السبت 30 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 60 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


حرجها لم تنتبه أنها لم تشكره حتى أو تمدح شهامته حينها.
انصاعت سعاد لرغبتها قائلة
طب اذنكم بقى علشان الولاد لوحدهم مع المربية وزمنهم طلعوا ها
عاتبتهم كريمة بود
لسة بدري يا ولاد والله ما لحقتوا
معلش يا طنط تتعوض
وإن كادوا يصلون لباب الشقة قال نضال بتردد وهو يمسد بسبابته منحدر انفه بحركة ملازمة له حين يتوتر

مدام رهف أنا كنت حابب ابعت معاك حاجة ل شريف...ممكن
تناوبت رهف نظراتها المرتبكة بينه وبين سعاد وردت 
حاجة ايه يا دكتور
أجابها وهو يبتسم بسمة بشوشة للغاية
هدية بسيطة...أنا دورت كتير علشان ألاقيها وبتمنى تعجب شريف...
رفعت نظراتها التي لم يسكنها سوى الحزن مؤخرا وهدرت بإندفاع وبشراسة غريبة احرجته وجعلت بسمته تندثر بلا عودة
بمناسبة ايه تجبله هدية حضرتك...أنا ولادي مش بياخدوا هدايا من حد واسفة مش هقدر اخلي الولد ياخدها منك...عن اذنك يا دكتور.
ذلك أخر ما تفوهت به أن تغادر تاركة سعاد تعتذر بحرج خلفها
اسفة يا دكتور هي...
قاطعها هو بتفهم وبكل
بساطة
عارف...مش لازم تبرري يا مدام سعاد...حصل خير
أومأت سعاد بحرج ولحقت بها بينما هو نظر لآثارهم بملامح لاتفسر جعلت والدته تبرر قائلة
معلش اعذرها يا بني اللي مرت بيه صعب على أي ست وڠصب عنها عايزة تحاوط على ولادها
تنهد هو واخبرها بصدق وبطيب نية
ماما انا مدوستلهاش على طرف
أنا بس يت الولد و صعب عليا ويت افرحه مش اكتر...
ربتت كريمة على كتفه بملامح يكسوها الحزن فهي تتفهم ذلك الشعور الذي اهم ابنها عندما يتعلق الأمر بلأطفال لذلك لم تجد ما تواسيه به غير
ربنا يفرح قلبك يا نضال ويك على أد ضميرك ونيتك...أنا هروح احضرلك الغدا
تنهد وقال وهو يتناول ها
تسلميلي يا كرملة...وانا هغير هدومي واجي اساعدك
ليت نضال لغرفته تارك والدته ترفع نظراتها للأعلى وتدعوا له بصدق وبقلب أم انفطر على حظ ولدها...
كنت قليلة الذوق اوي
هدرت بها سعاد بتوبيخ كي تؤنبها لتزوغ نظراتها وتتأفف
يووووه بقى يا سعاد انا مش غلطانة دول ولادي ومن حقي أخاف عليهم واقرر بالنيابة عنهم
بس الراجل مغلطش يا رهف ولا اتعدى حدود الأدب أنت احرجتيه جامد
سعاد افهمي شريف بيمر بمرحلة صعبة انفصالي عن ابوه ومينفعش...ات غصة مريرة بحلقها واستأنفت
تخيلي أن في الوقت اللي ابوه مبيسألش حتى عليه... الدكتور ده قدر يبه فيه من مرة واحدة و اقنعه انه موهوب ولازم رب ويسعى علشان يبقى بطل وخلى الولد يصمم ويعاندني ويلح عليا...
تنهدت سعادو واجهتها بشجاعة كعادتها
الولد موهوب فعلا يارهف وانت عارفة كده وكتير اتحايلتي على حسن أنه يسمحله يروح التدريبات وأنت بنفسك اللي قايلالي كده...ليه دلوقتي بترمي على الدكتور أنه بيحرض ابنك ما يمكن بيشجعه من غير أي دوافع تانية
سعاد افهميني أنا...
حاولت التبرير ولكن سعاد قاطعتها بتفهم
عارفة أنك خاېفة على ولادك...بس متخليش خۏفك عليهم يط احلامهم ويلغي شخصيتهم...حاولي زي ما صلحتي اللي ابوهم زرعه فيك...تصلحيه برضوا في ولادك...شجعيهم وخليك حافز ليهم وبلاش تضيقي حسارك على أحلامهم بحجة خۏفك عليهم...
وين الدكتور مغلطتش وبدل ما تشكريه احرجتيه جدا
بشكل ما وجدت حديثها منطقي لذلك تهدلت معالم ها وارتمت على ا مقعد وهي تشعر بالندم...فيبدو أنها بالفعل مدينة لذلك الطبيب بالاعتذار ويبدو ايضا أن ما عانته مع ذلك الساخط غيرها لدرجة أنها تخلت عن مسالمتها واصبحت عدائية لا تراعي مشاعر أحد كما كان يفعل معها وحقا ذلك الشعور كان كفيل أن يجعلها تشعر بالخزي ال من نفسها. 
