الأربعاء 06 نوفمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 44 من 185 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها 
أنا مسرقتش حدأنا مسرقتش 
أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديما وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة 
عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجةلكن المجوهرات لقوها في شنطتك 
تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد
جنات هتقف معايا وهتجبلي محاميأنا مسرقتش 
جنات مش هتعرف تخرجك يا فتونمحدش هيقدر يخرجك من هنا غيريوعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز
حاولت أن تتناسي وجودهم وتلك النظرات التي يصوبونها نحوها أو يرمقون بها بعضهماندمجت مع أبناء شقيقتها تطعمهم وتلاطفهم 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
جلس الجار العجوز الطيب العم حسني ينظر إلى الرجلان متفرس خلجاتهم جسار انسحب من تلك الحارب الضارية بينه وبين رسلان حرب كان نظراتهم وكل منهم يعبر عن ضيقه من وجود الأخر خلالها 
وقف جسار يطالع الحارة بنظرات نافرة اما رسلان جلس بهدوء على احد المقاعد يطالع أطفاله في أحضانها
تنهد العم حسني ينظر نحو رسلان متسائلا
أنت دكتور يا بني
أماء له رسلان برأسه وقد تنحنح قليلا فأردف العم حسني
ابن جارتنا ست غلبانه محتاج عملية كبيرةوالست مستنيه دورها على نفقة الدولة ويا علم أمتي الدور هيجي
انتبهت ملك على حديثهم اما جسار اتخذ ركنا بعيدا واخد يتحدث في هاتفه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فاطرق العم حسني رأسه خجلا
يعني يا بني لو تقدر تساعد 
ولم يكد العم حسني يكمل حديثه فاخرج رسلان بطاقة خاصه به
خليها تجيلي العيادة يا حاج
طالع الرجل البطاقة وقد لمعت عينيه والتف نحو ملك يطالعهايتمتم بصوت هامس
سبحان الله ربنا مكسرش خاطر الست الغلبانه
والعبارة كانت لها ألف معنى وحكاية 
تمتمت عبارته لمرات وهو ينتظر بلهفة سماع إجابتها
نتجوز
ابتلع لعابه يطالعها يومئ برأسه متلهفا على سماع موافقتها فتون ستوافق على حمايته هو يعلم ذلك تماما فهو كان بطلها الخارق ذات يوم 
انتظر وانتظر
حتى أتته الإجابة فتجمدت ملامحه وضاعت لهفته والصدمه وحدها من ارتسمت في عينيه 
طلبك مرفوض يا سليم باشا 
ليه يا فتون ردي عليا 
خرج صوته متعلثما بعدما فقد قدرته على الثبات 
سليم النجار مش بيتجوز خدامه ولا بيرمرم مش ده كلامك يا سليم بيه
نهضت من أمامه وقد ألجمه حديثها سارت نحو الباب وقبل أن تتقدم بخطوتها الأخيرة عادت تلتف إليه
سليم النجار لو عايز يساعدني هيساعدنيمش هيحط شروط 
فتون 
فتح العسكري الواقف الباب بعدما طرقت عليه فتعلقت عينيه بها ومازال في صډمته 
كانت تلك اللحظة التي انتظروها منذ أن التقت عيناهم
غادر العم حسني نحو شقته وقد ترك بابها مفتوح و ملك حملت الصغيرين حتى تبدل لهم حفضاتهم في الغرفة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اندفع رسلان إليه يقبض على تلابيب قميصه 
مش خلاص بعدت عنك جاي ليه تاني 
دفعه جسار بقبضته ووقف يرمقه بتحدي 
ملك مسئوله مني ولعلمك مش هسيبها هنا 
واردف وقد أراد أن يضغط عليه ويستفزه بطريقة يجيدها 
وبكره نكسب القضية وناخد ولادك أنت أب مش مسئول يا دكتور يلي كنت سايب ولادك ولسا فاكرهم 
تجمدت عينين رسلان نحوه وتراجع للخلف قليلا يلتقط أنفاسه ابتسم جسار بتهكم وهو يراه هكذا يقبض فوق كفيه دون فعل شئ اڼصدم جسار بعدما تهاوي فوق الأرض يضع بيده فوق كدمته
دارت حارب طاحنة بينهم فخرجت ملك مذعورة تنظر إليهما بأعين مذهولة من هيئتهما 
انتوا بتعملوا إيهأبعد أيدك عنه 
دفعت رسلان بعيدا فرسلان هو من كان في الصورة أمامها ابتعد رسلان يلهث أنفاسه ينظر إليها كيف احتوت وجه جسار بين كفيها تسأله عما يؤلمهغادر بخطوات مثقلة دون أن يلتف نحوهما فقد وصلت له الرساله بوضوح 
ليه عملتي كده يا ملك 
ابتعد جسار عنها يتحسس وجهه المكدوم 
على فكرة أنا اللي استفيزته
عارفه يا جسار أنت استاذ في الحكاية ديه 
ورغم ألم وجه إلا إنه كان يضحك رمقته بحنق فتنحنح وعاد لجديته 
عارفه يا ملك أنا
دلوقتي متأكد إنك بتحبي رسلان 
طالعته في صمت فهي لم تعد تعرف ما معنى الحب هي بالفعل ضائعة في دوامة لا تعرف لها نهاية 
الإنسان مش بيوجع غير أكتر ناس بيحبهم
وابتعد عنها يزفر أنفاسه متنهدا
تعرفي أنا اكتشفت إني اتسرعت بجوازي من جيهان 
اڼصدمت من عبارتهفمنذ أيام كان غارق في العشق لا يرى سواها 
ساعات بنكون عايزين الشئ عشان نجربه مش أكتر نشوف هنلاقي إيه فيه هل هنلاقي اللي يعجبني ويبسطنا ولا هيكون زيه زي غيره
صمت يسترد أنفاسه ثم عاد يطالع المكان حوله 
الحب غير كده يا ملك الحب إحساس غريب بيخلي قلبك مهما حس إنه شبعان فهو لسا جعان 
تاهت بنظراتها كانت ضائعة تسمعه وهي شارده 
ملك أنا مش هقدر اسيبك هناالمكان ميطمنش 
على فكرة يا استاذ الحارة هنا فيها رجاله وانا اه قدامك 
التف بجسده نحو ذلك الصوت لتقع عيناه على تلك الفتاة التي رأها صباحاتقدمت بسمة منهم تطالعه بترفع 
ملك وسط أهل حتتها يا باشا 
رمقها جسار مستنكرا يطالع هيئتها الغير مهندمة 
أنتي تعرفيها يا ملك 
انتبهت ملك على سؤاله بعدما كانت شارده بينهمنفضت عقلها تستجمع حالها 
ديه بسمة بنت عمي حسني 
قطب جسار حاجبيه يتذكر ذلك الرجل العجوز الذي كان يجلس معهم 
اهخلينا في المهممش هقدر اسيبك هنا 
أنت يا أستاذ مسمعتش أنا قولت إيه 
ضيق عينيه وقد تذكر وجودها الغير مرغوب فامتقع وجهه والتف نحوها يشير إليها بإصبعه 
ممكن تسكتي 
أرادت أن تتحدث ولكن صوت والدها وقد هتف باسمها للتو جعلها تغادر حانقه تتمتم بضيق 
إنسان عديم الذوق 
اتسعت عينين جسار ذهولا يرمق خطواتها وكاد أن يلفظ بعض العبارات الحانقة 
جسار زي ما أنت شوفت أنا فعلا عايشه وسط أهلي وحبيت المكان 
رضخ جسار في النهاية لرغبتها فهو يريدها أن تستعيد ذاتها كما أراد لحاله أن يفهم مشاعره نحوها فما جمعهم من قبل هو الإحتياج وهل ينبض القلب به طويلا 
أصر أن يعطيها مفتاح إحدى الشقق الراقيه التي يملكها بديلا لها عن ذلك المكان 
دلفت للصغيرين فوجدتهم كما تركتهم في غفوتهماقتربت منهما تقبل أقدامهم ومع مرور الوقت أصابها القلق فلما لم يعد رسلان لأخذهم
ونقطة واحده كان يدور فيها عقلها وللأسف قلبها هو من كان يتسأل 
هل أصابه شئ 
فتحت عينيها بعدما غادرت جنات الغرفة واغلقت الباب خلفها تقلبت فوق الفراش تقاوم ذلك الشعور الذي يخترقها تعالت أنفاسها وتسارعت دقات قلبها ورغما عنها كان قلبها يأخذها لعالم به سليم النجار 
استيقظت بفزع تلهث أنفاسها بثقل تضع بيدها فوق قلبها غير مصدقة إنها حلمت بهحلمت به وهي بين ذراعيهحلمت به في وضع
لا تعرف كيف أخذها قلبها وعقلها إليه أسرعت في إلتقاط كأس الماء الموضوع جوار فراشها ترتشف منه 
مش معقول أكون حلمت بيك كده 
عادت تلتقط أنفاسها تنظر حولها فالظلام كان يحاوط الغرفة 
أكيد أنا حلمت بي عشان اللي عمله معايا النهاردة سليم النجار راجل وحش وظالم اوعي تنسى ده يا فتون 
خاطبت حالها لعلها تعيد لقلبها ثباته ولكن القلب كأنه كان متعطش لذلك الحدث وتلك الكلمات التي اخبرتها بها جناتجنات التي لأول مره تمدح سليم النجار أمامها لكنها لو علمت إنه عرض عليها الزواج في البدايه مقابل خروجها لكان مديحها تحول لمقت و حقد 
وها هو حديث جنات يأبى تركها تلك الليله مهما فعلت 
بصراحه يا فتون لولا سليم النجار مكنتيش هتعرفي تخرجي منهاصحيح هو السبب في كل ده بس إن يكون موجود حد معاكي ياخد حقك شعور جميل 
جنات التي عرفتها طيلة الثلاث سنوات والنصف لم تكن حالمية في أي شئ يخص الرجالولكن اليوم شعرت بمشاعر جنات نحو الموقف 
اغمضت عينيها بقوة والمشاعر تزيد في إختراق فؤادها تهتف لحالها 
أوعى تنسى إنه هو السبب يا فتون اوعي تنسى اللي عمله فيكي زمان 
صړخة مقهورة بعدما اقتربت منه تتوسل إليه 
عملت كده عشان بحبك أنت عارف أنا بحبك اد إيه يا سليم 
تعالت صوت ضحكاته رغما عنه وهو يرمقها بتفحص 
بتحبيني مش تقولي كدبه تانيه يا دينا ده أنتي لما عرفتي إني بعد الحاډثه ممكن متحركش تاني على رجلى وهكون عاجز روحتي اتجوزتي حامد اللي كان عدوك وجتيلي ارفعلك قضيه عشان تاخدي حقك وحق ابنك منه 
لا يا سليم أنا اتجوزت حامد بعد ما أنت رجعت لشهيرةإتجوزته عشان أكون قريبه منكسليم أنا مش قادرة أنسى الليله اللي كانت بينا 
شحبت ملامحها وهي ترى نظراته التي تحولت للۏحشية عندما ذكرته بتلك الليلة بعد ۏفاة جده ومغادرة فتون حياته جاءت إليه شقته أرادت أن تمنحه جسدها في لحظة ضعفه وحاجته وسليم القديم كان خير من يرحب بتلك الأمور حتى ينسى ضيقه وحزنهكانت ليلتها هي الفاصل من حياته وتلك القذارة التي يعيش داخلها ولكنه سرعان ما كان يتجنب وقوعه معها في الطريق الذي أراد نهايته 
دينا انا وانتي عارفين كويس محصلش حاجه بينا في الليله ديه كويس 
كان ممكن يحصل يا سليمبس انت اللي مدتنيش فرصه 
واقتربت تحاول أن تفرض سحرها الذي اجادته وتجيده على الكثير من الرجالذكرته بتفاصيل متقع وجهه نفورا وهو يسمعها مشمئزا من حاله ومنها
فتون خط أحمر يا دينا وانتي عارفة كويس ممكن اعمل إيه كويس 
التف بجسده كي يغادر بعدما لم
يعد

يتمالك حاله بعدما ذكرته بنفسه القديمةرجل عابث
وقعت عينيه على الصبي الصغير ذو التسعة أعوام ثم عاد ينظر إليها بإحتقار شديد وكأن الصغير يذكره بطفولته الغير سوية 
اندفع الحاج عبد الحميد داخل الشقة والڠضب يحتل معالم وجهه يطالع جنات التي وقفت مصډومة من هيئته وزيارته المفاجأة
فين فتونبنتي تدخل الحبس من غير ما اعرفأخص عليكي يا جنات يا بنتيهي ديه أمانتي ليكي 
تجمدت عينين جنات نحوه تبتلع لعابها بعدما جف حلقها فكيف علم بالأمر وقبل أن تبحث عن إجابة داخل عقلها كانت تأتيها الإجابه 
جيت مع واحد معرفه من البلد يخلص شوية أمور ليه هنا قولت اجي اطمن عليكم الاقي المنطقة كلها بتتكلم عن بنتي يا فضحتك يا عبدالحميد هتروح فين تاني 
خرجت فتون من غرفتها بملامح منهكة وقد سقطت على مسمعها عبارات والدها الأخيرةتعلقت عينيه بها واقترب منها 
إحنا معدش لينا مكان هنا يا بنتيالبلد ديه مصايبها كتير وناسها قادرة 
والقرار كان يضعه الحاج عبدالحميد دون رجوع ولكن عينيه ظلت عالقة بها وقد استندت نحو الجدار تكتم صوت شهقاتها 
فاسرع إليها نادما على حديثه فيكفيها ما جانته قديما من جهله 
هتكملي تعليمك يابنتي البلد اللي جانبنا فيها جامعه ساعه بالقطر بينا بس عيشه في البلد ديه تاني لااكفايه المصاېب اللي جتلنا منها 
احتضنتها جنات تحاول تهدأتها مرارا دون جدوىشردت في فعلتهافقد دفعت الحاج عبدالحميد للذهاب لسليم النجار لشكره عما فعله مع فتون وتخليصها من تلك السړقة التي دبرت لها وكان سيضيع فيها مستقبلها جعلت دماء الواجب والأصول تضج في أوردته فقرر الذهاب إليه رغم ذلك الدين الذي في رقبته عندما كاد أن ينتهك عرض أبنته
يا ترى يا سليم بيه هتطلع فعلا بتحبها ولا مجرد كلام
همست بها جنات ومازالت
تحتضن فتون التي لم تكف عن البكاء
طب والمطعم واحلامي هنا يا جناتليه كل حاجة بتضيع
هتفت بها وابتعدت عنها تنظر إليها تستعجب صمتها ولكن جنات كانت ساهمة
عبأ
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 185 صفحات