الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه سجينه جبل العامري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 48 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


تريد دوما أن تكون القوية الحرة التي لا تروض وهو يريد أن يبدلها إلى أخرى تروق له هو فقط حتى وإن كانت لن تروق إلى نفسها 
أومأت إليه إذا وافقت وافقت على أن تخسر ما وعدته به وعدته أنها لن تروض ليست للترويض ستظل حرة إلى الأبد وأبعد ما يكون عما يريد هل غيرها الهوى إلى هذه الدرجة لتتخلى عن حديثها الواثق الصارم 

هل يفعل الهوى كل ذلك مع رجل كهذا فريد من نوعه 
الكثير من الوقت مر وهو يغوص معها في بحر الغرام ملتهما كل موجة ثائرة تتحرك نحوهما يطفو فوق سطح اللذة طارة يمرر شعوره عليها بحنو ورفق يستلذ بكل ما 
استمع إلى رنين هاتفه الذي تغاضى عنه لأكثر

من مرة ولكنه لا يصمت فابتعد عنها بضجر وانزعاج يميل إلى الأرضية بجسده وهو نائما على الفراش ليلتقط بنطاله يخرج منه هاتفه ينظر إلى شاشته فوجد المتصل عاصم
أنت قليل الأدب بجد
أومأ إليها ضاحكا بمزاح
عارف
أبتعد تاركا الفراش ليجلس على طرفه يلتقط سرواله وبنطاله يرتديهما ثم التقط القميص يرتدي إياه هو الآخر ثم الحذاء ووقف على قدميه يهندم ملابسه وخصلاته أمام المرآة وعاد يأخذ هاتفه ناظرا إليها بخبث ومكر فبادتله النظرة بقلق وهي تتمسك بالغطاء جيدا تشعر بالغدر قادم منه
أمسك
بالأقراص الخاصة بها أيضا لينظر إليها قليلا ثم رفع وجهه إليها بهدوء وبراءة يقول برفق وهو يمد يده إليها بهما
خدي يا زينة لو لسه مش مقتنعة بكلامي اعملي اللي يريحك
يا حيوان يا ژبالة أنت بجد خبيث
هبط إلى الأسفل تاركا إياها تحيط نفسها بالغطاء تنظر إلى الفراغ مبتسمة بسعادة كمثله بالضبط وكأن ما حدث لها على يده كان لا تدري حقا والله لا تدري ولكنها إلى آخر دقيقة كانت تحبه ولا تحب غيره أخلصت له بعد ۏفاته لكثير من السنوات ولكنه هو الذي غدر بها واحتل حياتها معه بما حرمه الله ولا تدري إلى الآن ما كان يقدمه إليها من مشاعر صادقة أو كاذبة ولكن لا  من بوابة القصر ومعه شاب يبدو في مثل عمره سلم عليه بحفاوة وهو يودعه إلى الخارج تاركا معه أحد الحراس حتى يخرجه من الجزيرة 
عاد مرة أخرى مبتسما تقدم من غرفة الحرس الذي كان بها عاصم ليدلف إليه ينظر إليه نظرة ذات مغزى 
وقف عاصم شامخا ثم سأله بجدية
الظابط مشي
أومأ إليه برأسه ومازالت تلك الابتسامة الغريبة على محياه خرج صوت
بخشونة
أيوة مشي
سأله عاصم مجددا
كويس في معلومات عنده جديدة
ولج جبل ليجلس على المقعد بالداخل ورفع بصره إلى عاصم يستكمل حديثه
تعرف يا عاصم أننا من غيره ولا حاجه أهو ده الوحيد اللي بيعرف يخلص لينا كل شغلنا
انحنى إلى الأرضية ثم عاد مرة أخرى إليه هاتفا بمكر ونظرته خبيثة
وعلشان كده هو طلب مني حاجه وأنا وافقت عليها
اعتدل عاصم ليقف مستقيما ينظر إليه مستنكرا هاتفا باستغراب
حاجه حاجه ايه
أجابه ببساطة وهدوء فائق
جواز عايز يتجوز واحدة من القصر وأنا أكيد مش هلاقي أحسن من الظابط ده علشان أرفضه
