الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه سجينه جبل العامري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 25 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


الصمت الذي حل عليهم وهي تقول بغيظ تنظر إليه
سبق وقولتلك هرجع كل حاجه وأنت أكتر حد عارفني
وضع ذراعه على ذراع المقعد الجالس عليه ورفع كف يده ويستند باصبعة الإبهام والسبابة على وجنته ناظرا إليها بسخرية يقول بلا مبالاة
لأ مبقتش أعرفك السنين بتغير ومتحاوليش تتعاملي معايا على إنك تعرفيني ولا مع أي حد هنا
تحدثت وجيدة لتخفف

حدة ما يحدث وتخفي ذلك الحديث الذي يمر من أسفل الطاولة
شبعتي يا وعد
أومأت إليها الصغيرة برأسها قائلة بصوت خاڤت
آه يا تيته
وقفت على قدميها تبتعد عن الطاولة وأقتربت من الفتاة تأخذها للخارج
تعالي نغسل أيدينا سوا
أومأت إليها وذهبت معها
ماشي
أمسك جبل بيد زينة الموضوعة على الطاولة ونظر إليها بنظرة محبة مشتاقة لا يدري إن كانت خرجت منه بعفوية أو كانت مصطنعة لأجل إحراق الأخرى
تعالي عايزك
أومأت إليه على الرغم من استغرابها التام لما يحدث وما حل عليه ولكنها عاونته قائلة
ماشي
نظرت إليه ابنة عمه احترق قلبها وهي تتسائل هل ستدفع الثمن لأجل ذهابها من الجزيرة 
دفعت تمارا بيدها أحد أطباق الحساء الموضوعة على الطاولة جوار زينة لتقع على قدمها اليسرى بكل عڼف تفرغ ما تحويه عليها وهو ساخن للغاية 
صړخت زينة بقوة ووقفت سريعا تبعد المقعد للخلف تحترق قدمها والنيران تلتهب بها وتغيرت ملامح وجهها كثيرا وهي تتألم
وقفت تمارا هي الأخرى معها تمثل الاهتمام والآسف لما فعلته عن عمد
أنا آسفة آسفة مأخدتش بالي والله
لكنها كانت تشعر بالغيرة تنهش قلبها تتألم لرؤيتهم هكذا وهذا الشيء من حقها وهي من تستطيع الحفاظ عليه والشعور به
تألمت زينة بقوة وقدمها تخرج منها النيران تحترق تشعر بفوران الډماء داخلها تتألم بصمت والدموع متحجرة بعينيها أقتربت منها إسراء سريعا ولكن جبل قد جذبها إليه ينظر إليها بقلق بالغ يرده إليها عندما قلقت عليه ولكنه كان نابع من قلبه ونظر إليها پخوف شديد وهو يرى الدموع تقف على أعتاب عينيها بسبب الألم القابع داخل قدمها 
قابلته والدته في طريقها إلى الداخل مرة أخرى تنظر إليه باستغراب تسائلة
أنت بتعمل ايه يا جبل
خرجت خلفه شقيقتها فأجابت هي
عليها لأنه لم يعطيها اهتمام
زينة وقعت على رجلها الشربة
هرولت خلفه والدته وهي تصرخ عليه
طب استنى يابني ادهنلها حاجه عليها
أومأ برأسه وهو يصعد الدرج قائلا بجدية
ماشي
ثم تركهم وأبتعد بها إلى الأعلى يختفي عنهم في داخل غرفة نومهم ليرى ما الذي أصاب قدمها بسبب تلك الغبية الحقېرة التي عادت بعد أن خمدت نيرانه وانطوت صفحة الهوى الخاصة بها معلنة عن وجود وحش كاسر كان قابع داخل قلبه وكشف عن أنيابه وظهوره في غيابها وتخليها عنه 
أجلسها على الفراش ووقف مستقيما يتقدم إلى المرحاض وهو يقول بحزم
اقلعي البنطلون
نظرت إليه ببلاهة وهو يبتعد عنها تتابع حركاته بعينين متسعة عليه وقدمها تحترق داخلها ألم ممېت لا تحتمله 
عاد إليها وبيده كريم الذي سيضع لها منه ليخفف حدة ألمها ويعالج ما حدث نظر إليها وقال بقوة
مش قولت اقلعي
وجدها ما زالت تنظر إليه بجدية واستغراب فتفوه ساخرا وهو يجذبها من يدها لتقف
أكيد مش

أول مرة تقلعي فيها قدامي
غمزها بعينه الخبيثة الخضراء صاحبة اللمعة المخيفة وهو يكمل بتهكم
كده ولا ايه
تنظر إليه فقط ولم تتحدث يا له من حقېر حيوان يعبث بها كلما سمحت له الفرصة ليفعل ذلك شعرت بيده تفتح سحاب بنطالها الجينز فنظرت إلى الأسفل لتراه يبعده عن قدميها كادت أن تتحدث وتبتعد عنه ولكنها تألمت عندما سحبه على قدمها في موضع الالتهاب الذي سببه الحساء الساخن 
ايه هات الكريم
غمزها مرة أخرى بعينه وهو يقول بمكر
دي تفوتني بردو
نظر إليها فوجدها تغلق عينيها بقوة تتمسك بشرشف الفراش من الناحيتين تشعر بالألم الذي ظهر على كافة ملامحها فخرج صوته وهو يعود إلى قدمها مرة أخرى
هيحرقك شوية بس هيعمل مفعول بسرعة
فتحت عينيها السوداء ونظرت إليه فوجدته يرفع وجهه مرة أخرى إليها أومأت إليه بهدوء ورفق وتابعته وهو يحرك أصابعه على يدها بذلك الكريم برفق وحنان 
انتهى مما يفعله فذهب إلى المرحاض دون حديث ليغسل يده عاد مرة أخرى وجلس جوارها ثم قال بجدية
سيبيها شوية كده
والكريم أهو ابقي حطي منه تاني
أومأت إليه مردفة بصوت خاڤت
طيب
جلس جوارها صامتا وبقيت هي كذلك تنظر أمامها إلى أن عبثت أفكار رأسها بها وودت أن تسأله أسئلة كثيرة وتحصل منه على إجابة ولكنها تعلم أنه دوما لا يود إظهار الحقيقة إليها ولا يحب أن يجعلها ترتاح وتهدأ 
استدارت تنظر إليه للحظات وهي صامتة فشعر بأنها تود أن تقول
شيئا بقي كما هو ينظر إلى الأمام وقال بثقة
عايزة تقولي ايه
ابتلعت غصة مريرة وقفت بحلقها وتابعت النظر إليه وهو يبعد وجهه عنها
بنت عمك
استدار ينظر إليها عندما تحدثت عنها كان متوقع ذلك ولكنه لم يكن متأكد منه سألها بهدوء
مالها
سألته بغباء وهي لا تدري كيف تسأله بطريقة أفضل من ذلك ليجيب عليها بصدق ولا تكن أمامه فضولية تتدخل في حياته التي أعلنت رفضها لها
كنت بتبص ليها كده ليه
تابع النظر إلى سوداوية عينيها وسألها مضيقا ما بين حاجبيه
كده إزاي مش فاهم قصدك
كده شوية بحنين واشتياق وشوية تانين بقسۏة وكره
أبعد نظرة إلى أمامه مرة ثانية فكر في حديثها الصحيح أنه عندما أبصرها شعر أنه مشتاق يسعى لأي طريق يدله إليها ثم لحظات وأدرك أنه ذلك المطعون في قلبه منها فلا اشتياق ولا حنين ينبغي أن يخرج لها
أول ما شوفتها حسيت فعلا إني مشتاق لها بقالها كتير أوي بعيدة كانت متربية معانا هنا بعد كده افتكرت كل حاجه وأدركت أن مش دي اللي الواحد يشتاقلها
حركت رأسها وهي تسأله مرة أخرى بعمق أكثر عندما وجدته يتحدث
مثلت قدامها أننا كويسين ليه حبيبتي وبتاع
ابتسم بزاوية فمه ساخرا منها
فيها ايه لما أقول أنك حبيبتي مش مراتي! 
خرج صوتها المحتج تنظر إليه بقوة
جبل بلاش لف ودوران
أومأ برأسه للأمام وهو يضع يده الاثنين ببعضهم البعض يتكأ للأمام بجسده وهو جوارها وقال بجدية وقد كانت هذه رغبته حقا
ماشي أنا عايز كده عايزها تعرف أن وأنتي كويسين أوي
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه باستغراب ثم أردفت بجدية تماثل جديته تدلي إليه بشيء غريب تغير به
أول مرة تبقى عايز تثبت لحد حاجه أو بمعنى أصح تبقى عامل لحد حساب ولتفكيره
استدار برأسه ينظر إليها وابتسم بتهكم يقول
بدأتي تعرفيني أهو
اهتمام كبير وتابع نظرات عينيها المستفهمة التي تود الإجابة سريعا وكأنها يهمها أمره
كان فيه بينكم حاجه قلبك كان بيحب
أومأ إليها ولم يخفي عليها سرا قائلا
آه كان فيه بس حاليا قلبي مابيعرفش يحب
تابع وهو يرى نظراتها الغريبة الذي لم يستطع أن يحدد منها أي الشعور ينتابها الآن وقال بغلظة وقسۏة لا توحي بأنه يتحدث عن الحب أبدا
لكن تأكدي لو جت الفرصة اللي يحب فيها مش همنعه سواء عافية أو لأ
وجدته يسترسل معها في الحديث فتجرأت أكثر
عايز تثبتلها ايه
قال بمنتهى البساطة وكأنه يتحدث مع نفسه لا يدري ما العواقب لكل ما يفعله الآن
إني مش جبل اللي تعرفه نهائي ودي حقيقة أنا بقيت واحد تاني تماما وإني حياتي مستقرة معاكي
هتفت بقوة وحزم وهي
تسأله بسرعة
يعني أنت مكنتش كده! صح
نظر إليها وقد ندم لأنه غاص معها بالحديث وأدلى بأشياء ليس عليه التحدث عنها كيف له أن يقول كل هذا الحديث دون حساب كيف له أن يتفوه بالكثير عنه وعن حياته معها بكل هذه السهولة
وقف على قدميه بعد أن أبعد نظرة عنها وقال
أنا عندي شغل لازم أمشي ارتاحي
أردفت سريعا وهي تراه يتوجه للخارج
أنت بتهرب
كانت تود أن تعلم أكثر عنه تحدد إن أرادت تبقى لتعلم ما الذي يحدث أو تبقى لأجل ابنتها أو لأجله وهذه الفرصة الوحيدة التي يمكنها تجميع الخيوط منها 
استدار إليها ورد بغلظة وخشونة
أنا عمري ما هربت
تفوهت بما يشعر به قلبها وعقلها واتحاد كل ما بها قالت له ما تراه منه وما تفهمه ومع ذلك وإلى الآن لم تفهمه هو خرجت كلماتها بشاجعة وهي تعبر عنه
خليك شجاع للآخر قولي أن ده مش أنت مستحيل يكون في شخص بالقسۏة دي لأ لأ مش

قسۏة أنت متناقض أنت رحيم أوي وفي نفس الوقت بتقول أن قلبك مفيهوش رحمة قاسې أوي وفي نفس الوقت حنين
وقف معتدلا ينظر إليها باستغراب لا يفهم
جرعة الشجاعة التي تحلت بها لتتحدث معه بهذه الطريقة ولكن من الواضح ستكون العلاقة أفضل في المرات القادمة سألها مستفهما
عايزة ايه
وقفت على قدميها تدلي بأكثر مما قالته تعبر عن أنها وافقت على حكم السچن المؤبد معه أما المۏت أو المۏت
مش زي ما بتقول بقيت مراتك وأتحكم عليا بالسجن معاك خلاص أنا اتأقلمت وعايزة أقعد هنا فهمني بقى اللي بيحصل
أجابها ببساطة وهو يضع يده بجيب بنطاله يقف أمامها شامخا واثقا من نفسه
مش مسموح أفهمك حاجه ثم أنك عرفتي حاجات كتير أوي مش المفروض أصلا تعرفيها
زي أنك كنت بتحب 
كنت مراهق واللي قدامك دلوقتي راجل أمر من العمر
أومأت إليه قائلة بصوت متهكم ساخر
أنت فعلا مر بس التشبيه الأفضل غامض أكتر من مثلث برمودا ومتناقض أكتر من واحد مچنون
نظر إليها بعمق يرى انزعاجها من هروبه بعد أن كان يتحدث بكل شيء عنه
لكنه ضحك لأول مرة من كل قلبه دون سخرية أو حزن ضحك بصوت مرتفع وهو ينظر إلى ملامحها وهي تشبهه بأشياء غريبة تراه يماثلها ولكنها محقة وذكية
توقف عن الضحك قائلا بثقة
قولتلك لسه مشوفتيش جنان
تنهد بصوت مرتفع واعتدل في وقفته ينظر إليها بجدية وهدوء تتحرك مشاعره تجاهها وهو لن يوقفها أبدا سيعود شاب مرة أخرى وسيشعر بالحب وهذه المرة لن يتخلى عنه 
قال برفق وهدوء بعدما ترك تفكيره بالحب جانبا
غزال لو في حاجه المفروض تعرفيها هتعرفيها في الوقت المناسب ومني أنا شخصيا بلاش الفضول اللي وداكي في داهية ده
تهكمت ساخرة تؤكد
مظنش في داهية أكتر من دي
نفى حديثها بثقة وتأكيد لأنه يعلم أن هناك أكثر من حپسها على الجزيرة وهناك ما لا تستطيع تحمله دقيقة واحدة
لأ فيه يا زينة
اخفضت يدها من على صدرها واستمرت في النظر إليه تشعر بغرابة حديثهم لأول مرة هكذا ولكن يبدو أنها حقا تأقلمت!
أول مرة تقولي زينة
ابتسم بسخرية
للضرورة أحكام
أشارت بيدها تسأله باستغراب ومرة أخرى تشعر بمراوغة حديثه
وهي فين الأحكام دي وفين الضرورة أصلا
تركها وهو يخرج من الغرفة قائلا
مش بقولك فضولية
ولج إلى خارج الغرفة وتركها وحدها عادت مرة أخرى تجلس على الفراش كما كانت تفكر بكل ما حدث منذ لحظات تحاول أن تفهم أي شيء من حديثه الذي قاله فلا يجب أن يكون تحدث معها هكذا لأول مرة ولا تتوصل لأي شيء 
كان يحب ابنة عمه ومن الواضح أنها كانت تحبه فلما تركته ورحلت! ولما يشعر بالكره والبغض تجاهها! 
قال إنه تغير! لم
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 52 صفحات