روايه امجد كامله
عليها قائلا وهو يتقدم اليها
يا صباح النور عاملة ايه اخبار صداع امبارح ايه
لا الحمد لله احسن كتير بس غريبة ايه اللي مصحيك بدري كدا
أجاب ضاحكا
شكلك كدا خدت عنى فكرة انى انسان مستهتر لما جيت متاخر على الغدا امبارح لكن اللى ماتعرفهوش انى كنت في الاستوديو بتاعى اللي انت شوفتيه امبارح مندمج في لحن جديد بألفه والوقت سارقنى ونسيت نفسي لكن انا بحب الصبح اووي خصوصا في أول النهار بيكون الجو جمييل والهواء بارد وتحسي انك مالكة الكون دا كله وانتي لوحدك بتشوفي الجمال دا ..
شعرت هبة بالخجل من نفسها لدى سماعها كلامه ودفاعه عن نفسه لدى استشعاره لفكرتها السيئة عنه وعاتبت نفسها بأي حق تظن في علاء الظنون وهي لم تراه الا منذ سويعات قفليلة وكيف تبني أحكام مسبقة على شخص لم تختبر منه بعد أي شيء سواء ايجابي أو سلبي فهي دائما ترفض الأحكام المسبقة ابتسمت ابتسامة خجل واعتذار ةقالت بوصت رقيق
انا بدين لك باعتذار فعلا وياريت تقبل أسفي حتى كلام جدي عنك مش كافي يخليني أحكم عليك قبل ما أعرفك كويس ...
نظر اليها علاء مجيبا بابتسامة هادئة
ما فيش حاجه تستاهل
الاسف والاعتذار يا هبة انت معذورة مهما كانممكن بقه نقفل كلام في الموضوع دا وطالما بنتكلم جد و دا من النادر بتاعى انى اقولك نصيحه تقبليها منى
هزت براسها قائلة
اتفضل انا سامعاك..
مال برأسه ناحيتها ونظر اليها وهو يقول بعزم
ابتسمت له شاكرة كلامه وقالت
انا متشكرة اووي على كلامك دا يا علاء انا طول عمرى نفسي يكون عندى اخوات بس صدقنى انت وعلا بقيتوا اكتر من اخواتى بجد ودلوقتى بأه يا ترى ممكن كوباية شاي لقمة بجبنة اي حاجه حضرتك انا من غدا امبارح ما أكلتش !
اووف دا انا مضيف فاشل صحيح .. بقولك ايه رايك في فطير وعسل وجبنة
نظرت اليه ضاحكة وهتفت بحماس
يا سلام اكلة ميه ميه ..
ثم قطبت متابعة
لكن هو حد صاحي دلوقتى هيعملنا الفطار ولا هتصحي حد مخصوص لو كان كدا انا ممكن اعملنا اي حاجه سريعه ..
أجابها ضاحكا
الفطير جاهز الموضوع كله عاوز تجهيز الفطار بس مش اكتر الفطير بيخبزوه كل يوم في الفجر ويجيبوه لنا علشان عارفين جدي دا الفطار المقدس بتاعه مع انه ممنوع من الاكل الدسم لكن لازم ولو حتة صغيرة ها قولتي ايه ياللا بينا نروح نحضر ..
سميرة تلاقيها دلوقتى في المزرعه بتجيب لوازم الغدا احنا هنا كله طازة بطازة ..
ثم فتح البراد الكبير الذي يحتل مساحة لا بأس بها من المطبخ واخرج أنواعا عديدة من الجبن والعسل الأبيض والبيض لتجهيز طعام الافطار تقدمت منه هبة وقالت وهي تتناول من يده المقلاة وطبق البيض
اتفرج انت بقه على الشيف هبة وهي بتعمل لك أحلى قرص عجة أسباني هتاكله في حياتك كلها!!
ضحك علاء وأجاب مفسحا لها الطريق لتبدأ بعمل البيض فيما استند على البراد خلفه بكتفه
أما نشوف عجة أسباني ولا تايواني تقليد!!..
أجابت هبة مازحة
عيب حضرتك دا أنا تعليم الشيف يوسف أحسن شيف يعمل بيض أشكال وألوان في مصر كلها عموما هتدوق وتشوف هوريك !! وهي تظهر ثلاثة من أصابعها الخنصر والبنصر والوسطى فيما ضمت السبابة والابهام في حركة وعيد وټهديد جعلته ينطلق ضاحكا بصخب رافقته ضحكتها المرحة...
