الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية جوازه نت بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 11 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


والد منة وابتسامة وقورة تزين وجهه وهو يطالع زوجته الجالسة بجواره فرحة لموافقة ابنتها فهو عريس لا يعوض
لا يا بني ما ينفعش انهرده احنا كمان لازم نبقى مستعدين لاستقبال عيلتك الكريمة وبعدين لازم مامتك واخواتك يشرفونا كمان
قال سيف برجاء
ما هو اخواتي البنات هييجوا في الفرح المشكلة انهم متجوزين وظروفهم يمكن ما تسمحش انما والدتي ممكن تيجي بس يا عمي احنا مش ضيوف معندكوش شاي كوبايتين شاي من ايد حماتي هتبقى ممتازة وشاي ليه انا هجيب معايا دستة شربات ضحك الوالد واجاب

لا يا بني ما يصحش وبعدين انت بتتكلم في الفرح ولسه الخطوبة ما اتعملتش عموما هنستناكم بكرة ان شاء الله
أجاب سيف بقلق
ما هو يا عمي اسمح لي انا شايف انه يبقى فرح على طول حضرتك عارف اكتر مني ان منة ما كانتش موافقة على مبدأ الجواز من الاساس
قال الأب
ايه خاېف تغير رأيها
أجاب سيف بثقة
لا يا عمي ان شاء الله مش هتغير رايها بس انا مش بحب فترة الخطوبة تطول
أقر الوالد كلامه
عندك حق عموما التفاصيل دي هنتفاهم فيها لما تشرفونا بالزيارة انت ووالدك
تبادل سيف والوالد التحيات قبل ان يغلق سيف الهاتف متنفسا بعمق وقد أشرق وجهه الوسيم بابتسامة واسعه وهو يقول في نفسه
واخيرا يا منة هتبقي حرم سيف الدين عبد الهادي مراتي أنا وبرقت عيناه وهو يتابع بلهجة قوية كمن يدلي بقسم عظيم متعهدا في نفسه
باباكي خاېف تغيري رأيك وكأنى هسمح بكدا انت خلاص وافقت والجواب دا نهائي مايقبلش النقاش
لم يستطع سيف رؤية منة بعد ان أبلغه والدها بموافقتها فما ان انطلق اليها في المكتب حيث تعمل حتى فوجيء بزميلاتها يخبرنه انها قد انصرفت مبكرا اليوم فكر سيف متفكها
بتهربي يا منة وهو كذلك بس مش هتعرفي تهربي مني كتير
جاء اليوم التالي وقد انقلب منزل عائلة منة رأسا على عقب فقد أعلنت والدتها حالة الطواريء بالمنزل وقامت بطرد زوجها
وابنها بغية شن حملة نظافة واسعة النطاق تساعدها فيها ام محمود أما منة فأمرتها بملازمة حجرتها وعدم الخروج منها بعد أن فشلت في دفعها للذهاب لابتياع ثوبا جديد وزيارة صالون التجميل فقد رفضت منة رفضا باتا معللة أنها زيارة عادية ولا يوجد داع لمثل هذه الامور صړخت فيها أمها
انت عاوزة تجنينيني يا منة يا بنتي فيه عروسة عريسها جايلها هو وأهله وما تحبش تشتري فستان جديد ولا تروح للكوافيرة تظبط نفسها انا عمري ما شوفت كدا
منة بطبيعية شديدة
آه فيه أنا وأديكي شوفتي يا ستي حقك تشكريني انه فيه حاجة ماشوفتهاش قبل كدا وانا كان ليا الشرف وورتهالك
وخوفا من الأم على صحتها وكي لا تعاني من ارتفاع في ضغط الډم مصحوبا بأعراض أزمة قلبية مع العلم أنها لا تعاني أيا منهما آثرت السكوت وعدم المجادلة وأصدرت فرمانها بحبس منة عبد العظيم في غرفتها حبسا انفراديا الى حين وصول الضيوف
وصل سيف برفقة عائلته وتم التعارف بين العائلتين كان والد سيف عبد الهادي رجل صعيدي بمعنى الكلمة بهيئته وزيه التقليدي وعباءته الفخمة التي توشي بثراءه كما كانت الأم زينب بعباءتها السمراء التقليدية ولكنها من القماش الفاخر وصفا من الأساور الذهبية العريضة والتي كانت تصدر رنينا كلما حركت صاحبتها يديها
أم محمود بدهشة بالغة
يا خراشي يا ست منة ادخل بدالك ازاي يعني
