رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)
يرتشفه ببرود او يجلس في مكتبه تحت المكيف
واقتربت من أحد العمال متسائله
هو في ايه وليه انتوا وقفين كده
لينظر لها الرجل بشك
انتي مين
فأبتسمت مهرة وهي تدرك خوفه
ياعم متخافش بس وقولي مش يمكن أساعدكم
حدق بها الرجل للحظات ولكنه حسم امره وبدء يسرد لها ټهديد الإدارة لهم بطردهم وان أغلبهم يعمل بعقد فقط وان التثبيت لا يكون الا لأصحاب الوسطه واقارب المدراء
فضحك الرجل بأستهزاء وهو يلتف حوله
صاحب الشركه سايب كل حاجه على البشمهندس شوقي اصل قريبه ياستي مبيجيش المصنع ده غير كل كام شهر وبيكونوا مظبطينها ووعدينا ان كل مطالبنا هتتنفذ
ثم أكمل وهو يطالع المكان حوله مرة أخري
او ېهددونا اللي هيتكلم هيطرد
لتستمع مهرة لكل هذا بتركيز ووجدت المدير يتقدم منها مرحبا بها بعد ان علم بهويتها
لتهمس بصوت لم يسمعه غيرها
ما الأوامر جايه من جاسم الشرقاوي لازم التعامل يبقي ليه وضع
وأسترخت في جلستها كالطاووس المتباهي
اما اخد وضعي بقي وأعيش الدور شويه
وقد جاء الشاي وأخذت ترتشفه وهي تستمع لكلام المدير عن مايفعله العمال وتمردهم ويجب ان يتأخذ جاسم أمر بطردهم
سيبلي انا المهمه ديه يابشمهندس انا هوقف العمال دول عند حدهم واللي مش عجبه مع السلامه
لتتسع أبتسامة شوقي علي تأيدها لقراراته
وسارت للخارج يتبعها شوقي منتظرا ما سوف تخبر به العمال المجتمعون بالأسفل
اسمعوا ياحضرات كل عامل هنا مرتبه هيزيد حسب مرتبة الحالي واللي بقاله سنه شغال هيتثبت
عشان محدش بعد كده يبيع ويشتري فيكم وتضمنوا حقوقكم
ليتهلل أسارير العمال وشوقي يقف يهتف خلفها
انتي مجنونه لا ده لازم جاسم بيه يعرف بلي عملتيه
وذهب نحو مكتبه يطرق الأرض پغضب ليرفع سماعة هاتف مكتبه طالبا محادثة جاسم الذي كان للتو قد أنهى اجتماعه ودلف لغرفة مكتبه تتبعه مني
وبدء شوقي يسرد له بطريقته ماحدث من تلك التي بعثها للمصنع
لينظر جاسم لمني وأسم مهرة يتردد علي مسمعه من شوقي
وأغلق الهاتف پغضب محدقا أمامه بوعيد
ضغط علي أسنانه بقوه هاتفا بأسمها
مهرة
الفصل العاشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
وقفت أمامه بزهو وهي تتباطئ في خطواتها وأقتربت من أحد المقاعد تجلس عليه كي تسترخي من أرهاقها المفعم بالفخر وأخذت تطالعه وهو يدقق بعض الأوراق التي أمامه منتظره منه ان يبدء الحديث
ليرفع جاسم وجهه عن الأوراق التي أمامه
انا أذنتلك تقعدي
لتعتدل مهرة في جلستها بعد ان أحرجها بعباراته الفظه
لاء مأذنتش
ثم تابعت بعلياء
أظن بعد المجهود الجبار اللي عملته تجبلي عصير وتديني اجازه يومين كده
وسرحت بخيالها قليلا
وياسلام لو تحجزلي في الساحل
وشهقت بفزع وقد أخرجها من طور أحلامها فقد تخيلت البحر والهواء ولكن
انا لو أطول أنفيكي هنفيكي وارتاح منك
ونهض من فوق مقعده وأقترب منها
انتي ايه اللي هببتيه ده
فرفعت عيناها نحوه
بدل ماتشكرني اني حليتلك المشكله والعمال فضلوا يدعولك انا قولت خيرا تعمل شړ تلاقي
وأبتعدت بجسدها پخوف بعدما مال عليها وألتصقت بظهر المقعد
وتابعت بقلق
يامدام مني
فمال نحوها أكثر وقد أرتكز بكفيه علي مقعدها وأصبحت عيناه كالشرر
حد أذنلك تاخدي قرارات من غير ماترجعيلي
لتبتلع مهرة ريقها بتوتر وهي تحدق به ثم حركت رأسها
ايوه
وصم صراخه أذنيها لتدفعه بعيدا عنها
انت قولتلي احل المشكله وانا حلتها من وجهة نظري
وتابعت وهي تنهض من فوق المقعد وأخذت تمسح وجهها المتعرق
مش ذنبي اني مش بيزنس ومن وبدور علي مصلحتي زيكم
لتجده يطالعها بنظرات ثاقبه وقد هدأت وتيرة غضبه قليلا فمن متي وهو يحل مشاكله هكذا ولكن معها كل شئ يأتي بالعكس
وبدأت تسرد له مشاكل العمال وكل مايحدث الي ان تنفست براحه
تقدر تطردني زي ماتقدر تلغي القرار
وألقت عليه نظره اخيره فقد وقف معطيا
لها ظهره دون كلمه
ابقي شوف مشاكل عمالك قبل ماتقعد تحت التكيف وفي مكتب مساحته مساحه الشقه
وقبل ان تخطو لخارج الغرفه هتفت ساخره
قرفتونا بفلوسكم
لتتسع عين جاسم بعد ان سمع سبابها وألتف سريعا نحوها ولكنها أغلقت الباب بوجهه
ليضم قبضتي يديه بقوه محتقن الوجه
ماشي يامهرة
نظرة مني لمهرة بفزع بعد ان وجدتها تندفع من غرفته بتلك الحالة ثم أقتربت من مكتبها لتأخذ حقيبتها وخرجت وكان من نصيبها ان تنصدم بأحد الموظفين الذي وقف يطالعها وهو يتسأل
