رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
ليضم جاسم زوجته الشارده إليه مبتسما
اول مره تسكتي علي حاجه ومتعترضيش
لم تفهم سبب سؤاله وسألت عن ورد
هي ورد راحت مع كنان
فأبتسم جاسم ثم سألها بحيره من شرودها هذا
اه ياحببتي ..مالك يامهرة
قادها نحو سيارته وهو مازال يضمها إليه يخبرها عن خطته في اكمال باقى اليوم بالمنزل والاستجمام سويا
................
نظرت ورد للشقة التي اصطحبها اليها ..فوقفت تتأمل الشقه قليلا ..فأرتسمت ابتسامة راضية علي شفتي كنان واقترب منها متسائلا
أتمني ان تكون بالفعل أعجبتك ورد
فألتفت ورد نحوه فتابع كنان
فسارت بخطوات هادئه تتأمل الشقه ..كانت أنيقة وراقية
أنها ملك لكي ورد وعقدها بأسمك
وشعرت بيديه علي ذراعيها يلامسها بنعومه ثم انحصرت أسفل معدتها وانفاسه الدافئة تلفح صفحات وجهها بعد ان مال برأسه علي كتفها
اشتقت لكي ورد .. اشتقت لكي كثيرا
كنان أرجوك
فجذبها إليه وهو يزفر انفاسه بقوة صارخا بها
ماذا تريدي انا افعل ورد أكثر من ذلك ..ماذا أفعل أخبريني
وسقطت دموعها بصمت وهي تتآلم من قبضة كفه على ذراعها ..نعم تشتاق إليه بشده وتريد ان تغفر ولكن كيف ستغفر وهي لم تتعافي من آلامها وهاجس الخۏف الذي عاشته معه ..خذلانه معها ذكرها باليوم الذي خذل فيه اباها والدتها ذكرها باليوم الذي خذلها فيه خطيبها السابق وقد كان أول حب تفتح عليه قلبها
ألجمته عبارتها الاخيره كما ألجمتها هي أيضا ..ووضعت بيدها علي فمها وهي لا تصدق أنها قالت ذلك فهي تعلم ان علاقته مع سيلا كانت منتهية قبل ان يحبها فالسيدة عظيمه أخبرتها بكل هذا فبعد مۏت هازان ترك كل شئ وظهرت سيلا علي حقيقتها من امرأة عابثه حتي أنها لم تقدر حزنه علي شقيقته
وتنهدت بضيق من حالها وهي تجده يبتعد عنها
انت تعلم أنني لم اقصد ..قولت لك اتركني لبعض الوقت كنان
فألتف إليها ثانية ناظرا لها بعمق
إلي متي ورد ..كفي دلالا
ترددت الكلمه بأذنيها قليلا حتي ضحكتك وهي تعيدها علي مسمعه
دلالا .. انا اتدلل .. انا لا أتذكر أنني تدللت يوما علي أحد كنان
انا لم اتدلل يوما الا على شقيقتي .. اما الدلال لا أعرفه ...حتى أنت لم أطلب منك الا حبك كنان والآن تسمى بعض تمردي عليك دلالا
تآلم لرؤيتها هكذا لأنه أكثر من يعلم طبيعة زوجته الهادئه ووجدها تقترب منه وأخذت تدفعه علي صدره بقوة
ومدام ما افعله دلال سأتدلل كنان
......................
