الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه الثلاثه يحبونها

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

..قاومت رغبة هائلة فى أن تلتفت إليه تشبع شوقها إلى رؤيته..تملأ عيونها بملامحه ..لتفتحهما مجددا على صوت الخادمة وهي تقول بإحترام
أمرك يايحيي بيه..عن إذنكم.
لم تلتفت إليه رحمة بعد إنصراف الخادمة..بل ظلت واقفة مكانها فى جمود تدرك من خلال صوت خطواته ..لتشعر أنه أصبح خلفها تماما تصل إليها رائحة عطره المميز والتى لطالما أسكرتها..لتغمض عينيها مجددا وتأخذ نفسا عميقا ثم تفتحهما على إتساعهما عندما سمعته يقول ببرود
حمد الله ع السلامة ياهانم.
لاحظت تجنبه نطقه لإسمها..لتلتفت إليه ببطئ تتلاقى به وجها لوجه لأول مرة منذ خمس سنوات..رغما عنها رقت عيناها لثوان وهي تلتقى بعينيه الخاليتين من
المشاعر..تتشرب بلهفة من ملامحه التى شعرت بها قد زادتها السنون وسامة ولكن فى نفس الوقت جعلته يبدو أكبر من سنه..تبا..لقد إشتاقت إليه حقا..ولكن برودة ملامحه رغم تأمله لوجهها بدوره أعادتها من رحلة شوق بائسة وجدت نفسها فيها.. لتتذكر حاضرها المرير وأن هذا الرجل الذى أمامها الآن لم يعد حبيبها الذى دق القلب لأول مرة على يديه..بل إنه جارحها وهو أيضا زوج أختها الآن لذا لابد وأن تتعامل معه بما يناسبه حقا..لتظهر على وجهها بدورها برودة قاسېة وهي تقول
الله يسلمك.
أحست رحمة بلمحة من الإعجاب ظهرت فى عمق عسليتيه لا تدرى سببا لها..ثم مالبثت ان اختفت وكأنها لم تكن أبدا..آه من عسليتاه ..و اللتان تطالعانها الآن ببرود..تشعر بقلبها يذوب فيهما..فهي تعشق عيناه ..فلطالما كانتا نافذتها إلى روحه..ولكن تلك النافذة مغلقة الآن أمامها..لتشيح بوجهها بعيدا عنه..ثم تعود إليه بنظراتها مجددا عندما قال فى برود
ياريت ما تتعبيش راوية فى الكلام..الدكتور قايل متتكلمش كتير..وحاولى متزعليهاش او تضايقيها بأي شكل من الأشكال..أنا على فكرة..مكنتش موافق على زيارتك دى بس مع الأسف مرضيتش أزعلها لما طلبت تشوفك .
رغم قسۏة كلماته التى غرست سکين بارد فى قلبها فقد عبر بكلمات واضحة ومباشرة عن عدم رغبته فى رؤيتها..ولكنها تجاهلت ذلك الألم بقلبها تماما وهي تقول بقلق
هي أخبارها إيه دلوقتىوهو إحنا ممكن نسفرها تتعالج برة
تأمل يحيى قلقها بريبة يتساءل هل حقا لديها مشاعر تجاه أختها أم أن قلقها هذا مجرد تمثيل..لم يتوقف كثيرا عند تلك النقطة بل تخطاها وهو يقول
ببرود رغما عنه أمتزج بالألم
مريضة سړطان وپتموت.. هتكون حالتها عاملة إزاي يعنىأكيد تعبانة وبتتألم..ولو ع السفر برة فأكيد مكنتش هستنى اقتراحك عشان أنفذه..انا عرضتها على أكبر الدكاترة برة وجوة..ومع الأسف ..الكل أجمع على إن الحالة ميئوس منها.
أحست رحمة بالټحطم لدى سماعها كلمات يحيي..لقد كانت تعلم أن حالة أختها ميئوس منها ولكن كان لديها أمل فى عرضها على بعض الأطباء بالخارج.. لكن يحيي أزال هذا الأمل بكل قسۏة..شعرت بالدوار وأن المكان من حولها يلف بشدة.. كادت أن تسقط ولكنها شعرت بيد قوية تسندها..نظرت إلى صاحبها تلاحظ القلق فى عينيه....رمشت بعينيها وتسارعت أنفاسها..وإرتعش جسدها تأثرا .. لتفيق من حالتها تلك على برودة اجتاحت ملامحه بقسۏة ..تذكرها مجددا بحاضرها المرير..لتعتدل بسرعة..مبتعدة عنه تشيح بوجهها.. تلتقط أنفاسها بصعوبة..وتحاول أن تهدئ نبضات خافقها..بينما تأملها هو بوجه بارد لا يعكس ذلك الإشتعال الذى أحرق كيانه بالكامل حين لامسها وطالعته بتلك العيون الرمادية البريئة التى لطالما سحرته..لقد زادتها السنون جمالا بالفعل.. ربما غيرت لون شعرها من الأسود إلى الكستنائي ولكن تظل رحمة كما هي ..الوحيدة التى إستطاعت أن تجعل خافقه يدق بتلك الطريقة..يطالبه بإمتلاكها..ولكن كيف..كيف وبينهما كل الحواجز والسدود والخطوط الحمراء..فلو تغاضى عن خيانتها له قديما فكيف يتغاضى عن أنه الآن زوج أختها..أشاح بوجهه عنها بدوره ليخفى ذلك الألم الظاهر بعينيه..يدرك أن رحمة جاءت إلى منزله وجلبت معها كل شعور قد تناساه ..وأهمهم الآن هو هذا الشقاء..الذى يشعر به بين أركان فؤاده... مجددا.
