رواية جوازه نت بقلم مني لطفي
والد منة وابتسامة وقورة تزين وجهه وهو يطالع زوجته الجالسة بجواره فرحة لموافقة ابنتها فهو عريس لا يعوض
لا يا بني ما ينفعش انهرده احنا كمان لازم نبقى مستعدين لاستقبال عيلتك الكريمة وبعدين لازم مامتك واخواتك يشرفونا كمان
قال سيف برجاء
ما هو اخواتي البنات هييجوا في الفرح المشكلة انهم متجوزين وظروفهم يمكن ما تسمحش انما والدتي ممكن تيجي بس يا عمي احنا مش ضيوف معندكوش شاي كوبايتين شاي من ايد حماتي هتبقى ممتازة وشاي ليه انا هجيب معايا دستة شربات ضحك الوالد واجاب
أجاب سيف بقلق
ما هو يا عمي اسمح لي انا شايف انه يبقى فرح على طول حضرتك عارف اكتر مني ان منة ما كانتش موافقة على مبدأ الجواز من الاساس
قال الأب
ايه خاېف تغير رأيها
أجاب سيف بثقة
لا يا عمي ان شاء الله مش هتغير رايها بس انا مش بحب فترة الخطوبة تطول
عندك حق عموما التفاصيل دي هنتفاهم فيها لما تشرفونا بالزيارة انت ووالدك
تبادل سيف والوالد التحيات قبل ان يغلق سيف الهاتف متنفسا بعمق وقد أشرق وجهه الوسيم بابتسامة واسعه وهو يقول في نفسه
واخيرا يا منة هتبقي حرم سيف الدين عبد الهادي مراتي أنا وبرقت عيناه وهو يتابع بلهجة قوية كمن يدلي بقسم عظيم متعهدا في نفسه
لم يستطع سيف رؤية منة بعد ان أبلغه والدها بموافقتها فما ان انطلق اليها في المكتب حيث تعمل حتى فوجيء بزميلاتها يخبرنه انها قد انصرفت مبكرا اليوم فكر سيف متفكها
بتهربي يا منة وهو كذلك بس مش هتعرفي تهربي مني كتير
جاء اليوم التالي وقد انقلب منزل عائلة منة رأسا على عقب فقد أعلنت والدتها حالة الطواريء بالمنزل وقامت بطرد زوجها
انت عاوزة تجنينيني يا منة يا بنتي فيه عروسة عريسها جايلها هو وأهله وما تحبش تشتري فستان جديد ولا تروح للكوافيرة تظبط نفسها انا عمري ما شوفت كدا
آه فيه أنا وأديكي شوفتي يا ستي حقك تشكريني انه فيه حاجة ماشوفتهاش قبل كدا وانا كان ليا الشرف وورتهالك
وخوفا من الأم على صحتها وكي لا تعاني من ارتفاع في ضغط الډم مصحوبا بأعراض أزمة قلبية مع العلم أنها لا تعاني أيا منهما آثرت السكوت وعدم المجادلة وأصدرت فرمانها بحبس منة عبد العظيم في غرفتها حبسا انفراديا الى حين وصول الضيوف
أم محمود بدهشة بالغة
يا خراشي يا ست منة ادخل بدالك ازاي يعني
كادت منة ان تبكي بل وترقرقت الدموع بالفعل في عينيها المكحلتين باللون الاسود والذي أسبغ عليها جمالا رائعا فغدت كعيون الغزال البري قالت منة برجاء واستعطاف
علشان خاطري يا ام محمود مش هقدر أدخل لوحدى وماما مش هعرف أناديها حاسة انى زي ما اكون معروضة للبيع هيقعدوا يبصوا فيها ويفحصوا
كتمت ام محمود ضحكة كادت ان تفلت منها وهي تقول
الله يحظك يا ست منة لا هو انت فاكرة حماتك دي زي الست ماري منيب كدا هتقعد تشدك من شعرك وتديكي جوزة تكسريها باسنانك وكدا يا بنتي دول باين عليهم ناس أكابر وناس مأصلين بصحيح وبعدين سوى كنت بشعر أو قرعه انت عاجبه ابنهم وعاوزك يبقى خلاص
تبدلت نظرة منة من التوسل الى الحنق وقالت بزمجرة حانقة
خلاص خلاص ولا
الحوجة لحد هي يعني كانت مۏتة ولا أكتر ثم جذبت نفسا عميقا وقالت في سرها
