روايه لحن الحياه بقلم سهام صادق.
تهتف بصوت عالي
أهلا ببنت الناس الأكابر
لتزيح ورد بعيدا عنها وترفع أكمام سترتها
لاء وسعيلي كده بقي .. عشان هي جابت اخرها معايا هي والنغه ابنها
لتجذبها ورد هاتفة برجاء
الله يخليكى يامهرة ملناش دعوة بيهم
فعادت مهرة للهدوء مجددا تضمها إليها بحب
بكره يجيلك سيد سيده وهقعد واتشرط وأحط رجل علي رجل وفي الآخر هرفضه
فمرام تقطن معهم في بنايتهم في الطابق الذي يعلوهم وتحبها مثل ورد شقيقتها رغم أنها بدأت تبتعد عنهم وتصنع لنفسها عالم وسط أناس تخشى عليها منهم
وتكمل مرام سيرها .. الي ان وصلت لشقتهم فتجد والدتها ووالدها جالسين يحتسون الشاي وعندما رأوها نهضت والدتها تلك المعلمه الفاضله...
وقد جاؤا منذ اكثر من عشر سنوات الي القاهره مبتعدين عن المشاكل بين عائلتهم متطلعين لأبنتهم بحياة أفضل ... وعاشوا في تلك الشقه التي أعطتها لهم زينب ام مهرة وورد.. فوالدتها كانت من أقاربها ويكنون لبعض المودة وهكذا أصبحوا يعيشون في نفس المنزل كل واحدا بشقه يدفعون أجر زهيد قد حددته زينب رحمها الله فهي تعلم بحال صديقتها وزوجها
مالك يامرام...
وشك أصفر كده ليه وربتت على كتفها بحنان
لو علي العريس شوفيه بس ياحببتي و احنا مش هنغصبك علي حاجه
لترفع مرام عيناها نحو والدها الطيب ليبتسم لها مؤكدا كلام والدتها
..
أغلقوا محل البقالة سويا وصعدوا نحو شقتهم ووقفوا يعدوا الطعام معا الي ان جلسوا يأكلون بصمت
مالك يامهرة
فرفعت عيناها نحوها هاتفة بقلق
مرام بعدت عننا اوي ياورد .. حاسه ان فيها حاجه
فأشاحت ورد عيناها وهي تتذكر نفور مرام منها ومن صداقتها رغم أنهم كانوا كالأخوه
هي اللي اتغيرت وبعدت عننا
ونظرت كل منهما لطبقها
قربي منها ياورد من تاني ... ده انتوا كنتوا اكتر من أخوات
هدخل اريح شويه عشان انزل بعدين المكتب بتاعي
فأبتسمت ورد وهي تحمل الأطباق
معني كده اني اخد تلاميذي وأدرسلهم فوق السطوح لتومئ مهرة برأسها ضاحكة
كلك أحساس والله .... وما من ورد الا ان ضحكت
لتفتح مهرة ذراعيها بأرهاق
جيالك يافراشي العزيز ......فعادت ورد
ونظرت للساعة المعلقة فالوقت قد اقترب علي وصول أبناء الجيران لتذاكر لهم بمبلغ من المال رغم قلته الا أنه يسد حاجتهم بجانب محل البقالة وثمن ايجار شقة الأستاذ عادل والأستاذة صفاء والدي مرام وبعض القضايا الصغيره التي توكل الي شقيقتها من أهل منطقتها والمناطق المجاورة وكلها قضايا لا تذكر ولا يخرج منها المال الا القليل وها هم يعيشون بسعاده حامدين الله على رزقه ونعمه
................
جلس بأسترخاء يحتسي قهوته ويقرء أحد الكتب الاقتصادية وهو يضع بساق فوق ساق
إلى ان وجد كريم يهبط الدرج وهو يصفر ويعدل من هندام ملابسه ليزيح نظارته الخاصه بالقراءة عن عينيه ويطالع شقيقه
طبعا سهر وشرب زي كل يوم
فحرك كريم رأسه بالأيجاب
متحاولش تتعب نفسك معايا ياجاسم .. وفر كلامك ونصايحك فضحك
جاسم بتهكم
وياريتك بتعمل حاجه بيهم
فتنهد كريم بضجر
عجباني حياتي كده ..خليك انت في نجاحاتك وشغلك وسار نحو الخارج ليهتف جاسم ببرود
تقطع علاقتك بالبنت اللي بتجيبها شقتك مفهوم
ولم يلتف اليه كريم
لا الا همنع عنك الفلوس وكل الرفاهية اللي عايش فيها
فأغمض كريم عينيه فكل هذا الذي يعيش فيه هو من سنين غربة شقيقه وتعبه ...
