الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هاتفا بقلبه 
ما العمل ياربى ما العمل
عادت أم فارس إلى بيتها وتركتهما هناك بعد أن ألحت على فارس أن يبقى مع زوجته فى شقة والدتها قليلا ثم يعود بها بعد أن تتحسن حالتها تفاجأت بأن زواج مهرة قد تم بالفعل فى غيابها فصعدت إليهم وجلست بصحبة أم يحيى وهى تقول بضيق
كده برضوا هو أنا مش من حقى افرح بيها زيك ولا أيه يا ام يحيى

قالت أم يحيى بحرج
والله سألت عليكى يا ست أم فارس ملقتكيش وبعدها عرفت من عمرو ان حماة الأستاذ فارس تعيشى انت أتلخمت فى كتب الكتاب ومعرفتش أوصلك
مهرة فين علشان أباركلها
اشارت لها أم يحيى إلى غرفتها قائلة
جوه 
ثوانى اندهالك
خرجت مهرة من غرفتها وتلاقت عينيها بعينين أم فارس كل عينين بها ما بها وتنطق بالكثير ولكن مهرة لم تستطع أن تنتظر أكثر جرت مسرعة وارتمت بين أحضان أم فارس وأخذت تبكى وتبكى وأمه تمسح على رأسها وقد لمعت عينيها بالدموع ولكنها تماسكت فقالت أم يحيى
أيه يا بت مالك بتعيطى ليه كده
رفعت أم فارس رأسها لأم يحيى
قائلة
تلاقيها واخده على خاطرها مني علشان محضرتش فرحها
مطت أم يحيى شفتيها وهى تقول 
أنا عارفة ايه دلع البنات ده دى من ساعة كتب الكتاب وهى لويه بوزها كده حتى عريسها مبتديلوش ريق حلو ابدا
أزداد بكاء مهرة ولكنها لم ترفع رأسها من حضڼ أم فارس حتى بللت حجابها بدموعها فقالت أم فارس وقد رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها 
ايه يا ست انت أنت بقيتى بخيلة ولا أيه فين الشربات بتاعى 
ضحكت أم يحيى بسعادة وهى متوجهة إلى المطبخ قائلة
من عنيا يا ست الكل
تبعتها أم فارس بعينيها حتى اختفت داخل المطبخ فربتت على رأس مهرة وقالت بخفوت
متقهريش نفسك يا بنتى كل شىء قسمة ونصيب
توقفت مهرة عن البكاء ورفعت رأسها تنظر فى عينيها متعجبة فابتسمت لها أم فارس وقالت بخفوت 
أنا كمان مربياكى واقدر احس بيكى كويس ولا فاكرانى مش حاسة بيكى كل ده
ثم امسكت وجهها بين يديها وقالت بحنان
ركزى فى مذاكرتك ومتفكريش فى حاجة وارضى بقضاء ربنا علشان ربنا يرضى عنك ويرضيكى
دخلت مهرة هى وأخيها يحيى النادى الرياضى تتطلع حولها منبهرة بما ترى بينما كان علاء الذى يسير بجوارها بزهو وهو يشاهد الأنبهار فى عينيها هى وأخيها وهو يشعر بالسعادة فتلك المرة الأولى التى وافقت على أن تخرج بصحبته منذ أن عقد عليها مرت بجوارهم مجموعة من الفتيات استوقفوه بلهفة وهن يصافحنه ويتضاحكن معه بجرأة وبجوارها يحيى يكاد يلتهمهن بعينيه ألتفت علاء إلى مهرة فوجدها مصوبة نظرها عليهم بملامح خالية من أى تعبير ولكن يغلب عليها بعض الدهشة أنصرفت الفتيات واقترب منها قائلا 
أيه يا حبيبتى غيرانه ولا أيه لا لازم تتعودى على كده دى ضريبة الشهرة ولا ايه يا يحيى
قال يحيى مؤكدا 
طبعا يا نجم
نظرت إليهما مهرة وكأنها لم تسمعهما ولم ترى حديثه مع الفتيات
وقالت 
هو مين اللى بيصرف على كل الحاجات الفخمة اللى فى النادى دى
نظر لها متعجبا وقال باستنكار
هو ده كل اللى لفت نظرك
أومأت برأسها وقالت باهتمام
غريبة أوى أنا كنت بشوف الحاجات دى فى التلفزيون بس كنت فاكراهم بيضحكوا علينا طلع بجد
عقد ذراعيه أمام صدره بضيق وقال وهو يسير بجوارهما ببطء
وأيه الغريب فى كده إذا كانت مكافأتنا لوحدها بتوصل للألفات وساعات الواحد فينا بياخد مليون لوحده مكافأة مستغربة ان النادى نفسه يبقى فخم
ثم أشار لهما على أحدى الطاولات لتجلس جلس قبالتها فانحنت للامام مستندة إلى الطاولة الصغيرة وقالت 