فيما هى منهمكة بعملها وأثناء انشغالهما بالحديث طرق سمعها صوت يقول بسخرية طفيفة
اللاه.. انتو صاحيين شكلكو كدا من بدريانتو هنا من امتى بالضبط وبعدين ينفع تخلي ضيفتنا تشتغل يا علاء ..
التفتت هبة لتنظر الى أمجد العاقد ساعديه وكان يرتدى زي ركوب الخيل كان منظره جذاب لدرجه شديده وخاڤت ان يظهر افتتانها على ملامحها فابعدت نظرها عنه وقالت بهدوء وبرود أغاظاه
لا ابدا علاء كان عاوز يحضر هو الفطار بس انا اللي صممت و سميرة مش فاضية ايه المانع انى احضر الفطار انا عارفة انه الخدامين عندكم كتير بس ايه المشكلة يعني الموضوع كله طبق بيض وكوبايتين شاي....
نظر اليها أمجد قليلا ثم أجاب بهدوء ونظرة غامضة تكتنف عيناه
طيب و ياترى الفطار دا ليكي انت و .... علاء بس ولا ممكن حد تانى ...
أجابت هبة وهي مندهشة من طريقته في الحديث وهذا الڠضب المكبوت الذي تستشعره خلف كلماته في حين نظر علاء اليه بخبث واضح
لا طبعا الاكل كتير ثوانى بس ازود كمان فنجان شاي ...
بعد ان انتهت من تحضير طعام الافطار ورتبت الصحون على الصينية الكبيرة ايذانا لنقلها الى الخارج لتناول الفطور وسط الخضرة الجميلة في الحديقة خارجا دخلت سميرة وتفاجئت مما تراه فسيديها يقفان مشاهدان ل هبة وهى تحضر الفطور قالت سميرة
يا خبر يا خبر يا ست هبة حضرتك بتحضري الفطار بنفسك هيا دي تيجي حضرتك ارتاحى وانا هجيبلك الفطار لغاية عندك .. ثم نظرت لسيديها وتابعت
انا آسفة يا سي أمجد معلهش روحت الارض اجيب الخضار وطلبات الغدا والست حسنية بعافية شوية ما جاتش انهارده و عبد الله نزل البلد يجيب التموين ..
ثم نقلت نظراتها الى علاء وأكملت
أنا اسفه يا سي علاء و ...
قاطعتها هبة
انت بتتأسفي على ايه يا سميرة ما حصلشي حاجه لدا كله كلها طبق بيض وكوبايتين شاي! وبعدين انا مش متعوده على الراحه انا بحب الشغل ..
تكلم أمجد بعد صمت دام لبرهة وهو ينظر الى هبة قائلا وابتسامة صغيرة تعتلي فمه بشفاهه الرفيعة دليل الحزم
حصل خير يا سميرة وبعدين يعني علشان الانسة هبة تحس بألفه للبيت باعتبار ما سيكون مش هي بردو هتبقى ست البيت الصغيرة ...
وقع تصريح أمجد كالصاعقة على هبة ولم تستطع الرد في حين خجلت سميرة وهمهمت بمباركة غير مسموعه وتبسم علاء بمكر قائلا في نفسه
والله و هبة قدرت تعمل اللي معملتوش اي ست تانية برافو عليكي يا هبة .. برائتك وطفولتك هما اللي هيخلوه يستسلم وخلوا ابو الهول يبتدي ينطق ها.... بركاتك يا هبة افرجها يا رب!!
أمر أمجد .. سميرة ان تأتى بطعام الافطار الى الحديقة ...
جلس هو و هبة و علاء لتناول الطعام وانضم اليهم بعد قليل علا ومدام سعاد والجد ويوسف تجمع الكل على المائد المستديرة لتناول الفطور وسط الحديقة الغناء وزقزقة العصافير التي تملأ الجو...
ما ان تذوق علاء البيض الذي صنعته هبة وقد قامت سميرة بصنع اطباق اخرى لتكفي الموجودين حتى اغمض عينيه وقال وهو يتذوق الطعام
يا سلااااااام أحلى طبق بيض اكلته في حياتي بجد ثم فتح عينيه ونظر الى هبة متابعا بابتسامة مرحة ونظرات الخبث تتراقص في عينيه
تسلم ايدك يا مرا....يا هبة ...
كاد ان يقول مرات اخويا ولكنه قضمها فلم ينتبه اليها سوى هبة والتى نظرت اليه بعصبية مما جعله يتدارك نفسه ومال اليها ليهمس لها
ڠصب عنى والله طلعت كدا سماح يا أهل السماح! نظرت اليه قليلا ثم لم تلبث ان ابتسمت وقالت
سماح ..
ابتسم واكمل طعامه فيما راح أمجد ينقل نظراته بينهما هو لا يعجبه أسلوب اخيه مع هبة والاكثار من المرح والمزاح معها ولكن لابد ان يأتي الصد منها هي ولكن من الواضح انه قد أعجبها اسلوب الغزل والمرح الذي يتصف به علاء في كلامه عموما ..
استفهمت علا عن موضوع طبق البيض فحكى لها علاء فيما كان الجميع يستمع ثم ضحكوا وقال الجد
لا اذا كان كدا يبقى لازم ادوقه..
وتناول قطعة صغيرة وتذوقها ليهتف بعده منتشيا
الله طعمه رائع فعلا ..
ثم نظر الى يوسف والد هبة وتابع
ماشاء الله بنتك طباخه بريمو يا أ يوسف ..
نظر يوسف الى ابنته ضاحكا وهو يقول
اه اكيد ..
ثم نظر الى هبة وقال
اقولهم على مغامراتك في المطبخ وتجاربك اللي تعلمتيها فيا ولا خلي الطابق مستور احسن
ضحكت هبة وأجابت
خلاص خلاص يا ابو حجاج قلبك ابيض وبعدين أنا حتى لسه قايله لعلاء الصبح اني تلميذتي احلى شيف فيكي يا مصر تخصص بيض!!
ما ان أنهت كلامها حتى انتبهت للجالسين حولهما فهي وان كانت معتاده على التحدث مع والدها بمرح و لكن هؤلاء أناس اغراب لا يعلموا عنهما أي شيء وقد يعتقدوا ان هذه حرية مبالغ فيها او نقص احترام منها لوالدها خاصة امام الأغراب ..
ولكنها لم تلبث أن فكرت فليفكروا كما يشاءوا لن أتزيف أمامهم بشخصية غيري لأنال رضاهم فهذه أنا وهذا والدي فليقبلوا بنا كمان نحن أو... يتركونا بسلام!!
وكأن الجد قد قرأ ما دار في خاطرها إذ تحدث مبتسما وقال
ما شاء الله وډمها زى الشربات كمان! عارفة يا هبة لو كنت اصغر ب 30 سنة بس.. ما كنتش سبتك تفلتي من ايدي!! ...
ضحك الجميع بما فيهم هبة الا امجد الذي كز على اسنانه وقبض يديه بشده وهو يسمع هبة تقول
حضرتك ما شاء الله عليك مايبانش عليك سن أبدا..
نظر اليها أمجد ولم يستطع ان يتمالك نفسه وقال
يعني لو حد أد جدى اتقدملك توافقي
نظرت اليه وأجابته بثقة لا طبعا ..
ثم نظرت الى جده وابتسمت متابعة
لو جدي بنفسه ممكن لكن حد تانى لا ..
ضحك الموجودين بينما زاد ڠضب أمجد اكثر واكثر بينما هتفت هبة في نفسها متوعدة
خليك يا موجي أنا هطلع عليك القديم والجديد أنا بقه هخليك ماشي والدخان بيطلع من عينيك وبؤك!!..
فيما أعجبت اللعبة الجد واراد ان يلقن حفيده درسا ليفيق من سباته ويعلم ان هبة انسانه ممتازة يتمناها الكثيرون فهو لم يرض عن الاستعراض الذي قامت به سارة امس وعلم ان هبة قد تضايقت مما حدث.. الټفت الجد الى هبة وتساءل بتلقائية مزيفة
بجد ولا بتجبري بخاطر راجل عجوز
تطلعت اليه هبة ضاحكة وأجابت
نعم راجل عجوز حضرتك بتخزي عنك العين اكيد شون كونرى عدا ال 80 وكان من اوسم