روايه المطارد
انت في الصفحة 33 من 33 صفحات
وانا بغبائي مصدقتش حتى لما حظرتني ومنعت تقابلني برضوا كنت بكدب نفسي واقول ان ابوها هو اللي ضاغط عليها
قالت متصنعة الأسى عليه
انت صعبان عليا ياكرم في الاول كانت بتضحك البنات عليك على هيامك بيها وبعد قعدت تتسلي بيك ولما لقت غيرك رمتك من طول دراعها ولا اكنها كانت تعرفك طب بزمتك هي بتديك فرصة حتى تكلمها
لا طبعا دي بتدخل المدرسة ومابتطلعش منها غير وقت الأنصراف وهي بكذا بنت عليا ولا اكنها شافتني
تابعت في بث فحيحها
ناصحة يابني وعارفة بتعمل ايه كويس ياريت بس دا يبقى درس ليك عشان تعرف اللي بيحبك على حق وبين اللي بيتسلى بيك
اومأ برأسه لها ثم سألها
انت متعرفيش هي اتخطبت لمين
عرفت انها اتخطبت لابن عمتها وهاتتجوز في اسوان
في وقت لاحق
كانت تلملم ادواتها الدراسية داخل الحقيبة بعد انتهاء اخر اختبارتها وسط الجلبة التي يفعلنها الفتيات حولها تهليلا بمرح على انتهاء السنة الدراسية وهي تشاركهم بسعادة
ايه ياندى مبسوطة انت طبعا عشان هاتخلصي وماتجيش المدرسة تاني
طبعا يا حبيبتي وماتبسطتش ليه وانا هاقلع البدلة الزفت دي والبس بقى واتأنتك براحتي في البس الموضة ولا ازكر في مزاكرة تاني ولا زفت
لا وهاتتجوزي
اكملت رضوى بمكر فردت ندى بمرح
ايوة يااختي هاتجوز ودي حاجة عيب مثلا ولا انت مش هاتتجوزي ياقطة قولي يعني لو مش هاتعمليها
قالت رضوى بضحك فهمت ندى ترد ولكنها تفاجأت بدوي هاتفها
بهذا الرقم الغريب مرة اخرى فتجاهلته كالعادة منذ ان افترقت عن كرم وحظرت رقمه وهي تتجنب التحدث لكل الأرقام الغريبة احتياطا وحذر ولكن هذه المرة تبع الاتصال برسالة الى هاتفها فتحت لترى فحواها بفضول فتوسعت عيناها بفزع وهي تكتم شهقة امام صديقتها من هول ما رأته من قراءة الكلمات عرفت بهويته التي اثبتها برسالة كي تنفذ مطلبه !
شوفتي يا يمنى مين جاي يتبرع للمعهد النهاردة والمدير والدكاترة عامليلوا قلبان
مطت شفتيها ترد بعدم اهتمام وهي ترتدي سترتها
لا ياحبيبتي مش عادي ولا بيحصل كل يوم ماهو انت ماتعرفيش من هو الضيف
قطبت يمنى على حديث صديقتها المبهم فسألتها
ليه بقى مين هو الضيف
تعالي شوفي بنفسك وانت تعرفي
قالت صفاء وهي تسحبها لخارج الغرفة فسألتها يمنى باستفسار
يابنتي طب فهميني الأول بدل ما انت جراني كدة زي البهيمة
ياحبيتي بعد الشړ عليك ما تبقي بهيمة انت بس اصبري وهاتفهمي لوحدك
قالت صفاء وهي تستمر بسحبها رغم اعتراضها حتى توقفت بها امام احدى قاعة ضخمة للإجتماعات كان يقف بها المدير وصف من الاطباء مع مجموعة مهمة من الرجال وفي الوسط
توسعت عيناها وتلاحقت انفاسها مع التسارع الشديد لنبض قلبها لقد علمته رغم التغير الشامل لهيئته وهو يرتدي حلة باللون الكحلي القاتم وفوق اكتافه العريضة عباءة بنية زادته هيبة بشرته الخمرية ازدادت توهجا ورقيا وكأنه لم يقضي يوما واحد بالسجن او طريدا بالجبل يقف بينهم ومدير مشفاها يشرح له باستفاضة عن احد الامور الخاصة بالمشفى انتابتها الحسړة وهي تشعر بالتقزم بفقرها وتواضع مستواها
امامه لم تقوى على الصمود اكثر من ذلك ارتدت اقدامها للخلف وخرجت مسرعة دون اخبار صديقتها التي
هرولت خلفها مندهشة حتى دلفت خلفها من الباب الجانبي الذي تراصت امامه السيارات توقفت يمنى بجوار احدى السيارات تطلق العنان لدموعها اخيرا وشهقت تبكي بحړقة ربتت على ظهرها صفاء مهونة
يا بنتي مالك ايه اللي جرالك بس وليه البكا
اخذت نفسها قليلا قبل ان تجيبها
شوفته وقلبي وجعني يا صفاء الفرق بيني ومابينه فرق السما والأرض انا ماليش حق اني افكر فيه اصلا
ماتقوليش كدة يايمنى انت تعرفي ربنا كاتب ايه
قالت صفاء بتأثر على حال صديقتها ردت يمنى بتصميم
لأ لازم اقول وافوق نفسي امي كانت عندها حق
كان عندها حق في ايه
سمعتها بالصوت الأجش وانتفضت ترفع رأسها نحوه فوجدته حل محل صديقتها وكفه على ظهرها انتفضت تبتعد عنه وقالت بجزع
انت ايه اللي جابك
جايلك انت ياقلب صالح
اردف بها فقالت هي بعدم تصديق
بلاش كلامك دا لو سمحت ماينفعش
هو ايه اللي مينفعش
سألها بابتسامة ساحرة فردت هي بارتباك
أهو ماينفعش وخلاص هو انت مش شايف نفسك
ازداد اتساع ابتسامته وهو وهي ترتد حتى التصقت ظهرها بالسيارة التي خلفها مال برقبته نحوها يردف
انا شايفك انت ودا كفاية عليا
ردت بنبرة عاتبة
بس انت مسألتش عليا ولو مرة واحدة طول الشهور اللي فاتت
هما شهرين بس على فكرة وعليهم ٧ ايام زيادة عشان يبقى الحساب مظبوط بس عشان تعرفي يعني ما فيش يوم عدى عليا فيهم من غير مااشوفك ولا اعرف فيهم اخبارك اول باول
ازداد اتساع عينيها وهي تحدق به فتابع
يمكن ماتصدقنيش بس انا كنت قاصد يايمنى ان اقسى عليك وعلى نفسي لحد اما ادبر اموري كلها بحيث لما ارجع اشوفك تشوفي صالح القديم مش المچرم والمطارد
بس انت بقيت حاجة كبيرة قوي انا حتى ماجرأش حتى ان احلم بيك
لا ما هو ماعدتش في حلم خلاص كل اللي جاي هايبقى حقيقة
سألته عن مغزي كلماته
يعني ايه
يعني تتحركي ياحلوة على عربيتي عشان اروحك معايا وتفهمي من ابوكي بنفسك
قال وهو يتحرك فرددت بعدم استيعاب
يعني ايه برضوا انا مش فاهمة حاجة
ماتردي عليها انت ياصفاء وفهميها
قال مخاطبا صديقتها فردت الأخرى بضحكة من القلب
يابنتي ما يبقاش مخك ضلم بيقولك انه كلم ابوكي محتاجة تفسير اكتر من كدة ايه عشان تفهمي
تبسمت بخجل وقد وصلها مقصد صديقتها فنظر هو اليها بحنان ولكنها استدركت نفسها تحاول نزع يدها عنه بارتباك
صح ازاي انت واخدني من ايدي كدة انا ماينفعش اركب معاك وحدينا
ومين قال بس ان انتوا لوحديكم وانا روحت فين بس
الټفت يمنى لمصدر الصوت فوجداتها امامها بجمالها الخلاب ضحكت تردد بعدم تصديق
وردة ! انت كنت فين وظهرت امتى
والله انا هنا ياحبيبتي من اول الفيلم بس انت ياروحي هاتاخدي بالك ازاي بس
انا هاروح معاكي بنفسي لحد والدك عشان تعرفي وتصدقي ان صالح خطبك منه من قبل حتى ما يطلع من بيتكم
معقولة !