كادت منة ان تبكي بل وترقرقت الدموع بالفعل في عينيها المكحلتين باللون الاسود والذي أسبغ عليها جمالا رائعا فغدت كعيون الغزال البري قالت منة برجاء واستعطاف
علشان خاطري يا ام محمود مش هقدر أدخل لوحدى وماما مش هعرف أناديها حاسة انى زي ما اكون معروضة للبيع هيقعدوا يبصوا فيها ويفحصوا
كتمت ام محمود ضحكة كادت ان تفلت منها وهي تقول
الله يحظك يا ست منة لا هو انت فاكرة حماتك دي زي الست ماري منيب كدا هتقعد تشدك من شعرك وتديكي جوزة تكسريها باسنانك وكدا يا بنتي دول باين عليهم ناس أكابر وناس مأصلين بصحيح وبعدين سوى كنت بشعر أو قرعه انت عاجبه ابنهم وعاوزك يبقى خلاص
تبدلت نظرة منة من التوسل الى الحنق وقالت بزمجرة حانقة
خلاص خلاص ولا
الحوجة لحد هي يعني كانت مۏتة ولا أكتر ثم جذبت نفسا عميقا وقالت في سرها
استعنا على الشقا بالله ودخلت بقدمها اليمنى كما أوصتها أمها سابقا وأم محمود الآن
كان سيف أول من شاهدها فصمت عن الحديث بغتة لينتبه الموجودون لسبب صمته المفاجيء ذاك والمتمثل في ملاك بدون جناحين يدخل إليهم كادت منة أن تتوارى خجلا من شدة بحلقتهم بها كانت طلتها ملائكية بفستانها الابيض الحريري منسدلا على قامتها حتى كاحلها ويتداخل معه قماشا من الشيفون الأسود من الجزء السفلي وحذاء أسود عال الكعب ووضعت وشاحا فوق رأسها أبيض اللون من الحرير الطبيعي يتداخل معه وشاح آخر من الساتان الأسود وكان الحجاب موضوع بطريقة ساترة وجذابة واكتفت من الزينة بكحل أسود للعين وملمع شفاه زهري وخاتم صغير من الذهب الأبيض
ما شاء الله تبارك الرحمن جمر تعالي جاري اهني يا بنيتي
جلست منة في المنتصف بينها وبين والدتها فيما نظر اليها الشيخ عبد الهادي وقد راقه احتشامها فكان يخشى أنت تكون كفتيات هذه الايام حيث السفور والتبرج المبالغ به ولكنه يعلم أن سيف ولده لم يكن ليرضى بهذه الاشياء فهو وإن كان يتحدث بلسان أهل المدينة وظاهره يواكب الموضة والعصر ولكنه من الداخل صعيدي حتى الصميم وجه الشيخ عبدالهادي حديثه اليها بصوته الوقور المتزن
ربنا يحميكي يا بنيتي ويحفظك من كل شړ ثم الټفت الى والدها الجالس بجواره متابعا
ما شاء الله يا حاج عبد العظيم بنتك جمال وأخلاج عاليه اجابه عبد العظيم فخورا بإبنته التي حصلت على اعجاب أهل خطيبها من اللحظة الاولى
ربنا يخليك يا شيخ هي بنتك بردو
قال الأب بحماس
أومال معزتها كيف معزة بناتي تمام تنحنح سيف قليلا وقال موجها حديثه الى والده وناظرا الى والد منة بينما احمد يتابع أخته بنظرات محبة فخورة
بقول يا حاج ندخل في المهم
ضحك الجالسون وقال الشيخ بلهجته الصعيدية المحببة
مستعجل جوي شكلك إكده ثم تابع بابتسامة
عموما يحج لك تستعجل عروسة زي الجومر زييها
تبجى خاېف لا تروح منييك وآني متلهف جبل منك أنها تكون مرات ولدي وبنتي الخامسة ثم وجه حديثه الى عبد العظيم قائلا بابتسامة كبيرة
احنا يا حاج عبدالعظيم طالبين الجرب منييك ولدي سيف عاوز يتزوج بسلامتها بنتكم منة
قال عبدالعظيم بابتسامة هادئة
ومنة بنتك يا شيخ وسيف في معزة أحمد ابني تمام وانا مش هلاقي ناس زيكم أتشرف بنسبهم وأطمن على بنتي الوحيدة معهم
قال الشيخ بسرور وهو يوميء برأسه ايجابا
يبجي على خيرة الله وكافة طلباتك وطلبات العروسة مجابة انا معنديش أعز من ولدي ويشهد ربنا انها دخلت جلوبنا ومعزتها من معزة ولدنا المهر اللي تجول عليه والشبكة وكافة شيء وعلى فكرة سيف هو اللي مصمم انه يتكفل بكافة مصاريف زواجه مع ان ربنا موسعها علينا لكن هو الله يهديه راكب دماغه ومحكم رايه انه هو اللي هيتكفل بكل حاجه راجل من يومه قال الشيخ عبد الهادي عبارته الاخيرة بفخر شديد بإبنه الوحيد وهو يربت على كتفه تحدث عبدالعظيم قائلا بابتسامة صغيرة
