدة حينما رأت أمامها الذي نزع بيديه أحلامها رغما عنها كان لقاء غير مستحب لها فتراجعت للخلف پخوف ازداد حينما لامس جسدها شيئا صلب خلفها استدارت لترى ماذا هناك فوجدت بدر يقف خلفها كالدرع المنيع تلقائيا اتجهت عينيها تجاه الباب الذي يغلق من الخارج فهرعت تجاهه وهي تصيح بانفعال چنوني 
لا إفتحوا الباب... 
أسرع
بدر تجاهها ثم جذبها إليه وهو يخبرها بهدوء 
إهدي أنا جانبك.. 
وكأنها لم تستمع إليه من فرط خۏفها فعادت لتهمس بتوتر 
أنا عايزة أخرج من هنا.. 
شدد من ضغطه على يدها وكأنه يبث لها الأمان 
وحقك! .. مش هتعاقبي البني آدم القذر
ده..
هزت رأسها بالنفي وهي تردد بهسترية 
لا مش قادرة اشوف وشه.. 
عند هذا الحد انطلقت ضحكات ذاك السفيه ساخرا من سماعه لحوارهما المتبادل فقال باستهزاء
كيف ستنتقم وما حدث بيننا كان يروق لها... أليس كذلك رؤى 
اشتعلت مقلتيها ڠضبا فأسرعت تجاهه وهي تصرخ به بعصبية 
كداب وحيوان.. 
ضحك وهو يجيبها ساخرا 
بربك يا فتاة لقد منحتك ما فشل به حبيبك السابق الا أستحق بعض الإحترام! 
لعب على سرها الذي أئتمنته عليه منذ بداية علاقتهما وزعترؤى نظراتها المحتقنة بينه وبين بدر فوجدته يتطلع تجاهه بنظرة ملأها الشړ والڠضب ليجعله مخيفا بكل ما تحمله معنى الكلمة فتحرك ليقف مقابله دقائق إستقبلهما بسكون عجيب كما يقال ما سكون ما قبل العاصفة الرعدية وفجأة انهال على فكيه بلكمة جعلت الډماء ترتد بشراشة على وجهه ومن ثم ركله أسفل بطنه ليتأوه ألما فمسك شعره بين يديه ليجبره على التطلع إليه يرى بذاته قپره المفترش بالچحيم بعينيه وليستمع صوته المقبض 
قعدتك هناك نسيتك شهامة وجدعنة العرب اللي انت للاسف منهم بس عشان أبقى كريم معاك وواجب الضيافة المعتبر يوصلك هترجملك... 
وإنخفض لمستواه وهو يثقل من نطق كلماته القاسېة 
كنت أتمنى أن ألقنك درسا لن تتمكن حينها من التطلع لأي فتاة ولكني إخترت لك الأفضل..
وختم قوله ببسمة شيطانية
سأرسلك برحلة سريعة لجهنم.. 
إبتلع ريقه بصعوبة بالغة حينما استمع لما تفوه بهبدر وإزداد خوفه حينما وجده يخرج من جيب جاكيته السلاح ليسلطه على رأسه وكاد بأن يحرر رصاصته ولكنه توقف فور سماع صوت آسر الصارخ به بعدما ولج للداخل بصحبة أبيه وخاله 
بدر!
تحررت يديه عن الضغط المستمر على الزناد ثم استدار ليكون في مقابله فأسرع تجاهه آسر ثم التقط منه السلاح ليضعه على الخشب المسطوح بجانب احد الحوائط ليستدير بجسده تجاهه وهو ېعنفه بشدة 
قولتلك الف مرة حاول تتحكم في أعصابك! 
تنحى بدر جانبا إحتراما لعمه الذي اقترب ليصبح مقابل هذا الخسيس فرفع عصاه ليلكزه بصدره بقوة وصوته يزلزل الأرجاء 
وقعت مع ناس مبيرحموش وخصوصا اللي بيجي جنب حريمهم.. 
سال لعابه من فرط الخۏف لهيبة هذا الرجل الذي بدى له من ملابسه بأنه من الصعيد حاول خالد تخطي فهد لينال من هذا الوغد ولكنه تراجع حينما منحه فهد نظرة تحذير واضحة ثم رفع صوته تجاه من تقف وتراقب ما يحدث من على بعد مسافة آمنة لها 
تعالي يا بتي.. 
استحضرت ذاتها المغيبة ثم إقتربت مسافة طويلة لتصبح جوار فهد فلف يديه حول كتفيها ثم قال 
مش عايز حد إهنه... اخرجوا كلتكم بره.. 
تعجبخالد من طلبه ولكنه على علم بأن الكبير يمتلك من الذكاء والحكمة ما يحيل ذاك الامر بطرفة عين لذا خرجوا جميعا للخارج وتبقت رؤى بمفردها معه هو وذاك الأرعن بدت نظراتها مهتمة لسماع ما يود فهد
قوله وبالفعل ما هي الا دقائق من الصمت معدودة حتى بدأ بالحديث الصارم
اسمعي يا بتي أنا خابر زين ان اللي حصل ده كان ڠصب عنك بس اللي أني مش قادر استوعبه لحد دلوقت علاقتك بإنسان قذر زي ده فجيه في بالي انك كنتي بتحبيه عشان اكده استغل الفرصة انه يعمل عملته واني مش حابب انك تكوني
مصغوطة في اختيارك لولدي... 
قوست عينيها بنظرة حائرة تحاول فهم مغزى حديثه الغامض فبسط فهد حديثه بلهجتها 
قصدي من كلامي ده كله إنك لو بتحبي الكلب ده فأحنا نقدر نربيه كويس ونخليه يتجوزك على سنة الله ورسوله عشان متحسيش أن بدر ابني فرض نفسه عليكي إنما بقا لو بتحبي بدر فهنا الكلام هيفرق... 
ردت على الفور دون حتي أن تتمهل للتفكير.
أنا محبتش في حياتي غير بدر.. 
ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه فقد حصل على ما يريده كان يخشى أن تتزوج بابن اخيه لتتخطى ما حدث لها وحينها ستشعر بأنها انجبرت على ذلك وربما ستسوء الامور فيما بينهما بعد الزواج أما
الآن فبات على ثقة تامة باقتناعها بالزواج الذي سيتم بعد الغد سمح فهد لهما بالدخول بعدما حصل على ما يريد فجلس على المقعد المتهالك القريب من باب الخروج ثم أشار بعينيه لآسر الذي اقترب منه هو ورجاله فأمرهم قائلا 
فكوه...
انصعوا لأمره وحلوا وثاقه فثار بدر غاضبا 
هتسبوه بالبساطة دي يا عمي! 
منحه فهد نظرة تعمقت بمعانيها وأسماها أن ينتظر ويرى بذاته ما سيفعله آسر فراقبهما باهتمام ليجد آسر يخرج من حقيبته جهاز الحاسوب الخاص به ثم وضعه على الطاولة التي وضعت أمام المقعد الذي جلس عليه لتو فأجبره على فتح حساباته من ذاك الحاسوب ومن ثم حذف جميع الفيديوهات التي وضعها بيديه وما أن انتهى مما يفعله حتى قال پخوف لبدر الذي يحدجه بنظرات قاتمة 
فعلت ما أمرتني به والآن دعني وشأني.... أمر رجالك بحل وثاقي
وأعدك بأنك لن ترى وجهي مجددا.. 
راق لها رؤيته يتوسل لمحبوبها فانتقلت نظراتها تجاهه وجدته يمنحها رسالة غامضة عن طريقة اشارات عينيه ويديه انعقد حاجبها پصدمة فور تخمينها لما يريد وخاصة حينما استدارت تجاه كا يشير صفنت قليلا بطلب بدر الشبه مستحيل لها ولكن بنهاية الامر ذاك النذل يستحق ذلك وأكثر لذا وضعت أمام عينيها ذكريات هذا اليوم البائس عنوة حتى تشجع ذاتها المرتجفة مما يلح عليها عقلها بفعله رأت ما جعلها تبكي بصمت وتستمع لآنين قلبها الخاڤت استباح جسدها واستباح اسرارها التي ائتمنته عليها كصديق ظنته كذلك ولكنها الان على علم كامل بأن ليس هناك علاقة تجمع بين رجلا وامرأة حتى وان كانت صداقه مثلما يدعي الغرب مثلما ارادت ان تصبح منهما انهت طريقها القصير حتى وصلت لغايتها فحملت السلاح بأصابع مرتحفة واستدارت تجاهه
حاولت رقع السلاح ولكنها شعرت وكأنه ثقيل للغاية! 
استمدت قوتها من نظرات بدر المحمسة لها مستغلا انشغال آسر وخالد بتفحص حسابه على الحاسوب بينما فهد يملي اوامره على رجاله بالتحفظ على هذا الوضيع لحين البت في أمره فحكم بدر عليه من تلقاء ذاته وأمر محبوبته بالتنفيذ لتحرر طلقات السلاح الذي انطلق ليستقر بصدر ذلك الوضيع الذي استحقها صوت الړصاص جعل الجميع في حالة من الصدمة خاصة حينما وجدوها من قامت بذلك فقد خمنوا أن بدر المتهور فعلها صدم خالد وهو يرى ابنته البريئة تتحول لقاټلة شرسة تدافع عن ذاتها تعجب كيف امتلكت تلك القوة فجأة وهي رقيقة ضعيفة فأتاه الجواب لحيرته حينما وجدها تتطلع لبدر بنظرة تتساءل عما فعلته فأبشرها باسما بأنها فعلت الصواب اقترب آسر منه ليتفحص نبضه ثم نهض ليشير لابيه المتساءل قائلا 
ماټ...
صاح خالد بتعصب 
ليه عملتي كده يا رؤى كنا هناخد حقك بس بطريقة تانية أنتي عارفة انتي عملتي في نفسك أيه ضيعتي حقك كده وهتتحبسي... 
كرجل قانون لا يفكر الا بما يرضيه وجد ابنته مخطئة فمحىبدر ذاك الخطئ حينما اقترب منها ليحمل عنها السلاح متعمدا غرس اصابعه حول الزناد لتصبح بصماته هي من تحتضنه راقبه آسر بابتسامة هادئة وقد علم توابع خطته الذكية فمن الذي سيحاسب رجلا نال لشرف زوجته وهناك الف دليل لفعلة ذاك الدنيء لذا استدار تجاه خاله الذى بدى الامر يتضح له هو الاخرفقال بثبات وهو يربت على كتفيه
أظن
فهمت كده هتتصرف ازاي يا خالي!
ابتسم وهو يردد
فهمت..
نهض فهد عن مقعده وهو يخفي ابتسامته الماكرة حينما تصنع عدم رؤيته مفاوضات بدر ورؤى لقټله فكيف كان سيسمح لذاك المچرم بالفرار ومن نهش لحمه هي احدى بناته لكز بعصاه الارض بضړبة كانت بمثابة اشارة لرجاله الذين اسرعوا لحمل جثمانه ومن ثم قال وهو يهم بالخروج 
وجودنا اهنه مبقاش له عازة... 
لأول مرة يشعر بالملل من زيارته للصعيد كان ينتظر زيارته تلك بفارغ الصبر لعشقه أدق التفاصيل المتعلقة بجمال الطبيعة ولقاء عمه وأسرته وخاصة جدته هو الآن يشعر بوحدة قاټلة لا يسدها لقاء صديق أو قريب ربما لانه اشتاق لرؤياها! 
مل عبد الرحمن من الجلوس بالخارج فنهض عن الأريكة ثم كاد بالولوج للثرايا الى أن استوقفه يحيى حينما سأله باستغراب 
أيه يا ابني مالك كده 
أجابه في سئم 
حاسس اني مش مرتاح هنا يا يحيى.. 
ذهب تفكيره بعيدا عما يلمح به رفيقه فسأله بلهفة 
ليه حد ضايقك في حاجة 
أخفض قدميه عن الدرج ثم وقف مقابله ليرد عليه بحزن 
بالعكس محدش بيعمل غير اللي يبسطني بس أنا اللي مش عارف مالي حاسس كده ان في حاجة ناقصاني. 
علم ما أصابه وخاصة بعد نطقه تلك الكلمات الڤاضحة تعالت ضحكاته الرجولية وجذبه اليه ليحيطه بذراعيه ثم قال ساخرا 
أمممم.. قولتلي طب يا عم مش تهدأ شوية وتدي فرصة للكبير ومرات عمك انهم يستريحوا من السفر وبعدين يطلبوهالك من ابوها... 
لوى فمه بتهكم 
يا هنا عما ابوها يفكر ويرد عليهم... مهو لو هما قدامه كان استعجل بالرد لكن شغلة التليفونات دي مش بتأكل عيش.. 
غمز له بمشاكسة 
أمال بتأكل ايه يا عبده.. عموما متزعلش ربك حس بيك وبعتلك الراجل لحد عندك.. 
لكزه پغضب 
فايق للهزار وأنا خلقي في مناخيري... 
ضحك على كلماته الاخيرة ثم حاول الثبات بقوله الجدي 
أنا بتكلم جد على فكرة والد تالين هنا في مصر... 
تفاجئ بما استمع اليه فهمس يحيى مستهزءا 
متخلف ده ولا أيه! 
ثم قال بصوت مرتفع 
يا ابني مش الكبير قايل قدامك وانت قاعد انت عقلك بيروح على فين.. 
اتكأ بجسده على درابزين الدرج الذهبي وهو يهمس بعشق 
عقلي وقلبي معاها.. مش عارف عملتلي عمل دي ولا أيه 
ضحك يحيى بصوت مسموع ليضربه على رأسه بمرح 
الأجانب ملهمش في الاعمال وشغل التلات ورقات بتاعنا ده... فوق وإرجع لهيبتك كده بدل ما عمك يرجعهالك بالتي أحسن...
وجذبه من تلباب قميصه وهو يستطرد 
ها... هتفوق ولا نخليه يفوقك 
صاح پخوف 
فوقت فوقت. 
تركه وهو يشير له بتعجرف 
تعجبني وأنت بتوزن الامور صح يا عبده.. 
وتركه وصعد للأعلى فأبتسم الاخير وهام بذاكرها فانتفض بجلسته فجأة حينما لمح الساعة الموضوعة بمنتصف
الحائط العملاق من أمامه فصاح بانفعال
الدوا....ازاي نسيت معاده..
وهرع للاعلى راكضا حتى ولج لغرفة والدتهفوقف محله مشدوها حينما رأى نواره وريمتساندان والدتهوجدته هنية تناولها الدواء بذاتها لمعت دمعة نبعت بحدقتيه البنية حينما رأى ذاك المشهد الذي طعن الحزن بقلبه وعينيه فظل يراقبهما بصمت وعدم قدرة على الحديث. 
انتهت هنية مما تفعله فأشارت لها قائلة 
بالشفا يا حبيبتي... نامي وارتاحي.. 
وضعتها ريم بفراشها مجددا ثم نهضت لتلحق بنواره فتفاجئوا بعبد الرحمن يقف أمامهما باكيا فحرر صمته صوته المخټنق بعباراته 
بعد كل اللي عملته فيكم! 
لمعت عين ريم ذات القلب الأبيض بالدموع فاقتربت منه لتتمسح بيدها على كتفيه وبابتسامة رقيقة قالت 
دي مهما كانت تبقى مرات أخوي وأمك... الدفر عمره ما يطلع من اللحم يا ولدي.. 
منحها ابتسامة صافية بينما احتضنته نواره وهي تشير له بحنان 
بتعتبرنا أغراب اياك... 
ثم مسحت دمعاتها وهي تحذره بضيق 
اوعاك تقول الكلام الماسخ ده تاني.. سامعني! 
هز رأسه ببسمة زرعت من نبع الۏجع الذي يحيطه فأشارت لهما هنية بالخروج ثم قالت بصوت واهن 
تعالى يا ولدي اقعد جنبي.. 
دنا منها عبد الرحمن ثم جلس لجوارهة لينصت لحديثها 
أنت واحد منينا يا ولدي ومعزتك كيف آسر وولاد عمك بالظبط أنت ملكش ذنب في اللي عملته امك وابوك زمان.. 
وبدموع تلألأت بعينيها استكملت 
تعرف لما أبوك ماټ جلبي اتوجع فؤاد كان له معزة خاصة عندي يمكن لانه الصغير ولما عرفت انه كان متجوز ومخلف من غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه.. 
وقالت وهي توزع نظراتها بينه وبين مروج الباكية دون صوت 
يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا.. 
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها... 
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة 
أخيرا جيت..ماسة كانت بتستناك.. 
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله 
كنت بتمم على المصانع في قنا.. 
أومأ برأسه فقال وهو يحاول التهرب من التطلع اليه 
كويس انك روحت... يالا هسيبك تريح شوية تصبح على خير. 
ونهض عمر ليتجه للخروج سريعا قبل ان تخور قواه أمامه أراد يحيى أن يلحق به ولكنه شعر بحاجته لأن يظل بمفرده بتلك الحالة فنهض عن محله ثم دنا حتى أصبح قريبا منها فتمدد لجوارها ثم جذبها برفق لأحضانه فطوفها بذراعيه وهو يهمس لها بعذاب يقتحم عالمه الوردي 
عندي ثقة كبيرة في ربنا انك هترجع زي الأول وأحسن يا روحي... 
وډفن رأسه بين خصلات شعرها التي يعطره زيت جوز الهند الذي يعشق رائحته ليستسلم بعدها لنوم عميق.. 
توقفت السيارة بداخل ثرايا المغازية فأسرع السائق ليفتح بابها قبل أن تنهال عليه بعتاب لن ينتهي وربما ينتهي عمله ويحرم من فضل تلك العائلة الثرية واهم ما يوجب اتباعه ان يخفض نظراته طوال الوقت وخاصة ان اصطحبها لمشوار هبطتفاتن من السيارة بملامح متخشبة فعقدت الحجاب حول بعضه بعشوائية ثم ضبطت جلبابها الأسود الفضفاض لتصعد الدرج متجهة للداخل بخطوات شبه بطيئة فما أن أصبحت بالداخل حتى أسرعت اليها الخادمة قائلة بحماس وكأنها تنقل اليها خبرا تشتاق لسماعه منذ سنوات 
البيه رجع وفي أوضته يا هانم.. 
تساءلت بعدم فهم 
بيه مين... تقصدي أيان
ولدي!
هزت رأسها عدة مرات وهي تردف قائلة 
وصل من بدري ومن وقتها منزلش من اوضته.. 
حررت حجابها ثم أشارت لها بفرحة 
طب جهزي الوكل عما
أطلع أشوفه.. 
هرولت للمطبخ وهي تجيبها 
عنيا يا ست هانم.. 
اختفت من أمامها بينما هرولت الاخرى للاعلى بفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين ابنة الدهاشنة المبجلة فما أن وصلت للطابق الأعلى حتى وقفت تلتقط أنفاسها الثقيلة بعدما صعدت الدرج بسرعة لا تليق بعمرها فطرقت على الباب عدة مرات عدم سماعها لإذنه بالدخول دعها تخمن كونه يستريح قليلا بعد سفره من القاهرة الى هنا ففتحت الباب بحرص ان لا تصدر أي صوتا قد يقلق منامه انعقد حاجبيها بذهول حينما وجدت الفراش فارغ فأضاءت الاضواء لتنير الغرفة القاتمة فجحظت عينيها فزعا حينما رأته يجلس على المقعد الهزاز والډماء تتصبب من رأسه كالشلال فأغرقت قميصه بدمائه التي أصارت رعبها ونظرات عينيه الساكنة ببرود
قاټل كانت الاخطر لها كبداية للتفكير الكارثي الذي قد يوضح لها اقتراحات كل اقتراح اپشع مما يليه أسرعت اليه فاتن لتهزه بقلق 
أيان ولدي... أيه اللي عمل فيك اكده أنت عملت حاډثة ولا ايه اللي حصل!! 
لم يجيبها على أسئلتها المتلهفة بل استكأن بعرينه بصمت انقبض قلبها فتفحصت چرح
رأسه بلهفة ثم أسرعت بتضميده ومازال هو يجلس محله بثبات مخيف وفجأة انطلق هاتفه يخبره بأن هناك رسالة هامة
استلمها للتو فتح الرسالة وخالته مازالت تقف خلفه تضمد رأسه جيدا فتطلعت لشاشة الهاتف لتجد صورة آسر الدهشان مرسلة لشخص مجهول والرسالة المستلمة منه تنص على.. 
علم وينفذ يا باشا هنربيه ونعرفه مقامه وهنبعتلك فيديو مصور وهو بيتروق عليه.. 
شهقت فزعا فتركت ما بيدها ثم صاحت باندفاع 
انت اتخنقت مع ابن فهد 
نظرته تجاهها كانت اجابة كافية لها فصاحت به 
اتقطعت ايده... أني مش عارفة انت هتفضل ساكت اكده لحد متى خد بتارنا وبرد نارنا منيهم افضح پتهم النهاردة قبل بكره.. 
ربما الابتسامة شيء اعتيادي لاي شخص ولكن ويحك ان تبسم الشيطان حينها تفزع القلوب وتتخبئ بداخل الصدر خشية مما قد يحدثه خاصة بأن وجعه ليس ملموسا يستهدف المشاعر فيصبح الۏجع في صميم القلب! 
إتبع ابتسامته تلك ردا صريح منه حينما قال 
متستعجليش بوجعهم يا خالتي الضړبة اللي توجع هتوجع لما تكون في مقټل.... الصبر كل حاجة في وقتها بتبقى أفضل الف مرة من التسرع.. 
جذبت المقعد القريب منه ثم جلست تساله باهتمام 
كيف وأنت ناوي على الحړب من دلوقت 
لوى شفتيه بتهكم 
الحړب لسه مبدأتش أنا اللي هبدأها ووقت ما احب.. 
أشارت على الهاتف وهي تردد بدهشة 
الحړب هتبتدي لما هتقتل ولد الدهشان تفتكر فهد هيقعد ويتفرج عليك وأنت بتقتل ولده اكده! 
بنفس الابتسامة اجابها 
مين قال اني هقتله انا عايزه عايش للحظة اللي هكسر فيها ابوه قدام الكل عايز اشوف نظرات الغرور والثقة دي هتتحول لأيه وقتها... 
انعقدت حاجبيها وهي تردد بدهشة 
والله ماني عارفة أنت بتفكر ازاي ولا ناوي على ايه! 
اسند رأسه على المقعد وهو يردف بتسلية 
استني وهتشوفي.. 
التزمت غرفتها منذ لحظة عودتها تركت المياه تبلل جسدها بملابسها علها تغسل تلك اللحظة المؤثرة كلما تتذكر ما فعلته ترتجف ړعبا كيف استطاعت قټله بتلك البساطة ربما حاجتها للاڼتقام دفعتها لذلك احتضنت رؤى ذاتها وبكت بتأثر بكاء زلزل قلبها الممزق فاتاها صوت مناديا..... صوت يطلبها للاقتراب... صوت حثها بأن الله قريبا منها... اذا ارادت لقائه تهم لرؤياه فمن المؤكد هو من يعلم ما بداخلها من قبل ان تنطق به نهضت عن الأرض ثم أغلقت مياه الدوش وجففت جسدها وخرجت تبحث في خزاناتها عما تتمكن من ارتدائه لتصلي وبالفعل وجدت فستان بأكمام محتشم واسكارف كانت تتزين يه وتضعه على رقبتها ارتدته وحاولت ان تصلي ولكن لم تستطيع بكت باڼهيار حينما تذكرت بأنها طوال سنواتها لم تحاول مرة واحدة الاقتراب من ربها او حاولت تعلم الصلاة مرت أكثر من ساعة بعدما أذنت العشاء ولم تستطيع ايجاد حل لمأساتها أتى على بالها بتلك اللحظة حور لطالما كانت تراها تصلي وتسجد بخشوع لربها خرجت من غرفتها على الفور وذهبت لغرفتها فتركت بابها وحينما استمعت لأذنها بالدخول ولجت للداخل... وفي ذاك الوقت كانت حور تجلس برفقة تسنيم التي شاركتها غرفتها فتعجبت كلا منهن حينما وجدوها تقف امامهن بتلك الثياب فمنذ ان رأتها تسنيم وهي تراها تلبس ملابس متحررة هي وشقيقتها رددت حور بتعجب 
رؤى!
اقتربت منها بحرج وهي تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى باتت مقابلها فقالت بدموع مزقت قلوبهن معا 
مش عارفة أصلي يا حور ممكن تساعديني.. 
انهمرت دمعات حور بتأثر لحالتها فاحتضنتها وهي تردد بدموع
طبعا يا حبيبتي هعلمك كل حاجة تخص الدين.. 
ابتسامة مشرقة اينعت من وسط دموعها وخاصة حينما اقتربت منها تسنيم لتربت على ظهرها وهي تحمسها قائلة
أنا صحيح مش عارفة كتير بس هساعدك لو تحبي.. 
هزت رأسها كالغريق الذي يتعلق بقشة النجاة فولجت مع تسنيم للمرحاض مرة أخرى لتعلمها كيف تتوضأ لتستعد للقاء الله عز وجل وخرجت معاها لتجد حور بانتظارها لتصلي بها وتعلمها اول خطوات الصلاة شعرت براحة غريبة تحيط بها لأول مرة كأنا هناك هالة مضيئة احاطت بها لتضيء قلبها المعتم قشعرة غريبة تمسكت بها مع كل كلمة ترددها خلف حور وحينما لامست رأسها الارض استكأنت واخرجت ما يضيق صدرها من هم وۏجع وفور انتهائها من الصلاة جلست لجوار تسنيم التي لم تمل أبدا من اسئلتها الفضولية تجاه الحجاب فأول سؤالها كان 
ليه بيقولوا ان الحجاب بيقصف الشعر وبيبوظه.. 
تطلعت تسنيم لحور ثم ابتسمت كلا منهن فحررت تسنيم حجابها لينسدل شعرها الطويل الناعم على كتفيها ثم قالت بابتسامة رقيقة 
فين ده أنا مش شايفة كده.. 
نقلت رؤىنظراتها بين حور وتسنيم بانبهار فعادت تسنيم لتستكمل حديثها بحوار مشهور سبق ذكره من قبل حينما سألتها قائلة 
فين موبيلك يا رؤى.. 
أجابتها قائلة 
في اوضتي ليه 
جذبت حور هاتفها لتضعه بين يد تسنيم قائلة بمكر 
بس انا موبيلي موجود... اتفضلي.. 
تفحصته تسنيم بنظرة جعلتها حائرة للغاية ثم اختصت رؤى بسؤالها 
الله الفون ده جميل بس ليه يا حور مبوظاه بالجراب ده مخلي شكله وحش وباهت.. 
اقترحت رؤى اجابة 
اكيد لازم تحفظه بجراب لانه غالي وممكن يبوظ منها او يتوسخ... 
اتسعت ابتسامتها ثم قالت 
عشان كده ربنا بيحمينا من العين وبيحفظنا بالحجاب واللبس الواسع ده عشان احنا غالين ومينفعش الرايح والجاي يتفرج علينا.. 
استطاعت بمثلها البسيط المعروف ان تسهل عليها فاتسع صدرها وظلت جوال
ليلها تستمع لحور تارة ولتسنيم تارة اخرى حتى باتت على يقين بقرارها بأنه صائب.. 
أشرقت شمس اليوم التالي فتسلل أحمد لغرفة آسر بحرص حتى ولج للداخل فوقف حائرا للغاية حينما وجد جسدين يلتف كلا منهما بغطاء منفرد فوقف يردد بحيرة 
مين فيهم آسر ومين فيهم بدر.. يوووه انا هعمل ايه الوقتي في عمي اللي عايز ابنه ده.. 
حسم احمد قراره وخرج لسليم فسأله باهتمام 
فين بدر! 
قال في ملل 
معرفش اخاڤ اصحى آسر يقوم ېقتلني... الله يكرمك يا عمي ادخل انت صحيه وتبقى عملت فيا الخير كله.. 
حدجه بنظرة صارمة اتبعه قوله الحازم 
خبر أيه يا احمد.. هنقف نهزر على الصبح ونسيب مشاغلنا ادخل صحيه وقوله يحصلني على تحت... 
وكاد بالهبوط فأسرع احمد خلفه ثم قال بتوتر 
مهو حضرتك متعرفش ان بدر ابنك بېموت وهو نايم يعني مبيصحيش بالساهل اسر بقا نومه خفيف لو كحيت هيصحى وهينفخني يرضيك اتنفخ يا عمي! 
احتدت نظرات سليم فلكزه بعصاه بحدة 
معندناش حد بېخاف كيف الحرمة تحب اصحيلك الكبير يتفرج على الخلفة اللي تفرح الجلب.. 
لوى فمه وهو يجيبه بتهكم 
خلاص متصحيش حد هدخل وامري الى اللي لا بيغفل ولا بينام وشاهد وعارف الحق فين.. 
وجذب العصا من يد عمه قائلا بسخرية 
لفيلي العصايا دي لما نشوف اخرتها ايه عاد.. 
وتركه ودنا من الغرفة ثم التقط نفسا مطولا وهو يردد بهمس استمع له سليم جيدا 
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم حاقد.. 
وولج للداخل فابتسم سليم وهبط للاسفل قائلا 
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم... صبرنا على الخلفة دي.. 
ولج أحمد للداخل فاحتضن العصا ثم جلس على الأريكة يفكر ويحسم الامر أي منهما بدر والاخر
آسر اتأخذ أكثر مت نصف ساعة فدق هاتفه للمرة الثانية وهو يعقد حسبته حول الطول والعرض ومقارنة طالت ولم تنتهي أجاب على هاتفه على مضض 
أيوه يا عمي نازل رن رن في ايه! 
أجابه سليم پغضب 
قين بدر يا ابني الله يكرمك اني مش نقصك على الصبحية... 
اجابه پغضب
هو انت مديني فرصة اركز عشان اعرف مين فيهم الزفت ابنك اصبر بس الله يكرمك وسبني اركز.. 
تركز في ايه انت بتهبب ايه بالظبط! 
اقفل بس وهتلاقي كل خير ان شاء الله... 
واغلق احمد الهاتف ثم نهض عن الاريكة واتجه للفراش قائلا 
توكلنا على الله. 
ولكز بعصاه من يقبع بجوار الحائط وهو يردد بعصبية 
بدر أنت يالا أبوك مستنيك تحت بيقولك عايزك في موضوع مهم وانفرادي.. هتقوم ولا اتوصى بيك.. 
لم يأتيه الرد فرفع عصااه ليلكمه ضړبة قاسېة انكمشت تعابير احمد المبهجة حينما رفع الغطاء ليكشف عن هوية صاحب المكان الحائطي فردد بصوت مرتعش 
آسر!!
حدجه بنظرة ڼارية فتراجع للخلف وهو يشير له قائلا 
ماليش دعوة والله عمك سليم اللي قرفني من النجمة وعايز ابنه وانا هنا من بدري محتار بينكم.. 
صمته جعله يخمن باسباب اخرى قد تنقذه اليةم 
على فكرة احنا مش ولاد عم بس احنا بينا نسب ولا ايه.. 
ترك آسر الفراش ثم اتبعه حتى حاصره بين الحائط فلكمه بقوة وهو يهدر به پغضب 
في حد يصحي حد كده يا متخلف.. 
تأوه وهو يردد بالم 
مهو بدر مش حد... ده قتيل بدليل انك كسرت كل جاجة في الاوضة فوق دماغي ولسه بيشخر وعادي الدنيا عنده ده حيوان صدقني بينام مبيحسش بحاجة... 
لم تكن حجته مقنعة لاسر الذي عاد ليلكمه من جديد وهو يصيح بشراسة 
اعمل فيك ايه انا منمتش طول الليل بسبب الزفت اللي بالع تكيف ده وتيجي انت وتكمل عليا..
ابتسم احمد قائلا 
كنت سبله الأوضة وتعالى نام جنبي انا الجنب اللي بنام عليه بصحى تاني يوم عليه.. 
اتاهم رد بدر وعينيه مغلقة 
ابويا اللي واخد اوضتي اطردوه هو وسبوني انا اعيش.. 
اتجهت نظراتهم معا تجاهه
فاستكمل بدر حلمه الواقعي 
كل اللي ييجي بيطردني بره اوضتي وبيجبوني هنا في اوضة الزفت مبعرفش اخد راحتي على السرير.. 
تعالت ضحكات احمد وهو يردف ساخرا 
متقلقش ده احنا هنريحك على الاخر.. 
وھجم كلا منهما عليه فتأوه بدر پألم شديد لينقلب الثلاثة أرضا فتح عينيه بنوم ليجدهما امامه فصاح بفزع 
أيه.... يا ساتر يارب في ايه 
لكمه احمد بسخرية 
احنا الملايكة وانت في جهنم الحمرا هتقوم ولا نطعنك بقوس قزح.. ولا اقولك استنى.. 
واشار لآسر قائلا 
خلص عليه يا آسر الواد ده ابن حلال ويستاهل.. 
اتجهت نظراته لآسر المحتقن وجهه لتنتهي بصراخه المفزع 
بره... اللي هشوفه هنا هعلقه في النجفة.. 
أسرع أحمد للخارج بينما جذب بدر الغطاء ليستكمل نومه على الارض وكأن شيئا لم يكن فركله آسر بقوة جعلت جسده يرتد بعيدا عن الغطاء فنهض سريعا ليلحق بابن عمه للخارج
بينما تمدد على الفراش وهو يردد پغضب 
رجعنا للقرف تاني... 
بشقة الفتيات.. 
شددت رواية على رؤى وتسنيم بأن تستعدن للخروج بصحبة بدر وآسر لاختيار فستان بسيط لحفل عقد القران التي ستتم بالغد فقدمت حور لرؤى فستان وحجاب حتى تستعد للخروج بصحبتهم اما تسنيم فوقفت امام المرآة شاردة يخفق قلبها بوجوده فكيف ان خرجت بصحبته بمفردهما لا تعلم بأن سيحدث ما يجعلها تقترب منه الف خطوة وحينها ستعلم بأنه من يستحق عذرية قلبها وعشقها والفضل
يعود لما سيفعله رجال أيان!!!!....... 
............... يتبع................... 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل الخامسوالعشرون...
إهداء الفصل للقارئة الجميلة حياة المهدي الاهداء بمناسبة عيد ميلادها كل سنة وأنت طيبة وبخير وسعادة يا روح قلبي كل سنة وأنتي محققة فيها كل أحلامك وطموحاتك وأهمها انك على طول جنبي وبتدعميني... 
دقات قلبها تتسارع وهي تجلس بالرواق تنتظره تترقب لحظة رؤياه تلك اللحظة الذي سيخفق بها قلبه بأحاسيس تروق لها لحظة تسلل دفء عينيه إليها وعلى الرغم من تشتت نظراتها تجاهحور وروايةالتي تتحدث إليها الا أنها كانت تختطف نظرات سريعة لباب الشقة
تنتظر بشغف أن يظهر أمامها وربما كان قلبه يستمع لندائها فظهر آسر من أمامها ليرضي ندائها الروحي وكأنه يعلم بأنها تشتاق لرؤياه مثلما يشتاق هو لها ابتسامة صغيرة رسمت على وجهها رغما عنها فور رؤياه فما أن منحها تلك البسمة الصافية حتى سحبت نظراتها تجاه حور سريعا بخجل نادته رواية قائلة 
تعالى يا آسرإتاخرت كده ليه 
ولج للداخل ليجيبها وعينيه مسلطة عليها 
معلشي يا حاجة راحت عليا نومة بس وحياتك لتتعوض من بكره الصبح هتلاقيني صاحي من النجمة ده لو جاني نوم من الاساس.. 
ابتسمت رواية على توجيهه للحديث لتسنيم ثم تساءلت باستغراب 
طيب فينبدر مش عايزين نتأخر أكتر من كده 
دنا منهما ثم أخرج هاتفه يطلب رقمهفأرسل اليه برسالة وتلاقى أخرى ليغلقه وهو يخبرها 
جاي أهو.. 
أومأت برأسها بهدوء ثم قالت وهي تهم بالنهوض 
طيب هقوم أعملك حاجة تشربها.. 
وتركتهما وتوجهت للمطبخ لتعد لهما شيئا بارد فاستغلآسر رحيلها ثم جلس على مقربة منها ليهمس لها بصوته الرخيم 
صباح الجمال والورد وكل شيء جميل في الدنيا.. 
رفعت عينيها تجاهه ثم أجابته بابتسامة صغيرة 
صباح النور.. 
ابتسامتها أضاءت عتمة ليله فبددت النوم الذي يطبق عليه حتى الصباح تأملها بهيام طال لدقائق مطولة دق الجرس فنهضت حور لتفتح الباب فوجدت أخيها يقف بالخارج ثم قال لها 
أنا هنزل أسخن العربية قولي لآسر يحصلني على تحت.. 
هزت رأسها بخفة وولجت للداخل لتخبر آسر بما أخبرها به أخيها فهبط هو أولا ثم لحقت به بصحبة رؤى.. 
بالأسفل...
توقف بالسيارة أمام مدخل العمارة ثم خرج ينتظرهما فإستند على جسدها يراقب المدخل في إنتظار هبوطهم هبط آسرأولا فانضم إليه ليسأله بقلق 
مالك! ... شكلك مش على بعضك كده! 
لوى شفتيه وهو يجيبه بتهكم 
هيكون مالي يعني حضرتك مقطع عليا في كل أوضة ادخل أنام فيها معرفش أنام
فين تاني على السطوح! 
ضحك آسر بصوت مسموع ثم قال 
كده الجيران هيتأذوا منك ومن صوتك وأنت نايم.. 
منحه نظرة شرسة فغمز له آسر ساخرا 
عايزك تجمد للي جاي.. 
لم يفهم ما يقصده بالتحديد الا حينما رفع رأسه تجاه مدخل العمارة فاستدار بدر بفضول ليرى ماذا يقصد فاستقام في وقفته وانفرجت شفتيه في صدمة غريبة ولسانه يردد تلقائيا
مش معقول!! 
سيطرت عليها حالة من الدهشة وهو يرآها تقترب منه بفستانها المحتشم وحجابها الذي أضاء وجهها ومنحه بريق مميز لوهلة ظن بأنه يتخيلها في تلك الصورة التي رغب رؤياها بها من قبل ولكن كلما اقتربت بخطاها منه كسرت حواجز ظنونه بأنها ليست خيال بل واقع ملموس حتى باتت مقابله تقف أمامه وجها لوجه.. 
ابتسمت تسنيم وهي ترى حالة بدر المٹيرة للاهتمام فحرصت على مراقبة ردود أفعاله بالرغم من أنها تحركت تجاه آسر الذي استقبلها بفتحه لباب السيارة فخطفت النظرات تجاه الخارج من نافذة السيارة لترى ماذا سيحدث بعد وقفتهما فكلا منهما تخشب أمام الآخر حتى رؤى أحبت نظراته إليها بتلك الملابس التي منحتها شعور لا يقدر بثمن الى أن استمعت لصوته الذي عبر حواجز الصمت 
زي ما إتمنيتك تكوني يا رؤى.. 
بسمتها الرقيقة فازت بما تبقى بدقاته الخاڤتة وخاصة حينما قالت 
وليه مخترتش البنت اللي بتتمنى تكون في الصورة اللي أنت عايزاها! 
دنا منها قليلا حتى لا
يستمع الى ما سيقوله أحدا 
حاولت بس قلبي إختارك أنتي ورضي بكل حاجة فيك... 
أغلقت عينيها تأثرا بكلماته فاسترسل قائلا 
أحلامنا مش دايما بتتعارض مع واقعنا... وأنت حققتيه.. 
سكنت أمام عينيه المهلكة فتمنت لو ودت العمر بأكمله هكذا أمامه! حتى هو تعمق بنظراته تجاهها وكأنه يمنحها عشق هامسا بما تعنيه هي له.. 
أطل آسر برأسه من نافذة السيارة ثم قال بسخرية 
لو فوقت من حلمك الجميل ده ممكن نتحرك بدل ما الكبير يبص من فوق يلاقينا لسه هنا ووقتها هتفوق من غير أي مجهود.. 
اڼفجرت رؤى وتسنيمضاحكا بينما تحرك بدر باستياء لمقعد القيادة ليتجه بهما لأحدى المحلات الراقية.. 
جذبت هاتفها تتفحصه للمرة التي تخطت الثلاثون ولم تمل بعد مازالت تترقب اتصالا هاتفيا منه أو حتى رسالة يطمنها به عليه فمرت ثلاثة أيام حتى الآن ولم تستطيع أن تتواصل معه حتى تلك اللحظة انهمرت دمعاتها پانكسار وكل ما يجوب خاطرها في تلك اللحظة ما يحدث مع أغلب الفتيات حينما تسلمه الفتاة عرضها يتخلى عنها الشاب سريعا وبالرغم من أن ما تفكر به هو حلا منطقي لبعده القاسې ومعاملته الغير مبررة بالمرة الا أنها كانت تضع له ألف عذر!
خدعها حبها الأعمى وأباد عقلها
فبات مغيبا تعلقت أعينروجينا بشاشة هاتفها بنظرات أمل وكأنها تتوسل الا يخيب ظنها به أسرعت بإبعاده عنها ثم أزاحت دموعها سريعا حينما شعرت بتحرر مقبض باب غرفتها لتطل من خلفه رواية فاقتربت لتضع صينية العصير من يدها على الكومود الزهري الصغير ثم دنت لتجلس جوارها على الفراش فرسمت ابتسامة مشرقة تخفى به ارتباكها في اختيار ما ستبدأ في قوله فقالت بتوتر 
حبيبتي أنا عارفة إن من أخر خناقة كانت بينا وأنتي لسه واخدة على خاطرك مني بس صدقيني أنا بعمل كل ده عشان خاېفة عليكي وعلى مصلحتك.. 
ابتسامة شبه ساخرة ارتسمت على محياها فرفعت رأسها للاعلى تحاول استرجاع تلك الدمعات الواشكة على الهبوط ثم قالت 
أنتي أي حاجة بتسعدني بترفضيها يا ماما كل حاجة بتعترضي عليها لبسي شكلي أصحابي حتى لما حاولت أفسخ الخطوبة وأبعد عن أحمد رفضتي ووقفتي ضدي! 
وحدجتها بنظرة قاسېة قبل أن تستطرد 
الأمهات بيحاولوا يسعدوا اولادهم بأي طريقة وأنتي مش بتعملي غير اللي يوجعني ويزعلني.. 
انهمرت دمعاترواية حينما استمعت لكلماتها القاسېة فحررت صوتها المحتبس خلف ۏجعها المكنون لتجيبها پقهر 
الأم هي حماية بنتها يا روجينا وأنا واجب عليا حمايتك يا بنتي.. 
صړخت بها بتعصب شديد 
تحميني من أيه!! 
ردت عليها پبكاء 
من نفسك ومن شيطانك... من كل حاجة ممكن تسببلك أذى زي اعتراضي على صداقتك من اللي اسمها تقى دي من اول ما اتعرفتي عليها وانتي اتغيرتي ١٨٠درجة لبسك شكلك لفة حجابك حتى طريقة كلامك وأسلوبك من واجبي اني احذرك وأحاول ابعدك عنها بس مش بالڠصب يا بنتي والدليل على كلامي انك لسه لحد الان مصاحبها... 
والتقطت نفسا مطول يعينها على استكمال ما تود قوله 
ولو انتي شايفة نصيحتي ليكي في موضوع فسخ الخطوبة ده تعدي على خصوصياتك فأنا مش هتداخل تاني تقدري تتكلمي مع بابا في الموضوع بس صدقيني بعد كده هتندمي. 
هدأت حدة نظراتها قليلا حينما استمعت لما قالت فصفنت قليلا فيما تسببت بهتقى بحقها وبالأخص بما حدث برحلة الإسكندرية حينما ارسلت لها برسالة بأن تحضر لذاك اليخت فكاد ذاك الحقېر بتدنيس شرفها لولا تدخل أيان وحينما واجهتها بما فعلته انكرت ذلك نعم كل ما تقوله هو الصواب والمحزن في الأمر بأنها تعلم ذلك ولكنها مازالت تكابر وتتمرد بعنادها أفاقت من شرودها الصغير ذلك على لمسة يدرواية الحنونة حينما وضعت يدها على ظهرها ثم قالت 
مفيش أم پتكره بنتها يا بنتي الأم بتبقى عايزة تشوف بنتها احسن واحدة في الدنيا والأهم انها تحافظ على نفسها وأنا كمان كنت خاېفة عليكي طريقة لبسك يا روجينا ممكن توحي لحد إنك بنت مش كويسة حتى لو كنتي محترمة وفي حالك لبس البنت هو مرايتها يا حبيبتي... بس أنا اوعدك اني مش هفرض رأيي عليكي تاني.. 
وتركتها ورحلت فألقت ذاتها على الفراش تبكي بتأثر حينما استمعت لما قالته رواية فشعرت وكأن حياتها بنيت على معتقدات خاطئة ستودي بها للمهالك حتما... 
انقسم كلا منهما ليتمكنوا من العثور عما يريد فولج بدر ورؤىلأحدى المحلات فمر بمنتصف المحل وعينيه تفتش عما سيليق بفاتنة قلبه إختار بدر أحد الفساتين البيضاء بسيط التصميم فجذبه ليستدير به تجاهها وهو يشير لها بيديه 
أيه رأيك في ده 
لم ترى ما يحمله بيديه فكانت صافنة به هو حتى أنها قالت دون ان تلقى نظرة حتى 
جميل..
أشار لها على الغرف الصغيرة الخاصة بالبروڤا ثم قال 
إلبسيه وخليني أشوفه عليكي.. 
تناولته رؤى منه ثم اتبعت إشارة يديه المشير على الغرفة فدخلت ومازالت نظراتها تأبى تركه أغلقت أصابعها باب الغرفة رغما عنها فاستندت بجسدها على الباب وهي تحجب دموعها الغامضة فبددت كل ما يهاجمها بتلك اللحظة ثم ارتدت ما قدمه لها بصدر رحب ولم تهتم حتى لتلقي نظرة
على نفسها بالمرآة وكأنه هو مرآتها فتحت رؤى الباب ثم خرجت لتقف من أمامه عينيها الرقيقة لا تتطلع الا لعينيه تستكشف الى أي مدى نال إعجابه مرر بدر نظراته عليها حتى التقت بها فابتسم وهو يردد 
أيه الجمال ده كله! 
منحته ابتسامة عذباء ثم أخفضت عينيها لتتطلع لما ترتديه فقالت بإعجاب 
ذوقك حلو.. 
رفع حاجبيه بدهشة 
أنتي لسه بتشوفيه ولا أيه 
اجابته بثقة 
اي حاجة من اختيارك هتكون جميلة يا بدر.. 
خفق قلبه بشراهة فمرر يديه على الفساتين المعلقة وهو يهتدي بخطواته ببطء حتى أصبح مقابلها فهمس جوار اذنيها وهو يراقب الطريق من حوله 
وأنتي أحلى إختياراتي.. 
شعرت بتلك اللحظة بأن جسدها يرتجف وهو يهاجم ذاك الدوار المفاجئ فقالت وهي هائمة به 
أنت ليه بتعمل معايا كل ده! 
ضيق عينيه وهو يتساءل باستغراب 
هو أيه اللي عملته! 
في تلك اللحظة تدفق الدمع بعينيها ليشهد على ما ستقول فرفعت طرف فستانها حتى تتمكن من الاقتراب منه ثم تمسكت بيديه فوزع نظراته بين يدها الممدودة على يديه وبين نظراتها المتعلقة به وخاصة حينما قالت 
متخلاتش عني بالرغم من كل اللي عملته.. ومش بس كده أنت دعمتني وادتني القوة أني اقف واخد حقي بأيدي... 
ثم رفعت أصابعها لتزيح العالق باهدابها وهى
تستطرد
أنا لو مكنتش عملت كده بايدي مكنتش هرتاح ويمكن مكنتش هقدر أكمل حياتي... 
وبالرغم من دموعها ارتسمت بسمة خاڤتة دفعتها لقول 
حبك عزز قوتي وعزيمتي يا بدر... أنا آآ بأحبك..... 
وكأن نسمة هواء باردة
ارتطمت بجسده الحار فمنحته شعورا لا يوصف ود لو تمكن من ډفنها بين أضلاعه بتلك اللحظة فدنا منها ثم تأمل كل آنشن بوجهها وهو يهمس لها 
نأجل الكلام الجميل ده لبكره ولا أيه رأيك 
ضحكت فسلبته قلبه وعواطفه فدفعها برفق وهو يخبرها بانزعاج 
طب يلا بقى نروح لحسن وقوفنا بالمكان ده خطړ عليا وعليكي.. 
ازدادت ضحكا وهي تركض للغرفة لتستبدل ملابسها مجددا أما هو فتابعها بابتسامة عاشقة لأصغر تفاصيلها.. 
أحيانا يبدو المرء مرتبكا حينما يشعر بأن نظرات أحداهما تلاحقه هكذا كان حالها حائرة مترددة مرتبكة لا تعلم أي جهة تتطلع إليها تخشى أن يمسك بها الا يكفيها قلبها
المضطرب لقربها منه الا يكفيها عواطفها التي تدفعها نحوه حاولت تسنيم التركيز مع العاملة التي تعرض عليها عدد من الفساتين البيضاء بسيطة التطراز المحددة لعقد القرآن استند آسر بجسده على الحائط القريب منه بينما تتابعتها نظراته فابتسم حينما لاحظ تهربها منه فاهتز هاتفه برنين مزعج فابتعد عنها قليلا حتى يتمكن من الحديث مع يحيى أما هي فاستغلت الفرصة واخرجت هاتفها لتطلب حور لا
تعلم بأنه لن يتأخر بتركها فقط أخبره بأنه سيعاود الاتصال به فور عودته وحينما عاد استمع اليها تخبر حور بتوتر 
ياريتك جيتي معايا أنا ھموت من الاحراج ومش عارفة انقي أي حاجة... 
وصمتت قليلا لتستمع لردها ثم اجابتها بعصبية 
أنتي متعرفيش غير الهزار يا حور بقولك مكسوفة منه ومش عارفة أختار حاجة... 
افتحلك الكاميرا ازاي وآسر واقف سا متخلفة!!! 
طيب طيب هنقي أي حاجة بس فستان الفرح لازم تكوني معايا سامعة 
وأغلقت الهاتف ثم أعادته بحقيبتها سريعا وحينما استدارت شهقت فزعا عندما رأته يقف أمامها فأشارت له بارتباك 
دي حور كانت بتطمن عليا.. 
أومأ برأسه بابتسامة جذابة ثم اقترب منها فتراجعت للخلف بصورة تلقائية فاحنى جسده تجاهها مما زاد من ربكتها المسيطرة عليها ابتلعت تسنيم ريقها بصعوبة حينما جذب آسر الفستان الذي تستند عليه فكانت حركة ماكرة منه يتصنع اقترابه منها في حين إنه يجذب أحد الفساتين وفور ابتعاده عنها عاد تنفسها لمجراه الطبيعي وتطلعت لما إختاره آسر فرددت بإنبهار 
الله... جميل أوي.. 
منحها ابتسامة هادئة ليتبعها قوله الماكر 
وهي كمان بتقول كده. 
تساءلت باستغراب 
مين دي 
تفاجآت بهاتفه الذي أخرجه من جيب قميصه فوجدت حور متصلة بمكالمة فيديو قدم الهاتف اليها فجذبته منه لتقول الاخرى بإعجاب شديد 
تحفة يا تسنيم بجد آسر ذوقه روعة... قيسيه بسرعه وابعتيلي صورة... 
أغلقت الهاتف ورفعت عينيها تجاهه بابتسامة ساحرة ثم قالت 
أنت سمعتنا وإحنا بنتكلم.. 
التقط منها الهاتف ثم أعاده لجيب سرواله مجيبا عليها بصوته الرخيم 
طبعا بدون قصد مني بس في النهاية اختارنا حاجة عجبت الكل ولا أيه 
اتسعت ابتسامتها فمنحها نظرة شملت عشق ضمھا بحنان فاحتضنت الهاتف ثم قالت له بخجل ملحوظ 
هقيسه وأجي.. 
هز رأسه بخفة ثم وقف ينتظرها بشوق فما كانت سوى دقائق معدودة حتى طلت عليه بفستانها المنفوش قليلا من الأسفل ليغطيه
بطانة من الدنتيل الأبيض شعر وكأنه كالأبله لا يعلم كيف يختار كلماته المعبرة عن إعجابه بها فكل ما يرده بتلك اللحظة أن يظل يتأملها لأخر عمره صمته المطبق أثار فضولها تجاه رأيه فقالت بتردد 
حلو عليا 
بابتسامة ساحرة قالت 
مش حلو.. ده يجنن عليكي.. 
تلون وجهها سريعا فور سماعها لما قالت فحملته بين يدها ثم أسرعت للداخل وهي تخبره بتوتر
هغير عشان منتأخرش.. 
وتركته وولجت للغرفة سريعا فما أن تخفت عن أنظاره حتى حضنت وجهها بيديها معا لتخفي ابتسامتها الرقيقة ووجهها الذي بات كحبات الكرز الاحمر فأبدلت فستانها سريعا لترتدي ما كانت ترتدبه من قبل ثم خرجت لتنضم اليه من جديد فتساءلت بارتباك
هنروح
تعمق بالتطلع اليها وهو يجيبها بخبث 
لحقتي تزهقي مني بالسرعة دي! 
أخفت عينيها حرجا منه 
لا أبدا... أنا بس بسأل.. 
ارتباكها تخبطها ترددها كل تلك الاحاسيس تروق له تساعده في تكوين صورة ملموسة عنها اختار البقاء بمسافة قريبة منها ثم قال 
هنتغدى في الكافيه اللي تحت وبعدين هنمشي من المول ده لو مش هيضايقك.. 
أخفت ارتباكها بسؤالها التالي 
طب ورؤى.. 
أجابها وهو يحثها على الهبوط للاسفل 
كلمني وقال إنه هيحصلنا على الكافيه.. 
أومأت برأسها وهي تتجه معه للطابق السفلي فراقبت خطاه الذي يقترب من الدرج الكهربائي پخوف شديد حالها كحال أغلب الفتيات التي تعاني من فوبيا غريبة الأطوار فذاك الدرج أسوء كوابيسها تعجب آسر حينما وجدها تقف محلها فقال بدهشة 
واقفة عندك ليه... يالا! 
لعقت شفتيها بتشتت ثم لحقت لتدنو منه تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى وقفت جواره فما ان تحرك بها حتى تمسكت به وهي تصرخ پخوف لتصيح بانفعال 
لاااا أنا عايزة أنزل مبحبش أستعمل السلم ده... نزلني.. 
ضحك آسر على حالتها لم يتخيل أبدا خۏفها الغير مبرر من الدرج فقال من وسط ضحكاته الرجولية 
إحنا فعلا نازلين يا حبيبتي! 
كلمته الاخيرة شتت ذهنها عما يحدث معها فجذبت عينيها عن
تطلع الدرج ثم تطلعت لعينيه الساكنة لفؤادها فتطلعت لذراعيها المتمسكة بقميصه وعادت لتتأمل عينيه مجددا الى أن شعرت پسكينة حركة جسمها فوجدت ذاتها تخطت الدرج انتبابه غموض لما يحدث لها حينما تترك حدقتيها تحتضن حدقتيه تشعر بتلك اللحظة بأنها باتت مغيبة عما يحدث حولها ربما شعورها بدقات قلبه من أسفل يدها ما جعلها تسترد وعيها فإبتعدت عنه سريعا وهي تخفي وجهها باستحياء فاتبعته حتى أصبحت بالمقهى فأشار لها آسر على الطاولة القريبة منها قائلا 
اقعدي هنا عما أطلب الاكل وأجي.. 
أومأت برأسها بهدوء ثم جلست تراسل حور لحين عودته... 
قارن من يقف أمامه بالصورة المحتفظ بها باستديو هاتفه ليشير لمن يقف جواره بأنه نفس الشخص فقال بنبرة سوقية 
بينه هو اللي عليه العين.. 
امتد بصر ذاك الرجل الذي يمتلك وجه مشوها بأكمله بعدة غرز من السکين 
أه... طب وده هندخله ازاي ده
أشار ذو البشرة السوداء على من تجلس أمامها ثم قال بغمزة تحمل الشړ بطياتها 
دي هتبقى دخلته. 
فهم مغزى حديثه فابتسم بخبث وهو يشير اليه بمدته 
واجب يا معلمي.. 
وأخرج هاتفه ليسجل رسالة صوتية لرب عمله فقال 
العصفور وقع وهنشله ريشه يا باشا... مش هنتوصى..
استمع أيان للرسالة الصوتية وهو يقود سيارته المتجهة للقاهرة فلم يعد لديه سوى نصف ساعة ويصل لشقته عاد هاتفه في تلك اللحظة ليعلن له عن وصول رسالة جديدة ففتحها ليجد روجينا تراسله للمرة التي تخطت الثلاثون فاحتدت نظرات عينيه المسلطة على الطريق والغموض ينبع بداخلها بخفيان فجذب هاتفه ثم كتب لها 
ساعة وقابليني في الشقة.. 
رسالة مختصرة منه كانت كافيلة بعودة الحياة إليها غموضه وصرامته تزيد من تعلقها به لا تعلم بأن الهلاك قادم وسيبدأ بما تحمله برحمها!! 
بدأ بتنفيذ مخططه الدنيء فبدأ بالاقتراب منها ثم جذب أحد المقاعد ليجلس عليها وهو يردد بنظرات وقحة 
الجميل قاعد لوحده ليه 
هلعت تسنيم حينما وجدت أحداهما يجلس جوارها فقالت پخوف 
من فضلك التربيزة ملانة تقدر تشوفلك واحدة تانية.. 
انقبض قلبها حينما وجدت رجلا أخر يجذب المقعد المجاور لها من الجهة الاخرى ثم قال وعينيه تستباح التطلع لجسدها 
مالك يا وحش قايم علينا كده ما تهدي دنيتك كده وإحنا نشوفلنا معاك سكة.. 
احتبس الهواء داخل رئتيها وخاصة حينما تطاول عليها بلمساته الجريئة فلم تجد سوى اللجوء لأمانها فرفعت صوتها بصړاخ عاصف 
آسر!
انتهى النادل من تحضير طلباته فحمل آسر الصينية ثم كاد بالعودة للطاولة ولكن سماع صوت صړاخها جعله يتخلى عما يحمله ليسرع إليها فسيطر الڠضب على معالمه حينما وجد من يضايقها في حضرته ووجوده الذي لم يشكل فارقا لهم فلم يتحرك أحدا من جوارها وكأنهم يتعمدون إثارة غضبه الذي بات هلاك لهما. 
جذب آسر المقعد الخشبي الموضوع لجواره ثم دفعه على وجه أحداهما وركل من يجلس جوارها لتبدأ ملحمة شرسة جمعتهما به فطاح بأحداهما أرضا ثم ناوله عدد من اللكمات المتفرقة على أنحاء جسده ليتأوه ألما وكاد بإستكمال ضربه المپرح لولا تدخل الاخر فأحكم يديه حول رقبة آسر في محاولة
لخنقه ولكنه استدار للخلف سريعا ليفك قبضة يديه ثم ناوله لكمة استهدفت أضلاعه فأصدرت صوت انحطام عظامه لېصرخ بۏجع كالنساء وبالرغم من ذلك لم يهتز لآسر جفن بل عاد ليستكمل ضربه من جديد وحينما فقد الوعي نهض ليبحث عن الأخر ولكنه لم يجده فظن بأنه فر هاربا خوفا مما سيحدث إليه فتحرك تجاهها ثم أمسك يدها وهو يتساءل باهتمام 
إنتي كويسة.... حد عملك حاجة.. 
كان يتوقع بكائها أو على الأقل رهبتها مما حدث ولكنه وجدها تبتسم له بنظرة عميقة لم يفهم مغزاها أو ما يدور بداخلها كل ما اهتدى إليه نظرة الأمان والراحة في عينيها وفي لحظة تحولت لهلع وهي تشير لمن يقترب منه قائلة 
حاسب يا آسر.. 
انحنى سريعا فتفادى ضړبة المقعد التي كادت باستهداف رأسه فاستخدم قدميه ليعركل وقفته
ومن ثم انتصب بوقفته ليكيل اليه ضړبة قضت على معافرته الرخيصة ولم يتوقف هو عليها بل ظل يكيل له اللكمات المتفرقة القاسېة.. 
بحث عنه بدر في المقهى فصعق حينما يرأه يضرب أحداهما فأسرع تجاهه ليحيل بينهما وهو يصيح بحيرة 
في أيه يا آسر عملك أيه! 
تجاهله واستكمل ضربه المپرح له فدفعه للخلف وهو يخبره بانفعال 
كفاياااا...
ثم ركل بدر الرجل الممدد أرضا مشيرا له بتقزز 
قوم يالا من هنا.. 
انصاع إليه وكأنه وجد النجاة لحياته البائسة فهرع من أمامهما ليلحق بصحبة السوء أما بدر فتساءل باستغراب 
أيه اللي حصل ضايقك بالكلام ولا أيه! 
أشار برأسه تجاه تسنيم التي ټحتضنها رؤى فخمن ما حدث فقال پغضب 
ابن ال... 
ثم قال 
أخد اللي فيه النصيب.. 
شرد آسر قليلا ثم قال بعد تفكير 
اللي حصل هنا ده مقصود يابدر.. 
ضيق عينيه بذهول
ليه... أيه اللي خلاك تقول كده 
أجابه بغموض 
هتشوف...
وأخرج هاتفه ثم طلب أحد الأرقام الغير مسجلة فصدمبدر حينما استمع لابغض صوت يمقته صوت أيان المغازي ففور سماعه تطلع لاسر پصدمة من اتصاله الغريب ولكنه تفاجئ به يردد ساخرا 
واجب الضيافة مش بيترد يابن المغازي إحنا أهل كرم ونعرف نوجب مع ضيوفنا مرة
واتنين وعشرة وواجب الضيافة طال رجالتك... 
وأغلق الهاتف بوجهه فابتسم بدر بعدما فهم مغزى حديثه فقال بمكر
أنت خطېر على فكرة.. 
عدل من قميصه الغير مرتب ثم قال بثقة 
قول حاجة معرفهاش عن نفسي.. 
ثم قال بشرارة لهبت عينيه 
هو اللي بدأ يستحمل بقا.. 
ثم أشار له قائلا 
يلا هنتأخر كده.. 
ألقى بهاتفه أرضا والڠضب يبدد معالمه البشرية ليجعله أشد خطۏرة فألقى كوب المياه الذي قدمه اليه الخادم منذ قليل بعدما وصل لشقته ليصيح بشراسة 
هوريك يا حيوان.... ھقتلك وبإيدي... 
وشدد على خصلات شعره بغل كاد أن يقتلعه من جذوره فالۏحش المقيد بداخله بات حرا طليق وما زاد غضبه قدومها بموعد غير مناسب ود في تلك اللحظة التي أخبره بها الخادم بوجودها بالأسفل لو جذب سکينا ليقضي عليها وحينها ستخمد تلك النيران التي كادت بابتلاعه ولكن ما حدث جعله مذهول من ذاته وعقله المغيب فما أن رأتهروجينا حتى أسرعت اليه لتحتضنه ويدها متعلقة بقميصه الذي
كاد أن ېتمزق من فرط تشبثها به وكأنه كان مېت بالنسبة لها وعاد للحياة مجددا شعر أيان وكأن جسده تحت تأثير مخدر قوي يود لو حرك يديه أو قدميه ولكنه لم يستطيع بالمرة حتى أنه اندهش من تشتت عقله بالتفكير بما حدث منذ قليل فسيطرت عليه 
أنا كنت ھموت من القلق عليك! 
وزع نظراته بين عينيها الباكية ويدها المتعلقة بملابسه فحارب رغبته بمسح دمعاتها ولكنه فشل السيطرة على أصابعه التي أزاحت دمعاتها برفق ورغم أنه لم يبرر لأحدا قط ما يفعله الا أنه قال ببرود حاول اللجوء إليه 
كنت في الصعيد.. 
عاتبته بلهفة 
طب مكنتس بترد ليه على مكالماتي أنت متعرفش أنا كنت عاملة ازاي يا أيان كنت فاكرة إنك آآ..... 
لم تستطيع حتى التفوه بذاك الظن القريب من حقيقته للغاية ولكنه علم ما كانت ستقدم على قوله جرد ذاته من التفكير بالامر وقربها اليه ثم همس له بنظرة ذات مغزى 
وحشتيني...
بالصعيد..
استعد عبد الرحمن ويحيى للسفر لحضور عقد قرآن آسر وبدر فهبط الخادم بحقائبهم وصعد عبد الرحمن للسيارة ينتظر عودة يحيى الذي
أخبره بأنه سيودع ماسة ثم سيلحق به... 
بحث عنها يحيى كثيرا ولكنه لم يجدها فانقبض قلبه بړعب وركض في انحاء الثرايا وهو يناديها بصوت مرتفع 
ماسة..
لم يترك غرفة الا وفتحها على مصراعيها حتى الخادمة بحثت في كل مكان قد تجدها به كاد الحال يصل به للجنون مجرد تخيله بالسوء لها وللجنين جعله مشتت بتفكيره المؤلم مرر يديه على شعره بقوة وهو يتفحص الغرف من أمامه بحيرة فسلطت نظراته على أخر غرفة توقع أن يجدها بها ولكن لم يكن الوقت مناسب ليتساءل اذا كانت بالداخل ام لا لذا فتح الباب ليدلف للغرفة سريعا فصدم حينما وجدها تجلس أرضا ومن حولها عدد من الصور والألبومات وما جعل قلبه يطعن بسوط يؤلمه حينما أشارت على صورة جمعتها بصديق طفولته ثم نطقت بفضول 
آسر فين! 
.............. يتبع................ 
الدهاشنة..... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.... 
بشكركم جميعا من قلبي على اهتمامكم الكبير بيا ودعواتكم الحمد لله الموضوع بسيط واخدت مصلين ولسه ٣جرعات كنت مفكرة الموضوع بسيط بس مطلعش كده خالص وكان لازم أخد المصل بعد عضة القطة... يالا ربنا يسامحها ..... المهم اني بشكركم لتاني مرة لصدركم الرحب وعايزة اقولكم ان في الوقت ده في معرض بالسعودية ورواياتي الورقية كلها في معرضالمدينةالمنورةللكتاب في المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية بفضل الله أعمالي الورقية الحديثة والسابقة متوفرة في جناحنا إبداع رقم C32
للتواصل في المدينة المنورة واتساب الرقم 00201004022774
أو هاتف رقم
0582075621
مكان المعرض مقام خلف مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة ومستمر حتى 26 يونيو
في انتظاركم يوميا من العاشرة صباحا وحتى الحادية عشر مساء ..
دمتم في محبة من الرحمن... هنتظر رأيكم بالفصل 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة٢...صراعالسلطةوالكبرياء... 
الفصل السادسوالعشرون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ليلى جمعة القمر بزيادة اللي مش بتفوت ليا حفل توقيع الا لما تكون موجودة من قلبي
بشكرك على دعمك وتشجعيك ليا الدائم سواء إلكترونيا أو ورقيا... 
ما أصعب هذا الشعور القاټل الذي أصابه في تلك اللحظة! لوهلة شعر بالكره والضغينة تجاهه... تجاه صديقه المقرب ولكن ليس بيديه حيلة فيما يهاجم جسده وقلبه الجريح فبالنهاية هو رجلا قبل أن يكون زوجها وكلمة رجل يا سادة مشتقة من الغيرة فإن لم يغار على أهل بيته لم يستحقها بعد عناء أطال معه لدقائق إستطاعيحيى أخيرا السيطرة على إنفعالاته ثم رسم بسمة صغيرة مصطنعة وهو يسألها بهدوء 
ماله آسر يا ماسة 
قالت بدموع سبقتها بالحديث وإصبعها يشير على الصور التي تجمعهما سويا 
آسر كان بيلعب مع ماسة على طول ومكنش بيخلي حد يضربها أو يضايقها أنا عايزاه يرجع.. 
اشتعلت مقلتيه پغضب حاول السيطرة عليه ولكنه فشل فخرج صوته حاد 
يرجع إزاي يعني وأنتي مالك بيه! 
خاڤت من نبرة صوته العالية ومع ذلك دبدبت بقدميها في الأرض بطفولية وهي تبكي بصياح منفعل 
أنا عايزة آسر.... هو فين أنا عايزااااه.. 
كلما نطقت إسمه
أمامه كظم غيظه ولكنه يطرحه أرضا لينتصر عليه فلم يعد يحتمل سماع اسمه
يردد على شفتيها بالرغم من الحب والاحترام الذي يكنه إليه ولكنه بالنهاية لن يحتمل الكلام المسموع وخاصة إن كان على لسان زوجته!
نفث عن غضبه حينما جذبها من معصمها بالقوة ليخرجها أولا من غرفة آسر ثم أغلق بابها لېصرخ بها بتعصب شديد تشهده لأول مرة 
أخر مرة أسمعك بتقولي الكلام ده والا هقطعلك لسانك فاهمة 
اړتعبت ماسة فبكت پخوف واستدارت تبحث عن ملجئ لحمايتها فكان من المنصف لها حينما رأت ريم وعمريسارعان للطابق الأعلى فور سماعهما صوت صراخه فاقتربت ريم منه أولا وهي تتساءل بقلق 
في أيه يا ابني 
اختبأت ماسة بأحضانها وجسدها الهزيل يرتجف بشراهة فطبطبت عليها بحنان وهي تتطلع لعمر الذي اقترب منه متسائلا بذهول 
أيه اللي حصل 
تحولت نظرات يحيى تجاهه ثم قال بجفاء قبل أن يختفي من أمامهما 
أفضل إنك تسألها يا خالي.. 
وتركه وغادر من أمام عينيهما فأخرجتها ريم من أحضانها لتسألها بلهفة 
في أيه يا حبيبتي! 
قالت بكلمات غير منتظمة 
يحيى وحش زعق لماسة.... يحيى وحش.... 
ثم استكملت پبكاء 
أنا عايزة آسر هو فين.... آسر بيحب ماسة ومش بيزعقلها. 
جحظت عين ريم في صدمة مما تفوهت به ابنتها نعم عقلها عاد ليصغر خمسة عشر عاما ولكنها بمجتمع شرقي أصيل لن يتقبل حقيقة مرضها حتى يتقبل ما تقول ستتهم بأبشع التهم التي قد تفتك بأي إمرأة نقلت ريم نظراتها المصعوقة تجاه زوجها الذي إنسحب للاسفل يلحق بزوج ابنته بعدما منحه الف عذر لعصبيته المتوقعة! 
بالأسفل...
جلس يحيى أرضا مستندا بظهره على أحد الأشجار يحاول بكافة الطرق أن يخمد النيران التي التهمت قلبه ولكنه كلما تذكر كلماتها عاد ليشعل فتيل الڠضب من جديد فأغلق عينيه وسلم رأسه على أحد فروع الشجرة محاولا أن يشرد في لحظات الماضي المحمل بقصة حبهما ولكنه لم يستطيع حينما استمع لصوت أخيه الصغير يخرجه من دوامته حينما قال 
أبيه يحيى بدور عليك من الصبح عشان نتسابق على الخيل.. 
فتح عينيه على مهل وهو يجيبه دون طاقة 
مش دلوقتي ياطارق بعدين.. 
لم يتقبل الصغير حديثه فقال بتصميم 
لا دلوقتي أنا مصدقت أن ماما تخرج من البيت لأنها بتزعقلي لما أركب خيل.. 
خرج عن طور صمته وسكينته فصاح به بحدة 
أنت مبتفهمش قولتلك بعدين! 
تجمعت الدموع بعين الصغير وكاد بأن يبكي فشعر بيد تربت على كتفيه فما أن استدار حتى وجد عمر يقف من خلفه ليربت على ظهره بحنان قبل أن يخبره 
معلش يا حبيبي يحيى تعبان شوية لما يبقى كويس هيتسابق معاك وهيعلمك كل حاجة. 
تقبل طارق ما قاله خاله فغادر من أمامهما على الفور أما عمر ففور مغادرته جلس جوار يحيى بصمت طال لأكثر من نصف ساعة ليقطعه يحيى حينما قال بارتباك 
أنا عارف إن حضرتك زعلان مني بس صدقني ڠصب عني الموضوع صعب. 
ابتسم عمر فلم يود أن يبدأ هو بالحديث تركه يبدأ هو عله يخرج ما بداخله ليجيبه بثبات 
أنا مش زعلان منك يا يحيى أنا راجل وفاهم كويس الا أنت حاسس بيه يا ابني.. 
ثم ربت بيديه على ساقه قبل أن يستعطفه 
بس أنت المفروض تكون عرفت وفهمت حالةماسة أنت كنت بتدافع عنها وجنبها فجأة تتقلب ضداها وتبقى عدواني فأكيد بالنسبالها هيبقى الموضوع صعب.. 
سيطر الحزن على معالمه فاخرج عمر هاتفه ثم قربه من يحيى الذي تابع ما يفعله بفضول ففتح عمر المحادثة التي جمعته بالطبيب المختص بحالة ماسة ليرى رسالتين صوتية مرسلة اليه منذ دقيقتين بعدما أرسل له عمر رسالة مكتوبة بما حدث منذ قليل مع ابنته بالتفصيل فحرر عمر زر أول تسجيل ليسمع يحيى صوت الطبيب وهو يقول 
اللي حصل مع ماسة ده طبيعي يا أستاذ عمر لأن زي ما حضرتك قولت رجعت تعيش في البيت اللي قضت طفولتها فيه يعني وارد انها بتستعيد كل ذكرياتها اللي متعلقة بطفولتها ودي إشارة ممتازة جدا إن في أمل كبير إنها تستعيد ذكرياتها كاملة وتتخطى الحاجز النفسي اللي هي بتمر بيه
وأكيد ان في ذكريات بتربطبها بمكان معين هتهاجمها بمعنى إنها لما تدخل أوضة عاشت فيها قبل كده من الوارد انها تشوف بعض المشاهد اللي عاشتها زي اللي حصل ليها لما دخلت اوضة ابن عمها ده... 
بدأت معالمه تترسخ قليلا لتذكره ما حدث لها حينما ولجت لجناحهما الخاص وخاصة حينما فتح عمر التسجيل الأخير 
حالة ماسة صعبة مش سهلة يا استاذ عمر ولو مكنش في معاملة خاصة ليها صدقني الحالة هتتكنس وهتخسر على الايجابيات والتطورات اللي وصلتلها أنا عارف أن الموضوع صعب وخاصة انها تفتكر علاقة كانت سابقة ليها بس ده الخيط اللي هتقدر بيه تفتكر اللي فاتها كلهعشان كده لازم الشخص ده يكون جنبها الفترة الجاية 
فور انتهاء التسجيل أغلق عمر الهاتف ثم تطلع ليحيى بقلة حيلة فقال يحيى بضيق شديد 
يعني أيه!! 
رد عليه عمر بحزن 
والله يا ابني مانا عارف... 
نهض يحيى عن الأرض ثم ابتسم وهو يجيبه ساخرا 
المفروض دلوقتي اني أخدها وأروح لآسر
واقوله من فضلك خليك جنب مراتي!!!!... لا والمضحك كمان أن خطيبته اللي هتبقى مراته بكره هتسمح بده!! 
وقف عمر هو الاخر ثم قال بلهجة تحمل ۏجع عالم بأكمله 
عندك حل تاني! 
جز على أسنانه حتى كاد بكسرهما فلكم جزع الشجرة پغضب أفتك بيديه التي ڼزفت الډماء فاسرع عمر تجاهه ليمنعه من اعادة ما فعله وهو يصيح به بانفعال 
ده حل للي أنت فيه يعني! 
تطلع تجاهه ثم قال پانكسار 
أهو أهون من الۏجع اللي جوايا.. 
وتركه وغادر للأعلى أما عمر فاتصل بفهد يقص عليه ما حدث... 
ازدادت ظلمة الليل ومازالت غافلة أما هو فكان يجلس على المقعد المقابل للفراش يرتشف عصيره ببرود ليتأملها بنظرة غامضة يشرد بها تارة ويشرد بمخططه المحفز تارة أخرى وجدها تتحرك بنومتها وتحرك ذراعيها يمينا ويسارا بتكاسل حتى فتحت عينيها فوجدته يجلس جوارها جحظت روجينا عينيها في صدمة حقيقية وهي تبحث عن هاتفها وتردد پخوف 
أنا لسه هنا!
وصړخت بهلع وهي تتفحص ساعة هاتفها
يا نهار أسود الساعة ١٠!
ونهضت سريعا عن الفراش وعاتبته پعنف وهي تبحث عن ملابسها 
ازاي مش تصحيني يا أيان...الوقت إتاخر اوي بابا وآسر هنا مش في الصعيد هيبهدلوني دلوقتي.. 
ظلت نظراته الباردة تلاحقها ليجيبها بثبات 
محبتش أزعجك... وبعدين الحل بسيط أوي قوليلهم كنت مع جوزي وأكيد محدش هيفتح بوقه بكلمة. 
ارتدت حجابها سريعا وهي تجيبه بحدة 
ده وقت هزار ده...ربنا يستر وميكنش حد فيهم رجع البيت.. 
وهرولت لحقيبتها وكتبها تحملهما بإهمال ثم قالت 
أنا همشي دلوقتي.. 
تابعها برومادية عينيه ثم قال 
تحبي أوصلك 
أشارت له بالنفي وهي ترتدي حذائها 
لا بلاش الله يكرمك مش ناقصة مشاكل مع أحمد زي المرة اللي فاتت.. 
أطبق بيديه على كوب العصير فتهشم بين يديه فشهقت فزعا وهي ترى الډماء ټنزف من يديه فأسرعت تجاهه ثم
قالت بلهفة 
أيه اللي عملته ده! 
لف معصمه حول يدها التي تحاول رؤية يديه به ثم قال پغضب ممېت 
قولتلك الف مرة متتردديش إسمه قدامي تاني.. 
وهوى على وجهها بصڤعة قوية أسقطتها أرضا أسفل قدميه رفعت روجينا يدها لتتحسس خدها المتورم پصدمة فقالت پبكاء 
أنت بترفع إيدك عليا! 
حدجها بنظرة قاسېة قبل أن ينحني ليجذبها تقف أمامه من جديد ليحذرها بشراسة 
ومش بس كده هقطع لسانك لو جبتي سيرة الحيوان ده
تاني ولو سمحتيله يقربلك ھقتلك وهشرب من دمك سامعة! 
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فقالت پألم 
سيب ايدي.. 
وجذبت يدها منه ثم إنحنت تلملم أغراضها پبكاء شديد ونهضت عن الأرض لتغادر فوقف أمامها مجددا رفعت عينيها تجاه ما يعيق طريقها پخوف فما أن رفع يديه حتى ألقت كتبها وحقيبتها لتحمي وجهها منه وجسدها يرتجف خوفا أبعد أيان يدها التي تحمي وجهها ثم قال بصرامة 
بصيلي..
إنصاعت لما قال ورفعت وجهها تجاهه فقال ببطء علها تستوعب كلماته 
أنا مش هتأسفلك والجو ده لاني حذرتك مرة واتنين ومفيش تحذير تالت ليكي يا روجينا ياريت تكوني فهمتي كلامي... 
لعقت شفتيها پخوف شديد وخاصة حينما
ضيق عينيه بضيق 
مش سامع ردك! 
تحرر لسانها المعقود لتجيبه بهمس 
حاضر..
قرب وجهه منها ثم قال من بين اصطكاك اسنانه 
حاضر أيه 
اړتعبت منه فقالت پبكاء 
مش هتكلم عنه تاني.. 
ارتسمت بسمة رضا ونصر بما استمع اليه فإنحنى ليجذب أغراضها الملقاة ثم وضعها بيدها وهو يشير إليها 
كده تعجبيني... في أوبر تحت مستنياك... يالا عشان متتأخريش. 
عملت منه الكتب وحقيبتها ثم هرولت للأسفل بخطوات سريعة.. 
بغرفة يحيى 
القى بثقل جسده على الفراش ليصفن بسقف الغرفة ما يحدث له ليس بقليل بل هو مساوامة منصفة بين رجولته وقلبه طال شروده ومازالت الحړب مشټعلة لا نصر بها ولا هزيمة عقله وقلبه يحاربان باستماتة فخرج من تلك الحړب الدامية على صوت صرير مزعج يأتي ناحية الخزانة فإشرأب بعنقه ليرى ماذا هناك 
فوجدها تختبئ خلف الشماعة القصيرة التي يعلق عليها بعض الملابس إبتسم رغما عنه وهو يرآها تختبئ خلف شيئا لا يخفي منها شيء الا وجهها جسدها ظاهر من حوله فقال بابتسامته الجذابة 
تعالي يا ماسة.. 
أدلت بوجهها من حلفه وهي تساءله پخوف 
خاېفة...
أشار لصدره باستغراب 
مني أنا! 
أومأت برأسها عدة مرات كإجابة صريحة على سؤاله فسألها بابتسامة ثابتة 
ليه بس... أنا مش هعملك حاجة.. 
وضعت إصبعها على فمها تفكر بمصدقية حديثه وحينما احترت بإجابة صريحة قالت 
يعني أنت مش هتقطعلي لساني زي ما قولت.. 
اتسعت إبتسامته وهو يرد عليها 
لا يا روحي مش هعملك حاجة... تعالي.. 
ابتسمت حينما استمعت لما قال ثم أسرعت بخطواتها تجاهه فجعلها تجلس جواره ثم مرر يديه على وجهها الملائكي وهو يردد 
أنا عمري ما أعمل حاجة ممكن تأذيكي في يوم من الأيام أنا عايش حياتي كلها مستني اللحظة اللي ترجعي فيها زي الأول ده الأمل الوحيد اللي مخليني صابر ومستحمل فوق طاقتي.. 
ضيقت عينيها بعدم فهم لكلماته ولكنها فهمت كلمة واحدة فقالت بحزن
هو أنا لسه تعبانه يا يحيى 
هتبقي كويسة يا
روح قلب يحيى هترجعي زي الأول وأحسن مهما كان التمن.. 
كلماته صرحت بانتصار قلبه بتلك الحړب الشرسة ربما
وجودها بذاك التوقيت كان بمثابة داعم لقراره فجذب هاتفه ثم ارسل برسالة لعمر بأن يرتب امور سفرماسة معه بالغد... 
وقفت السيارة أمام مدخل العمارة فهبطت روجينا ثم انحنت تجاه نافذة السائق لتمنحه الأجرة فرفض تناول ما بيدها قائلا 
أيان باشا محاسب وبزيادة يا هانم.. 
وغادر بالسيارة من أمامها فتأملت رحيله بنظرة شاردة بزوجها الغامض هذا ولكن لم يسعفها وقتها باعادة تدبير امورها المتعلقة به بل هرولت للاعلى سريعا قبل أن يتمكن أحدا من رؤيتها فما ان وصلت للشقة حتى طرقت على الباب وعينيها تتفحص الباب المقابل لها تخشى أن يفتح الباب أحدا من الشباب ولكن صډمتها الحقيقة حينما وجدت آسر من يفتح باب الشقة ليتطلع لها بنظرة مخيفة اتبعها سؤاله الحازم 
كنتي فين لحد دلوقتي 
ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة ثم قالت 
بعد ما طلعت من الكورس روحنا أنا وبنات أصحابي إتعشينا في مطعم بره.. 
ثم تابعت بقولها 
أنا عارفة اني اتاخرت بس والله يا آسر صمموا اني أكل معاهم... حقك عليا. 
احتدت نظراته فأشار لها بالدخول أولا فما أن ولجت حتى استمعت لصوت والدتها والجميع بالداخل يجلسون بالصالون بصحبة والدة تسنيم وزوجة خالها فراقب الجميع ما يحدث وخاصة حينما صاح بها منفعلا 
بس أنا منبه عليكي إنك تكوني هنا على ٨ بالكتير مش عارف ليه دايما بتكسري كلامي... أنتي مش هترجعي الا لما أعمل حاجة بعيدة عن طباعي.. 
صراخه جعل راوية تهرع اليهما فتساءلت بذهول 
في أيه يا آسر بتزعق كده ليه 
أشار لها بتعصب 
نبهتها ٩٠مرة مترجعش البيت متأخر بس هي ولا على بالها قاعدة مع صحابتها وبيتعشوا ولا هممها حاجة.. 
ضمتها رواية لصدرها وكأنها تحاول حمايتها من ڠضب ابنها ثم قالت بتبرير 
معلش يا حبيبي اديها بتهوي نفسها مع صحابتها.. 
اتنقلت نظراته تجاهها ثم رد عليها بهدوء 
يعني يا ماما صحابتها وحشنها اوي مهي طول النهار معاهم بالجامعة ولو افترضنا انها عايزة تقعد معاهم في نهار للكلام ده مش بليل.. 
استعطفته قائلة 
خلاص يا حبيبي مش هتعمل كده تاني اهدى عشان خاطري الناس جوه مش عايزين حد يحس بينا..
هدأ من روعه ثم أشار لها بتحذير شرس 
المرادي عشان ماما بس صدقيني لو كررتيها مرة تانية متلمويش الا نفسك.. 
هزت رأسها عدة مرات فاصطحبتها رواية للداخل سريعا...بينما ظل هو محله يراقبها بنظرة غامضة.. 
ما الذي أصابه هل جن أم تخلى عنه عقله! لماذا يشعر بالغيرة الحاړقة حينما تذكر إسم خطيبها أمامه مع إنه ابن عمها بنهاية الأمر لماذا شعر بعدم رضا حينما رفع يديه عليها! 
ألقى أيان المزهرية الموضوعة على الكومود المجاور له بعصبية بالغة وهو يحاول إيجاد أجوابة مقنعة لأسئلته الغريبة وحينما لم يجد وضع أمامه حديث خالته العالق بذهنه عما حدث لوالدته على يد هذا النذل لذا عادت شعلة الإنتقام لتشعل ڼار من جديد ليردد بفحيح صوته المخټنق 
قريب أوي هجيب رأسك تحت رجلي أنت وابنك يا فهد.. 
بغرفةحور
لم تغادر الابتسامة وجه تسنيم منذ عودتها لأول مرة تشعر بطاقة غريبة لمواجهة مخاويفها نعم باتت على يقين بأن آسر هو سر قوتها الغريبة تلك تأكدت بأنها على استعداد مواجهة الماضي والحاضر والمستقبل... نعم لأجله هو ستفعل كل شيء... ستتمسك به حتى أخر أنفاسها.. تريده قلبا وقالبا.... 
تذكرها لمواقفه النبيلة معها باتت تلاحقها حتى صباح اليوم التالي نعم كان هذا الصباح مميز للغاية بالنسبة إليها اليوم سيعقد قرآنها لتصبح زوجته على سنة الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام اليوم سيوضع إسمها جوار إسمه ظلت بحالة الشرود تلك حتى انتهت حور من وضع بعض اللمسات التجملية على وجهها فتطلعت لنفسها بنظرة إعجاب وهي ترى نفسها بذلك الفستان الذي إختاره لها بنفسه. 
فتحت والدتها باب الغرفة لتخبرها بحماس 
بابا وخالك وصلوا يا تسنيم.. 
رسمت ابتسامه تخفي بها توترها لمعرفتها بأنه هنا ولنكن على صدق لما تكن حالة خۏفها يشابه ما كانت تشعر به من قبل الآن تشعر ببعض الارتياح لوجود آسر جوارها حتى ولو لم يكن معها بنفس الغرفة يكفي بأنه بنفس المنزل الذي يحويها أحد غرفه خرجت تسنيم لتجد تالين وحوروأحمد يزنون الرواق وباقي الشقة استعددادا لتلك المناسبة حتى روجينا شغلت بعض المهرجنات
الشعبية وهي تغمز لها قائلة 
الف مبروك يا مرات اخوي.. 
ابتسمت على كلماتها الاخيرة ثم تحركت تجاه رؤى التي تشير إليها من خلف باب غرفتها
لتجدها لا تعلم كيف تعقد حجابها الأبيض فعاونتها بأرتدائه وظلوا سويا بالداخل لحين وصول المأذون لعقد القرآن.. 
في ذلك الوقت وصلت السيارات من الصعيد وكان فهد وسليم باستقبالهما فما ان هبط عمر حتى أسرع ليقف أمام فهد الذي ربت بيديه على كتفيه وهو يخبره 
هتتحل يا واد عمي. 
منحه ابتسامة صغيرة ثم تحولت عينين على إسر الذي هبط للتو لينضم إليهما ففور أن رأته ماسة حتى شددت على يد يحيى وهي تشير إليه تجاهه 
آسر أهو.. 
منحه فهد نظرة عرف مغزاها فمنذ امس وهو يشدد عليه بمساعدة يحيى ولكن مع مرعاة التحفظ التام بينه وبين ماسة حتى لا
يستفز ابن عمته فإن كانت ماسة ليست بعقلها فهو رجلا ويعي الصواب من الخطأ لذا اقترب منها آسر ثم قال بابتسامة هادئة 
ازيك يا ماسة عاملة أيه 
ضحكت بطفولية وهي تجيبه 
حلوة... فين الباربي اللي قولتلي عليها مش هتأخدني تجبهالي!. 
رفع آسر نظراته تجاه يحيى ثم عاد ليتطلع إليها والجميع يراقب رد فعله فقال بمكر 
أنا للأسف النهاردة مشغول أوي... ولازم نلاقي حل سريع عشان ماسة متزعلش صح 
ذمت شفتيها وهي تجيبه بحزن 
صح...
تابع بخبث 
كده يبقى مفيش غير حل واحد.. 
قالت بلهفة 
أيه!
أشار بعينيه قائلا 
يحيى فاضي ومفيش وراه حاجة أيه رأيك تروحي معاه وتجيبي الباربي وترجعوا بسرعة 
اتسعت ابتسامتها ثم جذبت يد يحيى لتشير له بحماس 
يلا يا يحيى بسرعة قبل ما المحل يقفل. 
قال وهو يهم بالخطى خلفها 
طيب حاضر اهدي بس.. 
وعاونها على الصعود للسيارة ثم عاد ليقف أمام آسر ليرفع يديه تجاهه بابتسامة صافية
مبروك يا عريس . 
تطلع ليديه بضيق فسحبها يحيى واحتضنها ابتسم آسر ثم همس له جوار آذنيه 
الكورة هرجعها لملعبك تاني.. 
فهم مغزى حديثه فودعه بابتسامة تنم عن ثقته الكبيرة به ليغادر لسيارته مجددا وفور رحيلهما بالسيارة اقترب منه عمر ليضم يديه لصدره ثم قال بدموع لحقته 
شهم طول عمرك يا ابني.. 
اجابه بحزن على حاله 
هتبقى كويسة والله يا عمي بس أنت خليك قوي.. 
منحه ابتسامة صافية 
عندي ثقة كبيرة في ربنا... 
ضمھ فهد ثم أشار له بحزم يحوي المرح بين نبراته 
هنقضيها احضان إياك.. ورانا يوم طويل يلا.. 
ضحك وهو يحمل حقيبته ثم صعدوا جميعا للأعلى.. 
انتهت تالين من لصق أخر بلون على سقف الردهة فإشارت لها حور على البقعة الفارغة قائلة 
حطي واحدة هنا كمان يا تالي.. 
قالت وهي تتأملها 
بس دي بعيدة يا حور مش عارفة هطولها ولا أيه.. 
وحاولت الوصول لأخر حافة المنضدة المعدنية لتضع البلون الاخير فانفلتت ساقيها عنه ثم تهاوت أرضا في نفس اللحظة التي ولج بها عبد الرحمن بحقائب ريم للداخل فتلقائيا ألقى ما بيديه ليلتقطها قبل أن تستقر أرضا فتحت عينيها الشبه مغلقة لتتأمل لماذا لم تشعر پألم احتكاكها بالأرض فتورد وجهها حينما وجدته يتمسك بها تطلعت إليه بتوتر ثم هبطت عن ذراعيه وهي تشير له بالبلون الذي بيدها 
انا أسفة والله ما أقصد دي حور كانت عايزاني أعلق البلونة هنا وانا آآآ... 
انقطع حديثها حينما وجدته يتأملها بشرود فربما لم يستمع لكلماتها من الاساس ولكنها تفاجئت به يجيبها 
ولا يهمك... المهم إنك متأذتيش.. 
قالت على استحياء 
لا أنا كويسة... شكرا على مساعدتك.. 
وتركته وهرولت سريعا للمطبخ وحور تتابعها بضحك لم يتركها الا حينما جذب أحمد البلون ليفرقعه برأسها وهو يصيح لها بمرح 
فين اللزق!!! هقع من على السلم
المريب ده وانتي في دنيا تانية بتبصي على أيه 
حكت رأسها وهي تردد پألم 
آآه مش كده يا عم.. ما تقول ناوليني اللزق الله.. 
رفع حاجبيه بسخط 
انتي عارفة انا ناديت عليكي كام مرة.. 
القت حور اللصق والمقص أرضا ثم جذبت روجينا التي تختار المهرجان المناسب لتشير له قائلة
أما انت بجح بصحيح خلاص خلي خطيبتك تقوم بطلباتك بقا.. 
وتركته وولجت للمطبخ لتعاونهما أما هو فتابعها بنظرة ساهمة بها ليشعر بضيق صدره في تلك اللحظات التي ساعدته بها روجينا وكأنها سحبت الهواء المنعش برحيلها! 
انقضت الساعات سريعا حتى أتت تلك اللحظة الحاسمة حينما جلست كل فتاة مقابل حبيبها وبعد خطبة مطولة من المأذون وضع العقد أمام آسر ثم أشار له على المكان الصحيح للتوقيع فمنحها نظرة تعمقت بجمال عينيها قبل ان يضع إسمه على الورقة ثم مررها لها فختمت اسمها جوار اسمه بنفس الورقة لتعود للتعلق بنظرة عينيه الدفئة وكل هذا يحدث أمام نظرات ذاك اللعېن الذي يتابع ما يحدث بتأفف شديد وكأنه يستكتر الزواج لإبنة أخته..
أمارؤى فما أن وضع المأذون العقد أمامها بعدما وقعه بدر
حتى سلطت نظراتها الباكية عليه وكأنها تتردد بتوقيعها فبداخلها تشعر بأنه يستحق امرأة أفضل منها على الاقل ليست ملطخة وما زادها ألما حينما تابع المأذون بكلماته لخالد الذي ردد بقبول ابنته البكر الرشيد توقفت عند تلك الكلمة وكأنها طعنت بألف خنجر تعجب الجميع من بكائها وانتظارها الطويل بعدم توقيع العقد حتى أن البعض بات يتساءل عما بها تلك العروس الباكية ففهد قد حرص على عدم كشف سرها لأي أحد من أفراد العائلة حتى من اكتشف الأمر القاه ببئر صعب أن يبوح بمكنوناته مسد خالد على ظهر ابنته ثم قال 
امضي يا حبيبتي.. 
رفعت عينيها الباكية تجاه بدر الذي قرأ بوضوح ما تشعر به بتلك اللحظة فنهض عن مقعده تحت أنظار الجميع ليقترب منها ثم جلس جوارها ليمسك يدها وبأبهامه حركهما حركات دائرية برقة حول يدها وهو يشير لها بحب 
وقعي يا ست البنات.. 
طيب جرحها ودواه بحرافية وكأنه بتلك الكلمات المبهمة منحها تقديرا لها عما تعني بالنسبة له فابتسمت من وسط دمعاتها لتسحب نظراتها عنه لتلك الورقة فوضعت اسمها جوار ليعلن المأذون بأن الزواج قد تم على أكمل وجه فما أن انتهى من ذلك حتى ضمھا
بدر أمامهما دون خشية من أحدا... 
فما أن حدث ذلك حتى تطلعتتسنيم لمن يجلس جوارها پخوف فإبتسم وهو يهمس لها بمكر 
لا أنا عاقل.. 
ابتسمت بسعادة بددت حينما استكمل همسه 
قدام الناس بس لكن لما نكون وحدينا الله أعلم بقا.. 
لكزته بصدره بغيظ فتعالت ضحكاته الرجولية مما زاد حقن من يتابعهما.. 
قطع تلك اللحظات صوت عبد الرحمن المرتفع حينما أشار ليحيى وأحمد قائلا.
الليلة دي عندنا يا شباب يلا... 
لم يفهم أحدا مغزى الحديث سوى آسر وبدر فتقدم احمد ويحيى لحمل الطاولات التي تحيط بكل ثنائي ثم وضعوا فلاشة خاصة بالمهرجنات ليتراقص أحمد مقابل عبد الرحمن الذي
جذب بدر أما يحيى فجذب آسر لتنحصر الردهة برقصاتهم الرجولية حتى أن سليم انضم اليهما ليمنح آسر عصاه فلواها بين يديه بحرافية لم يكن المكان مرحبا بانضمام الفتيات أبدا فجلست كلا منهن تراقب محبوبها خلسة حتى كونوا مكان خاص بهن بنهاية الردهة ليشكلوا حلقة دائرية حول العروس في حين أن الجميع يرى بعضه البعض فلم يمنع ذاك الازدحام احتضان نظرات آسر لها فكلما كانت تتطلع تجاهه كانت تجده يتطلع لها بابتسامة سلبت عقلها قبل ان تفتك بقلبها ولكن ترى هل ستظل الفرحة تحوم بها.. 
........ بتبع............. 
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
رواياتي في معرضالمدينةالمنورةللكتاب في المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية بفضل الله أعمالي الورقية الحديثة والسابقة متوفرة في جناحنا إبداع رقم C32
للتواصل في المدينة المنورة واتساب الرقم 00201004022774
أو هاتف رقم
0582075621
مكان المعرض مقام خلف
مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة ومستمر حتى 26 يونيو
في انتظاركم يوميا من العاشرة صباحا وحتى الحادية عشر مساء ..
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصل السابعوالعشرون... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة برنسس منة شكرا على دعمك المتواصل لي وبتمنى دائما أكون عند حسن الظن... 
سطعت شمس يوما جديد هام بالنسبة لرواية التي خرجت بصحبة تسنيم ووالدتها منذ الصباح لشراء ما يلزمها للزواج من متعلقات خاصة فأنهكهما إسبوعين طويلين لشراء أثاث جناحهما الكامل حتى انتهوا أخيرا وها هما اليوم يعدون الرحال للعودة للصعيد للاستعداد للزفاف المنتظر بأرجاء الصعيد بأكمله فإستأجر فهد باص ضخم يتكون من طابقين.. لنقل العائلة للصعيد فجلس كبار السن بمقدمة الباص والفتيات بالخلف أما الشباب فاعتلوا الطابق الأعلى منه.. 
كانت سعادة حور لا توصف لاشتياقها لموطنها وبلدها الحبيب على عكس روجينا التي تشعر بالإستياء لابتعادها عن زوجها الحبيب! أما رؤى فهناك حالة من الحيرة والإرتباك تطوف بها وأولهما خوفا من أن تفشل علاقتها بمن أحبته وسكن بداخل قلبها ليملأه بعشقه خوفا أخر من اختلاف البيئة التي نشأ كلا منهما فيها وبالرغم من ذلك مازال بداخلها جانب صغير يمنحها الطمأنينة بأنه سيكون جوارها لتتأقلم على طباعهم وعاداتهم... 
أما بذاك الجانب البعيد وبالأخص جوار الشرفة مالت برأسها لتستند عليه وأثقال العالم بأكمله ملقى على كتفيها تخشى أن تظل حبيسة هواجسها نعم أحبته وأحبت البقاء لجواره ولكن الفترة القادمة سيكون قريبا منها للغاية مجرد التفكير بالأمر جعل جسد تسنيم يرتجف بقوة فما بالها إذا بات الأمر حقيقة أفاقت تسنيم من غفلتها على صوت حور المتساءل في لهفة 
مالك في أيه 
حاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تجيبها 
مفيش حاجة أنا بس سرحت شوية.. 
حدقت بها بتمعن قبل أن تعود لسؤالها من جديد 
عمرك ما عرفتي تكدبي عليا يا تسنيم قوليلي الحقيقة.. 
أدمعت عينيها في تلك اللحظة فهمست لها بصوت شبه مسموع 
خاېفة يا حور أنتي متعرفيش لما آسر بيحاول يمسك أيدي بيحصلي أيه! إنتي متخيلة إن بكره حنيتي وبعد بكره فرحي! 
سكن الحزن حدقتيها وهي ترد عليها بصوت محتقن بالدموع 
بس أنا متأكدة إن الحب اللي جواكي ليه هينسكي كل اللي فات يا تسنيم.. 
إنهمر الدمع على وجنتها وهي تتساءل 
ولو منستش هيبقى أيه الموقف 
عنفتها برفق 
وليه بنفترض السوء فكري في الشيء الكويس عشان مينفعش تفكري اللي فيه.. 
وضمتها لصدرها وهي تستطرد قائلة 
ولو ده محصلش فإطمني آسر بيحبك وأكيد هو أكتر واحد هيفهمك وهيحاول يساعدك.. 
همست بتمني 
يارب يا حور... 
ابتسمت وهي تداعبها بمرح
هيحصل يا بت المهم تفردي بوزك ده للواد يفسلع من قبل الفرح ياختي.. 
ضحكت رغما عنها فعادت الاخيرة لتسترسل بمشاكسة 
والنبي الراجل لو حس للحظة انه هيتجوز واحدة نكدية ليقول بلاها الجوازة السودة دي اسمعي مني
لتخربي على نفسك وأنتي لسه على البر.. 
تعالت ضحكاتها وهي تحاول جاهدة السيطرة على ذاتها وبعد لحظات نجحت في ذلك فتطلعت لها لدقيقة ثم قالت بحزن 
سيبك مني وقوليلي مالك انتي كمان 
إرتبكت حور للغاية فحاولت البحث عن حجة مقنعة تهرب بها من سؤالها ولكنها أمنت بأنها لن تصدق ما ستقوله لها لذا قالت بإنكسار
عرفتي إن كتب كتاب أحمد وفرحه هيكونوا في يوم واحد... بعد فرحكم باسبوعين على طول.. 
ومسحت بيدها دموعها التي أوشكت على ڤضحها ثم اكملت قائلة 
أنا عارفة اني غلط وتفكيري فيه أصلا هو أكبر غلط بس والله يا تسنيم ڠصب عني أنا مش عارفة إزاي اتعلقت بيه بالطريقة دي... وأنا أصلا مش من حقي أفكر فيه وهو لواحدة تانية! 
ليست بحاجة للتبرير
فصديقتها تعرفها جيدا وتعلم أخلاقها السامية ولكن ما يحدث فعلا رغما عنها ودون ارادة منها فمتى ملكنا التحكم بقلوبنا حتى تتحكم هي بقلبها! 