اردفت بها بذهول فردد وهو يدفع الاثنتان لداخل السيارة
والله ياستي معقولة ونص كمان يالا بقى عشان الراجل مستنينا
بداخل السيارة حركت رأسها لا تصدق انها لا تحلم وهي مازالت لا تستوعب ما يحدث من خارج النافذة لوحت لها صديقتها بكفها بمرح عادت بأنظارها للداخل اصطدمت بعيناه الجميلة بالمرأة الأمامية وهو يدير محرك السيارة ويخاطبها
تحبي نشغل حاجة واحنا ماشين
سبقتها وردة في الرد
شغل أي اغنية عالية ياصالح يمكن تفوق
لا بقى انا هاشغل اغنية رقيقة زيها وتفوق براحتها عليها
قال صالح قبل ان يدير بمذياع السيارة اغنية لإليسا وسعد مجرد من اول دقيقة فاندمجت يمنى مع صالح مع كلمات العشق المعبرة عما بداخل الاغنية
وعودة لندى التي خرجت مهرولة لخلف المدرسة فوجدته مستندا بجسده على جزع الشجرة ينظر لها باسترخاء هدرت
ايه اللي انت باعتهولي عالتليفون ده انت اټجننت
تحركت بخطواته نحوها قائلا ببرود
يعني لازم ابعتلك الصور عشان تحسي على دمك وتجي صنف ما يجيش غير بالعين الحمرا
قالت وهي تدفعه بقبضتها على صدره فتلقفها يقبض عليها بكفه الغليظة مرددا بفحيح
الڤضيحة دي اقل حاجة تتعمل مع واحد خانت حبيبها وراحت لواحد غيره ياخاينة
هتفت وهي تحاول نزع يدها من كفه
حبيبي مين يامجنون انا لا حبيتك ولا زفت دا كان هبل وعبط مني لما كنت فاكراك بني ادم وبعقلك مش مچنون وعايز يلبسني حبه بالعافية اوعى كدة سيبني يامجنون
كلماتها الغاضبة كانت تنزل على ذهنه المشتت وكأنها تصب الزيت على الڼار فتزيده ڠضبا وجنونا
بقى انا مچنون انا ياندى انا مچنون انا ها خليكي تشوفي المچنون ده هايعمل ايه
قال جملته وقبل ان تستوعب وجدته بكفه الحرة منديل ابيض كتم بها انفاسها برائحة غريبة حاولت المقاومة ولكن الرائحة القوية جعلتها تفقد الوعي ولم تشعر به وهو يرفعها على كتف ظهره يدخلها داخل
سيارته في المنطقة الخالية دون ان يشعر به احد
والى صالح الذي كان يحلق بسعادة معها في سماء العشق وهو يردد معها كلمات الاغنية فلم يشعر بدوي صوت الهاتف الا مؤخرا ولكن بمجرد فتحه المكالمة وسماع الطرف الاخر تغضن وجهه بالڠضب وهو يأمر الرجل بالمتابعة قبل ان يغلق بوجهه المكالمة وارتد بعجلة القيادة للخلف كي يغير وجهته قائلا بجمود
معلش يابنات انا ورايا مشوار ضروري ولازم اعمله الأول
مشوار ايه اللي مستعجل عليه لدرجادي هو الراجل اللي كلمك دا قالك ايه
أومأ برأسه لهم صامتا فصاحت عليه شقيقته
ماتقول ياصالح انت راجع بينا ورايح فين
والى ندى التي استفاقت بالصدفة حينما اصطدمت رأيها بقائم السرير وهو يضعها عليه فتحت عيناه تستوعب فتفاجأت به وهو بوجهه منها فهتفت بجزع وهي تحاول ازاحته بيدها الضغيفة ورأسها مازالت ثقيلة بفعل المخدر
انت بتعمل ايه وجايبني هنا ليه ياكرم هو انا فين بالظبط
انفرج فمه بابتسامة غريبة يردف
