ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
الشقة لعلها حدث لها شىء في الداخل وهي بمفردها.
ذهبت إليه مسرعة وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه أصرت فصعد معها وطرق الباب عدة مرات دون فائدة ثم اضطروا في النهاية إلى فتح الباب عنوة وقف في الخارج ودخلت هي تبحث عن إيمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاوية فخرجت في سرعة وهي تهتف به
طأطأ رأسه أرضا بأسف وقال بخفوت أنا السبب
قص عليها ما حدث بينهما في الحديقة فنظرت له مؤنبة وقالت ليه كده يا عبد الرحمن. ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده. دى أمانة عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك وإحساس بالذنب أهو اللى حصل بقى. أعصابى فلتت مني ڠصب عنى مكنش قصدى.
فتحت الباب فوجدته أمامها. أخذها بين ذراعيه فبكت. ربت على ظهرها في حنان وجلس بجوارها وقال
حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهي تبكى لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا.
قالت بصوت باكى معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى. أنا أقعد في جحر بس بكرامتى
عقد حاجبيه وزاد سخطه على ولده وقال بانفعال وكرامتك متصانة يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى أنت عاوزاه.
حاول ترضيتها قائلا حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه.
قالت إيمان بحرج بالغ لا
يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد
أذنك متقولش حاجة لإيهاب. حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع. أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أمسكت بيده وقالت برجاء معلش يا عمى سبنى على راحتى. وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن أنا سهله. المدرسة قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول معلش يا إيهاب سبنى براحتى. أنا كده هبقى مرتاحة أكتر. ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا
وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
نظر لها بعمق محاولا سبر أغوارها والله! وفكرانى هصدقك. ده أنت توأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى.
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة
وقالت يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
قال إيهاب متعجبا ليه أنت كمان. حد زعلك ولا ايه.
تكلمت مريم وهي تستشعر مشاعر
أكمل والده بانفعال متجاهلا حديثه عارف البنت قالت لاخوتها أيه. قالتلهم أنها قاعدة هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها. مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن إلى صوته قائلا .
كل ده ليه يابنى. الدنيا مبتوقفش على حد. أنت لسه في عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الأمور أحسن من كده. ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه في حب وقال
أنا عارفك يا عبد الرحمن. أنت راجل يابنى وهتعدى أى محڼة قدامك وهتبقى أقوى من الأول مليون مرة يابنى الضړبة اللى متكسركش هتقويك. وانت عضمك ناشف. ده انت اللى هتشيل الشيلة كلها من بعدى يابنى.
تناول كف أبيه وقبله وقال ربنا يديك طولت العمر يا بابا. ده احنا من غيرك منسواش حاجة. أرجوك متزعلش مني أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الأول
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول ربنا يبارك فيك يابنى. أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأة وكأنه قد تذكر شيئا فنظر إلى والده وقال متعرفش يا بابا المدرسة اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخرة وبعد حوالى الساعة أتصل به والده وطلب منه الحضور إليه قطع يوسف الممر إلى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول
أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال ها قولى بقى عملت أيه في بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف. زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى.
وأكمل بانفعال مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى. ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
يا بابا هي اللى ابتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الأعتذار فقال أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى. ولو عملتلى حاجة هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هي أشتكتلك مني أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح...
قال يوسف بأسلوب استعراضى أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى.
أشاح حسين بوجهه وقال بمكر دى مش طايقة تشوفك. ومهما عملت مش هتصفالك. انا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى أقدر ولما بحط حاجة في دماغى بعملها. ماشى
قال حسين بعدم اكتراث مدروس طب يالا روح شوف شغلك. لما نشوف.
أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه ابتسم والده. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق إلى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق في ذكاء شديد.
جلست إيمان في المساء على فراشها وهي تنظر إلى الزهرة المسكينة التي ألقى
بها على الأرض وتناولت الكوب الذي
وضعتها به وجعلت تنظر
إليها في شفقة وهي تتخيل شكلها وهي تدهس بالأقدام. مررت عليها أطراف أصابعها في رقة وتهمس لها همسا
متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه.
رفعت مريم الوسادة