سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
يخرج صوتها مبحوحا متعلثم
متسبنيش
همس بجانب أذنها بضعف وشغف ضاغطا على عيناه بقوة
أنا بحبك.. سامحيني على اللي عملته
تسمرت في أرضها وارتخت يدها من حوله غير قادرة على استيعاب ما يحدث ولكنه لم يكن معه الوقت الكافي لكل ذلك بل أبتعد عنها متقدما من وعد يحتضنها قائلا
هتوحشيني
لم يعطي الفرصة لأحد كي يجيب عليه بل أتجه ليأخذ سلاحھ ثم تركهم يصعد مرة أخرى على الدرج يلقي عليها نظرة أخيرة محبة شغوفه حنونة مليئة بالندم على كل شيء عبر من جواره معها ولم يستمتع به ذاهبا ليقابل مصيرة الحتمي الذي لم يستطع الهروب منه اليوم..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يتبع
سجينةجبلالعامري
الفصلالثامنعشر
نداحسن
دعني أخبرك عن قصة رجل!
جلست زينة على الأرضية المليئة بالأتربة في كل مكان لم تقوى قدميها على حملها أكثر من ذلك وهي تقف ترفع رأسها إلى الأعلى تنظر إلى ذلك الباب الخشبي الذي خرج منه ولم يعد إليها تاركا إياها في ظلام دامس عتمة قلبها مع عتمة المكان من حولها بجعلها ترتعب أكثر وهي تستمع إلى صرخات أصواتهم الخشنة في الخارج مع إطلاق النيران..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
شهقات متتالية تخرج منها وعينيها السوداء متعلقة بالباب وتلك النظرة التي ألقاها عليها لا تفارق ذهنها مع صوته الشغوف واعترافه بالحب وأن تسامحه على ما بدر منه..
أتدري ما يحدث للوردة عندما تبدأ بالتفتح والخروج إلى عبير الدنيا تحلق عليها الفراشات لرائحتها الفواحة ومظهرها الجميل ثم يأتي طفل صغير دفعه هوسه بحب الورد ليقطفها من غصنها فتذهب رائحتها وتفقد جمالها ټموت بين يديه ذابلة وكأنها أبشع ما في الدنيا!
خوفا عليه توقفت الكلمات على باب عقلها فأكملت نعم إنه والد ابنتها ذلك الذي عوضها عن حرمانها من حنان الأب الذي جعلها تبتسم كلما رأته تركض نحوه تتعلق به ولم تشعر أنه شقيق والدها وأيضا هو زوجها زوجها الذي بدأ قلبها بالخفقان له رغم كل ما فعله وما يفعله..
القهر والألم ممزوجان داخل قلبها لا يترك أحد منهم الآخر تشعر به يعتصر من الألم ينطبق صدرها عليه ساحقة أكثر..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وقفت زينة على قدميها وذهبت لتجلس جوارها تحتضن إياها تشعر أنها أخطأت عندما منعتها عنه أنه الحب وذلك اللعېن ليس عليه سلطان لا يستمع لأحد إلا نفسه يأتي دون إنذار ويذهب دون إنذار..
كان في الأعلى جبل و عاصم مع الحراس يحاولون السيطرة عليهم بكل قوتهم هؤلاء الذين ولجوا إلى الجزيرة كانوا كثيرون للغاية غدروا بالحراس القليلة الذين كانوا واقفون على مداخلها..
تبادلون طلقات النيران لوقت كبير وكل لحظة والأخرى تفرغ خزينة السلاح ليقوم بتعبئتها مرة أخرى..
حرب دامية بطلقات النيران استمعت إليها الجزيرة بأكلمها من الشمال إلى الجنوب رأى جلال و طاهر من يقودون رجالهم نحو القصر إلى أن دلفوا إليه..
شعر بأن النهاية تقترب بعدما وقع من رجالة أكثر من خمسة ولم يبقى الكثير إلى
درجة الصمود هوى قلبه بين قدميه خوفا على عائلته إن رحل وتركهم ولكنهم يعلمون جيدا ما الذي سيقومون بفعله إلى أن تنتهي هذه الحړب متخفين في مكان مستحيل أن يمر به أحد سوى عاصم..