أبتعد عاصم مبتسما متجها إلى الطاولة ليعد كوبان من الشاي لهما يقول ببساطة هو الآخر مبتسما
وترفضه ليه ياعم خير البر عاجله طلب مين بقى
استمع إلى صوت جبل الخبيث
شوف أنت
استدار ينظر إليه وهو يمسك بالأكواب مستغربا حديثه ليقول متسائلا هو الآخر
فرح ولا تمارا
وضع جبل قدم فوق الأخرى وهو ينظر إليه بعمق يبعث إليه كلمات وانذارات خبيثة ليقول بنبرة ماكرة مفتعلا صوت بفمه
تؤ ولا دي ولا دي
ابتسم عاصم ساخرا بقوة يقول بتهكم
اومال مراتك
انتفض في جلسته يبعد قدمه عن الأخرى لېصرخ في وجهه بعصبية
محذرا إياه
ولا اظبط نفسك في ايه
عاد مرة أخرى يعد الشاي وهو يقول بهدوء غير مهتم بما يقوله من الأساس
مش أنت اللي بتقول ولا دي ولا دي مافيش غير مراتك
ابتسم جبل وهو يقول بسخرية خبيثة ماكرة ليعبث به
لأ فيه
ترك الكوب من يده ثانية وعاد ليقف مستقيما ناظرا إليه بقوة وعمق بعد أن اخترق حديثه عقله ولم تكن تأتي على خلده من الأساس وكأنها ليست من سكان القصر 
اخترق اسمها أذنه بعد أن تفوه به جبل بسهولة
اسراء
انتفخت عروقه بشدة واهتاج جسده ليشيح بيده پعنف وعصبية بعد أن تحركت مشاعره بالڠضب الممېت ولم يستطع السيطرة عليها لېصرخ بصوت عال
بقولك ايه اظبط أنت قسما بالله اهدلك القصر على اللي فيه أنت بتقول ايه
عمل جبل على اغاظته أكثر وهو يقول بجدية ساخرا
طب الله وكيل لايق عليها أكتر منك
أقترب منه يشيح بيده في الهواء بهمجية يخرج صوته بخشونة وغلظة صائحا
لايق على مين ياعم ده

مرتشي
باغته جبل بابتسامة عريضة وهو يقول بتهكم
بس ظابط
صړخ عاصم مجددا پعنف وقسۏة
هو ايه اللي ظابط ظابط ياعم ده مش ظابط نفسه
تحرك في الغرفة بهمجية شديدة وملامح وجهه مشدودة بحدة وعروقه نافرة ليقول بنبرة حادة يتخللها الحزن الشديد
جبل الموضوع ده مش للهزار علشان تبقى فاهم
أكمل بحدة غير مصدقا لما قاله بعد أن فكر به قليلا
وبعدين هو شافها فين علشان يطلبها أنت كداب
ضړب جبل بكف يده على فخذه صائحا مجيبا عليه بقوة ونبرة واثقة كاتما ضحكاته الذي يود إخراجها
الله وكيل شافها مرتين وطلبها مني النهاردة وأنا مش بكدب عليك
اعتدل في جلسته يقول بجدية
وأنا وافقت
أعمته غيرته لم يصبح يرى أمامه من شدة الڠضب والغيرة التي دلفت إلى قلبه لتسحقه بقوة تفتت كل إنش به تقدم منه في لمحة خاطفة ليجذبه من تلابيب ملابسه يقف أمامه صارخا به بقسۏة
وافقت يبقى اتجوزه أنت تعرف تعملها دي
ابتسم ببرود وغيظ وأردف بلا مبالاة ليجعله يستشيط غيظا
تؤ هي اللي هتتجوزه
شدد من قبضته على تلابيب ملابسه ليقول أمام وجهه پعنف ونظرته نحوه كاره للغاية
أنت مين قالك أنها هتوافق
تبسم إليه أكثر وعاد يقول ببرود مجددا
أصل مراتي ولية أمرها وهي رفضاك وموافقة على الظابط
سبه بعصبية شديدة وتأججت النيران داخل صدره خوفا من أن يحدث ما يتفوه به ولكنه لن يسمح بذلك مهما حدث حتى وإن هدم المعبد على من فيه
أبوك على أبو مراتك جبل قسما بالله اهد الدنيا عليكم ومش هيهمني حد
دفعه للخلف بحدة عندما توجه بحديثه إلى نقطة محظورة قائلا پعنف وقسۏة
احترم نفسك الأول علشان ممدش أيدي عليك
