روايه امجد كامله
يريد توجيه العتاب لشقيقه في حضرة جده ولكن اخاه قد تمادى في مرحه السمج ذاك كثيرا وهو لن يتحمل اكثر من ذلك! وما ان هم أمجد بفتح فمه حتى سمع جده يقول
خلاص اظن كفاية كدا ..
سكت علاء وهو ينظر الى هبة من تحت جفونه .. رن الجد الجرس فجاءت مديرة المنزل باطباق الغذاء فشرعوا في تناوله و علاء يسترق النظر من وقت الى آخر الى هبة بينما أمجد يراقب اخيه وهو يتميز غيظا وڠضبا احتار له! فهو يعلم جيدا طريقة علاء في المزاح ولكنه لا يريد لعلاء ان يتعامل مع هبة بطريقته هذه لا يعلم لما ولكنه لا يريد !!...
بعد الانتهاء من تناول طعام الغذاء خرجوا الى الحديقة لتناول الشاي جلست علا بجانب هبة تتبادلان الاحاديث حيث استفسرت هبة منها عن دراستها وجامعتها بينما الجد ووالد هبة يتحدثا سوية في التجارة فقد علم الجد ان يوسف قد خرج الى المعاش على درجة وكيل أول وزارة في وزارة التجارة فوجدا ما يتقاسمانه سوية في حين اخذت مدام سعاد تصب الشاي في الأقداح الصينية بعد ان صرفت الخادمه اما علاء فامسك بجيتاره الموسيقي ليدندن عليه بعض الالحان التى يقوم بتأليفها فهو من عشاق هذه الآله الموسيقية ..
يا ساتر.. ودي ايه اللي جابها دي يجعل كلامنا خفيف عليهم ربنا يستر ..
ما ان همت هبة بسؤالها عن مقصدها حتى وجدت فتاة في ريعان الشباب تقبل عليهم ضاحكة وهى ترتدى فستانا قصيرا نوعا ما منفوشا من الاسفل ويصل الى حدود الركبة وباكمام قصيرة وقبعه عريضه تغطى شعرها الناعم الاسود الذي يصل حتى كتفيها ..
قائلة
اهلا سارة ازيك حبيبتي شرفتى اتفضلي ..
موجي .. حمدلله على السلامة! الدنيا نورت ايه المفاجأة الجميلة دي.. ..
لا استطع ان اصف لكم وجوه الموجودين فما بين الجد الممتعض ومدام سعاد التى لا تعلم ماذا تقول لتبرر سلوك الفتاة وتدليلها لأمجد و علا التى قلبت وجهها مستهجنة طريقتها و علاء الذي توقف عن العزف واعتدل لينظر الى الفتاة وقد شعر بقرب وقوع المشاكل ووالد هبة المندهش من طريقة الفتاة من الترحيب ب أمجد والتي أثارت القلق لديه والتساؤل عن ماهية علاقة أمجد بالفتاة فمن الواضح انهما معتادان على بعضهما البعض من طريقتها في مصافحته والتحدث اليه بل والتدلل عليه!!
ابتسم أمجد والذي لم يعي القلق الذي ساد وجوه الجالسين قائلا
اهلا بيكي يا سارة عاملة ايه انتي دايما كدا عاوزة تصغريني وخلاص دايما مجاملة!!..
.. قالت سارة بغنج بعد ان ازالت القبعه التي تغطي شعرها وهى تنفضه يمينا ويسارا
انت عارف كويس انى مش بجامل المهم ازيك انت عامل ايه وازي ...
قاطعها الجد قائلا بجدية
سارة ماسلمتيش على الضيوف يعني
التفتت سارة مستفهمة فأشار الى هبة ووالدها فتقدمت للسلام عليهما فيما تبدو على وجهها علامات الاستفهام ممن يكون هؤلاء الضيوف قال الجد
ما ان سمعت سارة بما قاله الجد حتى شحب لونها ولم تستطع النطق الا بصعوبة شديدة قائلة بتلعثم قوي
مب ..مبرو.. مبروك.. معرفناش يعني علشان نيجي نبارك! ...
أجاب أمجد بابتسامة وهو غير منتبه لما هي عليه من الصدمة
احنا لسه معملناش حاجه رسمي بس اكيد انت هتكونى اول المعزومين انت والعيلة ..
استراحت معالمها قليلا وهى تقول في نفسها لسه مش رسمي واكيد هتفضل مش رسمي...
استأذنت هبة بعد قليل للذهاب الى غرفتها متعللة بصداع واشارت لوالدها انها ستنام وليتم جلسته مع الجد فهى لاحظت مدى انسجامه معه بينما هزت برأسها معتذرة من سارة الجالسة بجوار امجد لم تفارقه طيلة الجلسة ورفضت طلب علا بمرافقتها متعلله بانها ستنام..
ما ان وصلت للدرج لتصعد حيث غرفتها حتى سمعت انغام جميلة سارت على اثر الصوت حتى وصلت الى غرفة مفتوحة جزئيا وقفت بالباب لتشاهد غرفة اشبه باستوديو موسيقي كما رأت علاء وهو يعزف على الجيتار انغاما جميلة وقفت على باب الغرفة تستمع حتى انتهى من عزفه فصفقت له عاليا انتبه على صوت تصفيقها وتقدم اليها مبتسما وهو يقول
عجبك اللحن بجد
أجابت بحماس
انت بتهرج ! دا تحفه .. انا مش موسيقية ولا حاجه لكن بحب اسمع الموسيقى ودني بتطرب لها وماما الله يرحمها كان عندها بيانو بتقعد تعزف لينا انا وبابا عليه فخدت حب االموسيقى منها...
هتف مبتسما
يا سلام وفنانه كمان !! انا عندى أورج.. ولازم اسمعك وانت بتعزفي العبد لله اللي قدامك دا بيعزف جيتار واورج ودرامز كمان مع ان دراستي سياحه وفنادق لكن انا بحب الموسيقى أوي خدتها هواية ونمتها وبعدين هوايتي دى هتساعدنى اكيد في دراستي علشان انا ناوى اتخصص سياحه ..
ما ان همت هبة بالرد عليه حتى سمعت صوتا ساخرا يقول
الله... الله .. هو دا علاج الصداع بأه اللي عندك مش كدا المزيكا!
اغلقت هبة عينيها وعدت من 1 الى 10 في نفسها فهى لا تريد ان ټنفجر في وجهه فهو آخر شخص له الحق ان يتكلم بعدما رأته من هذه ال سارة التفتت اليه وقالت ببرود
انت ماتعرفش ان الموسيقى دلوقتى اكتشفوا انها بتساعد في علاج امړاض كثيرة بتخلى الموود يتحسن ..
علق أمجد هازئا
والله وانت ايه اللي مضايق موودك
أجابت بسخرية وبرود وهي تكتف ذراعيها أمامها ناظرة اليه بتحد
وانا ايه اللي هيضايق موودي يا...... مووجي ..
ثم استدارت للانصراف ولكنه لم يدعها اذ قبض بشدة على ذراعها وهو يقول بحنق من بين أسنانه
انت قصدك ايه باللى قولتيه دا
نظرت الى يده القابضة على مرفقها وقالت ببرود شديد
ابدا ولا حاجه بس ب رد على كلامك الا بالحق انت بأه لما بتحب تنادي عليها بتقولها ايه ايوة يا طمطم
قطب هاتفا باستغراب
ايه مين طمطم دي
لتجيبه بسخرية
ايه دا مش عارف مين طمطم دي واضحة خالص... لما انت تبقى موجي حاجه كدا زى بوجى يبقى اكد هي.. طمطم تصبح على خير يا ..... موجي...
ثم جذبت ذراعها من قبضته التي تهاوت قليلا وهو ينظر اليها بدهة وحيرة واستدارت منصرفة وسط ذهوله وضحكة علاء التي انطلقت عاليا بالرغم عنه حيث لم يستطع التحكم بها ...
ما هى حكاية سارة وكيف ستستطيع منع ارتباط أمجد و هبة وما هو دور علاء في افشال خطة سارة
الحلقة السابعة
استيقظت هبة في الصباح الباكر بعد ليلة طويلة من الأرق لم تلجأ الى النوم الا قرابة ال 2 صباحا وتفاجأت عندما نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى ال 7 صباحا .. معنى هذا أنها لم تنم سوى 5 ساعات فقط منذ الأمس! تذكرت ما حدث بالأمس وجعل النوم يجافي عينيها وما صار من هذه الفتاة المسماة سارة وكيف تضايقت من أسلوبها مع أمجد وكيف أنها قد التزمت غرفتها بعد ذلك رافضة النزول لتناول العشاء متعللة بصداعها الذي يتكون من اسم واحد كان السبب في أرقها طوال الليل.... موجي!!