اهتزت روحه وهو يتذكر تلك التي وقع بحبها ولم ينل منه شيء ولم يستطع عيش النعيم جوارها يكافىء نفسه بعد سنوات العڈاب وسنوات الضياع الذي أوقع ذاته بها..
شعوره نحوها في تلك اللحظات كان قاټل والله قاټل وهو بين الحړب التي ربما تأخذه في أي لحظة ولكن قلبه يتوق اشتياقا لها يود أن تأخذه بأحضانها تربت على قلبه ليشعر بأن الخير قادم.. يود لو ينام على ركبتها فتضع يدها تخلل خصلات شعره لتسري القشعريرة بجسده وهو ينعم باللذة من هذا الشعور المغري..
زينة والله وأنت زينة تمنى رافعا رأسه للسماء أمام بوابة القصر متخفي خلف أحد الأعمدة يغمض عينيه لا يستطيع المقاومة أكثر يشعر بأنه يرتخي والھجوم يزداد عليه يهتف داخل نفسه متمينا أن لا تنساه.. أن تحيي ذكراه وتردد داخلها أنها كانت بالنسبة إليه غزال..
إلى هذه الدرجة أحبها!.. بل عشقها ولم يدري بذلك ويعترف به إلى نفسه إلا بعد فوات الأوان..
وجد جبل الطلقات تزداد للغاية وليس رجالة الذين يقعون على الأرض چثث هامدة بل رجال طاهر فنظر إلى عاصم باستغراب ليستمع إلى أصوات أهل الجزيرة الهاتفه بشراسة وعڼف يتقدمون منهم بالسلاح يأتون من الخارج فكان من السهل عليهم هم أن يهزموهم..
استمد جبل قوته وعاد يحمد ربه وهو يقف شامخا يركض بينهم بقوة يطلق النيران و عاصم خلفه يحميه.. كالعادة بينهم
وقف كل منهما في ناحية يحاولون مجابهة الأمر بعدما أصبح أسهل من السابق بكثير
نظر جبل إلى يمينه ليجد طاهر يقف متخفي ينظر إليه شامتا موجها السلاح نحو عاصم فدفع به للخلف صارخا وهو يطلق النيران عليه بعشوائية..
دفع جبل عاصم واحتل مكانه ليتقابل مع طاهر ولكنه أطلق رصاصة خرجت من سلاحھ لتصيب جسد جبل فصړخ عاصم بإسمه عاليا وهو يميل عليه يسنده رافعا السلاح نحو طاهر لتنطلق من فوهة السلاح رصاصة تصيبه لېصرخ عاليا كانت خرجت بحړقة من سلاح عاصم المذعور على صديقه الذي وقع بين يديه..
مر الوقت عليهم وهم على نفس بالصمت خوفا من أن يكون أحد من هؤلاء المجرمين بالأعلى يستمع إلى صوتهم..
كتمت صوتها وهي تبكي تشوب عينيها الخيوط الحمراء التي تجعل مظهرها يبدو خاضع لإذلال لا مثيل له..
استفاقت الصغيرة على صوت بكائهما فنظرت إليهما باستغراب طمست زينة على وجهها لتمحي عبراتها محاولة الثبات تقف على قدميها لأجل من معها ففعلت إسراء المثل وهي تقف غير قادرة على الصمود أكثر ولكنها تضغط على نفسها بقوة..
توجهت نحو الباب تفتحه تتناثر الأتربة من عليه يبدو أنه مغلق منذ مدة كمثل هذه الغرفة فتح الباب بسهولة فنفضت يدها ببعضها وعادت للداخل ترفع الحقيبة مرتدية إياها على ظهرها تتمسك بالسلاح بيدها ثم سارت في الأمام تعود إلى الباب لتخرج منه قائلة بصوت مبحوح وعينان دامعة
امسكي وعد وخليكم ورايا
أومأت إليها شقيقتها التي تمسكت بيد الصغيرة بقوة وكأن هناك من يراقبهم ليأخذها من بينهم استدارت زينة ترفع بصرها إلى سقف الغرفة تنظر إلى الباب الخشبي على أمل أن يفتح ويعود إليها يجذبها مرة أخرى في عناق حاد كالذي قبله.. ولكنه يبدو كان عناق الوداع..
تحركت أمامهم تخرج من الباب وهم خلفها تشعل ضوء هاتفها تسير في الممر المظلم حتى تخرج من هنا إلى الغابة