أخطائي بقلم شهد محمد جاد الله
رأسه تزامنا مع ا فاضل مستند على ميرال واضعا أحد اه على مؤخرة رأسه التي مازالت تقطر بالډماء قائلا بتعب وبنظرات مبهمة لم يتفهمها محمد في حينها
انا بلغت دقايق ويبقوا هنا
أومأ محمد بتفهم بينما لعڼ سنقر تحت انفاسه الغاضبة لاعنا كل شيء واولهم حظه العسر الذي أوقعه في شړ أعماله.
كانت العتمة تعم الغرفة معادا ضوء القمر الخاڤت الذي تتسربل إنارته من النافذة المفتوحة...أغلق الباب خلفة بروية وناعستيه تحاول إيجادها دون حاجته لإشعال الضوء...وبالفعل وجدها منكمشة في الفراش وها ينتفض انتفاضة خفيفة جعلته يتفهم انها تتصنع النوم هربا منه... ت لزجاج النافذة واغلقه ثم ا من فراشها وتمدد بجوارها يطالع ظهرها الذي يواليه بنظرات مشتاقة تفيض بلهفته التي لم يتمكن من السيطرة عليها حين تحرك كالمغيب
ت بها متحدث بغيظ وه تطلق شرارات غاضبة
انت عايزة تجننيني مش ده خالك اللي طول عمرك پتخافي منه وعارفة نواياه دلوقتي مش عايزة تخرجي من بيته حتى ما كان هيغصبك تتجوزي ابنه
نفضتت ته عنها وصړخت تعاند ذاتها وتدعي القوة وهي تلوح بها
مليش غيره وهما كل اهلي واللي ليا في الدنيا ولعلمك بقى انا مبقتش محتاجة لحمايتك انا اعرف احمي نفسي كويس ومفيش مخلوق يعرف يجبرني على حاجة حتى لو كان أنت
دلوقتي هما اللي ليك يا نادين طب وانا نسيتي أنا كنت إيه
للدرجة دي اختذلتي سنيني اللي كرستها علشانك...نسيتي أد ايه كنت بتهاون وبسامح وبتغاضى...نسيتي كل أفعالك وأخطائك في حقي وفي حق الست اللي ربتك...معقول غلطة واحدة عملتها تخليك عايزة تمحيني وتمحي وجودي
من حياتك وفجأة كده طلعتي انت الملاك البريء وانا الشيطان مش كده...ردي عليا
كانت تستمع له ب زائغة تنم عن زعزعت ثباتها فهو محق هي تعلم انها اخطأت سابقا ولم تدعي البراءة كما يظن هو بل هي كل عتابها و ما ېحرق قلبها أنه هجرها وثار لكرامته دون أن يستمع لأسبابها ذلك ما كانت تنوي أن تتفوه به ولكن عقلها ابى وعاند أفكارها حين أجابته بنبرة غير مبالية استفزته
واتفضل بقى انت فعلا مش مر بيك هنا
زمجر باهتياج وعروقه تنفر غاضبة
بتطرديني يا نادين
اجابته بأهتياج يضاهي خاصته قاصدة إيلامه وتذكيره بما قهرها
ما أنت عملتها ي وقفلت البيت ورمتني في الشارع بشنطة هدومي ولا نسيت
ا غصة مخزية تكونت بفضل أفعاله المتسرعة التي كان يظن أنه بها يثأر لكرامته وسيستطيع تخطيها و إخراجها من حياته ولكن خابت كافة توقعاته وكان حصاد فعلته أن روحه احټرقت بع عن ظلالها واكتشف انه لم ينتقم سوى من ذاته بها.
بره و وفر اسبابك لنفسك علشان مفيش عذر هيبرر اللي عملته...
