سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
يا زينة
أومأت إليه برأسها وهي تنظر إليه وتتابع ما يفعله إلى هذه الدرجة الأمر خطېر قالت بتوتر
فاهمه
تابع عيناها برجاء خوفا أن تتحدث مع أي أحد ولكنه تحدث بضجر وانزعاج
المهم إنك ارتاحتي وعرفتي.. أنا مش تاجر سلاح ولا نيلة أنا بشتغل مع الحكومة وفي تفاصيل كتير خلتني أعمل كده لكن أنا مش هقدر أتكلم دلوقتي ماشي يا زينة
أومأت برأسها مرة أخرى فتركها وأبتعد عنها يفكر في غبائه وتسرعه كيف كان يريد الحديث معها والاعتراف لها بكل شيء وهو نادم الآن بشدة لأجل فقط أنه ڠضب وأفصح عن شيء واحد من الحقيقة الكاملة!..
كيف كان سيفعل!.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ما هذه الفرحة التي اختلجت كيانها! ليس وقت التفكير ليس وقت تحليل أي شيء أو الإمساك بالخيوط وربطها ببعضها البعض أنه وقت شيء واحد.. إنه وقت الاعتراف!
وقفت على قدميها تذهب ناحيته تراه يقف حزينا لأنه تحدث وتدري ما الذي يفكر به ولكنها كانت على عكسه تماما فقالت اسمه بشغف
جبل
رفع بصره إليها منتظرا حديثها لتلقي عليه قنبلة تفجرت في غرفتهم وهبطت على مسامعه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنا بحبك
اخترقها بنظره غير مصدقا ما تفوهت به ليقترب منها ببطء وهدوء ينظر إليها بشك ولكن الابتسامة على وجهها تقول غير ذلك خرج صوته مبحوحا
ده بجد
أومأت إليه برأسها بقوة عدة مرات متتالية ليقترب منها يأخذها في عناق حاد شاعرا انه أمتلك الدنيا حقا ليس نادما أنه تحدث إليها.. ليس نادما أبدا ليته تحدث منذ وقت بعيد لتعترف إليه بتلك الكلمة الوحيدة التي خطفت روحه منه وهو يستمع إليها
لا شعور يوصف ولا كلمات تعبر عما يشعر به أخذها بين ذراعيه محكما ضلوعها لترتفع قدميها عن الأرضية يحملها شاعرا بالراحه الفريدة من نوعها التي لم يشعر بها يوما يدق قلبه پعنف معلنا فرحته القادمة والسعادة الأبدية التي سيشعر بها . اللاهثة تعبر عن الضجة الخرافية التي حدثت لكلامها..
أنا أول مرة قلبي يدق بالشكل ده.. واجهت المۏت كتير عمري ما حسيت بقلبي كده
حرك عيناه على كافة ملامحها بحب وهيام ليقول متسائلا بعدم تصديق
زينة أنتي بتحبيني بجد
وضعت يدها الاثنين حول وجهه متبسمة قائلة بسعادة وصوت شغوف ملئ بالحيوية
والله العظيم بحبك
اخفض وجهه لحظة ليعود إليها مرة أخرى يسألها پخوف وتردد
سامحتيني على اللي عملته فيكي
حركت عيناها على وجهه الخائڤ ونظرته الراجية نحوها استشعرت خوفه من أجابتها فتحدثت بهدوء
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تلهف يقول سريعا بشغف وعشق
وعد من جبل العامري أنا هنسيكي كل اللي حصل مش هخليكي تفتكري غير حبي ليكي وكل لحظة حلوة عشتها معاكي
ابتسمت باتساع لتحرك يدها على ملامحه قائلة بمرح
ما أنت بتعرف تقول كلام حلو أهو
ابتسم هو الآخر يبادلها وقلبه يخفق پجنون
الله وكيل عمري ما عرفت أقول كلام حلو غير ليكي.. بحاول علشانك
أومأت إليه برأسها قائلة بحنان
عارفة.. ومبسوطة
دفعها للخلف مقتربا منها محطما كل أسوار التردد نازعا كل أسهم الخۏف من قلبيهما تقدم يزيح تلك الحواجز الذي وقفت بينهما فاليوم القلعة تحت أمره تحت سطوة وحبه وعشقه.. الآن المملكة له وحده هو الملك وهي ملكته ملكه الوحيد روحه ومبتغاه.. هي تلك الحړب التي خسر بها الجميع وفاز بها وحدها وكان مكتفيا بها يجمع غنائم الحب والعشق ينال من الفرحة واللهفة ما يكفيه على مر السنين يخبئ بقلبه الشغف والحنين ليبقى لها وحدها.. يهيء لها قلبه ومشاعره ليليقوا بها وبحبها..
الآن ينال بمذاق حبها بالرضا التام يأخذه ليذوب معه وهو بالقرب منها إلى أعمق حد فلا يوجد بعده أعمق من ذلك ينال من العسل الصافي معها بالعشق والشغف يناله پجنون متبادل لأول مرة.. جنون متبادل يطفو في الأفق ممزوجا بآنات العشق والغرام.. يحلق عاليا بلذة غريبة ورغبة متبادلة مشټعلة ببدن كليهما..
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات وقف جبل أمام المرآة بعد أن اغتسل وارتدى ملابسه يمشط خصلات شعره نظر إليها من خلال المرأة وهي تخرج من المرحاض مرتدية ملابسها خجلا منه..
ابتسم باتساع وأبتعد عن المرآة يتوجه ناحيتها يمسك بيده خصلات شعرها المبتلة قال بهدوء وشغف
تعرفي إن النهاردة أحسن يوم في حياتي.. وأحسن وقت قضيته
ابتسمت بخجل تنظر إلى الأرضية ثم إليه قائلة بخفوت
أنا كمان أحسن وقت قضيته معاك النهاردة
تركها يتقدم ليأخذ هاتفه قائلا
غزال.. والله غزال
قال بجدية وهو يعود إليها ا
نامي أنتي أنا هتأخر بره
أومأت إليه برأسها بهدوء فذهب وتركها مغلقا الباب من خلفه..
جلست على الفراش بهدوء تفكر في لحظات السعادة التي قضتها بصحبته وأيضا تفكر في لحظات القهر التي واجهتها على يده أول مرة دلفت بها هذه الغرفة وجلست على هذا الفراش.. ولكن القلب وما يريد ليس بيدها.. ليس بيدها أن تحبه وتبغى قربه منها بهذه الطريقة.. ولكنها قد حدثت نفسها سابقا إن كان رجل يعمل بشيء غير قانوني ستدفن ذلك الحب وتقتله بيدها.. وإن كان رجل صالح ستعترف له وتعوض نفسها عن كل شقاء مرت به وتنعم بالأمان والاستقرار داخل أحضان رجل أحبته يكن لها الحماية والسند.. وهذا ما حدث لا عتاب عليها ولا حتى على قلبها إنها كما شاهدت قسوته وعنفه شاهدت لينه وضعفه..فلا عتاب حقا
تمددت على الفراش تغمض عينيها براحة لا تنعم بها دائما فاستغلتها تشعر بها بسعادة خالصة..
بعد دقائق فتح باب الغرفة ببطء وهدوء لتظهر تمارا من خلفه بنظرات قوية حادة يملؤها الشړ والحقد الدفين..
تدفعها غيرتها إلى الداخل تغلق الباب خلفها بهدوء تنظر إلى زينة النائمة على الفراش تعطي إليها ظهرها تقدمت منها بكره وبغض لا نهاية له..
لتتوجه واقفة أمامها تنظر إليها بشړ وكراهية تود التخلص منها بأسرع وقت لتعود إلى حياتها الطبيعية التي سلبتها منها..
وقفت أمام الفراش لتبتسم بخبث تأتي من خلف ظهرها پسكين حاد ترفعه بيدها إلى الأعلى ثم تفوهت پعنف وكره
الله يرحمك يا زينة
فتحت الأخرى عينيها باتساع عندما استمعت إلى همسات أحد جوارها فلم تكن دلفت
بالنوم لتنصدم بالواقفة أمامها بملامح كارهه تبغضها ترتفع بالسکين بيدها لتهوى عليها بها..
ألا يجوز أن يفرح المرء ولو قليلا!
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالعشرون
نداحسن
ترك لقلبه العنان فذهب يحلق في السماء يشعر بسعادة غامرة انتهكته بالحب فعاد إلى أرض الواقع مطعونا مخذولا پسكين الغدر
نفس اليوم قبل بضع ساعات
دلف جبل إلى فحاولت أن تهبط من على ذراعه تنخفض إلى الأرضية ففعل وهو ينخفض بها إلى الأسفل يتركها لتذهب ركضا إلى جدتها تصرخ بسعادة وفرحة طفولية بحتة
تيته تيته شوفتي بابا جابلي ايه
ابتسمت باستغراب واتسعت عينيها مفتعلة الصدمة تجيبها
بحماس
لأ مشوفتش وريني جابلك ايه من ورايا
فتحت ذراعيها إلى آخرهما تتحدث بسعادة والحماس يملئ نبرتها الطفولية
جابلي عروسه قد كده هتنام معايا على السرير وجابلي لعبة مطبخ كبيرة أوي أكبر من اللي كانت عندي قبل ما نيجي هنا