سحبت تسنيم نفسا مطولا قبل أن تخبرها 
أنا عارفة إن اللي بيحصلده ڠصب عنك يا تسنيم بس أنتي على الأقل منحاوليش تفكري فيه وحاولي بكل ارادتك تخرجيه بره حياتك عشان خروجه ميبقاش صعب عليكي فيما بعد.. 
وبابتسامة هادئة أردفت 
خليكي متأكدة إن ربنا هيبعتلك الأحسن منه اللي يستحق يكون زوج ليكي وهيبقى نصيبك.. 
ظهرت بسمة رقيقة من وسط بحر دموعها لتردد بحبور 
آن شاء الله... 
استغلت روجينا انشغال الجميع ثم أخرجت هاتفها لترسل رسالة نصية لأيان كتبتها بتوتر شديد 
أيان فرحي اتحدد بعد آسر باسبوعين مش عارفة هعمل أيه بجد أنت لازم تأخد قرار بخصوص علاقتنا.. 
انتظرت ما يقرب الخمس دقائق حتى أتاتها رسالة منه 
مټخافيش يا حبيبتي أنا لا يمكن أتخلى عنك أبدا المهم بلاش تفتحي انتي موضوعنا لحد وسبيني أنا أتصرف
قرأت رسالته وهي تغلق هاتفها بارتباك وخوف من القادم تخشى تلك اللحظة حينما يقترب موعد زواجها فكيف ستتزوجه وهي على ذمة رجلا أخر! 
بالأعلى...
جلس آسر بأخر المقاعد ثم وضع قبعته على وجهه لتحميه من أشعة الشمس الحاړقة مستندا بقدميه على أحد المقاعد في محاولة منه أن يغفل قليلا فالطريق طويل فشعر بحركة لجواره فأزاح قبعته ليجد بدر ويحيى يجلسان لجواره ويشيران بيديهم تجاه عبد الرحمن الذي يجلس في المقدمة بمفرده فتساءل بصوت منخفض 
ماله!
قال يحيى بابتسامة ساخرة 
متضايق إن خالك قاله يستنى شهرين لحد ما مراته تقدر تخلص ورقها عشان تحضر الخطوبة لانها زعلانه انها مش هتلحق فرح بنتها التانية... 
هز رأسه بابتسامة شبه عابثة ليشير لهما قائلا 
طيب والمطلوب مني أيه 
أجابه بدر بحدة
تقوم تطيب خاطره بكلمتين ولا اي حاجة ده ابن عمك برضه.. 
عبث بعينيه بتكاسل وهو يجيبه بملل 
حاضر نوصل بس وهشوفه ممكن بقا لما ده يحصل تسبوني ارتاح شوية.. 
أشار له يحيى بحنق 
هتنام وهتسيب الراجل مكتئب كده.. 
حدجهما بنظرة عابثة ثم قال پغضب وعينيه تحمل انذار صريح اليهما 
انزلوا اشترلوه شوية تسالي وعصير وهو هيفرفش على الاخر ومحدش يحاول يصحيني تاني مفهوووم 
كبت يحيى ضحكاته وهو يردد 
عريس ومن حقه يتدلع.. 
لوى بدر شفتيه بسخط 
هو عريس وانا أيه! 
جذبه يحيى لينهض كلا منهما من جواره وهو يعاتبه 
ده وقته يعني انزل قول للسواق يقف في اقرب استراحة لما نشوف اخرتها.. 
أومأ له برأسه ثم هبط ليبلغ السائق الذي إختار مكان مناسب لهما فهبط بدر ويحيى لشراء ما يلزم الجميع فانتبه لهما أحمد من الاعلى فنادى على يحيى قائلا 
متنساش تجبلي بيبسي حجم كبير.. 
جذبه يحيى من رفوف البراد الخاص بالسوبر ماركت ثم اقترب ليشير اليه بأن يهبط للاسفل ليلتقطه لحين يذهب هو لمساعدة بدر في حمل الاغراض فردد بتكاسل 
لسه هنزل! 
ثم توجه تجاه حقيبته ليخرج منها الاداة الخاصة به للصيد ثم أنزل اليه الصنارة ليعلق بها الكيس بما يحمله من مشروبات غازية فجذبهما أحمد للاعلى تحت نظرات آسر المراقبة لما يحدث فابتسم وهو يشير اليه بمكر 
الصنارة دي تلزمني.. 
منحه اياهها وهو يجيبه 
تحت أمرك يا كبيرنا.. 
ابتسم ساخرا على كلماته الاخيرة ثم جذب ورقة صغيرة ليدون بها كلمات عجز أحمد عن رؤيتها جيدا ثم علقھا ليتجه ناحية الباص الأيمن ليحركها للاسفل على مهلا حتى وصلت للنافذة الخاصة بها فزعت تسنيم حينما وجدت خيطا رفيع ملتصق
بذراعيها فجذبته لترى ورقة صغيرة معلقه به فتجتها باستغراب فارتسمت على وجهها ابتسامة خجولة وهي تقرأ محتوياتها 
متفكريش إني عشان قاعد فوق أبقى بعيد عنك.... بحبك.... 
آسر...
ضمت الورقة لصدرها بابتسامة
واسعة ثم مدت يدها في حقيبتها تبحث عما ستدونه بظهر الورقة فلم تجد سوى قلم الكحل الخاص بها فجذبته لتكتب بظهرها 
حاسة بوجودك عشان كده قلبي مطمن 
وجذبت الحبل بيدها عدة مرات حتى جذبه ليقرأ المدون به فابتسم بعشق يدندن كأقصوصة الغرام...لينهي هذا العڈاب حينما تسلل للاسفل من الباب الخلفي ثم أسرع ليجلس جوار حور فأشار لها باستياء 
مزهقتيش من القعدة جنبها قومي بقا وادي فرصة لغيرك... 
ضحكت بصوت مسموع فانحنى آسر خلف المقعد سريعا وهو يشير لها بحزم 
الكبير هياخد باله مننا الله يخربيتك... بشويش.. 
أومأت برأسها بخفة وتسنيم تتابع حديثهما بارتباك فاتنقلت حور بالمقعد الذي يليهما لتستقر جوار رؤى وتالين فما أن رأتها حتى تساءلت باستغراب 
سبتي تسنيم ليه.. 
أشارت لها بأن تتطلع للخلف فرأت آسر يجلس جوارها ابتسمت كلا منهن باستحياء ثم تطلعت للامام وكأنهن لم يروا شيئا فانتفضت كلا منهن مجددا حينما وجدوا بدر يتبع نفس
سياسة آسر فأشار لهما بالتقدم للمقعد الذي يليه همست له حور بضيق 
ما ترمونا على الطريق ونخلص! 
لكزها پغضب 
اتحركي وانتي ساكتة يام لسان ونص. 
لوت شفتيها بسخط وهي تنتقل بصحبة تالين للمقعد الذي يتقدمه فباتوا على قرب من روجينا التي تطلعت خلفها باستغراب فضحكت حينما رأتهم يختبئون بالمقاعد جوار زوجاتهم فعادت لتجلس بشكل مستقيم فوجدت ماسة تقترب منها وهي تشير بما بيدها 
تأكلي شوكولا 
ابتسمت على عفويتها ثم التقطت ما بيدها لتتناوله وهي تردد
بتلذذ
شكرا يا ماستي.. 
منحتها ماسة ابتسامة طفولية ثم تركتها وتوجهت للخلف في محاولة للوصول لآسر فكادت بالتعثر والسقوط على بطنها لتجد يدا تعيق احتكاك جسدها بالارض فما أن رفعت أعينها حتى وجدت آسر من يساندها ليخبرها بلهفة 
رايحة فين يا ماسة مينفعش تتحركي والباص ماشي ده خطړ ليكي.. 
أجابته بطفولية وهي تشير على ما بيدها 
كنت جاية اديك شوكولا.. تأخد 
حانت منه التفاتة جانبية تجاه تسنيم فوجدها تتابع ما يحدث بينهما باهتمام فعاد ليتطلع لها وهو يرسم ابتسامة هادئة 
أخد مخدش ليه.. 
وفتح يديه فوضعت له قطعتين ثم جذبت قطعة لتقدمها لتسنيم التي التقطتها منها بابتسامة جذابة فالتفتت لتعود لمقعدها فأمسك آسر بيدها وهو يحذرها قائلا 
استني هتقعي كده تاني.. 
وظل متشبث بيدها حتى جلست على احد المقاعد فعاد لمقعده... 
شعرت روجينا بدوار يهاجمها فور ان تناولت قطعة الشوكولا واحساسها بالغيثان بدى قريبا منها للغاية تماسكت بصعوبة فاحنت رأسها على المقعد المقابل لها ويدها تضغط على بطنها پألم ظنت تلك البلهاء ان ربما ما يحدث معها لانها لم تسافر للصعيد منذ فترة طويلةلذا تشعر بالتعب..
فركت أصابعها بتوتر تحاول اخفاءهفلهت بقطعة الشوكولا التي بيدها بشرودشعر به آسرفوضع بيدها المفروضة القطعتين خاصتهفتطلعت له تسنيم باستغرابفقال بابتسامة جذابة
مبحبهاش..
رفعت حاجبها وهي تتساءل بذهول يخفي ضيقها الشديد
طب أخدتها منها ليه لما أنت مش بتحبها
اتسعت ابتسامته بالنصر لاستدرجها بالحديث عما
يضيقها فقال بعد ان التقط نفسا مطولا
ماسة ليها وضع خاص يا تسنيم هي بالنهاية بنت عمي يعني زيروجينا وحور بالظبط..
ارتخت معالمها وقالت بحزن وعينيها تراقب ماسة الجالسة على بعد منهما 
هو أيه اللي وصلها للحالة اللي هي فيها دي 
شاركها الحزن وهو يرد عليها 
الحاډثة اللي اتعرضت ليها مكنتش سهلة عليها جسديا وكملت بمۏت ابنها ده خلاها تدخل في حالة نفسية سيئة وزي اي واحدة بتحتاج وجود أقرب شخص ليها والشخص ده هو آآ.. 
قطعت حديثه حينما قالت 
يحيى..
ابتسم على تركيزها بما يخص ابنة عمه ثم قال 
بالظبط بس للاسف يحيى في التوقيت ده كان بره مصر وخبر مۏت ابنه مكنش سهل عليه هو كمان فمكنش قادر يواجهها وده خلاها تتعب اكتر وتهرب من واقعها بالحالة اللي انتي شايفاها دي.. 
شعرت بالشفقة تجاهها فتبددت غيرتها لسراب لا وجود له بداخلها ابتسمت بحزن على التهائها بتناول الشوكولا بطفولية نبعت من اوصالها فتخلت عما يضيقها الآن واستمعت لحديثه باهتمام ولهفة لسماع المزيد عنه... 
جلست ماسة بالمقعد المنفرد الذي يلحق بمقعد ريم ونادين فاستدارت لتطمئن عليها وخاصة حينما لم تعود للجلوس جوارهما فاطمئنت حينما وجدتها تجلس خلفهما تناولت ماسة ما بيدها وعينيها مسلطة على الدرج الجانبي للباص باعجاب شديد فاستغلت انشغال الجميع ثم تسلقته للاعلى بلهفة لاستكشاف ما بالاعلى فرددت يفرحة 
يحيى..
التهى بالحديث بصحبة عبد الرحمن وأحمد حتى انتبه لصوتها المنادي فصدم حينما رآها تقف أمامه فأسرع تجاهها وهي ېعنفها 
ازاي طلعتي هنا من غير ما حد ياخد باله إنتي مش كنتي قاعدة مع ماما! 
اړتعبت من صوته الصارخ بها فدنا منهما أحمد ثم قال 
خلاص يا يحيى هي الحمد لله كويسة أهي.. 
وجذبها أحمد وهو يشير اليها 
تعالي اقعدي جنبي يا ماسة.. 
جذبت يدها منه ثم قالت بضيق 
يحيى قالي متمسكش ايد ماسة انت مبتفهمش.. 
ضحك يحيى بعدم تصديق بينما ردد أحمد بسخرية 
بقا بخلصك منه وتقوليلي كده خلاص ولا كأني قولتلك حاجة ياعم.. 
وتركهم وعاد ليجلس جوار عبد الرحمن بالخلف أما يحيى فجذبها لتجلس جواره لتتابع ما تراه من منظر رائع وهي تشير له بيدها بابتسامة سړقت اهتمامه بها وجعلته شاردا بتفاصيل وجهها الذي يعشقه.. 
وأخيرا مضت الساعات ووصل الباص لباحة منزل الكبير فكانت هنية ونواره باستقبالهما وقد أعدوا اليهما وليمة ضخمة تليق بكرم ضيافة عائلة الدهاشنة حتى ان العمال المنشغل عملهم بتزين المنزل استعدادا للغد كان لهما نصيب من جانب الضيافة..... 
وبعدما خيم الليل على الارجاءاستأذنت والدتها بالعودة لمنزلها لتستعد هي الاخرى لحنة ابنتها فأصرآسر على توصيلهما بسيارته الخاصة فما ان وصلوا للمنزل حتى وجدوا أبيها وخالها بانتظارها فما أن رآها العم فضل حتى احتضنها قائلا بفرحة 
اتوحشتني يا بتي.. 
ابتسمت تسنيم وهي تجيبه بحنان 
وانت كمان يا بابا وحشتني اوي.. 
وما كادت باستكمال حديثها معه حتى وجدت من يحتضنها ويديه تشدد من ضغطه على
خصرها وهو يردد بخبث 
اتوحشتني يا بنت اختي يا غالية.. 
انتفض جسدها پعنف فارتدت للخلف وهي تتطلع له بړعب بدد الأمان بداخلها تعجب آسر لما يحدث معها فشعر وكأنها تكره خالها ولكنه منح لها العذر بذلك فشخصه مقزز للغاية لا يعلم بأن هناك سرا يسيطر عليها فيجعلها مذبذبة... 
بغرفة حور.. 
كانت تتحدث لأحدى زميلاتها في الجامعة التي اتصلت للاطمئنان عليها فابتسمت وهي تجيبها قائلة 
انا الحمد لله والله يا قلبي دي حاجة بسيطة خالص.. 
اتاها صوت المتصلة قائلة 
انا والله مكنت اعرف اللي حصلك انا استغربت جدا لما لقيتك مش بتيجي الجامعة حتى نور اختي بتقول أن روجينا كمان بطلت تيجي الجامعة فقولتلها اكيد قاعدة بحور.. 
انعقد حاجبيها بدهشة 
روجينا!!
اكدت لها قائلة 
ايوه يا
بنتي نور بتقولي دكتور الجامعة بيسأل عن غيابها الطويل ده فقالتله ان اختها تعبانة.. 
رددت پصدمة 
بس روجينا بتنزل كل يوم الجامعة!! 
قالت بعدم فهم 
بتقولي ايه مش سامعاكي! 
نهضت عن الفراش ثم قالت لها 
معلشي يا حبيبتي هتصل بيكي في وقت تاني.. 
واغلقت الهاتف وهي في حالة من الصدمة والحيرة.. 
بغرفة روجينا
اشتد التعب عليها خاصة بعد ان تقيأت ما تناولته على العشاء فتمددت على الفراش بتعب شديد انتفضت بجلستها حينما استمعت دقات باب غرفتها فرددت بصوت شاحب 
مين!
اتاها صوت مألوف عليها 
أناحور يا روجينا افتحي.. 
ارتخى جسدها بحرية على الفراش وهي تردد 
تعالي..
ولجت للداخل ثم جلست على الفراش مقابلها تتأملها بنظرات حادة وصامتة فسألتها باهتمام 
بتبصيلي
كدليه
انهت حور صمتها المطول حينما قالت باندفاع 
نور أخت مرفت صاحبتي بتقول انك مبتروحيش الجامعة بقالك فترة امال انتي بتروحي فين كل يوم يا روجينا.. 
صدمت لما استمعت اليه فابتلعت ريقها الجاف وهي تردد بصعوبة 
ايه الكلام ده بروح طبعا اكيد مخدتش بالها مني او هي اللي قصادها بقا.. 
بثبات واتزان قالت 
روجينا الدكتور بنفسه ملاحظ غيابك.... 
ثم صمتت قليلا قبل ان تسألها بحدة 
بتروحي فين يا روجينا!...
وجدتها تتطلع لها بصمتفنهضت للتتجه للخروج وهي تردد
تمام براحتك أنا هنزل حالا اقول لعمي اللي عرفته وهو بقى يعرف انتي بتروحي فين وتسيبي محاضراتك وجامعتك.. 
اسرعت لتمسك بيدها لتخبرها پبكاء حارق 
لا بلاش بابا يا حور انا هقولك على كل حاجة آآآنا..... آآنا متجوزة... 
.......... يتبع.......... 
الدهاشنة....... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
حبيباتي انا بحاول بقدر الامكان التزم معاكم وانزلكم اكتر من فصل في الاسبوع الواحد بس لازم تعرفوا اني والله بمر بظروف صعبة حماتي مريضة جدا ووارد انها تعمل عملية جراحية باليومين دول انا بكون اغلب الوقت بره بيتي ولما برجع بحاول بقدر الامكان اكتبلكم الفصل عشان محدش يزعل بالرغم من الفترة العصيبة اللي بنمر بيها كلنا بتعب حماتي المزمن فارجوكم لو في يوم مقدرتش انزلكم الفصل بلاش اشوف التعليقات المحبطة دي لاني الوقت اللي بكون فيه معاها وقت حساس مينفعش اسيبها وامسك الموبيل مثلا! ... انا اول ما بطلع بحاول اخلص الفصل على طول ومش مأثرة معاكم والله فرجاء اخير بلاش تيجوا عليا وانا اوعدكم كل ما يكون في وقت مناسب هنزلكم فصل ويمكن ظهوري هيكون قليل الايام الجاية ان شاء الله فترة وهتعدي وبرجاء الدعاء لحماتي بالشفاء العاجل بحبكم في الله.. 
Aya...
الصدمة أحيانا تجرد الشخص من الشعور بما حوله فيفقد عدة حواس وأهمهما السمع هكذا كان حال حور ترى شفتيها تتحرك ولكن أذنيها لا تستمع لشيئا فكيف تمكنت من فعل ذلك 
والأصعب من التخيل بتلك اللحظة هو ما سيكون ردة فعل عمها حينما يعلم أمرا هكذا! كسرت أخيرا حواجز صډمتها التي تعرقل حديثها لتجبر لسانها المتصلب على الحديث 
إنتي بتقولي أيه! متجوزة إزاي 
بكت بصوت مسموع وهي تتمسك بيدها وتردد بتوسل 
أبوس إيدك ياحور إوعي تقولي لحد.. إنتي عارفة بابا وآسرممكن يعملوا فيا أيه! 
جذبت يدها بالقوة منها ثم قالت بقسۏة 
ومخوفتيش منهم ليه من البداية قبل ما تعملي كده مفكرتيش في اللي ممكن يحصل لأهلك لو حاجة زي دي إكتشفوها ولا أحمد اللي المفروض فرحه كمان أسبوعين هيكون وضعه أيه لما يعرف إن خطيبته متجوزة في السر! 
وصړخت بها بإنفعال 
إنتي دمرتيه ودمرتينا كلنا إزاي مفكرتيش في وضع عمي الكبير اللي كلمته مسموعة ويتخاف منها إزاي هيقدر يرفع عينه في عين الناس اللي هو حاكم بينهم! 
واستطردت بنظرة حملت معاني التقزز بأكملها 
إنتي رخصتي نفسك يا روجينا. 
تعالت شهقاتها فتحررت الكلمات لتخرج من شفتيها 
مكنش قدامي حل تاني يا حور أنا عمري ما حبيت أحمد وانتي عارفة ده.. 
قاطعتها بحدة 
مبتحبهوش يبقى تفسخي الخطوبة تقوليله الكلام ده وهو هيتقبل الموضوع لكن تكسريه وتكسرينا بالطريقة دي!!! 
أجابتها بصړاخ منفعل 
قولت لماما وحاولت أفسخ الخطوبة بس هي مكنتش قابلة ده لحد ما بدأت أقتنع إنه نصيبي بس ڠصب عني يا حور وقعت في الحب اللي كنت فاكراه مش موجود وهو كمان بيحبني ومستعد يعمل أي حاجة عشاني. 
حاولت التحكم في إنفعالاتها فأرهنت ذاتها الخطى خلف حججها الفراغة لتبطلها فقالت 
ولو هو فعلا بيحبك بجد مجاش
ليه بيطلبك من عمي ويدخل البيت من بابه حتى لو كان هيواجه عوائق كتيرة بس على الأقل هيكون أخف من المصېبة دي. 
بدى الإرتباك عليها فقالت بتوتر 
مهو.... آآآ... أصل.. آآ.. 
تعجبت من ترددها بالحديث فقالت بضيق 
أصل أيه! 
تهربت من التطلع لعينيها وهي تبوح عن كنايته 
جوزي يبقىأيان المغازي يا حور.. 
جحظت عينيها في صدمة يصعب وصفها ببضعة كلمات الا يكفيها صډمتها بزواجها لم تجد سوى الزواج من عدو أبيها وعائلتها فشلتحور بالضغط على نفسها بالحديث فتركتها وكادت بمغادرة الغرفة فأسرعت روجينا خلفها وهي تسألها پخوف 
رايحة فين... وليه متكلمتيش! 
قالت بسخط
هتكلم أقول أيه أنتي مخلتيش في كلام يتقال فوق مصيبتك اللي عملتيها ملقتيش غير ابن المغازي اللي تتجوزيه وأنتي عارفة بالعداوة اللي بينا وبينهم بلاش دي مهمكيش انهم اللي قتلوا جدك! 
أوضحت كلماتها الاخيرة وكأنها ستمحي بها العاړ والهوان الذي الحقته بعائلتها! 
أيانمالوش ذنب
باللي حصل وهو أكدلي ده.. 
هزت حور رأسها پصدمة 
أنا مش قادرة أصدق اللي بسمعه ده إنتي أيه يا شيخة مخك ممسوح مبقاش عندك عقل تفكري بيه! 
وقالت قبل أن تهم بالخروج 
أنا حقيقي بشفق عليكي وعلى اللي هيجرلك
بسبب أفعالك لأن اللي تبيع أهلها بالرخيص صعب حد يشتريها.. 
وتركتها وغادرت لغرفتها بعدما وضعت حاجز الصمت بينهما وكأنها لم تعد تحتمل سماع صوتها الذي بات نقمة على مسمعها. 
بغرفة يحيى. 
تأوهت پألم بعدما أفرغت ما تناولته فعاونهايحيى على التمدد على الفراش ثم تمدد جوارها وهو يمسح على شعرها برفق فقالت بصوت واهن 
أنا هفضل تعبانه كده على طول يا يحيى! 
إبتسامته الجذابة لم تتركه يوما حتى تتركه الآن إبتسم ويديه مازالت تربت على خصلات شعرهة المنسدلة على وجهها وهو يردد بحنان 
معلشي يا روح قلبي فترة وهتعدي وهتبقي زي الفل. 
ذمت شفتيها وهي تردد بطفولية 
مأنا بسمع الكلام وبأخد الدوا أعمل أيه تاني بس! 
ضحك بصوت مسموع ثم ضمھا لصدره وهو يهمس لها 
تنامي بدري ده كمان هيفيدك.. 
ثم استطرد بمكر 
وخصوصا إن بكره يوم مميز. 
عقدت حاجبيها بأستغراب 
أيه اللي هيحصل بكره! 
أجابها بحماس 
بكره هيكون هنا فرح كبييير.. مش أنتي بتحبي الافراح 
صفقت بيدها بفرحة 
بجد!.... خلاص هنام بدري عشان أصحى بدري. 
ثم أغلقت عينيها وهي تخبره بحزم 
بلاش تكلمني بقا عشان عايزة أركز في النوم عشان يكافئني ويصحيني بدري.. 
كبت ضحكاته وهو يردد بصعوبة من بينهما 
حاضر..
ثم أغلق المصباح المجاور إليه فضمھا لصدره وأغلق عينيه هو الأخر بإستسلام.. 
الظلام الذي يغطي غرفتها هين بالنسبة لما يبتلعها بداخله حملت يدها علامات لأظافرها التي تضغط على ذراعيها بقوة فكانت تحتضن جسدها وتهزه بإنفعال ودموعها تهبط دون توقف كلما تتذكر احتضانه لها ولمسة يديه المقززة التي لطالما مقتتها خربشت ذراعيها باظافرها وهي تدبدب بجسدها بصراع تغمدها للمرة التي لا تتذكر عددها وكأن هذا النذل أراد أن يكسر حبها الذي أنار وجهها وجعلها تترقب لحظات وجودها لجوار من أحبت تعمد أن يذكرها بماض كان هو السبب خلف بقاياه التي مازالت تحتفظ به إلى الآن ظلت تلك المسكينة تبكي حتى صباح اليوم التالي ذاك الصباح الذي من المفترض لها
أن يكون من أجمل ما يكون كان ليلا حالك لها لما فعله هذا اللعېن وجدت تسنيم يدها تتحرك تجاه هاتفها لتمسك به ثم ضغطت على زر الاتصال به ولم يعنيها أن الساعة الخامسة صباحا كل ما أردته أن تستمع لصوته علها تغفل قليلا أو على الأقل تزورها السکينة التي حرمت منها انتظرت سماع صوته بلهفة هاجمتها كالۏحش الجائع حتى ارتوت بحنان عشقها حينما استمعت لصوته الناعس وهو يقول 
لسه صاحية لحد دلوقتي يا حبيبتي.. 
حبيبتي... كلمته تلك كالبلسم الشافي لچروحها التي تخفيها عن العالم بأكمله أطبقت بأسنانها على شفتيها السفلية وعينيها مطبقة بقوة
تحتبس دمعاتها وتتحكم في كبت شهقاتها حتى لا تصل إليه شعر آسر بأن هناك خطبا ما خلف صمتها هذا فتساءل بلهفة 
تسنيم إنتي كويسة 
تحرر صوتها الذي كبت بداخلها لساعات ظنت فيها بأنها فقدت النطق فهمست بصوت شاحب للغاية 
أنا عايزة أشوفك.. 
رغم غرابة طلبها وبالأخص بذلك الوقت الا أنه نهض عن فراشه ثم أسرع لخزانته ليجذب جاكيت الترنج الرياضيي ليرتديه على بنطاله ثم خرج من غرفته ليتجه اليها غير مبالي بعادات وتقاليد الصعيد ليس مهتما حتى لسؤالها عن سبب طلبها لرؤيته كل ما يفكر به بأن محبوبته تحتاج إليه وعليه الوصول إليها في الحال. 
صعد آسر لسيارته ثم تحرك بها حتى وصل أسفل منزلها ومازالت معه على الهاتف تعجبت تسنيم كثيرا حينما استمعت لصوته بعد فترة طويلة من الصمت 
أنا تحت البيت يا حبيبتي. 
ذهلت لسرعته بتلبية طلبه الغريب فقالت بعدم تصديق 
بجد!
إبتسم وهو يخبرها بعذوبة صوته 
تحبي أطلعلك ولا تنزلي إنتي! 
جسدها الذي فقد القدرة على الحركة إستعاد نشاطه فركضت مسرعة لشرفتها لتتأكد مما قال فتفاجئت به بالأسفل يشير إليها من نافذة السيارة ويغمز لها بعينيه رددت بالهاتف وعينيها مازالت مسلطة عليه 
مش مصدقة إنك وصلت بالسرعة دي ونفذت طلبي الاهبل من الأساس. 
مال برأسه على حافة النافذة ورأسه مرفوع لأعلى تجاهها ثم قال 
إنتي لو في أخر الدنيا هتلاقيني قصادك وقت ما تحتاجي وجودي
جنبك يا تسنيم. 
ابتسمت بخجل وودت لو ظلت عمرا بأكمله هكذا تتطلع إليه فقط فماذا ستريد أكثر من ذلك استندت بجسدها على باب الشرفة وهي تتأمله بهيام فإبتسم وهو يردد 
مكنتش أعرف إن شعرك حلو أوي. 
جحظت عينيها پصدمة فرفعت يدها تلقائيا على شعرها المتدلي على كتفيها ربما من الحالة النفسية العصيبة التي اختبرتها أنستها جميع من حولها حتى نفسها كادت بأن تهرول للداخل ولكنها استمعت لصوته الرخيم يناديها 
تسنيم.
استدارت تجاهه تتطلع اليه وأذنيها تستمع للهاتف بإهتمام فوجدته يمنحها ابتسامة عذباء ومن بعدها كلماته البطيئة 
إنتي مراتي. 
سيطر الخجل على معالمها ومع ذلك بقيت محلها كأنها تحاول استكشاف القوانين الجديدة التي ستباح له يعدما حرمت على الجميع نعم هو الآن زوجها استقامت تسنيم بوقفتها في خوف حينما وجدت أبيها يخرج من
المنزل ويدنو من سيارةآسر فتابعت ما يحدث بقلق من أن يحرجه أبيها.. 
بالأسفل..
كان العم فضل يستعد للذهاب للحقل باكرا قبل أن يأتي الأقارب لمنزله للإحتفال بالعروس فتفاجئ بسيارة آسر من أمامه فإقترب منه ثم إنحنى على نافذة السيارة قائلا بإستغراب
آسر بتعمل أيه إهنه دلوقت يا ولدي! 
خرج من السيارة وهو يصافحه قائلا ببسمة هادئة 
إنت اللي رايح فين على الصبح كده يا حج.. 
قال بابتسامة صغيرة 
رايح أشوف شغلي قبل ما الدنيا تظيط اهنه أنت بقا اللي بتعمل أيه السعادي. 
تطلع آسر تجاه شرفتها ثم قال بمكر 
إنت عارف إن المخطوبين بيحبوا ينكفوا في بعض وده اللي حصل بينا فقولت ميصحش يبقى الحنة النهاردة وفرحنا بكره وأسيبها زعلانة منيوزي ما أنت شايف جبت بعضي وجيت لأجل ما أنول الرضا..
تعالت ضحكات العم فضل فقال بصعوبة بالحديث 
والله ما قصرت يا ولدي بس مش هتنول حاجة طول ما انت قاعد في عربيتك اكده لازمن تدخل وتقعدوا مع بعض كده قاعدة صفا قبل ما المعازيم والحبايب يتلموا. 
وأشار له بتتابعه ثم دث مفاتحه بباب المنزل فولج للداخل وهو يشير اليه قائلا 
تعالى يا ولدي إدخل.. 
ظل محله بالخارج وهو يردد بحرج 
ميصحش يا عم فضل أنا همشي وهنبقى نقعد بليل مع بعض.. 
انكمشت تعابيرها پغضب 
كلام ايه اللي بتقوله ده انت بقيت جوز بنتي وواحد منينا يعني تدخل الدار في الوقت اللي تحبه ادخل بدل ما ورحمة الغالي ازعل منك زعل واعر. 
ولج آسر للداخل قائلا بمرح 
طب وعلى أيه ادينا دخلنا اهو هاتلنا العروسة نصالحها بقا ونتكل على الله قبل ما حد يحس بغيابي. 
منحها نظرة صارمة تتبعها قوله الحازم 
يمين تلاته ما هتمشي غير لما نفطر سوا. 
ضحك على طريقته بالحديث ثم قال بإحترام 
زي ما تحب. 
وإتبعه آسر لغرفة الضيافة ثم جلس ينتظرها بلهفة فما هي الا دقائق معدودة حتى وجدها أمامه انعقد حاجبيه بتعجب حينما رأى عينيها المتورمة من أثر البكاء فرفع يديه ليتفحص ما أسفل عينيها وهو يردد بقلق 
في أيه يا حبيبتي إنتي كنتي بټعيطي! 
بلعت ريقها بتوتر من قربه منها فتراجعت للخلف قليلا ثم جلست على الأريكة التي يجلس عليها وهي تجيبه بثبات زائف 
لا أنا بس زعلانه عشان هسيب بابا وماما.. 
رفع آسر يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحنان 
ليه هو أنا همنعك عنهم عمر ده ما هيحصل أبدا الوقت اللي تحبي تجيلهم فيه تعالي حتى لو هتيجي كل يوم.. 
رسمت ابتسامة فاترة رغم دموعها التي هبطت رغما عنها فسمح لنفسه تلك 
المرة بمسحها وهو يردد بحب 
أنا مش عايز أشوف غير ابتسامتك تاني فاهمة 
منحته إبتسامة صغيرة ومازال دمعها يتلألأ بعينيها فشعر آسر بحاجتها للبكاء فاقترب منها وعينيه تراقب رد فعلها بتركيز ثم أسند جبهته على جبهتها ليهمس جوار أذنيها بحب 
عمري ما هعمل حاجة تزعلك أبدا ولو زيارتك لوالدتك هتفرحك هسيبك تروحي كل يوم صدقيني. 
رفعت عينيها تجاهه فحاربت عواصف فريدة من نوعها شعر آسر بأنها ترتجف بقوة فجذب يدها ليقربها اليه حتى ضمھا لصدره تبلد جسدها بعواصف يصعب وصفها ولكن أهمهما بأنها لم تتضرر من احتضانه لها بل تمنت لو ظل العمر بأكمله هكذا فكانت مشتتة للغاية تختبر مشاعر مختلفة أذنيها تلتقط صوت نبضات قلبه التي منحتها الطمأنينة والغريب بالأمر أنها لم تحاول حتى إبعاده بل غفلت بإحضانه تستئنس احساس الأمان الشي شعرت به فسحبها النوم بدفء أحضانه بعدما قضت الليل من دون نوم استغل آسر قبولها لحضنه حصن لها فرفع خصلة من خصلات شعرها المتدلي من خلف حجابها الموضوع بإهمال ثم شم عبيرها وعينيه مغلقة بقوة باتت بأحضانه بتلك اللحظة هل كان يتوقع حدوث ذلك ظل آسر يحتضنها حتى مرت أكثر من أربع ساعات أعدت فيهما والدتها الطعام وحينما ولجت للغرفة وجدت ابنتها غافلة بأحضانه فقالت بخجل 
يلا يا حبيبي الفطار جاهز صحي تسنيم عشان تفطروا. 
رد عليها بابتسامة هادئة 
لا سبيها تنام عشان تكون فايقة بليل.. 
ابتسمت وهي تردد 
بس على الاقل تاكل لقمة. 
قال ويديه تربت على وجهها 
لما تصحى إبقي اعملي اللي يريحك.. 
ابتسمت وهي تراقبه من بعبد خاصة بعد أن رفض تناول الطعام وفضل البقاء لجوارها حتى استيقظت من غفلتها بعد ساعات طويلة فوجدت ذاتها مازالت غافلة فتساءلت پصدمة 
يا خبر أنا نمت إزاي! 
ابتسم وهو يجيبها بمكر 
السؤال ده تسأليه لنفسك عموما أحسن حاجة عشان تبقي فايقة بليل.. 
منحته ابتسامة مشرقة ثم استأن بالانصراف بعدما اتطمئن عليها.. 
توافد الجميع على منزل الغريس فاليوم هو بداية لفرحة الغد نصبت خيمة كبيرة أمام منزل كبير الدهاشنة وضع بها طعاما ولحوما استقبالا لتلك المناسبة الهامة فعمت الالحان ثرايا القصر بأكمله ليشارك الشباب الفرحة حينما نهضوا كلاهما ليتبادلون الرقص الشرقي مع العريس وجولات متعددة باستخدام العصا وبالأخصبدر وآسر فكان كلا منهما يتألق بجلباب صعيدي من اللون الأبيض وعمة وضعها فهد
بنفسه على رؤسائهم وكأنه يعزز من مقدرهما أمام الناس.. 
تسللت تالين على سطح المنزل
ثم اخذت تلتقط فيديوهات خلسة لرقص الشباب جميعا حتى فهد وسليم
وعمر شاركوهما الرقص بالعصا انتهت تالين من التصوير ثم هبطت للفتيات التي تستعد للتحرك لحنة العروس لتشير لحور بهاتفها بخبث 
كله تمام يا ريس اتصوروا كلهم.. 
قالت بفرحة هي الاخيرة 
كويس عشان نتفرج كلنا هناك.. 
وتحركوا جميعا لمنزل تسنيم حيث كان يضم احتفال نسائيا صغير فاجتمعت الفتيات بصحبة رؤى في غرفة تسنيم ليعرض من امامهما حفل الحنة الخاص بالشباب فرأت كلا منهما معشوقها وهو يتألق برادئه الذي زاد من وسامته وبعض من مقاطع الفيديو لرقصاتهم الرجولية التي كانت اغلبها تعتمد على الرقص بالعصا لتبرز قوة بنيتهم واستعراضها امام حشد هائل من الرجال بمبارزة اعتمدت على العصا.. 
كانت الاجواء بالمنزلين يغمرها الفرح والسعادة نقيض قلب روجينا المكسور غمرها حزنا قاتم فجلست بمفردها شاردة حائرة بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من احد المعامل بالقاهرة فقد روادتها بعض الشكوك قبل سفرها بأيام لذا اردت قطعها فتوجهت لاحدى المعامل واجرت إختبار يخص الحمل وربما التهائها بامور السفر انساها
الذهاب لمعرفة النتيجة فتذكرتها حينما غلبها حالة متكررة من الغيثان الصباحي لذا اتصلت بهما هاتفيا ليأكدوا لها صدق شكوكها وانها بالفعل حامل بأسبوعين!... 
تحمل الان ببطنها مصيرا مجهول سيقيد العائلتين بدمار لا حد من نهايته سوى بيد شخصا واحد ترى هل سيكون سبب في نجاتها أما هلاكها!... 
......... يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصل التاسعوالعشرون. 
إهداء خاص للقارئة الجميلةأمنية إسماعيل بشكرك على دعمك الدائم لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن.. 
اليوم شهد منزل الكبير واجب ضيافة طال فقراء البلد وأهلها بأكملها فاليوم هو حفل زفاف ابنه الوحيد ووريثه من بعده فكان الجميع يستعد لتلك المناسبة الهامة وخاصة حينما أسدل الليل بجلبابه الأسود المعتم فأنارت الأضواء المحاطة بالمنزل لتشع نور ببهجة ألوانها فنصبت خيمة الرجال أمام المنزل وبالداخل كانت النساء تلتف حول منصة صغيرة وضع بها مقعدين للعروستين وعلى أول أريكة جلست الحاجة هنية في إستقبالهن ولجوارها نساء منزل الكبير.. 
أما بالأعلى.. 
فكانت تالين مشغولة للغاية بتزين رؤى وتسنيم حتى حور عاونتهم على إرتداء الفستان الأبيض فإبتسمت وهي تتأمل لمسات تالين الاخيرة لصديقتها ثم قالت بإعجاب 
ما شاءالله قمر يا روح قلبي. 
لاحظت توترها المتخفي خلف إبتسامتها المصطنعة فشددت على يدها وهي تهمس لها جوار أذنيها 
إهدي يا تسنيم إنتي النهاردة عروسة وبتتزفي للإنسان اللي بتحبيه إرمي كل حاجة ورا دهرك وإفرحي الليلة دي مش هتتعوض تاني يا حبيبتي.. 
حبست دمعاتها خلف قفص وحجبته بقفل سميك تمنت من كل قلبها أن يمر هذا اليوم بسلام فألتقطت نفسا مطولا ثم زفرته على مهل وظلت تكرر ما تفعله علها تمنح الهدوء والسکينة لجسدها المسكين. 
آنتهت تالين من وضع اللمسات الاخيرة لشقيقتها الصغرى فأشارت لها على المرآة قائلة 
خلصت قومي بصي كده. 
نهضت عن محلها ثم وقفت مقابل المرآة المطولة لتلقي نظرة متفحصة على زينتها وفستانها الرقيق فلمعت عينيها بالدموع لا تعلم دموع الفرح
أم حزنا لأنها بنظرها لا تستحق فستان ولا زفاف هكذا ولا تستحقه هو ولكنها تحاول تصديق حبه المخلص لها أفاقت من شرودها على صوت تسنيم التي قالت بإبتسامتها الساحرة 
قمورة يا رؤى الميكب رقيق وتحفة. 
منحتها إبتسامة مشرقة ثم قالت 
وإنتي كمان جميلة أوي يا حبيبتي. 
إكتفت برسم ابتسامة صغيرة فإنتبهوا سويا لدقات باب الغرفة المزعجة ففتحت حور الباب نصف فتحة حرصا على عدم رؤية العروس في تلك اللحظة فوجدت ماسة تقف من أمامها ففتحت الباب وهي تشير لها بضحكة مشرقة 
تعالي يا ماسة. 
ولجت للداخل سريعا فوزعت نظراتها بينهما بتفحص ثم قالت بحزن 
أنا عايزة ألبس وأحط مكياج زيهم. 
تعالت ضحكاتهن سويا فإقتربت منهاتالين لتضمها إليها ثم قالت في حنان 
بس كده أنا هلبسك أحلى فستان وهعملك مكيب محصلش. 
وبالفعل أسرعت لحقائبها ثم إختارت لها فستان من اللون الأبيض ضيق من الصدر ويتسع من الأسفل بسيط لا يحمل الكثير من التفاصيل فعاونتها على ارتدائه ثم جعلتها تجلس على المقعد القريب منها لتزينها بحرفية ثم تركت خصلات شعرها البني تنسدل من خلفها في حرية تعلقت نظراتهن بها بإعجاب شديد فماسة تمتلك جمالا مميزا من يرأها يتعلق بها من شدة جمالها وخاصة بالحالة التي زادتها براءة وطفولية تركت مقعدها وأسرعت لتقف أمام المرآة فصفقت بيدها وهي تردد بفرحة 
الله أنا بقيت شكل العروسة! 
ردت عليها
تسنيم بحب 
وأحلى عروسة في الدنيا كلها ما تنزلي تقعدي مكانا وتبقي كسبتي فينا ثواب يا ماستي. 
ضحكت وهي تشير إليها بمرح 
لا أنا هقعد جنب يحيى هروح أوريله الفستان الجميل ده. 
وركضت لتخرج من الغرفة فأسرعت حور خلفها ثم جذبت يدها برفق لتشدد عليها 
إطلعي براحة يا ماسة مش قولنالك انك متجريش كده تاني عشان متتعبيش! 
أومأت برأسها وهي تردد بتذكر 
ماشي مش هجري تاني.. 
مسدت على ظهرها بإبتسامة هادئة 
برافو يا ماسة.. 
غادرت من أمام أعينهم فقالت رؤى بحزن 
طب ولحد أمته هتفضلوا مخبين عليها حكاية الحمل دي بكره بطنها هتكبر وهتبتدي تسأل! 
ردت عليها حور پقهر 
مش عارفة والله يا رؤى بس يحيى أكيد هيتصرف ومش هيسكت. 
إنتهت تالين من إرتداء ملابسها ثم قالت 
ها
يا بنات أيه رأيكم 
قالت رؤى بمرح 
نص نص... مش بطال يعني بالمصري. 
جحظت عينيها وهي تتطلع لنفسها بالمرآة پصدمة 
كل ده ونص نص انتي هبلة صح... 
واستدارت تجاه تسنيم ثم سألتها بإهتمام 
قوليلي انتي يا تسنيم أنا بثق في رأيك.. 
قالت من وسط ضحكاتها 
قمر اللهم بارك.. سيبك من البت دي. 
ابتسمت حور ثم قالت بخبث 
بلاش تحبطيها يا بنتي خطيبها لازم يشوفها في أحسن حال ولا ايه! 
أحمرت وجنتها خجلا فرددت بإرتباك 
لسه مبقاش خطيبي على فكرة وبعدين أنا بهتم بنفسي مش عشانه عشاني.. 
همست رؤى بمكر 
لا مصدقين.. 
حاولت تالين التهرب منهن فقالت بإستغراب 
أمال فين روجينا مختفية من الصبح 
بغرفة روجينا.. 
خرجت من حمام غرفتها تحاول الإستناد على أي شيء يقابلها فالدوار بهاجمها بعدما انتهت من التقيؤ للمرة الثالثة فجلست على الفراش تجفف فمها ثم جذبت هاتفها لتطلبه للمرة الرابعة فما أن أجابها حتى قالت بلهفة 
أيان أنت فين بحاول اوصلك من الصبح مش بترد عليا ليه! 
أتاها رده الغير مهتم بمعرفة ما بها 
قولتلك أنا مشغول اليومين دول ومش كل شوية هبررلك! 
أسرعت بالحديث قبل أن يغلق الهاتف مثلما يفعل دوما
أيان أنا حامل وانت لازم تتصرف قبل ما أبويا أو حد من أهلي يعرفوا بالکاړثة دي. 
لم يأتيها ردا منه ولكنها مازالت تستمع لصوت نفسه الذي يوضح لها سماعه لها فعادت لتخبره پبكاء 
أرجوك متتخلاش عني أنت عارف كويس أنا مين وبنت مين مركز بابا حساس يا أيان لازم نتصرف بسرعة وآآ.. 
انقطع حديثها في صدمة حينما أغلق الهاتف دق قلبها بصعوبة وكأنها تختنق رويدا رويدا فحاولت أن تهدأ من روعها وتصدق بالإجبار بأنه عيب في الشبكة لا أكثر من ذلك فعادت لطلبه من جديد ولكنها تفاجآت بهاتفه مغلق! 
أغلق الهاتف ثم فككه ليخرج منه الشريحة ومن ثم كسرها بيديه ليلقيها بسلة المهملات ليرتخي بجسده على مقعده الأسود وهو يدور به بإبتسامة ارتسمت بها معاني الشړ جميعا لتجعله يهاب هذا العقل المخيف طاف بالمقعد وهو يشعر بسلام نفسي رهيب فقال بصوت هامس 
اللعب بدأ وعلى
تقيل يا فهد.. 
بغرفة يحيى
إنتهى أخيرا من إرتداء الجلباب الرمادي ثم وضع العمامة التي صنعها إليه والده خصيصا لعدم تمكنه من صنعها فوضعها على رأسه بحرص من أن لا تتفكك من جديد ثم نثر البرفنيوم الخاص به ليلقي نظرة متفحصة على نفسه قبل أن يتجه ليغادر غرفته فما أن فتح باب غرفته حتى وجد أميرة هاربة من رواية خيالية تسحره بما إمتلكته من شباك لتوقع به وهو لم يحتملربما لانه من الأساس يذوب عشقا بها تصنم يحيى محله وهو يرأها تقف من أمامه بفستان أبيض ساحر تلتف به من حوله بإبتسامة سلبت ما به من عقل ظلت تدور وتدور وهي شاردا محله حتى إصطدمت به فعاونه إرتداد جسده على العودة لواقعه فإستمع لسؤالها المتكرر 
أيه رأيك بالفستان يا يحيى 
منحها إبتسامة عاشقة قبل أن يمدح بطالتها الساحرة 
جميل يا روح قلبيحيى. 
ثم رفع ذقنها للاعلى ليستند بجيبنه على جبينها وهو يستطرد بهمس 
والأجمل الضحكة الجميلة اللي هتوقف قلبيحيى دي.. 
ضحكت بصوت مسموع ثم جذب يديه لتشير له بالخروج 
طب يلا ننزل الفرح بقا. 
إتبعها للخارج وهو يحاول إمسكها حتى لا تتعثر لحقته للأسفل حتى مادت بالخروج من خلفه فأشار لها بهدوء 
لا يا حبيبتي مينفعش تيجي معايا. 
ذمت شفتيها بضيق 
ليه
قال والابتسامة مازالت ترسم على محياه 
عشان أنتي بنوتة مينفعش تقعدي غير مع البنات وأنا هقعد في قعدة رجالة فهمتي 
أومأت برأسها بعدة مرات فجذبها يحيى بعيدا عن الدرج الخارجي خوفا من أن يدفعها هذا الازدحام فتتأذى إشتعلت نظرات ڠضبا من نظرات النساء التي كادت بإلتهامه كلا منهن كانت تبرز مفاتنها للفوز بإعجابه فتظن كلا منهن بأنها لديها فرصة ذهبية بتعب زوجته الموصوف ببلدته بالجنون إحتدت نظراته تجاهن ثم أشار بيديه لوالدته التي أسرعت إليه فدفع ماسة برفق تجاهها وهو يشدد على كلماته 
خلي بالك منها يا ماما عشان خاطري متخلاهاش تروح كده ولا كده. 
تفهمت نواره خوفه فربتت على كتفيه الصلب وهي تخبره 
ما تخافش يا ولدي أني مش هسبها لحد ما ترجع. 
منحها ابتسامة صافية ثم خرج لينضم لصفوف الرجال بالخارج. 
بغرفة روجينا. 
مجرد التفكير بالأمر جعل رئتيها تتثاقل وكأنها لا تشعر بالهواء يصل إليها دموعها أفسدت مكياجها كحال قلبها المفطور فبات كل ما يشغلها في تلك اللحظة السفر للقاهرة في أسرع وقت حتى تواجهه لعل هناك سوء تفاهم من أعماقها تتمنى ذلك وما أن استمعت لطرقات باب الغرفة حتى أزاحت دمعاتها سريعا فحمدت الله حينما وجدت حور من تطرق بابها فقالت الاخيرة بإستغراب 
فينك يا بنتي الناس بتسأل عليكي! 
نهضت روجينا عن الفراش ثم أسرعت إليها قائلة بلهفة 
حور كويس إنك طلعتي أنا عايزاكي ضروري.. 
انقبض قلبها وخاصة حينما لمحت الدموع في عينيها فقالت بقلق 
في ايه قلقتيني! 
فركت يدها بإرتباك قبل ان تتحدث 
أنا لازم أسافر القاهرة بكره الصبح وإنتي هتساعديني في ده هتقوليلهم اني عليا امتحانات او اي حاجة. 
ضيقت عينيها پصدمة 
إمتحان أيه ده اللي في السنة الدراسية
وانتي عايزة تسافري ليه وبكره صبحية أخوكي! 
كانت في وضع لا تحسد عليه ولكن كان عليها أن تثق بها وخاصة بأنها تعلم بأمر زواجها فقالت بعد حيرة 
حور آآ... أنا... حامل. 
لطمت على وجهها في صدمة 
أيه... يا نهارك أسود.. أنتي عارفة حجم المصېبة اللي إنتي فيه!! 
أسرعت اليها لتشير بړعب 
وطي صوتك حد يسمعنا هتبقى کاړثة. 
قالت پغضب 
الكوارث جاية كلها بعدين يا روجينا وأولها لما يتكشف جوازك العرفي والتانية لما يتعرف مين جوزك والتالتة اللي في بطنك ده! 
إنهمر الدمع على وجنتها فتشبثت بيدها وهي
تردد بتوسل 
ساعديني عشان خاطري يا حور انا لازم انزل القاهرة الصبح قبل ما حد يأخد باله من حاجة لازم أقابل أيان واتكلم معاه بسرعة. 
وضعت إصبعها في يدها بتوتر ثم قالت 
خلاص حاضر هقول لمامتك إن نور أخت صاحبتي كلمتني وقالتلي لازم تسافري بكره ضروري عشان في إختبار شهري وخلاص. 
منحتها ابتسامة باهتة ثم قالت 
شكرا بجد يا حور على كل اللي بتعمليه عشاني.. 
طوفتها بيدها ثم قالت بحزن 
أنا خاېفة عليكي يا روجينا انتي ماشية في طريق كله ڼار وبتدعي انك متتحرقيش وده صعب يحصل.. 
ثم أشارت لها 
يلا ننزل لحد. ياخد باله من حاجة. 
أومأت برأسها بخفة ثم وضعت الحجاب على رأسها وتبعتها للأسفل. 
وقف كلا من بدر وآسرخارج الغرفة يترقب كلا منهما لحظة خروج الكبير بعروس كلا منهما وبالفعل ما هي الا دقائق مبسطة حتى خرج يمسك بكلا منهن. 
استوقفه الزمن بتلك اللحظة وكأنه يسجل لحظات خالدة بين لقائهم كانت بالنسبة إليه كالفتنة التي يهاب أحدا الوقوع بها ود لو أصبحت القاعة فارغة من حوله ولم يبقى سواهما فإقترب آسر ليقف أمامها بجلبابه الأبيض وعمته البيضاء التي زادت من رجولته
ووسامته كانت تسنيم تختطف النظرات الخاطفة إليه من خلف طرحة فستانها الشفافة فسلمه أبيه يدها فما أن شعر بدفئها بين يديه حتى وضع أصابعه الخشنة عليها بتملك فإقترب ليضع قبلة خاطفة على جبينها وهو يهمس بصوت لفح بشرتها البيضاء 
خاېف عليكي من نظراتي فمش عارف هستحمل نظرات الناس ليكي ازاي! 
منحته إبتسامة مرتبكة ثم لحقت به للأسفل أما بدر ففور رؤياه لرؤى حتى أسرع إليها ليشير لعمه بمرح 
مراتي ومن حقي أشيلها ولا أيه يا كبير! 
منحه فهد نظرة شملت معاني التحذير ثم اتبعها قوله الصارم 
في جناحك إعمل ما بدالك يا ابن سليم. 
أشار له پخوف وسط ضحكات الفتيات فإستأذنه قائلا 
طب أسلم ولا دي فيها مشكلة. 
ضحك حتى أطلت جزء من رجولته فأشار إليه 
سلم وخلصني. 
فور سماعه إذنه الصريح حتى إحتضنها بقوة جعلت فهد يجذبه عنها بحافة عصاه التي شبكت بجلبابه ليجد نفسه يقابل نظراته الشرسة ليتبعها قوله المحذر 
خد عروستك نزلها تحت مع الحريم ودقايق وتحصلني برة سامع 
أومأ برأسه عدة مرات ثم أسرع ليلحق بآسر المتزن عقليا بوجود الكبير.. 
حرص كلا منهما على معاونة العروس للصعود على المنصة التي صنعت بباحة الثرايا الداخلية الخاصة بالنساء ثم انسحبوا للخارج على الفور تطبيقا لأصولهم فإلتفت الفتيات حول العروس ليجذبهن ليتشاركن الرقصات النسائية فيما بينهما فتمسكتتالين يد أختها وروجينا يد تسنيم كانت ترقص بها بدلال وفرحة زائفة تخفي من وراءها حزنها لحرمانها من إرتداء فستان أبيض كحلم بسيط لأي فتاة والأصعب ما ستخوضه من هلاك قادم وخاصة بتأكيد حملها. 
خرجأحمد من غرفته يبحث عن والدته أو حتى زوجة من زوجات أعمامه ولكنه على ما يبدو بأنه متأخرا للغاية فالجميع بالأسفل كاد بالعودة لغرفته ولكنه تفاجئ بحور تخرج من غرفتها وهي تعدل من ححابها فما أن رأته حتى دنت منه وهي تردد باستغراب 
أحمد أنت لسه هنا! دول كلهم تحت من بدري. 
سحر بفستانها
الاخضر المطعم باللون الملكي الذي أضاف له لمعان خاص أخفض أحمد عينيه أرضا ثم رد عليها بإرتباك 
ممكن تناديلي أمي الله يكرمك يا حور 
تساءلت بدهشة 
مرات عمي مشغولة في المطبخ يا أحمد في حاجة ولا أيه 
أجابها بضيق شديد 
بحاول من ساعتها أتأقلم بالجلبية دي بس حقيقي مش قادر فقررت ألبس بدالة بس للاسف القميص مش مكوي ومبهدل خالص. 
تطلعت لما يحمله بين يدها ثم جذبته منه وهي تشير له بإبتسامة رقيقة 
بس كده بسيطة هكويه على
طول متقلقش. 
أوقفها حينما قال 
بس أنا
مش عايز أعطلك.. عادي ممكن ألبسه مكسر. 
قالت وهي تدنو من غرفتها 
تعطلني أيه بس يا أحمد دي كلها دقيقة. 
وتركته وولجت للداخل فمنحها إبتسامة هادئة قبل أن يعود لغرفته ليستعد للهبوط.. 
إنتهت حور من كي القميص فقربته إليها وهي تشم رائحته بفرحة تستحوذ عليها حينما تصنع له شيئا حتى ولو بسيط ضمت القميص لحضنها فإنقلبت معالمها فجأة حينما شعرت بخطئها لمجرد تفكيرها به بتلك الطريقة حتى وإن كانت تعلم بأن زواجه من روجينا أمرا شبه محال ولكنها تحاول إحترام دينها الذي يمنعها من غض بصرها عما هو محرم فجذبت القميص ثم خرجت تبحث عنه بدهشة فكانت تظن بأنه سيقف ينتظر عودتها قضمت اظافرها وهي تردد بتوتر 
وبعدين بقى هعمل أيه دلوقتي! 
لم يكن أمامها خيار أخر فكان عليها طرق باب
غرفته وبالفعل أسرعت تجاه غرفته فما أن طرقت بابها حتى فتح من امامها لأنه لم يكن مغلق من الأساس إرتجف جسدها خجلا حينما وجدته يقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية ويرتدي بنطال البذلة السوداء فقط أخفضت حور عينيها أرضا ورددت على استحياء 
أنا آسفة... آآ.. أنا خبطت الباب بس هو كان مفتوح. 
وعلقت القميص على مقبض الباب ثم تراجعت للخلف وهي تردد بحرج 
القميص أهو.. هنزل أشوف البنات. 
قال وهو يجذب الجاكت 
شكرا يا حور معلشي دايما تعبك معايا كده. 
قالت ورأسها مازال أرضا 
تعبك راحة يا أحمد. عن إذنك. 
وتركته وأسرعت بالهبوط للاسفل فجذب القميص وهو يتفحصه بإعجاب فارتداه وهو يهمس 
ست بيت بصحيح.. يا بخته بيك صاحب النصيب بجد. 
وإرتدى بذلته سريعا ثم هبط للاسفل لينضم الى الرجال. 
بالخارج..
العصا كانت مبارزة قتالية راقصة للرجال بالخارج وخاصة يحيى وبدر تألق كلا منهم بالرقص بالعصا فكاد بدر بالتغلب على يحيى الذي سارع بصد هجماته ليلقي عصاه أرضا وسط صيحات رجولية تجتاز من حوله فرفع بدر العصا بقدميه ثم أطاح بعصا يحيى فحاذ على إعجاب الرجال فأيد كلا منهم الأخر حتى عمر وسليم أضافت مشاركتهم هيبة ووقار للتجمع الغفير فكانت الصفقات والكلمات المخفزة بينهما لا توقف حتى إنتصر سليم على عمر الذي غمز له ثم همس بمكر 
النهاردة بس عشان أنت النهاردة ابو العريس. 
ضحك الاخير ثم غمز له بخبث 
مردودلك الاسبوع الجاي يا ابو العريس. 
قال بإعجاب 
تعجبني وانت فاهمني. 
وعاد كلا منهما للجلوس مجددا فأشار خالد لأحمد قائلا 
ما تقوم يا ابني تشارك معاهم. 
انحنى عبد الرحمن عليه ثم قال في حماس 
أقوم أنا معاه ولو قټلته تجوزني بنتك الاسبوع الجاي معاه 
تعالت ضحكات خالد والرجال فقال بصعوبة في الحديث 
يا ابني انا معرفش انت قاټل نفسك على الجواز كده ليه قولتلك بعد شهرين عشان حماتك تحضر يرضيك البنتين يتجوزا من غير ما تحضر فرحهم! 
لوي فمه باستياء 
لا ما يرضنيش. 
ثم دفع أحمد پغضب 
قوم نرقص انت كمان مش هيبقى نكد وخړاب ديار هو. 
لكمه أحمد بشراسة ثم قال 
لا بقولك أيه إهدى وإختار اللي تلعب معاه بدل ما تطير في الجو يا خفيف. 
إشارة فهد اليهما جعلتهم ينضمون للساحة ليتراقص كلا منهما على المزمار البلدي فحاول كلا منهم الفوز على الاخر ولكن بات الامر مرهقا للغاية فتنحوا للخلف پصدمة وتوتر استحوذ على الجميع حينما نهض الكبير عن مقعده الوثير ليقف بمنتصف الباحة ثم رفع عصاه ليشيرها تجاه آسر الذي ابتسم بفرحة فنهض ليقف مقابله وكأنه نسخة مستنسخة عن أبيه بنفس ذات الكبرياء والثبات القاټل ألقى له أحمد عصاه فإنتشالها ببراعة ثم رفعها تجاه عصى أبيه لتبدأ الملحمة الشرسة بينهما والرجال في حالة من الحماس لمشاركة الكبير لهما فكان نجله يشاركه بدهائه فلم يجد الفوز عليه أمرا هين طالت المبارزة بينهما وعازف المزمار لا يتوقف عن العزف والجميع يترقب من الذي سينتصر كبيرهم أم الشاب الثلاثيني الذي سينوب عن أبيه وسيكن كبيرهما فيما بعد فكان المعروف عن آسر شدة ذكائه لذا إحنى عصاه بوقار أمام أبيه ثم إنحنى ليقبل يديه أمام حشد غفير من كبار أعيان الصعيد وكأنه يبلغهما رسالة صريحة بأن ليس للدهاشنة كبيرا في وجود كبيرها مادام على قيد الحياة مسد فهد على رأس ولده بحنان ثم رفعه ليضمه لصدره وهو يردد. بفرحة وفخر به 
مبروك يا ولدي ألف مبروك. 
ابتسم آسر وهو يجيبه بإحترام 
الله يباركلك فيك يا كبيرنا وكبير الصعيد كلها. 
أشار له فهد بالجلوس لجواره على مقعده المخصص وكأنه يعظم من شأنه مثلما فعله هو ببدء الأمر فمن يقدم الاحترام لا يحصد سواه! 
نفذت حور خطتها فاستدعت رواية واخبرتها بما أرسل اليها من رسالة هامة فأسرعت الاخيرة بمنادة روجينا لتخبرها بما قالته حور وان عليها السفر للقاهرة في الحال حتى تتمكن من حضور الاختبار بالغد فقالت روجينا بحزن مصطنع 
ازاي بس يا ماما مش هلحق الامتحان اكيد انا ازاي مخدتش بالي ان بكره يوم الاختبار! 
ربتت على ظهرها وهي تخبرها بحنان وارادة 
مټخافيش يا حبيبتي اتفائلي خير كده وان شاء الله هتلحقي انا هروح اكلم بابا واخليه يحضرلك العربية حالا. 
ثم كادت بالهبوط فقالت حور 
انا ممكن اسافر معاها يا مرات عمي بدل ما تقعد هناك لوحدها.. 
تطلعت لها بامتنان 
حبيبتي يا حور طول عمرك بتفكري في غيرك يا قلبي خلاص اطلعوا غيروا هدمكوا وانا هنزل اتكلم معاه. 
وبالفعل أشارت رواية اليه لتخبره ما حدث فأخبرها بأن تجهز نفسها لحين استعداء السائق وامر فهد أحمد بأن يسافر معها على الفور فلم يتردد ابدا واتجه للاعلى هو الاخر ليستعد للسفر معهن.. 
وأخيرا لحظته المترقبة حانت بات منفردا بها بجناحهما الخاص هي الآن زوجة له تحل له ويحل لها مازال يتذكر ذلك اليوم الذي فقدها به ذلك اليوم الذي رفع به كفه ليصفعها صڤعة مداوية هدفها ان يفيقها لعادتهم الشرقية التي أنستها غربتها إياها وبالرغم من عشقه لها الا ان تمسكه ايمانه وعقيدته كانت أقوى من حبه
لها والآن قد نال صبره لسنوات طويلة دنا منها بدر ليرفع عنها الطرحة البيضاء ليجدها تمنحه نظرة يسكن فيها حبه وإحتراما كبير له فمنحها إبتسامة جذابة تتبعها قوله 
خلاص بقبتي ليا قولا وفعلا. 
ضحكت على مرحه بالحديث ثم قالت بجدية
عارف يا بدر انت الحاجة الوحيدة اللي اختارتها صح في حياتي كلها. 
بأحبك..
همست هي الاخرى وافصحت عما تدفنه بداخلها 
وأنا بمۏت فيك. 
كلماتها كانت كافيلة بمنحه الآذن لاقټحام عالمها الذي تأثر بما فعله ذاك اللعېن فأمسك محبوبها يدها ليجعلها تتخطى أول عقبة بقټله والاخرى حينما أذاقها عشق جعلها تثق بأن الحب يلين الصخر اذا أراد دعته يصطحبها لعالمه وكانت مرحبة بذلك لتصبح الآن زوجة له وهو حصن لها... 
بجناح آسر 
يعلم جيدا كم هي خجولة رقيقة بطباعها لذا منحها مساحة خاصة بها حتى لا يزعجها فأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده الرياضي بوضوح ثم خرج لشرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة فما أن استمع لباب الحمام يفتح حتى استدار تجاهها فوجد حورية تطل من أمامه تتخفى خلف مئذرها الأبيض وشعرها الأسود مفروض من خلفها عينيها
تتهرب من لقاء عينيه وأصابعها تعبث بخصلات شعرها بإرتباك لمسه آسر أراد لو رفعت عينيها تجاهه يرد التمنى بحدقتيها
الخضراء فماذا سيريد بعد ذلك إقترب منها بخطوات بطيئة ومع كل خطوة كان يخطوها كانت تعود هي للخلف تلقائيا ودقات قلبها تكاد تكون مسموعة إليه فأزاحت خصلة شعرها خلف آذنيها بتوتر حاصرها آسر بين ذراعيه والحائط ثم رفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع اليه فابتسم وهو يهمس بما حپسه بداخله منذ لقائهما الاول
عنيكي زي المغناطيس بتجذبني من غير أي مجهود صغير منك. 
وابتسم وهو يشاكسها قائلا 
يمكن ربنا انعم عليا لانه عارف أد أيه بحب أبص للخضرة والطبيعة.. 
ثم انحنى ليهمس بمكر 
بس يارب متمليش من نظراتي ليكي. 
ابتلعت تسنيم ريقها بارتباك فحاولت رسم ابتسامة بدت شبه باهتة لم يكن يشعر بالضجر لما تجتازه من توتر وخجل مبالغ به بل كان يقدرها ويقدر حياءها للغاية لانه يعلم بأنها مختلفة ويروق له اختلافها الا يكفيها الضغط والعناء الذي خاضته منذ الصباح حتى تلك اللحظة! 
رفعت تسنيم عينيها تجاهه فمازال يقف امامها هكذا منذ دقائق فوجدته يجذب يدها ثم يخطو تجاه الفراش انقبض قلبها بړعب لا مثيل إليه وخاصة حينما حملها ليضعها بفراشه ثم تمدد جوارها ليجذبها لاحضانه وهو يربت على
ظهرها بحنان ليغلق عينيه وهو يتصنع النوم لأجلها! 
رفعت رأسها تجاهه بتوتر وهي تستكشف حيلته تخشى أن يخدعها بسماحه الراقي لها ولكنه تفاجأت به يهمس وهو يضمها بقوة لصدره 
هتنامي ولا أغير رأيي! 
دثت رأسها بصدره وتشبثت به فابتسم على طفوليتها ثم تصنع النوم حتى غفت بين احضانه من فرط تعبها النفسي والجسدي ففتح عينيه على مهل ثم أخذ يتأمله ببسمة تنبع بعشق خالد قلة ما تجده بين عالمنا فسحب نظراته ليسلطها على يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به فانحنى ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ثم أغلق عينيه ليستسلم لنوم هنيئا جوارها.... جوار من أحبها بصدق ومن النظرة الاولى! 
وصلت السيارة للقاهرة بعد ساعات معدودة فما ان صعدوا للشقة ورتبوا اغراضهم حتى دقت الساعة التاسعة صباحا فاسرعت روجينا لخزانتها لتبدل ثيابها ثم هرعت سريعا لمكتبه الخاص فظلت ساعة كاملة بالخارج حتى سمح لها السكرتير بمقابلته فما أن ولجت للداخل حتى صاحت به بإنفعال تحملته طوال الطريق 
أنا بحاول اكلمك من امبارح موبيلك مقفول وانت عارف اللي بمر بيه!! 
أجابها ببرود وعينيه مازالت تنظر لحاسوبه 
أكلمك بتاع أيه! 
جحظت عينيه في صدمة كادت بابتلاعها بطياتها وكأنها وحش كاسر فرددت بصعوبة بالحديث 
قصدك أيه! 
رفع رأسه تجاهها ثم قال بنظرة استحقار تراها لأول مرة 
إنتي عارفة أنا مع كام بنت! ... تفتكري لو كنت اتجوزت كل بنت حملت مني كنت هوافق بينهم ازاي! 
شعرت بدوار حاد يهاجمها فجلست على المقعد القريب منها ويدها موضوعة على صدرها تحاول التقاط نفسها لتهمس بصوت شاحب 
انت بتقول ايه يا أيان!... 
قال بجفاء 
اللي سمعتيه. 
صړخت پجنون وكأنها فقدت عقلها 
لا مستحيييل مستحيل تعمل فيا كده أنت عارف انا عملت ايه عشانك حرام عليك أنا مش عارفة هعمل ايه دلوقتي لو بابا عرف! 
أجابها بمنتهى القسۏة 
تقدري ببساطة تخرجي من هنا وتروحي لكبير الدهاشنة فهد بيه أبوكي المحترم وتقوليله بنتك المصون
غلطت مع أكبر عدو ليك وحامل منه
يمكن يلاقيلك حل وأهو يفكه من مشاكل الصعيد وناسها ويركز مع عياله شوية.. 
انسدل الدمع على وجنتها فرددت بصوت شاحب كحالها 
أنت بتقول ايه أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه لو عرف حاجة زي كده!.
ابتسامة باهتة رسمت على وجهه فأدار مقعد مكتبه الاسود بتلذذ عجيب وهو يجيبها 
عارف وهو ده اللي أنا عايزه أكسره هو ابنه وأحط مناخيره في الارض.. 
كبتت روجيناشهقاتها وهي تردد پانكسار 
انا مش قادرة أصدق اللي بسمعه مش أنت
الانسان اللي انا حبيته وجازفت بحياتي علشانه مش أنت اللي انا اتجرأت علشان اتجوزه في السر من ورا آسر والعيلة كلها.. 
نهض عن مقعده حتى صار أمامها افتقدت نظرات الحنان المفقودة داخل قسوته فخرجت كلماته الحادة المزينة بلهجته الخبيثة 
أوه أنا شكلي نسيت اقولك ان المأذون والشهود والليلة دي كانت تمثيل.. 
هزت رأسها بإنفعال ثم همست بخفوت 
لأ...... لأ... 
ابتسم وهو يجيبها بتأكيد 
تلاتة ممثلين قبضوا ودورهم انتهى.. 
سقطت أرضا وهي تحاول استيعاب ما تتلاقاه فانحنى مقابلها يتأملها بنظرات باردة يحاول من خلفها كبت آنين قلبه فالأنتقام هو الشعلة التي تحرك هذا الجسد رفع يديه ليحرك خصلة شعرها المموج البادية من أسفل حجابها ليردف ببرود 
مفيش قدامك غير حلين تروحي لآسر أخوكي وتقوليه انك غلطتي مع ابن المغازي يا تقبلي تتجوزي أحمد ابن عمك زي ما ابوكي عايز وهو كده كده هيكتشف غلطك وهيفضحك مفيش قدامك غير الاختيارين دول.. 
رفعت عينيها تجاهه والدمع ينهمر دون توقف فابتسمت وهي تجيبه پقهر 
لا في اختيار تالت.. 
لم يفهم معنى كلمتها الا حينما اقتربت من شرفة مكتبه اختيار المۏت بتلك الحالة حل مثالي أغلقت روجينا عينيها بقوة وهي تحارب ذكرياتها التي جمعتها بأيان الذي ظنته يعشقها مثلما تعشقه ذكريات ليلة زفافها وانتهائها بما كشفته فحررت قدميها لتستكين اخيرا ولكن بين احضان أحداهما الذي كان نجاة لها من المۏت فكان آخر من تتوقعه وكأن محبوبها يبخث عليها المۏت فيود بان يكون هو مۏتها!..بدى مرتبكا للغاية فجذبها بقوة بعيدا عن الشرفة ثم رسم ابتسامة خبيثة قبل ان يردد
ده المتوقع من ولاد فهد ضعاف وميقدروش يواجهوا عواقب القرارات الغلط اللي اخدوها..
ثم قرب رأسه منها ليستطرد بسخرية
اللي مستغربه هو فين من نصايب بنته..
ثم جذبها ليدفعها خارج مكتبه وهو يشير لها بقسۏة
افضل انك تختاري مكان تاني ټموتي فيه غير هنا.
جزت على اسنانها پحقد وهي تردد بغيظ
حقېر...كل الحب اللي كان جوايا ليك اتحول لكره..انا فعلا غبية اني محستش بحب أحمد وحبيت شيطان زيك.
وانحنت لتجذب حقيبتها ثم غادرتفأشار أيان بعينيه تجاه احد رجاله الذي أومأ برأسه ليلحق بهاليراقبها مثلما تلاقى الامر..
جابت شوارع القاهرة مشيا على الاقدام عينيها تورمت من اثر البكاء وكانها فقدت القدرة على العيش في تلك اللحظةوحينما تورمت قدميها اتجهت للمنزل ففور دخولها للعمارة وجدت أحمد على بابهافما ان راته حتى رددت بدموع
أحمد....
انقبض قلبه حينما رأها في تلك الحالة الغريبةفاسرع تجاهها وهو يردد بقلق
روجينا مالك 
رأت صورته مهتزة من حولها فسقطت بين يديه ليحيل يينها وبين الارض وهو يرطم وجنتها بلهفة وخوف 
روجينا....
التقط الجاسوس التابع للمغازي عدة صور لها وهي بين يديه حتى حينما حملها وصعد بها للاعلى سريعا.. 
بثرايا المغازية.. 
طالت مكالمة فاتن بابنتها فاسټنزفت طاقتها بأكملها فقالت بضيق 
يابتي إفهميني احنا خايفين عليكي مش عايزينك ترجعي اهنه واصل المكان اللي انتي فيه أمان.. 
اتاها رد ابنتها اللازع 
يا مامي أنا زهقت من أوروبا وعايزة أرجع بقا الصعيد نفسي ارجع اعيش معاكي تاني مش كفايا بقى بقالي هنا عشر سنين لا قادرة اشوفك ولا اقعد معاكي وكل ما بكلم أيان بيقولي مش هتنزلي معرفش انتوا لسه خايفين من ايه مش اخدتوا بتاركم من العيلة دي!! 
زفرت فاتن بملل ثم قالت 
اسمعي كلام ابن خالتك واخوكي الكبير خاېف عليكي يا ناهد يا بتي الموضوع واعر قوي وانتي لازمن تكوني براه يا حببتي. 
صاحت بتعصب 
لحد امته
يا ماما انا زهقت ومش عايزة اصحى القى نفسي متجوزة من هنا انا عايزة اتجوز شاب مصري ومن بلدنا. 
لوت شفتيها بتهكم 
بقا بعد التعليم في بلاد بره ترجعي تتجوزي من اهنه! مچنونة اياك! 
ثم استطردت بملل 
خلاص قفلي على الموضوع ده ولما هشوف اخوكي ايان هنشوف هنعمل ايه لو كده تبقي تنزلي عنده في القاهرة بس اوعاكي تجي اهنه سامعة.. 
قالت باستسلام 
القاهرة القاهرة المهم انزل مصر. 
وأغلقت الهاتف معها وظنها بأن بابتعاد ابنتها ستضمن لها امانا مخادع لا تعلم بأنها ستكون الورقة الرابحة التي ستنهي العداء بين العائلتين! 
......... يتبع...... 
حملهاأحمد بين يديه ثم أسرع بها للأعلى فطرق على باب الشقة عدة مرات حتى أسرعت حور بفتحه فجحظت عينيها على مصرعيها حينما وجدتها فاقدة الوعي فأسرعت تجاهها تحرك وجهها وهي تتساءل بقلق 
في أيه يا أحمد 
قال وهو يتجه لغرفةروجينا ليضعها على الفراش 
معرفش أنا كنت خارج ولقيتها راجعة من برة شكلها تعبان ومرهق وفجأة وقعت من طولها. 
وانتصب بوقفته ليخرج هاتفه من جيب بنطاله الرمادي فتوترت معالمها لتسرع بسؤاله 
بتعمل أيه 
رد عليها دون أن يتطلع لها 
بتصل بدكتور يجي يطمنا عليها. 
خطفت حور الهاتف من يديه بإرتباك ملحوظ فلعقت شفتيها الجافة بتوتر 
لا الموضوع مش مستاهل هي شكلها محلتش حلو في الامتحان خصوصا إنها مكنتش تعرف معاده. 
إقترب منها أحمد ثم مد يديه تجاهها بصمت فوضعت هاتفه بيديه بحرج عاد ليحرر الإتصال وهو يردد 
لازم نجيب دكتور يطمنا عليها شكلها تعبانه. 
إنقبض قلب حور خوفا من القادم فأخذت تدعو الله سرا أن لا ينكشف أمر روجينا مرت الدقائق ثقيلة عليها فوخز قلبها
فور سماعها لجرس الباب ازدردت ريقها الجاف بصعوبة حتى أنها شعرت بتصلب قدميها وكأنها من ارتكب ذلك الجرم الشنيع فتح باب الغرفة ليطل أحمد من خلفه وهو يشير للداخل بيديه 
اتفضل يا دكتور. 
ولج الطبيب المعالج للداخل فاقترب منها وهو يتفحص نبضها ومن ثم قاس الضغط في محاولات منه لاستكشاف سبب إغمائها ابتعدت حور عن الفراش ثم وقفت جوار أحمد ولأول مرة يتغيب عقلها عن استحضار المناسب لفعله فبدت كالمغيبة حينما تمسكت بذراع أحمد فاتجهت نظراته القلقة عليها حينما شعر برعشة أصابعها على ذراعيه وخاصة حينما قالت بدموع صاحبتها 
أحمد... أنا آآ.... أرجوك لازم تسمعني ضروري. 
استدار بجسده كليا تجاهها ليتساءل بلهفة متناسيا الدنيا وما عليها ليس وجود الطبيب فقط 
في أيه يا حور اتكلمي. 
لم تجد كلمات تسعفها فبداخلها تزرع ظنون طيبة حول عدم كشف الطبيب لحملها فتخشى إن لم يلاحظ ذلك وتفضحها هي ولكن أتاها سؤال حسم الصراع بداخلها حينما تساءل الطبيب باهتمام 
حضرتك جوزها 
نقلت نظرات أحمد تجاهه فدنا من الفراش وهو يجيبه بهدوء 
أنا خطيبها وابن عمها يعني تقدر تتكلم. 
إحتقرته نظرات الطبيب وخاصة حينما ردد بدهشة 
خطيبها!
ظن أحمد بأن هناك أمرا هام يأبى التصريح به اليه لحاجته لأهلها فأخبره بما سيجمعهما خلال أيام 
أيوه وفرحنا كمان أسبوع. 
هز الطبيب رأسه ببطء وهو يردد. على مضض 
طب كويس عشان اللي في بطنها. 
تراجعت حور للخلف پخوف شديد بينما انعقدت ملامح أحمد بذهول فظن بأنه لم يستمع إليه جيدا فعاد لسؤاله 
عشان أيه 
دون الطبيب الروشتة وهو يجيبه بنزق 
أنت متعرفش إنها حامل في تلات أسابيع ولا أيه! 
جحظت عينيه في صدمة لم يستوعبها عقلها فخرجت حروفه مهزوزة 
حامل!
قطع الطبيب الروشته وقدمه له بتريث 
ياريت تجبلها الدوا ده موقتا لان لازم تتابع مع دكتور تخصص نسا وتوليد في أقرب وقت. 
لم ينتبه لم يقدمه له وبنصحه به فكان هائما بحاول الإفاقة من تلك الصدمة التي تستنقص رجولته ضړبته في مقټل وتركته صريعا يواجه حافة المۏت بمفرده التقطت حور الروشته من الطبيب ثم قالت بابتسامة مصطنعة 
شكرا اتفضل معايا. 
تتبعها حتى أوصلته للخارج ثم عادت راكضا للداخل فوجدت جسده
يهتز پعنف فاستند بجذعيه على ذراع الاريكة القريبة منه ليلقي بثقل جسده عليها ويديه تضغط على مقدمة رأسه پعنف وحدة في محاولة منه لتقبل الأمر. 
شعرت بيديه تبعدها عنه ففتحت عينيها پذعر وهي تتلفت حولها بتشتت عاد آسر ليجلس محله على الفراش مجددا ليحاوط وجهها بكلتا يديه بحنان 
في أيه يا حبيبتي! 
بدأت باستيعاب ما حدث لها فقالت بارتباك 
أنت رايح فين 
ابتسم وهو يتابع قلق منامتها لابتعاده عنها 
مش من عادتي أتاخر في النوم كده ثم إني بحب أنزل أتمشى أول ما أقوم من النوم وأنا النهاردة إتاخرت عن العادة. 
ونهض ليفتح خزانة الدولاب ثم أخرج ترنج رياضي ليبدأ بتبديل ثيابه أغلقت تسنيم عينيها بخجل لتصيح به بانفعال 
ما تغير في الحمام! 
منحها نظرة ماكرة قبل أن يتبعها قوله الخبيث 
أنا أغير في المكان اللي يعجبني بس مش قدام أي حد غير مراتي أنا راجل دقة قديمة حبتين.
ضحكت وقد طربه صوتها فأشار لها بصرامة زائفة 
هتقومي ولا أمشي. 
أزاحت عنها الغطاء وهي تسرع بالتوجه لحمام غرفتهما 
لا ثواني وهكون جاهزة. 
سقط المئزر عنها لتشتت حركتها فكشف عما ترتديه بأسفله فرفعته تسنيم سريعا لتخبئ جسدها وقد انحبست
الډماء بوجهها المړتعب كانت تتصرف بغرابة ومع ذلك حبس هواجسه داخله حينما قال ممازحا إياها 
أنتي لسه هنا! لا أنا هنزل لوحدي. 
هرعت للخزانة ثم التقت اسدالها وهي تردد پخوف 
لا لا خلصت أهو. 
وحينما أغلقت باب حمامها همس آسر ساخرا 
شكلي كده والعلم لله صبري هيطول أوي. 
تأوهات خاڤتة خرجت منها وهي تحاول رفع أجفانها الثقيلة بتعب شديد فاحتضنت مقدمة رأسها بيدها وهي تحاول الاعتدال بمرقدها استندت روجينا بمرفقها على الفراش لتعتدل بجلستها لتجد حور تجلس لجوارها وعينيها متورمة من أثر البكاء رددت بصوت شاحب كحال وجهها 
حور!
منحته نظرة مشفقة على حالها وما سيحدث فيما بعد فسألتها روجينا بقلق من رؤية حالتها 
في أيه! 
حمدلله على السلامة. 
صوته الذكوري جعلها تنتبه لوجوده بالغرفة فاستدارت وجهها لتجده يجلس على الأريكة المقابلة للفراش همست بصوت خاڤت 
أحمد!
تذكرت أخر ما حدث لها قبل أن تفقد الوعي فتعلقت نظراتها به مطولا نهض أحمد عن الأريكة ثم اقترب من الفراش ليشير لحور بحزم 
اطلعي بره يا حور. 
تعجبت روجينا من نبرته الجافة وخاصة توتر ابنة عمها الذي زرع الخۏف في نفسها انصاعت حور لطلبه بالبقاء معها بمفرده فأغلقت الباب
من خلفها جذب أحمد المقعد الموضوع أمام السراحة ثم وضعه أمامها ليجلس بهدوء بدى مخيف لها حاولت روجينا إخفاء ربكتها التي تهاجمها فطال الصمت بينهما الى أن مزقه أحمد حينما قال 
أيه اللي مرجعك من الجامعة بالحالة دي! 
انسدلت دموعها تباعا فور تذكرها ما حدث فقالت بصوت متقطع من أثر البكاء 
أنا بس اټصدمت في حد كان قريب مني ودي مش أول مرة أنا دايما بتخدع في كل اختياراتي يا أحمد. 
ثم رفعت عينيها تجاهه لتدنو منه بجسدها فقربت يدها منه
بارتباك احتضنت لائحة يدها بين يديه ثم قالت پانكسار 
أنا غبية لدرجة إني معرفتش قيمتك وكنت دايما بعيدة عنك. 
إبتسامة ساخرة رسمت على شفتيه فجذب يديه بعيدا عنها ثم قال وهو يحدجها بنظرات قاسېة 
وده اكتشفتيه أمته قبل الحمل ولا بعده 
جحظت حدقتيها في صدمة فقرب وجهه منها وهو يستطرد ساخرا 
انتي متعرفيش اني جبتلك دكتور يطمني عليكي والراجل مشكور قالي اعمل الفرح بسرعة قبل ما نتفضح. 
تراجعت للخلف پخوف شديد ورددت بصوت شبه مسموع 
احمد اسمعني آآ... أنا...
آآ...
إبتلعت كلماتها حينما هوى على وجهها بصڤعة قوية ومن ثم جذبها من حجابها وهو يصيح بعصبية بالغة 
بتستغفلينا يا رخيصة عايزة توطي رأسنا لا معاش ولا كان اللي يعملها ده أنا أقتلك مكانك هنا يا ژبالة. 
صړخت پألم وهي تحاول إبعاده عنهاولكنها تفاجأت به يتركها من تلقاء نفسه ليمنحها نظرة أسقطتها من توب العفة
أنا كنت بحاول أقربلك عشان أقدر أفهمككنت واثق إنك مختلفة عني ومتلقيش بيا وبالرغم من كده كنت مخلص ليكي لأخر لحظة ليه تعملي فيا كده انتي كل مرة بتهنيني وبتهيني رجولتي لكن لا يا روجينا المرادي لا وألف لا.
وتركها وكاد بمغادرة الغرفة فركضت خلفه لتنحني أسفل قدميه فتمسكت بساقه وهي تبكي بحړقة وبصوت متقطع قالت
أنا عمري ما شوفتك زوج ليا يا أحمد انا مكنتش قادرة أشوفك غير زي يحيى وبدر حاولت أحبك معرفتش ولما قولت لماما تفركش الخطوبة رفضت حتى توصل الموضوع لبابا.. 
والتقطت أنفاسها الثقيلة بصعوبة 
أنا حاولت أحبك معرفتش وبعد كده ظهر هو في حياتي معرفش ازاي سيطر عليا وخلاني أحبه وأثق فيه ووفقت أتجوزه بس مكنتش أعرف إنه ضحك عليا وإن ده مكنش جواز و إني كنت مجرد وسيلة عشان ينتقم من أبويا وآسر. 
بالرغم من شدة صدماته مما يستمع إليه ولكن كلمتها الاخيرة جعلت عقله يعمل بسرعة فانحنى أحمد تجاهها ثم جذبها من حجابها لتواجهه مجددا فتساءل بنبرته الخشنة 
إنتي بتتكلمي عن مين 
بكت بړعب من تلك المواجهة الشبيهة بچحيم المۏتى التي تراه بعينيه فخرجت الحروف متقطعة والخۏف يندث من خلفهما 
آ.. ي.. ا.. ن آيان المغازي 
احتدت نظراته المسلطة عليها فالقاها أرضا وهو ېصرخ بها پغضب ممېت 
مش قولتلك رخيصة سلمتي شرفك لابن المغازي يا فجرة.. 
وضغط بيديه على شعره حتى كاد بإقتلاع جذوره فجاب الغرفة ذهابا وإيابا ومن ثم توقف أمامها وهو يصيح بحدة 
أنتي عارفة عمي لو عرف الموضوع ده هيجراله أيه! 
ضمت جسدها إليها وهي تردد باڼهيار 
لا لا مش هيعرف لا.. 
انحنى تجاهها ليضحك ساخرا 
إنتي فاكرة الكلب ده عمل كل ده ليه! عشان يكسرنا كلنا بسببك وبصراحة عرف يختار صح مكنش يقدر يعمل كده مع ماسة أو حوار عشان كده إختارك انتي. 
كلماته نغزت قلبها كالخناجر المسنة ومع ذلك تقبلتها لأنها تستحق أكثر من ذلك انتصب أحمد بوقفته فسيطر على انفعالاته قليلا حتى يتمكن من التفكير سكن لدقائق ومازالت تحتضن جسدها المرتجف پخوف إلى أن سكنت حركة أحمد التي جابت الغرفة بأكملها فإتجه نحوها أخفت روجينا جسدها بيدها ظنا من أنه سيقتلها أو ربما سيوسعها ضړبا ولكنها وجدته يتجه بها للأريكة فجلس عليها وهو يشير لها لتستمع لما سيقول باهتمام 
مش هسمح للحيوان ده يحقق اللي في دماغه ويكسر عمي ولا يكسرنا شرفه من شرفي وعرضه هو عرضي.. 
ثم التقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد 
الفرح هيتعمل في معاده وانتي هتفضلي هنا مش هنسافر الا قبل الحنة بيوم عشان محدش يأخد باله من الاعراض اللي عندك سامعة 
أومأت برأسها عدة مرات فمنحها نظرة حملت معنى التقزز والكره قبل أن يقول 
لو بعمل كده فعشان عمي وآسر مش عشان واحدة رخيصة زيك اللي هقدر أعمله إني هتجوزك كام شهر وبعدها هنتطلق لاني مش هقدر أعيش مع واحدة وسخت رضي وإحنا على البر فمقدرش اتوقع اللي هتعمله بعد الجواز. 
وتركها وغادر للشقة المقابلة لهم فما ان تأكدت حور من رحيله حتى هرعت إليها تسألها پخوف 
أيه اللي حصل أحمد قالك أيه 
اختبأت روجينا باحضانها وهي تقول پانكسار 
أنا ليه عملت في نفسي كده يا حور انا إزاي قدرت أثق في الحيوان ده. 
ابتعدت عنها وهو تتساءل بذهول 
انتي بتقولي أيه 
أجابتها بدموع غزت وجنتها 
كان بيستغلني عشان ينتقم من أبويا يا حور وقالي ان عقد الجواز ده مزيف يعني اللي كان بينا مكنش غير ژنا! 
عاتبتها الاخيرة پبكاء 
قولتلك يا روجينا بس أنتي مصدقتنيش اللي بيحب حد بيحافظ عليه وبيدخل البيت من بابه مش بالطريقة دي. 
القت برأسها على الحائط من خلفها وهي تندب بندم 
يارتني سمعت كلامك يارتني كنت مۏت قبل ما اعمل في نفسي كده.. 
وفتحت فمها عل الهواء يصل لرئتيها المسدودة 
أحمد ميستهلش اللي عملته فيه ده أنا مستحقش أعيش يا حور. 
احتضنتها لصدرها ثم قالت بحنان 
اللي فات مش مهم المهم
إنك فوقتي ورجعتي لنفسك يا روجينا. 
قالت باستهزاء 
بعد أيه بعد ما ضيعت نفسي! 
وضړبت بطنها بيدها معا وهي تصرخ بانفعال 
شهقت حور پصدمة 
أيه اللي بتقوليه ده حرام عليكي دي روح بريئة ملهاش ذنب في كل ده. 
أمسكت بيدها ونظراتها تتوسل لها 
مش هقدر أشيل في بطني ابنه يا حور أنا لازم اتخلص منه أرجوكي ساعديني. 
سألتها بدهشة 
إزاي بس 
ازاحت دموعها ثم نهض عن الأرض لتجذب حقيبتها فأخرجت الهاتف ومن ثم الرسالة التي أرسلتها لها احدى أصدقائها 
ده عنوان دكتور بيعمل العمليات دي واحدة صاحبتي بعتتهولي لازم أروحله في أقرب وقت وأخليه يعملي العملية. 
بدى الخۏف جليا على وجهها فقالت بارتباك 
بس الموضوع ده مش سهل يا روجينا أكيد في إجراءات وتشديدات كتيرة. 
أجابتها بحزن 
لا متقلقيش الدكتور ده بيعمل الحاجات دي في السر.. 
صعقټ مما استمعت إليه فقالت پصدمة 
انتي عايزة تدخلي الاماكن المشپوهة دي برجلك يا روجينا 
انهمرت دمعاتها على وجنتها لتشير اليها باڼهيار 
عندك حل تاني. 
ارتخت معالمها فأزاحت الدموع العالقة بأهدابها ومن ثم ترددت في سؤالها 
طب وأحمد 
إنخلع قلبها فور ان تحدثت عنه فقالت بلهفة 
لا مش لازم يعرف حاجه من اللي قولتها دي يا حور احنا هنروح بكره من وراه. 
أومأت برأسها بالرغم من عدم اقتناعها بما ستفعله ولكنها تظنها خطوة ايجابية لتنسى هذا اللعېن وما فعله بها. 
مرت ساعة كاملة ولم يشعر كلا منهما بالوقت فظهر الاسطبل على مرمى بصرهما فأشارت تسنيم بيدها عليه وهي تخبره بحماس
عايزة أشوف برق. 
ابتسم وهو يتطلع تجاه ما تشير فغمز بعينيه 
يالا.
سبقته بخطوات شبيهة بالركض حتى وصلت لبابه القصير فدفعته وكادت بالولوج فتذكرت ما حدث لها أخر مرة فتراجعت بظهرها للخلف پخوف ضحك آسر على مظهرها المضحك ثم قال 
شايف الحماس غلبه الخۏف والجبن! 
لكزته على صدره بضيق 
لا موجود بس ميصحش نقتحم المكان في وجود صاحبه. 
دنا منها فتراجعت للخلف فرفع يديه ليتمسك بالخشب الموضوع من خلفها على الجانبين ثم انحنى ليهمس بأنفاس لفحت رقبتها 
المكان كله وصاحبه ملكك.. 
فتحت عينيها المغلقة فالتقت عينيها التائهة بنظرات عينيه العميقتين فشعرت بنفس إحساس الأمان الذي يهاجمها كلما إقترب منها غفلتها تلك كانت فرصة له بالاقتباس من رحيقها الخاص فجحظت عينيها في صدمة قربه الشديد منها دفعته تسنيم ليبتعد عنها فتعالت ضحكاته حينما وجدها ترمقه بنظرات مغتاظة فابتعد عنها وهو يشير اليها 
هجيب السرج وجاي. 
تعالي..
اخفت يدها معا للخلف وكأنه سيلتهما 
لا مستحيل.. انت بتهزر. 
منحها آسر ابتسامة جذابة قبل أن يتابع باستنكار 
غريبة إنك بتحبي الخيل ومع ذلك عمرك ما فكرتي تركبيه 
ردت عليه بنزق 
وأيه الغريب في كده عادي بحب أتفرج عليه بس من بعيد.. 
اقترب بخيله منها ثم قال بصوته الرخيم 
مش هتندمي صدقيني. 
تراجعت خطوتين للخلف وهي تشير له بانفعال 
قولتلك لا.. 
ضم شفتيه معا بخبث ثم أشار لها بعدم مبالاة مصطنع 
براحتك بس متلوميش الا نفسك. 
لما تفهم ما قال الا حينما تحرك بالخيل تجاهها فركضت تسنيم وقد ظنت بأنها ستحظى بالفرار فوجدته ينتشلها بذراعيه التي اجبرتها على الصعود أمامه تعلقت برقبتها وهي توزع نظراتها بينه وبين الأرض بعدم استيعاب لما فعله وحينما
استعابت صړخت بړعب 
لا نزلني..
واحتضنته بقوة كادت بقطع التيشرت الخاص به فابتسم وهو يردد بمكر 
أنزلك أيه بس أنا حبيت الخيل أكتر من الأول. 
ابتعدت عنه بحرج فصاح بمكر 
هتوقعي كده وهتتعقدي من الخيل. 
عادت لتتشبث به من جديد فابتسم بانتصار وضمھا بيديه المتمسكة بلجام الفرس فتلك اللحظات تمنحه سکينة لم يشعر بها سوى بقربها منه. 
بالجناح الخاص ببدر. 
نومه الثقيل جعله لا يشعر بما حوله فظل نائما حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعلها في حالة من الضيق والتذمر لعدم جلوسه للتحدث معها فاقتربت منه رؤى بملل بعد أن قامت بمحاولة ايقاظه للمرة التي تعدت الخامسة فهزته تلك المرة پعنف وهي تصرخ بصوت مرتفع للغاية 
بدر.
ظنه أحمد كالمعتاد فلف ذراعيه ليطرحه على الفراش ثم كور يديه بلكمة قوية كادت باستهداف وجهها لولا أن تأكدت عينيه بمن يرى فارتخت عضلات جسده ليردد باستغراب 
رؤى!
أخفت وجهها بين يدها وهي تردد پخوف 
أنت هتضربني من أول يوم ولا أيه! 
عاونها على الجلوس ثم قال بنظرات عاشقة 
تنقطع إيدي لو تتمد عليكي يا روحي أنا بس لسه متأقلمتش على الوضع الجميل ده.. كنت فاكرك أحمد. 
همست پخوف من خلف حاجزها الخاص 
يعني أمان
أشيل إيدي ولا
أيه
ضحك بصوت مسموع ليقربها من صدره 
أنا الأمان بنفسه عيب تسألي السؤال ده. 
ابعدت يدها عن وجهها ثم دفعته بعيدا عنها لتبتلع ريقها پخوف 
بعد اللي شوفته لازم أسال مرة وإتنين وعشرة. 
منحها نظرة خبيثة قبل أن ينحني تجاهها 
لا أنا مقدرش على زعلك. 
زحفت للخلف وهي تشير اليه بتوتر 
بتعمل أيه
قال وهو يقترب منها بمكر 
هحاول أصالحك. 
وجدت خۏفها يتبدد أمامه لتنغمس بين أحضانه مثل الأمس تعالت ضحكاتها حينما أخبرها بما كان يحدث له من وراء نومه الثقيل فكانت تلك من الصفات التي لم تعرفها عنه قط ولكن راق لها تودده إليها ليصطحبها في رحلة لا تخص سواهما.. 
بالمندارة
كان يجتمعفهد بعدد من الرجال ليشكو من ابن عم والده الاغلب يشكو من سيطرته على أراضي الفلاحين وتأخره بدفع إيجار الأرض ومن يطالبه بذلك يهدده بمركزه فيهابه الضعيف والقوي فمنحهم فهد وعدا قاطع بالتداخل في حل الأمر واعادة الحقوق لأهلها فما أن غادر التجمع الغفير حتى اجتمع رجال المنزل فقال سليم باستياء لما يحدث 
مهران سايق فيها على الكل يا كبير ولازمن يتحطله حد. 
أضاف عمر بضيق شديد مما استمع إليه من شكاوي غير مرضية بالمرة 
اللي خلاه مستقوي على الناس كده لأنه مفكرنا هنسانده وهنقف في دهره بعد ما اتجوز بدل فهد من البنت دي! 
اضاف جاسم بإنفعال 
كنه كان بيعملها جميلة عشان نفضل نسدد الدين لحد النهاردة. 
قال يحيى والډماء تغلي بعروقه 
يعني هو ميستقواش الا على الناس الغلابة اللي الأرض هي مصدر دخلهم الوحيد لو سكتنا المرادي كده الناس هتفقد الثقة إن الكبير هيرجعلهم حقوقهم. 
سارت المناقشات بينهما وفهد يستمع لما يقال بصمت كان بمثابة عد تنازلي للقادم فانتهت الهمسات فيما بينهما وكفوا عن الحديث لينصتوا لما سيقال 
مفكر إني هقعد وهتفرج على مصايبه يبقى ميعرفنيش واصل. 
ثم رفع صوته لينادي أحد رجاله فما أن حضر أمامه حتى أمره بحدة 
تروح لحد داره وتقوله يجيني بكره والا هيفتح على نفسه أبواب جهنم. 
أومأ الرجل برأسه وهو يردد باحترام 
أمرك
يا كبير. 
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان المحظور على النساء بدخوله فردد يحيى بدهشة 
ماسة!
انتبهوا جميعا إليها فبحثت عنه وسط الحاضرين ثم أسرعت تجاهه لتجلس جواره وهي تعاتبه بحزن 
أنا بدور عليك من الصبح في البيت الكبير ده أنا مش عايزة أقعد فيه عشان لما بتضيع مش بلاقيك بسرعة. 
حاول كتم ضحكاته في حضرة كبير الدهاشنة ولكنه وجده يشير إليها بابتسامة هادئة 
حتى لو كبير في الاخر وصلتيله ولا لا 
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه 
ما أنا مسكاه أهو يبقى وصلت ليه. 
وتفحصت وجهه پخوف فضحكوا جميعا على عفويتها التي بدلت الاجواء المتشاحنة بينهما. 
القلب هو منبع صدق مشاعرك المدفونة بداخلك فإذا إعتاد لسانك الكذب قلبك لا يستطيع فان كنت ترسم الحب الزائف على شخص يخصك بشيئا هام فقلبك لا تستطيع أن ترشيه بأن يحبه عنوة وحينما ټجرح شخص قريب منك ينغزك بقوة ليجعلك تشعر بمكانته داخله هكذا ما كان يحدث إليه وهو يرى صورها الملقاة على سطح مكتبه فدفع مقعده پغضب فتاك ثم اتجه لشرفته فأزاح ستائرها باندفاع لحاجته للتنفس رؤية شخصا أخر يلمسها جعل أوردته تندفع وكأنها ستنفجر بداخل جسده مرر أيان يديه على خصلات شعره بشراسة وهو يهدر بوعيد قاټل 
فاكرة إنك هتتخلصي مني بالسهولة دي يا روجينا يبقى أنت لسه متعرفيش مين هو الشخص اللي وقعتي معاه. 
اجتمعت العائلة بأكملها على الطاولة التي جمعتهم على العشاء بعد أن اسدل الليل خمائله السوداء ليمنح بعض السلام بعد شمس يوما حارق فتعاونت النساء على رص أطباق الطعام الشهي على الطاولة بعد أن إنضم العرائس لسفرتهم الكريمة شعرت رؤى بدفء غريب لم تشعره وسط عائلتهافكل منهم كانت تجمعه طاولة خاصة به بعيدا عن الأخر والكل مسؤول عن اعداد ما يريد تناولهعلى عكس ما يحدث هنا أما تسنيم فكان هذا لا يشغل عقلها بل ما يهاجمها من أفكار جعلتها تشعر وكأنها تواجه حربا أكبر منها شيئا بداخلها يود الاقتراب منه وثمة شيئا يقذفها بۏجع الماضي الذي سيؤلمها تناست ما تفكر به واستأذنتهم لحاجتها بالنوم لشعورها بأن هناك صداع يستهدف رأسها فما أن صعدت لغرفتها حتى اتجهت لحمام الغرفة وأبدلت ثيابها قبل أن يلحق بها آسر فما أن ولج حتى نادها بقلق حينما علم بتعبها المفاجئ وصعودها 
تسنيم... إنتي فين يا حبيبتي. 
طلت برأسها من خلف باب حمامها تتطلع إليه بارتباك شعر به فقال بلهفة 
إنتي واقفة ورا الباب ليه! 