ضړب عاصم على الطاولة بيده وهو في حالة ثوران ليست طبيعية فغيرته أشعلت النيران لتندلع داخله بضراوة وليس هناك شيء يخمدها
قسما بالله اخطڤها وأطلع من أم الجزيرة دي ومش هخلي حد فيكم يلمح طيفها وأنت عارف أنا كفيل بيها
عاد جبل ليجلس مرة أخرى يهتف بضجر
طب بس بس بلاش خيابة
ذهب ليجلس جواره نظر إلى الفارغ أمامه في أرضية الغرفة وتحدث بعفوية بنبرة صوت هادئة تخرج من قلبه إلى مسامع الآخر
دي خيابة أنا بحبها بحبها ايه أنا مچنون بيها أنا بحلم بيها وأنا نايم وأنا صاحي أنا حتى مش عارف ده حصل امتى وإزاي دي عيلة صغيرة بريئة متنفعنيش بس بس أنا عايزها
نظر إليه مستغربا مما بدر منه في لحظة وهو يجلس قليل الحيلة ينظر في الفراغ يتحدث بحب ولهفة لم يراه لها سابقا ليخرج صوته يسأله
للدرجة دي
هتف وهو على نفس الوضع وعقله لا يكف عن التفكير بها والخۏف مما قاله جبل الخۏف من أن توافق هي لأجل حديث شقيقتها
وأكتر وأكتر بكتير
تفوه جبل بجدية وهو يربت على كتفه بعدما استشعر الصدق المبالغ به في نبرته
صعبت عليا أنا هفكر في الموضوع ده
نظر إليه عاصم بعيون متعطشة للمساعدة
أو لنيل ما أراده خرج صوته متلهفا
يا صاحبي علشان خاطري ساعدني جبل أنا أول مرة أطلب منك حاجه ومش هتنازل عنها سواء ساعدتني أو لأ
تحدث جبل بضجر وانزعاج
ما خلاص بقى اخرس خلينا نفكر في شغلنا أحسن
هب واقفا بعصبية صارخا به يسبه هو وعمله
يا عم ما يولع الشغل يولع
زفر بنفاذ صبر يشير إليه أن يجلس مرة أخرى قائلا بجدية
عاصم قولتلك خلاص أقعد بقى عايزك
جلس عاصم على مضض يستمع إلى حديث جبل ولكنه لا يفكر به يدلف من الناحية اليمنى ويخرج من اليسرى يفكر بها عقله منشغل بها هي ولا يستطيع حتى التركيز في أي شيء آخر ما قاله له جبل أشعل النيران داخله بضراوة ونفرت عروقه منه من كثرة الڠضب والتفكير فيما قد يحدث 
غيرته خرجت عن السيطرة وهو يفكر في ذلك الحقېر الذي أراد الزواج منها يتوعد له أن أتى هنا مرة أخرى لن يخرج إلا محمولا على الأكتاف كي يستطيع بعد ذلك رفع بصره إلى النساء جيدا 
لن يجعل ذلك يحدث لن يتركها لأي شخص آخر غيره وإن طلب الأمر أن يق تل
يتحدث جبل جواره وهو يشتعل من الغيرة واللهفة لرؤيتها وتحطيم قدميها التي ساقتها إلى أن تتوجه ناحية ذلك الغريب 
يشعر وكأن قلبه وعقله قارب كل منهما على الإڼفجار حقا ليس هناك ذرة صبر واحدة ينعم بها في جسده بل كل ما يشعر به هو العصبية والفوران الشديد كأنه بركان قاربت فواهته على الإڼفجار وإخراج كل ما بها ليدمر الأخضر واليابس 
كانت زينة في غرفتهم تخرج ملابسهم من الخزانة وتعيد ترتيبهم مرة أخرى بحب أكبر وابتسامة سعيدة مرتسمة على شفتيها تأتي لټقتحم ما بها كلما تذكرت لحظاتها معه في الآونة الأخيرة 
وقع ملف أوراق من الخزانة وهي تجذب ملابسه منها ليستقر على الأرضية نظرت إليه بعينيها وتركت الملابس جانبا لتهبط إلى الأرضية تأخذه بين يديها تجلس على الفراش لتفتحه وفضولها يجذبها نحو ما به
لم تفهم ما محتوى الأوراق هذه ولكن هناك ورقة كان بها رسمة
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 52 صفحات