استعنا على الشقا بالله ودخلت بقدمها اليمنى كما أوصتها أمها سابقا وأم محمود الآن
كان سيف أول من شاهدها فصمت عن الحديث بغتة لينتبه الموجودون لسبب صمته المفاجيء ذاك والمتمثل في ملاك بدون جناحين يدخل إليهم كادت منة أن تتوارى خجلا من شدة بحلقتهم بها كانت طلتها ملائكية بفستانها الابيض الحريري منسدلا على قامتها حتى كاحلها ويتداخل معه قماشا من الشيفون الأسود من الجزء السفلي وحذاء أسود عال الكعب ووضعت وشاحا فوق رأسها أبيض اللون من الحرير الطبيعي يتداخل معه وشاح آخر من الساتان الأسود وكان الحجاب موضوع بطريقة ساترة وجذابة واكتفت من الزينة بكحل أسود للعين وملمع شفاه زهري وخاتم صغير من الذهب الأبيض
ما شاء الله تبارك الرحمن جمر تعالي جاري اهني يا بنيتي
جلست منة في المنتصف بينها وبين والدتها فيما نظر اليها الشيخ عبد الهادي وقد راقه احتشامها فكان يخشى أنت تكون كفتيات هذه الايام حيث السفور والتبرج المبالغ به ولكنه يعلم أن سيف ولده لم يكن ليرضى بهذه الاشياء فهو وإن كان يتحدث بلسان أهل المدينة وظاهره يواكب الموضة والعصر ولكنه من الداخل صعيدي حتى الصميم وجه الشيخ عبدالهادي حديثه اليها بصوته الوقور المتزن
ربنا يحميكي يا بنيتي ويحفظك من كل شړ ثم الټفت الى والدها الجالس بجواره متابعا
ما شاء الله يا حاج عبد العظيم بنتك جمال وأخلاج عاليه اجابه عبد العظيم فخورا بإبنته التي حصلت على اعجاب أهل خطيبها من اللحظة الاولى
ربنا يخليك يا شيخ هي بنتك بردو
قال الأب بحماس
أومال معزتها كيف معزة بناتي تمام تنحنح سيف قليلا وقال موجها حديثه الى والده وناظرا الى والد منة بينما احمد يتابع أخته بنظرات محبة فخورة
بقول يا حاج ندخل في المهم
ضحك الجالسون وقال الشيخ بلهجته الصعيدية المحببة
مستعجل جوي شكلك إكده ثم تابع بابتسامة
عموما يحج لك تستعجل عروسة زي الجومر زييها
تبجى خاېف لا تروح منييك وآني متلهف جبل منك أنها تكون مرات ولدي وبنتي الخامسة ثم وجه حديثه الى عبد العظيم قائلا بابتسامة كبيرة
احنا يا حاج عبدالعظيم طالبين الجرب منييك ولدي سيف عاوز يتزوج بسلامتها بنتكم منة
قال عبدالعظيم بابتسامة هادئة
ومنة بنتك يا شيخ وسيف في معزة أحمد ابني تمام وانا مش هلاقي ناس زيكم أتشرف بنسبهم وأطمن على بنتي الوحيدة معهم
قال الشيخ بسرور وهو يوميء برأسه ايجابا
يبجي على خيرة الله وكافة طلباتك وطلبات العروسة مجابة انا معنديش أعز من ولدي ويشهد ربنا انها دخلت جلوبنا ومعزتها من معزة ولدنا المهر اللي تجول عليه والشبكة وكافة شيء وعلى فكرة سيف هو اللي مصمم انه يتكفل بكافة مصاريف زواجه مع ان ربنا موسعها علينا لكن هو الله يهديه راكب دماغه ومحكم رايه انه هو اللي هيتكفل بكل حاجه راجل من يومه قال الشيخ عبد الهادي عبارته الاخيرة بفخر شديد بإبنه الوحيد وهو يربت على كتفه تحدث عبدالعظيم قائلا بابتسامة صغيرة