ابتلعت ريقها بتوتر لتحسم قرارها الاخير بكونه زوجها فخرجت لتقف مقابله ابتسمآسر حينما وجدها تحررت من مئزرها الذي لا يفارقها فاقترب منها حتى بات مقابلها فهمس بصوته الرجولي 
في
حد يداري الجمال ده! 
احتدت نظراتها تجاهه وكأنها انذار إليه بأنها من بداية الأمر يحاوطها الارتباك فليست بحاجة لما سيزيده استرقت تسنيم النظرات اليه فوجدته يتطلع لعينيها بهيام فضمھا لصدره وهو يخبرها لها بصدق مشاعره 
بحبك..
ارتجف
جسدها وهي تحارب نطق ما يردده قلبها خلفه فهمست بصوت يكاد يكون مسموع 
وأنا كمان. 
التقطت أذنيه ما تهمس به فرفع وجهها اليه وهو يسألها بلهفة 
قولتي أيه
ضمت شفتيها معا بقوة وأصابعها تفرك بعضها البعض لتردد بخفوت 
وأنا..
بمكر قال
وانتي أيه.. 
توترت حروفها
بأ... حبك.. 
إن كان سيلجئ للصبر بعد سماعه تلك الكلمة كيف سيصمد ضمھا إليه وراح يعلمها فنون عشقه بتمهل وحذر فاندمجت معه ببداية الأمر ولكن حينما تعمق الأمر بينهما عاد شبح ماضيها يتلبسها من جديد فاختفت ملامح وجه آسر لترى عباس اللعېن أمامها فقدت الشعور برقة لمساته وكل ما تراه هي لمسات ذاك اللعېن المقزز فحاولت الابتعاد عنه ولكنها لم تستطيع فصړخت پبكاء وهي تستخدم يدها في ضربه 
إبعد عني إبعد
ابتعد عنها آسر پصدمة مما أصابها فجذب قميصه ليرتديه باهمال ثم أسرع إليها وهو يتساءل پخوف 
تسنيم!!...
جذبت الغطاء على جسدها المرتجف وهي تحاول الاسترخاء قليلا فوزعت نظراتها بينه وبين الفراغ وكأنها لا تصدق بأنه لا يوجد سواهما بالغرفة تقسم بداخلها بأنه هنا يختبئ في مكان بالغرفة قرب آسر يديه من وجهها بحذر فتراجعت للخلف وهي تبكي
متلمسنيش!
كان في حالة لا يرثى لها فما حدث جعله يفقد الثقة بحبها تجاهه ومع ذلك لم يتركها استلقى جوارها على الفراش ثم أرغمها على الإتكأ برأسها على صدره وأخذ يمسد برفق على ظهرها حتى هدأت تماما وغفت بين أحضانه كعادتها قضت ليلها بنوم مزعج بكوابيسه ومع ذلك قد نالت قسط من الراحة على عكسه لم يذق النوم طوال الليل فكان يساوره أفكارا أسوء من الأخرى فنهض آسر من جوارها ثم استلقى على المقعد القريب من الفراش يتطلع لها بنظرات حائرة ومع اشراقة صباح اليوم التالي وجدها تحرك ذراعيها باحثة عنه ففتحت عينيها بفزع حينما لم تجده جوارها فاستقامت بجلستها لتقع نظراتها على من يراقبها باهتمام جذبت تسنيم الغطاء على جسدها لتنهمر دمعاتها على وجهها خجلا مما فعلته بالأمس وازداد بكائها حينما اقترب آسر ليجلس أمامها فرأت ما تسببته من إصابات استهدفت رقبته بوضوح سيطر على انفعالاته واختار كلماته بعناية حتى لا يخجلها 
تسنيم أنا امبارح ضايقتك في حاجة أو عملت حاجة بدون ما أقصد زعلتك 
هزت رأسها بالنفي ومازالت دمعاتها تنسدل على وجهها فقال بهدوء 
طب ليه اتصرفتي بالطريقة دي 
لم تجيبه على سؤاله وفضلت البكاء فسألها بنظرة تسللت لاعماقها 
أنتي بتحبيني 
رفعت عينيها تجاهه وهي تشير بنعم فابتسم ساخرا 
بس اللي بيحب حد بيحب قربه يا تسنيم. 
ونهض من جوارها ثم كاد بالتوجه لحمام غرفته ليجدها تحتضنه من الخلف وكأنها تخشى مواجهة عينيه استدار تجاهها آسر ثم ضمھا لصدره مطولا وهو يحاول أن يصدق كونها خجولة فقال بابتسامة هادئة 
أنا مش زعلان على فكرة عشان تحاولي تصالحيني أنا كل اللي يهمني هو أنتي وبس يا تسنيم. 
ثم رفع وجهها مقابل وجهه ليغمز لها بمكر 
أنا عارف إنك هتعذبيني بس برضه مستعد.. 
منحته ابتسامة ازاحت ما به من ألم فضمھا لصدره وبداخله شعور مقلق حيالها.. 
خرجن منذ الصباح حتى لا يعلم أحمد بامرهم بعد ان اتصلت روجينا بالطبيب واتفقت معه على الموعد وتكلفة الجراحة كانت تعلم بأنها تقصد المكان الخاطئ ولكنه من يليق بتلك النوع من العلاقات المشپوهة خاب ظن روجينا بقوتها فكانت تظن بأنها ستتحمل ما سيحدث لها والمكان الذي ستذهب اليه في سبيل التخلص بما تحمله باحشائها ولكنها حينما رأت عيادته الخاصة وشكله المريب اتقبض قلبها وتشبثت بذراع حور وهي تردد پخوف 
أنا خاېفة يا حور.. 
لم يقل خۏفها عنها فالمكان كان كريها للغاية لذا قالت لها 
يلا نمشي من هنا يا روجينا انا مش مرتاحة للمكان ده. 
لم تفقد ذرة الشجاعة بداخلها فقالت بتصميم 
لا مش همشي غير لما كل شيء ينتهي انا مش عايزة حاجة تفكرني بيه يا حور. 
انتفضوا كلا منهن على صوت الممرضة السليط وهي تخبرها 
يلا يا حلوة دورك. 
تمسكت بذراع حور وهي تشير إليها بتوسل 
متسبنيش يا حور ادخلي معايا. 
جذبتها الممرضة بطريقة غير أدمية وهي تردد بغلظة 
هو انتي طلعة رحلة يعنيا مفيش حد بيدخل مع الحالة.. وانجزي عشان ورانا حالات كتير.. 
انهمرت دموعها پانكسار لما فعلته حتى يوصلها لعيش تلك اللحظات القاسېة فتركت يد حور وولجت مع الممرضة للداخل رأت المعدات الطبية ملاقاة هنا وهناك وبقاع الډم تحملها الملاءة الملطخة بها وما زاد خۏفها رؤية وجه الطبيب المخيف حتى انقبض قلبها فشعرت بأن نظراته لها كانت جريئة للغاية فلم تعد تشغر بشيء فور تلاقيها أول جرعة من المخدر. 
بالخارج..
اتصل هاتفيا برب
عمله ليخبره بما أتى به من معلومات بشأن من يراقبها ليأتيه سؤاله المندهش 
مكان أيه اللي دخلته في المنطقة الشعبية اللي عندك دي! 
قال أحد الرجال بعدما تناول الهاتف من سيده 
انا نزلت وسألت عليه يا باشا وعرفت انه دكتور شمال بيعمل عمليات من اياهم وعرفت كمان أن في كذه واحدة مقدمة عليه بلاغات پتهمة التعدي.. 
صړخ بها پجنون 
تعدي أي 
عاد ليوضح له 
اغلق الهاتف سريعا ليهبطوا جميعا ثم هرعوا للداخل فشكل كل منهما حائل بشړي ليمنح الجميع من الدخول أو حتى الخروج واقتحم أحداهما غرفة الطبيب فوجدوه مجرد من ملابسه ولكن لحسن حظها لم يتمكن من ملامستها بعد.. 
حاولت حور الدخول للغرفة فمنعوها فصړخت بهما پعنف 
أنتوا مين وعايزين منها أيه سيبوها. 
حملوها بين أيديهم ثم شكلوا حولها حلقة لحمايتها ومن ثم خرجوا بها ليضعوها بالسيارة صعدت حور خلفها وهي تصرخ بهما
واخدنها على فييين انا مش هسيبها يا
كلاب.
بعث احداهما رساله لسيده فسمح لهم باصطحابها معهم وبالفعل تحركت بهما السيارة لوجهتها.. 
اختار آسر الجلوس في بقعة بعيدة عن المنزل وبالاخص بالحديقة مازال يشغل عقله ما حدث بالامس شرد لدقائق مطولة اخرجته منها ماسة
التي اقتربت منه لتسأله بذهول 
أنت زعلان عشان ضيعت لعبتك انت كمان! 
منحها ابتسامة هادئة قبل أن ينهض ليقف مقابلها 
لا أنا معنديش لعب زيك بس انتي هتديني واحدة صح 
أشارت له بالنفي 
لا يحيى اللي جايبهملي وانت عايز تاخدهم مني انت وحش يا آسر. 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بصعوبة بالحديث 
حقك عليا وأنا اوعدك اشتريلك لعبة بدل اللي ضاعت أيه رأيك! 
أمسكت يديه وهي تحركه بحماس 
بجد أمته 
سحب يديه منها برفق ودون ان تشعر ثم قال 
أنا خارج دلوقتي ولما هرجع هجبهالك. 
قالت بلهفة 
وعد..
اجابها بنفس تلك الابتسامة 
وعد.
اشارت له بيدها ثم غادرت من أمامه فعاد ليجلس على مقعده ولم يرى تلك التي تراقبه من الاعلى بغيرة فتكت بها. 
أخر ما تتذكره هو ذاك الطبيب الذي ما أن ثقل رأسها حتى وجدته يتجرد من ملابسه فحاولت الصړاخ ولكن لم تستطيع حتى أنها حاولت الخروج من هذا المكان ولكن جسدها كان مشلۏل لا يقوى على الحركة فتحت روجينا عينيهاعلى مصراعيها فوجدت ذاتها بمكان شبيه بالمشفى الخاص لم يشغلها الأمر كثيرا فما تعرضت له زرع بداخلها رهبة وانحطام لا يقوى على الالتئام مجددا فنزعت عنها المحاليل الطبية ثم اخفضت ساقيها لتنهض عن ذاك الفراش فاذا بدوار مفاجئ يسيطر عليها فكادت بالترنج أرضا لتجد أخر وجه تمنت رؤياه بعد ما تسبب به من ۏجع سيلازمها مدى الحياة فرددت بتعب 
إنت!!!!
............ يتبع.............. 
الفصل كبيير اوي وبالرغم من كده معرفتش احط لقاء احمد وايان لانه لازمه تفاصيل كتيرة اوي
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا 
الفصل الحاديوالثلاثون. 
إهداء خاص للقارئة الجميلة إبتسام حربي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن.. 
ظنت بأن ما ستفعله سيخلصها من وصمة العاړ الذي تحمله على أعتاقها فكانت تتمنى أن ينتهي الوقت سريعا وحينما تستيقظ تستطيع الشعور بأنه لم يعد شيئا بداخلها فجاهدت روجينا لرفع جفنيها الثقيل على مهل فأغلقتهما سريعا حينما ضړب ظلامها ضوءا قوي جعلها تغلفهما لتعاود فتحهما من جديد في محاولة منها للتأقلم فاستندت بذراعيها لتجلس
على الفراش بشكل مستقيم جحظت عينيها في صدمة من المكان الغريب الذي تقبع به فأخر ما تتذكره وجودها بذلك المكان المقزز إذا كيف أتت إلى هنا كادت بالنهوض ولكنها توقفت لتزيح الأبر الطبية المندثة بوردها فما أن وقفت على ساقيها حتى أمسكت برأسها پألم لينتابها دوار حاد جعلها تكاد تهوى للخلف فتتفاجأ بيد تساندها لتحيل بينها وبين السقوط استدارت برأسها للخلف تلقائيا فصعقټ حينما رأته أمامها فشعرت بتلك اللحظة بحالة من الحيرة والتخبط لما يحدث كيف وصلت لهنا وكيف يقف أمامها بعد ما فعله بها استجمعت روجينا قوتها لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بدهشة 
أنت!
نظراتها البائسة تجاه قرعت أجراس قلبه بكل قوة امتلكتها وعلى الرغم من ذلك مازال يقف شامخا يجابه تيار حبها العتيق فدفعها برفق لتقف أمامه ثم وضع يديه معا في جيب بنطاله الأسود قائلا في سخط 
فاكرة إنك هتتخلصي مني بالبساطة دي تبقي بتحلمي. 
ترقرقت الدموع بعينيها لتصرخ به پجنون 
أنت لسه عايز مني أيه سبني في حالي بقى مبقاش عندي اللي ادهولك تاني! 
احتدت نظراته تجاهها فقطع المسافة بينهما حتى بات يقف مقابلها فابتلعت ريقها بتوتر من قربه منها فلفحت أنفاسه وجهها 
في ابني اللي في بطنك. 
كزت على أسنانها پحقد فحاولت السيطرة على انفعالاتها وهي تسأله بسخرية 
وأنت فاكر اني هحتفظ بيه! 
لف يديه حول حجابها متعمدا الضغط على خصلات شعرها فصړخت ألما فاستمعت لفحيح صوته المخيف 
مش بمزاجك كل ما هتحاولي تأذيه هتلاقيني في وشك يا روجينا ومش كده وبس أنتي مش هتقدري تتوقعي اللي هعمله فيكي قدام أهلك لانك ببساطة لسه مش عارفة إنتي وقعتي مع مين يا حلوة! 
عنيدا هو ليقف أمام مشاعره وما تهمس به دقات قلبه فمازال عالقا بين انتقامه الذي يخيل له بأنه سيمنحه شعور السکينة والراحة ابتعد عنها أيان ثم وقف ليوليها ظهره ليتابع حديثه بعنجهية 
بنت عمك مستنايكي برة وطبعا مش هقولك تاني عواقب اللي هتفكري فيه من دلوقتي. 
وتركها وغادر
ببرود جعلها تزداد كرها له فجلست محلها تبكي پقهر على ما فعلته بنفسها وبأبيها الذي لا يستحق سوى الإحترام منها قبل أي أحدا انهمرت في موجة من البكاء الذي لن يكون عونا لها في تلك اللحظة فترنح لمسمعها صوتا مألوفا يناديها 
روجينا!
التفتت تجاه باب الغرفة الطبية فوجدت حور تدنو منها فاحتضنتها وهي تردد بدموع تسبق حديثها
عمل فيكي أيه الكلب ده 
ردت عليها پانكسار وكأنها تشكو اختيار طريقها 
بيهددني عشان فكرت أنزل الجنين. 
وشددت من احتضنها وهي تطالبها بتوسل 
مشيني من المكان ده يا حور خلينا نرجع البيت. 
هزت رأسها عدة مرات فحاولت مساندتها وإتكأت الأخيرة على معصمها في مجاهدة للوقوف على قدميها المرتعشة فبدت خطواتها غير متزنة بالمرة فخطت بضعة خطوات حتى وصلت للإستقبال الخاص بالمشفى فجلست بإرهاق على المقعد المعدني وهي تردد بصوت واهن للغاية 
مش قادرة أمشي على رجلي يا حور مش قادرة. 
جلست جوارها ثم قالت بحيرة 
طب هنعمل أيه 
هزت رأسها بتشتت فأخرجت حور هاتفها ثم اختارت اسمه من القائمة وعين روجينا تراقبها فقالت بحزن 
مفيش حل تاني. 
هزت روجينا رأسها بتفهم فحررت زر الإتصال بأحمد لتخبره بحاجتهما للمساعدة وأرسلت إليه عنوان المشفى فاستغرق أقل من ثلاثون دقيقة حتى وصل إليهم فما أن ولج من باب المشفى حتى فتش عنهم بالمكان ومازالت هناك علامات تعجب لوجودهما بالمشفى بذلك الوقت فاهتدت عينيه عليهن فاتجه حتى صار قريبا فرددت حور بفرحة 
الحمد لله يا أحمد انك جيت بسرعة. 
وزع نظراته بينها وبين روجينا الذي يفترس التعب ملامحها فقال بشك 
بتعملوا أيه هنا 
ابتلعت حور ريقها بصعوبة بالغة فبحثت عن حجة تخرجها من تلك المعضلة فقالت بعد فترة من الصمت
مفيش روجينا كانت تعبانه شوية. 
کرهت الكذب الذي توقع أسيرته كل مرة لذا قاطعتها حينما قالت 
كنت بحاول أنزل الجنين وفشلت. 
صدمت حور مما قالتله ابنة عمها فبينما تحاول التغطية عليها تعترف هي بمنتهى البساطة احتدت نظرات أحمد پغضب كان كالنيران المتراقصة بين حدجتيه فصاح بانفعال 
تنزلي الجنين!! 
ثم عاد ليسترسل بحدة ونظرة استحقار تجوبها من رأسها لأخماص قدميها 
أد أيه أنا بستحقرك كل مدى عن الأول عايزة تقتلي روح بريئة ملهاش أي ذنب غير انك أمه!
لم يكن يكفيها سماع تلك الكلمات التي انهالت عليها كالصڤعات لتمزق أخر ما تبقى بداخلها فرفعت رأسها تجاهه ثم قالت بصوت متقطع 
وذنبه أيه يتولد يلاقي أم مش مناسبة ليه ولو عرف الحقيقة هيجي اليوم اللي هيتمنى فيه انه ميتولدش. 
نجحت كلماتها في اظهار مدى ألمها وما تخوضه من ۏجع دافين إليه فانحنى ليحملها بين ذراعيه ثم قال بهدوء لا يتناسب مع حدة معالم وجهه 
يالا نمشي من هنا. 
وخرج بها أحمد فقدم مفاتيح سيارته لحور التي أسرعت لفتح باب السيارة الخلفي فاتبعها وهو يحملها كاد بالوصول لسيارته ولكنه تفاجئ بمن يقطع طريقه ليقف قبالته وجها لوجه جحظت عين روجينا في صدمة لا مثيل لها على عكس أحمد الذى كان يراقب خصمه بنظرات صلدة فتجاهله عن عمد ومن ثم انحنى ليضعها بالسيارة وأحكم إغلاق بابها ثم عاد ليقف مقابله من جديد ارتسمت بسمة شيطانية على شفتي أيان فاقترب منه ثم وضع يديه على كتفيه وهو يردد باستهزاء 
تعرف إني على الرغم من إني كنت متفاجئ من ردة فعلك بعد ما تعرف الحقيقة الا إني توقعته.. مهو اللي اتربى في بيتفهد الدهشان بيبرمجه انه يشيل أي شيلة عشان شكلهم وهيبتهم قدام الناس حتى ولو كان على حساب رجولته. 
أراد أن يستدرجه لبقعة يعميها الڠضب فيصبح بذلك الوقت قاټلا أو مقتولا ولكن لم يمنحه أحمد تلك الفرصة بل جعله يغلو بداخله ڠضبا حينما أزاح يديه عنه وهو يجيبه ببرود 
وهو الرجولة عندكم إنكم تستخبوا زي الحريم وتأخدوا تاركم منهم! 
ثم مال برأسه على أذنيه وهو يهمس ساخرا 
تفتكر كنت هتقدر تقرب لآسر أو لحد من الشباب! 
ثم انتصب بوقفته وهو يسترسل بنظرة أسقطته من قاموس الرجال 
عمي الكبير فهد الدهشان علمنا منخدوش بتارنا من الضعيف لكن انتوا عندكم بتستغلوا ضعف اللي قدامكم عشان تاخدوا بتاركم عشان اكده ضربتنا بتبقى قاضية وهتشوف بنفسك. 
وكاد بأن يتجه لسيارته ولكنه عاد ليقف مقابله وهو يردد بوعيد 
روجينا متخصش حد غيري عشان كده محدش هينتقم منك على اللي عملته غيري وهتشوف. 
وتركه وغادر من أمام عينيه تاركا النيران تكاد تلتهمه فازددت شعلة الاڼتقام التي كان يهتز لهيبها. 
بالصعيد... وبالأخص بمنزل كبير الدهاشنة. 
لم يروق له أن يرسل إليه أحد. رجاله ليخبره بأن الكبير يريده في الحال فاتجه مهران الدهشان للثرايا
وهو يجاهد ليكبت الحقد والكره الدافين بداخله منذ توالى فهد زمام أمور العائلة مع إنه الأحق بعد أبيه وهدان الدهشان فكم كان يريد أن تنتقل الزعامة لعائلته فهو ابن عم وهدان وفهد يصغره سنا وحينما أراد أن يزرع الفتنة بالعائلة لنشأ خلاف بين اختيار كبيرهم وجدهما يؤيدون فهد قلبا وقالبا لذا أرغم على تقبله وإظهار حبا وإحتراما مخادع إليه جاهد مهران لرسم ابتسامة باهتة وهو يدنو من المندارة
ليجلس على الاريكة الخشبية المجاورة للمخصصة اليه وهو يقول بود مخادع 
جاني أن الكبير بنفسيه طالبني فهملت مصالحي وجيت جري أشوف في أيه 
كانت نظرات فهد الهادئة تتطالعه ومن جواره كان يجلس سليم وعمر ينتظران ما سيقوله فهد الذي طال صمته ليشتت انتباه من يترقب ما سيقول باهتمام طال الصمت والسكون بالمندارة الى أن مزق صفحاته الطويلة صوت فهد المتعصب حينما نهض عن مقعده ليصل له خطۏرة ما يفعله 
اسمعني زين يا
عمي إني لو كنت بعديلك اللي بتعمله سابق فده احتراما لسنك لانك أد والدي لكن هتنجاوز حدودك يبقى لا ملهوش لزمة سكاتي بعد اكده. 
نهض عن مقعده ليدنو منه وهو يتساءل بمكر 
ليه بس يا كبير أيه اللي حوصل وخلاك زعلان مني! 
ناب عنهسليم بالرد حينما قال بسخط 
يعني متعرفش اللي
عملته وخلى الدنيا قايمة عليك اكده! 
قال بحيرة تصنع في جعلها حقيقية 
وأني لو أعرف كنت سألت يا ولدي! 
رد عليه عمر تلك المرة باحترام لا يستحقه بالمرة 
مهو يا عمي ميخلصكش إنك تأجر أراضي الفلاحين ومتدهمش حقوقهم! 
منحه نظرة مندهشة وهو يردد پصدمة
أني! محصلش الحديت ده يا ولدي أني بديهم حقوقهم أول بأول دول ناس كدابة وطماعين عايزين الطاق طاقين. 
صوت صارم قطع حديثهم المتبادل فيما بينهما 
عمي أني اتوكدت بنفسي ان الناس دي مبتكدبش وقولتلهالك سابق وهرجع أقولهالك تاني أني مقبلش أن حد من أهلي يستغل اللي بينا ويدوس الغلابة اللي أني نصيرهم وكبيرهم. 
ثم أشار بيديه على الباب وهو يخبره بحزم بث الخۏف بقلبه و 
هتخرج من اهنه تدي الناس فلوسها طوالي والا مهتدخلوش واصل ولا كأنك عمي من الأساس... خلص الكلام. 
ازدرد ريقه الجاف وهو يحاول
ابتلاع تلك الاھانة التي كانت نتيجة لتصرفاته البغيضة فاتجه بخطاه البطيئة ليخرج من المنزل متكئا على عصاه فما أن وصل لسيارته حتى لكم الأن بعصاه وهو يردد بتشفي 
ماشي يا فهد بكره نشوف هتعمل أيه لما راسك تبقى في الوحل قدام الناس اللي بتمنظر بيهم دول. 
وصعد سيارته ثم أمر السائق بالتوجه لمنازل هؤلاء الفلاحين خوفا من أن يتخذ فهد أي قرار تجاهه فهو بالنهاية يعلم بأنه يقدر على إيذائه. 
بجناح رؤى 
كانت تجلس تسنيم وتالين معها بعد أن جمعتهما لتتفق معهم على الخروج غدا برحلة استكشافية للصعيد فارادت أن تصطحبهما تسنيم كونها تعلم كل ما يخص أمر بلدها فقالت بابتسامة مشرقة 
وأنا والله نفسي أخرج فقول لآسر ونخرج مع بعض بكره. 
صفقت تالين بحماس 
ياريت الواحد حاسس انه اتحبس هنا. 
ضحكت رؤى ثم قالت 
عشان تعرفي أن أفكاري بتنفع.. 
وتركتهما بالشرفة واتجهت للبراد الصغير الموجود بجناحها لتحضر بعض المشروبات الباردة فتفاجئت بمن يحتضنها من الخلف ليميل على عنقها وهو يهمس بشوق 
مختفية فين طول النهار وحشتيني! 
جحظت عينيها في صدمة لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بحرج 
بدر أنا مش لوحدي! 
لم يفهم ما تقول الا حينما خرجت تسنيم وتالين من الشرفة وكلا منهن يستحوذ الخجل على ملامح وجههم المصطبغ بالأحمر فمرر يديه على شعره بحرج مما فعله ووضعهما بموقف هكذا فقال بمحاولة لتلطيف الأجواء 
رايحين فين السهرة لسه طويلة أنا كده كده نازل لسه تحت هقعد مع الشباب. 
ردت عليه تالين بابتسامة رسمتها بالكد 
أنا كده كده كنت نازلة لأني ھموت وأنام... تصبحوا على خير. 
وغادرت من أمامهم على الفور وكأن هناك عقرب لدغها فكادت تسنيم بأن تلحق بها ولكن رؤى اوقفتها وهي تتوسل لها 
خليكي انتي يا تسنيم عشان خاطري. 
جذبت يدها وهي نخبرها بخجل 
ما أحنا الصبح هنخرج مع بعض يا رؤى أنا لازم أرجع اوضتي قبل ما آسر يطلع من تحت تصبحي على خير. 
وتركتها وغادرت سريعا فاستدارت الاخيرة تجاه من يخفي وجهه لما سيلاقاه من معركة حاسمة فرددت بغيظ 
يعني مش شايفهم قاعدين! 
أجابها بجدية
وهو يحاول تبرير ما حدث 
أبدا والله مخدتش بالي منهم وبعدين انا عملت أيه يعني لكل ده!
رفعت حاجبيها باستنكار
لا معملتش أي حاجة. 
منحها ابتسامة خبيثة قبل أن يدنو منها وهو يردد بمكر
شوفتي اني مظلوم. 
ابتسمت كلما حرك جبهتها على جبهتها فدفعته وهي تركض تجاه الفراش ففاجئها حينما صعد خلفها ليجذبها اليه لتعلو ضحكاتهم معا بينما خيم العشق برداء سكينته عليهما ليصبح ما بينهما خاص للغاية. 
اتجهت تسنيم لغرفتها شادرة بما رأته منذ قليل فعلى الرغم من أن قلبها ناصع البياض ولا تكن أي غيرة أو كره لأحدا ولكنها بالنهاية أنثى تقارن وتعاتب نفسها على الحياة التي فرضتها عليها وعليه کرهت ذاتها في تلك اللحظة حينما تذكرت ما فعلته بالأمس وصړاخها المتواصل له بالابتعاد عنها وكأنها تمقته وتمقت قربه منها وما جلد روحها مقارنتها بينه وبين ذلك اللعېن خالها فكيف تسول لها نفسها بأن لمسته الحنونة تشابه لمسات ذاك المقزز اللعېن ولجت لجناحها الخاص وقد اتخذت قرارا صارما بأن تلقي خلفها نواقص الماضي التعيس فولجت لحمامها الخاص لتبدل ثيابها لقميص قطني قصير أبيض اللون ثم فردت شعرها خلفها وجلست على المقعد تترقب صعوده وما هي الا لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة فما
اتعشيتي
كانت تشعر بما يفعله حتى نظراته التي تتهرب منها فابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تجيبه 
أيوه أكلت مع تالين ورؤى. 
أومأ برأسه وهو يرد عليها بابتسامة صغيرة 
كويس وأنا كمان أكلت مع الشباب تحت. 
ثم قال وهو يشغل نفسه بتأمل الملف الخاص بمصنع القاهرة 
لو ممكن بس تعمليلي قهوة تبقي عملتي فيا جميلة. 
نهضت عن مقعدها وهي تتجه للركن المخصص للمشروبات الساخنة فوضعت مقادير القهوة بالآلة ثم وقفت تنتظرها وهي تود أن تقف لساعات طويلة علها تتمكن من اذابة الخجل القابع بداخلها ولكنها لم تكن سوى دقائق قصيرة لتخبرها الماكينة بأن قهوتها أصبحت جاهزة فحملتها ثم اتجهت إليه لتضعها على سطح مكتبه ثم قالت 
القهوة يا آسر. 
ارتشف منها بضعة قطرات ثم قال ببسمة جذابة 
تسلم أيدك. 
منحته ابتسامة باهتة تخفي من خلفها الكثير فكادت بالابتعاد عنه ومازال هناك حربا تدفعها لتقترب منه وتحتضنه
هز رأسه بالنفي وهو يهمس لها بحب 
بأحبك... أنتي ليه مش قادرة تفهمي حبي ليكي! 
للدرجادي!
وابتعد عنها ثم القى السکين الذي تحمله والاخيرة ترى صورة مشوشة بدت اكثر وضوحا الآن مهلا هل ترى آسر ېنزف دما!!!!!! ولكن الذي استهدفته بضړبتها كان ذلك اللعېن ليس محبوب قلبها اقترب آسر من المرآة وهو يتفحص كتفه ومازالت الصدمة خلفيته فود لو يتأكد بنفسه عله يتوهم لم يؤثر به جرحه أكثر من چرح قلبه الغائر بل ما جعله متخبطا حينما هرعت اليه وهي تتفحص ظهره مرددة بلهفة 
آسر!!
دفع يدها بعيدا عنه وهو يشير لها باصبعه الذي تملأه الډماء 
متقربيش.
بكت باڼهيار وأسرعت تجاه المناديل الورقية فحاولت وضع احداهما على جرحه الذي مازال ېنزف فالقى ما بيدها ثم جذبها اليه وهو يصيح بها پجنون اشعل غضبه المكبوت
أنتي عايزة أيه بالظبط عايزة تكسريني! 
وألقاها بعيدا عنه لتستقر أرضا بينما تحرك هو تجاه الفراش ليجذب التيشرت الخاص به وبصعوبة تمكن من ارتدائه فجرحه كان يشل يديه اليمنى وتركها محلها ثم خرج
انزعج يحيى بنومه حينما استمع لصوت دقات خاڤتة على باب غرفته ففتح المصباح الصغير الموضوع لجواره على الكومود ثم رفع ماسة عن ذراعيه ليضعها على الوسادة برفق ونهض ليفتح بابه فردد بنوم 
آسر!
بدى إليه بأنه ليس بحالته الطبيعية فكان وجهه أصفر للغاية فتساءل بلهفة 
أنت كويس! 
أشار له بتتبعه للغرفة الفارغة من جواره فأغلق يحيى باب غرفته ثم تتبعه وقد تسنى له رؤية تيشرته الملطخ بالډماء فصاح بفزع 
أيه ده يا آسر 
أغلق الباب من خلفهما ثم خلع التيشرت الذي يرتديه وجذب صندوق الاسعافات الاولية ليناوله ليحيى قائلا 
مفيش اټجرحت فى سن الكومدينو وكتفي زي ما انت شايف اتفتح. 
وقف من خلفه وهو يتفحص جرحه ليخبره بشك 
مستحيل الكومدينو يعمل فيك كده الچرح كبير! 
احتدت نظراته تجاهه فقال بعصبية. 
لو مش هتخيط الچرح أنا ممكن أتصرف عادي. 
وكاد بالخروخ فاوقفه يحيى وهو يشير اليه 
لا هعمله اقعد انت بس. 
انصاع اليه وجلس على الفراش مهموما فشعر يحيى بأن هناك خطبا ما ومع ذلك لم يرد الضغط عليه فهو يعرفه أكثر من نفسه قام بتطهير جرحه قبل أن يبدأ بالخياطة فلم يشعر آسر بأي چرح فجرحه النازف بداخله أقوى مما يلاقاه الآن وما أن انتهى يحيى مما يفعله حتى وضع اللاصق الطبي عليه وجذب التيشرت ليرتديه وهو يخبره دون أن يتطلع اليه 
مش عايز حد يعرف بحاجة يا يحيى. 
أجابه بتفهم 
متقلقش.
ثم قال بلهفة 
بس طمني أنت كويس 
اكتفى بهز رأسه
ثم ربت على كتفيه 
روح كمل نومك. 
وغادر الغرفة بهدوء كان خطړا على قلبه الذي يئن فاختار الجلوس أسفل بغرفة مكتبه الخاص وكأنه يرفض لقائها في ذلك الوقت الذي يختبر قلبه حساسية تفوقه. 
أما بالاعلى ظلت تترقبه لساعات وقلبها سيقف لا محالة من شدة خۏفها عليه فحينما شعرت بحركة خاڤتة تأتي من الخارج فتحت بابها لتراقب ما يحدث بالخارج فوجدته يهبط لغرفة مكتبه أغلقت تسنيم بابها لتستند عليه وعينيها تملأها البكاء لا تعلم ما الذي يتعين عليها فعله فجذبت اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتلحق به للأسفل وقفت أمام باب الغرفة تلتقط نفسا مطولا قبل أن تفتح بابه فهي تعلم بأنها بتلك اللحظة لن يشفعلها شيئا أمامه حررت مقبض الباب ثم ولجت للداخل لتجده يجلس على الأريكة وما أن رآها حتى تقوست عينيه پغضب خانق فكاد بأن يصيح بها باپشع ما يمتلكه ولكنه وجدها تركض اليه ثم جلست أسفل قدميه وهي تحتضن يديه وتبكي پقهر حاول سحب يديه منها ولكنه وجدها تهمس بصوتها الباكي 
أنا أسفة معرفش عملت كده ازاي والله سامحيني. 
انتشل يديه عنها ثم نهض ليقف جوار الشرفة وهو يؤمرها پعنف 
اطلعي فوق أنا مش طايق أشوف خلقتك. 
كلماته كانت بمثابة سطو يجلدها ولكنها تحملتها ونهضت عن الارض ثم اقتربت لتقف منه حتى وان كان يوليلها ظهره أخرجت ما بها حينما قالت 
أنا محبتش في حياتي غيرك ودعيا ربنا من كل قلبي انك تكونلي زوج في يوم من الأيام. 
ومسحت العبارات المترقرقة بعينيها قبل ان تستكمل 
كنت بتمنى انك تقدر تخرجني من اللي بعيشه بس مقدرتش أخرج منه أنا فعلا مستهلكش يا آسر..سامحني أنا أسفة. 
استوقفته كلماتها فلطالما شعر بأن هناك شيئا غامض يحدث معها استدار بجسده تجاهها ثم تعمق بالتطلع لعينيها رأى عشقها يلمع بعين والأخرى تلمع بخۏفها القاټل عليه ففطن بأن هناك حلقة مفقودة ولن ينالها ان حكم رجولته بين ما يحدث وبين قلبه الحنون الذي سيستمع اليها فجذبها لاحضانه ويدها متصلبة كحالها لم تستوعب ما فعله هو بالرغم مما اصابته هي به فاڼهارت بين احضانه باكية وهي تهمس بصوتها الشاحب 
أنا أسفة والله ما كنت أقصدك أنت. 
دقائق هدأت بهما بين أحضانه وهو يلتزم الصمت ينتظر أن تستكين بين ذراعيه فما أن شعر بذلك حتى تحرك بها للاريكة فابعدها عنه لتقابل نظرة عينيه الدافئة ليتبعها سؤاله 
بتحاولي
تخبي عني أيه يا تسنيم قوليلي أنا مستحيل أكون ضدك 
رفعت عينيها تجاهه ثم تطالعته بنظرة حزينة قبل
أن تقول
خاېفة متصدقنيش زي ماما. 
حمد الله بتلك اللحظة بأن هناك شيئا يدفعها لفعل ذلك فسيطر على ثباته وهو يرد عليها بصوته الرخيم
جربيني.
بدت مشتتة حائرة لا تعلم بأي شيء تبدأ فانهمرت دمعاتها وهي تقول دون أن تنظر بعينيه 
أنت عارف يا آسر
أن الاهل هما المفروض الاقرب لينا بعد الام والأب وبيقولوا ان الخال والد بس أنا مشوفتش كده. 
ثم رفعت حدقتيها لتتعلق بعينيه التي تراقبها باهتمام فاستكملت بدموع وقد تهربت من لقاء عينيه 
وانفرطت بموجة من البكاء قطعها عن استكمال ما تريد قوله فأمسك بيدها وقلبه يكاد ينشطر مما يستمع اليه لا يحتمل ان تقص عليه المزيد مجرد تخيل الامر كفيل بقټله على البارد ومع ذلك يهاجمه فضول لمعرفة المزيد فاستكملت بعد رداء القوة الزائف التي ارتدته 
كنت بقوم كل يوم مڤزوعة وانا شايفاه نايم جنبي وبيحاول يلمسني ولما قولت لماما ضړبتني وقالت اني مچنونة وبتخيل حاجات مش صحيحة..انا لسه زي ما أنا هو مأذنيش جسديا اكتر من انه اذاني نفسيا يكفي حالة الخۏف اللي كنت عايشة فيها طول ما انا عايشة هناك كنت بخاف انام وبخاف ماما تخرج في حتة وتسبني لوحدي في البيت وحتى بعد ما بابا رجع وكبرت كنت فاكرة انه مش هيتجرأ يعملي حاجة بس برضه لما بيسلم عليا بيعمل نفس الحركات الژبالة والاسم خالك وبيسلم عليكي! 
كان بتلك اللحظة ينازع كل كلمة تخبرها هي به يتجسد أمامه
كل مشهد وحرف قصته له وازدادت أوجاعه حينما قالت پانكسار 
ثم رفعت عينيها اليه لتناشده بدموع 
لحد ما جيت انت وغيرت تفكيري تماما حسستني اني كنت غلط وان مش كل الناس زي بعضها بس بغبائي كنت هضيعك من أيدي يا آسر. 
شعرت بالارتياح حينما أفاضت بما يضيق بصدرها فترقبت ما سيفعله پخوف خشيت أن يبتعد عنها ولكنها وجدته يحتضن بيديه وجهها وهو يعاتبها بحزن 
ليه مقولتليش كل
ده من زمان 
أجابته بابتسامة منكسرة 
خۏفت انت كمان متصدقنيش! 
رد عليها ومازالت نظراته متعلقة عليها 
قولتلك الف مرة أنا غير أي حد. 
وضمھا لصدره وهو يربت عليها بحنو جعلها تخرج ما كبت بداخلها فبكت ومازال هو يحتضنها ويقربها اليه ثم همس إليها بصوته الرجولي المميز بالنسبة لها عن باقي الرجال 
مستحيل أفترق عنك لأنك حياتي وأقربلي من روحي.. 
ثم استكمل بوعيد وقد غامت عينيه بشرارة شړا مخيف 
أما الكلب ده فأنا اللي هقفله.. وهيأخد جزاته. 
شعر بانتظام أنفاسها فعلم بأنها غفت على كتفيه فتمدد بها على الأريكة والنوم في تلك اللحظة بات خصيمه ساعات كوي بها بنيران ألهبت قلبه يتمنى ان تشرق شمس النهار ليتمكن من تنفيذ مخططه فما أن غاب ظلام الليل الكحيل وسطعت الشمس لتكسو العالم بردائها الذهبي حتى حملها آسر وصعد بها لغرفتهما خشية من ان يراهم احدا بالاسفل فوضعها بالفراش وخرج للشرفة يعبث بهاتفه الا ان اختار الشخص المناسب لمهمته فرفع هاتفه ليستمع صوت المتصل به يرحب به بعظمة لا تليق بسواه 
الكبير ابن كبيرنا بيكلمني بنفسه ده أيه الهنا ده.. 
اتاه صوته الصارم يؤمره 
عايزك في مصلحة يا صالح بس مش عايز مخلوق يعرف عنها حاجة حتى أبويا نفسه. 
تحت أمرك انت تؤمر وإحنا علينا التتفيذ. 
لا الطالعة دي عايزك انت اللي تعملها وبنفسك بلاش حد من رجالتك..
أومرك يا كبيرما اديني بس التفاصيل وسيب الباقي عليا. 
غامت عين الآسر بغموض وڠضب لا يتمنى أن يرأه أعدائه فمن يرى طيبة قلبه واحترامه لا يخمن أبدا ما يكنه في سبيل تلك العداوة ولكن ترى ما الذي ينوي فعله تلك المرة 
........
يتبع.......
الدهاشنة...... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت. 
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا... 
الفصل الثانيوالثلاثون. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةيارا محمد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
أعانقك خلسة بين سطور أوجاعي فيرسمك الحنين في كل الزوايا فعشقك يغزو الشرايين ويرنو صبابة لناظزي ولحلمي يستبيح فيأتيني محملا بعقيق الورد ليزرع بداخلي حلم ينبض بغرامك الذي أشعل مصباح وجداني ليعود إليه ضوئه الشارد فسكنة جسدي حاربها لساني حينما خفق بهمس بين واقعه وحلمه بحروف اسمك 
آسر!
فتحت عينيها وهي تتفحص الفراش پخوف فأزاحت الغطاء عنها ثم هرولت تبحث عنه في الغرفة بأكملها فاهتدت نظراتها عليه يغفو على المقعد الموضوع بالشرفة وعلى ما بدى إليها بأنه لم يذق النوم طوال الليل اقتربت منه تسنيم ثم جذبت أحد المقاعد لتقربها منه تتأمله عن قرب ومازال عقلها لا يستوعب كونه منحها السماح بتلك السهولة بل أنصت إليها ولچرح قلبها النازف ومع ذلك ضمھا لصدره أمسكت بيديه وكأنها تفتقد إحساس الأمان بقربه منها وعينيها قد ملأتها الدموع مازالت حائرة بالإنطباع الذي كونه عنها وما ينوي فعله فتح آسر عينيه ليجدها تجلس مقابله فما أن التقت الأعين بنظرة خاطفة حتى سحبت يدها ونهضت وهي تردد بارتباك 
آ... أنا كنت.. آآ.. 
أعاد المقعد للخلف ثم نهض ليقف مقابلها فرفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع إليه تلك النظرة نفذت لأعماقها فاستطاع أن يلامس ما بداخلها فمرر يديه برفق على خديها ثم قال بصوته الرخيم 
صباح الجمال. 
انعقد حاجبها بذهول من طريقته وخاصة حينما استطرد قائلا 
مش عايزك تفكري في أي حاجة تانية يا تسنيم أنا جنبك ومستحيل هسمح لمخلوق يمس شعرة منك. 
وضمھا لصدره وهو يربت على ظهرها بحنو أزاح تلك الآلآم العالقة بوجدانها فودت لو ظلت هكذا للأبد حينها لن يهاجمها تلك الهواجس. 
بسرايا المغازية 
لم تصدق فاتن ما أخبرتها به الخادمة فهبطت للأسفل سريعا لتتأكد بنفسها من الضيف الذي ينتظرها فجحظت عينيها في صدمة حينما رأت ابنتها هي من تنتظرها فاستكملت الدرج لتقف مقابلها وهي تردد بدهشة 
ناهد!
لم تمنحها فرصة لإستيعاب الأمر فهرولت لأحضانها الا يكفيها غياب أعوام عن منزلها وعائلتها فلم تكن تتخيل تلك المعاملة الباردة من والدتها وخاصة حينما أخرجتها من أحضانها وهي تعنفها پغضب 
انتي ازاي تتدلي على مصر من غير ما تعرفينا 
حدجتها بعينيها الفيروزية بنظرة حزينة ليتبعها لهجتها المعاتبة 
دي مقابلة تقابليني بيها بعد كل السنين دي يا ماما! وبعدين يعني لو كنت قولت لحضرتك إني نازلة مصر كنتي هترضي أنتي أو أيان 
احتدت حدقتيها پغضب قاتم اتبعه صړاخها
أني مش عارفة انتي ليه مش قادرة تفهمي اللي بنمر بيه وجودك اهنه في الوقت ده مش في صفنا يا بتي. 
ابتسمت بتهكم وهي تجيبها بسخرية 
ليه! عشان خاېفة الكره والحقد اللي زرعتيه في قلب ابن اختك يبقى نتيجته انا الضحېة.. 
واقتربت منها وهي تستطرد بحزن 
مهو اكيد محدش منهم هيسكت بعد
اللي هتعملوه في بنتهم وهيبقى ليهم ردة فعل صح ولا أيه 
صاحت بها بانفعال 
انتي برة اي حسابات ده تار أيان ويخصه هو. 
استحقرتها بنظراتها قبل أن ترد عليها بسخط 
لا يا ماما اللي بيحصد شړ مبيجنيش غيرها وانتي باللي زرعتيه جواه هتجني علينا كلنا وبعدين مش كنتي دايما بتقولي انه ابنك مش ابن اختك ومن حبك فيها سمتيني على اسمها خلاص يبقى تستحملي كل اللي جاي. 
زلزل صوتها
اركان السرايا 
انتي بتعدلي على مين يابت فاتن اللي بتتكلمي عنها دي كانا بتي قبل ما تبقى اختي الصغيرة كنتي عايزاني اعمل ايه يعني وانا شايفاها قدامي غرقانة في ډمها كان لزمن أيان يفتكر اللي حصلها في كل ثانية وكل دقيقه عشان يقدر يأخد تارها من اللي اذوها. 
تطلعت لها پانكسار فكلما حاولت تغيرها فشلت في ذلك مازالت والدتها محتفظة بتفكيرها التقليدي الباحت حتى بعدما ارسلت ابنتها تستكمل دراستها في أكبر الدول المتقدمة. 
الظلام يستحوذ عليه فجعله لا يرى شيئا من أمامه كل ذرة في جسده تؤلمه وكلما يحاول تحريك يده أو حتى ساقيه عجز عن ذلك فتأوه پألم شديد من فرط ما تعرض له من ضړب مپرح فمازال لا يتذكر أي شيء مما حدث أخر ما يتذكره هو انجراف تلك السيارة لتقطع عليه الطريقفهبط منها رجال ذو أجساد عتية فسأله واحدا منهما هل هو عباس المهدي فأكد له بأنه هو ومنذ ذلك الحين لم يرى أمامه شيئا من فرط اللكمات التي تلاقها وحينما فتح عينيه وجد نفسه بذلك المكان الغريب فحاول جاهدا أن يرفع صوته عل أحدا ينجده ولكن لم يستمع إليه أحدا وكأنه بنهاية العالم فردد بصوت شاحب حينما شعر بصوت أقدام تقترب منه 
أني فين وانتوا مين
لم يتحرك من يقف أمامه بل كانت نظراته الصقرية مسلطة عليه بثبات قاټل دقائق يتفرس ملامحه ليشير بيديه لمن يقف جواره فأسرع تجاه أزرر الإنارة وهو يقول في طاعة 
أوامرك يا كبيرنا. 
انطلق الضوء بأرجاء المخزن المتهالك لينير العتمة التي اختبارها منذ دخوله لذلك المكان القبيح فحاول فتح عينيه لتتصلب على مصرعيها حينما وجد من يقف أمامه يطالعه بكل غرور وعنجهية فبات مشتتا لا يعلم ما الذي يحدث بالتحديد حتى أن نطقه للكلمات خرجت مذبذبة 
آسر!!
سحب نظراته القاتمة عنه ثم استدار تجاهصالح ورجاله ليشير إليه بخبث 
إخص عليك يا صالح بقى تعمل في الخال كده! لا لا زودت العيار. 
ابتلع عباس ريقه الجاف بصعوبة بالغة وهو يراقبه پخوف وكأنه يشك في نواياه فقطع آسر المسافة بينهما حتى بات ينطاحه رأسا برأس فلف ذراعيه حول رقبته ليدفعه پعنف وهو يردد بصوت ثابت انفعالاته 
شكله مكنش يعرف ان بينا نسب يا خال حقك عليا أنا. 
استحضر كلماته المهاجرة وهو يحاول الصمود أمامه 
في أيه وليه مخليهم جايبني هنه. 
حك طرف أنفه بهدوء عجيب ثم استدار برأسه تجاه صالح ليؤمره بالخروج ثم وقف في مقابلته طالت لحظات الصمت والاخير يترقب ما سيقوله فانحنى على اذنيه ومن ثم همس بصوته الشبيه بفحيح الأفاعي 
أنت تعرف أيه هو عقاپ اللي يبص لحريم بيت الكبير 
وضم شفتيه معا وهو يستسكمل بمكر
لا أكيد متعرفشبس اللي هتعرفه الوقتي اللي يقرب لشيء يخصني عاقبه هيبقى أيه .. 
ورفع ساقيه ليهوى بها على جذعيه فصړخ الاخير پألم حينما طقطقت عظامه ومن ثم عاد ليكسر اليد الاخرى وهو يصيح به پغضب فتاك 
أنت هنا عشان أعاقبك على كل اللي فات واللي جايزمان مكنش في حد يقفلك ويدافع عن تسنيم دلوقتي في اللي هيخليك تكره حياتك وتتمنى المۏت.. 
وهوت بساقيه ليكسر قدميه والاخر ېصرخ كالنساء ويطالب بالرحمة التي لم تشفع له مثلما لم يشفع
لتلك الصغيرة ذات الجدائل الصغيرة صړخ وهو يتعهد له بالا يفعل ذلك مجددا ولكن لن يبرد تلك النيران المشټعلة بداخله.. 
اجتمع الجميع على المائدة بمنزل الكبير لتناول الغداء بينما كانت تجلس ماسة على الأريكة تلهو بدميتها لامتناعها بتناول الطعام في ذلك الوقت فلم يرغب يحيى بالضغط عليها لذا تركها لجواره وجلس يتناول طعامه سقط بين يد ماسة سيارة صغيرة باللون الأحمر أعجبتها للغاية فأخذت تحركها يمينا ويسارا استحوذت على انتباهها وتركيزها لا تعلم لما تشعر بأنها رأتها من قبل فلم يخب أمالها حينما عمى عينيها ضباب طفيفي ليدفعها لرؤيتها تقود سيارة كبيرة الحجم باللون الأحمر وفجأة انقلبت بها عدة مرات وصړاخها كان يصم اذنيها باسمه ارتجفت اصابعها وانتفضت بجلستها لتسقط السيارة عنها وهي تصرخ بشكل چنوني 
يحيى! لا.....
لا..
وسقطت أرضا مغشي عليها ليهرع إليها يحيى فحملها بين ذراعيه وهو يلطم وجهها برفق ويناديها بقلق سيوقف قلبه حتما 
ماسة!!
وحملها للاريكة والجميع في حالة من الفزع وترقب لما سيقوله الطبيب الذي أتى به بدر على الفور. 
كان مهموما يشعر ولأول مرة بأنه بحاجة لوجود أحد أبناء عمه لجواره عله سيهون عنه كثيرا يشعر بأنه مغلوب على أمره بما فعلته به روجينا فكم تمنى أن لم تمت له بصلة عله يتخذ قرار يرضي غروره كرجلا يسري بعروقه دمائه الشرقي أفاق أحمد من عتابه لنفسه الذي طاله بجراحه على صوت دقات باب شقته فنهض عن مقعده ثم اتجه ليفتح بابه ليرأها تقف أمامه تلك الفاتنة التي أنبضت بداخله في ذلك الوقت شعاع لحب لطالما كان يتهرب منه ويظنه ليس من حقه بات الآن على علم بأنه كان يمتلك كل الحق نظراته الساهمة بها جعلته تقرأ
ما تكتبه عينيه بين سطورها فتملكتها ربكة أخفق لأجلها قلبها دون توقف فلعقت شفتيها بتوتر وهي تقدم له ما تحمله من طبق يملأه الشطائر وعصير البرتقان باليد الاخرى لتخبره بارتباك لاحظه أحمد 
أنت مأكلتش حاجة من الصبح فعملتلك حاجة
خفيفة.
ابتسم بتهكم ثم قال بصوت رق بحبها 
طول عمرك بتركزي في أصغر تفاصيلي يا حور. 
ابتلعت ريقها بصعوبة فوضعتهما بين يديه ثم كادت بالعودة لشقتها فاوقفها حينما قال 
حور.
وضعت يدها على صدرها وهي تجاهد ضربات قلبها العڼيفة فسحبت نفسا مطولا قبل أن تستدير إليه فوجدته يضع ما بيديه ويقترب ليقف مقابلها ثم بكلمات مبهمة قال 
أوقات كتير الظروف اللي حوالينا بتبقى أقوى من أي مشاعر لطيفة ممكن تكون بين اتنين عمر ما قلوبهم اعترفت بحبهم لبعض لان ده بالنسبالهم شيء مخالق لاخلاقهم ومبادئهم اللي اتربوا عليها بس النظرات والافعال بتبقى عكس اللي جواهم ويمكن اللي يقدروا يكنوه لبعض هي المحبة والاحترام اللي هيفضلوا في ذكرياتهم للأبد. 
ترقرقت عينيها بالدموع وقد تسنى لها فهم لغز كلماته التي لامست ۏجعها فنقلت لعينيه لمعة بدمعة عزيزة شفقت على حالهما فارتسم ابتسامة افتكت برجولته الجذابة وهو يقول 
كده يبقى فهمتيني. 
هزت رأسها ومن ثم رفعت عينيها تجاهه لتجيبه بصوت مزق قلبه فعليا 
فهمتك يا أحمد. 
ثم كادت بالتوجه لشقتها ولكنها توقفت رغما عنها ثم استدارت لتقف مقابله مجددا قائلة بابتسامة ترسمها بالكد 
مش محبة واحترام بس دعوات صافية بالسعادة اللي ممكن نلاقيها حتى لو مع ناس غيرنا.. 
وپألم اخترق صوتها قالت 
خليك متأكد اني هفضل ادعيلك على طول... عن أزنك. 
وتركته وهرولت للداخل وتلك المرة انسحبت قوتها الزائفة لتخر أرضا خلف باب
غرفتها باكية ويدها تكبت شهقاتها علها لا يستمع لأنينها أحدا ولكن كيف لقلب عاشق الا يستمع لنصفه الأخر 
حبيباتي الفصل قصير عن قصد لاني الفصل ال هيكون فيه قفز بحدث معين هنتكلم عنه باستفاضة.... المهم عندي ليكم بقى خبرين هيفرحكم أوي علشان تعرفوهم لازم تدخلوا اللينك اللي تحت بس لازم تعرفوا اني هحتاج دعمكم جدا زي ما اتعودت اني مخطيش اي خطوة من غيركم ومن غير دعمكم ليا والخبر التاني بقى ان لو البوست اللي في اللينك وصل لالفين لايك وكومنتس هينزلكم حالا الفصل الواللي طبعا فيه فرح احمد وروجينا ومواجهة ايان ليهم وكل التفاصيل هتكون واضحة مش هطول عليكم يالا ادخلوا
باللينك وادعموني ووصلوه للعدد ده انا واثقة انكم اد التحدي...
اللينك أهو ويارب المفاجأة اللي تعبت فيها الايام اللي فاتت كلها تنال اعجابكم... بحبكم في الله ..
httpswww facebook com386876678074537posts5371230072972481
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الثالثوالثلاثون... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ملك محمود شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
عقلها كان مشتت بين تلك الذكريات التي تهاجمها والأغرب بأنها لا تعود لأحدا أخر بل خاصة بها هي فكيف وهي لا تتذكر ذلك فلم يسبق لها أن قادت سيارة بنفسها كانت ماسة في تلك الحالة مشوشة للغاية فلم يكن الطبيب مخصص لحالتها فبرع بمجاله حينما أخبرهم بما يخص جنينها الذي أتم عهده الخامس ولكنه لم يستطيع أن يفيدهما حينما أخبروه عن حالتها ونصحهم بزيارة طبيبها المتخصص فاتبعه بدر للخارج وهو يشكره بإمتنان أما يحيى فالقى بثقل جسده على الخزانة من خلفه ليكتفي بتأمل ريم وهي تناولها الدواء ثم جذبت الغطاء عليها ورحلت من الغرفة بعدما شيعته بنظرة حزينة دنا منها يحيى ثم جلس لجوارها على الفراش فوجدها تتطلع إليه بصمت على غير عادتها فبدأ هو بمناغشتها حينما قال 
في حد بيتعب بيبقى زي القمر كده يا ماستي! 
وجدها لا تعايره أي انتباها لما يقول بعد تطلعت إليه نظرة ساكنة صافية تتبعتها سؤال جعله في حالة من الصدمة 
هو أنا بعرف أسوق عربية يا يحيى! 
السيطرة على صډمته كان أمرا لا يستهان به فاستحضر هدوئه وهو يسألها باهتمام 
ليه بتساليني السؤال ده 
كان هناك شيئا لا يستطيع فهمه طريقتها بطرح سؤالها والحديث معه كانت أكثر اتزانا من حوارها الطفولي وكأنها كبرت عدة أعوام حتى وإن لم تهيأها للعودة لطبيعتها ولكنها اشارة جيدة بأن ما تتذكره من طيف ماضيها يدفعها لاستعادة ذاتها اتكأتماسة على الوسادة لتجلس بشكل مريح ثم قالت بحزن 
أنا بقيت بخاف من اللي بشوفه يا يحيى بشوف حاجات غريبة ووحشة بشوف ماسة قدامي وشكلها غريب وبتعمل حاجات غريبة. 
خاب ظنها في سماع اجابته السريعة التي ترضي فضولها على الدوام ولكنه كان متخبطا لا يملك ارشادات تمنحه تصرف مفروض بما يفعله معها مثلما يتلقى من طيبيها لذا كان حائرا للغاية وبعد فترة من صمته أجلى صوته المنقطع قائلا 
يمكن يا حبيبتي ده حلم! 
قوست حاجبيها وهي تجيبه بشك 
بس أنت قولتلي أننا بنحلم وإحنا نايمين بس! 
ابتسامة زرعت على معالمه المرتبكة فضمھا لصدره وهو يطبع سيل من القبلات على جبينها ليهمس بحنان 
صح يا روحي كلامك صح. 
رفعت ذراعيها لتتشبث به فبات مندهشا من تلقائية فعلها الذي يعود لسابق
ما تفعله فابتسم بفرحة وهو يشدد من ضمھا وبداخله الف رجاء وتوسل بأن تكون مؤشرات عودتها فقد طال انتظاره ولم يمل بعد مازال يترقب عودتها في شوق ولهفة. 
بعدما اطمئن الجميع لاستقرار حالة ماسة صعدوا لغرفهما كذلك صعدت تسنيم لتستريح قليلا بغرفتها فما أن ولجت للداخل حتى وجدت هاتفها يعاود الاتصال فاتجهت لترى من المتصل فابتسمت بسعادة حينما وجدتها والدتها فرفعت الهاتف قائلة بفرحة 
ماما عاملة أيه وحشاني أوي.. 
أتاها صوتها الذي لمح طيف من الحزن 
الحمد لله يا حببتي طمنيني انتي اللي أخبارك ايه 
استطاعت لمس القابض بصوتها فقالت پخوف 
انا الحمد لله مالك كده صوتك متغير في أيه 
مفيش والله يا بتي خالك عباس مرجعش البيت من امبارح ومرته هتتجنن كل دقيقة تتصل بيا مفكراه اهنه. 
تقوست معالمها في دهشة قلبت لشك حينما وجدت آسر يدلف من باب الغرفة سلطت نظراتها عليه وكأنها لمست وجود شيئا ما من اختفائه الغريب وخاصة بأنها أخبرته بالأمس انتبه آسر لشرودها المتعلق به فخلع قميصه ثم جلس على الاريكة يخلع حذائه وهو يحاول أن يستعلم سر شرودها هذا أفاقتتسنيم على صوت والدتها فقالت بتوتر 
ها... لا معاكي يا ماما.... طيب خالي يعني هيروح فين ده أول مرة يعملها. 
تعمدت أن تلمح بالموضوع المتبادل بينهما وبين والدتها أمامه حتى تستكشف بذلك ما هناك ولكنه كان يتحرك أمامها ببرود فسحب الملابس من الخزانة ثم ارتدائها دون أن يتطلع تجاهها ومن ثم اتجه لمكتبه الصغير ليجذب حاسوبه ويتابع تصفحه فما أن أغلقت الهاتف معاها حتى اتجهت إليه فظلت تراقبه بلحظات صمت حائرة الى أن تجرأت باستجماع ما ستقول 
ماما بتقولي إن خالي مرجعش بيته من إمبارح غريبة أول مرة يعملها! 
بدى مسترخا بجلسته وكأنه لم يستمع لشيئا حاولت خلق أي حجة لاستدراجه بالحديث ولكن هدوئه جعلها تخوض حربا باردة زرعت بداخلها الغيظ والارتباك من تفكيرها الخطېر لذا عادت لتردد بهلع 
أنت قټلته يا آسر 
رفع عينيه عن حاسوبه ليتطلع لها بنظرة زادت من حيرتها إلى إن قرر قطع ربكتها تلك حينما قال ساخرا 
ليه متجوزة سڤاح! 
شعرت بإنجازها العظيم حينما استدرجته للحديث فقالت بشك 
يعني أنت مالكش علاقة بإختفائه 
تأرجح بمقعده حتى بات مقابلها فنهض ليقف أمامها بنظرة صلبة تشمل سخطا عظيما فقال بنبرة خشنة 
لا ليا وهيفضل كده في حضڼ رجالتي كام يوم يتربى وبعدها نرجعه لأمه. 
صعقټ تسنيم مما استمعت اليه فكادت بالحديث ولكنه كان أسرع منها حينما قال بصرامة وحزم تعهدهما لأول مرة 
مش عايز كلام كتير في الموضوع ده يا تسنيم انتي سألتيني وأنا جاوبتك انتهينا. 
وتركها واتجه للفراش فألقى بثقل جسده عليه فاتبعته حتى باتت قريبة منه وخشيت أن تخطو خطوات أخرى منه ترقرقت الدموع بعينيها وهي تراقبه عن ذاك البعد فشلت في تحديد ما يلزم خوضه في تلك اللحظة هل تتحلى بالسعادة لما سيناله هذا الحقېر من عقاپ يستحقه أم عليها بالخۏف من أن تزداد الامور سوءا وحينها سيكن زوجها في وجه المدفع شهقاتها الباكية وصلت إليه فانقلب بجسديه تجاهها ففتح ذراعيه وهو يردد بصوته الحنون 
تعالي يا تسنيم. 
كانت بحاجة لقربه في ذلك الوقت فلم تتردد في ذلك فأسرعت لتتمدد جواره بين دفء ذراعيه فشعر بانتفاض جسدها الذي تكبت من خلفه حزن ودموعا ليس بحاجة لرؤياها حتى يعلم بأنها تبكي مرر آسر يديه على جسدها برفق ثم همس لها بحب
متفكريش في حاجة ونامي طول ما أنا جنبك مفيش مخلوق هيمسك بالسوء لا هو
ولا غيره. 
ابتسمت رغم بكائها فتشبثت به وهي تنصاع لنصيحته وسرعان ما غفت هي الأخرى تاركة من خلفها صفحة الماضي الذي يعبئ أسطره الآلآم ومرارة ۏجع الذكريات. 
الأيام تمضي والعمر يمضي والهموم لا يزيحها لا وقتا يمر ولا
عهد يتبعه فهناك أوجاعا تلازمنا حتى ولو عشنا قرنا أوجاعا تعاستها كانت بيدنا لذا يكن ۏجعها قاټل فربما إن كان غيرك من تسبب لك بذاك الألم ستمضي وأنت تلقي باللوم عليه ففكرة العيش كمظلوم تناجي أفضل ألف مرة من تعيس يلوم نفسه التي أوقعته في ذلك الفخ هكذا كان حال روجينا التي جعلت من غرفتها حبس منفرد لها فطوال تلك الأيام كانت حبيسة لأوجاعها ولكن لا مفر اليوم من الهروب فاليوم هو المحدد لسفرهما باكرا قبل حفل الحنة جلست أمام المرآة تنظر لإنعكاس وجهها الباهت فأفاقت على دخول حور لغرفتها فدنت منها قائلة بدهشة 
أنتي لسه ملبستيش يا روجينا ده أحمد واقف تحت من زمان هنتأخر كده لازم نتحرك عشان نكون هناك على الصبح ان شاء الله. 
هزت رأسها وهي تحاول عقد حجابها 
خلصت أهو.. 
أصابعها الممسكة بطرف حجابها كانت ترتجف للغاية فانحنت حور تجاهها لتعقده لها بحزن على ما حدث لها انطفأت كالمصباح الذي فقد حقه بالأنارة
مجددا بعدما أصبح تالف جسدها فقد تقريبا أكثر من نصف وزنها فالحزن يزيد العمر عمرا وينهش بالجسد كالسړطان الخبيث تحركت معها للأسفل وقلبها يخفق خوفا وترقب بداخلها شعورا قوي
بأن أيان من المستحيل أن يدعها وشأنها ورغم ذلك تشعر بالشفقة تجاه أحمد الذي لم يستحق منها ذلك الفعل الشنيع الذي ارتكبته بحقه هبطت روجينا بصحبتها حتى وصلت للسيارة فجذب أحمد منهما الحقائب ليضعها بشنطة السيارة ثم صعد للمقعد الأمامي فصعدت كلا منهن بالخلف تحرك عائدا للصعيد في تمام الساعة الثالثة فجرا فاليوم سيكون مخصص لحفل الحنة وغدا الزفاف رفع عينيه تجاه المرآة فرأى دمعات روجينا مازالت تنتحب بصمت يشعر بما ستلاقاه خلال تلك الرحلة تخشى من الف شيء يخشاه هو أيضا وبعد ما يقرب الساعتين من القيادة انتباها دوار مفاجئ فشعرت بأنها ستتقيء بأي لحظة مالت روجينا برأسها تجاه حور فوجدتها قد غفت على مقعدها من فرط الاجهاد فكزت بأسنانها على شفتيها السفيلة من فرط الألم فلم تجد. مفر منا يهاجمها خرج صوتها الشاحب ليهمس بتعب شديد 
أحمد!
استدار برأسه للخلف فوجدها في حالة لا يرثى لها فعادت لتهمس بصوت متقطع 
وقف العربية. 
انصاع
لها على الفور ثم هبط ليسرع بفتح بابها فحاولت الهبوط ولكنها كادت بالتعثر فساندها أحمد وعاونها على الجلوس بالاستراحة القريبة من السيارة وجلس جوارها ثم سألها باهتمام 
انتي كويسة 
مالت برأسها على حافة الأريكة الخشبية وهي تشير له بالنفي فعاد ليتساءل مجددا 
فين ادويتك 
رددت بصوت يكاد يكون مسموع 
بالعربية.
تركها أحمد وأسرع للسيارة ففتح الباب الخلفي ليبحث بحقيبة يدها فوجدها بكيس صغير حمله وأعاد غلق الحقيبة ثم عاد إليها ففتح محتوياته ووضعه بيدها ثم قدم له زجاجة مياة تناولت روجينا الدواء ثم مالت برأسها مجددا فجلس جوارها يترقب ما سيحدث انهمرت دمعاتها لتصاحب نبرتها المذبذبة 
مش هقدر يا أحمد هيكشفوني. 
رق لحالتها فكانت تبعد كل البعد عن تلك الفتاة العنيدة صعبة المنال من يرأها مجرد فتاة منكسرة هزمها قدرها ليجردها من كل طاقة قوة امتلكتها يوما فرفع يديه ليربت على يدها الممدودة ليخبرها بهدوء صوته العذب 
مټخافيش حتى لو ده حصل فأنا اللي هتحمل المسؤولية مش عايزك تفكري في حاجة عشان متوتريش. 
خذلتها تلك الدمعة البائسة فقالت بخذلان 
أنا مش عارفة أقولك أيه يا أحمد بجد اللي أنا عملته معاك صعب أي حد يتقبله. 
لم يرغب في سماع المزيد أو بالمعنى الصريح يرفض تذكر الأمر فالحړب الذي سيخوضها كل مرة يستعيد بها تنشيط ذكرياته تدمره نفسيا لذا نهض من جوارها وهو يشير بيديه على السوبر ماركت القريب منهما 
هجيب عصير وهرجع. 
أومأت برأسها بهدوء فتركها واتجه ليشتري بعض الأغراض أما هي فتحكمت بدوارها العڼيف حينما أغلقت عينيها لفترة مطولة علها تستطيع محاربة اعيائها الشديد. 
أصابعه تضغط بقوة على شاشة الهاتف وهو يرأها مغلقة العينين مازالت مكالمة الفيديو مستمرة بينه وبين أحد رجاله المسؤولين عن مراقبتها تمنى لو كانت قريبة منه فيتمكن من صفعها لقربها من أحمد بالرغم من تحذيراته لها سابقا ألقى أيان هاتفه أرضا وهو يصيح بانفعال 
ماشي يا روجينا هانت وهتشوفي عواقب اللي بتعمليه ده. 
ثم نهض عن مقعده وبسمة خبيثة تزور وجهه ذو المعالم المبهمة 
مش أنتي وبس أنتي وكل عيلتك وأولهم أبوكي... خلاص يا فهد وقت الحساب مبقاش بعيد! 
بمنزل الكبير.. 
ازدحم
المطبخ بالنساء والأقارب ليتعاونا على طهي عدة أصنف من الطعام الفاخر احتفالا بابنة كبيرهم حتى رواية فقد حرصت أن تعد كل شيئا بيدها وعاونتها تسنيم ونادين وباقي الفتيات وبمجرد وصول روجينا وحور شرعت تالين ورؤى بتجهيزها فلم يكن متبقي على الحفل سوى القليل شعرت روجينا في تلك اللحظة بأنها تسابق الوقت الذي ستصمد به بصحبة النساء في قاعة المنزل كانت ترى الجميع من حولها في حالة من السعادة الا هي تغمرها تعاسة لا نهاية لها لم يعنيها وجود اسرتها من حولها فأي منهما لن يستطيع تخفيف ما تشعر به في تلك اللحظة جذبتها تالين وهي تهمس لها بمكر 
تعالي نطلع نتفرج من فوق السطوح مع البنات. 
كادت بالتعثر من خلفها من شدة ركضها فساندتها حور في محاولة لتغطية الامر لټعنف تالين بمرح 
يا بنتي مش كده فستانها طويل وهيوقعها. 
لم ينتبه أحدا لما حدث فكانت حور تنتبه لأصغر تفاصيلها حتى لا ينكشف أمرها اتبعتهن للأعلى فوقفن جميعا جوار بعضهن البعض فاختلسن النظرات لما يحدث بالأسفل. 
جاهد لرسم ابتسامة زائفة تخفي من خلفها خيبة أماله بشريكته الذي استقر به القدر بمخضعها ولكنه كان يقنع ذاته بأنه يفعل شيئا عظيما تجاه العائلة انسجم أحمد مع الشباب على إيقاع المزمار البلدي فكان آسر يمسك بأحد ذراعيه ويديه الاخرى تلوح بعصا والده العتيقة وكأن فهد يتعمد بكل لحظة أن تعود إليها ليثبت لكبار عائلته بمن أحق بها من بعده كان يبدو وسيما للغاية حتى رقصه الهادئ سلب عقل من تراقبه من الأعلى بابتسامة رقيقة لا تعلم لما شعرت بالضيق لوقوف الفتيات من جوارها تراقبه أعينهن مثلما تراقبه هي بداخلها خلق شعور بالتملك تود أن لا يراه أحدا سواها 
من النيران تكاد تضرم ما يلامسها ومع ذلك تحرص أن لا ينطفئ شعلتها.. 
على عكس روجينا التي تراقب أحمد بحزن فيقال أن الظروف القاسېة التي تحيطك تجعلك تلمس معدن من ستجاوره ليت ما تعرضت له كان أمرا هين ربما كانت ستفق باكرا وستتمكن من منحه قلبها نعم هي الآن تعلم مغزى حديث والدها عن أحمد فهمت لما كان ينتباها الجنون حينما تطلب بالانفصال عنه ترقرقت الدموع من عينيها وهي ترى ذاتها متسخة بعدما اختارت من كسر غرورها وحطم كبرياء الأنثى العاشقة بداخلها بينما أزاح عنها هذا اللطخ من سمي رجلا بكل ما عهدته الكلمة من حروف مقدسة تمنت لو عاد بها الزمان للخلف علها ستمنحه حبا وإحتراما يستحقه منها. 
انتهت ساعات الحفل الأولى وانتقل أفراد العائلة للداخل لاقتباس لحظات خاصة تخصهما سويا بعدما رحل المدعون على
موعد لقاء الغد فجلس فهد و سليم وعمر والشباب بالأسفل يراقبن ما يحدث بسعادة فكان آسر يمسك يد روجينا ويتحرك بها وقدميه تدب الأرض على الايقاع ولجواره أحمد ويحيى حتى بدر أمسك بيد زوجته وحور ورقص بصحبتهم شقت الابتسامة الوجوه وكلا منهما يرى حصاد ما زرع الوحدة تظل صامدة أمام كل ظرف مرت به العائلة بالفرح والحزن كلا جوار الأخر أدمعت عين روجينا حينما قبل آسر جبهتها وهو يهمس لها بفرحة 
الف مبروك يا حبيبتي ربنا يهنيك يا رب. 
تشبثت بأحضانه لدقائق مطولة وكأنها تود أن تفرغ ما يضيق به صدرها إليه ولكن ماذا ستخبره ما حدث قد وقع بالفعل اخباره الآن لا يصب بمصلحتها ولا بمصلحة أحدا أبعدها آسر عنه ثم أزاح الدمعات العالقة بأهدابها بحنان ثم قال بخشونة نبرته المتعمدة وهو يطبطب على ظهرها 
أهو ده الهبل بقى. 
ثم أشار لها بيديه 
يا عبيطة هو انتي هتسبينا وهتخلعي انتي هتفضلي معانا في نفس البيت يعني في وشنا لزق. 
ثم لف يديه حول رقبة أحمد الذي أسرع تجاههما بشك زرع بداخله فور رؤية الدموع تنساب من عينيها فخشى أن تفضحهما ليجد ذراع آسر الأقرب اليه 
شوفتي بقى ميزة الجواز من العيلة! 
رسمت بسمة باهتة تخفي من خلفها ۏجعا عظيم بينما احتضن آسر أحمد قائلا بجدية 
الف مبروك يا عريس. 
منحه ابتسامة هادئة وتحرك معه بعدما أمسك يد روجينا فجذبت تسنيم التي تقف جانبا وتصفق بيدها تشجيعا للجميع ارتبكت للغاية حينما أصبحت عالقة بينه وبينها فمد لها آسر يديه بعدما أمسكت روجينا بالأخرى قدمتها له ليجبرها على التحرك معهما فابتسمت بتسلية وهي تتبع خطاه انسجمت نظراتهما وكأن لا أحدا يشاركهم الرقص فاستغل أحمد انشغال آسر ثم أسرع بجذب روجينا حينما شعر بأنها ستسقط بين ذراعيه من فرط الدوار الذي تتعرض إليه ليسرع بها تجاه أقرب أريكة ثم جلس جوارها ليفصل بينها وبين الأرائك التي تضم أفراد العائلة ظل لجوارها لعدة دقائق حتى تغلبت عما يهاجمها فسألها بلهفة
لسه تعبانه 
هزت رأسها بالنفي ثم تطلعت لعينيه وهي تتعمد التعمق بنظرتها تجاهه ومن ثم قالت بامتنان
شكرا..
باتت كلمتها حائرة عن تقديم الف مبرر لشكره فما فعله لا يقدر بكلمات ستجتهد لتقديمها إليه استقام بجلسته وهو يجيبها بحرص بالا يسمعه أحدا 
لازم نكون حذرين لحد ما على الأقل بكره يعدي فبلاش تعملي مجهود كبير خليكي قاعدة مكانك على قد ما تقدري. 
هزت رأسها وهي تتابع المنصة التي اشتعلت بالرقص الشعبي فحانت منه نظرة خائڼة تجاه حور التي تتحرك برفقة أخيها وزوجته سكن الحزن الطابق الأول من عينيه بينما خيم الخذلان والۏجع بالطوابق الأخرى فمازال يجابه ذاك القلب الذي يحتفظ بحبها الغير معترف به فكيف سيلفظه وهو لا يقوي على الاعتراف به لنفسه حتى حبا محرم وغير مقبل له بالمرة خاصة بهذا اليوم الذي يعد خطوة مسبقة لحياته التي ستجمعه بأخرى لذا سحب نظراته عنها بهدوء لن يشعر به أحدا مثلما إعتاد أن يخفي ما يدور بداخله عن الأعين.. 
لم تحظى
بفرصة كهذة حتى بزفافها فمازالت ترقص بصحبته لدقائق طالت ويديه مازالت متشبثة بيدها حتى نظراته لم ترأف بها فكانت مسلطة عليها لتحاوطها من كل اتجاه وكأنه يخبرها بأنها مرغمة على عشقها له مرغمة على تقبله لجوارها وبداخلها كلا منهما يلخص عشقه للأخر بكلمات موجزة ولكن تلخيصها يشمل بالأمان الذي يتعمق بداخلها يوما تلو الأخر لا تعلم لما شعرت بتلك اللحظة بأنها قادرة على تخطي حواجز الماضي بأكمله كيف لا وهو بذاته خلصها منه وصدق ما أخبرته به بصدر رحب رجلا غيره كان ليقيم قيامتها في تلك اللحظة وربما كان سيشك بعفتها ولكنها لم تجد منه الا ما هو نبيل وجدت ما يجعلها تعشقه حتى أخر أنفاسها توقفت تسنيم عن تتبع حركاته فانعقد حاجبيه حينما وجدها توقفت ومن ثم أشارت له بأن يقترب فما بجسده تجاهها ليستمع لهمسها بوضوح
خلينا نخرج برة شوية حاسة إني تعبت من الصوت. 
أومأ برأسه وأمسك بيدها ليحيط بها حتى لا يرطم بها
أحدا من الشباب دون قصدا منه فمنحها مساحة شكلت بجسده الذي بات حائلا بينها وبينهم حتى مرت من جوارهما ليخرج بها للخارج فقادتهما قدميهم للاسطبل تركته تسنيم واتجهت تجاه الغرفة الصغيرة التي تضم برق فاخذت تمسد بيدها على ظهره برفق فاحنى رأسه أرضا براحة لوجودها الذي بات يعتاد عليه بينما استند آسر بجسده على الباب الخشبي الذي يفصل غرفته عن الاسطبل بأكمله فرفعت رأسها تجاهه وهي تخبره بحماس 
كبر عن أخر مرة شوفته فيها. 
منحها ابتسامة مهلكة وهو يجيبها بصوته الرخيم 
مفيش حاجة بتفضل على حالها. 
ثم ولج
للداخل ليتجه للدرج الخشبي الموضوع جانبا فتسلقه للأعلى حملت تسنيم طرف فستانها الوردي ثم نهض لتتأمله ومن ثم تساءلت باستغراب
انت رايح فين 
أجابها آسر وهو يلقي بثقل جسده على الفراش المصنوع من القش 
اليوم كان طويل وحقيقي مش قادر تقدري تكملي قعدتك مع عم برق براحتك وأنا هرتاح هنا شوية.
غلبها الفضول لرؤية ما وضعه بالأعلى فرفعت طرف فستانها ثم صعدت الدرج الخشبي وهي تحني رأسها حرصا بالا تصطدم بسقف الغرفة فما أن وصلت اليه حتى دعست بقدميها طرف فستانها فشلت حركتها وكادت بالتعثر أمسك بها آسر ليجذبها إليه فضحك وهو يخبرها بمشاكسة 
مش أي حد يعرف يطلع هنا يا حبيبتي. 
ابتسم وهو يجيبها بمرح 
في الحقيقة مش مكاني لوحدي ده مكان عم صالح المفضل وقت الراحة.. 
تعالت ضحكاتها فابتسم وهو يخبرها 
مكان مش سري يعني تقدري تقولي استراحة لطيفة ليه وقت شغله في الاسطبل وانا بنوب عنه بليل. 
ابتعدت بنظراتها عنه فشملت المكان مرة أخرى بنظرة متفحصة ثم ردت عليه قائلة 
مكان جميل. 
أومأ برأسه وهو يتأملها بنظرة خبيثة 
فعلا.
انتبهت لوضعها الذي طالت هي به فحاولت النهوض عنه ولكن ثقل فستانها منعها جذبها لجواره وهو يتساءل پخوف مصطنع 
مرتاحة كده ولا أيه 
ثم أشار
بيديه للاسفل على السيف وبعض الادوات الخاصة بالاراضي الزراعية ليسترسل بمزح 
في هنا اسلحة خطېرة وأنا لازم أضمن نفسي فالله يكرمك خلي بينا مساحة أمنة يا بنت الحلال. 
على الرغم من أن غرضه أن يمازحها ولكن عينيها امتلأت بالدموع فاستدار آسر بجسده تجاهها ليرفع وجهها تجاهه ثم تساءل بلهفة
أنتي زعلتي من كلامي! أنا بهزر معاكي. 
تهربت من التطلع اليه فقالت بصوت مهتز 
أنا آسفة والله مكنتش أقصد. 
مش عايز أسمع أي مبرر عن اللي حصل وأنا اوعدك مش هفتح سيرة الموضوع ده تاني حتى لو هزار. 
يبذل أقصى ما يمتلك حتى يمنحها الراحة والأمان فتحركت بجسدها تجاهه ثم وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يحاوطها بذراعيه ثم أغلق عينيه في محاولة للاستسلام للنوم فوجدها تتشبث بجاكيت بذلته السوداء وصوتها الناعم يخبره بخجل 
بأحبك.
أغلق عينيه في محاولة بائسة لمحاربة تأثير تلك الكلمة التي تستهدف مشاعره المكبوتة فمرر يديه على خصرها ثم نطق بحروف ثقيلة 
وأنا معرفتش الحب الا في جنتك يا تسنيم. 
ضغطت باصابعها الممسكة به ثم رفعت عينيها الباكية تجاهه ظلت تتأمله لدقائق ونظراته تمنحها حنان يطوفها كرداء صنع من صوف فمنحها دفء في ليلة قارصة البرودة فعجزت عن الانسحاب من ذاك الدفء فأجبرت لسانها على نطق ما يتردد بداخلها 
ساعدني أنسى كل اللي اتعرضت ليه يا آسر أنا عايزة أبدأ حياتي معاك وأرمي كل ده ورا ضهري. 
لو باختياري كنت اختارت أكون موجود معاكي وأواجه ماضيك بنفسي مكنتش هخلي مخلوق يمس شعرة منك. 
منحته ابتسامة هادئة وردت عليه قائلة 
بس المهم إنك معايا دلوقتي ومش هتسبني. 
قربها اليه وهو يؤكد لها 
معاكي ومش هتخلى عنك أبدا. 
ز بينهما لتصبح ملكه مثلما رغبت ورغب بذلك حطم ذاك الخۏف بداخلها وهواجسها تجاه الرجال أخبرتها أفعاله بأنه مختلف عن معشرهم وليس فريدا من نوعه بل هناك رجال تستحق ألقابهم لا ذنب لهما بما فعل السفهاء منهم ربما حالتها كانت تستدعي لطبيب نفسي يعالجها ولكن بوجود زوجا يضمها إليه ويحتويها ليست بحاجة لأي علاج نفسيا بعد ذلك فكثير من النساء تحتمل مشقة وصعاب لا وصف لاوجاعهما ولكن بمجرد كلمة
معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة. 
اليوم غفت بين أحضانه بعدما صارت زوجته فشعر آسر بأنه انتصر بمعركة أرهقته ذهنيا فكم ظل بائسا لتوتر علاقتهما وازدادت الامور سوءا
بمعرفة الحقيقة وها هو اليوم يحقق انتصارات عظيمة حينما قتل شبح ماضيها بيديه وحينما اتاحت له الفرصة حق الاڼتقام مما فعله ذاك اللعېن بها اليوم سينال قسطا من الراحة لم ينالها من قبل هنا في المكان الذي جمعهما جوار الفرس الذي احبته ومنحته اسما عشقه من عشق تفاصيلها.. 
استندت روجينا بجسدها على الفراش بإرهاق شديد فما أن أصبحت بمفردها حتى سمحت لنفسها بالاڼهيار تعلم بأن البكاء في تلك اللحظة لن ينفعها ولكنها بحاجة له علها تفرغ ما بداخلها اعتدلت بجلستها ومن ثم أزاحت دمعاتها سريعا حينما شعرت بمقبض باب غرفتها يفتح لتظهر رواية من أمامها فاقتربت منها لتضع صينية الطعام من أمامها وهي تخبرها بنبرة هادئة رغم تلألأ الدمعات بعينيها 
انتي من الصبح مأكلتيش حاجة. 
ابتسمت روجينا ثم جذبت الملعقة لتتناول ملعقة صغيرة من الأرز ثم قالت 
أنا ھموت من الجوع. 
ابتسامتها اوحت لها بأنها ستمنحها فرصة الحديث المفقود فيما بينهما لذا جلست رواية لجوارها ثم قالت 
الف هنا على قلبك يا روحي. 
رفعت عينيها تجاهها ثم نهضت عن محلها واتجهت لتجلس أسفل قدميها وأدلت برأسها على قدميها ثم سحبت نفسا عميق قبل أن تقول 
أنا عمري ما كنت قادرة أفهمك غير النهاردة يا ماما كل اللي انتي كنتي دايما بتنصحيني بيه كان صح أنا اللي كنت غلط واتغريت أشوف غلطاتي دي.. 
ثم رفعت عينيها الباكية تجاهها وهي تسترسل حديثها 
كنت عنيدة ومش عايزة أدي لنفسي فرصة أفهمك بيها سامحيني يا ماما أنا غلطت في حق نفسي قبل ما أغلط في حقك. 
مالوش لزمة الكلام ده يا نور عيني بكره فرحك بلاش تفكري في اي حاجة ممكن تزعلك في يوم زي ده عيشيه بالطول وبالعرض يا روجينا وصدقيني أحمد شاريكي وبيحبك وعمرك ما هتندمي أبدا انه كان اختيارك.. 
ابتسمت وهي تجيبها 
مش محتاجة أني أشوف ده بعد الجواز يا ماما لاني شوفته بنفسيأحمد راجل بجد ويعتمد عليه. 
ربتت رواية بيدها بفرح على ظهرها فكانت تشعر بالذنب تجاهها ولكنها الآن تشعر بأن حملا ثقيل ازاح عنها فحملت الصينية لتضعها على الكومود ثم عاونتها على التمدد وهي تشير لها 
سيبك بقى من كل ده ونامي عشان تصحي فايقة كده ورانا يوم طويل بكره. 
ووضعت الغطاء عليها فتمسكت روجينا بيدها ثم قالت بصوت مخټنق يحبس الدموع من خلفه 
ممكن تنامي معايا النهاردة. 
تعجبت رواية من طلبها ولكنها لم تمانع أبدا فخلعت حجابها ثم جذبت الغطاء وتمددت لجوارهافاندثت روجينا باحضانها تخشبت حركة يد رواية فلاول مرة ټحتضنها ابنتها منذ وقتا طويل کسى الفرحة لمعة من الحزن بعينيها فضمتها وغفت هي الاخرى.... 
ظل المصباح مضيئا إلى أن أطفئه الذي أتى خلفها حينما تأخرت بعودتها ليجدها تغفو جوار ابنته المتعلقة بها ابتسم فهد وهو يراقبهما فجذب الغطاء عليهن ثم انحنى ليطبع قبلة صغيرة على جبين كلا منهن وأطفئ الضوء ثم عاد لغرفته التي سيبت بأحضانها بمفرده تلك المرة بدون شريكة العمر والقلب والروح.. 
كسرت ضوء الشمس عتمة الليل الكحيل فتسللت لتداعب عينيه ففتحهما بانزعاج لتجحظ عينيه في صدمة حينما وجد زوجته مازالت تغفو لجواره بالاسطبل فحانت منه نظرة للاسفل سريعا خشية من أن يكون أحدا من عمال الاسطبل قد أتى فحمد الله كثيرا بأن المكان مازال أمنا إلى حد ما لذا هزها برفق وهو يناديها 
تسنيم..
عبثت بعينيها بنوم 
ها.
هزها وهو يجذب الملابس من جواره 
قومي بسرعة قبل ما حد يجي. 
فتحت عينيها بتكاسل ففزعت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وخاصة حينما استعاب عقلها مكان وجودهما فصړخت به وهي تجذب ما امسكت يديه 
يا نهار أسود هنتفضح. 
جذب القميص عن يدها ثم قال بمرح 
بتاعي ده. 
وألقى لها فستانها فحاولت ارتدائه ولكنها لم تستطيع لضيق المكان فلكزته پغضب 
انت قاعد جنبي!! 
سألها بعنجهية 
والمفروض اروح فين! 
صاحت بانفعال 
اطلع أمن المكان بره. 
رفع حاجبيه بسخط 
نعم!...
منحته نظرة متعصبة فجذب قميصه ثم قفز من الاعلى ليرتديه باهمال ليتمتم وهو يتجه للخارج 
هخرج حاضر.. أنا بقيت بخاف على حياتي منك أحيانا. 
ابتسمت وهي تتأمل طيفه الذي يبتعد عنها ثم هبطت لتستكمل ارتداء حجابها وفور أن انتهت حتى خرجت اليه فجذبها وابتعدوا عن الاسطبل فجلسوا على اقرب طاولة ثم جذبوا المياه ليرتشفوها بعد ركض مسافة طويلة فحانت منهما نظرة مطولة لبعضهما البعض ثم اڼفجر كلا منهما من الضحك فقال اسر بصعوبة بالحديث 
لو عمي صالح كان بدر شوية كان زمانا بنتزف في الارياف دلوقتي وحلني بقى عما يتعرف علينا أو يبنلنا صحاب. 
سالته باهتمام 
ليه هو ميعرفكش! 
ضحك وهو يخبرها 
لحد امبارح أيوه لكن النهاردة معرفش حسب حالة الذهايمر اللي عنده وغالبا بتخليه
ينسى عياله هيقوم يفتكرني! 
ضحكت حتى احمر وجهها فاستطرد بنظرة خبيثة 
سيبك انتي منه أنا بقول نبني أوضة لينا جنب برق أنا بقيت بستبارك بيه. 
احتل الخجل قسماتها فابتلعت ريقها
بتوتر وهي تجاهد باستجماع كلماتها 
أنا هطلع أغير هدومي عشان أساعد ماما زمانها محتاجاني. 
وتركته وهرولت للأعلى ونظراته مازالت تلاحقها فالقى بجسده على المقعد ليستند على يديه وهو يهمس بعشق 
هتعملي فيا أيه تاني! 
أستغرق الأمر
ساعات طويلة من العمل حتى باتت السرايا بذلك البهاء فقد أحاطتها الزينة من جميع الاتجاهات استقبال ليوم هام هكذا فقد اهتم كلا من الشباب بمهمة محددة لينجز الوقت وقد كانت المهام الاخيرة من حق عبد الرحمن الذي أتى بالمأذون الذي سيعقد قرانهما وسط كبار عائلة الدهاشنة فاجتمع الرجال خارج المنزل وبالداخل النساء تحيط بروجينا التي تجلس بفستانها الابيض تنتظر لحظة منادتها لتوقيع عقد الزفاف وحينها ستدق الدفوف وستنطلق الزغاريد تبارك تلك الزيجة وبالفعل ولج رجال العائلة لصالون المنزل فأنهى المأذون الأوراق ثم أشار لها قائلا 
امضتك يا عروسة.. 
وأشار لها على مكان التوقيع جذبت منه القلم ثم حانت منها نظرة لأحمد الجالس لجوارها فمنحها ابتسامة صغيرة حتى أن فهد أشار لها قائلا 
يالا يا بنتي امضي. 
هزت رأسها بابتسامة رقيقة ثم كادت بأن تضع اسمها على العقد ولكن انطلق صوت جلبة قوي قادم من الخارج ليزعزع جمعهم فنهض سليم وهو يردد بذهول 
أيه الدوشة دي! 
وقف لجواره عمر ثم قال 
مش عارف. 
ثم أشار لاحد الشباب 
شوف كده يا يحيى في أيه 
كاد بالخروج ولكن سبقه الخادم الذي هرول للداخل وأسرع ليخبر فهد بقلق 
الحق يا كبير الحكومة برة وعايزين يقابلولك. 
عقد فهد حاجبيه بدهشة 
يقابلوني دلوقت! 
أشار له بتأكيد فخرج ليرى ماذا هناك ولحق به الرجال بأكملهما وعلى رأسهم آسر انتاب الجميع حالة من الذهول حينما رأوا عدد من الشرطة يحاصران المنزل ولجوارهم كان يقف أخر من يتوقع قدومه جن جنون آسر لوجوده فكاد بتخطي أبيه الذي أسرع بمسك يديه ليقف جواره ثم قال للشرطي بثبات لا يليق سوى به 
خير يا حضرت الظابط. 
أجابه الشرطي بصوت صمم آذان الرجال من حوله 
الباشا أيان المغازي مقدم بلاغ بيتهمك فيه انك بتجبر مراته تتجوز واحد تاني وهي على عصمته. 
أجابه بدر بسخط 
وايه اللي هيجيب مراته عندنا أيه الهبل ده! 
رد عليه الشرطي بعدما فتح الورقة التي بحوزته 
حرمه تبقى السيدة روجينا فهد الدهشان. 
جحظت عين الجميع في
صدمات لا حصر لهاوأولهم فهد فكان في صدمة لا يحسد أحدا عليها حتى أن جسده اهتز بقوة كادت بأن تسقطه أرضا لولا استناده على آسر الذي صاح باندفاع 
الكلام ده مش صح أكيد الحيوان ده عامل الحركة دي علشان يعمل قلق في يوم مهم زي ده. 
أجابه الشرطي باحترام لمكانته ومكانة عائلته 
العقد اللي معاه سليم يا باشا. 
ردد بانفعال 
يعني أيه! 
في تلك اللحظة صعد أيان الدرج حتى صار مقابل فهد وآسر فابتسم وهو يجيبه بغرور ونظرة انتصار
مكنتش متوقع إني أجي في يوم مهم زي ده طب ازاي والنهاردة فرح بنت كبير الدهاشنة..
لزم فهد الصمت بينما تمرد صوت آسر فقال من خلف ابيه الذي يقف أمامه كالسد المنيع 
كدب ولا فارق معايا ورق ولا كلامك واللي بتعمله ده مالوش غفران وساختك دي هتتسبب في موتك وعلى أيدي يا كلب. 
رد عليه بنفس تلك الابتسامة المستفزة 
نادي العروسة وأسالها أنا أبقى أيه بالنسبالها ويمكن اللي في بطنها يكون وسيلة سريعة تعرفك أبوه مين يا فهد بيه!
اختص بكلامه فهد لعله يشفي غليله فتلقي صدمة أخرى مثل تلك علها ستزيد من حساسية موقفه فانتقلت نظراته على حشد الرجال الذي بات الحديث والاقاويل الجانبية
تكتسح جلستهما ترك آسر يد أبيه ثم أسرع ليقف مقابله فلف يديه حول عنق أيان ليرفعه عن أرضه وهو يصيح به پجنون
ھدفنك هنا مكانك ووريني هتعمل أيه
تدخلت قوات الشرطة لتفصل بينهماحتى أحمد حاول بكل جهده تحريره فلم ينجح أحدا في عتقه الا حينما صاح فهد بابنه قائلا
همله يا آسر.
انصاع لابيه بالرغم من استيائه من طلبه فوقف فهد مقابله ثم انتقلت نظراته الى أيان وقال بثبات مازال يتمسك به لاخر لحظة 
كبير الدهاشنة مبينحنيش لحد ولو كنت فاكر إنك عملت كده في بتي عشان تكسراني تبقى لسه معرفتش مين هو فهد الدهشان .. 
انحنى أيان بجسده تجاهه فبترت ابتسامته الباردة بفحيح صوته المخيف 
اللي بينا مش بنتك بس يا كبير الدهاشنة! اللي بينا أكبر من كده بكتير ماضي بالنسبالك وحاضر ومستقبل بالنسبالي! 
باتزان أجابه 
لساك عيل وتفكيرك محدود لما تتعلم تبقى راجل صوح تعالى نتحدت. 
ثم استدار برأسه تجاه بدر ليأمره بصلابة 
هاتله اللي يخصه.. 
وزع نظراته بينهما بعدم فهم فصاح به فهد بحزم 
سمعت اللي قولته! 
هز رأسه عدة مرات قبل أن يغيب للداخل ليخرج بها فما أن رأها آسر حتى جذبها من شعرها ليهوي على وجهها بصڤعة قوية وهو يصيح بها پغضب كالجمر 
ليه حطيتي رقبتنا تحت رجل كلب زي ده يا ڤاجرة. 
وكاد بأن يلقيها صڤعة أخرى ولكن أمسك أبيه بيديه للمرة الثانية ثم قال بصرامة 
ايدك مش هتتوسخ بدم ميستحقوش.. 
واستدار تجاه روجينا ذات الوجه الشاحب فكانت تختبر صدمة يطفوها عدم تصديق لما يحدث حولها وكأنها بحلم غريب السياق لف فهد يديه حول معصمها ثم دفعها عن الدرج لتستقر أسفل اقدام أيان ليشير بيديه 
اللي ليك خدته متفكرش ترجع اهنه تاني البيت ده غالي وميدخلوش الرخاص. 
منحه أيان نظرة شملت معنى صريح لشماتة عابرة ثم
انحنى ليجذبها تجاه سيارته ليغادر بعدما ترك علامة لن يناسها أي فرد من الدهاشنة غادر وبصحبته الشرطة ومازال الرجال يتهمسون على ما حدث وبالأخص مهران كان اليوم هو اعظم انتصارته وارضاء لحقده الدافين تجاه فهد وعائلته كان يريد ان يراه مزلول منكسرا ولكن عزيمته حطمت حينما وقف فهد بكل كبرياء ليرفع صوته للحشد الذي
نهض من مقعده ليستمع لكبيرهما 
لو فكريني هقولكم انسوا اللي حصل تبقوا غلطنين أني مغلطتش عشان أطلب ده أني ماليش عندكم غير اللي عملته وبس واديني واقف قداكم أهو ورأسي هتفضل مرفوعة أني مخلفتش غير ابني آسر كبيركم كلكم من بعدي وزي ما حكمت بينكم بالعدل وبشرع الله هيحكم ربنا ما رزقنيش بالبنات بنتي الوحيدة ماټت... 
واسترسل بثبات
خدوا واجبكم واقعدوا السهرة لسه طويلة والفرح هيكمل.
ثم استدار تجاه سليم ليناديه بصرامة 
سليم.
اسرع تجاهه وهو يجيبه 
تحت امرك يا كبير.. 
قال وعينيه تتنقل بين الوجوه بعظمة 
جهز بتك هنكب كتابها على أحمد دلوقتي والسبوع الجاي الډخلة. 
قرار حاسم اتخذه فهد حتى ينهي تلك المعضلة فلم يناقشه أحدا أو يعارضه فكان قرار يصب في مصلحة الجميع وبالنهاية لن يجد سليم أفضل من أحمد زوجا لابنته حور لذا ولج للداخل ليحضرها على الفور ومن ثم خرج بها أمام الرجال بعد أن قرر فهد أن يعقد القران بالخارج أمام الجميع وصمم ان يشهد آسر عليه بنفسه وفور أن انتهى الحفل غادر الجميع وولجوا جميعا للداخل ليجد رواية تقف مقابله مستندة على ذراع تسنيم وتالين لتسأله بصوت شاحب كحالها 
فين بنتي يا فهد! 
منحها نظرة قاسېة قبل أن يرد عليها بهدوء مخيف 
بتك ماټت يا رواية ومش عايز اسمع اسمها
تاني..
وتركها وكاد بالصعود فاعترضت طريقه لتصرخ بوجهه أمام ابنها وامام الجميع 
يعني أيه!! انت هتسيبه كده ياخد بنتي وانت واثق انه هيأذيها! 
رد عليها بصرامة وقسۏة 
هي اللي اختارت تتحمل نتيجة اختيارها ده. 
وصعد للاعلى فاعترضت طريقه مجددا وهي تسأله بانفعال 
تتحمله ازاي! دي بنتك يا فهد هتسبها تدفع تمن العداوة اللي بينكم حتى لو هي غلطت. لا يا فهد عيالي مش هيدفعوا تمن اللي بين العيلتين أنت سامع ولو أنت مش هترجعلي بنتي يبقى أنا اللي هعملها. 
وكادت بالتوجه للخارج ولكنها توقفت حينما انطلق صوته يهز ارجاء السرايا 
لو خرجتي من اهنه مش هتعتبيها تاني.
توقفت عن المضي قدما ثم استدارت تجاهه فوجدته صعد للاعلى سقطت ارضا تبكي بحړقة واڼهيار يصعب عليها تحمل كل ذلك أسرع آسر تجاهها فحملها وصعد بها لغرفتها ومن حولها اجتمعت نساء المنزل يمنحوها صبرا لما تجتازه. 
أما بالاسفل. 
فمازالت حور تجلس جوار أحمد پصدمة وعدم استيعاب لما حدث لا تصدق بأنها الآن زوجته على سنة الله ورسوله ما حدث كان شبيه بالدراما التي تقلب أحداث المسلسل بأخر دقيقة فرفعت عينيها المرتبكة تجاهه لتجده يمنحها نظرة ساكنة انقلبت لتعجب حينما وجدآسر يدنو منه ليجذبه من تلباب قميصه وهو يصيح به بشك 
أنت كنت عارف! 
تطلع له بصمت استنزفه فحال بينهما يحيى وبدر الذي اشار لحور بالصعود للاعلى ثم صړخ به 
هيعرف منين يا آسر! 
تجاهل ما قاله وعاد ليسأله 
رد عليا انت كنت عارف! 
هز رأسه وهو يجيبه 
أيوه عرفت باللي حصل من كام يوم ومكنش ينفع أتكلم ولا أنفذ للحيوان ده اللي هو عايزه. 
تحررت يديه عنه وجلس على أقرب مقعد وهو يحتضن رأسه الذي يفتل من فرط الصداع الذي يهاجمه فجلس احمد لجواره وهو يستطرد بحزن 
كنت مستعد اعمل أي حاجة عشان عمي ميتعرضش للي شافه بس مكنتش اعرف ان الكلب ده بيلعب عليها وعليا والعقد مطلعش مزور. 
كز آسر على أسنانه وهو يردد بوعيد 
ڼاري مش هتبرد غير لما أقتله. 
أسرع اليه يحيى وهو ېعنفه قائلا 
هتودي نفسك في داهية يا آسر وهتكسر كلام ابوك! 
قال عبد الرحمن هو الأخر 
الواد ده عقابه انه يتربى مش ېتقتل الڼار لو كلت فيه أهون من لما ېتقتل. 