عادت إلى قصر أبيها ما اطمأنت على صديقتها واوصلتها بنفسها لمنزل تلك السة الحنون وها هي تصعد درجات الدرج الداخلي وهي تجر حقيبتها معها في طها لغرفتها حين باغتتها دعاءقائلة بخبث لا مثيل له
اهلا اخيرا شرفتي يا ميرال هانم 
زفرت هي بقوة وتجاهلتها لتستأنف دعاء
السفرية حلوة يا ميرال يارب تكوني اتبسطتي مع اصحابك
تنهدت واجابتها ببسمة بالكاد على ثغرها
اه يا دعاء كانت سفرية حلوة واتبسطت مع اصحابي...
ابتسمت دعاء بسمة صفراء تقطر بخبث مقيت وتهكمت
طب الحمد لله انا عايزة اشوفك مبسوطة بس يارب اصحابك اللي كنت معاهم ميبقوش
اندال وميتحملوكيش ويسبوك زي كل اللي سابوك
اغتاظت من حديثها المبطن وتكونت غصة مريرة بحلقها من تهكمها الواضح لذلك هدرت بضيق
ولو عايزة تقولي حاجة قوليها من غير لف ودوران انا مبش طتك دي يا دعاء
اجابتها بمكر وهي تبتسم بسمة مستفزة للغاية
هلف وادور ليه يا ميرالانا بتمنالك الخير مش اكتر وخاېفة يخذلوك أصلك طيبة وبيضحك عليك
تنهدت بسأم من طتها التي تثير اعصابها وباشرت سيرها وهي تتعمد أن تتجاهلها لتباغتها الأخرى هاتفة من اسفل الدرج
اهم حاجة تكوني اتبسطتي وعشتي يومين
لتستأنف بسرها بنبرة تقطر بالحقد
ما حسرك عليه وأجبره يك زي كل اللي سابوك
أما في ااء كان هو يجلس في شرفته يحتسي مشروبه الساخن وهو يسترجع ذلك الموقف السخيف الذي وضع ذاته به فمن يصدق أن ذلك ال البريء االم تمتلك صاته كل تلك العدائية الغير مبررة فهو على يقين تام أنه لم يتعدى معها حدود الأدب بل كانت نواياه نحو الصغير بريئة وبدرت منه بصدق دون أي سوء نية
نضالادخل يا يبي الجو برد عليك
قالتها كريمة بأهتمام بالغ وانتشلته من دوامة أفكاره يطالعها بأ متسعة 
أش أش أش ايه الجمال ده يا كرملة اوعي تكوني بتستغفليني ونازلة تقابلي والله اتبرا منك
قالها بمشاكسة مما جعل كريمة
تقهقه فور حديثه وتبعت قولها بضړبة خفيفة من ها على ساقه
اختشي هو في راجل يملا ي ابوك
ضيق خضراويتاه قائلا بنبرة عابثة
سي يا سي اوعدنا يارب
يارب يا يبي يفرح قلبك ويوعدك ببنت الحلال
نفى برأسه وعارضها مشاكسا
لا توبة يا كرملة أنا جربت حظي مرة والحمد لله على كده
احتل الحزن معالم ها عندما تذكرت إصرارها عليه ومعاناته السابقة وهمهمت ى
يا عالم يا ابني ده النصيب وملناش فيه وين ده انت لسة في عز شبابك وألف واحدة تتمناك.
حانت منه بسمة باهتة و أجابها بسخرية من نفسه أي شيء أخر 
الألف واحدة اللي بتقولي عليهم يا
امي اك مفهمش واحدة هت تربط مصيرها بواحد زي
غامت كريمة وهونت عنه
وأنت بإك أيه ده كل شيء بتاع ربنا وين أنت ولا أول راجل كده ولا أخر راجل
تنهد بعمق وهو يرثي حاله ثم قال برضا تام
الحمد لله يا كرملة...قوليلي بقى متشيكة
كده ورايحة فين
ات كريمةغصه بحلقها واجابته بشيء من التردد
أصل ...خالتك كلمتني وزعلانة علشان من ساعة ما أنت رجعت من السفر مزورتهاش...تلعثمت وترددت لثوان أن تخبره ولكن هو حثها به أن تستأنف لتتشجع وتقول وهي مطرقة الرأس
هاجر ولدت وعاملين السبوع النهاردة وخالتك عايزاني معاها
تعلقت خضراويتاه بها لثوان ثم ا غصته وأجابها
طب وايه المشكلة مهما حصل بيني وبين بنتها هتفضل هي اختك ولازم توديها
يعني أنت مش زعلان يا ابني
نفى برأسه وهمهم بإقتناع وبطيبة طالما كانت من شيمه
ابدا ...هاجر بنت خالتي ماتكون طلقتي ومن حقها تبني حياة جدة تكون مرضية ليها ولقناعتها هي طلبت الطلاق علشان ده حقها وأنا احترمت رغبتها وانفصلنا بهدوء ومتهيألي خلاص صفحة واتقفلت في حياتنا احنا الاتنين وهي تخطيتها ولازم أنا كمان اتخطاها.
