لن استسلم الكاتبة سارة سعد

حره اشتغل في المكان إلا يريحني وانا مش مرتاحة عندك لو سمحت اتفضل أمشي وكفاية لحد كده انا ساكنة في منطقه شعبيه وكل الناس زمانهم بيتكلموا عليا بسببك.
رق قلبه وقد استشعر من رجفتها وتوتر نظراتها التي تحاول جاهدا أن تخفيها عنه أنها هي الآخر تحمل نفس الشعور والنبضات الهادفة 
_شجن ارجعي تأني الفيلا مش عايزك تشتغلي بس تكوني ج..ن.
رمقته بطرف عينها وشعرت أن الهواء ينفذ بينهما اغمضت عيونها لتنحي بشجاعة المزيفة وهي تغمغم بصوت قوي ناقوس 
_بس أكون ايه وبعدين انت شايفني ايه قدامك منين جاي تعتذر ومنين عايزين ارجع عندك من غير ما اشتغل حاجه.
يظهر انك غلطان في العنوان يانضال بيه انا فقيرة ومحتاجه بس ست....
_متجوزه وعلى ذمة راجل
هدر مجدي پغضب وهو يقف خلف نضال...الټفت نضال بجسده الضخم وطوله المهيب إلى تلك الصوت الخشن...فأتطلع على مجدي بدين الجسد قصير القامة فاكمل مجدي وعينه تمشط نضال
من أعلى لأسفل 
_لست متجوزه يأبيه لسه علي ذمة راجل اتصدق وانا الراجل ده.
للمرة التانيه أعلن مجدي بكل سخرية بأنها زوجته ومازالت علي ذمته.....وبلمح البصر كان يضمها من خصرها الي صدره بكل وقحة جعلت شجن تشعر بالغثيان 
وقصفت قلب نضال وتشوشت راسه فأتوقف الزمن من حوله وساقيه تسمرت بجمود يشعر بأنه فقد القدرة علي التحرك اعتصرت ملامح وجهه الوسيم پألم ولمعت عيونه بعاصغه من الڠضب وهو يردد بلسان حاله 
_متجوزه!!!
يتبع
لن استسلم 
الفصل السابع 
تصلب نضال في مكانه وهو يشعر بساقيه تجمدت من الصدمة عقد حاجبيه دون تصديق وهو يردد بخفوت قائلا 
_جوزها.... 
ضحك مجدي يهز رأسه وهو يقترب من نضال يحدق فيه بهجوم شرس عدواني 
_ايوه جوزها انت مش مصدق ولا ايه. 
ثم ألتفت الي شجن المرتجفة بشده ترتعش وكأنها أصيبت بحمي لتوفير 
_أسأل الست الي وقفه قدامك انا جوزها ولا لاه...ردي علي البيه وقولي ابقى مين يا بنت مصطفى.
_بقا انتي تغفليني....تعمليني مضحكت الحاره.
وظل مجدي نظراته متعلقة بنضال يدرسه و اقترب منه خطوه هامسا بسخرية ولفظ قبيح 
_هو انت غشيم لدرجه ديه لامؤاخذه... مخدتيش بالك وانت معاها الست متجوزه ولا لاه. 
بكف يده القوي دفع نضال مجدي الحقېر يبعده عنه بنظرات استحقار وهو يرد بقوه وقد تنفرت عروق خديه 
انت حقېر وحيوان.... انت فاهم ايه يا متخلف انت 
عاد مجدي ليضحك عاليا ثم نظر إليه بعدها ليقول بازدراء يجمع الڠضب والجنون 
_فاهم ايه ما كل حاجه باينه زي عين الشمس قدام الكل الڤاجرة جيباك لحد هنا... لحد بيت ابوها الراجل الا بيطرمخ يتاجهل على عمايل بنته طبعا شوفوا الڤاجرة يا ناس وكمان عامله نفسها بريئة وبتعيط. 
هتفت شجن بتشنج وهي ټضرب مجدي بكلتا يدها الصغيرة فوق صدره وتنهره 
_عيب عليك إلا بتقوله ده انت اكيد اټجننت...انت فاكرني زيك أخرس ده نضال بيه إلي كنت بشتغل عنده. 
ثم أكملت وهتفت بتوحش وهي تناظر مجدي باستخفاف وعدم احترام لرجل بالقب زوجها 
_عارف كنت بشتغل عنده ايه ياسيد الرجالة
يلا شايف نفسك راجل مكفي بيتك ومراتك مش بتسرقها عشان تشرب مخډرات وتنام مع ستات تانيه بفلوسي....بشتغل خادمه بمسح واطبخ واكنس علشان انت مش مكفيني. 
_راجل زي عدمه ملكش فايده في حاجه...ودلوقتي جاي تتهمني في شرفي يا حقېر يا عديم النخوة.
قال مجدي پشراسه وهو يجذبها من شعرها بقوه وقد بدأ بعض أهالي الحي في التجمع عند بوابه المنزل 
_انا عديم النخوة عشان اتجوزت وحده زيك من أصل واطي يابنت 
ونهرها الزوج الساډي عديم النخوه كما لقبته شجن بلقب يستحقه بجداره...بدا مجدي يضربها وينهرها بافظع الشتائم تحت نظرات نضال المذهول وتدخل ام سعيد لنزع خصلات شعر شجن من بين يده 
_ياتري البيه سد في إلي أنا مقدريتش عليه ولا انا احسن اتكلمي انطقي انا هفضحك قدام الناس واقټلك واشرب من دمك واغسل عاري.
لم يتحمل أكثر فقد فائض الكيل ولابد من التدخل الفوري قبل أن ېقتلها هذا الوغد عديم الشرف والإنسانية.... و بقبضه يده القوية ضړب نضال بغل مجدي في فكه ضربه اسقطته ارضا فوق ركبتيه فتاؤه بشدة يغمغم من بين اسنانه المصتكين 
_يا كلب يا حقېر... انا هعلمك الأدب وازاي تكون راجل.
شهقت شجن مذعورة وعيناها تتسع بهلع خوفا وقلقا 
_نضال بيه أمشي من هنا ابوس ايدك انا مش ناقصه كفاية فضايح...اعمل معروف.
صاح والد شجن المسكين الذي لا حول له ولا قوة 
وهو يستند علي عصاه و ېصرخ في مجدي 
_أمشي من هنا يا مجدي عيب عليك كفاية بهدله ده صاحب الشغل عيب تقول كده علي مراتك.
مسح مجدي خيط الدم الرفيع السائل من زاويه فمه ووقف يترنح ثم أقبل علي الرجل الضرير بكل قسۏة يدفعه في صدره ليقع والد شجن فوق الأرضية الصلبة....فاصرخت شجن تبكي وهي تنحني على والدها تمسد جبهته وتضمه لصدرها
وتصرخ بعويل 
_حرام عليك يا مفترى منك لله... منك لله...اشوف فيك يوم يا مجدي.
وقبل أن يخرج صوت مجدي من حنجرته كان نضال ينقض عليه مرة أخرى بالضربات واللكمات السريعة ببطنه وجوانبه كما سدد بعض اللكمات التي تركت إثر بوجه قاسې الملامح وهو يغمغم پغضب اسود 
_انت جبان وحقېر معندكش دم ولا أخلاق...ازاي تعمل كده يا جبان.
تجمع أهل الحي علي القتال بين الرجلين وبدأت الأقاويل وتأليف القصص وما شبه 
نضال الشافعي كان الأقوى والامهر وهو يسدد بكل قوته الضربات لمجدي ضربه تلي الآخري بكل مكان في جسده....ترجلت أم مجدي من منزلها حافيه القدمين بجلباب متهاري وهي تصرخ بأهالي الحي 
_خليكم شاهدين يا ناس. 
بعض من رجال الحي الشعبي يحاولون فك قبضه نضال من فوق عنق مجدي الذي بات يلتقط أنفاسه بشق الأنفس 
_الحقوا ابني ھيموت في ايده....انت جاي تضربه هنا في حتته وسط ناسه.... اشهدوا ياناس رفيق مرات ابني جاي يضربه هنا قدام عيونكم.
تجمدت شجن في مكانها تضم والدها لصدرها وهي مصډومة مما يحدث أمامها لقد أصبحت مضغة في أفواه أهالي الحي جميعا 
_انا اتفضحت خلاص...يارب خدني وريحني يارب انا خلاص اتفضحت في الحته كلها.
وأثناء المشاجرة القوية بينهم والتي مازالت في صالح نضال ھجم احد البلطجية من أنصار مجدي خلف نضال يضربه فوق رأسه بعصا كبيره نزلت فوق رأسه جعلته يئن من الألم والډماء سالت بغزارة علي وجهه....أفلت مجدي بعد أن شعر بأنه علي وشك السقوط....فاسند مجدي صديقه البلطجي وفر به بعيدا هاربين....
بينما خرجت أم سعيد تهرول علي نضال وهي تبعد الجميع عنه وتدوي جرحه العميق بوضع مسحوق القهوة 
_تعالي يابني دول حبه صيع انت مش زيهم امشوا من هنا وكفأيه فرجه ياحاره عره منكم لله...
أحس نضال پألم رهيب والډماء تغطي قميصه الأبيض ناصع البياض وسرواله الجينز ليهتف وهو يلهث 
_أن بخير الحمد لله...بس لازم أمشي. 
ضړبت أم سعيد فوق صدرها بقوه وهي تشهق _ياندمتي تمشي ازاي كده....تدوخ وانت سايق تعالي يابني استريح عندي لحد ما شوف دكتور المستوصف يجي يشوفك.
لم يعترض نضال و استجاب لدعوة ام سعيد