روايه سجينه جبل العامري بقلم ندى حسن
من الأساس
الإجراءات كلها خلصت
هبت واقفة من على الفراش تنظر إليه پغضب حاد وعڼف تأجج داخلها فرفع بصره إليها ولم تصل إليه معاني نظرتها إلا بالبغض لما قاله وفعله ولكنها صاحت بقسۏة متهكمة غير قابلة لحديثه
إجراءات ډفن مصرحة من جبل بيه العامري انتوا إزاي عايشين كده مستحيل اللي ماتوا دول فين أهلهم
هتف بهدوء فهو حقا لا يقوى على الجدال معها ولا يريد أن يرسل إليها فكرة أنه المچرم مرة أخرى فإن وجودها من الأساس معلق على هذا الخيط أما أن تبقى أو ترحل
جلست ثانية تتابع باستغراب
إزاي
قال بجدية بسيطة لا يريد أن يطول الحديث بينهم
زي ما بقولك
نظرت إليه بشك وكأنها غير مصدقة ما قاله كيف للشرطة أن تكون تابعت كل ما حدث وهو هنا مازال ومعه عاصم ومن المؤكد كل حراسه كيف ذلك وهناك أشخاص لقوا مصرعهم أثر هذه الحړب الذي وقعت بينهم! من هو كي يفعل كل ذلك دون أن يشوبه شيء
أنت كبير في البلد للدرجة دي علشان كل ده يحصل وأنت تفضل هنا في قصرك كده ولا كأن حاجه حصلت!
استشعر سخريتها فتعمق داخل عيناها يرى ما تحدث به نفسها سهل عليه للغاية أن يتركها لحديثها وحريتها أو أن يخرسها كما كان يفعل في لمح البصر فلا تستطيع النظر إليه وسؤاله مرة أخرى ولكنه للأسف لا يريد ذلك فقط يريد أن يكون ما تحب وما تريد وتهوى لذا قال مجيبا عليها بجدية وصدق
سألته متحيرة
في أمره وأمر ما حدث وهو مازال هنا كيف
إن كان حديثه صحيح
اومال عايزني أعمل ايه
أمسك بيدها برفق يتعمق داخل عيناه يقول تلك الكلمات التي يعلم أنها ستجعلها تصمت بعد أن تنهد بصوت مرتفع
تابعت بشك أكثر ولكن في نفس الوقت تستشعر الصدق في حديثه فنظرت إلى يده التي تتمسك بيدها والأخرى جواره فسألته مشيرة إليها
حصلك ايه
أجابها بهدوء دون اكتراث
اخدت فيها رصاصة بس بسيطة ومش مأثرة عليا
سألته ثانية وهي تنظر إلى رباطها الطبي
الدكتور
قالها بإيجاز ووجدته ينظر إليها بارهاق يزفر كلما سألته عن شيء ولكن في نفس الوقت يحاول مدارة ذلك وكل هذا وهي متغاضية تماما عن اعترافه لها بالحب فلا تريد أن تنجرف معه دون التعمق في حقيقة ما يفعله
وعلى ذكر ذلك التي أتى على عقلها بدلا من أن تقول أنها ستخلد للنوم وأن يفعل ذلك هو أيضا مثل الجميع في القصر ولكنها خيبت ظنه بنظرتها المتعمقة نحوه تقول
ضغط على يدها بين يده من خلال عيناه أرسل إليها لهفة أتت على حين غرة أرسل لها شغف كان خامدا اهتاج على ذكرها لحديثه لأول مرة يشعر بأنه شغوف ناحيتة امرأة إلى هذه الدرجة
خرج صوته رخيم هادئ
كنت عايز أقولك إني بحبك ومحتاجلك معايا
ابتلعت لعابها محركة أهدابها بكثرة تحاول الهرب بعينيها بعيدا عنه قالت بعد وقت جاهدت به أن يخرج صوتها متزنا
كنت هتقول حاجه تانية
أومأ برأسه يؤكد حديثها قائلا بهدوء
خليها لأوانها
ساقها فضولها إلى ما الذي كان سيعترف به إليها وشعرت أنه كان خطېر للغاية أم مهم أكثر من قوله أنه مغرم بها فقالت بنفاذ صبر
أوانها كان امبارح يا جبل قولي
مرة أخرى يضغط على يدها يهتف برجاء وصوت حاني
لأول مرة
هقولك علشان خاطري علشان خاطري متمشيش ورا فضولك وأنا هقولك كل حاجه في الوقت المناسب
تعلقت بعيناه ودق قلبها نابضا پعنف وقوة عندما استشعرت شيء سيجعلها سعيدة تنال الفرصة الأخيرة المحبة إلى أن تعود امرأة معها رجل مثله وقالت متسائلة بلهفة
حاجه هتريح قلبي
أومأ برأسه مؤكدا مبتسما بارهاق
هتريحه يا زينة
ابتسمت باتساع بعدما قال كلمتين فقط ولكن أثر سمعهما لا مثيل له وكأن قلبها من الأساس ارتاح ومكث في موضعه داخل قفصها الصدري مطمئن تاركا خوفه جانبا بعد أن لمح لها بما تريد
ابتلع غصة وقفت بجوفه ونظر إليها بعمق خائڤ متردد
لو قولتلك اللي عايزة تعرفيه هتفضلي معايا
حركت رأسها للأمام تقول بصدق وهي حقا بكل جوارحها تود أن تنال الفرصة لتبقى معه بعد أن دق قلبها إليه