مالها ديه
عادت من عملها شاردة في تلك الدوامة التي دخلتها بقدميها لتتقدم
من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده
جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور
هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه
وألتقطت مهرة أحد أكياس الحلوي تأكل منها وهي تضغط علي الكيس پعنف الي ان أنهته لتأخذ أخر
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق
مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
لتلتقط مهرة منه الجريدة پعنف وتقرء ماكتب عن جاسم ومشروعه القادم ودعمه للشباب
قال جاسم الشرقاوي قال
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول
سيرة وشكل الراجل ده بټعصبني
ونهضت من فوق مقعدها ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل
الطبعه ديه فيها صورته مش كده
ليحرك شيكا رأسه الي ان وجدها تشير نحو الجرائد
صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره
لتهمس لمن يقف جانبها
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته
كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
لتتفحصه بأعين راغبه فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها
وتنحنحت بحرج
مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج
عايزه ايه ياورد قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها
من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها
ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم
ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق
انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي قال جليسة أطفال
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها
وقبل ان تسألها ورد عن مابها
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح
يااستاذة مهرة ياست الاستاذة
لتنظر مهرة لشقيقتها
انا قولت اليوم ده باين من أوله
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد
شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق
شايفه الليله باظت
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ثم أنفجرت ضاحكة
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه ليعلو رنين هاتفه
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها فاليوم قررت الا تعمل
لتسألها مني بأبتسامة هادئه
خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود
لتحرك مهرة رأسها بصمت فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها
فيخرج جاسم من غرفته ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته
تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه
ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين
فلم يجد جاسم مايقوله فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها
مش وقت ثقافه دلوقتي
وتابع وهو يخطو نحو الخارج
حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه وأقترب منها
لأول مرة تأتي لهنا ورد
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع
ليبتسم كنان علي هيئتها
هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك
لتنتبه ورد لسؤاله
نعم شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح
ووجد ورد
تبتعد عنه فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده
وماكان منه الا ان أبتسم لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه وجواد يخفي رأسه في حضڼ كنان مستمتعا اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائڤة
خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم متأملا أرتباكها
وعيناها الهاربة منه
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي واڼصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين
القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه
وتابع بصوت قوي
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه
ليتهلل اسارير العمال وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر
عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع