الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 34 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مرة أعرف ده احنا بنقولها كتير اوى
ما كاد ينتهى من كلمته حتى أصطدم بمهرة التى كانت تهبط الدرج بسرعة مداعبة الطفل على يديها نظرت له مهرة وقالت بإندفاع
مش تحاسب يا استاذ أنت ايه الناس دى
نظر بلال إلى عبير التى كانت تهبط السلم بهدوء وهى تساعد الأطفال على تعلم هبوط السلم بحذر ويبدو أن مهرة قد سبقتها كما تفعل دائما وسمع علاء يقول لها وهو يتأملها مليا

المفروض انت اللى تعتذريلى على فكرة أنا اللى تعبان وانت اللى خبطى فيها
نظرة له مهرة شذرا قائلة بحنق 
وانت مبتشوفش يعنى
بينما قال بلال بسرعة 
خلاص يا كابتن حصل خير خلاص يا مهرة
قالت عبير بتلقائية 
خلاص بقى يا مهرة محصلش حاجة
اقترب بلال من عبير وهمس فى اذنها 
مش قلت محبش راجل غريب يسمع صوتك ماشى لما نطلع بيتنا بس
أبتسمت عبير بصمت فهى مازالت وستظل تحب غيرته عليها حتى من أن يستمع رجل غريب لصوتها فقط نظر علاء إلى مهرة وقال بإعجاب 
وكمان اسمك مهرة لا بصراحة أسم على مسمى
نهره بلال على الفور وهو يأخذ بيديه للأسفل قائلا
بقولك ايه يا كابتن أنت هتعاكسها قدامى كمان طب احترمنى على الأقل يا أخى
همس علاء فى أذنه قائلا
هى تقربلك ولا ايه
قال بلال وهو يعبر به باب البناية قائلا
حاجة زى كده وبعدين وانت مالك
وفى أحد الليإلى افترش فارس الأرض بعيدا عن الفراش ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية نهضت من فراشها وتعطرت وارتدت ثيابا مكشوفة وجلست على الأرض بجواره واتكأت على طرف وسادته لينفذ عطرها لأنفه رغما عنه وقالت بدلال 
هتفضل تنام على الأرض لحد أمتى هو احنا
مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه
أنا حذرتك قبل كده يا دنيا أرجعى على سريرك وابعدى عنى
غلفت صوتها بنبرة ناعمة وهى تتلمس خصلات شعره 
ولو مبعدتش هتعمل ايه
فتح عينيه وألتفت إليها بعصبية وقال پغضب 
هتشوفى فارس اللى عمرك ما شوفتيه قبل كده 
ثم قال محذرا
والكام شهر اللى هتقعدي على ذمتى فيهم تتجنبينى خالص وتبطلى محاولاتك دى علشان أنا بحس بقرف لما بتقربى مني
ألقى عليها نظرة احتقار
أخيرة وأغمض عينيه ثانية وولاها ظهره غير مباليا بها نظرت إليه پغضب وحقد شديد وهبت واقفة فى عصبية كبيرة وبدلت ملابسها ونامت وهى تعض على يديها من كثرة الغيظ والغل !
حاول أن تمحى من
أفكارها كل ماهو ليس له علافة بمستقبلها ومذاكرتها وتتعايش مع الواقع بشكل أكثر حسمأ وواقعية ولكن الواقع هو الذى لم يتركها لشأنها كثيرا تزوج والدها بامرأة أخرى وأصبح أكثر أهمالا لهم ماديا ومعنويا ولم يكن هذا هو العبء الوحيد عليها وأنما لحق به عبأ آخر بدأ العرسان يتوافدون عليها وبدأت هى الصراع فى الرفض دائما مماجعل والدها يزداد سخطا عليها وعلى رفضها المستمر بدون أسباب حتى كانت الطامة الكبرى بالنسبة لها وتقدم للزواج منها أحد الأشخاص الذين يصعب على والدها الإنصياع إليها ولم يقتنع باسبابها ولكنها أصرت مما جعله يضربها لأول مرة وأخيرا أضطر والدها إلى الأستماع إلى رأى زوجته أم يحيى واللجوء إلى الشخص الوحيد الذى يظن الجميع أنه يمكن له أن يقنعها بالموافقة فتح فارس باب منزله ليجد أمامه والد مهرة ثائرا جدا و لكنه قال بحرج
معلش يا أستاذ فارس عملنالك أزعاج بس كنت محتاجك عندى ضرورى لو سمحت
قال فارس بدهشة متسائلا
طيب اتفضل شوية مينفعش من على الباب كده
معلش يا أستاذنا مش هينفع
أومأ فارس برأسه وقد بدأ القلق يتسرب لنفسه وقال 
حاضر ثوانى هغير واجى معاك
بدل ملابسه سريعا وهو يشعر بقلق بالغ وتوجه إلى والدته بالمطبخ يخبرها بالأمر ثم
أخذه والد مهرة وصعد به إلى شقته وجلس معه فى غرفة استقبال الضيوف وقال بحنق
بص بقى يا أستاذ فارس البت دى غلبتنى وطلعت عينى وبصراحة كده امها شارت عليا ان مفيش حد غيرك هيقنعها ويخليها تغير رأيها بما أنك مربيها ومن صغرها وهى بتسمع كلامك
عقد فارس بين حاجبيه وقال بقلق 
فى ايه طيب فهمنى
لوح الرجل بيديه وقال بعصبية
عماله ترفض عريس ورا التانى وانا ساكت عليها ومش عاوز اغصبها لكن العريس ده بقى هتجوزه حتى ولو ڠصب عنها يا أستاذ فارس ده لاعيب كورة معروف وغنى وهتتبسط أوى معاه وهتخرج من هنا لمستوى تانى خالص أنا مش عارف البت دى مالها كده
مال فارس للأمام واستند بمرفقيه على قدمه وفرك كفيه فى توتر وقال 
مهرة لسه صغيرة
قال والدها بحنق
وأيه المشكلة هى يعنى هتجوز النهاردة الراجل عاوز يكتب الكتاب بس
حك فارس ذقنه بعصبية وقال متهكما
ياه كمان عاوز يكتب الكتاب مش يخطب ده شكله مستعجل على كده
هيخطب ليه ده جاهز من مجاميعه ومش عاوز مننا حاجة خالص ولا حتى شنطة هدومها
زاد اضطرابه وتوتره وتعرقت يديه بشدة وقال محاولا التحكم بعصبيته
اه علشان كده بقى
دخلت أم يحيى وقدمت له الشاى قائلة 
والله يا أستاذ فارس شاب يفرح ويشرح القلب ومن ساعة ما شفها عند الدكتور بلال وهو هيتجنن عليها وهى دماغها ناشفة
ثم توجهت للخارج وهى تقول 
انا هناديهالك وانت بقى تحاول تاثر عليها أنا عارفة انها بتسمع كلامك
دخلت أم مهرة غرفتها وقالت لها بلهفة
قومى بسرعة أستاذ فارس عاوزك بره
نهضت مهرة من خلف مكتبها الصغير وهى تحدق بوالدتها وقالت بحزن
جاى يقنعنى انى اوافق على العريس مش كدة
أومأت أمها برأسها وقالت مؤكدة
أومال معطل نفسه وطالع مع ابوكى ليه وبعدين يا مهرة خلى بالك لو فضلتى رافضة ابوكى هيبهدلنا ويمكن يطلقنى يابنتى يرضيكى امك تطلق على كبر كده
قوليلوا مفيش داعى يتعب نفسه يا ماما أنا خلاص موافقة
خرجت أم يحيى من غرفة ابنتها وهى تطلق الزغاريد فنهض فارس ووالدها متسائلين فقالت أم يحيى بسعادة كبيرة
بركاتك يا أستاذ فارس أول ما خطيت بيتنا عنادها اتفك
ونظرت إلى زوجها قائلة
كلم العريس وقوله البت وافقت يا ابو العروسة
خفق قلبه بقوة وهو ينظر إليها مشدوها قائلا
هى قالتك انها موافقة يا ام يحيى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
طبعا يا أستاذ فارس موافقة
توجه والد مهرة إلى الهاتف بينما شعرهو أن الدنيا تميد به وأنه يتنفس من ثقب أبرة لا تروى ظمأ رأتيه فاتجه إلى الباب خارجا وهو يتمتم غاضبا
مبروك
عاد الفارس مهزوما إلى شقته ولكن غاضبا لأقصى حد فتح الباب پعنف وأغلقه خلفه بقوة خرجت والدته من المطبخ فزعة ورأته غاضبا بشدة لا يرد عليها ودخل إلى الحمام وضع رأسه تحت الصنبور لعله يطفأ الڼار التى نشبت برأسه وهو لا يدرى مصدر الڼار الحقيقية وقفت والدته بجواره ترجوه أن يتحدث ويخبرها ما به وأخيرا أغلق الصنبور واعتدل واقفا وهو يتكأ على الحائط أمامه بكلتا يديه ناظرا لوجه بالمرآة والمياه تقطر من كل
مكان بوجهه وشعره لټغرق ملابسه قائلا 
هتتجوز 
رفعت والدته حاجبيها دهشة وهى تقول 
هى مين يابنى
وفجأة انقلب الصمت إلى زوبعة شديدة تتلوها الأعاصير تترا وأخذ يهدر فى ڠضب شديد
خلاص مبقاش ليا لازمة عندها أنا بقيت
ولا حاجة عند الهانم رايحة تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى
خرج من الحمام متوجها إلى المائدة وراح يركل المقاعد واحدا تلو الآخر فينقلب على عقبيه محدثا جلبة شديدة وهو يصيح 
كانت بتاخد رأيى فى لون الفيونكة اللى فى شعرها كانت بتاخد رأيى فى القلم اللى بتكتب بيه دلوقتى بتقرر تتجوز كده من نفسها خلاص كبرت وعاوزه تجوز خلاص مبقاليش قيمة عندها
حاولت والدته أن تهدىء من روعه وتتشبث به لتجلسه ولكنه كان كالعاصفة الهوجاء يطيح بكل ما يقابله أمامه يمينا ويسارا لم تعد تعرف كيف تعيده إلى رشده أخذت تمسح على ذراعيه تارة وعلى رأسه تارة وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ أخيرا وجلس وقد احتقن وجهه بشدة وډفن رأسه بين كفيه محاولا السيطرة على غضبه يلتقط أنفاسه بصعوبة كأنه كان يعدو بقوة 
وقفت والدته بجواره تمسح رأسه وتقرأ بعض آيات القرآن وبينما هم كذلك صدح رنين هاتف المنزل تركته والدته ورفعت سماعة الهاتف لتجيب المتصل أمتقع وجهها وهى تنظر إلى فارس الذى بدأ يهدأ
قليلا وأنفاسه تنتظم ثم قالت بشحوب
أمتى حصل ده يابنتى
رفع رأسه ونظر إلى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها
لاحول ولا قوة الا بالله البقاء لله يابنتى
أغلق فارس باب شقة والدة دنيا خلف المعزيين وعاد ليجلس بجوارها منهكا من شدة التعب
كفايه يا بنتى هتموتى نفسك من العياط أدعيلها بالرحمة
ثم نظرت ل فارس وأردفت 
قوم يابنى خد مراتك وادخلوا ارتاحوا شوية أنتوا منمتوش من امبارح
تعالى جوه يا دنيا قومى يالا
نهضت وهى تجفف دموعها وقد أطرقت رأسها إلى الأرض وكادت أن تسقط من فرط أجهادها وحالتها النفسية السيئة لولا أن أسندها بيديه ومضى بها إلى غرفتها ساعدها فى الجلوس على طرف فراشها قائلا
نامى شوية علشان أعصابك تهدى
رفعت رأسها إليه ببطء ونظرت له من بين دموعها وقالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أقعد لو سمحت
جلس بجوارها على الفراش والټفت إليها مشفقا لحالها فارتمت على صدره وأخذت تبكى وتشهق بقوة وهى ترجوه قائلة
متسبنيش يا فارس أنا ماليش غيرك دلوقتى أرجوك متسبنيش لوحدى أنا بعتذرلك عن كل اللى عملته معاك وكل اللى غلطته فى حقك بس أنا عارفة انك شهم ونبيل ومش هتتخلى عنى 
وشهقت بقوة أكبر وهى تقول باڼهيار
آخر حاجة ماما قالتهالى أقولك تفضل جنبى علشان ماليش غيرك علشان خاطرها يا فارس مش علشان خاطرى انا أرجوك يا فارس أرجوك
رفع رأسه لأعلى وتنفس بقوة ثم ربت على كتفها مطمئنا وقال 
مټخافيش يا دنيا مټخافيش
ولمعت عينيه من التأثر وهو يردف قائلا
أنا جنبك متقلقيش من حاجة أبدا
أعتدلت ونظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا فارس يعنى مش هتطلقنى
ربت على يدها وقال بهدوء 
متفكريش فى الكلام ده دلوقتى أنا عاوزك تنامى وترتاحى أنت مش شايفة نفسك عامله ازاى
أستلقت فى فراشها مطمئنة وأغمضت عينيها ظل جالسا بجوارها حتى ذهبت فى سبات عميق ألقى عليها نظرة مشفقة ونهض بهدوء وخرج وأغلق الباب خلفه خرج فوجد والدته قد غفوت على الأريكة الخارجية حاول إيقاظها ولكنها لم تستجب له من شدة الإرهاق هوى بجسده على المقعد جانبها واستند إلى ظهر المقعد وأغمض عينيه وهو يحاول استيعاب الأمر من جديد 
لقد أصبحت وحيدة الآن وليس من الشهامة أن يتخلى عنها هكذا ويتركها بمفردها لقد استنجدت به وتوسلت إليه أن لا يتركها فكيف يفعل تأبى رجولته أن يفعل ذلك ولكن كيف يحتفظ بها وهى من هى لن يستطيع أن يتخذها زوجة حقيقية ولن يستطيع أن يطلقها فى مثل هذه الظروف وضع كفيه على وجهه ملتجأ إلى الله عزوجل
 

 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 61 صفحات