قالتها بكبرياء شامخ وبعزة نفس نابع من تمرد عقلها الذي تفوق على رغبات وصرخات قلبها...مما جعله بالفعل ينصاع لها ويخطوا للخارج و أن يبتعد خطوتين عن الباب أغلقته هي بقوة خلفه جعلته يلعن ذاته ألف مرة ويغرس أنامله بخصلاته بعصبية بالغة وهو يشعر أنه يكاد يفقد عقله وخاصة حين رأى عبد الرحيم يقف امام باب غرفته ويعلو ثغره بسمة منتشية متشفية زادت من حنقه وجعلته بالفعل
صباح يوم جد يحمل بين طياته الكثير لأبطالنا
فقد احضرت أطفالها عند ثريا حسب الموعد المتفق كل أسبوع كي يراهم أبيهم وتعمدت الذهاب مبكرا كي لا تتقابل معه وها هي ثريا تستها بحفاوة كبيرة و ود أكبر قائلة وهي ت الأولاد
اهلا يا بنتي اتفضلي البيت نور و وحشتوني يا ولاد
اجابتها رهف بود مماثل وهي تدخل معها
اهلا بيك يا ماما طمنيني على صحتك وعلى يامن ونادين
اجلستها ثريا واجابتها ببصيص أمل
ربنا هداه ورجع قالي انه راح لصاتها في الأول وعرف كل حاجة وقالي كمان انه ردها وراح علشان يجيبها من عند خالها لتتنهد بتثاقل وتضيف بقلب من
بس انا قلقانة تلفوناتهم مقفولة وهي مكلمتنيش النهاردة زي كل يوم وقلبي مش مطمن
ربتت رهف على ها و واستها متفائلة
ترفعها على خصلاتها البندقية التي استعادت لونهم الأصلي و وضعتها على اها بكل ثقة دون أن تعيره أي اهمية ات من السيارة وكادت تفتح بابها لولآ انه قال بنبرة ظهر العتاب جلي بها
للدرجة دي مش عايزة حتى تسلمي عليا يا رهف
زفرت
انفاسها والتفتت له قائلة بإقتضاب
ازيك يا بشمهندس
اجابها بملامح متهدلة وهو يقف أمامها يتأمل كل أنش بها بأعجاب استشفته هي بكل وضوح من نظراته التى كانت تمر عليها ببطئ ابتدئا من خصلاتها حتى طرف حذائها
وحشتيني يا رهف
ومش كويس من غيركم وحاسس أن حاجات كتير نقصاني ليه مش عايزة تدينا فرصة تانية انا ندمت وعرفت قيمتك وقيمة أن ولادي يبقوا جنبي
تنهدت هي ببرود أمام حديثه وصمدت قائلة دون أن تهتز بها إنملة
ولادك في أي وقت عايزهم جنبك هيكونوا لو عايز تاخدهم يباتوا أو يخرجوا معاك انا معنديش مشكلة ده حقك بس لو سمحت بلاش تتطرق للي فات ومتهيئلي أي كلام هتقوله مش هيغير حاجة خلينا في دلوقتي والوضع الجد لازم تته وتتعايش معاه
نفى برأسه وأخبرها بأنهاك
مش عارف يا رهف صدقيني علشان خاطر الولاد اديني فرصة انا غلطت كتير في حقك بس والله ندمت
مش أنت لوحدك اللي غلطت أنا كمان كنت غبية ومسالمة از من اللازم وكنت بتهاون في حقي وحق ولادي...لتخفت نبرتها وتزيح بها تلملم خصلاتها بشيء من الارتباك وهي تضيف
كنت فاكرة إني بعمل الصح واللي مفروض أي واحدة تعمله علشان متخربش بيتها والحياة تمشي بس للأسف اكتشفت اني كنت بظلم نفسي وان تهاوني ده انت عمرك ما شوفته تضحية... لأ أنت افتكرته حق مكتسب ليك
فمتلومش نفسك انا كمان غلطت زيك بس الفرق بيني وبينك أنك رغم كسرك ليا إلا إني قويت ورجعت ل رهف القديمة اللي انت كنت بتحاول تمحيها بكل الطرق
حاول هو الدفاع عن ذاته
لو قصدك على الشغل انا مكنش عندي مانع تشتغلي طالما مش هتقصري في بيتك او معايا
تنهدت هي تنهة مثقلة واجابته بتلك الحقيقة التي يتعمد اخفائها
حتى لو كنت اشتغلت وقتها كنت هتطني وهتكره نجاحي انت كنت بتقولي كده علشان تبان أنك بتعمل اللي عليك لكن أنت بينك وبين نفسك كنت ضامني وعارف إني كان عندي اولويات تانية...بكل أسف وقتها كنت
انا نفسي كنت فكراها تستحق... لتزفر أنفاسها دفعة واحدة وكأنها أزاحت حمل ثقيل عنها ثم تستأنف ببسمة ساخرة من ذاتها أي شيء أخر وهي تهم بفتح باب سيارتها تنوي المغادرة
