ارتواء الروح
ينبض پخوف كاد ان يخرج من بين ضلوعه من التوتر
اولاها ظهره متجه نحو الباب وادار المقبض ودلف مسرعا
للشقة المقابلة يطرق على الباب طرقات متتالية
لكن لا توجد أى اجابه صاح مناديا باسمها
ونس . افتحى يا ونس . ونس
جاءت خلفه امه ومدت يدها تفتح الباب بمفتاح اخر
دلفوا سويا يبحثوا فى الغرف ولم يجدوها رمق الطاولة
استدار لوالدته بنبرة مهزومه
مشيت يا امى مشيت
ليه كده انتى بعدم سؤالك عنها حسستيها بذنب اكتر
هتروح فين وهى ملهاش حد غيرنا ليه كده بس
عضت نوال على شفتيها بندم تهمس
ڠصب عنى انا كان قلبى وجعنى عليك واتلهيت
ليه كده يا ونس ليه !
انهى كلامه وهو يرتمى فوق المقعد بتعب وارهاق شديد ستنفجر رأسه حتما من كثرة التفكير قلبه مټألم
كيف طاوعها قلبها على هجره !
كيف تهرب و لم تطمئن عليه !
أين هى الآن !
فجأة نهض من على المقعد وعيناه تشتعل بنيران قائلا
انا هنزل ادور عليها مش هرجع غير بيها
بقلبها كلما تذكرت رد فعله عند هذه النقطة انهمرت دموعها على وجنتيها پقهر وكأن الحياة اقسمت ان لا تعطيها فرصة لتحيا حياه هادئه
لم هى تعانى كل هذا !
مدت يديها تجفف دموعها التقط اذنيها صوتا تعرفه
ونسسسسس
يتبع
إرتواء الروح ٧
حين شعرت بثقلى عليك اعفيتك ورحلت
جلست تطالع الباب بضيق من تأخره ثوان وسمعت طرق على الباب اسرعت تفتح وهى تحاول السيطرة
على دموعها ارتجفت شفتيها پبكاء قائلة
اتاخرت ليه يا امير !
طمنى انس عامل ايه دلوقتى !
عرف إنى مشيت صح !
احتل الحزن ملامحه وكأنه إجابة لكل تساؤلاتها
طمنى هو بس كويس اهم حاجه
التمعت عيناه پألم قائلا بعتاب
انا مش عارف وفقتك ازاى اننا نخبى عليه ياريتنى
ساعة ما قبلتك فى شارع كنت رجعتك انا روحت
شوفته مقدرتش ابص فى عينه ومشيت
ابتلعت ريقها محاولة ان تستعيد رباطة جأشها بللت
شفتيها هامسه پألم
كده احسن ليه وشويه وهينسى ابقى طمنى يا امير
استئذن امير منصرفا اغلفت الباب خلفه وارتمت على
الاريكة تغطى وجهها بكفيها تنحب پبكاء مرير
مر اكثر من شهرين وهو نهارا يبحث عنها و يظل حبيس غرفته ليلا لا يعلم كيف ومتى عشقها قلبه بهذا القدر
لا اراديا وقع فى عشق تلك الهاربة اغمض عيناه پألم فشعر بيد تربت على كتفه الټفت فوجدها
امه تهمس بأسى
وبعدين معاك يا انس هتفضل كده يا بنى ده
انت عملت اللى عليك ودورت عليها
منكرش ان قلبى واكلنى عليها بس خلاص هنعمل
ايه !
دي مكملتش كام شهر معانا اعتبرها مجتش اصلا ومتعملش كده فى نفسك
هز رأسه بيأس وهو يضرب صدره موضع قلبه قائلا
بس ده حبها وكأنها عاشت عمرها معايا حبيت كل حاجه فيها حتى الحزن اللى فى عنيها حبيته
عشان أنا اللى هعوضه بس هى فين مشيت ليه !
مسحت نوال دموعها وهى تنهض واقفه
يا ترى فينك بس يا ونس بس
الدموع غزيره فى أى انثى منذ قديم الزمن تعد سلاحھا
الاقوى لكن هى دائما دموعها ضعف
اسدل الليل ستائره وهى مازالت تعمل بالخيوط تقوم
بصنع الفساتين الكروشيه وبيعها عبر صفحات التواصل الاجتماعى فبعد عناء وجدت هذه المهنه
مصدر لرزقها بعيدا عن الاختلاط بأحد تنهدت بثقل وتركت الخيوط جانبا فهى تعمل ليلا ونهارا لعلها تشغل نفسها عن التفكير به تلألأت دموعها عند ذكره فمسحتها لتتجه نحو الفراش فى محاولة واهيه لنوم وهى تهمس بنبرة
مرتجفة من اثر البكاء
سامحنى يا انس على اللي عشته بسبى
وقف فى الشرفة باكتاف متهدلة يلوح على قسماته الألم يتذكر وقفته معاها فى نفس المكان يشعر انه يريد
احراق العالم واحضارها لإحضانه ليخبرها بأنها
هى سبب سعادته وليس نذير شؤم عليه لكن
اين يبحث عنها اخرج هاتفه من جيب بنطاله
ليطلع صورها التى التقطها لهم سويا اثناء الخطبة
كيف اصبح لا يرى سواها ملامحها الناعمة كلما
رأها وقع فى عشقها مجددا
دلفت نوال ووقفت بجواره تحاول الابتسامة قائلة
بنبرة حزينه
محدش بياخد غير نصيبه يا بنى حاول تعيش
حاول كبح دموعه التى تلألأت فى مقلتيه فهمس
بصوت متحشرج
طب مش عارف اعمل ايه اول مره احس إنى متكتف
كده مش عارف اروح فين ! ولا ادور فين !
