روايه الثلاثه يحبونها
إلى جناحه.. يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره فى حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع فى إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا ..متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد..
..تتابع ما يفعله بذهول جزع تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياة..بينما دلف مراد فى تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدوره..توقف بجوار رحمة القابعة أرضا
رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها ..يشفق على أحزانها ..ويطمئنها على أختها..ولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل.. بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيي الذى أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده .. لتبدأ راوية فى إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها ..وهي تعقد حاجبيها پألم ثم تفتح عينيها ببطئ..زفر يحيي بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما فى غيابه..لابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ما..وتلك الدموع دليلا على ذلك..ليلتفت إلى رحمة پغضب ويتجه إليها بخطوات سريعة..تبدو على ملامحه كل إمارات الشړ..لتشعر رحمة لأول مرة بالخۏف منه
قالت رحمة بإضطراب
محصلش حاجة.
هدر قائلا
لأ حصل ودموع أختك دليل..هو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش
ڠصب عنى ..هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها.. أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها.
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وإيه هو الطلب ده
أطرقت برأسها أرضا قائلة
قال يحيي بعصبية
مادام تخص راوية تبقى تخصنى..راوية مراتى ولا نسيتى
قال مراد
اهدى بس يايحيي..الأمور متتاخدش بالشكل ده.
إلتفت إليه يحيي قائلا پغضب
قاطعته رحمة قائلة بحدة
من فضلك..لغاية كدة وكفاية..أنا مسمحلكش.
بتقولى إيهتسمحيلىطب لعلمك بقى ..تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر ..أقول اللى أنا عايزه فى بيتى يا..
يارحمة هانم.
رفعت رحمة
رأسها قائلة بإباء
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه..بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد..أنا ماشية من بيتك يا...
لتستطرد بسخرية قائلة
يايحيي بيه.
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحيي..بينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمت..لتقول راوية بضعف
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة ..موافقة على طلبى ولا لأ
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيي الذى يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة..لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة
مش وقته يا راوية الكلام ده ..هنأجله لوقت تانى.. إتفقنا
قالت راوية بإصرار
إتسعت عينا رحمة پصدمة..وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها فى حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيي من صډمته ويقول پغضب
إنتى بتقولى إيه ياراوية إنتى اكيد إتجننتى.
نظرت راوية إليه قائلة فى حزن
بالعكس أنا عقلت..مواجهتى للمۏت خلتنى أفكر بعقلى..مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة.. ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده..دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى.
فى تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون ..يدرك يحيي فى غيرة وڠضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات.. ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيي يقول بحدة موجها حديثه لراوية
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه
ده خالص..وتركزى فى مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتك..ومتستسلميش بالشكل ده..لو مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم.
أدمعت عينا راوية قائلة
متقوليش كدة..قلتلك إنتى هتعيشى ..مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى.
قال يحيي بحدة
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا.
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة
أنا كمان..مستحيل هوافق.
زفرت راوية فى يأس قائلة
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيي....
قاطعتها رحمة قائلة فى صدمة
إستنى يا راوية .
نظرت إليها راوية قائلة فى هدوء
أستنى إيه يارحمة
قالت رحمة فى يأس
أنا..أنا موافقة.
نظر إليها يحيي پصدمة يدرك أنها وافقت على الزواج منه بعد رفضها القاطع منذ قليل والذى مزق قلبه ولكن الڠضب الكامن
فى نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها ..أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة..ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك..لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة
وإنت يايحيي لسة رافض
قال يحيي پغضب
إنتوا اكيد إتجننتوا.. وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده..أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو..مش موااافق.
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة
التى أغروقت عيناها بالدموع قائلة
هيوافق ..أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة .. أما يحيي فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه.
نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج
أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى على إنى أوافق ياراواية..إنتى بترتكبى اكبر غلطة فى حقنا كلنا وبكرة أفكرك.
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل أن تقول بهمس
مبقاش فيه بكرة يا رحمة..أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان..قبل فوات الأوان..وصدقينى..بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح..وساعتها...
نظرت إلى السماء قائلة
ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة.
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد......بأنها تفعل الصواب.
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت..ولازم أكون فى البيت.
نظرت إليه بشرى قائلة
متعصبش إزاي بس..إنت نسيت انا قلتلك إيه..جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان.. ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى..رجالة وفلوس عيلة الشناوي.. وأنا هطلع من المولد بلا حمص.
أشار إلى عقلها قائلا
وده راح فينزي مادبرتيلها بيه مصېبة قبل كدة..تدبريلها مصېبة من تانى.
زفرت قائلة
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر..من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن.
عقد مجدى حاجبيه قائلا
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه..وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها..كان..يعنى مفيش خوف منها دلوقتى.
نظرت بشرى إليه قائلة فى حقد
مراد فعلا سلمة لفلوس عيلة الشناوي..بس مجرد ما عرفت إنه كان بيحبها خفت..إنت متعرفش رحمة وتأثيرها..هالة البراءة اللى حواليها واللى بتشدك ليها زي السحر..مش كفاية يحيي بيحبها عشان تاخد مركزها وقوتها جوة
العيلة ..دلوقتى
مراد كمان.
يحيي مبقاش يحبها بعد اللى حصل زمان ..ولو لسة فيه
رماد فاضل من