وانا يا شيخ عبدالهادي مش طالب غير انه يعاملها بما يرضي الله زي ما رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال ما معناه في الحث بتحري الزوج المسلم صحيح الدين في زواج بناتنا إن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لم يهنها صلى الموجودون على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام نظر سيف الى والده بنظرة يعلم معناها جيدا فحرك والده رأسه بهزة طفيفة بالمقابل لم ينتبه اليها الحاضرون وقال
بجول ايه يا حاج عبدالعظيم طالما احنا اتفجنا على كل حاجه تجريبا يبجى انا بجول خير البر عاجله ايه رايك نكتب الكتاب وأهو تبجى مرته شرعي برضيكي يعني علشان يكونوا براحتهم يتحدتوا سوا هما الاتنين على حسب ما عرفت من ولدنا ابيشتغلوا في نفس المكان فيبجوا يروحوا وييجوا سوا أنا أضمن لك سيف ولدي برجبتي لكن نفوس الناس سو ممكن حد يجول حاجه ولا يتحدت بكلمة اكده ولا اكده جولت ايه يا حاج
نظر عبدالعظيم الى زوجته والتى اعتلى وجهها علامات الحيرة ونقل نظره الى ابنته التي شحبت فجأة ونظرت اليه وعلامات الرفض تلوح في مقلتيها والتى انتبه اليها احمد الذي تدخل رغبة منه في ايجاد حل يرضي الطرفين
بصراحه عندك حق يا شيخ عبدالهادي بس
الحلقة الخامسة
طالعت منة بنصر يدها اليمنى وابتسامة تختلج على محياها الفاتن بينما
يتخضب وجهها حياءا وقد غشيت عيناها نظرة حالمة شاردة تتذكر ما حدث منذ سويعات قليلة
بعد أن إنتهى الجميع من تبادل التهاني صدح صوت سيف مستأذنا حماه المستقبلي في رغبته بتقديم هدية لعروسه وافق الأب وسط الزغاريد التي انطلقت من أمها وأمه تشاركهما أم محمود والتي دخلت بصينيه كبيرة صفت فوقها كؤوس شربات الورد كالعادة في مثل هذه المناسبات أفسحت زينب لولدها ليجلس بجوار عروسه بينما وقفت هي بجانب ابنها وهى تقول ببهجة عارمة فرحة بوحيدها وبعروسه الفاتنة
أجعد إهنه يا عريس بعد إذنك يا حاج عبدالعظيم العريس هيلبس عروسته هديته وافق الاب بهزة من رأسه بينما تحدثت الأم الواقفة بجوار ابنتها بسعادة وهي ترى هدية سيف لابنتها والتي تنم عن فخامة ورقي في الذوق
تسلم يا سيف يا ابني زوقك حلو بصحيح
كانت الهدية عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض مطعم بفصوص صغيرة من الألماس يحمل فوقه فراشة رقيقة من الذهب الأصفر بعد أن وضعه في بنصر يدها اليمنى والذي ناسب قياسها تماما وكأنه مصنوع خصيصا من أجلها همس سيف لها بصوت منخفض
اول ما شوفته قلت هو دا لونه ابيض زي قلبك والفراشة دي زيك بالظبط رقيقة وتسحر العقول
لم تستطع منة الرد وكاد وجهها أن ينفجر لشدة الخجل قام أحمد بتسجيل هذه اللحظات السعيدة بآلة التصوير الرقمية الخاصة به بعد ذلك دعا والديها سيف وعائلته للانتقال الى غرفة الطعام لتناول طعام العشاء والذي كان معاناة بجميع المقاييس بالنسبة الى منة والتى جلست بجوار سيف بترتيب من أمها طالعت منة أمها باستغراب فقالت تلك الاخيرة بضحك
اقعدي جنب عريسك يا منون سماح انهرده بس انما بعد كدا ما فيش لغاية كتب الكتاب ليعلو صوت سيف مرحا
طيب أنا بقول نكتب من بكرة ايه رأيكم التفتت اليه منة شاهقة بدهشة في حين غمز أحمد قائلا بخبث
ايه يا عريس هو سلق بيض مش على طول كدا
نظر سيف اليه من تحت جفونه بنصف عين وقال بمرح مفتعل
مش الكبار اتفقوا يبقى خلاص وعموما ريح
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 51 صفحات