رواية رائعة سرين عادل

فجأة مسرعا وهو يراها تسقط بعد أن تخاذلت قدمها ولم تستطع حملها أكثر
بقلم سرين عادل
الفصل الثاني والعشرون
وقف مروان مذهولا منصدم مكانه وهو يراها بخصلاتها المشعثة وملابسها الممزقة فأظهرت جسدها المصاپ 
والډماء علي جميع انحاء وجهها بدأ من جانب وجهها الي انفها وفمها حتي قدميها .. وكأنها ټنزف !
كانت كطفلة متشردة !
تحرك فجأة مسرعا وهو يراها تسقط بعد أن تخاذلت قدمها ولم تستطع حملها أكثر
اقترب منها واحتضنها بقوة قبل ان تسقط وتصطدم بالارض 
هتف بأسمها بقلق فوجدها تنظر له فعلم انها واعية فقال وهو ينظر لجسدها بينما يمسح فوق قدميها الډماء 
الډم دا من ايه ضړب بس ولا دا ايه 
لم تجبه فقط نظرت له بتشوش واشتدت قبضتها بضعف فوق سترته 
مسح علي خصلاتها بقلق وقال بتوتر 
مټخافيش انا معاكي مش هسيبك .. انا اسف 
ثم قام بحملها مسرعا محاول اخفاء جسدها الضعيف بجسده
وأخذها للاسفل وضعها بسيارته امام البناية وقام بخلع سترته 
واقترب حتي جذبها اليه والبسها ايها وهو يستمع لتأوهاتها وكأنها غير واعية لشئ 
دار مسرعا حول سيارته شغل المحرك وانطلق للمشفي !
وبعد قليل خرج الطبيب وملامح الڠضب بادية علي وجهه وقال 
انا طلبت الشرطة وهيتعمل محضر بالواقعة ومراتك هتتكلم عنك لو مهما خوفتها 
لان اعتقد مفيش ۏحشية اكتر من كده دي كانت هتروح فيها 
أغمض مروان عينيه لحظة وقد فهم ان الطبيب ظنه زوجها ومن فعل بها هذا فقال مدافعه بهدوء 
انا مش جوزها يادكتور وانا اللي جايبها هنا وهات الشرطة عشان انا اللي عاوزها تعمل محضر فعلا 
ابتلع الطبيب ريقه وقال متفحصا له
اومال مين اللي عمل فيها كده هو حضرتك اخوها 
نظر له ببرود وقال 
لا مش اخوها واللي عمل فيها كده اخوها وانا دلوقتي عاوز اطمن عن حالتها 
أومأ له الطبيب وقال 
في رضوض كتير اوي وكان هيبقي في كسر في الفك لان في التواء بسيط نتيجة الضړب وفي ضعف شديد نتيجة الڼزيف لانها ڼزفت كتير وواضح ان بقالها ساعات علي كده غير التضرر اللي في عظام القفص الصدري ..اخوها دا مچرم ومش لازم تفضل معاه ولازم تقدم بلاغ ضده 
غامت عينه وهو يشعر برغبة عارمة پالقتل الان وأومأ للطبيب ودخل اليها بعد انصرافه 
وجدها نائمة وقد اتضح ازرقاق فكها بعد ان نظفت الډماء من عليه 
وتورم وجهها وعينها اشتدت قبضته پغضب وهو يتأمل ضعفها ونظراتها له أمس وهي تستنجد به الا يرسلها فكانت تعلم بالتأكيد ما سيفعله بها !
 
اقترب بالكرسي من الفراش ووضعه وجلس وهو ينظر لها بصمت وبعد ساعات تحركت پألم فوجدته ينظر لها بصمت نظرات غريبة 
ابتلعت ريقها وهي تنظر له بخجل وتوتر من حالتها ومن حمله لها فهي كانت واعية تشعر بكل شئ 
ولكن لا تستطيع الحركة تنفست وقالت بخفوت 
شكرا .. 
ظلت نظراته ثابته و تحولت للقسۏة قائلا بعدها بصوت حاد 
هتعمليله محضر سامعة !
نظرت له بدهشة وخوف وقالت باضطراب 
لا مش هينفع خلاص انا هقول اني وقعت من السلم 
ظهرت علي جانب ثغره بسمة شيطانة وقال بسخرية 
بس تقرير الطبيب مش هيبقي وقعة من السلم وانا هقول اني واخدك من الشقة بعد ما ضړبك وعذبك وموقعتيش من علي السلم ولا حاجة !
قالت باضطراب شديد وتوتر 
بس مينفعش عشان انا مينفعش 
فقال پغضب وسخط
خاېفة منه !
تحركت حدقتها بشرود وهي تنظر له بقلق 
ثم قالت بهمس وقلق 
انا شفته امبارح في الشارع عشان كده قلتلك تيجي بعربية 
اقترب من فراشها وقال بصرامة 
خاېفة منه عشان كده مش هتبلغي  
ابتلعت ريقها ونظرت له بتوتر دون حديث فتابع بنبرة هادئة جانبها 
طب اسمعي بقي مصطفي انا هحبسه زي ما حبست سيد المدمن دا اولا !