أنا قررت والله خلاص إني هفضل معاك أنا عايزة ابقى معاك بأرادتي أنت لسه مشوفتش ده فيا
أجابها بهدوء
شوفته بس بكدب نفسي علشان عارفك
دفعها للخلف برفق وهدوء ليتبعها مقررا أن بعد حرب خسر بها الكثير واسټنزفت من دمائه يكافئ نفسه بلحظات أكثر رومانسية لأول مرة بينهم وهي واعية تعلم ما الذي تفعله
عزيزي دعني أخبرك عن قصة رجل
شرقي شامخ رأى امرأة حرة فعزم على ترويضها
متخليا عن كل مبادئه ليأتي بها دمية بين يده يحركها بين أصابعه كما يشاء دعني أخبرك عن قصة قاټل قتل كل مشاعره إلا حبه لها محي كل ذكرى غرام سابقة من عقله ليحي ذكراها عزيزي دعني أخبرك عن قصة سارق وعد أن يسرق قلبها إن كان بالحب أو بالقسۏة ليوفي بوعده مفتخرا فلم يكن حب أو قسۏة فقد كان أعلى مراتب الحب ألا وهو الجنون
أتى الدور على قصة امرأة بعد الاستماع إلى قصة رجل لا مثيل له لا بالمظهر أو بالشخصية لا بنبرة صوته الغليظة الرجولية والهادئة الحانية
امرأة عاشت أهم سنوات عمرها في خديعة مرة حطمت فؤداها رفضت الإقتراب ورفضت الحب والغرام وقفت شرسة قوية عافرت للوصول إلى المبتغى مدافعة عن كل ما يخصها لتقف أمام ذئب بشړي لم تطول في مجابهتها له حيث أنها باتت بين يديه في يوم ليلة!
أصبح الوضع أكثر هدوءا بعد فترة وتم السيطرة على كل شيء كثف الحراسة في كافة أنحاء الجزيرة مداخلها ومخارجها لم يعطي الأمان لأي شخص يخون الجميع عدا من فدوه بأرواحهم وعدا أهل الجزيرة
كل ما تم تخريبة أثناء تلك الحړب الدامية قام بإصلاحه إلى أن عاد الوضع طبيعي كما السابق وأفضل ولكن إلى الآن عقله مشغول بذلك طاهر الذي لم ينشغل به يوما لأنه كان على علم بآخر ما يستطيع فعله إلى أن خيب ظنه بمساعدة الخائڼ جلال الآن لا يستطيع أن يصل إلى طريقه بعدما كان يراه نكره لا يريد العثور عليه
علم الجميع بخبر ۏفاة جلال ولم يحزن عليه أحد وكان من المفترض أن لا يحزن أحد إلا فرح ولكنها لم يرف لها جفن لم تحزن عليه ولم تتذكره من الأساس لم تهبط من عينيها دمعة واحدة بعدما استفاقت مما فعلته بنفسها وبعائلتها على يده ذلك الحقېر الخائڼ لم ينل إلا
ما يستحقه
شعرت أنه هو من دفعها لفعل كل ذلك وهي الغبية التي كانت متعطشة لعلاقه تقهر قلب عاصم بها ولم تقهر قلب أحد سواها
وقفت إسراء في حديقة القصر تتحدث مع صديقتها عبر الهاتف وكانت هذه أول مرة تهبط إلى الأسفل بعد أن أذنت لها شقيقتها أغلقت الهاتف بعد وقت وهو يقف على بعد قريب منها يتابعها بعيناي متعطشة مشتاقة إلى أبعد حد
ممكن أعرف بتتهربي مني ليه
نظرت إلى ذراعها القابض عليه بين يده بشدة فعادت بعينيها إليها متصنعة الحدة التي لا تليق بها تهتف
أبعد لو سمحت
ترك يدها وكرر مستغربا مسلطا عينيه عليها باستغراب
لو سمحت!
وضعت يدها الإثنين أمام صدرها ووقفت تنظر إلى البعيد فلا تستطيع الصمود أمام نظرة عينيه التي تحتويها بكل حب
عايز ايه يا عاصم
عايزك قسما بالله ما عايز غيرك
داهمت عيناه بقوة عينيها الزرقاء تخلل الضعف نظرتها واهتز بدنها أثر نظرته ولكنها حاولت التماسك قائلة
أنت مصدق اللي بتقوله
ضيق ما بين حاجبيه أكثر وعاد للخلف ينظر إليها بقوة مستغربا حديثها الذي لم يكن هكذا في السابق بل كانت تأمن له بكل حديثه وأيضا اعترفت بحبها له
هو أنتي مكدباني
هو لتجرب عليه مخالبها زفر حانقا وقال
أنتي فاهمه غلط
سألته بجدية منتظرة حقا أن تأخذ منه إجابة تجعلها تلقي بها في وجه شقيقتها وتلقي حديثها عرض الحائط
طيب ايه الصح
توتر وهو ينظر بعيدا عنها يحرك عينيه في الفراغ يردف بجدية
أنا أنا مش هقدر أقولك حاجه بس قسما بالله أنا بحبك
رقت ملامحها عادت تلك الوديعة الرقيقة اعتدلت في وقفتها وأدلت إليه باعترافها بنبرة خاڤتة حزينة
وأنا كمان بحبك يا عاصم
وجدته يبتسم وتتسع ابتسامته وقعت عليه الكلمات لتسكر بدنه ولكنها لم تجعله يدلف إلى تلك