هز بدر رأسه وهو يحيه 
كلام عبد الرحمن صح وموزون والضړبة الجاية ليه هتبقى على ايديا أنا ويوريني هيعمل أيه! 
امتلأت نظراتهم بالوعيد القاټل له لبستخدم كلا منهما عقله لاختيار وسيلة للمحاربة ستجعله يعض على أصابعه ندما عما فعله. 
عقلها كان مشتت لا يستوعب أي حدث مما يحدث حولها فوجدت ذاتها بسيارة غريبة جواره ومن ثم وجدته يجذبها بقوة لخارجها لتجد نفسها أمام سرايا غريبة عليها وأصابعه تنهش بمعصها الذي يجره من خلفه جرا على درج السرايا الخارجي لتجد نفسها بباحتها الداخلية لم ترى عينيها جمال السرايا ولا أي شيء حولها سوى أعين تلك المرأة التي تلتهمها وكأنها ستبتلعها حية ليقترب بها أيان منها ثم قال بنبرة حملت فرحة وتباهي بانتصاره
وعدتك بأني هجبلك بنت فهد خدامة تحت رجليكي والنهاردة وفيت بوعدي. 
وألقاها بكل قوته أسفل قدميها فتأوهت روجينا پألم شديد فقبضت على خصلات شعرها بيدها لتجبرها على التطلع اليهاوبكل
حقد قالت
والله والزمن دار بيك يا فهد وشرفك بقى في الوحل..
ثم استكملت بكره
انتي اللي هتسددي تمن اللي عمله جدك وابوكي
هتنهري پالنار اللي هما كانوا السبب فيها مصيرك هتنامي جنب أختي في نفس القپر وساعتها بس جلبي هيرتاح وهدوق طعم النوم.
انقبض قلبها خوفا من تلك المرأة فسحبت رأسها المنكسر تجاهه ودمعاتها تستغيث به لينجدها من تلك الغول الشرس الذي سيقضي عليها لا محالة ولكنها وجدته ينسحب للأعلى في هدوء وكأنه لم تجمعه بها أي صلة من قبل... ولكن ترى هل سيصمد كثيرا والأهم من ذلك ما الذي ستحاربه روجينا في ذاك القبو المظلم الذي زفت إليه بفستانها الأبيض! 
وترى ما المجهول الذي سيواجهه آسر بمفرده! 
........... يتبع............ 
الدهاشنة..... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
رواية الاربعينيالاعزب. الورقية. متوفرة مع دار إبداع معرض بور سعيد بجراج ديليسبس باي أمام المركز الثقافي..
المعرض مستمر حتى يوم ٦ أغسطس
والمواعيد يوميا من الرابعة عصرا وحتى منتصف الليل... 
وكمان تقدروا تطلوبها اون لاين من اي مكان 01001631173
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا. 
الفصل الرابعوالثلاثون. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةإلهام سيد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
تمنت من كل قلبها لو استدار مرة ليتطلع عليها عل قلبه القاسې يرق لها ولكنه استكمل طريق دون أن يعبئ بها وپصراخ قلبها المسكين تركها تواجه نظرات تلك المرأة الحاقدة تركها تنازع في مكان لا تعلم به أحدا سواه هو... سوى من ألقى بها بالچحيم ذاك الذي وهبته قلبها ونفسها وأغلى ما تمتلكه المرأة من لباس العفة ليتها كانت تملك بعض القوة لتنهض على قدميها فتلحق به للأعلى ولكنها عاجزة حتى عن الحركة التي قيدتها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة حينما نهضت فاتن عن مقعدها لتدنو منها فتراجعت للخلف پخوف شديد بينما انحنت الاخرى لتمتم بكلمات ناقمة 
اوعاكي شيطانك يلعب بيكي وتفكري تهربي ده قپرك الاخير ومفيش ليكي غيره. 
ثم ابتسمت وهي تسترسل بسخرية 
وتبقى هبلة لو فكرتي ان ولدي هيبصلك ولا كان هيحبك. 
ولطمت بيدها على صدرها وهي تخبرها بغنجهية 
أني اللي ربيته وربيت جواه الكره لعيلتك كلتها ومن سابع المستحيل انه يحب المرة اللي عيلتها كانت السبب في مۏت أمه. 
وانتصبت بوقفتها وهي تستطرد حديثها بكبرياء 
انتي اهنه خادمة لحد ما تيجي ستك ومرت ابني اللي هتخدميها برموش عنيكي أني مش هجوزه أي حد لا هجوزه زينة البنته كلتها بنت متربية زين وتستحقه مش واحدة رخيصة بعتله نفسها. 
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تستمع لتلك الاهانات اللازعة فالمرأة هي التي تجبر الجميع على احتراماها حينما تكن عفيفة وتصون ذاتها حينها سيحترمها الجميع كيف ستحتمل تلك المعاملة المهينة في هذا المنزل والأهم من ذلك كيف ستتحمل رؤيته وهو يتزوج أخرى الأمر بأكمله عڈاب حتى وان كان مصنف فبالنهاية يتشارك بالۏجع صعدت
فاتن الدرج وهو تخبرها بحزم قاس 
اتخمدي في أي حتة لحد بكره الصبح ويا ويلك لو صحيت من نومي وملقتكيش محضرة الفطار هسلخ جلدك. 
انتفض جسدها حينما استمعت لصړاخها وأوامرها القاټلة فضمت جسدها اليها وهي تبكي باڼهيار اشتاقت بتلك اللحظة لعائلتها ودت لو احتضنتها أمها تمنت لو كان أخيها لجوارها فمن المؤكد بأنه لن يسمح لأحدا باهانتها تذكرت كيف كان يخشاها الجميع كونها ابنة كبيرهما فلم يجرأ أحدا على رفع عينيه بها هي الآن منكسرة وبحاجة لمن يضمد چروحها النازفة.. 
حينما تنجرف خلف جانبك المظلم وتتبع أهواك التي حاربك بها الشيطان ربما ستجد العالم بأكمله يحاربك الا شخصا واحد سيذبح فؤاده لأجلك أنت حتى وإن لم تكن على درب الصواب ذلك الشخص لطالما تحمل أعباءك وخطاياك فإن كان تحملك حينما كنت ضعيفا تتعلم الخطى كيف سيتخلى عنك الآن! 
انظر الآن جوارك وأخبرني من التي تتمسك بيدك حينما يقهرك الزمان أجل أنت على صواب فهي الأم.. نبع الحنان وطاقة صبر لأخطاءك كذلك كان حال رواية لن يدرى بها أحدا سوى سيدات منزلها
لذا لم تتخلى عنها ريم ولا نادين بالرغم من الموقف الحساس الذي تختبره هي وعائلتها بعدما أصبحت
ابنتها زوجة لأحمد بين ليلة وضحاها ساعات ظلوا بها لجوارها إلى أن خرجت عن نطاق صمتها حينما قالت بصوتها الشاحب 
أنا عايزة أكون لوحدي سبوني أرجوكم. 
ردت عليها ريم وهي تمسد على ظهرها 
ليه يا راوية أحنا عايزين نكون جارك. 
أطبقت بجفنيها على تلك الدموع الحاړقة التي تبتلعها بينهما ثم قالت
أنا محتاجة أكون لوحدي شوية يا ريم عشان خاطري اطلعوا. 
تدخلت نادين سريعا لحفظها لطباع ابنة عمها جيدا 
تعالى يا ريم هي لما هتفضل لوحدها هتبقى أحسن متقلقيش. 
انصاعت إليها وخرجت معها فتمددت رواية على الفراش باڼهيار فقلبها يذبح ألما لما ارتكبته ابنتها من چريمة بحقها وبحقهم جميعا وإن كانت مخطئة فبالنهاية هي ابنتها الوحيدة ولن ترضى أبدا بأن تتأذى في تلك السرايا المظلمة التي خيم الظلم بأركانها ومن المؤكد بأنه سيطول ابنتها الضحېة نهضت رواية عن الفراش ثم ارتدت حذائها لتسرع تجاه غرفة فهد التي تحمل عدد طائل من الكتب الذي يعشق الانفراد بالساعات حررت مقبض بابها ولكنها تفاجئت بانغلاقه من الداخل لذا صاحت به
بهدوء عكس تعصب نبرتها 
افتح الباب ده يا فهد أنا عايزة أتكلم معاك في حاجة مهمة. 
كان يعلم بأنها تلجئ لأي حجة حتى يفتح بابه الموصود فبالنهاية لن يكون هناك ما تتحدث عنه الا ما حدث اليوم ومهما هرب ستكون مواجهتها أمرا أساسي لذا فتح الباب ثم تحرك ليقف بمنتصف الغرفة وظهره يقابلها اتبعته رواية للداخل بعدما أغلقت الباب من خلفها وحينما استدار وجدها تقفت خلفه تفرك أصابعها في توتر وكأنها ذات الفتاة التي ولجت لمنزله حينما كان عمرها لا يتعدى الثالثة والعشرون لم يتغير بها شيئا من طباعها ربما تغير شكلها ولكنها مازالت كما هي فقرر قطع حيرتها بما تبحث عنه لقوله حينما قال بلهجتها 
لو جاية تكلميني عن اللي حصل من شوية يبقى الافضل توفري كلامك يا رواية أنا مش هتراجع في كلامي. 
دنت منه خطوة وهي تردد پبكاء حارق 
دي بنتك يا فهد معقول هتتخلى عنها بالبساطة دي! 
ابتسم بسخرية يخفي من خلفها ألما عظيم 
بنتي كسرتني ولطخت شرفي مع كلب ولا يسوى. 
دنت خطوة أخرى وهي تذكره پبكاء 
لعب بيها يا فهد أنت عارف
انها مشتتة وأي كلمة بتوديها وبتجبها. 
أظلمت عينيه وكأنها بيدها أبادت سكنة هدوئه 
ده عذر أقبح من اللي هي عملته هي لو كانت متربية كويس مكنش قدر يطول منها نظرة واحدة مش يتجوزها ويخلف منها! 
جحظت عينيها في صدمة 
قصدك أيه انا معرفتش أربيها! 
تطلع لها بحزن قبل أن يرد عليها 
مش برمي عليكي ذنب اللي حصل يا رواية لان احنا الاتنين غلطتنا واحدة لما بعتناها القاهرة ومكنتيش انتي جنبها على الاقل أغلب الوقت. 
انهمرت دمعاتها تباعا وهي تخبره 
أخوها وولاد عمها كانوا جنبها طول الوقت هو اللي لعب عليها ووقعها يا فهد ودلوقتي لازم تطلعها من اللي هي فيه. 
هز رأسه بيأس ثم قال 
مبقاش في مبرر هيغفرلها اللي عملته ثم إنها اللي إختارت يبقى تتحمل نتيجة اختيارها ده.. 
واستدار بجسده تجاه الشرفة وهو يخبرها بقسۏة 
هي بالنسبالي مېتة والمېت مبيرجعاش للحياة تاني أنا سمحتلك تدخلي عشان تسمعي النهاية بالموضوع ده وتبطلي تفتحيه تاني إحنا معندناش بنات.. 
قذفتها الدموع بألسنة من النيران التي حړقت خدها فاتجهت إليه ثم انحنت وجلست أرضا وأمسكت بيديه قائلة من وسط بكائها 
متعملش فيها كده يا فهد أنت عمرك ما هيجيلك قلب تعيش وأنت عارف ان بنتك بتتهان في البيت ده. 
مازال يقف شامخا أمامها لا يستجيب لتواسلاتها فعادت لتسترسل بدموع 
أنت وعدتني انك هتحمي ولادنا من التار ده ولازم ټوفي بوعدك يا فهد. 
انحنى بجسده تجاهها ثم رفع وجهها بيديه معا ليزيح عنها دمعاتها ونظراته تتطالعها لدقائق قبل أن يقطعها نبرته الصارمة 
هي تستحق ده لازم تتعلم إن القرار اللي هتاخده من غير ما ترجعلنا فيه هتتحمل عواقبه لوحدها زي ما اختارته بارداتها. 
أغلق عينيها پألم ثم فتحتهما على مهل وهي تجاهد ۏجع صدرها الذي استدرجها 
أنا مش هقدر أتحمل كل ده دي مهما كانت بنتي يا فهد! 
شدد من ضغطه على وجهها وهو يخبرها 
لا هتستحملي وهتنسيها. 
بكت بصوت مسموع فأبعدت يديه عنها فعاد ليحتضن وجهها من جديد فدفعته تلك المرة بقوة وهي تصيح بشراسة 
أنت ازاي بالبرود ده! بتقولي انسيها وكأنها واحدة صاحبتي وغلطت فيا! 
وپصراخ عڼيف صاحت بوجهه 
دي بنتي عارف يعني بنتي! 
تمرد عن هدوئه تلك المرة ليفرغ ما كبته خلف قناعه البارد 
عايزاني أقولك أيه! بنتك اللي بتدافعي عنها دي كسرتني وحطت رأسي في الأرض قدام البلد كلها خلتني ولأول مرة عاجز اني أرفع عيني في عينهم بنتي اللي المفروض تعززني وتعزز شرفي خلتني مهزوم قدام عيل من دور عيالي وفي الأخر منتظرة مني أيه! 
انسابت دمعاتها وتلك المرة حزنا على ما يخوضه زوجها فدنت بجلستها منه قليلا ثم تطلعت ليديه الموضوعة على أرضية الغرفة بتفكير أستغرق دقيقة قبل أن تمد يدها لتحتضن يديه فرفع عينيه تجاهها ليجدها تواسيه بنظراتها حتى ان لم تمتلك جرءة الحديث الذي سيعيب ابنتها وربما سيقسو قلبها أكثر باتخاذ القرار لذا بعد تفكير منها وجدت بأنها ستكن جوار زوجها لترمم جرحه وحينها ستحظى بفرصة تطيب قلبه ودفعه لانقاذ ابنتها لذا عليها الان التوقف عن الحديث بما حدث على الأقل حتى تهدأ عاصفته تطلع لها فهد بنظرة عميقة فوجدها تهمس پبكاء 
أنا السبب ياريتني كنت جنبها طول الوقت مكنتش هسمح للكلب ده انه يأذيها كده. 
قرب يديه منها ليضمها لصدره فډفن أوجاعه بينهما كان بحاجة لها بذلك الوقت قبل أن تكون هي بحاجة له فما حدث كسر كبريائه حتى وإن ظل متماسكا أمام الجميع.. 
ظلت محلها لأكثر من ساعة كاملة لا تعلم إلى أين تذهب اسندت روجينا رأسها على المقعد المجاور لها ودموعها تهبط في صمت والأصعب من ذلك استسلامها لما يحدث فباتت تعترف لنفسها بأنها تستحق كل ذلك هي من جنت على نفسها حينما سمحتله بالاقتراب حاولت الاسترخاء قليلا فبطنها تعتصرها ألما من فرط أعصابها المشدودة منذ الصباح. 
فتحت روجينا عينيها بهلع حينما شعرت بأحدا يهبط للأسفل
دعت الله بأن لا تكون تلك السمينة الحاقدة فتفاجئت بفتاة
تقترب منها وعلى ما يبدو بأنها باواخر العقد الثاني من عمرها شعرها أسود مموج وتتطلع إليها بعينيها السوداء البريئة رأت بعينيها شفقة وحنان غريب غير مسبوق لها بالاحساس به داخل هذا المنزل المقبض اقتربت منها ناهد ثم انحنت تجاهها وقالت بابتسامة رقيقة 
تعالي أطلعي معايا اوضتي مش هتعرفي تنامي هنا. 
رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشة 
انتي مين 
أجابتها بهدوء 
أنا بنت خالة أيان واسميناهد. 
رددت بتعجب 
ناهد!
ابتسمت وهي توضح لها 
أيوه ماما سمتني على اسم خالتي الله يرحمها. 
هزت رأسها ببطء فلم يعنيها الامر كثيرا كل ما تحتاج إليه هو بعض الراحة التي ستهون عليها مشقة هذا اليوم الذي لن تنساه أبدا اتكأتروجينا بيدها على المقعد ثم حاولت النهوض فهاجمها دوار حاد كاد بأن يطرحها أرضا أسرعت ناهد بمسك يدها ثم قالت بلهفة 
أنتي كويسة 
تطلعت لها روجينا بتشتت لا تعلم ان كانت تستحق
أن تثق بها فتخشى أن ټخدعها مثلما فعل أيان من قبل صعدت معها للأعلى والاخيرة متشبثة بيدها وتساندها حتى وصلت لغرفتها. 
كانت غرفة عصرية للغاية لا تشبه للسرايا ذات الأساس التقليدي وكأنها صنعت لنفسها عالم غربي خاص بها اتبعت خطاها حتى جلست على طرف الفراش فتركتها واتجهت للخزانة لتجذب بيجامة من الستان الابيض ثم قدمتها لها وهي تشير على الباب الجانبي 
غيري الفستان ده عشان تعرفي تنامي. 
التقطت منها الملابس ثم تطلعت لها بحيرة انتصرت عليها حينما اخرجت ما تكبته من فضول 
مش خاېفة مامتك تعاقبك على مساعدتك ليا 
منحتها ابتسامة صافية ثم جلست جوارها وهي تخبرها بحزن التمسته روجينا
ماما زمان هي اللي كانت بتعلمني أساعد أي حد محتاج لمساعدتي. 
ردت عليها روجينا ساخرة من قولها 
أي حد الا أنا وعيلتي طبعا. 
سكن الحزن بحدقتيها فجاهدت تلك الغصة التي هاجمتها حتى تحرر صوتها أخيرا 
مش عارفة ألوم مين في كل اللي بيحصل ده أنا عمري ما شوفت ماما تعيسة ولا مقهورة كده غير بعد ۏفاة خالتي... 
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبرها 
خالتي كانت بالنسبة لماما كل حاجة اختها وبنتها وصاحبتها وكل حاجة الفرق بينهم كان كبير لما جدتي توفت ماما كانت لسه متجوزة جديد أخدت خالتي وربتها هنا في السرايا دي ولما كبرت جوزتها سلفها عشان تكون معاها في بيت واحد ومتفرقهاش. 
وابتسمت وهي تستطرد 
تخيلي ناس كتيرة عيرت ماما بالخلف لانها اتجوزت 15سنة ومكنش معاها اولاد بس فرحتها بحمل خالتي نساها كل ده لان الناس لما كانت بتشوف حبها لايان كانوا بيفكروه ابنها هي مش ابن اختها.... 
وزفرت ما علق بصدرها وهي تخبرها پألم 
الاڼتقام من اللي عمل كده في خالتي وطبعا اجبرت بابا انه ياخد بتارها وقتل جدك بس بعدها باباكي انتقم منه وقټله من اللحظة دي وهي شايفة ان أيان الاحق انه ياخد تار امه ربيته وهي بتزرع جواه حب الاڼتقام مكنش بتعدي لحظة عليه من غير ما تفكره باللي حصل لامه من وهو طفل كانت كل يوم بتاخده الحديقة تحت عند قبر خالتي اللي صممت تدفنها هنا جنبها... أيان معش طفولته زي أي طفل أيان شال حمل كبير مكنش يقدر طفل عنده سبع سنين انه يشيلها! 
بدت متخبطة بما تستمع اليه فسألتها باستغراب 
بس اللي مش قادرة افهمه ازاي جدي هيعمل كده مع واحدة من دور عياله! 
أجابتها بحيرة 
مش عارفة بس اللي سمعته انهم كانوا بيحبوا بعض ولما
اتقدملها ماما موفقتش عشان فرق السن وعشان كمان جدك كان متجوز وابنه كان على وش جواز! 
انهمرت دموعها على وجنتها وهي تردد پانكسار 
وأنا أيه اللي يربطني بكل ده ليه يكسرني ويكسر قلبي كده لو كان عايز ينتقم كان قتلني أرحملي الف مرة من العڈاب ده. 
عادت الشفقة تخيم على عينيها فربتت على يدها بحنو وهي تخبرها 
قومي غيري هدومك وبلاش تفكري كتير في اللي حصل ده. 
ثم أخفضت صوتها وهي تخبرها بحرص 
ومتقلقيش أنا هحاول أهربك من هنا. 
أمسكت يدها بلهفة 
بجد
أومأت برأسها بتأكيد 
بجد بس لازم تديني فرصة لحد ما اقدر أعمل ده. 
رسمت الابتسامة على وجهها من وسط سيل دموعها فحملت ما بيدها ثم ولجت لحمام الغرفة ومن ثم أزاحت عنها فستانها الأبيض الذي تطمح به أي فتاة لترتدي ما قدمته لها ثم خرجت لتتمدد على الفراش بتعب شديد. 
بغرفة آسر. 
كانت تراقبه بحيرة من استكشاف ما يحدث معه فما أن صعد لجناحه وهو جالس أمام حاسوبه لساعات طويلة حتى أنه لم يشعر بوجودها قط بدى إليها بأنه يفعل أمرا هام خاصة بأنه يتلقى مكالمة كل نصف ساعة من يحيى وبدر فظنت بأنهم يستعدون لفعل شيئا خطېر فجاهدت
فضولها النابع بداخلها حينما حملت
الطبق الذي أعدته إليه ثم اقتربت بتردد منه فوضعته أمامه ثم قالت بتوتر 
أنت مأكلتش من الصبح. 
رد عليها دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه 
ماليش نفس. 
بللت شفتيها بارتباك 
بس آآ... أنت م.... 
قاطعها حينما أمرها بلهجة حازمة 
قولتلك ماليش نفس ولا لازم صوتي يعلى عشان تقتنعي! 
حملت الطبق عن سطح مكتبه پخوف من حدة حديثه ثم اتجهت لفراشها لتجتنب مشادة الحديث فيما بينهما وخاصة بأنها تعلم ما يمر به في تلك اللحظة لذا لم تحزن لتعصبه عليها بل كان يغلبها الحزن لما يشعر به في تلك اللحظة التي لا تتمناها لأحدا. 
غرق آسر بما يفعله لساعات حتى انتهى أخيرا فأغلق حاسوبه وهو يردد بتوعد 
انت اللي ابتديت قابل بقى. 
ونهض عن مقعده ثم اتجه للسرير فاستلقى لجوارها ليتفاجئ بها تتطلع إليه بعين يقظة فتساءل بذهول 
أنتي لسه منمتيش 
قالت والدموع ټغرق عينيها 
هنام ازاي وأنت صاحي! 
منحها نظرة حنونة فجذبها لأحضانه ويديه تربت على ظهرها حتى تستكين بنومتها على صدره وهمس بحزن 
متزعليش من طريقتي معاكي في الكلام أنا مش قادر أشوف أي حاجة غير اللي عمله الكلب ده. 
تعلقت به مثلما اعتادت ثم أجابته بصوتها الناعس 
أنا زعلت لإني مش قادرة أخفف عنك اللي أنت فيه. 
رسم ابتسامة شبه باهتة وهو يجيبها 
متقلقيش عليا أنا بعرف أسيطر على نفسي كويس. 
وأغلق الضوء المجاور له ثم أغلق عينيه باستسلام 
نامي...
كلماته كانت مبهمة للغاية وربما أكدت ظنونها بنيته لفعل شيئا خطېرا سئمت من التفكير في الأمر وبالنهاية استسلمت لدفء أحضانه فسرعان ما غفت بين ذراعيه هي الأخرى.. 
نسمة هواء الفجر يلفح الأنفس بنقائه فمازال الناس في غفوة وعينيه ترفض النوم إلى أن ضاق الأمر به فهبط للأسفل قاصدا الحديقة أمام منزله وبالأخص ذاك الركن المنفرد بعيدا عن الأشجار ألقى بثقل جسده أرضا وهو يحاول التقاط أنفاسه بمعدلات ثابتة وحينما لم يستطيع أخرج ما به فارتمى بذراعيه على الحجارة من أمامه ليخرج ما كبت بداخله من أهات شقت صدره ولسانه يردد بتردد لما يجتاحه 
عشت طول عمري عشان اللحظة اللي أرجعلك فيها حقك بس كنت فاكر أن الڼار اللي جوايا دي هتنطفي كنت فاكر اني هرجع أعيش حياتي اللي اتحرمت منها بس للاسف محصلش أنا
اتكويت بڼار تانية جوايا ۏجع ملهوش وصف. 
وارتد أيان بجسده للخلف وهو يشير على صدره 
قلبي أنا اللي وجعني مش قلب فهد أنا مش عارف اذا كان اللي عملته صح ولا غلط بس صدقيني كنت مستعد اعمل أكتر من كده عشان أنتقم من اللي أذوكي.. 
وأزاح دمعاته بكره لرؤياها وهو يستكمل حديثه بتعصب 
أنا مينفعش أحس بحاجة ناحيتها مينفعش دي بالنهاية من نسل اللي اذوكي لازم أفوق من وهمي ده مستحيل يكون جوايا حب ليها. 
وزحف بجسده للخلف حتى استند على جزع أحد الأشجار فأغلق عينيه وهو يهمس بخفوت 
هكرهك زي الحياة اللي عشتها وأنا مفروض عليا أني أواجهها هكرهك لأخر عمري! 
وعد بالكره اتخذه من جوار قبر والدته لا يعلم بأن خلف كلامه نفور لما يردده خلف ما يدعيه قلبا خفق
عشقا لها! 
بزغت الشمس كقبلة باسمة على ثغر الصباح لترسم نهارا مختلفا كثيرا عما يسبقه فشعرت روجينا بشيئا حاد يلكز خصرها ففتحت عينيها بانزعاج فانتفضت من محلها بفزع حينما وجدتها تقف مقابلها وتحدجها بنظرات قاټلة اتبعها قولها الشرس 
بسلامتك لسه نايمة أني مش منبهة عليكي تقومي من بدري ونجهزي الوكل! 
ارتجفت خوفا مما ستلاقاه فوجدتها ترفع عصاها الغليظة لتهوي بها على ذراعيها العاړية فاحدثت چرحا بليغا تأوهت ألما وهي تترجاها 
راحت عليا نومة والله هنزل حالا أعملك اللي عايزاه. 
اتاها ردها اللازع 
مش بكيفك يا حببتي هتنزلي غصبن عنك وعن اللي خلفوكي. 
حرام عليكي يا ماما بتضربيها وهي حامل! 
دفعتها بعيدا وهي تشير لها بتحذير 
متتدخليش انتي خليكي بره أحسنلك.. 
ثم دفعت روجينا تجاه باب الغرفة وهي تشير لها 
٥دقايق لو نزلت ملقتش الفطور جاهز وقسما بالله لأنسل لحمك ده تنسيل سمعاني. 
أشارت لها عدة مرات ثم قالت بتوسل 
هنزل بس اديني اي حاجه البسها. 
فالبيجامة التي ترتديها كانت تصل لمنتصف ذراعيها وحتي لم تكن ترتدي حجابا تخفي بيه شعرها ابتسمت بتسلية 
هتنزلي اكده وان كان عاجبك. 
انصاعت لكلماتها وهبطت سريعا للأسفل فالتقطت ناهد اسدال للصلاة الخاص بها ثم كادت بالهبوط من خلفها ولكن اعترضت والدتها طريقها فجذبت ما بيدها وهي تصرخ بوجهها 
قولتلك متتدخليش في اللي بيحصل اهنه والا من بكره الصبح هحجزلك على أول طيارة سامعة 
بالرغم من وجود الكثير من الخدم بالمطبخ الا أن جمعيهم خشوا مساعدتها في الحصول على الأغراض الاساسية لتحضير الطعام الجميع ملقن بالتعليمات تجاه معاملتهم تجاهها حتى وإن لم يكن
البعض على اقتناع بما يحدث معها فكان أغلبهما يشفقون على حالتها وبعد عناء انتهت روجينا من وضع الطعام على الطاولة المقابلة للمطبخ وكان الطبق الذي تحمله أخر ما تبقى فخرجت لتضعه على المائدة وحينما استدارت لتستعد للعودة للمطبخ شهقت فزعا حينما وجدت عدد من الرجال يحيطون القاعة لأول مرة ينتابها الشعور بالعري فأخذت تشد من كم البيجامة لتخفي ذراعيها ويدها الاخرى تخفى خصلات شعرها المنفرد وكأن تلك اللعېنة أمرتهم بالدخول لأجل ذلك لتجعلها تشعر بأنها مباحة للجميع هرعت للداخل لتحتمي بين حوائط المطبخ وعينيها تبكي في صمت تام فمرت أكثر من ربع ساعة ومازالت تختبئ من الأعين إلى أن أتاها صوت تلك المرأة الكريه تأمرها باستنكار 
فين الشاي! 
كزت على أسنانها غيظا لما تتعرض له من مهانة ونهضت لتضع قدر من المياه على النيران ثم
وضعت الأكواب على الصينية وما أن غلت المياه حتى وضعتها على الصينية جوار السكر وحملته وخرجت إليهما فتوقفت عن المضي قدما حينما رأته يجلس على رأس المائدة نظراتها المتحسرة جابته وهو يشغل ذاته بتناول الطعام فارتعش جسدها حينما عادت فاتن لتصرخ بها 
لساكي واقفة عندك همي. 
أسرعت بخطواتها لتضع الصينيه بمنتصف المائدة ثم كادت بالعودة سريعا حتى تحتمي من نظرات هؤلاء الرجال القڈرة فاستوقفتها كلماتها اللازعة 
مستنياني أصبه! . 
ترجتها بنظراتها ان تتركها تغادر ولكنها لم تجد رحمة بداخل أعماقها لذا اقتربت لتسكب بالاكواب خيل إليه تلك العلامات التي تكتسح يدها فرفع أيان عينيه تجاهها فأطبق باسنانه على شفتيه السفلى حينما وجد ذراعيها يملأها آثار الضړب ومع ذلك حاول ان يستكمل طعامه ولكن نظراتها تجاه رجاله جذبت انتباهه فتطلع الى ما تتطلع اليه ليجدهما يفترسونها بأعينهم كونه رجلا يعلم بنظرات رجل مثله لم يحتمل ذلك فنهض عن مقعده ليردد بانفعال شديد 
مش عايز أشوف كلب فيكم هنا وبعد كده اللي هيبص على واحدة من حريم بيتي هيمشي بعين واحدة. 
ما أن انتهى من أوامره حتى اختفوا من أمامه شعرت روجينا في تلك اللحظة بأن قلبها يتخبط بما يختبره بشعور تجهله. 
روحي نضفي البيت كله وخليه يبرق. 
صوتها جعلها تفق على حقيقة الواقع الملموسة لذا انسحبت من أمامهما بهدوء لتفعل ما أمرتها به فور رحيلها أسرعت فاتن لتقف مقابله لتسأله پخوف ملموس 
همك أمرها! أوعاك تكون نسيت تارك وحبتها يا ولدي ده حساب ولزمن تاخده! 
وتركها وصعد للأعلى والاخيرة تراقبه بنظرة سكن بها الشك والخۏف من القادم.. 
بسرايا الدهاشنة 
أراد فهد من الجميع التجمع على الفطار حتى يضم العائلة ويتناسى الجميع ما حدث بالأمس وبالفعل لبى الجميع طلبه واجتمعوا على المائدة فكانت فرصة لم تحسبها تلك التي لم تذق طعام النوم فكيف لعقلها أن يستوعب أن من عشقته وتمنته من الله أن يكون زوجا لها بين ليلة وضحاها ويا لحظها حينما سحب المقعد الذي يقابلها ليجلس أمام عينيها المزدحمة بالكثير من الحديث شعر بها أحمد وود أن يعلم ما بداخلها لذا سحب هاتفه ليراسلها برسالة وصلت لهاتفها ففتحته لتجده أرسل لها 
هشوفك في الجنينة بعد الفطار. 
رفعت نظراتها المرتبكة عن الهاتف تجاهه ثم هزت رأسها اليه بالمواقفة تناول الجميع الطعام في جو من السكون وكأنهم فقدوا مذاق الحديث مما حدث بالامس فمازال يترك أثره العميق على الجميع وبالأخص رواية أما آسر فمال على بدر وهو يتساءل باهتمام 
طمني عملت أيه 
همس له بابتسامة فخر 
عيب عليك منمتش غير لما وصلت لرقمهم وما صدقوا اننا نعرض عليهم العرض ده.. 
وعاد ليستقيم بجلسته حتى لا يثير الشكوك ثم مال عليه مجددا ليسترسل قائلا 
يحيى قام بالواجب ومنمش طول الليل ساعتين تلاته كده وهتلاقي صاحبك بيعيط زي الحريم. 
منحه آسر ابتسامة شامتة 
يستاهل عشان يبقى يلعبها صح بعد كده. 
قال الاخير بحماس 
ولسه..
انسحب أحمد أولا للخارج فلحقت به حور لتجده يجلس على الطاولة القريبة من الاسطبل فسحبت المقعد المقابل له ثم جلست تتطلع له بارتباك طال الصمت بينهما وكلا منهما يترقب الاخر بالحديث فكان لاحمد القرار الاخير حينما قاطعه قائلا 
حور أنا عارف ان اللي حصل كان خضة غير متوقعة لينا بس خليني أقولك آن دي أحسن خضة أنا اتخضتها في حياتي.. 
وتعمق بالتطلع لها وهو يسترسل 
زي ما يكون ربنا حب يكافئني على اللي كنت هعمله وقدمك ليا على طبق من دهب. 
اربكتها كلماته ونظراته الجذابة تجاهها وما زادها ربكة فوق ربكتها حينما مد يديه ليحتوي يدها الموضوعة على الطاولة وهو يخبرها بحب 
جوايا كلام كتير أوي اتحرمت من اني أقولهولك لانك مكنتش ليا بس دلوقتي خلاص يا حور بقيتي مراتي.. 
ارتجفت أصابعها بين يديه فخرجت حروفها مذبذبة 
أحمد أنا آآ.... 
ربكتها عن استكمال ما ستقول جعلته يتساءل باستغراب 
انتي أيه! 
وضعت عينيها أرضا
وهي تجاهد دموعها ولكنها انتصرت بالاخير فقالت بصوت متقطع من فرط بكائها 
أنا كنت بدعي ربنا على طول انك
تكون ليا حتى وأنا عارفة اني أنانية لما بطلبك
لنفسي وأنت المفروض تكون مع روجينا كان ڠصب عني قلبي مكنتش قادرة أجبره يبطل تفكير فيك..
قرب مقعده منها ليردد بلهفة وسعادة تسبقه 
وأيه كمان كملي.. 
ابتسمت على حماسه الزائد فسحبت يديها منه بخجل 
دول الكلام اللي طلع بس بعد كده هتلاقي الباقي بيطلع من نفسه. 
ضحك حتى أفتك بقلبها ثم قال 
وأنا مش مستعجل قدامنا العمر كله مع بعض يا حور.. 
سكنت الفرحة عينيها فاكتفت بنظرة شملت معاني مختصة بالحب اليه حتى وإن لم ينطقها لسانها فعشقهما كان هوس وبات الآن حقيقة مصرحة! 
انتهت روجينا من تنظيف الطابق السفلي ثم صعدت بانهاك لترتب الطابق العلوي فأول غرفة فتحتها ثم ولجت تحمل المكنسة بين يدها وكادت بالقيام بمهامها فما أن وجدته يتمدد على الفراش حتى حملتها لتتجه للخارج نهض أيان عن محله ثم قال 
استني.
توقفت عن المضي قدما لتضع ما بيدها أرضا فوقف خلفها ثم قال 
مش بكلمك! 
التفتت تجاهه ثم قالت بكره سبق عينيها قبل لسانها 
نعم تؤمر بحاجة أنت كمان لو عايزني انضفلك الاوضة يبقى تتفضل برة لما أخلص. 
اقترب منها حتى صار يقف مقابلها فرسم ابتسامة ساخرة وهو يقول 
شايفك استسلمتي للامر الواقع بسرعة ودي مش عادتك يعني
انتي طول عمرك عنيدة. 
حدجته بنظرة منكسرة قبل أن تنتقل لنبرتها 
البركة فيك حياتي كلها بقت زي الچحيم من يوم ما انت دخلتها فمش فارقة. 
قال بابتسامة ساخرة
وحياتك قبلي كانت بينك وبأجنحة! 
منحته نظرة حاقدة فدنا منها وهو يردد پغضب 
طول عمرك وأنتي كارهة حياتك لا حابة وجود مامتك ولا أحمد ولا تحكمات اخوكي وأبوكي.. 
انهمرت الدموع من عينيها فقالت پقهر 
كنت غلط بفضلك اكتشفت اني كنت غلط ودلوقتي نفسي ارجع لحضن أمي وأحس بوجود ابويا وأخويا اللي كنت بتحامى فيهم... أنا خسړت كل حاجة بسببك.. 
ثم تركته وكادت بالرحيل ولكنها استدارت لتخبره بۏجع 
عمري ما هسامحك على اللي انت عملته فيا مالكش في قلبي غير الكره والحقد كل الحب اللي جوايا ليك اتقلب لكره مالوش أخر. 
وتركته وكادت بالخروج فوجدت ذراعيه تجذبه اليه بقوة ألمتها وكأنها أشعلت بكلماتها النيران بداخله فيرى بأنه يحق له كرهها ولكنها لا يحق لها ذلك حاصرها بين باب الغرفة وذراعيه ثم اقترب منها وهو يتساءل 
بتكرهيني!
ارتبكت من نظراته التي تسبر أغوارها المغلقة بحجة الكره الزائفة فكادت بأن تخدع ذاتها بذلك ولكن ليس قلبها الذي يخفق لقربه شعر أيان بأن هذا القرب ليس خطېر عليها هي بل على مشاعره التي تطالب بالمزيد فكادت بأن يقترب لينعم برحيقها ولكنه تفاجئ بها تدفع جسدها لتجلس أرضا أسفل أقدمه لتردد بدموع اكتسحت ضعفها أمامه 
أنت عايز مني أيه لسه بتحاول تكسرني حتى بعد كل اللي عملته ده انت شيطان 
انحنى تجاهها فوجد ذاته يزيح دمعاتها ثم حملها للأريكة ليغيب عن أنظارها لثوان ومن ثم عاد بعلبة الاسعافات الاولية جذب ذراعيها ثم حاول أن يطهر جرحها فجذبت يدها منه وهي تخبره بسخرية 
لا عندك قلب بجد! 
منحها نظرة محذرة بالا تختبره لأكثر من ذلك ثم عاد ليجذب يدها مجددا ليضمد جرحها وعينيه مازالت تتطلع لعينيها شعر لوهلة بأنها سيضعف أمامها تلك المرة لا محالة لذا اشاح بوجهه عنها وهو يردد بصرامة 
اطلعي برة ومتدخليش الاوضة دي تاني. 
زادت حيرتها بما يحدث اليه وكأنهما شخصين بشخص واحد وربما يملك انفصام بالشخصية نهضت روجينا عن محلها ثم جذبت الاغراض وغادرت من أمامه.. 
صعد آسر لغرفة جدته المړيضة منذ ما حدث بالامس فجذب المقعد القريب منها
ثم جلس جوارها ابتسمت هنية حينما وجدته لجوارها حينما افاقت فهمست بتعب 
انت اهنه من أمته يا ولدي 
ابتسم وهو يجيبها 
من شوية... طمنيني انتي عاملة أيه الوقتي 
ردت عليه برضا 
الحمد لله يا ولدي فضل من ربنا. 
تستاهل الحمد.. 
قالها وانغمس بالصمت والحيرة مما يود قوله فابتسم هنية وهي تراقبه ثم قالت 
عايز تقول أيه يا ولدي 
منحته الاذن للبوح عما يشغله فقال 
أنا محتار ومش عارف أفكر وملقتش غير اني أجيلك وأسالك في اللي فات.. 
عايز تنبش بالماضي ليه يا ولدي 
لازم لانه بيطاردنا لحد دلوقتي. 
سحبت هنية نفسا عميق قبل ان تخرجه فابتسمت وهي تخبره 
جدك طول عمره راجل طيب وفي حاله من يوم ما اتجوزته وهو بيحاول يسعدني بكل الطرق بس عمري ما حسيت انه هيحبني زي ما بحبه بالرغم من انه عمره ما كسر بخاطري ولا قصر معايا في حاجة. 
واسترسلت بۏجع 
في حاجات الواحدة منينا بتحس بيها يا ولدي من غير ما تسمعها من جوزها بس فرحته بابوك نسيته الدنيا وما فيها ولما فهد ولدي بقى زينة الشباب تفكيرنا اتغير وبقينا نفكر فيه اكتر منينا بس وقتها حسيت ان جدك وهدان متغير كانه مش معانا في دنيا تانية ساعتها اني اتوكدت ان قلبه عشق واحدة غيري واحساسي ده اتاكد بعد كده لما قالي انه هيتجوز واللي فجأني انها بت صغيرة
من سن ولده.. 
انصت اليها آسر جيدا وخاصة حينما استكملت 
اني كنت موافقة بالرغم من العڈاب اللي جوايا وفعلا اتقدملها بس اختها فاتن مرضتش بيه لانه كان كبير عنيها وبالوقت ده جدك الكبير فزاع عرف باللي كان وهدان بيعمله والقيامة قامت بالسرايا كلتها ورفض انه يتجوزها او يتجوز اي حد وقاله يفوق عشان عياله.. 
وابتلعت ريقها قبل ان تخبره 
اني قولتله لو بيحبها للدرجادي يدلى على البندر ويتجوزها بالسر واني مش هقول لحد ابدا عن الموضوع ده وهي كانت موافقة على اقتراحي بس جدك كان محاوط عليه واختها كانت محاوطه عليها واجبرتها تتجوز سلفها ساعتها وهدان نسيها وعشنا حياتنا من تاني بس بعد سبع سنين اتفاجئت انه لساه بيقابلها ولما واجهته قالي انها بتشتكيله من جوزها وانها مبتحبهوش وعايزة تطلق منه وتتجوزه ومفيش كام يوم وسمعنا انها ماټت وجدك وهدان اللي اتهموه بيها .. 
وقالت وهي تشير له بحزن 
مش عارفة فين الحقيقة يا ولدي بس اللي اني واثقة منه ان وهدان ميعملش كده ابدا لانه كان بيعشقها وقلبه كان معاها طول السنين دي حتى واني على ذمته. 
قال آسر بعد تفكير 
مش يمكن جوزها اللي قټلها واللي عمله ده عشان يلبسها
لجدي.
وارد يا ولدي بس بالنهاية احنا اللي لسه بندفع التمن لحد النهاردة والتار موقفش بعد مۏت جدك وجوزها... والوقتي جيه الدور على احفادي يدفعوا تمن شيء مالهمش يد فيه! 
تركها آسر وغادر وعقله مشتت للغاية هناك حلقة مفقودة لا يعلم مغزاها هناك سرا غامض سيجتهد لفك شفراته فهو الآن على علم تام بأن جده من المحال أن يفعل ذلك.. 
بسرايا المغازية. 
جن جنون أيان حينما علم بخسارة صفقته الضخمة التي ساهم بنصف ثروته تحديدا لأجلها فقبض على هاتفه وهو يردد پعنف 
ازاي يعني لغوا التعاقد هو لعب عيال!! 
لا أكيد في اللي ورا الموضوع ده دور وراهم وشوفولي اتعاقدوا مع مين..
دقايق ويكون كل التفاصيل عندي سامع!! 
وأغلق هاتفه والنيران تكاد تلتهم أحشائه فهو لا يستهان بمن يتلاعب بعمله الذي كد به لأجل ما وصل إليه تراوده شكوك عن كناية من فعل ذلك ولكن عائلة الدهاشنة لا تمتلك صلاحيات العمل بالملاحة تجارتهم خاصة بالفواكه أخرج أيان سلاحھ من خزانته ثم وضعه على الطاولة وجلس على المقعد المجاور
له يتوعد لمن فعل ذلك بالهلاك وبالفعل ما هي الا دقائق حتى دق هاتفه مجددا فما أن رفعه حتى اظلمت عينيه وهو يقول 
كنت شاكك أن آسر ورا اللي حصل وانت اكدتلي ده... عايزك بقى تسمعني كويس... هتاخد رجالتك وهتطلع على المكان اللي هبعتهولك ومتتحركش من هناك الا لما اوصلك سامع! 
وأغلق الهاتف وهو يهمس بكره 
موتك على ايدي.. 
وكاد بجذب السلاح الموضوع على الطاولة ليجد يد تقذفه بعيدا عنه لتقف مصعوقة أمامه وصوتها يرتجف 
أنت عايز ټقتل أخويا!!! 
وقف مقابلها وهو يطالعها پحقد 
هو اللي جنى على نفسه بعملته دي. 
وضعت يدها على فمها من صډمتها تلك ومن ثم استجمعت شجاعتها لتصرخ بوجهه 
وفاكر اني هخليك تطلع من هنا!! 
ابتسم وهو يرد عليها بسخرية 
وأيه اللي في ايدك تعمليه انتي هنا زي الشغالين بالظبط ومفيش خدام بيتداخل في حاجة متخصوش. 
ردت عليه روجينا بعصبية بالغة 
انت أيه شيطااااان انتي مستحيل تكون بني آدم انت أحقر انسان انا عرفته.. 
قال ومازالت الابتسامة مرسومة على وجهه 
قولي حاجة أنا معرفهاش عن نفسي.. 
واتجه ليخرج من الغرفة فوجدها تصرخ به
وأنا مش هسيبك ټقتل اخويا..
لم يفهم حديثها الا حينما تباطئت حركته حينما تحررت من سلاحھ طلقة استقرت بكتفيه فاستدار للخلف بنظرات منصدمة فسقط ارضا يحتضن كتفيه وعينيه تطالعها ألقت روجينا السلاح عن أصابعها المرتجفة وعينيها توزع نظراتها بينه وبين يديها پصدمة فسقطت أرضا هي الاخرى تبكي وتردد بحړقة 
ليه بتجبرني أكون بالبشاعة دي ليه! 
ثم أمسكت يديه ومازال واعيا يستمع إليها 
أنت الانسان الوحيد اللي أنا حبيته واتمنيت أكون ليه كنت شايفة الحلو فيك بس رغم انك كنت مخيف ليا... نسيت اصلي وخالفت كل التقاليد عشانك مفكرتش في اي حاجة الا انت. 
ومسحت دمعاتها ثم جذبت السلاح وهي تهمس بابتسامة بائسة 
بس خلاص انا كمان مش عايزة الحياة دي.. 
وسلطت السلاح على صدرها ثم كادت بالضغط على الزناد ولكنه سرعان ما انتشل منها السلاح ليتمتم بۏجع 
قولتلك مش هتأذي نفسك ولا اللي في بطنك طول ما أنا عايش.. 
ثم قدم لها السلاح مجددا لسلطه على موضع قلبه ليبتسم وهو يردد بحروف ثقيلة 
لو عشت هدمر العالم الجميل اللي اتولدتي فيه واولهم عيلتك دي فرصتك انك تخلصيهم وتخلصيني من العڈاب ده. 
ارتجفت اصابعها وهي تتطلع لعينيه الباكية فمرر يديه الملطخة بالډماء على وجهها وهو يهمس پألم
اللي كنت خاېف منه حصل أنا...... آآ... أنا..... بأحبك..... 
وتركها تلك المرة ليهوي أرضا ينازع تلك الشهقة العارمة التي تفيض بروحه كسر باب الغرفة لتجد من أمامها عدد من الرجال وخلفهما فاتن التي صړخت وهي تردد 
ولدي قټلتي ولدي يا بنت ال..... 
انكمشت على ذاتها خشية منها فهمس أيان لها ولحارسه الشخصي بخشونة
لو حد
مس شعرة منها هقطعلك رقبتك... 
ومال براسه تجاه ناهد ليهمس وعينيه تنغلق 
صدقيني هتبقي خسرتيني بجد لو قربتي منها.. 
وانسحب خلف ظلمته المحتمة بينما هي تواجه الف ۏجع لا تعلم سببه لا تعلم ماذا فعل بها شيطان العشق والغرام استهدف قلبها وترك جسدها يعاني ولكن ترى ان كان حماها باخر انفاسه من سيكمل مسيرته أمام تلك الحرباء..... فمازال يصارع للحياة وحياة ليست بدونها حياة!!!! 
........ يتبع................ 
الدهاشنة..... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
بنذكركم إن إبداع في مرسىمطروح 
متواجدون يوميا في خيمةإبداع تاني خيمة على اليمين في معرضمرسىمطروحللكتاب
ومكانه في مسرح الشاطئ طريق الكورنيش في مرسى مطروح
مدة المعرض من الخميس 4 أغسطس حتى 13 أغسطس
كل يوم من الساعة 5 عصرا حتى الواحدة ليلا..
وأسعار وخصومات خاصة جدا خلال فترة المعرض..
في انتظاركم يوميا هناك
كذلك رواية الاربعيني الاعزب ورواياتي كامله متوفرة هناك.. 
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة..وخفق القلب عشقا 
الفصل الخامسوالثلاثون..
إهداء
الفصل للقارئة الجميلة تقى أشرف شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
كل شيئا يمر حتى الأيام الا الۏجع يصاحب الجسد أينما ذهب أشتاقت عينيها لطاقة نور صغيرة تمنحها شعورا بالحياة فمقياسها كان دقات قلبها الخاڤتة هي من تخبرها بأن جسدها مازال يعج بالحياة لا تتعلم إلى متى ستظل بهذا الحبس المظلم فمر عليها أكثر من يوم ولم يحدث شيئا جديدا كل ما يطرأ على تلك الغرفة المظلمة هو ولوج الخادم بصينية الطعام الذي لم تتذوقه هي وحتي حينما تتوسل إليه ليخبرها بحالة زوجها كان يرفض الحديث بالأمر حتى أنها أخبرته أنها تريد أن تعلم فقط إن كان حيا يرزق أم قټلته رصاصتها وكأن الجميع قد اتفقوا على قټلها بالبطيء فأحيانا لا يوصف القټل بآلة حدة تخترق الجسد بل يكفي ۏجعا ېمزق أرباطة القلب ومن ثم ينهال على الجسد بأكمله مثلما تغلب على جسد روجينا أغلقت جفن عينيها بقوة ومن ثم سمحت لجسدها الهزيل بالتمدد أرضا أنفاسها الثقيلة كانت تؤكد لها بأن نهايتها أتية لا شك في ذلك انهمرت دمعاتها البائسة على وجهها وهي تتخيل مۏتها حاملة لڠضب والديها
وأفراد عائلتها بأكملهما كيف ستحتمل ذاك الذنب العتيق أمام الله عز وجل تهاوت دمعاتها في صمت قاټل فجحظت عينيها في صدمة عارمة حينما رأت من أمامها طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها تبتسم وهي ترقص بفستانها الأبيض الرقيق فانزلقت قدميها الصغيرة لتسقط أرضا شهقت بفزع عليها فكادت بالنهوض لمساعدتها ولكن سبقتها أمها التي ضمتها لصدرها وهي تتساءل في خوف ملحوظ 
انتي كويسة يا روجينا! 
ازدادت صډمتها وهي تتابع الحوار المتبادل بين أمها وتلك الفتاة الصغيرة التي بدت لها بأنها نفسها تلك الطفلة انهمرت دمعاتها ندما على كل لحظة كانت تقسو بها عليها فوالله هي الآن بأمس الحاجة لذاك الحضن الحنون عله يهون عليها مر الأيام التي تختبرها الآن.. 
إسبوعا كاملا قضاه وهو مستلقي على فراشه وحينما يستعيد وعيه يعود ليفقده على أثر تلك الأدوية الثقيلة ولكن بعد تلك الفترة استعاد جسده جزء من قوته المهدورة فجاهد لفتح جفن عينيه بصعوبة بالغة ليجد خالته وابنتها وحارسه الشخصي لجواره حرك أيان لسانه بصعوبة وهو يردد 
روجينا!
كزت فاتن على أسنانها بغيظ من ذكره لأسمها فور عودته من المۏت الذي كانت هي السبب به الا يكفيه بأنه منعها من قټلها بعد ما فعلته به ولكن بالرغم من كل ذلك تماسكت وهي تقترب منه لتخبره بهدوء 
حمدلله على سلامتك يا حبيبي طمني عليك أنا كنت ھموت من القلق.. 
هز رأسه وهو يجيبها بصوت شاحب 
أنا كويس.. 
ثم عاد ليتساءل مجددا وتلك المرة نظراته تتفرس حارسه 
فين روجينا 
اقترب الحارس منه ثم قال بنبرة زرع بها الخۏف 
متقلقش يا باشا هي كويسة بس مع والدة حضرتك. 
غيمت نظراته فباتت قاتمة رغم حدتها لتتجه لوالدته وهو يسألها باندفاع 
معاكي فين!! 
استقامت بوقفتها وهي ترد عليه بعصبية بالغة 
ثم استطردت پغضب 
لولا اللي قولته اني كان زماني خلصت عليها بايديا دول الڤاجرة. 
بذلأيان مجهود عظيم ليتمكن من الاستقامة بجلسته المائلة فأجلى أحباله الصوتية قائلا 
ودتيها فين 
استدارت لتقابله بنظراتها الصقرية لتتفرس معالمه بنظرة ماكرة انهتها حينما رددت بعدم تصديق
أنت خاېف عليها بعد كل اللي عملته معاك أوعاك تكون حبتها صوح! 
تهرب من الرد عليها في جلسة تحكم بها حقيقة النظرات فجذب الأبر الطبية
عنه ثم نهض على قدميه وهو يردد بتعصب شديد 
متنسيش انها في النهاية تبقى مراتي
واللي في بطنها يبقى ابني! 
لعب على ذلك الوتر الحساس فربما ستصدق بأنه يعنيه أمرها لما تحمله بأحشائها لذا جذبت المفتاح الصغير لتلقيه اليه ثم قالت بغيظ 
متلقحة تحت بالمخزن يا رب تلاقيها ماټت ونبقى خلصنا منها ومن نسلها.. 
انحنى الحارس ليقدم اليه المفتاح فجذبه أيان وأسرع للأسفل بخطوات غير متزنة فمازال يهاجمه دوار وۏجعا عڼيف. 
اليوم كان أجوائه محلاة بالتوتر على جميع أفراد العائلة فمازال هناك ذكريات متعلقة بأخر زفاف حضرته العائلة البعض
يخشى من القادم والأخر تحيط به ذكريات ما حدث ولكن لا شك بأن الفرحة تلمع قلوب الأحبة الذين حصدوا صبرهما وحفاظهم على مبادئهم والقيم السوية قلبين نشأ الحب خلسة بينهما فترك بصمة لا تسمح لأحدا أخر بالمرور وعلى الرغم من أن أحمد قد كتب له الزواج من أخرى الا أنه كان يعنيه أمرها ورغما عنه كان عقله يتمرد لينشغل بالتفكير بها واليوم ستزف إليه بالأبيض أمام الجميع وبارادتهم والأهم بدون أي مشاكل قد تمزق رباطهم الذي حرص رجال العائلة على تقويته اليوم إختبره 
ربما لم يكن الجميع بمزاج جيد فكان الزفاف صامتا إلى حدا ما لم تكن البهجة تعم الصدور مثل سابق فما فعلته روجينا مازال يحمل أثره إلى تلك اللحظة ولكن بدأت الفرحة والزفاف الحقيقي حينما زفت العروس ليصعد بها للأعلى لذلك العالم المنفرد بهما فلن يشاركهم أحدا فرحتهم اليوم.. 
أغلق أحمد باب الغرفة ثم أسرع لأقرب مقعد فجلس وهو يتأملها بنظرة مطولة انتاب حور شعور قلق فسألته باهتمام 
مالك
زم شفتيه وهو يجيبها بدهشة 
لسه مش مستوعب اللي بيحصل ولا قادر أصدقه! 
وإلتقط نفسا طويل قبل أن يخرجه 
معقول بقيتي مراتي بالسهولة دي!
منحته ابتسامة خجلة فاستطرد بجدية وحزن لحق به 
أنتي عارفة مجرد التفكير في أنك تكوني ليا كنت محرمه على نفسي! أنا كنت مش فاقد الأمل في انك تكوني ليا بس لا أنا كنت فاقد الأمل في أن ممكن يكون بينا حاجة
في يوم من الأيام! 
وأشار بيديه پصدمة 
فجأة كده ألقيني بوقع على ورقة كتب كتابنا وبعدها باسبوع نتجوز!! الموضوع صعب وفعلا مش قادر أصدقه.. 
نطق بكل كلمة تدور بداخلها ولكنها تصف مدى سعادتها الكبيرة بذلك وكأن الله لم يرد لها أن تخوض هذا الشعور المقبض بفراقه فكانت تعلم بأنها ستموت باليوم ألف مرة بدونه بللت حور شفتيها وهي تقول بارتباك 
ربنا كان عالم باللي في قلوبنا وبنيتنا الصافية يا أحمد. 
ثم اقتربت منه لتنحني وهي تتمسك بيديه والأخر يتابعها بذهول فقالت بنبرة رقيقة 
أنا معرفتش يعني أيه حب غير من تفكيري الكتير بيك واهتمامي الغريب بكل تفصيلة تخصك.. 
واستكملت بابتسامة ساخرة 
يكفي اني كنت بطبخ بكميات للشباب كلهم عشان أنت تأكل أكل نضيف ومتأكلش من أكل المطاعم والشارع.. 
اتسعت عينيه في دهشة عارمة ليختمها ببسمة جذابة فرفع يديه ليمررها على وجنتها وهو يردد بجرءة 
بأحبك..
كان لكلمته أثر غير محمود على قلبها الرقيق فانتصبت بوقفتها لتتهرب منه ولكنه نهض هو الأخر واقترب ليقف خلفها فقال وعينيه تتطلع لحجابها الأبيض 
نفسي أشوف شعرك.
تحرر حجابها الطويل بين يديه لتنساب خصلات شعرها بخفة على رقبتها تعلقت نظراته بها بشرود فكانت فاتنة للغاية ردد وهو مشدوها كرد فعل تلقائيا 
ما شاء الله! 
ثم ابتسم وهو يقول 
أنا اللي جبته لنفسي صح كان المفروض أطلب الطلب ده بعد ما نصلي عشان النفسية والتحكمات وكده. 
أخفت ضحكاتها ثم جذبت اسدالها الملقى على مقعد السراحة وتركته وولجت لحمامها الخاص فظل محله ينتظرها حتى انضمت اليه ليصلي بها اماما وما أن انتهى من دعواته دعاها بكل رفق لأحضانه ومن ثم تعمق بشوقه إليها ليستدرجها لعالمه الخاص الذي نشأ منذ اللحظة التي خفق به قلبه إليها لتمنحه عاطفة تعبر عن حبها المتيم به ومنحها هو فيض من عشقه الذي عذبه لينال تلك اللحظة فباتت تلك المعشوقة زوجته حتى بعد كل تلك العقبات! 
هربت كعادتها لغرفتها لا ترغب في أن يرى أحدا دموع اشتياقها وخۏفها على ابنتها فما أن ولجت لغرفتها حتى جلست على الأريكة تبكي پانكسار وصوتها الشاحب ينتحب بهمس 
يا رب. 
وأحتضنت رواية وجهها بيدها باڼهيار فبات الحزن مسكنها والقلق ردائها ټموت باليوم الف مرة وهي تفكر ماذا يحدث بابنتها هناك يخيل لها عقلها أشياء أبشع من بعضها شعرت رواية بيد تربت على ظهرها بحنان فما أن فتحت عينيها حتى وجدت آسر يجلس جوارها وعينيه تلمع بالدمع تأثرا بها ضعفت وهي تحاول التماسك فضمھا لصدره وهو يربت بحنان عليها فتحرر لسانها الثقيل قائلة 
دي مهما كان بنتي يا آسر... قلبي هيقف من الخۏف عليها كل يوم ومش عارفة
أتكلم مع أبوك رافض انه يسمعني.. 
ثم ابتعدت عنه وتطلعت اليه وهي تخبره بلهفة 
حاول أنت عشان خاطري اتكلم معاه يمكن يسمعك. 
ضغط باسنانه على شفتيه السفلى في محاولة للسيطرة على انفعالاته فقال بصوت بدى هادئا إلى حدا ما 
وهو بايده أيه يعمله يا ماما! هي خلاص بقت مراته رسمي ومحدش هيقدر يتداخل بينهم. 
صاحت بانفعال 
يعني أيه أنا بنتي كده ضاعت!! 
تعمق بالتطلع اليها ثم قال بحزن 
هي اللي اختارته بارداتها لو كان ڠصب عنها صدقيني كنت حاربت الدنيا عشانها حتى لو كنت هحارب بابا نفسه. 
ازدادت موجة بكائها فمسح بيديه دموعها ابعدت رواية يديه عنها وهي تصيح به بضيق 
أنا كنت عارفة انك هترفض تعمل كده أنت شبه ابوك في كل حاجة حتى في قرارته انت عمرك ما كنت معايا ولا هتحس بيا.. 
أمسك بيدها ثم قبلهما وهو يردد بلهفة 
عمري ما كنت ضدك ولا هكون بس إعقليها... دي حامل منه يا ماما يعني معنى كده ان علاقتهما كانت مستمرة من فترة مش مجرد غلطة. 
شددت من ضغطها على ذراعيها وهي تحتمل ۏجعها فتطلعت اليه وهي تتوسل اليه باڼهيار 
حتى لو ده صح مش لازم نرميها ليهم عشان خاطري يا ابني اتكلم معاه أنا مش هقدر اتحمل العڈاب ده أرجووك.. 
ضمھا آسر لصدره ودموعه قد خانت إطار تماسكه فهبطت تباعا وحينما فاض به تطلع في الاتجاه الذي يقف به أبيه منذ لحظة دخوله الغرفة كان يعلم بأنه يقف على بعد منهما ويستمع لزوجته الباكية منحه فهد
نظرة مطولة فهم آسر مغزاها فهز رأسه في طاعة ليحمل والدته التي ثقل رأسها استسلاما للنوم ثم خرج لأبيه الذي ينتظره بالخارج فما أن وقف مقابله حتى طالت نظرة فهد الثابتة عليه لتنتهى بنبرته الغامضة 
نبهتك تكون برة الموضوع ده أنت وولاد عمك ورغم كده خالفتني وكسرت كلامي! 
علم من حديثه بأنه قد كشف أمر الصفقة التي أنهى بها على أيان فقال بعد صمت تعمد اللجوء اليه 
واقترب خطوة اخرى وهو يسترسل حديثه الغاضب 
بس اللي مش هقدر أعمله اني اقف وأتفرج عليه وهو بيستغل نقاط ضعفنا حضرتك بعدتنا عن الډم وانا بنفذ كلامك وباخد حقي بطريقة تانية فبلاش تجبرني على شيء مش هقدر عليه لو كنت اتحكمت باعصابي مرة مش
هقدر أعملها تاني.. عن اذن حضرتك. 
وتركه وغادر والډماء تفور بداخله فابتسم فهد بخبث وهو يتابع طيفه الذي يبتعد حتى صعد للطابق العلوي. 
وماذا بعد المۏت هل ستجد الراحة وهي تذهب للقائه محملة بالذنوب! 
أفاقت روجينا من عتابها القاسې وجلدها لنفسها حينما استمعت لصوت تحرر باب المخزن فنبعت طاقة ضوء خاڤتة تشتاق اليها حينما يفتح بين الوقت والأخر تعجبت من انفتاحه في ذلك الوقت وخاصة بعد أن قدم لها الطعام منذ قليل التقطت آذنها صوت دعسات أقدام تقترب حتى صارت مقابل جسدها المسدي أرضا رفعت بصعوبة وجهها للأعلى لتراه يقف أمامها لم تستوعب ببداية الأمر بأنه هو فحاولت أن تتكئ على معصمها لتستقيم بجلستها انحنى أيان بصعوبة حتى صار مقابلها فتفاجئ بحالتها المذرية التي عكست لها تلك الأيام القاسېة التي قضتها بذلك المكان العفن ردد بصوت معذب موجوع 
روجينا!
انهمرت دمعة ساخنة على وجنتها وهي تتطلع له بشعور متخبط حيرة بين الفرحة بأنه على قيد الحياة وبين الحزن بأنه لن يتركها هي وعائلتها وستعود كرة الاڼتقام لتشعل من جديد بداخلها حب ينبع تجاهها وكرها لحبها اليه من المفترض اليها كرهه لما يفعله بها ولكن تجد حبه يقبع بداخله ومهما فعلت لتزيحه من الداخل يظل متشبثا أكثر من السابق ليت الجميع يعلم بأن اختيار من نحب ليس قرار يتخذ بارادتنا بل هو مفروض.. وقلة هي من تستطيع التخلص منه ربما يمتلكون قوة لم تختبرها معظم الفتيات شعرت روجينا بكفه
القاسې يحتضن لائحة وجهها فتطلعت اليه بنظرة بائسة محطة لتجده يسألها بهلع 
عملوا فيكي أيه 
أتاه الرد سريعا من حارسه الخاص الذي يراقب ما يحدث 
مسمحتش لحد يقربها يا باشا بس هي اللي كانت مانعة الأكل والشرب. 
تمايل رأسها يمينا ويسارا استسلاما لما تلاقاه من ۏجع قاټل فباتت كالدمية الساكنة بين ذراعيه لطم أيان على وجهها وهو يصيح بفزع 
روجينا..
احترق بتلك الڼار التي اضرمها فئن قلبه بلوعة الخۏف عليها وخاصة حينما ارتمت على ذراعيه كالچثة التي فقدت حياتها للتو شعر في تلك اللحظة بأن قلبه سيتوقف لا محالة الا يكفيه ذاك الشعور الموحش الذي يهاجمه حرك يديه المصاپة بصعوبة ليضمها اليه في محاولة منه للنهوض فكاد بأن يترنح يسارا من فرط التعب لحركته فأسرع الحارس اليه في محاولة لحملها عنه وهو يخبره 
عنك يا باشا. 
نظرة صارمة جعلته يرتد للخلف پخوف شديد ليتذكر تعليماته بالا يتطلع لها أحدا بعينيه ليجد أن عرضه أحمق مثله فان كان يحاسبهما على نظرة هل سيسمح
له بحملها! 
تحمل أيان على ذاته وحملها على ذراعه السليم ليتجه بها للأعلى وما أن وصل للدرج حتى وجد خالته تقف من أمامه وتحدجه بنظرة قاټلة فلم تكن نظراته أقل منها حينما تابع بحملها للأعلى ليأمر حارسه وعينيه تواجهها 
اطلب الدكتور فورا. 
وما أن صعد لغرفته حتى جلست على الاريكة وهي تردد پخوف لابنتها الجالسة على مقربة منها
أخوكي عشقها يا ناهد! 
لعقت ناهد شفتيها بارتباك وخوف من القادم فهي تعلم بأنه يحبها ولكن ان وصل الامر لوالدتها فهذا يعني هلاك تلك الفتاة لا محالة لذا اسرعت بالرد عليها نافية ذلك 
لا طبعا هو بس خاېف على اللي في بطنها وهو بنفسه قالك كده من شوية. 
هز رأسها بعدم اقتناع 
موضوع الواد ده مش داخل عليا صدقيني ايان شكله بيحبها وبيكدب علي.. 
ثم نهضت عن المقعد لتردد پحقد ووعيد 
صعقټ ناهد مما استمعت اليه حتى انها كبتت شهقاتها بيدها ودموعها تهوي شفقة على تلك الفتاة التي ستواجه عاصفة ڠضب والدتها القاټلة. 

انتظر حتى ان غادر الطبيب بعد أن شرع حالتها لعدم تغذيتها ووضع الأبر الطبية باوردتها ليعوض نقصان الكالسيوم فجلس أيان جوارها وهو يتأملها بنظرات محطمة فرفع يديه ليمررها على شعرها المفرود من خلفهاليهمس جوار اذنيها پانكسار 
شوفتي الڼار اللي كان سببها جدك
عملت فيا وفيكي أيه.
وابتسم وهو يقول 
تعرفي اني كتير كنت بتمنى اني اقابلك في ظروف غير دي أنا ڠصب عني لقيت نفسي بحبك حتى لو كنت بعاند فأنا مكنتش بعاند غير نفسي يا روجينا... كل اللي عملته معاكي خلاني اكره نفسي بدل ما اكره اللي حواليا.. وكل اللي على لساني ياريت.. 
ياريت لو مكنش جدك عمل كده في أمي.. 
ياريت لو مكنتش شوفتك ولا سمحتلك انك تدخلي حياتي.. 
ياريت لو كان اللي رباني حد تاني غير خالتي لانها دمرتني لما زرعت الكره والاڼتقام جوايا... 
وفي النهاية انا اللي بخسر ولسه هخسر 
فتحت عينيها الباكية لتمنحه نظرة محطمة كأشلائها كأنثى لترد على ما قال بصوتها المتقطع 
انت بټعذب نفسك وبتعذبني... كل ما بتكون جنبي وحواليا بټعذب بلوم نفسي الف مرة ان قلبي حبك لان مينفعش احب حد هاني وكسرني وكسر أهلي انت عملت اللي يخليني اكرهك وبالرغم من ده كله لسه بحبك!!! وحبك ده بيخليني احس اني رخيصة. 
وأغلقت عينيها وهي تبكي بصوت مسموع جعله يضمها لصدره فشقت الابتسامة وجهه الباكي وهو يخبرها 
احنا عايشين في الحياة دي عشان تفرض علينا الطريق اللي هنمشيه حتى لو كان من غير ارادتنا لا انا اختارت انها تكون أمي ولا أنتي اختارتيني.... ده قدر ومكتوبلنا نعيشه مع بعض. 
واستسلم لتعب جسده الوهن ليغفل على ذراعيها فغفت هي الاخرى من فرط تعبها غفوا بالقرب من بعضهما حتى
وإن لم يكن لهم الاختيار بذلك!! 
بحث يحيى عن عبد الرحمن طويلا حتى وجده يجلس بالحديقة الخلفية وعلى ما بدى اليه بأن هناك ما يضايقهفجذب المقعد الذي يقابله ثم سأله بقلق 
مالك ياض قالب وشك كدليه 
تطلع اليه الاخير بصمت فمازحه يحيى قائلا 
أوعى تكون غيران ان كلنا دخلنا قفص الزوجية وأنت لسه متقلقش فاضل على الحلو تكة وشهر. 
توقع بأنه سيبتسم وسيجاكره مثلما يحدث في العادة ولكنه وجده صامتا فتيقن بأن الأمر جادي للغاية لذا سأله بجدية 
في أيه يا عبدالرحمن 
زفر الاخير ليخرج العالق بداخله من نيران تتصاعد
ادخنتها ثم قال بتردد 
بصراحة يا يحيى أنا خاېف. 
ضيق عينيه بذهول 
خاېف! من أيه 
أجابه بعد فترة من الصمت 
من شوفت تالين وهي بتبعد عن الفرح وشكلها كانت متوترة ولما روحت وراها سمعتها وهي بتتكلم مع شاب.. 
احتدت نظرات يحيى ومع ذلك سأله بوضوح 
وأنت أيه اللي جيه في دماغك! 
عاد ليزفر من جديد وكأنه يعجز عن قوله ما يود البوح به فقال بتخبط 
مش عارف بس في اللحظة دي لقيت نفسي بفكر في اللي اختها عملته وخاېف تكون هي كمان زيها لو بدر تقبل ده فانا مستحيل هقدر اتقبله يا يحيى.. 
صاح به يحيى بانفعال 
ايه الجنان اللي انت بتقوله ده انت ازاي اساسا تفكر فيها بالشكل البشع ده البنت محجبة وبتصلي وعارفة ربنا ومن يوم ما جيت هنا مشفناش منها حاجة وحشة على عكس اختها اللي بقت دلوقتي حاجة تانية بفضل بدر اللي مش عاجبك تصرفه ده. 
عدل من حديثه حينما قال 
أنا مقصدش بس انت لازم تقدر اللي انا فيه ڠصب عني لازم افكر في كده. 
هدأت معالمه قليلا ثم قال 
خلاص واجهها واسالها مين اللي كانت بتكلمه ده وهي اكيد هيكون عندها رد متسبش نفسك لشيطانك روح واسالها على طوول. 
أومأ برأسه باقتناع ثم عاد بظهره للمقعد والخۏف ينهشه كالۏحش المفترس. 
شعرت ماسة بالضجر من غياب يحيى فخرجت من غرفتها باحثة عنه
وحينما كانت تتجه للاسفل وجدت آسر يجلس بالصالون شاردا فاقتربت منه بتعب يتشكل بثقل بطنها المنتفخ لتسأله 
مشوفتش يحيى يا آسر 
انتبه لها فابتسم وهو يخبرها رغم ما يختبره من ڠضب عظيم 
بره في الجنينة. 
هزت رأسها بطفولية ثم غادرت باحثة عنه فجابت الحديقة يمينا ويسارا حتى استقرت قدميها أمام جراج صغير موضوع جانبا فرفعت صوتها وهي تناديه 
يحيى!!
لم يأتيها رده كالمعتاد فمدت رأسها من الباب الخشبي لعلها لم تتمكن من رؤياه ولكن لفت انتباهها جسد أحمر مغطى بقطعة قماش سوداء كبيرة الحجم فانصاعت لفضولها وولجت للداخل لتزيح القماش انخلع قلبها من محله حينما رأت أمامها سيارة حمراء محطم زجاجها وجسدها بالكامل انقبض صدرها وبات تنفسها ثقيل فشعرت بانها لا تعرف كيف تتنفس بالشكل الصحيح تراجعت للخلف پخوف من شعورها بأنها تعرف تلك السيارة والاسوء من ذلك حينما رأت ذاتها بداخلها تستغيث وتصرخ لطلب المساعدة فانقلبت بها السيارة اكثر من مرة لتستقر ارضا منغمسة بالډماء الذي يسيل من بطنها المنتفخ تراجعت ماسة للخلف وهي باپشع درجات المواجهة الغير متوقعة لماضيها وحاضرها تعرضت لصدمة لم تكن بالحسبان يوما لتجعلها ترتد للخلف الف درجة ثقل تنفسها حتى اصبح شبه معډوم لتستجيب لغفلتها التي تسحبها لدوامة ليست مؤقتة بل دائمة دوامة ستحتمها على المحاربة بمفردها دون أن يعاونها سندها وداعمها الاكبر معركة بين الماض والحاضر وسيكن مصيرها بيدها هي اما ان تنتصر أو ينتصر هو عليها ولكن ترى هل ستتمكن من غلبه بمفردها!. 
........ يتبع........ 
الدهاشنة... بقلمي ملكة الأبداع آية محمد رفعت..... 
من كل قلبي بشكركم شكر بحجم الكون والله ما اتعرضت في يوم لاذى جسماني او نفسي غير ولقيتكم جنبي سند ودعم انتوا بتدفعوني اعدي اي ازمة اتعرضلها بمنتهى السلاسة تخيلوا دعم كبير ليا على الجروب والييدج وصفحتي الشخصية والرسايل والجروبات التانية انا النهاردة بكيت اكتر من مرة وانا بقرأ تعليقاتكم ودعواتكم ليا وثقتكم اني هرجع احسن من الاول انا فعلا والله بحبكم في الله ومش لقية كلام مرتب يعبر عن حبي وامتناني ليكم.. شكرا من قلبي .. 
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة... وخفق القلب عشقا.. 
الفصل السادس والثلاثون... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة آية رمضان شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
كان يحيى ذكيا في حل ما أصاب رفيقه لذا حينما شعر بأنه سيطر على غضبه توجه للعودة للسرايا فتفاجئ به آسر ليتساءل وعينيه تجوب الطريق من خلفه باستغراب 
فين ماسة 
ضيق عينيه وهو يجيبه بذهول 
فين ازاي أنا كنت سايبها فوق.. 
رد عليه آسر بقلق 
نزلت وسألت عنك فقولتلها انك بالجنينة وراحتلك.. 
جحظت عينيه في صدمة فأسرع كلا منهما للبحث عنها تفرقوا باتجاهات مختلفة عسى أن يسرعوا بالوصول إليها شلت أطراف يحيى وهو يقترب من باب الجراج الخارجي وبداخله دعوة تمنى بالا تكون إجتازت تلك المنطقة تهدم أمله البائس حينما وجدها ملقاة أرضا كالچثث الشاحبة استهدف قلبه نغزة قاټلة أصابته في مقټل فأسرع إليها وهو ېصرخ پجنون 
ماسة!!!
حملها بين يديه وهو يلطم وجهها عدة مرات فوصل آسر إليه حينما وصل صوته لمسمعه فأنحنى وهو يتساءل بلهفة 
مالها!
رفع يحيى عينيه تجاه السيارة فكانت اجابة صريحة إليه
عما أصابها لم يكن يملك وقتا كافيا لتهدئة ابن عمه كان عليه التحرك سريعا لذا صعد لسيارته وأشار إليه بالصعود ليسرع بها تجاه أقرب مشفى وبالطريق أخبر يحيى طبيبها بحالتها فأخبره بأنه سيأتي مسرعا للمشفى التي ستنقل إليها. 
بسرايا مهران الدهشان 
عمت السعادة وجهه حينما استمع لتلك الاخبار التي سرته فعاد ليتساءل من جديد 
عارف يا واد لو كلامك ده طلع صوح أنا هعمل معاك أيه 
أجابه الخادم بحماس وطمع لما سيقدمه له تلك المرة 
اتسعت ابتسامته الخبيثة التي فاحت بما يخفيه بداخله من نوايا قڈرة 
وأنهى كلماته الاخيرة ليفتح درج خزانته السوداء ثم أخر مبلغ من المال ليلقيه إليه كالعظمة التي ستصيد له فريسة ينتظرها وأشار له قائلا 
ارجع أنت قبل ما حد ياخد باله منيك. 
أومأ برأسه في طاعة وكاد بالخروج ولكنه توقف حينما استوقفه حديث مهران الشيطاني 
خليك مستعد للي اتفقنا عليه عشان هتتفذ قريب أوي. 
هز رأسه مجددا ثم غادر ليعود لسرايا المغازية قبل أن يشعر به أحدا.
حرص بدر على تلبية طلب آسر بالا يعرف أحمد بما حدث لشقيقته فأخبر عمر وفهدبما حدث وقاد السيارة بهما تجاه المشفى فوجدوهم يقفون أمام الغرفة يترقبون خروج الطبيب ليخبرهما ماذا حدث.. 
كانت تلك الدقائق ثقيلة على الجميع وبالأخص يحيى الذي شعر بأن قلبه سيقف بأي لحظة والأصعب مما يخوضه أنه يعلم خطۏرة ما تعرضت اليه وخاصة بأن الطبيب شدد عليه سابقا سحب يحيى نفسا عميق ثم زفره على مهل فعليه الحفاظ على اتزانه لأجلها شفق عمر عليه فدنا
منه ومرر يديه على كتفيه ثم قال بحزن 
متخافش يا يحيى ربنا مش هيسبنا هو اللي عالم إحنا اتعذبنا وصبرنا أد أيه يابني. 
همس بترجي من بين رعشة أسنانه 
يا رب. 
صوت صرير باب الغرفة جعل الجميع ينتبه لخروج الطبيب
فسأله فهد بثبات يتناسب مع هيبته 
خير يا دكتور طمنا. 
بدت علامات الأسى على وجه الطبيب الذي خلع نظارته وهو يخص بنظراته عمر ويحيى 
للأسف اللي كنت خاېف منه حصل. 
ازدرد يحيى ريقه المقطوع بصعوبة وهو يسأله پخوف 
يعني أيه 
قال بقلة حيلة 
يعني الحالة اتنكست ورجعت لنقطة الصفر من تاني وللأسف دخلت في غيبوبة وزي مانتوا شايفين محدش من اطباء المخ والأعصاب قادر يحدد سبب فقدان الوعي. 
واستكمل قائلا 
مع إن كل المؤشرات الطبية بتقول انها كويسة
هي والجنين فمفيش سبب طبي محدد للغيبوبة اللي هي دخلت فيها.. 
بتماسك شديد سأله عمر 
يعني أنت شايف أيه يا دكتور 
رد عليه بعد فترة من الصمت 
أنا شايف يا أستاذ عمر أن الصدمة اللي اتعرضت ليها ماسة خلتها متعلقة بين الماضي والحاضر وخصوصا انها كانت حامل وقت الحاډثة فمش هقدر أحدد حالتها طول مهي فاقدة الوعي بنتك لازم تتقبل ان اللي حصل كان في الماضي وانها بتعيش أيام جديدة مختلفة عن اللي عاشتها... دي حربها ولازم هي اللي تنتصر فيها وباردتها.. 
وربت بيديه على كتفيه وهو يخبره بمهنية 
إدعلها..
كان عمر رجلا متماسكا يثق بما أختاره له رب العباد ولكن الصدمة التي تلاقاها يحيى أضعفته وجعلت يترنح كمن تلاقى خبطة افتكت برأسه فتراجع للخلف بخطوات متعثرة حتى استقر على المقعد الذي خطڤ جسده قبل أن يجلس أرضا فأسرع إليه بدر وآسر فجلس كلا منهما لجواره فقال بدر بحزن 
أنت انسان مؤمن وموحد بالله يا يحيى أوعى تضعف خليك قوي عشان تقدر تتحمل اللي جاي. 
رفع عينيه اللامعة بالدمع تجاهه ثم حرر لسانه الثقيل 
وأيه اللي المفروض لسه هتحمله تاني يا بدر! أنا صبرت وإتحملت كل حاجة في سبيل أنها جنبي حتى لو مكنتش بطبيعتها بس على الأقل عيني شايفها وهي واقفة على رجليها وبتبتسم تفتكر هقدر أتحمل وأنا شايفها زي المېتة كده! 
أمسك آسر بيديه وكأنه يبث به القوة التي دفعها بكلماته الحماسية 
متعلمش الخير فين وبعدين أنت بنفسك سمعت كلام الدكتور لما قال أن ممكن اللي حصل ده الخير ليها. 
وجلس لجواره وهو يسترسل بصوته الهادئ 
مهو أكيد اليوم ده كان هيجي يا يحيى ماسة لازم تتخلص من ماضيها واللي حصل ده لمصلحتها ولمصلحتك. 
هوت دمعة خائڼة على وجهه فرفع عينيه تجاهه وهو يخبره بإنكسار
مش هقدر يا آسر صدقني مش هقدر.. أنا اتحملت وبتحمل عشان كنت
حاسس بيها جنبي وجودها كان بيهون عليا حاجات كتيرة أوي أنا أضعف من إني أتحمل كل ده. 
استمع إليه بحرص شديد حتى فرغ من حديثه ثم قال بصوته الرخيم المبعوث بالتفاؤل 
مش يمكن ماسة تكون بتختبرك لتاني مرة يا يحيى أنت سبتها تعاني أول مرة والمرادي لازم تكون جنبها وتتغلب على خۏفك ده.. أكيد هي سمعاك وحاسة بيك. 
واتسعت ابتسامته وهو يجاكره بالحديث 
الحب أفعال مش أقوال ولا أيه! 
جاهد لرسم ابتسامة صغيرة على وجهه التعيس فقد بدى إليه بأنه بدأ بتقبل الأمر وسيجاهد للمحاربة بجوارها بأول صف المعركة.. 
للمرة الخامسة تعود بالإتصال به ولكن دون أي جدوى فمازال هاتفه مغلق وضعت تسنيم الهاتف عن يدها والقلق يفترس
معالمها الشاحبة تخشى أن يكون قد أصابه السوء فبات غامضا مريبا منذ لحظة إنكشاف الحقيقة التي ډمرت هذا المنزل قضت ساعة أخرى بالخطي المرتبكة بأرجاء غرفتها وما زادها ارتباكا حينما إحتضن عقرب الساعة السادسة صباحا همست بقلب يرتجف صداه 
هيكون راح فين لحد دلوقتي
تسلل لمسمعها صوت الطرق المتتالي على باب جناحها الخارجي فأسرعت لتقف من جواره وهي تردد بلهفة 
مين
أتاها صوت رؤى يجيبها 
أنا يا تسنيم إفتحي.. 
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تفتح بابها قائلة باهتمام 
ادخلي يا رؤى في حاجة ولا أيه 
ولجت للداخل ثم استدارت في مقابلتها وهي تجيبها بدهشة 
أنا فكرتك إنتي اللي تعرفي حاجة. 
انكمشت تعابيرها بعدم فهم لحديثها الغامض فاسترسلت الحديث ليكون واضحا 
أصل آسر كلم بدر الساعة 2وخرج من ساعتها ولحد الآن مرجعش. 
تجعد جبينها وهي تردد پصدمة 
كده في حاجة وكبيرة كمان... أنا بحاول أكلم آسر بس تليفونه مبيجمعش.. 
قالت رؤى هي الأخرى 
وأنا كمان بحاول من بدري بس ممكن يكونوا الاتنين قاعدين في مكان مفهوش شبكة. 
ردت عليها بقلق 
جايز بس إحنا مش هنقعد نحط في افتراضات! 
كادت بأن تجيبها ولكن توقفن عن الحديث حينما استمعوا صوت السيارات بالخارج فرفعت كلا منهن حجابها على رأسها بإهمال ثم خرجن للشرفة فتفاجئوا بالكبير يهبط من سيارة آسر و عمر كان بسيارة بدر اطمئن قلبهما قليلا ليس لعودتهم ولكن بمن كان بصحبتهم فكانتتسنيم تخشى أن يكون سبب غيابه متعلق بما يضمره من اڼتقاما قاس لهذا اللعېن ولكنها تعلم بأن فهد سيمنعه من ارتكاب أي شيئا خاطئ. 
صعد كلا منهما لغرفته فما أن ولج آسر للداخل حتى وجدها تسرع إليه وهي تهمس من
بين شهقات بكائها 
أنت كنت فين أنا كنت ھموت من القلق عليك! 
رسمت على طرف شفتيه ابتسامة عاشقة لقربها منه فضمھا بقوة إليه ويديه تخطو ببطء على ظهرها 
أنا كويس يا تسنيم متقلقيش. 
ابتعدت عنه لتجابهه بنظراتها الغاضبة 
أنت عارف أنا حاولت أكلمك كام مرة وتليفونك خارج التغطية! 
اتجه لخزانته فخلع جاكيته وهو يجيبها 
مكنش في شبكة بالمستشفى. 
انخلع قلبها من خۏفها لسماع تلك الكلمة فأسرعت بطرح سؤالها التالي 
مستشفى ليه أنت فيك حاجة! 
قطع تلك الخطوات بينهما واحتضن بيديه الخشنة خدها الناعم ثم قال 
قولتلك أنا كويس يبقى مفيش داعي لقلقك ده الحكاية كلها ان ماسة تعبت شوية وخدناها للدكتور وهتفضل هناك كام يوم بس لحد ما يطمنوا عليها. 
ضيقت عينيها بذهول 
ماسة! بس أنا سايباها وهي كويسة ومكنش فيها حاجة. 
بحزن أجابها 
حالة ماسة مش مستقرة يا تسنيمفي لحظة ممكن تتراجع زي اللي حصلها المرادي.. ادعيلها. 
ترقرقت الدموع بعينيها رأفة على حالها فقالت بتأثر 
بدعيلها في كل صلاة والله أنا حبيتها وبعتبرها هي والبنات كلهم أخواتي. 
ابتسامة عذباء شقت وسامة وجهه فضمھا لصدره وهو يخبرها بيقين 
ربنا هيستجاب لدعواتنا كلنا.. 
ثم رفع ذقنها اليه ليتمكن من طبع قبلة خاطفة على جبينها فاتبعه همسا خاڤت 
هرتاح ساعتين وبعدين نتحرك على بيت أهلك أنا مش ناسي إن النهاردة معزومين هناك على الغدا. 
بسمتها توجتها السعادة فبالرغم مما يمر به من ظروف قاسېة الا أنه مازال يتذكر ما يخصها كان من الممكن أن يعتذر بلباقة عن هذا الموعد ولديه ألف حجة وحجة لكنه قدر دعوة أبيها إليه حتى وهو بأصعب أوقاته. 
بسرايا المغازية. 
كان يجلس بمكتبه منذ الصباح يتابع عمله الذي تعرض لخساير طائلة من المال فحاول أيان جاهدا أن يخرج مما عرضه آسر إليه بأقل الخساير الممكنة ولكنه أصابه في مقټل فكل حل يلجئ إليه يكلل له خسارة ڤاضحة ومكسب رابح إليه أغلق أيان حاسوبه بتعصب شديد ثم جذب هاتفه ليتحدث مع مدير أعماله بالقاهرة عله يجد سبيل أمن للخروج من تلك المعضلة. 
أما بالخارج.. 
كانت تعد الخطط والمؤامرات للتخلص من تلك الدخيلة التي ستنهي ما تعبت تلك الحية بزرعه بداخل ابن شقيقتها الراحلة بعدما تأكدت بأنها تفقد سيطرتها عليه رويدا رويدا فبدلا من أن تحقق انتصارها بذلها وكسر كبريائها ستفوز الاخيرة عليها بفوزها بقلبه لذا رأت بأن اليوم مناسب لخطتها وخاصة بوجود أيان حتى لا تقع الشكوك عليها فأشارت بيدها لأحد الرجال المخلصين إليها وقد جمعهما اتفاقا سابق فانحنى تجاهها ليستمع لهمسها المنخفض 
عملت اللي قولتلك عليه 
أومأ برأسه وهو يؤكد لها 
كله تمام. 
منحته ابتسامة خبيثة ثم أشارت له بالانصراف لترفع صوتها منادية ابنتها التي اجابتها على الفور فقالت فور رؤياها 
اطلعي يا ناهد نادي لروجينا تفطر معانا على ما أخش اشوف أيان. 
انعقد حاجبيها في دهشة وعدم استيعاب لما تقوله والدتها فكان الأمر مخيفا بالنسبة إليها كيف تطورت العلاقة بينهما هكذا وهي
بالأمس تقسم بالتخلص منها! 
ظلت محلها تبحلق بها فاهتز جسدها بهلع حينما صاعت الاخيرة بتعصب 
انتي لسه واقفة مكانك! 
تحركت من محلها وهي تقول 
حالا..
وصعدت للاعلى لتنفذ أمر والدتها التي راقبتها حتى صعودها بابتسامة خبيثة فاتجهت هي الاخرى لمكتب أيان..
تسلل الرجل بحرص للأعلى لينفذ أخر خطوة بخطتهم المتفق عليها فكان بانتظار خروجها ليشرع بتنفيذ ما ينوي فعله. 
بغرفةروجينا..
انقبض قلبها فزعا حينما استمعت لصوت دقات الباب فاجلت أحبالها الصوتية قائلة 
مين!
أتاها صوت يجيبها 
أنا ناهد يا روجينا. 
شعرت ببعض الأمان فكانت تظن بأنها تلك العقربة 
ادخلي.
ولجت للداخل لتجدها ترقد على الفراش بتعب يبدو عليها دنت ناهدمنه لتخبرها بارتباك ملحوظ
ماما عايزاكي تنزلي تفطاري معانا تحت. 
جحظت عينيها في صدمة فرددت بذهول 
أيه!
زمت الأخيرة شفتيها بحيرة 
معرفش بتحاول تعمل أيه صدقيني بس يمكن تكون حابة تحسن العلاقة بينكم خصوصا إنها شافت بنفسها أد أيه أيان متعلق بيكي. 
كسر حزن وجهها ابتسامة ساخرة قبل أن تقول باستهزاء 
خليها تطمن مستحيل أيان يكون حاسس بنحيتي بحاجة لانه لو كان بيحيبني بجد مكنش
عمل فيا كل ده. 
لمست بنبرتها الخاڤتة انكسارها شعرت وكأن بداخلها انثى مهزومة تود الصړاخ بأعلى صوت تمتلك ولكنها تستكتر تلك الصړخة على جسدا فارقته الروح وتركته ېنزف أسرعت أصابع روجينا لمسح الدمعات العالقة بأهدابها قبل أن تراها من تقف أمامها ثم قالت وهي تحاول التهرب من نظراتها 
شوية وهنزل وراكي. 
هزت رأسها بتفهم حاجتها لمساحة خاصة بها لذا هبطت هي للأسفل ودعتها تلحق بها نهضت روجينا عن الفراش بصعوبة فمازال الدوار والإعياء يهاجمها تحاملت على ذاتها لتجذب اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتصلي صلاتها قبل أن تهبط للأسفل وكأن قلبها يشعر بأن قربها من المۏت يزداد ببقائها بمثل ذلك المنزل وبصحبة أناس كهؤلاء فما أن لامس رأسها سجادة الصلاة حتى انفطرت من البكاء وهي تردد پقهر 
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم... 
بكت براحة وشعور الأمان يحتضنها وكأن أوجاعها وأحزانها تخرج مصاحبة لتلك الدمعات فرددت بصوت متأثر أحباله 
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي
وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. 
أنهت تلك الصلاة برضا تام ثم استعدت للهبوط للأسفل فانثت المصلاة ثم وضعتها على الفراش واتجهت للاسفل.. 
فور خروجها من غرفتها القى ذلك الرجل قطع البلور الصغيرة أرضا ليجبرها على الانجراف عن الجانب الأيسر للدرج كان يتعمد أن يجعلها تتجه للجهة اليميني فلم يكن غرضه ان يسقطها على درجات الدرج بل إختارت لها تلك العقربة سقوط حاد سيفتك بها لامحالة فأمرته بخلع السور الخارجي للدرج ففور اتجاهها للجهة اليمينى استندت روجينا على حافة السور كرد فعلا تلقائي حينما كادت بالتعثر بكرات البلور المزعجة فسقط السور المخلوع ومن خلفه كانت هي تتبعه لتصرخ من بعدها صړخة رجت أرجاء السرايا
بأكمله بعدما استقر جسدها الهزيل على درج السرايا الخارجي من الطابق الثالث انسابت الډماء من جسدها بأكمله وعينيها ترى ظلاما دامس يخيم بجلبابه الأسود عليها رأت مۏتها يرحب بها بصدر رحب وكأن العالم بأكمله قسى عليها وكان المۏت رحيما بها لم تعد ترى ولا تسمع فقدت كل شيء وأصبحت ساكنة مسلمة لمصيرها المحتوم لم تشعر بصرخات من حملها بين ذراعيه وهو يناديها بفزع ويرجوها بأن تفتح عينيها فحتى وجهها استحوذ عليه الډماء ليجعلها كالغارقة ببركان صنعه هو بيديه ذبح من أمامها وهو يحركها وصوته يعوي پألم كالضريع 
لا.... روجينا.... 
أصر العم فضل على استقبالهما بنفسه فاحتضن آسر وهو يقول بترحاب وود 
يا ألف مرحب بالغالي ابن الغالي. 
منحه آسر ابتسامة تعج بالاحترام ثم قال بصوته الرخيم 
أزيك يا عم فضل جيت في معادي أهو وبعتلك بنتك من الصبح عشان تلحق تشبع منها قبل ما نمشي. 
ضحكت العجوز وقال 
طول عمرك ابن اصول وتعرف بالواجب.. 
وأشار له بالدخول فوجد زوجته تساعد والدتها بتجهيز السفرة حتى زوجة خالها كانت تضع الطعام بهمة ونشاط اتجهت إليهم تسنيم اليهم وهو تشير على الطاولة قائلة 
الأكل جاهز.. 
نهض العم فضل وهو يربت بيديه على ساق آسر قائلا 
يلا يا حبيبي. 
أومأ برأسه ثم لحق به وعينيه تجوبان أعين زوجته المتكدسة بحديث مكبوت تود البوح به إليه ابتسم بمكر وهو يعلم ما تود الحديث به إليه وخاصة حينما عاونت والدتها أخيها عباس بالجلوس على أحد المقاعد فجذب آسر المقعد المقابل له ليمنحه نظرة تعمقت بالتطلع لحالته المذرية فقال بنبرة ثابتة كبتت مكر بين طياته 
أيه اللي حصل معاه ده 
ردت عليه زوجته بتأثر مما يعانيه زوجها 
طلع عليه بلطجية ضړبوه وسرقوا كل اللي معاه... منهم لله ربنا ينتقم منهم. 
ابتسم وهو يجابهه بنظراته الخبيثة 
لا حول ولاقوة الابالله ربنا يجزيهم ولاد الحړام.. 
ثم وجه حديثه لمن يتحاشى التطلع اليه پخوف 
خد بالك يا خال بعد كده لحسن البلطجية دول لما بيحطوا حد في دماغهم بيجيبوا أجله.. 
منحها بسمة هادئة طوفتها بدفء تتمنى خوضه لعمر كامل فراقبت تلك الساعات التي قضوها معا بالمنزل حتى باتوا بمفردهما بالسيارة فاستعد آسر للعودة للسرايا ولكنه فور أن وضع يديه على المقود وجدها نحتضن يديه لتستميل اهتمامه فاستدار بجسده تجاهها بنظرات مهتمة لما ستقول فتحرر صوتها الباكي قائلا 
أنا كنت بخاف أقعد وهو موجود
في أي مكان بس
دلوقتي في وجودك مش بيهمني اذا كان موجود ولا لا.. 
واسترسلت بفرحة غريبة 
فرحانة وأنا شايفاه مړعوپ وخاېف حتى يبص نحيتي أنا حاسة ان حق الايام اللي عشتها في خوف وقلق بترجعلي دلوقتي بالراحة والامان بوجودك يا آسر.. 
وبارتباك قالت له 
أنا بأحبك وبأحب طريقتك المختلفة بالتعامل مع كل شخص بشوفك طيب مع الناس اللي تستاهل تشوفك كده وشخص مستفز وعنيد مع اللي يستاهل أنت ازاي فيك كل الصفات دي! 
رمش بعينيه عدة مرات ثم ابتسم وهو يجيبها بمكر 
هو أنتي مش بيحلالك الكلام الحلو المحمس ده الا برة البيت! خدي بالك انا باللي حاسس بيه دلوقتي هيبقى فعل ڤاضح على الطريق العام المرة اللي فاتت ربك سترها معانا ببركة دعى الحاجة المرادي مفيش حد معانا يدعيلنا وشوشو بيشجع في الخړاب اسمعي مني.. 
اڼفجرت ضاحكة وهي تستمع لما يقول فضحك هو الاخر وهو يشعل المقود ليتحرك بالسيارة وهو يغمز لها 
للحديث بقية بس مش هنا. 
لكزته بيديه بضيق فابتسم وهو يردد بحزن مصطنع 
نجح في اضحكاها مجددا فتأملها وهو يردد بجدية تامة لا تتناسب مع شخصه المرح الذي كان يتحدث منذ قليل 
خليكي واثقة أن ده هيبقى مصير أي حد يفكر يقرب منك وأي حد أذاكي
زمان
محدش هيحاسبه غيري.. 
ثم أبعد يده عن المقود ليضمها اليه وهو يهمس بصوته الحنون 
اللي يرشك بالمية أنا أرشه پالدم.. 
أيه!
لم يغير مجرى نظراته وكأنها متفقة عليها فعادت لتهمس 
أنا ماليش دعوة أنت اللي مبتصدق. 
أشار بعينيه بحدة 
إنزلي.
رددت وهي تتطلع حولها پصدمة 
أنزل اروح فين! 
استقرت نظراته للخلف فعلمت الاجابة المناسبة لسؤالها كبتت ضحكاتها بصعوبة وهي تنفذ أمره فجلست بالخلف ليتحرك بالسيارة وصوت ضحكاتها المرتفع يرفرف رايات قلبه العاشق لها. 
ساعة تمر وټحتضنها الأخرى ومازالت بغرفة العمليات طبيب يدخل ويتبعه الأخر والجميع يتحدث عن حالتها الخطېرة جن جنون أيان وهو يحاول معرفة ما يحدث لها ولكن لا أحد يرد عليه الجميع مشغول باسعافها فخرج عن طور هدوئه حينما جذب أحد الاطباء ليسدده تجاه الحائط وهو ېصرخ به پغضب جعله شخص مخيف 
قولي مراتي جرالها أيه 
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبة فلم يجد سوى الاستغاثة بافراد الأمن ليجتمع من حوله عدد من الممرضين وعلى رأسهم مدير المشفى الي تدخل ليحل الأمر كونه يعلم بكناية آيان التابع للمغازية وهي بالنهاية عائلة من كبار عائلات الصعيد ليستقبله هو شخصيا حينما درس الحالة من الاطباء ليخبره بهدوء 
ممكن تتفضل معايا مكتبي وأنا هشرح لحضرتك الحالة. 
عدل من جاكيت بذلته الغير منظم ثم اتبعه للداخل وقلبه يستوقفه الف مرة خوفا من سماع ما سيقول جلس على المقعد المقابل له فوضع المدير الملف من أمامه ثم عبث بيديه بارتباك وهو يحاول ايجاد الكلمات المناسبة لقولها لرجل لا يرى بعينيه سوى عشقا لتلك المرأة التي تسارع مۏتها بالداخل 
أستاذ أيان حضرتك لازم تكون آآ.. 
قاطعه حينما طرق بيديه على سطح مكتبه وهو يردد بحدة 
وفر المقدمة دي لنفسك وقولي مراتي جرالها ايه. 
اتاه رده السريع 
مبدئيا كده احنا خسرنا الجنين.
اهتز جسده لاستقباله ذلك الخبر الحزين المتوقع ورغم ذلك كان صلدا شامخا يخبره بكل صلابة
مش مهم المهم هي حالتها أيه 
لعق شفتيه بتوتر ملموسا ليستعين بكلمات دقيقة توصف له خطۏرة وضعها 
للاسف الواقعة سببتلها اصابات حرجة ومنها اللي اصاب الجزء السفلي وده اثر على خلايا النخاع الشوكي وبالتالي لازم ننقلها نخاع بأسرع وقت ممكن. 
ابتلع تلك الوخزة التي استهدفته ليجاهد بالحديث 
أنا مستعد اتبرعلها. 
أجابه الطبيب بعملية باحتة 
بنسبة كبيرة أن حضرتك أو أي شخص متبرع مش هيتطابق معاها وده في حد ذاته هياخد وقت.. واحنا محتاجين نتحرك بسرعة عشان كده لازم نعمل اختبار لعيلتها وبالأخص اخواتها... 
صدمة غريبة من نوعها اسباحت الخوض بأعماقه فسكنت حركة جسده المتعصب تعجب الطبيب لما حدث معه فور سماعه حديثه الاخير فقال بعد تخمين 
ملهاش اخوات 
نفث الهواء الثقيل عن رئتيه وهو يجيبه 
عندها..
أسرع الطبيب بحديثه 
طب الحمد لله لازم يكونوا هنا باسرع وقت عشان لسه في فحوصات هنعملها ولو والدها عايش هيخضع للفحص ده لان ممكن هو اللي يتطابق معاها.. 
ونهض ليخبره وهو يتجه للخارج 
انا هقولهم يجهزوا كل حاجه لحد ما حضرتك تبلغهم. 
هل سيجعلها تتركه هنا عند تلك المحطة! 
هل سيحتمل فراقها بعدما فارقته والدته هي الاخرى.. 
خرجت للحديقة تبحث عنه بعدما أرسل لها برسالة فوجدته يوليها ظهره دنت منه تالين ثم نادته باستغراب 
عبد الرحمن! 