وشرد في الثلاث سنوات الماضيه يوم أن توفت والدته وشقيقته التي أنجبتها من زواجها الثاني وزوجها الذي كان يعده كأب له
كانت لحظه فاصله في حياته ..حولته من كريم المهذب المجتهد
الي مجرد شاب يلهو بالأموال ويشرب المخډرات والخمر
وقبل أن تهبط دموعه ..أنصرف من أمام شقيقه وصوت جاسم يعلو
البنت ديه تنهي علاقتك بيها ..لا الا انا هتصرف
وزفر أنفاسه وهو يضم قبضتي يديه بقوه
...
جلست مهرة في مكتبها الصغير الذي كان في الأصل مخزن بضائع للبقالة
ورغم عدم رفاهية المكان الا انه كان نظيف ..تملئه كتب القانون
وخلعت نظارتها بعد ان أنهت قراءة أحد الكتب واخذت تفرك عنقها
لتجد مرام تتقدم نحوها بأعين باكية .. فكريم بالأمس أنهي علاقتهما وتركها دون رحمه
وعندما رأتها مهرة بتلك الهيئة ..نهضت من فوق مقعدها الخشبي وأقتربت منها بقلق
مرام انتي بټعيطي .. طنط صفاء حصلها حاجه .. طب عمي عادل
فتعالت صوت شهقات مرام ..فأزداد قلق مهرة ..وكادت ان تركض لأعلي كي تطمئن عليهم الا ان يد مرام أوقفتها
انا ضعت يامهرة
وتابعت وهي تنظر لعين مهرة قبل أن تسقط أرضا
انا .....
الفصل الثاني
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
فوقفت مهرة تطالعها پخوف دب بقلبها .. وأنتبهت الي جلستها فأسرعت نحو كأس الماء الموضوع علي مكتبها وألتقطته
وقبل ان تلتف اليها وتعطيه لها
سقط الكأس منها ليتناثر زجاجه تحت قدميها
انا حامل يامهرة !
صډمه قاټلة تلقتها ..فمن يصدق ان الفتاة التي تربت معهم
هي وشقيقتها وكانت كالشقيقه لهم قبل ان تبتعد عنهم
تفعل تلك الفعلة الشنيعه
وظنت للحظات ان ماسمعته كان مجرد تهيأت خلقها عقلها
ولكن مرام مازالت كما هي تجلس أرضا تنتحب وتلطم وجهها وتحكي لها عنه وكيف أحبته وصدقت وعوده وتزوجته زواج عرفيا
ووجدت نفسها تجلس أرضا جانبها تمسك كفوفها المرتعشه بكفوفها المتعرقه .. وهزتها بقوه
قولي انك بتكدبي عليا ... انتي بتكدبي صح
وتذكرت والدي مرام
قولي انك بتكدبي يامرام عشان خاطرهم .. قولي انك بتكدبي ومش هتكسريهم
فحدقت بها مرام بوجه شاحب وطأطأت رأسها بخزي
حبيته وضحك عليا ... ساعديني يامهرة .. ساعديني
ولم تشعر بشئ بعدها الا صوت يأتي من بعيد يهتف بأسمها
مرااااام !
جلس كريم وسط رفقائه يحتسي الخمر وهو شارد فيما حدث أمس... مازال صوت توسلاتها يحاوطه
مازالت صدي كلماتها تخترق قلبه كالسهام
انت ضيعتني منك لله
وأخذ يرتشف من كأسه ببطئ الي ان وجد أحدهم يأخذ منه الكأس
فوق ياكريم انت كده بتضيع نفسك وبتدمر اللي حواليك
فرفع كريم عيناه نحوه قائلا بتهكم وبعقل غائب
قول لجاسم باشا أني سيبتها زي ماأمر
وضحك ساخرا وهو يضرب صدره بقوه
هي دخلت حياتي غلط
فأشفق ياسر عليه .. وجلس جانبه وهو يتنهد
ولا يعلم بما سيجيبه
أغلقت غرفة مكتبها بعدما وضعت مرام علي الأريكة التي توجد بالغرفه وحمدت الله ان ورد في عرس إحدى رفيقاتها ..
ونظرت إلى مرام التي تمسح حبات العرق من علي وجهها وترتشف من كأس الماء الذي بيدها الأخرى ومازالت تبكي
فجذبت مهرة أحد الكراسي وجلست أمامها وقد أصبحت عيناها جامده
مين اللي عمل فيكي كده
فتعلثمت مرام ولم تستطع أخبارها بهويته فهو من وهم من
انطقي مين اللي عمل كده
فطالعتها مرام پخوف ثم طأطأت رأسها أرضا
كريم الشرقاوي .. اخوه جاسم الشرقاوي
ثم تابعت بأرتجاف ونبرة مرتعشه
احنا مش قدهم يامهرة
فنظرت إليها مهرة پغضب
مين جاسم الشرقاوي ده
فهتفت مرام بخفوت
صاحب مجموعة الشرقاوي
غير شقيقتها ورد التي من أحلامها العمل بأحد افرع مجموعة شركاته
وعادت بنظراتها نحو مرام الباكية وصوتها المرتجف
انا ضعت يامهرة .. ضعت وكسرت أهلي معايا
وتابعت وهي تكتم صوت شهقاتها
دول ممكن يموتوا فيها
وكادت ان تصرخ بها مهرة تخبرها أين كان الندم قبل ان تفعل تلك الخطيئة ولكن وقت العتاب قد فات آوانه
وتمتمت
پغضب ساحق
لو كان مين اخوه... مش هسيبهم وهرفع قضيه عليهم
لتمسك مرام يدها وهي تشهق پخوف
لاء يامهرة انا كده هتفضح
وأخدت تلطم وجهها بقوه ثم بطنها
يارب اموت وأرتاح
وطي صوتك.. واخرسي خالص خلينا نفكر في حل للمصېبة ديه
وأبتعدت عنها وذهبت نحو كرسي مكتبها تجلس عليه
ثم جذبت أحد الأوراق من علي مكتبها وقلما وبدأت ترسم دوائر ..فهذه هي وسيلة تفكيرها
الي ان لمعت عيناها .. ورفعت وجهها نحو مرام التي وقفت تطالعها بشفتي مرتعشه
وقف امام سيارة شقيقه التي يقودها ياسر بعد ان اوصله للفيلا الراقية التي يعيشون فيها ومد يديه نحو كريم الذي لم يقوي علي الخروج من السياره
ونظر لياسر بأمتنان
شكرا يا ياسر
وأسند كريم وصعد الدرج نحو بهو الفيلا
امتي هتبطل الشرب
أنت ليه محسسني اني عيل صغير قدامك
ودفع ذراعيه ووقف أمامه وهو يشير لنفسه
بطل تعيش دور الاب بقي ... ابويا ماټ من أربع سنين
لېصرخ به جاسم بقوه
لاء أبوك ماټ من اكتر من اتنين وعشرين سنه يااستاذ
وتابع وهو يضغط علي يديه بقوه
ابوك الحقيقي
فدفعه كريم وهي يترنح في وقفته
أبعد عني .. انت قلبك حجر .. انت كنت بتكرههم
هي اترجتك كتير عشان تحبها وانت...
وقبل ان يكمل باقي عباراته التي لم يشعر بقسۏتها علي من يقف أمامه ... ترنح بجسده للامام وكاد ان يسقط أرضا
ليعود جاسم بأسناده وهو يتمتم
مقدرتش أكرهها ولا أكرهه .. مكرهتهوش عشانك انت.. ولا حتي کرهت شهد
فهمس كريم أسمها بحنين وهي يتذكر شهد شقيقتهما التي توفت معهم بالحاډثه
شهد !
ووصل الي غرفته ثم سقط بكامل جسده علي فراشه لينحني جاسم نحو اقدامه يزيل حذائه ..ثم عدل من وضع نومته وطالعه بحنان وألم
ليفتح كريم عيناه
ونظر اليه بأعين يتراكم بها الألم
ماما كانت بتحبك اووي ياجاسم
وابتسم قبل ان يغفو
وانا كمان بحبك ... انا أسف
وسقط في بحور ذكرياته مع والدته وشقيقته وزوج والدته الذي أحبه وكأنه أباه لينظر إليه جاسم بحب ثم انصرف نحو غرفته هو الآخر
جلست مهرة علي فراشها تتفحص المعلومات الخاصه بأحد رموز الأقتصاد بالبلد .. وتمسك مفكرتها وتدون كل معلومه مهمه عن جاسم الشرقاوي
ووقفت للحظات امام صوره تنظر إلي وقفته التي تليق برجل أعمال مثله .. وأخذت تبحث عن كل صوره والتي لا تخلو من الشخصيات الهامه أقتصاديا او إعلاميا او سياسيا وزفرت أنفاسها بقوه
وهي تتأمل قسمات وجهه
لو انت جاسم الشرقاوي .. فأنا مهرة بنت زينب
ورفعت أصبعها نحو شاشة هاتفها تحركه امام صورته
قال رمز يفتخر بيه قال .. كنت ربي أخوك ياأستاذ
لتدخل ورد عليها في تلك اللحظه دون ان تطرق الباب... وتقترب منها قائله
انتي لسا منمتيش
ثم نظرت إلى المفكره اللي بجانبها وتسألت
انتي بتعملي ايه
فأرتبكت مهرة وأغلقت هاتفها ثم وضعت مفكرتها أسفل وسادتها
ديه مجرد معلومات بجمعها
فحركت ورد حاجبيها بمكر
ومالك أرتبكتي كده
فطالعتها مهرة بجديه مصطنعه تداري ورائها أرتباكها
ورد الله يخليكي انا مصدعه اوي وعايزه انام... اطفيلي النور وخدي الباب في إيدك
فأبتسمت ورد ثم قفزت فوق الفراش بطريقه طفوليه
لاء انا عايزه انام جنبك النهارده
ففردت مهرة أحد ذراعيها وأبتسمت بحنو ليناموا جانب بعضهم ومهرة تمسح علي شعرها بحنان شاردة في أمر مرام ..
تتذكر لو ان شقيقتها