انت هنا في اؤضتي وعلى سريري مش كنت مضايقة من فبركة الصور انا دلوقت هاخليها طبيعية لا وبالصوت والصورة كمان كويس خالص انك صحيت عشان تبقى المتعة احلى والتصوير ياخد مصداقية
هزت رأسها بعدم تصديق ودمعاتها تهطل من عيناها مع استيعابها لكلماته
لا ياكرم انت متعملش كدة ڤضيحة خليني اقوم وامشي هو انا ليه راسي تقيلة قوي كدة
دا انا ابقى مغفل لو ضيعت فرصة زي دي طب فكري كدة لو الصور راحت لابوكي ڠصب عنه هايرضى بجوازي منك
ازداد نحيب بكاءها وهي تحاول رفع رأسها او جسدها ولا تقدر تردف برجاء
ابويا هايقتلني ويقتلك ياكرم سيبني اقوم واروح اقنعه
ازداد اتساع ابتسامته وهو ينهض ليخلع عنه قميصه ويردد بانتشاء
هو انا لسة هاستنى ما انت من خلاص بقيتي عروستي ومراتي ياندى
يتبع بقلم امل نصر
الأخيرة
يهرول بأقصى طاقته حتى انه يصعد درجات السلم الدرجتين بدرجة لا يريد تكرار التجربة المريرة مرة أخرى هذه المرة لو حدث مايخشاه لن يتردد ويتأخر في القټل وصل الطابق المذكور وأمام الشقة الموصوفة التقط انفاسه سريعا قبل ان يدفعه بكل قوته بقدمه فانفتح مكسورا ودلف للداخل بعقل مشتت يتقدم بخطواته بارتباك لعدم معرفته بوجهته حتى وصل الى اسماعه صوت همهمة من احدى الغرف مصحوبة بنحيب في ظرف ثانية كان مخترق الغرفة صعق لما راه
هذا الفتى يستوعب الصدمة فنهض يهجم عليه صارخا
انت مين يابن ال تدخل بيتي وتتهجم عليا
انا ملك المۏت ياروح اللي جاي يقبض روحك
قالها صالح وانطلق يتلقفه باللكمات والضربات
القاسېة مرة برأسه ومرة بأقدامه حتى ومرات عديدة بقبضة يده الحديدية لا يراعي شكل وجهه الذي اختفت منه الملامح بفضل الضربات هو يريد قټله ولا يريد شيئا اخر استفاق على دفعة قوية جعلته يسقط ارضا وصوت خشن يهدر عليه
مش كدة ياباشا الله يخليك هو انت عايز وتضيع نفسك
عمل فيكي ابن الكل ده اوعي يكون ولا أذاكي
ملحقش يعمل حاجة ياهانم صالح بيه لحقها
انتقلت بعيناها اليه فوجدته يغمض عيناه لاهثا بتعب فقال موجها خطابه للرجل الواقف امامها يشير لكرم المرتمي على الأرض كچثة هامدة
تاخد الواد ده تربطه من ايديده ورجليه زي البهيمة تسلمه للبوليس
استنى ياصالح خد منه التليفون دا مفبركلي صور فيه
اومأ برأسه لها
ماتقلقيش واطمني انا هادبر كل حاجة
بعد قليل
خلاص بقى اهدى كدة مدام ربنا ستر
مش قادرة اني كنت هاضيع في لحظة و
ازدادت شهقاتها قبل ان تنزع نفسها وتسألهم
لكن انتوا عرفتوا ازاي مين اللي قالكم
اسألي صالح هو اللي عنده كل المعلومات انا عرفت على اخر لحظة
قالت يمنى فرد صالح من جهته
انا عيني ماتشالش من على حد فيكم من ساعة ما طلعت من بيتكم وخصوصا انت يا
ندى عشان انا قلقت
عليكي من ساعة ماسمعتك وانت بتكلمي الواد ده في الجنينة وبعد اللي سمعت الكلام اللي قالوا لوالدك عرفت إنه فيه شئ مش مظبوط