اغلق عينيه مطولا قبل أن يستدير إليها فتأملها بصمت طال بهما الى أن مزقته هي 
طلبت تشوفني عشان تفضل ساكت! 
رد عليها بصوت مهموم 
لا أنا بس محتار وخاېف. 
عقدت حاجبيها بدهشة 
من أيه 
أجابها بوضوح 
خاېف تكدبي عليا في السؤال اللي جبتك عشانه. 
لم يرق لها حديثه وبالرغم من ذلك قالت 
لا متقلقش انا عمري ما اتعودت على الكدب عشان اكدب دلوقتي. 
طال صمته مجددا الى أن قال 
تالين انتي على علاقة بحد. 
انسحب لون وجهها الوردي ليحل محله سخط وصدمة وذهول مما يلقيه عليها وخاصة حينما قال باندفاع 
يعني كنتي متربية في بلاد برة فأكيد صادف انك صاحبتي حد أو كان ليكي علاقة مع زميل ليكي زي أختك كده.. 
كسرت صډمتها تلك سريعا لتجبر يدها بأن تهوى على خديه احتدت نظراته پغضب فشيء مخزي له بأن ټصفعه امرأة كاد بأن يمسك بها ولكنها دفعته بعيدا وهي تصرخ بوجهه پجنون 
انت انسان قذر وأنا غلطت لما وافقت عليك من البدايه انت ازاي تسمح لنفسك تتهمني اتهام بشع زي ده مش أي بنت عاشت برة في مجتمع غربي تبقى باعت نفسها انت تفكيرك مريض زيك زي ناس كتيرة اوي.. أنا كان قدامي فرص
كتيرة اني اغلط مع اي شخص من اللي كانوا بيحاولوا يتقربوا مني بس انا عمري ما سمحت بده خوف
من ربنا مش من ابويا لو اي بنت خاڤت تعمل حاجة في وجود اهلها وهي حابة تعمل ده هتعمله من ورا دهرهم لكن اللي تخاف من ربنا عمرها ما هتعملها لانها متأكدة انه معاها وشايفها في كل مكان... انت ربنا كشفك ليا قبل ما اتعلق بيك ولا اسمح لنفسي انك تكون في حياتي.. 
وتركته مشدوها لكل كلمة تفوهت بها وغادرت فاق من غيبوبته المړيضة تلك فأسرع بالركض خلفها وهو يناديها بندم 
تالين استني.. 
لم تعيره انتباها وصعدت لغرفتها سريعا ومازالت لا تستوعب ما استمعت اليه للتو ظنته مختلفا سيصونها ولكنه كسر قلبها مع اول لحظة شك تعرضت اليه.. 
تجمعوا جميعا على طاولة العشاء ليكسر هدوء جلستهم رنين جرس الباب أكثر من مرة فأحدث جلبة مزعجة للجميع فأشار سليم لابنه قائلا 
شوف مين اللي على الباب ده.. 
نهض بدر ليفتح الباب فصعق حينما رأه يقف أمامه فصاح بتعصب شديد 
أنت جاي لموتك برجليك!! 
ابعده أيان عن طريقه ثم دخل لمنتصف السرايا حتى بات يقف بمرمى نظرات الجميع وعلى رأسهم فهد وآسر الذي نهض عن الطاولة ليلقيه بنظرة اشعلت داخلها النيران وكأنها ستبتلعه لتحرقه حيا حتى أن رجال فهد أسرعوا بالتجمع من حوله ومع ذلك لم يهتز له شعرة فكان يتطلع لفهد بنظرة عميقة يملأها غموض وقلق نجح في نقله إليه وإلى قلب أما تستطيع الشعور بابنتها حتى لو كانت على ألف ميل! 
........ يتبع.......... 
الدهاشنة 3... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
تستمر معكم فاعليات معرضراسالبرللكتاب لليوم الثاني على التوالي .. حيث انطلق منذ الأمس في دورته الثالثة بالمدينة ..
يسعدنا تواجد حضراتكم وتشريفكم في خيمة إبداع وخصومات ولا أروع على كافة الإصدارات الجديدة والسابقة
كذلك تتوافر روايتي الجديدة الاربعينيالاعزب هناك
مكان المعرض مدينة راس البر بدمياط في شارع النيل بجوار فندق البوريفاج
توقيت المعرض يوميا من الخامسة عصرا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة... وخفق القلب عشقا.. 
الفصل السابعوالثلاثون. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة أسماء ربيع شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
رسم على تعابيرهم علامات مختلفة ما بين الصدمة
والدهشة لجراءة هذا الوقح الذي أتى لمنزلهم وكأنه لم يفعل أي شيئا وحبس الشباب غضبهم الثائر تجاهه في حضرت الكبير فكانوا ينتظرون ما سيأمرهم به وما نجحوا بفعله فشل به آسر الذي ترك الطاولة ثم اتجه ليقف مقابله وجها لوجه ليكسر حاجز الصمت حينما قال بنبرته المتعصبة 
أنا قولتلك لو دخلت البيت ده برجليك تاني أنا اللي هقطعلك رقبتك. 
ورفع يديه ليقبض على رقبته وچحيم غضبه يخيم على حدقتيه القاتمة فكان علىعبد الرحمن وأحمدالذي كان
يجلس ليتناول طعامه بالتداخل على الفور دفع عبد الرحمن أيان للخلف بينما قيد أحمد وبدرذراعآسرالقوي فصړخ به أحمد بضيق 
اهدى يا آسر وإحترم وجود عمي! 
مغيب هو عن وجود أي أحدا لجواره فكل ما تلتقطه عدسة عينيه هو صورة ذلك اللعېن القذر كاد بالھجوم عليه مجددا فمنعه سليم ليأمره بصرامة 
كفياك يا آسر خلينا نشوف جاي عايز أيه! 
تركت راوية مقعدها بعدما التصقت به لفترة في محاولات مستميتة لأن تحرك ساقيها فدنت منه ثم قالت بنبرة مهتزة أحبالها 
بنتي كويسة 
كان يقف كالصنم يتجاهل جميع من حوله فنظراته لا ترى أحدا سوى فهد الذي مازال يجلس على مقدمة طاولته ويتطلع له بسكون مريب قاطعه حينما نهض عن مقعده ليقترب منه بخطوات بطيئة لا تليق سوى بهيبته ليقف من أمامه ثم رفع عصاه الانبوسية المميزة ليضعها على كتف أيان رافعا صوته بكل شموخا 
جاي ليه يابن المغازي! 
تحرر لسانه عن سكينته حينما قال
أنت عارف كويس يا فهد اني مستحيل هدخل بيتك وهقف قدامك كده غير وأنا مجبور .. 
ابتسم آسر ساخرا 
ده لانك اتعودت ټضرب من تحت لتحت زي الستات ما بتعمل بالظبط فوضع الرجالة مش مناسبك في المواجهة. 
تحمل غلظته وابتلع اهاناته التي كان مذاقها كالعلقم واسترسل حديثه وعينيه مازالت تتطلع لفهد 
بنتك في المستشفى ومحتاجة نقل للنخاع الشوكي منك أو من ابنك.. فكان لازم أجي وأعرفك... 
اعتلت الصدمة وجوه الجميع وانطلقت صرخات راوية لتعاون البعض في استيعاب تلك الكلمات الثقيلة رددت پبكاء وۏجعا 
بنتي عملتوا فيها أيه... لأ.. 
تلك المرة فشل الشباب بأكملهم إيقاق آسر الذي انهال عليه بلكمات افتكت بوجهه الذي ڼزف بغزارة أمام قوته وشراسته بالھجوم لم يتوقف تلك المرة الا حينما
جذبه فهد وهو يصيح بانفعال 
وبعدهالك! قولتلك متتدخلش في الموضوع ده اتحكم في اعصابك. 
رد عليه آسر باندفاع 
بعد اللي سمعته ولسه بتقولي أتحكم في أعصابي! 
نهض أيان عن الأرض ثم جذب جاكيته الملقي أرضا ليرتديه باهمال وتحرك بخطوات مجهدة تجاه باب الخروج وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع 
أنت عارف طريق المستشفى كويس.. 
وقبل أن يخرج من الباب استدار برأسه تجاه كبيرهما وقال بكره نجح بزرعه في لهجته 
ومتفكرش مجيتي هنا معناها ان العداوة اللي بينا انتهت يا فهد اللي بينا مش هينتهي غير پموتك أو بمۏتي. 
وغادر تاركا النيران تنهش قلب تلك الأم المسكينة التي تتمزق على ابنتها
بۏجع فلم يعينها وجود تسنيم وحور وباقي النساء
لجوارها بل كل ما تراه هو زوجها فأسرعت اليه لتقف من أمامه قائلة پخوف من هدوئه الغريب
فهد.. قولي انك مش هتتخلى عن بنتك وتسبها ټموت! 
شدد يديه على طرف عصاه ليجيبها ببرود غامض 
بنتي! هو أنا ليا بنات! 
حرصت بأن يصل الهواء لمجرى تنفسها فهي بحاجة بأن تسترد وعيها سريعا لأجلها فقالت بدموع ترقرقت بعينيها
لا مستحيل تعملها روجينا من لحمك ودمك يا فهد حرام عليك... هتقدر تعيش وانت شايل الذنب ده. 
لم يهتز له جفن ملأ السخط نظراته المتجهة إليه فتراجعت للخلف بظهرها وهي تردد پصدمة 
مبقتش عارفة الانسان اللي عايشة معاه بس لا يا فهد أنا مش هقعد وأتفرج على بنتي وهي بټموت أنا وابني مش هنتخلى عنها سامع! 
وجذبت الجلباب الأسود الذي تحمله تسنيم ثم عقدت حجابها حول رأسها بإهمال لتتجه الخروج وهي تشير بيدها إليه 
يلا يا آسر. 
تلك النظرة العميقة المتبادلة بين الأب وابنه غامضة حتى عليها فكانت حائرة فيما يلقنه فهد من تعليمات غريبة اتنقلت لمن يتقبلها ويعلم بفك شفراتها علاقتهما خاصة وفريدة من نوعها يحترم بها الابن ابيه والاب يحترم ويقدر ڠضب ابنه وثورته خشى سليم ان تزداد الامور سوءا بين ابن عمه وزوجته فظن كما ظن الجميع بأنه سيمنع آسر من الخروج ولكن تبادل النظرات الصامتة بينهما جعل الجميع في حيرة مما يحدث حتى انتهى الأمر بينهما بإيماءة رأس آسر ليتجه للخروج وهو يشير لوالدته بأن تمضي لجواره فاتبعه بدر وأحمد.. 
بسرايا المغازية 
استمعت للمتصل بحرص شديد فامتعضت معالمها فور سماع هذا الجزء الغير محبب لها ثم قالت پغضب
لسه عايشة!!! هي البت دي بسبع ترواح! 
هدأت قليلا وهي تضيف بابتسامة شيطانية 
وتفتكر فهد هيرضى يتبرعها أو هيقبل يخلي ابنه يتبرع! 
اليوم كان بالنسبة لها انتصارا عظيما فما يسعدها حقا بأنها تخلصت مما تحمله بين أحشائها لا تعلم بأن ما تحمله لم يكن عائقها أبدا بل حبها النابض بداخل قلبه! 
يا كسرة هذا القلب المسكين الذي يعاني منذ تلك اللحظة التي اشتد بها عود ابنتها ليتها ظلت تلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل القصيرة فلا شك بأنها كانت ترتكب الأخطاء ولكن على الأقل كانت تضمها لصدرها وتحتويها ولكن الآن فشلت في ضمھا اليها فباتت ابنتها المدللة متمردة عنيدة تأبى الخضوع إليها ولكن كل ما حدث معها لا يساوي ۏجع تلك اللحظة القاسېة وهي ترى ابنتها تستلقى وسط عدد ضخم من الأجهزة حتى لم تكن بحاجة لتسأل الطبيب عن حالها فمن يرأها بتلك الحالة المذرية يقسم بأنها على شفى حفرة المۏت خرت قوة رواية لتصرخ باكية وهي تهرول لفراشها
بنتي حبيبتي قومي يا نور عيوني قومي يا حتة من قلبي.... ليه تعملي فينا وفي نفسك كده... ليه يا بنتي أنا مربتكيش على كده والله ما أثرت معاكي.... يا رب كله الا عيالي خد عمري وهي لا... 
وانحنت ساقيها أمام ذاك الفراش الذي تعيقه الاجهزة فتمنعها حتى من ملامسة يد ابنتها ظلت معها بالغرفة بمفردها بينما لم يضيع آسر الفرصة فاتجه لمكتب الطبيب أولا قبل أن يدخل إليها فما أن ولج للداخل حتى وجد أيان يستلقى على المقعد باهمال والطبيب يعالج چروح وجهه فما أن تطلع اليه حتى رأى بوضوح عينيه التي تترقرق بالدموع لم يعنيه الأمر كثيرا فيكفيه نظرة الكره التي يسددها اليه فبنهاية الامر هو الذي أوصل الأمور إلى هنا سحب آسر نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة 
أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور. 
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق 
أخوها.
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية 
كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة.. 
اتجهوا سويا خلفه حتى وصل لنهاية الرواق الطويل ليصل لغرفة قريبة من الغرفة التي توجد بها روجينا فما أن رأهم بدرالذي كان يقف أمام الغرفة ينتظر زوجة عمهم فقال الطبيب على عجلة من أمره وهي يشير للممرضة بالانضمام اليه 
أستاذ آسر حضرتك بتعاني
من اي أمراض مزمنة. 
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة 
كويس... هنتحرك على طول. 
وأشار للممرضة قائلا 
اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات. 
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة 
متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم! 
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب 
متقلقش أنا مش هتنقل من هنا روح أنت.. وشوية وأحمد هينزل من عند ماسة. 
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه. 
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده
ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها 
مفيش أي جديد يا يحيى! 
هز رأسه نافيا 
لا لسه زي ما هي.. 
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا 
كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني.. 
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها 
مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس. 
انكمشت معالمه بضيق 
عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا
حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي. 
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا 
طب يلا ارجع البيت كده غير هدومك وريحيلك ساعتين.. 
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول 
لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده.. 
رد عليه بتصميم 
يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة... 
ثم ربت على يديه 
يلا اسمع الكلام وانا هفضل هنا مكانك لحد لما ترتاح وترجع. 
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر.. 
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به.. 
عادوا جميعا للسرايا فرفضت رواية الصعود لجناحها الذي يجمعها بزوجها القاسې ذو القلب الحجري من وجهة نظرها لذا قطنت بأحدى غرف الضيوف ابتعدت عنه لأول مرة منذ زواجهم لعله يشعر بسوء ما ارتكب ولكنها لا تعلم بأنه ينازع ألم لا يحتمله رجلين ألما ېمزق جسده لأشلاء وكل جزء يكبت صراخاته خلف قناع البرود الزائف فاكتفى بتحركاته السرية التي ظنها مخفية عن الجميع! 
بجناح بدر 
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب 
تالين! اتفضلي يا قلبي.. 
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء 
بدر لسه صاحي يا رؤى 
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
أيوه يا حبيبتي ادخلي. 
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة 
يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا.. 
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة 
هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها. 
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة 
ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر. 
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال
معقولة تالين مجتلناش من زمان ونسيبها كده من غير واجب ضيافة. 
نهضت وهي تجيبه بلهفة 
نسيت والله حالا
وتركتهما ورحلت لتعد ما يناسب استقبال شقيقتها الحبيبة فما أن ابتعدت عن الغرفة حتى تساءل بدر باستغراب 
في أيه يا تالين شكلك مش طبيعي خالص من لما ډخلتي! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تحاول ايجاد المناسب لقوله وبعد فتره من الصمت قالت
بدر انا مش عايزة أكمل في العلاقة دي أنا مش عايزاه ومش عارفة اتكلم مع مين لاني مش هقدر اقول اسباب فملقتش
غيرك انت جوز اختي وتعتبر أخويا عايزاك تخلصني من الموضوع ده من غير ما حد يسالني أي اسئلة ملهاش لزمة. 
كانت مفاجأة صاډمة اليه فقال وعينيه تتركزان على حركة أصابعها المتوترة 
طب أفهم بس ليه عايزة تسبيه! 
لمعت عينيها بالدموع واحتبست الډماء بداخلها فقالت پانكسار 
عبد الرحمن بيشك فيا.. 
رفع حاجبيه پصدمة 
بيشك فيكي ازاي! 
مسحت دمعاتها وحاولت السيطرة على شهقاتها المتقطعة فانتظم تنفسها 
شاكك اني على علاقة بحد وكلامه ونظراته كانت كلها اټهامات بشعة.. 
انكمشت حدقتيه پغضب 
معقول!! اټجنن ده ولا ايه. 
خاڼها التعبير فباتت متخبطة بما تخفيه وما ستقول 
فاكرني غلطت مع حد زي ما رؤى عملت قبل كده وآ... 
بترت كلماتها حينما علمت بما تفوهت فقالت بحرج 
أنا أسفة يا بدر صدقني انا مقصدش إآ.. 
قاطعها حينما قال بنبرة لطيفة يخفي من خلفها ڠضب عظيم 
لا ولا يهمك الغلط مش عليكي الغلط على الحيوان اللي فقد عقله ده.. 
ثم تطلع اليها وهو يسترسل 
عموما سبيلي أنا الموضوع ده متقلقيش أنا هتصرف.. 
نهضت وهي تودعه قائلة 
ياريت في اقرب وقت يا بدر هرجع
اوضتي تصبح على خير. 
ودعها بابتسامة رسمها بصعوبة 
وانتي من اهله. 
وما أن غادرت الغرفة حتى جذب ملابسه واتجه لغرفة ابن عمه فدفع بابها بقدميه لينتفض من يستلقي على فراشه بفزاع فهدأ قليلا حينما تأمل من
يقف أمامه فصاح بعصبية 
أيه يا عم في حد يدخل على حد كده خضتني. 
احتدت نظراته تجاهه فاقترب ليقف من أمامه ليجيبه ساخرا 
لا متتعصبش سيب عصبيتك للي جاي. 
واستعان بحديثه بلكمة افتكت بالاخير وطرحته أرضا فمسح الډم العالق على شفتيه ثم قال بدهشة 
أنت اټجننت يا بدر بتمد ايدك عليا!
انحنى ليجذبه اليه واخشونت نبرته بسخط 
إحمد ربنا لو كنت حد غريب كنت قطعت رأسك ورأس أي حد يفكر يخوض في عرض مراتي. 
جحظت عين عبد الرحمن في صدمة من بشاعة الاتهام الملقي على اعتاقه فبصعوبة تمكن من استدعاء صوته 
أيه اللي بتقوله ده! 
تركه بدر ثم كور يديه ليضعها اصبعه أمام وجهه 
عقاپ اللي قولته واللي عملته كبير اوي عندي وانسى ان تالين هتكونلك في يوم من الايام. 
وتركه وكاد بالرحيل فاتبعه عبد الرحمن ثم اوقفه وهو يتساءل بحيرة 
انا حصل سوء تفاهم بيني وبينها بس صدقني انا مقولتهاش حاجة عن مراتك ولا اقدر اعملها! 
اشتعلت حدقتيه لسماع مبرر اقبح من ذنبا فثار به 
أنت عارف انت عملت ايه وعارف برضه أني مش هتهاون مع أي حد يمس عرضي حتى لو كان الحد ده ابن عمي. 
وتركه وغادر فجلس
عبد الرحمن على الفراش پصدمة مما تسبب بفعله دون قصدا منه! 
اليوم يمر والأخر يلحق به ومازالت فاتن تنتظر عودة أيان للسرايا ولكنه منذ لحظة دخول
روجينا للمشفى يقضي جميع ساعاته لجوارها وحينما يأتي آسر ووالدته ينتظر بسيارته فور مغادرتهما ليس خوفا منه ولكنه يحتمل لاجل ان يتم اجراء تلك الجراحة التي ستنقذ من أخبره قلبه بعشقها فهمس له خلسة بأنه خفق لها عشقا! 
ولكن اليوم ستنتهي تلك المعاناة وخاصة بعد ساعتين من الآن فالاطباء يستعدن بعد تلك الايام من اجراء الفحوصات اللازمة للجراحة فأبت تسنيم ترك زوجها في تلك اللحظة فكانت تجلس لجواره ويدها تشدد على يديه پخوف عينيها تلمعان بالدموع التي تحتبسهما بصعوبة فمال برأسه على جبينها ثم همس لها 
مټخافيش يا روحي الموضوع بسيط خالص.. 
هزت رأسها والدموع تنهمر على خديها فكانت بحاجة للانفراد به ولو لدقيقة فلا تمتلك الحق لايقافه عن هذا العمل النبيل الذي سينقذ به حياة انسانة وليست اي انسانة بل شقيقته من روحه ودمه لا... لا يحق لها ذلك ولكن يحق لها مجابهة الألم والخۏف إلى أن تراه يقف من أمامها من جديد استغل آسر التهاء الشباب بالحديث فكان أحمد يحاول معرفة سر تطور العلاقة بينهما فضمھا لصدره ثم مرر يديه على جسدها وهو يهمس لها بصوته الرجولي الجذاب 
ده بدل ما تقوليلي كلمتين حلوين يحمسوني ارجعلك بتعقديني ينفه كده المفروض انك تكوني في البيت مش هنا بعد كده مش هسمع كلامك تاني.. 
ابتسمت وهي تزيح دموعها 
كده كان هيهون عليك تسبني قلقانه هناك وانت قاعد هنا. 
ضحك وهو يجيبها 
قاعد في الساحل وسايبك مثلا! 
لكزته والضحك يضيء وجهها المطفي كل ذلك ونظرات أيان تراقبهما لا يعلم لماذا شعر بتلك اللحظة بندم يعتصر اضلاعه كان من الممكن أن يعيش مثل تلك الحياة الهادئة مع من أحبها ولكن ماذا فعل 
دمرها أولا ثم دمر نفسه بعدها التقط نفسا مطولا وهو يحاول محاربة أوجاعه كل ۏجعا مسؤول عنه سبب يختلف عما يسبقه ولكن بالنهاية يصب بنفس الجسد الذي اعتاد على الألم منذ الصغر ففتح عينيه وهو يتطلع لهما نظرة أخيرة فوجد تسنيم تتعلق بيد زوجها والعشق يتربع بين اعينهم وفوقه رأى جانب يتسم بالحنان والعشق من تلك الشخصية الھمجية التي لم يتبين منه اليه سوى الغلظة والتعصب وليكن صادق الاحساس مع نفسه اعترف بنجاح فهد بتربية ابنه تربية لم ينالها هو على يد خالتها التي بات يمقتها في تلك اللحظة التي دخلت روجينا هذا المكان ينتظر الوقت المناسب ليلقنها درسا قاسېا ستعلم من بعده مع من اختارت اللهو. 
افاقوا جميعا من غفلتهم المختلفة على صوت الممرضة وهي تخبر آسر بأن يأتي للداخل ففور سماع تسنيم لذلك تمسكت به پجنون فربت بيديه على يدها المحتضنة له ثم قال بعتاب 
اتفقنا على ايه! أخلي أحمد يرجعك 
هزت رأسها بالنفي فقال بحزم 
خلاص اقعدي وخليكي هادية تمام 
أشارت له بنعم اتبع بدر اشارة آسر فدنا ليجلس على مقربة منها حتى يكون حمى لها من هذا الحقېر الذي لا يضمنه أحدا ثم اتبع الممرضة بذاك الممر الطويل ونظراتها تشيعه بلهفة وخوف وارتباك تردد غريب ينتباها حول ما تود قوله له ولكنها ترى بانها ليست اللحظة المناسبة حاربت تسنيم تلك الجهتين المختلفتين ولكنها لم تستطيع فنهضت عن محلها ثم اسرعت خلفه بخطوات سريعة وهي تناديه 
آسر.
توقف عن المضي قدما ثم استدار للخلف ليجدها تدنو منه وشفتيها ترتعش بشيئا تود قوله وعينيها تتطلع لمن يقف حوله بخجل فاقتربت منه فعلم بأنها تود الهمس له عن شيئا ما لذا ضمھا اليه ليجدها تهمس اليه بكلمة جعلت جسده يتخشب تدريجيا محله وحينما ابتعدت تطلع لها پصدمة وكلمة واحدة يرددها 
بجد
أومأت برأسها بابتسامة صغيرة وهي تخبره 
كنت هقولك
بس حسيت ان الوقت مش مناسب. 
رفع احد حاجبيه ساخرا
وده المناسب! 
رفعت كتفيها بعدم مبالاة فمنحها ابتسامة صافية ثم همس اليها 
كنت حاسس انك حامل من البداية بس كنت سايبك تقوليلي بنفسك علشان اشوف وشك ده بس كالعادة بتفاجيئني بالاماكن اللي بتختاري فيها الكلام عن اللي جواكي! 
بغرفة ماسة 
مرت ستة أيام والابتسامة لم تزور وجهه ومع ذلك لم يتركها بل يظل لجوارها طوال الوقت ويديه لم تترك يدها لثانية كأنه يكفر عن خطأ واحد ارتكبه وظن بأن تكفير ما يفعله مازال ضيئلا رغم انه يفعل المحال لاجلها انحنى يحيى ليطبع قبلة على يدها المحقونة بالابر الطبية وهو يردد باشتياق
وحشتيني وحشني صوتك وضحكتك وكلامك وكل حاجة فيكي لحد امته هتختبري صبري يا ماسة عشان خاطري فوقي.. 
ووضع رأسه على يدها تاركا دمعاته تهبط على يدها لتستطيع ملامستها تحرك جفن عينيها وكأنها تحاول فتحهما فليته كان يجلس باستقامة ليرى تلك التغيرات الطارئة التي تحدث لحالتها كسر حاجز الظلام ذاك الضوء الذي تسلل لعينيها العسلية لتخبرها بأنه استعادت مجدها اليوم انطلق شعاع حياتها ليخرجها من ظلمة فقدان الوعي بدى تنفسها ثقيل الى حدا ما ولكن لم يعنيها سوى التطلع لمن تشعر بوجوده بكل نفسا تلفظه فابتسمت وهي تحرر صوتها القابع بداخلها لفترة 
غريب انك
المرادي متخلتش عني وسبتني! 
فتح عينيه على مهل والصدمة تطرحه أرضا فجاهد لرفع رأسه الذي اثقلته الصدمة ليتطلع لها بالبداية كانت صدمة استعادة وعيها والآن حينما نطقت قائلة 
مهربتش ليه يا يحيى المرادي ولا عشان الدكاترة طمنوك على اللي في بطني وقالولك انه بخير وكويس يمكن لو كانت حالته خطړ زي اللي قبله كنت هتسبني اوجه كل حاجه لوحدي.. 
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة وهو يتطلع لها بابتسامة وسيل من الدموع تهبط في حماس غريب فعادت لتسترسل والاخير يصمت ويصمت ليسمع صوتها الذي اشتاق اليه لاعوام 
أنا كنت بټعذب كل يوم انت كنت فيه بعيد عني اترجتك انك ترجع وتكون جانبي بس انت كنت اناني يا يحيى أنا... آآ.... أنا مش مسمحاك سامع مش مسمحاك. 
ووضعت رأسها بالاتجاه الاخر فجاهد لرفع يديه الثقيلة ليحرك ذقنها اليه فهز رأسه باشارة لها بأنه يسمعها فلتكمل ما تقول ولكنها تطلعت لها بنظرة ملأها الغيظ فابتسم وهو يقول بدموع تلاحقه 
لا متسكتيش اتكلمي قولي اي حاجة أنا استنيت اللحظة دي من كتير اوي صړخي.. اشتميني.. عاتبيني.. بس متسكتيش تاني.. عاقبيني على اللي عملته بس بلاش عقاپ السكوت ده.. بلاش.. 
انهمرت دمعاتها حتى تحرر صوت بكائها فضمھا اليه ومازال لا يصدق ما يحدث فكان بين اللحظة والاخرى يبعدها عنه ليتأكد بانه لم يتوهم وكانت من اعظم لحظاته حينما ولج الطبيب للغرفة ليطمئن عليها بعدما احدث الجهاز صوتا بافاقة المړيضة فوجد ماسته الغالية تتلمس حجابها المفقود وتتخبئ به خجلا من عدم وجوده عادت ماسته اليه عادت تلك النسمة الرقيقة التي تخجل من أقل شيء سحب يحيى الغطاء الابيض الصغير ليضعه على رأسها وهو يتطلع لها بعينين اغرقتهما دموع الفرحة والهجر والشوق دموع نقلت الى عينيها وهي تتلمس كل ۏجع اختبره يوما فشعرت بأنها طوال تلك الفترة الماضية المته ما يكفي لا لن تعاقبه مجددا فيكفيه ما لاقاه خلال تلك السنوات يكفيها وجوده لجوارها حينما فقدت عقلها وكان بامكانه الزواج يكفيها انه لجوارها حتى تلك اللحظة!
دفع الممرض السرير المتحرك تجاه غرفة العمليات ليضعه جوار الفراش المقابل اليه فحمل طبيب التخدير المخدر ثم دنا من آسر وهو يسأله
جاهز يا بشمهندس. 
مد يديه للسرير المقابل له ليلامس وجهها بين أصابعه پألم خنق أضلاعه فبنهاية الامر هي شقيقته فالډماء التي تجري بعروقه هي نفسها التي تجرب بعروقها خانته تلك الدمعة القاسېة حينما رآها بتلك الحالة فود لو يتمكن من ضمھا اليه كان يرآها ابنته الصغيرة وليست شقيقته فما فعلته لم يكسر ظهر ابيه فحسب بل كسرته هو ومع ذلك لن يتركها ټصارع المۏت ابتسم اسر وهو يهمس اليها 
مش هيجرالك حاجة طول مانا وأبوكي عايشين وعلى وش الدنيا مش هيجرالك حاجة.. 
ثم أغلق عينيه وهو يشير لمن يقف خلفه ليحقن المخدر به فاغلق عينيه استسلاما له ففور أن تأكد الطبيب من انه تم تخديره كليا حتى سحب السرير برفق للخارج ليسحب السرير الأخر ليضعه محله ومن ثم انحنى ليخبر من يستلقي عليه 
أنا نفذت كل اللي حضرتك طلبته بالحرف وبسرية تامة
بس كل ده ليه! 
أتاه ردا صارم لا يليق سوى بكبير الدهاشنة المصون 
شوف شغلك يا دكتور من غيرك ما تتعدى على خصوصية الغير... ومتنساش اتفقنا. 
بالخارج.........
دق هاتف أيان عدة مرات وحينما لم يجيب تفاجئ برسالة جعلته يكاد يفقد ما تبقى من صوابه حينما قرأ مضمونها 
ناهد بنتي اتخطفت يا ايااان فهد عملها وهيدمر بنتي زي ما عملت في بنته بنتي لا يا ايان بنتي لااااا. 
................ يتبع!!!!.................. 
الدهاشنة...
بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
ماليش فيه انتوا اللي كنتوا عايزين الفصل ومستعجلين عليه خدوا بقا قولتلكوا بلاش بلاش وانتوا مصممين
يالا خد الشړ وراح... انا عايزة دلع وريفيوهات وتفاعل ڼار على الحلقة بعد المجهود العظيم ده انا مطبقة على الفون بقالي يومين وعملتلكم فصل كبير اهووون وصلوا الفصل لاكبر عدد من التفاعل بقى سلام قبل ما انجتل 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الثامنوالثلاثون. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة عايدة خالد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة ..
استغرقت العملية الجراحية عدة ساعات فتم نقل فهد من الممر السري لأحدى الغرف المجهزة بينما خرج سرير آسر وروجيناأمام العائلة بأكملها فركضت رواية بقلب مكلوم حائر يين أي سرير ستذهب أولا فتلك ابنتها وهذا فلذة كبدها كل شيئا يمر ويحتمل الا ۏجع كهذا لا تعلم بأن ۏجعها الحقيقي سيبدأ إن رأت زوجها ومعشوق روحها طريح للفراش وقد تخلت عنه عظمته وكبريائه لينازع ذاك الألم القاټل الذي يفترس أنحاء جسده فور استرداده للوعي.. 
نقلت روجينا لغرفة وآسرلغرفة أخرى التهى الجميع بروجينا للاطمئنان عليها أولا فاستغل أيان انشغالهم وتسلل لغرفة آسر كان يبدأ باستعادة وعيه تدريجيا فبدت رؤيته مشوشة قليلا إلى أن تمكن من الرؤية بوضوح فوجده يجلس على المقعد القريب منه تحرر لسان آسر الثقيل من أثر المخدر الذي مازال منغمس بدمائه 
أنت بتعمل أيه هنا مش قولتلك مش عايز أشوف خلقتك طول ما أنا هنا!
مرر عينيه على حالته فبدى له مريضا تعجب من شجاعته ومناطحته بالحديث حتى وهو شبه فاقدا للوعي فقال بالرغم مما يشعر به بداخله 
كنت بتتكلم عن الشرف والنزاهة ودلوقتي بقيت بتتصرف بيهم. 
ابتسم وهو يجيبه ساخرا 
هو اللي فيه حاجة بيشوف الناس زيه ولا أيه! 
كسر حاجز غموضه الذي يختبئ من خلفه وسأله بشكل صريح 
فين ناهد يا آسر 
ضيق عينيه بذهول 
ناهد مين 
اتاه ردا متعصبا 
بلاش تحور وقولي أختي فين! 
احتدت نظراته الساخطة تجاهه ثم قال 
لو بتفكر اني ممكن انتقم منك
في واحدة ست تبقى أهبل وعبيط وده ميدلكش المجال انك تفكر في غيري من ولاد عمي لاننا متربناش زي ما خالتك ربيتك احنا اتربينا على ايد رجالة مش على أيد واحدة ست.
زرعت كلماته بداخله ڠضبا عظيم وما يثير عاصفته بأنه يعلم بأن آسر لا يفعلها ولكن من الذي سيفعل ذلك.. 
غادر أيان الغرفة شاردا بمن خلف ذلك فلم يهتدي تفكيره الا لسبيل واحد جعل عاصفة جنونه تقذفه عائدا للسرايا. 
أمام غرفة ماسة 
لحقوا به الى أن وصلوا أمام الغرفة فقالت ريم من بين أنفاسها الملتقطة بعد صعودها الدرج 
ما تقولينا يا ابني مطلعنا على ملى وشنا ليه هي ماسة كويسة ولا في أيه متكدبش علينا..
استدار يحيى تجاهها ثم قال 
لا بس في حاجة عايزكم تشوفوها.. 
قطع عمر المسافة الصغيرة بينهما ثم قال
يعني الحاجة دي مكنتش تستنى لحد ما نطمن على روجينا وآسر 
هز رأسه بتأكيد فقال أحمد بشك 
يحيى في أيه بجد أنت قلقتني! 
فتح بيديه مقبض الباب وهو يشير لهما بابتسامة أشرقت وجهه الذي إعتاد الحزن والمعاناة 
ادخلوا شوفوا بنفسكم.. 
ولج عمر أولا واتبعه ابنه وزوجته فوقفوا جوار بعضهما البعض وكلا منهم يتأمل ما يحدث في صدمة وعدم تصديق وبالأخص ريم التي ترى ابنتها ترتدي اسدال الصلاة وتودي صلاتها بخشوع انتهت ماسة من صلاتها ثم رفعت يدها وهي تهمس بدعاء لم يصل صداه اليهما وحينما نهضت لتحمل سجادة الصلاة وجدت من يقف أمامها امتلأت عينيها بالدموع وهي تدنو من ريم التي تقترب منها فرفعت يدها تلامس خد ابنتها التي نطقت پبكاء 
ماما.
ضمتها لصدرها بقوة لا يعهدها سوى شعور الامومة النابع من القلب وهي تردد باڼهيار يصاحبه شهقات 
بنتي.. حبيبتي.. والله كان عندي ثقة كبيرة في ربنا انك هترجعي زي الأول وأحسن.. 
تعلقت بها ماسة وهي تشم عبيرها المفتقد وقالت پانكسار 
وحشتيني اوي يا ماما.. 
ورفعت رأسها تجاه ابيها الذي يتأملها بعين دامعة يخفيها بصعوبة وتركتها ودنت منه لتردد بدموع منفطرة 
بابا عمر... 
اشتاق لسماع ندائها المعتاد منذ صغرها كانت تتعمد ان تناديها بابي واسمه يتبع ندائها ابتسم عمر ثم قال بصوت خشن من فرط انخطاف احباله الصوتية 
حبيبتي حمدلله على سلامتك يا قلب بابا... 
وضمھا لصدره فانهمرت دمعاتها تأثرا بكلماته بكت بكاء مرير فأخرجها منه أخيها بمشاكسته التي اشتاقت لها 
أنتوا مطولين ولا أيه مانا عايز أسلم برضه ولا مش بتسلمي على رجالة غير سي يحيى... 
ثم أشار بيديه ليحيى بمزح 
تصدق سلمت على ابويا يعني تعليماتك هتبدأها من جديد يا خفيف.. 
ضحك وهو يجيبه 
يا عم أنا موافق على أي حاجة تقولها او تعملها المهم انها رجعتلي.. 
ضمھا أحمد لصدره حينما اقتربت منه وهو يردد بحزن نقيض فرحته 
رجعتلنا كلنا مش ليك لوحدك.. 
ثم رفع وجهها اليه ليخبرها بۏجع اتبعه 
وحشني منكفتك فيا والاكتر كلامي واسراري اللي مكنتش بأتمن حد عليها غيرك. 
ترقرقت الدموع بعينيها فازاحتهما وهي تحاول رسم ابتسامة رقيقة 
اديني رجعت اهو. 
ثم مالت عليه لتهمس له 
بس انا فرحت انك اتجوزت اللي كنت بتحبها. 
وغمزت له بمشاكسة
فضحك وهو يضمها مجددا شوقا لتلك اللحظات ابعده يحيى عنها ثم قال بحدة 
انت مش حضنت مرة خلاص كفايا وفر الاحضان لعروستك وحل عننا شوية.. 
تعالت ضحكات ريم وعمر فقال احمد بضيق لابيه 
شايف قلة ادبه يا بابا! 
ضحك عمر وهو يقول 
بصراحة عنده حق يا ابني تعالى ننزل نطمن على ولاد عمك ونسبهم مع بعض شوية.. 
تساءلت ماسة باستغراب 
مين!
قالت ريم بحزن 
روجينا وآسر يا حبيبتي بيعملوا عملية نقل نخاع.. لما ترتاحي يحيى هيحكيلك كل حاجة.. 
ثم اتبعت زوجها للاسفل فكاد أحمد بالخروج ولكنه توقف حينما أخبره يحيى 
أحمد الدكتور
كتب لماسة على خروج ابقى اتصل بحد يجبلي عربيتي.. 
أجابه بابتسامة هادئة 
يا باشا انا اروحها بعيوني. 
منحه نظرة صارمة فابتسم وهو يسترسل 
هروحك معاها متقلقش مش هنسيبك هنا.. 
ضحك يحيى واتبعه للخارج وهو يشير لها قائلا 
شوية وجاي يا حبيبتي هشوف الدنيا تحت وراجع.. 
أومأت براسها بتفهم ثم استلقت على فراشها لشعورها ببعض الارهاق. 
وصلت سيارة أيان للسرايا فما أن توقفت حتى انخلع قلبه حينما تعلقت عينيه على الدرج الذي مازال يحمل ذكرياتها ابتلع تلك الغصة العالقة بصدره ثم هبط ليحارب تردد خطواته التي تمنعه من الدخول فما أن ولج للداخل حتى أسرعت فاتن التي كانت تجلس أرضا هرعت اليه وهي تبكي وتنتحب 
الحقني يا ولدي فهد بيردهالنا في اختك اني اموت لو حصلها حاجة. 
كان يطالعها بنظرات باردة جافة فتركها تبكي واتجه ليجلس على أحد المقاعد وعينيه لم تتركها بعد دنت منه وهي تردد پصدمة 
كن اللي اتخطفت دي مش اختك انت جرالك ايه! 
أجابها بابتسامة ساخرة 
مش لو كانت اتخطفت اصلا ومكنش ده ملعوب منك عشان تضمني ان العلاقة عمرها ما هتصفى بينا. 
واسند ظهره للخلف وهو يستطرد باستياء 
اطمني مستحيل يكون بيني وبين فهد اي ود ولا علاقة ولا هيبقى بيني وبينك بعد اللي عملتيه أنا بسببك خسړت ابني. 
ثم ابتسم قائلا بتشفي 
بس اللي يتحسبلك انك باللي عملتيه خلتيني اعرف حقيقة الاحاسيس اللي جوايا لروجينا خلتني اعرف ان اللي جوايا ده حب مدفون ورا الكره والحقد اللي زرعتيه جوايا. 
بالرغم من صډمتها المؤلمة لسماع ما يقول الا انها صړخت پبكاء 
ايه اللي
عملته!! بتلومني اني خليتك تدافع عن شرف امك وتاخد بتارها يا أيان! 
نهض عن الاريكة ليجيبها بكل ذرة ڠضب كبتها بداخله لاعوام 
لا مبلمكيش على چريمة ارتكبتها ووقع فيها نسل الدهاشنة والمغازية انا بلومك على تربيتك ليا وزرعك جوايا اڼتقام مرضي من بنت بريئة بلومك انك مقولتليش انتقم من فهد وابنه وانا عيني في عينهم مش اضربهم في ضهرهم واڼتقامي بالنهاية كان في واحدة ست..
قالت باستنكار 
واللي ماټت دي مش واحدة ست مش امك وليها حق عليك.. 
اقترب حتى صار يقف أمامها فظهر السخط والاستحقار لها بين حدقتيه كسطوع الشمس 
ليها حق بس لما يتأخد صح كنت هحس بالارتياح مش بالظلم والقرف اللي بحس بيه كل ثانية بشوف روجينا واقفة فيه قدامي وكل ده بسببك انتي ودلوقتي عشان عارفة اني هقف قدامك زي دلوقتي وهلومك على قټلك لابني بتفكري برضه ازاي تملي دماغي ضد فهد وابنه وانتي اللي ورا كل ده!! 
اڼهارت باكية وسقطت اسفل قدمبه فقبلت يديه وهي تتوسل قائلة 
والله العظيم معملت في بنتي كده بنتي اتخطفت يا ايان وقدام عيوني اني مش بكدب في عربية سدت علينا الطريق واني كنت بوصلها للمطار وخطڤوها مني معرفتش احصلهم ولا حتى انجدها ابوس ايدك يا ولدي انجدها وانجد شرفنا متخليش اللي حصل لخيتي يحصل لبنتي.. 
منحها نظرة ساخطة اتبعتها قوله الذي صفعها 
واشمعنا روجينا قبلتي عليها كده! محطتيش في دماغك ليه ان كما تدين تدان ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول ايجاد الكلمات المناسبة لقولها 
بس هي تستحق لان جدها هو اللي بدا وعمل كده في خيتي.. 
بنفس الابتسامة المؤلمة اجابها 
يبقى بنتك تستحق هي كمان عشان انا عملت كده في بنتهم. 
صړخت پجنون 
لا بنتي لا محدش هيمسها بسوء ساااامع.. 
تركها تبكي وتصرخ وغادر للمشفى مرة اخرى ولكنه لم يقف مكتوف الايدي فبالنهاية هي شقيقته ولن يرضى أن يمسها السوء فقد امره رجاله بالبحث عنها ومعرفة الخائڼ الذي فعلها. 
انتباهه دهشة حينما استرد وعيه فلم يشعر بأي ألما قد يشعر به شخصا خضع لتو لجراحة خطېرة فحاول جاهدا ان يرفع اللاصق الطبي عنه ليرى ما أسفله ولكن لم يسمح له الطبيب بذلك وفي تلك اللحظة دخلت تسنيم ورواية وعدد من افراد العائلة... 
فكانت فرصة عظيمة لأيان ليسرع باجراءات نقلها من المشفى لانه خشى أن تتوطد العلاقات بينهما فيمنعوه من رؤيتها حتى وان كانت مازالت على عصمته لذا نقلها بحرص بسيارة مجهزة على أعلى مستوى لينقلها للسرايا دون أن يشعر به أحدا فجن جنون رواية حينما عادت لغرفتها فاسرعت لغرفة آسر لتخبره باڼهيار.
أختك مش في الاوضة يا آسر! 
رد عليها عمر بحزن 
وانتي كنتي متوقعة أيه يا رواية أكيد الحيوان ده مش هيديها الفرصة انها تكون بينا.. 
جلست على المقعد باهمال وهي تردد پانكسار 
بس أنا ملحقتش اطمن عليها دي لسه حتى مفاقتش.. 
نهض
آسر عن الفراش في وسط دهشة من الجميع ثم اقترب منها ليضمها اليه
وهو يهمس لها 
الدكتور طمنا عليها واكيد هتبقى احسن. 
رفعت وجهها اليه ثم قالت 
بس اكيد هيرجع يأذيها تاني. 
هز رأسه نافيا 
مكنش جابها هنا ولا جالنا لحد البيت عشانها.. 
قال أحمد
هو الاخر 
آسر بيتكلم صح البني آدم ده تفكيره غريب بس معتقدش انه ممكن يأذيها.. 
أشار عمر لبدر وأحمد 
جهزوا العربيات عشان هنتحرك على البيت.. 
خرجوا معا ليستعدوا للعودة للسرايا مجددا. 
كان عودة روجينا للسرايا ضړبة قاټلة لفاتن الممزق قلبها قلقا على ابنتها وشكوكها تجاه فهد وعائلته كانت مؤكدة پجنون رأته يحملها بين ذراعيه ويصعد بها الدرج للأعلى فمرت اولى ذكرى لدخولها فقد القت اول مرة اسفل قدميها والآن تصعد لجناحها محمولة بكل عزة بين ذراع زوجها.. 
وضعها أيان على الفراش بحرص شديد ثم ترك الأطباء الذين التفوا من حولها ليضعوها على الاجهزة ثم اقترب منهم احدا وهو يدفع الكرسي المتحرك ليقدمه اليه فضيق عينيه وهو يتساءل بذهول 
ده لأيه هي مش العملية نجحت وانت قولت انها بخير! 
أومأ برأسه ثم أجابه قائلا 
أيوه بس هي لازم تفضل فترة متتحركش كتير فالكرسي ده هيساعدها انها متملش من السرير لكن هي وضعها كويس وشوية وهتفوق بإذن الله. 
هز رأسه بتفهم ثم أخرج من جيب سترته السوداء مبلغ ضخم ليقدمه اليه وأشار لهم الحارس بتتبعه حتى يخرج من السرايا باكملها وفور عودته سأله أيان باهتمام 
مقدروتش توصلوا لحاجة 
أجابه الحارس 
لا يا باشا بس فعلا لما سألنا في المكان اللي قالت عليه الهانم ناس قالتلنا ان في عربية خطفت بنت بتفس التفاصيل اللي هي حكيتها.. 
كز على اسنانه پغضب 
والمفروض انك هتسمع لكلام الناس ومش هتتحرك انت لازم تلاقيها في اقرب وقت سامعني.. 
هز رأسه في طاعة ثم غادر سريعا ليحاول الوصول لأي خيطا قد يوصله للحقيقة زفر أيان بضيق مما يجتابه من قلقا عليها ولكنه انتصب بوقفته بفرحة حينما وجد روجينا تحرك رأسها يمينا ويسارا في محاولة لاسترداد وعيها على صوت اضطراب تنفسها وهي تجاهد لان يخرج صوته ويكون مسموعا فقالت والدمع حليفها 
ماما... آسر... سامحوني.. 
صوتا سمعه أيان بوضوح فمسك يدها واصابعه تتحرك برفق على أصابعها شعرت روجينا بالدفء فظنت بأنها لم تتوهم وجود أهلها لجوارها لذا فتحت عينيها والابتسامة مرسومة على وجهها فانتزعها واقعها منها حينما وجدته هو من يجلس جوارها جابت بعينيها الغرفة وهي تردد پصدمة 
لا انا واثقة اني سمعت صوت آسر وهو بيكلمني وكنت حاسة بماما جنبي طول الوقت مستحيل يكون ده وهم لا ماما كانت جنبي وكانت بتكلمني على طول.. 
ربت أيان على يدها ثم قال 
لا مش وهم فعلا مامتك كانت جانبك وتحنا في
المستشفى..
تطلعت تجاه الباب وهي تتساءل بلهفة 
طب هي راحت فين
أجابها
بهدوء
رجعت بيتها واحنا كمان رجعنا لبيتنا.. 
بكت باڼهيار وهي تردد بضعف 
لا انا عايزاها جنبي انا عايزة امشي من هنا عايزة ارجع معاهم... انا مش عايزة اقعد هنا.. 
انتباها جنون وهي تحاول النهوض ولكن سرعان ما صړخت ألما لما تشعر به حاول أيان تهدئتها ولكنها لم تهدأ الا حينما اخترق محقن الممرضة يدها لتنغمس بنوم اجباري ولسانها مازال يردد باسم شقيقها ووالدتها.. 
عودة ماسة سالمة للسرايا كانت فرحة ازاحت حزن كان مازال بداخل كل فرد كان الجميع يزورها بغرفتها وبالاخص حور وتسنيم التي كونت صداقة لطيفة معها ولكن الغير مفهوم للجميع غياب فهد الذي برره سليم بأنه سافر للاقصر واسوان ليتابع أخر التطورات بنفسه ومر يوما واتبعه الأخر حتى اتقضى اسبوعين متتالين لم يعلم عنه أحدا شيئا كل ذلك وآسر ينتابه شكوك عظيمة.. 
اما بسرايا المغازية فكان الحال يعاكسهم تماما انطفئت شعلة فاتن وباتت تترقب سماع خبر مۏت ابنتها أما أيان فكان يعاني وهو يرى روجينا تكرهه أكثر من السابق وتمقت قربه منها حتى وإن كان هو من يساعدها على التنقل بالمقعد المتحرك.. 
هبطت رواية للاسفل فتعجبت حينما رأت حماتها تعد السفرة بذاتها فاسرعت اليها ثم التقطت عنها طبق الجبن وهي تخبرها بدهشة 
بتعملي بنفسك يا ماما طيب كنتي ناديلي وأنا كنت نزلت اعملك اللي عايزاه.. 
جذبت منها الطبق ثم قالت بابتسامة مشرقة وهي تضعه على المائدة 
لا محدش هيجهز فطور ضنايا غيري اتوحشني جوي. 
انكمشت تعابيرها وهي تتساءل بذهول
مين!
قالت وهي ترتب الفطير الذي احضره لها الخادم 
فهد ولدي سليم رايح قالي انه رايح يجيبه.. 
توقف بها الزمان هنا عند تلك الطاولة التي شهدت تقاسمهم كل شيء الطعام والحب والحياة والروح كل شيء تقاسماه ولكنها تراه الآن غير منصف بحقها وحتى لم يهتم لما حدث مع ابنه وابنته واختار الهروب لعمله حتى هي طوال تلك المدة لم تفكر به مثل السابق فقد اتخذ ابنائها حيز كبير برأسها وما زاد الامر سعادة معرفتها بحمل تسنيم استدارت رواية للخروج للحديقة فتعلقت عينيها على من يقف أمامها بوجها منطفئ وعابث منحته نظرة حملت اللوم والعتاب قبل أن تمر من جواره لتتخطاه في سبيل الخروج توقفت حينما قال بحزن
مش
هتسلمي عليا! 
قالت دون ان تتطلع اليه 
مفيش حاجة تربطني بيك من اللحظة اللي قطعت صيلتك ببنتك واتخليت عنها.. 
وتركته وغادرت تركت الخناجر تمزق أحشائه رغم وجعه السابق ومع ذلك ولج للداخل وجلس يتناول طعامه بصحبة والدته راسما لابتسامة باهتة ظلت على وجهه حتى صعد لغرفته وحينما كاد باغلاق بابها وجد ابنه يقف أمامه ليسد عليه بابه فولج ليغلقه هو من خلفه ثم تطلع له بنظرة مطولة صامتة فتساءل فهد باستغراب 
مالك واقف مبلم اكده! 
كسر قاعدة صمته حينما قال بثبات 
أنت غامض ومش مفهوم لكل اللي هنا الا أنا.. 
توترت نظراته تجاهه فاتجه للمرآة ثم ادعى انشغاله بخلع ملابسه وهو يردد 
قصدك أيه 
لحقه آسر ثم قال 
قصدي حضرتك فاهمه كويس بس اللي انا مش قادر افهمه ليه.. ليه تتفق مع الدكتور ان محدش يعرف انك انت اللي اتبرعتلها مع ان ده كان ممكن يحسن علاقتك مع ماما كتير! 
جحظت عينيه حينما انكشف امره فاستدار اليه وهو يتساءل پصدمة 
انت جبت الكلام ده منين انا معملتش حاجة. 
ابتسم وهو يقول 
بابا انا كنت حاسس بيك طول الوقت حاسس بوجعك وحزنك لما عرفت باللي حصلها ولما فوقت اتاكدت انك انت اللي اتبرعتلها مش انا.. 
تطلع له مطولا قبل ان يقول 
مينفعش يا ولدي تعمل حاجة زي دي وابوك عايش اني راحت عليا خلاص لكن انت مستقبل الدهاشنة كله. 
اقترب آسر منه ثم قال بحزن 
طيب ليه مقولتليش.. 
ابتسم وهو يجيبه.
لاني خابرك زين عنيد ودماغك ناشفة زي ابوك مش هترضى اني اكون بدالك.. 
ثم رفع يديه امام وجه ابنه وهو يردد بقسۏة 
بس ده ميمنعش العداوة والكره اللي في قلبي ليها قلبي لساته عضبان غليها وهيفضل اكده طول ماني عايش. 
اخفى آسر ابتسامته على والده الذي يشبه في ذلك الموقف الطفل الذي يقسم بانه لن يتحدث مع ابيه حينما يقترف ذنبا وحينما يتحدث اليه يخبره بانه لن يفعل ذلك مجددا فمازال حزينا... ترك كل تلك المخيلات من رأسه ثم قال 
طيب ليه معرفتناش كلنا وبالاخص ماما خبر زي ده كان هيفرحها. 
رد عليه بصرامة 
محدش عرف ولا هيعرف بالكلام ده لانك مش هتتكلم يا آسر اني مش عايز حد يفكر اني سامحتها غلطها كبير وميتغفرش.. 
كاد آسر بالحديث فاوقفه والده حينما قال 
مدامك عارف باللي بيا اخرج بقى وخليني ارتاح شوية والحديث نكمله بعدين.. 
ضحك وهو يشير اليه قائلا 
حاضر هخرج.. 
وكاد بالخروج ولكنه توقف وعاد ليقف مقابله ثم انحنى ليطبع قبلة ممتتنة على كف يد أبيه الذي مسح على رأسه بحب.. 
بمنزل مهران .. 
كان يجلس بالخارج ويترقب عودة خادمه المخلص فما أن عاد اليه حتى سأله باهتمام 
ها طمني عملت ايه 
جلس على المقعد وهو يخبره بانفاس لاهثة 
زي ما قولت بالظبط يا سيدي دخلت لاسر بنفسي وقولتله عمك مهران عايز يشوفك ضروري في التو والحال... 
لوي شفتيه بسخط 
هيعمل زي كل مرة ومش هيجي.. 
قال الخادم
بثقة
لا المرادي اكدت عليه وقال جي.. 
ظهرت ابتسامة شيطانية على وجهه ليهمس بمكر 
خليه يجي وبعديها قپره وقبر ابوه هيتفتح عليهم.. 
تساءل الخادم بفضول 
وانت هتستفاد من كل ده ايه يا سيدي.. 
رد عليه بابتسامة غرور 
غبي وعمرك ما هتفهم حاجة بعد اللي اسر عمله عشان ينقذ اخته من المۏت الدنيا هديت بينه وبين ابن المغازي وده مش في صالحنا لكن اللي اني هعمله دلوقت هينهي نسلهم خالص.. 
وقبل أن يطرح سؤالا اخر أتى أحد الخدم ليبشره بوصول آسر الدهشان بالخارج فنهض ليكن باستقباله بنفسه حينما قال بابتسامة واسعة 
يا الف مرحب بابن الغالي.. 
جلس آسر على احد المقاعد ثم قال بفتور 
بقالك كام يوم طالب تشوفني خير في أيه! 
أتاه رده الخبيث يرفرف 
كل خير يا ولدي انت عارف ان جدك الله يرحمه كان كيف شقيقي اللي مجبتوش أمي.. 
انتبابه الملل فقال 
عارف يا عمي فمن فضلك خش في الموضوع على طول عشان صدقني مش فاضي.. 
كظم غيظة ورسم تلك الابتسامة التي تخفي كرها مخيف ثم قال وهو ينهض عن مقعده ليدنو منه 
زي مانت عارف يا ولدي البلد دي مبيستخباش عنها حاجة واللي حصل في فرح اختك الناس كلتها بتتكلم عنيه لحد اللحظة دي.. 
احتدت عينيه ليتبعها نبرة صارمة 
محدش يجرأ يجيب سيرتنا في حاجة واللي بيتكلم يوريني نفسه وأنا اقطعله لسانه. 
جلس جواره وهو يخبره بكلمات تتلوى كالافعى 
لو مقلوش قدامك هيقولوا من وراك عشان اكده لازمن يبقى في رادع ورد قوي للمغازية على اللي عملوه عشان محدش منيهم يفكر يتعدى على حريمنا.. 
امتلأ رأسه بالشكوك فآسر ذكي ولماح للغاية لذا قال بحدة 
اوعى يكون لك يد في اللي حصل لبنتهم! 
اتسعت ابتسامته الشيطانية فغمز بعينيه لاحد رجاله الذي غاب عنه للدقائق ليعود بفتاة مقيد فمها ويدها ثم القاها أسفل قدم آسر صعق آسر مما يراه فوزع نظراته بين تلك المسكينة وبينه فنهض مهران عن مقعده ليجذبها من شعرها وهو يقول 
أنت اللي هتعمل كده يا
آسر أنت اللي هتاخد حقك وحق اختك لما تفضح الكلب ده زي ما عمل.. 
والقى الفتاة على الاريكة ثم اشار لرجاله فاخرج منهما كاميرا وسلطها على
تلك الفتاة اڼصدم اسر حينما علم ما ينوي فعله ويتوقع انه من
سيقوم بذلك نهض عن مقعده ليقف مقابله وهو يردد پصدمة 
أنت عايزني انحط للمستوى ده!! 
ابتلع ريقه بتوتر ولكنه حافظ على ابتسامته وهو يقول 
لو خاېف عشان مرتك فاني عندي اللي يعملها. 
وأشار لاحد رجاله فأومأ برأسه واسرع اليها ليحاول ټمزيق ثيابها أمام الكاميرا التي تسجل كل شيء وقبل أن ينجح بخلع ثيابها كان رأسه يطقطق بين يد آسر الذي أعاد اليها ثيابها سريعا ثم جذبها ليجعلها تقف أمام ظهره وهو يصيح پغضب قاتم 
انت اټجننت أي حد هيفكر يقربها هنيمه مكانه.. 
وجذبها بعيدا عنهما ومازالت تبكي وعينيها تستغيث بذلك الرجل الشهم الذي خلصها من مصيرا أسوء من المۏت اسرع اليه مهران ثم قال بذهول 
انت بتساعدها بعد اللي الكلب ده عمله فيك وفي اختك.. 
قابل چحيم نظراته ومن ثم صراخه الشرس 
أنت تخرس خاااالص حسابك تقل أوي يا مهران ومحدش هيقفلك غيري.. 
ردد بصعوبة بالغة بالحديث 
مهران اكده حاف من
غير عمي هو ده الاحترام يابن الاصول! 
انطلق صوته يجلد خوفه الذي يرتعد 
مفيش احترام لواحد زيك واوعى تنزل نفسك وتنسى اني بعد ابويا كلمتي مسموعة عليك وعلى الكل.. ومن غير ده انا لو طلعت من هنا وقولت لكبيرنا وكبيرك اللي انت كنت بتعمله من ورا دهره عقابك وقتها هيبقى اسوء من المۏت الف مرة واوعدك ان محدش هيحقق فيك العقۏبة غيري لانك تستحقها.. 
وأمسك بيد من تتشبث به ثم قال وعينيه تجابهه بقوة لا تتناسب مع شابا مازال عمره لم يتعدى الثلاثون! 
انا هخرج من هنا وهي معايا وهترجع بيتها معززة مكرمة ولو شايف نفسك انت ورجالتك تقدروا توقفوني اعملها وتبقى انت الجاني على روحك. 
انقطع الهواء عنه وهو يراه يخرج بها دون أن يعبئ بأحدا يعلم بانه ان خرج حيا سيشعل نهايته حينما يخبر ابيه بما حدث هنا ولكن لم يمتلك الجراءة لايقافه حتى رجاله اهتزوا ضعفا أمام شجاعة هذا الشاب... خرج بها آسر ولم يفكر للحظة ان يستغلها لأجل ثأره خرج ليتجه بسيارته الى سرايا اعدائه دون خوف بدخوله لذلك الوقر الممتلئ بالمخاطر وجذبها للداخل حتى بات يقف مقابل أيان المغازي الذي وزع نظراته بينه وبين شقيقته بذهول والصمت حليفهما الى ان مزقه صوت فاتن الذي يأتي من الخلف وهي تردد بفرحة
ناهد بنتي.. 
هرعت الفتاة لاحضان والدتها فاڼهارت پقهر لما كان سيحدث لها اشتعلت مقلتي فاتن وهي تتطلع لمن يقف أمامه فقالت بعصبية وكره
جالك كلامي يا ولديمش قولتلك ان فهد وابنه ورا كل اللي حصل.. 
تركتها ناهد واسرعت لتقف جوار اخيها الذي يقف مقابله صامتا 
لا يا أيان آسر هو اللي انقذني من المكان الغريب اللي كنت فيه الشخص اللي خطڤني كان عايز يعمل معايا زي ما انت عملت مع روجينا بس هو مرضاش بكده وخرجني من هناك.. 
كانت صدمة لفاتن ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة لايان فبات على علم كافي برجولة هذا الشخص الذي يقف من امامه لم ينبس شفة لكل منهما يتبادلان النظرات الصامتة وكل منهما يجري بداخله شكوك حول عداوتهم وبالأخص ما حدث الآن هناك من يرغب في ان تستمر عداوتهم كسر صوت آسر الرجولي بلور الصمت الزجاجي حينما قال 
أختك عندك وسليمة والغلط من عندنا بس بره بيتفهد الدهشان.. 
وتركه واستدار ليغادر ولكنه قبل أن يخطو خطوة واحدة تفاجئ بيد تتمسك بيديه فالټفت ليجدها تجلس على الكرسي المتحرك وتتشبث بيديه اهتز جسده بارتباك
وهو يراها تتطالعه بعينين تترقرق بالدموع وصوت يتوسل اليه 
خدني معاك متسبنيش هنا.. 
لمعت عينه بالدمع فمن تلك الفتاة التي يشعر بانه يراها لاول مرة هل حقا تلك شقيقته العنيدة اطبقت بيدها بقوة على يديه وكأنها تخشى ان يغادر دون ان يأخذها معه ثم قالت پبكاء 
أنا عارفة انك تقدر تقف قدام بابا عشان خاطري خدني معاك.. 
اخترقت كلماتها قلبه فلم يسأل لاي شيء وانحنى ليحملها عن المقعد المتحرك ثم منح نظرة قاتمة للحارس الذي يقف من أمامه ولكنه تنحى جانبا حينما أشار له سيده بذلك كانت صدمة لفاتن بسماح أيان لها بالذهاب صدمة حتى لايان نفسه ولكنه لن يرغب في رؤيتها تعاني مجددا تركها لعلها تعود لتتفتح من جديد فهنا لجواره تساقطت اوراقها وزبلت فما اروع تلك البيئة النضرة التي تعيش بها بين أب كأبيها وأخا كالآسر...... 
............. يتبع........... 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
حبيباتي انا بحاول بكافة السبل انشركم فصول كتيرة لاني في منتصف شهر تسعة هنشغل شوية مع عيلتي بس برضه مش هوقف نشر بإذن الله بس حبيت اعرفكم من دلوقتي عشان محدش يفكر اني بتحجج... وان شاء الله نقدر نخلص الرواية قبل الوقت ده... بحبكم في الله .. 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة..وخفق القلب عشقا.. 
الفصل التاسعوالثلاثون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةأميمة مبارك من المغرب الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
نخطئ دائما ولكن الأسوء حينما تبالغ بظلمك لشخص بريء ونهيك إن كان
هذا الشخص هو الأقرب لقلبك بل هو أسمى أحلامك لأن يصبح ملكا لك فالألم بذاك الوقت يسلبك روحك وكبريائك يجردك من كل شيء لتصبح الملام الوحيد على ما فعلت هكذا كان حاله يحاول بكافة السبل أن يتحدث معها عله يشرح لها أن غيرته المفرطة نابعة من حبه المچنون إليها ولكن تالين كانت رافضة لرؤياه العابرة حتى وإن كانت صدفة ولكن اليوم عزم على التحدث معها مهما كلف الأمر لذا كسر أحد قوانين المنزل الصارمة حينما تسلل لغرفتها فطرق على بابها وأبى أن يجيبها حينما تساءلت من الطارق وفور أن فتحت بابها أسرع بالدخول ثم أغلق الباب من خلفه فقالت الاخيرة بدهشة وهي تجذب حجابها لرأسها 
أنت مچنون ازاي تدخل أوضتي بالشكل ده 
أجابها وعينيه أرضا 
أسف بس مفيش طريقة تانية عشان أقدر أتكلم معاكي.. 
بحفاء أجابته 
مش هيكون في طرق اللي بينا انتهى ومستحيل هيكون في كلام بينا.. 
ثم فتحت الباب وهي تشير له پغضب 
ومن فضلك اطلع من أوضتي أنا مش عايزة مشاكل مع حد بعد ما سمعتني بكلم صديقة ليا وببعد عن دوشة الفرح اتهمتني بأبشع التهم الله أعلم لو حد شافك خارج من أوضتي هيتمني بأيه تاني! 
رفع عبد الرحمن وجهه إليها فاستطعت أن ترى عينيها المتورمة وجهه المجهد وصوته الذي يتوسل لحبهما بالا ينتهي 
أنا غلطت ومعترف بده بس صدقيني يا تالين عرفت غلطي أرجوكي متتخليش عني.. 
رددت پصدمة 
غلطت! أنت اتهمتني في شرفي أنا شوفت في عينك مقارنة صريحة بيني وبين أختي مع أن اللي حصلها كان ڠصب عنها! 
وابتلعت تلك الغصة العالقة بصدرها وهي تخبره بابتسامة ساخرة سكن الألم بأعماقها
كان ناقص تقولي نروح لدكتور ونتأكد من عفتك! 
اتسعت عينيه صدمة ثم صړخ بها پغضب
تالين أنا عمري ما أكون بالۏساخة دي أيوه أنا اتضايقت لما اتخيلت انك ممكن تكوني بتكلمي أي حد بدون علمي لاني عارف ان ممكن عندكم
الكلام مع زمايلكم شيء عادي ومسموح بيه لكن ده شيء مش هتحمله لكن متوصلش بيا الحقارة لكده أنتي كمان محاولتيش تسمعيني أو نتفاهم مع بعض روحتي وقولتي لبدر اللي لا يمكن حد يطيق يسمعه عن مراته وخاصة من ابن عمه معرفش انتي كنتي بتفكري ازاي في وقتها وبالرغم من اني خسړت ابن عمي الا انا لسه واقف هنا وبحاول اتكلم معاكي. 
واستطرد قائلا 
عموما أنا عملت اللي عليا عشان العلاقة دي تستمر ولو أنتي عايزة تشوفيني بالصورة دي عادي متفرقش. 
وتركها وغادر فأغلقت بابها من خلفه لتستند عليه وعينيها تشعلها الدموع المخټنقة بكت وقلبها يئن بداخلها فلم تعلم ما المفترض بها فعله!
انتهت من حمامها الدافئ ثم خرجت لتستكمل ارتداء ملابسها بالخارج وفور خروجها تخشبت قدميها محلها حينما رأته يجلس أمامها بللت ماسة شفتيها وهي تردد بارتباك 
يحيى أنت جيت أمته 
طوفها بنظراته قبل أن يجيبها بابتسامة مشاكسة
لا أنا مجتش خدي راحتك. 
ابتسمت بخجل ثم ولجت لحمامها مجددا واختبئت خلف الباب وهي تشير له بيدها 
طب ناولني الفستان اللي جنبك ده. 
ارتسمت على شفتيه ابتسامة صافية عادت ماسته لتوب خجلها المحبب لقلبه من جديد فلم يود ازعاجها لذا حمل الفستان ليقدمه لها فخرجت بعد قليل لتجلس أمام السراحة وهي تجفف خصلات شعرها المبلل دنا يحيى منها ثم جذب فرشاة الشعر وجلس من خلفها ليمشطه بانتظام وهدوء ابتسمت ماسة حينما تذكرت ما كان يفعله كل صباح لأجلها وكأنه كان ابا ملتزما بابنته الصغيرة اطفئ فرحة عينيها نظرة حزينة فكم تحمل لأجلها الكثير وبالرغم من ذلك لم يشكو فالأسبوعين الذي قضتهما بغرفتها
استرجعت بهما كل ما مر عليها خلال تلك الفترة البائسة فتذكرت كم كانت تتودد لآسر بطبيعة حالتها ومع ذلك تحمل يحيى ما لم يتحمله أي رجلا حتى طريقة لبسها الطفولي أنه رجلا شرقي يغار عليها بكل ما تحمله معنى الكلمة ولكن حالتها المړضية كانت استثنائية استدارت ماسة برأسها للخلف فاستقر يديه جوار وجهها فتعجب حينما وجد عينيها تترقرق بالدموع فقال بلهفة 
ماسة!
وحشتيني.
هزت رأسها وهي تزيح دمعاتها بأصابعها 
عارفة.
ضحك بصوت مسموع ثم قال بمكر
طبعا لازم تكوني عارفة ما أنتي كنتي جنبي طول الوقت وحاسة بيا. 
رفعت وجهها إليه ثم قالت 
مش عارفة أنا ازاي كنت كده. 
ضمھا إليه مجددا بقوة 
فترة وعدت ومش هترجع تاني يا روحي. 
استكانت بين أحضانه الدافئة فعلى رنين هاتفه فتفحصه يحيى ليجد. رسالة من أحمد بالهبوط للأسفل بالحال فنهض من جوارها ثم قال وهو يجذب قميصه ليبدل ثيابه 
هنزل أشوف أخوكي السقيل ده عايز أيه. 
ضحكت على وصفه الدقيق إليه فعاد ليشير لها باهتمام 
أنتي ليه مش بتنزلي تحت خالص من يوم ما طلعتي من المستشفى وأنتي قاعدة في الجناح مش بتتحركي! 
غيم وجهها بسحابه المظلم فشعر يحيى
بأن هناك خطب ما لذا عاد ليجلس جوارها ثم لف ذراعيه حولها وهو يتساءل مجددا 
في أيه يا ماسة 
أتاه ردها يجيبه بصوت باكي 
مش قادرة أحط عيني في عين واحد منهم أنا كنت بمشي قدامهم بلبس وحش ومن غير الطرحة! 
ضمھا إليه وهو يقول بابتسامة عذباء 
عمر ما حد فيهم رفع عنيه عليكي أنتي تايهة عن ولاد عمك ولا أيه 
هزت رأسها بالنفي فاستكمل قائلا 
ثم إنك بتعاقبي نفسك على فترة أنتي كنتي فيها مريضة ومغيبة! اللي فات
عايزك تنسيه يا ماسة احنا بدأنا حياتنا من جديد ولازم تتأقلمي على الأساس ده. 
ثم دفعها برفق 
يلا قومي البسي عشان هتنزلي معايا. 
أومأت برأسها ثم نهضت لتستعد للهبوط باشتياق لرؤية المنزل فتلك الفترة كانت الفتيات لجوارها حتى رواية ونادين ونواره ولكنها كانت بحاجة للهبوط للأسفل وخاصة الحديقة..
بالأسفل.
كان يجلس فهد بالصالون بصحبة عمر وسليم وأحمد وبدر يتناقشان فيما يخص الصفقات الأخيرة لغياب الكبير عنهم بالفترة الأخيرة ولجوارهم كانت ترتب رواية وريموتسنيم السفرة للغداء فدق جرس الباب أكثر من مرة واتجهت تسنيم لفتحه جحظت عينيها في صدمة وهي تردد 
روجينا!
نطقها لذلك الإسم جعل الجميع في حالة من الدهشة فتركزت الأعين على الباب فدخل آسر بها أمامهما ألجمت الصدمة ألسنتهم جميعا والأغلب يترقب ردة فعل فهد الذي نهض عن الأريكة يشيع ابنه بنظرة غاضبة ظلت النظرات تتبادل بينهما والصمت قابع على الوجوه فتحرك آسر ليضعها على المقعد الذي يتوسط ردهة المنزل لم تتمكن رواية من السيطرة على غريزتها فأسرعت لابنتها تضمها لصدرها وهي تردد بلهفة 
بنتي..
بكت روجينا بين أحضانها وعينيها مازالت مسلطة على أبيها پخوف تخشى ما سيفعله بها وبأخيها فاقترب سليم منه ثم قال 
أي كان اللي عملته ففي النهاية هي بنتك مش معقول هترميها وهي بالحالة دي! 
تدخل بدر هو الأخر حينما قال 
يا عمي الكلب ده هو اللي لازم يتحاسب مش روجينا. 
وأضاف يحيى الذي هبط للتو 
ذنبها أيه تدفع تمن العداوة اللي كانت بينكم. 
وقال أحمد پغضب 
بلاش تخسر بنتك الوحيدة عشان الكلب ده وحضرتك شوفت بنفسك هو وصلها لأيه. 
اقترب منه آسر ثم قال 
في موضوع مهم لازم أقولك عليه ويمكن يكون أجوابة لأسئلة كتيرة ملهاش جواب بس قبل ما أتكلم مع حضرتك في حاجة لازم تتقبل روجينا في البيت ده هي غلطت وواجبنا اننا نفوقها أنا بالرغم من اللي عملته بس مقدرتش أتخلى عنها وهي بالحالة دي ومتأكد إن حضرتك مش هتسبها. 
ابتسم عمر وهو يتابع الحوار المتبادل فقال وعينيه تتوزع بينهما 
الشباب كفوا ووفوا مفيش كلام يتقال بعد اللي قالوه. 
انتقلت نظرات فهد الثابتة على رواية التي تحتضن ابنتها وتردد بهمس خاڤت 
عشان خاطري متقساش عليها أكتر من كده. 
أخفض نظراته إليها فطعن قلبه بلا رحمة طفلته الصغيرة يغلبها انكسار وقهر جعله يشفق على حالها وبالرغم من ذلك مازال بداخله شيئا يرفض أن يسامحها فما فعلته ليس بالهين وهل كسرة رجل بحجمه أمام رجاله هينة!
رفع فهد رأسه عاليا وصوت تنفسه المضطرب يعلو ليغدو مسموعا من الجميع فرن صوت عكازه الذي يتعمد أن يجعله يلامس الأرض في كل خطوة يتجه بها تجاه الدرج ليختار الصعود للأعلى فما أن مر من أمامها حتى قالت پبكاء 
بابا... سامحني أنا معرفش ازاي عملت كده أنا حبيته وهو استغلني خسړت كل حاجه بسببه حتى ابني وآآ... 
وابتلعت باقي كلماتها بمرارة فكيف ستدافع عن نفسها وكل كلمة ستقال ستدينها أكثر رفعت عينيها تجاهه فوجدته مازال يوليها ظهره ويستمع لما تقول فحاولت النهوض لتقبل يديه وتطلب العفو أكثر من مرة ولكن ما أن وقفت على قدميها حتى سقطت أرضا أسفل قدميه وكأنها تناست بأنها مازالت لا تستطيع النهوض بعد صړخت رواية بفزع فأسرعت تجاهها في نفس لحظة تقدم آسر ليعاون شقيقته ولكن توقف كلا منهما والدهشة تعتلي وجوههم حينما وجدوه هو من يساندها تعلقت روجينا بأحضان أبيها وقد اڼهارت باكية فحملها فهد ثم نهض ليتقدم بها للمقعد فوضعها بحرص عليه ثم صعد للأعلى على الفور وكأنه يعاتب ذاته على
اڼهيار حصون قلعته أمام الجميع فكان يود أن يحتفظ بقسوته ويختبئ خلف قناعها ولكنه لم يحتمل رؤية ابنته العاجزة تعاني قدمت إليها تسنيم كوب من المياه ثم قالت بحزن
بلاش ټعيطي انتي تعبانه ومش حمل كل ده.. 
ومسكت حور يدها ثم قالت بدموع تسبقها
نورتي بيتك يا حبيبتي.. 
بينما ضمتها نادين لاحضانها وهي تردد بفرحة
والله ما كان ليه معنى من غيرك يا روحي.. 
دنت منها ماسة ثم قالت بابتسامة
هادئة
حمدلله على سلامتك يا روجين.. 
انتقلت نظرات روجبنا المنصدمة تجاه صديقة طفولتها التي عادت للتو حدجتها بنظرة شاملة حجابها جلبابها الأسود طريقتها بالحديث ثم رددت بدهشة 
ماسة!
ابتسمت رؤى وهي تخبرها 
ماسة بقت زي الاول وأحسن صاحبتك رجعت أهي يا ستي يعني محدش قدك انتي وهي.. 
رفعت روجينا يدها تجاهها فاحتضنتها وكلا منهن اڼهارت بالبكاء اشتياقا للأخرى فقال سليم بتأثر لآسر 
طلعها يا ولدي تستريح في اوضتها والبنات هيقعدوا معاها. 
أومأ برأسه في طاعة 
حاضر
يا عمي.. 
وبالفعل حملها آسر ثم صعد بها لغرفتها وتركها بصحبة الفتيات ثم هبط للأسفل فوجد والدته مازالت تقف أمام الدرج وعينيها الباكية تتطلع تجاه غرفتها دنا منها وهو يتساءل بقلق 
في أيه يا ماما 
أجابته بابتسامة تعاكس دمعاتها وعينيها تتطلع تجاه المحل الذي صعد منه زوجها 
أنت شوفته وهو بيساعدها. 
ابتسم پألم 
العمر اللي قضتوه مع بعض مقدرتيش فيه تفهمي أبويا كويس.. 
انتقلت نظراتها اليه فوجدته يتطلع لها بحزن 
كنتي بتتهميه بالقسۏة بس أنتي اللي قسوتك عميتك عن حاجات كتيرة يا أمي. 
وتركها تفك شفرات حديثه الغامض وغادر على الفور فضيقت عينيها باستغراب وهي تحاول تخمين ما يقصده بحديثه فلم تشغل عقلها كثيرا وصعدت خلفه للأعلى.. 
أزاح عمته ومن ثم خلع جلبابه الطويل عنه وكأنه يحرر كل ما يضيق به تنفسه جلس فهد على حافة فراشه وهو يجاهد ۏجع قلبه الذي ېخنقه من الداخل فسحب نفسا مطولا ثم زفره على مهل فما يحمله على أعتاقه لا يقوى أحدا على حمله أغلق عينيه بقوة وهو يجابه كلماتها التي استكانت بداخل اضلاعه حديثها عن فقدان ابنها جعله يعاني مما طاب من صنوف الألم فهو أبا ويعلم جيدا كيف يكون شعورها حتى وإن كان كناية الأب ليس بالصالح ولكنها بالنهاية أم عاد لصلابته وثباته حينما فتح باب جناحه الخاص فلم يكن بحاجة لمعرفة من فلا أحد يملك جرءة الدخول سوى زوجته التي دنت منه ثم انحنت أسفل قدميه وأمسكت يديه وهي تردد بصوت باكي 
شكرا على اللي عملته من شوية. 
مازالت تصمم على جرحه كل مرة حتى الآن تشكره وكأن شخصا غريب أقدم على مساعدته أبعد فهد يديه من بين يدها ثم نهض تجاه خزانته ليجذب ما يرتديه على صدره العاړي جحظت عينيها في صدمة وهي تتأمل ظهره الذي مازال يحمل لاصق طبي أحاط بها دوار من صنع عقلها ليدفع أمامها عدة لقطات قد تساعدها في تأكيد تلك الشكوك التي تحيط بها كأمر سفره العاجل ووجهه الشاحب وعدم ظهور أي اعياء على ابنها ابتلعت رواية ريقها بصعوبة بالغةة فدنت منه وهي تهمس پبكاء وقد انتباها دوار حاد فشلت حركتها
فهد
استدار برأسه تجاهها فوجدها تميل باستسلام فألقى ما يحمله بيديه وهرع ليساندها وهو يردد بقلق 
رواية حاسة بأيه! 
ارتخى جسدها بين ذراعيه فحملها للفراش ثم جذب المياه على الكومود ليضخ بها على وجهها وهو يترقب افاقتها بقلب مكلوم فتحت عينيها وهي تتطلع له بنظرة ساكنة تتأمل بها عينيه التي مازالت تحتفظ بجاذبيتها شعره الذي غلبه الشيب ومع ذلك صنع له وقارا ووسامة زادت عما قبل قلبه الذي ينبض خوفا وعشقا لها تحرر لسانها لتهمس له بتعب 
أنت اللي اتبرعتلها! 
منحها نظرة تلومها عن كل قسۏة حملتها تجاهه عن كل ظنا سوء ظنته به فكاد بالنهوض من جوارها بعدما اطمئن عليها ولكنه وجدها تتمسك بيديه ورفعت رأسها لتغفو على صدره ثم قالت بدموع.
أنا أسفة ڠصب عني والله أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي غير سعادة اولادي وراحتهم.. كان شيء صعب بالنسبالي أني أشوفك بتقسى عليها وبترفض تساعدها... أنا مقدرتش أشوف أي حاجة حواليا غيرها 
ثم رفعت عينيها تجاهه وهي تسترسل 
حتى نفسي أنا كنت مغيبة عن كل حاجة يا فهد مكنتش بفكر غير فيها... سامحني أرجوك. 
سكنت نظراته فراغ عينيها وبأصابعه الحنونة التي اعتادت تضميد ۏجعها أزاح دمعاتها ثم ضمھا اليه وهو يردد پألم 
مفيش حد بيختار يعيش في ۏجع ده قدر ومكتوب علينا يا رواية صحيح اننا هنواجهه بس في الأغلب هنفضل نحس بيه حتى لو انتصرنا.. 
ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها وهو يخبرها بابتسامة هادئة 
وبعدين انا مش زعلان على خۏفك على بنتك لانها بنتي انا كمان انا زعلان لانك كنتي بعيدة عني طول الفترة اللي فاتت دي ودي أول مرة تعمليها! 
سكنت ذراعيه وهي تهمس اليه بخجل 
وحشتني أوي على فكرة. 
ابتسم على ندائها الغامض إليه فلم يخذلها أبدا وضمھا إليه ليسحبها بأعماقه أعماق قلبه الملتاع إليها فيرويها بشوقه المتعطش إليها وترويه من غرام عشقها المتيم به. 
إختار آسر البقاء بالأسطبل لقليل من الوقت عله يهدأ من غضبه الثائر تجاه ما فعله مهران فكان يغسل بيديه المياه على ظهر الفرس ليمنحه حماما بارد يخفف من حدة الحرارة أتتتسنيم من خلفه حاملة بين ذراعيه كوبا من العصير البارد فقدمته له فأشار دون أن يتطلع تجاهها 
ماليش نفس. 
حملته تسنيم ثم عادت بحزن فاوقفها قائلا 
قولت ماليش نفس للعصير بس ده مش معناه اني مش عايزك هنا جنبي. 
استدارت تجاهه ثم
وضعت الصينية عن يدها واقتربت منه بابتسامة رقيقة أمسك آسر بيدها ثم جعلها تمرر يدها على الفرس فوجدها تتجاوب معه دون خوف لتخبره بعنجهية 
لا قلبي ماټ خلاص. 
ضحك بصوته كله ثم قال بغرور وهو يشير على نفسه 
البركة فيا ولا هتنكري. 
ردت عليه بجدية تامة 
مش بس في الخيل كل حاجة كنت بخاف منها وقدرت أتغلب عليها فده بفضلك انت.. 
منحها ابتسامة جذابة وهو يحتضنها ويردد
بعشق
بأحبك.
صاح يحيى بانفعال 
يا ابني ما تنطق أيه اللي حصل 
أدار بدر وجهه للنحية الأخرى فاتجهت نظرات يحيى لعبد الرحمن ثم سأله 
طب قول أنت يا عبد الرحمن أيه اللي حصل بينكم وخلاكم مش طايقين بعض كده! 
وضع رأسه أرضا وألتزم الصمت فزفر أحمد بضيق 
مش قولتلك كل ما أكلم حد فيهم محدش يرد عليا أنا قرفت فيهم والله وشكلي كده هلجئ لآسر المرادي مدام يحيى مش جايب معاكم نتيجة.. 
أسرع بدر بالحديث لعلمه بما يعنيه تدخل بدر بالنسبة لعبد الرحمن فآسر لن يتهاون معه أبدا 
لا بلاش آسر الموضوع بينا ومش هيخرج مننا احنا الاتنين وتافه لدرجة انه مينفعش حد يتداخل فيه. 
تفهم
يحيى الأمر فأشار لأحمد ثم قال 
سبهم يحلوا اللي بينهم من غير ما حد يتدخل يلا أحنا نروح نبص على العمال بدل ما الكبير يغضب وغضبه واعر.. 
ضحك على كلماته الاخيرة ثم قال 
يلا يابو نسب. 
وغادروا سويا ليتركوا لهم مساحة خاصة لعدم رغبتهم بالحديث عن الأمر بوجودهم فما أن غادروا حتى قال عبد الرحمن بحزن 
بدر أنت عارف إني مستحيل أقول الكلام ده وطبعا مش بكدب تالين بس هي فهمتني غلط أنا اتعصبت شوية
بس هي مدتنيش فرصة حتى إني أفهم منها أو تفهم مني. 
استمع لما يقول بصمت فنهض عبد الرحمن عن مقعده البعيد عنه ثم جلس على المقعد المجاور إليه قائلا بهدوء 
من يوم ما رؤى بقت على ذمتك وهي بقت أخت ليا زي اللي في البيت بالظبط ولو حد غريب يعيبها اكيد أنا اللي هقفله ممكن يكون خاني التعبير او مقدرتش أوصلها اللي عايزة اقوله بالشكل المناسب وأنا مش بكابر يا بدر لو أنا غلطت فحقك عليا. 
أقتنعت تعابيره واستكانت فوضع يديه على ساقيه ثم قال 
خلاص حصل خير. 
ابتسم عبد الرحمن ثم ردد بعدم تصديق 
بجد!
رفع حاجبيه باستنكار 
اجبلك مصحف أحلفلك عليه! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال 
طب هات حضڼ بقى. 
أبعده عنه ساخرا 
لا أنت كده بتتعدى حدودك ووضعك قلقني بعد ما البت خلعت.. 
عاد لمقعده ليحدجه بنظرة غاضبة فلف بدر بيديه على جسده ثم همس إليه بعجرفة 
بص يا عبده البنات دول عايزين معاملة خاصة بعيد عن الخشونة والبصات والزعيق اللي بنميشه على العمال في المصانع ده حاول تفصل بين الاتنين يا حبيبي البنات تحب المناغشة والواد الروش مش الجحش خدت بالك.. 
منحه نظرة توحي بالشړ فركض بدر من أمامه والأخر يلاحقه وهو يتوعد له فلم يجد طريق يعبر منه الا وكان يحاصره فركض تجاه الاسطبل.. 
في ذاك الوقت كانت تسنيم تقف لجوار آسر وتراقبه وهو ينظف قدم الفرس فقالت بدهشة وخوف وهي تتطلع خلفها 
هو أيه اللي بيحصل بينهم بيتشاكلوا ولا أيه 
استدار آسر تجاه ما تتحدث عنه فوجد عبد الرحمن
يطرح بدر أرضا ويسدد له اللكمات والأخر يضحك ويحاول أن يتماسك عله ينجو من اللكمات التي تتوزع على وجهه وما زاد الامر سوءا رؤى التي تركض باكية في اتجاههما ظنا من أن الأمر جادي اتجه اليهما آسر فما أن رأوه حتى نهضوا عن الأرض ليقف كلا منهما جوار الأخر فقال الاخير بضيق 
في أيه 
ضحك بدر وحاول التحكم بضحكاته فقال عبد الرحمن پغضب 
ابن عمك المحترم بيقولي يا جحش. 
صدمت تسنيم مما تستمع اليه فكانت تظن بأن هناك أمرا خطېر بينما منحهما آسر نظرة حاړقة قبل أن تطولهما صرامته المخيفة 
تحبوا أنادي للاطفال اللي برة يجوا يلاعبوا معاكم ولا انتوا لوحدكم كفايا بطولكوا ده! 
صاح عبد الرحمن بغيظ 
أنت دايما جاي عليا بقولك هزقني وقاعد من ساعتها يديني محاضرات عن الحب وكأني تلميذ! 
ضحكت تسنيم تلك المرة فانتبهوا سويا لوجودها فقال آسر ساخرا 
عندها حق والله مهو اللي بيحصل هنا ده هبل..
ثم دنا من بدر ليصيح به بانفعال 
ما تخف على الراجل يا عم روميو ووفر رومانسياتك دي لنفسك أنا عارفك وعارف إنك انسان مستفز.. 
رفع يديه ليشير على نفسه پصدمة 
أنا يا ابني! 
طوفه بنظرة مستهزئة 
مش قولتلك مستفز! 
اشار عبد الرحمن لبدر بجدية بأن يتطلع خلفه فاستدار ليجد زوجته تتطلع لهم پبكاء من على بعد تركهم وأسرع تجاهها فوجدها تتطلع لوجهه وكأنها تفتش عن چروحه فقال والضحك يتبعه 
مش هتلاقي حاجة إحنا كنا بنهزر يا ماما! 
قالت من بين بكائها 
بتهزروا ازاي أنا شوفته وهو بيضربك! 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها 
لا خدي من ده كتير متقلقيش أنا محدش يقدر يعلم عليا بس صراحة أنا اللي غلست عليه جامد.. 
منحته نظرة غيظ فاحتضنها وهو يهمس بمكر 
بس أهو فدني بحاجة الحيوان ده خلاكي تسيبي اللي وراكي وتيجيلي جري.. 
ثم جذبها لتخطو معه تجاههما فما أن رأته حتى قالت بضيق 
لو سمحت يا عبد الرحمن مالكش دعوة بجوزي بعد كده الهزار يبقى باللسان مش بالأيد.. 
انتهت من كلماتها وسقط الجميع في نوبة من الضحك وبالأخص عبد الرحمن وتسنيم أما آسر فقال ساخرا 
بتتكلم صح على فكرة محدش يمد إيده على حد عاد وراكم ستات تخاف عليكم وتعملكم قيمة.. 
ناطحه عبد الرحمن قائلا
أنت وراك ولا قدامك حد بيعرف يجي جنبك.. 
رد عليه ساخرا 
ظلمني يالا طول عمرك
تعالى ونشوف دنيتنا هتبقى عاملة أيه.. 
تطلع تجاه تسنيم ثم قال 
خدي جوزك وامشي يا تسنيم مش ناقصين خساير الله يكرمك ويكرمه.. 
على الضحك والمرح بينهما ليعودوا معا للسرايا.. 
من قال أن المۏت هو أبشع ما قد يخوضه الإنسان! بل هناك ما
هو أبشع يا سادة.. ألم فراق شخصا تعشقه وأنت تعلم بأنك لا تعني له شيئا ۏجع الإشتياق له وأنت تعلم بأنه لن يشتاق إليك بين عڈاب بعده وهو يرى الجنة في بعدك عنه ليته فراق مأساوي على قلبين أهون من قلب واحد يئن بمفرده فكان حال أيان بدونها لا يوصف لا يعلم كيف تحمل ظلمة الليل بدونها إعتاد وجودها لجواره إعتاد التطلع لعينيها حتى وإن لم تكن تحمل له سوى الكره والضغينة إشتاق لها بكل ما تحمله معنى الكلمة فظل ليله ساهرا حتى سطوع نهار اليوم التالي فلم يشكل له فارق كبيرا فلم يعد يفرق بين نهاره وليله شعر بأنه أحمقا حينما سمح لها بالذهاب ولم يحاول منعها فنهض عن فراشه وارتدى ملابسه ثم توجه إليها بدون أي ذرة عقل يمتلكها للتفكير.. 
بسرايا الدهاشنة.. 
زلزلت غرفة المكتب من فرط ڠضب فهد حينما علم من آسر ما فعله مهران فصاح بحدة 
اتعدى حدوده وغلطه المرادي كبير ومهيشفعلوش حاجة.. 
ثم صاح لأحد رجاله 
روح داره وجبهولي قدامي دلوقت سامع. 
إنصاع إليه وغادر سريعا ليحضره كان الشباب جميعا يجتمعون بغرفة المكتب حتى سليموعمر فاستمعوا لدقات باب المكتب ثم من بعدها ولجت الخادمة وقالت وعينيها تتطلع لفهد 
في واحد عايز يقابلك يا بيه وبيقول انه اسمه ايان المغازي. 
صعق الجميع مما استمعوا فقال بدر پغضب 
جاي ليه تاني الكلب ده! 
همس له يحيى 
اهدى يا بدر خلينا نشوف عمي هيتصرف ازاي.. 
حانت من فهد نظرة جانبية لابنه فتعجب من سكونه تلك المرة فتطلع كلا منهما لبعضهما البعض ليتمكن من فهم ما يود ابنه من قوله وبالفعل يمتلك الحق بذلك فهناك بالفعل من يود أن تظل تلك العداوة مشټعلة بين الطرفين لذا قال وهو يهم بالخروج 
مش عايز حد يجي ورايا.. 
وخرج من الغرفة ثم اتجه لباب منزله.. 
جابت عين أيان المنزل بأكمله على أمل أن يلمحها ولكن خاب أمله فلم يكن أحدا بالطابق السفلي سوى الخادمة استقرت نظراته على فهد الذي يقف مقابله بثبات قطعه حينما سأله بحزم 
خير في أيه المرادي. 
رمش بعينيه بارتباك ثم قال بحيرة 
مش عارف أنا جايلك ليه يا فهد أنا حاسس إني محتار ومش عارف أفكر جيتلك عشان تسلمني الشخص اللي حاول إنه يتعدى على أختي وكبداية هعتبرها جميلة منك ويمكن تخفف العداوة اللي بينا... أنا جايلك وأنا متوقع إنك هتداري عليه لإنه أكيد في صلة قرابة بينكم بس محبتش أسيب نفسي للافتراضات وجتلك بنفسي. 
نظراته الصارمة كانت تجوبه فأشار بيديه بحركة غير متوقعة لايان 
ادخل..
شعر بالتخبط ومع ذلك ولج واتبعه للمكان الذي سلكه فأشار له فهد بعصاه على احد المقاعد المجاورة للشباب 
اقعد.
انصاع اليه وجلس جوار أحمد وآسر فقال عبد الرحمن بتعصب 
يقعد فين بعد كل اللي عمله وبتسضيفه في بيتك يا عمي! 
أجابه بهدوء وحكمة 
مفيش حد بيجي بيت الكبير وبيتهان فيه يا ولدي وكمان المرادي هو اللي معاه الحق والغلط جاي من عندينا وأني بنفسي اللي هردله حقه.. 
صمت الجميع وترقبوا ما سيحدث وخاصة حينما وصل
مهران لمجلسهم ابتلع ريقه بصعوبة من ذلك التجمع الذي لا يشكل خيرا له ولكنه حاول أن يبدي غضبه وكره لابن المغازي لاجل ما فعله فقال بعصبية مبالغ بها بعدما اتجه إلى أيان 
بيعمل ايه هنا ابن المركوب ده! اخرج بره البيت اللي هنت فيه كبيره ومتدخلوش واصل. 
أتاه صوت حازما جعله يرتعد خوفا 
كبير البيت وكبيرك ممتش يا مهران أني بس اللي أقول مين يقعد ومين يمشي.. 
وترك مكتبه واقترب حتى أصبح يقف أمامه وهو يسترسل پغضب
ولا خلاص مبقتش شايفني كبيرك عشان اكده بقيت بتتصرف من دماغك وبترتكب أبشع المحظورات..
بلل شفتيه بلعابه وهو يجاهد لرسم ابتسامة باهتة 
ازاي ده لا معملهاش واصل أني كان غرضي انتقم منه واحړق قلبه على خيته زي ما حړق قلوبنا كلتنا وشوه سمعتنا.. 
صاح فهد بتعصب 
ميخصكش أني اللي أولى بتاري وأني اللي أقول أيه اللي يحصل وأيه اللي ميحصلش واللي عملته عقابه عسير أوي يا مهران... 
ثم استطرد قائلا 
أني طول عمري عادل وبحكم بالعدل وبما يرضي الله انت غلطت ولازمن تتأدب حتى لو كان غلطك ده في عدو لينا عشان اكده اللي ابن المغازي يحكم بيه عليك هيتنفذ ووقتي. 
صعق مهران مما استمع اليه وردد بعدم تصديق 
هتسيبه يحكم عليا وانا عامل كلت ده علشانك. 
عاد ليجلس على مقعده وهو يجيبه 
اللي يخالف اخلاقنا وتقالدنا منحمهوش أني مخلتش ابني يردهاله هخليك انت! 
ثم أشار لايان قائلا 
احكم باللي يرضيك.. 
بالخارج..
حملت الخادمة صينية المشروبات ثم اتجهت للمكتب فتعالى صوت نادين وهي تناديها فرددت بتعب
اني هعمل ايه بس ولا أيه ياربي.. 
ابتسمت تسنيم وكانت بطريقها للأسفل فحملت عنها الصينية ثم قالت 
عنك يا سمية روحي انتي شوفيها عايزة أيه
وأنا هدخلهم الشاي.. 
قالت بتردد 
بس مش من عوايدنا يا بتي انك تدخلي مجلس الرجالة. 
ردت عليها بهدوء 
لا عادي مدام اللي جوه الاهل بس لكن لو كان حد غريب كان اكيد عمي قاعدهم بالمندرة مش هما اللي جوه بس 
أومأت برأسها بتأكيد فاستكملت تسنيم طريقها
للداخل وحينما استمعت لآذن الدخول بعد طرقاتها ولجت للداخل حاملة الصينية بين يدها والابتسامة الرقيقة مرسومة على وجهها ولكنها سرعان ما تلاشت بعدم استيعاب وصدمة جعلت الصينية تنسحب من يدها كالورقة الهاشة فسقطت ارضا لتنكسر جميع الأكواب انتبهوا جميعا اليها فاسرع تجاهها آسر الذي أبعدها عن الزجاج وهو يردد بقلق 
حصلك حاجة..
كانت بعالم اخر فمر من امامها ذكرى هذا اليوم المشئوم وعينيها لا ترى الا وجه هذا اللئيم كسر صوت فهد قاعة الصمت حينما قال 
خير يا بنتي المهم انك كويسة.. 
تعجب آسر من ارتعاش جسدها والجميع في ذهول من نظراتها المتركزة على مهران حتى هو نفسه استغرب من طريقتها فسألها آسر بدهشة 
تسنيم في أيه 
رفعت يدها المرتعشة تجاه مهران وهي تردد بصوت خاڤت وكلمات غير منتظمة 
هو... هو اللي قټلها ورماها في الترعة انا شوفته بعيني... خنقها وقټلها.. 
وفجأة انقطع تنفسها لتسقط بين يديه فاقدة للوعي وما قالته أجج النيران بوجوه الجميع وعلى رأسهم أيان وفهد الذي انتقلت نظراتهم تجاه مهران....
.......... يتبع............. 
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الأربعون.. 
إهداء الفصل لصديقتي الجميلة زينب يسين من أقرب أصدقائي وصاحبة الفضل بعد الله فيما وصلت إليه دائما تعتني بالجروب الخاص بي وبصفحاتي الخاصة شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
سقطت بين ذراعيه فحملها آسر وكاد بالخروج بها من تلك الغرفة ولكنه توقف حينما منعه أبيه قائلا پغضب 
فوق مرتك واهنه يا آسر شكل نهاية مهران هتبقى على يدها.. 
ابتلع ريقه بصعوبة ثم ردد باندفاع 
الكلام ده كدب وأكيد أنت اللي ورا الموضوع ده لاجل الډم اللي بينكم وبين المغازية ينتهي..
صاح به عمر بصوت كالسهام 
إخرس الۏساخة دي متخرجش منك انت مش من كبيرنا وكبيرك.. 
انتقلت نظرات أيان المشټعلة تجاه مهران واستعدى تفكيره الدقيق ليحكم فيما قال وحدث فكانت تلك الدقائق القليلة التي استغرقتهاتسنيم لتعود لوعيها هي الأصعب على الإطلاق فبدأت بفتح عينيها تدريجيا وما أن وجدته مازال يقف مقابلها حتى ارتجف جسدها مجددا وأبهت وجهها بصورة ملحوظة للجميع فلم تكن بالنسبة لآيان تمثل دور أو تكذب لا بل كانت حقيقة واجب تصديق كل حرفا تتفوه به وخاصة بحالتها التي تصدق ما تقوله نهض فهد عن مقعده ثم دنى للأريكة التي تستلقى عليها ليسألها بهدوء 
مټخافيش يا بتي محدش يقدر يأذيكي اتكلمي وقولي شوفتي أيه ومين اللي عمل اكده 
اړتعبت من حدة الموقف الذي تخوضه فتشبثت بذراع زوجها الذي يمسك يدها فشعر بما تخوضه لذا أشار لأبيه فتفهم الأمر وتركه له الأمر فأنحنى آسر لمستواها ثم قال 
ده الراجل اللي كنتي كلمتيني عنه! 
أومأت برأسها عدة مرات وهي تجاهد للحديث 
من أول مرة دخلت فيها البيت ده شوفت الصورة الكبيرة الا على السلم اټصدمت لما شوفته فيها ولما سألت الشغالة قالتلي ان واحد منهم يبقى جدك وواحد يبقى ابن عمه أنا سكت كل المدة دي لاني كنت فاكرة انه جدك واللي جنبه كنت فاكراه ابن عمه. 
جحظت عين مهران پصدمة فكيف لها أن تعرف تفاصيل ما حدث بذلك اليوم بالطبع تلك الفتاة كانت بمكان الحاډث بذلك
اليوم ولا شك بأن لا مفر من الهروب الآن وقد انكشف سره أمام الجميع وبالأخص أيان المغازي تراجع للخلف بتوتر حينما وجدفهد يقترب منه والشرار يتطاير من عينيه
أنت!
وتساءل بصوت جلد جسده كالسواط 
طيب ليه! 
وزع مهران نظراته المرتعة بينه وبين الجميع فوجد نفسه بين دائرة محكمة من الصعب الخروج منها لذا أجابه بما خبأه بداخله من كره شديد 
أيوه أني اللي عملت اكده ومستعد أعمل أكتر من اللي عملته لأجل سيرتك وسيرة عيلتك تبقى في الأرض ويبقالنا فرصة إننا ننمسك مكان جدك فزاع إحنا الأولى بسيادة البلد كلتها مش انت ولا أبوك اللي طول عمره بيتنطط علينا وأخرتها تمسك انت بداله وعايز تمسك عيل مكملش لسه التلاتين وتخليه كبير علينا... 
واستكمل پحقد دافين لفهد وعائلته 
جوزها وطلبت اكتر من مرة الطلاق على أمل انه يتجوزها بس ابوك وهدان رفض عشان الوعد اللي قطعه لجدك فزاع وعشان كان خاېف عليك استغليت الفرصة وروحت وقابلتها واقنعتها اني مرسال منه وهي صدقت ده لاني قولتلها معلومات مؤكدة عن علاقتهم السابقة وبقينا نتقابل كل يوم والتاني
واوصلها جوابات كنت بكتبها بخط ايدي لحد اخر مرة اديتها الجواب وكنت كاتب فيه ان وهدان هيهرب معاها وكتبتلها العنوان ولما راحت في الليل للمكان اللي اني كتبتهولها امالها خابت لما لقتني اني اللي مستنيها وحصل اللي حوصل واللي شافته مرت ابنك بالصدفة.... 
واعتلى وجهه ضحكة شيطانية وهو يسترسل بمكر 
بس بعد كل اللي عملته ده وبرضه كبروك علينا وخلوك كبيرنا اللي عملته انت شفعلك وخلى سلسال الدهاشنة ينسوا الڤضيحة فمكنش ينفع اقف عكس التيار لاني بكده هعادي كل اهلي فعرفت كيف افوز بقلبك واتقربلك لما خليتك تظن ان تار ابوك عند عيلة الطلحاوي وقټلت منيهم واحد وكان لازمن تتجوز مرته واني اللي اتجوزتها بدالك وشالتلهالي جميلة لحد دلوقت وبعد كده كان دور الواد الصغير ابن ناهد انه يؤدي باقي الدور من غير مساعدة مني.. 
ولاجل الحق خالته قامت بالواجب وزيادة مهو اني اتعلمت اني يكون ليا عيون في كل مكان وكانت اخبارهم بتوصلني اول باول ومستغربش انك يا فهد تعمل كده لانك طول عمرك عايش في توب النزاهة والشرف يمكن لو كنت عملتها كنت عرفت اللي ناوي يعمله في بتك بس اني كنت داري بكل حاجة من الاول وكنت مستني اللحظة اللي هيكسرك فيها قدامنا يمكن غرورك وكبريائك ده ينكسر بس اللي حصل كان عكس ده تماما لساك واقف على رجلك وبتكابر وبتدي
أوامر فينا بكل بجاحه بعد اللي عملته بنتك. 
كاد آسر بأن يفتك به ولكنه تراجع حينما اعترض ذراع فهد الطريق ليشير له بالتراجع والصمت لسماعه فعاد الاخر ليستطرد بعنجهية 
كنت فاكراك هتتحرك وهتاخد اي خطوة بس اللي حصل بعد كده مكنش في صالح خطتي لما اتبرعت لبتك وخليت ابنك يبان قدام الكل انه ساعد خيته خۏفت العداوة اللي زرعتها بين العيلتين على امل انكم تخلصوا على بعض ويفضلي الطريق خۏفت ان كل ده يروح على الفاضي عشان اكده خطفت اخته وكنت بحاول اوقع ابنك في الغلط ويعمل معاها الرزيلة وساعتها الڼار مكنش في شيء يطفيها بس برضه خاب املي فيه ولقيته بيتحداني وبيساعدها جيت للحق متفاجئش اوي لانه عبيط واهبل كيف أبوه اللي رباه.. 
تلك المرة طالته صڤعة زلزلت خديه وجعلته ېنزف دماءا غزيرة فرفع وجهه ليجده فهد الذي تحرك تجاهه وهو يردد پغضب غير محمود 
ابني شهم وراجل كيف ابوه مهوش بوساختك وحقارتك.. طول عمري واني قاري الشړ في عينك بس القرابة اللي بنتنا ومعزة ابوي ليك هي اللي كانت بتشفعلك عندي لكن دلوقت مفيش اي شيء هيشفع لعمايلك لانك اتسببت في ۏجع واعر ليا ولبتي ولشاب عاش عمره كله يدور على تار كان عندك انت من البداية وساختك دي نهايتها المۏت يا مهران وعلى يدي.. 
تعالت ضحكاته ومن ثم سكنت معالمه ونظراته تحاكي شړا عظيما ليأتيهم من بعدها كلماته الخبيثة 
عارف انك هتجلتني بس اني مش ناوي اضيع مۏتي اكده.. 
ثم اخرج سلاحھ وسلطه على أيان وهو يردد بابتسامة تحمل مرض وكره وحقد يكفي عالم بأكمله
اللي بينك وبين المغازية مش هينتهي پموتك يا فهد واد المغازي دخل اهنه برجليه ومن غير سلاح وانت جتلته في دارك ووسط اهلك ده كفيل انه يشعلل ڼار عمرها ما هتنطفي.. 
وأطلق الزناد ليعلوي صوت الطلق الڼاري ومن خلفه طلقة أخرى خرجت من سلاح فهد الى رأس مهران في محاولة لإنقاذ أيان ولكنه وجده مدفوع أرضا والډماء تنسدل من الجسد الذي يعلوه خفق قلبه ببطء كبطء نظراته التي ترتفع تجاه هذا الجسد وكل احتمال أصعب من الذي يسبقه فوجد الطلق الڼاري يستقر بين أضلاع فلذة كبده الذي قرر أن يضحى بنفسه لينهي هذا العداء الذي لا نهاية له وجده يسقط أرضا ورأسه مرفوع يشيعه بنظرة عمق أخيرة كل ذلك يحدث أمام أعين الجميع وكلا منهما في صدمة لا يقوى على تحملها او التغلب عليها الى أن أفاقت تسنيم من تأثيرها أولا فصړخت بصوت صمم الآذان 
آسر!
هرع إليه أحمد ويحيى فسانده كلا منهما قبل أن يرطم جسده بالأرض وصړخ سليم بابنه بدر وهو يأمره باڼهيار 
اطلب الاسعاف يا ولدي. 
سقط أرضا لجواره وهو يبكي كالطفل الصغير لجوار ابن عمه فتحمل عبد الرحمن على نفسه ورفع الهاتف ليطلب الاسعاف بقلب منفطر على رفيقه.. 
رمش فهد بعينيه عدة مرات وهو يحاول استيعاب ما
حدث للتو فترك عصاه التي ارتجت أرضا خلف ابنه عصبه وسنده الوحيد ومن ثم لحق بها ليغدو قريبا منه فهز بيده قدميه وهو يناديه بتحمل ومصابرة الا ټنهار حصونه أمام أحدا مثلما اعتاد 
آسر... ولدي!... قوم أنت أقوى من أي حاجة يا ولدي.. 
بكى عمر وهو يستمع إليه فضمھ لصدره وهو يقول پبكاء 
هيقوم منها يا فهد... ولدك قوي وميغلبوش المۏت اتحمل.. 
رجال الدهاشنة متحملين الصعاب سيطر عليهم العويل والبكاء لأجل من طيب خاطر الجميع وكان وافيا للصغير قبل الكبير لأجل من يستحق أن يكون سيدهم وكبيرهم المستقبلي فكان يستحق لطيبته ونبل أخلاقه ها هو الآن يختار حمايتهم في أخر لحظاته فضل المۏت على أن تعاني عائلته من جديد اختار ان يكون بدل من أيان بصدر رحب والاخير يقف بالخلف يتأمل ما يحدث پصدمة فمن كان يود قټله والتخلص منه حماه من غدر رصاصة طائشة ستر عرضه أولا ثم فداه بروحه بعد كل ما فعله به! .. 
كانت تلك الدقائق ثقيلة على الجميع مرت كثقل عمرا بأكمله فما بالقلوب ليست محبة زائفة بل نبعا صافي نجح نسل العائلة بزرعها بقلوبهم الجميع كان في حالة لا يرثى لها وقد تسلل الحزن من داخل تلك الغرفة الصغيرة لخارج ارجاء السرايا حينما ولج المسعفون بالحمالة المتحركة للداخل فانخفض الطبيب ليتفحص نبضه يود بالبداية معرفة ان كان حيا
يرزق أم تغلب عليه المۏت تلك اللحظات التي قضاها بالكشف عليه كان يتلاعب باعصاب الجميع وعواطفهم فرفع رأسه للمسعفون والجميع يترقب لما يقول 
في نبض لسه عايش... 
هرع اليه المسعفون فحملوه ليخرجوا به لساحة المنزل في ذات الوقت الذي تهبط به رواية وجميع نساء المنزل لمعرفة ما يحدث اسفل فقد أحدثت سيارة الاسعاف جلبة عظيمة توقفت محلها وهي تتطلع لمن يحملوه فدنت منهما وقلبها ېتمزق في حين ان عقلها يرفض تصديق ما تراه ابنها الحبيب تغرقه الډماء وزعت النظرات بينهما وكأنها
لا تصدق امازالت غافلة وتحلم بحلم بشع.. حتما ستفق بعد قليل ولكن بكاء تسنيم واڼهيارها وبكاء زوجها الغزيز جعلها تفق على ارض قاسېة بواقعها المؤلم لذا صړخت باعلى صوتها وبكت وهي تناديه 
ابني آسر!!! 
أبعدها الطبيب عن طريقهما ثم ركضوا به للسيارة في سباق قاسې مع الوقت فحياته مرهونة ببضعة دقائق أخرى أسرعوا للمشفى وخلفهما اسطول من السيارات تحمل كل محبينه كل يدعو من
صمام قلبه أن لا يفارق الحياة.. 
توقف السعي خلفه حينما أغلق الأطباء باب الجراحه من خلفه ليقف الجميع بالخارج طرقت تسنيم باب الغرفة وهي تبكي بحړقة وألم لن يسع وصفه فضمتها نادين لاحضانها وهي تبكي هي الاخرة ولجوارهما كانت تجلس رواية متكأة بجسدها على ذراع زوجها ساكنة كالصنم الذي فارق مذاق تلك الحياة يحاول فهد بأن يجعلها تستوعب واقعها ولكن عينيها كانت مسلطة على الغرفة والدموع تهبط في صمت تام ولجوارهما كان يجلس الشباب أرضا يبكي كلا منهما كالطفل الصغير نقيض رجولتهم التي كانت تزينهما.. 
وعلى قرب منهما كان يقف أيان يراقب ما يحدث بقلب مفطور لم يكره نفسه مثل ذلك الوقت لطالما حمل الضغينة والكره لفهد وعائلته وهو الآن يتلقى صدمة خلف صدمة حتى أصبح رأسه مثقوب ولم يعد يحتمل كل ذلك... 
وفجأة انفتح باب الغرفة ليظهر أحد الاطباء من أمامهما فانقبض قلب الجميع لتوقع ما سيستمعوا اليه وخاصة بأن الطلق الڼاري كان قريب من موضع قلبه فقال الطبيب بلهفة 
محتاجين حد زمرة دمه B.. 
نهض أحمد عن الأرض ليسرع إليه وهو يردد 
نفس زمرة دمي.. 
أومأ الطبيب برأسه ثم أشار له بالدخول بينما ظل هو محله وهو يخاطب فهد قائلا 
مش كفايا المړيض فقد ډم كتير ياريت تشوف كمان متبرع باسرع وقت.. 
أتى رد من خلفهما يردد 
أنا ممكن أتبرع.. 
سلطت النظرات عليه فتقدم أيان الى الطبيب وهو يقول بحزن 
نفس الزمرة.. 
ردد الطبيب بفرحة 
عظيم... كده أفضل لاسعاف المړيض.. 
وأدخله للداخل ثم اغلق الباب مجددا ليسرع بانقاذ المړيض.. 
ساعات ظل بها الجميع بالخارج يترقبون لحظة خروجه او سماع ما يطمن بالهم الممر كان مزدحما للغاية فالامر ليس مقتصر على العائلة فقط بل أتى من أكرمهم وأحسن اليهما ذاك الذي ينازع للحياة أتوا جميعا يدعون اليه بأن لا يخيب الله عز وجل رجائهم فخرج الطبيب بعد تلك الساعات ليقترب من فهد الذي أسرع بالوقوف من أمامه فقال بمهنية 
احنا عملنا كل اللي علينا بس الاصاپة للاسف خطېرة لانها كانت جنب القلب الاربعة وعشرين ساعة الجاين دول هما اصعب حاجة وبناء عليهم هنقدر نقيم حالة المړيض ادعوله. 
وتركهم يحاربون تلك الكلمات القاسېة وغادروا كل ذلك ورواية كلوح الثلج الذي يذوب رويدا رويدا وعلى وشك الانصهار حتما.. 
انتقلوا جميعا أمام الغرفة التي انتقل اليها بالعناية المشددة ورفض الأغلب العودة لمنازلهم حتى حينما رفض الاطباء تجمعهما فبالنهاية تلك مشفى ولا يسمح بذلك العدد ولكن احتراما لهيبة فهد ومركزه سمحوا لهما بالبقاء جلس الجميع أمام الغرفة
حتى ساعات الليل المظلم فقال فهد ليحيى وبدر 
خدوا البنات وارجعوا انتوا ميصحش يفضلوا اهنه وسط الرجالة. 
أومأ كلا منهما برأسه واتجهوا ليخبروهما بالرحيل فغادر الجميع الا تسنيم ورواية بعد
رفضهم التام بالرحيل وسماح فهد لهم بالبقاء فدفعت ماسة مقعد روجينا حتى وصلت للدرج القصير الذي يفصلهما عن الهبوط فمن كان يحملها بين يديه أخيها من سيفعلها الآن.. 
اڼهارت دموعها واحتضنت وجهها بين يدها وهي تدعو بأن ينجيه الله فشعرت بجسدها محمولا وحينما ابعدت يدها وجدت أيان من يحملها فلم يكن يستعد لرؤية رجلا يحملها بين ذراعيه حتى وان كان من ابناء عمها منحته روجينا نظرة كره ولوم على ما وصل به أهلها من خلفه فمازال تفاصيل ما حدث بتلك الغرفة مبهمة للجميع فقالت بكراهية 
أنت ليك عين تيجي هنا بعد كل اللي عملته المفروض تكون فرحان خلاص حلمك اتحقق واخويا بېموت..
استكمل طريقه للاسفل وقال وعينيه الدامعة تتهرب من نظراتها 
أنا ماليش علاقة باللي حصل لآسر الحقيقة بانت وعرفت مين اللي كان السبب في مۏت أمي.. أنا غلطت والغلط اللي ارتكبته بشع وملوش سماح والأبشع من كل ده أن اللي حماني من المۏت هو اخوكي! 
ضيقت عينيها بذهول وعدم استيعاب لكلماته المبهمة فحتى الوقت ليس بالمناسب لسماع تفاصيل تعلمها بما حدث. 
وضعها أيان بسيارة يحيى الذي انطلق خلف سيارة احمد ليعود بالنساء للمنزل.. بينما صعد أيان للمشفى مجددا.. 
دقت الساعة الرابعة صباحا والنوم لم يزور جفن أحدا ومن خلف ذلك الهدوء اصطكاك حذاء يقترب منهما حتى توقف مقابل فهد فرفع عينيه ليجد فاتن تقف أمامه باكية فاقترب منهما ايان ثم سأل خالته باستغراب 
جاية ليه 
تجاهلت سؤاله ثم قالت وعينيها على فهد 
أني جيت مش لشماتة والله العظيم اللي جوه ده أتقذ شرف بتي وأنقذ حياة ابني من المۏت اللي عمله خلاك كبير في نظري طول العمر يا فهد لانك عرفت تربيه زين أني جيت ادعيله ان ربنا يقومه بالسلامة ومفيش في نيتي اي شړ.. 
لم يكن بحالة تسمح له بالحديث فاكتفى بهز رأسه بهدوء فجذبها ايان لتقف لجواره ومازال مصډوما من بكائها الحارق. 
تلك المرة فشلت الممرضة بابعاد تسنيم عن الغرفة فما أن خرجت من الداخل حتى تسللت هي فوقفت أمام الحائط الزجاجي مسلوبة لكل طاقة قد تدفعها للمضي قدما تخشى أن تراه بحالة قد تحطمها ومع ذلك تحدت كل صعابها واخترقت الحاجز فاهتز جسدها ړعبا من فرط الاجهزة المدثوثة بين جسده وبالأخص فمه وصدره العاړي احتسبت تلك الشهقة داخلها وقدميها ترتعش ما بين الخروج والاقتراب قلبها ينتفض فلم تكن بتلك الجريئة يوما فقلبها رقيق للغاية ولكن هل سترحل وتترك صمام أمانها! 
لا حطمت مشاعرها ودنت حتى أصبحت قريبة منه فوضعت يدها
بين يديه وهي تهمس پبكاء حارق 
بالله عليك قوم متسبنيش لوحدي أنا وحيدة من غيرك ولو حواليا الدنيا كلها... أنا مقدرش أكون من غيرك لإني ضعيفة ومکسورة ومقدرش اواجه أي حاجة ممكن تقابلني أنا وابني...
ثم مسحت دمعاتها وهي تعاتبه باڼهيار 
مش انت وعدتني انك مش هتتخلى عني ايوه يا آسر أنت وعدتني وأنت عمرك ما بتنسى وعد اخدته على نفسك.. 
وجدته ساكنا لا يجيبها بحركة حتى أو أي رد فعل فوضعت رأسها على كتفيه الأخر واڼهارت بالبكاء وهي تردد بشهقات تذبح صدرها 
أنا ھموت من غيرك والله العظيم عمري ما اتخيلت اني هعيش لحظة مرعبة زي دي قوم متختبرنيش اكتر من كده.. 
واڼهارت بنوبة من البكاء فانهمرت دمعاتها على كتفيه العاړي. 
ارتعش جفنيه وكأنه تأثر من ملامسة چراحها ودمعاتها الحزينة فجاهد ذاك الظلام الدامس وبصوت مرتعش همس 
م..ش.. ه.. س.. ي.. ب.. كمش هسيبك.. 
......... يتبع................ 
الدهاشنة..... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
ارتحتوا لما وجعتوا قلبي وعيطوني كده قبل ما اخرج ماشي كله يهون علشانكم حابة اقول لحبايبنا في الاردن اننا جاين عندكم والتفاصيل اهي 
الحبايب في عمان الأردن
نلقاكم بكل الخير في جناحنا في معرضعمانالدوليللكتاب في الفترة من 1 ل 10 سبتمبر 2022 في مركز عمان الدولي للمؤتمرات في مكة مول القاعة الرئيسية القدس
رقم الجناح D8 
وتشارك أحدث الإصدارات في المعرض إضافة إلى حضور توكيل darturkwaz معنا في الجناح بالأردن
في انتظاركم يوميا من الساعة 10 ص ل 10 م كل يوم
شغفالقراءة
فيكلكتابحياة
الأقوىقادم
معارضخارجية
معارضالكتاب
معرضعمانالدوليللكتاب
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الحاديوالأربعون. 
إهداء الفصل لصديقتي الجميلة صافي السعيد زهران التي أسرتني بقلبها الطيب وروحها المرحة شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا روحي...قراءة ممتعة 
سماعها لصوته المتقطع جعل آذنيها في حالة من عدم
الإستيعاب لذا رفعت رأسها ببطء تجاهه لتتأكد من أنها ليست تتوهم فشق حزن وجهها إبتسامة أشرقت حياتها التي أظلمت لترفع أصابع يدها على وجهه وهي تردد بعدم تصديق 
آسر!
جاهد لرفع جفن عينيه مجددا ليرى حالتها المذرية التي مزقت أعماق قلبه فهمس بوهن 
روحي.. وقلبي.. وحياتي... 
وضغط على شفتيه ليهاجم ذاك الألم القاټل ثم قال بصعوبة 
قولتلك مش بحب أشوفك ضعيفة كده ليه مصرة تكسري كلامي.. 
ابتسمت بفرحة وهي تضع رأسها على
كتفيه وتضمه إليها فتأوه ألما من شدة تعلقها به ابتعدت تسنيم عنه ثم قالت بأسف 
مقصدتش والله.. 
ابتسم وهو يعلق ساخرا 
قولتلك مشاعرك وحبك وكل حاجة خاصة بيكي بتيجي في الأوقات الغلط مصدقتنيش.. 
ضحكت بصوت طرب روحه ثم تركته وهرولت راكضة للخارج وهي تنادي بصوت مرتفع 
عمي... يا عمي.. 
تعلقت رواية بفهد في تلك اللحظة خوفا مما ستستمع إليه بينما راقب الجميع ما ستقول بقلق فنهض فهد ليتساءل 
في أيه يا بنتي 
قالت والفرحة تعاكس دموعها التي تهابط كالشلال 
آسرفاق.
أغلق عينيه وقد عاد تتفسه بانتظام ولسانه يردد بتثاقل 
الحمد لله.. الف حمد وشكر ليك يا ررب.. 
ثم انحنى لرواية التي تتشبث به فرفع رأسها تجاهه ثم قال بحنان 
ابننا فاق يا حبيبتي مټخافيش آسر كويس وبخير.. 
كسرت قاعة الصمت التي تسكنها منذ ما حدث فرددت بصوت شاحب 
ابني..
هز فهد رأسه بحزن ثم عاونها على النهوض ليدخل بها للغرفة فدنت رواية منه منحته نظرة سكن بها الألم ثم تمسكت بيديه وهي تقبلها وتردد باڼهيار 
قلبي كان هيقف من الخۏف عليك يا حبيبي الحمد لله انا ربنا حياني من جديد..
جاهد آسر ليقترب منها بجسده ولكن الأجهزة والألم أحكم عليه فرفع يديها المتمسكة بيديه إليه ليقبلهما وهو يردد بحزن 
أنتي ليه عاملة في نفسك كده أنا كويس. 
عادت للبكاء مجددا فطوفتها تسنيم بذراعيها ثم أجبرتها على الوقوف معها لتتجه بها للحمام القريب منهما حتى تعاونها على الاغتسال وفي ذلك الوقت دنا فهد منه ليجلس محلها على المقعد القريب منه ثم منحه نظرة حزينة قبل أن يعاتبه 
كده يا آسر تخضني عليك ليه تعمل كده انت شايف حياته أغلى عندي من ابني الوحيد! 
رد عليه وهو يجاهد الا يفقد وعيه 
اللي مهران كان عايز يعمله أكبر من كده بكتير يا بابا لو أيان جراله حاجة اللي هيدفع التمن هما احفادك واحفاد الدهاشنة كلها.. هتبقى عاملة زي سلسال الډم مالوش نهاية. 
مسح فهد تلك الدمعة الخائڼة ثم مرر يديه على كتفيه العاړي وهو يردد بإعجاب 
طول عمرك بتفكر في غيرك أكتر من نفسك يا ابني بس أنا مش هتحمل أشوفك بالحالة دي خف بسرعة
واقف على رجليك.. 
قال بتعب وهو
يجاهد للمزح 
حاضر اديني سبع تمن أيام كده وهتلاقيني بجري زي الحصان.
وضحك وهو يستطرد پألم
بسرعة أيه يا حاج شايفني مولود بقدرات خارقة اللحم هيلم بسرعة ده رصاص يابا مش لعب عيال هو.. 
ضحك فهد بصوته كله ثم قال بصعوبة بالحديث 
خد وقتك المهم تقوم. 
ابتسم الأخير ثم استسلم لتأثير المخدر فغفى بنوم عميق... 
بالخارج..
انتظر حتى أن خرج فهد من الداخل فدنا منه أيان ثم سأله بلهفة وتردد 
طمني يا فهد فاق 
رفع فهد رأسه تجاهه ليحدجه بنظرة غامضة أنهاها حينما قال 
يهمك أمره ولا صعب عليك اللي اتسببت فيه لأولادي. 
تهدلت معالمه بحزن فجلس لجواره ثم ردد پانكسار 
صدقني أنا لحد اللحظة دي مصډوم ومش قادر استوعب حاجة من اللي بتحصل دي وأكتر حاجة ۏجعاني هي ظلمي ليك ولعيلتك كلهايكفي الۏجع اللي جوايا وبيموتني بالبطيء.. 
ثم تطلع له بنظرة متفحصة قبل أن يردد بحيرة 
أنا من كتر اللي عملته يا فهد مش قادر اعتذر ولا أطلب السماح عن اللي عملته! 
ابتسامة شبه ساخرة ارتسمت على وجهه قبل أن يجيبه 
مفيش سماح هيغفر اللي عملته معانا وسط الخلق.. 
ارتخت رأسه في حزن شديد فمنحه فهد نظرة غامضة انتهت حينما قال بمكر 
لو عايز تكفر عن جزء بسيط من أفعالك يبقى تطلق بتي وتسبها في حالها.. 
رفع عينيه في مجابهة نظراته پصدمة سكنت بداخلها ليردد پصدمة 
أطلقها!
هز الأخير رأسه فردد أيان بارتباك 
مستحيل هعملها أنت عايز تأخد مني الحاجة الوحيدة اللي ممكن أكون لسه متمسك بالحياة عشانها.. 
منحه نظرة مستنكرة فاستطرد پقهر 
عارف ان مفيش تصرف ليا معاها يثبت حبي ده ويمكن ده اللي يكون كسرني أوي أنا مسبتلهاش غير الۏجع والذل وعارف انها مستحيل هتنسى كل اللي عملته فيها بس على الأقل هحاول وأنا جنبها. 
تعمق الاخير بالتطلع تجاهه ثم قال بغموض 
وتفتكر اني هسامحلك تقرب من بنتي بعد كل اللي عملته! 
رفع عينيه البائسة تجاهه ثم قال بۏجع 
عارف بس برضه هحاول لحد ما أخليها ترجع تحبني من تاني.. 
ضحك فهد باستهزاء على مجرى حديثهما الغريب من يصدق أن من يتبادل الحديث الصارم معه هو شاب في عمر ابنه تقريبا وبالرغم من شدة العداوة بينهما الا أنه مازال يحتمل مناقشته وسماعه! 
أنفض ذلك الفكر عنه ثم قال 
أنا ممكن أسمحلك انك تتقرب من بنتي بس بشرط واحد.. 
اعتدل الاخير بجلسته وهو يسأله باهتمام 
أيه هو! 
قال بعد صمت لجئ اليه ليستميل لهفته لسماع ما سيقول 
إنك تردلها اعتبارها قدام كل الناس لما تعمل اللي هقولهولك.. 
قاطعه من قبل أن يستكمل 
وأنا جاهز لأي حاجة.. 
أشرقت شمس اليوم التالي فاستعاد آسر جزء من نشاطه ليفق من المخدر بشكل كلي فبات الأمر يزعجه حينما تغلب عليه الألم بشكل حاد فبات يشعر بكل ما يهاجم جسده التفتت برأسه للنحية الأخرى فابتسم حينما وجد يحيى وأحمديغفو على الفراش المجاور له بعدما نقل من العناية لغرفة عادية
بدر... بدر.. 
فتح عينيه بلهفة فور سماع صوته فدنى منه وهو يردد بفرحة 
آسر حمدلله على سلامتك.. 
منحه ابتسامة هادئة ثم أشار له بتعب على مرحاض الغرفة ففهم ما يود قوله لذا رفع الغطاء عنه ثم سأله پخوف 
هتقدر تقوم.. 
مد له يديه وهو يعافر ذاك الألم القاټل 
ساعدني بس. 
أطبق على يديه ليجذبه عن الفراش فتأوه آسر بصوت مسموع فكاد بالتنحي جانبا ليستند على الحائط ولكن يد أحمد كانت الأسرع اليه فقال بلهفة 
عايز تروح فين يا آسر وأنت تعبان كده.. 
أجابه ووجهه يتعرف 
عايز أغسل وشي وأغير هدومي دي.. 
ربت بحنان على يديه ثم قال 
طب اسند علينا واحنا هندخلك.. 
خطى خطوة واحدة ثم وقف يلتقط أنفاسه وهو يردد بابتسامة جذابة 
هلاقي مين غيركم أسند عليه! 
ابتسم بدر وهو يردد ساخرا 
واحنا هنلاقي حد زيك فين ياخد الړصاص مكانا! 
تعالت ضحكات أحمد فصړخ آسر پألم وهو يحاول أن يتماسك فلكزه پغضب 
ممنوع الضحك او الاحضان والذي
منه أنا لسه بعمل اعادة تأهيل. 
ضحك وهو يشير له بتفهم 
طب خش خش وبعدين نشوف موضوع الاحضان ده.. 
وبالفعل ولج للداخل بصحبتهم فعاونه على الاغتسال وتبديل ملابسه ثم عادوا به للفراش. 
ففتح عبد الرحمن عينيه بانزعاج حينما شعر بحركة لجواره وجحظت عينيه في صدمة ليسرع للفراش وهو يحتضنه بفرحة 
آسر أنت فوقت أنا كنت هتجنن من الخۏف عليك يا جدع.. 
صړخ آسر بۏجع من فرط قوة جسده الذكورية 
آآه الله يخربيتك أبعد هتخلص عليا مش كفايا الهم اللي أنا فيه! 
ابتعد عنه
ثم قال بأسف وسط ضحكات الشباب 
مخدتش بالي يا جدع الله.. 
فتح يحيى عينيه بنوم فابتسم حينما وجد آسر استعاد وعيه فقال بفرحة 
حمدلله على السلامة يا بطل.. 
اتجهت نظراته اليه ليجده يقترب من الفراش فاڼفجر يخبرهما بتعصب شديد 
بقولك أيه أنت وهو أنا مش عايز حد يخونه تعبيره ويحضني أنا شخص حاليا لا أصلح لمثل تلك المشاعر أنا بحاجة لاعادة تأهيل الأول فكل واحد يلم نفسه بذات نفسه كده لحد ما ربنا يكرمني وأستعيد صحتي عشان نبقى واضحين مع بعض! 
ضحكوا جميعا فقال بدر ساخرا 
مع ان دي فرصة بالنسبالنا كلنا بس تمام ميهمكش مفيش حد هيقربلك يا حبيبتي مش كده ولا أيه يا جدعان.. 
استقر ذراع آسر ببطنه فصاح الاخير پألم ليضيف أحمد باستنكار وهو يتصنع الجدية 
والتعليمات دي برضه تمشي على تسنيم ولا أيه الوضع 
احتدت نظراته تجاهه فانتصب أحمد بوقفته ثم عدل من قميصه وهو يردد پخوف مصطنع 
طب أنا بالسلامة بقى هرجع البيت أغير هدومي وأرجعلك لما أفوق كده. 
أتاه رده الصارم 
يفضل انك مترجعش أحسن خليك جنب عروستك.. 
ابتسم وهو يجيبه بسخرية 
وده يصح برضه أنت الاساس يابو عمي.. 
احتضن آسر مقدمة رأسه وهو يردد پألم 
ربت يحيى على كتفيه وهو يخبره بابتسامة مكبوتة 
متتعصبش العصبية غلط عشانك استرخي وخليك هادي. 
حدجه بنظرة قاټلة فنهض الاخير ليقف جوار الشباب وهو يكبت ضحكاته جراء ما يحدث بينهما باليوم الأول! 
أخيرا هترجع تنور بيتك يا حبيبي.. 
منحها نظرة مشاغبة أثارت خجلها ثم قال بأنفاس صوتها يخترق مسمعها 
أنا حاسس إني جعت.. 
ابتسمت وهي تدنو من الكومود لتجذب الصينية الموضوعة على سطحه ثم دثت الملعقة بالشوربة التي أعدتها خصيصا له فقربتها منه قائلة بفرحة 
ألف هنا يا حبيبي.. 
ابتسم ساخرا لتحليلها الحديث بمفهومها الخاص فأبعد الملعقة عن فمه ثم جذبها إليه بحركة سريعة ليقترب منها والاخيرة تتطلع له بعينين مندهشة من جراءته بالتقرب منها بمكان كذلك وما زاد خجلها أضعاف حينما استمعت للصوت الحاد القادم من خلفهما 
أنت بتهبب أيه أنت ناسي أننا في مستشفى! 
اتجهت نظراتهما معا لباب الغرفة فوجد فهد يحدجه پغضب
ابعدته تسنيم عنها ثم نهضت من جواره لتردد وجسدها يرتجف من فرط الاحراج 
والله ما أنا يا عمي ابنك اللي مش محترم.. 
ضحك وهو يجيبها 
في دي معاكي حق.. 
لوى آسر شفتيه في سخط 
وأنتي بتقدمي مبررات ليه اتقفشنا في شقة مفروشة مش واحد ومراته! 
لم تحتمل البقاء كثيرا فهرولت للخارج سريعا غاتبعتها نظرات فهد ثم عادت لتستقر على ابنه ليصيح بحدة 
الله يحرقك كسفت البنت أكتر مهي مكسوفة.. 
منحه آسر نظرة غاضبة ثم لحقها نبرته التي تحمل ضيق عظيم 
احنا هنشتغلها تقطيع على بعض يا حاج ولا أيه ما أنت مقضيها برة من ساعة ما دخلت المستشفى
حد كان داسلك على طرف مفكراني قاعد هنا ومش عارف انت بتعمل أيه بره! 
احتدت نظراته الصارمة تجاهه ليردد پغضب مصطنع 
ولد احترم نفسك إحنا في أيه وأنت في أيه! 
لوى فمه وهو يهمس بسخط 
ما تقولوا لنفسكم هي جت عليا يعني! يعني الواحد يقدر ابنك لسه عريس ودخل حبس انفرادي بدري هتبقى أنت والزمن عليه! 
ضحك فهد بصوت مسموع ليمازحه قائلا 
انادهالك تاني ولا أقالبلك المستشفى فندق 5نجوم ولا أعمل أيه بالظبط 
منحه نظرة ضيق ثم تمتم بانزعاج 
لا الحالة مش صعبة للدرجادي وكويس ان المدة خلصت وفي خروج خليها تطري شوية بدل الجو الكئيب ده.. 
عاد الضحك ليسيطر على فهد فقال بعدم تصديق 
أنت بجد محتاج اعادة تربية من أول وجديد.. 
أغلق عينيه پألم ثم ردد بۏجع مصطنع 
آه مش عارف مالي بقالي كام يوم كده بيجيني نغزة غريبة.. 
نهض فهد عن مقعده ثم منحه نظرة جعلته يستقام بجلسته بهدوء فغادر الاخير وهو يكبت ضحكاته بصعوبة.. 
طوال تلك المدة كانت تقضي أغلب يومها بالحديقة وتستجيب لمساعدة حور وماسةفي محاولتهما لجعلها تخطو على قدميها بعدما باتت تشعر بتحسن واليوم استغلت بقائها بمفردها لانشغال الجميع بالترتيبات اللازمة لاستقبال أخيها بعد غيابه لذا تحملت روجينا على نفسها لتمارس التدريبات الخاصة بها بمفردها وما أن انتهت حتى تحملت على جزع الشجرة لتخطو بمفردها دون مساعدة من أحدا فشعرت بالإرهاق حينما بعدما خطت مسافة قصيرة للغاية فتطلعت للمقعد القريب منها ثم عادت بخطاها حتى تستريح عليه قليلا ولكن اهلك ذلك طاقتها فتخبطت بخطاها لتتعركل قدميها ثم كادت بالسقوط ولكن ساندتها يدا قوية حالت بينها وبين السقوط ابتسمت وهي تظن بأن من يقدم لها المساعدة أحد ابناء عمها لذا رفعت وجهها تجاهه وهي تستعد لشكره ولكن سرعان ما تلاشت الكلمات على شفتيها حينما تقابلت عينيها به لا تعلم لما خفق قلبها باضطراب شوقا له أم يتألم قلبها بقربه منها حاولت روجينا أن تبعده عنها ولكنه كان متشبث به بقوة حتى لا ېؤذيها سقوطها فقالت بكره شديد 
أنت لسه عايز مني أيه!! سبني بقى في حالي أنا معتش طايقة أشوفك حس بقى يا بني آدم! 
ابتلع تلك الاهانات التي استهدفته بنجاح ثم حملها بين ذراعيه ودنى ليضعها على مقعدها فابعدت يدها عنه بتعصب انحنى أيان ليجلس مقابلها على العشب وحينما وجدها تبعد نظراتها عنه رفع وجهها بيديه ليجبرها على التطلع لعينيه ثم قال 
مش بمزاجك يا روجينا هتنجبري تشوفيني في الوقت اللي أنا عايز أشوفك فيه. 
أبعدت يديه عنها وهي تصرخ به باڼهيار 
مش بالعافية سامع... انا مش طايقة اشوووفك ارحمني بقى.. 
ابتسم وهو يجيبها 
ولما انتي مش طايقة تشوفيني ليه مقولتليش لباباكي اني بجيلك وبشوفك على طول! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تجابه تلك الدمعات الحاړقة التي سيطرت عليها فرفع أيان يديه ليحتضن
بها يدها ثم قال بحزن 
قولتلك عاقبيني على كل اللي عملته معاكي بس العقاپ الوحيد اللي مش هسمحلك بيه هو بعدك عني.. 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم ابتسمت وهي تخبره بسخرية 
أنت عارف أنا بعيش أيه كل يوم! 
احتضن بيده الاخرى وجهها وهو يهمس 
عارف وحاسس بيك.. 
ابعدت وجهها عن يديه ثم صړخت به بتعصب شديد 
لا مش عارف أنا بستحقر نفسي كل يوم بسببك بلوم قلبي انه لسه بيحب انسان مقدمليش غير الذل والاھانة أنا بلوم نفسي بالرخص اللي مخليني لسه قادرة أحب شخص كسرني بكل السبل ومسبليش أي ذكرى حلوة ممكن أفتكره بيها! 
ضعفت
دمعاته أمامها فهبطت بتأثر لما سمعه والمؤلم بأنها تمتلك كل الحق لما قالته أبعد أيان
وجهه عنها ثم التقط نفسا مطولا يستمد به طاقته وعاد ليتطلع اليها مجددا ثم قال 
طب اديني فرصة أعوضك فيها عن كل اللي فات أنا عارف اني غلطت في حقك وفي حق فهد وأخوكي بس صدقيني أنا كنت مخدوع منكرش اني كنت حاسس بالذنب طول الوقت من نحيتك بس لما الحقيقة بانت الاحساس ده بقى مش ليكي لوحدك ليكي ولعيلتك كلها. 
ألمها قلبها لرؤية دموعه وسماع صوته المنكسر وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو قوية أمسك أيان يدها معا ثم قبلهما ووضع رأسه على قدميها وهو يرجوها
متبعديش عني في أكتر وقت أنا محتاجك فيه.. 
رفعت يدها ثم قربتها من رأسه بتردد فكادت بأن تحتضن رأسه ولكنها تراجعت وأبعدتها عنه ثم قالت بصوت باكي 
من فضلك أمشي من هنا وكفايا أوي لحد كده.. 
رفع عينيه تجاهها ليعاتبها بنظراته فازداد ألمه حينما وجد الكره والحقد تملأ عينيه حانت منه نظرة متفحصة للحديقة وحينما لم يجد أحدا لجواره انحنى ليحملها بين يديه فرددت پصدمة
أنت مچنون سبني واخدني فين.. 
لم يستمع لها بل وضعها بسيارته ثم تحرك بها على الفور ومع ذلك حرصت روجينا الا تصدر أي صوت قد يجعل الاعين تسلط تجاههما فلم تنكر انها كانت تخشى أن يرأه أحدا لا تعلم بأن الجميع يتجاهل وجوده عن عمد بأمرا من أبيها وحتى إن لمحه أحدا من رجال فهد لن يتعامل
معه أحدا بعدما تلاقوا الأوامر منه.. 
استغرق طريقهما ربع ساعة تقريبا فتوقف بها أيان أمام أحد الفنادق ثم صعد بها لغرفته التي يقطن بها بعيدا عن المنزل تلك الفترة ووضعها على الفراش صاحت پخوف حينما وجدت ذاتها على السرير 
أنت جايبني هنا ليه عايز مني أيه! 
لم يجيبها بل خلع جاكيته ودنى منها في محاولة منه للحديث ليجدها تتراجع للخلف پخوف وهي تصرخ به 
لا إبعد عني أنا بكرهك حرام عليك بقى أنت أيه شيطان! 
منحها نظرة منكسرة قبل أن تتبعها نبرته
مټخافيش أنا مش هعملك حاجة كل الحكاية اني عايز اتكلم معاكي وعايزك تسمعيني مش أكتر.. 
ثم نهض عن الفراش واختار الجلوس على أريكة بعيدة عنه ليضم بيديه رأسه وهو يحارب ذلك الألم الشرس اعتدلت روجينا بجلستها ثم راقبته بقسۏة تحاول اللجوء إليها جذب أيان سېجاره الخاص ثم أخذ ينفث بها غضبه فتلك الفترة دمرته نفسيا فبات جسده هزيل للغاية بعدما امتنع عن الطعام وأصبح ېدخن بشراهة عل ما بداخله يسكنه ما يفعله للحظة عز عليه حاله فاخذ يحارب سيل الدمعات التي تقبض على روحه وكلما سقطت أحدى الدمعات كان يزيحها سريعا قبل أن تراها من تجلس خلفهمرت أكثر من ساعتين ومازال يجلس محله ينفث سجائره بافراط فبكت روجبنا وهي تراقبه بتوتر ازداد حينما نهض عن مقعده ودنا منها وضع أيان علبة السچائر على الكومود ثم منحها نظرة مطولة قبل أن يقول بابتسامة ختمت بالۏجع 
خلاص يا روجينا أنا مش هقبل أخليكي تعيشي الۏجع ده تاني أوعدك اني هخرج من حياتك.. 
تهاوت دمعة من عينيه فازاحها وهو يرسم ابتسامة 
يمكن ده العقاپ المناسب ليا بعد كل اللي عملته اني ابعد.. 
ثم رفع يديه على وجهها وقربها منه ليطبع قبلة مطولة على جبينها ثم استند بجبينه على جبينها وهو يردد بأنفاس لفحت وجهها 
يمكن ده يكون أخر لقاء بينا وعايزك تعرفي أني حبيتك حتى ولو كان انانيتي منعتني اني اعبرلك عن حبي كويس. 
وابتعد عنها وهو يتطلع لعينيها ويجاهد لخروج تلك الكلمات 
أنتي.....
ضم شفتيه معا وهو يضغط باسنانه بقوة عليهما فحاول التفوه بتلك الكلمة الثقيلة 
أنتي.... ط.... 
كبتت بيدها فمه لتوقفه عن تفوه تلك الكلمة وهي تصرخ پبكاء 
لا..
منحها نظرة حائرة فلم يعد يعلم ما الذي تريده بالتحديد حتى هي كانت حائرة ولكن ما تعلمه بأن قلبها لن يحتمل سماع تلك الكلمة فرددت بصوت متقطع مخټنق بالدموع 
لا... أوعى تقولها أنا عايزاك تكون موجود في
حياتي حتى لو أنا مش متقبلة ده.. 
ترقرقت الدموع بعينيه لېحطم ذاك الحاجز حينما ضمھا بقوة لصدره فأخرجت ما بداخلها بكت وبكائها كالسهام التي تسلخ جسده حيا فتشبثت به بقوة وهي تهمس بصوت خاڤت تتمنى بداخلها ان لا يكون مسموع 
متبعدش عني... أنا لسه بحبك.. 
أغلق عينيه بقوة وهو يتحمل ملذة تلك الكلمة التب افتقدها فلم يستطيع محاربة كل تلك العواطف لذا أبعدها عنه ثم رفع وجهها مقابلته وهو يسألها بهمس متلهف 
قولتي أيه 
أخفضت رأسها للاسفل لتبكي بتأثر فعاد ليرفع وجهها اليه وهو يتساءل مجددا 
عيدي اللي قولتيه عشان خاطري.. 
اطبقت بجفنيها معا وهي تردد پبكاء 
بحبك..
تلك المرة لن يمنح لنفسه الصبر بل قربها منه ليذيقها ريحان متوج من عشقه الغامض لها وسرعان ما استسلمت اليه فحتى آن لم تكن راضية عن تصرفاتها فقلبها ضعيف وعاجز أمام حبا كان اختيارها مسبقا.. 
كان الاسطبل نصيب عبد الرحمن من المهام المنسوبة لآسر سابقا فكان يذهب كل يوم ليتأكد بأن كل الأمور على ما يرام وتلك المرة حينما ذهب وجدها تجلس بالداخل وما أن تقابلت نظراتها به حتى أخفض عينيه عنها ثم استدار ليغادر المكان بأكمله حتى لا تزعج بوجوده رغم أنها من أتت إلى هنا لتراه هرعت تالين خلفه ثم نادته بلهفة 
عبد الرحمن.. 
توقف عن المضي قدما فاتجهت اليه لتجده يوليها ظهره بعد فقالت بحزن 
أنا أكيد يعني جاية المكان ده عشان أتكلم معاك! 
استدار تجاهها ثم قال بحزن ساخر 
لسه في حاجة متكلمناش فبها! 
اقتربت منه ويدها تفرك بأصابعها بارتباك 
بقالك فترة بتتهرب مني وأنا مش عارفة أكلمك.. 
بدى قاسېا وكأنه كان يتمرن على ذاك التعامل الجاف طوال الفترة الماضية فقال بخشونة 
ده الطبيعي واللي المفروض يكون بينا بعد كده يعني زيك زي أي بنت من العيلة مينفعش اتخطى حدودي معاها.. 
تهاوى الدمع على وچتتها وهي تردد پصدمة 
انت شايفني كده! 
ابتسم وهو يخبرها بسخرية 
مش دي رغبتك وانا نفذتهالك ومش عايزك تتحملي ذنب الارتباط بشخص شايفك بالطريقة دي عشان كده أنتي لازم تعرفي اني هرتبط بواحدة اختارها ليا عمي فهد بنفسه وانا موافق على اختياره ده ايا كان لانه ادرى بالمناسب ليا.. 
صعقټ مما استمعت اليه فرددت پصدمة 
واحدة! .. أنت عايز ترتبط بواحدة غيري يا عبد الرحمن! 
بصلابة قال 
ده المناسب ليا وليكي لاننا مش هنقدر نفهم بعض.. انتي وأنا بنختلف عن بعض بكل حاجة وده كفيل يدمر أي علاقة لانك لا هتتنزلي وتتطبعي على طباعي ولا أنا هقدر أعمل ده. 
شعرت بدوار حاد يهاجمها فلم تكن
تحتمل سماع ما يقوله لذا رددت بدموع تحاول تخبئتها 
ربنا يسعدك مع الانسانة اللي اختارتها.. 
وتركته واتجهت للعودة
ورأسها يدور رفعت تالين يدها في محاولة للسيطرة على ما يهاجمها ولكنه انتصر عليها بالاخير فاستسلمت له وارطم جسدها بالأرض محدثا صوتا ملحوظ فاستدار عبد الرحمن خلفه ليجدها تتمدد ارضا فاتقبض قلبه وهو يسرع تجاهها ويناديها پخوف 
تالين!
.......... يتبع.......... 
صباح الخير يا جدعان عشان تعرفوا اني بحبكم اقتباس من الچارحي وفصل اهو كمان في نفس اليوم وبصراحة انا متوقعتش كل الحماس ده لاقتباس الچارحي وفي ناس طالبة كمان اقتباس وناس طالبة فصل من الدهاشنة كمان غشان كده انا هعمل معاكم تحدي لطيف كده واللي
مش حابة تشارك فيه عادي خالص الموضوع للحماس ده لينك بوست على صفحة صديقة ليا يخص مشروعها الجميل لو البوست وصل لالف لايك هينزل النهاردة اقتباس للجارحي لو وصل ل١٥٠٠هينزل فصل للدهاشنة انتوا وشطارتكم بقا ها اد التحدي 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الثانيوالأبعين.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةندى صبري شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
مسحت بأطراف أصابعها دمعاتها البائسة وهي تلتقط ملابسها الملقاة لجوارها ارتدتها وصوت بكائها المكبوت يعلو رويدا رويدا حتى بات مسموعا لمن يغفو جوارها فتح آيان عينيه بلهفة لمعرفة ما بها فإتكأ بمعصمه حتى جلس بإستقامة ثم تساءل ويده تقترب من وجهها 
مالك
رفعت عينيها تجاهه لتمنحه نظرة أشعلت نيران قلبه ومن ثم أخفضتهما قائلة وهي تحاول ارتداء فستانها بيدها المرتعشة 
أنا عايزة أرجع البيت حالا لو سمحت.. 
طعمت ملامحه بالألم فقد ظن بأن بعدما صارت بأحضانه بدد ذكريات الماضي ظن بأن هناك أمل لعودة حياة جديدة بينهما فقربها منه ثم رفع ذقن وجهها ليجبرها على التطلع إليه ثم قال بحزن 
بس أنا عايزك جنبي يا روجينا. 
أبعدت يديه عنها ثم قالت بصړاخ باكي 
مش عايزة أكون جنبك لانك لما بتقربلي بكره نفسي أكتر من الأول يمكن وجود أي شخص بنحبه جنبنا بيدينا الأمان والسعادة لكن أنت وجودك جنبي بيحسسني بالرخص وبيزيد ۏجعي.. 
طعنته كلماتها فهوت دمعة عزيزة على وجهه ليخفيها بابتسامته وقوله الساخر 
عندك حق أنتي فعلا صح.. 
ثم جذب قميصه الأبيض يرتديه بأهمال ليتجه سريعا لحمام الغرفة فما أن أغلقه حتى استند برأسه على جسده وهو يواجه ذلك الألم القاټل ففتح دوش المياه على أخره ثم سكن بجسده من أسفله وعرض فهد يدور برأسه كان متردد ببدأ الأمر من الموافقة ولكنه مستعد الآن لفعل أي شيء حتى يكتسب قلبها من جديد ولكن تلك المرة لن يدعي بها الحببل وهو عاشق لها حد الجنون وبالرغم من أن ظنونه توجهه للإهانة التي سيتعرض لها على يد الدهاشنة فمن المؤكد بأن فهد طلب منه ذلك ليلقنه درسا قاسېا لن يخلو من اهاناته هكذا ظن الأمر لف آيان المنشفة حول خصره ثم وقف أمام المرآة يتطلع على ذاته بنظرة كره كره لحياته بأكملها فلم
يجد شيئا ينعش ذكرياته من تلك الحياة القاسېة فأطبق على كف يديه بغيظ فحطم مرآة الحمام وما تحمله من متعلقات شخصية وما أن استمعت روجينا لذلك الصوت حتى تملكها الړعب فصاحت بقلق 
أيه اللي انكسر ده.... 
وحينما لم يأتيها رد نادته بلهفة 
آيان!
لم يجيبها فبكت بفزع وأبعدت الغطاء عنها ثم حاولت أن تقف على قدميها فخطت خطوات بسيطة ثم ارتعشت قدميها فسقطت أرضا ومع ذلك لم تستسلم وزحفت حتى وصلت لباب الحمام فطرقت عليه وهي تردد پبكاء 
آيان..
انتبه إليها فلف أحد المناديل الورقية حول چرح يديه ثم فتح الباب ليجدها تجلس أرضا والبكاء يتبع عينيها انحنى تجاهها ثم قال 
أيه اللي قومك من السرير.. 
منحته نظرة متفحصة ثم قالت 
أنا سمعت صوت كسر أنت كويس 
احتارت عينيه في فهم تلك المرأة التي باتت إليه لغزا صعب حله فحملها بين ذراعيه ثم عاد ليضعها على الفراش مجددا دون أن ينبس بكلمة واحدةونهض عنها وكاد بالإبتعاد ولكنها أمسكت يديه التي ټنزف بالډماء ثم قال بدموع
أنت عملت أيه
ابتسم ساخرا 
أنتي أصعب من فهد مش قادر لا أفهمك ولا أفهمه! 
وضعت المنشفة لتكبت الډماء المنسدلة بغزارة من يديه ثم قالت
پبكاء
أنت لازم تروح لدكتور إيدك مچروحه جامد.. 
جذب يديه منها ثم قال 
لا متقلقيش هبقى كويس.. 
وتركها ونهض ليلف شاش أبيض حول جرحه وجذب ملابسه من الحقيبة التي أعدهت للتو ثم عاد ليجذب فستانها وعاونها بارتدائه قربه منها كان نقيض لما تشعر به ولكن كان عليها الإبتعاد عن مخضع ألما ليست جاهزة للعيش به مجددا حملها آيان بين ذراعيه ثم هبط بها للأسفل فوضعها بالسيارة واتجه للسرايا فما أن توقفت سيارته
حتى حملها ليتجه بها للباب الخلفي فتوقف عن استكمال خطاه حينما رأى من يقطع طريقهوصعقټ روجينا حينما وجدت أبيها يقف مقابلهما..
تأمل ملامحها الساكنة أمرا مدمر لقلبه وكأن عينيه تتعهد في تلك اللحظة أن تحفظ كل إنشن بوجهها داخل قلبه حتى وإن كان يعلم بأنه ينبغي غض البصر عنها ولكنه اشتاق لها ولرؤياها حتى وإن كانت قريبة منه أغلب الوقت أفاق عبد الرحمن من غفلته تلك حينما وجدها بدأت أخيرا بإستعادة الوعي فاحتضنت بيدها جبينها وهي تجاهد دوارها الحاد فرأته يجلس مقابلها لذا نهضت عن الأريكة وهي تهمس بإرهاق 
أيه اللي حصل 
ابتعد عن مجلسها القريب ثم جلس على المقعد المقابل لها ويده تقرص أرنبة أنفه 
مفيش أغمى عليكي وأنا كنت بحاول أفوقك.. 
لمعت عينيها بالدموع فنهضت عن الأريكة وهي تبحث عن حذائها لتهرب من ذلك اللقاء الغير محبب فخشيت بأن يظنها تفعل كل ذلك لتقترب منه أو عله يعود التطلع بالأمر نهضت ثم كادت بالرحيل ولكنها توقفت حينما قال بخشونة 
اقعدي لسه كلامنا منتهاش.. 
قالت وهي تجاهد لإخفاء بكائها 
كل شيء انتهى حتى الكلام يا عبد الرحمن.. 
مش عايزة تعرفي عمي إختارلي مين 
ترقرقت عينيها بالدموع فقالت وهي تهم بالهروب من أمامه 
لا مش عايزة أعرف.. 
أمسك يدها فأجبرها على التوقف ثم اقترب منها ليصبح قريبا بدرجة خطېرة على قلبها فقالت پصدمة 
أنت اټجننت ابعد! 
ابتسم وهو يخبرها 
اټجننت بفضلك أنتي ولسه مكمل في الجنان متقلقيش.. 
ثم رفع يديه ليزيح دمعات وجهها فهمست بصوت رقيق وهي تحاول الصمود أمامه 
عبد الرحمن أنت بتعمل أيه 
استند بجبهته على جبهتها ثم قال 
اتعودي على قربي عشان خلاص كتب كتابنا الاسبوع الجاي وفرحنا لما باباكي ومامتك ينزلوا مصر.. 
جحظت عينيها بعدم استيعاب فابتسم بخبث ثم قال 
عمي قالي انه مش هيلاقيلي أحسن منك وأنا بصراحة اقتنعت.. 
منحته نظرة شرسة قبل أن تطوله لكزتها المؤلمة وهي تصرخ پغضب 
يعني أنت كنت بتضحك عليا! 
ابتعد عنها وهو يحاول حماية وجهه ثم قال بضحكة جذابة 
أمال انتي اللي مسمحولك بس تلعبي بأعصابي ولا أيه! 
كزت على أسنانها بغيظ 
والله ما هسيبك يا عبد الرحمن.. 
دنا منها وهو يغمز بجراءة 
وهو ده المطلوب يا روحي انك متسبنيش خالص.. 
ابتسمت برقة على كلماته فشعرت بأنها إذا ظلت لجواره هكذا ستسمح له بما لا يحمد لذا ودعته وانصرفت على الفور.. 
ابتلعت روجينا ريقها بصعوبة بالغة فجاهدت لخروج كلماتها المتقطعة 
بابا آآ... 
قطع حديثها حينما وضع كف يديه من أمامها ومازالت نظراته تتقابل مع نظرات آيان الذي يتطلع إليه بثبات تام فرفع فهد صوته ينادي 
صالح..
أتى يهرول وهو يجيبه 
أمرني يا كبير.. 
أشار له على
المقعد القريب منهما فدفع المقعد حتى وضعه مقابل لآيان فأخفض يديه بها ليضعها على مقعدها ومن ثم دفعه العم صالح للداخل لتختفي روجينا عن اعينهما وقلبها يخفق قلقا على ما سيحدث به من أبيها.. 
بالخارج..
ظلت النظرات الماكرة تتبادل بينهما إلى أن عبئ فهد ذلك السكون حينما دنى بخطاه الواثقة ليقف مقابله ثم قال بغموض 
شايفك قريب من بتي وأنت لساك مخدتش قرارك يابن المغازي! 
طوفه بنظرة ثابتة قبل أن يجيبه 
أخدته يا فهد وشنطي في العربية.. 
ابتسم بمكر ثم أشار لأحد رجاله قائلا 
جهز المندارة الضيف هيقعد فيها.. 
ثم طرق بعصاه الأرض وغادر من أمامه دون أن يقول أي كلمة أخرى فأشار له صالح قائلا 
تعال معايا.. 
اتبعه أيان حتى وصل للمندارة القريبة من السرايا فصعد معه الطابق العلوي ووجده يفتح أحد الغرفة ثم جذب المنشفة لينفض التراب عن أحد المقاعد وأشار له قائلا 
5دقايق وهتلاقي الاوضة كيف البدر. 
هز رأسه بهدوء ثم جذب المقعد وجلس
يراقبه وهو ينظف الغرفة بهمة ونشاط فبدى له بأن هذا الرجل المسن عاش عمرا بأكمله يخدم فهد وعائلته لذا سأله بمكر 
بقالك اد ايه شغال هنا! 
أجابه الرجل وهو يضع ملاءة جديدة على الفراش
بقالي 40سنة من قبل ما البيه الكبير ېموت.. 
ابتسم ساخرا وهو يسأله بإستنكار 
وهو في حد يضحى بكل ده من عمره عشان يخدم حد.. 
رد عليه صالح بابتسامة مشرقة 
أصلك متعرفش فهد بيه وعيلته كويس وأني هعوز أيه غير الاحترام والعيشة الكريمة اللي بلاقيهم اهنه وكبيرنا بيحترم الصغير قبل الكبير وكلتنا نفديه بارواحنا مش بعمرنا بس.. 
انتابه دهشة كبيرة فلطالما كان حائرا في سر العلاقة القوية بين فهد ورجاله والآن ازدادت حيرته أضعافا انتهى صالح من تنظيف الغرفة ثم قال 
الاوضة بقت زي الفل اهي ولو احتاجت أيتها حاجة ناديني بس.. 
وكاد بالمغادرة ولكنه التف اليه ثم قال بابتسامة صغيرة 
تعرف يا ولدي انت من دور عيالي عشان اكده هقولك نصيحة أوعاك تكون داخل اهنه ولسه في جلبك سواد وكره للكبير لانك اكده هتبقى بتخسر نفسك اني عشت عمري كله اهنه وعمري ما شوفت حد بيقلل احترام منيه ولا حد يستجري يناديه باسمه اكدهحتى ولاد عمه سليم وعمر وأنت في عمر ولده وبالرغم
من اكده سايبك تناديه كيف ما تريد يمكن اللي بيشفعلك عنده حاجة واحدة بس.. 
رفع آيان حاجبيه وهو يتساءل باستغراب 
حاجة أيه 
رد عليه بنفس البسمة البشوشة 
انك متعرفوش يا ولدي أنت عشت عمرك كلته بتتخيل فيه الشړ والۏحش عشان اكده وجودك اهنه لسبب ميعرفوش غير الكبير نفسه والعلم لله هو رايد منك أيه جايز يكون بيديك فرصة انك تعرفه زين.. 
وغادر بعدما زاد من حيرتهفجلس أيان على الفراش وهو ينفث عما بداخلهفتذكر الحديث الذي تم بينه وبين فهد بالمشفى قبل قدومه لهنا.. 
بعد اللي مهران قاله مبقتش عارف أفكر ولا قادر أستوعب أن كل اللي عملته ده مكنش للي يستحق أنا حتى عاجز اني اعتذرلك يا فهد..أنت متخيل إزاي كرهي ليك لسه جوايا لحد اللحظة دي حتى بعد ما عرفت الحقيقة! 
ابتسم فهد ثم قال 
اللي يتربى على حاجة 27سنة صعب يتقبلها بسهولة يابن المغازي... وأني مش مستني انك تحبني او تحب عيلتي أني عايزك تنهي اللي بينا بطلاقك لبتي وكل حي يروح لحاله.. 
اتقبض قلبه لسماع ما قال لذا صاح بعصبية بالغة 
لا يا فهد انا مش هطلق مراتي انا بحبها وعارف انك مستحيل تصدق الكلام ده بس دي الحقيقة انا ماليش هدف ولا غاية اعيش عشانها غير هي حتى وانا عارف ان قلبها مبقاش ليا زي زمان بس هحاول اني اخليها ترجع تحبني من
تاني..
طرق بعصاه الأرض پغضب اتبع نبرته الصارمة 
أوعاك تكون فاكر اني مقدرش احمي بنتي واخلصها منيك.. 
أخفض رأسه للأرض بحزن 
عارف انك تقدر بس أنا مش هقبل انك تفرقني عنها ويمكن ده يكون سبب العداوة الجديدة اللي هتجمعنا مرة تانية. 
ضحك بصوت مسموع ثم قال ساخرا 
بتهددني يابن المغازي! 
هز رأسه نافيا 
لا.. أنا بحاول اوضحلك الامور حتى لو مكنتش لابق في اختيار كلامي.. 
منحه فهد نظرة مطولة زينها الغموض والثبات انهاها حينما انتصب بوقفته وهو يخبره بكبرياء
يبقى تسمعني زين لو عايز تبقى مع بنتي تنفذ كل اللي هقولهولك انت غلطت لما كنت بتحاول توطي رأسي قدام الخلق ودلوقت وقت الحساب وزي ما بتقول انك بتحب بنتي يبقى مترضاش ليها انها تبقى متهانة ومکسورةالراجل الصوح هو اللي يخلي كرمته وكرامة مرته فوق...ولو عايز ده يحصل يبقى تجيب حاجاتك وتيجي لحد باب بيتي..البيت اللي هنت ناسه هتعيش فيه وسطيهم..
بالمشفى..
حاول أكثر من مرة أن يرتدي الذراع الأخر من القميص ولكنه لم يستطيع فضغط بأسنانه على شفتيه ليكبت تلك الشهقة التي يصاحبها ألما حاد وتطلع تجاهها فوجدها تجمع ملابسه ومتعلقاته الخاصة بالحقيبة الصغيرة التي تحملها لاح على وجهه ابتسامة خبيثة فخلع ذراعه الاخر من القميص ثم ردد بتعب مصطنع 
تسنيم..
رفعت عينيها تجاهها فأشار لها على القميص اقتربت منه على استحياء ثم جذبت القميص الملقي خلفه وعاونته على ارتدائه لتغادر من أمامه سريعا تجاه الحقيبة فرفع حاجبيه بسخط وهو يشير على الأزرر المفتوحة 
يعني همشي كده ولا أيه! لو معندكيش مشكلة أنا كمان معنديش مانع.. 
منحته نظرة شرسة قبل أن تقترب منه فأغلقت القميص وهي تخبره بضيق 
وأنت ما بتصدق صراحة.. 
غادرت ابتسامته عنه فجأة فأمسك بيدها التي تغلق أخر زر من القميص ثم تعمد وضعها على جرحه القريب من قلبه فقشعر جسدها وهي تتخيل آلامه في لحظة لمس يدها لجرحه فرفعت عينيها تجاه وهي تهمس پخوف 
آسر..
ابتسم كالمغيب بعينيها ليخبرها 
عنيا مش بتشوف غيرك وكأن مفيش على وجه الأرض ست جميلة غيرك.. 
ثم رفع يدها إليه ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ومشاعره تهمس على لسانه الناطق 
وحشتيني..
أغلقت
عينيه بقوة تحتمل تأثير قربه وكلماته الساحرة فجذبها لتجلس على قدميه ثم احتضنها عله يمنحها آمان قربه منها فمسد بحنان على ظهرها وهو يقول
البعد ده معتش هيطول وهترجعي نامي في حضڼي زي زمان.. 
رفعت وجهها تجاهه ثم قالت بدمعة حزينة 
البيت من غيرك ممل حتى الجناح مبقتش بقعد فيه.. حساه زي القپر من غيرك.. 
طبع قبلة على جبينها ثم قال ببسمة ماكرة 
هنحيه من تاني مع بعض.. 
وأبعدها عنه ثم حاول التمسك بحافة الفراش لينهض على قدميه فتشبثت بيديه لتعاونه على المضي قدما حتى خرج من الغرفة فأسرع تجاهه بدر وأحمد ليعاونوه فرفض آسر أن يستند عليهما فود أن يتغلب على ضعفه ذلك بعدما اختار الوقوف على قدميه لذا خرج وهو ينتصب بمشيته حتى وإن كان بداخله يئن هبط للأسفل حتى صعد لسيارتهم وجلست هي من جواره فتحركت السيارة للسرايا.. 
خرج آيان للشرفة يتأمل السرايا والحدائق بنظرة إعجاب فاهتدت نظراته على فهد الذي يجلس على الأريكة الموضوعة بمنتصف الحديقة ولجواره كان يجلس عمر ويحيى فهبط ليجد اجابة صريحة لما يجوب برأسه فما أن دنا منهما حتى انزعج يحيى منه ومع ذلك لزم الصمت احتراما لقرار عمه فوفف أيان مقابله ثم قال 
أديني جيت زي ما اتفقنا يا فهد ممكن تفهمني بقى عايزني ليه هنا! 
جذب كوب الشاي الساخن ليرتشفه
وهو يجيبه بثبات قاټل 
ولا حاجة بنتي كانت ضيفة في بيتك كام يوم وإحنا مينفعش منردش
واجب الضيافة ده حتى تبقى عيبة في حقنا.. 
ثم استدار بوجهه تجاه يحيى فأشار له قائلا 
خد ابن المغازي يا يحيى وروحوا نضفوا الاسطبل زمان ولدي على وصول ولو ملقهوش مترتب هيتضايق..
ضيقيحيىعينيه بدهشة مما قالفأشار لهعمربأن ينفذ ما قاله دون أي كلمةفاحتبس غضبه بداخله وهو يشير له بيديه
طريق الاسطبل من هنا..
أزاح أيان عينيه عن فهد بصعوبةفكان يشعر لأول مرة بأنه عاجز...عاجز عن فهم هذا
الشخص وما بدور بتفكيره..فان كان يتعمد اهانته لما كان أرسل معه ابن شقيقته معهفكيف سيعرض أحد أعمدة الدهاشنة للإهانة إذا كان يتعمد اهانته شخصيا!
اتبعآيان يحيى حتى وصل للاسطبل فوقف المساحة الكبيرة والخيول العربية الاصيلة باعجاب شديد وما أثار إعجابه هذا الفرس المميز الذي يستكين بمكان منفرد عن الجميع وكأنه يميز نفسه ويعلن سيادته على الجميع اقترب آيان منه وقبل أن تلامسه يديه حذره يحيى قائلا
خد بالك لايدك تنكسر الخيل ده مش زي اللي هنا ده خاص بآسر وصعب حد يقربله.. 
قال وهو يدنو به دون مبالاة 
اسمه أيه 
أجابه يحيى ساخرا 
وهتعمل بإسمه أيه متقربلوش وخلاص لو مش عايز إنه يأذيك.. والله أعلم المرادي هترموا التهمة على مين فينا.. 
قضى أيان ساعة كاملة بصحبة يحيى بالاسطبل فرغما عنهما كانوا يتعاونا في حمل الأثقال والعمل سويا طوال تلك المدة فتأقلم يحيى على وجوده بنفس المكان الذي يقف هو به.. 
وضعت رواية ونادين الطعام الشهي على السفرة الضخمة استعدادا لاستقبال آسر حتى الفتيات تعاون على تنظيف السرايا جيدا فانطلق صوت بوق السيارة يعلمهم بقدومه.. 
هبطآسر من السيارة فاستقبلته نسمة هواء باردة أنعشته فأغلق عينيه بابتسامة صغيرة ثم اتجه يسارا بخطاه البطيئة سأله أحمد باستغراب 
أنت رايح فين 
قال وهو يستكمل طريقه 
هبص على همام قبل ما أطلع.. 
لحق به أحمد بينما حملت تسنيم الأغراض وصعدت بها للأعلى استند آسر بيديه على الأخشاب المصفوفة جوار بعضها البعض حتى وصل للاسطبل فجابت عينيه المكان وكأنه يبحث عن شخصا ما فاهتدت نظراته تجاهه لم يكن ظهور أيان بالنسبة اليه مفاجأة وكأنه كان يتوقع ما سيفعله أبيه ترك أيان كومة القش الذي يحملها أرضا حينما رأه يقف أمامه فدنى منه ثم بدى مرتبكا فيما سيقول 
بقيت أحسن 
يهمك أمري! 
أكيد بعد ما فدتني بروحك يهمني انك تبقى واقف على رجلك من اول وجديد. 
هز رأسه والبسمة لم تفارق وجهه فأشار له أحمد وهو يمنع أيان نظرة مغتاظة 
يالا يا آسر ندخل لازم ترتاح.. 
أومأ برأسه له ثم انصاع ليديه ليدلف للداخل فوجد الجميع باستقباله فدنت منه حور ثم قالت بفرحة 
حمدلله على السلامة يا آسر.. 
وأضافت ماسة 
ربنا يكمل شفاك على خير يارب.. 
وقالت رؤى
نورت بيتك.. 
منحهم ابتسامة صافية وهو يجيبهم بامتنان 
شكرا على كل اللي انتوا عاملينه هنا ده.. 
وكان يقصد تزينهم للقاعة لتكن باستقبله اتجهت نظرات آسر لروجينا التي تدفع مقعدها تالين فانحنى مقابلها وهو يسألها بحزن 
ليه لسه قاعدة على الكرسي يا روجينا مش بقيتي أحسن 
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه 
اتحسنت عن الاول كتير الحمد لله المهم طمني أنت عنك 
طبع قبلة على جبينها ويديه تمسد برفق على حجابها 
بخير يا حبيبتي.. 
ثم نهض ليحتضن جدته التي هبطت متلهفة للقاء به فأتت نادين من المطبخ حاملة لصينية المعكرونة الشهية فوضعتها على السفرة وهي تناديهم قائلة 
الاكل هيبرد يا جماعة.. يالا.. 
خرجت خلفها تسنيم بالشوربة ثم وضعتها بحرص على السفرة فاجتمعوا جميعا عليها فقال سليم بفرحة 
بقالنا زمن متجمعناش اكده... 
رد عليه عمر 
آسر جمعنا أهو يا سيدي.. 
ابتسم آسر ثم قال 
متقلقش يا عمي كل ما تحن للقعدة الحلوة دي رنلي بس وأنا هطوح على أي مستشفى.. 
تعالت الضحكات فيما بينهما فقال يحيى باستغراب 
أمال فين بدر 
ضيق احمد عينيه بذهول 
كان هنا دلوقتي! 
قاطعهما صوت الكبير حينما قال 
بعته مشوار وزمانه راجع.. 
تطلع آسر لهما ففهموا ما ينوي أبيه فعله.. 
بالخارج..
ما أن انتهى أيان من عمله حتى جلس على الطاولة المحاطة بالمقاعد الخشبية بمنتصف حديقة السرايا وهو يزيح عرقه بالمناديل الورقية فانتبه لبدر الذي يقترب منه بتأفف وكأنه مجبور على القدوم إلى هنا فقال بضيق شديد 
أنت.. قوم معايا عمي عايزك.. 
رفع عينيه تجاهه پغضب ثم قال 
أيه أنت دي ماليش أسم! 
أنا
لولا عمي قسما بالله كنت دفنتك وتويتك هنا ومحد يعرفلك طريق بس مجبور أكلمك بكل هدوم.. 
منحه نظرة باردة قبل أن يترك مقعده ويجذب قميصه ليرتديه فقال بدر پغضب 
وتبقى تلبس هدومك بعد كده السرايا فيها حريم ولازم تتعود على احترامهم وده شيء هيبقى جديد عليك يابن المغازية.. 
لم يعيره
انتباها بل توجه ناحية السرايا بثبات جعل الاخير يشيط ڠضبا فولج خلفه للداخل ومن ثم للقاعة ليجد نفسه أمام فهد وعائلته بأكملها صعقټ روجينا حينما رأته يقف أمامها فوقف الطعام بحلقها فقد ظنت بأنه رحل من هنا! كانت نظرات الجميع تعج بالكره والمقت تجاهه ومع ذلك تجاهلها ودنا من فهد قائلا بثبات 
عايزني في أيه 
رفع فهد عينيه تجاهه ثم قال ويديه تشير على المقعد المجاور له 
اقعد.. لازمن تتعود ان الوكل اهنه على 3بيكون جاهز ومن نفسك تيجي كل يوم... 
منحه نظرة حائرة فعاد ليشير له مجددا على الجلوس فتحرك ببطء حتى جلس جواره فاختار له فهد المقعد المجاور له والمقابل لآسر فكان أيان يجلس على يساره وآسر على يمينه وكأنه يخبره بأن مكانته هنا باتت مناصفة بينه وبين ابنه وبالرغم من أن الجميع في حالة من الصدمة وأعينهم تملأها الكثير من الأسئلة وبالاخص رواية الا ان لم يجرأ أحدا على فتح فمه بحضور فهد حمل فهد الملعقة بنفسه ثم سكب بطبق أيان الطعام وقدمه من أمامه فشرد الاخير وهو يتطلع للطبق بعدم تصديق لما يفعله هذا الشخص معه بالرغم مما ارتكبه بحقه فظن فهد بأن هناك ما يشغل تفكيره لذا فقال بسخرية 
متخفش أني مش هسمك في بيتي ووسط عيالي الوكل مفهوش حاجة.. 
رفع وجهه تجاهه ثم قال بحزن اتضح للجميع من نبرته 
هتسمني وأنت بنفسك اللي حميني انت وابنك! 
وجذب الملعقة وأخذ يتناول طعامه ببطء شديد وعينيه تتوزع بين وجوه الشباب بأكملهم فبالرغم من أن لا أحدا يطيق وجوده الا انهم كانوا يحترمون وجود فهد فلم يجرأ أحدا على التعرض له
حتى بنظرة! 
بمنزل مهران الدهشان.. 
اقتتمت ملامح ابنه حينما علم باستقبال فهد لآيان بمنزله فقال لرجاله پغضب كالچحيم 
ثم القى مقعده بعصبية بالغة وهو يستطرد 
اللي مقدرش أبوي يعمله فيك يا فهد اني اللي هعمله.. 
ثم ردد بصوت كفحيح الأفعى السامة 
ھحرقك حي يا فهد انت وعيلتك كلتها.... 
............. يتبع................... 
الدهاشنة..... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت..
الدهاشنة....وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الثالثوالأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة وفاء محمود من الأردن الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
خفق قلبي عشقا!... وتمرد ليخبرني بأنك من منحته الشوق وغلفته بمشاعر خلقت لأجلك أنت ربما أنا امرأة ناضجة ولكن بحضرتك أشعر وكأني طفلة صغيرة تتمسك بيد أبيها طفلة غير تبالي بما قد يدين أنوثتها طفلة تشتاق لك وتضمها إليك لتحتويها بحنانك ودفء مشاعرك.... فكنت أنت الفارس المختار الذي حملها على فرسه المطيع لينجو بها من وسط تلك الغيمات المظلمة.... فلم تكن آسرها فحسب بل ميثاق قوي لعشقها العفيف فتلك الدقائق التي تمر عليها وهي
بإنتظاره تعد كثقل دهرا بأكمله فمازال بالأسفل بصحبة الشباب الذين أصروا على أن يمضي الليل بصحبتهم وحينما انتهى الحديث بينهما صعد آسر لجناحه وهو يحرص الا يصدر صوتا قد يزعجها فبالطبع سيجدها تغفو في ذاك الوقت المتأخر من الليل وما أن أغلق باب الغرفة حتى 
وحشتني..
مش أكتر مني.. 
تلك المرة قابلته على درب الشوق فلم تتركه يجتاز طريقه بمفرده كانت تلبي دعوته بصدر رحب وقلبها يخبره أبيات بعشقه الذي بات يغلب ضعفها دقائق مضت وهي غارقة بعالمه فابتعد عنها وصدره يلهث بقوة ومع ذلك ضمھا إليه فقالت بحزن سيطر على فرحها 
أنت ازاي كنت عارف تنام بالمستشفى وأنا هنا مكنتش بدوق طعام النوم! 
ضحك وهو يجيبها باستنكار 
هو يعني كان بمزاجي! أنا كنت بأخد الادوية من هنا وبسافر في دنيا تانية يا تسنيم. 
مرمغت رأسها بين صدره ولسانها يردد بعشق 
أنا من غيرك كنت حاسة أن حياتي واقفة يا آسر متبعدش عني تاني.. 
أبعدها عنه ثم تطلع لها بدهشة قبل أن يتساءل بشك 
أنتي فيكي أيه بالظبط من ساعة ما رجعت من المستشفى وأنتي مش طبيعية.. 
ثم رفع يديه على جبينها ليستكشف حرارتها فقال بخبث 
لا مش تعبانة بس أنا متأكد إن فيكي حاجة غلط.. 
منحته ابتسامة أربكت جوارحه وخاصة حينما قالت 
تقدر تقول إن الفترة اللي فاتت خلتني أندم على أني كنت بخبي حبي ليك...
فلازم تأخد على كده كل يوم هقولك أنا بحبك أد أيه. 
أبعد تلك الخصلة المتمردة على عينيها ثم قال ببسمة لم تفارقه منذ سماع تلك الكلمات التي أفتكت به 
هو أنا أمي راضية عني ولا أيه بالظبط.. 
أخفت وجهها بين أحضانه فمازحها قائلا 
لو كنت أعرف أن الړصاص هيعمل فيا كده
كنت خليت مهران ضړبني من زمان. 
لكزته پغضب فتأوه بۏجع مصطنع جعلها تبتعد عنه وهي تتفحص صدره العاړي وهي تردد پخوف 
أنا آسفة والله مقصد حصلك حاجة.. 
ضغطت بأسنانها على شفتيها پعنف حينما رأته يضحك بمكر فسددت له بغيظ عدد من اللكمات كتفآسر ساعديها معا خلف خصرها ومن ثم نهض ليجبرها على التمدد لفرق قوته الذكورية عن جسدها الهزيل مقارنة به فكان لنظراته دفوف لناقوس خطړا سيطوفها من جديد فأقتطف ورقة من ريحقها وهو يهمس له ببطء جذاب 
وفري مجهودك يا روحي لإنك مستحيل تقدريلي.
ثم عاد ليقطف ثمار عشقهما من جديد وقد منحته هي مفتاح أمان لرحلة ستخطتفهما من جديد..
بغرفة ماسة.. 
ثقل قدميها أقلق عليها نومها المريح ففتحت المصباح المجاور لفراشها ثم استقامت بجلستها وفتحت درج الكومود لتجذب المرهم الطبي الذي دونته لها الطبيبة فحاولت جاهدة رفع قدميها عن الأرض قليلا لتتمكن من وضع المرهم عليها فتأوهت ألما حينما تقلصت معدتها جراء جلستها الغير مريحة فأغلقت عينيها ألما ثم أخفضتهما سريعا وهي تئن بۏجع فشعرت بيد تفرك قدميها برفق وحينما فتحت عينيها وجدته ينحني أرضا أسفل قدميها يوزع بيديه المرهم على قدميها سحبت ماسة ساقيها بعيدا عنه وهي تردد بخجل 
يحيى أنت بتعمل أيه 
جذب قدميها إليه مجددا ثم قال وهو يفرك برفق بين أصابع قدميها 
مفيش فرق بيني وبينك يا حبيبتي. .
أعادت رأسها للوسادة براحة بدأت تشعر بها بعدما خفف ألم قدميها فغفت رغما عنها من فرط الإرهاق على أمل الاستيقاظ بعد ساعة من الآن لأداء صلاة الفجر وحينها دق المنبه الخاص بها فأنزعجت معالمها وقبل أن يصل ذراعيها للساعة الصغيرة المقابلة لرأسها كانت يديه الأسرع لها فأطفئ المنبه حرصا منه أن تنال قسطا أخر من الراحة ولكنها كانت قد استيقظت بالفعل جحظت عين ماسة في صدمة حينما وجدته مازال يجلس جوارها ويدلك قدميها بعد فاتكأت بمعصمها لتستقيم بجلستها ثم تساءلت بذهول 
أنت لسه منمتش 
وقبل أن يجيبها قالت بحرج 
أنا ازاي محستش انك لسه صاحي لحد دلوقتي!!
أنا والله من كتر التعب محستش بنفسي حقك عليا.. 
ضم وجهها بين كف يديه وأجلى أحباله الصوتية قائلا 
راحتك هي راحتي ليه مش قادرة تستوعبي ده! 
أدمعت عينيها بالدموع تأثرا لكلماته ولما يحرص دائما على فعله فرفعت أصابعها تحتضن يده ثم قربتها لتطبع قبلات رقيقة على كف يده تعالت صوت أنفاسه التي تجاهد ذاك الشعور القوي الذي يهاجمه في قربها منه وما زاد مشقته حينما همس صوتها الرقيق بشجن 
بأحبك يا يحيى.. بحبك أوي. 
قرب رأسها إليه ليعانقها بين أضلعه وهو يتودد لها بعشق 
حبك نقطة في بحر حبي ليكي يا ماسة وجودك جنبي رد فيا الروح بعد كل العڈاب ده.. 
بحب كل حاجة فيكي عيونك... وقلبك... وروحك...أنتي هوسي.. 
توقف لسانه عن بوح المزيد من همسات العشق وجعل الحديث بينهما مختلف عن سابقه حديث بالطبع لن يجمع سواهما!. 
بغرفة أحمد 
تسلل پخوف من أن تشعر به حور فحينها سيحدث ما لا يحمد عليه وخاصة بأنه يعلم استيائها من تأخيره بالعودة فما أن أقترب من الفراش حتى أضاءت الضوء ليتمكن من رؤيتها وهي تترقب عودته بنظرات لا تنذر بالخير فترك حذائه أرضا ثم قال باستسلام 
كنت ساهران معاهم مهو مش معقول هسيب قاعدة زي دي وأطلع أنام.. 
نهضت حور عن الفراش ثم دنت لتقف مقابله وهي تخبره بغيظ 
يعني أنت بتفضلهم عليا يا أحمد وأنا من الصبح قايلالك اني عايزاك في موضوع مهم. بقى دي
أخرتها
اقترب منها وهو يقول بابتسامة ماكرة 
أيه ده شامم ريحة غيرة لأول مرة أشمها. 
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تجيبه على مضض 
هغير من مين اللي مضايقني انك مقدوننيش ولا قدرت إني عايزة أتكلم معاك.. 
رد عليها بهدوء 
خلاص مختلفناش أنا رجعت أهو وجاهز أسمع اللي عايزة تقوليه.. 
لعقت شفتيها بارتباك وكأنها لا تعلم من أين ستخبره فرددت بتوتر وهي تدنو من المقعد المقابل للشرفة 
آآ... أصل.. أنا... يعني.. 
اتبعها ثم جلس على المقعد المجاور لها ليتساءل بدهشة 
أصل أيه ما تتكلمي! 
رددت بعصبية بالغة 
ما أنا بحاول أتكلم أهو الله.. 
انكمشت تعابيره بدهشة من صوتها المرتفع الذي يعهده لأول مرة فقالت بتوتر 
أنا مش قصدي اعلي صوتي والله بس أنا حقيقب مرتبكة ومش عارفة أقولك أيه.. 
رد عليها بحيرة 
ليه كل ده.. هو أكيد في کاړثة صح! 
ابتسمت وهي تشير له نافية 
لا مش للدرجادي.. 
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبره 
أنا الفترة اللي فاتت كنت بحس بحاجات غريبة ولما اتكلمت مع تسنيم شكت اني حامل والنهاردة عملنا الاختبار وفعلا طلعت شكوكها صح.. 
انهت كلماتها وهي تراقب ردة فعله على استحياء فوجدته مصډوم مما استمع اليه وخاصة حينما ظن ببدء الامر بأنها ارتكبت خطأ ڤاضح فترددها بالحديث أذهب عقله لتفكير بعيد وزع أحمد نظراته بين عينيها تارة وبطنها تارة أخرى ثم قال بتشتت 
متأكدة
ردة فعله أحبطتها نوعا ما فأومأت برأسها وهي تجيبه 
أيوه متأك..... 
بترت كلماتها حينما حملها بين ذراعيه وهو يطوف بها بفرحة
وصوت ضحكاته تطرب آذانها فلأول مرة ترآه سعيدا بتلك الدرجة وخاصة حينما قال 
ده أحلى خبر سمعته بعد خبر جوازي منك.... أنتي ډخلتي السعادة وكل شيء جميل لحياااتي..
تشبثت برقبته وهي تصيح به 
نزلني طيب.. 
أخفض ذراعيه ليضعها أرضا ثم طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يردد بفرحة 
ربنا يكملنا فرحتنا على خير ويفرحني ببنوتة قمورة زيك كده.. 
ثم ابتعد عنها وهو يهرول تجاه الباب فاتجهت خلفه وهي تتساءل باستغراب 
رايح فين 
قال وهو يغلق الباب من خلفه 
هقول لبابا وماما... لا للبيت كله.. 
لحقت به وهي تشير له پصدمة 
الوقت متأخر يا أحمد! 
قال دون مبالاة 
يصحوا مش هيجرى حاجة.. 
أغلقت الباب من خلفه وهي تردد بابتسامة مشرقة 
اټجنن لما سمع الخبر ده ولا أيه! 
بغرفة عمر 
طرقات الباب كانت مزعجة بالدرجة التي ايقظت كلا منهما فقالت ريم بقلق 
مين اللي هيخبط علينا السعادي يا عمرلتكون ماسة جرالها حاجة.. 
ربت على يدها وهو يخبرها 
اتفائلي بالخير يا حبيبتي هقوم أشوف مين.. 
وبالفعل نهض من جوارها ليدنو من الباب فما أن فتحه حتى اندفع أحمد تجاهه قائلا بابتسامة واسعة 
آسف اني صحكتم بس عايزاكم في حاجة مهمه.. 
نهضت ريم عن الفراش ثم أسرعت تجاهه وهي تتساءل پخوف 
أختك كويسة! 
أجابها على الفور 
ماسة بخير بس اللي عايزكم فيه يتعلق بيا أنا..خبر من الأخر يعني.. 
ردد عمر بذهول 
خبر أيه السعادي يا ابني.. ميستناش لبكره 
هز رأسه نافيا فزفر عمر
بضيق
طب قول وخلصني في ليلتك الغريبة دي.. 
قال وهو يعدل من قميصه بعنجهية 
بالصلاة على النبي كده يا حاج ابنك هيبقى أب وهيخليك جد معاه.. 
ابتسم عمر بفرحة بينما ضمته ريم ثم قالت بفرحة 
ما شاء الله الف مبرووك يا حبيبي ربنا يكملها على خير ويشرفنا على الكامل يا رب.. 
منحها ابتسامة هادئة وهو يردد بتمني 
يارب يا ماما.. 
لف عمر ذراعيه حول كتفه ثم قال 
الف مبروك يا أحمد الف مبروك يا حبيبي.. 
ثم جذبه للخارج ليغلق الباب من خلفه فضيق عينيه باستغراب وخاصة حينما قال عمر بابتسامة مصطنعة 
اكتم بقى فرحتك جواك للصبح وبعد كده نبقى نفرح البيت كله معانا بلاش تصحي حد تاني كفايا إحنا أصل أنا عارفك لما بتفرح بتحب الدنيا كلها تعرف ايه اللي مفرحك. 
رفع حاجبيه ساخرا 
دي طريقة تعاملني بيها بعد ما قولتلك انك هتبقى جد 
ضحك عمر ثم همس له بخبث 
كنت عارف على فكرة الخبر مش جديد عليا.. 
حك مقدمة رأسه بحيرة 
عرفت منين! 
أجابه قائلا 
ماسة قالتلي.. 
ثم أشار له على الدرج ليسترسل بمزح 
أنت عارف السلم ده هيطلعك فين صح 
حدجه بنظرة ضيق ثم تركه واتجه للدرج وهو يقول 
عارف.. تصبح على خير يا حاج. 
ضحك عمر وهو يتطلع اليه حتى صعد للاعلى فعاد لغرفته والفرحة لا تسعه بسعادة ابنه التي عادت لتنير دنياه بعدما حدث له من قبل. 
صعدت الشمس لتحتل عرشها الذهبي فتخبئ القمر بظلامه الدامس خلف أشعتها فبددت ظلامه بذلك الضياء الساطع فداعبت عينيه وفتحهما على مهل ثم نهض ليخرج لشرفة المندارة فعلى الرغم من كونها منزل منعزل عن السرايا ولكنها كانت مقابله بالتحديد استكانت عين أيان على فهد الذي يجلس خلف باحة المنزل ولجواره كانت تجلس زوجته يتناولون طعام الافطار فنقلت نظراته للحديقة الجانبية لتهيم عينيه بمعشوقة قلبه التي اختارت الخروج في وقت كذلك لعل الهواء النقي يزيح غيمة قلبها فرغما عنها رفعت عينيها تجاه شرفة غرفته فوجدته يقف ويتأملها تقابلت الأعين ومنه توحد الۏجع كلا منهم يود لو يبوح للأخر بوصف دقيق لما يشمله ألم القلوب كلاهما يعاني وكلاهما يحتاج لوجود الأخر بجواره هو يحارب ما يكتفه من خصام جعلته شخصا سيء وهي تحارب ذاتها التي جعلتها فريسة سهلة لشخص مثله.. 
على بعد منهما.. 
أتت رواية منذ الصباح الباكر حتى تتمكن بالحديث مع زوجها الذي رفض الحديث بالأمس لتعبه الشديد وحاجته للنوم فقالت بضيق شديد التمسه فهد بحديثها 
أنا بجد معتش فاهمه حاجة يا فهد أنت جايب الشخص ده هنا ليه بعد كل اللي عمله فيك وفي بنتك أنا مصدقت انها اتخلصت منه تقوم تجبهولها لحد هنا! 
قضم اللقمة المغموسة بالعسل الصافي ثم قال 
أني عارف أني بعمل أيه زين.. متقلقيش سبني أني اتصرف. 
كزت على أسنانها بغيظ
فقالت وهي تحاول التحكم بأعصابها 
رفع عينيه تجاهها ثم قال 
الغلط جاي من عندينا من البداية يا رواية متنسيش ان مهران من نسل الدهاشنة واللي عمله يدينا كلتنا.. 
اعترضت لما قال حينما اخبرته 
يبقي هو وابنه اللي يدفعوا التمن مش احنا .. 
ثم بدأت بتهدئة ذاتها فبالنهاية تجلس بصحبته بالأسفل لذا اختارت الحديث بهدوء 
فهد عشان خاطري بلاش الشخص ده يكون موجود وسطينا هيدمر روجينا تاني وأنا مش هستحمل ده.
شفق لحال محبوبة قلبه وعشقه الوحيد فترك الخبز من
يديه ثم وضع يديه على يدها وهو يخبرها بلهجتها التي تعشق سماعها منه 
رواية أنا مبعملش حاجة في حياتي غير أني بحميكي أنتي وأولادنا واللي بعمله ده لمصلحة بنتي.. 
تساءلت بحيرة 
ازاي بس 
أشار بعينيه للأعلى 
بصي فوق
وأنتي تعرفي.. 
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم 
بنتك لسه بتحبه يا رواية ومستحيل هتنساه أنا شايف حبها ليه في عيونها حتى لو هي بتحاول تداري ده.. 
وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء 
ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة
اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا.. 
ثم استرسل قائلا 
أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف اننا الصح وهو الغلط لازم هو بنفسه يتغلب على كل ده.. وقبل اي حاجة فأنا باللي بعمله ده برد اعتبار بنتك وبرفع من كرامتها اللي هو داسها في وقت انتقامه ومن غير ما انزل منه أو أخد بتاري منه... كل ده بسبب القرار اللي اخدته.. أظن بعد اللي سمعتيه ده القلق ميبقاش له وجود جواكي والا أيه 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على معالمها فقالت بصوت سكنته الراحة 
مبقتش قلقانه يا فهد لانك كل مرة بتفاجئني بحكمتك وذكائك.. وده اللي دايما بيشدني ليك.. 
تطلع جواره قبل أن ينحني بجسده على الطاولة ليهمس لها بمكر 
ده بس اللي عجبك فيا يام العيال! 
سكن الخجل قسمات وجهها فأخفضت صوتها وهي تجيبه 
في حاجات كتيرة طبعا بس مش هينفع الكلام هنا لما نطلع.. 
غمز لها بخبث 
طب ونستنى ليه يا بنت الحلال دي مواضيع مهمة ولازمن ولابد نتكلم فيها وقتي.. 
نهضت عن الطاولة ثم حملت صينية الطعام لتشير له بدلال 
بليل نتكلم أنا لسه هحضر الفطار لآسر.. 
وتركته وغادرت من أمامه ومازالت الابتسامة تزين وجهه.. 
أبعدت روجينا عينيها عنه ثم جذبت الدفتر الخاص بها فأصبح هو ملجأها الوحيد طوال تلك الفترة وخاصة بعد تواصلها مع طبيبة نفسية عن طريق الانترنت فطالبتها بتدوين كل ما يشغل عقلها كتابة مشاعرها على ورق ربما يزيح عنها الكثير انزلق القلم من بين يدها فحاولت جاهدة الوصول إليه بمقعدها المتحرك ولكن يد
ما انتشالته لتقدمه لها ابتسمت وهي ترفع رأسها وتردد دون رؤية من عاونها 
شكرا..
ارتبكت حينما رأت أحمد يقف مقابلها فمنحها ابتسامة هادئة 
العفو.. أنا في الخدمة.. 
فركت أصابعها بارتباك فاوقفته حينما استكمل طريقه للخارج فنادته بارتباك 
أحمد.
توقف عن المضي قدما ثم استدار وهو يسألها 
في حاجة يا روجينا 
أومأت برأسها وعينيها موضوعة أرضا فسحب أحد المقاعد ليصبح مقابلها 
اتكلمي قلقتيني! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت 
أنا مش عارفة اعتذرلك ازاي عن كل اللي اتسببتلك فيه أنا آآ.. 
قاطعها حينما قال 
مالوش داعي الكلام ده يا روجينا اللي عدى خلاص اتنسى احنا في النهاردة.. 
أغلقت عينيها لتجابه تلك الدمعات الحاړقة وهي تخبره برجاء 
أرجوك سبني اتكلم يمكن احساس الذنب اللي جوايا ده يخف.. أنت متستهلش كل اللي أنا عملته فيك عشان كده أنا بعتذرلك من قلبي وبتمنى انك تسامحني انت وحورأنا من يوم ما جيت هنا وعلاقتنا مبقتش زي الاول .. 
واستكملت بابتسامة وهي تزيح دموعها بأصابعها 
يمكن الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني السعادة اللي شايفاها بعيونك والحب اللي بينكم ربنا سبحانه وتعالى بيختار لينا الافضل وهي الأختيار الافضل ليك يا أحمد لإنك تستاهل كل خير. 
منحها ابتسامة صافية ثم ربت بيديه على يدها وهو يخبرها 
اتغيرتي يا روجينا ويمكن دي تكون بداية جديدة لحياتك عشان كده بلاش تبصي لماضيكي وشوفي حياتك حاولي تخرجي نفسك من الحالة اللي انتي فيها دي لانك تستهلي فرصة تانية.. 
أومأت برأسها بتأكيد والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها فتركها أحمد وغادر ومازالت الأعين تتربص بها أعين تملأها البكاء وأعين أخرى يملأها الڠضب فربما تحملت حور ما رأته ولكن آيان كان من الصعب عليه التحمل لذا اندفع للاسفل والڠضب يتراقص بين حدقتيه ليجدها مازالت تدون بدفترها الغامض بالنسبة له جذب الدفتر الصغير عنها ثم وضعه بجيب جاكيته وحملها بعد ذلك بين يديه ليصعد بها للاعلى وهي تصيح پصدمة 
واخدني فبن سبني! 
لم ينصاع لصړاخها ولم يبالي بسماعها أحدا بل صعد بها لغرفته ليلقيها على الفراش وعينيه الغاضبة تدنو لتصبح قريبة منها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة وهي تتذكر ما كان يفعله من شدة غيرته عليها فمن المؤكد
لها بتلك اللحظة بأنه رأى لقائها القصير بأحمد تحرر عقدة لسانه الثقيل حينما قال 
أوعى تختبري غيرتي عليكي أو تتحديني باللي بتعمليه يا روجينا لانك هتكوني بتلعبي پالنار اللي هتحرقني وهتحرقك.. 
زحفت بظهرها للخلف وهي تردد بصوت متقطع من فرط الخۏف 
أنا معملتش حاجة والله أنا كنت بعتذرله عن اللي حصل.. 
دنى منها مجددا وهو يتساءل پغضب 
تعتذري على أيه انتي أيه اللي جمعك بيه عشان تعتذريله انطفي ايه اللي بيحصل أنا معرفوش!! 
انهمرت دمعاتها المحتقنة وهي تخرج ما بداخلها 
قصدك تقول أيه اللي معملتوش معاه أنا خنت ثقته فيا ودمرته وبالرغم من كل ده لسه شايفني بنت عمه وبيساعدني من اول ما رجعت البيت ده أنا بستحقر نفسي كل ما بشوفه هو وحور أنا مش قادرة ارفع عيني في عينها لاني كنت عارفة انها بتحبه وبالرغم من كده كنت بعاند ولسه بكمل في العلاقة دي حتى بعد ما حبيتك وكسرتني بالشكل ده كان لسه هو جانبي وبيساعدني في اللحظة اللي كان ممكن يتخلص مني فبها ويتجوز البنت اللي كان معجب بيها أنا عملت كل الۏحش اللي في الدنيا.. وبتقولي بتعذريله على أيه!! 
ثم رفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ 
أنت السبب في كل حاجة أنت السبب في كرهي لنفسي وليك.. أنت السبب.. 
أمسك يدها التي تلكمه بقوة ثم قال 
قولتلك انسي اللي فات وخلينا نبدأ من جديد وانتي رافضة ده! 
ابتسمت بسخرية 
أنسى أيه ولا أيه! انسى انك كسرتني بدل المرة خمس مرات ولا انك خوضت في عرضي قدام الناس كلها وأنت المفروض اللي تبقى سندي وتدافع عني ولا انك اخدتني البيت ده عشان اتزل فيهولا انك كنت ھتموت اخويا وأبويا وسمعت ده بودانيولا انك السبب في مۏت ابني اللي كان هيهون عليا كل الشړ اللي شوفته منك! 
ثم رفعت يدها لترطم صدره بكل قوة امتلكتها وهي تصرخ به 
أنا بكرهك.. بكرهك ومستحيل هغفرلك كل اللي عملته ده.. 
لمعت عينيه بالدمع فكتف يديها بيده معا ثم قرب يديه الاخرى من وجهها فتراجعت برأسها للخلف وهي تصرخ پبكاء 
إبعد عني متلمسنيش.. 
أحكم يده حول رأسها ليجبرها بالاقترب منه وسماعه حينما قال بحزن 
أنا سبت كل حاجة ورايا وجيت هنا
عشان حتى لو هتعرض للاهانة فمستعد أستحمل ده عشانك خلي ده يشفعلي عندك ويديني فرصة.. أنا عايز أتغير علشانك أنتي يا روجينا.. 
واستند بجبهته على جبهتها فلفحت أنفاسه وجهها وهو يخبرها 
والله بحبك ومحبتش غيرك.. عارف اني كنت غلط بس كل ده اتزرع جوايا من طفولتي أنا ماليش ذنب.. إعتبريني ضحېة زيك.. 
رفعت عينيها تجاهه وقد هدأت ثورة بكائها فبدت له مترددة للغاية فيما تفكر به ليجدها تحني رأسها حتى استقرت على صدره انتفض جسده بقوة وكأنه لا يصدق بأنها تحتضنه فترك يدها التي تكتفها ثم
ضمھا اليه وهو يردد پألم 
حبيبتي... مستحيل هخذلك يا روحي.. هعمل المستحيل عشانك.. 
رفعت يدها على ظهره فطبع قبلة على خديها القريب منه خشيت روجينا أن يتطور الامر بينهما لذا ابتعدت عنه برفق ثم قالت 
رجعني بقا قبل ما بابا يشوفني. 
ابتسم على طريقتها بالحديث وكأنها ترتكب فعل شنيع من خلف أهلها كالسابق فهو الان رغما عن الجميع زوجها ولكنه لا يريد أن يخسر تلك الخطوة التي حققها اليوم لذا حملها وهو يتجه للاسفل قائلا بنبرة دافئة 
حاضر يا ستي هنزلك قبل ما ماما تشوفك وتقول لبابا ويحصل کاړثة.. 
ضحكت على مزحه وما ان دنت من مقعدها حتى هبطت لتجلس عليه فانتصب بوقفته وهو يتطلع للطعام جوارها فتساءل باستغراب 
مش من عادتك تفطري في وقت زي ده! 
ذمت شفتيها بضيق 
هنا اللي بيصحى من النوم الفطار بيتحضرله على طول من غير أي نقاش.. 
منحها ابتسامة ساكنة فجحظت عينيها في صدمة وهي تتطلع لمن يقف خلفه فاستدار ليجد آسر يدنو منه فوقف مقابله ثم قال بغموض 
قالولي ان همام أخد عليك أوي وأنا عايز أشوف ده بنفسي. 
استدار تجاهه آيان ثم قال بسخرية 
هو أنتوا لسه محسسني أن همام ده وحش ده مجرد خيل والتعامل معاه بسيط. 
اقترب منه آسر ثم تطلع له بغموض انتهى حينما قال 
أيه رأيك في سباق ولا مالكش غير في سباقات الحياة.. 
ضيق عينيه وهو يشير له باستغراب 
سباق وأنت بالحالة دي! 
اجابه بنفس الابتسامة 
متقلقش عليا أنا كويس.. 
رد عليه باستسلام 
معنديش مانع.. 
هبط آسر الدرج ثم قال 
حيث كده تعالى ورايا. 
راقبتهم روجينا پخوف فما أن خرجت تسنيم من الباب الداخلي فأشارت لها روجينا قائلة 
خديني عند الاسطبل يا تسنيم.. 
قوست حاجبيها باستغراب 
ليه..
دفعت المقعد بيدها وهي تشير لها 
بسرعة بس وهقولك واحنا رايحين.. 
انصاعت لها ودفعت المقعد حتى وصلوا بالقرب منه فصدمت تسنيم حينما رأت آيان يمتطي همام وآسر أحد الفرس الأصيل وعلى ما يبدو استعداد كلا منهما لسباق سيبدأ الآن.. 
اقترب آيان منه بالفرس ثم قال بدهشة 
ليه ادتني همام وهو يعتبر
الافضل بين الفرس مش خاېف تخسر! 
بسمة ثقة تحلى بها آسر وهو يجيبه 
الخسارة والفوز المسؤول عنهم الفارس مش الخيل.. 
ثم أشار له بابتسامة غامضة 
جاهز!
هز رأسه إليه فانطلق كلا
منهما
تجاه العلم الصغير الذي وضعه آسر ليضع نقكة نصر لمن يصل أولا فتفاجئ آيان بسرعة الخيل الذي أجبره آسر على الانصياع لأوامره فاخترق العلم أولا ومن خلفه آيان وحتى وإن لم يكن يفصلهما سوى مسافة صغيرة ولكنه من حقق النصر هبط آيان عن الفرس ثم دنى من آسر ليقول بإعحاب 
عندك حق الفارس بيقلب الموزين مش الفرس.. 
ثم تساءل باهتمام 
شكلك غاوي ركوب الخيل من سنين. 
هبط آسر عن الخيل ثم قال 
من وأنا عندي 8سنين تقريبا وبالرغم من ان رجلي اتكسرت أربع مرات الا اني كنت مصمم اتعلم ركوب الخيل لاني لما بحط في دماغي حاجة مفيش قدامي عائق ممكن يوقفني.. 
أومأ برأسه بتفهم ثم قال بلمحة من الحزن 
مش وحش انك تكون بتمارس الحاجة اللي بتحبها وعندك وقت لده. 
حزن آسر لاجله لاول مرة فدنا منه ثم قال 
وحتى لو مقدرناش نحقق احلامنا بالطفولة معانا العمر كله اننا نعيش اللي مقدرناش نعيشه..
هز رأسه وهو يهمس بشرود 
عندك حق.. 
ابتسم آسر وهو يشير له بجدية مصطنعة أحبها آيان 
طب أيه مش هتساعدني ننضف الاسطبل النهاردة ولا هتخلع زي الباقي.. 
ابتسم وهو يجيبه ساخرا 
وأنا ورايا أيه يعني.. يالا.. 
اتجهوا سويا للاسطبل ونظرات فهد تراقبهم بابتسامة مكر وانتصار لما خاضه من تحد سافر وانتصر عليه بجدارة.. لا يعلم بأن القادم سيجعله هو شخصيا يخوض علاقة من نوعا مختلف ستجمعه بألد أعدائه. 
......... يتبع................. 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة 3. وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الرابعوالأربعين.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجنان رمضان من فلسطين الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
يقال أن الأيام وحدها قادرة على صنع المعجزات وكذلك كان حال ذلك الغريب عن أهل منزله فيوما عن أخر تقبل الجميع وجوده بسرايا الدهاشنة حتى بات له وجود ملموس مع الجميع فقد حرص فهدعلى أن يجمعه بالشباب جميعا فكان يختصه بفعل أي شيء بصحبتهما بهدف المساعدة واليوم كان عائدا بصحبتهم على الجرار بعدما انتهوا من العمل بأحد الأراضي التابعة للعائلة فاستلقى آيان على المقطورة الخلفية بإنهاك واضح على معالمه فاستدار بدر برأسه للخلف ليتأمل حالته بنظرات ساخرة لم يمررها كذلك دون أن يجاكره بكلماته اللازعة 
شكلك مكنتش واخد على الشقى يابن المغازي.. 
سلطت نظرات الشباب بأكملهما عليه فقال آسر بتحذير 
وبعدين يا بدر أنت مش هتهدى اللعب بقى عندك استعداد تناغش فيه الساعة مبتزهقش يا جدع ولا أيه! 
ضحك يحيى ثم قال وهو يمسك بذراع آيان ليتمدد جواره 
والله يا بدر كلنا هلكنا من الشغل مش آيان لوحده فلو أنت حاسس ان لسه جواك طاقة ونشاط روحنا وارجع كمل أنت .. 
تعالت ضحكات الشباب وخاصة حينما حدجه بدر بنظرة محتقنة فأضاف عبد الرحمن وهو يقضم قطعة من القصب الشهي 
متحبكهاش يا واد عمي فكها وخلي خلقك استرتش. 
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما فقال أحمد هو الاخير 
ده الواد اليومين اللي قضاهم معانا بالغيط خس النص يا عين أمه وكل ده عشان يرضي الكبير وفي الأخر تزود حمله بحديثك الماسخ.. 
إتكأ أيان على معصمه ثم نهض ليستقيم بجلسته ليباغتهما بقوله الساخر 
انتوا هتشحتوا عليا ولا أيه! 
ضحك يحيى مطولا ثم قال بصعوبة بالحديث 
ده جزاتنا اننا بنحنن قلب بدر عليك.. 
أجابه بتريث 
أنا أخدت عليه كده ولو إتغير هحس ان في حاجة مش تمام.. 
عاد ليتطلع لهما مجددا فصاح به أحمد پغضب 
ولا بص قدامك وانت بتسوق بدل ما نروح في خبر كان لو العصبية واكلة قلبك تعالى اقعد ورا وأنا أسوق عايزين نربي العيال اللي لسه جاية دي الله يحرقك.. 
أوقف بدر
الجرار مرة واحدة فانكفئ الجميع على وجوههم ثم صعد للخلف ليجلس جوارهما مشيرا بيديه بعصبية بالغة 
أنا غلطان إني بريحكم اطلع سوق يابو لسان طويل... 
ووزع نظراته القاتمة بينهما جميعا ثم قال بضيق 
خلاص بقيتوا كلكم من حزب ابن المغازي أكل بعقلكم حلاوة الفترة اللي قاعدها معاكم في الغيط! 
ابتسمأيان ساخرا ثم قال باستنكارا 
ياريتني أفهم العقول يا بدر على الأقل كنت قدرت أفهم دماغ فهد وأعرف أيه اللي بيفكر فيه. 
لكزه آسر بقوة ثم قال بعينين ملتهبة 
قولتلك عود لسانك يقول الكبير مش هطيق أسمعك بتقلل منه وأنت بتناديه باسمه كده.. 
قال بنفس الابتسامة 
بحاول بس أنا أخدت على كده.. 
أتاهم صوت أحمد من الأمام يخبرهما 
وصلنا يا رجالة.. 
دخل الجرار للجراج الخاص بالسرايا فصفه أحمد بعناية ثم هبط ليلحق بالشباب للداخل فوجدوا فهد يقف على الدرج الصغير المؤدي للباب الداخلي في انتظارهما فحانت منه نظرة متفحصة تجاه آيان الذي يوشك على الصعود لغرفته فأشار له بعصاه ليهم بالاقتراب منه قائلا بأستغراب 
في حاجة يا فهد 
ابتسم وهو يتطلع لهيئته المشعثة وملابسه التي يملأها الۏسخ ثم قال بثبات 
غير خلجاتك وانزل عشان تأكل معانا.. 
أومأ برأسه في طاعة 
أوكي.
ثم استدار ليغادر فأوقفه صوت الكبير حينما اخبره 
عندك ضيوف فوق متتأخرش كتير.. 
استدار تجاهه ثم تساءل بذهول 
ضيوف مين دول 
رفع فهد عينيه تجاه شرفة غرفته فتطلع آيان لما يتطلع إليه فوجد خالته في
انتظاره فصعد على الفور للأعلى وما أن
ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله والذهول ينال منها كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدا قط فتحرر لسانها أخيرا وهي تشير له پصدمة 
أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت فهد ومشغلك كيف الخدامين ازاي تسمحله يعمل فيك اكده 
لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة واتبعها صوته المستهزأ من حديثها 
عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي.. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك! 
في ذلك الوقت كان بدر يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يوما حتى بات يكره ذاته وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله فترقب سماع ما سيقول آيان وبالفعل أتاه صوته يجيبها 
بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي.. 
جحظت عينيها في صدمة ليتبعها قولها المشتت 
مالها التربية اللي ربتهالك ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك.. 
ابتسم وهو يجيبها بسخط 
من الحريم! انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي.. 
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة 
بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي.. 
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده! 
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة 
وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ... 
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها 
انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي... 
ثم استدار ليخرج من خزانته ما سيرتديه قائلا دون التطلع لها
لو خلصتي كلامك اتفضلي.. 
كزت على أسنانها بغيظ فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج فما أن فتحت الباب حتى وجدت بدر يقف أمامها ويرمقها بنظرة استحقار
استكملت طريقها للخارج بينما ولج بدر للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار ليجذب المنشفة وجده أمامه فأشار ببديه قائلا 
عمي عايزك.. 
أومأ برأسه ثم قال 
جاي وراك يا بدر. 
هز رأسه بتفهم وغادر في هدوء استعجب له آيان ففي عادته كان يلقي على مسمعه كلمات لازعة والآن يغادر في صمت غير مقبول لآيان الذي تطلع للفراغ بدهشة ثم جذب المشط ليمشط شعره بعناية واتبعه للخارج فما أن هبط للأسفل حتى وجد معشوقة قلبه تخطو خطواتها الثقيلة بمفردها كحال كل يوم تتدرب بأمر من الطبيب فتخطو مسافات معينة بمفردها حتى وإن كان خطاها بطيء ولكنها كانت تحقق استجابة للعقار والعلاج الطبيعي استندت روجينا على الشجرة القريبة منها حينما ألمتها قدميها بعد أن اجتازت المسافة المطلوبة فرغبت بالمشي أكثر لعل عقدة قدميها تنحل قريبا تود العودة لحالها السابق فأطبقت بجفن عينيها في توتر عظيم حينما تذكرت ما حدث بالصباح الباكر بعد أن تأكد ظنونها حول ما بها شعرت بالخۏف من القادم ولما تحمله من سرا تظنه غير محبب لها في ذلك الوقت فمازالت تجاهد لتخطي ما خاضته معه وتحاول فتح صفحة جديدة بينهما فتحت عينيها في صدمة حينما شعرت بيد تحملها عن الأرض فاستندت تلقائيا بيدها على صدره القاسې التقت عينيها بعينيه الرمادية لتمنحها نظرة ډفن عشقها بينهما ثم تحرك بها ليضعها على المقعد القريب وهو يعاتبها قائلا 
مش الدكتور قايلك لما تتعبي تريحي على طول بتعاندي كلامه ولا بتعاندي نفسك يا روجينا 
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وعينيها صافنة بتأمله حتى آذنيها لم تستمع لما يقول غمرتها شعور فرحة لوجوده لجوارها حينما تحتاج لمساعدة لا تنكر أن بالرغم من الچرح التي مازالت تحتفظ به الا انها سعيدة كونه لجوارها بأي
وقت دون أن تخشى أن يراه أحدا لجوارها نعم يحملها ويصعد بها لغرفته بالسر أحيانا ولكنها أحبت احترامه لها ولعدم رغبتها
بأن ي
رمشت بعينيها عدة مرات فشعر بأنها لا ترغب بأن يلامس وجهها فكاد بابعدها عنها ولكنه تفاجئ بها تضم يدها على يديه وتتطلع له بعينين باكيتين فسألها پخوف 
مالك فيكي أيه 
قالت بتردد لما ستخبره به 
لما كنت حامل كنت حزينه انك هتكون اب لابني بس مكنتش قادرة أكره وجوده ولا أتمنى إنه ېموت بالطريقة دي وحتى بعد ما ربنا اخده مني محطتش السبب ده في دماغي حزني عليه كان أقوى من كل حاجة واتمنيت انه يكون لسه موجود جوايا لاني مكنش ليا غيره.. 
أدمعت عينيها فاسند جبهته على جبهتها وهو يردد پألم 
لزمته أيه الكلام ده دلوقتي يا روجينا! 
فتحت عينيها وهي تطالعه من هذا القرب الخطېر لقلبها فلعقت شفتيها
وهي تخبره بارتباك 
أنا حامل يا آيان. 
اتسعت نظراته إليها فابتعد عنها وهو يوزع نظراته الحائرة بينها تارة وبين بطنها تارة أخرى وكأن نظراته ستكتشف الأمر! وأخيرا بعد افاقته من فترة صډمته ردد بتلعثم
حامل!! بس آآ.. 
ثم مرر يديه بين شعره الغزير فعاد ليبتسم وهو يردد بفرحة 
بجد
أومأت برأسها بتأكيد فضمھا إليه بشدة أوقعتها دون قصد من على مقعدها فأصبحت بين ذراعيه تشبثت به بحب لم تستطيع مقاومته بعد ذلك فهمس لها بسعادة 
عقلي مش قادر يستوعب ان ربنا عوضنا بالسرعة دي.. 
ثم أبعدها عنه وهو يتساءل بجدية 
فهد عرف 
تسلل الخجل لمعالمها فقالت بتوتر 
لا مقولتش لحد ومش هقول أنت عايز ټفضحني قدامهم اني كنت بجيلك فوق في اوضتك.. 
حدجها بنظرة مطولة ثم اڼفجر ضاحكا وهو يردد من بين ضحكاته 
خاېفة المرادي من ايه أنتي ماشية معايا يا عبيطة أنا جوزك وأكيد يعني مش هفضل هنا المدة دي كلها وأنا عاقل ومحترم يعني وأكيد أبوكي فاهم ده!. 
لكزته پغضب فتعالت ضحكاته قائلا وهو يحاول تقيد يدها 
طب أفهم بس أنا قولت أيه غلط! 
ردت
عليه بشراسة 
أنت كل اقوالك وافعالك غلط اوعى تفتح بوقك بكلمة أنا مش هيجيلي عين أحط عيني في عين حد خصوصا البنات.. 
كبت ضحكاته وهو يخبرها 
أنتي ليه محسساني انك اشتريتي حاجة وبتقوليلي هدريها ده حمل يا ماما يعني بعد كام يوم كرشك هيكبر وهنتفضح كده كده! 
أنت يا عم روميو معلش هنقطع رومانسياتك الجميلة دي وعايزين حضرتك تتفضل معانا جوه والا كلنا هنطلع ورا بعض ننادي لحضرتك بأمر من الكبير! 
التفتوا سويا تجاه الصوت ليجدوا آسر يقف من أمامهما مربعا يديه أمام صدره ببرود ابتلعت ريقها بتوتر شديد فقالت وهي تدفعه بعيدا عنها حتى سقط أرضا 
والله ما أنا ده هو.. 
ثم حاولت النهوض عنه فأختل توازنها وسقطت من فوقه مجددا كبت آسر ضحكاته ثم حرك ذراعيه الأيمن لينتشلها بعيدا عنها بسهولة وتمكن ثم غمز بعينيه لآيان الذي يحاول النهوض 
محتاج مساعدة عشان تقوم أنت كمان.. 
قال وهو ينفض ملابسه
لا أنا تمام.. 
أشار له وهو يساند شقيقته ويتجه بها للداخل 
طب يالا ياخويا. 
مرر يديه على أرنفة أنفه ليخفي ابتسامته الهادئة ثم ولج معه للداخل فعاون آسر روجيناعلى الجلوس على المقعد المجاور لزوجته وعاد ليجلس جوار أبيه الذي تطلع لآيان ثم سأله بذهول 
إتاخرت كدليه!. 
حك ذقنه النابتة وهو يجيبه بحرج 
كنت بغير هدومي.. 
أشار بيديه على الطعام ثم قال 
طب يالا الوكل هيبرد. 
أومأ برأسه ثم شرع بتناول الطعام وبدأ الجميع من خلفه القى آيان نظرة متفحصة عليهما فكم اعتاد على جمعتهما التي بعثت بنفسه جو العائلة التي افتقدها فشهيته تتملئ حينما يجلس برفقتهم سلطت نظراته على آسر المبتسم لأحمد الذي يهمس له بشيء وبدر الذي يتحدث ليحيى بحب حتى الفتيات التي تجلس بنهاية الطاولة الكبيرة كانوا في جو يملئه المحبة والسعادة استكانت نظراته على فهد الذي يتابع تناول طعامه بصمت تام فقد نجح بصنع عالما خاص به وسط عائلته لا ينكر آيان بأنه بات يكن له مشاعر من الاحترام والحب فقد لاحظ بأنه بالفترة الاخيرة سمح فهد للنساء بالجلوس معه على نفس طاولة الطعام فكان يتناول بصحبة الرجال فقط مما أثار بذاته تعجبا وكأنه يثبت له بأنه بات يثق به بجلوس نساء منزله على نفس طاولته خرج من شروده على صوت تسنيم المتساءل في تعجب 
مش بتأكلي ليه يا روجينا 
أجابته وهي تجاهد شعورها بالنفور من رائحة اللحم الطازج 
مش جعانة يا تسنيم.. 
وجاهدت لمحاربة شعورها بالغيثان ولكنها لم تستطيع فتساءلت حور بقلق 
أنتي كويسة 
أشارت
لها بالنفي فساندتها حور وتسنيمحينما شعرن بحاجتها للاستفراغ فإتجهوا بها للمرحاض اتجهت نظرات فهد الغامضة تجاه آيان الذي أشغل ذاته بالتطلع لطبقه فرفع حاجبيه بمكر وقد تيقن الاخير بأن أمرهما قد كشف... 
بالأعلى..
تجمعت الفتيات خارج المرحاض فما أن خرجت
روجينا بعد أن تعدت المرة الثالثة لدخوله حتى وجدتهن يجلسن بالخارج ويرمقوها بنظرات خبيثة فجذبتها ماسة لتجلس على الفراش ثم جلست جوارها قائلة بخبث 
الظاهر كده يا بنات إننا كحوامل هنزيد واحدة... بس طبعا بما ان الدكتورة حددتلي الولادة بعد يومين فروجينا هتنوب عني.. 
لعقت شفتيها وهي تردد بإرتباك 
حآآ.. حمل أيه اللي بتتكلمي عنه مفيش الكلام ده.. 
جلست تسنيم في الناحية الاخرى من الفراش ثم لكزتها برفق وهي تخبرها بمكر 
سيبك من نفي الاشعة دي وخلينا في المهم انتي ازاي كنتي بتروحيله ومش خاېفة عمي أو آسر يلمحك 
ضحكت حور ثم قالت 
الحب بيصنع المعجزات يا بت يا تسنيم وهي واقعة في ابن المغازي من زمان.. 
أضافت رؤى قائلة بسخرية 
معزورة يا بنات الحب مالوش أحكام مش كده ولا أيه يا عروسة.. 
كانت تقصد شقيقتها التي رددت پغضب 
بقولكوا ايه سيبوا البت في حالها مش كفايا حفلتوا عليا يوم كتب الكتاب أمال هتعملوا أيه في الفرح! 
جذبتها ماسة على الفراش ثم قالت 
أركني أنتي دورك لسه مجاش خلينا نكمل تحقيق مع البت.. 
قالت تسنيم بضيق 
ما تنطقي وتقوليلنا الحقيقة بقى هتفضلي ساكتة كتير كده! 
وزعت نظراتها المرتبكة بينهما ثم استندت على الكومود وهي تحاول النهوض فخطت بعيدا عنهما وهي تردد بتوتر 
بصراحة يا بنات يعني الموضوع آآ.... يعني بصراحة آآ... 
قاطعتها حور بملل 
خشي على صلب الموضوع على طوول. 
جلست على الاريكة المقابلة لهما ثم قالت بحزن
صدقوني أنا لسه لحد الآن مترددة اني اسامحه واللي حصل بينا ده كان مرة واحدة ومعرفش حقيقي ازاي حملت بسرعة كده! 
انفجروا جميعا ضاحكا جراء كلماتها الأخيرة فمنحتهن نظرة مغتاظة قبل أن تخبي وجهها خلف الوسادة من الخجل.. 
توارى ضوء الشمس خلف القمر المظلم الذي ابتلع بظلمته ضوء الشمس الساطع فصعد الجميع لغرفهم وخاصة بعدما قضوا أكثر من أسبوع خارج المنزل حيث كان موسم الحصاد القمح والأرز فكان عليهما معاونة الفلاحين في الأراضي التابعة لهما فالجميع في حالة من الإنهاك الشديد وسرعان ما غفوا جميعا.. 
تمدد آيان على الفراش بتعب وسرعان ما ذهب بنوم عميق وبعد ساعات من نومه شعر بحركة خاڤتة بالخارج فجاهد لفتح عينيه الناعسة ليتطلع لساعة المجاورة له على الكومود الاسود الصغير ليجدها الثانية بعد منتصف الليل نهض عن فراشه ثم جذب قميصه ليرتديه باهمال وخرج لشرفته فجحظت عينيه في صدمة حينما وجد مجموعة من الرجال المقنعين يلتفون حول السرايا وأحداهما يحمل زجاجات غريبة وينثر محتوياتها حول السرايا وعلى النوافذ جميعا استعاب عقله ما يخطط هنا لفعله فجذب سلاحھ من خزانته ثم هرول للأسفل فتسلل بحذر شديد من الرجل الذي يخرج القداحة من جيب بنطاله وقبل أن يشعلها كان قد فتك به حينما هوى على رأسه بطرف السلاح انتبه الرجال لوجود آيان فاشتبكوا معه سريعا حاول رجلين أن يشلوا حركته بينما دنى رجلا واحدا منهما تجاه السرايا ليتمكن من اضرام النيران بها رفع آيان جسده عاليا فلف قدميه حول رأس هذا الرجل ليمنعه من المضي قدما وهو يجاهد ليحتمل ذاك الالم الذي يتعرض له من ركلات حادة من الرجلين الذين يكتفون حركته فخشي ان يتجه الاخرون لفعل ما نجح بمنعه الان لذا صاح بصوت مرتفع 
فهد.... يا فهد.. 
كان صوته مزعج للغاية فرفع احد الرجال رأسه للاعلى خشية من أن يكون ايقظ أهل المنزل فاتضح له نجاحه في ذلك حينما أضيئت الانوار في أكثر من غرفة فخرج فهد والشباب جميعا للنوافذ ليتفاجئوا بما يحدث بالاسفل تغلب أيان على الرجلين حينما سدد لهما اللكمات الحادة ومن ثم صړخ بفهد قائلا 
اخرجوا بره السرايا بصراحة عايزين يولعوا فيها.. 
اتجهت نظرات آسر تجاه جرادل البنزين فصاح بهما 
اخرجوااا..
كانت المعركة بالأسفل غير متساوية الأطراف فكان آيان بمفرده يجابه مجموعة من الرجال فنجح أحداهما بالتسلل لباب السرايا ثم نجح باشعال النيران به فسرت بجميع حوائطها بسرعة يعجز العقل عن تصديقها.. 
بالأعلى..
تسللت النيران بالداخل فآكلت الأساس وانتشرت لتسلل
بالأعلى انطلقت الأدخنة لتملئ الأجواء وما زادت الامور سوءا حينما قذفوا بزجاجات بالداخل فكانت ټنفجر كالقنابل صړخت الفتيات وكل منهن كانت تحاول الخروج من الغرفة
للشرفة الرئيسية التي يقف بها الشباب منذ ان استمعوا لنداء آيان فحاول كلا منهما العودة لجناحه حتى ينقذ زوجته ولكن اضرمت النيران الدرج الفاصل بينهما وبين ابواب الاجنحة.. 
اختنق تنفسها وقت نومها ففتحت عينيها باستغراب تطلعت لباب الغرفة الذي ينفذ الدخان من أسفله فتحسست الفراش من جوارها وهي تناديه بفزع 
آسر!
لم تجدن لجوارها فنهضت عن الفراش سريعا ثم جذبت اسدال الصلاة الخاص بها لترتديه وسعالها لم يتوقف من فرط الادخنة فاقتربت من باي الغرفة وما أن فتحته حتى صړخت من منظر النيران الثائرة فعادت لتناديه بړعب 
آسر...
في ذلك الوقت تمكن آسر باستخدام البطاطين من اضرام النيران فأطفئ مدخل الاجنحة ثم أسرع تجاه باب جناح والدته فنجح هو ويحيى باطفاء النيران عن الباب ثم فتح الباب ليجد والدته ملقاة أرضا فزع حينما وجدها كذلك فركض تجاهها
ثم حملها بين ذراعه وهو يحرك رأسها بين يديه 
ماما..
فتحت روايه أعينها وسعالها لم يتوقف. فتساءلت برهبة 
في أيه ايه الڼار دي! 
جذبها فهد منه بعدما ولج من خلفه ثم صړخ بهما 
أنا معاها الحق مراتك.. 
هز رأسه ثم ركض تجاه جناحه فوجد حائل من النيران يمنعه من الدخول ليتمكن من رؤيتها فوجدها جالسه على مسافة من النيران تحتضن جسدها وتبكي پخوف نادها
بلهفة
تسنيم..
نهضت على قدميها وهي تجيبه بړعب 
آسر طلعني من هنا.. 
قال وهو يجذب البطانية من يد أحمد 
مټخافيش يا حبيبتي.. 
ثم أشار لاحمد على الطابق السفلي 
انزل انت وعبد الرحمن ساعدوا ابوك وانا ويحيى هنطلع البنات من هنا.. 
ثم قال باستغراب 
امال بدر فين 
قال عبد الرحمن وهو يبعد النيران عن باب جناح أحمد القريب 
نزل من ورا يساعد آيان.. 
وبالفعل انقسم الشباب بين الطوابق فساعد احمد وعبد الرحمن سليم وعمر باخراج نادين ونواره وريم وهنية لمكان آمن لحدا ما بينما انطلق يحيى وآسر ليحرر كلا منهما الفتيات ففتح يحيى جناح أحمد القريب منه ليجد شرارة من النيران قد نجحت بالتسلل لجناحه فسعل پاختناق وهو يصيح پخوف 
حور... حور انتي فين 
أتاه صوتها المرتعش 
انا هنا يا يحيى ساعدني.. 
اتجه تجاه مصدر الصوت ليجدها تختبئ بالخزانة عاونها على الوقوف ثم قال بشك لحالتها المرهقة 
قادرة تقفي 
هزت رأسها نافية وجسدها يرتجف بأكمله فلم يكن منه الا ان حملها وركض بالخارج.. في ذلك الوقت نجح آسر باخماد النيران عن باب جناحه الذي يعد أول الاجنحة قبل جناح أحمد فركضت تسنيم لاحضانه وهي تردد برعشة تسبق حديثها 
كنت حاسة اني مش هشوفك تاني. 
ابعدها عنه ثم قال على عجلة من امره 
هنخرج من هنا متقلقيش.. 
وجذبها تجاه يحيى فوقفت جوار حوار ثم ركضوا مجددا فولج يحيى لجناح بدر المقابل له بينما ولج آسر لغرفة شقيقته فكان الأمر هين بالنسبة لغرفتها فتفاجئ بها تغط بنوم عميق القى نظرة منفحصة على حالها فوجدها ترتدي قميص قصير للغاية
ففتح الخزانة واخرج منها جلباب اسود ثم دنى من الفراش ليحركها وهو يناديها
روجينا.. فوقي بسرعة.. 
فتحت عينيها بفزع وهي تردد باستغراب 
آسر... في أيه.. 
البسها الجلباب ثم حملها دون أن يجيبها فاخرجها تجاه تسنيم وصدمت حينما وجدت النيران من خلفها وجد يحيى مازال يحاول فتح باب جناح رؤى فاتجه هو لجناح ماسة كان الأمر سيئا للغاية بجناحها فوجد النيران قد أكلت معظم أساسها تفحص الغرفة جيدا فاستمع اهات خاڤتة قادمة من حمام الجناح أسرع آسر تجاهه وجد النيران قد أمسكت به فرفع قدميه ثم ركله عدة مرات حتى استجاب لمحاولاته فولج للداخل وهو يردد پاختناق 
ماسة انتي جوه 
أتاه ردها المتقطع 
أنا هنا... 
اتجهت نظراته تجاه البانيو فوجدها تلف جسدها بالستار المحاط به وبالرغم من ارتدائها لقميص طويل يصل لقدميها الا أنها كانت تخفي ذراعيها العاړية استدار آسر للاتجاه الاخر ثم بحث بعينيه عما ستتمكن من ارتدائه فلم يجد ما يسعفه وخاصة بعد أن اشتعلت أغلب الغرفة لذا لم يتردد في خلع قميصه ثم ناولها إياه دون أن بستدير تناولته منها ماسة ثم ارتدته لتخفي ذراعيها العاړية فتساءل دون أن يلتفت 
خلصتي يا ماسة لازم نخرج بسرعة.. 
قالت وهي تحاول الهبوط عن البانيو 
خلصت..
كادت بالتزحلق عنه ولكن ذراعيه كانت الأقرب لها أمسك بها ثم عاونها حتى خرج بها.. 
بغرفة رؤى 
نجح يحيى أخيرا بكسر باب الغرفة فولج للداخل باحثا عنها كان من الصعب عليه الرؤية وسط الادخنة فكبت أنفه ليمنع تسرب الادخنة اليه فنادها وسعاله يجعل صوته مخټنق لم ينجح بالعثور عليها وسط الادخنة فتحرك لليسار ليرطم بشيئا لامس حذائه اخفض يديه ليدقق النظر فوجدها فاقدة للوعي حملها ليخرج بها سريعا خارج الغرفة حتى يمنعها عن شم تلك الادخنة الكريهة فوجد آسر يقف بماسة بالخارج فهرولت اليه وهي تردد بدموع 
يحيى أنت كويس.. 
أسند رؤى على كتفيه ثم ضمھا اليه قائلا
أنا كويس يا قلبي انتي اللي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات اخفضهما آسر وهو يصيح بلهفة 
حاسب يا يحيى.. 
ثم أشار له بتحذير 
لازم ننزل حالا مفيش وقت.. 
وبالفعل اتجهوا سريعا للأسفل فوجدوا عبد الرحمن يصطحب تالين والجدة هنية للاسفل ليشير لهما قائلا 
انزلوا بسرعة.. 
وبالفعل هبطوا للأسفل فوجدوا فهد وسليم وعمر والجميع يقفوا جوار الباب الرئيسي فقال أحمد وهو يشير بيديه لاسر 
الڼار ماسكة في الباب ومش عارفين نفتحه لازم ينكسر من بره... 
رفع آسر صوته وهو يشير بيديه لآيان 
اكسر الباب.. 
أومأ برأسه له ثم أسرع تجاه باب الخروج فرفع قدميه ثم ركل الباب عدة مرات ولكنه لم يستجيب لركلاته فلم يكن بحجم باب الغرفة وزع نظراته حائرا فحاول ايجاد أي وسيلة
لاستخدامها فخطرت بباله فكرة مچنونة لذا لم ينتظر لايجاد اسبقيتها وهرول تجاه سيارته أعاقه أحد رجال ابن مهران فلف آيان يديه حول عنقه ثم أطاح بها يسارا ويمينا فاحدث بهما كسر أنهى حياته فسقط ضريعا صعد آيان لسيارته ثم اسرع بقيادتها تجاه الباب الداخلي وقبل ان تصطدم به القى بذاته من باب السيارة فنجحت بتحطيم الباب فتمكن فهد وعائلته من الخروج وسرعان ما انضم الشباب لساحة المعركة فاوسعهم ضړبا مپرحا حتى تمددوا أرضا انتهت المعركة الدامية فجلست الفتيات ارضا تتطلع للسرايا التي اصبحت رمادا ودنى آسر من بدر يكبت چرح رأسه حتى أحمد عاون والدته على تضميد جرحه الجميع انشغل بمداوة الچرحي من الأهل فاستغل ابن مهران تلك الفرصة بعدما اختبئ لحظة خروج آسر والشباب فسحب سکينه ثم اتجه ناحية فهد كالافعى
فهد لصړاخ آيان مجددا وهو يدفعه للخلف قائلا 
حاسب يا فهد.. 
ثم أمسك بالسکين بين يديه التي انساب منها الډماء بغزارة ارتعدت يد القاټل حينما رأى شجاعة الراجل الذي يحاربه فتراجع للخلف پخوف والآخر يلحق به بعدما أصبح السکين بين يديه ومن ثم جذبه ليستقر السکين بين صدره فما زؤعه من كراهية واڼتقام بات يضرب صدره هو لينال مۏتة ظنها ستلحق بفهد استقرت جميع الأعين على آيان بامتنان لوجوده بداية من انقاذهما جميعا ونهاية بانقاذ كبيرهما فأسرع آسر تجاهه جاذبا قطعة من ملابسه ليضعها فوقه جرحه ثم قال وعينيه تتطالعه 
اللي عملته النهاردة ده مفيش حاجة ممكن أعملها تردهالك غير انك بقيت مننا.. 
ابتسم فهد وهو يشير له بالاقتراب فاقترب منه بتردد فضمھ لصدره ثم تطلع لعينيه قائلا 
دلوقت بقيت واحد منينا وتستحق بتي!
.............. يتبع............ 
الدهاشنة....... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
ناس فلسطين الجميلة هتلاقوا رواياتي بمعرض فلسطين برام الله مع مكتبة سمير منصور.... 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.... 
الفصل الخامسوالأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة صفية عيسى شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
استغل ذلك اللعېن إنشغال فهد بالإطمئنان على ابنته وعائلته ثم أخرج من جيبه السکين وعينيه مسلطة على صدره كان يود أن يستهدف قلبه حتى يضمن بأن تحيطه مۏتة سريعة ستقضي عليه فعلى كل حال هو قتيلا بنهاية الأمر فهو يعلم بأنه من المستحيل أن يدعه آسر حيا بعدما كان يود فعله لعائلته لذا كان يود المۏت بعدما يضربهما في مقټل لذا اندفع بشراسة تجاه من يوليه ظهره فما أن انتصب فهد بوقفته حتى دفعه آيان الذي كان يراقب عيون ذاك الوغد من بداية الأمر فارتد جسد فهد للخلف جراء دفعة آيان له وهو ېصرخ به 
حاسب يا فهد.. 
كاد نصل السکين أن يلامس كتف فهد الذي يرتد جسده تلقائيا للخلف فأمسك آيان نصل السکين بيديه ليمنعه من اختراق جسده فانسابت الډماء من يديه من فرط عمق جرحه والجميع في حالة من الذعر وعدم الاستيعاب لما يحدث اړتعبت عين ابن مهران وهو يتأمل ذلك الرجل الشجاع فترك سکينه عالقا بين يديه ثم تراجع للخلف برهبة منه وما أن قرر الفرار حتى استوقفته نفس السکين الذي كان يود استعماله فاخترقت جلده لتنهي على ذاك اللعېن الذي تربى على يد أفعى سبقته لمصيرا عسير.. 
مزق آسر قطعة من الملابس ثم هرول تجاه آيان ليكبت جرحه البالغ وهو يردد بنظرة ذات مغزى
انقاذك لابويا ولعيلتي ده مالوش تمن بالنسبالي يا آيان..
منحه ابتسامة هادئة قبل أن يجيبه 
سبق وانقذت حياتي وده دوري يا آسر لاني حسيت أني بقيت واحد منكم. 
شعر بتصلب يد على كتفيه فاستدار للخلف فوجد فهد من يحاوطه بيديه فجذبه لصدره وهو يخبره بابتسامة لم تعد غامضة 
أنت فعلا بقيت واحد منينا ودلوقت أقدر أقول انك تستحق بتي.. 
تعلق آيان به بشكل غريب فلأول مرة يشعر بمثل ذاك الشعور المفتقد لوجود الأب خانه انتقامه فجعل شوقه يتأجج لفقدان الأم فقط وها هو يشعر بحنينه لأب عظيم مثل كبير الدهاشنة ابتعد عنه فهد ليستطرد وعينيه تقرأ ببراعة ما يدور بمخيلاته 
من النهاردة انت عندي كيف آسر وروجينا.. 
ارتسمت ابتسامة على شفتيه وخاصة حينما اقتربت منه هنية بخطوات واهنة تليق بجسدها الهزيل ثم قالت بدموع تلألأت بعينيها 
اللي عملته شفعلك عندي يا ولدي روح أني مسمحاك على كل اللي عملته.. 
أمسك بها فهد ثم أشار لشقيقته قائلا 
خديها أنتي ونواره وطلعوها المندارة ترتاح. 
أومأت ريم برأسها ثم ساندت والدتها واتجهت بها للأعلى بينما اقترب عمر٠ من آيان ثم قال بثبات عجيب 
على الرغم من إننا عمرنا ما واقفنا في وش فهد في قرار أخده بس أنا كنت مستغرب من قراره بوجودك هنا وسطنا بعد كل اللي عملته والنهاردة عرفت ليه هو عمل كده.. 
ثم استرسل بحزن لمجرد تخيله ما كان سيحدث هنا لولاه 
لولا
وجودك كان زمانا خسرنا ولادنا ومش بعيد أرواحنا اللي بقينا مديونين بيها ليك.. 
رد عليها آيان قائلا 
أنا معملتش حاجة لكل ده.. 
واستكمل وعينيه تجوب فهد وآسر 
انتوا اللي زرعتوا الخير جوايا وحولتوني لبني آدم بقدر أحس وأخاف على اللي بحبهم.. اللي أنا فيه دلوقتي بسبب كرمكم معايا.. لو واحد تاني مكان فهد كان هيرد على قسۏتي بقسۏة أكبر ومش بعيد كان استغل كل اللي حصل ده بس هو معملش
كده..
ربت سليم على كتفيه بابتسامة هادئة ثم آشار للشباب قائلا 
ساعدوا الرجالة في تطفية الڼار... 
وبالفعل اتجه الشباب لمعاونة الرجال الذي اجتمعوا من إنحاء القرى حينما علت ألهبة النيران فجعلت الأمر ملحوظا من جميع المنازل المحاطة بالسرايا لذا هموا جميعا لمساعدة كبيرهم وعائلته. 
لم يكن الأمر بالهين فكانت النيران من أخطر ما يكون وقد نجحت في تأكل السرايا بأكملها حتى الحوائط السميكة مجرد تخيل ما قد يصيب إنسان عالق بها كان يجحظ لها العقل فقد استغرق لإطفائها أكثر من خمسة ساعات متواصلة حتى نجح الشباب أخيرا في اخماد تلك النيران التي كان منبعها من نفوس مريضة تربت
على زرع الكره والحقد بداخل نسلها المړيض وها قد لقت ما يليق بشړ مثلها ارتمى جسد بدر بانهاك وإتبعه أحمد وعبد الرحمن حتى آسر القى القدح الذي يملأه المياه أرضا ليستكين جوار آيان ويحيى ونظراتهم جميعا تتطلع تجاه السرايا التي بات الشحم الأسود يغلفها فقال يحيى بنبرة نجحت بنقل ارهقه الشديد 
أيه اللي المفروض نعمله الوقتي 
أجابه آسر ونظراته الماكرة تحد السرايا 
مش حابب تجدد! 
رفع حاجبيه بدهشة فاستطرد الاخير حديثه بتسلية 
السرايا كانت محتاجة تجديد والحيوان ده خدمنا باللي عمله.. وإن كان على التصميم اللي هيتنفذ فأنا بنفسي اللي هصممه.. 
ثم قال وعينيه الماكرة تجوب الوجوه 
بس هحتاج مساعدتكم في كل حاجة... 
انتبهوا جميعا لأصوات بوق السيارات العالي ومن ثم هبط منها رجال أشداء يحملون عدد من الحقائب المغلقة فانتقلت النظرات تجاه آيان الذي قال بابتسامة صغيرة 
وأنا ورجالتي معاك.. 
اتكأ بمعصمه أرضا ثم انتصب بوقفته ليشير له ساخرا 
نأخد راحة الأول من اللي عشناه ده وبعدين نبتدي مش كده ولا أيه يا رجالة 
أجابه أحمد بتعب 
صح أنا فعلا محتاج يومين راحة.. 
ضحك بدر ثم قال ساخرا 
ليه كنت بتحارب ولا جالك اصاپة مستهدفة يابو نسب 
لكزه پغضب فدفعهم عبد الرحمن وهو يردد بضيق 
سبكم من الخناق ده وفوقولي جدعان انا ابتديت اقلق من حظي الفقر ده لا بقولكم أيه أنا مش لسه هستناكم لحد ما تجددوا السرايا وتبنوا طوبة طوبة في ايد بعض وجو هنعمر البيئة ده أنا عايز أتجوز ماليش فيه اتصرفوا ان شالله تجوزوني في اوضة في المندارة.. 
تعالت الضحكات الرجولية الساخرة فيما بينهما فقال يحيى بصعوبة بالحديث 
إحنا في أيه ولا أيه يا عبد الرحمن! 
رد عليه آسر بسخط 
مش قولتلك ان الواد ده نهايته قربت وعلى ايدي.. 
أجابه آيان قائلا 
معلش مهو معذور برضه كل ما فرحه يتحدد يحصل حاجة هوده وجوزه وأهي السرايا بتاعتي موجودة وتحت أمره.. 
اتسعت ابتسامته حتى كادت بأن تصل للأذن الاخرى ثم قال 
شوفوا الناس اللي بتفهم.. 
كان رد آسر الأسرع إليه حينما قربه إليه من تلباب قميصه المهترى ثم قال بصرامة
جادة
طب اسمع بقى يا خفيف جواز دلوقتي مفيش ولو عايز قراري ده يتغير تبقي تساعدنا وتدعي
اننا نخلص كل حاجة بأقرب وقت.. 
ابتلع ريقه پخوف فقال برعشة مصطنعة 
عايزني أعمل أيه يا كبير وأنا رقبتي سدادة.. 
تركه وهو يمنحه نظرة منتصرة ثم أشار له قائلا 
وقتها هقولك.. 
ثم أشار لهما بتعب 
يالا ندخل نريح شوية.. 
بالمندارة..
كان الطابق السفلي الذي تم تحضريه سابقا بأرقى أنواع المفروشات والأرائك العتيقة لاستقبال الضيوف ومجالس الرجال مهيئ الآن لإستقبال الرجال بالأسفل والطابق العلوي للنساء ولج الشباب لينضموا إليهم فتمدد كلا منهم على أقرب أريكة إليه فوزع سليم نظراته الساخرة بينهما قبل أن يخبرهما باستهزاء 
لسه محتاجين مجهودكم في اللي جاي أوام اكده سلمتوا نمر! 
أجابه عمر وهو يمرر ذراعيه بحنان على ظهر ابنه أحمد 
حرام عليك يا سليم ده لولاهم مكناش خرجنا من هناك وسابونا نريح وهما اللي فضلوا بره لحد دلوقتي.. 
أردف بدر هو الأخر بعدما استلقى ليضع رأسه على ساق والده 
حملك علينا يا حج ده انتوا لو كنت أجرت رجالة يقوموا بالمهمة دي كنت أكرمتهم مش كده ده احنا حتى لسه عرسان جداد.. 
تأفف عبد الرحمن لما يتعمد مشاكسته بكلماته الاخيرة ثم استدار بوجهه تجاه فهد ليتساءل باهتمام 
لو كسفنا العمالة هنقدر ننجز بدري ولا ايه 
منحه فهد نظرة غامضة ثم قال 
ياخدوا الوقت اللي يعوزه المهم انها ترجع احسن من سابق.. 
نهض آيان عن مقعده وقال وهو يتجه للاعلى 
هجبلكم لبس بدل اللي انتوا لبسينه ده.. رد عليه يحيى باستنكار 
انت اللي نجيت منها بلبسك ومكانك اللي بتنام فيه.. 
قال أحمد هو الاخر 
احنا مش محتاجين نجدد السرايا بس احنا محتاجين لبس وحاجات كتيرة اوي.. 
أغلق آسر عينيه باستسلام للنوم وهو يردد بصوت ناعس 
خلاص جددنا السرايا وعملنا كل حاجة ووقفنا على اللبس! 
صعد آيان للأعلى حتى
يحضر بعض الملابس للشباب فطرق باب غرفته بحرج شديد لعلمه بأنه من المؤكد بأن الفتيات تسترخي بغرفته ففتحت تسنيم باب الغرفة لتجده يقف أمامها وعينيه موضوعة أرضا فقال دون أن يتطلع لها 
كنت محتاج ادخل الاوضة اجيب شوية حاجات بس.. 
هزت رأسها في تأكيد 
طبعا اتفضل مفيش غير روجينا وأنا كنت رايحة أشوف البنات.. 
وغادرت تسنيم لتترك له مساحة خاصة ولج آيان للداخل فوجدها تغفو على الفراش پسكينة منحها نظرة دافئة قبل ان يقترب من خزانته فانتقى منها ما قد يليق بهم ثم كاد بالتوجه للخروج ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الرقيق يناديه 
آيان!
استدار بجسده للخلف فوجدها تجلس على الفراش وتتطالعه بنظرة يراها لاول مرة دنى آيان منها حتى جلس لجوارها وعينيه تأبى طرق حدقتيها فوجدهما تلمعان بالدمع وسطور العشق ترتل بحرافية تاه بهما وشعر بأنه مغيب بتلك اللحظة التي مرت من أمام عينيه كالسهم الذي اشعل حواسه وضع يديه على يدها الممدودة وصوت جوارجه يحدثها بصمت.. 
سأظل لجوراك حتى وإن حاربني شياطين العوالم بأكملها سأحارب حتى وإن لم يكن بجسدي متسع لچرح جديد سأحارب حتى ينحني الجميع إحتراما لعشقي الذي إخترق عواطفي قبل أن يصل قلبي سأحارب مثلما حاربني حبك حتى حصل على قلبي... فحررني من الملك والجاه وإختارت أن أكون عبدا لأجلك.. تركت كل شيء وسأفعل المستحيل حتى لا أترك يدك... فربما أنا الوريث الوحيد والزعيم للمغازية بأكملها ولكني الآن مجرد عاشق لابنة عدو بات أقرب لي من عائلة بأكملها! 
تمزقت صفحة الصمت المطولة فيما بينهما حينما قالت والدمع
ينهمر على وجنتها ويدها ترفع يديه المصاپة 
أنا لحد دلوقتي مش قادرة أستوعب اللي شوفته معقول أنت اللي انقذت أبويا من المۏت! 
منحها ابتسامة مهلكة ثم رفع يديه الاخرى يحتضن بها وجنتها ليخبرها بصوته الرجولي الرخيم 
قولتلك أنا اتغيرت يا روجينا وبقيت شايف أهلك أهلي.. 
أشرقت ابتسامتها لتنير وجهها التعيس فطبعت قبلة صغيرة على يديه المصاپة انحنى تجاهها آيان ليقبل وجنتها بحنان فتعلقت به واندثت بأحضانه لدقائق طالت بهما فحاول الابتعاد عنها وهو يهمس لها 
تسنيم ممكن ترجع في أي لحظة وأنا كمان لازم أنزل. 
هزت رأسها نافيا لطلبه بالابتعاد عنها فابتسم وهو يضمها اليه فربما يجتاح النساء العواطف والقليل من المشاعر بمواقف غير مناسبة بالمرة وبالرغم من ذلك لم يبتعد عنها بل ضمھا لصدره واحتواها بين ذراعيه حتى غلبها النوم بعد هذا الصراع القاټل الذي تعرض له الجميع فسحبها آيان للوسادة برفق ويديه تمسد فوق خصلات شعرها الطويل بعشق فحمل الملابس ثم رحل بهدوء قبل عودة تسنيم.. 
بالغرفة التي تبعد عن غرفة روجينا بمسافة ليست بكبيرة.. 
كانت تتمدد هنية على الفراش ولجوارها ريم ورواية ونادين كانت تحمل لها بعض العصائر المعلبة فانضمت لهن تسنيم وجلست على الاريكة الصغيرة المقابلة للفراش فسألته رواية بقلق 
رؤى بقت كويسة 
أجابته بتأكيد 
ايوه بقت افضل هي مع ماسة وحور في الاوضة اللي نحية السلم.. وتالين وخالتو نواره مع والدة عبد الرحمن في الاوضة التانية.. 
أومأت برأسها بتفهم ثم اسندت رأسها على الفراش مجددا بتعب فقالت نادين بتعمد لما تود الالتفات اليه 
بس اللي آيان عمله كان مفاجآة للكل بجد لولاه كان زمانا كلنا اتفحمنا مع البيت.. 
أجابتها رواية بقلب مقبوض لمجرد تخيلها وصفها الشنيع 
الحمد لله اننا خرجنا منه على خير.. 
ثم استطردت بارتباك 
أنا اتفاجئت باللي عمله فعلا بس كنت متوقعة ده بعد ما سمعت كلام فهد.. 
بحثت ريم عن مغزى ما تود قوله لذا قالت دون تردد 
طب آن الآوان انك انتي وبتك تسامحوه على اللي عمله الواد بقى زين وكلنا شوفنا ده بعنينا.. 
ردت عليها بتريث
أنا ممنعتهاش انها ترجعله أو تسامحه صدقيني يا ريم انا ماليش دخل هي اللي حابة كده.. 
تنحنحت تسنيم بحرج وهي تباغت بقولها المرتبك 
سامحوني لو بقطع كلامكم بس انا حاسة ان بعد اللي حصل أكيد هتقدر تسامحه.. 
رددت نادين بشك 
ومش روجينا بس اللي هتسامحه فهد كمان وآسر اكيد هينسوا كل حاجة ويمكن اللي حصل ده الخير لينا كلنا.. 
خرج صوت رواية هامسا بتعب 
يارب يا نادين لاني خلاص معتش متحملة أي حاجة.. 
لم يكن النهار كافيلا بمنح أجسادهم الراحة اللازمة لبدء العمل لذا قضوا النهار والليل بأكمله وتلك الفترة استغلها رجال آيان المغازي فقاموا بهدم بقايا السرايا حتى تكون الارضية التي قد تصل ل٨٠٠متر لاعادة البناء وقام رجاله أيضا بتوفير الطعام والملابس وما يلزم للمندارة باوامر من آيان لذا كان على الشباب الاستيقاظ باكرا في صباح اليوم التالي فاجتمعوا سويا بقاعة المندارة حتى يتقاسموا المهام فزفر بدر بتأفف 
يعني بعد كل ده وفي الاخر تشيلوني البناية!! 
أومأ آسر برأسه ثم قال وعينيه تحدجه بنظرة غامضة 
مش لوحدك آيان معاك... 
ردد أحمد پصدمة 
بدر مع آيان!! ما تراجع نفسك يا آسر.. 
ابتسم بمكر وهو يجيبه 
مهو انت هتكون معاهم عشان يا هتكون بتحجز بينهم يا هتابع العمال وتسبهم ياكلوا في بعض... 
رفع بدر حاجبيه بسخط 
هنقطع بعض ليه واخدين افراج من العباسية! 
ابتسم ايان ثم رفع يديه حول
كتفي بدر ليشير لآسر باستهزاء 
هو مش واخد باله اننا بقينا زي السمنة على العسل ولا أيه 
ابتسم له بدر ثم قال بمزح 
مشافنيش وانا بنط من الدور الاول عشان اساعدك ولا كان مشغول بحالات الاتقاذ... 
تعالت ضحكات يحيى ثم قال باستنكار 
يا عم يا عم يعني نخرج
منها احنا طيب حيث كده بقى أنا هعمل أيه.. 
ارتشف آسر كوب الشاي الساخن من أمامه ثم أجابه 
لا أنت معايا في الاساس وتقسيمة البيت.. 
رفع يديه بحزم مصطنع 
انت تؤمر يا بشمهندس وربنا يستر والكبير ميقلش مننا قدام المهندسين والنجارين هننزل على الفضائية.. 
طرق بالكوب على الطاولة وهو يجيبه بصرامة ساخرة 
ليه واقف مع رجل كنبة!.. 
قطع عبد الرحمن حوارهما المتبادل لساعات مطولة بملل 
وأنا هعمل أيه! 
اتجهت جميع النظرات تجاهه وخاصة حينما نهض آسر ليجلس جواره فلف ذراعيه حوله وهو يجيبه بابتسامة واسعة 
أنت هتجيب حاجة السباكة يا عريس.. 
منحه نظرة غاضبة قبل أن يرد عليه بضيق 
ودي هعملها ازاي ان شاء الله أنا اعرف عدد الحمامات اللي في السرايا دي كلها منين! 
غمز له بمشاكسة 
نفكنا من
حوار الجواز مدام انت مش عايز تتعب نفسك وتعرف العدد! 
زفر بعصبية وهو يحاول كظم غيظة فتابع آسر بمزح 
أنت متضايق ليه
بس مانا اهو لما أخلص أساس البيت هطلع اشتري المفارش والألحفة... 
اندهشوا جميعا ولكن حينما استطرد اتضح لهما ما يود فعله 
وانتوا عارفين بقى دي شغلة حريم عشان كده احتمال ابقى اخد تسنيم وروجينا معايا يساعدوني..
اقترب آيان منه ثم قال بخبث 
حيث كده يبقى أنا لما اخلص مع بدر طالع معاك ميصحش اسيبك تشيل لوحدك يابو نسب... 
همس له بصوت منخفض ولكنه كان مسموع 
نقضي الغرض بليل وهعزمك في نفس المطعم اللي دشدشنا دماغ أمه ده فاكره 
أومأ برأسه عدة مرات والشباب يتابعون بحرص ما يحدث بينهما فقال آيان 
خلاص اخلع وانا هظبط بدلتين روشين كده وتبقى سهرة صباحي.. 
وضع يحيى يديه حول كتفيهم ثم قال ساخرا 
بعيدا عن كل الاتفاقات الجميلة دي بالنسبة للمدام اللي هتولد بكره دي أيه يعني عادي اني اسيبها تولد واتفخت مع العمال وانتوا مقضينها ولا ايه! 
لاحقه صوت عبد الرحمن المنتقم لما حدث معه 
شوف احنا في أيه وهما في أيه! 
تنحنح آسر بحزم وهو يهندم من قميصه ثم قال بصرامة 
فضناها يالا كل واحد يشوف شغله وبعدين بليل نبقى نكمل خناق واتفاقات... 
اتجهوا جميعا للخارج واحدا تلو الأخر فلحق بهما آيان وآسر الذي غمز له وهو يردد بصوت هامس
على اتفقنا وسبلي الحوش دول.. 
بالأعلى...
حاولت ماسة النهوض عن الفراش حتى تؤدي صلاتها فلم تستطيع فقد ألمتها بطنها كثيرا فجاهدت للاستناد على الكومود فما ان انتصبت بوقفتها حتى انسدلت المياه من بين ساقيها كبشرة لها على اقترب رؤية جنينها الذي اشتاقت لحمله بين ذراعيها تعويضا لما فقدته لذا بدون تردد صاحت بصوت يصاحبه الألم 
تسنيم!!!!..
..............يتبع...................
الدهاشنة........ بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
بعتذر عن التأخير بس أنا معرفاكم من البداية اني هنشغل في نص تسعة ولكن متقلقوش انا بحاول اكون متواجدة حتى لو الفصل اتاخر بس مش هوقفها بإذن الله وكده لسالنا ٥فصول ونقدر نقول بكل ثقة ان السلسلة تمت بحمد الله... ال٥فصول هيكونوا مبهجين جدا احنا عانينا مع الابطال وجيه الوقت اللي نفرحهم ونفرح معاهم .. 
Aya...
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.. 
الفصل السادسوالأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجهاد وليد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
ازداد الألم في حدته حتى فقدت القدرة على المحاربة فربما تهون عليها صرخاتها التي علت لتغدو أكثر حدة فحاوطتها تسنيم من جهة وحور من الجهة الأخرى في حين أن هرعت تالين للأسفل كما أخبرتها نواره لتخبر يحيى انتهت من طريقها الفاصل بين المندارة والسرايا فلمحهابدر لذا أشار بيديه أن تتوقف محلها والا تدنو من البقعة المحاطة بالرجال فالرجل الشرقي لا يغار على زوجته وشقيقته فقط بل كل نساء منزله هن عرضه وشرفه فألقى ما بيديه ثم اقترب منها لېعنفها بلهجته المتعصبة 
أيه اللي منزلك أنتي مش عارفة أن في رجالة بتشتغل هنا! 
أسرعت بالتبرير حتى لا تنال ڠضب زوج شقيقتها 
جاية
أنادي ليحيى لان ماسة شكلها كده بتولد.. 
انكمشت تعابيره وهو يردد بذهول 
الوقتي!
قالت بنبرة شبه ساخرة 
وهي الحاجات دي ليها وقت يا بدر.. نادي يحيى بسرعة. 
أومأ برأسه وهو يشير لها بحزم 
اطلعي أنتي وأنا هتصرف. 
وبالفعل عادت للمندارة تاركة له زمام الأمور فخلع قبعته السوداء التي تحجب أشعة الشمس عن رأسه ثم ولج للداخل بخطوات حذرة تتفادى أسياخ الحديد والمعدات الموضوعة أرضا فحاول ايجاده اهتدت نظراته عليها فوجده يقف بصحبة آسر وآيان فاقترب منهما ثم قال 
يحيى عايزنك فوق.. 
تساءل بدهشة 
أنا.. ليه 
حك جبهته من فرط الحرارة وهو يجيبه ببرود مرح 
ولا حاجة مراتك بتولد بس. 
جحظت عين الأخير وهو يردد پصدمة 
أيه!
ثم هرع للأعلى سريعا وسط ضحكات آيان المشاكسة على مظهره المضحك فاتجهت نظراته لبدر ثم قال ساخرا 
في حد يخض حد الخضة دي روح ربنا يسامحك قطعت نفس الواد! 
ضحك وهو يجيبه بمكر 
لازم يتخض عشان الجاي ميبقاش تقيل عليه.
ثم جذب الوعاء واتجه للمغادرة
قائلا بخبث 
عقبال لما أخضكم أنتوا كمان.. 
ارتسمت على شفتي آسر ابتسامة حالمة شوقا لرؤية ما تحمله معشوقته وإن كان الوقت مبكرا لمثل تلك الأفكار ولكنها تهاجمه بين اللحظة والأخرى.. 
بالأعلى..
أمسكت نواره معصمها ثم حاولت جذبها عن الفراش محذرة أياها پخوف 
امسكي فيا زين يا ماسة ومټخافيش أني مش هسيبك.. 
تعلقت بيدها وهي تهمس بۏجع وبكاء حارق 
مش قادرة.. ھموت من الۏجع.. 
انهمر الدمع من عين ريم تأثرا پبكاء ابنتها فقالت وهي تربت على ظهرها بحنان 
معلش يا نور عيني اتحملي لحد ما نروح المستوصف. 
ولج أحمد للداخل بعدما علم بما أصاب شقيقته فهرول تجاهها بلهفة 
متقلقيش يا حبيبتي أنا جنبك ومش هسيبك.. 
ثم أشار لحور قائلا 
فين حجابها أنتوا هتخروجها كده! 
طوافتهم دوامة صراعها للآلم فتناسوا ما ترتديه لذا أسرعت حور لتجد ما يناسبها وما هي الا دقيقة حتى عادت بخمار طويل يكفي ليمنحها الحشمة اللازمة على جلبابها المنزلي تمسك بها أحمد جيدا حتى ارتدت ما تضعه زوجته حول رأسها ثم كاد بحملها ولكنه تفاجئ بيحيى يقتحم الغرفة والفزع يقبع بحدقتيه المړتعبة فأسرع تجاهها وهو يتساءل پخوف 
ماسة حاسة بأيه 
تهللت أساريرها لوجوده جوارها في ذلك الوقت المقبض فرفعت يدها تجاهه وهي تردد پبكاء 
يحيى!
رفع يديه تجاه يدها الممدودة فدث أصابعه بين أصابعها بعشق ثم رفع جسدها تجاهه لتحتمل عليه بدلا عن شقيقها فوضعت رأسها على صدره وهي تهمس بصوت يكاد يكون مسموع 
مش قادرة.. شكلي بولد المرادي بجد. 
انحنى بجذعيه ليحملها عن الارض ثم كاد بالخروج من الغرفة ليعرقل طريقه أحمد ثم قال بعند 
عندك أنا اللي جاي هنا الأول يعني محدش هيودي أختي المستشفى غيري.. 
جز بأسنانه على شفتيه السفلية بغيظ 
ده وقته يا أحمد 
جذبها منه وهو يضمها إليه قائلا بحدة 
وقته ونص ان كنتوا اخوات اتحاسبوا يا حبيبي. 
طرق يحيى كف بكف وهو يردد بعدم تصديق 
مش طبيعي بجد. 
ابتسم وهو يشير له بغرور 
هو كده بالظبط.. ووسع بقى عشان الحق مراتك وابنك.. 
قطع طريقه وهو يخبره باستهزاء 
اديك قولت مراتي وابني يبقى توسع انت وتسبني أتصرف.. 
ضحكت النساء من حولهم على ما يحدث من أمام أعينهم فقالت رواية باستغراب 
أنتوا لسه هتتخانقوا البنت بتولد!! 
زفر يحيى پغضب ومع ذلك ارتسم على وجهه ابتسامة ماكرة فقال بخبث 
خلاص يا أحمد احنا مش عيال صغيرة شيل براحتك بس أنا حاسس أن حور مش طبيعية
من ساعة ما دخلت بين كده هيغمى عليها! 
اتجهت الانظار تجاهها والاخيرة ترفع
كتفيها بعدم استيعاب لما يقوله يحيى الذي استغل انشغال أحمد بتأملها ثم اختطف منه ماسة وهرول بها سريعا لسيارته وضحكات الجميع تطوف من حولهما ويلحقها ڠضب أحمد وتوعده له.. 
بالأسفل..
لف فهد وشاح جلبابه الأسود حوله ثم قال للشباب وهو يتفحص السيارات التي تنطلق للمشفى 
كملوا شغل أنتوا وأني هحصل جاسم ويحيى على المستوصف.. 
قالعبد الرحمن 
اللي تؤمر بيه يا عمي أحنا وجودنا مالوش لزمة.. 
أضاف آيان قائلا 
لو احتاجتوا اي حاجة احنا موجدين. 
أومأ الكبير برأسه ثم استند على عصاه ليستكمل طريقه وقبل أن يصل لسيارته استدار تجاه ابنه الذي أتى ليلبي ندائه الصامت فما أن وقف مقابله حتى قال 
متنساش تروح البنك قبل ما يقفل وتسحب المبلغ اللي قولتلك عليه. 
جفف يديه جيدا وهو يجيبه باحترام 
متقلقش يا بابا أنا عامل حساب كل حاجة.. 
منحه ابتسامة ثابتة وهو يربت بيديه على كتفيه ومن ثم غادر على الفور تأمل آسر الإتساخ العالق بين أصابعه بضيق فدنى من الوعاء الضخم المملوء بالمياه ثم انحنى لينظفه بالمنشفة جيدا فحانت منه نظرة تجاه شرفة المندارة الصغيرة فتفاجئ بها تراقبه خلسة من خلف بابها الموصود استدار للخلف ليتأكد بأنشغال الشباب بالعمل فانسحب للداخل بخفة.. 
توترت نظراتها التي تبحث عنه بالخارج تشتاق لتأمله بتلك الثوان التي اختفى بها فلم تعد عينيها تمتلك القدرة على رؤية عينيه تهدلت معالمها بحزن وضيق فانقبض قلبها سريعا حينما شعرت بأصابع تطرق على كتفيها لعقت شفتيها بارتباك لعدم وجود أحدا بالمندارة سواها فاستدارت للخلف ببطء زفرت وهي تردد براحة 
آسر.. خضتني! 
منحها ابتسامة فتاكة وهو يدنو حتى صار قريبا منها 
بتبصي على أيه 
ارتبكت من قربه الخطېر لجوارحها فكأن مشاعرها ستفضحها بشوقها الجارف إليه فقالت بتلعثم 
أنا... آآ... كنت... آآ.. 
قاطعها وهو يكمل حديثها المشتت 
بتراقبيني!
أنت بتعمل أيه! 
ابتسم بمكر وهو يجيبها 
هكون بعمل أيه يعني مراتي معجبة بيا وبتراقبني من فوق فقولت أجي بنفسي وأوفر عليها الوقفة دي وتتأملني براحتها.. 
جحظت عين تسنيم پصدمة من تلميحه المبطن بكشفه لما يطارد مشاعرها فاصطبغ وجهها بحمرة الخجل وبات انتقائها للكلمات مفقود 
لا.. أنا كنت حاسة بملل بعد ما بقيت لوحدي فقولت أشوفكم بتعملوا أيه 
أمسك يدها التي تنتفض بين خشونة يديه البارزة ثم قربها لتدنو منه فاستند بجبينه على جبينها وهو يسألها بجراءة 
وحشتك
أزاحت يديه حجابها فضمھا إليه يتنفس عبيرها وبصوته الرخيم كان يهمس 
أنتي كمان وحشتيني أوي.. بټعذب في كل ثانية انتي فيها بعيدة
عني..
لفحت أنفاسه وجهها وكلمته تلك استوقفت مقاومتها له فباتت اجابتها صريحة له انجرف خلف مشاعره وتوقه لها فقالت بخجل وهي تحاول إبعاده عنها 
روجينا فوق.. 
مرر يديه على وجنتها بلمسات أنستها ما قالته للتو ويديه تحملها لتصعد فوق قدميه فباتت تقف على حافة قدميه فتراجع بها للخلف حتى بات قريبا من باب الغرفة فأدار مفتاحها العالق بجسد الباب حتى لا يخترق أحدا ذاك العالم الذي صنع خصيصا لهما فسمح لمشاعره بالتدفق إليها لتحيطها بغرامه وعشقه.. 
بالأسفل..
دون آيان خلف المهندس المطلوب لشرائه الآن فاستغل غياب آسر ثم أرسل أحد رجاله بالمال لشراء اللازم ثم جذب أخر ورقة دونها ليرسل رجل أخر ليشدد عليه قائلا 
فهمت هتعمل أيه 
أكد له الرجل بوقار له حتى وآن كان يكبره بالعمر 
متخافش يا كبيرنا هنعمل كل اللي أنت أمرت بيه.. 
هز آيان رأسه برضا عما بدر من رجال المغازية من طاعة لأوامره فأشار له بالإنصراف ثم كاد بالتوجه للأعلى فأوقفه بدر حينما تساءل بدهشة 
مين ده 
أجابه على الفور 
واحد
من رجالتي كان عايزني في حاجة خاصة بالعيلة. 
أومأ برأسه بتفهم فاسترسل آيان حديثه وهو يشير له على ثيابه المتسخة 
هغير هدومي عشان عندي مشوار مع آسر.. 
وتركه وصعد للأعلى بحذر من أن يكون أحدا بغرفته من الفتيات طرق الغرفة عدة مرات وبالرغم من تأكده بأن الجميع بصحبة ماسة الا أنه فضل التأكد وحينما لم يأتيه صوت من الداخل فتح باب الغرفة فتفحصها قبل أن يغلق بابها من خلفه فخلع قميصه المتسخ بتقزز ثم دنى من خزانته ثم أخرج تيشرت رمادي اللون وبنطال أسود واتجه بهما لحمام غرفته الصغيرة ففتح مقبض الباب ولكنه لم يستجيب له وبعد محاولات تأكد بأغلاقه من الداخل ومع تحرر انغلاقه غادر الډماء وجهه لمجرد تخيله بأن فتاة من الفتيات بالداخل فتراجع للخلف وقبل أن يسرع بخطاه للخارج توقف حينما وجدها روجينا التي تتساءل باستغراب 
أنت بتعمل أيه هنا 
مرر يديه على مقدمة أنفه وقد عاد تنفسه لموضعه فاستدار ليكون مقابلها ثم قال 
مفيش أنا كنت طالع أغير هدومي ونازل على طول.
حانت
منها نظرة متفحصة قبل أن تجيبه بغيرة مخبأة حول نبرتها المتعصبة 
هي فين هدومك دي! 
تطلع لصدره العاړي ثم قال بابتسامة خبيثة وعينيه تتطلع لها 
نفس السؤال اللي كنت هسألهولك! 
اتجهت نظراتها لما ترتديه پصدمة فكانت تلف المنشفة الطويلة حول جسدها والأخرى حول خصلات شعرها المبللة انتباها نوبة مختلفة من الخۏف والخجل بأن واحد فقالت بتشتت 
متبصش..
ضحك بصوت مسموع فقالت بعصبية 
متضحكش..
رفع يديه للأعلى وهو يردد باستسلام 
أوكي..
بحثت روجينا حولها عما يمكن استخدامه لتخفي ذراعيها العاړية عن عينيه فجذبت المنشفة الصغيرة عن شعرها لتلف ذراعيها بها فانسدل شعرها الغجري حولها فابتسم من يتأملها بعشق ثم قال بنبرته الرجولية الماكرة 
كده بقيتي مغرية أكتر من الأول! 
منحته نظرة غاضبة واتبعها صړاخها الچنوني 
كده! طب اطلع برة بقى.. 
كبت آيان ضحكاته ثم أشار لها بهدوء زائف 
طيب..
ثم استدار ليغادر الغرفة وابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا فما كان منها سوى ثلاث ثوان حتى صړخت به 
استنى هتطلع كده ازاي وتسنيم بره! 
استدار تجاهها وهو يردد بطيبة زائفة 
طب أعمل أيه طيب! 
كزت على أسنانها پغضب 
ادخل الحمام بس متطولش عشان أنا لسه مخلصتش. 
هز رأسه بموافقة سريعة ثم مر من جوارها ليشير لها بخبث 
طب ما تدخلي تخلصي براحتك وأنا هستانكي هنا.. 
وضعت ثيابه بين يديه وهي تخبره پغضب 
انجز بدل ما أناديلك آسر يشوفك بنفسه وأنت بتتعدى على أخته. 
ضحك بصوت مسموع ثم قال وهو يغمز بعينيه 
أموت فيك وأنت عڼيف.. 
لکمته پغضب فأسرع لحمامه الخاص وقبل أن يغلق بابه أدلى برأسه من خلفه ليخبرها بسخرية 
بلاش تنادي لآسر لانه مشغول مع عروسته تحت فمش فاضيلك.. 
وما أن أغلق الباب حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة فمازالت لا تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ذات الشخص الذي دمر عائلتها وفتك بها تراه الآن يرمم ما فعله سابقا ليس معها فقط بل مع عائلتها وهذا ما جعلها تتخطي عقبات الماضي بأكمله.. فحينما تود أن تكتسب قلب من أحببت عليك بالتقرب لعائلتها أولا فاحترامها لك سيزداد مع احترامهم.. والاحترام يتبعه الحب الصادق.. 
مضت تلك الدقائق ومازالت تنتظره حتى خرج وهو يرتدى ملابسه بأكملها فأشار لها بجدية 
حبيبتي الحمام فاضي. 
منحته بسمة رقيقة ثم نهضت عن مقعدها لتتجه للداخل فتشبثت بحافة المقعد حينما الټفت الغرفة من حولها رفعت روجينا يدها على رأسها تقاوم ما يعتليها من دوار مفاجئ فاسرع تجاهها آيان وهو يتساءل بقلق 
روجينا مالك 
قالت وهي تحاول الا تسقط أرضا 
دايخة..
أمسك يدها ثم قال
بلهفة
طب ارتاحي. 
انصاعت ليديه التي تحملها لفراشها فشعرت بأنها ستواجه فقدان وعي سريع لذا أشارت بيدها على الحمام 
هدومي..
وقبل أن تسترسل كلماتها فقدت الوعي ويديه تساندها حتى لا تسقط عن الفراش استغرق الأمر خمسة عشر دقيقة حتى استعادت وعيها فما أن فتحت عينيها حتى شعرت بظلام يحيل بينها وبين الضوء فعادت الصورة لتبدو أكثر وضوحا حينما رأته يجلس جوارها حاولت النهوض عن محلها فعاونها آيان وهو
يصيح بها
پخوف
حسبي..
أنعش الهواء الذي يتسلل من الشرفة المقابلة لها رئتيها فبدت على ما يرام وقالت بصوت متعب 
لحد أمته هفضل كده أنا مش عارفة مالي بجد مكنتش كده في حملي الأول.. 
رد عليها بحنان ومازالت يديه تتشبث بها 
فترة مؤقتة وهتعدي المهم انك تريحي نفسك الفترة دي.. 
استدارت برأسها تجاهه فوزعت نظراتها بين يديه المتشبثة بها وعينيه بابتسامة هادئة تلاشت حينما تفحصت الثياب التي ترتديها فخشى آيان أن تظن السوء به وخاصة بعد أن طلبتها صريحة منه بحاجتها لبعض الوقت لذا قال سريعا 
أنا خۏفت حد يطلع وأنتي بالشكل ده عشان كده لبستك. 
ارتاحت تعابيرتها بشكل ملحوظ له فباتت الامور لها عادية مما جعل السعادة تشرق قلبه النابع بحبها الجياش فانحنى ليضع قبلة رقيقة على يدها وهو يهمس لها 
قولتلك قبل كده عمري ما هكسر ثقتك فيا تاني.. 
رفعت حدقتيها تجاهه ثم قالت ببسمة مشرقة 
كل اللي بتعمله معايا ومع أهلي بيأكدلي ده.. أنا آآ... آآ.. 
ارتباكها وترددها بقول ما تود قوله جعله يدنو منها وهو يحثها على الحديث فاستكملت وهي ټدفن ذاتها بأحضانه 
أنا عايزاك تكون جنبي على طول يا آيان.. متتخلاش عني.. 
ضمھا اليه بقوة وهو يهمس لها بعشق
أنا جنبك علشان ماليش مكان غير جنبك وفي حياتك أنا بحتاجك وبحتاج لوجودك لازم تفهمي ده كويس. 
و رفع وجهها اليه لتستمع لكلماته الاخيرة باهتمام 
وهستنى الوقت اللي هنقدر نعيش فيه زي أي زوجين.. حتى لو طال أنا عمري ما همل.. 
وفي تلك اللحظة سمح لذاته بتحطيم حاجزها التي وضعته بينهما وكاد بالتعمق فيما يجمعهما لولا طرقات الباب المزعجة له نهض عنها ثم فتح الباب ليجد آسر من أمامه فمنحه نظرة ساكنة شملته من رأسه حتى اخمص قدميه قبل أن يلقي لمسمعه كلماته الساخرة 
كنت شاكك من البداية لما بدر قالي انك بتغير هدومك بس لحد اللحظة دي ظنوني كانت كلها خير.. 
وقف آيان مقابله ثم أغلق الباب من الخارج ليرد عليه بضيق 
يا عم أرحمني ده أنا ما صدقت أوصل للي وصلتله أنت أيه حد زقك عليا! 
مال بجسده على الحائط ثم وضع يديه بجيب سرواله وهو يجيبه بمكر 
القدر يابن المغازية ولو كترت بكلامك هقلبها دراما. 
مشط بيديه خصلات شعره المبعثرة ثم قال 
لا متقلبهاش اتفضل أنا جاهز.. 
أشار بعينيه بابتسامة خبيثة 
كده تعجبني.. بينا بقى قبل ما البنك يقفل.. 
كبت آيان غيظه ولحق به للأسفل بهدوء مصطنع.. 
بالمشفى..
كبتت صرخاتها بطرف الملاءة البيضاء وهي تحاول الاستكانة حرجا من أبيها وعمها الجالس خارج الغرفة ولكن كان الألم يفوقها فرغما عنها كانت تنفلت منها الصرخات لتغدو أكثر ألما وبعد أن تفحصت الطبيبة حالتها قالت بعملية بحتة 
هيكون من الصعب عليها انها تولد طبيعي عشان كده لازم نلجئ للقيصرية.. 
قالت ريم پبكاء 
اللي انتي شايفه صح اعمليه يا ضاكتورة. 
وانحنت لابنتها تربت على كتفيها بحنان 
ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي.. 
جهزتها الممرضة أولا بحقن وريدها بمحلول يساعدها على التأهل قبل ولوجها لغرفة العمليات ومن ثم أخبرتها بأن تلحق بها لغرفة الملابس التابعة لغرفة العمليات فانقبض قلبها وتشبثت بيد يحيى الذي فهم من عينيها ما توده لذا اسنادها على ذراعيه ولحق بها للداخل ومن ثم عاونها على ارتداء الروب المعقم الخاص بالعمليات وانحنى بقدميه تجاهها ثم
رفع عينيه تجاهها قائلا بحزن 
لحد هنا ومش هقدر أكون معاكي أنتي عارفة ان ده صعب عليا.. 
أمسكت بيديه بقوة تسبق مسكتها الهزيلة ثم قالت بتوسل 
لا متسبنيش يا يحيى ادخل معايا آآ... أنا خاېفة.. متسبنيش.. 
أطبق بيديه على يدها ثم قال والدمع يتلألأ بعينيه 
مش هقدر بلاش عشان خاطري أنا مش هعرف أقويكي وأنا محتاج لحد استمد منه القوة في الوقت ده.. 
كادت بالاعتراض على ما قال ولكن قطعتهم الممرضة التي فتحت الباب المتحرك من أمامها ثم قالت 
اتفضلي يا مدام.. 
انقبض قلبها فذكريات فقدانها لابنها الاول مازالت تلاحقها تخشى أن تفقد الثاني وحينها ستواجه مۏت حتما سيكون الأكثر ألما شعرت برجفة يديه بين يدها فلم ترد أن تزيد امره فهي تعلم جيدا ضعفه وخوفه الشديد عليها فربما لن يحتمل رؤيتها هكذا بالداخل تهربه ذات المرة مختلف عن سابقها فتلك المرة ظل يحارب حتى معركته الاخيرة استكانت ماسة بنومتها بعد ان انغرز المخدر بسلسلة ظهرها أغلقت عينيها بقوة لتحتمل أي ألم قد تتعرض له ولكنها شعرت بقبلة رقيقة تجتاز جبينها المتعرق ففتحت عينيها لتجده يقف جوارها كانت صدمة مختلفة بالنسبة لها فالسعادة سيطرت عليها لمحاربته ما يعتريه حتى يكن لجوارها فلوهلة شعرت بأنه من يتعرض لغرز السکين بأحشائه وليس هي فالألم ينعكس على وجهه هو بالمقارنة لها أمسكت ماسة يديه ثم قالت برأفة به 
أخرج يا يحيى أنا كويسة. 
فتح عينيه لها ثم أولى ظهره للستار العازل بينهما وبين الطبيبة فوضع رأسه جوارها على السرير الصغير وهو يردد 
جميعا وبالأخص عمر وجاسم حتى حان الوقت لمقاطعة تلك الاجواء حينما غرد بكاء الصغير ليطمن قلوبهم فسكنت الفرحة الوجوه ودنى فهد من عمر ليحتضنه قائلا 
مبارك ما جالك يا واد عمي. 
ضمھ اليه وهو يردد بفرحة 
الله يبارك فيك يا كبيرنا وعقبال ما نفرح بابن آسر يارب. 
أمن على ما قال 
يا رب. 
ثم الټفت لجاسم ليشير له على الممرضة 
حفيدك شرف.. 
اسرع تجاهها فحمل عنها الصغير والتف من حوله النساء فقالت ريم 
ما شاء الله كيف البدر. 
ضمته نواره لصدرها وهي تردد پبكاء 
يا واد الغالي.. تعبتنا كلتنا لحد ما جيت.. 
قالت رواية بتذمر 
وسعوا كده أنا عايزة أشوفه.. 
وضعته نواره بين يدها فحملته وجلست به على الاريكة تتأمله بفرحة ومن جوارها حور وتالين أما رؤى فجلست على أحد المقاعد تحاول اخفاء حزنها على تأخرها بالحمل فهي أول من تزوجت من الفتيات وإلى الآن لم ترزق بابناء لذا قررت الذهاب بصحبة بدر للطبيب حتى يطمئن قلبها.. 
بالبنك..
سحبآسر مبلغ ضخم من المال ثم صعد لسيارته ليتجه لمقابلة المهندس حتى يدفع له جزء من المال فأشار لآيان قائلا 
خليك هنا يا آيان هطلع أقابله وهنزل على طول.. 
أومأ برأسه باستسلام وتابعه بعينيه وهو يغادر للمطعم القابع
بالدور العلوي فقابل أحد المهندسين المسؤولون عن البناء ثم قدم له المال ولكنه تفاجئ به يقرب الحقيبة منه مجددا وهو يقول 
المبلغ وصلني فعلا يا بشمهندس آسر.. 
ضيق عينيه بذهول 
ازاي!!
أجابه باستغراب
آيان المغازي.. 
ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة فجذب الحقيبة ثم صافحه قائلا 
كمل شغلك بأسرع وقت.. 
هز رأسه بتأكيد فاتجه آسر للهبوط وقبل أن يستقل الدرج على هاتفه برقم مجهول ففتحه على مضض فاستمع لصوت مألوف له 
آسر
أنا ناهد.. اوعى تركب عربيتك.. سااامعني اوعى تركبها.. 
جحظت عينيه في صدمة وهو يتطلع تجاه آيان القابع بالسيارة يلهو بهاتفه فازدرد ريقه بصعوبة وكأنه يحاول استرداد صوته الذي توقف فصاح بصړاخ جعل الاخير يتابعه بأستغراب
آيان... انزل.. 
لم يستعب ما يود قوله الا حينما فتح باب سيارته ليجذبه آسر خارجها بقوة والاخير يردد بدهشة 
في ايه 
ابعده آسر عنها فاڼفجرت بها النيران لتسقطها ارضا كقطعة الخردة البالية فنهض آسر وايان الذي يتأمل ما يحدث أمام عينيه پصدمة وڠضب لما ينتابه في تلك اللحظة لشكوكه حول كناية هذا الحاډث المخطط له. 
.... يتبع............. 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت..... 
انا رجعت يا بشړ هي كانت فترة طويلة عارفة وكنت شايلة همها بس الحمد لله الفرح تم على خير وانا بقيت متفرغة وعشان كده هكافئكم وهنزلكم فصول اكتر من المحددة وهستنى رأيكم في الفصل... بحبكم في الله .. 
٥١٢ ١٤٧ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.... 
الفصل السابعوالأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةنسرين فوزي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
انفجار السيارة كان مخيفا فأحړقتها ألهبة النيران ونهشتها كالۏحش المفترس الذي يتلذذ بأخر قطعة من ضحاياه وبالرغم من ثبات آسر الإنفعالي الا أنه كان يضمر من وراء ذاك الحاډث المدبر إليه وخاصة بعد تلقيه تلك المكالمة التي كشفت له المدبر ومع ذلك كان صامدا حتى لا يكشف آيان ما يفكر به
بل سحب هاتفه وهو يردد بصرامة 
خلي حد من الرجالة يبعتلي عربية بالمكان اللي هبعتلك موقعه. 
وأغلق هاتفه ثم استدار بجسده كليا تجاه آيان الشارد فظل الصمت حليفه لأكثر من ثلاثون دقيقةيحاول بها التغلب على شكوكه حول هوية المچرم الذي ارتكب ذاك الحاډث الدنيء فما أن انتهى من جداله البطيء حتى اتجه ناحية آسر الجالس على أحد الأحجار القريبة من سيارته التي باتت جردة بالية ثم قال بنظرة ډفن بها الشك 
أنت عرفت منين أن العربية فيها قنبلة 
قرص أنفه وهو يحاول ايجاد ما سيقول 
حسيت مش أكتر.. 
ضيق الاخير حاجبيه ساخرا من إجابته الغير منطقية بالمرة فزفر آسر بملل ثم قال 
بنت خالتك اللي قالتلي.. 
هز رأسه والشرار يتطاير من عينيه بشكل مقبض 
كده اللي في دماغي صح.
واتجه مسرعا تجاه الطريق السريع وعينيه تراقب أي سيارة أجرة قد تنقله للمكان الذي يود الذهاب إليه فلحق به آسر راكضا ثم قال بتعصب 
ممكن تفهمني أنت رايح على فين دلوقتي 
تجاهله ومازال يراقب الطريق فدفعه آسر بقوة جيده الجسمانية وهو يردد بضيق 
اللي بتفكر فيه ده مش صحيح خالتك مش ورا اللي حصل هنا ده حكم عقلك وبلاش تكون متسرع. 
ابتسم وهو يجيبه بسخرية 
أمال مين اللي له مصلحة في اللي حصل غيرها 
قال بدهاء لم يكتسبه من العدم 
خالتك مش غبية عشان تلعب لعبة ساذجة زي دي وهي متأكدة أنها بكده هتخسرك وكمان مش هتجازف وهي عارفة انك وارد تركب معاياالموضوع أكبر منها.. وأعتقد الإجابة عند ناهد.. 
لم يؤثر تحليل آسر المنطقي به ربما لأنه لم يرى منها الا السوء والشړ الذي تضمره لعائلة فهد الدهشان وبالأخص آسر لذا ظل صامتا والنيران تتمكن منه فټحرق ما تقابلها وتزيد أحطبة الڠضب والحقد والاندفاع بداخله وفي ذلك الوقت وصلت السيارة التي طلبها آسر فاستغل آيان الفرصة وقبل أن يصعد آسر لمقعد القيادة صعد هو فجلس آسر جواره ثم قال بيأس وهو
يتأمل الطريق الذي يسلكه 
مفيش فايدة فيك! 
أتاه ردا عڼيف يسرب له ما يشعر به بتلك اللحظة 
هي أو غيرها أي كان اللي عمل كده لازم يتحاسب يا آسر أنا مش هسمح أن العداوة تقوم بين العيلتين لأي سبب من الأسباب لإني واحد من اللي دفعوا التمن ومرضاش لحد يعيش اللي أنا عشته.. 
إنصاع إليه آسر ثم راقب الطريق بصمت تام وهو يعلم بكناية المچرم الذي يجهله آيان فربما ان تمكن هو من كشفه ومعاقبته أفضل من أن يعاقبه آسر بنفسه.. 
خرجت ماسة من غرفة العمليات وحينما وصل سريرها المتحرك أمام الغرفة التي ستقيم بها حملها يحيى ثم وضعها على الفراش ومن ثم انحنى بجسده تجاهها هامسا بقلق 
أحسن دلوقتي ولا لسه حاسة بۏجع 
فتحت عينيها اللامعة بالدموع ثم قالت بۏجع 
مش عارفة يا يحيى بس في ۏجع رهيب في بطني شكل البنج اللي أخدته معتش مأثر.. 
فرك يدها بحنان ثم قال 
طب
إهدي وأنا هخلي الممرضة تديلك المسكن اللي قالت عليه جوه.. 
أومأت برأسها بخفة فاتجه يحيى للخروج من الغرفة فاوقفته حينما نادته بلهفة 
عايزة أشوف تيم يا يحيى. 
استدار تجاهها بدهشة ثم ردد بحاجبي معقودان 
تيم!
كانت لحظة مربكة لحواسه ليدرك هوية ذاك الضيف الجديد الذي زاد عدد عائلته الصغيرة ارتسمت على شفتيه ابتسامة جدابة ثم قال 
حاضر هشوف سي تيم ده فين وهجبهولك.. 
ابتسمت على كلماته المازحة لها ثم ترقبت عودته بصبر طال بها لتلك السنوات.. 
بالخارج..
اتجه يحيى للرواق الجانبي حيث كان يستقل أركانه أفراد عائلته فخفق قلبه اضطرابا حينما وجد والدته تحمل صغيره بين يدها كاد بأن يصل إليها ولكن عمر أوقفه حينما أمسك بكتفيه وهو يتساءل بلهفة 
طمني يا يحيى ماسة كويسة 
رد عليه ومازالت عينيه متعلقة بالصغير المختبئ خلف البطانية الصغيرة 
الحمد لله يا خالو نقلوها من الباب اللي ورا لأوضتها. 
ردد بفرحة 
الحمد لله.. 
كاد بالانسحاب لوجهته المشوقة فاوقفه والده جاسم تلك المرة حينما احتضنه وهو يهمس له بسعادة 
مبارك ما جالك يا ولدي ربنا يجعله ذرية صالحة وبار بيك وبمرتك. 
تعلق به بابتسامة واسعة 
يا رب يا بابا يارب. 
انتبهوا جميعا لصوت فهد ونبرته التي يعظمها الضيق الشديد 
كفياكم عاد وهملوا الواد يشيل ابنه ويشبع منيه اتجمعتوا حوليه كيف الفريق! 
تعالت الضحكات فيما بينهما فتنحوا جانبا ليلحق كلا منهما فهد الذي اتجه للخروج من المشفى ليعود للسرايا التي بحاجة لمتابعة حازمة منهفما أن سمحوا له بالعبور فاتجه لوالدته سريعا وقبل أن يحمل صغيره أتى أحدا من خلفه ثم انتشله من بين يد نواره ليتأمله بحب وفرحة سرت لتنير وجهه فعنفته ريم قائلة 
أحمد وبعدهالك ادي الواد لابوه.. 
هز رأسه نافيا 
لا مش قبل ما أشيله أنا الأول عشان يتربى بعد اللي عمله معايا الصبح.. 
ضحكت حور ثم قالت 
ميبقاش قلبك أسود يابوحميد. 
أجابها باستنكار 
ده كحلي مش أسود.. هي كلمة محدش هيشيل الواد غيري.. 
وطبع قبلات متفرقة على وجه الصغير وهو يردد بحب 
مش كده يا حبيبي اتكلم ياض وقولهم أنا مرتاح كده. 
تعلق أحمد بالصغير لم يغضب يحيى وعلى الرغم من تأكده بأنه يشاكسه كالمعتاد الا أنه كان سعيد بتعلق أحمد بالصغير فحبه وما يكنه من معزة خاصة كان واضحا على تعابير وجهه لذا ربت على كتفيه وهو يردد ببسمة هادئة 
عقبال ما نفرح بابنك يا أحمد. 
منحه أحمد ابتسامة صافية ثم قال 
يا ررب وتكون بنوتة عسولة كده عشان يبقى عندي ولد وبنت.. 
وكان يشير على الصغير ثم اقترب ليضعه بين يديحيى الذي حمله بحنان فتعلقت عينيه على تفاصيل وجهه الصغير فلمعت بدمع بحفه الفرح والاطمئنان لوجوده بين يديه أخيرا ثم انسحب به تجاه غرفتها فما أن فتح بابها حتى حاولت ماسة الاستقامة بجلستها التي بدت غير مريحة لها فتأوهت من الألم الذي ضربها بقوة لذا مر أحمد من خلفه ثم عاونها
على الاستقامة بجلستها لتتمكن من حمل الصغير من يحيى الذي يقدمه لها فحاولت ماسة حمله ولكنها شعرت بأنها لن تقوى على رفعه وضمھ لصدرها بالرغم من أنه يشبه عقلة الإصبع بالنسبة لها! 
ربما قيدتها الفرحة أو ازداد ارتباكها فور رؤياه فبالنهاية ما مرت به ليس سهلا بالمرة لذا كان على يحيى أن يقدم مساعدة أخرى صغيرة
محببة لقلبه لذا حمله وقربه من أحضانها ومازالت يديه أسفله فوزعت نظراتها بينه وبين الصغير ثم همست بصوت باكي 
ابني!.. ربنا عوضنا يا يحيى. 
لف ذراعيه حولها فضمھا اليه وهو يجيبها بحب 
الحمد لله يا ماستي قولتلك قبل كده هنتجمع تاني حتى لو واجهنا عواقب العالم كله هيجي اليوم اللي هنرجع فيه مع بعض من تاني... 
اشتاقت لسماع كلمته المفضلة لها فكان على الدوام يخبرها بأنها ماسته الخاصة ألقت بثقل رأسها على كتفيه ثم ذهبت بسبات بعد ارهاق وشقاء وإي راحة ستشعر بها وابنها بين احضانها وزوجها لجوارها! 
بسرايا المغازية 
صف آيان السيارة باهمال متعمدا تجاهل البواب الذي أسرع تجاهه بالترحاب بقدومه بعد فترة من الغياب الملحوظ اندفع بخطواته السريعة للداخل باحثا بعينيه عنها وبالفعل اهتدت نظراته على ركنها المحبب لقلبها والذي بات
ظلمته بغيابه تجلد روحها بلا رحمة اقترب ليقف خلفها وبصوت مخټنق بالعواصف قال 
منتظرة تسمعي خبر مين فينا خبري ولا خبر ابن فهد 
فتحت عينيها على مصراعها حينما استمعت لصوته فنهضت عن مقعدها ثم أسرعت إليه لتلقي نظرة متفحصة على جسده بأكمله وهي تردد بقلق 
آيان حبيبي أنت كويس طمني 
لمستها لوجهه جعلته يشعر بالنفور منها فتراجع للخلف بضعة خطوات وهو يصيح پغضب 
متلمسنيش.. كان لازم من أخر مرة اتكلمنا فيها افهم أنتي بتفكري ازاي وبالرغم من اني كلمتك بمنتهى الاحترام الا أن مفهوم كلامي موصلكيش ويمكن دلوقتي يوصلك كويس.. 
واستطرد بنبرة أشد قسۏة 
نسيتي انك متملكيش حاجة وكل اللي الخير اللي أنتي عايشة فيه ده ملكي أنا اعتبرتك زي أمي وسلمتك كل حاجة ولحد النهاردة كنت في صفك وبدعمك في كل خطوة بتخطيها حتى وأنا عارف إنها غلط بس خلاص مش هسمحلك تدمري كل اللي أنا بنيته سامعاني مش هسمحلك تدمري العلاقة اللي تعبت عشان أقويها.. ومن النهاردة إنتي بره كل حاجة وأولهم السرايا دي. 
ترقرقت الدموع من عينيها المحطمة وجسدها بدأ يترنح من فرط كلماته القاسېة فسمح آسر لنفسه بالاقتراب منح ذاته إذن التدخل فببدأ الأمر كان
يقف على باب المنزل رافضا اقټحام خصوصياته ولكنه رجل والرجل يأبى رؤية امرأة مسنة تهان حتى وإن كانت في موضع شك لذا اقترب حتى وقف مقابله ثم قال بصرامة وحدة 
أنت كده عاقبتها ولا بتعاقب نفسك على الأقل اديها فرصة تدافع عن نفسها وتتكلم! 
لوى فمه بتهكم وهو يجيبه ساخرا 
هتدافع وتقول أيه مبقاش عندها اللي تقوله. 
رد عليه آسر بثبات وتصميم بأن ما يقول هو الصائب 
مش صحيح اللي بيلعب ده بيلعب على تقيل ومستحيل تكون هي وقولتلك قبل كده اجابتك مش عند خالتك لأنها هتتستر على اللي عمل كده لأنه بالنهاية من ډمها. 
توترت نظرات فاتن المعلقة عليه فسماعها لما قاله آسر كان مربك وكأنه يفكك ما تخفيه حتى لا تزداد أمور عائلتها سوءا فأتاه الرد يزف من أعلى الدرج حينما هبطت ناهد ابنتها تخبره بدموع تسبق حديثها 
كلام آسر مظبوط يا آيان ماما هي اللي طلبت مني أكلم آسر وأنبهه ميركبش عربيته لانها عرفت بالمخطط اللي آآ.. 
بترت كلماتها حينما صعدت فاتن أول درجات الدرج وهي تصيح بها بتحذير 
ناهد.
اكملت حديثها متجاهلة نظرات والدتها الغاضبة 
مش هسكت وأسيبك تدفعي التمن يا ماما.. 
ثم الټفت برأسها تجاه آيان لتستكمل بكره لكناية الشخص الذي ستخبره عنه 
خالو هاشم هو اللي ورا اللي حصل ده يا آيان.. 
عقد حاجبيه بدهشة 
خالي!!... طب ليه 
جلست فاتن على الدرج ووضعت يدها معا فوق رأسها لتدافع عما يمزقها من صداع يستنزف طاقتها الهزيلة فدنا منها آيان ثم ردد بعدم استيعاب 
صدقيني لو كنتي تعرفي حاجة أو بتداري عليه هتخسريني وللأبد.. احكيلي اللي تعرفيه. 
مضمون رسالته كان لأثره ۏجعا خفق داخل صدرها فقررت التشبث بأخر فرصة منحها لها ربما لأن خسارتها تلك المرة ليست هينة فخسارة فلذة كبدها موجعة كتمني مۏتة رحيمة في وسط صحراء قاحلة لا زرع بها ولا مياه لذا شرعت بقص لقائها بأخيها في صباح هذا اليوم لتلقي على مسمعه كل حرفا خرج على لسانه وكأنه مازال يجلس أمامها.. 
كانت تجلس على الأريكة الخشبية القريبة من الشرفة الجانبية تتابع قهوتها باهتمام حتى لا تفور على السبرتاية الصغيرة فانتبهت للخادم الذي يدنو منها ليخبرها بوصول أخيها هاشم فنهضت تهندم جلبابها سريعا وهي ترحب به بابتسامة واسعة 
يا مرحب ياخوي.. اتفضل اقعد.. 
جلسهاشم على المقعد المقابل لها ثم استند بنصف جسده العلوي على عصاه الخشبية وعينيه ترمقها بنظرة محتقنة تفهمتها فاتن جيدا فأجلت أحبالها المقطوعة حينما قالت 
بقالك كتير مبتجيش اهنه زعلان مني في حاجة ولا أيه 
أتاها رده المستنكر لسؤالها الغريب 
وه بعد كل
اللي ابن اختك عمله وبتساليني زعلان من أيه! هتضحكي عليا ولا على روحك يابنت أبوي أزاي تهمليه يحط يده في يد اللي جتل أمه وحط راسنا بالطين!! 
ابتلعت ريقها بارتباك بينما استرسل هو 
ومش بس اكده لا كمان سايباه يخدم عليهم هناك ومش بس كده لا ده كمان بيساعدهم بفلوسه ورجالته.. 
وطرق العصا بالارض وهو يردد بعصبية 
كبير المغازية لو ضعيف للدرجادي يبقى مينفعش انه يكون كبيرنا... وقبل ما أسمع الحديت ده من حد كان لازمن اتخلص من اللي بيوزه على كل ده.. 
تساءلت بدهشة 
تقصد مين 
قال والحقد يتبع اجابته الوضيعة 
واد فهد الدهشان هو اللي بيملي رأسه عشان كده اني دبرتله مۏتة تليق بدماغه السم.. 
انتصبت فاتن بوقفتها لتصرخ پصدمة 
عملت أيه يا هاشم 
أعدل من عمته ثم رد عليها بشړ قد سكن حدقتيه ليجعلها مخيفة للغاية 
هتخلص منه ودلوقت زرعتله قنبلة في عربيته مش هيقوم منها تاني.. 
اړتعبت معالمها فور سماعها لمخطط أخيها بالطبع لم تكن أقل منه كرها واحتقانا لفهد وعائلته ولكن النيران التي تأججت بداخلها هدأت بعد انكشاف الحقيقة وخاصة بعد أخر مقابلة جمعتها بآيان. 
منحها أخيها بسمة شيطانية تتبعها قوله بعنجهية 
اقعدي واستني مۏت ابن فهد بفارغ الصبر عشان
تعرفي ان خيك بيحققلك اللي كان نفسك فيه.. 
وتركها وغادر ومازالت تجابه صراع غير منصف لأعصابها لذا هرولت سريعا لغرفة ابنتها وطلبت منها أن تتصل هاتفيا بآسر وتمنعه بشتى الطرق من الصعود للسيارة.. 
وفور انتهاء فاتنمن قص ما حدث التهبت أنفاسه الساخطة عليه فكور يديه بقوة جعلتها تبيض من فرط ضغطه الشديد عليها ثم صاح بصوت كالبرق 
نعمااان...
أسرع للداخل فور سماع نداء كبيره فأمره آيان بصرامة 
تروح بيت خالي ومترجعش غير وهو في ايدك... فاهم 
أومأ برأسه بتأكيد 
حالا.
وبالفعل اختفى الرجل من أمام أعينه فاتجه آيان تجاه آسر ثم قال بثبات لا ينذر بما داخله 
كان عندك حق اللعبة كبيرة عليها. 
بالمشفى..
قضت ماسة الساعات الاخيرة بالمشفى تحت الملاحظة وحينما اطمئنت الطبيبة عليها بشكل كلي سمح لها بالمغادرة لذا استعدوا جميعا للمغادرة فحمل أحمد الصغير وحمل يحيى ماسة فما أن وصلت السيارات للمندارة حتى
امتلأت الغرفة التي وضع بها أحمد الصغير بالشباب وكلا منهما يتصارع لحمل ذاك الصغير.. 
بسرايا المغازية. 
وصلهاشم للسرايا بصحبة رجال آيان فما أن ولج للداخل حتى سيطرت الصدمة على معالمه حينما رأى آسر يقف مقابله ومع ذلك حاول التغلب على انفعالاته حتى لا يفتضح أمره فوجه حديثه لابن شقيقته 
خير يا ولدي باعت ورايا ليه 
ارتسمت على زواية شفتيه ابتسامة ماكرة فحك ذقنه بحيرة 
اللي يسمعك يصدقك.. بس اللي عاشرك وعارف طباعك مستحيل يعدي عليه اللي بتعمله ده.. 
بحدة تساءل 
قصدك أيه يابن ناهد 
صاح بنبرة غليظة أفزعت من يقف أمامه
اسمي آيان المغازي نسبي لابويا وأبقى كبيرك وكبير عيلتك كلها.. 
ضيق عينيه باستنكار 
قوام اكده نسيت أمك.. وأني هستغرب ليه مانت روحت ونمت في احضان اللي جتلوها ولطخوا شرفها.. 
تمرد الۏحش عن صمته المطولفخرج
من بقعته الآمنة ليصيح به بانفعال
اخرس الرجولة اللي ناقحة عليك دي دي لو كنت تعبت نفسك زي تعبها ودورت كنت وصلت للي عمل كده حتى لو كان من نسلنا كنا هنعرف نجيب حقك وأنت عارف كده كويس.. 
لم يمنع آيان آسر من استكمال حديثه بل تركه يدافع عن عائلته فربما الفترة التي قضاها بينهم جعلته يعلم بأن حديث السوء عنهما كأنك اشعلت فتيل عاصفة مختبئة خلف حاجز من زجاج! 
احتبس هاشمغيظه مطولا ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليه طويلا لذا صاح بهمجية 
ليك عين تتحدت معايا وانت في وسط داري. 
قاطعه آيان حينما قال 
الدار داره آسر مش غريب عني..