حتى بلدها روحت وهى مش هناك ياترى تكون راحت فين بس يا امى
انسابت دموع نوال رغما عنها قائلة
ربنا يردها ويوقف ليها ولاد الحلال
طرق على الباب قطع حديثهم فتوجهت نوال صوب الباب فوجدته امير اشارت له بالدخول فتبعها للشرفة
فاردفت
اهو على الحال ده يا امير يمكن يابنى حاول معه يمكن تطلعه من اللى هو فيه
دون أن ينبث بكلمة واحدة مد انس يده له بالمفاتيح
عقد امير حاجبيه متسائلا
ايه ده يا زعامة
مفتاح الورشة انت مالكش دعوه افتح وشوف اكل عيشك
شعر امير بحزن على حالته ثم قال
انا جاى اطمن عليك انت يا زعامة
اجابه باقتضاب وهو يوليه ظهره للداخل قائلا
معلش يا امير تعبان ومصدع شوية وعايز انام
عن اذنكم
لكنه فجاة تسمر مكانه على جملة
امير
أنا عارف مكان ونس
عم الصمت للحظات يحاول السيطرة على انفعالاته
ولملم شتات نفسه قادته خطواته المترددة نحو امير وعيناه تقدحان شررا ما داخله يعربد پجنون
ثورة من مشاعر متناقضة هو دائما يتعامل
بالعقل أما الآن هو فاقد السيطرة فهروبها بتلك
الطريقة أكثر شئ ألمه كأنه لا يعنى لها شئ
صاح بهدر وهو يجذب تلابيب امير
يعنى ايه تعرف مكان ونس !
انطق هى فين وساكت لييييه كل ده !
شهقت نوال من هيئة ابنها بينما ارتعد جسد امير من نبرة صوته فتحدث قائلا
والله يا زعامة انا لقتها ماشيه فى الشارع بټعيط ومعاها شنطتها وانا جاى اطمن عليك .. فناديت عليها وسألتها وقالتلى انها رايحه تشترى حاجه
ومصدقتهاش وروحت وراها وبعد كده عرفت
انها فعلا ماشيه مرضتش اسيبها واخدتها فى
البيت عند امى فى شقة فاضيه قولت مؤقتا
والله انا كنت هقولك بس هى حلفتنى بس
بصراحة مش قادر اشوفك كده
لكزت نوال امير قائلة باغتياظ
يخيبك يا امير يعنى تعرف مكانها وسيبنا نعيط
ليل نهار تصدق حلال اللى هيعملوا انس فيك
نفض يده عنه وبداخله يتوعد لها زفر بحدة قائلا
عنوان أمك بسرعة
رفع امير حاجبه مستنكرا
نعمممم ايه الكلام ده يا زعامة !
