نوفيلا ياكل كلي بقلم روز ٱمين
انت في الصفحة 14 من 14 صفحات
لاستقبال عروس نجلها الغالي وأقبلت عليها لتسحبها لداخل أحضانها وهي تتحدث قائلة بانبهار
بسم الله ماشاء الله إيه القمر ده
أبعدتها عن حضنها لتنظر لها واسترسلت بما أخجل جنة وجعل وجنتيها تتلونان باللون الوردي
كان عنده حق محمود لما حارب الدنيا كلها علشانك
تبسمت خجلا لتتحدث بصوت مبحوح
متشكرة يا طنط
ألف مبروك يا قلبي وأخيرا يا جنة
إبتسمت لها لتردد
وأخيرا يا منى
تلقت التهنئة من الجميع ثم جلست بالمكان المخصص لها وابتدين النسوة بالغناء والتصفيق حتى استمعن لصوت إطلاق الڼار بالخارج مما يعني إنتهاء المأذون الشرعي من عقد القران فتعالت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم
عقد القران ليقف محمود يتلقى المباركات من محمد الأنصاري وأشقائه وأبناء عمومته الجميع قدم التهنئة إلا ذاك الواقف بعيدا ويبدوا على وجهه علامات الضيق اقترب عليه وتحدث بنبرة هادئة
إيه يا علىمش هتبارك لي ولا إيه
رمقه بنظرة جادة فاسترسل وهو يبتسم باسطا يده بالسلام
خلاص بقى يا على فكها شوية وابتسم لله يا اخي إحنا خلاص بقينا أهل ونسايب ومينفعش نفضل قافشين من بعض كدة
مبروك يا حضرة الظابط
ابتسامة واسعة زينت ثغره واقترب عليه ليجذبه داخل احضانه ليتحدث بدعابة نال بها استحسان الأخر
المباركة متنفعش على الناشف كدة يا أبو نسب
تنهيدة هادئة خرجت من أعماق صدر محمد الذي كان يتابع نجله وزوج ابنته الحديث ليتنهد براحة بعدما اطمئن قلبه استأذن محمود من والد عروسه ليذهب لعروسه بالداخل فوافق وبعث معه نجله الاصغر ليصطحبه للداخل كانت تجلس وسط الجميع تشعر بسعادة الدنيا ارتجف جسدها وشعرت بفراشات تداعب أسفل معدتها فور رؤيتها لفارس أحلامها الذي طل من البوابة الرئيسية ليحوم بعينيه وسط الجميع باحثا عن حبيبته التي وبالأخير ظفر بها تحرك إليها وكأنه منساقا حتى وصل لعندها قابلته والدته التي احتضنته وقبلت وجنتيه وأيضا خالته وجميع اقاربه تحرك صوب سامية التي قبلت وجنتيه لتتحدث بحبور ظهر بعينيها
وتحدث بتمني
إدعي لي ربنا يتمم لي فرحتي على خير يا ماما
نطقها وهو ينظر لتلك المنتظرة دورها وهي تتطلع عليه بسعادة ممزوجة بخجل شديد مما زاد من توهج وجنتيها ليزيد من اشتعال روح ذاك العاشق تحرك إليها ليقف مقابلا لها متأملا بجمال عينيها للحظات مرت على كلاهما كدهر تناسا من حولهما ليسرح كلا منهما بعينين الأخر ويتوه داخل بحورهم الغريقة وبدون سابق إنذار من الوله
الله يبارك فيك يا محمود...نطقتها بعينين يملؤهما خجلا ممزوجا بعشق هائل وأثناء وقوفه قبالتها اتجه إليهم أشرف إبن عمها والذي كان قد طلب يدها للزواج سابقا وكالعادة رفضت عرضه إقتحم حفل النساء وتوجه إليهم وبكل حدة نظر لها وتحدث وهو يبسط يده لمصافحتها
مبروك يا جنة
إشټعل داخل محمود من ذاك الوقح الذي اقتحم خصوصية النساء وخصوصا جنة التي كانت تاركة لشعرها العنان دون ارتدائها للحجاب على إعتبار أنه حفل نسائي ولن تطأه قدم أية رجل ومازاد من إحتقان غضبه هو رؤيته لتلك الجنة وهي تتأهب ببسط ذراعها لتبادله المصافحةجن جنونه وبلمح البصر وقف أمامها ليخبأها خلف ظهره ثم رمق أشرف بنظرات ڼارية ليهتف بنبرة حادة
نعم يا حبيبي إنت عاوز تمنعني من دخول بيت عمي... جملة حادة نطق بها أشرف پغضب حاد لتهتف سامية بنبرة مرتبكة لتهدأة الوضع
كلام إيه بس يا ابني اللي بتقوله ده محمود مايقصدش
إقتربت عفاف من نجلها تحاول تهدأته ليهتف ومازالت تلك المرتابة تحتمي خلف ظهره كأنه حصنها المنيع
لا اقصد يا ماما البيوت ليها حرمة ودخولها ليه أصول
هتف غاضبا
لا يقصد يا مرات عمي واتجرأ ونطقها
واسترسل متهكما تحت همهمات النسوة
عيشنا وشوفنا يا ولاد جه اليوم اللي إبن التهامية بيطرد ولاد الأنصاري من بيوتهم
بس العيب مش عليك يا حضرة الظابط العيب على الرجالة اللي وافقوا بالمسخرة دي
واسترسل مبدلا الأدوار
مع إن أنا اللي المفروض اسألك إنت إيه اللي مدخلك بيوتنا وداخل تدوس في وسط حريمنا
أجابه بقوة وحدة
والله انا داخل ابارك لمراتي ومستأذن من صاحب البيت وأخو مراتي هو اللي دخلني لحد
هنا واستأذنا من الستات قبل ما ندخل إنت بقى داخل ليه!
كاد أن يتحدث لولا صوت محمد الأنصاري الذي صدح من خلفهما وهو يهتف بحدة بعدما بعثت ليلى بإبن خالتها الصغيرليستدعى والدها كي يفض ذاك الإشتباك قبل أن يتحول لساحة معركة حسبما خطط له أشرف
فيه إيه يا أشرف إيه اللي مدخلك عند الحريم وصوتك عالي ليه
ارتبك بوقفته وبلحظة تحولت ملامحه من غاضبة إلى حزينة مستكينة ثم تحدث بصوت خفيض يشتكي محمود
انا كنت داخل أبارك لجنة يا عمي لقيت حضرة الظابط وقف في وشي ومنع بنت عمي إنها تسلم عليا زي ما انت شايف كدةومكفهوش كدة بسده كمان طردني من بيتك يرضيك كدة يا عمي
كاد محمود
ان يتحدث اوقفته إشارة من كف محمد الذي تحدث بحدة إلى أبن شقيقه لعلمه بمكره
وإحنا من أمتى بندخل نسلم على الحريم في الأفراح يا أشرف ما أنت عارف إن فيه بنات كتير بيبقوا واخدين راحتهم ومطمنين إن محدش هيدخل غريب
واسترسل لرؤيته الإعتراض في عينه
طب محمود داخل يسلم على عروسته وأنا اللي سمحت له يدخل بعد ما اتصلت بمرات عمك وامنت الدنيا هنا والبنات ستروا نفسهم إنت بقى تدخل ليه
وهنا قرر محمود التدخل ليتحدث باحترام
أنا لما طلبت منك ادخل طلبت علشان أبارك لمراتي يا عمي وعمري ما أجرؤ إني أطرد حد من بيتك وبصفتي إيه أصلا هطرده لكن أنا بتكلم في اللي يخصني لما تكون جنة قاعدة براحتها من غير حجاب وألاقي الاستاذ أشرف داخل عليها من غير إحم ولا دستور طبيعي أقوله يخرج علشان أستر مراتي
حصل خير يا ابني قدامي على برة يا أشرف... تحركا للخارج فالټفت محمود للخلف ينظر على تلك المنكمشة خلفه ممسكة بحلة بدلته ليرمقها بحدة لم يستطع مداراتها
حسابك معايا بعدين أنا هعرفك إزاي تمدي إيدك لراجل وتقفي قدامه بشعرك
قال كلماته الغاضبة لينطلق للخارج تحت ارتعاب قلب تلك العاشقة التي ترقرقت الدموع بعينيها.
يتبع.
نوفيلا
يا كل كلي
بقلمي روز أمين
الفصل الأخير
إهدي يا جنة الناس بتبص عليك
شفتي محمود وعمايله يا طنط زعل واتنكد ونكد عليا في اهم يوم في حياتنا
بيغير عليكي يا عبيطة شوية وهيهدى وييجي يقعد ويتعشى معاك كمان
حولت بصرها لتنظر إلى سامية مسترسلة بدعابة تلطف بها الاجواء
هو أنت مش عاملة عشا للعرسان ولا إيه يا أم علي
عاملة لهم الحلو كله يا حبيبتي هو أنا عندي اغلى من جنة وعريسها...نطقتها عفاف صغيرتها لتهديء من روعها إنتهى الحفل وفوجئت جنة برحيل محمود مع عائلته بعدما تحجج للجميع بإصابته بۏجع شديد بالرأس ذهب تحت حزن جنة التي تحركت إلى غرفتها ابدلت ثوبها لمنامة مريحة ثم جلست فوق تختها هاتفها الجوال وبدأت بالإتصال على رقم سارق قلبها لكنها سرعان ما أصابها الحزن حين استمعت لرفضه للمكالمة اعادت الاتصال مرة أخرى ولم يتغير الامر كثيرا وانقطع الاتصال فور محاولتها بدون سابق إنذار اغرورقت عينيها بالدموع وما شعرت إلا ودموعها تنساب بغزارة أما ذاك المشتعل الجالس فوق تخته فنظر للهاتف ينتظر محاولة جديدة منها لكنها خزلته تنهد بضيق وأمسك هاتفه ليضغط على زر الاتصال بتلك الجميلة بعدما شعر بوخزة بقلبه بسببها كانت تبكي بشدة إلى أن إستمعت لرنين الهاتف فالتقتطه بلهفة وهي تجيب بصوت متقطع بفضل بكائها وعدم السيطرة
انت مبتردش عليا ليه يا محمود مش كفاية انك سبتني في أسعد يوم في حياتي من غير حتى ماتسلم عليا ولا أشوفك قبل ما تمشي
يعنى إنت مش عارفة أنا عملت كدة ليه يا أستاذة... نطقها بصوت غاضب ممزوج بالعتاب أجابته بنبرة مخټنقة
وأنا ذنبي إيه في اللي حصل من أشرف بتحملني نتيجة تصرفه ليه!
هتف بنبرة حانقة ارعبتها
ذنبك إن الهانم كانت واقفة قدام البيه ومحاولتش تداري نفسها من نظراته
اجابته باعتذار
أنا أسفة بس والله ارتبكت من وجودة وملحقتش أفكر
واستطردت بدهاء لاستدعاء مشاعره الهائلة تجاهها
وبعدين إنت عاوزني افكر في إيه وإنت قدامي
شفع لها شعورها وتفخيمها لحدث ارتباطهما ليتذكر على الفور تلك المشاعر المتوهجة التي اقټحمت قلب كليهما ليهديء ويتحدث بنبرة صوت أهديء كثيرا
خلاص يا جنة بس دي أخر مرة اشوفك بتسلمي فيها على راجل تاني أي حد يمد لك إيده قولي له جوزي مانعني أسلم على حد مفهوم!
نزلت كلمته على قلبها زلزلته لتتحدث بصوت يذوب عشقا وهياما
هو أنت فعلا بقيت جوزي وأنا بقيت مراتك يا محمود
أبدلت كلماتها حاله بالكامل ليرتجف قلبه ويكاد ينطق صارخا تاركا ليتحدث بنبرة تهيم شوقا متناسيا تماما غضبه
أيوة يا حبيبتي إنت خلاص بقيتي مراتي حبيبتي اللي بوجودها الدنيا ضحكت لي من تاني أنا بحبك اوي
وخصوصا إن ماما كانت مجهزة لنا عشا لوحدنا في اوضة الجلوس بس إنت اللي اتلككت ومشيت يا حضرة الظابط
بنبرة شغوفة اجابها
ملحوقة يا قلب حضرة الظابط بكرة أول ما أقوم من النوم هكلم حماتي وأقولها تجهز لي عشا بدل اللي راح عليا امبارح
ضحكت وتحدثت بمشاكسة
ماخلاص يا حبيبي هي حكاية دي كانت فرصة وانت ضيعتها بعنادك وغضبك
خرجي انت نفسك من الموضوع وسبيني مني لحماتي وهي هتظبطني... ضحكت بدلال وتحدثت
واثق قوي إنت في حماتك
كل الثقة حماتي بتحبني وبنتها بتعشقني
بحبك يا محمود بحبك...نطقتها بنبرة هائمة مغمضة العينين جعلت من صدره مشټعلا بڼار الهوى ليسترسلا حديثيهما العاشق حتى الساعات الاولى من فجر اليوم الجديد
بعد مرور إسبوع من عقد القران بمدينة القاهرة الكبرى وبالتحديد داخل حديقة واسعة مملؤة بالأشجار العالية والنباتات والزهور بألوانها الزاهية تتحرك تلك الجميلة بخطوات مرحة تدل على مدى سعادتها ويرجع هذا لمجاورتها لذاك الحنون وهما يتشابكان الايدي ويتحركان بمرح وسعادة تحدثت بنبرة مرحة
إعمل حسابك إن كل اسبوع هتخرجني خروجة زي دي
يا حضرة الظابط
واستطردت بنبرة حماسية
حتى بعد ما نتجوز هتفضل تخرجني كل أجازة
ضيق بين حاجبيه ليتحدث ساخرا
نعم! هو إنت مستنيانا نتجوز علشان نقضيها خروجات إنت فاهمة الجواز غلط خالص يا ماما
تعمق بعينيها ليغمز بوقاحة مستطردا
الناس بتتجوز علشان تقضي الأجازة في البيت
كاد أن يكمل في لولا صوتها الذي خرج متسرعا ليمنعه من التمادي
بطل واحترم نفسك
قهقه عاليا ثم تحدث متماديا
اسمعي مني الكلام اللي بقولهولك ده هو الأدب بعينه
ليستطرد لائما بجبين مقطب
وبعدين إيه بطل دي
وما أن نطق بجملته حتى اكتسى وجهها بحمرة الخجل مما اثاره ليتحدث بنبرة حنون وعينين هائمتين
بحبك وبعشق خجلك يا جنتي
أخذت نفسا عميقا ونظرت له بوله لتتحدث
عارف يا محمود أنا لحد الوقت مش مصدقة إننا إتجوزنا
واستطردت بحماس
ساعات بقوم من النوم واجري على درج الكومدينو اجيب منه ألبوم الصور بتاعت كتب الكتاب علشان اتأكد إنه مش حلم جميل وزي العادي هينتهي بمجرد ما أقوم من النوم
تنهد بهدوء ثم تحدث بنبرة حنون
إحنا تعبنا وإتعذبنا قوي في حبنا يا جنة بس الحمدلله ربنا جمع شملنا وأخيرا بقيتي مراتي وكلها كام شهر وهتبقي منورة بيتي
توقف
بحبك يا محمود... نطقتها بعينين متأثرتين بغرامه ليتهلل وجهه بسعادة لا يوجد بمثيلها بالحياة.
بعد مرور عدة أشهر
وبعد طول إنتظار قد تحقق الحلم وتم حفل زفاف تغنت به أهل البلدة بأكملها اصطحب محمود عروسه الجميل وصعد لمقر شقتهم بالطابق الثالث بمنزل أبيه كان يقف ببهو الشقة مرتديا حلة عرسه التي جعلت منه وسيما للغاية يجوب المكان ذهابا وإيابا لمنزلهما اتسعت عينيه وابتلع لعابه حين وجدهما تخرجتان من الغرفة لتتحرك إليه سامية وتحدثه بدموعها المتوسلة
خلي بالك منها يا محمود
هتف بنبرة حماسية
ما تقلقيش يا ماما جنة في عنيا إنت اصلك متعرفيش قيمتها عندي
تبسمت الأم من بين دموعها لتتحدث إليه ليلى بتوصية
إبقى اكلها أي حاجة علشان دي ما اكلتش خالص من الصبح
أومأ بعينيه مبتسما ليجيبها
ما تقلقوش يا جماعة...نطقها ليسترسل بمداعبة هأكلها واخلي بالي منها واشربها اللبن واغسل لها سنانها قبل ما تنام
لكزته سامية بصدره لتتحدث بابتسامة
بتتريق علينا وليك نفس تهزر يا ابن عفاف
تحدث لائما بمشاكسة
ليستطرد بعدما فاض به الكيل
يلا يا ماما خلينا نمشي ده باينه مچنون ده هيتجوز على روحه وإحنا واقفين
ابتسمت سامية على حديث ابنتها وبدون حديث تحركت بجانبها تاركين خلفهم ذاك
تطلعت إليه تتعمق بزرقاويتيه
تنهدت براحة
بقيتي مراتي وروح قلبي ونور عيوني اللي بقيت بشوف بيها الدنيا
تمت بحمد الله.