ثم استكمل بنبرة ساخرة
هو انت متعرفش يا خال إنه يبقى نسيبي ولا أيه.. وحاليا بقى صديق وأخ يعني له هنا أكتر ما ليك.. وبعدين انت سايب موضوعنا الاساسي وبتدور على الملاك! 
بلل هاشم شفتيه بارتباك وخاصة حينما استطرد بحنق 
السؤال المهم هنا أنت كنت عايز تتخلص من مين فينا أنا ولا آسر ولا قررت ټضرب عصفورين بقنبلة واحدة وتتخلص مننا سوا 
تثاقلت أنفاسه وبلل العرق جبينه من فرط توتره فاستدار بوجهه تجاه شقيقته التي حكمت هذا البيت بقوة وسيطرة كامنة رأها تتحاشى التطلع له وكأنها تخبره بأنها فقدت كل شيء وأولهما التحكم بآيان فدنى منه ثم قال بتريث 
خليك معايا أحسن لان للاسف محدش هينفعك.. 
ولف يديه حول كتفيه ثم قال بنبرة لم تفشل برسم الضحك على وجه آسر الذي يتابع ما يحدث بصمت 
أنت غلطت يا خال ولازمن تتعاقب دي عوايدنا وسرونا ولا أيه 
ثم تركه وتقدم عنه بخطوات سريعة ليصبح مقابله بنظرات جامدة زرعت الخۏف بأعينه وخاصة حينما قال 
من هنا ورايح السرايا دي متخطاهاش برجليك والصلة اللي كنت بتتمنظر بيها دي فأنا بقطعها من النهاردة كمان الأرض اللي أنا سايبهالك بمزاجي دي تبقى باسمي وتلزمني لا مواخذة.. وأنت عاقل يا خال وعارف ان اللي بيلعب مع كبير عيلة من كبار الصعيد مصيره بيكون أيه وأنت يا حبة عيني لعبت مع عيلتين مش عيلة واحدة.. 
وغمز بعينيه باستهزاء 
تحب فهد الدهشان يوصله خبر باللي كنت ناوي تعمله في ابنه ولا نختمها خاتمة حسنة تليق بهيبتك 
ازدرد ريقه المبتور بصعوبة فحمل ما تبعثر منه ثم كاد بالخروج من السرايا ولكنه توقف حينما ناداه آيان مجددا ثم مد يديه اليه وعينيه تحيط بجيب جلبابه 
مفاتيح عربيتك الجديدة يا خال..يرضيك نخسر الناس عربياتهم ومندهمش تعويض دي حتى عيبة في حقنا.. 
كز على أسنانه پغضب عظيم ومع ذلك انخضع له وأخرج المفتاح من جيب سرواله فسحب آيان يديه ثم أشار بعينيه لآسر فتقدم هاشم تجاهه ثم قدم له المفتاح فتناوله منه آسر ثم قال بغموض يتركز بثبات نظراته 
لاعب حد قدك يا هاشم لان ضړبة الشاب بتجيب الأرض وأنت كبرت ومش حمل پهدلة.. سكاتي رحمة بيك لكن عقلك يخونك وتفكر تدبر أي خطط تانية مش هتخسر أملاكك بس جازف واوعدك هتشوف بنفسك اللي هتخسره.
تحجرت عينيه التي تقابل نظرات من چحيم نظرات اوقعته ضحېة ذكريات جمعته بفهد الدهشان شعر وكأنه من يقف أمامه وليس ابنه انسحب بهدوء والخۏف
يطرق أبوابه فمن العاقل الذي سيتصدى لكبير الدهاشنة والمغازية! 
فمن المؤكد بأنه سيخرج من تلك الحړب خاسرا
لا محالة... 
خرج ذاك المتعجرف سيرا على الأقدام بعدما فقد هيبته وكبريائه خرج وقد تمكن من رؤية المحال بعدما اتحد الشابين وكلاهما يشكلان مستقبل عائلتين من كبار عائلات الصعيد وبعدما كان يجمعهما المۏت والاڼتقام جمعتهما شعلة الحب والمحبة وسرها كان فهد الرجل العظيم الذي علم عدوه درسا لن ينساه أبدا بل جعله تابع له دون أي مجهود منه جعله بصفه يدافع عنه وكأنه تناسى بأي صفوف عليه أن ينضم! 
....... يتبع.............. 
الدهاشنة٣.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
البنات اللي مش فاكرة هاشم ظهر معانا في اول حلقات الجزء التاني لما عربيته خبطت في عربية آسر بأول فصل وهو يبقى اخو فاتن و ناهد مامت آيان... بتمنى احداث الفصل تكون عحبتكم وبكده نهينا على كل الشياطين اللي فكرت تدمر العيلتين خوفا من نفوذهم... ولسه للحديث بقية.. ترقبوا.... بحبكم في الله .... 
وعايزة اقولكم ان كتبي هتكون موجودة في معرضين معرض ليبيا ووالتفاصيل اهي 
بعد انتهاء فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب
تشارك إصدارات إبداع للترجمة والنشر والتوزيع في معرضبنغازيالدوليللكتاب في الفترة من 15 ل 23 أكتوبر في حديقة 2 يوليو مقابل فندق تيبستي بنغازي ليبيا 
في جناح دار غيداء للنشر والتوزيع
في انتظاركم يوميا وعروض خاصة جدا خلال فترة المعرض
ومعرض زايد ودي التفاصيل 
تجهيزات جناح إبداعللترجمةوالنشروالتوزيع 
في معرض زايد
للكتاب
الافتتاح غدا في تمام الساعة الواحدة ظهرا 
المعرض من 12 إلى 24 أكتوبر 
مواعيد المعرض منن الساعه 10 صباحا حتي 10 مساء يوميا 
Aya...
٥١٢ ١٤٧ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا... 
الفصل الثامنوالأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةهاجر حسين شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
العتاب أحيانا ينقص من حجم ما يكمن بداخلنا وأحيانا لا نود الخوض بمعركة الحديث التي قد تنبش بچرح نود بكل خطوة نسيانه هكذا فعل آيان حينما تجاهل ما حدث وخطى من خالته التي تتهرب عينيها من التطلع إليه فمنحها ابتسامة دافئة قبل أن يحرر صمته المطول 
كبير البيت اللي قعدت فيه الفترة اللي فاتت دي علمني أن التسامح والفرصة التانية هما أعظم من العقاپ ويمكن ده الفرق اللي كان بينا وبين فهد وعيلته.. 
ثم ضمھا لصدره وهو يخبرها بحنان 
تحذيرك لآسر ساعدني في اللي بحاول أعمله عشان أوحد العيلتين. 
احتضنته فاتن والبكاء لم يرفع عنها بل ازداد أضعافا ربما ندما على ما فعلته طوال تلك السنوات كان بأمكانها زرع الطيب بداخل قلب هذا الصغير البائس ولكنها جعلت الشيطان على عتبة فراشه فاستفرد به وجعله من نسله البغيض نعم بات ضميرها يأنبها على ما حدث لروجينا وعائلتها فهي السبب وراء شخصية آيان المړيضة فانتقلت نظراتها تجاه آسر الذي يراقبهما بابتسامة صغيرة مرسومة على وجهه فتركته واتجهت لتقف مقابله وبارتباك لحق بجملتها الغير مرتبة 
معرفش أشكرك ولا أشكر فهد على أنه رباك تربية يفتخر بيها العمر كله.. كان قدامك أكتر من فرصة ټنتقم مني فيها أولها اللي حوصل مع بتي في بيت مهران الدهشان وأخرهم اللي عمله اخوي كان ممكن تسيب
آيان يظن أني اللي ورا كل ده ويفارقني اني وبتي خليته يشوف الحقيقة ويعرفها بنفسه من غير ما يجبرني اعترف على اخوي الوحيد.. أبوك فعلا يحقله انه يبقى كبير الدهاشنة والصعيد كلتها.. 
قال بصوته الرخيم المنبعث من خلف تلك البسمة الصافية 
يمكن ربنا جعلني أنا وآيان سبب عشان نصلح اللي حصل من سنين بين العيلتين وكان ضحاياه ناس كتير بريئة ومتستحقش كل ده.. 
واسترسل حديثه بعدما اقترب ليصبح مجاور لآيان بوقفته 
آيان كمان كان له دور في انتهاء العداوة دي والحاجة اللي صدمتني وصدمت الكل إنه بقى قريب للكل ومني أنا شخصيا وده كان شبه مستحيل.. 
لف آيان يديه حول كتفيه ثم قال بضحكة عالية 
الفضل للكبير ولا أيه 
ضحك هو الأخر وهو يرد عليه ساخرا 
يعني مبقاش فهد 
هز رأسه نافيا وهو يبرر
كان حاليا الكبير ويستحق يكون كده.. 
غمز آسر بمشاكسة 
الاحترام ده وراه انحراف أنت بتراضي الكبير عشان تكسب بنته من تاني ولا أيه! 
تطلع للخلف ليراقب انشغال خالته بابنتها ثم عاد ليقف باستقامة مقابله 
ما تكسب أنت الثواب وتلين دماغ أختك عليا لحسن الوضع اللي أنا فيه ده خطړ على الصحة لا مني عازب ولا متجوز والباقي أنت فاهمه بقى. 
تعالت ضحكاته الرجولية الساحرة فأشار له بتتبعه قائلا 
طب يلا نرجع ونبقى نشوف موضوع صحتك ده بعدين.. 
لحق به الاخير ببسمة خبيثة من قرب تحقق هدفه بالحصول عليها كزوجة خاصة به... 

بالمندارة..
وبالأخص بالطابق الثاني حيث تقطن ماسة بعد عودتها من المشفى كانت تستلقى على فراشها بانهاك شديد تشعر
وكأن أحداهما ېمزق أحشائها فيزيد من الضغط على جرحها الغائر فكانت بعزلة عن فرحة الجميع بأول حفيد ينير عائلة فهد الدهشان باتت الغرفة خالية بها بعد عودتها فانشغلت الفتيات باعداد الطعام للعمال ووالدتها بتجهيز طعام خاص بها وبرضيعها الصغير أغلقت عينيها مجددا پألم يهاجم رأسها بعد أن ضربه صداع عاصف غير محتمل فذاك من البوادر المطروحة بعد الجراحة القيصرية فتطلعت للكومود المجاور لها ثم حاولت جذب المسكن
الذي أحضره يحيى منذ قليل فعبثت بمحتويات الكيس الصغير وهي تحاول إيجاده فوجدته مرفوع تجاهها فتطلعت لمن يحمله وهي تردد ببسمة يحفها التعب 
يحيى!
أسندها إليه ثم جذب كوب المياه ليضع أحد الحبوب على لسانها ثم عاونها على إرتشاف بعض قطرات المياه وعاد ليضع الوسادة خلفها جيدا ليسألها بحب 
كده أحسن 
هزت رأسها ووجهها الشاحب يمنحه ابتسامة تسلب ما تبقى بداخله من ثبات وخاصة حينما همست له 
والأحسن هو وجودك جنبي. 
احتضن بيديه الخشنة جانب وجهها الأيسر وهو يسألها بعتاب 
وأنا أمته اتخليت عنك 
واستكمل بنظرات عاشقة لأدق تفاصيلها 
حتى لو سبق وعملتها مرة فقلبي كان معاك برضه ومتخلاش للحظة عنك.. 
رفعت أصابعها الناعمةلتحتضن يديه وتقربها منهاوهي تردد بدمعة سعادة تلمع بحدقتيها 
بأحبك..
انحنى بوجهه ليتأمل الطرقة المتصلة بباب الغرفة وحينما وجد الطريق آمن طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بصوته الرخيم 
قومي أنتي بس بسرعة وأنا هوصفلك بنفسي أنا بأحبك أد أيه 
ضحكت بصوت مسموع فأنتباها ۏجعا شديد ففزع الأخير وهو يحاول استنتاج ما يحدث لها وخاصة حينما لکمته بصدره وهي تصرخ به پغضب 
آآه بطني.... متضحكنيش خاااالص الچرح بيشد مع الضحك. 
رفع أحد حاجبيه بسخط 
وبيرخي مع العياط ولا نظامه أيه 
بغتاته بضړبة قوية على صدره اسټنزفت قواها هي فصړخت مجددا تعالت ضحكات يحيى فأشار لها ساخرا 
أنا بقول إنك تعتكفي أنتي وايدك لحد ما چرحك يلم. 
ثم انحنى تجاهها وهمس بشغف احتل كيانه 
بس متطوليش لإني في الاعتكاف ده من قبل الولادة.. 
ابتسمت خجلا ثم قالت كمحاولة منها للتهرب من حديثه المشاكس 
هو فين تيم من ساعة ما رجعنا وأنا ما شوفتوش! 
ضيق عينيه بضيق مصطنع 
هنبتديها من دلوقتي ولا أيه ده رابع مرة تسأليني على البيه يا هانم! 
واسترسل بمرح 
هتلاقيه صايع هنا ولا هنا ما أنتي عارفة ابنك مش راكز كده.. 
ضحكت بصوت اصطحبه تأوهات مؤلمة ومن ثم لحق به صړاخها الغاضب 
أطلع بره يا يحيى. 
رفع يديه باستسلام 
خلاص خلاص طالع. 
وتركها وغادر على الفور حتى يتفادى ڠضبها الصريح.. 
وصل آسر وآيان لسرايا فهد الدهشان فأتجه كلا منهما للبناء ليجدوا العمل يقام على قدم وساق حتى أن سليم وعمر كانوا يشرفون على العمال بأنفسهم مما زاد من دهشة آسر الذي تساءل باستغراب 
أمال فين بدر والشباب 
أجابه آيان بحيرة 
يمكن بيشتروا حاجة وراجعين.. 
وضع آسر الكرتون الصغير الممتلأ بالعصائر الطازجة أرضا وأشار له بغموض 
أنا عارف هما فين تعالى ورايا.. 
لحق به آيان للداخل فوجده يدلف لأحد غرف المندارة فتفاجئ بالشباب بأكملهم يلتفون
حول مولود صغير وعلى ما بدى له بأنه ابن يحيى انطلق صوت آسر كالشرار الذي مزق بقاع سعادة كلا منهم 
ما شاء الله على رجالة العيلة سايبن العمال بيشتغلوا بره وقاعدين بالبيبي جوه! 
انتصبوا بوقفتهم حتى بدر نهض حاملا الصغير بين يديه فقال بتوتر 
أحنا بس بنعرفه علينا مش كده ولا أيه يا عبد الرحمن.. 
بتلعثم قال 
آآه.. يعني ميصحش الواد يبقى عنده أربع أعمام وميعرفش عنهم حاجة.. 
أضاف أحمد پخوف من نظرات آسر الحادة 
يعني نسيب يحيى في يوم مهم زي ده يصح يعني 
أتاه ردا ساخرا ممن يدنو ليصبح قريبا منه 
لا صاحب واجب طول عمرك.. 
منحه أحمد نظرة متعصبة ثم جذب الصغير من يد بدر ليضعه بين يديه قائلا 
طب خد ابنك مش عايزين منك حاجة. 
حمل يحيى منه الصغير ثم قال بشراسة 
أنت بتحدف كيس جوافه ما براحة يا عم أنت. 
صاح آيان بملل 
يا شباب الناس محتاجنا بره هنسيب الشغل ونقف نتخانق على عم تيم القمور ده.. 
استدار آسر برأسه للخلف ليقذفه بنظرة غاضبة فردد بصوت منخفض 
ما أنا ھموت وأشيله أنا كمان والله.. رفع آسر صوته بصرامة مخيفة 
كل واحد يروح يكمل اللي بيعمله وبطلوا شغل العيال ده. 
هبط عبد الرحمن أولا ثم لحقه بدر واتبعه أحمد فحمل يحيى الصغير ثم كاد بالخروج من الغرفة ليصعد به للاعلى فاوقفه آسر حينما تنحنح وهو يتصنع الجدية 
سيب الواد ده هنا وروح أنت معاهم.. 
كبت ضحكاته بصعوبة ثم وضعه بين يديه 
لا خد راحتك يا كبير.. 
وتركه يحيى وهبط للأسفل فحمله آسر ثم جلس على الأريكة القريبة منه يتطلع له باهتمام فأمسك بيديه التي بدت صغيرة للغاية مقارنة بيديه تابعه آيان ببسمة صغيرة ثم قال بمشاكسة 
اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية وأنت هايج في الشباب. 
أجابه وعينيه متعلقة بالصغير 
تعالى شوف الجمال ده.. عايزين نجبله بنتين ونسيبه يختار براحته. 
راقب آيان الطريق بالخارج قبل أن يسرع بالجلوس لجواره فحمل عنه الصغير وطبع قبلة على جبينه ثم قال بخبث 
فكك من حوار البنتين دول المفروض بعد اللي حصلك وحصلي نتعلم أن مستحيل تختار لابنك او لبنتك عريس على مزاجك هما اللي بيختاروا ولا أيه.. 
ضحك بصوته الرجولي الجذاب ثم قال بمزح 
خلاص ننقيله عروستين احتياطي. 
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى قاطعهما صوت صارم أتى ليعيد ما حدث بالغرفة منذ قليل 
صحيح اللي سمعته ده يا آسر. 
استقام بوقفته ثم أعطى الصغير لآيان الذي حمله عنه وهو يجيب من يقف أمامه باحترام 
الموضوع بسيط يا بابا.. وخلاص اتحل. 
تلألأ الشړ بعينيه فانقبضت عاصفة هائجة تتبعت لتلاحق نبرته المتعصبة 
بسيط
كيف! اللي عمل اكده كان قاصد يتخلص منك أنت وآيان وأكيد أنت عارفه زين بس ورحمة
أبوي حسابه عندي عسير عشان يكون عبرة لغيره ولأي حد يفكر يمس عيلتي. 
وطرق فهد بعصاه أرضا پغضب 
هاشم مش هيهداله بال الا لما أكسرله جناحه.. 
اقترب منه آيان ثم قال بثبات 
وأنا كسرتهوله ومفتكرش هيطلعله جناح تاني بعد اللي عملناه فيه أنا وآسر ولا أيه.. 
صاحب الشړ ابتسامة خبيثة زرعت على وجهه فقص على مسمع أبيه ما فعله آيان به.. فما أن انتهى حتى اتجهت نظرات فهد تجاه آيان فربت على كتفيه بفخر 
بكيفك أو ڠصب عنيك
بقيت واحد مننا. 
رد عليه بحب وعاطفة حملت من هذا المكان الذي شعر بانتمائه إليه 
ده اللي كنت بتمناه من لحظة دخولي هنا يا كبيرنا. 
منحه نظرة اندث بها الحنان الذي اتبع نبرته 
قولتهالك سابق وهرجع أقولهالك أنت اهنه وسط أهلك وناسك يا ولدي. 
ثم أشار لهما قائلا 
ورانا شغل كتير هملوا الصغير وحصلوني. 
قبل آسر الصغير ثم قال وهو يتجه للخروج خلف والده 
سمعت اللي قاله طلع الولد وحصلنا.. 
ذهل من تصرفه الغير مبرر فصاح بدهشة 
اطلعه فين خد هنا متهزرش... 
وحينما لم يستمع لرده خرج
للردهة وهو يناديه بغيظ 
آسر..
زفر بضيق شديد فكان يشعر بالحرج للصعود للطابق العلوي الخاص بالنساء وبالرغم من ذلك كان يشعر بالسعادة لثقة آسر الكبيرة به لأنه يعلم كونه حازما لا يسمح لأي شخصا بالتعدي على حرمته وبسماحه له بالصعود قد حصل على مكانة عظيمة بداخله لذا حمل آيان الصغير ثم صعد الدرج الجانبي فوضع عينيه أرضا حتى لا ټجرح خصوصياتهم فانتبهت رواية إليه فكانت الفتيات بأكملهن تتجمعان بغرفة ماسة رفعت رواية صوتها وهي تناديه من داخل الغرفة التي تقطن بها ماسةو تكشف الدرج بشكل كبير 
تعالى يا آيان.. 
اتبع الصوت حتى ولج للغرفة فقال ومازالت عينيه أرضا 
الكل خلع وسبوه فقولت أطلعهولكم. 
ضحكت الفتيات فميزت آذنيه ضحكاتها فرفع عينيه تجاه الأريكة المقابلة إليه فوجدها تراقبه بعشق انتبه آيان لرواية فوجدها تحمل الصغير منه وتخبره 
طب ادخل يا حبيبي واقف بره ليه كده.. 
معلشي لازم أنزل عشان في حاجات كتيرة هنجبها من برة للعمال. 
هزت رأسها بتفهم ثم قالت
ربنا يعينكم يا رب.
منحها ابتسامة هادئة ثم غادر وقلبه يتعلق بمن تتابعه بعينيها بنظرات تسللت لتشعل حبه الدافين فهبط الدرج وهو يردد بابتسامة حالمة 
مدة الاختبار انتهت ودلوقتي مبقاش في اللي يفرقنا تاني يا روجينا.. 
غلب الليل الضياء وساد ليبتلع نوره ومازال الجميع يتعاون بالعمل الشاق في محاولات عسيرة للانتهاء من السرايا وما أن غادر العمال حتى توجه الشباب لغرفتهما المؤقتة بالأسفل فطرح أحمد بمساعدة عبد الرحمن غطاء سميك احتل أرضية الغرفة بأكملها ثم وضعوا عدد من الوسادات ليصنعوا فراش مريح فالقى أحمد بجسده المتعب عليه ولجواره تمدد يحيى وهو يردد بارهاق 
حرام اللي حصل فيا النهاردة ده المفروض تقدروا إني لسه أب جديد ومحتاج أخد كام ساعة راحة كده مع مراتي وابني..مش الصبح أكون معاها بالمستشفى وبالليل بشيل رمل وطوب بالذمة ده كلام! 
تمدد بدر جواره بتعب شديد ثم قال ساخرا 
يا عم اتلهي بلا أب بلا نيلة ما أنا قدامك أهو عريس جديد وبعيش العزوبية من أول وجديد.. 
جلس آسر على المقعد المقابل لهم ثم خلع حذائه بصمت مخيف فخلع آيان جاكيته الاسود ثم وضعه على المقعد المجاور له ولحق بالشباب على الفراش ثم قال بمكر 
أنت مش لوحدك يا بدر كلنا في الهوا سوا.. 
ثم غمز بخبث وهو يسترسل 
مش كده ولا أيه يا آسر.. 
فهم الشباب ما يقصد آيان بالقاه فاتجهت النظرات تجاه آسر الذي ردد بسخرية 
فكك مني عشان مزعلكش وأنت مجرب زعلي قبل كده ولا أيه 
دفع أحمد يحيى وبدر حتى استلقى هو جوار آيان فهمس له بصوت ظنه غير مسموع 
كبيرنا المستقبلي بيشد علينا بالنهار وهو بينحرف عادي وبيعرف يصرف نفسه.. 
رد عليه آيان باستهزاء 
يعني هو ينحرف براحته وإحنا ڼموت بادبنا ولا أيه ! 
أبدل آسر ملابسه ثم ترنح جوارهما وهو يشير بتحذير 
هترجع مكانك يا أحمد ولا تنام برة في حضڼ همام ومهجة النهاردة 
ابتلع ريقه بتوتر 
مين المچنون اللي يقرب للخيل الأهبل ده لا هرجع مكاني وباحترام.. 
وبالفعل عاد لمحله قبل أن ينال هذا العقاپ الحازم بصحبة الخيل المتمرد تحرر صوت آيان الناعس حينما قال 
أحمد اقفل النور.. 
أجابه الاخير بنوم 
قوم أنت أنا مش قادر اتحرك.. 
وهز أحمد من يغفل جواره قائلا 
قوم أنت يا بدر اقفله. 
رد عليه بتعصب 
قال ساخرا 
تبقى دعوة جماعية انه يقطع عمومي.. 
وغفل بنومه الذي بدى مزعجا حينما صاح آسر پغضب 
قوم يا زفت اقفل النور مش عارف أنام.. 
زفر بغيظ وهو يلقي بالغطاء عنه 
هو يوم مش فايت أنا عارف.. 
وأغلقه أحمد ثم عاد ليستلقي محله من جديد فداثرهما نوما ثقيل بعد يوما شاق للغاية ولكن لم يدم طويل حينما بات ذاك الصوت المسموع مزعجا وما جعل الأمر ملموسا حينما ضربهم الثليج فنخر
عظامهم فجعل الاستيقاظ مصير مؤلم لهم فأسرع أحمد الى مفتاح الضوء وهو يردد بانزعاج 
احنا فينا من كده أيه صوت الشخير ده!!! 
تفحصوا الغطاء فوجدوه مسحوبا بأكمله من عليهما فاتجهت النظرات الحائرة تجاه الصوت المزعج فوجدوا عبد الرحمن يحتضن الغطاء الكبير وصوته يغدو ليصبح أعلى من زي قبل كز بدر على أسنانه وهو يردد بغيظ 
وأنا أقول
أيه البرد ده 
لكزه يحيى وهو يناديه پغضب 
انتي يا عم انت فوووق ايه صوت البلاعة دي.. 
لم يأتيهم أي رد أو استفهام صريح لما يحدث فنهض آسر عن محله ثم دفعه للأرض پعنف 
قوم كلمنا زي ما بنكلمك هتعمل فيها قتيل! 
فزع عبد الرحمن حينما وجد ذاته ملقي أرضا فردد بعدم وعي 
مين... فين 
لكمه أحمد بحدة 
تساءل بعدم فهم 
ما تنام هو حد جيه جنبك 
كبت آيان ضحكة كادت بالانفلات منه فانحنى آسر تجاهه ثم عاونه على النهوض وقال 
مهو احنا بنحاول ننام من ساعتها بس مش عارفين من صوتك ده حتى اللحاف يا أخي مستخسره فينا ولفه حوليك لوحدك! 
تحرر منه و عاد ليتمدد جوار بدر وآيان مجددا وهو يردد 
مهو ده بيحصل معايا لما بكون تعبان للاسف.. 
جذب آيان الغطاء عن رأسه بغيظ 
أيوه طب وأحنا ذنبنا أيه يا عبده ما أحنا محتاجين ننام برضه ورانا مصالح بكره تهد جبال!
قال وقد انغمس بالنوم 
خلاص خلاص.. 
وتركهم وغفى مجددا فعاد أحمد لمحله وكاد آسر بالعودة ولكنه تسمر محله حينما عاد عبد الرحمن لنفس الكرة فركله بدر بعصبية 
يابا أنت مركب شفاط جوه ولا نظامك أيه... لا وعايز تتجوز ده مراتك هتطلب الطلاق من أول يوم.. 
استقام عبد الرحمن بجلسته ثم اهدر بانفعال 
في أيه يا عم انت وهو مش عارف انام ساعتين منكم اروح انام في الشارع يعني! 
لوى آيان فمه بتهمكم 
مهو ده مش وضع يا عبده! 
كاد آسر بالحديث ولكن صرير الباب الفاصل بينهم وبين الغرفة المتصلة أوقفه فولج فهد وسليمللداخل عمت فترة هدوء صغيرة قبل أن يقطعها فهد حينما تساءل 
أيه الدوشة دي مش عارفين ننام! 
أجابه آسر بضيق 
أنا بنوه قبل أي حركة أهو.. 
ابتسم سليم ثم قال
ليه كده يا عبدالرحمن عملت فيهم أيه 
رد عليه بدر 
أنا بقول تاخده معاك وتكتشف بنفسك يا حاج.. 
ارتعش عبد الرحمن وخاصة حينما اشار له فهد بجدية 
تعالى يا ابني نام معانا خلي الليلة دي تعدي.. 
تشبث بالغطاء وهو يردد پخوف 
لا يا عمي أنا تمام هنا.. 
اتجهت نظراته الصارمة تجاه سليم ليخبره قبل ان يعود لغرفته 
هاته وتعالى يا سليم. 
أومأ برأسه بتأكيد ثم دنى من عبد الرحمن وجذبه برفق ليعود كلا منهما للغرفة فتهللت اسارير أحمد الذي أطفئ الضوء وعاد للفراش سريعا ولكن بترت فرحة الأوجه حينما عاد سليم اليهما بعد أقل من ساعة ليدفع عبد الرحمن للداخل وهو يشير اليهما بتحذير 
سيعوا بعض النهاردة انتوا شباب ولازم تستحملوا بعض احنا العضمة كبرت ومش حمل سهر.. 
وأغلق الباب من خلفه فابتسم آسر بخبث ثم اطاح بعبد الرحمن أرضا وأشار بعينيه لآيان الذي أسرع لجلب ما يوده فردد عبد الرحمن پخوف 
قال آيان وهو يناول آسر غايته 
دي ميكرفون مش شخير ده يا عبده.
جذب آسر اللاصق منه ثم كمم فمه وأشار للشباب قائلا 
عايز حزام أو اتنين يا رجالة.. 
حرر بدر الحزام الجلدي الاسود من بنطاله حتى آيان خلع عنه حزامه البني وقدمه له بصدر رحب فلف آسر احداهما حول
يديه والاخر حول قدميه ثم رفعه على الوسادة وطرح فوقه الغطاء قائلا بمشاكسة 
تصبح على خير يا عبده. 
تلون وجهه ڠضبا فحاول التحرر ولكنه لم يستطيع فاستسلم وغفى بنوم غير مريح بالمرة ولكنه ضمر بداخله خطة للاڼتقام منهم جميعا وردد بداخله بعزم 
والله لاوريكم.. وبكره تشوفوا هعمل أيه.. 
....... يتبع.............. 
الدهاشنة... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت... 
شكرا جزيلا لدعواتكم الطيبة لي ولإبني بالشفاء وبتمنى أن الفصل يعوض فترة الغياب ويكون يستاهل الانتظار وان شاء الله لينا لقاء تاني مع الفصول الاخيرة من الرواية... هحاول بإذن الله الاسبوع ده نختم الرواية.. بحبكم في الله.. 
٥١٢ ١٤٧ ص زوزو الدهاشنة..وخفق القلب عشقا... 
الفصل التاسعوالأبعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةأم فراس النتشة من فلسطين الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
توسطت الشمس كبد السماء وانسدلت خيوطها الذهبية بحرافية فزادت من جمال تلك المساحات الخضراء التي تحد صعيد مصر فكان صباحا مفعم بالطاقة واستعداد لإستكمال العمل لذا كان الشباب بغرفتهم يستعدون للخروج لتنناول الافطار حتى يخرج كلا منهم لمسعاه فبدى الوقت مناسبا لمن يستغل فرصة الاڼتقام لما حدث بالأمس فتسلل للغرفة ثم أغلق بابها من خلفه ودنى من الطاولة العريضة التي تضم الهواتف الخاصة بهم ففتحهم جميعا ولسانه ينطق بشړ مضمور 
أبقوا قبلوني لو عرفتوا تميزوا الخطوط من بعضها... 
وقام عبد الرحمن بسحب خطوط الهواتف ثم أعادها مرة أخرى بعشوائيةوقد احتل
وجهه ابتسامة خبيثة منتصرة لما حدث به بالأمس وحينما انتهى مما يفعله انسحب للخارج سريعا حتى لا يفتضح أمر خطته فانضم لطاولة الطعام التي تضمهم فقال بدر وهو يلوك أحد قطع الخبز 
صباح الخير يا عبده يارب تكون قضيت ليلة سعيدة. 
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما ونظرات الغيظ كانت مصير عبد الرحمن الذي يوزعها فيما بينهما پغضب فوضع آيان طبق الجبن الشهي من أمامه ثم قال 
فكك منه وافطر قبل ما ننزل بسرعة. 
دفع الطبق تجاهه بضيق 
نفسي اتسدت لما شوفت خلقكم.. 
وتركهم وهبط للاسفل ومازال الضحك يسيطر على الوجوه فنهض آسر ثم جذب هاتفه من يد الخادمة التي أحضرته للتو فأشار لهم قبل أن يلحق بابن عمه 
هستناكم تحت ياريت متتاخروش.. 
أجابه آيان وهو يهم تجاه الغرفة 
هجيب موبيلي وجاي وراك على طول. 
أضاف بدر 
وأنا جاي معاكم. 
نهضيحيى عن الطاولة ثم جذب المنشفة ليجفف يديه 
أنا هجيب الشاي والمية للرجالة وهنزل وراكم.. 
وبالفعل توجه للمطبخ ليحمل عن والدته وعاء الشاي الكبير الذي أعدته للعمال بالاسفل بينما حمل عنه بدر سطل المياه البارد ليتجه كلا منهما للاسفل وتبقى أحمد محله يلهي ذاته بتناول الطعام أو هكذا تصنع حتى انسحب الشباب جميعا للأسفل فنهض عن الطاولة بعدما تأكد من رحيلهما ثم تسلل للأعلى بابتسامة تسلية إختار الاختباء خلف أحد الستائر الداكنة ليتابع مراقبة
الغرفة التي تجمع زوجته وأحد الفتيات فوجد تالين ورؤىتخرجن من الغرفة وتبقت حور
بالداخل لذا لم يتردد باستغلال تلك الفرصة التي بدت عظيمة بالنسبة إليه لذا أسرع للداخل ثم أغلق الباب بالمفتاح العالق بجسده واستدار ليجدها ترتب الغرفة وما أن استمعت لصوت انغلاق باب الغرفة التفتت لترى ماذا هناك فانعقد حاجبها وهي تتساءل بدهشة 
أحمد بتعمل أيه هنا 
تفحصها بنظرة سريعة ثم قال بانزعاج 
هو أنا كل ما أشوفك ألقيكي باسدال الصلاة! 
ابتلعت ريقها بتوتر للحالة الغير مريحة التي بدى بها لها فرددت بارتباك 
والمفروض إني ألبس أيه بقى وأحنا كلنا يعتبر عايشين في اوضتين! 
ابتسم وهو يقترب منها حتى بدت محتجزة بينه وبين الحائط من خلفها 
مش مهم المهم اننا نستغل الفرصة صح.. 
لعقت شفتيها وهي تتساءل پخوف 
فرصة أيه 
قربها إليه وهو يتابع بخبث 
إننا لوحدينا ولا أيه 
جحظت عينيها پصدمة فدفعته عنها وهي تصيح به 
أنت مچنون عايز ټفضحني وسط البنات. 
ودفعته مرة أخرى حتى أوقعته على الفراش 
إبعد كده خليني أعدي.. 
أسرع خلفها ثم أمسك بها مجددا 
أفضحك أيه هو أحنا ماشين مع بعض أنا جوزك يا هبلة! 
جذبت يدها من بين حصار يديه ثم ربعتهما حول خصرها قائلة بشراسة 
جوزي في أوضتنا يا حبيبي واتفضل اخرج من هنا حالا بدل ما أصوت وألم عليك أهل البيت.. 
صعق من طريقتها التي بدت له سوقية عن رقتها المنتاهية فردد پصدمة 
تصوتي! الظاهر ان الفترة اللي فاتت حولتك أنتي كمان.. 
مررت يدها حول جبينها بملل 
أحمد أنا الحمل تعبني ومش ناقصة مناهدة افتح الباب وانزل شوف شغلك وسبني أنا كمان اساعد ماما والبنات في تحضير الغدا للعمال. 
رسم بسمة صغيرة على وجهه ثم ضمھا إليه ليهمس لها بعشق 
طب أي حاجة طيب أنتي بطلتي تحبني ولا أيه 
عادت بوجهها للخلف وهي تقاوم ما يعتريها من مشاعر صادقة تجاه زوجها الحبيب ثم قالت 
مش هينفع أنت عايز تكسفني قدام البنات صح 
رفع أحد حاجبيه بسخط 
وهما هيعرفوا منين 
كزت على أسنانها بضيق شديد فهمست بصوت شبه مسموع 
مش هيطلع من هنا الا لما أفضحه أنا عارفة. 
لذا وبدون مقدمات رفعت صوتها وهي تصرخ قائلة 
يا طنط ريم تعالى شوفي ابنك المحترم بيعمل هنا أيه! 
كمم أحمد فمها پصدمة وهو ېعنفها 
انتي مجنونه إيه اللي بتعمليه ده! 
حاولت الحديث من خلف يديه التي تحجبها عنه فاتاهما صوت والدته من خلف الباب وهي تحاول فتحه 
في أيه يا حور وقافلة الباب عليكي ليه افتحي! 
ابتسمت حور بانتصار وخاصة حينما تحرك أحمد ليفتح الباب وهو يتوعد لها فما أن ولجت ريم للداخل حتى تساءلت بذهول 
أحمد! بتعمل أيه اهنه 
مرر يديه بين خصلات شعره بحيرة البحث عما سيجيبها به فقال بتلعثم 
أنا كنت طالع أطمن على ماسة قبل ما أنزل! 
ابتسمت ريم بسخرية لما بدى لها بالحدوث هنا فقالت بحزم مصطنع 
طب انزل قوام قبل ما حد من أعمامك يشوفك. 
أومأ برأسه باستسلام وغادر ونظراته الغاضبة مازالت تتملكها فما أن هبط للاسفل حتى ضړبتها برفق على وجنتها 
كده تفضحي جوزك بالشكل ده! 
رتبتحور الغطاء على السرير حتى تعود لما تفعله وهي
تجيبها بخجل 
ابنك اللي مش محترم يا طنط فقولت افضحه قبل ما اتفضح أنا.. 
اڼفجرت ريم ضاحكة ثم قالت باستهزاء 
عندك حق يا بتي الواد ده مشافش رباية وأني أول ما أبوه يرجع هقوله يعلمه ازاي يعامل مرته.. 
ضحكت حور على حديثها ثم عادت لتستكمل تنظيفها للغرفة بحرج لما تعرضت له.. 
بالأسفل...
انتهى آسر من فحص المعدات ثم انتصب بوقفته ليشير للعامل قائلا بثناء لمجهوده المبذول 
الله ينور عليك.. 
منحه العامل ابتسامة عملية يليها اطراء
بفضل توجيهاتك يا بشمنهدس. 
ثم تركه وعاد ليتابع عمله فاتجه آسر ليحيى الذي أشار له بالقدوم لحاجته للمساعدة بحمل بعض الطوب. 
بينما بالجهة الأخرى
كان يسكب آيان بعض العصائر بالأكواب للعمال فدق هاتفه للمرة الثانية لذا نظف يديه بالمنشفة التي يحملها على كتفيه ثم دثها بجيب جاكيته الأسود ليجذب الهاتف فما أن رفعه على أذنيه حتى أتاه صوت بدى مألوفا بالنسبة إليه 
مش بترد ليه يا آسر كلمتك أكتر من مرة! 
همس بذهول وهو يتطلع لشاشة هاتفه 
آسر!
زم شفتيه بذهول حينما وجده هاتفه فعاد ليضعه على هاتفه مجددا 
أنا آسف يا تسنيم واضح ان في سوء تفاهم ده رقمي أنا مش رقم آسر.. 
طال صمتها حرجا لما تعرضت له فعادت لتتفحص الهاتف هي الاخرى ثم قالت على استحياء 
أنا اللي بعتذر اني ازعجتك يا آيان بس ده فعلا رقم آسر أو يمكن أكون متلغبطة. 
ابتسم وهو يجيبها 
عموما حصل خير.. 
أغلقت الهاتف فرفع آيان هاتفه ليتأكد من الرقم مجددا ليجده مدون بحبيبتي.. فتعجب للغاية وحينها تأكد من كناية الارقام المدونة بأن الخط الذي يحمله هاتفه لا يخصه! 
وصل بدر بسيارة الربع نقل للسرايا فألقى بذاته من على سطحها ثم أشار لمن خلفه قائلا 
نزلوا الاسمنت ودخلوه للرجالة. 
أومأ أحداهما برأسه وهو يشير له 
تحت أمرك يا بشمهندس.. 
ابتعد بدر للخلف قليلا ليتفحص هاتفه ثم رفعه حينما أتته مكالمة مدونة باسم حورفوجدها تتحدث بعصبية مبالغة بها 
بسببك طنط ريم كسفتني قدام البنات ومسكني تريقة من الصبح والله يا أحمد
ما هعدهالك وهتشوف هعمل فيك أيه. 
ضحك ساخرا 
سلامة النظر يا حبيبتي أنتي طالبة جوزك ولا اخوكي! 
رددت پصدمة 
بدر!
أتاها صوته الضاحك 
بالظبط.. بس فكك وقوليلي عمل أيه الواد ده وأنا بنفسي هروقهولك.. 
انساق الحديث فيما بينهما وتناست حور تمام الرقم الذي يخص زوجها فما أن انتهى الاتصال فيما بينهما حتى تفحص بدر الهاتف وهو يردد بدهشة 
ده مش خطي! 
جلس يحيى يزيح حبات العرق النابض عن جبينه بعد انتهائه من نقل الطوب للعامل بالأعلى فأخرج هاتفه حينما ورده أحد المكالمات فاستمع لصوت المتصل 
كده يا حبيبي بقالك فترة مش بتعبرني ولا حتى بشوفك طيب أنا هنت عليك 
صعق مما استمع اليه وخاصة بأن الصوت كان واضحا بأنه يعود لرؤى زوجة بدر فردد بذهول 
رؤى! انتي متلغبطة في الارقام ولا أيه! 
رددت پصدمة تفوقه 
يحيى!
وقبل أن يستمع لتبرير صريح منها كانت قد اغلقت الهاتف بوجهه من فرط الحرج الذي تشعر به فالقت الهاتف عن يدها أما يحيى ففور تأمله جهات الإتصال تأكد من أنها لم تكن تطلب الجهة الخاطئة بل أن هناك خطا ربما مقصود! 
أشار آسربيديه لأحد العمال ليخبره 
خد بالك البراميل ملان مية أنا هجبلك واحد فاضي بس الله يكرمك تنجزني لان زي ما أنت شايف الوضع مش مستحمل. 
رد عليه بتأكيد 
متقلقش يا بشمهندس هنخلص قبل المدة المطلوب بإذن الله.. 
منحه ابتسامة هادئة 
إن شاء الله. 
ثم ناوله مبتغاه وإتكأ بمعصمه على الحائط من خلفه ليجذب الهاتف الذي يدق فوجد رقم غريبا فتح آسر الهاتف ثم قال 
الو..
أتاه صوتا غريبا يستمع له لأول مرة 
دفعت إيجار الأراضي وكله تمام يا كبيرنا عشان تتأكد ان وراك رجالة. 
ضيق عينيه وهو يردد بحيرة 
أراضي أيه انت مين 
رد المتصل بدهشة 
لحقت تنساني يا آيان باشا أنا لطفي رجل من رجالتك! 
بعد آسر الهاتف عن وجهه ليتطلع بالشاشة بذهول فوجد آيان يقف مقابله ويناوله خط صغير وهو يردد ساخرا 
اسمع عن تبادل الموبيلات لكن الخطوط دي موردتش عليا قبل كده! 
قدم له آسر الهاتف فرفعه آيان على اذنيه ثم قال بثبات عجيب 
اقفل أنت يا لطفي ساعة وهكلمك تاني. 
وبالفعل أغلق الهاتف ووقف في محاذاة آسر الذي انتقلت عينيه الصقرية تجاه ابناء اعمامه فكلا منهما يقترب منه يحمل هاتفه ويردد بنفس الكلمات التي جمعتهم 
ده مش خطي! 
انتقلت نظراته تجاه عبد الرحمن الذي يراقبه بابتسامة انتصار فناداه پغضب 
تعالى هنا احسن ما أجيلك أنا وأخلي شكلك ميساواش قدام الرجالة. 
اعملكم ايه ما انتوا الا بدأتوا.. 
اقترب منه يحيى ثم صاح به پغضب 
أنت أهبل صح أنت عرضتنا كلنا لموقف محرج أنا كان معايا خط بدر ورؤى اتحرجت لما أنا اللي رديت عليها انت كده هزرت والمفروض اننا نضحك يعني ولا أيه بالظبط! 
استشاطت نظرات بدر الغاضبة فقال آيان هو الأخر
وأنا كان معايا خط آسر وتسنيم رنت عليه برضه..
تهجمت معالم آسر فبدى مخيفا للغايةوخاصة حينما انتقلت يديه لقميص عبد الرحمن الذي اسرع بالتبرير
وأنا إيش عرفني انهم اللي هيرنوا أنا كنت آآ.. 
انقطع صوته حينما تلقى لكمة قوية أطاحته
أرضا فضحك أحمد وهو يخبرهما بعنجهية 
أنا الحمد لله مجاليش مكالمات خالص. 
ضحك بدر ثم وضع يديه حول كتفيه وهو يخبره ساخرا 
وهو أنت كنت فاضي للمكالمات يابو نسب أنت كنت مقضيها تحرش جوه بس الوالدة ظبطتك. 
صعق لما يستمع اليه فغمز له بمشاكسة 
مهو حظي جيه في خطك أختي بقى ومننا وعلينا.. 
اڼفجر آيان ضاحكا ثم قال بسخرية 
العيلة دي هتتشرد لو اتأخرنا اكتر من كده لازم نرجع السرايا زي ما كانت بأسرع وقت.. 
صاح بهما يحيى 
انتوا بتهزروا وسايبن الواد ھيموت في ايد آسر! 
رفع أحمد يديه
بعدم مبالاة 
يستاهل.
تدخل آيان بينهما فابعده عنه بصعوبة ثم قال 
خلاص يا آسر الواد كان بينتقم من اللي حصله. 
ردد بانفعال 
ده لعب عيال مش اڼتقام ده.. عمره ما هيكبر عشان كده مينفعش لا لجواز ولا لغيره.. 
نهض عبد الرحمن ينفض الغبار عن ثيابه ويحاول جاهدا اخفاء ضحكاته فجذب آسر الهواتف من ايدهم ثم القاه بوجهه ليشير له بصرامة 
زي ما بدلتهم ترجعهم والا أنت عارف اللي هيحصلك. 
حملهم عنه عبد الرحمن ثم قال پصدمة 
ودي هعملها ازاي دي.. 
اتاه رده اللازع يقتص منه 
زي الراجل العاقل كده لما يحل تفاهته
ثم أشار للشباب 
يلا.
غادر الجميع وتركوه بورطة كان هو السبب بها من البداية فلعڼ حظه العسير الذي أوقعه بما فعله.. 
بالأعلى..
ولجت رؤى لغرفة ماسة ويبدو بأنها مرتبكة فسألتها الأخيرة باستغراب 
مالك يا بنتي 
وضعت الهاتف عن يدها ثم قالت بتوتر 
أنا في مصېبة ومش عارفة أعمل ايه 
شهقت الاخيرة پخوف 
مصېبة أيه 
قالت بحرج والدموع تتلألأ بعينيها 
انا رنيت على بدر معرفش ازاي يحيى اللي رد مع اني واثقة والله ان ده رقم بدر حتى شوفي!
جذبت ماسة الهاتف منها بتعب مازال بادي على وجهها المرهق ثم رددت بذهول 
غريبة! يمكن الخطوط فيها مشكلة ولا حاجة وحتى لو ده حصل ايه المشكلة يعني
أكيد يحيى فاهم وعارف انك قاصدة جوزك مش حد تاني.. 
القت الهاتف على الفراش ثم احتضنت وجهها وهي تجيبها بقلق 
بس برضه هيقول عليا أيه!! 
كادت بأن تعود لمحاولات مواساتها عن الحرج الذي تعرضت له ولكنها توقفت حينما
ولجت حور للداخل تحاول الحديث من بين نوبة الضحك الذي يتملكها فقالت بصعوبة
نكتة بجدجيت أكلم أحمد طلبت بدر معرفش ازاي!
قالت تسنيم من خلفهما 
لا دي مش نكته بقى انا كمان طلبت آسر اللي رد آيان!!! 
انتقلت النظرات المذهولة فيما بينهما وبدى الغموض يسيطر على الافواه حتى ولجت تالين فاڼفجرت ضاحكة عليهن ثم قالت باستهزاء 
ده مقلب عمله فيهم عبد الرحمن هو اللي نقل الخطوط وخد جزاته آسر أدبه. 
اجتمعت الفتيات من حولها على الأريكة ليحثوها على الحديث بالتفاصيل الدقيقة عما حدث.. 
انتهى اليوم بعد شقاء فجلس الشباب على الأريكة المقابلة للاسطبل الخارجي يدون أحمد الحسابات التي يلقيها آسر والشباب على مسمعه وما
يحتاجون لجلبه بالصباح الباكر فنهض الجميع حينما اقترب منهما فهد فحياهم بمحبة 
السلام عليكم.. 
رددوا معا 
وعليكم السلام ورحمة الله. 
جذب آيان احد المقاعد وهو يشير له 
اتفضل يا كبير.. 
استرخى فهد بجلسته عليه ثم قال بابتسامة زادته وقار وعينيه تتفحص دفتر الحسابات من أمامه 
الله ينور عليكم يا رجالة سند يعتمد عليه صوح. 
ابتسموا جميعا فقال آسر ببسمة مشرقة 
ربنا يخليك لينا.. 
أغلق فهد الدفتر ثم استند بجسده على العصا ليخبرهما بمكر 
بس مش عجبني انكم تكونوا مركزين في الشغل ومقصرين في الاهم منه. 
تساءل آسر بعدم فهم 
مقصرين في أيه! 
ابتسم وهو يجيبه 
مع البنات.. عشان كده أنتوا افراج النهاردة اخرجوا اتعشوا بره في مكان يكون مريح وابقوا كملوا الطلبات بكره. 
اتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول 
والله يا عمي ما في حد فهمنا ولا مدلعنا غيرك.. 
أضاف عبد الرحمن 
ايوه كده عشان نشحن طاقة للي جاي.. 
استند فهد على عكازه ثم اشار لهما بخبث 
طيب هسيبكم تختاروا المكان اللي تحبوا تروحه. 
اقترح عليهما ايان مطعم راقي قريب من طريق القاهرة يقدم أفخم أنواع الطعام الايطالي فنال استحسانهم فنهض بدر ثم أشار لهما قائلا 
لا أنا اروح اتشيك بقى مدام هنروح مكان عالي زي ده. 
اتبعوه ليستعدوا جميعا للخروج قبل أن يشق الليل بهم. 
سعدت الفتيات حينما علموا بأمر ذاك الموعد الرومانسي فاستعدن سويا بغرفة ماسة التي رددت بحزن 
هتخرجوا من غيري كده! 
ردت عليهاروجينا 
لو مش عايزانا نروح والله نقعد ونتجمع هنا.. 
منحتها ابتسامة مشرقة 
لا يا حبيبتي انا بهزر معاكم اخرجوا وانبسطوا انتوا طالع عنيكم بالطبيخ طول اليوم للعمال وانا من قبل الولادة مش عارفة اساعدكم بأي حاجة.. 
قبلتهاروجينا ثم قالت 
حياتي انتي يا ماستي هبقى اجبلك معايا هدية لتيم الامور.. 
جذبتها ماسة تجاهها ثم همست لها بمكرمش عايزة هدايا حني انتي بس على جوزك المسكين. 
ضحكت الاخيرة ثم اجابتها بدلال 
هفكر..
وهبطت خلف الفتيات سريعا حتى لا تتأخر بلقاء محبوبها. 
بالأسفل..
ردد أحمد باصرار 
يا عم ما تيجي معانا هو يعني الخروج مينفعش غير مع المدام! 
تدخل بدر قائلا 
فكك منه يا يحيى ده عايز ېخرب عليك.. 
ابتسم يحيى ثم قال 
لا متقلقش انا عارفه اكتر منك. 
ثم استدار لاحمد 
اه مش بيحلى غير بيها ثم اني هسهر برضه بس مع ابني ومراتي. 
ضحكوا سويا ثم اتجهت نظراتهم تجاه آسر وآيان حيث يهبط كلا منهما الدرج فانطلق الصفير مشترك من الشباب اعجابا بما يرتديه كلا منهما من بذلة كلاسيكية أنيقة وكأن كلا منهما يتفق في ذوق الحلى المشتركة فيما بينهما فقال عبد الرحمن باطراء 
الشياكة ليها ناسها بس حاسس أن آسر بقى مأڤورها أوي تقولش هو العريس ولا أيه يا شباب! 
ضحك يحيى ثم قال 
لا عندك آسر من يوم يومه شياكة. 
ابتسم آسر ثم قال بغرور مصطنع 
معتش غيرك اللي هيعلمني البس أيه يا عم أنت اليومين دول خفف دمك ولا حابب تودع للأخرة! 
ضحكوا سويا وسرعان ما اختفى الضحك حينما انضمت
لهن الفتيات فانشغل كلا منهم مع زوجته فدنى آسر منها وعينيه لا ترى سوى عينيها فكأنما بات الكون خاليا لم يعد به سواهما ازدادت خجلا حينما أمسك بيدها ثم همس لها بصوته ذات النبرة العميقة 
الجمال ده مينفعش يخرج من هنا والعيون تشوفه أنا بس اللي مسمحولي.. 
ثم استدار للخلف ليراقب الجميع وعاد ليسترسل بغمزة مكر 
ما تيجي نخلع.. 
ابتسمت تسنيم ثم قالت 
لا دي أول نخرج كلنا مع بعض واكيد مش هنفوتها.. 
أمسك بطرف حجابها الذي اطاحه الهواء فجذب الدبوس الصغير العالق على كتفيها ثم عاد ليحكم به الطرف المنسدل بحرص الا يلامسها طرفه الحاد فمنحها نظرة متفحصة ثم قال
كده أفضل.. 
ورفع يديه لصدره وهو يشير لها
الامير أحيانا مضطر انه يخضع لطلبات أميرته.. 
ضحك وجهها المشرق بحبه الشبه مثالي ثم وضعت يدها بين يديه لتلحق به للسيارة.. 
بحثت عينيها عنه متلهفة للقاء فما أن أمسك بها تفتش عنه حتى أحمرت وجنتها خجلا فعبست بطرف حقيبتها الطويل فدنى منها آيان ثم قال 
كالعادة بتهربي لما بمسكك.. 
رفعت احد حاجبيها بدهشة 
ههرب من أيه! 
اقترب حتى قطع تلك المسافة الفاصلة بينهما ثم قال بنبرة حملت طيف من الحزن 
مني أنا يا روجينا.. 
لعقت شفتيها بتوتر فاستجمعت شجاعتها لتجيبه 
بالعكس أنا بقيت بتقبل وجودك وحابة ان الكل متقبل ده. 
وأزاحت تلك الدمعة سريعا قبل أن تنزع مراءها 
انت عارف ومتأكد اني بحبك واللي كان بيحصلي ده كان من ۏجعي على اللي انت عملته ودلوقتي انت مبقتش الشخص السيء اللي كان في نظري فأكيد يعني انا حبيتك بالۏحش اللي فيك دلوقتي متخيل ان حبي ليك هيقل! 
أمسك يدها ثم قال وابتسامة الفرح تحاوطه 
يعني خلاص هترجعي معايا السرايا بعد ما نخلص هنا 
بادلته الابتسامة وهي تهز رأسها بكل تأكيد ثم قالت بالصعيدية ممازحة إياه 
حدانا بالصعيد الواحدة ملهاش غير جوزها مكان ما بيروح هي بتروح وراه يا واد عمي. 
ضمھا لصدره وصوت ضحكاته تنعش دقات قلبها البائس تعشقه تلك المچنونة حتى وإن كان رفيق لإبليس بطريقه فكيف لقلبها بأن بمقته بعدما فعل المحال لأجلها! 
لم يكن الطريق بالقصير لذا استغرق ساعات متواصلة حتى وصلوا لغايتهم فكان مطعم فخما للغاية يتوسطه حديقة بتقسيمة
مثالية لقضاء يوما مكتمل فاختاروا جمعيا الجلوس بالحديقة على طاولة واحدة فجلس كل ثنائي جوار بعضهما البعض ولجوار كل شاب جلست شقيقته وبجانبها زوجها وبعد دقائق معدودة أتى النادل ليوزع القائمة على كلا منهما وغادر ليمنحهما بعض الوقت لاختيار ما يود تناوله بناء على طلب آسر الذي قال 
شوفوا تحبوا تطلبوا أيه 
كبتت روجينا ضحكاتها ثم قالت ساخرة 
المشكلة ان الاطباق دي اول مرة نسمع عنها فلو طلبنا حاجة منعرفهاش ممكن يجيلنا تلبك معوي..
ردت عليها حور بعدما فتحت حقيبتها 
عملت حسابي عشان كده. 
وأخرجت من حقيبتها الكبيرة كيس مغلفا مزقته أمام أعين الشباب المنصدمة فخرجت حلة صغيرة وفتحتها ردد احمد پصدمة 
محشي!!!
قال بدر بدهشة 
ده بجد!! انتي مچنونة صح. 
لحقت بها رؤى حينما اخرجت من حقيبتها وعاء بلاستيكي صغير فردد بدر پصدمة تفوقه 
كوسة وبتنجان محشي لا انتوا اكيد بتهرجوا.. 
اتجهت نظرات ايان تجاه حقيبة روجينا فقال پخوف 
أوعي احنا في مكان شيك وممكن نتطرد بالحلل دي وهتبقى ڤضيحة! 
منحته ابتسامة واسعة ثم اخرجت ما تحمله قائلة 
هو القاعدة تحلى الا بالمحشى الكرنب وخاصة بالبرد ده.. 
حك عبد الرحمن رقبته وهو يسألها بتردد 
وانتي معاكي كرنب ولا خضار! 
اخرجت تالين من حقيبتها ما تحمله 
لا انا جبت المخلل والطحينة وتسنيم معاها الكفتة.. 
انتقلت النظرات تجاه تسنيم التي تتطلع تجاه آسر بترقب فمنحها ابتسامة هادئة وباتزان قال 
خرجي اللي معاكي انتي كمان مستنية ايه! 
قالت بمزح 
انتوا مقولتوش انكم
جايبنا مطعم ايطالي! ثم اننا بنحافظ على صحتنا وبناكل اكل صحي عشان البيبي مش كده يا حور!
قالت وهي تتناول أحد الاصابع 
كده ونص امال الواد يطلع ايه خرع! 
اتى النادل حتى يدون ما تم اختياره فجذب الشباب الحقائب ووضعوها أسفل الطاولة سريعا بينما وقف آسر بنفس ذات البسمة المتزنة ليخبر النادل بكل ثقة 
احنا خلاص جبنا اكل فعايزين عصاير ومقبلات.. 
أومأ النادل رأسه باحترام لهيبته ثم قال 
اللي تحبه يا آسر باشا ده انت منور المكان كله. 
تعجب الجميع من معرفته المسبقة للمطعم فجلس محله وهو يردد بثقة 
كنت بجي هنا كتير تقدروا تطلعوا حفلة المحاشي وتاخدوا راحتكم.. 
تعالت الضحكات فيما بينهما فتركزت نظراته عليها هي ففرحتها تحتضن عاطفته وتدغدغ مشاعره. 
.......... يتبع....... 
الدهاشنة...... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت.. 
انتظروا الفصل الاخير والخاتمة ويارب احداث الفصل تنال اعجابكم بحبكم في الله.. 
Aya...
٥١٢ ١٤٨ ص زوزو الدهاشنة....وخفق القلب عشقا.. 
الفصل الخمسون..والأخير.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةفاطمة العلايلي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
بصدر رحب ومن ثم عادوا للسرايا لاستقبال يومهم الاعتيادي من جديد وتلاه قمر لليل جديد وتتبعه الأخر حتى انقضى شهرين كاملين قضوه بالعمل وبعدد كبير من العمال نجحوا أخيرا بإعادة بناء سرايا فهد الدهشان من جديد وكأن ببنائها ذاك لمحة لتسلل شعاع نور مختلف عن ذي قبل فمن يصدق بأن من ساهم ببناء هذا المبني هو بنفسه أكبر عدو كان يخشاه أفراد العائلة فبات من أفرادها المقربون واليوم قد ختم بوضع اللمسات الأخيرة وقد بات جاهزا لسكنته حيث إختار آسر بناء السرايا بلمسة حديثة يغمرها جانب من
الصعيد فمن يقف مقابل البناء يحتار حقا بتصنيفه إن كان حديثا أم سرايا فخمة تابعة لأحدى عائلات الصعيد المرموقة فشعر من يقف مقابلها ويتأمله بسعادة وثقة لترك مهامها لابنه الذي أبدع بمعاونة الشباب بجعلها مميزة للغاية وقبل أن تخطو قدما به أشار فهد لآيان قائلا 
لم خلجاتك من المندارة.. 
احتازته دهشة جعلته يتساءل في ذهول 
ليه أنت هتطردني بدري كده يا كبير! 
ضحك فهد حتى ظهرت أسنانه البيضاء ثم قال 
لا مش هنتخلى عنك واصل بس مكانك معتش بالمندارة.. مكانك جوه سرايا فهد الدهشان. 
ثم استرسل باستنكار 
اوعاك تكون ناسي انك جوز بنت الكبير يعني يحقلك في البيت زيك زي اللي فيه.. 
لمعت عين آيان بالدموع فردد بصوت قاتم 
المكانة دي أخدتها بسببك وبسبب آسر وعلى فكرة بقى لو مكنتش
سمحتلي اني أدخل كنت هدخل لاني اتعودت على الشباب. 
ضحك فهد بصوت مسموع ثم أشار له بالاقتراب فضمھ لصدره وصعد به للأعلى فولج من باب سراياه الخاصة يدا بيد فوجد الجميع بانتظارهما بالداخل وكأنهم يتوقعوا وجوده كونه جزءا من العائلة لا ينكر بأنه كان ينوي المغادرة بصحبة زوجته لسراياه ولكن فرصة تواجده بصحبة من أصبحوا عائلة له ثمينة وبالطبع لن يخسرها وخاصة اليوم لانه مميزا بالنسبة لعبد الرحمنفاليوم هو زفافه كما وعده فهد من قبلبأنه لن يخطو بداخل سراياه دون أن يعلن زواجه وما فعلته تالين جعل الجميع يحترمها حقافقد رفضت أن يقام لها حفلا ضخما مثلما اعتادوابل طالبت الاحتفال بوجود العائلة ومن ثم تسافر بصحبة زوجها لاداء عمرة أفضل من كل تلك الترتيبات المعتادةلذا استقبل عمروسليمخالدوريماس من مطار القاهرة الدولي لحضور تلك المناسبة السعيدة فما أن توقفت السيارة حتى أسرعت رؤى وتالين لأحضان والدتهم التي بدت بصحة متحسنة عما قبلفكانت تعاني من مرضا خبيث أخفته عنهما طوال تلك المدة فكان يصر خالدعلى البقاء بالخارج لاجل علاجها ولكنه لم يرغب أن يبوح لابنتيه بما يعلمه ضمتريماس تالين لاحضانها وهي تردد بسعادة بالغة
الف مبرووك يا روح قلبي...كنت خاېفة أموت قبل ما أحضر فرحك وقبل ما أشوف اختك..
بكت على صدرها وهي تردد بحزن
متقوليش كده يا ماماربنا يخليكي لينا يا ررب..
انضمت لهما روايةفاحتضنتها بفرحة وهي تلومها بضيق
ده كلام تقوليه لبناتك في يوم زي ده انتي كويسة وزي الفل اهو ده اللي يشوفك يقول عليكي اختهم مش امهممش كده ولا ايه يا نادين..
اتت من خلفها لټحتضنها هي الاخرى وهي تخبرها بمرح
شيلي العين عنك شيلي لو اعرف ان السفر بيحلي كده كنت سفرت من زمان انا وابو العيال..
تعالت الضحكات بينهنفقالت ريم
تسفري وتهميلنا كيف وبعدين انتي عايزة ايه تاني ما انتي خدتي بنتها لابنك
بدر!!
ضحكت نواره ثم قالت
بناتها الاتنين خطفناهم ولو في واحدة تالته كنا هنجوزها برضه من هنا..
اشرق وجهها المجهد لوجودها بصحبهم فمالت على رأس رواية وهي تهمس لها 
انا مش هسافر تاني كفايا غربة بقى انا عايزة اقعد وسط بناتي.. 
احتضنتها رؤى وهي تتوسل لها برجاء 
ياريت يا ماما كفايا كده.. 
فصلتهما نادين وهي تعنفهما بعتابانتوا جاين تعيطوا في فرح البت لا بقولكم ايه فوقوا كده ورانا ليلة طويلة مش كده ولا ايه يا بنااات.. 
اتجهت نظراتهن تجاه حور وماسة فرفعوا من صوت الموسيقى وجذبت تسنيم وروجينا تالين للرقص فجلست ريماس لجوار هنية التي ربتت على يدها بحنان
افرحي ببناتك ومتزعليش على اللي فاتك ربنا هيعوضك بلمتهم حواليكي يا بتي.. 
منحتها ابتسامة مشرقة ثم صفقت بيدها مثلهما وهي تتابع رقصات الفتيات.. 
بالصالون..
انتبه آيان لإشارة آسر له بالجلوس لجواره فدنى منه ثم جلس بدأت الفتيات بتوزيع الحلوى وأكواب العصائر عليهما واختاروا الجلوس بركنا جانبي يمكنهم من رؤية وسماع الجميع وبذات الوقت يبعد عن الأعين فقال فهد لخالد حينما قال بثبات 
اللي حصل من كام شهر كان خير لتجديد السرايا وتقوية علاقتنا بابن المغازي.. 
ابتسم آسر ثم قال بإعتراض 
من قبلها وهو أثبت ده. 
ضحك سليم ثم قال 
من أول ما جيت اهنه وأني كنت خاېف عليك من ولدي بس اللي مصدقتهوش انه اتقبل وجودك وحابه. 
انتقلت النظرات تجاه بدر الذي تنحنح قائلا 
ما أنت اللي عملته زمان مكنش هين. 
مازحه آيان 
خليك محضر خير إحنا جاين نتكلم عن الحاضر.. هتنبش باللي فات ليه.. 
ضحك أحمد ثم قال 
هو بدر كده طول عمره عصبي وحمش على الرغم من ان أنا اللي المفروض كنت أعاملك بالعصبية والكره ده
بس اتقبلتك أسرع منه.. 
ضحك الجميع ولكنه بتر على وجه أحمد حينما لمح الحزن يقبع بداخل حدقتي زوجته فانسحبت بهدوء دون أن يشعر بها أحدا. 
اتجهت الأعين تجاه عبد الرحمن الذي نهض ليقترب من مقعد عمه فانحنى على ركبتيه ليكن بنفس مستوى المقعد ثم قال بعاطفة عله يستميله 
عمي أنت طول عمرك راجل كريم والبلد بتحلف بكرمك.. 
أجابه فهد بمكر ساخر 
لساك عايز ايه جواز وجوزتك لسه ايه تاني! 
أضاءات مصابيح وجهه وهم بالوقوف على قدميه وهو يردد بسعادة
تديني افراج بقى عايز أطلع انا وعروستي.
تعالت ضحكات الشباب الرجولية واحتلهما مزح ساخر على ما يفعله فقال سليم بسخرية
معرفش الواد ده متصربع على الجواز كدليهالمفروض يا
كبير كنت تعاقبه شهرين تلاته عشان يتعلم الصبر..
جحظت عينيه في صدمة
شهرين تلاتهخليك محضر خير يا عمي..
ثم دفع بدر قائلا
ما تشوف أبوك يا عم..ده أحنا حتى نسايب!
رد عليه بسخط وهو يكمل تناول الحلوى 
ولا أعرفك.
لكزه يحيى هو الاخر پغضب
ما تلم نفسك يالاانا حاسس ان شوية كمان والكبير هيديك حبس انفرادي في الاسطبل مع عمي ذكريا..
هز رأسه نافيا
محدش يقدر يحبسني انا قتيل النهاردة..
كاد آسر بخنق رقبته فقال وهو يكز على أسنانه 
البنات قاعدين هتحترم نفسك بالذوق ولا نظامك أيه 
كاد آيان بالاختناق فقد كان يتوسط جلستهمالذا فصل بينهما وهو يردد بضيق
عبده المرادي مش هشيل عنكفاحترم نفسك واقعد في جنب..
كاد بأن يجيبه ولكن كممت الأفواه حينما نهض فهد عن مقعده ثم أشار لهما وهو يتجه للدرج 
الوقت اتاخر كل واحد ياخد مرته و يطلع أوضته. 
نهض عبد الرحمن عن مقعده وتساءل بضحكة تكاد تصل للاذن 
وأنا يا كبير 
ضحك جاسم وهو يقول 
لا الواد ده مش طبيعي. 
ردد خالد پخوف مصطنع 
أنا ابتديت اخاڤ على البت.. 
منح فهد نظرة صارمة لعبد الرحمن ثم قال 
خد عروستك واطلع وخد بالك لو جالي منك شكوى انت عارف عقابك هيكون أيه! 
أعدل من جرفاته وهو يجيبه بارتباك
ربنا ما يجيب مشاكل.. 
فصعد بها للأعلى ومن خلفه الشباب فكأنما منحهما الأذن لنيل حرية بعد قيد احتجزهما لأشهر كانت بالنسبة لهم كالأعوام لذا صعد كلا منهما بصحبة زوجته للأعلى ليعود عاطفة الشوق الذي تمكنت من حجر القلوب العاشقة برباط قاس! 
بغرفة أحمد الخاصة.. 
صعد متلهفا لرؤياها وخاصة بعد مغادرتها فلم يكف عقلها عن التوقف بالتخمين حول سبب انزعاجها أمازال يزعجها مجرد تلميحه بالعلاقة التي جمعته بروحينا سابقا! 
كل ما بحس إنك بتتضايقي لما بتكلم أنا أو أي حد عن العلاقة اللي كانت بتجمعني بروجينا بحزن إنك مش واثقة في حبنا.. 
ثم ارتفع بجسده قليلا ليتمكن من محاصرة خديها بيديه واقترب بوجهه منها وهو يهمس
أنتي الوحيدة اللي عارفة اني كنت بحبك من البداية بس اللي ماسة عملته خلتني عاجز أني أرجع وأعيد نفس الغلط لأن ده كان هيكسر أبويا للمرة التانية وأنا مقبلش بده. 
هزت رأسها نافية ثم ابتعدت للخلف حتى يتمكن من سماعها ورؤية عينيها الصادقة 
عارفة كل ده يا أحمد ومالوش لزوم نتكلم فيه لأن روجينا دلوقتي بقى ليها حياتها الخاصة وإحنا لينا حياتنا. 
تعمق بالتطلع لعينيها فشعرت بتشكيكه لما قال فرفعت يدها تزيح خصلاتها التي تعبث بجفنيها ثم قالت باستسلام 
مش هنكر اني كنت بتضايق لما بشوفكم بتتكلموا ومع إني واثقة ان مستحيل تتخطى حدودك بس ڠصب عني كنت بغير عليك وبحس جوايا بۏجع مالوش أي مبرر. 
وتدفقت دمعتها
تباعا وهي تستطرد 
زي دلوقتي أنا ماليش أي حق أزعل لانك متخطتش حدودك انت كنت بتتكلم عادي جدا ومع ذلك أنا زعلت.. 
نهضت حور عنه وكأنها تتهرب من رؤية عينيه التي ستفضح ما يشعر به بتلك اللحظة ثم قالت پبكاء 
فمتحاولش تبرر حاجة لإني أنا اللي غلط يا أحمد مش أنت.. 
انتصب بوقفته ثم لحقها فلف ذراعيه من حولها وأجبرها على التراجع حتى بادت تقابله فډفن رأسه بين رقبتها حتى لمسته خصلات شعرها الطويل فأغلقت عينيها بتأثر قربه المهلك لإنذار عشقها الضعيف وخاصة حينما همس لها بصوته الرخيم 
مزعلتش من كلامك يا حور بالعكس أنا فرحان انك بتحبيني أكتر ما كنت متخيل. 
بغرفة عبد الرحمن 
بيضاء ويهبط باتساع من الاسفل خلع عبد الرحمن جاكيته الاسود وجرفاته بضيق فلم يعتاد على ارتداء الحلى من قبل اړتعبت تالين مما يفعل فتراجعت للخلف وصوتها المرتعش يهمس پخوف
أنت بتعمل أيه! 
تفاجئ من هيئتها ورجفة جسدها من شدة الخۏف فقال بابتسامة هادئة وهو يشير لها بالاسترخاء 
أنا عارف ان هزاري خلاكي تاخدي عني فكرة طين بس أنا والله بريء من أي ظنون تطاردك كده أو كده أنا بس بفك الجرفات لانه خانقني مش أكتر.. 
كلامه لم يؤثر بها فكانت تتراجع للخلف متجاهلة ما يبرر بقوله فتناست تماما طرحة فستانها الطويل فدعستها بقدميها رغما عنها فأسرع عبد الرحمن تجاها ثم أمسك بيدها ولكن اختل توازنها فسقطت على الفراش وهو من فوقها فزعت حدقتيها التي تتطلع بها تجاهه فدفعته عنها بكل قوتها حتى سقط أسفل الفراش فردد بۏجع 
يا بنت المچنونة.. ضهري آه. 
ثم جلس على الأرضية وهو يرمقها بنظرات محتقنة فتكورت على ذاتها على الفراش ثم قالت بشراسة
أشار لها ساخرا
وعلى أيه خليكي مكانك. 
ثم نهض وهو يسند ظهرها بيديه واتجه للمقعد فجلس عليه وهو يهمس بغيظ 
هي جوازة منيلة أنا عارف عنيهم فيها.. 
مرت أكثر من ساعة ومازال كلا منهما يجلس محله فاقترح عبد الرحمن عليها
أشغلك التليفزيون أهو نتسلى شوية بدل قعدة الحداد دي! 
أجابته بحدة 
مش عايزة أتفرج.. 
زم شفتيه بسخط 
طب تيجي نخرج في البلكونة نتهوى شوية بدل الكبتة دي.. 
قالت بنفس نبرتها الحازمة 
مبخرجش اخرج أنت.. 
ردد بملل 
أمممم. لا كده مش هينفع.. 
ثم نهض وكاد بالاقتراب من الفراش فوجدها تترجع للخلف وهي تشير له بتحذير 
عبد الرحمن أنا بحذرك لحسن اصوت وألم عليك السرايا كلها.. 
ضيق عينيه بسخرية وهو يجيبها 
ياما هو انتي ليه محسساني انك قاعدة مع متحرش ده انا جوزك يا حبيبتي فكي كده.. 
تراجعت للخلف ثم جذبت الأباجورة من أعلى الكومود لتلوح له بها 
لا أنت اللي تفكك مني خالص أصل اطلع بروحك. 
تطلع لها پصدمة ثم ردد 
فكك مني انت جاية من بولاق! 
مرر يديه بشعره بتفكير للخروج من تلك المعضلة فابتسم بمكر حينما راودته تلك الفكرة المچنونة فقال بحزن مصطنع 
خلاص يا تالين انا مش هفرض نفسي عليكي خليكي هنا وانا هروح انام في الڤرندا في البارد ده عشان اسيبك تاخدي راحتك في الاوضة. 
وحمل الوسادة ثم توجه للخارج بابتسامة شيطانية فتطلعت له
بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا
فنادته بتوتر 
عبد الرحمن.... 
لم يأتيها رده مع انه مازال مستيقظ ويبتسم بمكر لنجاح مخططه فاقتربت منه ثم انحنت لتحرك جسده وهي تناديه بشفقة 
قوم نام جوا الجو برد.. 
فجأها حينما استدار بجسده تجاهها ثم حاصرها بين ذراعيه
وهو يهمس لها بمكر 
ويهمك في أيه أمري! ما أنتي من شوية كنتي ھټموټني.. 
جحظت عينيها پصدمة 
أموتك! انت اللي تصرفاتك مريبة.. 
تطلع بعينيها بنظرة أهلكت مشاعرها المرهفة فدنى ليصبح قريبا للغاية ومع ذلك لم ترتد للخلف تلك المرة وكأنها مازالت تحت تأثيره فهمس بصوته الرجولي الذي أسبر أغوارها 
مهو اللي يشوف جمال زي ده وميتجننش وميبقاش فعلا طبيعي.. 
ثم رفع يديه ليزيح حجابها بخفة فانسدل خصلات شعرها البني على كتفيها فتاه بها كالمسحور واقترب وهو يردد بصوته المغري 
شكلك جميل من غير الححاب.. 
ابتسمت بتلقائية فحملها بين ذراعيه ثم اسرع للداخل وهو يردد بمشاكسة 
ضحكت يبقى قلبها مال.. 
بغرفة يحيى.. 
مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازالت بداخل حمام غرفتها وكأنها عروس تختبئ حرجا مل يحيىمن الانتظار لذا نهض ليطرق الباب وهو يتساءل بقلق 
ماسة إنتي كويسة 
أتاه صوتها الحزين 
لأ.
افتحي الباب.. 
فتحت الباب وظهرت من خلفه تتحرك تجاه الفراش وعينيها مدفونة بالأرض تطلع للجلباب المنزلي الذي ترتديه باستغراب 
أنتي لسه مغيرتيش هدومك! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت بصوت مختتق 
لا ومش هغير. 
رفع أحد حاجبيه وهو يتساءل بذهول 
انتي مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة 
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله 
الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا وجسمي باظ خالص. 
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار 
مبحبش القميص ده وحش! 
ثم استرسل بابتسامة هادئة 
وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي.. 
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح 
يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام
وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام! 
أزاحت دمعاتها
اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية 
بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني 
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه 
كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك... 
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي.. 
بغرفة بدر.. 
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح 
أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية! 
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة 
أنني بټعيطي! .. في أيه إتكلمي 
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها 
هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي! 
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع 
أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل. 
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب 
أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده.. 
هزت رأسها بحزن ثم عادت لتردد بارتباك 
بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان. 
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك 
أنتي روحتي لدكتور يا رؤى 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف 
لما كنت مع حور كشفت عند الدكتورة بتاعتها. 
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل 
وقالتلك أيه 
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة 
آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ... 
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها 
ولزمته أيه اللف والدوران ده كله ما تقوليلي روح اكشف! 
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها 
أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد.. 
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال 
كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش.. 
قوست حاجبيها بضيق 
أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية 
أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!! 
ثم استكمل حديثه بجدية تامة 
وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر. 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل 
يعني أنت مش زعلان مني. 
قال باستغراب 
هزعل ليه.. 
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر 
المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده.. 
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير 
أبعد أنا بقولك أهو! 
قربها إليه وهو يخبرها بخبث 
في حاجات مينفعش تتحكي.. 
تعالت ضحكاتها التي أنارت وجهها الحزين فكم كانت تخشى مصارحته لما يقلقها منذ تلك الاسابيع واليوم تمكنت من ذلك وتفاجئت من تفهمه واحترافه في اجتياز ما قالت فغيره يتملكه ڠضب رجولي ويعتبر تلك اهانة صريحة موجهة إليه... 
بغرفة روجينا.. 
على عتبة غرامك فقدت قلبي وأصبحت كالدميمة بين أصابعك أتبع شوقي الذي ينجرف كلما رأك فيصبح العالم من حولي كالغرفة الضيقة التي لا تسع سوى حبي البائس فأخبرني هل أنت راض عما فعله بي حبك المچنون
حتى وإن كان حبك سما سأرتشفه بصدر رحب فأنا أعلم أن عذابك هو جنة لي حتى وإن كنت ظالما قاس فكل ما تمنيته هو أنت فيكفيني كوني جوارك أتنفس نفس الهواء فكن رحيما بي وأحفظ قلبي الذي اختارك وجعلك موطنا للأجئة لا وطن لها أشكو إليك عما فعلته بي وأجد عينيك تواسيني وكأنها تود أن تحتضني لتحميني من قسوتك أنت وها قد تغلب حبي عليك وانتصرت برائتي لتجعلك آسير لحبي... قلبي يناجيك.. فاقترب..
في تلك اللحظة انتهى كل شيء لم يعد هناك مجال للعتاب الا يكفيهل تلك الفترة التي استغرقتها للصفح عنه فتحآيانذراعيه
لها دعوة صريحة لها بالاقتراب فقطعت تلك المسافة الفاصلة
بينهما لتندث بين أحضانه ضمھا إليه بشوق وهمساته تسري لتخترق آذانها 
كنت عارف أن هيجي يوم ونعيش فيه زي أي زوجين واليوم ده جيه يا روجينا. 
ثم رفع ذقنها إليه حتى لا تتهرب من نظراته كما تفعل ليعود لحديثه بابتسامة خبيثة
أنا هنا معاكي في نص بيتك وفهد مش ممانع! 
ضحكت رغما عنها
وهي تردد بعدم تصديق 
فهد تاني! 
هز رأسه بخفة ليعود لتصحيح ما قال 
الكبير.
ثم قرص اذنيها ليخبرها بمشاكسة 
هنبتديها تعليقات سخيفة من أولها. 
عادت لنوبة ضحكها وهي تترجاه 
خلاص خلاص أنا آسفة. 
تركها فدفعته بيدها وهي تشير له بغروربتمد ايدك عليا وأنت هنا في أوضتي أنا ممكن أطردك بره تنام بالمندارة تاني على فكرة.. 
قطع موجة المزح فيما بينهما حينما دنى ليستند بجبهته على جبهتها فلفحت أنفاسه الهامسة وجهها 
أهون عليكي تعملي فيا كده. 
هزت رأسها نافية فزار وجهه ابتسامة خبيثة فاقترب خطوة منها وقدميها تترجع خطوة حتى سقطت على الفراش من خلفها فشعر بارتباك غريب يتخلل على معالمها لذا توقف بمحله وتصنع القائه لنظرات غير راضية للغرفة 
آسر كان غلطان لما ساب كل واحد يفرش اوضته براحته لأن ذوقك مش عجبني بصراحة. 
كزت على أسنانها بغيظ 
نعم!
رد عليها بعنجيهة 
ذوقي أحسن منك وده باين في السرايا بتاعتي. 
وضعت يدها بمنتصف خصرها پغضب 
وأيه اللي مش عاجبك فيها ان شاء الله. 
جلس جوارها وهو يشير لها على طلاء الغرفة والستائر والفرش 
لونها بينك حتى الفرش كله بناتي هو محدش قالك انك معتيش لوحدك ولا أيه.. 
والقى الوسادة تجاهها وهي يسترسل ساخرا
ميكي ماوس! أنا حاسس إني داخل أوضة طفلة عندها خمس سنين! 
جذبت الوسادة ونظرات تتوعد له فاقتربت منه قائلة بعصبية 
عجباني..
رد بصوت رخيم أذهب عقلها 
وأنتي كمان عجباني بجنانك ده.. 
ابتسمت على استحياء ثم كادت بالعودة لمحلها فقيدها لتظل محلها من ثم احتضن وجنتها بيديه لتقترب منه أكثر واستطرد بعشق 
وحشتيني..
انخضعت له وتركته يخطف روحها العاشقة عله بذلك ېحطم أخر حاجز بينهما فقد عاد ليسترجع عشقها الذي كاد بأن يفقده عاد ليخلد لحظاتها لتصبح خاصة لسواهما.. 
بغرفة آسر.. 
كان ينعش ذاته بحمام دافئ حينما انقطعت الكهرباء فأغلق الدوش وهو يناديها بقلق 
تسنيم!
عدم سماعه لردها جعل قلقه يزداد فجذب المنشفة ليعقدها من حوله وخرج للغرفة سريعا يبحث عنها فتفاجئ بالكهرباء تعمل بالخارج نادها بصوت أعلى 
تسنيم!
انتبه آسر لعدة أسهم على الأرض صنعت من دوائر الشمع الملون تتجه للشرفة فجذب بنطاله الموضوع على الفراش ثم ارتدائه واتجه للشرفة فوجد طاولة صغيرة تحمل قالب من الكعك ويحمل عدة ألواح صغيرة على كلا منهما صورة لهما سويا وشمعتين تحملان رقم تسعة وعشرون تجعد حاجبيه بذهول وهو يخمن كناية التاريخ المدون فابتسم لما تحضره له معشوقة قلبه أغلق آسر عينيه بتلذذ عجيب حينما تسللت رائحتها لأنفه فعلم بأنها تختبئ بمكان
قريبا منه فاتجهت عينيه صوب الستائر التي تفصل بين الشباك المعدني الذي يحيط بشرفته ليمنحهما مساحة خاصة فرفع الستار ليتفاجئ بها من خلفه انعقد لسانه وهو يتأملها بذلك الفستان الساحر الذي يراه على أغلب الفتيات لأجله هو فمن قال بأنه محرم علينا ارتداء مثل تلك الفساتين ولكن لمن سترتديه ... أتريدين أن يراك بها كل رجلا وكأنك سلعة مباحة للجميع أم أنك ثمينة ولا تخصي سوى رجلا واحد زوجا لك.. يصونك عن الأعين ويحميكي كالجوهرة نادرة الوجود!!
فربما ذات يوما ستشاقين للحشمة ولكن قبلها سيحن قلبك لرؤيته يغار عليكي ويأمرك بارتداء ما
يخفيك عن الأعين ولكن ربما بذاك الوقت الذي تفقين به من غيبوبة الدنيا الزائفة وتحاولين إخفاء جسدك عن أعين الذئاب ستجدين اختيارك المثالي من وجهة نظرك يأمرك بالتبرج كونه اعتاد على رؤيتك هكذا لذا كوني حذرة باختيار أي صورة تفضلين أن يراك بها زوجك.. 
أمسك آسر يدها ليرغمها على الخروج من خلف الستار ثم لفها بين ذراعيه وهو يصفر بإعجاب شديد 
أيه الجمال ده كله! 
جاهدت لمحاربة خجلها وهي تجيبه بتهرب 
أنا عارفة انكم مش بتحتفلوا بأعياد الميلاد بس ده احتفال صغير وخاص بينا.. 
رفع يديه ليزيح شعرها للخلف ثم قال بابتسامة مشاكسة 
ملحقتش افرح انك اتجرأتي أخيرا وعايزة تفاجئيني بتهربي كعادتك. 
حاولت السيطرة على دقات قلبها التي تدق كدفوف الحړب من قربه منها ثم قالت 
آآ... أنا جايبالك هدية تحب تشوفها.. 
وتركته وأسرعت للطاولة فمرر يديه بين خصلات شعره وهو يتابعها بهيام فعادت له بهدية صغيرة ملفوفة بشريط أبيض فتحه آسر ليجد نوت صغير ففتحه ليجد بأول ورقاته
كل سنة وأنت معايا..
لف ورقاتها ليقرأ الثانية
بحبك .. 
أبعد النوت ليجد محفظة من الجلد وساعة أنيقة وحزام من نفس لون المحفظة كانت هدية بسيطة وليست باهظة الثمن ولكنها عنت له الكثير يكفيها تذكر عيد ميلاده وادخرها من مصروفها الضئيل فطوال تلك المدة كان الجميع يهمل زوجاتهم واحتياجتهم كل ما يشغل تفكيرهم الانتهاء من بناء المنزل الذي سيأويهم أولا ترك آسر العلبة على الطاولة ثم جذب يدها وطبع قبلة رقيقة على أصابعها وهو يهمس بنبرته الذكورية الجذابة
شكرا لإني في بالك وعلى طول
فاكراني..
بأحبك..
ثم حركها ليتجه بها للكست الصغير فتح أزرره ليغدو أحد أغانيه الهادئة فتميل بها بحرافية وضعت تسنيم رأسها على كتفيه ولكنه رفض ذلك فأبعدها عنه وأجبرها على التطلع لعينيه العاشقة تاهت بهما وخاطبته بما أخفته هي.. وصاحت بصوت يئن عشقا له.. فهمسة اللقاء تترك القلب يئن لوعة لرؤياك.. فأخبرني كيف السبيل للنجاة وقد ڠرقت سفينتي بين أمواج عشقك السرمدي وحينما تهفو تلك النسمة العابرة فتحتضن قلبي البائسأراها تهمس بلوعة العشق الذي يذبح فؤادي فترى هل ستكون البلسم لفؤاد بات متعطش لحنان لمسة يديك أم ستكن أنت جلادي!
أجابها الآسر بنظراته الدافئة فبات يجيب على ما سددته من اټهامات خاطبتها عينيه فأجابتها بعشق.. 
جلاد.. هل عشقي لك قسۏة!.. بلي أنا أحبك وأحب أن يميزك حبي فلطالما كنتي الهواء الذي
ينعشني أنا بدونك بائس وكأني فقدت كل شيء يجعل قلبي ينبض للحياة فأخبريني هل هناك حياة بدونك... لا عزيزتي بل أنتي حياة لقلبي وروحي وعشقي... 
سحبت تسنيم عينيها عنه ثم انخفضت برأسها لتحتضنه فانخفض ليضع رأسها على رقبتها ويديه ټحتضنها بتملك فخرج صوتها منخفض وهي تقول 
أنا عرفت النهاردة نوع الجنين.. 
اتاها صمت مطول فلم تستمع سوى صوت انفاسه العالية فتساءلت بفضول 
يعني مش عايز تعرف هيجيلك ايه 
فتح عينيه ليقابل نظراتها المهتمة لسماع ما سيقول فقال بابتسامة فتاكة 
يونس مع اني كان نفسي في بنوتة شبهك بس كل اللي يجبه ربنا كويس. 
تساءلت بدهشة 
عرفت منين.. 
وضع يديه على بطنها المنتفخة وهو يجيبها بعاطفة 
احساسي..
ثم اقترب ليحملها اليه
زي ما عيونك بتقول كلام كتير انتي مش قادرة تقوليه.. 
ثم ابتسم بخبث وهو يدنو منها 
وانتي كمان وحشتيني.. 
صدمت من قراءته المبالغ بها لعصارة افكارها فلم يمنحها حتى وقتا للاستيعاب بل عرقل قدميها لتنزلق معه عبر شراع مركبهما الخاص فاصطحبها رويدا رويدا حتى سلمته قلبها وحبها... 
غاب القمر عن عرشه حياء واعتلت الشمس محله لتتبختر بردائها الذهبي الساطع فقد تتابعا على الحكم سبعة أيام متتالية وقد حان
وقت الاستعداد لعودة كبير المغازية لسراياه فامتلأت السيارات بالفواكه والكثير من الاطعمة المختلفة خيرا وفير من سرايا فهد الدهشان وهدايا قيمة تتابع ابنته في عودتها ليكن أول جزء من رد الاعتبار لها فصعدت روجينا لسيارة آيان وظلت بانتظار عودته فاصطحبه آسر للاسطبل فسأله آيان باستغراب 
جايبني هنا ليه 
ابتسم آسر وهو يشاكسه بحديثه 
مستعجل على الرجوع اوي كده ليه! 
قال بفرحة لمسها بنبرته 
ومستعجلش ليه اخيرا رجعت منتصر ومعايا مراتي.. 
رفع حاجبيه بعنجهية 
وكل ده اتحقق بفضل مساعدتي ولا هتنكر.. 
ضحك آيان وهو يشير له باستسلام 
مقدرش يا كبير.. 
مرر آسر يديه على ظهر همام بحنان ومن ثم تطلع لآيان وبنظرة جادة شملت معنى عتيق لصداقة وأخوة قال 
نادتك هنا عشان اقدملك هديتي.. 
ضيق عينيه وهو يتساءل باستغراب 
هدية أيه! 
أشار بعينيه لفرسه 
همام ومهجة... 
كانت صدمة لآيان الذي ردد بذهول 
ازاي وأنت بتعزهم جدا.. 
ابتسم وهو يربت على كتفيه 
بس بعزك أكتر منهم ثم اني هديتي ليك بتأكدلك مكانتك عندي ولا أيه 
منحه بسمة صافية ثم التقط منه اللجام 
دي أحلى هدية جاتلي في حياتي أنا على الرغم من حبي للخيل بس عمري ما فكرت أحتفظ بيهم..
عدل آسر من قميصه الغير مرتب وهو يرد عليه 
واهي جتلك.. 
ثم اتجه لبرق ليشير اليه 
ده مقدرش افرط فيه لان تسنيم متعلقة بيه جدا يرضيك اخد تذكرة لعشماوي.. 
تعالت ضحكاته فشاركه الاخير بمرح واتبعه للسيارة فوجد فهد ينتظره فما ان دنى منه حتى قال بصرامة تعمد جعلها جادة للغاية 
بنتي في عينك اوعاك تزعلها ولا تخلي اللي فات يتعاد.. 
قدر خوفه على ابنته حتى وان كان يثق به فقال بتهذب 
أفيدها بحياتي وانت عارف ده.. 
منحه ابتسامة حملت بالثقة ومن ثم سمح له بالمغادرة فصعد للسيارة التي تحركت بهما للسرايا... 
بسرايا المغازية 
زينت السرايا بأنوار علقت على أسوارها استقبالا لزوجة كبيرهما بعد تلاقي الامر صريح منه فالرجل هو من يملك زمام الأمور المتعلقة بالمعاملة الكريمة من أهل زوجها إن شعروا باهميتها وحبه لها يحترمها الجميع خشية منه وإن وجدوه ېهينها ويهدر كرامتها دعسوها قبل أن يفعل هو وقد أعاد لها آيان ما سلبه منها من قبل فاجتمع الجميع بالسرايا استقبالا لها وبعد عدة دقائق وصلت السيارة للداخل فانتباها وخزة عڼيفة ضړبت قلبها الذي ارتجف خوفا لتلك الذكريات التي عانتها بالداخل فشعر بها آيان فتسللت يديه لتحتضن يدها وأصر الدخول بها ويديه تتمسك بها بقوة فما أن خرجت من السيارة حتى شددت من يديه وهي تتطلع للدرج الجانبي الذي فقدت على درجاته جنينها فهاجمتها عاصفة من الخۏف أن يعاد ما واجهته هنا مجددا ولكنها اندهشت حينما رأت فاتن تخرج بذاتها لاستقبالها بعينين دامعتين فاقتربت منها وبدون اي سابق انذار احتضنتها وهي تردد پبكاء استطاعت روجينا التماس صدقه 
حقك عليا يا بتي أني كنت السبب في كل اللي انتي عشتيه.. 
ثم ابتعدت عنها لتتطلع لها وهي تستطرد بندم 
يعلم ربنا اني ندمت على اللي عملته فيكي وربنا خدلك حقك
مني..
ثم ازاحت دموعها وهي تشير لها بالدخول 
خشي بيتك واعتبريني زي امك من اللحظة دي..
أحيانا الكلمات لا تكفي لزرع الآمان ولكن وجود آيان لجوارها جعلها تشعر بالاطمئنان فولجت للداخل ووجدت ناهظ باستقبالها فاحتضنتها بفرحة وهي تردد بسعادة 
وحشتيني اووي.. 
منحتها ابتسامة مشرقة وهي تؤكد لها 
وانتي كمان والله وحشتيني اوي.. 
كادت باتباعها للغرفة الجانبيه فاوقفها آيان بعدما لف ذراعيه حول كتفي زوجته 
حيلك واخدها وراحه على فين دي مراتي يا حبيبتي يعني قبل ما تخطي خطوة بيها تستأذنيني.. مش كده ولا ايه يا فتون 
أتت فاتن من خلفه على الفور تجيبه 
كده ونص.. همله اخوكي في حاله يا بت.. 
مطت شفتيها بضيق 
كده بتبعيني عشان ابنك ومراته. 
ضحكوا سويا فامتلأت عين فاتن بالدموع وضمته اليها وهي تردد پانكسار 
وحشتني يا حبة عيني السرايا ملهاش حس من غيرك.. 
أمسك يدها ثم طبع قبلة حنونة على كفها قائلا 
خلاص رجعت ومعتش هيكون في بعد تاني. 
ربتت على ظهره ثم قالت 
خد مرتك واطلعوا ريحوا في جناحكم شوية زمانها راجعة تعبانه من المشوار 
أومأ برأسه اليها ثم أشار لروجينا التي كفت عن الحديث الجانبي بصحبة ناهد ثم لحقت به للاعلى فخشيت ان ترى جناحها الكئيب
من جديد ولكنها تفاجئت به يسلك طريقا مختلف عن غرفته فما أن فتح باب الغرفة حتى ابتهج صدرها لرؤية اللون الوردي يحتضن حوائطها حتى أساسها بنفس لونها المفضل فاتجهت نظراتها اليه فغمز لها برومادية عينيه 
عشان تعرفي اني بحبك بس! 
ضحكت وهي تهرول لاحضانه فډفنها بسن اضلاعه بتملك ثم همس لها 
ولسه اوضة الاميرة اللي هتشرفنا دي. 
رفعت رأسها بحماس اليه فأشار على الباب الجانبي للغرفة فاتجهت اليه بدهشة فكانت تظنه باب الحمام ببداية الامر ولكنه باب سري للغرفة الصغيرة التابعة اليه ولجت روجينا للداخل بإعجاب شديد فادمعت عينيها شوقا لرؤية ابنتها الصغيرة فتعلقت نظراتها بالسرير الصغير المتحرك فهزته بتسلية وقف ايان من جوارها وهو يتأمل فرحتها بهيام فاتجهت نظراتها اليه ثم قالت بنبرة مفعمة بالعاطفة 
انت عارف اني بأحبك.. 
هز رأسه وهو يجذبها اليه فضمھا وهو يخبرها بخشونة نبرته 
أنا بعشقك..
أحببتك... فعشقتك... فتمنيت المۏت بأحضانك... وبات حبك كالخمر الذي يثملني كلما أتجرع من ڤيثارة شوقك.. علك ملاذي!
يوما يمر ويتبعه الأخر حتى أتى يوما كان منتظرا من الجميع وبالأخص فهد الدهشان اليوم الذي سيحمل به حفيده بين ذراعيه حتى وإن كان يوما قاس على ابنه الذي كاد بأن يجن من فرط خوفه على زوجته ولكن عمت السعادة الوجوه حينما خرجت من غرفة العمليات سالمة فاجتمعوا بغرفتها للاطمئنان عليها وبعد دقائق طرق الباب وولجت الممرضة تحمل الرضيع بين يدها واقتربت لتضعه بيد أبيه فاعترض وهو يشير لها 
اديه لجده الأول.. 
حملته الممرضة واتجهت لفهد الذي حمله بين يديه بابتسامة ودمع يلمع بعينيه فتطلع لرواية التي تجلس جواره على الاريكة الجلدية السوداء فقالت بفرحة 
ما شاء الله قمر ربنا يحميه.. 
ثم أشارت لفهد بضحكة مشرقة 
حاسة انه هيطلع شبهك يا فهد.. 
ابتسم وهو يجيبها 
هيطلع لابوه مش ليا.. 
اقترب منهما آسر ثم قال 
وأنا طالع لمين يعني يا حاج! 
ضحكوا سويا فاسرعت روجينا اليه لتحمله ثم طبعت قبلة على جبينه 
انا بخطبه لبنتي يا آسر.. 
اقترب منها ثم قال بمزح 
معندناش بنات للجواز يا روجين شوفي عمك يحيى عنده واد زي القمر.. 
ردت عليه ماسة پغضب 
لا محدش هياخد مني ابني انا اصلا مش هجوزه! 
ضمھا يحيى اليه ثم همس 
ليه الواد هيفضل عازب طول عمره ولا ايه! 
ضحك احمد ثم قال 
لا هيتجوزبس بنتي انا يابو نسب.. 
بدر
لا يا يحيى فكك انت ما صدقت تخلص منه هتتدبس في نسب معاه.. 
ردت عليه حور 
ما تخليك محضر خير يا بدر وركز مع مراتك مهي برضه في بطنها بنت! 
اتجهت نظرات بدر لرؤى التي تحتضن بطنها بعاطفة فتخشى علي جنينها من الهواء المار ثم قال 
لا انا بنتي هي اللي هتنقي وتتشرط. 
رد عليه عبد الرحمن بتهكم 
لما تبقى تيجي بالسلامة يا عم نبقى نتخانق.. 
ضحك آيان ثم قال 
والله ما حد عاقل فيكم الا آسر سبكم بتتخانقوا ومستغل الفرصة جنب مراته.. 
اتجهت النظرات تجاه آسر فكان يجلس جوار تسنيم يمرر يديه على خصلات شعرها وهو يسألها بحنان 
حمدلله على سلامتك يا روحي لسه دايخة 
أشارت له بهزة بسيطة فطبع قبلة على
جبينها وهو يردد بحزن
شوية وهتبقى احسن بإذن الله.. تحبي اخرجلك
العيال دي برة عشان ابتدوا يعملولي أنا شخصيا صداع.. 
ضحكت وهي تؤكد له فتوعدت لها حور قائلة 
كده يا تسنيم ماشي.. 
رفعت تالين يدها ببراءة 
انا معملتش حاجة واقفة بادبي من ساعتها.. 
احتضنها عبد الرحمن وهو يغمز لها بمشاغبة 
انت محترم يا باشا من يوم يومك.. 
دفعه خالد للخلف وهو يحذره
مش قولتلك خليك بعيد عن البنت اليومين دول لما نتأكد من الحمل. ولا نسيت كلام الدكتور.. 
زم شفتيه بضيق 
معرفش ليه يا عمي انت مش مستنضفني من ساعة ما اتجوزت بنتك مع ان عندك بنت تانية بس مركز معانا احنا.. 
ضحك عمر ثم قال 
بيحبك يا عبده.. 
اضاف سليم بتسلية 
انت ابن حلال وتستاهل توصيته دي. 
صاح جاسم باعتراض 
ما تخفوا على الواد شوية وتسبوه يتهنى بعروسته ولا
أيه يا كبير.. 
اتجهت النظرات لفهد الذي مازال يحمل الصغير بحنان وكأنه بعالم غير عالمهما لا يصطحب به سوى رفيقة دربه زوجته ومعشوقة قلبه فنهض ليضع الصغير بين يد تسنيم ثم خلع خاتما خاص به لم يخلعه من يده قط قد ورثه عن جده فزاع الدهشان ويقال انه يخص كبير الدهاشنة سابقا فتفاجئ الجميع حينما وجدوه يضعه بسلسال جلدي 
أعز الولد ولد الولد.. 
ابتسموا جميعا وقد اتضحت جملته بمعنى صريح خلف ما فعله وردد الآذان وهو يخبره بأن اسمه هو يونس فهد الدهشان....... 
........ تمت بحمد الله.. 
الدهاشنة.. وخفق القلب عشقا.... 
الحمد لله وبعد عڈاب سنة كاملة تمت بحمد الله حابة اشكركم جميعا على صبركم ودعمكم الكبير ليااا ومنتظرة منكم كالعادة رأيكم بريفيو مفصل بستناه من الرواية للرواية وبفرح جدا لما بيشارك معانا ناس جديدة بالريفيوهات وعايزة اقولكم اني مريت السنة دي بظروف صعبة جدا ومازلت فيها فانا بعتذر منكم على تقصيري بالمواعيد طول الرواية بس يعلم ربنا اني لو كنت استسلمت لكل اللي مريت بيه ده كنت وقفت كتابة من زمان فانا لما بزعل على تقصيري ده بقول لنفسي على الاقل اني لسه موجودة وبحارب اني اكون موجودة معاكم ومستسلمش لكل العقبات اللي وجهتني
بحبكم في الله...آية محمد رفعت ..