الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 52 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ولا حاجه أنا بينى وبين ابوك الله يرحمه 15 سنه وطول عمره وأحنا متفقين الحمد لله لحد آخر لحظه عارف ليه يا فارس علشان ابوك طول عمره كان حنين ومكنتش بحس أنه جوزى وبس كنت بحس أنى بنته بيدينى حنان الاب زى ما بيدينى حب الزوج فاهمنى يا فارس
أومأ برأسه وهو يحاول استيعاب نصائحها فقالت متابعة
لو عملت كده مراتك هتحبك أكتر وأكتر وهتبقى أغلى حاجه فى حياتها ومش هتقدر تزعلك ابدا

ربنا يخليكى ليا يا أمى ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول 
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض وأتجه بها نحو الباب وقد ملأت نظرات الحب عينيه وهو يقول 
صدقينى يا ماما أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه وهى مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا 
تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت به
تجاهه عندما تقدم لخطبتها نطق لسانها بالموافقة رفض عقلها وقلبها حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد
تذكرت الطريقة التى تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس المحشمة وبالحجاب لم يرى شعرها رغم الحاحه الدائم كانت ترفض دائما لشعورها انه غريب عليها لا تعرفه ولا تطيقه 
كانت تعتبر رفض قلبها له دليل على عدم صحة زواجهما لذلك هو ليس زوج ولا حتى خطيب 
كان طلاقها تحصيل حاصل سيحدث فى أى وقت ولكن فى اى حال من الاحوال ما كانت ستكمل معه مشوار حياتها كانت تراه مخطف قد أختطفها من بيئتها التى نشأت بها يريد أن يقذف بها فى مجتمع آخر غريب عليها خالى من دفء المشاعر التى أعتادت عليه فى مجتمعها الصغير مجمتعها التى تربت ونشأت فيه وأحبته بكل ذرة فيها 
مالك يا مهرة سرحانه فايه كل ده
أنتبهت إلى والدتها بعيون شاردة ولكنها عادت إلى أرض الواقع سريعا وهى ترى عبير وعزة ووالدة فارس يدخلون غرفتها وقد ملاءت الضحكات عيونهم وعبير تقول 
الفرقه داخله يا مهرة أجهزى ببدلة الرقص
ضحك الجميع وبدأت البنات فى الدخول إليها وجلست هى كالملكة بين الجميع تنظر إليهم وتضحك ببراءة وهم ينشدون وعبير وعزة يرقصان بينهم ويرتطمان فى بعضهما البعض ويضحكان فى سعادة وبعد قليل أخذوا بيد والدة فارس لترقص معهم ولكنها خجلت وأحتضنتهم وخرجت من حلبة الرقص وجلست بجوار مهرة وهى تربط على قدمها بسعادة
وحب ضحكت مهرة اكثر بخجل عندما أخذت عبير الدف من احدى الاخوات وبدأت تنشد وهم يرددون ورائها
فارس حلم بتتمنيه 
واللى حلمتى فى يوم تلاقيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايييه
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
ما تشوف عينه الا حلاله 
ولا غير ربه بيشغل باله 
ويطاطى ويراضى الوالد 
والوالدة بتبات داعياله
ومصلى والمولى هاديه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه 
فارس حلم بتتمنيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايه 
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
يتعب جسده ويعرق اكتر 
ليرتاح قلبه الاخضر
وبيرجعلى بايده نضيفة 
نفسه عفيفة وزى السكر 
وطيابته بتبان فى عينه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه 
فارس حلم بتتمنيه 
بيكون وصفه يا مسلمة ايه 
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
بتمناه انه يقدرنى
يبقى ولى القلب وأمرى 
والليل لو بتطول اوقاته 
يبقى ونيسى ونجمى وقمرى 
وانا عمرى عمرى ما اعصيه 
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قمر العاطى انك تلاقيه 
زى ما كنتى بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس 
يسعد قلبك ويهنيه 
يسعد قلبك ويهنيه
قمر العاطى انك تلاقيه 
زى ما كنتى بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس 
يسعد قلبك ويهنيه 
يسعد قلبك ويهنيه
httpwww youtube comwatch?v7EtwpW91YPgا
أما فى الخارج وعند الرجال جلس فارس أمام والد مهرة وبدأ المأذون فى أجراءات عقد القرآن نظر فارس حوله نظرة سريعة 
فلم يجد أثر ل عمرو رغم وجود والده ووالدته وزوجته بالداخل ولكنه لم يأتى حتى الان كان يريد أن يكون عمرو أحد الشهود على الزواج ولكنه تأخر جدا عن الموعد المتفق عليه لاحظ بلال نظرات فارس فنهض من مكانه وذهب إلى فارس وأنحنى يحدثه فى اذنه قائلا 
يتدور على ايه عاوز حاجه 
همس له فارس 
عمرو اتأخر أوى
أخرج بلال هاتفه وأتصل به ولكن الهاتف مغلق أنحنى مرة أخرى وقال لفارس
التليفون مقفول بس متقلقش يمكن الشبكه
واقعه ولا حاجه وبعدين ده جاى من سفر يعنى يمكن السوبر جيت اتأخر على ما طلع ولا حاجه
أومأ فارس برأسه بقلق وأنشغل مع المأذون فى الاجراءات حتى أنتهى العقد وبدأت رحلة الامضاءات الطويله
أنهى فارس آخر توقيع له وارتسمت على وجهه علامات السعادة والفرحة والشوق والحب قد عبرت تسللت وأنطلقت مرتحلة أخيرا من بين قضبانها بداخل قلبه ولننطق بها قسمات وجهه معلنة عن شوقها البالغ لزوجة العمر وشريكة الطفولة والصبى 
خرجت والدة فارس وأخذت الدفتر الكبير ودخلت إلى مهرة لتوقع هى الاخرى موافقة على أهداء عمرها وقلبها وكيانها له بدون منازع ولا شريك كما كان دائما ولكن هذه المره يرتبطان برباط مقدس لا ينفك بينهما أبدا 
