لن استسلم الكاتبة سارة سعد
أهل الحارة بفخامتها و حجمها وجعلت الجميع يلتفت باستغراب ويتسأل من هذا الغريب الثري زائر حارتهم الشعبية
توقف أمام دكانه صغيره وفتح زجاج سيارته و اخرج رأسه وهو يرتدي نظارة شمسية ثمنها اغلي بكثير من هذا الدكان الذي توقف أمامه.....ليسأل بصوت راقي متحضر بعد أن القي التحية على صاحب الدكان
_السلام عليكم لو سمحت يا حاج فين بيت الست أم سعيد قريب من هنا
خرج صاحب الدكانة مبهور برجل الوسيم الثري صاحب السيارة الفاخرة ليهتف بترحيب
_وعليكم السلام يابني انت عايز أم سعيد الدايه ولا الحاجه أم سعيد.
أصاب التلبك نضال قليلا ثم صمت لوهله يفكر
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتلع ريقه الجاف وهو يسأل بصوت رزين اجش _انا عايز الحاجه أم سعيد جاره شجن...اقصد انسة شجن.
ارتسمت علي صاحب المحل الفضولي علامات الاستغراب ليقل بمكر وهو يبرم شاربه العريض ضاحكا
_اااه الحاجه أم سعيد هو انت عايزها ولا عايز شجن اقصد انسة شجن في ايه يأبيه .
هز نضال رأسه بعدم اهتمام والتوتر شفتيه بابتسامة جانبية يكمل
_هو فين لو سمحت البيت
اشار الرجل الي منزل متهالك في زاويه الحارة يتكون من عده طوابق وشرفات ضيقه
_البيت إلا هناك هي ساكنة في الدور الاول...وفي الشقة إلا قصدها علي طول شقه عم مصطفي أبو شجن يا بيه.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
استرها علينا يارب ومتفضحش ولايانا...
يبقا الكلام الإ بيتقال صح بقا ياناس البت دارت علي حل شعرها قال انسة قال عندها حق الست
أم مجدي.
تشدقت السيدة بالعلكة وقد لمعت عيناها بالفضل
_هو بيسال علي مين يا عم ضاحي البيه ده وايه الا حدفه على حارتنا.
هز الرجل رأسه يسبح بالاستغفار بعد أن اغتاب متعلل بالفضيلة
_علي شجن بنت مصطفى ياستي...استغفر الله العظيم وعامل نفسه بيسال علي أم سعيد قال.
_شوفت البنات الكلام عيب ياعم ضاحي الواحد بيسمع عليها كل يوم حكاية شكل بس الواحد مالوش دعوة احنا عندنا بنات ياخويا.
تركت الجارة محل البقالة لتتوجه الي منزل أم مجدي مباشره لنقل الحدث بحذافيره.......
توقفت سيارة نضال أمام منزل شجن ليترجل منها نضال بكل هيبة ووسامه وعينيه تلمعان بمزيج من الحنان والاشتياق الغريب للقائها والاعتذار منها علي ما اقترفه من خطأ....
اخذ ينظر حوله باهتمام و دخل من بوابه المنزل المنخفضة حتي كاد أن يصطدم بسقف البوابة القصيرة نسبة الي طوله المهيب الټفت حوله ليجد نفسه أمام بابان لم يميز أي منهم هو باب منزلها ولكنه طرق إحدى البابان بتوتر شديد ينتظر أن تطل عليه وتناظره بعينها الرمادية الساحرة وبعد وقت ليس بقصير سمع صوت رجل يهتف
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فتح نضال باب الشقة بترقب شديد ليجد رجل مسن خمسيني العمر وبرغم تجاعيد وجه إلا أنه يبدو رجل بوجه كريم معمور بالإيمان والتقوى يجلس فوق اريكه خشبية بمنتصف صاله صغيره وبجانبه سرير خشبي يرقد فوقه طفل صغير معصب الرأس بلفات بيضاء...وقد علم نضال فورا انه بيتها وهذا الرجل الضرير الذي يستند فوق عصاه هو والدها والطفل الصغير الذي نظر له بتراقب شديد ثم لاحت فوق شفتيه ابتسامه بريئة هو اخيها علاوة علي ذلك دقات قلبه الذي كاد أن يخرج من مكانه و هو يعلن عن اشتياقه اليها بشده
سأل والد شجن بصوت قلق بعد أن استنشاق رائحه عطر نضال القوية
_مين انت ....مين يا على.
