احتيال وغرام بقلم رحمه السيد
متتحايلش عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني! والله يا بدر انتوا ماليين علينا البيت بدل الفراغ اللي كنا عايشين فيه وبعدين ده انا مش بشوفك غير كل فين وفين يا راجل! فابتسم بدر بود وهو يمسك بالكوب الخاص به ثم قطع الصمت بينهما حينما سأل يونس بتركيز مفكرا بس أنت متأكد إن خالها هيقدر يسيب اشغاله ويرجع القاهرة عشان يبقى معاها يا بدر تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال متأمل كده والله يا يونس في واحد المفروض هيجبلي رقمه النهارده وهتصل بيه وأشوف رد فعله ان شاء الله خير تمتم بها يونس قبل أن يصدح رنين هاتف بدر فأخرجه ليجيب بصوت أجش الووو السلام عليكم وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه فأشرق وجه بدر كالبدر بابتسامة أمل وهو يسأله في لهفة والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا ولا تعب ولا حاجة بص اهوه دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة الحمدلله عرف يجيبلي الرقم استنى هتصل دلوقتي بيه اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء طب انا هروح أشوف ليال عقبال ما أنت تكلمه وهرجعلك نشوف اللي حصل وبأذن الله خير والموضوع ده يخلص على خير يارب تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما ! أتاه صوت الحاج عبد الرحمن الرجولي الرخيم وهو يقول السلام عليكم مين معايا وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك الحمدلله بخير يا بدر ازيك انت وازي مريم الحمدلله احنا كويسين صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها فسأله عبد الرحمن مستفسرا مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة ! وحينما لم يسمع بدر اي رد على ما قاله تنحنح يسأله بتوجس حضرتك معايا فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة اخيرا يلا زوقيني بقا يا أيسل حاضر ياستي وقفت أيسل ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل يلا يا أيسل اقعدي وهزقك فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب لأ بلاش افرضي حد جه وشافنا شكلنا هيبقى وحش اوي فهزت ليال كتفاها بلامبالاة فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها ! لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة ! بينما ليال شخصية شفافة ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء ! جلست أيسل بالفعل وهي تلملم خصلاتها الحمراء على جانب واحد لتقف ليال خلفها تلك المرة وتبدأ في دفعها وهي تخبرها بابتسامة مرحة غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل فقط تحسه وتعيشه ! وبعد قليل نهضت أيسل لتعود ليال وتجلس مرة اخرى ثم خرج صوتها هادئ يميل للألم الذي رن في نبرتها بخفاء تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة ولم تجد ما تنطق به وقد أدركت مغزى الحرمان الذي عانت منه ليال لتغير ليال مجرى الحديث بعدها لكن مقولتيليش يا أيسل انتي ليكي صحاب في القاهرة فهزت أيسل رأسها نافية ومن ثم أخبرتها بصدق لأ أنا اصلا شخصية انطوائية مش اجتماعية فتقريبا كده مليش صحاب بالمعنى الحرفي ليا معارف بس مامي بس هي اللي صحبتي ثم ابتسمت وهي تستكمل وقد أغدق الحب حروفها وانتي طبعا ربنا يعلم إني مش باخد على حد بسهولة ولا بحكيله عن حياتي بس انتي ارتاحتلك بسرعة لانك تدخلي القلب من غير استئذان فبادلتها ليال الابتسامة المحبة وقالت شعور متبادل والله يا بيبي ربنا يديم المحبة وحينما كانت ليال تتحدث وبالطبع ظهرها لأيسل لم تنتبه ليونس الذي أتى على أطراف أصابعه مشيرا لأيسل بإصبعه كعلامة للصمت ويهمس لها م دون أن يخرج صوته متتكلميش اومأت أيسل مبتسمة ثم ابتعدت ليقف يونس مكانها ويدفع ليال فغادرت أيسل وهي تراقبهم بابتسامة رائقة متمنية لهم دوام السعادة بينما هتفت ليال باستغراب وهي تدير وجهها قليلا للخلف ولكن لم تلحق رؤية يونس سكتي ليه يا أيسل مالك! أيسل مشيت مايمشيش معاكي يونس! شهقت ليال پعنف من المفاجئة وبحركة مباغتة تحركت لتنزل من الأرجوحة بفزع فسقطت على الأرض وهي تغمغم بتذمر تكاد تبكي حسبي الله ونعم الوكيل في إنسان يخض جوزته الانسانه كده! مساء الزبادي يا معذب فؤادي مفتقدني ولا عادي! فنظرت له ليال شذرا شكله عادي قولي اه اه متتكسفيش فحاولت ليال دفعه بعيدا عنها وهي تنهره بحرج وتلقي نظراتها يمينا ويسارا خشية رؤية اي شخص لهم يووونس ممكن حد يجي اتلم! طب ما احنا في بيتنا وقولتلهم محدش هيجي اتلم ليييه بقا ما احنا في بيتنا لتصيح ليال مستنكرة بابتسامة لم تستطع قټلها أنت بقيت قليل الادب كده امتى لأ منا في شوية حاجات كده مدكنها للحبايب فضحكت ليال ومن ثم وضعت يداها علىه تحاول إبعاده وكادت تنطق وحشتيني يا بطتي بقالي كام يوم مش عارف استفرد بيكي! وأنت وحشتني اوي اوي بس ده ميمنعش إن أنت لازم تبطل تحصر تفكيرك في الانحراف كده! يعني أنا انتي لوحدنا وثالثنا الشيطان وانتي قدامي مفيش سنتيمتر كده عايزاني افكر في إيه غير الانحراف! تفتكري في اللحظة دي هفكر في كيفية ختم المصحف ! فضحكت ليال عاليا ليسرح يونس في ضحكتها الرنانة التي لاقت صداها هدير عڼيف بين ضلوعه اصبح يشعر أن ضحكتها أصبحت تمثل له الدنيا بما فيها من ملاذ وحلاوة شعور ! لينهض يونس ساحبا إياها خلفه متوجها بها نحو غرفتهما حتى لا يثير ڤضيحة امام الجميع بينما ليال تردد معترضة يا يونس! فاستدار يونس سريعا يرمقها بنظرة مشټعلة بالمشاعر الحارة التي تجيش بصدره ليردف بمكر خالطه