هو انت كنت ماشية مع الواد ده صح
اطرقت برأسها ندى واجأبت بخزي
والله ماكانت علاقة بالمعنى المعروف انا فتحلته سكة للكلام معايا عشان اثبتلي انه عايزني في الحلال يعني مش بيتسلى بيا ولا بيضحك عليا هو بس تصرفاته كانت غريبة وخلتني اشك فيه في الاخر
اومأ لها صالح وهو ينظر اليهل في المراة قائلا
مش معنى انه عايزك في الحلال يبقى انسان ملاك كرم دا انا سألت عنه وعرفت بمشاكله النفسية مع والده ووالدته التي رمته واتجوزت وسابت البلد مش ماټت زي ماهو كان مفهمك الواد ده سبق له دخول المصحة برضوا لما اتسبب لخطيبته بعاهة مستديمة لما فسخت خطوبتها معاه
شهقت ندى بفزع امام يمنى التي وقع قلبها من الخۏف
يانهار اسود يعني ممكن انا كمان بعملي عاهة مستديمة يالهوي عليكي يايمنى دا انا المۏت عندي اهون
اهدي اهدي
اردف حازما وأكمل
انا عملت اتصالاتي وهو خلاص مش هايشوف الشارع تاني دا غير اني هابعده عن الصعيد نهائي عشان تبقي برضوا مطمنة
رددت يمنى بارتياح
الف شكر ليك ياصالح اقسم بالله ماعارفة اوفي جميلك ده ازاي
ضحك بمرح مرددا لها في المراة وهو يدير محرك السيارة
هههه تتجوزيني
تبسمت يمنى بخجل فخاطبته ندى بقلق
طب انا كنت عايزة اطلب منك طلب
قاطعها مردفا
عارفوا ومش محتاج تنبيه ابوك ولا والدتك ولا حتى عيد خطيبك أو سمر اختك الصغيرة ماحدش هايحس ولا يعرف بشئ خلاص دي صفحة وانقفلت ماشي يا ندى
اومأت له برأسها ببعض الارتياح فاتجه هو نحو شقيقته بداخل كفه الكبرى ليطمئنها ويشاكسها
وانت ياوردتي ايه ياقمر ليكون عقلك سرح من تاني لا والنبي دا انا مصدقت
لا ياحبيبي اطمن وشيل من على ضهرك حملي انا خلاص والحمد لله بقاوم ضعفي ومرضي بنفسي يعني مش هاسمح لشئ يرجعني للخلف من تاني
ايوة كدة والنبي دا انا ما صدقت عايز افرح ياجدعان اقسم بالله هاموت واشم ريحة الفرح
قال مهللا بصوت عالي جعل الفتيات يضحكن بمرح فقام بتشغيل المذياع على اغنية شعبي لتشع جوا مليئا بالمرح والفرح
النهاردة فرحي ياجدعان عايز كله يبقى تمام
حينما عادوا الى البلدة بالسيارة الفارهة التي انظار الجميع في البلدة الفقيرة تفاجأت الفتيات بتغير وجهة السيارة التي سارت على طريق اخر
في البداية تسائلت يمنى بحرج
صالح مش ده الطريق ياصالح
حينما صمت عن الرد هتفت ندى هي الأخرى
ياصالح انت كدة بتغير الطريق وبتروح على طريق الجبل يانهار اسود دا انت دخلت في الجبل فعلا
مع ازياد القلق بينهم وصمت صالح المريب الټفت اليهم وردة بجذعها قائلة بفكاهة
اصل احنا ناوين ناخدكم ونتاويكم هنا في قلب الجبل
مع نبرتها الغريبة صمتن الفتيات بدهشة والتزمن أمكنتهم في انتظار التوضيح حتى ظهرت النتيحة حينما
توقفت السيارة فجأة في منطقة خضراء امتدت على طول الطريق قطبت يمنى متسائلة