ولكن من الجائز ان نقول عنها حالة حب
أغلق المأذون دفتره وهو يدعو لهما بالبركة والرزق وبدأ الجميع فى فى الدعاء لهم خلف بلال الذى كان يردد 
بارك الله لهما وبارك عليهما وجميع بينهما فى خير 
غادر المأذون وبعد قليل وقف بلال فى المنتصف بين الجميع وقال بصوت عالى ودلوقتى جه وقت الامتحان وده للكل ها
نظر له الجميع بتسائل فقال 
انا هسأل سؤال واحد ولازم الكل يجاوب عليه 
بدأت الابتسامات تعلو الوجوه وبلال يقول 
هو سؤال واحد كل واحد فيكوا أتجوز ليييييه
نظر له الجميع وبدأوا بالضحك فأشار لهم أن يصمتوا وقال 
مبهزرش انا عاوز أجابه
بدأ الجميع فى الهتف بمرح 
ايه يا عم ده بنتجوز علشان نتجوز 
بنتجوز علشان نخلف ويبقى عندنا عيال 
بنتجوز علشان أهالينا يرتاحوا
بنتجوز علشان أمهاتنا دعوا علينا فى ساعة عصارى
ضحك الجميع من اجابات بعضهم البعض فتوجه بلال إلى فارس وأخذ بيده يوقفه وقال 
وأنت بقى يا عريس بتتجوز ليه
أبتسم فارس وقال 
علشان أفتح بيت مسلم وأخلف عيال أربيهم تربية اسلاميه أنفع بيهم الدنيا والدين من الانسانه اللى أخترها قلبى
صفق بلال بيديه فاستجاب له الجميع وصفقوا وهم يضحكون بينما قال بلال 
هى دى الاجابه النموذجيه يا جماعه ثم نظر الى أبو مهرة وقال متعجبا
ينفع بقى البنت اللى أخترها قلبه تبقى قاعده جوا وهو قاعد مع الشنابات دى
ضحك الجميع مرة أخرى ونهض والد مهرة مبتسما وهو يقول 
طب استنى لما أدخل أشوف الطريق
دخل والد مهرة وطرق على الباب فخرجت له أم يحيى فقال لها 
خلى البنات تلبس علشان العريس عاوز يقعد مع عروسته شويه
ابتسمت ودخلت على الفور وقالت بصوت عالى 
يالا البسوا يا بنات العريس عاوز يدخل
أحتقن وجه مهرة وهى تبحث عن ملابس او حجاب أو اى شىء فضحكت عزة وهى تقول لها 
يابنتى ده خلاص بقى جوزك أنتى أتهبلتى ولا ايه
أرتدت النساء ملابسها ووضعت عبير نقابها على وجهها وقبلت مهرة وأنصرفت 
بدأت النساء فى الإنصراف ونهض فارس ليدخل لحبيبة قلبه ليراها لاول مرة دون محاذر أو قيود او خجل ولكن تأتى الرياح دائما بما تشتهى السفن دخل والد عمرو وأخيه محمود وهو يهتف موجها حديثه لفارس 
أحلقنا يا فارس يابنى عمرو أتقبض عليه وهو جاى فى السكة
حدق به فارس وابتلع ريقه وهو يصيح به 
أتقبض عليه يعنى ايه
وليه
صاح والد عمرو وهو
يلتقط انفاسه بصعوبه 
وهو جاى فى السكة طلعت حمله تفتش السوبر جيت ولقوا فى شنطته حتة آثار فرعونى
تمتم فارس بذهول 
آثار فرعونى !!!!!!!
عانق فارس عمرو وربت على ظهره مطمئنا وأجلسه وجلس بجانبه ممسكا بذراعه
وهو يقول 
متخافش يا عمرو ان شاء الله هتطلع منها بس احكيلى كل حاجه حصلت معاك وازاى حتة الاثار دى دخلت شنطتك !
استند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفيا قائلا بإنهيار
مش عارف يا فارس مش عارف 
ثم رفع رأسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول 
أنت مصدقنى يا فارس مش كده أنت مصدق إنى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا أعرفها
أمسك فارس ذراعه وهو يشد عليه مطمئنا ويقول 
مصدقك طبعا يا عمرو أنت صاحبى وأخويا وأنا عارفك كويس بس براحه كده علشان نفهم ازاى ده حصل احكيلى كل حاجه فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك 
ضړب عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول 
انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف اجمع أى حاجه أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسه اوى 
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب 
يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الاول بس من فتره كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكررا 
مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط 
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضا عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال 
بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجه بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال 
أومأ فارس برأسه وهو يشعر ان المشكله أكبر مما كان يظن 
مال عمرو للأمام مستندا على قدمية وبدأ يقص على فارس ما
حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة 
ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألا يكفى فى عائلتة شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الانحدار الاخلاقى الذميم انتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة 
سبحان الملك سيدنا نوح كان نبى وابنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول 
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعه أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده 
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
متفهمنيش غلط يا فارس أنا متجاوبتش معاها أبدا فى اى حاجه أنت عارف أنا بحب مراتى قد ايه ومش ممكن أخونها
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها وكمان مع نادر اللى أنت عارف كويس أنه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه 
دى غلطتى الوحيدة يا فارس واللى أنا معترف بيها بصراحة أنا
 

 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 61 صفحات