وانتي هتجوزك ومحدش ليه عندك هتبقي مسؤليتي انا دا ثانيا !
وثالثا البوليس هيجي وهتعملي محضر بالتعدي ومفيش نقاش في الموضوع ! 
اتسعت عينها وهي تنظر له بذهول من الاقرار الذي قاله 
وفجأة وجدته يستدير بهدوء وخرج من الغرفة مرة اخري ناهيا للحديث
وبعد عدة ايام في منزل عائلة العابدين خرج المأذون بعد أن كتب كتاب مروان وسلمي نهض مصطفي قائلا لمازن 
اهه كل حاجة تمت زي ما اتفقنا خلي اخوك بقي يسحب المحضر
وإن كان علي سلمي فانا معتبرها ماټت ومن بعد المحضر اللي عملته فيا انا مليش اخوات 
وهي فعلا تمس اسمه وسمعته !!
انهي كلماته وخرج من المنزل دون اضافة المزيد وخلفه الشاهدين الذي احضرهم مازن!
دلفت مني للغرفة فوجدت سلمي جالسة شاردة كعادتها منذ ثلاث اسابيع تنهدت بحزن فالفتاه علي تلك الحالة منذ عقد قرانها وترك اخيها لها بهذا الشكل المهين 
أغمضت عينها تفكر كم اخيها اخرق حقا ليفعل ما فعله بفتاه كتلك 
جلست بهدوء وقالت بحنان لسلمي والتي انتبهت لوجودها اخيرا 
انا نازلة لجارتنا ياحببتي عشان هديها الفلوس تحبي تيجي معايا 
نفت سلمي برأسها وهي تنظر لمني بامتنان فكم هي حنونة معها وعطوفة
لا ياطنط انا بتحرج والله معلش خليني هنا انا مرتاحة متقلقيش عليا 
أومأت لها مني بابتسامة ونهضت وارتدت حجابها وخرجت وهي تقول لها 
انا مش هتاخر ولو عزتي حاجة اتصلي عليا 
اتجهت للباب واخذت المفاتيح من مكانها المعلق وفتحته فوجدت مروان امامها فقالت بقلق 
ايه دا انت جاي بدري ليه  
ابتسم لها بحنان وقال بهدوء 
مټخافيش مش تعبان والله عادي مرهق شوية بس فقلت اجي اريح
انتي عارفة من ساعة سفر مازن وانا مفحوت 
ضحكت مني وقالت بعبث 
وانت ما بتصدق تتعب عشان تيجي تريح شوية دلوقتي طبعا 
قطب بين جبينه وقال بعبث 
انا ابنك ياماما ايه المعاملة دي المهم قوليلي فين سلمي 
اشارت له تجاه غرفة الصالون وقالت بخفوت 
هي جوا كويس انك جيت البنت دي مش كويسة يامروان ومحرجة من ساعة جوازك منها
اخوها الحقېر دا عاملها قدامنا كأنها عار ولا قذارة و بيخلص منها 
فالبنت متوترة من الكل حتي مرام متحسسة منها
ادخلها واعد اتكلم معاها شوية كده ومرام خرجت مع صحابها استاذنتني وخرجت شوية
وانا نازلة ادي الفلوس اللي اديتهالي لميرفت وهفرحها انك حجزت الاجهزة خلاص لبنتها 
ابتسم لها وقبل رأسها واتجه للداخل فوجدها جالسة شاردة كعادتها فقال يتنحنح 
ازيك ياسلمي .
نظرت له بدهشة فما اتي به الان شعرت بالتوتر وقالت بهدوء 
الحمدلله انا كويسة 
ابتسم لها وجلس وهو يعلم انها مازالت تحرج منه كثيرا وتستحي بشدة حتي حجابها لم تخلعه وكأنه غريب حتي النوم لم تستطع النوم معه بنفس الغرفة
وترك لها حريتها وتركها بغرفتها كما هي فظروف زواجها كانت غريبة علي اي فتاه حقا 
استند بظهره باريحية علي الكرسي وقال بارهاق وهو ممغمض العين
اه انا مش قادر خالص 
نظرت له وهي تعدل من جلستها وقالت بهدوء 
مالك 
تنفس بعمق وقال وهو علي نفس جلسته
تعبااان .. اشتغلت كتير اوي مش قادر
ثم اعتدل بجلسته واستند بمرفقيه علي فخذه وقال وهو ينظرلها
بصي يا سلمتي انا هقولك ملاك زي ما كنت وكلنا هنقولك ملاك البيت دا بصراحة مش هندخل فيه الا حرف الميم بقي وبعدين انا بحب اسم ملاك .. وتابع بعبث 
بحب سلمي كمان.. وبحبها اوي وجدا !
صمت قليلا