مش بقولك كنت غبية يا بشمهندس
ت بها يمنعها من الصعود للسيارة قائلا بعتاب مضني وه تحاول استعطافها
للدرجة دي ك ليا صنفتيه غباء...ظلت نظراتها ثابتة دون تأثر بحرف مما نطق وكأنها أرادت أن تؤكد له لتغيم ه ويغمغم بنبرة مرتعشة نادمة
بس... أنا لسة... بك
نمت
بسمة ممزقة على ثغرها من تلك الكلمة التي لطالما لم تستشعرها منه وكانت تصدر حينها باردة دون مشاعر تذكر وكأنها نابعة من قلب الصقيع
انت عمرك مايتني أنت اتجوزتني علشان لقيت فيا كل المقايس اللي تناسبك وحتى لو افترضنا أنك تني ال مش كل حاجة وعمره ما كان مبرر لأخطائنا وفي حاجات كتير أوي أهم منه
فرت دمعة من اه دون إرادة لا يعلم هل هي من ة ندمه أم من صدق حديثها وفي الحالتين كان رك أنه بالفعل خسرها ولاسبيل من استعطافها
اتغيرتي اوي يا رهف كل حاجة فيك بقت مختلفة...انا مش مصدق أن دي أنت
ست ها من ته وقالت بصمود يخالف تلك الأعاصير بداخلها وذلك الانين الصادر من ذلك الچرح الغائر الذي لم يندمل
لأ انا هي يا بشمهندس... و الفضل يرجع ليك...عن اذنك
ذلك آخر ما تفوهت به أن تصعد لسيارتها أمام اه اللامعة بدمعها وهو لا يصدق أن تلك هي رهف خاصته التي فرط بها
أما هي كانت تقطع الغرفة ذهابا وايابا طوال الليل ولم تغمض لها من ة توترها وطول أنتظارها لذلك الخبر الذي طالما تمنته من كل قلبها كي تستولى على ثروته وتعوض بها تلك السنوات التي دفنت بها
أنت متهمة بالتحريض على قتل جوزك
لطمت والدتها وقالت متسرعة
يالهوي عملتي اللي في راسك يا دعاء
بينما هي كل ما شغلها هو
يعني فاضل مامتش
اجابها الضابط
لحسن حظه يامدام
زاغت نظراتها وهي لاتصدق أن كل شيء ذهب هباء بينما والدتها
اخذت تولول
وتتفوه بالكثير الذي ين ابنتها دون قصد من فجعتها
يبقى علشان كده جيتي وطردتي الخدم .يالهوي تقتلي جوزك كل اللي عمله علشانك حرام عليك يا بنتي ليه عملتي كده
أما هي اخذت تنفي برأسها وتستنكر صاړخة وهي تكتم فم والدتها
اسكت يا ماما اسكت انا معملتش حاجة هتوديني في داهيةلت نظراتها لمن حولها وتستأنف بنبرة غير متزنة وهي تنفي برأسها تدعي البراءة
كدب....كدب انا معملتش حاجة ومش هروح معاكم في حتة... انا مش هتحرك من بيتنا أنا مظلومة فاضل مستحيل يصدق ويتخلى عني هو بيني...وني
لم يعيروا صړاخها أي اهمية فقد
سوها من ها خلفهم كالماشية التي تنساق لنحرها تماما مثلما كان ينساق هو خلفها ولكن الفرق بينهم أنه كان مغيب بتأثيرها بينما هي قد وقعت بشړ أعمالها.
السابع والثلاثون
مؤلم أن تتصنع الابتعاد وأنت من الشوق تكاد ټنفجر.
جبران خليل جبران
إكده والله ما ليك حج واصل
قالتها قمروهي تدخل لها غرفتها وتجدها منكمشة بالفراش وساهمة في نقطة وهمية في الفراغ إلى ان استحوذت على انتباهها وردت عليها
لأ ليا حق ومتدافعيش عنه
يا حزينة ده الراچل كان هيتخرع عليك وجت ما كنت غميانه ده جطع جلبي وهو هيصرخ مك وكان راسه وألف سيف يچيب حكيم عشان يطمن
تنهدت متسائلة وهي تدعي البرود
هو فين
يهمك أمره ما طردتيه بنص الليل
رفعت نظراتها لها وهي تشعر بالضيق مما فعلت فلم تغمض اها وظلت تفكر به وبكل كلمة نطق بها فهي رغم عنادها تعلم انها مخطئة وخطئها فادح بالنسبة له وكم كانت تتخوف من تبعات اخطائها وردود أفعاله نحوها ولكن تقسم أنها لم تتوقع قط أن يتركها ويتخلى عنها دون أن يعير أنه هو حصن أمانها و ملجأها الوح منذ صغرها فتعودت تركض إليه حين تخطئ وهو بدوره يتفهمها ويتهاون مع أخطائها ويتغاضى عن أفعالها ويحاول بشتى الطرق احتوائها ولكن هي لم تقدر وتمادت وظنت أنه