عندما حضر والدها للاستفسار عن حالتها كانت ترقد في سريرها وعلم عندما رأى عينيها انها تتهرب من وجودها معهم خاصة انها علمت ان هذه ال سارة قد مكثت لتناول العشاء فآثرت عدم الاحتكاك بها نظر اليها والدها وقال بحنو
انا عارف سبب الصداع اللي عندك ومش هضغط عليكي علشان تتكلمى معايا لكن هقولك كلمة واحده.. هبة بنتي اقوى من كدا !! مش اي حد يهز ثقتها في نفسها أمجد طلبك انت علشان عاوزك انت واللى شوفته يخليني اقول انه لو كان عاوز اللي اسمها سارة دي كانت هتوافق على طوول لكن كون انه اختارك انت يعني عاوزك انت مش هي فما تخليش الڠضب والغيرة تعميكي وتخسريه بسهولة ..
انتفضت هبة التي اعتدلت جالسة في رقدتها منذ دخل والدها وقالت نافية باستنكار وتلعثم
ن... نعم غيرة ازاى يا بابا تقول كدا انا اغير من دي
أجابها بابتسامة حانيه
لا انت مش بتغيري من دي انت بتغيري على دا ! واظن في فرق انا عارف انه صعب انى اقولك كدا وأواجهك باللي أنا شايفه وحاسه منك يمكن لو كانت والدتك الله يرحمها عايشة كانت قدرت تنصحك افضل مني لكن بردو ماينفعشي اشوفك في حيرتك دي وما اواجهكيش صح مش كدا
ارتمت هبة في حضڼ والدها وقالت بغصة من البكاء
ربنا يخليك ليا يا بابا انت ابويا وامى وصاحبي انا ماليش في الدنيا غيرك ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب ..
ابعدها يوسف عنه ومسح دموعها بيديه وهو يعلق بحنو
لا.. في شريك ليا دلوقتى ولو انا كان عندى شك ولو بسيط انك مش هتكونى سعيده معاه انا كنت رفضت من الاول لكن الراجل بيقدر يقرا الراجل اللي قدامه خصوصا لو كان هياخد اغلى جوهرة في حياتي اصبري حبيبتي واجمدي انت قوية ومش سارة ولا غيرها اللي تقدر تضعف ثقتك في نفسك عاوز ثقتك في نفسك ما يهزهاش أي شيء مهما كان مافيش هروب تاني وافتكرى كويس أمجد اختارك انت ...
افاقت هبة من شرودها وقامت حيث اغتسلت وارتدت بنطال من الجينز اسود اللون وتي شيرت اصفر وحذاءا رياضيا خفيفا واطلقت شعرها ووضعت قليل من عطر الورود المفضل لديها ثم انصرفت بعد ان رتبت سريرها فكونهم لديهم خادمة لا يعني ألا تهتم بترتيب غرفتها كما اعتادت ...
هبطت هبة الى الطابق السفلي ووقفت في مكانها أسفل الدرج قليلا حائرة أي اتجاه تختار فمن الواضح ان سكان المنزل مازالوا نياما كما أنها لم يتثنى لها الوقت الكافي لرؤية كافة أرجاء المنزل من الداخل فالزيارة الفجائية التي تكرمت عليهم بها طمطم قد تسببت في افساد يومها!!
قررت الذهاب الى الحديقة لتتنشق الهواء قليلا .. خرجت الى الحديقة وسارت حيث جلسوا امس واغمضت عينيها مستنشقة الهواء الجميل وما لبثت ان سمعت من يقول
الله لو كنت فاكر ان ست الحسن والجمال هتيجي كنت جبت الكاميرا معايا علشان أخد لها صورة ولا أخد معاها صورة سيلفي ..
التفتت ففوجئت ب علاء يستند الى الحائط المقابل لها ابتسمت مجيبة
صباح الخير..
رد تحية الصباح