وقف يطالعها وهو لا يعلم ايضحك عليها ام يضحك علي حظه ..فقد خطط ان يقضي اليوم بأكمله يضحكون ويستمتعون ويشاكسها ولكن في النهايه ضاعت جميع خططه .. فمنذ ان وصلوا وهي تجلس تطالع التلفاز وتبكي علي بطلة الفيلم التي تعاني من المړض وتكافح من أجل البقاء وقد خذلها حبيبها
فيبدو ان حتي التلفاز تعاون مع حالتها... واقترب منها بهدوء وهو يرسم علي شفتيه ابتسامه هادئه
مهرة
فرفعت عيناها الباكية إليه فسألها
مالك يامهرة
فتمتمت وهي تلتقط المنديل تزيل به دموعها
مافيش حاجه بس مندمجه مع الفيلم
فنظر للفيلم ثم إليها
سكوتك ده انا أكتر واحد عارف أنه لاما بيجي ورا عواصف ومصايب او بالك مشغول في حاجه
وألتقط جهاز التحكم الخاص ب التلفاز واطفئه ثم نظر اليها بتحديق
احكي انا سمعك
فلمعت عيناها وهي تتذكر حديث المرأتان لم تحزن من كلماتهم بقدر ما حزنت أنهم يستكتروا زوجها عليها ويروها أنها لا تستحقه ولا تليق به
واندفعت نحوه سريعا ټدفن وجهها بصدره وتهرب من الاجابه
جاسم انا بحبك اوي
فضحك وهو يربت علي ظهرها
وإنا كمان بحبك يامهرة... بس هي ديه الاجابه اللي انا عاوزها ولا انتي بتهربي من الموضوع
فأبتعدت عنه قليلا تطالعه وتفكر هل تخبره بما سمعته ام تصمت وقررت الصمت ولكن داخلها قرر المحاربه واشاحت عيناها بعيدا عنه كي يصدق ما ستخبره به
اظاهر ان عندي اكتئاب حمل ..وحاسه اني مش طايقه حد
فأنفجر ضاحكا مما تخبره به رغم أنه يعلم أنها تكذب ولكن لم يرد ان يضغط عليها
فاشله حتي في الكدب ياحببتي
فأرتبكت بعد ان كشف أمرها
هو انت مش مصدقني
كان صوت ضحكاتهم يعلو حتي أنها نسيت كل شئ كان يزعجها وكأن القلب قد سكن العقل بترياق نشوته ولم يفيقوا من مداعبتهم تلك إلا علي نحنحه خجله فقد كانت ورد تقف مرتبكه ..فأبتعد جاسم عن مهرة التي تسألت على الفور
عملتي ايه مع كنان
فطأطأت ورد رأسها وهي تتذكر ما اخبرها به
كنان مسافر بكره الصبح
فتفاجئ جاسم بالأمر لتنظر ورد لشقيقتها التي تحدق بها
اتفقنا اني هقعد هنا فترة اريح أعصابي ..مجرد وقت
فتنهدت مهرة براحه فهي تريد معاقبة كنان ببعد شقيقتها قليلا ولكن لا تريد إنهاء زواجهم فهي تعلم عشق شقيقتها لزوجها كما ان أصبح بينهم طفلا
........................
وضع وجهه بين راحتي كفيه وهو إلى الآن لا يعلم كيف نطق بتلك الكلمات ..ورفع وجهه ليسند ظهره علي الاريكه فقد فهم اللعبه ف هناء اعترفت بكل شئ اعترفت بأن ناريمان
وعدتها ان تعطيها وظيفه مرموقة أخرى بكندا هي وخطيبها .. ظنوا أنهم يتعاملوا مع رجلا سهلا فهو لديه أساليبه لديه وجه آخر يداريه حول الرجل الذي هو عليه بالاصح هو لديه أوجه عديده أصبح يعرف يستخدمها متي اراد
الزمن علمه كيف يكون وكيف يضع خيوط لعبته بين أصبعه ولكن سؤال محير مازال لا يعرفه لما ناريمان فعلت تلك اللعبه وعاونتها رفيف عليها هذا ما ينتظر إجابته التي سيعرفها بالتأكيد ..فهو منتظر عودة ريان حتي تكون الصورة واضحه أمامه وهو يسمع أفعال شقيقته وعشيقته
وتذكر هيئة ريم الشاحبه وهي تستمع لكلماته...فضغط على فكه بقوة وهو يلعن رفيف وصديقتها ومر الوقت وهو يفكر بذلك الوضع الذي دخل إطاره دون أراده وأخيرا انتهى قراره الحسمي
سيتزوجها ثم يطلقها وانتهي الأمر
ونهض من فوق الأريكة يلتقط مفتاح سيارته
....................
صعدت ورد إلى غرفتها كي ترتاح فاليوم كان متعب للغاية بالنسبه لها وجاسم اتجها لمكتبه يطالع بعض الملفات ومهرة جلست أمام حوض السباحه تفكر قليلا فيما ستفعله لتدافع عن زوجها وحقها فيه ..ولكن نهضت بحنق من فوق المقعد الذي تجلس عليه وضړبت جانب فخذيها بضيق
طب وليه انا عماله افكر في حلول وممكن أروح احكيله ونخلص خالص وينقل نرمين من الشركه
وحركت رأسها لتؤكد علي قرارها هذا وسارت بخطوات سريعه نحو مكتبه لتطرق الباب ثم دخلت.