ايه الزرع ده هو احنا فين بالظبط
التف اليها بنظرة سريعة يرى رد فعلها ثم أكمل طريقه حتى توقف امام منزل جميل في وسط الخضرة تحاوطه الزهور من كل الجهات صعقټ الفتيات حينما رأين والدبهم ويونس وسمر والصغير محمد امام المنزل
توسعت عيناها يمنى بدهشة وشقيقتها تهتف بمرح
انتوا عملتوا ايه يامجانين
توقفت بسيارته فجأة فترجلت الفتيات سريعا نحو والديهم يتسائلن
في ايه ودي ارض مين بالظبط اللي انتوا قاعدين فيها
اجابهم سالم بفخر
احنا في ارضنا يابت يعني مش ارض حد غريب
ازاي يعني وكيف يابوي
ياختي ازاي دي احنا منعرفهاش لو عايزة تعرفي اسأليه هو وراكي
قالت نجية وحينما الټفت اليه يمنى وجدته يبتسم لها بآشراق فقال مشاكسا
تسألني ازاي بقى دي نستني اساسا وسط الجمال ده
استدركت بذكائها تسأله
معقولة انت اللي عامل كل ده طب ازاي
تعالي وانا افهمك ازاي
قال لها وهو يشير بيده اليها فنظرت لوالدها باستفسار اومأ برأسه لها موافقا فتحركت تضع كفها الصغير داخل كفه ليسحبها ويبتعد عنهم وردة التي كانت مندمجة اجفلت فجأة على الصوت الخشن بجوارهم
لكن انت راضعة لبن ولا قشطة طبيعي
التفتت اليه قائلة بحزم مصنطع وابتسامة مستترة
تاني برضوا بتعاكس
لا يابوي انا مش بعاكس انا بس بسأل سؤال برئ فيها حاجة دي
اشاحت بوجهها تضحك حتى ظهرت غمازتها اردف هو بانبهار
يابووووي ېخرب بيت حلاوتك ياشيخة
والى يمنى التي ابتعد بها حتى صعدت معه احدى التلال القريبة فتوقف بها على قمتها سالته بنفاذ صبر
ماكفاية بقى اتكلم وريح بالي
سألها صالح
في الأول ياستي كنت عايز اعرف منك عجبك البيت
قوي حلو قوي
قالت يشير لها بيده الحرة نحو المنزل والخضرة حوله
اهو البيت ده انا بنيته في اقل من شهر ونص كان مكان
عشتي القديمة اصريت اني ابنيه واستصلح الأرض اللي حواليه العمال كانوا بيشتغلوا فيه ليل نهار مع عمال الارض اللي جهزوها ونبتوا فيها الزرع والاشجار والورد
وليه يعني تتعب نفسك وتصلح في ارض جبلية
عشان عايز افتكر دايما اللي حصلي وافتكر ازاي اني كنت مچرم مطارد مېت من الداخل بحزني وفجأة ظهرلي ملاك برئ نجاني ورجعلي روحي من تاني واخدة بالك انا بتكلم عن مين يايمنى
اومأت بابتسامة ساحرة تحرك كتفيها بدلال
يعني انا الملاك ! يمكن !
ليردف بصوت العاشق
أنتي ملاكي وطاقة النور اللي ربنا فتحها في وشي لاجل ما تتكتبلي حياة جديدة انتي القمر اللي نور عتمة ظلامي انتي الشمس اللي دفت برد قلبي من وحشتة انتي قلبي يا يمنى واصلك يا يمنى اللي انا حاسس بيه
اومأت بصوت متحشرج من فرط ما تشعر
واصلني وبس دا واصلني من قبل ما اشوفك حتى انا روحي اتلعقت بروحك وسبحان من يجمع القلوب بعد شتاتها ربنا ما يحرمني منك يا صالح
ربنا يقدرني واسعدك يا قلب صالح يرزقني منك بالخلف اللي يزود رباط المحبة ما بينا
تمتمت بتمني
اللهم امين
تمت