ومين اللى بيدفع كل ده
رفع كتفيه قائلا بلا مبالاة 
تبرعات رجال الاعمال مكافآت من الدولة وحاجات زى كده يعنى
أسندت ذقنها على راحة يدها وقالت متعجبة
مصر ماليانة أحياء شعبية محتاجة نص اللى بيتحط فى النادى ده والماتشات بتاعته هو وغيره ورجال الأعمال
دول لو اتبرعوا للأحياء دى ولا لأطفال الشوارع ولا للمستشفيات اللى محتاجة أجهزة وأدوية كان هيبقى ثوابهم أكبر عند ربنا مش يجوا يحطوا فلوسهم فى حمام سباحة ولا ماتش
عقد حاجبيه وقال بحنق
أحنا بندى البلد دى جوايز ده غير الدورى والكاس
ضحكت وهى تقول 
غريبة أوى أنتوا بيتصرف عليكوا ملايين علشان دورى وكاس لكن العلماء محدش بيسأل فيهم و بيضطروا يهاجروا بره مصر علشان يلاقوا اللى يصرف على أبحاثهم اللى هتخدم البشرية كلها 
قال يحيى بحماس معترضا
والماتشات دى برضة حاجة كويسة يا مهرة بتخرج الطاقة والناس بتحبها وبتتبسط منها يعنى كلنا بنستفاد والبلد كمان بتستفاد
نظرت إلى يحيى وقالت بتلقائية
يابنى ده انا اختك وبشوفك أنت وصحابك وانتوا بتتخانقوا بعد كل ماتش ده غير الشتيمة اللى بتقعدوا ټشتموها للعيبة وتاخدوا عليها ذنوب والقهوة اللى على أول شارعنا اللى بيضربوا بعض بالكراسى وفى الآخر بعد الماتش ما يخلص هما ياخدوا المكافآت وانتوا تتخانقوا وتخسروا بعض وبلد أيه اللى بتستفاد دى الفريق بيسافر والبلد تصرف عليهم فى البلد التانية وفى الآخر لو كسبوا يقولوا مصر فازت ولو خسروا مصر خسړت طب مصر كسبت ايه وخسړت ايه واحنا مش مهتمين بالعلم والعلماء وبنقولهم فوت علينا بكره كسبت كاس بيتحط على رف النادى مكتوب عليه تاريخ الانتصاروفلوس تتوزع على اللعيبة زى الرز وفى ناس أحق بالفلوس دى بيباتوا من غير أكل ولا دوا وبيموتوا من كتر الأهمال فى المستشفيات الحكومية الكلام ده لو فى عدل لو كل واحد بياخد حقه
نسى علاء
أنه فى مكان عام وهتف غاضبا
وحضرتك بقى وافقتى تتجوزينى ليه طالما شايفة أن شغلى تافه أوى كده
حملت حقيبة يدها وقالت بتلقائية 
منا قلتلك كنت فاكراهم بيضحكوا علينا فى التلفزيون وبيبالغوا بس كلامك ده واللى أنا شايفاه أكدلى وبعدين
مالك زعلان أوى كده ليه الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأنا بقول رأيى
نظر لها يحيى مندهشا وهو يقول 
سبحان الله كأنى سامع الأستاذ فارس هو اللى بيتكلم
نظرت له مهرة بتأثر ولمعت عينيها حنينا بينما قال علاء متسائلا
مين فارس ده
ضحك يحيى وهو يقول 
ده بقى يا سيدى الأب الروحى لمراتك هو اللى مربيها ومحفظها الكلام ده
ظن علاء أن الشخص
الذى يتحدث عنه يحيى رجل طاعن فى السن مثلا فلم يبالى بالأمر وقال باستهزاء 
وأنا أقول برضة اتعلمتى منين التخاريف دى
هتفت مهرة وهى تنظر له پغضب 
أتكلم باسلوب أحس من كده
تدخل يحيى بسرعة وقال مهدئا للموقف 
صلوا على النبى يا جماعة دى مجرد مناقشة
تأملها علاء لبعض الوقت ثم قال حانقا 
يالا نمشى
سارت بجواره وهو يمشى بخطوات واسعة وهى تحاول اللحاق به جاهدة ويحيى يلقى النظرات الأخيرة على النادى الذى حلم دائما بدخوله حتى وجدته يقف فجأه وتتغير ملامحه الغاضبة إلى الابتهاج عندما صافح أحد الرجال الذى كان يبدو عليه أنه فى أوائل العقد الخامس من عمره يرتدى حلة وقبعة رياضية ثم استدار إليها يعرفها إلى الرجل قائلا 
دى مهرة مراتى يا كوتش وده يحيى أخوها
نظر إليها الرجل مبتسما ومد يده يصافحها قائلا 
أهلا وسهلا نورتى النادى
عقدت ذراعيها وقالت بجمود
أهلا بحضرتك بس معلش مش بسلم
مد يحيى يده وصافح الرجل بحرارة بينما نظر لها علاء نظرة ڼارية وضغط أسنانه حتى خيل إليها أنها استمعت إلى صوت صكيكها وقال آمرا 
سلمي يا مهرة ده الكوتش بتاعى أنت متعرفيهوش ولا أيه
نظرت إليه وظلت عاقدة ذراعها ولم ترد فقال الرجل بسرعة وهو يربط على كتف علاء 
خلاص يا كابتن مش مشكلة يالا اشوفك فى التدريب سلام
انا غلطان أنى جبتك هنا 
أمسكه يحيى وهو يحاول تخليص ذراعها منه هاتفا 
مش كده يا كابتن التفاهم بالراحة
دفعت يده بعيدا بضيق وأسرعت الخطى وقد لمعت عيناها بالدموع ظلت جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة وعلاء يقودها حانقا فى طريقه إلى المنزل وهى تنظر من النافذة بجوارها وكلما فرت دمعة من عينيها رغما عنها مسحتها بسرعة حتى لا يراها فى المرآة أما هو فكان يصيح طوال الطريق پغضب قائلا
بتحرجينى مع الكوتش بتاعى يا مهرة يعنى لو كنت قابلت حد من الرجال الاعمال اللى بيرعانى كنت برضة هتحرجينى قدامه كده مش كفايه مش عاجبك شغلى ومستخسرة فيا الفلوس اللى باخدها
كانت تستمع إلى يحيى وهو يحاول تهدئته أما هى فقد ظلت صامتة ولم ترد عليه وتركته يخرج ما فى صدره من حنق وڠضب عليها كانت تشعر أنها وحيدة لا تشعر بالأمان معه تريد أن تصل لمنزلها سريعا لتحتمى بجدرانه بعد أن فقدت النصير الذى غاب عنها وتاه فى دنياه
وضع فارس حقيبة دنيا فى غرفتها وخرج منها وأغلق الباب خلفه قائلا لوالدته فى عجلة من أمره 
لازم امشى حالا أتأخرت أوى على المكتب
همست له والدته بخفوت
مش تستنى مع مراتك شوية يا فارس وبعدين تنزل
ربت على كتفها برقة وقال وهو يضع الهاتف فى جيبه ويأخذ مفاتيحه 
هستنى أعمل أيه يا ماما هى خلاص بقت كويسة معلش عندى شغل متأخر مع السلامة
ترجل يحيى فى بداية المنعطف المؤدى إلى شارعهم عندما التقت عيناه بعينيى محمود الذى قاطعه منذ زواج مهرة وهو يقول 
معلش يا كابتن واحد صاحبى زعلان مني عاوز ألحقه يالا سلام
كمان مش معبرانى ده بدل ما تعتذري لى يا هانم
ألتفتت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وقالت 
لو سمحت سيب أيدى مش كفاية الكلام الچارح اللى عمال تقوله طول الطريق جاى تكمل هنا كمان
مهرة أنت متعرفنيش كويس أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى أعتذرى حالا
بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل بصره بينهما و قال وهو ينظر إليها وإلى دموعها التى انسابت على خديها وقال بلوعة 
مالك بتعيطى ليه
قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال 
وأنت مالك انت خاليك فى حالك 
لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن يترك ذراع مهرة التى بمجرد أن تحررت من يد علاء حتى صعدت أربع درجات ووقفت خلف فارس تحتمى به نظر له علاء پغضب وصاح هائجا
وانت مالك دى مراتى
ألتفت فارس إليها فوجدها تنظر إليهما وتمسح دموعها بكلتا يديها وقد أطلت
من عينيها نظرت استغاثة ملهوفة مخلوطة بالألم ألتفت إليه وقال محذرا والشرر يتطاير من
عينيه 
هى الرجولة انك تفرد عضلاتك على بنت وتقول مراتى أنت كده مفكر نفسك راجل
حاول علاء أن يتخطاه إليها ولكن فارس وضع يده على سور السلم ففصل بينهما بجسده فقال علاء غاضبا
بقولك وأنت مالك مين انت علشان تدخل أضربها ولاحتى اكسر دماغها مدام عاوزه تتربى
لم يكد أن يتم كلمته حتى وجد لكمة شديدة توجهت إلى أنفه ارتد على
آثارها
 

 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات