رواية رائعة سرين عادل
هاتفها أيضا ثم نهضت وذهبت بهدوء لغرفتها لتبكي كما تفعل !
بقلم سرين عادل
الفصل الاول .. الجزء الثالث والاخير
ومساء يوم إتصل والدها عبد الرحيم وطلب منهم فتح النت ليتحدث اليهم أغلقت سمية الهاتف وهي تنادي علي ماتيلدا
ياخديجة .. انتي يابت تعالي بسرعة افتحي المدعوء دا ابوكي مستني
خرجت ماتيلدا وأخذت الحاسوب لتفتح الإيميل ويتحدثوا الي والدها .. ولكنها لم تجده فظلوا ينتظروه الي أن يفتح حاسوبه
نظرت ماتيلدا لجدها وجدتها وجدتهم يتحدثوا بما سيطلبوه من والدها وغير منتبهين لها ففتحت حسابها الشخصي وهي مړتعبة خوفا من أن يروها وعندما فتحته وجدت الكثير من الرسائل التي تحمل القلق من صديقتها ريم فلقد مرت عدة أيام وهي لا تقترب من الحاسوب كما أمرها جدها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فاجابت ريم ايه دا ليه كده
ماتيلدا عشان مش بيحبوني أكلم حد انتي عارفة .. هم شاكين فيا وانا مخڼوقة ومش عارفة اعمل ايه
ريم لا يا ماتيلدا انتي صحبتي متبعديش عني ..أنا مليش صحاب غيرك برده
ماتيلدا والله انا كمان زعلانة ومش عارفة أعمل ايه يا ريم انتي صحبتي الوحيدة وانا مليش حد غيرك بس هم منعوني
ريم هم ليه بيعملوا كده معاكي .. مش هيقتنعوا بقي انك غير مامتك
ماتيلدا انا تعبانة اوي يا ريم ..مش عارفة أعيش كده أنا بخاف أتنفس او أبص من الشباك حتي والله
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ماتيلدا انا خاېفة يعرفوا.. جدو هياخد مني التليفون كمان
ريم محدش هيعرف مټخافيش هنظبط وقت .. المهم منبعدش عن بعض
ماتيلدا حاضر ..انا هقفل لان انا فاتحة من وراهم عشان هيكلموا بابا
ريم ماشي بس كلميني هستناكي
ماتيلدا حاضر باي
أغلقت ماتيلدا حاسوبها وهي تشعر بالسعادة فيوجد لديها فرصة حتي لا تبتعد عن صديقتها الوحيدة
وفي المساء خرجت ماتيلدا لدروسها وقامت بالاتصال بريم لأول مرة في حياتها أجابتها ريم بهدوء
الو
تسارع نفس ماتيلدا وهي تشعر بالصدمة من الصوت الرجولي !!
الأن لن تستطيع فتح الحاسوب مجددا الا وقت اتصال أبيها مرة أخري اذا استطاعت!
وجدت شاشة هاتفها تضيئ بالرقم قبض قلبها وهي لا تعرف ماذا تفعل .. لم تجيب مرة واخري ولكن الاتصال يصر أكثر ولا يتوقف الهاتف عن الرنين .. إبتلعت ريقها وقد قررت الإجابة وإخباره بأنها أخطأت الاتصال والا يتصل فهذا الحل الوحيد أمامها قبل أن تذهب لمنزلهاحتي لايرن الرقم ويري جدها ويظن بها السوء يكفي ما يظنوه !
أجابت في المرة الخامسة بصوت مرتجف خائڤ فهي لم تتحدث الي أحد مسبقا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أتاها الصوت الرجولي بهدوء
انتي متصلتيش غلط .. متقلقيش !
إتسعت عينها بدهشة وبلاهة ولم تجب
فقال مصطفي انا ريم !!
إتسعت عينها پذعر وهي تشعر بنبضها يتسارع صدمة وخوف
قال مصطفي بهدوء مټخافيش مني انا معرفتش اقولك اني ولد بعد ما سمعت عن حياتك عشان كنتي هتبعدي عني.... ڠصب عني..انا كنت عامل الأكونت ألعب بيه وبكلم بنات بيه بس انتي مختلفة انا ڠصب عني إتعلقت بيكي وخفت أقولك عشان متبعديش عني .. انا كمان ....
ولكن قطع حديثه عندما أغلقت الهاتف وهي علي حالتها من الصدمة !
شعرت ماتيلدا فجأة بالدوار الشديد وجلست أرضا علي جانب الطريق تحاول إستيعاب ما يحدث بكت فجأة وهي تقول بخفوت وصدمة
ريم مش موجودة !
شعرت بخفقان قلبها وهي لا تريد تصديق أن صديقتها الوحيدة ما هي الا كڈبة وسراب!
إقتربت منها سيدة تسألها بقلق ما بها !
نظرت لها ماتيلدا بشرورد ودموعها تسيل علي وجهها دون توقف ونهضت بهدوء وسارت دون حديث إلي السيدة ودون الإستماع لإي شئ عادت الي منزلها وأخبرت جدتها أنها تشعر بالتعب والإرهاق ولن تذهب الي درسها وذهبت للنوم أو بالأحري للبكاء !
ومرت ايام كانت لا تستطيع الرد علي أي من إتصالته ولا علي رسائله مطلقا ... ولا تستطيع أن تطلب من جدها أن يغير رقمها فبالطبع سيشك بها ..
جلست تتناول الطعام في المساء معهم فقالت جدتها وهي تنظر لها بتفحص
انتي مبتاكليش بقالك كام يوم ليه ياخديجة !
ابتلعت ريقها باضطراب وهي مړتعبة من ان يعرفوا شئ ..رغم أنها لم تخطئ !..
وقالت بخفوت
لا باكل يا تيتة بس عشان الإمتحانات قربت فقال عبدلله وهو يضع لقمة كبيرة بداخل فمه
ذاكري كويس يا بت يا خديجة انا عاوزك تطلعي دكتورة قد الدنيا ..أهيه أخر سنة شدي حيلك عشان تجيبي كلية طب سمعاني !
أومأت له بابتسامة باهتة ونهضت لتذهب للدراسة ..
قالت سمية بخفوت لزوجها وهي تتبع خطواط ماتليدا لغرفتها
بقولك إيه ياحج ... أنا شاكة في البت دي
قال عبدلله بريبة وقلق
ليه !.. هي عملت حاجة ولا إيه
حركت سمية كتفها بعلامة رفض وقالت
معرفش بس مش مريحاني بقالها كام يوم مبتاكلش وبتعد كتير اوي سرحانة ومش مركزة كده دا غير انها بتعد بالساعات في الحمام وتخرج وشها منفوخ كأنها معيطة
قال عبدلله بقلق وهو يضع الخبر من يده
وليه كل ده .. معقول تكون عملت حاجة بطالة!
اغمضت سمية عينها ونفخت بضيق وهي تقول معاتبة اياه
تف من بؤك يا حج .. البت من الدروس للبيت ومن البيت للدروس وانت كمان بتمشي وراها فإي وقت وبتكون ماشية عدل
فقال بعصبية وهو ينهض
الله اومال ايه بقي ! ..
مطت سمية شفتها ونهضت هي الاخري لتجمع الاطباق وهي تقول
معرفش بقي .. انا هبقي اشوف كده مالها..ان شاء الله خير
جلست ماتيلدا أمام دفترها شاردة ..مازالت لا تستطيع التصديق إشتاقت لريم كثيرا فهي وحيدة بدونها كثيرا ولكن ليس أمامها أي حلول لقد كذبت عليها بعد أن تحدثوا ل ستة أشهر وقد وثقت بها وصدقتها وقصت لها كل ما يضايقها وكل ما تناله من جدها وجدتها! ..
وفي النهاية لا يوجد ريم.. هو رجل وهي تحدثت الي رجل لأشهر دون معرفة او دراية بشئ
فجأة بدأت بالبكاء فنهضت ودلفت للمرحاض كما تفعل حتي لا يراها أحد ويشك بأمرها..كانت تشعر بالضياع والوحدة وتأنيب الضمير ..
هي لا تعرف الصواب من الخطا وما فعلته خطأ كبير رغم أنها لم تقصد!
ولكن سيجلدها الله مؤكد علي مافعلت ولن يسامحها هذا ما يقوله جدها ان الله يجلد المخطأ ولا يغفر له!!!
فلن يتساوي التقي مع الفاجر!!
انهي مصطفي حديثه مع إحدي الفتيات وجلس بضيق وهو يفكر بها ثم قام بفتح حاسوبه وبدأ بقرئة المحادثات بينهم وهو يفكر مستغربا كيف تعلق بها !..
هو عرف الكثير من الفتايات قبلها ومازال يتعرف إلي الأن !
ولكن لا يستطيع إخراجها من عقله هو يريدها لا يعرف السبب ولكنه تعلق بها ودايما يحصل علي ما يريد !
أغمض عينه وهو يسترجع همسها الرقيق في أذنه عندما إعتذرت عن إتصالها الخاطئ
شعر برغبة قوية في الحديث معها ورؤيتها يشعر بالقلق الشديد عليها ..فالأن هو بالطبع دمر حياتها أكثر ولكن