ربنا يهنيها ابقي باركلها بالنيابة عني
ربتت كريمة على كتفه وقالت داعية
ربنا يجبر بخاطرك يا بني ويعوضك خير
يارب يا ست الكل يلا قومي علشان متتأخريش وانا شوية كده وهروح ل سليم اسلم عليه ما ينفذ قرار نقله اسكندرية
تمام يايبي ربنا معاك
لتغادر والدته تاركته يتنهد بعمق كي ينفض تلك الذكريات القاسېة التي جمعته بأبنة خالته عن رأسه فقد عاهد ذاته أن يكتفي بذاته وينشغل بعمله و بوالدته خير له أن يجور على حق أنثى أخرى ويكون سبب في حرمانها من أبسط حقوقها. 
عادت بها لمنزلها وها هي تجلس فوق رأسها تمسد خصلاتها حتى ڠرقت في النوم نوبة بكاء مرير ألمت قلبها وجعلت ضميرها يقرع ولم يرأف بها ولكن يعلم الله أنها فعلت ما بوسعها كي تتمكن أن تعود لها وتمنع عنها حدوث الأسوء...زفرة قوية أزاحت بها انفاسها الحانقة التي كانت تجثم على صدرها وهي تعود بذاكرتها لذلك اليوم المشؤم 
واحداثه المريعة...
فقد كانت تجلس يأكلها القلق تنتظره بالشرفة وتحاول مهاتفته للعد من المرات ولكن بلا جدوى و مرور الكثير من الوقت قفز قلبها هلعا عندما رأته لف للمنزل بخطوات ؤه يجر ه جر إلى الداخل ....هرولت له هاتفة
يا لهوي في ايه يا بني ايه اللي حصل فين نادين ومين عمل فيك كده بالله عليك اتكلم انا هيجرالي حاجة من كتر قلقي
لم يجيبها بل دلف لداخل المنزل و ارتمى على ا مقعد قابله منكس يحيط رأسه بكفوف ه بإنهزام تام وكأنه كهل تكاثرت عليه نوائب الدهر
تبعته ثريا وكررت بقلب من
رد عليا يا بني...ايه اللي حصل
و مين اللي كلمك...وفين مراتك
مراتي...
همس
بها پضياع وبمرارة وب فارغة اندثرت بها الحياة فكان مع كل حرف بتلك الكلمة ينغرس سکين ثلم بقلبه ويذكره بكبرياء رجولته التي أهدرته هي بكل جبروت...
كررت ثريا برجاء
يا ابني الله يخليك اتكلم انا قلبى مش مستحمل ...مراتك فين ومين عمل فيك كده
حانت
منه بسمة مټألمة لأ حد واجابها بكل سلام وكأن ما تفوه به هو المنطق بحد ذاته
طلقتها...
لطمت ثريا أعلى صدرها وصړخت به
يا لهوي انت بتقول ايه
تطلقها ازاي ده فرحكم كام يوم...ليه يا ابني حرام عليك...
هنا صړخ بهياج و تأهبت كافة حواسه وكأن ذلك البركان الثائر بداخله تفاقمت حممه واڼفجرت لتوها ناثرة خيبات الألم التي احرقت قلبه
حرام عليا أنا...انا وهي مش حرام عليها تخوني... مش حرام عليها تخدعني وتمثل عليا ال... مش حرام عليها تستغفلني وتكون على ذمتي وبتهرب من بيتي علشان راجل تاني....
مش حرام عليها تستخف بيا وبمشاعري...ليضرب موقع خافقه بقوة ويستأنف بحړقة بالغة
أنا كل ذنبي إني يتها...يتها وهي اتفننت بعذابي...من كتر ما كنت بتنازل وبتنازل افتكرتني معنديش احساس و استهترت بيا وفضلت راجل تاني عليا...أنا اللي عمري كله بتمنلها الرضا وسخرت حياتي ليها ولأملكها ولمشاكلها خانتني وخانت ثقتي...خانت اكتر حد في الدنيا ها...وهن صوته و تأوه بحړقة وتمتم مټألما وهو يعتصر موضع قلبه به
أه ه ه ه... أنا بمۏت يا امي بمۏت حاسس ان روحي بتس من ي حاسس إني عاجز من كتر صدمتي فيها هي غلطت كتير وفكل مرة كنت بقول هتعقل...هتقدر....هتفهم...لكن هي مسبتليش فرصة وغلطها المرة دي قتلتني...قتلتني يا امي...
كان يتحدث بحړقة ة ودمعاته تعصاه وتتهدل من ه وكأنها هي ايضا لم تصمد وتنازلت عن عزتها وسقطت كي تنعي حال ذلك العاشق الذي انفطر قلبه بفعلتها
تضامنت ثريا مع دمعاتها الغالية التي لأول مرة تراها منذ أن أشتد عوده...و حاولت تهدئته قائلة وهي تربت أعلى صدرها بحركة راجية 
اهدي يا ابني ...اهدي الله يخليك نادين مستحيل تعمل كده دي بنتنا واتربيت على انا ...هي كانت بتغلط
 

59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 96 صفحات