وانا يا شيخ عبدالهادي مش طالب غير انه يعاملها بما يرضي الله زي ما رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال ما معناه في الحث بتحري الزوج المسلم صحيح الدين في زواج بناتنا إن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لم يهنها صلى الموجودون على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام نظر سيف الى والده بنظرة يعلم معناها جيدا فحرك والده رأسه بهزة طفيفة بالمقابل لم ينتبه اليها الحاضرون وقال
بجول ايه يا حاج عبدالعظيم طالما احنا اتفجنا على كل حاجه تجريبا يبجى انا بجول خير البر عاجله ايه رايك نكتب الكتاب وأهو تبجى مرته شرعي برضيكي يعني علشان يكونوا براحتهم يتحدتوا سوا هما الاتنين على حسب ما عرفت من ولدنا ابيشتغلوا في نفس المكان فيبجوا يروحوا وييجوا سوا أنا أضمن لك سيف ولدي برجبتي لكن نفوس الناس سو ممكن حد يجول حاجه ولا يتحدت بكلمة اكده ولا اكده جولت ايه يا حاج
نظر عبدالعظيم الى زوجته والتى اعتلى وجهها علامات الحيرة ونقل نظره الى ابنته التي شحبت فجأة ونظرت اليه وعلامات الرفض تلوح في مقلتيها والتى انتبه اليها احمد الذي تدخل رغبة منه في ايجاد حل يرضي الطرفين
بصراحه عندك حق يا شيخ عبدالهادي بس
الحلقة الخامسة
طالعت منة بنصر يدها اليمنى وابتسامة تختلج على محياها الفاتن بينما
يتخضب وجهها حياءا وقد غشيت عيناها نظرة حالمة شاردة تتذكر ما حدث منذ سويعات قليلة
بعد أن إنتهى الجميع من تبادل التهاني صدح صوت سيف مستأذنا حماه المستقبلي في رغبته بتقديم هدية لعروسه وافق الأب وسط الزغاريد التي انطلقت من أمها وأمه تشاركهما أم محمود والتي دخلت بصينيه كبيرة صفت فوقها كؤوس شربات الورد كالعادة في مثل هذه المناسبات أفسحت زينب لولدها ليجلس بجوار عروسه بينما وقفت هي بجانب ابنها وهى تقول ببهجة عارمة فرحة بوحيدها وبعروسه الفاتنة
أجعد إهنه يا عريس بعد إذنك يا حاج عبدالعظيم العريس هيلبس عروسته هديته وافق الاب بهزة من رأسه بينما تحدثت الأم الواقفة بجوار ابنتها بسعادة وهي ترى هدية سيف لابنتها والتي تنم عن فخامة ورقي في الذوق
تسلم يا سيف يا ابني زوقك حلو بصحيح
كانت الهدية عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض مطعم بفصوص صغيرة من الألماس يحمل فوقه فراشة رقيقة من الذهب الأصفر بعد أن وضعه في بنصر يدها اليمنى والذي ناسب قياسها تماما وكأنه مصنوع خصيصا من أجلها همس سيف لها بصوت منخفض
اول ما شوفته قلت هو دا لونه ابيض زي قلبك والفراشة دي زيك بالظبط رقيقة وتسحر العقول
لم تستطع منة الرد وكاد وجهها أن ينفجر لشدة الخجل قام أحمد بتسجيل هذه اللحظات السعيدة بآلة التصوير الرقمية الخاصة به بعد ذلك دعا والديها سيف وعائلته للانتقال الى غرفة الطعام لتناول طعام العشاء والذي كان معاناة بجميع المقاييس بالنسبة الى منة والتى جلست بجوار سيف بترتيب من أمها طالعت منة أمها باستغراب فقالت تلك الاخيرة بضحك
اقعدي جنب عريسك يا منون سماح انهرده بس انما بعد كدا ما فيش لغاية كتب الكتاب ليعلو صوت سيف مرحا
طيب أنا بقول نكتب من بكرة ايه رأيكم التفتت اليه منة شاهقة بدهشة في حين غمز أحمد قائلا بخبث
ايه يا عريس هو سلق بيض مش على طول كدا
نظر سيف اليه من تحت جفونه بنصف عين وقال بمرح مفتعل
مش الكبار اتفقوا يبقى خلاص وعموما ريح