أفاقا سويا من مشاعرهما على صوت الخادمة تقول بإحترام
راوية هانم مستنياكى فى أوضتها ياست رحمة.
ألقت رحمة نظرة أخيرة على يحيي قبل أن تومئ برأسها وتتبع روحية..تتجه إلى حجرة أختها.. لينظر يحيي بإثرها تاركا مشاعره الحقيقية تظهر على وجهه بعد أن أخفاها كثيرا..قبل ان يتهدل كتفاه ويتجه بدوره إلى حجرة المكتب..
لتتراجع بشرى بحذر.. تتجه إلى حجرتها بعد أن شاهدت هذا اللقاء من مكان خفي..كادت ان تشعر بالسعادة ف بداية هذا اللقاء وهي تستشعر البرودة والجمود فى لقاءهما ولكن ظهور مشاعرهما
رغما عنهما أشعل الحقد فى قلب بشرى من جديد.. لتعقد النية على فعل أي شئ لكي تغادر تلك الرحمة المنزل بأسرع وقت..تلك التى حصلت على قلوب رجال الشناوي بينما لم تحصل هي على شئ........حتى الآن.
دلفت شروق إلى الحجرة تحمل فى يدها صينية عليها كوبين من العصير..لترى مراد يلبس قميصه ويبدوا مستعدا للمغادرة ..لتضع الصينية على تلك الطاولة الصغيرة الجانبية وتتجه إليه قائلة فى حيرة امتزجت بالحزن
إنت ماشى بسرعة كدة
إلتفت إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزن..ليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا
معلش مضطر أمشى..بنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون فى البيت دلوقتى..عموما متزعليش ..هحاول أجيلك بكرة.
أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف.. فى رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها المتهدج حزنا وهي تنادى بإسمه ..إلتفت إليها يدرك أنها حزينة على فراقه من ملامحها الشفافة..فهو يعلم أنها تعشقه پجنون وتود لو ظل بجوارها إلى الأبد..يؤلمها إبتعاده الحتمي وذهابه إلى زوجته بشرى..يشعر قلبه بألمها وغيرتها ..مشاعرها الحزينة و التى تخفيها عنه بصعوبة ولكنه يدركها..ويحزن من أجلها..ولكن يسعده أيضا ان هناك من تجعله ملكا على قلبها وتاجا فوق رأسها..بينما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يبادلها كل ذلك الحب..فقلبه قد ماټ
منذ زمن..فقده منذ أحب فتاة
جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقه..اكتشف أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنوات..سنوات شعر فيها بمۏت القلب والمشاعر..حاول فيها أن ينسى هذا العشق الذى أضناه..يكاد يقسم أنه قد نجح فى ذلك..لولا أن رآها مجددا عند مۏت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يوما..بعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب فى مۏت أخيه.. ..حتى يغضب منها ويتناساها..خاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم زوجها ..ليغضب منها بشدة..ليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآن..خاصة بعد سماع صوتها فى الصباح تخبره بأنها قادمة..وقلبه الذى ازدادت دقاته وقتها..ربما يخشى هذا اللقاء ..أو يخشى حقا تجدد مشاعره..هو حقا لا يدرى.
...تأمل شروق الماثلة أمامه..تلك الفتاة الجميلة والتى تزوجها لأنها تشبه رحمة فى شقاوتها وطيبتها القديمتين..تشبه حبيبته التى لم تعد حبيبته..نسخة منها تختلف فقط فى الملامح..أو ربما تزوجها لأنها على نقيض زوجته بشرى المتعالية ..خالية المشاعر..والتى يملأ قلبها حقد تجاه الجميع..حقد اكتشفه بعد زواجها منه ..شعر بأنه تسرع فى ذلك الزواج ولكنه لم يستطع أن ينفصل عنها..فهي إبنة عمه اليتيمة والتى لا أحد لها سواه..ليكمل معها حياة بائسة لا يهونها سوى لحظاته مع شروق..رآها تتجه نحوه ..تمسك كوب العصير من على الطاولة وتناوله إياه قائلة
طيب..إشرب
عصير المانجة قبل ما تنزل ..إنت
بتحبه وأنا

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات