رواية بقلم هدير نور
لديه
اسف علي الازعاج يا راجح باشا بس حبيت اعرفك ان البضاعة هتوصل بكره الصبح مش بليل زي العادة
اومأ راجح برأسه قائلا بهدوء
تمام يا عم حكيم عرف بقي العمال علي الميعاد و بلغهم انهم اول ما يخلصوا نقل البضاعة للمخزن الكل يروح مش لازم يسهروا و اليوم محسوب لهم
ابتسم حكيم بفرح قائلا
ربنا يجبر بخاطرك يا بني دايما يارب زي ما كل مره بتجبر بخاطرنا
استأذن انا بقي
ثم خرج سريعا تاركا كلا من راجح و توفيق يتناقشون حول ايجاد حل للديون المتراكمة علي المحل الخاص ببيع السيارات الذي يملكه توفيق
بعد عدة ساعات
كانت صدفة لازالت جالسة تصنع الشطائر و تقوم ببيعها للعمال وغيرهم من الاشخاص الماره عندما رن هاتفها ترددت قليلا
قبل ان تجيب عندما رأت رقم وكالة عابد الراوي فور تذكرها لطريقة تعامل راجح الراوي معها بالصباح لكنها بالنهاية اجابت فوكالة الراوي من اكبر الوكالات الممتلئة بالعمال والتي لا ترغب ان تخسرهم بالطبع اجابت علي مضض لتجد احدي العمال يمليها احدي الطلبات لتردد خلفه محاولة حفظ الطلب
توقفت قليلا قائلة بتردد
بقولك اية يا عم صقر هي الطلبات دي لمين يعني لراجح باشا ولا لمين
اجابها صقر بنفاذ صبر
للحاج عابد و انجزي يا صدفة انتي عارفة انه مش بيحب التأخير
غمغمت سريعا و هي تشعر بالراحة بان الشطائر ليست لراجح الراوي فقد كانت لا ترغب بمقابلته
حاضر ياعم صقر ثواني و هيكون الاكل عنده
كان عابد الراوي جالسا علي المكتب بينما ولده الاكبر راجح يجلس في المقعد الذي امامه
غمغم عابد پحده وڠضب
يعني ايه تدي العمال اجازه نص يوم و بأجر كامل ليه ان شاء الله فاتحنها تكيه لاهلهم ولا ايه
اجابه راجح بهدوء بينما يفحص احدي الاوراق التي بيده
يا حاج العمال لازم ترتاح بعدين مفيش شغل لهم اقعدهم في المخازن ليه مش تعذيب هو
لا مش تعذيب بس هو مش مال سايب علشان تتحكم و تتأمر فيه علي كيفك الاجازه دي تتلغي فاهم
التقط راجح نفسا طويلا محاولا السيطرة علي غضبه وحتي لا يجيبه بطريقة تناسب طريقته المتعجرفة معه
لينجح بالنهاية بالسيطرة علي غضبه مجيبا اياه بهدوء
الاجازه مش هتتلغي يا حاج مش هطلع نفسي صغير قدام العمال بدي قرار الصبح و و ارجع فيه بليل
و لو انت عايز تلغيه اتفضل روح بلغهم انت بقرارك ده
ارتبك عابد فور سماعه ذلك غمغم سريعا بحنق
لا قايل ولا عايد اجازة اجازة
اومأ راجح برأسه بصمت فقد كان يعلم ان والده لن يجازف باخبار العمال بالغاءه للاجازة و يجازف بټدمير صورته امامهم التي يتباه بها كثيرا
طرقت صدفة باب المكتب و دلفت الي الداخل وعلي وجهها ترتسم ابتسامة لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها تلك فور رؤيتها لراجح الجالس مع والده بالمكتب فقد كانت تعتقد ان الحاج عابد
بمفرده
وضعت صحن الطعام امام الحاج عابد الذي كان منشغلا بالتحدث بهاتفه
بينما غمغم راجح بصرامة وهو لا يزال يتفحص بتركيز الاوراق التي بين يده غافلا عن تلك الواقفة بتجمد تتطلع اليه باعين متسعة بالارتباك
ناوليني الشاي
وقفت مترددة عدة لحظات قبل ان تتناول احدي اكواب الشاي و تضعه علي المكتب امام الحاج عابد
ثم تناولت الاخر و اتجهت نحو راجح واضعة اياه بين يده الممدوده لها لكن تصلب جسدها پخوف و ذعر فور ان اطبقت يده علي يدها بدلا من الكوب الزجاجي نفسه مما جعلها تنتفض متراجعة للخلف و هي تصرخ بفزع ليسقط الكوب من يدها ويتهشم علي الارض بعد ان انسكب بعضا من محتوياته علي ساق راجح الذي انتفض واقفا يلعن پعنف و هو ينفض السائل الساخن عن ساقه صارخا بها اهتزت له ارجاء المكان
ايه اللي انتي عملتيه ده يا بهي مة انتي مچنونة ولا ايه حكايتك بالظبط !!
هتفت بحدة بينما تتراجع الي الخلف
تستاهل علشان ايدك طويلة
لتكمل بحدة وهي ترمقه بنظرات مشټعلة بالڠضب و الازدراء
ايه فاكرني لقمة سهلة هتعقد تحسس و تلمس براحتك ولا ايه لا ده انا اڤضحك و اخ
قاطعها عابد الذي وقف هاتفا پحده و هو يضع هاتفه بعيدا ممررا نظراته بينهم
في ايه يا بت انتي ايه الهيصة اللي انتي عاملها دي
اجابته صدفة وهي ترمق راجح بنظرات تملئها الاشمئزاز
بشراسة وهو يهزها بقوة اكبر جعلت اسنانها تصطك ببعضها البعض
قسما بالله ان ما لمېتي نفسك لأدفنك حيه و ما هتسوي عندي جنية
جذبه والده للخلف بعيدا عنها هاتفا بحدة
اهدي يا راجح مش كده
ليكمل ملتفا الي صدفة التي التصقت بباب المكتب و وجهها شاحب من شدة الخۏف
اكيد ميقصدش اللي فهمتيه ده
قاطعه راجح هاتفا پحده اهتزت لها ارجاء
جري ايه يابا انت هتبررلها و لا ايه دي عيلة قليلة الادب و دماغها تعبانة
ربت عابد علي صدره محاولا تهدئته
اهدي مش كده
ليكمل ملتفا نحو صدفة
و انتييلا يا صدفة روحي علي شغك يلا
ظلت صدفة واقفة في مكانها بتصلب تتطلع باعين متسعة بالخۏف نحو راجح الذي كان اشبه بأسد ثائر علي وشك بأي لحظه مما جعلها تسرع بفتح الباب و الهرب من امامه سريعا
راقب راجح هروبها هذا باعين عاصفة محاولا التحكم في نفسه وعدم اللحاق بها فهو لا يصدق انها اتهمته تلك التهمة الحقېرة فقد لمس يدها بالخطأ حيث كان منشغلا بقراءة الاوراق التي كانت بين يده و لم ينتبه الي موضع يدها و بدلا من امساكه لكوب الشاي امسك يدها
ابتعد عن والده و جلس بتثاقل علي المقعد
خلاص الوس اخه اتملكت منك مش عارف تمسك نفسك حتي قدام ابوك لا و مع مين مع بياعة الطعمية
قاطعه راجح بحدة و صدمة في ذات الوقت
وس
اخة!! ليه هو انت مصدق ان انا ممكن اعمل حاجة زي دي
التف عابد حول المكتب و جلس علي مقعده قائلا بنبرة غليظة حادة يتخللها التهكم
و مصدقش ليه مش بيقولك ابن الوز عوام و انت ابوك كان اي
ثم توقف عن تكملة باقي جملته قائلا بنبرة ذات مغزي هو يتطلع بحدة نحو راجح الذي تصلب جسده بقسۏة فور سماعه كلماته
ولا مالوش لزوم
ليكمل بصوت يملئه الڠضب والحسړة
بس الظاهر انك عمرك ما اعتبرتني ابنك ولا عمرك عرفتني
انهي راجح كلماته تلك مندفعا نحو باب الغرفة ينوي المغادره قبل ان يفقد اعصابه و يفعل شئ قد يندم عليه
متزعلش مني يا بني انت عارف اني مقصدش انا بس اضايقت لما البت دي قالت كده عليك
ليكمل وهو يربت علي ظهره بقوة
بعدين ازاي تقول ان عمري ما اعتبرتك ابني ده انا واخدك في من و انت لسه حتة لحمه صغيره مكنتش كملت يوم علي وش الدنيا
ضغط علي كتفه قائلا بارتباك و توتر محاولا استمالته و امتصاص غضبه
ده انت ابني و نور عيني اول فرحه ليا و مسلمك مالي و حالي كله
ربت عابد علي ظهر راجح عندما ظل الاخير صامتا قائلا و علي وجهه ترتسم ابتسامة بينما يوجهه نحو المكتب
يلا يلا