فأرتبكت بعد ان أدركت أنها بالفعل متشبثه به كالعلقھ وارخت ذراعيها عنه وتسألت
خلصت شغل
فضحك علي فعلتها وألتف نحوها حتى أصبح وجه أمام وجهها
امرك يحير ياحببتي شويه قاعده مع نفسك سرحانه
شويه مكتئبه... شويه بتضحكي
ثم غمز لها مبتسما
ودلوقتي عايزه ايه بقي
فتمايلت بين ذراعيه مبتسمه
عايزه ادلعك
فأتسعت عين جاسم وهو لا يصدق ما تهتف به ومال للخلف وهو يضع بيده علي قلبه بطريقة دراميه
مش معقول مراتي أخيرا قررت تدلعني.. لاء انا بحلم
فضحكت ليضحك هو الاخر وضمھا إليه
لاء اظاهر ان الحمل هيعمل معايا افضال كتير
وابعدها عنه ثم ربت علي بطنها حيث موضع طفلهم
انا بشكرك علي مزاج ماما ده .. خلي مزاجها عند نقطه الدلع ديه بس اصل بابا طيب وابن حلال ومحتاج يدلع كتير
لم تعد تحتمل ما يتحدث به مع طفلهم واڼفجرت ضاحكه بقوة
هدلعيني ب ايه بقي
سألها بمشاغبة واعين تلمع بما أصبحت تجيد فهمه
هعملك مساج
عبست ملامحه بعد ان كان متحمسا ..فضحكت على تذمره
مساج تاني منك لاء
وضربها على مؤخرتها حانقا من اقتراحها الذي لم يرغب به
خدي بعضك وامشي يامهرة .. ديما مضيعه حماسي
وغمزت بعينيها فجعلته يبتسم ولكن سريعا تذكر مساجها الذي فعلته من قبل
متحاوليش يامهرة .. انتي مبتعمليش مساج بيريح عضلات الجسم انتي بتنفضي سجاده ياحببتي
ومع تذمره واصرارها انتهى الأمر وهي تتعلق بذراعه صاعدين الي غرفتهم
..................
دخل والد ريم لمنزله بسعاده وهو لا يصدق ما حدث فقد كان جالس علي المقهي القريبه من منزله في حارتهم ليتفاجئ بأحدهم يسأل عنه ..ادهشته فخامة الرجل وهيئته التي جعلت الجالسين ينظرون إليه فهيئته المنمقه لا تدل أنه من منطقتهم ولا من المناطق المجاوره
وفاق علي صوت زوجته تخبره بحزن
معرفش ريم مالها .. انا قلقانه علي بنتي
فنظر إليها زوجها مبتسما دون مقدمات
مديرها في الشغل جالي علي القهوه وطلب ايديها مني ..راجل محترم وابن ناس باين عليه .. ربنا استجاب لدعائي وهطمن عليها أخيرا
وتابع بسعاده
بكره جاي البيت يتقدم رسمي
فحدقت به زوجته وهي تستوعب الأمور بصعوبه
مين ده اللي جاي ياحج
فتخطاها زوجها وهو يهتف
ركزي ياام العيال ..عريس جاي لريم
ألقي جملته الاخيره واتجه نحو غرفته... لتقف زوجته تستوعب ما اخبرها به ببطئ ثم انصرفت خلفه
غير مدركين لابنتهم التي تقف خلف الباب تستمع لحديثهم وتبكي وهي تعلم أنه هو اتي ليتزوجها مشفقا عليها ليس أكثر
كانت تتمناها بل ودعت الله كثيرا ان يكون لها ان يراها بعين المحب ويحبها وبكت بحړقة وهي تكتم صوت شهقاتها متذكرة تلك الدائرة التي دخلتها وسط عالم كبير علي عالمها واحلامها الصغيره.
........................
هتف متذمرا وهو متسطح أمامها.
انتي بتعملي ايه
جلست مرام امام بسمه باكية فلم تجد أحد غيرها تقص اليه