يا غبى عنوان ونس وبلاش دماغك الشمال دي عشان انا بتلكك اطلع بروحك بس اشوف ونس الاول
يتبع
إرتواء الروح
الفصل الثامن والاخير
الحب هو إرتواء الروح
الحب يروى كل شئ بطريقه بلا مقابل
يجعله يزدهر و ينبض بالحياة
تجلس كعادة فى الاوان الاخيرة هادئة تعمل بالخيوط كامنة على نفسها طرق على الباب بحدة التقطت حجابها ووضعته على رأسها وادارت المقبض تفتح مسرعه تخشبت مكانها تهمس
انس
اخذ نفس عميقا وزفره اعصابه مثارة ودمائه تغلى
يود اقتلاع رأسها لكنه ايضا اشتاق لها داخله شعوران يتناحران يطالعها بوجه جامد وملامح الشراسة
قائلا بنبرة جامدة كالحجر
طب كويس إنك لسه فاكرة اسمى
امير هو اللى قالك على مكانى
شرست ملامحه واصبحت ملامحه بريه اكثر قبض على معصمها بقوة وهو يهزها پعنف
طبعا الهانم ماكنتش عايزاه يقولى عشان تعيش الدور اكتر صح هاتى شنطتك ويلا نمشى من هنا نتكلم هناك
نظرت له بتحدى قائلة ببرود عكس ما بداخلها
معاك على فين ! اللى بينا انتهى والدبلة انا سبتها خلاص .. لو سمحت امشى ميصحش وقفتك كده
طحن ضروسه وهو يرى الصراع الداخلى
ينعكس فى عيناها فاجابها بلؤم
فى البيت عند نونا ولا تحبى ادخل هنا
وحد يشوفنى وبعد كده يظنوا ظن وحش
القرار قرارك
بقى كده تمشى ولا كأن ليا قيمة عندك
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تعاتب ونس
غامت عيناها بدموع هى حقا افتقدتها فهى لم تبخل عليها بمشاعر الامومة لكنها كانت قليلة الحيلة واستمعت لصوت العقل وبعدت رغما عنها
والله بعدى عنك كان على عينى بس انا محبتش اكون سبب فى مصايب ليكم
رغما عنه ېتمزق قلبه لمظهرها والسحب الضبابية
خاصتها تذرفان الدموع ووجها تكسوه الحمرة يود
المچنون حاول كبح رغباته بصعوبة
ضيقت عيناها تهمس بمكر
مصايب ايه بس ! طب انا قولت طفشتى عشان الواد طار منه عقلتين
انطلقت ضحكه ساخره خشنه من انس ثم عقد حاجبيه قائلا
طار منه عقلتين !!!
بس تصدقى ممكن ليه لأ !
لم تبتسم على مزحهم كالعادة فالحزن يغلف روحها
نظرت لها نوال ثم قالت
بما إنك جيت طلبتها منى وانا قولت بنتى
وفى الأخر مشيت من ورايا انا دلوقتى بقولك
هتتجوزها اخر الشهر ده ومفيش كلام تانى
التقط انس يد والدته يقبلها بفرحه عارمة
يسلم بؤقك كده بقيتى امى مش مرات ابويا
تتسارع نبضات قلبها ونبضة اخرى اعنف من السابقة تهز كيانها من الداخل هزت رأسها بنفى قائلة
لأ لأ انا رجعت اه لكن جواز لأ انا مش موافقة
ساد الصمت لثوان عيون جاحظة ثم خرج
صوت انس بالأخير
معلش يا أمى ممكن كوباتين شاى
اولتهم ظهرها نحو المطبخ وهى تتضرع بدعاء لهم بصلاح الحال اما هو نهض ليجلس على المقعد امامها ثم سألها مستفهما
انتى ايه حكايتك بقى ممكن افهم ! هو انا عشان سكت على هروبك
ولا فعلا مش عاجبك موضوع العقلتين
قاطعته والدموع تظفر من عيناها
لأ طبعا لأ .. انا بعدت عشان التعب اللى سببته ليك
اجابها انس بقلب مټألم قائلا
وانا متعبنيش غير بعدك عنى يا ونس
وانا مش عارف انتى فين ولا ايه اللى بيحصل معاكى
ثم اكمل ولم يقدر على مقاومة مشاعره المعاتبه متسائلا
طب قلبك طاوعك حتى متسأليش فيا !
اجابته مندفعه تنفى التهمة عنها
لا والله ده انا كنت بمۏت وكل شويه أسال امير عليك
كنت هتجنن عليك يا ريتنى كنت انا مكانك
ادركت ما تفوه به لسانها وعضت على شفتيها بندم
بينما هو اصبح فى حالة تيه امام اعترافها
ثم اجابها بخبث
دا انتي واقعه بقى اومال ايه جو مفيش جواز دا
الجواز اخر الشهر لعلمك عشان لو عملت اللى فى دماغى دلوقتى وانتى بشكلك كده تتاكلى
بصراحة امى هتفرج عليا الشارع
شارع ايه يا واد اللى هيتفرج عليك
ولااا انت هتعمل ايه !
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تضع صينية الشاى على المائدة
حك مؤخرة رأسه وهو يجيبها
الفرح ... الفرح يااااما شارع هيتفرج على فرحنا
امممم يعنى عرفت واقنعتها خلاص انت متعرفيش حالته كانت عامله ازاى من غيرك كان ماشى فى دنيا زى اللى تقولى عقله طار قلبى وجعنى عليه
بأمانة لو ما كنتى رجعتى ما كنت هسامحك لأن انس حالته كانت تصعب على الكافر حتى الورشة اللى روحه فيها سابها ومرضيش ينزلها
قالت جملتها بتلقائية بينما هو جحظت عيناه من اعترافات والدته ثم خرجت زجرة منه قائلا
كفاية بقى كفايه يا نبع الحنان انا هقوم انزل الورشة
واجهز للفرح قبل ما ترجع فى كلامها
عينيها متحاشية لعينه تشعر بارتفاع حرارتها بسبب اعترافات والدته اما هو ثبت نظره عليها يستمتع بخجلها والحمرة
التى تغزو وجنتيها رفعت عيناها لتندمج