أجاب علي ومازالت ابتسامته البريئة ترتاح فوق شفتيه
_مش عارف يا بابا مين ده...حضرتك عايز مين
سأله على بصوت منخفض يدل على تربية واحترام الكبير ...فأجاب نضال بصوته الرخيم
وهو يقترب من والد شجن ويرد على ابتسامة
الطفل وسيم الملامح بابتسامة أخرى حنونه
_السلام عليكم...ارتاح لو سمحت يا حاج انا نضال الشافعي إلا..
أكمل علي سريعا نيابة عنه وهو يحاول الوقوف باحترام
_حضرتك إلا شجن اختي بتشتغل عنده
وبعد وقت قصير....
لقي نضال الترحيب والاحترام الشديد من والد الفتاه التي حاول ان يصب غضبه عليها ويفترس براءتها وأيضا من الصغير ذات الملامح البريئة استحقر نفسه كثيرا ولعڼ شكه واضطرابه النفسي لما فعلوا بشجن علي ما يبدو أنها لم تلفظ بحرف مما حاول فعله بها واحتفظت بالإهانة لنفسها
جلس نضال بجانب والد شجن وعلي يتحدث في أمور كثيره بعد أن سأل عن شجن وعلم أنها تتسوق مع أم سعيد....ليقل الأب الضرير بخجل شديد _معلش يا بني متزعلش... انا عارف ان شجن
سابت شغلها عندك فجاه بس الظروف بقا زي مانت شايف.... هي مقدريتش تسبني انا وعلي
مده طويله وكمان رجعت شغلها في المصنع.
تنحنح نضال يجلي صوته وهو يشعر بدلو مثلج ينزل فوق رأسه ببطء حتي تكلم علي بجمود وهي يزم شفتيه الصغيرة
انا مكنتش عايز اختي تسيب شغلها وترجع تأني عند الراجل ده في المصنع.... لو سمحت يا عمو رجع شجن تاني الشغل عندك.
غمغم الأب بصوت خاڤت في صغيره الرجل الصغير الذي يشعر بالقلق على أخته وما تتعرض له من أذى
بس يا علي عيب.
قرب نضال بين حاجبيه العريضان وقد تملك منه العبوس المصاحب لقلق نهش جوانب صدره و سأل علي باهتمام
_ليه يا على بيعمل ايه الراجل ده لشجن هو بيتعرض لها في حاجة.
هتفت بصوت مسموع غاضب النبرة
_يووو ياخالتي قولتلك مفيش حاجه بس مش عايزه اشتغل تأني في البيت ده.
همست بتلعثم وهي تتذكر هجوم نضال عليها كالنمر الشرس وتجمعت الدموع داخل مقلتيها _نضال بيه عصبي..... وكمان الست كريمة طول النهار شخط ونطر وعلي ايه ۏجع القلب والإهانة
كل شوية...شيل ده من ده.
ضمت أم سعيد شفتيها بنزق وهي تتفقد بعض حبات الطماطم لشراء
_الطماطم غاليه ليه كده الدنيا بيقت مولعه ڼار ارحمنا يارب الغلبان يعيش ازاي.
ثم اكملت بنفس نزقها علي سعر الطماطم وصاحت في شجن التي تسير خلفها تحمل أكياس الخضروات
_انتي يابت هبله عايزه تشتغلي عند سلطان المفتري إلا عينه منك في الرايحه والجايه وتبقي قدام الزفت مجدي إلا مش عايز يطلقك قال ايه بعض ما تدفعي له....دفعته عربيه قدمها يارب وتسيبي العز ده والمرتب الكبير صحيح وش فقر
ياختي استحملي الراجل زي النسمة.
حملت شجن باقي أكياس الخضروات من جارتها كما تحمل همها وبؤسها بين نبضات قلبها و تسال حالها
هل هي هربت بالفعل من نضال بسبب ما فعله معاها أم أنها هربت من انجذاب شديد لرجل امتزجت فيه كل ايقونات الرجولة والوسامة الشديدة الغريب بأمرها أنها تشعر بوخزات لذيذة واشتياق غير محدود وهي تفكر فيه الأمر ليس بيدها فهي لم تعرف معني الحب أو الإعجاب حياتها كانت معلقه برجل حيوان غريب الأطوار مغتصب ساډي لا يعرف إلا العلاقة الغير مشروعه واهانت جسدها الصغير قبل قلبها....
رجل تبلدت مشاعرها علي يده وأصبحت معه
چثه عفنه تلبي احتياجاته فقط وجاء هذا النضال
وتسرب